رواية وله في ظلامها حياة مراد ونوري كاملة جميع الفصول

رواية وله في ظلامها حياة هي رواية رومانسية تقع احداثها بين مراد ونوري والرواية من تأليف دينا احمد في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية وله في ظلامها حياة لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية وله في ظلامها حياة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية وله في ظلامها حياة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية وله في ظلامها حياة مراد ونوري كاملة جميع الفصول

رواية وله في ظلامها حياة من الفصل الاول للاخير بقلم دينا احمد

المقدmة
يجلس أمام شرفته ينظر في الفراغ و يلتهم سيجارته بشراهة ها هو سوف يعود إلى مصر مرة ثانية زم شفتيه بامتعاض هو لا يريد العودة يريد أن يظل هنا طوال حياته ولكنه زفاف شقيقه الصغير ويجب أن يكون بجانبه في مثل هذا اليوم..

اغمض عيناه بقوة وتلك الذكريات تلازمه منذ ذلك الحادث المشؤوم ذلك الحادث الذي فرق بينه وبين حبيبته التي لم يكتمل زواجهم وقد توفت بعد عقد قرانهما تلك الفتاة التي اختارها قلبه و أسرته منذ النظرة الأولى.. مر على هذه الحادثه ما يقارب نحو السبعة سنوات ومنذ فراقه لها وهو بعيد عن موطنه..

تنفس بعمق بعد أن هبط من طائرته عاد من جديد إلي موطنه ولكن سوف يعمل على أن يغادر مرة ثانية في اقرب وقت.
"بداية جديدة"

في منطقة راقية لا يسكنها إلاّ ذوي الطبقة العالية و تحديداً في قصر عائلة النجدي يجلس كبير العائلة رأفت النجدي ذلك الرجل صاحب الشخصية الصارمة الذي يهابه الجميع يضـ.ـر.ب الأرض بالعصا الخاصة به وهو يزمجر بغـــضــــب ليهتف بصوته الاجش:
- البنات اللي فوق دول هيستمروا في اللعب كدا كتير ولا إيه؟!

ليقول حازم و هو يضع يده على موضع قلبه بطريقة درامية
-الله يا بابا خلي قلبك ابيض و سيب حبي تفرح براحتها

لينظر له رأفت عاقداً حاجباه وهو يقول بحنق
- انت يالا قاعد هنا ليه من دلوقتي ... عايزك تسلم على مراد و تطير ولا أنت عجباك اصوات البنات

ليكمل قائلاً:
- معرفش كان تفكيري فين لما قررت الاتنين المجانين يتجوزا

تصنع حازم العبس وهو يقول:
- جرا ايه يا حج انتوا جايبيني عشان تهزقوني ولا إيه؟! وبعدين انت بتتكلم عن المدام بتاعتي

اقتربت منه فرح لتهمس في أذنه:
- اشتري كرامتك يا حازم عشان برستيجك أنت و المدام بتاعتك هينزل الأرض دلوقتي

زم حازم شفتيه بامتعاض وهو ينظر لوالده الذي يضـ.ـر.ب الأرض بغـــضــــب ليقول بصرامة:
- فاتن ... اطلعي لـ بـ.ـنتك و خليها تتهد شوية هي و البنات اللي معاها مراد زمانه على وصول و اكيد هيكون عايز يرتاح

أومأت له فاتن بتـ.ـو.تر لتذهب سريعاً إلى الأعلى لمصدر تلك الضوضاء لتفتح باب الغرفة ثم وضعت يدها في خصرها و هي تهز رأسها في يأس من تلك الفتاة التي ترقص و تتمايل ببراعة بجسدها الممشوق المثير في ذلك الرداء الاسود القصير الذي ترتديه و تجتمع الفتيات الاخري حولها و يرقصون و يغنون بسعادة كبيرة لتقترب فاتن من نورا ثم ضـ.ـر.بتها بخفة على كتفها لتسحبها نورا و ياسمين من يدها لكي ترقص معهم لترفض فاتن بشـ.ـدة وهي تصيح بـ نورا قائلة:
- يا بـ.ـنتي تعبتي قلبي ما تتهدي شوية ... عمك معه حق لما قال إنك مـ.ـجـ.ـنو.نة زي حازم بتاعك ده ... تعالي انزلي تحت عشان حبيب القلب بتاعك موجود و مراد هيوصل

لتقول نورا بمرح:
-يعني زومي تحت لا بقي انا لازم انزل و...
لتقاطعها فاتن وهي تحذرها بسبابتها
- اياكي يا نورا تتدلعي عمك متعصب على حازم ولو شاف جو الغراميات بتاعكم ده معرفش ممكن يعمل فيكم ايه.

لتضـ.ـر.ب نورا الأرض بقدmها بحنق طفولي و تنهدت فاتن وهي تنظر لأبـ.ـنتها التي وأخيراً ارتسمت السعادة في حياتها بعد معاناة لتدعوا ربها أن يديم السعاده في قلبها دائماً ثم غادرت الغرفة.. أما في الأسفل فجاء إتصال مفاجئ لـ حازم فتركهم و دخل إلي المكتب حتي لا يسمعه أحد.
______________________________________
جاءت سيارة فارهة بسائق شاب لأستقبال مراد ليقول السائق بابتسامة ترحاب:
- حمد لله على السلامه يا مراد بيه.
ليجيبه مراد ببرود
- الله يسلمك يا سعد.

دلف إلي حديقة القصر و هو ينظر في جميع الاتجاهات وهو يتذكر تلك الجنية الصغيرة التي دائماً تبعث الحياة في كل مكان بمرحها توجه بخطواته إلي الداخل بشموخ و وقار واضعاً يده في جيبه و هو يسير بثقة عالية وما أن دلف إليهم في غرفة الجلوس حتي تهللت اسارير الجميع فرحاً بما يروه ليبتسم هو نصف ابتسامة لم تلامس عيناه ثم توجه نحو والده الذي كاد أن يبكي فرحاً برؤية ابنه بعد مدة كبيرة ليعانقه والده و هو يربت على ظهره بحنو ثم بدأ الجميع في مصافحته بحرارة لينضم إليهم حازم الذي ما أن رآه حتي قفز نحوه كالطفل ليعانقه بقوة كبيرة.
صاح حازم بعد أن أبتعد عنه
- ايه يا كبير ملكش أهل تسأل عليهم ولا إيه؟.
هم مراد للتحدث ولكن صدح صوت اغنية 'بـ.ـنت الجيران' في أرجاء المكان ليعقد مراد حاجباه في استغراب.
أما رأفت فغـــضــــب أكثر عنـ.ـد.ما بدأت الفتيات بالغناء بصوت واحد مع الأغنية.
( بهوايـا انتي قاعدة معايا ... عينيكي ليا مراية ... يا جمال مراية العين ... خليكـي لو هتمشي اناديكي انتي ليا انا ليكي احنا الاتنين قاطعيـن... )
ليقول رأفت بصرامة وهو يقف:
- انا بقي اللي هطلع للمـ.ـجـ.ـنو.نة دي
ليوقفه حازم قائلاً:
- أهدي يا حج الله يخليك و سيبني انا هطلع اجيبها تهزقها براحتك.
ليقول له رأفت وهو يرمقه بغـــضــــب رافعاً أحدي حاجباه:
- اخرس يا آخرة صبري... تطلع تجيبها ولا تلعب معها برضوا.
ليزفر حازم بضيق ثم صاح باستفزاز قائلاً:
- كدا برضوا انا عايز اريحك احسن ما تفضل طول اليوم تعبان بسبب طلوع السلم مانت كبرت برضوا يا حج.

كل ذلك تحت انظار مراد الذي يحاول كبت ضحكته بصعوبة وهو يري جدال أباه و أخاه الذي لا ينتهي لينهض مراد و هو يبتسم قائلاً:
- انا هطلع انا عشان اغير هدومي ... شكلها متعرفش اني جيت لحد دلوقتي.
ليصيح حازم قائلاً:
- بقولك يا مراد لو عترت في واحده قمر كدا و عيونها ملونة بلاش احضان و الكلام ده أصلي بغير على المدام ... كفاية كلامها عنك.
ظهرت ابتسامة على ثغره و سار للصعود إلى الأعلى وفي نفس الوقت كانت تركض نورا خارج الغرفة و تركض ورائها يارا بغـــضــــب عنـ.ـد.ما بدأت نورا في مشاكستها و فجأة تعثرت قدm نورا وكادت أن تسقط من السلم ولكن جسد صلب منعها من السقوط حتي سقطت في حـ.ـضـ.ـنه نظر إليها مراد وهي مغمضة عيناها و تتمسك بذراعه بقوة ليتفحص كل إنش في وجهها و شعر وكأنه مغيب عن الواقع بملامحها شـ.ـديدة الجمال و النعومة... وفجأة بدأت بفتح عيناها ببطئ ليلعن تحت أنفاسه بخشونة من تلك الخضراوتين!! أما نورا بعد أن علمت بملامحه جيداً ابتسمت بسعادة لتلتمس وجهه بأناملها لتناديه وهي لا تصدق بأنه أمامها
- مراد!!.
همهم باستمتاع ثم تدارك نفسه ليبعدها عنه على مضض و أعطاها ظهره فهو يعلم نبرة صوتها تماماً ليتفاجأ بها تعانقه من ظهره بقوة أما يارا فذهبت إلي داخل الغرفة مرة ثانية حتي تترك لهم الحرية.
التفت إليها مراد وهي متمسكة به بقوة ليقول بصوت خافت وهو يعانقها
- حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي يا نوري.
مسد على شعرها باشتياق لتشهق هي خجلاً عنـ.ـد.ما تذكرت ما ترتديه لتبتعد عنه بتـ.ـو.تر شـ.ـديد لتقول بتعثلم:
- اللبس ... اااا ... هروح اغير.
ركضت سريعاً داخل غرفتها ليبتسم هو ابتسامة جانبية ثم توجه لغرفته لتبديل ملابسه.
______________________________________
جلست ناهد والدة يارا في حديقة الفيلا واضعة قدmاً فوق الاخري بغــــرور و ترافقها امرأة أخري (منال) يبدو عليها الهيبة و الجمال رغم تقدm عمرها فهي في منتصف الخمسينات ولكن ملامحها و ملابسها تجعلها في ريعان شبابها و كذلك ناهد التي تُعتبر نسخة من يارا ابـ.ـنتها
لتقول منال بحيره:
- عاصم ابني غلبني والله يا ناهد مفيش بـ.ـنت عجباه ولا عايز يتجوز ... تقريباً عرضت عليه نص بنات البلد و هو رافض.
ابتسمت لها ناهد وهي تفكر أن تُريها ابـ.ـنتها فمن لا تريد عاصم المنياوي زوجاً لها لتقول بخبث وهي تري ابـ.ـنتها تدلف إلي الحديقة:
- معلشي يا منال ... سليم ابني غلبني معاه هو كمان.
ثم تحولت نظراتها إلي يارا التي كانت تسير بأناقة و ثقة لتناديها قائلة:
- يارا حبيبتي تعالي سلمى على طنط منال.
تأففت يارا لتتجه إليهم على مضض أما منال فكانت تنظر لها بتقييم و إعجاب بالغ لتصافحها بابتسامة واسعة فستأذنت يارا منهم و توجهت للداخل لتنظر منال إلي طيفها بإعجاب لتهتف بابتسامة:
- هي دي يا ناهد!! لازم عاصم يشوفها في اقرب وقت.

ابتسمت ناهد بخبث و قد تحقق مرادها لتقول:
- تنورونا في أي وقت يا حبيبتي.
لتبادلها منال الابتسامة و بداخلها تتراقص فرحاً لأن يارا تلك تشبه حبيبة ابنها السابقة إلي حد كبير و بالتأكيد لن يستطيع رفضها.
______________________________________
في مكان آخر تحديداً في فيلا عائلة كامل فتحت تلك الخضراوتين بتثاقل، و سرعان ما ابتسمت بسعادة عنـ.ـد.ما تذكرت مجيء حبيبها مرة ثانية، و سرعان ما عبست مرة ثانية عنـ.ـد.ما تذكرت أنه من المستحيل أن يبادلها شعورها وهو قد قرر عدm الزواج مرة أخرى بعد وفاة شقيقتها لتزم شفتيها بضيق بسبب تمسكه بشقيقتها بهذه الطريقة وكأنها الفتاة الوحيدة في العالم ولكن ليست ديما من تستسلم للأمر الواقع بل ستحرق الأرض بما عليها لتحصل على حبيبها حتي لو تطلب الأمر منها الكثير ... ابتسمت بخبث وهي تفكر في خطتها للتقرب منه عازمة على أن تجعله زوجاً لها في اقرب وقت ليس حباً فقط و أنما للاستيلاء على أمواله الطائلة التي لو أسرفت بها طوال العمر لن تنتهي.
_____________________________________________
اجتمع الجميع على طاولة الطعام عدا نورا و فاتن، ثواني و هبطت نورا برفقة والدتها وهي تبتسم بمرح الجميع ينظر لهم و بداخله الكثير.
حازم الذي ينظر إلى نورا و تفاصيلها بابتسامة بلهاء
مراد الذي يتنهد بحرارة وهو يتذكر لقاءه بها
اسماعيل الذي ينظر إلى فاتن بإعجاب لم يستطيع اخفاءه طوال السنوات الماضية
نسرين و قسمت الذين ينظرون إليهم بحقد و غل شـ.ـديد
رأفت الذي يتمني أن تدوم السعادة في حياة ابنة أخاه
الجميع يدور في داخله الكثير حول فاتن و ابـ.ـنتها.
جلست نورا بجانب مراد بابتسامة عريضة فبادلها الابتسامة وهو ينظر لها ليعقد حازم حاجباه في ضيق ثم نظر لها بعبوس لتبتسم له بخفة ثم وضعت قدmها فوق قدmه من اسفل الطاولة و سحبتها مرة ثانية ليبتسم لها بخبث ليضع قدmه على قدm مراد ظناً بأنها قدm نورا فنظر له مراد رافعاً أحدي حاجباه فوجده ينظر إلى نورا و الابتسامة تعلو ثغره ففهم مراد ما يفعله ليضغط على قدmه بقوة و عنف فصرخ حازم متأوهاً من الألــم.
نظر له الجميع باستغراب و تسائل ليقول رأفت بصرامة:
- جرا ايه يا عيل بتصرخ كدا ليه؟!
ليزمجر حازم بضيق ثم قال وهو ينظر إلي مراد الذي ينظر له بتحدي:
- أبداً يا بابا بس حسيت بشـ.ـد عضلي
ليقول مراد بنبرة ذات مغزى:
- اجمد يا عريس
صاح اسماعيل وهو يوجه حديثه إلي مراد:
- وانت يا مراد ناوي تستقر هنا ولا هتسافر تاني؟
ليجيبه مراد بجمود:
- ايوا هسافر في اقل من شهر هرجع تاني بس عايز اتابع صفقة مهمة هنا...
نظر له الجميع بأسي وقد اعتقدوا أنه سوف يُقيم هنا مرة ثانية فتنهد والده بحـ.ـز.ن ليقول:
- مراد عايزك في مكتبي بعد الأكل
قالها ليومأ له مراد فتركهم رأفت و غادر المكان وهو يفكر في طريقة كي يجعل مراد لا يسافر مرة ثانية.
هتفت نسرين بدلال قائلة:
- حازم لو هتمشي دلوقتي ممكن توصلني معك؟ اصل لطفي السواق واخد اجازة انهارده.
أومأ لها حازم بالايجاب ثم صدح رنين هاتفه ليبتعد عن طاولة الطعام و ذهب بعيداً عنهم ليرد بتوجس قائلاً:
- انا مش قولتلك متتصلش بيا وانا في البيت يا غـ.ـبـ.ـي.
= الله ... انت اللي أتاخرت بس عايز اقولك اني مجهز سهرة إنما ايه بس متنساش الفلوس.
- تمام مسافة السكة هكون عندك.
= سلام يا زميل.
اغلق مصطفي الاتصال و على ثغره ابتسامة شيطانية.
وفي نفس الوقت ذهب حازم مع نسرين لتوصيلها و اتجه إلي الشركة حتي يجلب الأموال.
______________________________________
في مكان آخر يجلس رجل على أحدي الكراسي واضعاً قدmاً فوق الاخري بغــــرور رن هاتفه ليبتسم بغــــرور ثم أجاب:
- اتصالك وراه معلومة جديدة.
ليجيب الطرف الآخر:
= بس كله بفلوسه يا باشا.
- فلوسك هتوصل و زيادة كمان.
= مراد وصل مصر النهارده والمفروض عشان فرح اخوه و هيعمل صفقة كبيرة و مهمة اوي كمان و مستنين أوامرك عشان انفذ
- بص انت هتعمل كل اللي هقولك عليه بالحرف الواحد....
أخبره بما يجب أن يفعل و اغلق الخط ليبتسم بشر خالص وهو يتحدث بفحيح الافعي:
- نهايتك على أيدي يا ابن رأفت
"زفاف اسطوري"

جلس مراد على كرسي المكتب أمام والده لينظر له ثم تسائل عاقداً ما بين حاجباه باستغراب:
- حضرتك طلبت تكلمني ليه؟.

تنهد والده بعمق ليقول بصوته الرخيم:
- مراد يا ابني انا عايزك تسمع الكلام اللي هقوله و تطاوعني وبلاش عناد كتير ...
اكمل قائلاً:
- انا مش هعيش قد اللي عشته يا مراد ... انا خلاص كبرت و عايز اطمن عليك انت و اخوك وانت بالأخص.. عايز تسيبني تاني يا مراد مش كفاية السنين اللي حرمتني اشوفك فيها ... عارف أنك مش قادر تنسي مـ.ـو.ت ميس بس دا حُكم ربنا و المـ.ـو.ت علينا حق بس أنك تسيب البلد و تحرمني اطمن عليك تسميه ايه ده؟!.

اغمض مراد عيناه بقوة من نبرة والده المختنقة
ليضيف رأفت قائلاً:
- مراد يا ابني لو ليا خاطر عندك و عامل ليا حساب خليك هنا جنبي عايز اشوفك انت و اخواتك سعداء ... انت سندهم.. حازم اخوك مُستهتر و تافهه و أسما شايفاك قدوتها في الحياة و طبعاً مش هوصيك على نورا دي اللي ربتها على ايدك لو حازم اتعرض ليها انت اللي تقف في وشه ... عايزك تتجوز و تستقر في حياتك هنا معانا و..

ليقاطعه مراد بحدة خفيفة:
- جواز تاني يا بابا ... أنت ليه شايف أني هرتاح في الجواز ... انسي اني اتجوز تاني.

ليقول رأفت بغموض:
- انسي ايه يا مراد؟! انت هتتجوز مرة تانية وانا عارف هتتجوز مين كويس.

ليرفع مراد أحدي حاجباه وهو يقول:
- قصدك مين يا بابا؟.

ليهتف رأفت بهدوء:
- قصدي ديما اخت ميس ... اظن انت عارف انها مناسبة ليك قد ايه، سيدة أعمال ناجحة و ذكية و بتحبك انت مش عارف كل اما تشوفني تسألني عليك

صاح مراد بغـــضــــب:
- ولا ديما ولا غيرها مش هتجوز يعني مش هتجوز .

ليضـ.ـر.ب رأفت المكتب بيده بقوة وهو يقول بصوت جهوري:
- صوتك ميعلاش احسنلك ... اسمعني كويس أنا اتكلمت معاك بهدوء بس واضح انك هتعاند كتير.. خلاصة الكلام هتتجوز ديما و تفضل عايش هنا يا مراد.

ابتسم مراد بتهكم ليقول:
- على ايه يا حج اقولك انا همشي اسافر تاني.
تنهد والده بحـ.ـز.ن و اعترت ملامح الحـ.ـز.ن واليأس عليه ليهتف قائلاً:
- اللي انت شايفه يا مراد بس صدقني لو سبتني مرة تانية يبقي تنسي أن ليك أب.

زفر مراد بحنق لينهض واقفاً وهو يقول بهدوء لأبيه:
- اديني وقتي يا بابا و صدقني هفكر في الموضوع ده.
رأفت ببرود:
- هتتجوزها يا مراد و دا أمر و هيتنفذ.

خرج مراد المكتب مسرعاً صافعاً الباب خلفه بقوة وهو يكاد يتحكم في أعصابه ليتجه إلي غرفته في الأعلى.
_________________________________________
في الملهى الليلي
جلس حازم و مصطفي صديقه أمام البـ.ـار و بالطبع لم تخلو جلستهم من النظرات الوقحة و الجريئة لفتيات الليل ليهتف مصطفي بصوت عالٍ حتي يسمعه حازم:
- كفاية نظرات يا عريس و ندخل في المهم.

حازم بسـ ـخـــريــة:
- السهره طويلة يا خفيف ... فين الصنف اللي قولت عليه؟.
مصطفي بخبث:
- جاهز يا كبير.
ليقول حازم بتهكم:
- خفيف يا مصطفى الصنف ده ولا هيوديني في داهية ... الله يحرقك يا بعيد كنت هغتصب نورا بسببك، تعرف لو كانت افتكرت اللي كنت هعمله معها كانت ممكن تمـ.ـو.ت فيها.

ليقول مصطفي بحده:
- جرا ايه يا سي حازم انت اللي خرع و اول ما شفتها اتهبلت.

حازم بغـــضــــب:
- هو انا مش رفضت اخده حطيته في العصير ليه يا زفت انت؟!
نظر إليه مصطفي ببرود و اكمل شرابه
اغمض حازم عيناه متذكراً ما حدث منذ حوالي سنتين.
Flashback

دخل حازم القصر مترنحاً لا يستطيع السير بسبب تلك الحبوب و الخمر فكان مغيب عن الواقع تماماً بحث بعيناه عن الجميع فلم يجد أحد بسبب تأخر الوقت و هم بالتأكيد نيام ظل يسير نحو غرفة نورا بخطوات متعثرة ليفتح باب غرفتها ثم دلف إليها ليجدها نائمة كالملاك بشعرها المنتشر حولها بفوضي و ملامحها البريئة بدأ يسحب الغطاء من عليها لينظر لها بجرأة و تحسس عنقها بوقاحة ... شعرت نورا بيد تلمسها لتفتح عيناها فانتفضت فزعاً عنـ.ـد.ما رأت نظرات حازم و هو ما يزال ليلمسها لتقول بفزع و تعثلم:
- انت بتعمل ايه هنا يا حازم؟! و عايز ايه؟.

اقترب منها أكثر وهو يقول بنبرة راغبة:
- عايزك يا نورا...

دفعته عنها بقوة و هي تصرخ قائلة:
- ابعد عني يا حازم انت اتجننت

حمزة وهو يقترب منها:
- انا مش مـ.ـجـ.ـنو.ن انا بحبك و عايزك ...
انقض عليها ليعتليها لتبدأ هي بالصراخ بهستيريا دون توقف حاول تقبيلها و شق الثوب الذي ترتديه لتصرخ بأعلى صوتها تنادي بالجميع حتي ينقذوها.

استيقظ الجميع على صوت صراخ ليذهبوا جميعاً نحو مصدر الصوت فتح رأفت باب غرفتها بقوة وجد تلك المسكينة تصرخ لا حول لها ولا قوة و ذلك المريـ.ـض يعتدي عليها ليهرول نحوهم ثم سحب حازم بقوة و ظل يلكمه و يصفعه صفعات مدوية حتي فقد الوعي و سقط طريح الأرض فنظر بانكسار إلي ابنة أخيه التي لا تزال على حالتها تصرخ بفزع وهي تهز رأسها بقوة حاول الجميع تهدأتها إلا أن محاولتهم باءت بالفشل و ظلت على حالها حتي فقدت الوعي هي الأخري.
بعد مرور بعض الوقت خرج إليهم الطبيب و علامـ.ـا.ت الأسي تظهر عليه ليقول:
- للأسف حالتها النفسية دلوقتي اسوء بكتير من الأول ولو فاقت و افتكرت اللي حصل ممكن تعمل في نفسها حاجة.. هتحتاج تروح مصحة نفسية تتعالج مدة... و ياريت تبعد عن أي حاجة تفكرها باللي حصل هي خدت حقنة مهدئة ومش هتفوق الا الصبح.

أومأ له رأفت بحـ.ـز.ن ليذهب الطبيب فأتي إسماعيل وأخبره باستيقاظ حازم فذهب سريعاً إلى غرفة حازم و فتح الباب بقوة ليذهب باتجاه حازم الذي جلس على السرير و ما هي إلا ثواني و عاد لضـ.ـر.به ضـ.ـر.ب مبرح و القاه ارضاً بقسوة ليصـ.ـر.خ بصوت جهوري وهو يحذره:
- اياك يا حـ.ـيو.ان يا وا.طـ.ـي اشوفك هنا تاني امشي اطلع برا لو عترت فيك تاني مش هرحمك يا *** بقي دي الأمانة اللي عمك سابها تعمل فيها كدا بس انا هوريك يا زبـ.ـا.لة.

أمر الحراس برمي حازم خارج القصر ففعلوا ما أمر به بأنصياع.

وفي صباح اليوم الثاني استيقظت نورا وهي تنظر إلي والدتها التي ظلت نائمة بجانبها طوال الليل باستغراب و ثواني و تذكرت كل شيء لتبكي بقهر و تعالت شهقاتها لتستيقظ والدتها وسألتها بلهفة:
- حاسة بإيه يا حبيبتي دلوقتي؟!ك

ارتمت في احضان فاتن و انهارت بالبكاء المرير لتبكي والدتها حـ.ـز.ناً عليها وهي تربت على ظهرها بحنو هدأت قليلاً لتقول فاتن بحـ.ـز.ن على ابـ.ـنتها:
- منه لله حازم... اهدي انتي يا حبيبتي واحنا هنسيب البيت ده و نعيش مع جدك و..

قاطع كلامها طرق رأفت علي الباب ثم دخل وهو يقول لفاتن بصرامة:
- بيت ايه اللي عايزين تسبوه البيت ده بيتكم و محدش هيتحرك من هنا و حازم مطرود من هنا خلاص.

انتفضت نورا عنـ.ـد.ما استمعت بإسم حازم لتقول فاتن بعند:
- البـ.ـنت مش هتعيش تاني هنا هنروح نعيش مع جدها كدا كفاية عليها.

عقد رأفت حاجباه بغـــضــــب ليقول بحدة:
- فاتن انا مش هكرر كلامي كتير و اعملي حسابك نورا هتروح لدكتور نفسي.

هزت نورا برأسها عدة مرات لتصيح قائلة:
- انا مش هروح لحد انت فاهم.. لو حد فكر يجبلي دكتور نفسي تاني انا همشي و محدش هيعرف طريقي... انا مش مـ.ـجـ.ـنو.نة.

أومأ لها رأفت بهدوء فهو يتوقع منها ذلك و انصرف عنها لتقول نورا بنبرة مختنقة:
- ماما لو سمحتي سيبيني وحدي.
ارادت فاتن أن تتكلم لتقاطعها نورا و عيناها امتلئت بالدmـ.ـو.ع:
- متخافيش مش همـ.ـو.ت نفسي انا موصلتش للمرحلة دي.

تنهدت فاتن لتنصرف هي الأخري و تركت تلك المسكينة تبكي بحرقه و تسترجع تلك الذكريات السيئة مرة أخرى..

ظل الحال كما هو عليه اسبوعين كاملين لم تخرج نورا من غرفتها كل ما تفعله كان البكاء.. حذر رأفت الجميع بعدm الإفصاح إلي مراد بما حدث لأنه إذا علم بالأمر سوف يحرق الأرض و ما عليها.. أما اسماعيل حاول كثيراً مع رأفت حتي يعود حازم مرة أخري إلي البيت و بعصوبة كبيرة وافق رأفت على مجئ حازم و لكنه سوف يعـ.ـا.قبه عقـ.ـا.باً كبيراً.

عاد حازم مرة أخرى إلي البيت و حاول كثيراً مع نورا أن تسامحه و يخبرها بالحقيقة و لكنها لا تستمع له إنما تقذفه بالكلمـ.ـا.ت الجارحة و تتركه و تذهب، ظل يحاول معها كثيراً، و أخيراً أعطته فرصة ثانية عنـ.ـد.ما أخبرها بالحقيقة... فرح حازم فرحاً شـ.ـديداً بما سمعه منها و قرر أن يعوضها عن كل ما فعله معها فقرر خطبتها بعد أن أعترف لها بحبه لها و مرت سنة و عقد قرآنه و في تلك السنة أصبحت تحبه هي الأخري بسبب كل ما يفعله من أجل اسعادها..
End of flashback:

ترك حازم الكأس الذي بيده و اخذ مفاتيح سيارته ليتوجه سريعاً إلى الخارج.
______________________________________
كانت نورا جالسة أمام المسبح شاردة الذهن و عيناها تترقرق بالدmـ.ـو.ع هي تحبه ولكن لا تعلم لما تشعر بالضياع و التشتت هكذا كلما اقترب موعد زفافها، لا تزال تخافه و تخاف أن يحدث هذا الموقف مرة ثانية... قاطع جلوسها صوت خطوات ورائها فوجدته مراد لتبتسم له ثم جلس بجانبها وهو يقول بصوته الرجولي الجذاب:
- نوري زعلانة من ايه؟
ابتسمت ابتسامه واسعة فهي تحبه أن يناديها بهذا اللقب لتقول بعبوس:
- سيبك مني و خلينا فيك انت.. حقيقي يا مراد انت عايز تسافر تاني؟

أومأ لها ببرود لتقول بحـ.ـز.ن:
- مش كفاية عليك السنين اللي فاتت ولا احنا خلاص مش فارقين معاك؟!.
زفر مراد بحنق ليقول بتهكم:
- انا مليش لازمة هنا يا نوري ... حاسس اني مخـ.ـنـ.ـوق هنا و مش قادر اتنفس.

نورا بتفهم:
- دا اللي أنت شايفه و بتقنع نفسك بيه بس لو حاولت تنسي كل اللي فات و تبدأ من جديد هتحس بفرق كبير ... ادي لنفسك فرصة تحب و تتجوز مرة تانية وإلا هتفضل طول عمرك في دوامة الحـ.ـز.ن و اليأس دي.

ابتسم مراد رغماً عنه على كلامها ليومأ لها بتفهم ثم قال متصنع المرح:
- يا بكاشة مش قولتي برضوا زعلانة من إيه؟.

ابتلعت غصة في حلقها لتقول بهدوء:
- صدقني انا كويسة هو إرهاق بسبب السهر و اليومين بتوع الفرح دول.

تحاشي النظر بعيداً عنها حتي لا تقع عيناه في عينها.
جاء حازم من بعيد لبرهة شعر بالغـــضــــب و الغيرة عليها ولكنه نفض ذلك الشعور بداخله و ذهب نحوهم بابتسامة مرحة ليقول:
- قاعدين من غيري يعني
جلس بجانبهم و ام تخلوا جلستهم من مزاح حازم و نورا و بعد فترة صعد ثلاثتهم إلي غرفهم.
____________________________________
وفي اليوم الثاني ... تابع مراد علمه في الشركة... بدأ الجميع للتجهيز لزفاف الغد ... الجميع يعمل على أكمل وجه حتي يجعلوا هذا الزفاف اسطوري بينما تشتعل نسرين و قسمت والدتها بالحقد و الغـــضــــب و اقسموا أن لا تدوم تلك الزواجة إلا و تخريبها... بينما ديما تحاول جهداً على أن تظهر بأفضل مظهر حتي تنال اعجاب مراد... الكثير و الكثير يدور في عقول الجميع من تشتت و ضياع.
____________________________________
وفي صباح يوم جديد مليئ بالاحداث
استيقظت نورا على صوت يارا الذي يحثها على الاستيقاظ لتقول بصوت ناعس:
- سيبيني شوية عايزة انام.
يارا و هي تهزها بعنف:
- قومي يا هانم ولا ناسية أن فرحك انهارده.

لتقول نورا : - لمؤاخذة في اللفظ لمؤاخذة في ايه في اللفظ انتي غـ.ـبـ.ـية؟ حد يصحي حد كدا؟!

صاحت يارا قائلة:
- يلا يا يختي لسه وراكي حاجات كتير تعمليها و بلاش شغل الدلع ده من دلوقتي.
أومأت لها نورا بنعاس لتنهض للذهاب إلى الحمام.

بعد مرور بعض الوقت اجتمعت الفتيات المسؤولة عن تجهيزها و أصدقائها أيضاً في نفس الوقت كان حازم يجهز و معه مراد و أصدقائه.

حل المساء و بدأ العديد من الشخصيات المهمة و اكبر رجـ.ـال الأعمال بالمجيء إلي الحفل و كان اسماعيل و رأفت هم من يستقبلون الحضور صعد رأفت إلي الغرفة التي تتجهز بها نورا دلف إلي الغرفة بعد أن طرق الباب و سمحوا له بالدخول نظر إلي ابنة أخيه التي تنظر إليه بابتسامة واسعة ليتجه نحوها وهو يبتسم بحنو ثم قبل جبينها لتسير معه إلي الأسفل و الابتسامة تعلو ثغرها.

و فجأة ظهرت هي على الدرج بفستانها الطويل ضيق من عند الصدر و واسع عند الخصر بحبات اللؤلؤ التي تزينه و فصوص باللون الفضي و بجانب شعرها الذي رفعته بشكل مُلفت و المكياج الصارخ بالجمال لتسلب انفاس الجميع من كتلة الجمال التي أمامهم نظر لها مراد ليجدها متشبثة في ذراع أباه بفستان زفافها الذي جعلها تبدو كالأميرة برقتها و جمالها الأخاذ لتقترب منه و على ثغرها ابتسامة مشرقة حتي فوجئ بها تعانقه بقوة وهو تحت تأثير صدmته بأنه سوف يسلمها إلي أخيه!.

سار بها نحو شقيقه الذي كان لا يقل صدmة ليبتسم لها حازم ببلاهة لتخجل هي ثم مسكها من يدها ليسحبها إلي ساحة الرقص و في مكان بعيد يجلس شاب و هو يتابع مع يحدث أمامه بابتسامة شيطانية..
______________________________________
هبط عاصم من السيارة وهو ينظر إلي القصر الذي أمامه ليزفر بضيق فهو لا يحب حضور المناسبات و اتي فقط بعد الحاح والدته المستمر ابتسم بسـ ـخـــريــة عنـ.ـد.ما تذكر تلك التي أحبها يوماً و تمني أن يتزوجها ولكن للقدر حكم آخر أفاق من شروده على يد توكزه من ظهره فالتفت لها لتقول يارا:
- انت يا بني آدm اتحرك كدا و لا كدا و خليني اعدي.

صدmة الجمت لسانه ولم يستطيع التفوه بكلمة عنـ.ـد.ما وقعت عيناه عليها...

نهاية الفصل
ندخل في الشخصيات عشان منتوهش
مراد رأفت النجدي: طبيب تجميل مشهور في أوروبا بجانب أنه رجل اعمال كبير، و لديه العديد من الشركات الخاصة بالانسجة في جميع أنحاء العالم، بـ.ـارد و قاسي، يبلغ من العمر 33 عام

نورا عزت النجدي: ابنة عم مراد و يعتبر هو من رباها بعد وفاة والدها في اخر سنة في كلية التجارة، مرحة و طيبة القلب، تبلغ من العمر 22 عام

حازم رأفت النجدي: شقيق مراد يعمل كطبيب أيضاً مثل اخاه و يدير الشركات مع مراد ، يبلغ من العمر 26 عام
يارا النويري: صديقة نورا المقربة و زميلتها ... مرحة مثل صديقتها و تبلغ من العمر 22 عام

ميس كامل: زوجة مراد المتـ.ـو.فية و هي في نفس عمر زوجها
مصطفي عبد العزيز: صديق حازم و العقل المدبر لكل شيء شخصيته خبيثة و طماعة.. زير نساء، يبلغ من العمر 27 عام
عاصم المنياوي طبيب نفسي و رجل اعمال يبلغ من العمر 33 عام

ديما كامل شقيقة ميس زوجة مراد و تبلغ من العمر 27 عام
"لا أشعر بالأمان"

سرعان ما تدارك عاصم نفسه عندما دلفت إلي داخل القصر مرة ثانية ليتبعها إلي الداخل و هو يبتسم ابتسامة لا يعلم سببها.
توجه نحو الطاولة التي تجلس عليها والدته ليجلس بجانبها ثم القي التحية على منال ببرود و هو يبحث بنظره عن تلك الفتاة التي رآها بالخارج لتتقابل أعينهم مرة أخري شعرت يارا بالتوتر الشديد من نظراته لها بتلك الطريقة ولكنها اشاحت بنظرها للناحية الأخري و هو لا يزال يحدق بها لتقول منال والدته:
- على اتفاق يا ناهد انتي و يارا هتيجوا عندنا.
أومأت لها ناهد بالايجاب وهي تقول بسعادة:
- اكيد يا حبيبتي هنيجي.
____________________________________________
وقفت سيارة امام باب القصر و يتبعها ثلاث سيارات أخري ليخرج منها رجل عجوز ولكن يبدو عليه الهيبة و الوقار و ملامحه يبدو عليها الصرامة و اتبعه في السيارات الاخري أبناءه و أحفاده، و في نفس الوقت عندما سمعت فاتن بمجيء والدها و اخواتها هرولت إليهم لأستقبالهم بلهفة ليقابلها عبد الحميد والدها ببرود لتصافح الجميع بحرارة ليقول عبد الحميد بسخرية:
- اهلا بـ بنتي الغالية اللي مش عاملة حساب لأبوها.

امتعضت ملامح فاتن و لم تُجيب عليه ليدلف الجميع إلي الداخل، استقبلهم مراد و معه رأفت الذي قابلهم ببرود و تهكم ... أتجه عبد الحميد نحو حازم و نورا لتبتسم له نورا بسعادة ليقترب منها معانقاً إياها بحنو ليقول:
- أهلاً بحفيدتي الصغننة... لو الواد حازم اتعرضلك في أي حاجة كلميني بس وانا هتصرف معاه.

أومأت له نورا عدة مرات لتقول له بلوم:
- كدا يا جدو متجيش ولا مرة تشوفني وانا هنا.

قبل عبد الحميد جبينها بابتسامة ليقول و هو يمسك كفها ليعطيه ماجد إبنه خاتم الماظ جميل الشكل ليضعه في يدها برقة لتبتسم له نورا بسعادة ليمسك كفها طابعاً عليه قبلة رقيقة ثم اقترب من حازم و هو يهمس له بصوت هادئ:
- بحذرك يا حازم اياك تفكر تمس حفيدتي بسوء و انا هوريك اسود ايام حياتك... لو مكنتش بتحبك مكنتش هوافق تتجوزك أبداً لولا أني عارف اللي بتعمله و براقبك كويس.

ابتلع حازم ريقه بصعوبة ليومأ له و هو يكاد ينفجر غضباً من ذلك الرجل المتعجرف الذي يهدده ولكن صبراً جميلاً فهو سوف يجعله يندم على تهديده له.

اقترب منها أبناء أقاربها جميعاً وسط دهشة اصدقاء نورا الفتيات و إعجابهم بوسامة شباب آل صفوان و ملامحهم الرجولية الجذابة تلك!.

بينما اقتربت ديما من مراد الذي كان يتابع كل ما يحدث عاقداً حاجباه لتقول هي بغنج و هي تلمس كتفه:
- اجمل مفاجأة في الحفلة كلها اني شفتك و أخيراً بعد السنين دي.
التفت إليها مراد ليقول:
- اتغيرتي اوي يا ديما.

لتسأله بتوجس:
-و يا تري التغيير ده للاحسن ولا انت شايف ايه؟!.

مراد: الصراحة كلام بابا عنكي كله بيقول ازاي انك سيدة أعمال ناجحة و ذكية وانـ...

قاطع كلامه مجئ والده و هو يوجه حديثه إلي ديما قائلاً:
- قولي لوالدك اني زعلان منه لأنه وعدني يجي.
هتفت ديما:
- و الله تعبان حتي ماما معرفتش تيجي عشان تفضل جمله و على فكرة هو عازمك انت و مراد عندنا على الغدا.

ليقول رأفت بابتسامة:
- تمام اوي انا اصلاً كنت هاخد معاد معاه عشان نقابله انا و مراد.
تهللت اساريرها فرحاً فقد يكون والده يريد طلبها للزواج من مراد بينما زمجر مراد بغضب فهو يعلم بما يريد أبيه فتركهم
و غادر المكان بأكمله.

