رواية سديم وزياد هي رواية رومانسية والرواية من تأليف هايدي ابراهيم في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية سديم وزياد لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية سديم وزياد هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية سديم وزياد تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية سديم وزياد من الفصل الاول للاخير بقلم هايدي ابراهيم
– صباح الخير يا أستاذة سديم ماما باعتالكم طبق الكنافة دا كل سنة وأنتوا طيبين.
قربت منها وقولت وأنا بفكر أيه الست اللي مش بتفتكرنا غير في رمضان دي!! وبعدين فيه حد يصحي 9 الصبح يعمل كنافة؟
ابتسمت وقولتلها:
– وأنتِ طيبة يا علياء وقولي لماما تسلمي.
مشيت فحطيت طبق الكنافة على الترابيزة وروحت أغسل وشي.
ماما وبابا مش هسامحهم سابوني أول يوم رمضان وراحوا يفطروا عند عمتي وعشان بينا سكة سفر وأنا عندي جامعة مروحتش، لفيت طرحة وطلعت البلكونة أسقي زرعة النعناع اللي بحبها وأنا واقفة شميت نسمة هوا جميلة خطفتني من مكاني لعالم كله ود وحب وفوقني صوت التلفون لفيت وشي علشان أروح أشوفه وفجأة خبطت طرحتي في زرعة النعناع واللي وقعت من الدور الرابع فوق دماغ واحد معدي!!
– أنتِ كان ممكن تموتيني بالعملة دي!
حاولت اتمالك أعصابي، راجـ.ـل مبيتفاهمش أبدًا قولتله:
– بص يا فنـ.ـد.م قولت لحضرتك أنه بدون قصد خبطت في الزرعة فوقعت وحضرة الظابط قال أعوضك ووافق إني أدفعلك مصاريف المستشفى وأعتذرتلك.
لسة هيتكلم ويعيد في اللي قاله اتعصبت وقولت بنبرة عالية نسبيًا:
– جات سليمة أحمد ربنا إن محصلكش حاجه غير ست غرز بس.
– أنتِ ازاي تتكلمي معايا بالأسلوب دا سجل عندك يا حضرة الظابط.
الصراحة الظابط معجبهوش أسلوب الراجـ.ـل فمضاني على كام ورقة وقالي:
– روحي يا آنسة ودخلي زرعاتك جوا بعد كده.
اتنهدت بعد ما مشيت من المكان دا، أول مرة أدخل قسم شرطة، لا وداخلة معورة واحد يعني الحمدلله إن بابا وماما مش موجودين، رغم إن بابا لو كان هنا كان حلها ودي مع الراجـ.ـل في المستشفى في دقايق بس أنا لساني أطول مني حرفيًا ومع أول كلمة الراجـ.ـل نطق بيها طلعت فيه رغم أنه حقه أصله واحد مفتوح راسه وواخد ست غرز عايزاه يقولك شكرًا على التعويرة مثلًا!!
بس مش من حقه أبدًا أنه يتكلم معايا بأسلوب قليل الذوق كده.
مشيت خطوتين سرحانة وفجأة سمعت صوت كلاكس عربية وحد من جوا العربية بيصـ.ـر.خ وبيقول:
– ما تركزي ولا أنتوا بقت شغلانتكم ترموا بلاكم على الناس!!
– أحترم نفسك يا بتاع أنتَ وأمشي في حال سبيلك بلا هم.
طلعت مني الجملة بعصبية ولو أطول كُنت روحت ضـ.ـر.بته بس فلت لما ساق العربية وجري بيها.
روحت البيت قبل المغرب بساعتين طلبت أوردر بما إن ماما مش موجودة، انا بعرف أطبخ آه بس الأكل مع العيلة أحسن بكتير قعدت على موبايلي شوية وفجأة جاني اتصال من بتاع الأوردر:
– الو
رد وقالي:
– إحنا آسفين يا فنـ.ـد.م الأوردر بتاع حضرتك أتلغي في عطل في المكنه.
– قصدك أنه هيتأخر ولا مش جاي خالص؟
اتنهد وقالي:
– لا مش هيجي يا فنـ.ـد.م المطعم وقف شغل لحد التصليح عن إذنك.
قفل معايا واكتشفت أنه فاضل نص ساعة على المغرب وأنا ولا عملت أكل ولا في أوردر جاي.
اتنهد وأنا بقول:
– اهو المنحوس منحوس ولو علقوا على راسه فانوس.
أخدت بعضي ونزلت أدور على أي مطعم بيفتح للعائلات وقت المغرب وبالفعل لقيت في سكتي واحد قعدت وطلبت الأوردر واستنيت لحد المغرب.
سمعت دوشة غريبة في المطبخ بتاع المطعم لحد ما طلع واحد معاه صنية الأكل وحطها قدامي بعصبية وقالي:
– أي خدمة تانية؟!
رديت وقولتله:
– إزازة ماية وأي نوع عصير عندكم مش هتفرق.
حرك راسه وراح جابلي وبعدها بدقيقتين المغرب أذن ودخلوا كلهم يفطروا جوا وفضل بتاع الكاشير برا واللي كان حاطط قدامه أكل بردو وبيفطر.
وبعد ما خلصنا وحاسبت ومشيت سمعت صوت صريخ جـ.ـا.مد في الشارع، مشيت ومهتمتش بس الصريخ زاد ولقيت واحدة بتقرب مني وبتقول:
– الحقيني بالله عليكي عايز يموتني.
اتعصبت من كلمتها وقولتلها:
– يموتك يعني أيه هي سايبة!!
أنا قولت في بالي لو دول نصابين مش هيلاقوا حاجه في الشنطة دا حتى البطاقة في البيت ولو بجد أكون عملت خير وانقذتها منه وعملت فيها سوبر هيرو بقا وقولتلها:
– هو فين دا؟
فجأة لقيت راجـ.ـل جتة طول بعرض وكبير في السن دقنه طويلة وفيها شعرات بيض جاي وغضب الدنيا في عيونه وقال:
– أنتِ حتى لو استخبيتي ورا الجن الأزرق هجيبك، أخرة تربيتي فيكي مشيالي مع واحد ولا يسوى وأنا اللي كُنت مفكر إني مربيكي على الألف خدي هنا.
الصراحة منظره وهيئته لما قرب مننا خوفني واتـ.ـو.ترت، فعلًا البنت سابتني وراحت ليه ومن الواضح جدًا أنه أبوها بصتلي بصة مش عارفه هي أيه بس كُنت هلحقها شاورتلي بلا.
بلعت ريقي وأنا بتخيل هيحصلها أيه يا ترى.
روحت البيت وأنا بقلع الكوتشي وبتنهد دخلت أوضتي رميت نفسي على السرير وقولت:
– نحس، بالله نحس مش عارفه أيه اليوم اللي كله نحس دا.
وفجأة لمع في أيدي الخاتم للمرة التانية يعملها ويلمع بالطريقة دي افتكرت لما ادتهولي سارة وهي بتعيط وبتقولي:
– خديه علشان خاطري مش عايزاه.
حاولت أفهم منها فيه أيه سابتني ومشيت وسافرت مع باباها لبرا مصر ومهما بعتلها في مسدجات مش بترد
لحد ما رنت عليا وأنا بفتكر دلوقتي وقالتلي:
– أزيك يا سديم، سبيني أتكلم متقاطعنيش علشان مرجعش في كلامي، أنا ضميري مأنبني ولازم أعترفلك بكل حاجة…
↚
ضميرك مأنبك؟! وعملتي فيا حاجة وحشة قصدك أيه بكل دا
– هحكيلك الحقيقة بس اسمعيني للآخر ومتقاطعنيش.
اتنهدت وأنا بسمع قصة ولا في الخيال بجد قالتلي:
– بصي يا سديم كان عندنا حد في العيلة اسمه عطية في التسعينات كده عطية دا كان عنده حوالي 30 سنة كده، عطية دا كان معروف عنه أنه محظوظ أوي بمعني أي موقف يقع فيه يكسب وينجح من غير أي مجهود الفلوس بتجيله بزيادة والخير عنده كتير، ودايمًا يطلع لله، مسمعوش أنه عدا عليه مشكله أو حاجه واجهته غير واتحلت في لحظتها.