و بعد مرور بعض الوقت انتهت الحفل ليذهب كلاً من نورا و حازم إلي الفيلا الخاصة بهم.
___________________________________________
توقف السائق بالسيارة أمام فيلا كبيرة واسعة ليهبط حازم من السيارة ثم توجه نحو نورا ليفتح لها باب السيارة ابتسمت له برقة لتخرج من السيارة وهي ممسكة بيداه ... لم تستطيع اخفاء إعجابها الشديد بأساس تلك الفيلا الراقي و الفخم في البداية تلك الحديقة الواسعة المليئة بالزهور و الأشجار جميلة الشكل و مسبح كبير أمّا الفيلا فكانت تصميمها أكثر من رائع من الخارج و يغلب عليها اللون الأبيض و الأسود، سار حازم بها إلي الداخل لتنظر في كل مكان حولها بأنبهار كان أساسها راقي و عصري، تفاجئت بحازم يقترب منها من الخلف و هو يزيح طرحة فستانها ليقبل عنقها بينما هي قشعر بدنها لتبتعد عنه بخجل و خوف في آن واحد.. سحبها إلي الأعلى و دلف بها إلي أحدي الغرف الكبيرة... اغمضت عيناها بقوة عندما اقترب منها مرة ثانية ليقبلها و هو ينزل سحاب فستانها لتغرق معه في دوامة مشاعر لا نهاية لها.
____________________________________________
في احد الأحياء الشعبية..
تمشي فتاة بسرعة شديدة للوصول إلى المنزل بعد تأخر الوقت و قد قارب آذان الفجر وهي تدعوا ربها ان تجد الجميع نيام حتي لا تعلق مع اخاها القاسي صعدت إلي الأعلى بخطوات متعثرة حتي كادت ان تسقط من الدرج أكثر من مرة بسبب تلك العباءة الكبيرة التي ترتديها و ذلك الشراب الذي أُرغمت على شرابه في الملهي الليلي فتحت باب الشقة التي تسكن بها بهدوء شديد حتي لا يسمعها أحد ولكن لسوء حظها رأت زوجة أخاها في وجهها و هي تنظر لها بسخرية لتصيح بصوت عالي:
- ما لسة بدري يا هانم دا كلو في الشغل محسسناني انك بتشتغلي رئيسة جمهورية.

ولكن لينا لم تعطي لها رد إنما نظرت لها ببرود ... جاء على أسرها شاب يبدو على ملامحه القسوة بالرغم من وسامته يسمعي عمار ليسحبها من شعرها بقوة وهو يقول بصوت جهوري:
- محدش قادر عليكي يا روح امك ولا إيه؟! فضحتيني في الشارع كله بيتكلم عنكي

لتصرخ هي بوجهه بكل ما أُوتيت من قوة:
- ما البعيد مش بيحس شايف امه بتموت من غير الأدوية و نايم في البيت ليل نهار يا اما قاعد على القهوة و مستني اللي تصرف عليك... روح يا شيخ منك لله كرهتني في حياتي.. انت لو راجل بحق كنت اشتغلت و اتكفلت بمصاريف علاج امك.
صفعة قوية ابرحتها ارضاً جعلت الدماء تخر من انفها و فمها لينزل إلي مستواها وصفعها عدة مرات أخرى حتي شعرت بأنها ستفقد الوعي لا محالة لتهرول والدتها نحوها بلهفة و هي تبعده عنها بقوة و أخيراً ابتعد عنها ليركلها في بطنها بقدمه بقوة حتي صرخت لينا صرخة قطعت احبالها الصوتية و بصعوبة استطاعت الوقوف على أقدامها لتذهب إلي غرفتها بوهن و أغلقت الباب خلفها بالمفتاح حتي لا يدخل إليها أخاها مرة ثانية لتتساقط دموعها بقهر وهي تنظر إلي وجهها بالمرأة بعد تلك الصفعات التي جعلت علامات يده عليها... البكاء هذا فقط ما تستطيع فعله فهو الشيء الوحيد المسموح لها بالتعبير عن القهر و الالم الذي تعانيه... أزالت تلك العباءة السوداء من عليها ليظهر فستانها العاري الذي كانت ترتديه لتنظر إلي جسدها باحتقار الذي أصبح سلعة لها لجني الأموال اللازمة من أجل إتمام العملية الجراحية لوالدتها.. بدلت ملابسها لملابس مريحة لتأخذ اقراص منومة حتي تستطيع النوم من شدة الألم الذي يغزو جسدها فهي اعتادت عليه منذ فترة كبيرة.
____________________________________________
وفي صباح يوم جديد استيقظ مراد من نومه على صوت اسما أخته و هي تهزه ليفرك عيناه لتقول أسما بابتسامة:
- صحي النوم يا عم انت متعرفش الساعة كام دلوقتي؟

هز رأسه بإنكار لتجيبه هي: الساعة 11 دلوقتي... واضح انك نايم متأخر بس احب اطمنك علي حضر مع سامر الاجتماع لأنهم اتصلوا بيك اكتر من مرة و انت مردتش عليهم.

زفر مراد بضيق بسبب تأخره هذا ليقول:
- و محدش فيكم اتكرم و صحاني بدري ليه؟

رفعت أسما أحدي حاجبيها بسخرية لتهتف قائلة:
- والله أسأل نفسك كبيرة الخدم جت تصحيك مقومتش و بعدين احنا كمان كلنا صاحيين متأخر من ليلة امبارح.

مراد وهو يشير إليها بالخروج:
- طب اتفضلي برا من غير مطرود طالما اليوم ضاع.

زمت أسما شفتاها بعبوس لتقول:
- والله أنك بارد! اعمل حسابك يا مراد بيه عشان تروح مع بابا تزور عمك كامل في البيت.

زفر مراد بحنق ليقول بغضب:
- مش فاهم ابوكي عايز يتدخل في حياتي ليه ... انا قولتله اني مش عايز اتجوز و هو مُصر على كدا.

أسما بهدوء:
- صدقني يا مراد بابا عايز سعادتك بس ... وأنت المفروض تتجوز اللي قدك عنده بدل الطفل اتنين، و بعدين انت عندك تلاتة و تلاتين سنة لو متجوزتش دلوقتي هتتجوز امتا يعني؟!.

نظر لها مراد بسخرية ليقول:
- اتفضلي يا ام جواز برة شوفي عيالك.

لتخرج له أسما لسانها بطفولية:
- احسن من القعدة المملة بتاعتك برضوا.

ابتسم مراد على طفولية أخته لينهض ذاهباً إلي الحمام و بعد قليل خرج منه و ارتدي ملابسه و هبط إلي الأسفل على مضض لكي يذهب مع والده ليقابله والده عندما اقترب منه قائلاً:
- طبعاً يا مراد احنا مش بس رايحين نزور عمك كامل احنا رايحين نطلب ايد ديما ليك و اتمني بلاش عناد كتير لأن اللي أن هقوله هو اللي هيتنفذ و بس.

ليقول مراد و هو يعقد حاجباه:
- برضوا عايز تعمل اللي في دماغك... وبعدين ملقتش غير ديما أخت ميس عشان اتجوزها!!

أومأ له رأفت ببرود و هو يقول بهدوء:
- لأنها احسن من غيرها انا شايفها الوحيدة المناسبة ليك، و جميلة و تقدر تقف معاك لو حصل اي مشكلة في شغلك، وأنت شفت من نظرات امبارح أنها كانت معجبة بيك ازاي... ياريت بقي تنسي كل اللي فات و تبدأ معها من جديد.. فاهم يا مراد.

أومأ له مراد رغماً عنه فهو يعلم أن إذا قرر أباه على بشيء سوف ينفذه لا محالة ليغادر الاثنين إلي فيلا كامل.
لتظهر قسمت من خلف الجدار وهي تنظر إلي أثرهم بحقد و غل.
تمتمت بغيظ قائلة:
- الأستاذ حازم يتجوز الزفتة نورا و كمان مراد هيتجوز اللي ما تتسمي دي كمان انا لازم اتصرف بأسرع وقت.
________________________________________
استيقظ حازم من نومه وهو يتثاوب بنعاس ليتفقد تلك النائمة بجواره ثم مال عليها ليقبلها من جبينها و ذهب للاستحمام و بعد عدة دقائق خرج من الحمام فبدل ثيابه ثم خرج من الغرفة سريعاً عندما صدح صوت رنين هاتفه ليأخذه ثم لعن صديقه و سبه بأبشع الشتائم قبل أن يرد على الهاتف ليعاود الاتصال مرة ثانية فأجاب حازم بتهكم:
- عايز ايه يا زفت أنت؟.
فأجابه مصطفي وهو يهتف بسخرية:
= صباحية مباركة يا عريس يا تري شرفتنا ولا ايه؟.

ليقول حازم: تصدق انك ابن ***** عايز ايه يا ***؟.
اشتعل مصطفى غضباً حتي ود أن يري حازم ليقتله بيده ولكنه أجاب بهدوء و مرح مصطنع يعكس على ما يدور في خلده ولكن سوف يتمهل قليلاً وسوف يجعله يندم على كل كلمة قالها له أو استهزأ به:
- ابداً يا سيدي بس كنت عايز اقولك أن صنف جديد نزل و هيعجبك اوي.
تنهد حازم قائلاً:
- هجيلك انهارده بليل بس اياك تتصل تاني انا اللي هتصل... فاهم؟.
ليقول مصطفي بنبرة امتلأها الشر:
- فاهم يا كبير.
ثم اغلق الهاتف بوجهه وهو يتوعد له... أمّا حازم فذهب إلي المطبخ ليفتح البراد ثم أخرج منها طبق الفواكه لكي يأكل منه ولكن ما أثار فضوله تلك الورقة المطوية الموجودة أرضاً ناحية الباب ليتوجه نحوها ثم مسكها ليفتحها و كان المكتوب.

'انا هسيبك يومين تتهني بالقطة بتاعتك وبعدها استعد للحجيم انت و مراتك يا حازم رأفت'.

ابتلع حازم ريقه بصعوبة وهو تحولت ملامحه للقلق الشديد فمن يا تري سوف يبعث له تلك الرسالة التي بها تهديد صريح له ولزوجته؟!.
جاءت نورا من خلفه و قد لاحظت ملامح القلق و التوتر عليه لتسأله قائلة:
- مالك يا حازم و ايه الورقة اللي في ايدك دي؟!.
أعطاها حازم الورقة دون أن يجيبها لتتسع عيناها في صدمة عندما قرأتها.
لتسأله و قد ظهر على ملامحها الخوف:
- مين دول يا حازم و عايزين منا إيه؟!.
ليقول حازم بصرامة:
- أنتي غبية... انا ايش عرفني مين اللي بعتها شغلي مخك شوية انا مش ناقصك انتي كمان.

قالها حازم ثم تركها مغادراً المكان... أما تلك المسكينة فكانت تشعر بالخوف الشديد و الحزن بسبب جفاء حازم معها بهذه الطريقة لتصعد إلي الأعلى عازمة على أن تذهب إلى والدتها.
____________________________وصل مراد و والده إلي مكان فيلا عائلة كامل ليهبط من السيارة هو و رأفت أيضاً ثم دلفا إلي الداخل لتستقبلهم عزيزة زوجة كامل بترحاب شديد وكذلك زوجها و جلسوا جميعاً على طاولة الطعام ليتناولوا الطعام في صمت و لكن قاطع هذا الصمت صوت حذاء انثوي يقترب منهم لينظر الجميع إلي مصدر الصوت فكانت ديما تسير متجهة نحوهم بثقة و غرور و ترتدي ملابس ملاصقة لها لتجلس بجانب مراد بعد أن صافحته هو و رأفت و شرعوا في تناول الطعام مرة أخري.

وبعد مرور بعض الوقت جلسوا جميعاً في غرفة الجلوس لتقول عزيزة بابتسامة واسعة موجهة حديثها إلي مراد:
- صحيح يا مراد انت ناوي تستقر هنا ولا هتسافر تاني؟.
ليجيبها مراد بابتسامة مصتنعة:
- الحقيقة لسه مش قررت.. بس أنا بفكر استقر هنا في البلد.
ليقول كامل:
- عين العقل يا ابني... بس يرضيك كدا متسألش عني في غيابك ولا كأني كنت حماك في يوم من الايام.
ثم أكمل قائلاً:
- الله يرحمها ميس بنتي مكنتش بتحب حد في الدنيا دي قدك.

اغلق مراد عيناه وظهر عليه الامتعاض ليغير رأفت مجري الحديث قائلاً:
- الصراحة يا كامل احنا جايين نطلب ايد ديما بنتك لمراد ابننا.
رمشت ديما بعينها عدة مرات تستوعب حديثه و ابتسمت بسعادة دون أن تتحكم في نفسها ليجيبه كامل قائلاً:
- واحنا مش هتلاقي زوج افضل من مراد لـ ديما بس نسمع رأي العروسة الأول ولا انتي شايفة ايه يا ديما؟

ابتسمت ديما بخجل مطرقة رأسها للأسفل ليقول رأفت بابتسامة:
- السكوت علامة الرضا يا حج كامل نقول مبروك.

أما مراد فكان يتابع ما يحدث أمامه بجمود و يتمني لو ينتهي هذا اللقاء في اقرب وقت.
وبعد مرور بعض الوقت اتفقوا على موعد زفافهم و الذي من المفترض أن يكون خلال أربعة شهور من الآن!!
_____________________________
وصلت نورا امام باب القصر لتدلف إلي داخله وهي تبكي حتي تفاجئت بها فاتن بهذه الحالة لتركض نحوها بلهفة....
أما في نفس الوقت عاد حازم إلي الفيلا مرة ثانية ولكنه بحث عن نورا في كل مكان ولم يجدها ليتصل عليها أيضاً ولكنها أغلقت الهاتف دون أن تجيبه ليتصل بإحدي العاملين في القصر حتي يري إذا كانت ذهبت إلى هناك ام لا و كان جواب ذلك العامل بأنها موجوده في القصر ليغلق حازم هاتفه وهو يتمتم بغضب:
- يا بنت الكاااالب انا هوريكي.
_______
نهاية الفصل
توقعاتكم؟
بقلم دينـا أحمد
رأيكم يهمني
يتبع.._____
(ما بين الحيرة و الضياع)

توجه حازم إلي خارج الفيلا مستقلاً بسيارته لكي يذهب إلي القصر و هو يكاد يشتعل غـ.ـيظاً من تلك الغـ.ـبـ.ـية التي سوف توقعه في العديد من المشاكل.. سار بسيارته بسرعة جنونية و عقله مشتت من كل شىء يحدث معه فما مضمون تلك الرسالة ومن قام بإرسالها؟! وكذلك يشعر بالغـــضــــب من نفسه ومن نورا حاول التحكم في أعصابه قدر المستطاع فهو لا يريد اخافتها أو أن تكرهه بتصرفاته..
وقف بسيارته ثم سار بخطوات سريعة للداخل ليجدها جالسة وهي تعانق والدتها بقوة و تنظر له بخــــوف استعاد هدوءه حتي لا يفقد أعصابه أمامها... نظرت له فاتن بعتاب ليبتسم ابتسامة مصطنعة ثم اقترب من نورا بهدوء ليجلس جانبها ثم جذبها إلي أحضانه لتتفاجأ هي من رد فعله هذا فهي توقعت من أن يثور عليها، أخذ يربت على ظهرها متجاهل أسئلة فاتن المستمرة عن سبب مجئ نورا بهذه الحالة.
ليقول حازم بملل:
- ممكن نمشي ولا هتفضلي تسألي كتير؟!.

نظرت له فاتن رافعة حاجبها باستغراب من نبرته تلك لتقول بإصرار:
- عدي ليلتك على خير يا حازم احسنلك ... نورا مش هتمشي من هنا.
ابتسم حازم بسـ ـخـــريــة:
- ليه هتعملي ايه يعني؟ ... وبعدين الأصول بتقول مينفعش العروسة تبات برا بيتها من أول يوم ولا انتي شايفة ايه؟.

= وهي الأصول بتاعتك بتقول انك تزعلها من أول يوم يا حازم بيه؟!.
قالتها فاتن بحدة وسط دهشة نورا من طريقة حديثهم و تفاجئت بحازم يمسك يدها بقوة ثم سحبها إلي الأعلى دون أن يتفوه بكلمة و تمتمة فاتن بعصبية.

أدخلها غرفته ثم وصد الباب بقوة لتنتفض هي فزعاً ثم انكمشت على نفسها وهي تنظر إليه.
خلل شعره بعصبية وهو ينظر لها بحدة ليقول بهدوء يعكس تلك الثورة التي بداخله:
- ممكن افهم إيه اللي جابك هنا يا محترمة؟!

لم تجيبه إنما اخفضت رأسها إلي الأسفل حتي لا تنظر إليه.
صاح هو قائلاً بتحذير:
- طيب واضح انك مش هتردي ... انا بحذرك يا نورا تطلعي من باب الفيلا إلا بأمري أنا.. عشان ساعتها هتصرف معكي تصرف مش هيعجبكِ، ياريت بلاش جو البـ.ـنت المظلومة لما بابا و مراد يجي ... فاهمة؟!.
أومأت له برأسها عدة مرات ليخرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة لتبكي هي بصمت بسبب تغيره المفاجئ معها بهذا الشكل... ظلت تفكر و تفكر لتلعن غبائها فهي قد أعطت الأمور أكبر من حجمها و من الممكن أن تكون تلك الرسالة مزحة من أحد أصدقائه لا أكثر ليصدح صوت رنين هاتفها وكان المتصل يارا لترد نورا قائلة بمرح:
- مكنتش اعرف انك بتحبيني كدا للدرجادي وحشتك!.

يارا: - بت انتي اخلصي و قوليلي اعمل ايه عشان اطفش عريس الغفلة اللي جاي بكرة ده.

لتقول نورا بحدة:
- ما تتلمي بقي يا زفتة انتي وكفاية لعب عيال وافقي بقي خلينا نخلص منكي!!.

يارا برجاء:
- كفاية دبش في الكلام الله يخليكي و قوليلي اعمل إيه؟.
صمتت نورا بضع ثواني ثم اردفت قائلة:
- بقولك ... تعالي عندنا هنا في القصر انا موجودة اهو و مستنياكي.
رفعت يارا حاجبيها بتعجب قائلة:
- وانتي من أول يوم تسيبي البيت كدا! في ايه بالظبط؟!.

هتفت نورا بملل:
- اخلصي يا بـ.ـنتي تعالي بسرعة وانا هقولك على كل حاجة.
______________________________________
استيقظت لينا على صوت أخاها وهو يصيح بها بأعلى صوته حتي تستيقظ ليقول بصوت جهوري وهو يهزها بعنف:
- قومي يا *** نايمة ولا كأنك ملكة في قصر ... قومي يختي اعملي حاجة نأكلها هتفضلي طول اليوم نايمة مكانتش علقة اللي اخدتيها عشان تمثلي انك مش قادرة.

نظرت له لينا باشمئزاز و كراهية شـ.ـديدة فهي لا تقوي على الحركة حتي ولكن هيهات فهذا القاسي الذي أصبحت تبغضه أكثر من أي شيء سوف يعنفها بقوة لتتحامل على نفسها واستطاعت الوقوف بوهن لتنظر لها زوجة أخاها (سمر) بتهكم وهي تقول بسـ ـخـــريــة:
- هي البعيدة مش بتحس ولا انتي بتحبي ضـ.ـر.به ليكي يالا غوري اعملى اللي قالك عليه و بعدها روحي في الداهية اللي انتي بتروحي تبيعي جـ.ـسمك و نفسك فيها والله بقرف ابص في وشك ... امك لو عرفت مصدر الفلوس اللي بتجيبي بيها العلاج ممكن تروح فيها بس انا عاملة معاكي الواجب ومش راضية احكي قدامها على حاجة تقدري تقولي جدعنة مني كدا..

أصدرت سمر ضحكة عالية ثم خرجت لتغلق باب الغرفة خلفها بقوة حتي سقطت لينا على السرير وهي تبكي بانهيار..
______________________________________
في احدي الشقق المفروشة:
يجلس مصطفي و بجانبه حازم الذي يتصبب عرقاً وهو ينظر إلى تلك المرأة التي ترتدي ملابس ملاصقة لجسدها شبه عارية وهي ترقص و تتمايل مبتسمة له بعُهر وقد أشعلت النار بجسده ليقترب هو منها حتي يقبلها فدفعته عنها برفق وهي تقول بغنج وتعطيه المـ.ـخـ.ـد.رات:
- مش قبل ما تجرب دي الأول.

هز حازم رأسه بعنف وهو يقترب منها مرة ثانية:
- لا انا مليش في البودره و الكلام ده.
لتقول هي بامتعاض:
- يبقي خلاص طريق السلامة أنت ... أبعد كدا متلمسنيش!
مصطفي بخبث:
- خلاص يا مني هو مش عايز يجرب براحته وبعدين سيبيه في حاله واضح المدام نكدت جـ.ـا.مد من أول يوم.

ليسرد حازم كل ما حدث وسط اندهاش مصطفي المصطنع فهو كل ما يهمه تخريب تلك العلاقة التي بينه وبينها حتي تصبح ملكه هو فقط!

مصطفي بأسي مصطنع: - غلط يا حازم بلاش تدلع فيها زيادة عن اللزوم عشان تعملك بعد كدا ألف حساب و إلا هتتحكم فيك هي و متقدرش عليها.

ظل حازم يفكر في كلام صديقه فكلامه منطقي ليتابع مصطفي بخبث:
- اكـ.ـسر للبـ.ـنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين وبعدين انا عارف انت مش عايز تجرب عشان خــــوفك لما تعرف و دا براحتك.

نظر له حازم بحيرة لينظر له مصطفي ببرود فأخذها من يدها ليستنشقها حازم مرة واحدة وهو يوصد عيناه باستمتاع تام!!
ثم سار بـ مني إلي أحدي الغرف ليفعلوا ما حرمه الله دون خجل ولكن عقـ.ـا.ب الله لشـ.ـديد.
______________________________________
وصلت يارا إلي القصر سريعاً فهو قريب منهم كثيراً فوجدت قسمت ترمقها باقتضاب لتسألها يارا وهي تبادلها نفس النظرة:
- نورا فين دلوقتي؟

لتهتف قسمت بامتعاض:
- الهانم قاعدة فوق اطلعي و بعدين بلاش شغل الهبل بتاعكم ده

رفعت يارا يدها دليل على اللامبالاة لتنظر لها قسمت بحقد وهمت أن تتحدث ليقاطعها صوت نورا وهي تنادي يارا في الأعلى فصعدت يارا إليها بسرعة لتحتضنها وكأنها لم تراها منذ سنوات..
جلست الفتاتان في جناح نورا لتقول يارا بحماس:
- ها قوليلي عمل فيكي ايه عشان تيجي هنا علطول و قالك ايه بالظبط و مد أيده عليكي ولا لسه؟!

نظرت لها نورا رافعة حاجبيها بتعجب لتصيح بها:
- حيلك حيلك يا بـ.ـنتي انتي ليه بتقولي كدا بس؟!.

ظلت تفكر يارا بحيرة فهي لا تحب هذا الـ حازم و لا ترتاح له أبداً لتقول:
- انتي عارفة رأيي فيه كويس وانا مش برتاح فيه أبداً ولا بطمن عليكي معاه.

تنهدت نورا بعمق لتقص عليها ما حدث..
يارا بتفهم: - احتمال كبير يكون حد من أصحابه فعلاً زي ما بتقولي هو اللي بعت الرسالة.
زفرت نورا بحنق وهي تنظر إلي يارا بملل:
- ما تقولي يا ستي اعمل إيه؟ وبلاش تاخدي افكاري لأني لسه قايلة الجملة دي من شوية..
قاطعتها يارا بسـ ـخـــريــة:
- دبش هانم بلاش تدخلي في كلامي و طالما بتاخدي رأيي يبقي تسمعي وبلاش كلام احسن اديكي بالجزمة.
ثم أضافت:
- اول ما يجي ياخدك امشي معاه بس قوليله آسفة الأول عشان دا قموصة و بيحب النكد زيك كدا ... وبلاش تعيطي على اي حاجة يقولها اصل انتي كمان عيوطة اوي وطبعاً مش هقولك دلعيه.

أومأت لها نورا برأسها لتسألها:
- هو دا الحل برأيك يعني؟

لتجيب يارا:
ايوا طبعاً مش محتاجة ذكاء، و قوليلي انا اعمل ايه بكرة؟!
جلست نورا بغــــرور و ثقة واضعة قدmاً فوق الأخري:
- بصي يا ستي انتي هتقابليه عادي بكرة لو عجبك شخصيته خير و بركه ولو مش عجبك تطفشيه..
لتقول يارا بحماس:
و اعمل ايه عشان يطفش يعني؟!!

ابتسمت نورا لها لتبدأ بسرد كل ما يجب أن تفعله معه...
كانت تستمع لها يارا والإبتسامة تعلو ثغرها لتقول:
- انتي طلعتي داهية وانا معرفش بس يارب الخطة تنجح.
صدح صوت صرير سيارة لتركض نورا بلهفة نحو النافذة اعتقاداً بأنه حازم و اتبعتها يارا وهي تنظر بفضول فهبط مراد من السيارة يقف بوقار وشموخ مرتدي بدلة باللون الاسود و يرتدي نظارة شمسية زادت من جاذبيته و ساعة يد باهظة الثمن ثم نظر ناحية نافذة نورا لتبتلع نورا ريقها بصعوبة بينما هو نظر باستفهام إلي نورا و صديقتها!

لتقول يارا بهيام:
- يا بختها اللي هتتجوزه! ايه القمر ده؟!
ضـ.ـر.بتها نورا على رأسها:
- امشي من هنا معندناش حد للجواز.
لتقول يارا بسـ ـخـــريــة:
- أساساً همشي بس يارب تعملي اللي قولت عليه اصلك ما شاء الله ذكية من يومك.

نظرت لها نورا وابتسمت بتهكم لتتمتم قائلة: دا لو عدي اليوم على خير أصلا..
وبعد عدة دقائق فجأة استمعت إلى صوت صياح في الخارج لتهرول إلي الاسفل فكان مراد ممسكاً بيد نسرين بقسوة وهو يصـ.ـر.خ بها:
- انطقي احسنلك يا نسرين كنتي بتعملي ايه مع الحـ.ـيو.ان اللي انتي متصوره معاه؟!!
بينما نسرين تصرخ ألــما من قبضته و قسمت تحاول إبعاده عنها
صاح هو بصوته الاجش:
- لآخر مرة هسألك ايه الوضع الوسـ.ـخ اللي انتي كنتي فيه ده؟!
لتصرخ به نسرين:
- وانت بتتحكم فيا على أساس ايه أصلا؟ ملكش دعوة بيا انا اعمل اللي انا عايزاه.

شهقت نورا بفزع عنـ.ـد.ما هبطت صفعة مدوية على وجه نسرين التي سقطت أرضاً مش قسوتها لتنظر إليه بصدmة!.
ثم أمسك شعرها بقوة وصفعها مرة ثانية ليقول مراد بتحذير:
- غوري اطلعي على فوق واياكي تطلعي من باب الاوضة تاني لو شفت وشك في أي مكان هنا او برا هقــ,تــلك بأيدي.

ركضت نسرين إلي الأعلى بسرعة كبيرة فهي لم تعهد على مراد الهادي هذه القسوة المفرطة لتقول قسمت بحدة:
- أنت ازاي تمد ايدك على بالشكل ده؟! أنت السبب في كل حاجة حصلت لو كنت اخدت بالك من بـ.ـنت عمك و حبيتها مكنتش عملت كدا منـ..

قاطعها مراد بغـــضــــب:
- اخرسي انتي كمان.. انتي بتلوميني أنا على ايه انتي وعمي و علي المسئولين هنا مش أنا... الزبـ.ـا.لة اللي بعت الصور بيهددني مفكر أنه ممكن ينشر الصور دي.. كنتي فين و بـ.ـنتك في الوضعية الوسـ.ـخة دي صدقيني لو ظهرت قدامي هشرب من دmها.

تدخلت فاتن بينهم لتهدئة الوضع وسط نظرات الخــــوف التي ترسلها نورا إلي مراد الذي نظر إليها بقسوة هي الأخري ثم صعد إلى الأعلى..
__________________________________
دلف مراد حجرته و وصد بابها بغـــضــــب ليجلس على الكراسي ينفث سيجارته بشراهة وهو يفكر في أحداث هذا اليوم لينظر إلي صورة ميس زوجته برفقته الموضوعة على الحائط باشتياق كبير تحجرت الدmـ.ـو.ع في عيناه ليوصد عيناه بألــم وهو يحدث نفسه بنبرة مهتزة وهو ينظر إلى الصورة:
- لو كنتي معايا دلوقتي مكنش هيحصل دا كله حياتي كانت هتكون أسهل من كدا بكتير اوي، الكل شايفني هكون سعيد لما اتجوز تاني ازاي؟! طب واعمل ايه؟!.

"ليغني بصوته العـ.ـذ.ب
مالك مش باين ليه
قلبك تايه من مده كبيره
خايف تتكلم ليه
في عيونك حيره وحكاوي كتيره
متغير ياما عن زمان
قافل على قلبك البيبان
حبيت وفارقت كم مكان
عايش جواك
إحساسك كل يوم يقل
وتخطي وخطوتك تذل
من كتر ما أحبطوك تمل فين تلق دواك
بتودع حلم كل يوم
تستفرد بيك الهموم
وكله كوم والغربة كوم والجـ.ـر.ح كبير
مبتديش حاجة اهتمام
أهلاً أهلاً سلام سلام
بقى طبعك قلة الكلام ومفيش تفسير

داري داري يا قلبي مهما تداري
قصاد الناس حـ.ـز.ننا مكشوف
واهو عادي عادي محدش في الدنيا دي
بيتعلق بشيء إلا وفراقه يشوف

كل اللي معاك في الصورة غاب
وطنك والأهل والصحاب
كم واحد ودع وساب من غير أسباب
شايف في عينيك نظرة حنين بتحن لمين ولا مين
طول عمرها ماشيه السنين والناس ركاب

مع دقة عقرب الساعات
بتمـ.ـو.ت جوانا ذكريات
عشمنا قلوبنا باللي فات ونسينا نعيش
كان مكتوب نمشي الطريق ونفارق كل مدى شيء
اتسرق العمر بالبطيء ورسي على مافيش

ودارَيْ دارَيْ يا قَلْبَيْ مُهِمّا تُدارِي
قُصّاد الناس حزْننا مَكْشُوف
وَأاهْوَ عادِي عادِي محدش فِيَّ الدُنْيا دِي
بيتَعَلَّق بِشَيّء إِلّا وَفِراقهُ يُشَوِّف

داري داري يا قلبي مهما تداري
قصاد الناس حـ.ـز.ننا مكشوف
واهو عادي عادي محدش في الدنيا دي
بيتعلق بشيء إلا وفراقه يشوف

وداري داري يا قلبي مهما تداري
قصاد الناس حـ.ـز.ننا مكشوف
واهو عادي عادي محدش في الدنيا دي
بيتعلق بشيء إلا وفراقه يشوف
داري داري يا قلبي مهما تداري
قصاد الناس حـ.ـز.ننا مكشوف
واهو عادي عادي محدش في الدنيا دي".

تنهد بأسي ليقبل تلك الصورة ثم وضعها مرة أخرى وصدح صوت رنين هاتفه فكان المتصل سامر ليجيبه ببرود:
- نعم؟!
اجابه سامر:
- ايه يا بـ.ـارد مش ناوي تيجي معي الـNight club ولا هتفضل في الخـ.ـنـ.ـقة دي كتير؟
فكر مراد لثواني ليقول:
- طب تعالي يا خفيف نروح سوا.

سامر بمرح:
- أخيرا وافقت مشفتش في برودك.
اغلق مراد الهاتف بوجهه ليسبه سامر بسره فهو لا يمل من هذه الحركة.
ذهب إلي الحمام ليستحم ثم بدل ملابسه لملابس أخري.
_________________________________

في الـNight club
جلس مراد و سامر على البـ.ـار لينظر مراد إلي سامر باستغراب ثم وكزه في ذراعه بقوة:
- بتلف و تدور كدا ليه يا عيل؟.
ليجيبه سامر بهيام:
- في بـ.ـنت هنا مجننة امي بس تقيلة معي اوي.
عقد مراد حاجباه قائلاً:
- سيبك من جو الهبل ده وبعدين مين تعيسة الحظ اللي عجبتك دي؟.
وفي نفس اللحظة كانت تدلف فتاة جميلة للغاية (لينا) بجسدها المنحوت ببراعة و طولها كانت ترتدي فستان يصل إلي منتصف فخذها و تركت شعرها الأسود الغجري ينسدل على ظهرها مع المكياج الصارخ الذي برز لون عيناها الاخضر و وضعت احمر شفاه قاني ثم نظرت إليه نظرة عابرة لتجلس بجانب أحدي الرجـ.ـال.
أوقفه شروده بها صوت مراد وهو يقول:
- تصدق انك ممل خليك بتبص اوي انا هسيبك و امشي.
قالها ثم غادر المكان بأكمله فهو ليس من محبي هذه الأماكن الصاخبة.

وفي نفس الوقت كانت تجلس نورا امام نافذة باب غرفتها منتظرة مجئ حازم والحـ.ـز.ن يكسو على وجهها قد اعطي الأمور أكبر من حجمها زفرت بحنق وقررت الذهاب إلي النوم...
بعد مرور بعض الوقت تململت في فراشها بعدm راحة وقد سيطر شعور الجوع عليها فقررت الهبوط للأسفل حتي تصنع شيء تأكله خرجت من الغرفة فوجدت المكان مظلم والجميع نيام هبطت بخطي مترددة إلي الأسفل و ذهبت إلى المطبخ لتبدأ بصنع الطعام فهي تتضور جوعاً.

دلف مراد إلي داخل القصر ليلتفت حوله ليري مصدر الصوت فتوجه ناحية المطبخ ليبتسم على الفوضى التي تفعلها تلك الصغيرة ثم نادها بصوته الرخيم:
- نورا.
ابتلعت ريقها لتنظر إليه بتـ.ـو.تر وارتباك فابتسم هو على مظهرها ثم قال:
- حازم كلمني وقال إنه مش هيجي انهارده و هياخدك الصبح.
أومأت له على مضض فنظر لها باستغراب ولكنه لم يعلق على سبب مجيئها ليصعد هو للأعلى دون ان يتحدث بشيء أخر.

أمّا هي فجلست على طاولة الطعام تأكل بنهم ولم تعير غياب حازم اهتمام...
__________________________________
"تلك لم تكن صدفة فلقد خُلقنا لنلتقي"

في صباح يوم جديد استيقظت يارا من نومها وهي تفتح عيناها بأنزعاج لتقول لوالدتها:
-جرا ايه يا ماما بتصحيني من دلوقتي ليه؟!
ناهد بحدة:
- قومي يا هانم احنا العصر، و عاصم ومنال في الطريق قومي اجهزي بسرعة.
نظرت لها يارا ببرود و هدوء:
- اعمل ايه يعني؟!
ناهد بنفاذ صبر:
- اخلصي يا يارا احسنلك انا بدأت افقد صبري..

وبعد عدة دقائق وصل عاصم برفقة والدته و جلسوا في غرفة الجلوس لتهبط يارا الدرج وهي تفكر في كلام صديقتها لتتلاقي أعينهم فشعرت يارا بالقشعريرة بجسدها وهي تري ذلك الغريب الذي لم يبعده نظره عنها طوال الحفل اقتربت منهم لتصافح منال ثم صافحته هو الآخر وهي تنظر له بغموض وبعد مدة من الصمت الطويل قاطعته ناهد:
- طيب يا منال نسيبهم هما يتكلموا على انفراد.
أومأت لها منال ثم خرجوا من الغرفة ليتركوهم وحيدين هو ينظر إليها و يتأملها و هي تنظر ارضاً ليقول هو بصوته الجذاب:
- هتفضلي تتأملي السجاد كدا كتير ولا إيه؟!
يارا وقد استعادت شجاعتها:
- احم .. احم لو سمحت قول انت عايز ايه وبلاش لف و دوران.
رفع عاصم حاجباه بسـ ـخـــريــة:
- يعني انتي مت عـ.ـر.فيش انا جاي ليه ... ماشي يا ستي انا العريس المصون بتاع حضرتك و جيت اطلب ايدك وانتي طبعاً موافقة.
قال جملته الأخيرة بثقة لتنظر له بدهشة وقد تبخر كل شيء بعقلها حتي تتخلص منه:
- لا طبعاً مش موافقة.. انت ازاي تتكلم كدا؟!

ليقول هو بخفوت:
- كلامك مش هيفيد بحاجة يا انسة.

صاح لوالدته و ناهد للدخول فنظروا لهم بابتسامة ليبتسم هو بغــــرور قائلاً:
- يارا موافقة و الخطوبة الخميس الجاي ان شاء الله!.
اتسعت عيناها بصدmة ولم تتفوه بكلمة وسط تهنئة منال و ناهد لها!!
___________________________________
وقف حازم بسيارته أمام بوابة الفيلا لينظر إلي نورا بغـــضــــب وهو يقول بصرامة:
- اتفضلي يا هانم على فوق ولا انتي ناوية تعيشي هنا.

نظرت له نورا بعدm اكتراث لتفتح باب السيارة ثم دلفت إلي الداخل دون كلام فتبعها حازم إلي الداخل فوجدها تجلس على أحدي الارائك تنظر له ببرود:
- انا عايزة اعيش معاهم هناك في القصر طالما هتسيبني طول اليوم و تخرج برا.

قهقه حازم بسـ ـخـــريــة:
- اطلعي فوق احسنلك يا نورا وكفاية جنان لحد كدا.

لتصرخ نورا قائلة:
- انا مش مـ.ـجـ.ـنو.نة و بعدين بطل التهديد بتاعك ده انت فاكرني عيله؟ وهروح اعيش هناك حتي لو مش موافق.
صفعة قوية كانت جواب حازم لها ليقترب...
(دعني وشأني)

اقترب منها وتعالت أنفاسه من شـ.ـدة الغـــضــــب هتف بحدة وهو يعتصر قبضة يدها بين يداه بقوة:
- حتي لو مش موافق.. معني كدا رأيي مش مهم يا هانم..!

نظرت إليه بصدmة فمن هذا الذي أمامها الآن مستحيل أن يكون حبيبها أمّا هو فبدأ بتمرير أنامله على عنقها و صدرها وهو ينظر إليها برغبة دفعته بعيداً عنها وهي تنظر إليه باحتقار:
- انت مين؟! مش معقول تكون حازم..! ايه التصرفات الزبـ.ـا.لة بتاعتك دي؟!
ثم أكملت بحدة:
- انا فعلاً مـ.ـجـ.ـنو.نة لأني صدقت حركاتك و كلامك انك بتحبني و عارضت ماما ... دايماً كانت بتحذرني منك.

قهقه بسـ ـخـــريــة وهو يقول ببرود أستفزها:
- خلصتي كلامك... اتفضلي اطلعي فوق خدي شور و البسي القميص اللي انا حطيته على السرير ... عشر دقايق وهطلع واخلصي في يومك الحلو ده.

اغمضت عيناها تكافح تلك الدmـ.ـو.ع التي تهددها بالهبوط وهي تتنفس بصعوبة ثم رمقته بنظرة غاضبة...
وصعدت إلي الأعلى ثم دلفت إلي غرفة أخري مختلفة عن غرفتها مع هذا المـ.ـجـ.ـنو.ن! فوصدت الباب بهدوء ثم أغلقته بالمفتاح من الداخل لترتمي بثقل جسدها على السرير ثم اجشهت بالبكاء المرير..! هل هو مـ.ـجـ.ـنو.ن؟! أمس كان يعاملها بحنان واليوم تحول بهذه السرعة، لن تدعه يفعل ما يحلو له بها حتي وان وصل الأمر للإنفصال بهذه السرعة.

صرخ حازم يناديها بأعلى صوته لتنتفض هي في مكانها ثم تنهدت براحة عنـ.ـد.ما توقف عن النداء ليبدأ هو بطرق بابها بعنف و جنون وهو يصيح:
- نورا افتحي الباب وبلاش لعب عيال ... اطلعي خلينا نتفاهم.

وقفت نورا خلف الباب تحتمي به وكأنه طوق النجاة لتقول بحدة:
- مش هطلع يا حازم ... اعمل اللي تعمله بس اقسم بربي لو قربت مني همـ.ـو.تك بأيدي ... اتفووو على صنفك الوسـ.ـخ.

حازم بنفاذ صبر:
- لمي نفسك يا نورا احسنلك و اطلعيلي نتفق يا اما هكـ.ـسر الباب...
نورا بعند اكبر:
- ابعد عن الباب وامشي انا عايزة انام لما اصحي نتفق على كل حاجة.. وبعدين راجع نفسك انت يا حازم انا مش هكلم عمي ولا هكلم مراد، انا هكلم جدو عبد الحميد هو اللي يتصرف معاك..!

قرر حازم ألا يتجادل معها أكثر من اللازم فيبدو أنها قررت ولن تتخلي عن قرارها حاول التحكم في أعصابه حتي لا يفقدها عليها فذهب سريعاً خارج المكان ... تنهدت الأخري بـ.ـارتياح قليلاً وضعت يدها تتحس علامـ.ـا.ت يده على وجهها فصاحت متألــمة وهي تتمتم بغـ.ـيظ:
- تتشل في ايدك..

فتحت حقيبتها لتأخذ منها الهاتف ثم أجرت مكالمة هاتفية لتجيبها يارا على الفور:
- الحقيني يا بت! الصراحة فاتك نص عمرك..!

زفرت نورا بحنق:
- احكي يا زفتة وبلاش ألغاز

سردت لها يارا بكل شيء حدث لتتعجب نورا من هذا الشخص..
لتكمل يارا حديثها:
- بس الواد قمر!! لا بجد قمر اوي في نفسه يخربيته هو فيه كدا..؟!
نورا بتعجب:
- وانتي كيس جوافة قاعدة ازاي يقول انك موافقة؟ اجمدي يا بت في ايه؟!
صرخت يارا بمرح: سونيا الحقيني!!
انفجرت نورا بالضحك حتي أدmعت عيناها لتقاطعها يارا وهي تتسائل:
- عملتي ايه مع حبيب القلب؟.

تحولت ملامحها للضيق فردت بنبرة مختنقة:
- بقولك ايه اقفلي دلوقتي أصل الصراحة جعانة نوم ومش هقدر احكي حاجة دلوقتي ... سلام.

لم تنتظر إجابة يارا أغلقت الهاتف و استلقت على الفراش حتي ذهبت في سبات عميق..
_______
مر شهر كامل على هذا اليوم وتبدلت قسوة حازم إلي حنين مزيف حتي يقنعها أن لا تُخبر جدها بما حدث فهو لا يزال يتذكر تحذير جدها يوم زفافهم، فكان دائم الخروج معها و لا يكتفي عن قول الكلام المعسول الذي أغرقها في دوامة مشاعرها..! بل وكان يجعلها تذهب إلى قصر العائلة كلما شاءت، ولكن إلي متي هذا الحنان المزيف و صديقه يسمم عقله تجاهها ويدmره ببطئ..!
سافر مراد مرة ثانية حتي يتابع عمله المتأخر هناك و ينهي بعض الأعمال حتي يعود إلى مصر مرة ثانية ولكن رغماً عنه! تمت خطبته على ديما وسط حضور أفراد العائلة فقط عدا حازم و نورا بسبب سفرهم... نورا ! صاحبة أجمل زرقاوتان رآها في حياته .. تلك الفتاة الصغيرة التي كلما نظر إلي بحر عيناها شعر بالاضطراب يتغلغل في داخله ليسبب له عواصف لا نهاية لها، لذلك يلجأ دائماً إلي تجاهلها وعدm المكوث في المكان المتواجدة فيه يشعر من كثرة النظر إليها بأنه يخـ.ـو.ن أخاه...!
أمّا يارا وعاصم فتمت خطوبتهم و أصبح عاصم يهيم لها عشقاً بخفة ظلها و جمالها الذي أسر قلبه منذ اول لقاء لهم ... يعشق أحاديثها التافهة والجلوس معها.
أمّا ديما أزدادت تمسكاً بمراد أكثر من اللازم بل أصبحت تتواجد في أي مكان يذهب إليه كالعلكة و ازاد كرهها وحقدها لنورا بشكل كبير بسبب اهتمام مراد لأمرها و كثرة اسألته عليها بل و كثيراً يناديها بأسم نورا !!! سوف تجعله يكره سماع أسمعها ولكن صبراً..
........
بعد مرور شهرين آخرين..

عتمة ... ظلام حالك أصبح يخيم حياتها تجلس على الأرض كما تركها ذلك المعتوه بثيابها الممزقة والغير مهنـ.ـد.مة! ظلت تبكي بحرقه وهي تسبه وتلعنه تذكرت ما حدث منذ قليل عنـ.ـد.ما أتي بعاهرة ليمارس معها شهواته المريـ.ـضة أمام عيناها ثم بدأ بتمزيق ثيابها ليفعل ما يحلو له.. طوال الشهرين الماضيين يعـ.ـذ.بها بحق، يغتصبها دون أدني رحمة بل أصبح سادياً مريـ.ـضاً .. صاحت بإنفعال بالغ:
- والله يا حازم الكـ.ـلـ.ـب همـ.ـو.تك بأيدي ... منك لله يا خرابة أنت.

توجهت نحو باب الغرفة حتي تفتحه لتجده موصداً بالمفتاح كالعادة، صرخت بجنون و هستيريا و ظلت تهشم كل ما تجده أمامها حتي أصبحت الغرفة رأساً على عقب!
ظلت تجوب في المكان ذهاباً وإياباً تبحث عن شيء لكي تكـ.ـسر الزجاج ولكن هيهات فهذا الزجاج صلب وكأنه حديد لا يُكـ.ـسر باءت جميع محاولتها في المرات السابقة من أجل الهروب من براثن هذا الشيطان بالفشل الذريع لتصرخ مرة ثانية وهي تدعو ربها:
- ربنا ياخدك يا حازم ... انا كرهتكم كلكم محدش بيسأل فيا لييييه؟! مش عايز ينقذني من الحـ.ـيو.ان ده ليه؟! يارب مليش غيرك كلهم اتخلوا عني أنا تعبت من حياتي أوي...

ظلت تبكي بوهن و قهر حتي غفت في مكانها..
........
في قصر عائلة النجدي
تجلس فاتن وهي تهز قدmها بغـــضــــب و حـ.ـز.ن في آن واحد ثم وجهت حديثها إلي مراد:
- يعني إيه يا مراد انا مش مصدقة أن نورا ترفض تقابلنا الفترة دي كلها ... اكيد في حاجة غلط أنت عارف نورا روحها في القصر ازاي ... شوف حل للموضوع ده ارجوك انا تعبت من التفكير.

تآكل مراد من شـ.ـدة القلق لما أختفت بهذه الطريقة وحتي حازم أخاه لا يأتي إلا لثوانٍ معدودة لأخذ الأموال من أباه ثم يذهب سريعاً حتي لا يواجهه ولم يعد يذهب إلي الشركة إطـ.ـلا.قاً ! بالتأكيد هناك أمر خطير يخفيه عن الجميع ويجب أن يكتشفه عاجلاً.

أفاقته من شروده صوت فاتن:
- مراد رحت فين؟! هتعمل ايه؟

أطلق زفرة حانقة ليجيبها بهدوء:
- تمام انا هكلم حازم و اشوف إيه اللي حصل بالضبط..
قالها ثم تركهم و غادر المكان ... مائة سؤال و مائة تخمين يدور في عقله الآن دون تريث فما عساها تفعل الآن!
بينما نظرت سيرين لوالدتها الجالسة بجانبها يتابعوا حديث مراد و فاتن و تبتسمان بخبث لتمس قسمت قائلة:
- الموضوع شكله كبير ... انا عايزاكي ت عـ.ـر.فيلي كل حاجة من حازم انتي عارفة أنه بيحب اللي تدلع قدامه، لازم نستغل الفرصة دي.

أومأت لها نسرين رافعة حاجباها بمكر
....
في مكان آخر يجلس ذلك الرجل و يبتسم بانتصار وهو يستمع إلي حديث الطرف الثاني في المكالمة ليقول بنبرة يملؤها الإنتصار:
- انا عايز الكـ.ـلـ.ـب ده يمـ.ـو.ت بالبطيء عايزه يتعـ.ـذ.ب بس برافو عليك أنت ماشي صح بس الغلطة ليها عقـ.ـا.ب كبير فاهم يا مصطفي.

= فاهم يا Boss بس بلاش تنطقي أسمي أحسن اروح في داهية !!

أجابه الآخر بثقة:
- الداهية دي اقدر اطلعك منها زي الشعرة من العجين و برضوا اقدر اوديك الجحيم بأيدي أنا لو لعبت بعقلك.
زفر مصطفي بسأم:
= امرك يا باشا بس كنت عايز أقولك اني محتاج فلوس ضروري..
المجهول بصوت حاد:
- خف فلوس شوية يا روح امك ضروري ليه أن شاء الله بس اقولك إيه؟! أتصل يا حيلتها بالرقم التاني وقول على المبلغ اللي أنت عايزه.

اغلق الهاتف دون أنتظار إجابته ليريح ظهره على الكرسي و عيناه تلتمع شراً وهو يحدث نفسه:
- صبرك يا حازم يا **** عليا هنتقم منك ومن اخوك و أدmركم.
وصد عيناه في متعة عارمة.
.....
جلس مراد على كرسي المكتب مغمضاً عيناه وهو يسحق أسنانه بغـــضــــب من تأخر حازم!
دلف حازم إلي غرفة مكتبه دون طرق الباب حتي وهو ينظر إلى مراد بحقد خفي ليقول ببرود:
- طلبتني ليه يا مراد؟!.

ظل مراد يتفحصه من مقدmة رأسه إلي اغمص قدmاه ... يا الله وجهه شاحب كالمـ.ـو.تي، فقد الكثير من وزنه و الكثير من الهالات السوداء تحيط عيناه!!
نظر إليه رافعاً أحدي حاجباه بدهشة:
- حازم هسألك سؤال جواب عليه بصراحة عشان هكتشف سواء كدبت أو لأ ... أنت بتشم هيروين؟!.

ابتلع حازم ريقه بوجل ليقول بتعثلم:
- أ أنت ... بتقول ... إيه؟ لا طبعاً.

نظر له مراد بشك ولكنه لم يكن يريد الجدال الآن ثم قال بحدة:
- خلاص هحاول اصدقك بس صدقني هفضل وراك لو عرفت أنك بتكدب هيكون أخر يوم في حياتك و اتنيل اقعد هتفضل واقف كتير ولا إيه؟

تنهدت حازم براحة ليجلس على الكرسي أمامه فتحدث بخفوت:
- طلبت تقابلني ليه؟.
تريث مراد لبرهة ثم أردف قائلاً:
- فين نورا يا حازم؟ ومتقولش أنها في البيت و رافضة تقابلنا أخلص وقول الحقيقة احسنلك واياك اعرف أنك عملت فيها حاجة غلط..

ابتسم حازم في داخله ولكنه انفجر بالبكاء المصطنع لينظر له مراد بدهشة ظنناً بأن أصابها مكروه ثم امسكه من تلابيب ملابسه وهو يتحدث بلهفة وصوت جهوري:
- عملت فيها اييييه يا وا.طـ.ـي؟!!

ليقول حازم بخفوت وهو يتصنع الانكسار:
- نورا بتخوني يا مراد.

تجمد مراد في مكانه وهو يستمع إلى كلامه ثم صرخ بقوة جعل جميع الموظفين في الشركة يجتمعون عند غرفة مكتبه:
- بتقول إيه يا حـ.ـيو.ان بتخونك ازاي؟!!!

ليقول حازم مصتنع الحـ.ـز.ن:
- ايوا يا مراد بتخوني، انا شفتها نايمة مع راجـ.ـل تاني في سريري من تاني شهر جواز أنت متخيل! من يومها وانا حابسها في البيت و رافض أنها تطلع نهائي أحسن تهرب مع عشيقها ... طب أعمل ايه وانا شايف البـ.ـنت اللي بحبها مع واحد تاني غيري؟!.

كان مراد في موقف لا يُحسد عليه ... مستحيل من الممكن أن تكون خدعة منه بالتأكيد! انتفض على حازم بقوة ثم لكمه بقوة حتي كاد أن يكـ.ـسر فك ذلك المعتوه ثم دفعه نحو الباب حتي سقط أرضاً وهو يصـ.ـر.خ به:
- اطلع برا الشركة يا وا.طـ.ـي وإياك تقرب من هنا تاني مش مكسوف من نفسك وانت بتكدب على مراتك يا وسـ.ـخ.
نظر له حازم بصدmة ثم صاح هو الآخر:
- أنت بتكدبني يا مراد ... تمام يا أخويا انا غلطت لما قولتلك الحقيقة.
نهض من على الأرض ثم تصنع نظرة الانكسار و ذهب.
نظر مراد إلي الجميع و أزدادت وتيرة تنفسه ليصـ.ـر.خ في جميع الموظفين بصوته الاجش:
- بتعملوا ايه انتوا كمان؟؟ كله واحد على مكتبه.
انتفض الجميع فزعاً ثم ركضوا جميعاً إلي مكاتبهم بخــــوف.
دلف إلي داخل وبدأ بتكسير كل شيء يقابله وهو لا يستطيع إخماد النيران التي بصدره الآن !
........
هبط حازم إلي الأسفل وهو يمسك فكه متأوهاً بألــم ثم تمتم بغـ.ـيظ:
- يا ابن الغـ.ـبـ.ـية!! دا كله عشانها بس شكلها داخلة دmاغه أوي.
صدح رنين هاتفه ليجيب قائلاً:
- فشلت فشل ذريع يا بيبي ... الواد ضـ.ـر.بني لما قولتله أنها بتخوني لا و كمان طردني من الشركة.
أجابته بحدة:
= نعم!!! ازاي يعني؟
سرد عليها حازم كل ما حدث لتشتعل غـــضــــباً ثم قالت بإنفعال:
= واضح أن مراد واثق فيها أوي ... عارف يا حازم لو طلع اللي في بالي صح هقــ,تــلها أنت فاهم؟!

زمجر حازم بحنق:
- اسمعيني كويس لو فكرتي تأذيها هتحصليها انا مش متخلي عن عمري لما جدها عبد الحميد يقــ,تــلني.

أجابته بتهكم:
- هنشوف يا حازم.وبعد قليل..

دلف إلي داخل الفيلا وهو يبتسم ببرود وكأن شيء لم يحدث لينادي بمرح:
- حبيبتي انا جيت ... استني انا هطلع.

صعد للاعلي ثم وقف أمام باب الغرفة المتواجدة بها فأخرج المفتاح وفتحه نظر إلي هيئتها وهي نائمة بهذا الإرهاق ليبتسم في رضاء تام ثم توجه نحوها على حذر وهي لا تزال نائمة لا تشعر به ليحملها، سار بها إلي جناحه هو ثم وضعها على الفراش..
ظهر على ملامحها الامتعاض و الرفض وهي لا تزال نائمة وقد شعرت رائحته البغيضة! نظر هو لملامح وجهها وهو يُثني على جمالها ليقترب منها ثم لفحت أنفاسه وجهها ليقبلها ... فتحت عيناها بقوة عنـ.ـد.ما وجدته يلتهم شفتاها بقسوة فدفعته بعيداً عنها بكل ما أوتيت من قوة!
حازم بابتسامة مستفزة:
- كويس انك صحيتي انا بحب نكون احنا الاتنين مستمتعين.
بصقت في وجهه وهي تنظر إليه بأحتقار و كراهية بينما هو ابتسم بسذاجة و برود لتصيح هي عنـ.ـد.ما اقترب مرة ثانية:
- ابعد عني يا حقير ... ان شاء الله تتشل في إيدك.

دفعته للمرة الثانية ثم ركضت نحو الباب وفتحته ليركض خلفها وهو يضحك بجنون وكأنه يلعب معها:
- نورا يا حبيبتي تعالي عايزك بلاش الهبل بتاع كل يوم ده لأن اللي أنا عايزه هاخده... اطلعي يا قمري يا ****

حاولت فتح الباب بسرعة قبل أن يصل إليها ولكنه كالعادة مُغلق ... تطلعت نحو ذلك الذي لا يزال يحافظ على ابتسامته البغيضة و هو يقربها بين ذراعيه لتصفعه بقوة ثم هرولت إلي داخل المطبخ تختبئ به وليتبعها هو، يقهقه بسـ ـخـــريــة ... ظهرت من خلفه وهو لا يزال يحاول كبت ضحكاته لتمسك بسكين حاد ثم غرسته في كتفه... وفي نفس الوقت كان مراد يسير بسيارته بأقصى سرعة متوجهاً إلي فيلا حازم....
(دmاء حازم)

ارتعبت أوصالها عنـ.ـد.ما سالت دmاء حازم بغزارة من كتفه ليسقط أرضاً و هو يتحامل على نفسه بصعوبة ولكنه سقط مرة ثانية ليصـ.ـر.خ مستنجداً إياها، ولكنها ظلت متجمدة في مكانها نظرت إلي الدmاء التي على يدها لتتسع ابتسامتها لا إرادياً وهي تدعو ربها أن تتخلص من ذلك الوغد ! أنحنت نحوه عنـ.ـد.ما اصبح شبه فاقداً للوعي لتأخذ المفتاح من جيب بنطاله ولكنه أمسك بيدها بوهن وضعف فدفعت يده ثم نهضت مرة ثانية و أمسكت وشاح موضوع على الأريكة لتضعه على جسدها وملابسها المُمزقة وتوجهت نحو الباب بخطوات مُسرعة...!

وفي نفس الوقت...
ظل مراد في دوامة تفكيره اللانهائية وهو لا يزال يقود السيارة ابتلع غصة في حلقه وهو يتذكر كلام أخاه في الصباح ... لماذا يتهم زوجته بهذا الإتهام الباطل؟! مستحيل أن يُصدق انها فعلت هذا هو من رباها و من يعرف بأخلاقها تمام المعرفة! يثق بها ثقة عمياء ... رآها مع رجل آخر!! كيف يقول هذا؟ هل جُن أم ماذا يحدث معه؟ ظل يطرح على نفسه العديد من الأسئلة دون تريث أو هوادة ... حينما اقترب من الشارع المتواجد به الفيلا وجد من تركض بسرعة كبيرة من فيلا حازم حتي اختفت من المكان لتدخل بإحدي الشوارع الأخري، توقف بسيارته أمام بوابة الفيلا فوجدها مفتوحة و وجد بابها الآخر مفتوح هرول إلي الداخل حتي وقف في مكانه وهو ينظر إلى حازم المُلقي ارضاً بعين متسعة من الصدmة!! ظل يلتفت حوله ينظر في كل مكان ولكنه لم يرآها...! اقترب من حازم وهو ينظر إلى تلك السكين المُلقاة ارضاً و دmائه التي تسيل من كتفه ليتصل بالاسعاف لكي تأتي وتأخذه بينما هو صعد إلي الأعلى لكي يري إذا كانت هي من هـ.ـر.بت أم لا تزال هنا بحث في جميع الغرف وقد اندهش من الغرفة التي منقلبة رأساً على عقب صرخ عقله وهو يتذكر كلام أخاه مرة ثانية:

"ايوا يا مراد بتخوني، انا شفتها نايمة مع راجـ.ـل تاني في سريري من تاني شهر جواز أنت متخيل! من يومها وانا حابسها في البيت و رافض أنها تطلع نهائي أحسن تهرب مع عشيقها ... طب أعمل ايه وانا شايف البـ.ـنت اللي بحبها مع واحد تاني غيري؟!".

هز رأسه بعنف و استنكار ليزيح تلك الفكرة من عقله بأنها قد تكون هاربة الآن.. هبط إلي الاسفل ليجد سيارة الإسعاف أتت لتأخذ حازم.. أمّا هو فركب سيارته ليسير بسرعة جنونية محاولاً اللحاق بها وهو يصـ.ـر.خ بأسمها بأعلى صوته يجوب بنظره يميناً و يساراً على أمل أن يجدها..

وعلى الجانب الآخر كانت تركض بهلع وهي تذرف دmـ.ـو.عها دون توقف و تكاد تنقطع أنفاسها لتضع يدها على صدرها في محاولة للتماسك قد المستطاع حتي شعرت بالدوار الشـ.ـديد لتسقط مغشي عليها.
__________
فتحت عيناها ببطئ وهي تنظر في أرجاء المكان باستغراب فهذه ليست غرفتها إذاً اين هيا؟! يبدو أنها بالمشفي! تفاجئت بفاتن تمسك يدها بلهفة و خــــوف لتتسع عيناها في دهشة ! كيف وصلت إليها؟
وصدت عيناها بقهر وهي تتذكر أخر ما حدث معها بينما ترقرقت زرقاوتاها بالدmـ.ـو.ع لتنساب على وجهها دون توقف ظلت فاتن تربت على يدها بحنان وملامح القلق ظهرت على وجهها لتقول نورا بصوت متحشرج:
- مين اللي جابني هنا؟!.

أبتسمت والدتها لها بحنو محاولاً أن تهدأها لتقول بلهفة:
- حبيبتي يا بـ.ـنتي حمد الله على السلامه..! طالما انتي حامل في شهرين اهملتي في صحتك ليه بس؟!

ازدردت في وجل، حامل ! لا مستحيل بالتأكيد تعيش في كابوس مزعج وسوف تستيقظ منه عاجلاً أم آجلا لتردد نورا خلف والدتها بصوت مختنق:
- حامل ! ازاي اكيد مفيش حمل انا مش عايـ...

قاطعها رأفت عند دخوله إليهم ومعه أفراد العائلة ليقول بسعادة:
- مبروك يا بـ.ـنتي أخيراً هشوف حفيدي.

هزت رأسها بالأنكار حتي أوشكت على الإنفجار بالبكاء لتصرخ بهم جميعاً:
- انا مش عايزة الطفل ده... انا مش حامل انتوا اكيد اتجننتوا.

نظر لها الجميع بصدmة بينما عقد رأفت حاجباه قائلاً بحدة:
- يعني إيه مش عايزة الطفل ده؟ هو لعب عيال ولا ايه؟ وبعدين انا عايز اعرف ايه اللي حصل معاكي انتي و حازم طالما الاستاذ مراد مش عايز يقول حاجة.

ظلت تصرخ بهستيريا عنـ.ـد.ما ذُكر أسم حازم إلي أن جُرح حلقها ليجتمع حولها الممرضين و الطبيب وبعد قليل خارت قواها بعد أن أعطاها الطبيب حقنة مهدئة لتذهب في سبات عميق وسط علامـ.ـا.ت الحـ.ـز.ن و الأسى التي ارتسمت على ملامح الجميع.

خرجوا جميعاً من الغرفة ليقول الطبيب بتحذير:
- المريـ.ـضة واضح أن حالتها النفسية تحت الصفر و ده هيأثر على الجنين بشكل كبير وغير كدا جـ.ـسمها ضعيف جداً وعندها انيميا ياريت تهتموا بصحتها اكتر من كدا و تبعد عن أي حاجة تزعلها وعلى فكرة من العلامـ.ـا.ت اللي في جـ.ـسمها واضح انها اتعرضت لتعذيب جسدي...! حطوا مراهم مكان العلامـ.ـا.ت عشان تخفف عن الألــم.

أومأ له رأفت بشرود وهو يتسائل في نفسه كيف حدث معهم كل هذا؟ بالتأكيد هناك أمر خطير يخفيه حازم..
بينما جلست فاتن على الكرسي وهي تبكي حـ.ـز.ناً على حالة ابـ.ـنتها.

وفي نفس الوقت..

جلس مراد بجانب حازم الذي لم يستيقظ بعد وهو يعتصر قبضة يده بقوة متذكراً حالة نورا عنـ.ـد.ما وجدها بعد عناء ساقطة ارضاً بهذه الحالة !! لو وجدها أحداً آخر بهذه الملابس الله وحده يعلم ماذا سيفعل بها...
فتح حازم عيناه بتعب بينما عقد مراد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر إليه بنفور و غـــضــــب ليقول حازم بخفوت:
- انا جيت هنا ازاي؟! و نورا فين؟.

ابتسم مراد بإقتضاب ليقول بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
- اسمعني كويس يا حازم و بلاش لف و دوران ... ايه اللي حصل بينك و بين نورا امبـ.ـارح؟.

ابتلع حازم ريقه ليقول بابتسامة ساذجة:
- خليك في حالك يا مراد وبعدين أي حاجة تحصل بيني وبين مراتي مش تتدخل فيها.

ابتسم له مراد ابتسامة مريبة !! ثم صفعه بقوة على وجهه لينظر له حازم بريبة:
- أنت بتمد أيدك عليا تاني يا مراد؟!! اسمعني انت بقا نورا مراتي وأنا عارف ازاي اربيها على خيانتها ليا وإياك تدخل ما بينا تاني وايوا يا سيدي هيا اللي عملت فيا كدا عشان تهرب مع عشيقها.

ضغط مراد على أسنانه بغـ.ـيظ ليقول بحدة لاذعة:
- ألزم حدودك يا وا.طـ.ـي لو مكنتش في الحالة دي كنت كـ.ـسرت عضمك.

توجه نحو الباب ليغادر المكان صافعاً الباب خلفه بقوة انتفض حازم على أثرها ليتمتم بحقد وهو يضع يده على موضع الصفعة:
- الله يحرقك يا مراد.
_____
في المساء..

سألت نورا عن غرفة حازم ثم دلفت إلي داخل الغرفة المتواجد بها فوجدته يبتسم لها بإنتصار:
- عرفتي أن ملكيش غيري ... محدش يقدر يحميكي مني انتي ملكي انا وبس يا نورا ومبروك ليا وليكي هيبقي عندنا نونو صغير.

نظرت له بأحتقار وهي تقول باستنكار:
- انا مش جيت لسواد عيونك انا جاية اطلب منك الطـ.ـلا.ق و افهم انك هتطلقني غـ.ـصـ.ـب يا حازم و متقلقش مش هجيب سيرة أي حاجة عملتها فيا أو حصلت بينا و هسافر أبعد من هنا خالص ... انا خلاص مش طايقة ابص في وشك ولا طيقاك أصلاً ولو كان على الولد اللي في بطني هنزله لأني هكرهه كل ما اشوفه وافتكر اللي أنت عملته فيا ... منك لله يا حازم.

صفق لها حازم وهو يقهقه بسـ ـخـــريــة ثم تحدث بفحيح الأفعي:
- خلصتي الـتمثيل بتاعك؟ مممم بصيلي بقا يا حلوة! طـ.ـلا.ق مش هطلق هتفضلي عايشة تحت رحمتي طول حياتك.

صاحت نورا بإنفعال:
- أنت متـ.ـخـ.ـلف و مريـ.ـض والله و مش هعيش معاك ثانية واحدة ... طلقني يا حيوووان.

أصدر ضحكة ساخرة وهو يصتنع المرح:
- بلاش انفعال عشان البيبي يا حبيبتي وانا عند كلمتي طـ.ـلا.ق مش هطلق هتفضلي مراتي لآخر يوم في عمري حتي المـ.ـو.ت مش هيفرقنا عن بعض هتمـ.ـو.تي معايا يا روحي.

أطلقت زفيراً كانت تحبسه منذ الكثير لتقول بهدوء يخالف تلك العاصفة التي بداخلها:
- أنت هتستفاد إيه وأنت بتعـ.ـذ.بني ها؟! إيه المتعة وأنت بتأذي بـ.ـنت عمك قبل ما تكون مراتك ... بجد والله بكرهك و بكرهكم كلكم.

قلب شفتاه متهكماً وهو يقول ببرود:
- امممم ... و إيه تاني يا مراتي؟ بصيلي كدا واضح كلامي معكي بهدوء ملوش لازمه فأنا مضطر اوريكي حاجة مكنتش عايز أستخدmها.

ضيقت عيناها وهي تنظر إليه باشمئزاز ليبتسم هو بإنتصار ثم أمسك بالهاتف الذي بجانبه ليفتحه و أعطاها إياه وهو ينظر لها بخبث حتي أفرغت فاهها بصدmة وهي تبتلع ريقها بصعوبة ليقول بنبرة ماكرة:
- هترجعي معايا البيت يا نورا أولاً شايفة الفيديوهات الحلوة بتاعتك دي؟ هتكون من دلوقتي على المواقع كلها ... ياااه تخيلي كدا وهما بيكتبوا فـ.ـضـ.ـيحة ابنة رجل الأعمال عزت النجدي في وضع مُخل ...! ياااه مكنتش اتوقع تعملي كدا شوفي بقي هيبقي موقفك عامل ازاي، مراد أو جدك اللي بتهدديني بيهم هما نفسهم ممكن يقــ,تــلوكي بأيدهم ... ثانياً بقا ماما فاتن مش حمل تمـ.ـو.ت زي ما أنا مخطط عشان كدا انا بقولك اختاري اللي انتي شايفاه في صالحك.. عايزة تتطلقي و تبقي فضيحتك في البلد كلها و ماما فاتن حبيبة قلبك تمـ.ـو.ت ولا ترجعي معايا بهدوء؟

ازدادت وتيرة تنفسها بينما ابتسم هو بخبث بعدmا حقق مبتغاه لتصرخ هي و دmـ.ـو.عها تسيل دون توقف:
- أنت اكيد مش بني آدm!! ازاي تصورني بالطريقة دي حـ.ـر.ام عليك عايز تفضحني ليه؟ انا مراتك يا حقير يا زبـ.ـا.لة ... ربنا ياخدك يا حازم.

ضحك بصخب وجنون:
- تؤتؤتؤ عيب كدا يا حبيبتي أصل ازعل والله.. انا عرفت انتي اخترتي إيه مهو اكيد انتي مش ترضي امك تمـ.ـو.ت بالطريقة اللي انا رسمتها ولا ترضي شرفك ينزل الأرض... أخرجي يلا و جهزني نفسك عشان نمشي و طبعاً لو حد سأل عن سبب اللي حصل هتقولي أنه كان حـ.ـر.امي و هرب.

خرجت من الغرفة دون التفوه بكلمة أخري.
______
بعد مرور عدة أيام..

ظلت واقفة أمام شرفة المنزل تنظر إلي الفراغ بملامح جـ.ـا.مدة وعينان متحجرة ليأتيها صوته الساخر بعد أن دلف الغرفة:
- اتفضلي اجهزي انا جبت الزفت عشان تلبسيه و اخلصي في يومك اللي مش هيعدي ده.

ابتسمت بمرارة لتنظر له نظرة خالية من المشاعر ثم نظرت إلي الفستان الذي وضعه على السرير ببرود وذهبت إلي الغرفة الأخري وبدأت بتبديل ملابسها...

وفي نفس الوقت..
أرتدي مراد بدلة سوداء تصرخ بالثراء و فتح اول أزرارين من قميصه ليظهر عضلات صدره المثيرة ثم شمر ساعديه ليرتدي ساعة يد باهظة الثمن و وضع عطره الذي يُسلب العقل لينظر إلي هيئته في المرآة بجمود ليصيح سامر بمرح قائلاً:
- انت مش مكفيك ديما عايز تسرق قلوب كل اللي في الحفلة ولا ايه؟.

ابتسم مراد بتهكم:
- اخلص يا خفيف ويلا الوقت أتأخر والمفروض نروح نجيبها من الـBeauty center دلوقتي.

سامر بسـ ـخـــريــة: مش فاهم ايه التكاليف اللي ملهاش لازمة دي الأول تختار اشهر مصمم ازياء في العالم عشان الفستان وبعدين اشهر قاعة هنا.
زفر مراد بحنق ثم توجه إلي الخارج ليتبعه سامر
_____
في أحدي اشهر القاعات
دلفت نورا بجانب حازم بخطوات مترددة بينما هو ينظر إلى المكان بسـ ـخـــريــة:
- شايفة الظلم بعينك ... عاملين لمراد في احسن مكان في مصر ولا كأنه اول مرة يتجوز واحنا عملوه في القصر عشان لما اقولك أن ابويا بيفضل مراد عليا تبقي تصدقيني.

زجرته قائلة بملل:
- كفاية حقد شوية وسيبه في حاله.

رفع أحدي حاجباه مكرراً كلامها وهو يضغط على قبضة يدها حتي أصدرت أنين خافت ليهمس قائلاً:
- حقد ! بقي انتي شايفة إني بحقد عليه حسابنا بعدين يا هانم.

- سيب ايدي يا متـ.ـخـ.ـلف يارب تتشل انا بكرهـ
صمتت من تلقاء نفسهاعنـ.ـد.ما وجدت تركض نحوها بلهفة ثم احتضنتها بحنان اموي بينما ظلت هي على حالها لم تبادلها العناق ودت لو صرخت وأخبرتها بكل شيء تُعاني منه ودت لو بادلتها العناق و ظلت تبكي في حـ.ـضـ.ـنها لساعات متواصلة

سحبها حازم وأجلسها على أحدي المقاعد وجلس جانبها ملتصقاً بها.
تعالت أصوات الجميع دليلاً على وصول العروسين
كان الجميع ينظرون إليهم بزهول كان استقبالهم ملوكي بحق بينما ديما تبتسم بغــــرور و ثقة
نظر مراد باتجاه جلوس نورا و حازم ليحتقن وجهه من شـ.ـدة الغـــضــــب أمّا هي فنظرت له بأسف وحـ.ـز.ن ليشيح بنظره بعيداً عنها.
أغلقت عيناها متذكرة أخر لقاء جمع بينهم وحديثها اللاذع معه
Flashback:
دلف إليها مراد بعد أن ذهبت من غرفة حازم تطلع إليها ليجدها تبكي بصمت اقترب منها وهي يجفف دmـ.ـو.عها بأنامله ليزداد نحيبها أحتضنها بقوة وهو يربت على ظهرها حتي هدأت تماماً أبعدها برفق
"مالك يا نوري؟! انتي مش مبسوطة بحملك ليه؟ انا عايز اعرف ايه اللي حصل" حدثها بهدوء وقلبه يعتصر حـ.ـز.ناً بسبب بكائها بينما هي أرادت أن تخبره بالحقيقة أرادت أن يحميها من بطش أخاه ولكنها تراجعت عن قول أي شيء عنـ.ـد.ما تذكرت ما قاله حازم منذ قليل 'مراد أو جدك اللي بتهدديني بيهم هما نفسهم ممكن يقــ,تــلوكي بأيدهم'.

"يا سلام على الاهتمام يا مراد بيه ! خلاص انا عرفت حقيقتكم كلكم وأحب اقولك انا مبسوطة اوي بحملي ولو هتسأل على اللي حصل دا كان حـ.ـر.امي وانا هـ.ـر.بت منه ارتحت كدا وشكراً على سؤالك" صاحت بإنفعال شـ.ـديد علها تُخرج الكبت الذي تشعر به لينظر لها بصرامة و غـــضــــب

"تمام اوي لحد هنا واضح اني غلطت لما حبيت اساعدك وانا اللي أسف اني سألتك و اوعدك اني مش هتدخل في حياتك انتي أو هو أبداً" صاح هو الآخر بغـــضــــب شـ.ـديد ثم خرج من المشفي بأكملها.
End of flashback

أوشكت على ذرف الدmـ.ـو.ع وهي تدعو ربها أن ينتهي هذا اليوم بأقصي سرعته، بينما هو لم يُلقي للعروس التي بجانبه بالاً وكأنها ليست موجودة من الأساس إنما ارتسمت على ملامحه القسوة وهو ينظر إلى الملابس التي ترتديها نورا فكانت ترتدي فستاناً باللون الاحمر يصل إلى فوق ركبتها ذو أكتاف طويلة بالرغم من بساطة تصميمه ألا أنه أظهر قوامها المُغري و ثواني و وجدها تتجه نحوه هي وحازم ليصافح حازم ببرود شـ.ـديد ثم نظر لها عاقداً حاجباه بغـــضــــب:
- ايه الزفت اللي انتي لابساه ده؟!.

نظرت لها ديما بحقد بينما رفع حازم حاجباه بدهشة ثم قال ببرود:
- انا اللي اخترته!

أحست هي بالإهانة من حديثه فيبدو أنه لم يعجبه الذي ترتديه لأنه لا يُقارن بالفساتين التي ترتديها الفتيات الأخري ولم تتحدث إنما ذهبت سريعاً خارج المكان بأكمله...
_____
وتمر الأيام لتبقي الأحداث كما هي لا تتغير ظلت علاقة مراد بـ ديما جادة و جـ.ـا.مدة لا يحدث بها أي شيء جديد سوا أنه علم بأنها إنسانة لا تحبه إنما تحب أمواله والتباهي بين الناس..
وبعد مرور 5 اشهر..
ظلت جالسة على السرير تشعر بالالم المبرح يفتك بجسدها الهزيل.. هذه المرة كانت أعنف من المرات السابقة وقد تجاوز حدوده كثيراً.. مارس عليها ساديته المريـ.ـضة وانتهي بها الأمر لتبقي عارية كالجثة الهادmة.. بالتأكيد هذا الشخص ليس ابن عمها الذي أحبها وكان يعاملها برقة و حب.. هذا الشخص يعـ.ـذ.بها ويخرج قسوته و كرهه بها
يحقد على أخاه و مدmن مـ.ـخـ.ـد.رات!! منذ متي؟! تتذكر اول شهرين من زواجهما كان يعاملها كالملكة المتوجة و الآن يحبسها ،و يغتصبها، و لا يجعلها تخرج من البيت أو تري أحداً.. يمنع عنها أي وسائل اتصال
يجب أن تخبر أخاه بكل ما يحدث ولكنها تخشي رد فعل جوزها.

وقفت أمام المرآة لتجد العديد من الكدmـ.ـا.ت و الجلدات التي غيرت لون جسدها إلي العديد من الألوان والدmاء تسيل من انفها و فمها من أثر الصفعات التي تلقتها منه و اثر يداه على خدها، لتبكي في مرارة، أهذا هو حبيبها الذي تمنت أن تتزوجه يوماً.. يأتي كل يوم ليفرغ شهوته المريـ.ـضة بها.. حسناً 8 شهور من هذه المعاملة ولا تستطيع الإفصاح لأحد عن شيء.. يمنع عنها رؤية والدتها أو الذهاب إلي قصر العائلة بل يمنع عنها الخروج نهائياً.. تذكرت المرات القليلة جداً التي ذهبت بها هناك لرؤية والدتها كان يلتصق بها كالعلكة في كل مكان.. تهاوت دmـ.ـو.عها بنحيب ليصدح صوت جرس الباب والعديد من الطرقات لتتنهد في ضيق فهو بالتأكيد سوف يخترع غلطة لها حتى يعـ.ـا.قبها عليها بل و يأتي وهو لا يستطيع وضع قدmه على الأرض ولكنها شعرت بالريبة عنـ.ـد.ما أزداد الطرق على الباب، إذا كان هو لكان فتح الباب و دخل بالمفاتيح التي يحتفظ بها ... اسرعت في ارتداء ملابسها
ركضت نحو الباب لتفتحه ولكنها فوجئت به مغلق من الخارج
ليأتيها صوت فتاة تصرخ من الخارج و هي لا تزال تطرق على الباب قائلة:
= جوزك خد جرعة كبيرة و بيمـ.ـو.ت
.......
نهاية الفصل
توضيح:
- بعتذر عن تأخير الفصل واحب اقولكم اني هبدأ من بكرة أنشر كل يوم فصل.
- في حاجات في الفصل ده لو مش فهمتوها دلوقتي هتفهموا في الفصول القادmة.
- انا قدmت في أحداث الرواية كتير عشان عايزة ادخل في أحداث جديدة و مختلفة.
وضعت يدها على فمها محاولة كتم شهقاتها وهى تبحث عن أي شيء حتي يساعدها على الخروج لتصيح ببكاء للفتاة التي بالخارج:
- ساعديني أنا مش عارفة أخرج من هنا.

لتقول الفتاة بقلة حيلة:
- طب قوليلي اعمل ايه مفيش مفاتيح و الإسعاف جت اخدت الاستاذ حازم..

حاولت نورا إخراج صوتها ولكنها شعرت وكأن احبالها الصوتية تمزقت من شـ.ـدة الصراخ عنـ.ـد.ما أنهال عليها حازم بالجلدات اللانهائية لتقول بوهن و هي تستند على الباب ببطئ:
- الحقيني و نادي أي حد من الجيران مش قادرة اتنفس.

أمتثلت الفتاة لكلامها لتفعل ما قالته نورا و بالفعل جاء معها رجل مسن وابنه ومعهم البواب الذي أمسك بشيء صلب لكي يكـ.ـسر به الباب و بعد محاولات عدة استطاعوا فتح الباب ليجدوا تلك المسكينة طريحه الأرض و تنزف..

حملها ذلك الشاب و توجه بها بسيارته و رافقه والده (شرف الدين):
- انا هتصل بمراد بيه احكيله على اللي حصل.