ومن هنا بدأت الحكاية لما راحله أخوه زيارة كان عايز يعرف أيه سر الغنىٰ اللي هو فيه أكتر ما كان رايحله صلة رحم، خبط الباب وقعد معاهم وأتغدا وشرب الشاي، ساعتها تلفون البيت رن ردت مرات عطية وندهته علشان المكالمة قعد أخوه شويه برا بس لقاه اتأخر فقام اتسحب وراح علشان يشوف فيه أيه فجأة سمع عطية ومـ.ـر.اته بيتكلمه عن الحاجة اللي بتكسبهم الخير دا كله ألا وهو خاتم عطية الفضة اللي مش بيقلعه.
الخاتم دا لقاه في محل الأنتيكة اللي ورثة عن جده وأخوه رفض ياخده واستلم مكانه فلوس مكنش يعرف إن جوا المحل كنز وكنز كبير كمان.
الخاتم طلع بيوهب صاحبه الحظ السعيد واللي بيفضل ملازمه طول ما بيعمل خير.
أخوه الطمع ملى عيونه وقرر أنه يسـ.ـر.ق الخاتم دا من عطية قبل ما يسافر، ومن صغره وعارف أنه أخوه مش بيحب يلبس حاجه في أيده وهو نايم ساعة أو حتى خاتم لذلك قرر يبات عندهم الليلة دي وقاله أنه هيسافر تاني يوم على طول.
ومكنش عند عطية أي مانع وفي الليلة دي استني لما يناموا وبدأ يتسحب على أوضتهم بس كان فيه صوت سامعه من جوا لذلك استخبي ورا ستارة الصالة، ودي كانت مرات عطية داخلة الحمام، فأستغل إنها مش موجوده ودخل الأوضة وفعلًا لقى الخاتم على المكتب بتاع أخوه، أخده وطلع برا واخد شنطته وساب البيت أول ما مرات أخوه دخلت الأوضة تاني، رن عليهم من برا وقال لأخوه أنه افتكر أنه عنده شغل مهم ولازم يروح بسرعة ومحبش يزعجهم بس كان لازم يقولهم.
ولما عطية حاول يدور على الخاتم لقاه اختفي مجاش في باله أنه أخوه هو اللي سارقه.
وبعد شهرين رجع أخوه من السفر هتقوليلي رجع غني ومعاه فلوس هقولك لا.
رجع فقير محلتهوش حاجه هدومه متقطعة وشعره منكوش كأنه بقاله ليالي منامش وطلع إن السحر انقلب على الساحر وبدل ما يكون الخاتم مصدر السعادة ليه لا بقا مصدر نحس ومشاكل، حاول يقلعوا كتير بس معرفش، وفي النهاية خسر كل اللي بيملكه ولما مبقاش عنده حاجه يخسرها خلاص الخاتم اتقلع من أيده وقرر ينتحر.
واخد الخاتم حد من قرايبه وفضلوا على هذا المنوال حظ!! لا نحس وفقر بيواجه كل واحد ياخد الخاتم دا، لحد ما وقع في أيدي ومقدرتش اسيبه وبدأت المصايب تجيلي واحدة ورا التانية، وفجأة روحت لراجـ.ـل بيعمل سحر مقدرتش استني قدري أنا كمان بعد ما عرفت اللي بيعمله الخاتم، قدر يشيله من أيدي بس بشرط أنه في خلال 24 ساعة يكون حد تاني لابس الخاتم وملقتش قدامي وقتها غيرك يا سديم علشان كدا سبتهولك وسافرت.
بس مقدرتش مقولكيش لأنك صاحبة عمري.
ـــــــــــــــــــــــ
قصة ولا في الخيال، وقال صاحبة عمرها، بعد كل دا صاحبة عمرها؟!
بالفعل حاولت ءقلع الخاتم مكنش بيتقلع لحد ما الباب خبط وطلعت أشوف مين.
كان بابا دخل وهو بيقول السلام وقالي:
– تقريبا المفتاح بايظ ولا فيه أيه بقالنا ساعة بنحاول نفتح ومكناش عايزين نرن علشان متصحيش، طلعتي صاحية.