رد ابنه (مازن) :
- بسرعة يا بابا و قوله اننا رايحين على مستشفي الـ......

التقط شرف الدين هاتفه ليحدث مراد و بالفعل أجابه مراد بسرعة قائلاً بقلق:
- حصل حاجة؟!.

ابتلع شرف الدين ريقه ليقول بتـ.ـو.تر:
- الصراحة يا مراد بيه انهارده سمعنا صوت صريخ عالي من بيت حازم واتصلت بحضرتك بس محدش رد وبعدها بشوية بـ.ـنت جت وطلبت نساعدها و نفتح الباب روحنا فتحنا الباب كانت مدام نورا واقعة على الأرض و بتنزف و دلوقتي احنا في طريقنا لمستشفي الـ..... والبـ.ـنت اللي طلبت نفتح الباب كانت بتقول أن الأستاذ حازم في نفس المستشفى و حالته خطر بس معرفشـ..

لم يستمع رداً إنما اغلق مراد الهاتف ليخلل شعره في صدmة ثم هرول إلي الأسفل واخبر الجميع بوجود حازم و نورا في المشفي و تركهم مغادراً بسرعة كبيرة.


بعد أن وصلوا جميعاً إلي المشفي..

صعد إلى الطابق المتواجد به غرفة حازم بعد أن أخبره أحدي الأطباء بسوء حالته وتوقف عنـ.ـد.ما رأي الطبيب يخرج من الغرفة و علامـ.ـا.ت الأسي تظهر عليه لينظر له مراد بتسائل وهو يبتلع ريقه قائلاً بهدوء:
- حازم النجدي حالته عاملة ايه دلوقتي؟!.

ليقول الطبيب بنبرة خافتة:
- للأسف يا مراد بيه احنا عملنا اللي علينا بس حالة الاستاذ حازم كانت مدmرة و جـ.ـسمه كله اتسمم ... البقاء لله.

وضع مراد يده على مؤخرة عنقه وهو يهز رأسه بعدm تصديق لينقض على الطبيب ثم أمسكه من تلابيب ملابسه وهو يصـ.ـر.خ:
- أنت بتقول ايه انت اكيد اتجننت !!

بينما صرخ الجميع فزعاً ليقول الطبيب بخــــوف و تـ.ـو.تر:
- أنا آسف بس دا قدره وهو للأسف سحب جرعة هيروين زايدة و مقدرش يستحمل.

وضع رأفت يده على قلبه وهو على وشك الإنهيار لتسنده أسما وهي تنتحب لتقول فاتن وسط بكائها:
- وبـ.ـنتي ... بـ.ـنتي فين يا دكتور؟!

أجابها باختصار:
- المدام لسه في أوضة العمليات بيحاولوا يوقفوا النـ.ـز.يف ياما هنخسر الجنين.

شعر مراد وكأن الشتاء جاء ببروده ليبعث الرجفة في قلبه خــــوفاً عليها...!

وبعد قليل خرج إليهم الطبيب مطمئناً إياهم:
- الحمد لله حالتها استقرت هي و الجنين النـ.ـز.يف اللي حصل بسبب حالتها النفسية و هي تقدر تخرج من المستشفي انهارده..

كان الجميع في حالة صدmة و عدm استيعاب بما حدث !


وفي صباح يوم جديد..

انتهوا من تشييع جثمان حازم و أخذوا العزاء..

بينما يتردد صوت القرآن الكريم عالياً في أرجاء المكان بينما تجلس الكثير من السيدات متشحات بالسواد يتهامسون وهم ينظرون لتلك التي تجلس ببرود وكأن شيء لم يكن بل و تبتسم غير مبالية بأي شيء يحدث حولها بداخلها تتراقص فرحاً بمـ.ـو.ت ذلك المريـ.ـض ثواني وانفجرت في وصلة ضحك لا نهاية لها حتي شعرت بأنسحاب أنفاسها من كثرة الضحك لتضع يدها على صدرها بعد ان شعرت بالألــم قاطعتها فاتن زاجراً إياها:
- اطلعي فوق يا نورا عيب كدا الناس تقول ايه!.

لتقول نورا وهي تحاول كبت ضحكتها:
- أساساً القعدة هنا مملة وانا عايزة اطلع.

نهضت وهي ترمق الجميع بنظرات ساخطة و بـ.ـاردة لتسحبها يارا ثم دفعتها بخفة للصعود إلي الأعلى لتقول يارا بحـ.ـز.ن على حالة صديقتها بعد أن دلفت بها إلي الغرفة:
- ممكن أعرف هتفضلي على الحالة دي لحد امتا ... ارجوكي خرجي كل اللي جواكي عيطي اعملي اي حاجة بس بلاش اللي انتي بتعمليه ده.

لتجيبها نورا ببرود:
- يا بـ.ـنتي انا كويسة والله وبالعكس كمان انا حاسة براحة نفسية رهيبة لما الحـ.ـيو.ان ده مـ.ـا.ت.

عقدت يارا حاجباها وهي تقول باستنكار:
- حـ.ـيو.ان و ارتحتي؟! نورا انا عايزة اعرف ايه اللي حصل في الشهور اللي فاتت دي؟؟ حاولت اتواصل معاكي و جيت عندك كتير اوي بس ربنا يسامحه بقي كان بيطردني.

ابتسمت نورا قائلة بتهكم:
- باختصار شـ.ـديد الحـ.ـيو.ان ده كان سادي مريـ.ـض! بيستمتع وهو شايفني بتعـ.ـذ.ب.

انفجرت بالبكاء المرير عنـ.ـد.ما توجهت نحو المرآة ونظرت إلي وجهها الذي امتلئ بالعديد من الكدmـ.ـا.ت وشفتاها المتورمة لتهتف بصوت متحشرج:
- شايفة اللي في وشي ده أقل حاجة عملها معايا انتي مش متخيلة العـ.ـذ.اب اللي انا شفته على ايده! ... عمري ما هسامحه و هفضل بكرهه طول حياتي.

توجهت يارا نحوها و تذرف الدmـ.ـو.ع بحـ.ـز.ن على صديقة دربها و ظلت تربت على ظهرها بحنو وهي تحاول تهدأتها لتجفف نورا دmـ.ـو.عها بأناملها لتقول بغـــضــــب:
- كفاية لحد كدا ... منه لله جـ.ـسمي متكـ.ـسر و مش حاسة بنفسي ... انا جوايا حاسة بكـ.ـسرة من كل اللي حوليا كنت مستنية حد ينقذني منه كنت مستنية حد يطمني و يبعد عني الخــــوف بس ما شاء الله كلهم زي بعض.

جذبتها يارا لأحضانها و تحولت معالم وجهها للحـ.ـز.ن و الأسي على صديقتها:
- وليه مش تدي لنفسك فرصة تانية عشان تقدري تواجهي الكل ... متخليش اللي هو عمله فيكي حافز عشان تفشلي في المستقبل..

ثم أكملت بمرح حتي تخرجها من دوامة حـ.ـز.نها:
- ايه الكلام اللي بقوله ده انتي أصلاً طول عمرك فاشلة ... فاكرة يا بت لما جبتي في أولى ثانوي ٥ من ٢٠ في الكيميا كان شكلك تحفة و المستر بيهزقك.

قهقهت نورا وهي تقول:
- على أساس أنك كنتي متفوقة اوي بسلامتك طب أنا على الأقل جبت خمسة من عشرين وانتي جبتي تلاتة ونص...!

تصنعت يارا العبوس لتقول وهي تضـ.ـر.ب نورا بخفة:
- طول عمرك بكاشة كنت أسألك ذاكرتي تقولي لأ و تجيبي دراجات أعلى مني برضوا ... اجهزي بقا عشان احنا خلاص هنكون آخر سنة بس اولدي الأول وانتي شبه البطيخة كدا.

كالعادة انـ.ـد.مجت نورا بالحديث مع يارا الذي يخرجها من دوامة الحـ.ـز.ن.

وفي الأسفل.
بدأت ملامح الجميع تتحول إلى الصدmة عنـ.ـد.ما استمعوا إلى صوت الأغاني و الرقص في الأعلى وفي نفس الوقت كان يسير مراد إلي داخل القصر بتعب و إرهاق ليتفاجأ بالجميع يتهامسون عن مصدر تلك الضوضاء ليرفع أحدي حاجباه بعصبية ثم اقتربت منه فاتن قائلة بتـ.ـو.تر:
- معلشي يا مراد بلاش عصبية و اطلع كلمها بهدوء.

زفرت ديما وهي تقول بضيق بعد أن انضمت إليهم:
- مش معقولة تكون دي تصرفات واحدة عاقلة اكيد اتجننـ..
صمتت من تلقاء نفسها عنـ.ـد.ما وجدت مراد ينظر لها نظرة أخرستها لتبتلع ريقها بـ.ـارتباك ... أمّا هو فصعد إلى الأعلى بغـــضــــب ليطرق على باب غرفتها عدة مرات وهو يقول بصرامة:
- كفاية جنان يا نورا و اقفلي الزفت ده.

تتآففت بضيق ولم تعيره اهتمام لتجده يفتح باب الغرفة ثم وجه حديثه إلي يارا التي كانت توقفها عما تفعل وهو ينظر إلى نورا بحدة:
- ممكن تسيبينا لوحدنا يا يارا.

أومأت له يارا برأسها ثم خرجت تاركة إياهم ليغلق الباب خلفها وهو لا يزال ينظر إلى نورا لتبلع ريقها ثم صاحت بتعثلم:
- أنت قفلت ليه؟! لو سمحت .. افتح الباب وأخرج برا.
نظر لها باستخفاف:
- وافتح الباب ليه هو انتي مش كنتي جريئة من شوية و مسمعتيش الكلام.

اتسعت زرقاوتاها عنـ.ـد.ما وجدته يخطو نحوها لتأخذ عدة خطوات إلى الخلف حتي ارتطم ظهرها بالحائط ليهمس وهو يبتعد عنها بضع انشات فقط:
- ايه يا نوري القطة كلت لسانك ولا ايه؟ وبعدين مش لابسة اسود ليه مش المفروض لما تبقي زعلانة على جوزك تفضلي لابسة أسود مدة؟ وايه التصرفات العبـ.ـيـ.ـطة بتاعتك دي؟!.

ضيقت عيناها وهي تنظر إليه لتقول بتحفز:
- دا لما اكون زعلانة عشان مـ.ـو.ته بس بالعكس أنا مبسوطة كدا اوي ... أبعد كدا.

دفعته بقبضتها الصغيرة بينما هو لم يتحرك ولو مقدار أنملة لتزفر هي في انزعاج:
- أنت عايز ايه دلوقتي؟!.

نظر لها بتفحص ثم تحدث بهدوء وهو يمرر سبابته على وجنتها:
- عايزك تبطلي غباء و بلاش تصرفات العيال بتاعتك دي.

لتقول هي بنفاذ صبر:
- غباء و تصرفات عيال لا أنت كدا زودتها أوي و إياك تقرب اكتر من كدا والله اصوت والم عليك اللي في القصر كلهم وانا بقولك اهو انا هعمل اللي انا عايزاه فاهم.
لم يبالي لكلامها إنما ظل ينظر إلى وجهها الذي أصبح يحفظه عن ظهر قلب بتمعن ثم أعطي لها ظهره مغادراً الغرفة لتتنفس نورا الصعداء حتي تهدأ نفسها.

بينما فتح باب غرفته ليجد ديما تغلى من شـ.ـدة الغيرة وهي تهز قدmها ثم تحدثت بغيرة و حقد مكتوم:
- عيب أوي يا مراد لما تدخل أوضة ست الحسن و الجمال وتقفل الباب لو حد شافك يقول إيه؟.

ليجيبها مراد ببرود وهو يريح جسده على السرير:
- مش مهم كلام الناس و خليكي في نفسك.

تمتمت بحقد:
- حازم الزفت يمـ.ـو.ت و تظهر العقربة دي كمان بس وديني هخلص منها.
لتذهب من الغرفة عازمة على تتخلص من نورا، توجهت نحو باب غرفتها لتفتحه بقوة دون أن تطرق لتنظر لها نورا بأنزعاج رافعة أحدي حاجبيها:
- ايه قلة الذوق دي انتي ازاي تدخلى بالطريقة دي.

ابتسمت ديما بسـ ـخـــريــة قائلة بحدة:
- يعني قلة ذوق بالنسبالي و عادي بالنسبة لمراد ... بلاش شغل السهوكة بتاعك ده و إياكي تفكري مجرد تفكير أنك تقدري تأثري على مراد.

قلبت نورا شفتاها بتهكم قائلة بإنفعال:
- اخرسي ... تأثير ايه اللي بتتكلمي عنه ده انا مليش علاقة بيه أصلاً واياكي انتي تتكلمي معايا بالاسلوب ده تاني اتفضلي اطلعي برا.

أشارت لها بالخروج لتبتسم ديما بخبث مستفزة إياها.


في مكان آخر..

ظل يضحك بصخب و رضاء عنـ.ـد.ما حقق انتقامه من ذلك الوغد ... اخذ يُثني على ذكاءه وهو يقول بشر:
- وا.طـ.ـي زيك كان المفروض يمـ.ـو.ت اوسـ.ـخ من كدا ... دلوقتي أقدر احس بجزء من الراحة لما دmرتك يا حازم، الدور على الأستاذ مراد اللي طالع في العالي.

أراح ظهره على الكرسي وهو يبتسم إبتسامة شيطانية ثم أغلق عيناه بقوة متذكراً صورة شقيقته و حالتها التي حطمت قلبه إلى أشلاء عنـ.ـد.ما وجد ثيابها ممزقة و تبكي بقهر بعد أن تعرضت إلى الاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب على يد حازم ولم تتحمل ما حدث معها لتُنهي حياتها بأبشع الطرق..
امتلئت الدmـ.ـو.ع في عيناه عنـ.ـد.ما تذكر صغيرته التي كانت دائماً مفعمة بالحياة و من كانت تهون عليه عدm وجود والده و والدته، ليجز على أسنانه بغـ.ـيظ ثم حدث نفسه قائلاً:
- مش أنت بس اللي هتمـ.ـو.ت يا حازم انا هدmر العيلة بتاعتك اللي أنت كنت بتتحامي بيهم في يوم.


بعد مرور ثلاثة أسابيع..ظل الحال كما هو عليه الجميع في حالة حـ.ـز.ن و أسي بمـ.ـو.ت حازم و حالة تلك المسكينة التي لا تخرج من غرفتها أبداً

كانت واقفة في الحديقة أمام المسبح بينما ينظر إليها مراد من خلف النافذة ... وضعت يدها تتحسس على بطنها المنتفخة لتبتسم في مرارة قائلة:
- انا مش عارفة أحدد شعوري ازاي! من جوايا مبسوطة اوي اني حامل وهيكون ليا حد يشغلني و ينسيني كل اللي انا مريت فيه زمان و في نفس الوقت خايفة أوي تكون شبهه ! شبه اكتر حد كرهته في حياتي انا حاسة إني هكون عاجزة وانا بعلمك الصح من الغلط ... بالرغم من كل اللي حصل معايا في الشهور اللي فاتت دي بس يوم ما روحت عند دكتور و عرفت إني حامل في ولد حسيت بشعور جميل اوي ! أوعدني أنك متكونش زيه وانا أوعدك اني هفضل وراك طول حياتي.

شردت مرة ثانية وهي تتخيل حياتها القادmة ليقاطع شرودها مجئ إبن خالها ليقول بابتسامة:
- الجميل سرحان في ايه؟.

بادلته الابتسامة لتقول بهدوء:
- أبدأ انا كويسة اهو ... عامل إيه انت يا شريف؟.

أجابها بخفوت:
- تمام الحمد لله ... ت عـ.ـر.في انا جيت هنا ليه؟!

هزت رأسها بالأنكار ليمسك يدها برقة قائلاً:
- انا جاي اطلب ايدك ... صدقيني انا بحبك من زمان اوي يا نورا وكلمت جدو عشان اخطبكي بس انتي سبقتي وقولتي أن حازم عايز يتجوزكي على قد ما كرهت حازم وحقدت عليه عشان اخدك مني بس كنت عايز اشوفك سعيدة، ابنك هيكون ابني بس انتي وافقي.

نظرت إليه بعين متسعة من الصدmة ليصيح مراد بصوته الرخيم وهو يتوجه نحوهم قائلاً بثقة:
- ما عاش ولا كان اللي ياخد حاجة تخص مراد النجدي ... ألزم حدودك يا شريف وأبعد عن طريق نورا لأنها هتكون مراتي...

اتسعت عيناها بدهشة بينما قال شريف:
- ليه يعني أنت فاكرها سايبة ولا إيه؟!.

وضع مراد يده في جيبه و هو يسير حولهم بشموخ ثم صاح بصوته الأجش:
- اللي أنت سمعته نورا هتبقي مراتي و ياريت تبعد عنها خالص و بلاش تفكر فيها اكتر من انها بـ.ـنت عمتك أو متفكرش فيها أصلاً عشان مش تنـ.ـد.م

لتقول هي بإنفعال:
- بس انتوا الاتنين انا مش هتجوز تاني أصلاً انتوا بتقرروا نيابة عني ليه؟! ايه الجنان ده

تركتهم مغادرة المكان وهي تضـ.ـر.ب الأرض بقدmها لينظر مراد إلي شريف بحدة:
- اسمعني بقا ... خرج الموضوع ده من دmاغك واضح انك لسه عيل و متعرفش أنت بتتكلم مع مين

ليرد شريف بنبرة ذات مغزى:
- وليه لأ على الأقل انا لسه مش متجوز ... بقولك ايه ركز في حياتك مع مراتك و سيبها هي اللي تختار وانا متأكد انها هتختارني انا.

أشار له مراد بأحدي أصابعه محذراً إياه:
- واضح أنك غـ.ـبـ.ـي و مش عايز تفهم كلامي ... هقولك تاني نورا هتبقي مراتي وانتهي الكلام لحد هنا وكلامي هيكون مع حد كبير...

أما هي فما أن دلفت إلي حجرتها حتي شعرت بمن يضع يده على فمها مكبلاً إياها.....
....................................................................

نهاية الفصل
توضيح
- الرواية هتنزل كل يومين عادي في معادها لأني مشغولة جداً ومينفعش كل يوم فصل بس وعد هيكون طويل عن كدا
(إتفاق للتراضي)

شقهت بقوة عنـ.ـد.ما رأته ليهمس بجانب أذنها قائلاً:
- أظن أنك اخدتي وقت عشان أقدر أتكلم معاكي وأنا مش همشي إلا لما اعرف حقيقة كل اللي حصل.

حاولت الإفلات من محاصرته ولكنه أحكم الإمساك بها ليقول مراد بهدوء:
- هشيل أيدي يا نورا بس مش هسيبك غير لما أعرف الحقيقة منك.

أومأت له برأسها ليسحب يده ببطئ حتي فرق بين شفتيها لتهتف بعصبية:
- عايز ايه يا مراد أظن كدا كفاية لحد هنا وبعدين أنت ازاي تقول الكلام ده قدام شريف.

نظر لها ببرود ثم دفعها بخفة على السرير وجذب كرسي ليجلس هو مقابلاً لها و مدد ظهره على الكرسي وهو يتابعها بعيناه قائلاً بحدة و نفاذ صبر:
- بصيلي بقا ... أي سؤال أسأله تجاوبي عليه بصراحة وبلاش تستفزيني عشان أنا خلاص صبري نفذ.

ابتلعت لعابها من نبرته تلك ولكنها تظاهرت بالبرود لينظر لها مضيقاً عيناه ثم أردف قائلا بحزم:
- كنتي ت عـ.ـر.في أن حازم مدmن مـ.ـخـ.ـد.رات؟.

اتسعت زرقاوتاها من سؤاله هذا لتُخفض رأسها وهى تنظر ارضاً زفر بحنق ليمسك ذقنها مجبراً إياها على النظر إليه ليقول بصوته الأجش :
- مش هكرر كلامي تاني ردي على السؤال.

وصدت جفينها وهى تتنهد بعمق وقررت أخبـ.ـاره بالحقيقة لتجيبه بإقتضاب:
- أيوا كنت اعرف.

ليسألها بهدوء مخيف وهو يعتصر قبضة يده:
- و طالما كنتي عارفة مقولتيش لحد فينا ليه وانتي شايفاه بيدmر نفسه؟!.

عقدت حاجبيها ثم أطلقت زفيراً لتقول بإنفعال:
- هو أنت بتتكلم معايا على أساس ايه؟! أنت متعرفش أخوك عمل فيا ايه ولا حتي فكرت أنت ولا حد تاني يسأل عليا و بلاش تعمل معايا تحقيق لأنك متعرفش حاجه أصلاً .. أنا هنزل أكل.

نهضت لكي تذهب ليسحبها من يدها و ارغمها على الجلوس مرة ثانية ليقول وهو يصر على أسنانه بغـ.ـيظ:
- اللي عرفته منه انك خـ.ـا.ينة وكنتي مع واحد تاني.

تجمعت الدmـ.ـو.ع في زرقاوتاها لترفع يدها التي أخذت ترتجف و وضعتها على عيناها في محاولة لكبت دmـ.ـو.عها لتقول بهدوء:
- وأنت طبعاً صدقت ... عشان كدا قولت انك تتجوزني عشان تكمل اللي اخوك عمله فيا و تكـ.ـسرني! ... ويا تري شفت الفيديوهات و الصور اللي كان بيهددني بيها ولا لأ.

رفع أحدي حاجباه ليقول بتهكم:
- أكـ.ـسرك ! و صور و فيديوهات إيه اللي بتتكلمي عنها؟!.

ابتسمت بإقتضاب وعيناها قد امتلأت بالدmـ.ـو.ع لتنساب على وجهها و ارتجفت يدها أكثر ليُغمض عيناه في أسي وهو يشعر بتمزق نياط قلبه على حالتها تلك لتقول هي بحدة:
- بعينك يا مراد مش هتجوز منك أبداً على جثتي ده يحصل ... انا هاخد ابني وأبعد من هنا.

تآفف في ضيق ليقول بصرامة:
- تبعدي من هنا يعني تقصدي أنك موافقة على جوازك من الواد الملزق اللي أسمه شريف ده ... اسمعيني بقا أنا معرفش انتي بتتكلمي عن فيديوهات إيه.

صمت لبرهة و أمسك بيدها ثم أردف قائلاً:
- نورا ... انا عمري ما أصدق أنك تعملى كدا انا ثقتي فيكي لأبعد الحدود حتي اكتر من اخويا ... انا عايزك تدافعي عن نفسك و قوليلي هو ليه قال عنك كدا؟.

ابتلعت غصة مريرة في حلقها لتقول بصوت مختنق:
- أخوك اتغير بعد شهر بس من جوازنا بدأ يتعامل معايا بساديا و بطريقة مـ.ـجـ.ـنو.نة ... كان بيضـ.ـر.بني و يحبسني في مكان مفيش فيه نور ... كان بيجيب عاهرات و....
صمتت من تلقاء نفسها عنـ.ـد.ما أدركت ما تفوهت به ليقول وهو يضغط على أسنانه بغـــضــــب:
- ت عـ.ـر.في حد كان صاحبه اوي أو هو اللي بيشجعه يعمل كدا.

لم تجيبه إنما انفجرت في البكاء المرير وهي تتذكر تلك الذكريات اللعينة التي سوف تلازمها طوال حياتها وهي تهز رأسها بقوة غير قادرة على الحديث لتتفاجأ به يجذبها إلي أحضانه بقوة وهو يربت على شعرها بحنو ليقول محاولاً تهدأتها:- هششش متعيطيش.
حتي بدأت تستكين داخل أحضانه لتدفعه في أنفعال وهو يتفحص ملامحها بقلق و خــــوف وبدأ بتجفيف دmـ.ـو.عها بأنامله وهي لا تزال تنتحب ليتنهد بضيق ثم نهض ليسحبها من يدها مغادراً من الغرفة وسط أنظارها المصدومة لتقول بتعثلم:
- أنت رايح على فين؟!

ليجيبها هو بإقتضاب:
- أنزلي كلي مش انتي جعانة؟.

أومأت برأسها لتهبط إلى الأسفل ولا يزال مُمسك بيدها لتقول بخفوت:
- خلاص انا هنزل أكل أنا عارفة طريق المطبخ.

نظر لها ببرود ثم أكمل طريقه ليجلسها على أحدي الكراسي ثم ذهب نحو البراد و بدأ بتحضير عدة سندوتشات واعطاها إليها لتنظر له بعبوس طفولى ليقول بتهكم:
- الأكل ده كله يخلص ومش عايز اسمع حسك!

زمت شفتيها بامتعاض من نبرته تلك لتبدأ بالأكل بنهم دون الاكتراث لوجوده ليبتسم هو ثم استعاد هدوءه ليقول:
- الكلام في الموضوع ده مخلصش يا نورا واتمني تفهمي كدا.

تركت الطعام لتنهض ليحضر كوب عصير ثم صاح أمراً إياها:
- استني عندك ... مش هتطلعي ألا لما تشربيه كله.

زفرت بحنق:
- مش عايزة حاجة واتفضل اطلع فوق مش فاهمة هو أنا اتشليت عشان تعمل الحركات دي.

رفع أحدي حاجباه وهو يشير بعيناه إلى الكوب لتأخذه على مضض ثم صعدت إلي الأعلى بخطوات سريعة ليتنهد هو بعمق ليصعد هو الآخر إلي غرفته وما أن فتح حتي وجد ديما تقف أمامه ترتدي فستان احمر شبه عاري وتنظر إلى بابتسامة اغراء لتقترب منه وهي تتمايل ثم اقتربت منه لتحاوط عنقه تقبل إياه.
.............................................................
وفي صباح اليوم الثاني في أحدي الكافيهات:
جلست على الكرسي المقابل له و هي تنظر إليه بجمود فنظر إليها عاصم رافعاً حاجباه في استغراب بسبب صمتها الغير معتاد ليكـ.ـسر هذا الصمت قائلاً:
- مالك يا يارا ؟!.

ضيقت عيناها وهي لا تزال تنظر له بملامح جـ.ـا.مدة غالية من المشاعر لتسأله بهدوء:
- عاصم أنت بتحبني؟.

دلك مؤخرة عنقه ليحمحم وهو ينظر لها بقلق:
- أيوا ... بس ليه السؤال الغريب ده؟!.

أبتسمت أبتسامه باهتة لتقول:
- أصلك محاولتش أبداً تثبت أنك بتحبني بجد ... انا دايماً الطرف اللي بيضحي و اثبت حبي ليك بس مش معني كدا إني هستمر على الوضع ده كتير عمرك ما عبرت عن حبك ليا ... بـ.ـارد معايا طول الوقت هو أنت للدرجادي لسه بتحبها؟!

تنهد بعمق وتحولت ملامحه للضيق:
- بحبها !! هو انتي لسه بتسألي السؤال ده ... انتي عارفة مكانك عندي ليـ..

قاطعته بعصبية وبدأت وتيرة أنفاسها في التزايد:
- شوف الصور دي و أحكم أنت.

أعطته هاتفها وهي تنظر إليه بغـــضــــب ليتفاجأ بالعديد من الصور التي جمعته بحبيبته السابقة وهي ممسكة بيده سرعان ما صدح صوت ضحكاته ارجاء المكان لتشتعل غـــضــــباً من استفزازه لها بهذه الطريقة فضـ.ـر.بت بيدها على الطاولة لتقول بحنق:
- أنت بتضحك على ايه يا بـ.ـارد أنت ... انا ماشية.

همت بالنهوض لينظر لها بصرامة لتجلس مرة ثانية وهي تتابعه بعيناه ليقول هو بصوته الرخيم:
- انا اعرف أنك هبلة بس مكنتش اعرف انك غـ.ـبـ.ـية بالشكل ده !! يعني هي لما تبعتلك الصور دي يبقي قصدها ايه؟.

نظرت له بتسائل ثم أردف قائلاً:
- الصور دي يا هانم كانت فعلاً الأسبوع اللي فات وهي طلبت تكلمني على أساس أنه موضوع مهم بس كانت تقصد بطلبها أنها تتصور معايا كدا وتبعت الصور لحضرتك والموضوع اللي كانت عايزاني فيه انها ترجع ليا و أنها نـ.ـد.مانة على اللي حصل زمان وانا طبعاً رفضت ... وبعدين انتي لو كنتي واثقة فيا مكنتيش صدقتي اللي حصل و عرفتي انها لعبة غـ.ـبـ.ـية.

اشاحت بنظرها بعيداً عنه ليكمل بهدوء:
- انا معرفش اعبر عن حبي ازاي بس صدقيني انا بعشقك وبحب كل حاجة فيكي.

ابتسمت بهيام وهي تنظر إليه وقد توردت وجنتاها.
..............................................................
دلفت قسمت إلى داخل غرفة ابـ.ـنتها وجدتها دافنة وجهها بالوسادة لترمقها والدتها بحسرة لتقول وهي تقترب منها:
- يوووه بقا يا نسرين هتفضلي على حالتك دي لحد امتا ... دا حتي مـ.ـر.اته و أم ابنه معملتش ربع اللي انتي عملاه في نفسك.

نظرت لها نسرين بعيناها المنتفخة من كثرة البكاء لتقول بصوت باكي:
- عايزاني اعمل إيه يا ماما و حب حياتي خلاص راح؟!.

لتقول قسمت وهي تضـ.ـر.بها بكتفها:
- كفاية يا خايبة ... سي حازم بتاعك اللي كنتي بتعشقيه كان متجوز واحدة غيرك و ابنه هيشرف الدنيا كلها كام يوم و غير كدا مـ.ـيـ.ـت شمام.

ظلت نسرين تنتحب وهي تقول بنبرة مختنقة:
- كنت عايزاه يحس بيا انا حبيته اوي يا ماما !.

عقدت قسمت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول بحدة:
- كفاية يا عبـ.ـيـ.ـطة انتي ... ضاع منك حازم استغلي مراد و حاولي تجذبيه مهو احنا مش هنطلع من المولد بلا حمص.

لتصيح نسرين:
- يولع مراد و اللي عايزينه و اطلعي برا.
نظرت لها قسمت بغـــضــــب لتغادر صافعة الباب خلفها تاركة ابـ.ـنتها تبكي على فقدانها لحبيبها.
...............................................................
في فيلا عائلة عبد الحميد صفوان

صاح عبد الحميد في أنفعال بعدmا أخبره شريف بما حدث أمس:
- هو مراد فاكر نفسه محدش يقدر يقف في وشه ولا إيه؟.

ليقول شريف بتهكم:
- اهو ده اللي حصل بقا دا كان تكا و يضـ.ـر.بني و بيقول كلامي مع حد كبير.

ليقول بحزم:
- خلص الكلام لحد هنا ... حفيدتي هتعيش معايا هنا وانا اللي هربي حفيدي و اطمن أنت هتتجوزها و اشوف عيالك منها كمان.

تهللت اسارير شريف وهو يتخيل حياته القادmة مع نورا ليهتف بسعادة:
- هقوم اجهز و نروح هناك يا حج.
أومأ له عبد الحميد وهو يُفكر في إسعاد حفيدته مهما كان الثمن.وبعد مرور بعض الوقت
هبط من السيارة و يتبعه شريف أمام قصر عائلة النجدي ليستقبله رأفت و إسماعيل في غرفة الجلوس وبعد مرور بضع دقائق هبط مراد إلي الأسفل واضعاً يده في جيبه بوقار وهو ينظر إلى شريف نظرات فتاكة بينما تتشبث ديما في ذراعه بدلال.

ليبتسم شريف باستخفاف ليجلسوا جميعاً و تبعتهم نورا التي هبطت من الدرج بخطوات بطيئة وهي ممسكة ببطنها بينما كان مراد يتابعها بعيناه لتجلس بجانب والدتها بعد أن صافحت كلاً من جدها و ابن خالها ليرمقها مراد بنظرة ساخطة ثم تحدث عبد الحميد وهو ينظر إلى مراد:
- مراد ... أنا سمعت أنك عايز تتجوز نورا حفيدتي.

لتصرخ ديما بإنفعال:
- نعم !!! أنت بتقول ايه يا راجـ.ـل يا خرفان أنت؟.

نظر له مراد بحدة اخرستها ليقول بصرامة:
- اتفضلي اطلعي على فوق و متنزليش دلوقتي انا اللي هطلعلك.

ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها لترمق نورا بحقد و غل ثم صعدت سريعاً و هي تكاد تشتعل غـــضــــباً مما سمعته منذ ثواني ليقول مراد ببرود:
- أيوا اللي سمعته هو اللي هيحصل.

ليصيح عبد الحميد وقد أستفزه برود مراد:
- مفيش الكلام ده حفيدتي مش هترتبط بالعيلة دي تاني و ياريت كفاية لحد كدا انت راجـ.ـل متجوز و مراتك ملهاش ذنب تتجوز غيرها.

رمقه مراد ببرود مرة أخرى ليقول رأفت بصوت حازم:
- الرأي رأي بـ.ـنتنا و بعدين البيت ده بيتها هي و حفيدي زي ما هو بيتنا كلنا يعني مفيش حاجة اسمها تسيب البيت و هي أم حفيدي يعني الكلام أنتهي خلاص .

نظروا جميعاً نحو نورا التي كانت تشتعل غـــضــــباً من كل شيء يحدث حولها لتصرخ بهم:
- كفاااية ... انتوا بتتكلموا ليه ولا كأني موجودة انتي بتقرروا نيابة عني ليه ... لآخر مرة هقول انا مستحيل اتجوز مرة تانية ومش هعيش هنا ولا هناك انا هعيش وحدي أنا وابني.

نادها جدها بصرامة ولكنها لم تعيره اهتمام لتصعد إلي الأعلى وهي ترمقهم جميعاً بنظرات ساخطة ليقول رأفت:
- رأيها وانا هحترمه و ياريت تسبوها دلوقتي البـ.ـنت لسه أعصابها تعبانة.
لينهض عبد الحميد بإنفعال ثم ذهب رافعاً أنفه بشموخ.
..................................................................
دلفت إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها بالمفتاح لترتمي بثقل جسدها على السرير ثم اجشهت بالبكاء و عقلها يصـ.ـر.خ "سيبيهم أو اهربي منهم محدش بيحبك هما عايزين يخلصوا منك عشان خايفين على سمعة العيلة"
تعالت شهقاتها ليتها لم توافق على الزواج من هذا المختل ليتها لم تكن من تلك العائلة تمنت في داخلها لو غادرتهم جميعاً ولا يتوصل إليها أحد ولكنها تعلم بنفوذ عائلتها وسوف يتوصلوا إليها في لمح البصر.
نهضت من مكانها عنـ.ـد.ما شعرت ببرودة تسري في جسدها صرخت بأعلى صوتها وهي ترمي أحدي المزهريات على الأرض حتي تحطمت إلي أشلاء لتبدأ بتكسير كل شيء يقابلها وهي لا تزال تصرخ بهستيريا علها تخرج كل ما بداخلها من آلام تعصف بداخلها دون هوأدة.

بينما استمع الجميع إلي صراخها لينتفض مراد واقفاً وهو يشعر بالهلع وفي ثواني كان أمام باب غرفتها و أخذ يطرق عليه بعنف وهو يقول بنبرة يملؤها القلق:
- نورا افتحي الباب ... إيه الجنان بتاعك ده؟!.

لم يجد رداً ليكـ.ـسر الباب ثم نظر لها ليجدها تغرس يدها في وجهها و شعرها مشعث كأن احد اقــ,تــلعه من مكانه ليهرول نحوها بلهفة ثم قبض على يدها لتعض يده بشراسة حتي صاح متأوهاً بألــم ثم أزداد تمسكاً بها ليحملها خارج الغرفة لتتوجه نحوهم ديما بخطوات غاضبة لتهتف بعصبية:
- ارميها يا مراد انا عارفة أنها بتعمل العرض ده عشان تكسب تعاطف الكل بس دي واحدة اوفر و حركاتها كلها مـ.ـجـ.ـنو.نة.

ليصـ.ـر.خ بها مراد:
- اخرسي بقولك.

أمّا نورا فظلت تلكمه على صدره ليذهب بها إلى أحدي الغرف ثم ألقاها على السرير لتنهض وهي تنظر بشراسة ليبادلها بنظرة جعلتها ترتجف رعـ.ـباً ثم اقترب منها بخطوات سريعاً ليمسك مؤخرة عنقها ثم ارتطم وجهها بالحائط وهو يقول بأنفاس لاهثة:
- أسمعي يا بت انتي الحركات اللي انتي عملتيها من شوية اياكي تكرريها تاني والا متلوميش الا نفسك.

ثم أكمل بصرامة:
- فاهمة؟!!!.

هزت رأسها عدة مرات و دmـ.ـو.عها تتساقط دون تريث لتقول فاتن ببكاء:
- أبعد عنها يا مراد !

نظر لها وهو لا يزال ممسكاً برأس نورا قائلاً بغـــضــــب:
- اطلعي انتي برا انا هتصرف معها.

لتقول نورا بنبرة باكية:
- ابعد يا حـ.ـيو.ان.

الصقها أكثر بالحائط لتلفح أنفاسه عنقها وهو يقول:
- أنتي محتاجة تتعلمي الأدب من جديد وانا اللي هعلمك بنفسي.

ابتعد عنها وهو يصيح بصوته الرخيم:
- حسك عينك أعرف أنك عملتي كدا تاني

ثم خرج صافعاً الباب خلفه.
..................................................................
مر اليوم كما هو الحال ظلت المناوشات بين فاتن و مراد و ديما لا تنتهي بينما اخذت نورا أقراص منومة لتذهب في سبات عميق طوال اليوم.

وفي صباح اليوم الثاني في شركة النجدي

جلس مراد على كرسي مكتبه يهز قدmه بعصبية ليضـ.ـر.ب المكتب بيده بقوة زاجراً نفسه:
"جرا ايه يا مراد بقا دmـ.ـو.عها تأثر عليك بالشكل ده اي شغل المراهقة ده"

قاطع شروده دخول سامر ليقول بمرح:
- اللي واخد عقلك يا سيدي.

عبست ملامح مراد ليقول:
- إيه الجديد؟.

ليجيبه سامر بجدية:
- الشركاء الجدد هيوصلوا كمان ساعتين عشان توقعوا على البنود.
أومأ له مراد بإقتضاب ليوصد عيناه بقوة ثم صدح صوت رنين هاتف سامر ليجيبه و سرعان ما انتفض من جلسته و ظهرت على ملامحه الهلع..
................................................................
استيقظت نورا لتتثاوب بنعاس وشعرت بالألــم في جميع أنحاء جسدها بالإضافة إلى شعورها بالدmاء التي سالت من وجهها من أثر أظافرها لتتمتم بغـــضــــب:
- وديني لهوريك يا مراد.

ثم إلى الحمام و بدلت ثيابها إلى ثياب أخري لتخرج من الغرفة بوجه عابس فوجدت رأفت أمامها ينظر إليها بشفقة و حـ.ـز.ن ليهتف بتهكم:
- كويس انك صحيتي لأني عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم.

لتقول بنـ.ـد.م:
- يا عمي انا مكـ....

قاطعها رأفت بصرامة:
- هششش نفذي الكلام يا نورا.

أومأت له بإقتضاب لتذهب خلفه على مضض ثم جلست أمامه على كرسي مكتبه ليقول هو بهدوء:
- مقدرش الومك على اللي عملتيه امبـ.ـارح انا مقدر كل اللي انتي فيه بس برضوا ارجع اقولك بلاش تاخدى كل حاجة على أعصابك ... أنتي بـ.ـنت اخويا و مرات ابني وام حفيدي يعني انا مقدرش استغنى عنك ولا استغني عن حفيدي ومعني أنك تتجوزي شريف إبن خالك وتعيشي معاه كبير بالنسبالي وأنك عايزة تحرميني من حفيدي اللي اتمنيت أشوفه سنين.
ثم لبرهة عنـ.ـد.ما وجدها منكسة رأسها للأسفل ليكمل:
- انا بطلبك لمراد و صدقيني جوازك منه صوري قدام جدك و الناس ... نفذي طلبي منك الأول والأخير و كفاية أني اتحرمت من ابني الصغير ومـ.ـا.ت بالطريقة دي، مراد زينة الرجـ.ـال هيقدر يصونك و يربي إبن أخوه ... فكري يا نورا واختاري اللي هتشوفيه صالح ليكي..
................................................................
نهاية الفصل
(لا تعصيني)

صمتت لثواني لتقول وقد ظهر الحـ.ـز.ن على ملامحها:
- يا عمي صدقني انا مريت بمرحلة كرهتني في حياتي كلها انا فكرة إني اتجوز تاني بترعـ.ـبني ... صدقني انا هقدر أربي أبني كويس ... ولو على الجواز اطمن أنا مش هتجوز تاني.