اتنهد وانا ايدي بتفرك في الخاتم وبقول لماما، الخاتم دا مش بيتقلع خالص.
قعدت علي الكنبة وقالتلي:
– أخرة لبسك الاكسسوارات والهبل دا هاتي….
قبل ما تكمل جملتها كان الباب بيخبط جـ.ـا.مد.
قلبي وقع وقولت البوليس جه تاني ولا أيه؟
روحت فتحت لقيت شاب طويل لابس قميص أبيض وبنطلون جينز، عليهم جرافته وكوتش أبيض، شعره كيرلي شويه بس قصير ودقنه مهنـ.ـد.مة ومتعصب
– أيوة اتفضل؟!
اتنهد وقالي أنتِ الآنسة سديم؟!
هزيت راسي بأيوة فقالي وهو بيتنهد وبيمسح علي وشه:
– أنا زياد الدمنهوري وجاي بخصوص دا.
وفجأة ظهر من وراه الراجـ.ـل اللي وقعت على دماغه الزرعة بتاعتي وقولت بصوت عالي:
– أنتَ تاني!!
↚
– أنتَ تاني!! لا دا أنتَ مستقصدني بقا
طلع بابا وماما على صوتي العالي وقالولي:
– فيه أيه يا سديم؟!
اتنهدت وأنا متـ.ـو.ترة، مجاش في بالي خالص احكيلهم كُنت بفكر في الخاتم حطيت وشي في الأرض لما بابا سأل تاني بعدين أخدت نفس وقولتلهم:
– لما دخلت أسقي زرعة النعناع خبطت في الطرحة ووقعت على دماغ الأستاذ، فأخدته للمستشفى دفعتله التكاليف بس هو رافض أنه يمشيها ودي خدني وروحنا القسم ولما حضرة الظابط عرف الموضوع قال أنه مدام دفعتله تكاليف المستشفى واعتذرتله كده مفيش مشكلة خلاص لأنها حادثة بدون قصد، فـ الفكرة بقا أنه مش سايبني في حالي.
لقيت الشخص اللي اسمه زياد بيتنهد وحط أيده على وشه وقاله:
– مش دا الكلام اللي عمي قاله خالص.
بص لعمه بزغرة وقاله:
– عمي!!
حمحم الراجـ.ـل وقاله الصراحة حبيت أحط التاتش بتاعي وإننا اتعاركنا عراك جـ.ـا.مد وإنها رفضت تدفع التكاليف والظابط يبقي ابن خالتها، أصل مكنتش متوقع منك إنك تصمم تيجي هنا يعني..
بصيتلهم وأنا مربعة أيدي وقولت في بالي:
– أيه اللي ابتليت بيه دا؟
اللي اسمه زياد اتنهد وقال:
– أنا بعتذر يا جماعة على سوء التفاهم زي ما سمعتوا، أنا عرفت الموضوع من وجهة نظر واحد فبكرر اعتذاري.
لقيت ماما مسكت فيه ولا اتفضلوا اشربوا حاجه كإعتذار مننا ولا مش عارفه أيه ونظرة خبيثة جدًا جدًا في عيونها وحاسة إني عارفة النظرة دي!
بابا ضحك وقال وهو بيوطي جنب ودني:
– أنا هعزمهم على الحادثة اللي حصلت بس إنما أمك شكلها ناوية تعزمهم على الفطار بعد كده.
بصيتله وضـ.ـر.بت على راسي بكف أيدي، استأذنت أدخل أوضتي أغير.
بالفعل دخلت غيرت هدومي ولبست دريس هادي أبيض وعليه طرحة بترولي، لقيت اتصال من اللي متتسماش صاحبة عمري فكنسلت عليها، حاولت مع الخاتم كذا مرة بس متخلعش.
طلعت من أوضتي على المطبخ وقولت بصوت وا.طـ.ـي:
– اللي في دماغك مستحيل يا عايدة ماشي!!
بصتلي بعدم اهتمام وهي بتفضي قهوة لبابا وأربعة عناب متحلين!!
هزيت راسي على عدم الرد دا وبعدين قولتلها:
– ما تساعديني في الخاتم دا أنا صوباعي هيتقطع.
– بعد الشر عنك، بعدين بعدين هشيلهولك
– هتشيلي صوباعي؟!
– الخاتم يا متـ.ـخـ.ـلفة، خدي بقا الصنية دي دخليها لحد ما أجيب صنية الحلويات.
بصتلها بدهشة وقولتلها:
– حلويات!! أنتِ عازمة جوز بنتك؟
– يسمع من بوقك ربنا الواد شكله حليوة اتكلم معاه بس يمكن يحصل وفق.
اتعصبت وسبت الصنية وقولتلها:
– ماما أنتِ بتدللي عليا؟! هو أنا عانس، أنا لسة مكملتش ال 23 سنة على فكرة.
– زهقت من قعدتك يا سديم عايزة أشوفك عروسة.
اتمالكت أعصابي وقولتلها:
– بكره أسافر برا البلد ومتزهقيش عن اذنك.
– استني
وقفتني وهي بتضحك في وشي بسماجة وقالتلي:
– دخلي الصنية بس الأول وبعدين نشوف الموضوع ده.
اتعصبت منها وقولتلها:
– ماشي افتكريها بس خليكي فاكرة إني مستحيل أتجوز واحد عمه يبقي الأقرع دا.
طلعت برا وحطيت الصنية على الترابيزة قعدت ولقيت تلفوني بيرن كانت سارة زهقت منها وقولت أرد استأذنت منهم وطلعت البلكونة:
– نعم؟
– بصي أنا عارفه إنك زعلانة ومتدايقة دلوقتي بس خليني أكمل كلامي يعني مهما حاولتي إنك تقلعي الخاتم مش هيتشال فهبعتلك رقم وعنوان الراجـ.ـل اللي رحتله، يمكن فيه طريقة تانية غير إنك تديه لحد تاني.
اتنهدت وانا بقولها:
– سارة أنا مش هسامحك بسهولة كده، بس خليكِ عارفة إني مستحيل اروح لدجال أو مشعوذ أنا مش كافرة بربنا وبعدين موضوع الخاتم دا مستحيل أصدقه انتهينا أنا هخلي ماما تشيلهولي أو هروح لأي بتاع دهب لو متشالش.
قفلت السكة في وشها وطلعت برا لقيتهم مشيوا بابا ضحك وقالي:
– والله ما حد هيتعب قلبي غير أمك اللي عاوزة تجوزك بأي طريقة دي.
– والله يا بابا تحسني في قانون ماما عجزت..
قعدت أنا وأبويا نضحك على امي.
بس فضلت متدايقة من الخاتم
– ماما ت عـ.ـر.في تخلعي الخاتم دا أنا متدايقة منه.
حاولت كتير ومعرفتش صابون وزيوت ومرطبات وبردو مبيطلعش لحد ما بابا قالي:
– تعالي بكره نروح للصايغ يحاول يطلعه هو كده كده مش دهب.
– هضطر استني لبكرة!! يلا خير.
دخلت أوضتي فكرت في الكلام اللي قالتهولي سارة بس الصراحة رفضت الفكره نهائي يعني أيه خاتم بيجيب حسد، هو فيه حاجه عبـ.ـيـ.ـطة كده!!
رفضت الفكرة ونمت.
تاني يوم جه وصحيت من النوم جهزت نفسي وقولت لبابا:
– أنا هروح أدور على شغل، ادعيلي اتقبل هقدم في شركتين ولما اجي نروح نشيل الخاتم دا.
ابتسم وقلع النظارة وقالي:
– خلاص هستناكي يا حبيبتي ربنا يوفقك يا سديم، خدي بالك من نفسك.
قربت منه وحـ.ـضـ.ـنته وقولتله:
– أمال فين الولية الخاطبة دي!!
ضحك وقالي:
– عند جارتنا بتديها كنافة
– آه بتردلها الكنافة بتاعت أول يوم رمضان طب أنا هنزل أشوفك بخير.