تنهد رأفت بحـ.ـز.ن ليقول:
- انا معرفش ايه اللي كان بينك وبين حازم ابني عشان يتبدل حبك بالطريقة دي بس ارجع واقول دي حاجة خصوصية و مينفعش ادخل ما بينكم ... جدك واخد قرار أنه ياخدك و يجوزك شريف وانا قولتلك أن بجوازك من مراد هيكون على الورق بس و شكلياً قدام جدك.

زفرت أنفاسها بحنق لتنهض من جلستها وهى تنظر إلى عمها بملامح جادة لتقول بجمود:
- أوعدك يا عمي هفكر في الموضوع و اديك ردي.

وما أن خرجت من المكتب حتي شعرت بألــم شـ.ـديد لم تعهده من قبل تحاملت على نفسها لتصعد بخطوات بطيئة إلى الأعلى وهي ممسكة ببطنها المنتفخة بحذر ... تشعر بالألــم يفتك بها لتصرخ صرخة مدوية تستنجد بأحد...
...............................................................
بعد مرور ثلاث شهور...

وقف أمام الشرفة بشرود وهو يتنهد بعمق تذكر كيف مر الشهرين الماضيين، تذكر تلك اللحظات التي أنجبت بها صغيرته وصراخها الذي حطم نياط قلبه إلى أشلاء وكان يشعر بخفقات قلبه التي تزايدت في أضطراب ...! تذكر عنـ.ـد.ما حمل ذلك الطفل بين يداه وهو يبكي ولأول مرة في حياته يختبر شعوراً كهذا !
صغيرته ! احقاً وقع أسيراً لعيناها؟! أ أصبحت ملاذه ومصدر أهتمامه؟ تلك العنيدة التي لا تخرج من غرفتها حياتها مُظلمة للغاية ! تظل محتضنة أبنها و تعطيه كامل أهتمامها ... تركها تفعل ما يحلو لها علها تتحسن قليلاً ولكن هيهات طلب منها عدة مرات ان تجلس مع طبيب نفسي ولكنها رفضت بشـ.ـدة وأخذت تبكي لأنها تظنه يعتبرها مـ.ـجـ.ـنو.نة هو و العائلة بأكملها...! تذكر عنـ.ـد.ما وافقت على زواجها منه بعد أن وضعت له تلك الشروط ها هو أقترب موعد زواجهم !
تذكر صديقه سامر لطالما كان مرحاً و يحب الحياة ها هو الآن أصبح الحـ.ـز.ن يُخيم حياته بعد أن علم بوفاة لينا توفت بأبشع الطرق عنـ.ـد.ما اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها أحدي الرجـ.ـال وعنفها جسدياً ليلقيها في الشارع كالقمامة وقد صعدت روحها إلي بـ.ـارئها ! ليصبح صديقه في أسوء حالته..
نظر إلى صورة ميـس بأسي حبيبته التي تختلف جذرياً عن أختها في كل شيء لطالما كانت ميس فتاة رزينة و متفهمة للغاية تفعل أي شيء لإسعاده عكس ديما تماماً التي ينهال من نظراتها الموجهة إلى نورا التوعد و الحقد حتي بعد أن أخبرها بأسباب زواجه منها و شروطها تظاهرت بالهدوء و التفهم ولكنه يعلم أن هدوءها هذا يسبق العاصفة.
تنفس بعمق ليوصد عيناه بقوة لتنهر أحدي دmـ.ـو.عه على وجنته حـ.ـز.ناً على أخيه ! لطالما اعتبره إبنه و صديقه ولكنه دmر نفسه بنفسه اشتاق لحازم القديم المرح المحب لعائلته يشعر بالذنب الشـ.ـديد تجاهه ...

أزاح دmـ.ـو.عه التي تساقطت رغماً عنه ليبتلع غصة في حلقه ثم توجه إلى خارج غرفته لتتقابل عيناهم فجأة ظلوا ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت ليقاطع نظراتهم صوت بكاء طفلها لتشيح بنظرها بعيداً عنه ثم توجهت حيث صغيرها ليزفر هو في ضيق من جمودها هذا و توجه إلى الأسفل بخطوات مسرعة.

أما هي فدلفت إلى غرفتها وتنفست الصعداء بعد تلك المواجهة الصامتة بينها و بينه ... نظرت إلى صغيرها الذي هدأ في ثواني بأمتنان ليصدح صوت رنين هاتفها أجابت على الفور لتقول يارا في الجهة الأخري:
= نورا متقوليش انك لسه ملبستيش انا والبنات مستنين تحت.
لتجيبها نورا باعتراض:
- طب و عمر اعمل معاه ايه؟! بقولك ايه روحوا انتوا انا مش هخرج.

لتقول يارا بحدة مصتنعة:
- جرا ايه يا بت ! خمس دقايق وتبقي تحت والا هنطلع نجيبك احنا.

عبست ملامح نورا بطفولية لتقول بحنق:
- يوووه بقا أنا نازلة يا زفتة منك ليها.

لتقول شيرين بمرح:
= اخلصي احسنلك ... يالهوي شايفين اللي انا شايفاه ايه القمر اللي نزل من عندكم ده مراد؟!.
لتكمل ياسمين صديقتهم الرابعة بهيام:
= يخربيت جمال أمك.

تعالت أنفاس نورا غـــضــــباً لتغلق الهاتف وقد احتقن وجهها من الغـــضــــب لتتمتم بغـ.ـيظ:
- طبعاً البيه نازل يستعرض نفسه قدامهم وديني لهوريك يا مراد.
ليصـ.ـر.خ عقلها بدهشة
" معقول اكيد غيرانة؟! ... لا مستحيل اغير ليه يعني بس برضوا مينفعش حركاته دي يوه بقا أنا مالي"

توجهت نحو غرفة ملابسها لترتدي بنطال من اللون الفاتح و معه حزام باللون الاسود ثم ارتدت جاكت أسود من الجينز و أسفله قميص من اللون الأبيض قصير وتركت شعرها منسدل للخلف ولم تضع ولو القليل من مستحضرات التجميل فهي ليست من محبيه..
وبعد مرور عدة دقائق..
توجهت إلى الأسفل بخطوات شبه راكضة لتقابلها أسما وهي تنظر إليها باستغراب لتقول بابتسامة:
- على فين كدا يا قمر؟.

بادلتها نورا الابتسامة لتقول:
- البنات مستنين برا هنتغدا برا وبقولك ايه خلي بالك من عمر.

أومأت لها أسما بتفهم:
- في عنيا يا حبيبتي.
..................................................................
ذهبت نورا سريعاً إلى الخارج لتسمع صفير إعجاب من صديقاتها لتصيح ياسمين غامزة:
- ايه العيلة القمر دي يا جماعة !.

ضـ.ـر.بتها نورا على كتفها وهي تبتسم لتهتف ياسمين متألــمة:
- انتي قمر أه بس دبش آخر حاجة.

عقدت نورا ذراعها أمام صدرها بحنق:
- انا جيت مع شوية مجانين ليه بس ما كنت كويسة في البيت.

لتقترب منها شيرين ثم طبعت قبلة على وجنتها قائلة بعتاب:
- أخص عليكي بقا دي اخرتها خلاص الاستاذ عمر خدك منا كدا !! طب حتي قولي كلمة حلوة.

ابتسمت نورا لها لتعانقها هي الأخري بحنو ثم انطلقت السيارة وبعد مدة وقفوا أمام أحدي المطاعم الشهيرة وانضمت إليهم صديقتهم الخامسة (سلوي) دخلوا ليرشـ.ـدهم النادل إلى أحدي الطاولات ثم جلسوا جميعاً.

ليقول النادل بعملية:
- تحبوا حضرتكم تطلبوا ايه؟.

بدأ النادل بتدوين الطلبات ثم ذهب بينما كانت تجلس نورا و هي تآفف بحنق من النظرات الوقحة التي يوجهها لها شاب يجلس على الطاولة المقابلة لهم لتقول شيرين:
- احكيلي بقا موضوع جوازك من الحليوة اللي أسمه مراد.

تنهدت بضيق لتبدأ بسرد بعض مما حدث لها على يد حازم و زواجها من مراد ... كانت معالم الفتيات يحتلها الدهشة والغـــضــــب مما حدث معها بالتأكيد أخبرتهم بالقليل من الحقيقة المرة التي كانت تعيشها ...
لتهتف ياسمين بإنفعال:
- معقولة في إنسان يعمل كدا بس عمك الصراحة معاه حق أنه تتجوزيه وتكـ...

لتقاطعها سلوي بسـ ـخـــريــة:
- معه حق في ايه؟ شكلك مش فاهمة حاجة أصلاً مراد واضح اوي أنه هيتجوزها عشان خايف تعمل فـ.ـضـ.ـيحة في العيلة.

نظرت لها نورا وعيناها متسعة بدهشة لتهز رأسها بالنفي بينما تحدثت يارا إلي سلوي بتهكم :
- اسكتي انتي كمان مش معقولة يعمل كدا يعني.

لتكمل سلوي بمكر:
- الحق عليا بفكر معاكم بصوت عالي و بكرة ترجعي تقولي يا نورا أن سلوي كان معاها حق في كل اللي قالته ... يا بـ.ـنتي اللي زي مراد متجوز بدل المرة اتنين وقال تبقي انتي اللعبة التالتة واهو يتسلي معاكي شوية و يوريكي طقم الحنية ياخد اللي هو عايزه و بعد كدا ميسألش فيكي.

انكمشت ملامح نورا بخــــوف و غـــضــــب وهي تفكر في كلام صديقتها بينما ضـ.ـر.بت يارا بيدها على الطاولة بعصبية فهي تعلم أن نورا تقتنع بالكلام بسهولة:
- كفاية كلام في الموضوع ده وبعدين نورا مش طفلة صغيرة عشان يلعب بيها..

رفعت سلوي حاجباها بسـ ـخـــريــة لتقول:
- ومين قال إنها طفلة صغيرة؟ نورا طيبة وممكن كلمتين حلوين منه يوقعها بيهم.

همت ياسمين بالتحدث وهي تنظر إلي سلوي بحدة ليأتي النادل ومعه الطعام ثم بدأ بوضعه على الطاولة بسلاسة و مهارة لتقول سلوي وهي تصتنع الود:
- هروح الحمام ثواني و هاجي.
أومأ لها الجميع على مضض لتقول يارا بعد أن ذهبت:
- يا سلام على البجاحة اللي هي فيها معرفش انتي قولتيلها تيجي ليه يا شيري.

لتهز شيرين كتفها بقلة حيلة قائلة:
- أبداً والله دا هي اتصلت النهارده بالصدفة وقعتني بالكلام وعرفت أننا جايين فطلبت تيجي.

أومأت لها نورا بتفهم وهي تشعر بالحـ.ـز.ن الشـ.ـديد يسيطر عليها لتبدأ الفتيات بسرد العديد من الذكريات و الأحاديث المرحة حتي تخرج مما هي فيه.
وفي نفس الوقت..
ما أن دلفت سلوي إلى الحمام حتي أخرجت هاتفها من الحقيبة ثم قامت بإجراء اتصال لتجيبها على الفور قائلة:
- ها عملتي ايه؟!.
لتضحك سلوي بخبث:
= البت برا عاملة زي الكتكوت المبلول دا انا هكرهها في حاجة اسمها مراد ... بس يا ديما مش قولتيلي هتعملي إيه في حكايتي.

لتقول ديما بمكر:
- متخفيش يا حبيبتي انتي عارفة باباكي بيحترم كلامي قد ايه و اكيد هيسمعني بس أنتي تكملي و تمشي صح
صممت لبرهة ثم اردفت قائلة:
- أخبـ.ـار مروان إيه؟.

اجابتها سلوي وهي تقهقه عالياً:
- لا دا ماشي حلو اوي وبعدين انتي عارفة مروان كويس يقدر يوقع اعتي بـ.ـنت في حبه ... بس هي بتبص ليه بقرف طول القعدة.

ابتسمت ديما بسـ ـخـــريــة:
- لا بقا خليه يتقل العيار شوية انا عايزاها تتصور معاه كام صورة حلوة كدا.
لتقول سلوي بخفوت:
- أطلع انا عشان اتاخرت ... سلام.

أغلقت ديما المكالمة وهي تبتسم في شر قائلة بنبرة تحمل الحقد و الغيرة:
- مبقاش ديما كامل ألا وخليتك تتطلعي من حياته ويرميكي زي الكـ.ـلـ.ـبة بس صبرك عليا.
..................................................................
جلس مراد على كرسي مكتبه واضعاً قدmاً فوق الأخري ينظر إلى سامر صديقه الذي يجلس بوجه شاحب وينظر إلى الأرض ليحدثه مراد بهدوء:
- مش كفاية كدا يا سامر ... عارف أنك حبيتها بس مش معقول يعني هتفضل 3 شهور على الحالة دي.

أبتسم سامر بمرارة:
- آخر مرة كلمتها كانت بتعيط وهي بتقول أنها عايزة تتوب عن اللي كانت فيه طلبت مني إني افضل جمبها واتجوزها دايماً كانت بتتكلم عن أمها ... شايف يا مراد انا حاسس بالأحساس اللي أنت حسيته لما فقدت ميس.

اغمض مراد عيناه متذكراً إياها ليتفاجأ بالباب يُفتح بقوة وظهر ذلك الشاب بابتسامة مرحة

تعريف
"خالد صفوت : الصديق الثالث لـ مراد و سامر وكان يعيش مع مراد أثناء سفره في الخارج ويعتبر ذراعه اليمين أصغرهم سناً يبلغ من العمر 28 عام كما أنه كان صديق حازم"

تحدث خالد بمرح:
- مفيش مبروك مش انا رجعت مصر الحبيبة.

ذهب لمصافحتهم في حميمة ليقول مراد ببرود:
- أتاخرت ليه يا زفت؟.

ليقول خالد وهو يمدد ظهره على الكرسي ببرود:
- كنت برتاح من السفر يا رودي.

لكمة من مراد كانت من نصيب خالد الذي صاح متألــماً ليقول مراد بضيق:
- إياك اسمعك بتقول الكلمة دي تاني المرة التانية هكـ.ـسر عضمك.

قهقه سامر عالياً على مظهر خالد الذي نظر إلى مراد بخــــوف ليقول خالد بـ.ـارتباك:
- طب بقولك ايه يا أبو الصحاب تعالى نروح نتغدا برا أنا سمعت أن في مطعم أكله إنما ايه عنب.

ليقول سامر بسـ ـخـــريــة:
- متأكد أنك كنت مسافر طول المدة دي ولا كنت عايش في إمبابة؟!.

ليقول مراد بحزم:
- برا انتوا الاتنين.

خالد برجاء وهي يمسك بيد مراد:
- هترفض طلبي دانا حبيبك يا أبو الصحاب طب عشان خاطري.

توجه معهم مراد على مضض بعد أن أخبر السكرتيرة بإلغاء مواعيده..
وبعد عدة دقائق وصلوا بالصدفة إلى نفس المكان المتواجد فيه الفتيات وقبل صعوده إلى الأعلى رن هاتفه ليجيب
وفي نفس الوقت..
اقترب مروان منهم وهو لا يزال ينظر إلى نورا بوقاحة لتنظر له نورا بعين متسعة فابتسم بخبث وهو ينظر إلى الكاميرا التي تدون هذه اللحظة واقترب هامساً في أذنها بوقاحة لتشتعل غـــضــــباً منه ثم رفعت يدها لكي تصفعه ليمسكها بحركة سريعة بينما هبت الفتيات الأخرى بغـــضــــب وهم يسبوه وتظاهرات سلوي بالغـــضــــب وهو لا يزال ممسك بيدها ثم تفاجأت به يقربها إليه بحركة سريعة ليلصقها به وأخذت يده تجوب على خصرها.

اشتعلت عين مراد غـــضــــباً وهو يصك أسنانه حتي كاد أن يهشمها ثوانٍ وأنقض عليه بجنون وأخذ يلكمه و يصفعه بعنف حتي نزف وجه مروان بغزارة وبصعوبة بالغة استطاعوا أبعاد مراد من عليه ليبصق بوجهه ثم لكمه مرة ثانية في بطنه.
ليصـ.ـر.خ بصوت هادر وهو يشير بتحذير:
- أي حـ.ـيو.ان يفكر يلمس حاجة ملك مراد النجدي يترحم على نفسه.
نظر ناحية نورا ليجدها منكمشة على نفسها واضعة يدها على وجهها و تبكي بحرقه، بينما أفرغت سلوي فاهها في دهشة مما حدث فقد فشل مخططتهم فشل ذريع لتنظر إلى مراد بهيام فهي لم تراه من قبل ! ولكنها نظرت له بإنفعال عنـ.ـد.ما وجدته يتوجه نحو نورا ليقول مراد وهو يقبض على ذراعها بقوة:
- قدامي على تحت...حسابك تقل معايا أوي يا بـ.ـنت عمي.

نفضت ذراعها بقوة لتنظر إليه بغـــضــــب لما يتكلم معها بهذه الطريقة وكأنها هي المخطئة تحدثت بحدة:
- أنت مالك بيا أصلاً ؟! اتفضل أنت انا مش هتحرك من هنا.

ليهمس بسـ ـخـــريــة:
- ليه عاجبك اللي كان بيعمله ولا ايه؟ على فكرة انا ممكن اعملك كدا.

نظرت له بصدmة لتصفعه بقوة وسط أنظار الجميع المذهولة مما حدث لينظر لها بعينان تشتعل غـــضــــباً وهو يضع يده مكان الصفعة ليقول وهو يصر أسنانه بغـــضــــب:
- انتي زودتيها اوي يا نوري بس خلاص انا صبري نفذ.
بينما تمتمت سلوي وهي تخرج هاتفها:
- يا خبر دلوقتي بفلوس بكره يبقا ببلاش !!

أشارت له بيدها بلامبالاة بينما كانت بداخلها ترتجف رعـ.ـباً من رد فعله لتشهق بفزع عنـ.ـد.ما وجدته يحملها على كتفه بطريقة سريعة خارجاً من المكان بأكمله..
.........................................................
دفعها في السيارة وهو ينظر إليها بقسوة لتنظر له برعـ.ـب ليقول هو بابتسامة ساخرة:
- ايه الجميلة خايفة دلوقتي ليه؟! وانا اللي فخور إني ربيتك على أيدي بس مفيش مشكلة تتربي تاني عشان تمشي على الطريق المستقيم..

توجه إلى الناحية الأخري ليدلف إلى السيارة ثم صفع الباب خلفه بقوة لتنتفض هي فزعاً ثم تحدثت بتـ.ـو.تر و ارتباك:
- مراد أنت هتعمل إيه؟!

لينظر لها بتوعد ثم تحدث بهدوء:
- هعمل اللي معملتوش زمان يا حبيبتي.

نورا بترجي وبدأت دmـ.ـو.عها في الانهمار:
- مراد ارجوك انا مكنش قصدي بس أنت سـ.ـا.فل و قليل الأدب و مستفـ..

قاطعها بحدة زاجراً إياها:
- بقا أنا قليل الأدب والزفت اللي انتي لابساه ده يبقي ايه ؟! خليتي الناس كلها تشوفك كدا ازاي ... مش بقولك عايزة تتعلمي الأدب من جديد.

تعالت شهقاتها لينظر لها نظرة جانبية وهو لا يزال يسير بسرعة كبيرة ليتوقف عند أحدي البنايات ثم خرج من سيارته متوجهاً نحوها ليفتح باب السيارة ثم سحبها من معصمها ولكنها أبت السير ليحملها مرة ثانية على كتفه ثم صعد بها إلى الطابق الثالث ليفتح الباب ثم دفعها إلى الداخل لتنظر إليه بهلع بينما جلس هو على الكرسي واضعاً قدmاً فوق الأخري في تعالى ليقول بابتسامة تعلو ثغره:
عايزة ت عـ.ـر.في عقـ.ـا.بك يا نوري؟!
(خائنة)

جلس هو على الكرسي واضعاً قدmاً فوق الأخري في تعالى ليقول بابتسامة تعلو ثغره:
عايزة ت عـ.ـر.في عقـ.ـا.بك يا نوري؟!

لتجيبه وهي على وشك البكاء:
- مراد أنت عايز مني ايه؟!.

خلع سترته ليلقيها على الأرض بإهمال ثم أراح جسده على كرسيه بمنتهي البرود و أراح ربطة عنقه وهو لا يزال يرمقها بجمود لتشهق واضعة يدها على وجهها ليصيح آمراً إياها:
- قربي.

ازدردت في خــــوف ولكنها أظهرت عكس ذلك لتتجه نحو الباب وحاولت فتحه ولكن فشلت فوجدته يمسك المفتاح و يبتسم لها بخبث.
- أعتذري.
صاح آمراً إياها بحدة مرة ثانية لتقول بتعثلم:
- آ آسفة !
ابتسم نصف ابتسامة لم تلامس عيناه ليقول بتهكم:
- أنا اللي آسف ... اعتذارك ده ميعملش حاجة أنا قررت أنك تتعـ.ـا.قبي يبقي خلاص.

نظرت له بتوجس ليهب واقفاً وهو يتجه نحوها بخطوات بـ.ـاردة واضعاً يده في جيبه بينما ظلت هي تتراجع إلى الخلف حتي أرتطمت بالجدار أقترب منها حتي أصبحت المسافة بينهم عدة انشات ليضع يده اليمني علي الحائط وكذلك اليسري لتصبح هي محاوطة بين ذراعيه نظرت إلى فرق الطول بينهم بالرغم من أنها تعتبر من النساء طويلات القامة ولكنها أمامه الآن تبدو كالطفلة قاطع هذا الصمت قائلاً بهدوء وهو ينظر إلى زرقاوتاها بتوهان:
- أولاً بتعلي صوتك عليا، ثانياً بتعصي أوامري، ثالثاً طلعتي من البيت ومقولتيش ليا كأني كيس جوافة، رابعاً لبسك اللي عايز الحرق، خامساً بتمدي أيدك عليا ... قوليلي اعمل فيكي ايه؟.

أغمضت عيناها بخــــوف تعتصر قبضة يده حتي لا تصفعه مرة ثانية بسبب تحكمه اللاذع بها وكأنها دmية ليأتيها سؤاله المتهجم:
- لو حد اتـ.ـحـ.ـر.ش بيكي هتعملي معاه ايه؟.

اتسعت عيناها بصدmة من سؤاله الجرئ ليقول بتحذير:
- مش هكرر سؤالي تاني ... يلا جاوبي.

ظلت ترفرف بعينها عدة مرات لتهتف بإنفعال:
- أنت قليل الأدب و انسان منحرف وبجد مستفز ... إزاي تسألني السؤال ده.

رفعت يدها لكي تصفعه ولكنه كان أسرع ليمسك يدها يعتصرها بين قبضته قائلاً وهو يضغط على أسنانه:
- أنتي لو فكرتي تعملى الحركة دي تاني هقطعلك ايدك ... جاووبي.

صرخ بها في آخر جملته لتقول بتعثلم وهي تنظر ارضاً:
- يعني هصوت والم عليه الناس.

ضـ.ـر.ب بقبضة يده الحائط بغـــضــــب ليقول:
- غـ.ـبـ.ـية ! انتي شايفة انك كدا هتقدري تنقذي ؟!.

ثم أكمل بصرامة:
- اضـ.ـر.بيني يا نوري.

أهذا مختل أم ماذا؟! بالتأكيد جن جنونه! ثواني وكان يحذرها والآن يآمرها لتقول بضعف:
- ابعد يا مراد أرجوك.

هز رأسه بالأنكار لترفع يدها باستسلام كي تصفعه ليعاود الكرة مرة ثانية وأمسكها من معصمها

ابتسم بسـ ـخـــريــة قائلاً:
- برضوا غـ.ـبـ.ـية ... طب ما هو ممكن يعمل فيكي زي مانا هعمل فيكي و ياخد اللي هو عايزه.

دفعها بعيداً لتسقط على الأريكة ثم اعتلاها وهو يكبل ذراعيها بقبضته القوية حتي صرخت به بغـــضــــب:
- أبعد يا حـ.ـيو.ان انت فعلاً مش محترم.

نهض عنها وهو ينظر لها بإنتصار لتلكمه في صدره عدة مرات ولكن دون استجابة منه إنما يبتسم على تصرفات تلك البلهاء ليقول ببرود:
- خلصتي ... مفيش خروج من هنا ألا لما تعملى 50 ضغط.

اتسعت عيناها وهي تنظر إليه بعدm تصديق لتقول بحدة:
- أنت اكيد اتجننت انا هخرج من هنا حالاً ... خلصني وهات المفتاح.

جلس على الكرسي وهو يتحدث ببرود:
- أنزلى على الأرض ولو وقفتي عد هتعيدي من جديد تاني.

تلك الجملة كانت إشارة لها للأنفجار بالبكاء المرير عنـ.ـد.ما شعرت بالإهانة من طريقته تلك و خــــوفاً على طفلها فهي قد تأخرت للغاية بينما هو ابتلع غصة مريرة في حلقه عنـ.ـد.ما رآها تنتحب بهذه الطريقة، تناسي ماذا كان يريد أن يفعل تناسي اين هو و لماذا جاء أزال قنـاع البرود ليحل محله الخــــوف و الغـــضــــب من نفسه و منها و النـ.ـد.م على تلك الدmـ.ـو.ع التي تعصف بداخله دون هوادة.. سحبته قدmه ليتوجه نحوها بلهفة و حـ.ـز.ن بآن واحد ليجذبها نحوه حتي استقر رأسها عند صدره بينما تعالت شهقاتها وسالت الدmـ.ـو.ع من زرقاوتاها لتبلل قميصه، ظل يربت على خصلاتها البُنية بحنو ليقول بنبرة هادئة:
- هششش متعيطيش انا آسف.

- أنت هتضـ.ـر.بني زي حازم! انا آسفة مش هعمل كدا تاني.
قالتها بنبرة مختنقة وهي تدفن رأسها في عنقه و أزدادت تشبث في قميصه ليوصد عيناه بحـ.ـز.ن ... يبدو أنه ذكرها بما فعله حازم معها لعن نفسه بداخله على حالتها تلك و بعد عناق دام لدقائق طويلة هدأت قليلاً ليجفف دmـ.ـو.عها بأنامله قائلاً بمرح:
- لا بس أنتي طلعتي نكدية آخر حاجة فين أيامك يا نورا.

أبتسمت ابتسامة صغيرة ليقبل جبينها ثم أخرج هاتفه من سترته ليجري اتصال:
- ها وصلت لأيه؟

=....... وصلنا للأماكن اللي كان موجود فيها و كلهم قالوا إن مش موجود و اختفي بقاله فترة.

مراد بحدة:
- يعني ايه موجود لوحده انا متأكد أن وراه حد ... بقولك ايه قدامك أربعة و عشرين ساعة تعرف مين الحـ.ـيو.ان ده والا اعتبر نفسك مرفوض.

=.......بجدية: حاضر يا مراد بيه في هجبلك اللي عمل كدا في أسرع وقت.

مراد بتهكم:
- شغل مخك أنت و الرجـ.ـا.لة وأول ما تمسكوه خدوه المخزن يتروق لحد ما اجي ... سلام.

أغلق الهاتف وهو يزفر في ضيق بينما كانت تنظر له بأعين متسعة لتسأل قائلة:
- هو أنت كنت بتتكلم مع مين و بتتفق معاه على ايه؟!.

ليجيبها ببرود وهو يهبط من الدرج متوجهاً للأسفل:
- هت عـ.ـر.في كل حاجة في وقتها.

توجه بها نحو السيارة التي كان تنتظرهم بالسائق ليجلسها في المقعد الخلفي و جلس جانبها وتحولت ملامح وجهه إلى الضيق ولكن صبراً فهو عنـ.ـد.ما يجده سوف يجعله يدفع الثمن وهو مطأطأ الرأس لم يُخلق الذي يريد إلحاق الأذى بعائلته..
أفاق من شروده عنـ.ـد.ما وجدها نائمة و رأسها على كتفه ابتسم وهو يتأملها وينظر إلي انفها الذي اصتبغ أحمراراً و اثار تلك الدmـ.ـو.ع اللعينة التي لا تزال على وجهها ليقربها إليه أكثر..
.....................................................................
جلست ديما في بهو القصر تهز قدmها بغـــضــــب عاقدة ذراعيها أمام صدرها .... منذ أن أخبرتها سلوي بما حدث وهي تشعر بالغليان بداخلها ماذا تفعل معه كل هذا الوقت ... تتمني لو تقضي على هذه الفتاة حتي تتخلص منها للأبد ولكن أن فعلتها في هذا الوقت سوف يعلم الجميع خاصة مراد، يجب أن تنتظر لبعض الوقت وحينها سوف تجعل تلك الطفلة تتوسل إليها كي ترحمها.

وفي نفس الوقت صف السائق السيارة أمام باب القصر فنظر مراد إلى تلك التي تغط في نوم عميق تحتضن ذراعه بقوة همس بصوت خافت بجانب أذنها:
- نوري.

تململت وهي تزيد من التمسك بذراعه ليبتسم هو بحنو:
- نوري ... اصحي احنا وصلنا.

ربت على وجهها بخفة لتفتح نصف عيناها وهي تقول بعناس:
- سيبني لو سمحت.

خرج من السيارة ليتوجه نحوها ثم حملها بين ذراعاه لتفتح عيناها ببطيء وذراعها تتوق عنقه سرعان ما اتسعت عيناها بصدmة لتقول بذعر:
- اوعي كدا سيبني ... يالهوي الحقوني!.

قهقه بسـ ـخـــريــة وهو يشـ.ـد على خصرها:
- هما مين اللي يلحقوكي انا مش شايف حاجة.

همت نورا بالاعتراض ليصدح صوت ديما الغاضبة بشـ.ـدة وهي تنظر إليهم لتقول بين أسنانها:
- جرا ايه يا مراد أنت ازاي تشيل البتاعة دي كدا أفرض حد شافك وبعدين بتعملوا ايه كل ده برا.

نظر لها مراد بقسوة قائلاً بهدوء:
- قدامي على فوق يا هانم.

ابتلعت ريقها بخــــوف من نظرته تلك ليستمر في الصعود إلى الأعلى غير مكترث لتلك التي تغرس أظافرها في عنقه حتي يتركها ليقول لها بنفاذ صبر:
- بت انتي أبعدي ايدك عشان مخليش يومك أسود.

زمت شفتاها بامتعاض فذلك الأبله لا يؤثر به شيئاً ليجلسها على السرير ثم دثرها بالغطاء جيداً وذهب إلى غرفته يفتح بابها بقوة لتنتفض ديما من مكانها اقترب منها وهو ينظر إليها بمكر ليقول بهدوء وهو يقبض على رسغها بقسوة:
- صوتك ميعلاش عليا تاني يا بـ.ـنت كامل والا متلوميش غير نفسك و شيلي نورا من دmاغك عشان أنا اللي هقفلك وساعتها مفيش حد هيقدر ينقذك من تحت أيدي ... فاهمة.

أومأت له برأسها حتي تتخلص من بركان غـــضــــبه لتلعن نورا في داخلها فهي السبب الرئيسي لكل شيء يحدث معها وإذا تزوجت مراد فسوف تستولي على جميع أمواله هي و أبنها ... ابتسمت ابتسامه شيطانية عازمة على أن تُخرج هذه الفتاة من حياته للأبد.
....................................................................
في مكان آخر..

أنتفض ذلك الرجل من جلسته بعنف وهو يوجه حديثه إلى مصطفي بحدة:
- بقولك ايه شغل الهبل بتاعك ده تنساه خالص طالما أنا قررت أخلص منها يبقي قراري زي السيف يمشي على أي حد ... اسمع يا زفت أنت ! واضح أن البت دي لحست عقلك خالص..ثم أكمل بصرامة وهو يشير إليه بسبابته بتحذير:
- خرجها من دmاغك عشان مش تبقي أنت الضحية قبلها.

قطب مصطفي حاجباه باستنكار:
- هو أنت مش خدت حقك من الزفت اللي اسمه حازم عايز منها ايه بقي؟.

ليأتي من خلفه رجل آخر يلتهم سيجارته وهو ينظر له شرزا يهتف بحدة:
- روح يا حيلتها استخبي في حتة مراد لو عتر فيك مش هيسيبك ألا لما تدخل قبرك ... بقا حتي عيل زيك يقف في وشنا.

هز مصطفي رأسه بعدm تصديق لهذه الدرجة وصل به الحقد و الغل تجاه عائلته!
توجه مصطفي للخارج بينما جلس ذلك الرجل مقابلاً له وهو لا يزال يلتهم سيجارته ليقول بمكر:
- الواد اللي أسمه مصطفي خطر علينا ومراد لو مسكه ممكن يعترف علينا انا اللي عرفته أنه بيدور عليه ... لازم نخلص عليه في أسرع وقت.

أومأ له الرجل الآخر وهو يصك أسنانه بغـ.ـيظ:
- امتي بقا اخلص من الزفت الكبير اللي اسمه مراد ده ... طول ما هو عايش مبسوط مش هقدر ارتاح.

أجابه الآخر وقد لمعت عيناه بالشر:
- قريب اوي هانت خلاص.
....................................................................
كانت مستغرقة في النوم بسبات عميق لتنكمش ملامحها فجأة عند وجدت نفسها تضع رأسها بين ساقيها وترتجف برعـ.ـب من هذا الظلام الحالك ليأتيها صوت حازم الذي أصبحت تبغضه هامساً خلف أذنها بفحيح الأفعي:
- قولتلك يا حبيبتي حتي لما امـ.ـو.ت هتمـ.ـو.تي معايا.

ثم هتف بوعيد:
- مش هسيبك عايشة يا نورا صدقيني هفضل وراكي حتي في أسوء كوابيسك.

أنتفضت هي بذعر وأخذ جسدها بالأرتجاف أكثر عنـ.ـد.ما اختفي صوت حازم لتصرخ بأستنجاد:
- ساعدوني أنا خايفة !.

ثواني وظهرت إنارة خافتة دليل على فتح باب الغرفة التي كانت محتجزة بها استمعت إلى صوت دعسات أقدام تتوجه نحوها أصوات حذائهم التي تقترب منها كـ.ـسرت هدوء هذا المكان المُظلم الهادئ حتي كاد قلبها يقفز من صدرها من شـ.ـدة الرعـ.ـب و الهلع ولكنها لم تتعرف على هويتهم وجوههم مخفية بسبب الظلام الذي يخيم المكان لتقول بصوت مرتجف:
- انتوا عايزين مني إيه؟!.

تعالت ضحكاتهم في سـ ـخـــريــة من تلك البلهاء لتستمع إلى صوت يبدو مألوفاً لها يقول بتشفي:
- عايزين نخلص منك يا نورا.

صدmة الجمت لسانها يريدون قــ,تــلها ! ماذا فعلت لهم؟! ومن هم؟
ازدردت ريقها في رعـ.ـب لتجد من يقبض على خصلات شعرها بقسوة حتي كاد أن يقــ,تــلعه بين يداه يسحبها هو و شريكه بعنف ليلقيها على الأرض ثم تفاجأت به يكبل ذراعيها وفي ثوانٍ ألقاها في حفرة عميقة لتقول بضعف و دmـ.ـو.عها تنساب على وجهها:
- حـ.ـر.ام عليكوا بتعملوا فيا كدا ليه؟ انا معملتش حاجة.

وجدتهم يضعوا التراب فوقها بسرعة كبيرة لتشعر بأنسحاب أنفاسها الأخيرة..
- مراد...
كانت هذه آخر كلمـ.ـا.ت خرجت من فاهها لتشعر بعدها بغمامة سوداء حتي أغمضت عيناها مستسلمة ... ما هذا النور؟! لماذا تشعر وكأن هناك من يسحبها ويبعد عنها هذا التراب ... هل أنتهت حياتها بهذه الطريقة الشنيعة؟! فتحت عيناها ببطئ لتجده أمامها ... نعم هو ينظر لها بخــــوف يربت على وجهها محاولاً افاقتها ليقول بلهفة:
- نوري انا معاكي متخافيش محدش يقدر يأذيكي...

استيقظت بفزع وهي تضع يدها على موضع قلبها محاولة تهدئة قلبها الذي تجزم أنه سوف يخرج من مكانه من شـ.ـدة الذُعر جبينها يتصبب عرقاً توجهت نحو الحمام بخطوات بطيئة خائفة حتي دخلت فتحت صنبور المياة لتنسدل المياه البـ.ـاردة فوق رأسها تختلط مع دmـ.ـو.عها.
....................................................................
في اليوم الثاني...

استيقظ على أشعة الشمس المزعجة توجه صوب الحمام ليأخذ حمام دافئ ثم خرج وبدل ملابسه لملابس رسمية مستعداً للذهاب إلى عمله، وقف أمام المرآة يصفف شعره الذي ازداد نمواً ونظر إلى لحيته ازدادت نمواً أيضاً ليزفر في انزعاج دائماً يعمل دون كلل أو ملل حتي فقد ابسط حقوقه ... تنفس بعمق ثم توجه نحو الباب ليفتحه فأسرعت ديما لتقف أمامه تتطلع إليه مصتنعة النـ.ـد.م:
- أنا آسفة يا حبيبي صدقني انا بحب نورا زي اختي بس انا بغير عليك اكتر من نفسي.

أومأ لها ثم تحدث بإقتضاب:
- اتفضلي ابعدي عن الباب عايز أخرج.

أبتسمت بإحراج لترد سريعاً:
- طب قول أنك مسامحني وانا أبعد.

تنهد بنفاذ صبر ليقول بابتسامة لم تلامس عيناه:
- مسامحك.

أبتعدت عن الباب لتسمح له بالخروج ثم التقطت هاتفها تتصل بحذر ليجيبها الطرف الثاني:
= حبيبة قلبي هتيجي امتا حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي.

أطلقت ضحكة عالية قائلة بعُهر:
- يا بكاش هو انا مكنتش معاك من يومين وبعدين بنشوف بعض كل يوم.

ليتنهد بحرارة:
= أعمل إيه يا روحي دايماً على بالي ... بس مش قولتيلي عرفتي حاجة عن ورق الصفقة الجديدة.

ارتبكت هي لتقول بتـ.ـو.تر:
- انا و مراد اتخانقنا امبـ.ـارح بسبب البت زفتة و معرفتش أسأله عن أي حاجة بس انا شوية وهروح وراه الشركة.

لعن ديما داخل نفسه بسبب تصرفاتها الغـ.ـبـ.ـية ليقول بحدة:
- ديما اقعدي انتي انا هعرف اجيب اللي أنا عايزه وياريت تكبري مخك شوية وبلاش شغل العيال بتاعك ده ... سلام.

أغلق الهاتف في وجهها فضـ.ـر.بت الأرض بقدmها بغـــضــــب ثم توجهت إلى الأسفل..

في غرفة أسما و على...

فتحت أسما باب الغرفة وهي ترمق على بضيق قائلة:
- الفطار جهز اتفضل أنزل تحت.

رفع على حاجبه بسـ ـخـــريــة قائلاً:
- قالبة وشك ليه يا هانم؟.

وكأن سؤاله كان إشارة لتنفجر في وجهه:
- إيه مش عجباك دلوقتي؟ اسمع بقا يا علي انا خلاص جبت أخري معاك ... مبتجيش البيت طول اليوم ولا بنشوف وشك هما خمس دقايق بتفطر فيهم و تمشي وتيجي تنام طول الليل أنت مش ملاحظ أن أولادك بيسألوا عليك كل شوية؟!.

ابتسم لها ابتسامة مصتنعة و اقترب يقبل جبينها قائلاً:
- صدقيني انا مشغول دايماً في الشركة عشان ابني مستقبلنا و مستقبل أولادنا بعيد عن مراد وانتي المفروض تساعديني.

قوست شفتاها بتهكم لتذهب من الغرفة غاضبة صافعة الباب خلفها...

بعد مرور ساعتين...
في شركة النجدي
صفع مراد المكتب بيده بقوة وهو يصيح بغـــضــــب:
- ازاي ورق الصفقة يختفي كدا؟.

سامر محاولاً تهدئته:
- اهدي يا مراد الموضوع مش مستاهل و بعدين أن راجعت الصفقة و اكتشفت انها هتكون خسارة لينا في كل الأحوال وبعدين حاطين شروط جزائية كتير و عايزين نسلمهم في اقل من اسبوعين.

أراح ربطة عنقه وهو يقول بشرود:
- في كـ.ـلـ.ـب معانا هنا هو اللي بيلعب من ورانا بس على مين همسكه و ساعتها مش هرحمه.

نظر له خالد و سامر باستغراب ليرن هاتفه فأجاب قائلاً:
- عملتوا ايه؟.
= حضرتك عرفنا أسمه و مكان سكن أمه وأخواته وسألنا عنه قالوا إنه مسافر برا البلد.
مراد بنفاذ صبر:
- اسمه إيه الزفت ده؟.

= أسمه مصطفي عبد العزيز انا بعتت ملف ليك في الشركة عنه و احنا خلاص قربنا نوصله.

مراد بحدة:
- مفيش حاجة اسمها قربنا نوصله انا عايزك المرة الجاية تتصل و تقول إنه معاك والا اكلم حد تاني يعرف يجيبه.

= حاضر يا باشا.
اغلق الهاتف وهو يزمجر بغـــضــــب قائلاً لهم:
- اتفضلوا شوفوا شغلكم.
توجه كلاً من خالد و سامر إلى الخارج ليحدث نفسه قائلاً:
- حق اخويا اللي حياته اتدmرت و قــ,تــلتوه هيرجع.
....................................................................
وفي الليل..

لم يُغمض لها جفن منذ استيقاظها على هذا الكابوس المزعج تشعر بالذعُر يدب أوصالها، احتضنت طفلها بين يداها وهي تبكي بخــــوف استمعت إلى صوت طرقات على الباب لتجفف دmـ.ـو.عها سريعاً ثم سمحت بالدخول لتدلف إليها فاتن وهي تنظر لها بحـ.ـز.ن و شفقة وتمسك بيدها الطعام ... نظرت لها نورا بنظرة تائهة تريد أن تحتضنها و تبكي إلي أن تكتفي و يخرج من قلبها هذا الألــم لتقترب منها فاتن تنظر لها بقلق بينما نظرت لها نورا بضياع لترتمي في حـ.ـضـ.ـنها متشبثة بها بقوة:
- مالك يا حبيبتي جرالك ايه يا بـ.ـنت بطني؟.

ظلت تبكي وهي تعتصر والدتها بقوة بينما تمسد فاتن على ظهرها بحنو حتي هدأت قليلاً لتسحبها إلى السرير قائلة بلهفة:
- اهدي يا حبيبتي انا قلبي بيتقطع وانا شايفاكي بالحالة دي منه لله اللي كان السبب.

نورا بصوت مختنق:
- شفت كابوس.

تحدثت فاتن بقلق:
- كابوس ايه يا حبيبتي؟!.

بدأت نورا بسرد كل ما حدث في هذا الحلم الغريب لينقبض قلبها ولكنها أظهرت عكس ذلك قائلة بابتسامة:
- متخافيش يا حبيبتي دا مجرد حلم عادي
ثم أضافت بأسي:
- بس انا هاخد على خاطري منك لو مأكلتيش ... شايفة وشك عامل ازاي من قلة الأكل يلا يا حبيبتي.

أكلت رغماً عنها بسبب إصرار والدتها وبعد أن انتهت قبلتها فاتن من وجنتها قائلة:
- هنزل احط الأكل تحت واجيب عمر واجي اقعد معاكي يا روحي.

ابتسمت لها نورا ابتسامة صغيرة وهي تقول:
- لا انا هاجي اقعد معاكي تحت.

أومأت لها فاتن وهي تبادلها الابتسامة حتي خرجت من الغرفة لتتنهد نورا ثم توجهت نحو الدولاب تُخرج منه ملابس أخرى حتي تفاجأت بمن يدلف من شباك غرفتها يمشي ببطئ متوجه نحوها!
وضعت يدها على فمها كاتمة صوت شهقاتها وهي تنظر إليه بصدmة..
ثم تحدثت بصوت يملؤه الخــــوف:
- ايه اللي جابك هنا يا مصطفي؟.

أجابها مصطفي وهو يقترب منها على حذر:
- اهدي ارجوك و سيبيني اشرحلك.

نظرت له بعين متسعة:
- تشرح ايه يا حـ.ـيو.ان وأنت داخل اوضتي بالطريقة دي ... انا هصوت واحلى كل اللي في القصر يكـ.ـسروك.

وضع يده على فمها سريعاً حتي لا تصرخ ليقول....
...................................................................
وفي نفس الوقت..
صف مراد سيارته مثلما يفعل كل يوم ليتوجه إلى داخل القصر و ارتسم على ملامح وجهه البرود و الجمود واضعاً يده في جيبه ألقي التحية على والده و عمه ثم صعد إلى الأعلى مقرراً الذهاب إلي نورا والتحدث معها .... وقف أمام باب غرفتها و كاد أن يطرق الباب ليستمع إلى صوت رجل في غرفتها يقول:
- نورا انا بحبك من زمان اوي انا ايوا كنت صاحب حازم بس صدقيني انا جاي عشان اساعدك و اقولك أنك هنا في خطر انتي لازم تهربي من هنا في أسرع وقت وانا هساعدك ... وانسي موضوع جوازك من مراد ده نهائي.

هزت رأسها بعنف وهي تبعده عنها قائلة:
- ابعد عني يا مصطفي احسنلك انا مش جبت سيرتك لـ مراد وقولتله أنك سبب كل اللي حصل عشان خاطري أخرج من هنا.

هز رأسه بيأس قائلاً:
- انا همشي دلوقتي بس لازم اعرف جاوبك في أسرع وقت.

بينما في الخارج شعر مراد كأن دلو مياه سُكب عليه وهو يهز رأسه بعدm تصديق يشعر كأنه تجمد مكانه مما سمعه منذ ثوانٍ مر عليه أكثر من دقيقتين على هذا الحال ليذهب نحو غرفته بثبات يخالف تلك النيران التي تشتعل داخله ... رن هاتفه ليضغط على زر الإجابة:
= مراد بيه احنا مسكنا مصطفي وهو خارج من فوق البوابة التانية للقصر و هناخده المخزن.

اغلق المكالمة دون أن يجيبه وهو يبتلع غصة مريرة في حلقه ثم توجه نحو أحدي الادراج يُخرج منها كارد ميموري أعطاه حازم إياه ... أصبحت كلمـ.ـا.ت حازم تتردد في أذنه دون تريث
"نورا بتخوني يا مراد."

"ايوا يا مراد بتخوني، انا شفتها نايمة مع راجـ.ـل تاني في سريري من تاني شهر جواز أنت متخيل! من يومها وانا حابسها في البيت و رافض أنها تطلع نهائي أحسن تهرب مع عشيقها ... طب أعمل ايه وانا شايف البـ.ـنت اللي بحبها مع واحد تاني غيري؟!".

أخذ صدره يعلو و يهبط بعنف وهو يشاهد تلك الصور ! صراع بين قلبه وعقله
قلبه يقول: مستحيل أن تفعل هذا !!
وعقله يقول: أصمت أيها الأبلة الصور تبدو حقيقية للغاية.
قلبه يصـ.ـر.خ: بالتأكيد هي بريئة.
عقله: كيف تكون بريئة وأنت استمعت إلى حديثها مع ذلك الوغد شريكها.

أخذ يجوب في الغرفة ذهاباً وإياباً يشعر بتمزق نياط قلبه الذي يصـ.ـر.خ ألــماً و و.جـ.ـعاً بسبب ما فعلته به حبيبته ! نعم حبيبته ولما لا بل و عشقه الأول لطالما كانت هي الأولي في حياته كانت محور الكون بالنسبة له دائماً كان يشعر بالمسئولية تجاهها ويعاملها كأبـ.ـنته ليتحول ذلك الشعور إلى عشق من نوع آخر ولكن ما كان يذكره بخطئ مشاعره نحوها هو صغر سنها وفرق العمر بينهم لذا قرر أن يعطي فرصة لقلبه أن يحب فتاة أخري وجد أمامه ميس تلك الفتاة الرقيقة والجميلة دائماً كان يري بها صغيرته كانوا متشابهين في الصفات و حتي طريقة كلامهم متشابهة للغاية حاول قدر المستطاع تجاهل تلك التي أسرت قلبه ليعطي نفسه فرصة ثانية لعله يستطيع إخماد حبه لها ولكن هيهات وبعد هذه السنوات العدة تحطمه بحقيقتها تلك !!

أكتسي الألــم قلبه منذ ساعات كان يتمني أن تصبح ملكه إلى الأبد والآن يريد أن يقــ,تــلها بيده!
توجه إلى الخارج لتتقابل أعينهم ولكن نظرة عيناه كانت مخيفة للغاية تحمل الوعيد و الغـــضــــب و النفور بداخلها ... نادته بينما لم يلقي لها بالاً ليذهب سريعاً من المكان ..

بعض مرور بعض الوقت

وصل إلى ذلك المخزن وهو يعتصر قبضة يداه بقوة نظر إلى ذلك المُلقي أرضاً و تسيل الدmاء من جميع أنحاء جسده من أثر الضـ.ـر.ب المبرح الذي تعرض له على يد رجـ.ـاله لتلمع عيناه بشر وقد تبدل عشقه لها إلى سراب ليحل محله شعور آخر...
(رفقاً بي!)

أمسك بالزجاجة بين يداه لينثرها على وجهه عنـ.ـد.ما وجده فاقداً للوعي حتي استيقظ ينظر إليه بهلع دنا لمستواه ممسكاً إياه من تلابيب ملابسه ثم صاح بين أسنانه الملتحمة غـــضــــباً:
- فوق يا قذر لسه الليلة طويلة.

نظر له مصطفي بصدmة ليأتيه صفعة قوية جعلت الدmاء تفر من فمه ليتحدث مراد بهدوء مُخيف:
- كنت بتعمل ايه في أوضة نورا؟.

ليقول مصطفي بخــــوف:
- انا معملتش حـ..

قاطعه مراد بصفعة أخري جعلته يشعر بمذاق الدmاء في فمه تحولت عيناه إلى اللون الأسود القاتم قائلاً باستنكار:
- بقا حتة عيل زيك يعمل كل ده! انطق يا زبـ.ـا.لة مين اللي وراك؟.

تحدث مصطفي بوهن:
- صدقني محدش ورايا انا عملت كل ده بنفسي.

صفق مراد و هو يبتسم له بسـ ـخـــريــة:
- يعني تبقي أنت السبب في مـ.ـو.ت حازم و تبقي على علاقة مع مـ.ـر.اته و...

قاطعه مصطفي بذُعر:
- مـ.ـر.اته ايه؟!! انا مليش علاقة بمـ.ـر.اته ولا كنت بشوفها اصلاً حازم كان بيحبسها في البيت ويقابلني في الشقة.

حك ذقنه بكف يده يرمقه بازدراء قائلاً:
- اسمع يا حـ.ـيو.ان يا زبـ.ـا.لة لو مقولتش الحقيقة مش هتطلع من هنا غير على قبرك.

لكمه بقوة حتي تثاقلت جفونه ليفقد الوعي على أثرها بينما نهض مراد وهو يشعر ببركان ثائر من شـ.ـدة غـــضــــبه لا يعرف ولا يعي أي شيء فقط يريد أن يصـ.ـر.خ أن يبكي أن يعبر عن تلك العاصفة التي بداخله..

سار بسيارته دون وجهة محددة.. فرت دmعة من عيناه ليمسحها بعنف يتذكر شريط حياته بحُلوه القليل و مُره الكثير ... لم تكن الحياة عادلة معه منذ طفولته وهو يذهب مع والده إلى الشركة ينكب على عمله دون كلل أو ملل، كان والده يرغمه على المذاكرة طوال الوقت يعـ.ـا.قبه إذا لم يحصل على الدرجات النهائية في الاختبـ.ـارات حتي تعرف على ميس زميلته تلك الفتاة خفيفة الظل و المفعمة بالحياة وجد بها نورا بالرغم من عدm التشابه في الشكل بينهم ولكنهم يتشابهوا في العديد من الأشياء الأخري ومنها السذاجة والبراءة ... براءة ! كيف يوصف شخصيتها بالبراءة وهو اكتشف خيانتها لزوجها يكفي مقارنة بينها وبين ميس!
تلك الحمقاء سوف يذيقها وابل من العـ.ـذ.اب ولن تشفع لها مشاعره التي أحيتها في قلبه.

ولكن سحقاً لقلبه الذي يقرع كالطبول كلما رآها وكأن النظر إلى بحر عيناها هو حياة جديدة !

توقف أمام مبنى سكني في أحدي الأحياء الراقية اغمض عيناه بقوة يطـ.ـلق زفيراً كان يحبسه منذ الكثير ثم صعد إلى الأعلى بخطوات متثاقلة فتح الباب ليتفاجأ بصوت أنثوي تهتف بسعادة:
- مراد حبيبي وحـ.ـشـ.ـتني اوي!.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت فاتن محتضنة نورا تمسد على شعرها بحب بينما تنظر نورا إلى طفلها بين يداها بابتسامة واسعة بلهاء لتهتف فاتن برفق:
- سيبي عمر يا حبيبتي ايدك كدا هتو.جـ.ـعك وانا هطلعه فوق.

ازدادت تشبثاً بطفلها وهي تتلمس وجهه بأطراف أناملها قائلة بحنان:
- سيبيه يا ماما انا مرتاحة كدا ... مقدرش أبعده عني.

أقتربت منها فاتن تُقبل جبينها ثم تسألت باستغراب:
- هو انتي كنتي فين مع مراد امبـ.ـارح؟ انا استنيتك بس مقدرتش أقاوم النوم صحيت الصبح اسأل عليكي صافية (كبيرة الخدm) قالت أنك جيتي مع مراد!.

لوت شفتاها بامتعاض عنـ.ـد.ما تذكرت ما فعله معها في الأمس لتقول بتهكم:
- عادي اتقابلنا في المطعم بالصدفة و هو وصلني.

همهمت لها فاتن وهي تنظر إليها بشك قطبت جبينها تهتف بتسائل:
- نورا انتي راضية على جوازك من مراد ... اقصد يعني شهور العدة بتاعتك خلصت وموعد جوازك منه قرب!.

هزت نورا كتفيها بعدm معرفة وهي تقول بتشتت و حيرة:
- معرفش يا ماما انا مش مرتـ...

صمتت من تلقاء نفسها عنـ.ـد.ما تذكرت كلام مصطفي لها و إلحاحه بهروبها لتقول بخفوت و غموض:
- لسه معرفش انا هعمل ايه بس مش واثقة في كلامه ممكن تكون لعبة منه انا عارفاه شخصية زبـ.ـا.لة زي حازم !!

لكزتها فاتن في كتفها وهي تقول باستنكار:
- هو مين اللي مش واثقة في كلامه وشخصيته زبـ.ـا.لة؟!.

أرتبكت لتقول وهي تنهض سريعاً متجهة إلى الأعلى:
- مفيش يا ماما ... انا هطلع أنام بقا.

أصدرت فاتن تنهيدة عميقة تتمتم بحـ.ـز.ن:
- البـ.ـنت اتجننت! حسرة قلبي عليكي يا بـ.ـنتي.

صعدت إلي الأعلى بخطوات متثاقلة تتحامل على نفسها حتي لا تسقط أرضاً بسبب شعورها بضيق تنفسها و الألــم في صدرها الذي أصبح يلازمها أزدادت تمسكاً بطفلها وقد أصبحت الرؤية أمامها مشوشة ... تنفست بصعوبة وهي تبحث عن (بخاخة الربو) بعدmا دلفت إلي الغرفة لتضع صغيرها على السرير الخاص به ثم اندفعت تبحث عنها وتلهث بشـ.ـدة وأخيراً وجدتها...! لتذهب نحو فراشها بإرهاق حتي ذهبت في سبات عميق...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ابتسم أبتسامة باهتة عنـ.ـد.ما وجدها تتوجه نحوه بابتسامة عريضة ثم عانقته بحرارة ليبعده عنه مبتسماً باصفرار:
- عاملة ايه يا غادة؟ ماما صاحية ولا نايمة؟.

لم تنتبه لحديثه إنما ظلت تبتسم له بهيام وعشق ليزفر في أنزعاج ولم يعير تلك الفتاة أي اهتمام متجهاً نحو غرفة جدته ... وما أن رأته حتي ابتسمت له ابتسامة واسعة ليقترب منها مقبلاً جبينها:
- مساء الخير يا ست الكل!.

هتفت جدته بعتاب:
- كدا برضوا يا مراد متجيش طول المدة دي!.

أرغم نفسه على رسم ابتسامة صغيرة على شفتاه لتكمل هي قائلة:
- بس دخلتك علينا دي بالدنيا كلها! احكيلي بقا قالب وشك ليه يا ابن رأفت؟.

تنهد بضيق ليقول:
- مفيش حاجة هو ضغط الشغل...

ثم قطب حاجباه باستنكار مكملاً:
- اشمعنا غادة هي اللي معاكي هنا؟! هي مايا فين؟.

زفرت دولت (جدته) قائلة بابتسامة صغيرة:
- والله انا استغربت زيك بس لقيتها جاية بتقول أنها في اجازة وعايزة تقضي معايا كام يوم ... مايا استغلت وجودها سافرت أسيوط بتقول والد جوزها تعبان اوي.

أومأ لها بتفهم لتدخل غادة تتمايل بدلال ثم جلست بجانبه بينما هو ابتسم في داخله على سخافة تلك الفتاة ولم يلقِ لها بالاً ليقول بجدية:
- خلي بالك من تيتا يا غادة ولو احتاجت حاجة كلميني.

أما هي فكانت تنظر إليه ببلاهة متألــمة ملامحه الرجولية الجذابة همهمت باستمتاع حتي صاح بحدة:
- غادة انتي معايا !

ابتسمت بإحراج لتومأ له بينما ودع مراد جدته وغادر المكان لتقول دولت زاجرة إياها:
- اختشي على نفسك يا مراهقة انتي !! مراد متجوز.

تآففت بضيق قائلة:
- اسكتي يا تيتا بتفكريني بمـ.ـر.اته البـ.ـاردة دي ليه واللي زاد اكتر أنه هيتجوز البت المسهوكة اللي أسمها نورا..

صمتت لبرهة ثم ابتسمت بهيام:
- ما تعرضي عليه يتجوزني انا كمان يا تيتا هو انا قلقاس وانا مش واخدة بالي؟!.

وكزتها جدتها قائلة بحنق:
- اتلمي يا آخرة صبري انا معرفش ايه اللي قعدك معايا بس!

تصنعت غادة العبوس قائلة بابتسامة ماكرة:
- انا كدا فهمت اللعبة ... انتي عايزاني اسيبك عشان يخلي الجو ليكي انتي و انكل بدر ... عيب عليكي انتي كبرتي على الحاجات دي وبعدين احكيلي سرك في بير.

نظرت لها دولت بعين متسعة من جراءة تلك الفتاة فنهضت غادة سريعاً لتضـ.ـر.بها دولت بالوسادة تصيح بغـــضــــب:
- بقا كدا يا غادة...! انا هربيكي من جديد يا بـ.ـنت يوسف.

خرجت غادة من الغرفة وهي تدندن بمرح و صخب:
"ابن الجيران ... اللي هنا قصادي ... مش عارفة بس أعمله انا ايه؟! عمال يصفر كدا وينادي وفي اي حتة يا ناس بلاقيه..!"

توضيح:
~~ غادة يوسف: ابنة خالة مراد في السنة الثانية في كلية العلوم و الاقتصاد، ذات ملامح ناعمة ببشرتها البيضاء الناعمة و عيناها البندقية الواسعة، وشفتاها الكرزيتان، و شعرها البُني القصير الذي يصل إلى عنقها، و جسدها الممشوق، تبلغ من العمر 19 عام ~~

~~ دولت هانم: جدة مراد من الأم ~~

~~ مايا يوسف: الأخت الأكبر لـ غادة تبلغ من العمر 25 عام تشبه اختها كثيراً، متجوزة من ابن عمها ولديها طفل ~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف إلي القصر بخطوات هادئة بالتأكيد الجميع نيام الآن حتي صعد إلى الأعلى بملامح جـ.ـا.مدة خالية من الحياة ... نظر إلى باب الغرفة بألــم و غـــضــــب في آن واحد لا يزال لا يصدق كل ما حدث وكأنه في كابوس مزعج !! أقترب من غرفتها حتي صدح صوتها في الداخل:
- سيبني في حالي بقا!! همـ.ـو.تك يا حازم الكـ.ـلـ.ـب ... منك لله انا عملت فيك ايه؟! ... بكرهك ... عايز تفضحني يا وا.طـ.ـي ... ضلمة ضلمة !! الحقوني عايز يحبسني في الضلمة.

كانت مشاهد تعذيبه لها تظهر في حلمها مثل الشريط السينمائي تتذكر صرخاتها التي كان تدوي في أرجاء المكان، تتذكر ضحكاته المـ.ـجـ.ـنو.نة و السادية وهو يتفنن في تعذيبها، يضعها في غرفة مُظلمة مكبلاً إياها من ذراعها و قدmها، قبضته على خصلات شعرها، الدmاء التي كانت تخرج من جسدها من أثر جلداته !! لعنة على هذه الذكريات والمشاهد التي تبعث الرعـ.ـب بداخلها، ذلك المريـ.ـض السادي لا يتركها حتي في أحلامها ... لا يزال يصدح صوت ضحكاته المستمتعة بتعذيبها في أذنها ... لا تزال تشعر بالكره والنفور من جسدها بسبب لمساته المقززة لها ... تكره نفسها لأنها لم تستطيع إنقاذ روحها على يد ذلك المريـ.ـض ! روحها التي أخذها معه، اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب براءتها، جـ.ـر.ح كـبـــــريـاءها، طـــعـــن أنوثتها، سلب حياتها!! ليجعلها بقايا أنثي! حتي البكاء والنحيب لا يريحها تتمني لو تنتهي حياتها حتي تنتهي تلك المأساة و الظُلمة التي تعيش فيها...!

أنتفض جسده عنـ.ـد.ما استمع إلى صراعها بهذا الشكل ليفتح الباب بقوة حتي تصنم مكانه من هيئتها تلك! تنتفض بذُعر مُغمضة عيناها بقوة، تسب وتلعن حازم، تتصبب عرقاً من هول المشاهد التي ترآها في أحلامها...!

ركض نحوها بلهفة وخــــوف و فزع من حالتها تلك ولم يشعر بنفسها إلا وهو يجذبها إلي أحضانه بقوة حتي عظامها كادت أن تتهشم من فرط قوة عناقه ليهمس في أذنها محاولاً تهدأتها:
- اهدي متخافيش ... انا معاكي ... مفيش حازم ... فتحي عيونك يا نورا انا مراد.

ظلت تصرخ بقهر داخل أحضانه وكأنها تخرج جميع الآمها في هذا العناق الدفئ ... ماذا؟! ما الذي يحدث لها؟ ما هذا الخمول الذي تشعر به؟ ادفعيه ايتها الحمقاء! ابتعدي عنه! تشعر بأمان العالم في هذا العناق يبعث الطمأنينة في روحها من جديد ... أبتعد أنت أيها الأبلة فأنا لن أستطيع أن أبتعد!!

أبعدها عنه برفق عنـ.ـد.ما شعر بانتظام أنفاسها لتنظر بعيناها الحمراء المنتفخة من كثرة البكاء و أنفها الذي أزداد أحمراراً حتي أصبحت كالجمر ! ابتلع ريقه بصعوبة وهو يتفحص كامل وجهها، أعاد بصره إلى زرقتيها تلك السماء الصافية التي تخبئها بين جفونها جعلت قلبه ينبض بعنف!! مرر أنامله على وجنتها برفق بينما تنظر إليه نظرات مبهمة خالية من أي شيء!
نظر إلى تلك الكرزيتان الذي فرق بينهم بأصابعه حتي كاد أن.....
نظر نحو الباب الذي فُتح بعنف ليجد ديما واقفة والشر يتطاير في عيناها واضعة يدها على خصرها وهي تقول:
- ايه يا مراد مش قادر تمسك نفسك لحد معاد الجواز ... طبعاً ميفرقش معاها عشان عاهـ...

صفعة قوية اخرستها ينظر لها نظرة حادة قاسية يزمجر بعنف:
- اياكي اسمعك بتتكلمي عنها بالطريقة دي تاني ... انتي ناسية أنها بـ.ـنت عمي وهتكون مراتي..

شهقت نورا بفزع مما حدث لتنظر ديما بصدmة لا تستوعب ما حدث لتقول باستنكار وهي تهز رأسها:
- مراد أنت بتمد أيدك عليا عشانها ... بتمد أيدك عليا عشان الجربوعة دي!!

أكملت وهي تنظر إلي نورا نظرة مشتعلة تود الانقضاض عليها تفتك بها:
- بس أنا مش هسكت و الكف اللي انا خدته ده هتدفع تمنه كبير..

غادرت من الغرفة بسرعة البرق متوجهة نحو غرفتها لتصفع الباب خلفها بقوة أنتفضت على أثرها نورا بينما عاد بنظره نحوها يرمقها بغـ.ـيظ و غـــضــــب بعد أن عادت إلى ذاكرته تلك الصور التي رآها ود لو ذهب إليها وسحق عظامها بين يداه..

دلف إلي غرفة ديما ليجدها تضع ملابسها في حقيبة سفر بفوضوية وما أن انتهت حتي سحبتها خلفها ترمقه بنظرات غاضبه ليصيح ببرود:
- على فين يا هانم استني انا هوصلك يكش تتعلمي الأدب في بيت ابوكي.

توجه نحوها ساحباً ذراعها بقبضته الفولاذية حتي خرج من القصر لتدخل السيارة بداخلها نيران مشتعلة، نيران سوف تحرق العالم أجمعين تمهل مراد فسوف اعود وآخذ ثأري منك ومن تلك اللعينة!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~في صباح يوم جديد...

هب رأفت من جلسته يصيح بحدة لذلك البـ.ـارد الذي يجلس أمامه وكأنه لم يفعل شيئاً:
- وأنت ازاي يا ولد تدخل اوضتها في وقت متأخر كدا؟!.

لوي شفتيه قائلاً بسـ ـخـــريــة:
- انت ليه محسسني أنك بتعـ.ـا.قب عيل صغير انا عارف انا بعمل ايه كويس و دي حياتي أنا.

رأفت بحزم:
- كدا الكلام أنتهي يا ابن النجدي هتروح تجيب ديما من بيت والدها أنت مش عارف ابوها كان زعلان منك قد ايه وتصالحها.....

أطلق مراد ضحكة ساخرة ليردف رأفت قائلاً:
- اتعدل يا مراد احسنلك واضح أنك نسيت أنت بتتكلم مع مين اللي هقوله هو اللي هيتنفذ هتجيب ديما وبكرة كتب كتابك على نورا..

امتعضت ملامحه بأنزعاج من تحكم والده المستمر ولكن سوف يكون من صالحه أن يتزوج من نورا في أسرع وقت ليبتسم بغموض قائلاً:
- اللي تؤمر بيه يا حج.
غادر متجهاً إلى الشركة ليهز رأفت رأسه في إنكار على أفعال إبنه..!

وفي نفس الوقت على صعيد آخر...
كانت ديما جالسة فوق سريرها تحاول إخماد الحريق الذي يشتعل بداخلها ... تقسم أنها لن تدع الأمر يمر مرور الكرام لم يتجرأ أحد على صفعها من قبل ولكنه فعلها وأمام من أمام تلك الحثالة السبب في دmار حياتها حسناً اعتطها وقت كبير حتي تتراجع عما تفعله ولكنها مستمرة في دور الضحية دائماً ... لن تتركها ألا عنـ.ـد.ما تُحطمها و تُلقيها في الشارع ... ابتسمت بمكر و خبث وهي تخطط لإلقاء نورا في النار...

دلفت إليها والدتها تهتف بإنفعال:
- ازاي مراد يعمل فيكي كدا هو اتجنن ولا ايه مش كفاية انك وافقتي على جوازه من الزفتة اللي ما تتسمي دي.

نظرت لها ديما ببرود:
- متقوليش جوازة قولي جنازة...

أضافت بوعيد:
- انا هحول حياتها لجحيم بس صبرها عليا ... بقا حازم الزفت يمـ.ـو.ت واخلص منه وألبس في مـ.ـر.اته الـ****.

في المساء..

صاحت نورا عاقدة ذراعيها أمام صدرها بأنزعاج:
- عمي ازاي يقرر حاجة زي دي ... انا شرطي كان واضح اوي وهو أني عايزة فترة عشان اتجوز تاني!

هتفت فاتن بنبرة ذات مغزى:
- جرا ايه يا نورا يا حبيبتي هتصيعي عليا ... دا حتي ديما شايفكم وهو بيقرب منك يبـ.ـو.سك وهي اللي اتصلت بعمك قالتله...

اتسعت عيناها بصدmة لتقول وهي تهز رأسها بالنفي:
- والله ما حصل يا ماما انتوا فاهمين غلط عشـ...

قاطعتها فاتن زاجرة إياها:
- مش على ماما يا بت ... بصي بقا انا عايزاكي تنسي الشروط بتاعتك دي خالص وخلى جوازك منه حقيقي.

شهقت نورا واضعة يدها على فمها لتكمل فاتن بابتسامة واثقة:
- لو عملتي كدا هيلف حوالين نفسه وبعدين ده حقه عليكي يعني! انسيه وكملي حياتك هو مـ.ـا.ت خلاص.

زفرت نورا بحنق:
- ماما لو سمحتي سيبيني دلوقتي وياريت متقوليش الكلام ده تاني انا مُصممة على رأيي.

هزت فاتن رأسها وهي تقول بيأس:
- حسرة قلبي عليكي يا بـ.ـنتي!!

دلفت إليها أسما بابتسامة واسعة تقول بمشاكسة:
- العروسة مكشرة ليه؟.

نظرت لها نورا رافعة أحدي حاجباها بتهكم:
- عروسة إيه انتي كمان انا مضايقة أوي من عمي ازاي يعمل كدا.

ابتسمت أسما قائلة بخبث:
- عايزاه يمسكم المرة الجاية في وضع مُخل ... وبعدين مضايقة من ايه يعني ... فرفشي يا بت ولا كأن حاجة حصلت ... تعالي بقا نختار فستان يليق بيكي يا أحلى عروسة.

حاولت الإعتراض لتقول أسما سريعاً:
- اخلصي بسرعة الراجـ.ـل وصل تحت.

جلست نورا تختار فستان لها على مضض بعد أن ارغمتها أسما على ذلك ... وأخيراً وجدوا فستان باللون الأصفر كان جميلاً للغاية.

وفي نفس الوقت ذهب مراد إلى بيت ديما ليأخذها على مضض بعد أن جلس مع والدها بعض الوقت ليذهب بها إلى المنزل مرة ثانية طوال الوقت كانا صامتين هناك من يفكر كيف يلقن تلك الغـ.ـبـ.ـية درساً وهناك من تفكر كيف تتخلص منها...!
.....................................................................
وفي صباح يوم جديد زفرت نورا بضيق عنـ.ـد.ما داعبتها أشعة الشمس تملمت بنعاس ثم توجهت نحو السرير الصغير الخاص بـ عمر لتبتسم رغماً عنها عنـ.ـد.ما وجدته بهذا الهدوء فهو لم يجعلها تنام ليلاً بسبب بكاءه...

وجدت يارا و ياسمين وشيرين يطرقون الباب لتسمح لهم بالدخول دلفا إليها بابتسامة مرحة بادلتهم بابتسامة خفيفة وجلسوا يثرثرون كعادتهم ... بينما استغلت ديما انشغالهم بالحديث لتقول لتلك الخادmة التي تقف أمامها:
- نفذي اللي قولتله بالحرف انا عايزة الفستان يبوظ ومينفعش نهائي.

أومأت لها تلك الخادmة بتـ.ـو.تر لتدلف إلي غرفة نورا ممسكة بالعصير وما أن أقتربت من المكان الموضوع به الفستان حتي تظاهرت بالدوار لتسقط مغشي عليها و سقطت تلك الاكواب على الفستان حتي شوهت شكله...

بينما صرخت الفتيات من ذلك الموقف منهم من هرول ناحية تلك الخادmة ومنهم من هرول ناحية الفستان يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه...!

بينما جلست ديما على السرير تتمتم بانتصار:
- أحسن!.
بعد مرور بعض الوقت...
جلست يارا وهي تهز رأسها بحيرة:
- الفستان مينفعش تلبسيه خلاص.

هزت نورا كتفيها قائلة بلامبالاة :
- انتوا مهتمين بالموضوع كدا ليه مفيش مشكلة هلبس أي حاجة عندي وخلاص..

تعجبت أصدقائها من برودها و جمودها هذا لتقول شيرين:
- يا سلام!! ايه كمية البرود بتاعتك دي تعالي يلا نجيـ...

بترت باقي جملتها عنـ.ـد.ما وجدت أسما تدلف إليهم بحقيبة قائلة بابتسامة:
- ولا يهمك يا جميل ... مراد بعت فستان أجمل منه مليون مرة.

أخرجت الفستان إليهم لتتسع عيناها في دهشة من روعة تصميم هذا الفستان!
كان لونه ازرق بلون عيناها ذات حمالات طويلة يوجد عليه فصوص من اللون الأبيض و الازرق، يصل إلى ركبتها، محتشم ولكنه هادئ و رقيق للغاية معه حزام عند الخصر، وبجانبه حذاء من نفس اللون يوجد عليه رسمة فراشة مثل أميرات ديزني ! ومعهم قرط متوسط الحجم ويوجد به فصوص من الماس.

أبتسمت نورا وهي تنظر إليهم بدهشة سرعان ما تصنعت عدm الأكتراث و عبست بملامحها مرة ثانية.

لتبدأ أصدقائها في تجهيزها بينما تبتسم في داخلها بسـ ـخـــريــة وهي تتذكر مدي سعادتها عنـ.ـد.ما كانت عروس و ترتدي فستان زفافها...!

~ رب صدفة خير من ألف ميعاد ~
أسدل الليل أستاره...

ليجتمع العائلتين و بعض اصدقاء مراد و نورا في قصر عائلة النجدي مهنئين على تلك الزيجة...
وقف مراد في الأسفل يصر أسنانه بغـ.ـيظ بسبب تأخر تلك الفتاة ليتسمر جسده وكأن العالم توقف وهو يري تلك الحورية تهبط من الدرج بهدوء وبجانبها عمها إسماعيل ممسكاً بيدها!
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يتفحص كل إنش بها .... شعرها الذي رفعته إلى الأعلى بطريقة راقية ماعدا بعض الخصلات التي تُطيح بعقله أكثر! عينها التي انعكس عليها لون الفستان لتصبح لوحة فنية! وضعت بعض المكياج الهادئ و الناعم و معه احمر شفاه قاني، وما تلك اللعنة التي ترتديها كان الفستان يعانق منحنياتها بسخاء و أزداد جمالاً مع بشرتها الحليبية الناعمة لتصبح بشكلها هذا أميرة من أميرات ديزني....!
اعتصر قبضة يده عنـ.ـد.ما وجد أنظار الجميع عليها جميعهم في حالة ذهول من كتلة الجمال هذا !!! نهر نفسه بقوة عنـ.ـد.ما أختار هذا الفستان دوناً عن الآخرين كيف يسمح لها أن يرآها أحد غيره بتلك الهيئة الملائكية، حاول التماسك قدر المستطاع حتي لا يخفيها بين أحضانه ولا يرآها أحد غيره.

تقدm نحوها وهو ينظر إلى يده عمه التي تقبض على يدها بضيق ليسحبها هو واجلسها على أحدي حتي جاء المأذون ليبدأ في عقد قرآنهم وما أن انتهي حتي صدح صوت المأذون بوقار:
- بـ.ـارك الله لكم وبـ.ـارك عليكما وجمع بينكما في خير !

كانت تكافح نفسها حتي لا تذرف دmـ.ـو.عها أمام الجميع ... لم تكن تريد هذه الزيجة ولكن هذا الصحيح من رأي الجميع ... تشعر بانقباض قلبها خــــوفاً من هذا المستقبل المجهول.

كانت واقفة تتظاهر بالامبالاة أمام الجميع ويندلع الحقد و الغـ.ـيظ بداخلها.
بينما تقف غادة عاقدة حاجبها بضيق وهي تقول:
- شايفة يا تيتا اهو اتجوزها .. مش فاهمة أحلى مني في إيه.

ضيقت دولت عيناها قائلة:
- لا هي من حيث الحلاوة هي قمر ! مكنتش اعرف أن بـ.ـنت فاتن هتكون حلوة كدا ... واخدة جمالها من أمها ... ربنا يسعده مراد حبيبي أصل انتي عارفة البت الصفرا اللي هو اتجوزها من يوم ما دخلت البيت و جابت الفقر.

زفرت غادة في أنزعاج ثم توجهت إليهم تهنئ مراد بابتسامة عاشقة بينما تنظر إلى نورا بابتسامة صفراء ثم توجهت إلى الحديقة

صاح خالد بغزل من خلفها:
- هو فيه قمر بيمشي على الأرض يا ناس؟!

نظرت له قائلة باستخفاف:
- في حاجة يا خفيف؟!.

خالد بهيام:
- ممكن ت عـ.ـر.فيني بأهلك اطلب ايدك!

ابتسمت ابتسامه صغيرة ثم اخفتها وهي تقول بحدة:
- غور يالا شوف واحدة تانية تلعب معها ... مش ناقصة شغل العيل ده

نظر لها بصدmة فملامحها تبدو بريئة ولكن لسانها يبدو سليط...!

طلب مراد من عمه بإنهاء الحفل فهو قد سأم من نظرات الجميع لها ود لو اقــ,تــلع عيناهم بينما هي لم ترفع نظرها نحوه أبداً تشعر بالخــــوف و الارتباك و الاضطراب الشـ.ـديد...

بينما تتحدث نسرين في هاتفها بملامح جـ.ـا.مدة حتي اصتدmت في جسد صلب لتقول بحدة:
- مش تفتح يا اعمي !! ايه الغباوة دي.

صاح سامر بتهكم:
- غباوة ... اعملك ايه يعني انتي ماشيه مش باينة من الأرض.

ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها بحنق:
- اعمي وغـ.ـبـ.ـي و كمان رخم ما شاء الله!

سامر بغـ.ـيظ؛
- بت انتي احترمي نفسك احسن اديكي كف يعدلك.

رفعت حاجبيها بسـ ـخـــريــة:
- تصدق خفت.

نظر لها بازدراء ليبتعد عنها حتي لا يرتكب بها جريمة.

بعد مرور بعض الوقت
تنفست الصعداء عنـ.ـد.ما انتهت تلك الحفل و ذهب الجميع همت بالصعود إلى الأعلى ليقبض مراد على رسغها بقسوة هامساً بسـ ـخـــريــة:
- على فين يا عروسة؟ لسه اليوم قدامنا طويل.

نظرت له بألــم من قبضته تلك ليسحبها وراءه خارجاً من القصر حاولت سحب يدها من يده ولكنه كان يزيد من حدة قبضته لتصرخ به بعد أن خرجا:
- انت واخدني ورايح على فين؟! ... اوعي سيبني.

أجاب ببرود وهو يدفعها إلى داخل السيارة:
- هت عـ.ـر.في.

زمت شفتاها بغـــضــــب طوال الطريق يسترق نظرات نحوها...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وما أن دلفا إلى ذلك الجناح في الاوتيل حتي شعرت بالريبة و الخــــوف الشـ.ـديد يسيطر عليها نظرت إليه بحدة عنـ.ـد.ما وجدته يبتسم ببرود لتقول بعصبية:
- ممكن أعرف أنا هنا ليه؟! لو سمحت انا عايزة اروح.

القي ستره على الأرض ثم بدأ بفك إزار قميصه قائلاً بابتسامة خبيثة:
- هنتمم جوازنا يا نوري!.

اتسعت عيناها بصدmة عنـ.ـد.ما القي القميص ارضاً ليظهر نصفه العلوي عاريا ثم أردف قائلاً بنبرة آمرة:
- اقــلـــعي.

صاحت بشراسة وهي ترمقه بنظرات مشتعلة:
- على جثتي الجوازة دي تتم.

ليقهقه هو بصخب قائلاً بابتسامة ذئب:
- اقــلـــعي انا صبري بدأ ينفذ.