وصلت للشركة وأنا مبتسمة واتنهدت تنهيدة طويلة عبرت فيها عن نشاطي، كان فيه حد في الأسانسير جريت بسرعة الحقه قبل ما يقفل وبالفعل لحقته
– السلام عليكم
– وعليكم السلام
– أيه دا أنتَ!!
فجأة الأسانسير عطل…
↚
– أيه النحس دا بس ياربي!
– قصدك أيه يا آنسة؟
– أنا كلمت حضرتك! لا يبقى خلاص سيبني أشوف الوقعة اللي وقعت فيها دى.
اتنهد وبص في الساعة وطلع الموبايل وقال بكل برود بجد منتهي البرود:
– مفيش شبكة.
-!!!
في اسانسير عايز يجيب شبكة منين؟
صبرني يارب مش هيبقي من الخاتم المنحوس للأقرع وابن أخوه، والأسانسير العطلان.
فجأة الأسانسير أشتغل وطلعنا باقي الدور ولقيته بيقول:
– الحمدلله لسة فاضل عشر دقايق على الإجتماع.
ركزت في كلامه وقولت:
– دا هيطلع مدير الشركة وأنا علِقت معاه في الأسانسير ولا أيه، بعدين ركزت شويه في اللي حصل وقولت والمدير هيستعجل بالطريقة دي علشان يلحق الإجتماع بعدين مدير مش لابس بدلة!! لا مش هتيجي، شكله هيكون موظف في الشركه هنا والصراحة مش عاوزه أشتغل معاه فأخدها بقصيرها واخلع.
وقبل ما اتحرك سمعت صوت بيقول:
– أستاذة سديم مش كده؟
بصيت ورايا لقيت بنت جميلة بتبتسم برسمية فهزيت راسي فقالتلي:
– حضرتك كان معادك 10 بس الظاهر أنه أنتِ اللي الأسانسير عطل بيكي تحت فأتفضلي معايا جلال بيه في انتظارك.
شكلي اتدبست فعليًا يارب يرفضني.
شوفتوا موظفة تطلب الرفض من الشغل بنفسها قبل كده؟
أنا أصلًا بشتغل علشان زن ماما المتكرر عريس عريس عتريس.
لقيت حد قدامي بيحمحم وبيقولي:
– أستاذة سديم!!
لما ركزت كُنت سرحت وأنا قاعدة قدام المدير في المكتب وهو عمال ينادي عليا من ساعتها
– أيوة اتفضل!
– أنا قريت السي في بتاعك والصراحة دراستك كلها كويس جدًا غير إنك واخدة كورسات كتير أحيكي قبلناكي في الوظيفة.
بلعت ريقي وقولتله:
– شكرًا يا فنـ.ـد.م هكون عند حُسن ظنك.
دخلت السكرتيرة ومعاها صنية فيها قهوة وطوباية ماية وأنا كنت بستأذن أمشي وفجأة اتكعبلت في رجلي وقعت على المكتب بالصنية ومين المتضرر!!
المدير اللي لسة قابلني حالًا في الشغل استحمي قهوة.
حاولت ابرر اللي حصل وبلعت ريقي وقولتله:
– دلق القهوة خير معلش بجد مكنش قصدي.
– اطلعي برا أنتِ مرفودة، أنتِ أصلًا مش مقبولة اتفضلي يلا.
اتحرجت من الأسلوب دا وطلعت وقولتله:
– أصلًا ميشرفنيش إني اشتغل عندكم أخدت السي في بتاعي من قدامه ومشيت.
سيبتهم وطلعت برا وقولت شكله مش الخاتم الملعون دا هو النحس، النحس اللي بجد هو اللي عطلت معاه في الاسانسير.
مش عارفة ليه وقتها فكرت انه هو السبب في النحس دا يكفي عمه!!
ولما نزلت خوفت من الأسانسير فنزلت من على السلم، لقيت حد بيجري من جنبي خبطني وقع كل الورق اللي معايا فزعقت:
– ياربي على الغباء بقا.
– بتقولي حاجه يا آنسة!!