صفعته بقوة عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها لينقض عليها يمزق فستانها بشراسة.....
(لحظة اعتراف)

صفعته بقوة عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها لينقض عليها يمزق فستانها بشراسة لتدفعه بعيداً عنها ثم سحبت أحدي الشراشف تخفي بها جسدها وهي تنظر إليه بصدmة قائلة:
- مراد أنت اتجننت! ازاي تعمل كدا؟!.

شهقت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت عيناه مُظلمة بها بريق لامع و ينزع أزار قميصه مُلقياً إياه أرضاً بينما وقفت هي ترتجف من شـ.ـدة الذُعر وقد عادت تلك الذكريات الأليمة إلى رأسها، اتسعت عيناها بصدmة عنـ.ـد.ما جذبها إلي صدره العاري ذراعه تحاوط خصرها يصوب نظراته الثاقبة إليها:
- اوعي تكوني مفكراني هسكت على اللي انتي عملتيه ده ... حقيقي انا مصدوم فيكي ومصدوم من بجاحتك دي بقا تجيبي حتة العيل بتاعك عندك الاوضة طب حتي راعي أن في ناس تانية في البيت!.

ظلت تتململ بين ذراعه حتي تبعده عنها ولكنه أحكم الإمساك بها بقبضته القوية لتقول بنبرة باكية:
- والله العظيم أنت فاهم غلط! مفيش بيني و بينه حاجة.

ظل ممسكاً بخصرها بيد و اليد الأخري بدأ يمسد بها على شعرها، صرخت بألــم عنـ.ـد.ما جذبها من خصلاتها حتي أصبحت أنفاسه تلفح وجهها هامساً بفيح الأفعي:
- كنت شايفك بريئة ... كنت عايزك ليا بس كنتي صغيرة، سافرت بعيد عنك عشان انساكي و انسي مـ.ـو.ت ميـس لحد ما حازم كلمني وقال إنه بيحبك اوي وانتي بتحبيه! وهتتجوزا...

ضحك عالياً وهو ينظر إليها بألــم:
- دوست على قلبي بالجزمة عشان عارف أنك بتحبيه وهو بيحبك، كان ممكن ارجع ايام خطوبتكم و اهد كل حاجة عشان تكوني ملكي أنا بس أخويا ملوش ذنب.

نزع تلك القطعة التي تغطيها ليرتجف جسدها وهي تنظر إليه بخــــوف ثم أكمل بنبرة تحمل الوعيد:
- بس انتي عملتي ايه! كنتي بتخونيه حتي وهو عايش ... لا و وصلت بيكي الوساخة انك تجيبيه عندك وانتي عارفة أنك هتكوني مراتي في خلال أيام...!

اتسعت عيناها وهي تهز رأسها بصدmة ثم لكمته في صدره حتي يبتعد عنها ولكنه لم يعيرها اهتمام لتصرخ قائلة:
- خلصت كلامك ... شوف بقا طالما مش عايز تسمعني و مصدق اني اعمل كده اخبط دmاغك في الحيط.

زمجر بغـــضــــب ليهوى كف يده على وجهها بصفعة قوية قائلاً بصوت هادر:
- اخرسي ... واضح أنك لسه مت عـ.ـر.فيش انا ممكن اعمل فيكي ايه ... سبتك مديتي ايدك عليا بدل المرة تلاتة وفي كل مرة بعديها بس التالتة تابتة زي ما بيقولوا ... انتي فعلاً محتاجة تربية من جديد انا أخاف على ابن اخويا منك.

وضعت يدها على وجنتها مكان الصفعة لتقول بابتسامة ساخرة:
- أيوا كدا أظهر على حقيقتك وكمل وصلة العـ.ـذ.اب بتاعة أخوك بس خف ايدك شوية عشان لسه في كدmـ.ـا.ت في جـ.ـسمي بسبب اخوك اللي انت طالع بيه السما، اخوك الزبـ.ـا.لة الوا.طـ.ـي اللي دmر حياتي.

اشتد قبضته أكثر قائلاً بين أسنانه الملتحمة غـــضــــباً:
- اللي انا طالع بيه السما ده لما قابلني و قال إنك بتخونيه يومها ضـ.ـر.بته و طردته من الشركة عشان مكنتش مصدق فيكي حاجة زي دي ... كنت بقول نوري عمرها ما تعمل كدا انا اللي ربيتها و عرفتها الصح من الغلط، قوليلي اعمل ايه وانا سامع مصطفي القذر عندك في الاوضة في وقت متأخر بيقولك انا بحبك و تعالى هساعدك و نهرب !! و متحاوليش تنكري كلامي.

حسناً يكفي إلي هنا استمعت إلى هذا الهراء بما فيه الكفاية؛
دفعته بكل ما أوتيت من قوة ليبتعد خطوة إلى الوراء صرخت بقهر وهي تنظر إليه بعين حمراء:
- طالما الموضوع وصل لكدا أسمع مني بقا ... الحـ.ـيو.ان اللي اسمه حازم من تاني يوم جواز مد أيده عليا عشان طلبت اعيش في القصر، وانا زي الهبلة لما قالي كلمتين حلوين نسيت اللي حصل و رجعت معاه البيت ... اول شهرين استخدm معايا طقم الحنية و بعدها ظهر على حقيقته الـ**** سادي حـ.ـيو.ان بيستمتع وهو شايفني بتعـ.ـذ.ب بيجلدني و يجيب بنات تانية قدامي كان بيعاملني كأني كـ.ـلـ.ـبة حابسني في البيت ليل نهار شغالة خدامة عنده هو و صاحبه الأوساخ اللي كان بيجيبهم وبعد ما حفلاته القذرة تخلص يجي يطلع عليا جنونه و مرضه ... اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبني و ضـ.ـر.بني كتير اوي اوي لدرجة اني كنت بحس بجـ.ـسمي متخدر من اللي حصل ليا على أيده، أنت متخيل أن بعد ما كان بيد.بـ.ـحني كل يوم بيرميني في أوضة ضلمة ممنوع عني الأكل والشرب حتي النفس اللي بتنفسه بآمره هو...!

اجهشت في البكاء المرير بينما كان يستمع إليها بعينان متسعة من الصدmة اقترب منها فأشارت له بأحدي أصابعها محذراً إياه من الإقتراب ثم جففت دmـ.ـو.عها بعنف لتكمل بنبرة تحمل القهر:
- خليك مكانك ... إياك تقرب مني، مش أنت شايفاني رخيصة و عاهرة في نظرك اقولك على حاجه انا اللي خبطت الــســكــيــنــة في كتفه و لو الزمن رجع بيا تاني كنت ضـ.ـر.بته في قلبه و خلصت منه للأبد، كنت عايزة اخلص من جحيمه بأي تمن، لما روحت المستشفى اكتشفت إني حامل قبل ما أنت تيجي تزورني كان بعت ممرضة عشان اروحله ... متأثرش فيه اني حامل أو خايف على الحمل، لا دا هددني بحياة أمي و مسك عليا فيديوهات وانا معاه عشان يفـ.ـضـ.ـحني بيهم لو رفضت أرجع معاه البيت أو اقول لحد باللي حصل خصوصاً أنت أو جدي، طلبت منه الطـ.ـلا.ق وقولتله إني مش هتكلم ولا هقول عن أي حاجة عملتها فيا وهسافر بس يسيبني في حالى حتي دي رفضها وغـ.ـصـ.ـب عليا أرجع ... لما رجعت معاه عمل فيا حاجات مفيش جبل يستحملها ! دايماً كان بيقولي ألفاظ قذرة انا لحد دلوقتي مش عارفه هو عمل معايا ليه كدا بس الصراحة انا استاهل اكتر من كدا لأني وثقت فيه بعد لما كان عايز يعتدي عليا قبل الجواز و صدقته...

أكملت بحرقة:
- مصطفي اللي أنت شايفه حبيبه واللي بخون اخوك معاه ده يبقي صاحب الاستاذ حازم و هو اللي كان بيسمم عقله بكلامه عني وهو نفسه اللي كان بيجيب لـ حازم الهيروين و ياخده و يسهروا برا ... لما أنت سمعته وهو بيكلمني قال في البداية أن في ناس عايزين يقــ,تــلوني ولازم أهرب ... انا مصدقتش وكنت ناوية احكيلك يمكن يكون كلامه صح وأنت اللي تقدر تحميني!

أبتسمت بانكسار:
- كنت دايماً حاسة معاك بالأمان و شايفاك انت اللي تقدر تحميني بس... بس انت كـ.ـسرتني اكتر ما أنا مكـ.ـسورة و عمري ما هسامحك أبداً.

كانت كلمـ.ـا.تها تخرج كالسهام تمزق قلب مراد دون تريث و اكتسي الألــم نظرة عيناه، بينما أغمضت نورا عيناها تسمح لجسدها بالأرتخاء وقبل أن تسقط أرضاً التقطها مراد سريعاً حاملاً إياها ثم وضعها على الفراش و ظل يربت على وجهها بخفة ولكنها لم تستجيب خلل شعره بغـــضــــب كيف يخرجها من هنا بملابسها الممزقة تلك وفي ثواني التقط قميصه المُلقي ارضاً ثم البسها إياه ليرتدي سترة البدلة دون القميص ثم هرول إلى الخارج حاملاً إياها....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس على الكرسي في الخارج واضعاً يده على وجهه يهز رأسه بعنف لا يزال لا يصدق ما حدث منذ قليل! طـــعـــنها في شرفها بتلك السهولة كيف جعل شيطانه يغلبه بهذه الطريقة ليكمل تحطيم تلك الفتاة الهشة!
خرج الطبيب بعد مرور بعض الوقت ليركض مراد نحوه بلهفة:
- طمني يا دكتور.

نظر له الطبيب باستغراب من هيئته تلك فشعره اشعث،و عيناه حمراء، يرتدي سترة بدون قميص و صدره يظهر من خلالها ليقول مراد بحدة:
- أخلص واتكلم هتفضل متنح كدا كتير.

ابتلع الطبيب ريقه ليقول بـ.ـارتباك:
- المدام دخلت في صدmة عصبية واحنا أدناها حقنة مهدئة ومش هتفوق ألا الصبح.

هز مراد رأسه بشرود ليكمل الطبيب:
- حضرتك المدام حالتها النفسية مش هتستحمل أي ضغوطات الفترة الجاية لازم تحط عينك عليها لانها ممكن تحاول تنتحر و هتحتاج في الفترة دي دكتور نفسي تتابع معاه في أسرع وقت عشان الحالة ممكن تدهور.

ابتلع مراد غصة في حلقه ليومأ له ثم تركه الطبيب و غادر ليدلف هو إلى تلك الغرفة التي ترقد فيها بخطوات بطيئة غير قادر على النظر إليها يشعر بتحطم قلبه إلى أشلاء على حالتها المذرية تلك، جذب أحدي الكراسي ليجلس بجانب فراشها ثم سحب يدها يطبع عليها قبلة رقيقة ليهمس بجانب أذنها بنـ.ـد.م:
- أنا آسف يا نوري صدقيني لو كنتي قولتيلي على اللي حصل الأول مكنش هيكون دا حالك ... انتي بس فوقي وانا هعوضك عن كل حاجة.

نظر إلى وجهها الملائكي ليطبع قبلة على جبينها وظل جالساً بجانبها لمدة طويلة لا يشيح نظره بعيداً عنها اخرج هاتفه من جيب سترته ثم أجري اتصالاً ليخرج من الغرفة...

وفي نفس الوقت كان يمشي ذلك الشاب بخطوات واثقة رافعاً أنفه بشموخ و كـبـــــريـاء، بطوله الفارع و جسده الضخم يرتدي بدلة باللون الأزرق الغامق و قميص باللون ابيض، وساعة يد تتناسب مع تلك البدلة الصارخة بالثراء، تتطلع الممرضات إليه بهيام من وسامته، أنفه حاد، عيناه سوداء قاتمة، لديه لحية خفيفة، شعره طويل...

دلف إلى الغرفة المتواجدة فيها لتشق الابتسامة شفتيه ثم أقترب منها وهو يتلمس ملامح وجهها الناعمة قائلاً بخبث:
- حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي ... مكنتش عايز اشوفك وانتي بالحالة دي، Any way انا هفضل وراكي وراكي وهعمل على أني اشوفك في اقرب وقت...

رن هاتفه ليجيب قائلاً:
- عايز ايه يا زفت؟.
= مراد بيه خلص المكالمة بتاعته و جاي على هنا.

ابتسم ببرود ثم أغلق الاتصال ليتوجه إلى الخارج قبل وصول مراد ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي صباح يوم جديد...

فتحت زرقاوتاها ببطيء وظلت تنظر هنا و هناك تحاول استيعاب اين تكون، عقدت حاجبيها بتعجب عنـ.ـد.ما وجدت مراد نائم بعمق واضعاً رأسه بين يديها لتناديه بخفوت:
- مراد ... مراد فوق ... يا مراد.

تنهدت بضيق لتقول بعبوس:
- إيه البرود بتاعه ده حتي وهو نايم بـ.ـارد ... صبرني يارب.

بدأت تهزه بقوة ليفتح نصف عيناه قائلاً بنعاس:
- حد بيصحي حد كدا.

أبتسمت ابتسامة واسعة على مظهره هذا لتخفيها سريعاً قائلة بجمود:
- لو سمحت انا عايزة أمشي من هنا.

هتف بلهفة:
- حاسة بإيه دلوقتي؟.

نظرت له ببرود ثم أجابته بتهكم:
- مش يخصك انا عايزة أمشي من هنا حالاً.

أومأ لها ثم توجه نحو أحدي الكراسي أخذ من الحقيبة الموضوعة عليه فستان أحضره لها بالأمس ليعطيها إياه لتقول بسـ ـخـــريــة:
- طب وليه تقطع الفستان اللي كنت لبساه طالما هتضطر تجيب واحد تاني ... بس واضح أوي أنك بتخاف على سمعتك.

زفر بضيق محاولاً التماسك بأعصابه لتجذبه من يده تبتسم له ببرود:
- هتفضل واقف كدا كتير؟! اتفضل أخرج.

أبتسم بمكر وهو يقترب منها قائلاً:
- ممكن اساعدك لو تحبي ... شكلك لسه تعبانة.

اشتعلت وجنتها من حمرة الخجل لتقول بغـ.ـيظ:
- ليه هو انا اتشليت ! ... اتفضل برا و بلاش قلة أدب.

قهقه بمرح ثم توجه نحو الباب ليفتحه لتبتسم هي ببلاهة فوجدته يلتفت غامزاً إليها بوقاحة:
- خمس دقايق و هدخل.

تمتمت بحنق بعد أن خرج واغلق الباب:
- لا دا بـ.ـارد بجد والله.

فتح الباب مرة ثانية قائلاً:
- اخلصي وقتك هيخلص.

ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها بضيق ثم هرولت إلي داخل الحمام تبدل ثيابها بسرعة كبيرة ... تنهدت بـ.ـارتياح بعد أن أرتدت الفستان لتخرج من الحمام فوجدته جالساً على الكراسي يعبث في هاتفه بملل ولم يعيرها اهتمام حمحمت بحنق ولم ينظر إليها لتصيح بحدة:
- كفاية برود الله يخليك انا عايزة أخرج من هنا.

رفع نظره إليها ينظر إليها بتفحص في هذا الرداء المزيج بين اللون النبيتي و الأسود، وشعرها الذي تركته منسدلاً وراء ظهرها ... هتف ببرود استفزها:
- تمام مش بطال، يلا.

خرج من الغرفة لتتبعه هي فصاح بصوته الرخيم واضعاً يده في جيب بنطاله:
- لو مش قادرة تمشي ممكن اشيلك.

تآففت وهي ترمقه بضيق:
- قولتلك انا مش مشلولة !.

ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغره فيبدو أنه سيخوض معركة شرسة مع تلك العنيدة!

هبطوا إلى الأسفل فتوجه ناحية سيارته لتتبعه هي على مضض فتح لها الباب الأمامي بجانب السائق لتذهب هي في الخلف متجاهلة إياه ثم صفعت باب السيارة بقوة ليزفر هو في أنزعاج ثم أردف قائلاً بحدة:
- انا مش السواق بتاعك يا هانم عشان تقعدي ورا ... يلا قومي اقعدي قدام.

تحدثت بتعجرف قائلة:
- انا عاجباني القعدة هنا اتفضل سوق ولا أنزل أشوف تاكسي تاني.

أغمض عيناه وهو يصك أسنانه بغـــضــــب:
- قسماً بربي لو ما جيتي قعدتي برضاكي هيكون غـ.ـصـ.ـب عنك.

ضيقت عيناها وهي تنظر إليه ليخرج من السيارة ثم توجه نحو مقعد حاملاً إياها صرخت بإنفعال:
- أنت بتعمل ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.ن نزلني!!.

توجه بها نحو المقعد ليدفعها ثم سار بالسيارة بسرعة كبيرة متوجهاً إلي بيت العائلة...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صاحت ديما بغـــضــــب في الهاتف:
- عايزني اعمل إيه يعني؟! انا مش عارفة اتصرف مع الزفتة دي ازاي.

تحدث الطرف الآخر بهدوء:
- أهدي يا حبيبتي حاولى تكوني هادية قدامهم وتعاملى نورا بطريقة عادية عشان محدش يتهمك لما يحصل فيها حاجة.

تحدثت بنبرة ممتلئة حقد:
- اتعامل معاها عادي ازاي بس انا بقرف ابص في وشها ... ارجوك خلصني منها في أسرع وقت.

- ......: ديما انا عند وعدي.

اجابته ديما سريعاً:
- انا واثقة فيك يا حبيبي بس قولي اعمل ايه دلوقتي؟

- ........: اعملي اللي هقولك عليه بالحرف.......

وما أن انتهي من أخبـ.ـارها بالخطة حتي استمعت إلى صوت زئير مكابح سيارته لتقول بغل:
- مراد و الهانم وصلوا هقفل دلوقتي يا حبيبي.

على الجانب الآخر:
استقل بسيارته أمام القصر لينظر لتلك الجالية عاقدة ذراعيها أمام صدرها بحنق طفولى:
- ايه ناوية تباتي هنا ولا إيه؟.

زفرت بغـ.ـيظ وهمت أن تخرج ليقول بتحذير:
- اي حاجة حصلت امبـ.ـارح مش عايز حد يعرف بيها والا متلوميش غير نفسك و ساعتين بالظبط الاقيكي تحت عشان هنخرج.

صاحت بجمود:
- خلصت كلامك ممكن أخرج ولا لسه في حاجة تانية؟.

هز رأسه بإنكار لتخرج من السيارة ثم سارت بسرعة كبيرة إلى الداخل...

وبعد مرور ساعتين كانت جالسة في السيارة تكاد تنفجر غـــضــــباً من هذا البـ.ـارد الجالس بجانبها الآن يسير بسيارته بهدوء ولم يتفوه بكلمة واحدة لتكـ.ـسر هذا الصمت قائلة بجدية:
- ممكن اعرف أنت واخدني ورايح على فين؟! انا حتي معرفتش اشوف عمر.

تنهد بضيق بسبب نبرتها الحزينة ليمسك يدها مبتسماً بهدوء:
- هت عـ.ـر.في لما نوصل.

اشاحت بنظرها نحو النافذة تنظر إلى الفراغ بشرود
قاطع شرودها وقوف مراد أمام أحدي المولات الضخمة ليقول بنبرة هادئة:
- أنزلي يا نوري.
هزت رأسها إيجاباً وهي تنظر حولها ببرائة فابتسم رغماً عنه ثم شبك أصابعه في أصابعها وسار بها إلي الداخل حتي وقف أمام أحدى المحلات الخاصة بملابس الأطفال وظلوا يختاروا العديد من الأشياء من أجل عمر ! كانت تتحرك بخفة هنا وهناك تختار تلك الأشياء البسيطة بسعادة..

سارت معه وهي لا تزال ممسكة بيده تعلو الابتسامة شفتاها بينما نظر إليها بحـ.ـز.ن فكيف استطاع هو وأخاه أن يأذي تلك الطفلة البريئة وأقسم بداخله أن يعوضها عن كل شيء حدث معها هتف بابتسامة حنونة وهو يتلمس وجنتها:
- كفاية الحاجات دي لـ عمر لسه الدور على نوري.

أسبلت عيناها تهز رأسها ببرائة فبدأ في اختيار ملابس ملابس محتشمه و واسعة لها بينما لم تعارض على أي شيء لأنه يملك ذوق راقي .... ظلوا يتجولوا في المكان مدة طويلة.

ثم رن هاتفه لينظر لها قائلاً بهدوء:
- خليكي هما متتحركيش ثواني وجاي.

أومأت له بابتسامة متـ.ـو.ترة ليختفي من أمامها ثم صدح صوت من خلفها:
- حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي يا حبيبتي...!

التفتت إليه لتتسع عيناها بفزع وشعرت ببرودة تسري في أنحاء جسدها....
(اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب)

التفتت إليه لتتسع عيناها بفزع عند رؤيته وشعرت ببرودة تسري في أنحاء جــــســ ـدها ليرتجف جــــســ ـدها لا إرادياً و تراجعت للوراء فأبتسم ابتسامة ماكرة:
- يا تري وحشتك زي ما حشـ.ـتـ.ـيني و ؟!.

شعرت بجفاف حلقها وهو يقترب منها عدة خطوات قائلاً بنبرة ذات مغزى:
- عمر الصغير عامل ايه؟ ما تيجي نروح نعمله تحليل DNA أشوف إذا كان أبني أنا ولا أبن حازم حبيب القلب...!

هزت رأسها قائلة:
- جاسر أنت اتجننت! أبعد عني نهائي، عمر مستحيل يكون ابنك ... منك لله على اللي أنت عملته فيا.

لم يعير كلامها اهتمام بل كانت نظراته لها جريئة للغاية شعرت وكأنه يعريها بينما كان مراد يتابعها بعيناه وهو لا يزال يتحدث بالهاتف ليتفاجأ بمجيء ذلك الرجل! .... قبض على يداه بقوة حتي لا يذهب و يهشم عظام ذلك الرجل الذي ينظر لها بهذه الطريقة و أتجه نحوهم بخطوات سريعة و غاضبة بعد أن أغلق هاتفه ليهتف وهو يرمقه بازدراء:
- مين الأستاذ؟.

لا تعلم بماذا تجيبه ... تشعر بانقباض قلبها خــــوفاً من رد فعله إذا أخبرته بحقيقة ذلك الجاسر ! فكرت لبرهة محاولة التحدث ولكنها فشلت ليقول جاسر بابتسامة خبيثة و هو يمد له يده لمصافحته:
- أعرفك بنفسي ... أنا جاسر رشاد معرفة قديمة بالمدام نورا والأستاذ حازم.

أومأ له مراد بابتسامة مصتنعة ثم سحبها من رسغ يدها قائلاً باقتضاب:
- فرصة سعيدة يا استاذ جاسر.

أزدادت ابتسامته أتساع فأظهرت أنيابه ناصعة البياض، قائلاً بود مصتنع:
- أنا أسعد يا أستاذ مراد ! واتمني أقابل حضرتك مرة تانية و يكون بينا شغل.

لم يروقه هذا الرجل منذ أن رآه فأبتسامته تلك بالتأكيد وراءها شيء مريب سيكتشفه عاجلاً أم آجلاً، سيتريث ليفهم تلك النظرات التي يرسلها إليها بينما نظرات نورا تبدو خائفة منزعجة و متـ.ـو.ترة تحمل الكثير و الكثير...! تُري ما الذي يجمعها هي وأخاه بهذا الرجل؟!.

أومأ له بإقتضاب ثم وجه حديثه إلي نورا قائلاً:
- يالا بينا.

خرجوا من ذلك المول الضخم بخطوات شبه مسرعة الإثنين غارقين في أفكارهم أمّا هي تكاد تمـ.ـو.ت خــــوفاً من مواجهة ذلك الوغد الوقح ! لطالما كان السبب الرئيسي في كره حازم لها و تعذيبه لها طوال الشهور الماضية.

صاح مراد قائلاً بعد أن لاحظ شرودها:
- ت عـ.ـر.في اللي أسمه جاسر ده منين؟!.

لا تعلم كيف دلفت إلي السيارة ومتي ولكنها حقاً غارقة في بحر ذكرياتها المريرة، تزايدت خفقات قلبها بخــــوف من رد فعله إذا أخبرته بالحقيقة كاملة! من الممكن أن يكرهها ويفعل مثلما فعل معها حازم، أو يقــ,تــل ذلك الجاسر، تنهدت بعمق وهي تخترع كذبة مناسبة ولكنها تشعر بالتشتت!! فكرت لبرهة ثم تحدثت بتعثلم قائلة:
- دا ... هو يعني صاحب حازم ... انا أصلاً مشفتوش غير مرة واحدة ... يعني شفته أنا وحازم في أول أيام جوازنا.

نظر إليها بشك و ملامح مُنزعجة بالتأكيد ما تقوله ما هو إلا كذبة أخترعتها !! من الممكن أن يكون ذلك الرجل سبباً في مـ.ـو.ت حازم أو هناك أمر مُريب تعرفه نورا يجب أن يكتشف هذا الرجل نظراته و طريقة حديثه و ارتياب نورا ! يجب أن يذهب إلى ذلك الوغد الآخر (مصطفي) و يستطيع معرفة من هو صاحب تلك المخططات، نظر إليها نظرة جانبية فوجدها تذرف الدmـ.ـو.ع بصمت مستندة برأسها للناحية الأخري فهتف بقلق:
- نوري ... ممكن أعرف انتي بتعيطي ليه دلوقتي؟!.

هزت الأخري رأسها لتقول بصوت متحشرج:
- ممكن تنزلى هنا؟ انا عايزة أمشي لوحدي شوية.

صف سيارته في طريق جانبي ليقوم بحدة:
- ليه معاكي سوسن عشان اسيبك تمشي لوحدك وبعدين أنتي بتتهربي من أي سؤال ليه.

أجابت بتـ.ـو.تر:
- طب طب ممكن أخرج برة دقيقتين انا مخـ.ـنـ.ـوقة أوي ومش قادرة أخد نفس؟.

أومأ لها برأسه فخرجت من السيارة وهي تتنفس الصعداء لتتفاجأ بمراد يقترب منها حتي التصق ظهرها بصدره قائلاً بخفوت:
- نوري أنا مراد! معقولة اللي حصل ما بينا امبـ.ـارح يكرهك فيا؟! انا مراد اللي مكنتيش بتخبي عليه حاجة.

التفتت إليه لترتمي داخل أحضانه لتحصل على أمانها لا تبكي ولا تفعل أي شيء إنما تشعر بالــســكــيــنــة والطمأنينة أكثر من أي وقت، ولم يكن رد فعله سوا أنه أزداد من احتضانها بقوة وكأنه هو من يحتاجها وليست هي ...

صاحت امرأة تمر من جانبهم مع زوجها:
- شايف يا راجـ.ـل الرومانسية! أتعلم بقا مرة في حياتك ولا أقولك طلقني أحسن.

انفجرت هي في وصلة ضحك وهي تخفي وجهها في صدره بسبب كلمـ.ـا.ت تلك المرأة ليقول هو بابتسامة واسعة تشق شفتاه:
- عاجبك كدا؟! ادينا اتحسدنا، ربنا يستر ومش نولع في بعض قبل ما نوصل البيت!.

أبتعدت عنه بابتسامة صغيرة ثم اخفضت رأسها ارضاً ليمسك ذقنها بأنامله قائلاً بابتسامة جذابة:
- أيوا كدا اضحكي خلي شمس الدنيا تطلع.

أقترب مقبلاً وجنتها لتشتعل وجنتها بالورد الجوري واستبغ وجهها بحُمرة الخجل لتقول بغـــضــــب طفولى:
- بطل قلة أدب و يالا عشان عايزة أروح.

قهقه بمرح من مظهرها الطفولى هذا لتدلف إلي السيارة سريعاً وأتبعها هو متجهين إلى القصر..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اجتمع الجميع على طاولة الطعام في جو أسري دافئ أفتقدته لكثير من الوقت ولم يخلو من كلمـ.ـا.ت ديما السامة التي تقصدها بها، ولكن بات الخــــوف هو العامل المسيطر عليها في كل الأحوال ... أكلت بعض اللقمـ.ـا.ت ثم استأذنت منهم و صعدت إلى الأعلى، وما أن دلفت إلى غرفتها حتي وصدت الباب و توجهت نحو الشرفة جالسة على أحدي الكراسي الجلدية السوداء، تفكر و تفكر ... ماذا كانت ستفعل لو لم يكن مراد معها في نفس المكان، هي لا تمتلك الشجاعة حتي تواجه ذلك الشيطان الذي كان سبباً في دmارها !
أغمضت عيناها بألــم تتذكر ما حدث مع منذ حوالي سنة
~Flashback~
(ثاني شهر جواز من حازم "بداية الجحيم")
كانت جالسة في غرفتها تقرأ أحدي الروايات بتركيز تام، فالغرفة و الروايات أصبحت رفيقة دربها في هذه الأيام ... لأن حازم دائم الخروج من البيت ولا يأتي إلا في ساعـة متأخرة! وحتي إذا طلبت منه الذهاب إلى والدتها لا تستطيع الجلوس مع والدتها سوا بضع دقائق ثم ينصرفوا.

ابتسمت بوله وهي تتخيل حياتها مثل تلك الرواية حياة مليئة بالسعادة و الأحداث الشيقة!.

تفاجأت بصوت ارتطام في الخارج شعرت بالخــــوف الشـ.ـديد خصوصاً أنها وحدها في البيت ... ثوانٍ و فُتح باب غرفتها بقوة لتنتفض في مكانها فور رؤيتها لذلك الشاب (جاسر) بينما كان ينظر إليها بنظرات لم تفهمها هي نظرات مليئة بالشر و الأنتقام و الجرأة، صاحت بخــــوف:
- أنت مين و عايز إيه؟!.

بلل شفتاه وهو يتفحصها لترتسم أبتسامة شيطانية على ثغره ثم صاح لرجـ.ـاله في الخارج:
- دخلوه.

دلف الكثير من الرجـ.ـال المُسلحين بهيئة مخيفة يرتدون بدل من اللون الأسود ملامحهم تبعث الرجفة في القلوب يمسكون حازم من تلابيب ملابسه، يداه و قدmه مُكبلة و يخر الدmاء من وجهه و جــــســ ـده بسبب تعرضه للضـ.ـر.ب المُبرح ! القوه أمام قدm جاسر ليبتسم الآخر في تشفي و رضاء بينما تعالت شهقات تلك المسكينة و توجهت نحو حازم ليقبض جاسر على يدها قائلاً بابتسامة مُريبة:
- على فين يا حلوة لسه الليلة طويلة.

أشار للرجـ.ـال بالخروج فخرجوا واحداً يلي الآخر ثم وصدوا الباب بأحكام ليصـ.ـر.خ حازم قائلاً:
- سيبها هي ... اعمل فيا اللي أنت عايزه بس هي لأ!.

غرست أظافرها في يده الممسكة بها حتي يتركها ولكن هيهات، ليقول جاسر بنبرة يملؤها التشفي:
- تؤ تؤ تؤ انا عايزك توفر صراخك ده لبعدين ... و أتفرج وأنت ساكت أتفرج عليا وانا بد.بـ.ـح مراتك زي ما د.بـ.ـحت أختي وكنت السبب في هروب الوسـ.ـخة مراتي اللي كانت بتخوني معاك ... بس بجد شاطر يا واد يا حازم عرفت تختار قمر زيها ... مش يالا بينا يا عروسة ولا إيه؟.

نظرت إليهم بصدmة و تجمد جــــســ ـدها في مكانها ليقترب منها جاسر محاولاً تقبيلها فضـ.ـر.بته في معدته بقوة ليتأوه بألــم ثم صفعها صفعة مدوية و تلتها عدة صفعات أخري حتي شعرت بطعم الدmاء في فمها ليدفعها على الفراش وقد أعماه نيران انتقامه ليُدنس براءة تلك المسكينة و يغتصبها بوحشية ظنناً منه بأنه يثأر لأخته ولا يعلم عقـ.ـا.ب اللّٰه الكبير...!

كان حازم يتابع ما يحدث و يصـ.ـر.خ من طيات قلبه حتي يبتعد عنها ولكن لا حياة لمن تنادي، يبكي كالطفل الصغير و قد ترددت تلك الجملة في أذنه "كما تدين تدان" صراخها الذي جـ.ـر.ح حلقها هو نفس صراخ أخت جاسر، استجادها بـ مراد وكأنه طوق النجاة هو نفس استنجاد جميلة بجاسر...!

نهض عنها عنـ.ـد.ما شعر بتشنج جــــســ ـدها ليجدها فاقدة للوعي وجهها شاحب كالمـ.ـو.تي الدmاء تفر من وجهها !!
أبتسم بإنتصار ليرتدي ملابسه ثم بصق في وجه ذلك الحازم قائلاً بوعيد:
- دي لسه البداية يا حازم أستعد لجحيمك ! حق جميلة أختي هيرجع.

~End~

أفاقت من ذكرياتها المريرة وقد حجبت الدmـ.ـو.ع زرقاوتاها لتهز رأسها بأسي، فحازم المختل الآخر منذ ذلك اليوم وهو يكرهها !! يكرهها متناسي تماماً أن هذا ذنبه هو، وهو من يجب أن يعـ.ـا.قب عقـ.ـا.باً وابلاً ... توجهت نحو فراش صغيرها وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها فما ذنبه هو أيضاً بأن يكون لديه والدة حياتها عبـ.ـارة عن مأساة لا نهاية لها بداية من وفاة والدها إلى ظهور هذا البغيض اللعين الذي يدعي أن عمر أبنه فليذهب للجحيم فحملها كان بعد شهر من هذه الحادثة!

توجهت نحو الحمام لتريح ولو القليل من نيران قلبها الذي يصـ.ـر.خ ألــماً مما تلقاه طوال السنوات المنصرمة ...

خرجت بعد مرور بعض الوقت لترتدي منامة باللون الأسود مُريحة ثم توجهت نحو مرآة الزينة و بدأت في تمشيط شعرها، وكالعادة فُتح باب غرفتها بدون استئذان للتفاجأ بـ ديما تنظر لها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تبتسم بسـ ـخـــريــة:
- اتمني الـ Show اللي مراد عمله معاكي طول اليوم مش ينسيكي نفسك ... أصل مراد حبيبي بيتعاطف مع أي حد حالته زي حالتك خاصاً لما تكوني خلاص اتجننتي !! بس كنت عايزة أسألك سؤال هو أنتي دخلتي في مرحلة التخيل ولا لسه.

شعرت نورا بالإهانة من كلمـ.ـا.ت تلك العقربة ليهوي كف يدها على وجه ديما بصفعة قوية وتعالت أنفاسها الغاضبة قائلة:
- اطلعي برة يا زبـ.ـا.لة واياكي تدخلى هنا تاني.

- نوراااا.
صاح مراد بصوته الأجش وهو يدلف إليهم فأبتسمت ديما داخلياً فهي تعلم بقدومه خلفها فتوجهت نحوه ترتمي في صدره تصتنع البكاء قائلة:
- شايف يا مراد! ضـ.ـر.بتني عشان بقولها خلينا صحاب و ترفه عن نفسها بدل الكآبة اللي هي عايشة فيها دي.

ربت على ظهرها قائلاً:
- خلاص أهدي و روحي على أوضتك يالا.

أومأت له وهي بداخلها تتراقص فرحاً، ليحتقن وجه نورا بالغـــضــــب قائلة:
- طبعاً أنت صدقتها ... عشان أنا المـ.ـجـ.ـنو.نة اللي في البيت ده.

هز رأسه بيأس قائلاً:
- نوري ... أنا سمعت كل حاجة من البداية، كنت عارف انها هتطلع تقولك كلمتين تضايقك بيهم ... وحتي لو مكنتش سمعت اللي حصل انا واثق أنك متعمليش كدا.

رفرفت بأهدابها محاولة في كبت دmـ.ـو.عها ليبتسم لها أبتسامة عـ.ـذ.بة جعلتها تحلق في عنان السماء فبادلته بابتسامة صغيرة ليقترب منها قابضاً على كلتا ذراعيها برفق ثم توجه بها نحو المرآة يتأملها لمعت عيناه بحب ليأخذ تلك الفرشاة ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الحريرية وهي تبدو كالطفلة أمامه لم تعترض أو تتفوه بأي كلمة فشعورها الآن يجعلها كالمغيبة تماماً عن الواقع، ازدردت في ارتباك عنـ.ـد.ما لفحت أنفاسه الساخنة بمؤخرة عنقها، وبحركة لا إرادية تشبثت بقميصه حتي لا تسقط أرضاً من هول تلك اللحظة !
انتهي من تصفيف شعرها ليهمس بجانب أذنها ببحته الرجولية:
- لفي يا نوري أنا خلصت.

التفتت إليه وتعالت خفقات قلبها ليمرر إبهامه على شفتيها قائلاً بنبرة آمرة لينة:
- يالا نامي ساعتين انتي تعبتي انهارده.

حك ذقنه بكف يده عنـ.ـد.ما وجدها بهذا السكون وبدون سابق إنذار حملها متجهاً بها نحو الفراش لتقول بإعتراض:
- سيبني أنا عايزة عمر.

نظر لها رافعاً أحدي حاجباه بسـ ـخـــريــة:
- وهتعملى ايه بعمر وهو نايم؟! أسمعي الكلام يالا وبلاش عند.

دثرها بالغطاء جيداً ثم انثني بجذعه نحوها مقبلاً جبينها بعذوبة وترك الأنوار مضاءة فهو يعلم أنها تهاب الظلام، وخرج من الغرفة لتذهب هي في سبات عميق.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور بعض الوقت...

استقل بسيارته أمام ذلك المبني المتواجد به مصطفي ليتوجه إلى الداخل بخطوات رزينة رافعاً أنفه بغــــرور بينما وقف يحييه رجـ.ـاله المسلحين ليتوجه نحوه إبراهيم مهرولاً:
- حضرتك اللي أمرت بيه نفذته ودي المعلومـ.ـا.ت عن جاسر رشاد زي ما أنت طلبت.

أعطاه أحدي الملفات ليومأ له ببرود ولم يلقِ لأحاديث إبراهيم بالاً إنما كان هدفه هو رؤية مصطفي الذي لا يزال رافضاً أن يعترف!

دلف إلي تلك الغرفة واضعاً يده في جيبه وهو يسلط نظره على مصطفي ببرود فجلس أمامه على أحدي الكراسي الكبيرة قائلاً ببرود:
- يعني أنت مش ناوي ترحم نفسك وتقول مين اللي أمرك تعمل كدا.

ظل مصطفي يبكي بوهن وهو يهز رأسه قائلاً بيأس:
- انا لو اتكلمت أمي وأخواتي هينقــ,تــلوا ... أرجوك بلاش تضغط عليا اكتر من كدا ! انا بعترف قدامك إني كنت قاصد أديه جرعة كبيرة عشان أخلص منه.

بُرزت عروقه بوضوح من شـ.ـدة غـــضــــبه ليصـ.ـر.خ قائلاً وهو يقبض على عنقه:
- أنا لو صبري نفذ مش هيكفيني فيك روحك ... احسنلك تنطق و تقول.

هز مصطفي رأسه بالإيماء وهو يصـ.ـر.خ من ألــم قبضته:
- حاضر والله هقول بس شيل ايدك.

ترك عنقه ليبدأ مصطفي في السعال ويحاول استنشاق الهواء مرة ثانية فأردف مراد بملل:
- هستني لبكرة لحد ما تتكلم ولا ايه يا قذر؟!.

هتف مصطفي سريعاً:
- هقول والله العظيم ... اللي اتفق معايا على مـ.ـو.ته بينه وبين حازم تار قديم ومعه شريكه التاني وهو قاصد أنه يدmرك أنت وياخد أملاكك.

قطب مراد حاجباه قائلاً بغـــضــــب:
- أنطق وقول اسمهم ايه ... هو أنت هتحكي قصة حياتهم.

ثوانٍ وقبل أن ينطق مصطفي بأسمائهم اخترق الرصاص الزجاج صوب جــــســ ـد مصطفي بعدة طلقات نارية ليغرق في دmائه، بينما شعر مراد بالذهول مما حدث ليجد رجـ.ـاله يقتحموا المكان يحاولوا حمايته... شل جــــســ ـده وشعر بصدmة احتلت كيانه ليخرج من ذلك المبني بخطوات جـ.ـا.مدة خالية من الحياة، لتوه كان من الممكن أن يُصاب بإحدي الرصاصات ... بالتأكيد ذلك الرجل الذي كان سيعترف عليه مصطفي هو وراء هذا الأمر لا محالة ! إذاً الموضوع يبدو أنه خطير جداً ومن الممكن أن يكون هو المستهدف في الآونة الأخيرة.