– هو أنتَ ليه بتطلعلي في البخت؟ ليه النحس بيلازمني لما بشوفك، اقابلك الأسانسير يعطل، واترفد في أول يوم اتقبلت فيه في الشغل غير الاصطدامـ.ـا.ت اللي كل شويه يا بيتي وبينك يا بيني وبين عمك!
قرب مني بهدوء وبصلي من فوق لتحت وقالي:
– وليه ميكونش أنتِ النحس، أنا علاقتي بيكِ دي حياتك انتِ ومشاكلك أنتِ أنا مالي.
عطاني ظهره وجه يمشي وجيت انا أنزل من على السلم رجلي كانت على الحرف فقدت توازني ووقعت، ووقعته معايا زقني وقالي:
– اتأكدتي إنك النحس هنا مش أنا!
ومشي وسابني!
لا بجد قليل الزوق ومشي أنا مش مصدقة قله الزوق دي.
قومت ألم حاجتي، وأعدل من برستيجي اللي اتبعتر لقيت تلفوني بيرن..
↚
– حياتي اتقلبت 180 درجة وكل دا بسبب خاتم منحوس!! أنا لو في فيلم كرتون مكنش هيحصل فيا كده.
فضلت أكلم نفسي وأنا ماشية، لحد ما وقفت تاكسي علشان أروح لسة قافلة مع ماما دلوقتي قالتلي إن جارتنا ضغطها وطي وانها قاعدة معاها في البيت وطلبت مني أجيب لها علاج من الصيدلية فكراني وارثة!
بس بما إن معايا فلوس مينفعش مساعدهاش حتى لو مش معايا كنت هتصرف وأجيب ما هو الجار للجار والمسلم للمسلم بردو.
دخلت الصيدلية وطلبت العلاج اللي ملته ليا ست الكُل فطلع من الصيدلية عيلة صغيرة كانت بتلعب مع مامتها وهي بتنط قالت لمامتها:
– الله شكله غريب الخاتم اللي في أيد طنط دا.
قولت في بالي:
ميغلاش عليكِ يا حبيبتي خدية لو ت عـ.ـر.في تطلعيه من ايدي.
لعبت في الخاتم شوية في ايدي وجربت أشيله والمفاجأة أنه طلع!!
هنا فضلت دقيقة صمت لحد ما رن تلفوني تاني وكان بدون اسم
– الو
– أيوة أستاذة سديم؟
– أيوة اتفضل!
– حضرتك كُنتِ مقدمة طلب لوظيفة معانا، الطلب اتقبل يا فنـ.ـد.م وتقدري تجيلنا بكره تسعة الصبح علشان الإنترفيو
شكرته وفضلت مبلمة شوية والبنت الصغيره كانت لسة واقفة قربت من مامتها وعطتها شكولاته معايا في الشنطة فرحت بيها جدًا وقالتلي:
– شكرا يا طنط هاكلها بعد الفطار عثان، نا صايمة بس عطشانه بس، كل سنة وأنتِ طيبة.
ابتسمت على براءتها وطلعت من الصيدلية على البيت وأنا في دماغي ميت سؤال وسؤال وإزاي بعد ما الخاتم كان هيقطع صوباعي علشان يطلع منه طلع بالسهولة دي وازاي بعد كل النحس أو المصايب اللي وقعت فيها أتقبل في الشغل على طول.
فكرت كتير لحد ما قعدت مع جارتنا وسلمت عليها وبعدين روحت البيت قولت قطعًا لازم أكلم المهزقة صاحبتي هي اللي هتحل الموضوع ده بس مهمًا يكُن حتي لو هفضل طول عمري مع النحس دا مستحيل اروح لدجال.
جه معاد الفطار وقعدنا نفطر بابا دايمًا يسترجع ذكريات الماضي وخصوصًا في رمضان، بتحس ببهجة كده بلمتنا رغم إني مشتاقة لباقي قرايبنا أصلًا عزلنا من البيت بسبب مشاكل مع أخوات أبويا واللي استحي إني أقول على حد فيهم عمي الصراحة من اللي عملوه فينا.
خلصنا وقعدنا نحلي وافتكرت سارة والخاتم اللي على الترابيزة جوا.
دخلت أوضتي قعدت أفكر في كل كلمة قالتها سارة وقررت إني مش هرن عليها أنا بدأت أفهم كل حاجه.
لو سارة معاها حق والخاتم دا منحوس فـلا الخاتم دا على حسب استعماله يا يجيبلك النحس الدائم يا يجبلك الحظ المستمر بمعني إني لما وقعت الزرعة على الراجـ.ـل اتعاركت معاه وشـ.ـدينا سوا وبقيت مش طايقة صنف بني آدم قدامي زي مثلًا ابن أخوه اللي اسمه زياد أبو غمازة دا، فلازمني النحس مع كل معاملة وحشة بعاملها لحد..
ويبدو إني لما ساعدت جارتنا ولما كنت هتنازل عن الخاتم للبنوته الصغيرة الحظ حالفني في كذا حاجة.
دا تحليل مبدأي ومنطقي للعـ.ـبـ.ـط اللي بعيش فيه بس هرجع لنقطة الصفر تاني وأقول الحظ النحس دا شيء ملوش وجود فيه حاجه اسمها قدر ولازم نؤمن بيه ولو مكنش الخاتم موجود كان ممكن يلازمني كل دا بردو دي بتبقي اختبـ.ـارات من رب العالمين مش كده!!
رجعت بدماغي لقصة سارة اللي قالت عليها لما حكتلي بعد ما أخو عطية سرق الخاتم وقالتلي:
– أخوه الطمع ملى عيونه وقرر أنه يسـ.ـر.ق الخاتم دا من عطية قبل ما يسافر، ومن صغره وعارف أنه أخوه مش بيحب يلبس حاجه في أيده وهو نايم ساعة أو حتى خاتم لذلك قرر يبات عندهم الليلة دي وقاله أنه هيسافر تاني يوم على طول.
ومكنش عند عطية أي مانع وفي الليلة دي استني لما يناموا وبدأ يتسحب على أوضتهم بس كان فيه صوت سامعه من جوا لذلك استخبي ورا ستارة الصالة، ودي كانت مرات عطية داخلة الحمام، فأستغل إنها مش موجوده ودخل الأوضة وفعلًا لقى الخاتم على المكتب بتاع أخوه، أخده وطلع برا واخد شنطته وساب البيت أول ما مرات أخوه دخلت الأوضة تاني، رن عليهم من برا وقال لأخوه أنه افتكر أنه عنده شغل مهم ولازم يروح بسرعة ومحبش يزعجهم بس كان لازم يقولهم.
ولما عطية حاول يدور على الخاتم لقاه اختفي مجاش في باله أنه أخوه هو اللي سارقه.
وبعد شهرين رجع أخوه من السفر هتقوليلي رجع غني ومعاه فلوس هقولك لا.
رجع فقير محلتهوش حاجه هدومه متقطعة وشعره منكوش كأنه بقاله ليالي منامش وطلع إن السحر انقلب على الساحر وبدل ما يكون الخاتم مصدر السعادة ليه لا بقا مصدر نحس ومشاكل، حاول يقلعوا كتير بس معرفش، وفي النهاية خسر كل اللي بيملكه ولما مبقاش عنده حاجه يخسرها خلاص الخاتم اتقلع من أيده وقرر ينتحر.
معنى كدة إن استعمال الخاتم مع الشر هيجيب النحس والخاتم هيلازم صاحبه لحد ما ينتهي، إما استعماله مع الخير هقدر اقلعه براحتي وكمان هيجيب حظ ورزق ومش بعيد يجيب ليا عريس امي تفرح بيه!!
ضحكت على تفكيري وقولت بصوت هامس:
– طب ما الإنسان خطاء ومفيش حد فينا مبيغلطش!
فضلت باصة للخاتم اللي على الترابيزة وقررت ملبسهوش تاني، لا استعمله في خير ولا في شر.
والصراحة أنا عيلة وبرجع في كلامي لأن عندي انتريفيو انهاردة وهحتاجه.
أول ما صحيت وخلصت لبس هدومي لبست الخاتم وأخدت شنطتي ونزلت طلبت أوبر ووصلني للمكان اللي عاوزة أوصله اتنهدت وبدأت أول خطواتي و…
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