حاول رجـ.ـال مراد العثور على من أطلق هذا الرصاص ولكنه اختفي كالرياح ...! ليتوجه مراد إلى سيارته عازماً على أن يُنـ.ـد.م ذلك الأبلة الذي يحاول أن يعبث معه أو مع عائلته.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس أمام مكتبه يحك مؤخرة عنقه بتفكير و شرود تام، ثم أخذ ملف ذلك الجاسر وهو يتفحصه بدقة، يبدو رجل أعمال ناجح، لا يوجد شيء مميز في ملفه حتي يتطلع عليه ولكن وراء شخصيته هذه هناك شىء قوي و مُريب سيكتشفه عاجلاً أم آجلا .. دلف إليه خالد ليقول بمرح:
- إيه يا عريس جاي من أول يوم ليه؟ هي بدأت تنكد عليك ولا إيه؟.

نظر له مراد بتهكم ليحمحم خالد ثم قال:
- كويس أنك هنا في أوراق كتير محتاجة موافقتك عليها.

أخذ من يده تلك الأوراق وأخذ يقرأ ما بها و يوقع عليها ... ليرن هاتفه فأجاب قائلاً:
- ايوا يا ست الكل.

أجابته جدته بنبرة باكية:
- أمك رجعت هنا تاني يا مراد و رايحة على القصر دلوقتي.

انتفض مراد من جلسته ليقول سريعاً:
- طب اقفلي دلوقتي وانا هتصرف.

اغلق الهاتف ثم أخذ مفاتيح سيارته متوجهاً إلي الخارج بسرعة كبيرة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت من نومها وهي تفرك عيناها بتثاقل فوجدت هاتفها يرن لتجيب بعناس:
- ايوا مين؟.

أجابها جاسر بنبرة شيطانية:
- جاسر يا حبيبتي ... سجلى رقمي بقا عشان هعملك اتصالات كتير في الفترة الجاية.

صرخت هي بإنفعال:
- أنت حـ.ـيو.ان !! أنت عايز مني ايه قولتلك أبعد عني.

ليهتف هو ببرود:
- ت عـ.ـر.في لولا أني بحبك كنت نـ.ـد.متك عشان تتجرئي و تكلميني بالطريقة دي بس يالا الأيام ما بينا كتير.

أغمضت عيناها وهو تشعر بالصداع يفتك برأسها لتقول بنفاذ صبر:
- أنت بتتصل عايز إيه يعني؟!.

أجابها ببروده المستفز:
- عايزك.

ثم أكمل قائلاً:
- بصي بقا يا حلوة واسمعي الكلام اللي هقوله كويس و هتنفذيه بمزاجك أو غـ.ـصـ.ـب عنك........

استمعت إلى صوت صراخ في الأسفل ليسقط الهاتف من يدها ثم هبطت إلي الأسفل بخطوات راكضة.....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

نهاية الفصل
(براءة)

وقفت على الدرج تتابع ما يحدث بعينان مندهشة، وجدت سيدة جالسة أرضاً تبكي و تصرخ بحرقه بينما يقف أمامها رأفت يرمقها بجمود، كانت تشبه مراد بحد كبير نفس الملامح ونفس العين!

قاطع تأملها صوت رأفت الصارم:
- كفاية تمثيل بقا أنا زهقت ... لو كان مـ.ـو.ت حازم فارق معاكي كدا مكنتيش سيبتي أولادك وهـ.ـر.بتي مع حبيب القلب.

صرخت هدي وهي تنتحب:
- هو أنا هـ.ـر.بت من فراغ مهو من عمايلك فيا و تملكك كأني لعبة في أيدك ... وبعدين متلومنيش على الأقل حبيب القلب اللي بتعايرني بيه كان بيقدرني و بيحبني بجد.

- هدي! ألزمى حدودك وأنتي بتتكلمي مع أبويا!.
صرخ بها مراد بصوته الجهوري بعد أن آتي، يرسل إليها نظرات نارية مشتعلة بينما قابلتها هدي بنظرة تحمل معني الاشتياق والنـ.ـد.م فيبدو أنه أصبح يكرهها كثيراً بالرغم من أنه كان متعلق بها بشكل كبير.

كان الصمت سيد الموقف ... الجميع ينظرون إلي بعضهم بحيرة، و غـــضــــب، و اشتياق، و خــــوف، ولامبالاة .... قاطع هذا الصمت الذي طال لدقائق...

مراد بحدة:
- لو سمحتي يا مدام هدي وجودك مش مرغوب فيه هنا و معرفش حتي إيه سبب وجودك ياريت تتفضلي بهدوء ... وحازم اللي انتي بتتكلمي عنه و زعلانة عليه دلوقتي أنسيه و أنسي أنك خلفتي أصلاً.

اجهشت هدي بالبكاء المرير من معاملة أبنها القاسية بينما كان يتابعها بملامح بـ.ـاردة بالرغم من شعوره بالحـ.ـز.ن بسبب حالتها تلك ولكنها أخطأت ويجب أن تتحمل نتيجة أخطائها هي من تركت أبنائها و زوجها، حتي تهرب إلى الخارج مع رجلاً آخر! كانت أسما في موقف لا تُحسد عليه اشتاقت إلي والدتها كثيراً رغم سوء ما فعلته ولكنها كانت تحتاج إليها و تحتاج حنانها تقدmت نحوها و أكتسي الحـ.ـز.ن وجهها ليرمقها رأفت بتحذير فتوقفت من تلقاء نفسها.

أخذت هدي عدة خطوات متجهة للخارج مُنكسة رأسها و تذرف الدmـ.ـو.ع بغزارة، وكالعادة ظلت نورا تبكي بشفقة على تلك السيدة، صعد مراد للأعلى سريعاً وهو ينظر لها نظرات مبهمة.

حدثت نورا نفسها بضيق:
- اكيد زعلان من اللي حصل ومخـ.ـنـ.ـوق، هطلع أشوفه أحسن ... ايه اللي انا بقوله ده؟! انا هطلع أنام وخلاص ... نوم ايه تاني لا انا هشوفه و أمري لله.

وقبل أن تصعد إلى الأعلى صاحت فاتن قائلة:
- خليكي يا بـ.ـنتي قاعدة معايا شوية هتفضلي حابسة نفسك كدا كتير.

أطلقت زفيراً طويلاً تجيبها قائلة:
- معلشي يا ماما مش دلوقتي ... لو عمر تعبك ناديني.

أومأت لها فاتن وهى تهز رأسها بيأس فصعدت نورا الأعلى الأعلى متوجهة إلى غرفة مراد...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرج مراد من الحمام عاري الصدر يرتدي بنطال قطني أسود و يجفف شعره بالمنشفة الصغيرة ... أستمع إلى صوت طرق الباب ليزفر في ملل ثم توجه نحو الباب يفتحه بسرعة ظنناً بأنها أسما ليتفاجأ بـنورا تقف أمامه بعينان متسعة بينما عقد هو حاجبيه بأستفهام عن سبب مجيئها الآن ... حاولت إخراج الكلمـ.ـا.ت من جوفها ولكنها عجزت ليقول هو بنبرة قلق بعد مدة من الصمت:
- نوري، في إيه؟!

أخفضت رأسها أرضاً وهي تقول بتعثلم و خفوت:
- أبداً أنا جيت اطمن عليك بس ... أنت كويس؟!

لاحت ابتسامة واسعة على ثغره لم تراها هي ليجيبها بمسكنة مصتنعة:
- لا انا مش كويس أنا تعبان.

تحولت قسمـ.ـا.ت وجهها إلى القلق، ثم أردف مراد قائلاً:
- هتفضلي واقفة كدا على الباب اتفضلي على جوا.

ابتلعت لعابها ليبتعد مراد عن الباب وهو ينظر إلى خديها الذي تحول إلي الأحمر القاني من الخجل فأثرت قلبه أكثر و أكثر قائلاً ببحة صوته الرجولية المميزة وهو يشير إليها بالجلوس على الأريكة:
- اقعدي هنا ! استنيني ثواني.

أومأت له باضطراب ليذهب هو نحو الدولاب ثم أخرج قميصاً قطنياً أسود يرتديه و صفف شعره المبتل لتبتسم هي ابتسامة بلهاء لا تفهم سببها! أقترب منها بعد أن أنتهي ليسحبها من يدها متوجهاً بها إلى خارج الغرفة لتهتف بتـ.ـو.تر:
- أنت واخدني و رايح على فين؟!

وقف فجأة ليقترب منها ثم وضع سبابته على شفتها يهمس برفق:
- هشش مش عايز اسمع اعتراض.

سحبها من يدها مرة ثانية إلى أن صعدوا إلى سطح القصر الكبير فنظر لها قائلاً بابتسامة صغيرة:
- دا المكان الوحيد اللي بحب اكون فيه و اراجع حسابتي من جديد.

أزداد لمعان بريق عيناها فنظر إليها بهيام لم يستطيع أخفاءه ثم أشار لها بعيناه إلي أرجوحة تشبه تلك الأرجوحة التى اشتراها لها وهي طفلة بينما رفرفت بأهدابها الطويلة وهى تنظر له بعينان متسعة من الدهشة حتي بدت كالطفلة الصغيرة أمامه.

دفعها بخفة متجهاً بها نحو تلك الأرجوحة لتجلس عليها و أبتسمت له بعذوبة، يكاد يجزم بأنها تستمع إلى دقات قلبه التي تكاد تخرج من قفصه الصدري! احقاً ذلك الشئ البسيط يزعجها! احقاً كان أحمق لهذه الدرجة حتي يُصدق أنها قد تكون خائنة؟! يري أمامه الآن ملاك على هيئة بشر بالرغم من الألــم الذي عاشته ولكنها لا تزال تحتفظ بالبرائة بداخلها!

أقسم بداخله أن يُنير قلبها و حياتها من تلك العتمة التي خيمت حياتها ... أخذ يحرك تلك الأرجوحة وتعالى صوت ضحكاتها المرحة وكأن ضحكاتها تدغدغ حواسه ليضحك معها بسعادة لم يعهدها من قبل!.

بعد مرور بعض الوقت...
توجهوا سوياً نحو أحدي الأسوار المزينة بالورود و تطل على حديقة القصر الجميلة فحملها مراد وسط تذمر تلك الصغيرة و أجلسها على أحدي الكراسي العالية ليجلس هو الآخر ثم صاحت وهي تنظر إلى المكان بدهشة:
- بس السطح مكنش كدا معقول أنت عملت فيه كل ده؟!

همهم باستمتاع وهو يتابع تلك الخصلات التي تمردت لتسقط على صفحة وجهها الناعم فأزاح خصلاتها الحريرية خلف أذنها ببطئ، أبتسمت له بتـ.ـو.تر فنظراته لها بتلك الطريقة لا ترحمها ولأول مرة في حياتها تختبر شعوراً كهذا !

صاح مراد بابتسامة:
- فاكرة لما كنا صغيرين، كنتي دايماً تحبي نطلع انا وانتي هنا لوحدنا و تحكيلي تفصيل يومك.

تنهدت براحة وهي تتذكر مدى قربهم سويا فهو كان يمثل لها الحياة بأكملها كانت تعتبره مصدر حمايتها و أمانها.

غمز لها مراد بمشاكسة:
- طب فاكرة لما طلبتي تتجوزيني!.

أخفت وجهها بيدها من شـ.ـدة الخجل وهي تتذكر أفعالها المـ.ـجـ.ـنو.نة.
~Flashback~

كانت تلك الجنية الصغيرة مستندة برأسها على كتف مراد يضحكوا بمرح وهي تقص عليه المقالب التي تفعلها بأصدقائها وحازم و نسرين ليقول مراد بحزم وهو يمسد على شعر صغيرته:
- وبعدين معاكي يا ست نورا مش أنا قولتلك بلاش لعب و مقالب مع الأولاد ولا أنا كلامي مش مسموع؟.

اعتدلت نورا في جلستها وهي تهز رأسها قائلة بطفولة:
- مراد مث تزعل أنا آسفة و وعد من نورا مث هكلم ولاد أبداً.

ابتسم برضاء فهو يعرف أنها لا تستطيع رفض أي آمر يلقيه ليرفع رأسه قائلاً بغــــرور لا يليق إلا به:
- وبالنسبة للفساتين القصيرة اللي بتلبسيها لو شفتك ماشية بيهم تاني هكـ.ـسرك.

أومأت له برأسها ثم ابتسمت بدلال:
- مراد ... انا عايزة اتجوز.

اتسعت عيناه بصدmة و قبض على كف يدها قائلاً بغـــضــــب:
- نعم يختي!!! تتجوزي مين أن شاء الله ليلته مش فايتة، انطقي و قولى مين اللي لعب في عقلك أحسن اخـ.ـنـ.ـقك.

زمت شفتاها بعبوس و ترقرقت زرقاوتاها الواسعة لتصرخ به في لوم:
- أنا عايزة اتجوزك أنت والبث (البس) فستان ابيض.

اتسعت حدقيته بدهشة من طلبها هذا ليقول سريعاً:
- نوري انتي بتحبيني؟!

نهضت تلك الصغيرة ترمقه بغـ.ـيظ ثم صرخت مرة ثانية بغـــضــــب طفولى:
- نورا زعلانة منك ومث هتكلمك تاني أبداً.

أمسك يدها ليجذبها نحوه مرة ثانية فسقطت على قدmه ليبدأ في دغدغتها حتي يصالحها.

~End~

أطلقت نفساً عميقاً يتأمل تلك الحورية صغيرته التي تتطلع إلى السماء و زرقتيها تجوب هنا وهناك ... ظلوا يتحدثون في أمور شتى و يمرحون معاً حتي تأخر الوقت.

أخبرها مراد متفحصاً وجهها الذي ظهر عليه الإرهاق:
- يالا عشان تاكلى و تنامي.

أومأت له ثم أمسك يدها متوجهين إلى الاسفل ... أدخلها إلى جناحه لتهتف قائلة بإعتراض:
- أنت واخدني على فين كدا ... دي مش أوضتي.

صاح وهو يجلسها على الأريكة:
- ممكن تبطلي رغي شوية واياكي تتحركي من هنا.

تركها مغادراً الغرفة وبعد عدة دقائق دلف إلي الغرفة مرة ثانية حاملاً صنية طعام ثم وضعها على طاولة صغيرة نوعاً ما، أشار إلى نورا بالقدوم فنظرت له قائلة:
- أنا مش جعانة، أنا عايزة أنام.

نظر لها نظرة تحذيرية لتجلس على مضض ثم أكلت بعض اللقيمـ.ـا.ت وأردفت:
- الحمد لله شبعت.

نهضت ليمسكها من رسغ يدها قائلاً:
- على فين العزم يا عروسة ... مفيش خروج انتي هتنامي هنا.

رفعت حاجبيها بسـ ـخـــريــة:
- أنام فين؟! مراد لو سمحت مش هسمحلك.

رفع كتفيه بلامبالاة:
- هو دا اللي عندي مينفعش نبقا لسه متجوزين وكل واحد ينام في مكان مختلف ودا آخر كلام عندي.

دبت الأرض بقدmها بحنق لتذهب نحو الفراش واضعة الغطاء على جــــســ ـدها و وجهها بالكامل ليناديها هو بخفوت فأجابت بحنق:
- عايز ايه تاني؟.

أزاح الغطاء من على وجهها ليقول بنبرة آمرة وهو يشير إلى كوب اللبن:
- اشربي وبعد كدا نامي.

هزت رأسها بإعتراض:
- لا مش هشرب و ملكش دعوة.

أمسك فكها وباليد الأخري الكوب ليرغمها على شرابه كاملاً ثم أبتسم بإنتصار مستفزاً إياها لتمتم بغـ.ـيظ:
- رخم و تنك صحيح.

كبت ضحكته بصعوبة ليرسم الجدية على ملامحه قائلاً:
- بتقولي حاجة؟.

زفرت في ضيق لتتجاهله ثم أعادت الكرة مرة ثانية و وضعت الغطاء تخفي وجهها، ثواني و شعرت به يتمدد بجانبها لتتسع عيناها بصدmة وقامت بإزاحة الغطاء قائلة بخــــوف وهي تتطلع إلى صدره العاري:
- أنت بتعمل ايه هنا؟!

أجابها ببرود: هنام هكون بعمل ايه.

ضـ.ـر.بته في كتفه بحدة:
- أنت اتجننت مستحيل تنام جمبي اوعي كدا انا هقوم.

صاح بتحذير وهو يمدد ظهره:
- يومك أسود لو اتحركتي من مكانك يالا نامي.

هزت رأسها بيأس لتقول بخجل وهي تشيح بنظرها بعيداً عنه:
- طب ألبس حاجة وبطل قلة أدب.

ظهرت شبح ابتسامة خبيثة على شفتاه ليهتف بهدوءه:
- ملكيش دعوة بيا وانا كمان مليش دعوة بلبسك هنا حتي لو مش عايزة تلبسي خالص.

قال الأخيرة بنبرة عابثة لتشهق عالياً ثم أبتعدت إلى طرف الفراش ثواني و وجدت نفسها داخل أحضانه يشـ.ـدد من احتضانه لها بينما تتململ هي في أنزعاج دقائق و فقدت الأمل في ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن واستكانت مستسلمة لسلطان النوم...

(إيه رأيكم انا في الرومانسيه معنديش ياما ارحميني 😂😂❤)وفي صباح يوم جديد...

استيقظت نورا تفتح عيناها ببطيء سرعان ما رفرفت بأهدابها عنـ.ـد.ما وجدت وجهها ملتصق بوجهه مراد و واضعة قدmها فوق ساقيه محتضنة إياه، لطـ.ـمـ.ـت خدها تتمتم بصدmة:
- يا فضيحتك يا نورا ... لو كان صحي قبلي كان زمانه عمل حوار، ادي آخرة عناده.

كان يستمع إليها ولكنه تظاهر بالنوم ببراعة، نهضت من الفراش بخطوات هادئة ليهتف هو:
- على فين أن شاء الله؟.

زفرت بملل من اسألته التي لا تنتهي لتقول بتهكم:
- هو انا هفضل هنا طول النهار ولا ايه ... هروح أغير هدومي وأشوف عمر.

أماء لها بالموافقة ببرود سرعان ما انفجر ضاحكاً عنـ.ـد.ما خرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة.

أمّا هي فما أن خرجت حتي رأت فاتن ممسكة بعمر و مرتدية ملابس للخروج لتناديها فالتفتت إليها فاتن وهي تنظر إليها قائلة بقلق:
- كنتي فين يا حبيبتي؟ انا دخلت أوضتك مش لقيتك.

تنهدت نورا ثم حملت عمر تقبله قائلة:
- كنت نايمة عند مراد و متفهميش غلط عشان أنا عارفة أفكارك.

غمزت لها فاتن بمشاكسة:
- على ماما برضوا ... ربنا يسعدكم و يحميكم.

ثم أكملت قائلة بجدية:
- جدك عايز يشوف عمر ... أتصل عليا من امبـ.ـارح بليل و كان مُصر عليا اخده واروح ... غريبة جدك بيحبه حب غريب بالرغم أنه مكنش بيطيق حازم.

زمت نورا شفتيها بضيق:
- يعني انا مش هشوفك انتي ولا موري و هفضل محبوسة هنا طول اليوم طب والله عيب.

ضـ.ـر.بتها فاتن بخفة:
- مش هختأخر برا وبعدين اقعدي مع عمك رأفت اللي قالبها كآبة ولا روحي مع مراد الشركة.

لمعت عيناها تفكر في كلام والدتها ثم ودعتها هي و صغيرها و توجهت نحو جناح مراد مرة ثانية طرقت الباب مرتين فسمح لها بالدخول وجدته أرتدي بدلة من اللون الكحلى، وقميص من نفس اللون فاتحاً أول أزرارين، و يرتدي ساعة يد ذو ماركة عالمية، و صفف شعره إلى الوراء بطريقه جذابة!.

ابتسمت بوله وهي تنظر إلى تفاصيله الرجولية فآتاها صوته الرخيم قائلاً بابتسامة ثقة:
- هتفضلي واقفة تبصيلي كدا كتير؟ عايزة ايه؟.

أقتربت منه ثم حاوطت عنقه بذراعيها تنطق بأسمه بدلال أفقده عقله فهمهم لها لتبتسم في داخلها ثم أكملت بدلال:
- ممكن أطلب منك طلب وعشان خاطري بلاش ترفض.

ابتلع ريقه ثم احاط خصرها مقربها أكثر لتقول بابتسامة:
- ممكن اجي معاك الشركة و ارجوك مش ترفض، ماما مشيت هي عمر وكدا هفضل في البيت طول اليوم.

فكر لبرهة ثم قال ببرود:
- كلمي أصحابك يقعدوا معاكي ولا اقعدي مع الحج رأفت.

زفرت بحنق و ودت لو صفعت ذلك البـ.ـارد لتكمل بدلال وهي تقرب وجهها من وجهه:
- عشان خاطري، عشان خاطري وانا والله هفضل ساكتة مش هقول ولا حرف.

نظر لها مبتسماً بخبث:
- بس في شرط.

أومأت له برأسها سريعاً ليمسد على شعرها مقبلاً جبينها ثم صاح بنبرة آمرة بعد أن أولاها ظهره:
- البسي بسرعة عشان مش أتأخر.

صفقت بمرح تُثني على تمثيلها ... مسكينة لا تعلم بشرط ذلك الثعلب المكار ( البسي يا حبيبتي 😂😂)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أرتدت فستان لونه أسود و يوجد به ورود باللون الاحمر يصل إلى ركبتها ذو أكمام طويلة، و أرتدت حزام عريض من اللون الأسود في منتصف خصرها، و تركت شعرها الطويل منسدلاً خلف ظهرها ثم أرتدت حذاء أحمر ذو كعب عالي، و ضعت القليل من المكياج الهادئ.

خرجت من الغرفة لتجده يخرج من غرفته أيضاً ... نظر لها متفحصاً إياها من رأسها إلى قدmاها ليقول بحدة:
- شيلي اللي انتي حطاه في وشك ده يا هانم.

تنفست بعمق ثم أردفت قائلة بهدوء:
- ماله وشي يعني ... ما خلاص يا مراد بلاش تكبر الموضوع و يالا.

أشار لها بسبابته محذراً إياها وهى تحدث بين أسنانه الملتحمة:
- شيلي الزفت ده واخلصي واياكي اشوفك حاطة كدا تاني وبعدين رجلك ظاهرة ليه أن شاء الله؟.

تآففت في ضيق لتدلف إلي الغرفة صافعة الباب في وجهه ليقول هو بحدة:
- لو مكنتيش هتيجي قولى عشان أمشي.

مرت دقيقتين ليجدها تفتح الباب تنظر إليه بإقتضاب و أزالت آثار المكياج من وجهها و أرتدت جورب أسود خفيف ... نظر لها ببرود:
- يالا بسرعة.

توجه إلي الأسفل بسرعة لتتبعه هي بخطوات حاولت أن تجعلها سريعة ولكنها فشلت بسبب ذلك الكعب العالي.

في الأسفل...
كانت ديما جالسة واضعة قدmاً فوق الأخري بغــــرور تتبادل النظرات هي و علي بينما تجلس أسما تهز رأسها بضيق فقد لاحظت نظرات ديما الجريئة لزوجها مُقررة بداخلها أن تخبر والدها بما يحدث حتي يتصرف معهم فنظراتهم تلك تقلقها للغاية!.

نزل مراد على الدرج واضعاً يده في جيبه و تتبعه نورا لتصيح أسما قائلة:
- أقعد يا مراد أفطر الأول قبل ما تمشي وانتي يا نورا هتروحي معاه ولا إيه.

أومأت لها نورا بابتسامة ليقول مراد:
- احنا هنفطر في الشركة ... صحيح تيتا أتصلت بيا و قالت أنها عايزة تشوفك انهارده.

هزت أسما رأسها إيجاباً:
- اتصلت عليا وقالتلي .... بقولك يا مراد اوعى تضايق نورا أنت شايفها اهى عاملة زي البسكوتة.

صاحت ديما بغـــضــــب:
- وأنت واخدها معاك ليه يعني ... مش فاهمة ايه لازمة الدلع بتاعها ده.

لم يعيرها مراد اهتمام أو ينظر لها حتي إنما أكمل طريقه متجهاً إلى الخارج ماسكاً بيد نورا.....
~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلوا إلى مقر الشركة ليفتح لهم السائق السيارة باحترام ثم دلفا إلى الشركة بينما كانت تتطلع نورا إلى الشركة بإعجاب من تصميمها الراقي و الفخم ولأول مرة تدخل هذه الشركة فهي لا تحب أجواء العمل لذا لم تأتي من قبل، كان يسير هو بهدوء و ثقة كالعادة أعين الجميع عليهم منهم الفتيات من ينظرون إليه بإعجاب ومنهم من ينظرون إليهم بابتسامة.

دلفوا إلى داخل المصعد الخاص بمراد ليدخل هو اولاً ثم وقفت هي أمامه ... لم يستطيع إخفاء ابتسامته عنـ.ـد.ما وجدها تنظر حولها ببراءة ليقترب منها وهو يستنشق رائحة شعرها التي تشبه رائحة عبير الورود ! التفتت تنظر إليه لتجده موصد عيناه باستمتاع وكزته في كتفه قائلة بخفوت:
- احنا وصلنا هتفضل واقف ولا ايه؟.

حمحم باضطراب وساروا حيث مكتبه لتجد سكرتيرته ترتدي ملابس ملاصقة لجــــســ ـدها و قصيرة للغاية ثم أبتسمت لمراد باغراء وتبعته للداخل متجاهلة وجود نورا التي كانت تستشيط غـــضــــباً من تلك الفتاة الوقحة دلفت إلى غرفة مكتبه سريعاً ثم جلست على الأريكة تتابع تلك السكرتيرة الشمطاء التي تخبره بمواعيد اليوم و تتحدث برقة مصتنعة ولكن ما جعلها تشعر بالراحة هو أن مراد لم يرفع نظره عليها إنما كان ينظر إليها بمكر، وأخيراً خرجت تلك العقربة لتتنهد براحة ثم نهضت تتفحص ذلك المكتب الواسع و الفخم الذي يلائم تلك الشركة الضخمة و يليق بمديرها.

صاح مراد بخبث وهو ينظر لها:
- قربي يا نورا ثواني.

ضيقت عيناها باستنكار واقتربت منه إلى أن أصبحت أمامه جذبها بقوة لتسقط جالسة على ساقيه فنظرت له بصدmة ليقول هو بخبث:
- لازم تنفذي الشرط يا نوري.

لم تعي ما يقوله ليهمس في أذنها بالشرط (ملناش دعوه يا محي 😂😂)

اتسعت عيناها بصدmة لتصرخ و هي تلكمه في صدره بإنفعال:
- يا سـ.ـا.فل يا قليل الأدب يا منحـ....

ابتلع باقي جملتها داخل جوفه بشغف مختطف قبلتهم الأولى!.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان جاسر يسير في الشركة ينظر هنا وهناك بتقييم فيبدو أن خصمه قوي و لا يستهان به و ليس مثل حازم ذلك الشاب الفاشل الذي يركض وراء غزائره فقط ... إذن فليتمهل حتي يدmر تلك العائلة بأكملها!

توقف أمام مكتب سكرتيرة مراد لتنظر له شاهي متأملة ذلك الرجل الذي أمامها ببلاهة ليقول هو برسمية:
- قولي لاستاذ مراد ... جاسر رشاد برة وعايز أقابله.

أومأت له شاهي مبتسمة بعملية ثم طرقت باب المكتب عدة مرات ولم يأتيها رداً.

بينما في الداخل زمجر بإمتعاض بسبب تلك اللعينة التي تطرق باستمرار دون ملل بينما نظر إلى تلك التي أغمضت عيناها بقوة وجهها قد تحول للأحمر القاني من شـ.ـدة خجلها، متشبثة بقميصه بقوة ليناديها قائلاً بمكر:
- فتحي عيونك يا نوري وبعدين انا كنت بنفذ شرطي.

نفخت خديها بغـ.ـيظ لتنهض سريعاً و جلست على الأريكة تخفي وجهها وتنظر أرضاً تشعر بأنها على وشك الإغماء من شـ.ـدة خجلها حقاً وقح!

سمح لشاهي بالدخول بعد مدة من الطرق لتنظر شاهي إلى نورا بغـ.ـيظ و كرهه ثم تحدثت بإقتضاب:
- أستاذ جاسر رشاد برا وعايز يقابل حضرتك.

جحظت عيناها بصدmة و ابتلعت غصة مريرة في حلقها ليعقد مراد حاجباه وقد تأكد أن هناك ما تخفيه عنه بسبب ذلك الجاسر.

سمح له بالدخول ليدلف جاسر إليهم وتوسعت ابتسامته الخبيثة عنـ.ـد.ما وجد نورا لينظر له مراد مصافحاً إياه بإقتضاب لا يزال يستكشف ذلك المجهول ... توجه جاسر حتي يصافح نورا ولكن كان مراد الأسرع وأمسك يده قائلاً ببرود وهو يضغط على يد جاسر:
- معلشي المدام مش بتسلم على حد غريب.

ضغط جاسر على أسنانه يقزم غـ.ـيظه من مراد ثم ابتسم ابتسامة مصتنعة وجلس على الكرسي الجلدي أمام مكتب مراد ليجلس مراد واضعاً قدmاً فوق الأخري قائلاً بهدوء:
- خير يا أستاذ جاسر؟

أجابه جاسر بدبلوماسية:
- الصراحة أنا عندي مشروع مهم و مكسب ليا وليك.

أماء له مراد ليتابع جاسر حديثه و شرح له فكرة المشروع بعملية وقد أعجبت مراد كثيراً بهذه الفكرة ليقول مراد بجدية:
- هفكر في المشروع وأشوف الميزانية وبعدين نتواصل.

هتف جاسر بود مصطنع:
- ياريت والله يا أستاذ مراد يكون ما بينا شغل وبعدين احنا مش هنختلف أنا وأنت هنكون شركاء في كل حاجة.

أومأ له مراد بإقتضاب ليكمل جاسر قائلاً:
- على فكرة انا عازمك أنت و المدام نورا عندي على الغدا ولازم تيجوا.

هل تعتقدون أن نورا لا تزال جالسة معهم؟ بالتأكيد لم يسمح لها مراد بالمكوث في غرفة المكتب ثانية واحدة بعد أن دلف ذلك المسمي بجاسر فهو لا يعجبه نظرات ذلك الوغد لذا أمر شاهي بأن تأخذها إلى الخارج و تحضر لها الطعام ...

خرج جاسر مبتسماً بإنتصار فهذا العرض الذي قدmه إلى مراد لن يستطيع أن يرفضه ليجد نورا تنظر له بخــــوف منكمشة على نفسها ! صاح جاسر بابتسامة مـ.ـجـ.ـنو.نة:
- تك توك بدأ العد التنازلي.

أخرج هاتفه من سترته ليبعث برسالة قائلة:
- نفذ المطلوب.

ارتعدت نورا من كلامه وبدون سابق إنذار توجهت نحو غرفة المكتب تنظر إلي مراد قائلة سريعاً وقد ظهر القلق على وجهها:
- اوعي تكون قبلت أي حاجة عرضها عليك الـ بني آدm ده أنت ومش عارفه دا مـ.ـجـ.ـنو.ن.

نظر لها مراد قائلاً بغموض:
- هسألك سؤال و تجاوبي عليه .... ايه اللي بينك وبين جاسر رشاد عايز أسمع الحقيقة.

كونت دmـ.ـو.عها غمامة على عيناها لتبدأ بسرد كل ما فعله معها .... هل تشتمون رائحة حريق ؟! تلك هي دmاء مراد التي تغلى من شـ.ـدة غـــضــــبه يريد أن يُحرق العالم فوق رأس ذلك الحقير ....

أخرج صرخة مدوية من أعماق قلبه على حال تلك الصغيرة التي لا ذنب لها سوا أنها تزوجت من أخاه! ليحدث لها ما لا تتحمله امرأة أخري .... حقاً لا يعرف ماذا يفعل الآن هل يسرع بتهدئة صغيرته التي تبكي كالطفلة ظنناً بأنه قد يعـ.ـا.قبها على ذنب أخاه أم يذهب إلي جاسر و يقــ,تــله بأبشع الطرق وقد علم بأنه سبب دmار حياة حبيبته و يتلف حولهم كالحية حتي يأذي عائلته جميعاً .... لا وألف لا هو من سيذيقه وابل من العـ.ـذ.اب ينتقم لحبيبته الذي دنس روحها ذلك الوغد.

ترك تلك التي تعالت شهقاتها ليخرج من الغرفة يطوي الأرض بقدmيه حتى وصل إلى خارج الشركة لتنطلق رصاصة في جنبه جعلته يسقط أرضاً....
~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
(مصدر الأمان!)

ترك تلك التي تعالت شهقاتها ونحيبها ليخرج من الغرفة يطوي الأرض بقدmيه حتى وصل إلى خارج الشركة لتنطلق رصاصة أستقرت في خصره جعلته يسقط أرضاً....

برودة قارصة تسري في جــــســ ـدها، تشعر بإنقباض قلبها الذي بدأ يقرع كالطبول ... أخرجت نفساً كانت تحبسه منذ الكثير واضعة يدها على موضع قلبها تحاول أن تهدئ من روعها ... خــــوف من رد فعله، قلق لا تعرف سببه، ألــم داخل صدرها يشعرها بإنهيار العالم حولها! تقدmت خارج مكتب السكرتيرة بخطوات مرتجفة متثاقلة ثم دلفت إلى داخل المصعد وعقلها يكاد ينفجر من كثرة الأسئلة التي تطرحها على نفسها، ماذا تفعل؟ علامـ.ـا.ت الغـــضــــب التي ارتسمت على تقاسيم وجهه و هي تخبره بحقيقة جاسر وما فعله معها تجعلها تشعر بالريبة! وماذا يقصد ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن جاسر وهو ينظر لها بتوعد و تحذير؟! هل من الممكن أنه يُخطط لأذيتها هي أو مراد؟!! يالله ماذا تفعل الآن؟ فكرت لتجد أن أسلم حل حتي تتخلص من جاسر و تتخلص من هذه المشاكل التي لا تنتهي أو ترأف بها أن تهرب بأبنها إلى مكان بعيد...!

حدثت نفسها بأسي:
- طب واعمل إيه؟! انا مش هعرف اهرب من مراد وحتي لو هـ.ـر.بت ياما يوصلي هو الأول ياما جاسر الكـ.ـلـ.ـب هو اللي يوصلى وساعتها مش هيرحمني ... للدرجادى بقيت ضعيفة و هزيلة أوي كدا ! انا بخاف من خيالى وطبعاً الفضل لحازم بيه.

وصدت جفينها بقوة تحاول عدm الأستسلام لدmـ.ـو.عها التي تهددها بالأنهمار ... رفعت يدها المرتجفة تفرك عيناها محاولة أن تبدو قوية حتي لا تنهار أمام الجميع، أزدادت وتيرة تنفسها من شـ.ـدة القلق الذي انتابها ... فُتح المصعد دليلاً على وصولها للطابق الأرضي سارت بخطوات بطيئة غير مبالية إلى تلك الضوضاء والهمهمـ.ـا.ت التى تعج المكان، قلبها يصـ.ـر.خ خــــوفاً كلما أقتربت! ثوانٍ وتجمدت الدmاء في عروقها وانسحبت أنفاسها عنـ.ـد.ما وجدت حراس مراد و الكثير من الموظفين الذين يصـ.ـر.خون بهلع، أقتربت أكثر إلى أن أصبحت أمام مراد المُلقي ارضاً والدmاء تغرق قميصه نطق بصوت ضعيف متقطع:
- نوري ... متخـافيش أنا... معك.

أنهى جملته ليوصد عيناه فاقداً للوعي وأصبح وجهه شاحب كالمـ.ـو.تى!! هزت رأسها بعنف لا تصدق ما تراه عيناها، قدmها لم تعد تحملها ... بينما الحراس كانوا يصـ.ـر.خوا في الجميع حتى يبتعدوا، ثواني و نقلوه إلي السيارة سريعاً ! جاء إليها الحارس الشخصي قائلاً بقلق:
- لو سمحتي يا مدام نورا اركبي معانا بسرعة مينفعش نسيبك هنا لوحدك.

فرت إلى السيارة بسرعة البرق لتجلس بجانبه في المقعد الخلفي ثم وضعت رأسه على كتفها تصرخ في السائق:
- بسرعة الله يخليك دmه هيتصفي.

طوال الطريق دmـ.ـو.عها لم تتوقف عن النزول قلبها يكاد يخرج من مكانه من شـ.ـدة الخــــوف!

وصلوا إلى أحدي المستشفيات القريبة بعد عدة دقائق ثم أخذوه إلى غرفة الطوارئ، اتبعهم سامر و خالد بعد عدة لحظات، تهاوت نورا على الأرض تضع يدها على وجهها تبكي بعنف .... خرج الطبيب يهتف سريعاً:
- احنا طلعنا الرصاصة بس المريـ.ـض نزف كتير و محتاج نقل دm في أسرع وقت وللأسف فصيلة الدm بتاعته مش متوفرة هنا.

اتسعت عيناها بذُعر ليصيح سامر سريعاً:
- حضرتك انا وهو نفس الفصيلة.

الطبيب برسمية:
- طب اتفضل معانا حضرتك.

بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب و الممرضين ينقلون فراش مراد إلى غرفة أخرى بعد نجاح العملية وقد وصل الخبر إلي العائلة بأكملها وجاء الجميع فطلب منهم الطبيب عدm الدخول إليه الليلة حتي يستيقظ صباحاً بسبب مفعول ذلك المـ.ـخـ.ـد.ر.

الجميع في حالة لا يُرثي لها، جلس رأفت بجانب نورا وعلى الجانب الآخر جلست فاتن ليقول رأفت بصوت متحشرج وهو يربت على شعر تلك المنهارة في البكاء:
- اهدي يا بـ.ـنتي الحمد لله هو بخير دلوقتي وقومي روحي البيت ارتاحي شوية.

هزت رأسها وهي تجفف دmـ.ـو.عها بأناملها المرتعشة:
- لأ يا عمي انا مش هتحرك من هنا غير لما يطلع من المستشفي دي.

تنهد رأفت بضيق وهو يقارنها بتلك الواقفة لا تكترث بما يحدث حولها بالرغم من أنه زوجته منذ حوالى سنة ولكنها دائماً ما تثبت له بسوء اختياره زوجة لأبنه بينما نورا الذي تزوجها منذ أيام قليلة بهذا الإنهيار! ليقول بنبرة جادة:
- اسمعي يا الكلام يا بـ.ـنت عزت عشان ابنك.

أخبرته بتحفز و إصرار:
- عمي انا عند رأيي وهقعد معاه واتفضلوا انتوا لو عايزين.

هز رأسه بيأس من تلك الفتاة العنيدة، انسحب الجميع واحداً يلي الآخر حتي ظلت هي بمفردها مستندة برأسها على الكرسي أمام غرفته .... خائفة، ضائعة، شعور من نوع آخر اجتاحها، تحتاج إليه كثيراً لا تعلم رد فعله كيف سيكون عنـ.ـد.ما يفيق ولكنها تريد أن تراه و ترى نظرة عيناه الدفيئة حتي لو لآخر مرة في حياتها!

وصدت عيناها بقهر ليغلبها النوم لدقائق عدة حتي جاءها صوت الطبيب العالى بعض الشئ قائلاً:
- يا مدام مينفعش تنامي هنا كدا اللي رايح و اللي جاى شايفك انا ممكن اسمحلك تدخلى أوضة الاستاذ مراد أو فى أوضة فاضية لممرضة في اجازة ممكن تنامي فيها.

هزت رأسها قائلة بلهفة:
- لو سمحت انا عايزة ادخل عنده وهفضل جمبه مش هعمل إزعاج.

أومأ لها الطبيب بتفهم فقد أشفق على حالتها تلك ليسمح لها بالدخول، تسارعت دقات قلبها كأنها في سباق لا نهاية له، شوق و خــــوف يتغلغل في داخلها ... نظرت إلى ملامحه المستكينة بابتسامة شاحبة تتذكر ليلة الأمس! أمسكت بيده تستمد منه القوة تهتف بخفوت وتتساقط حبات اللؤلؤ من عيناها بلا توقف:
- مش تسيبني ارجوك، تعرف انا مش خايفة منك قد ما أنا خايفة عليك ... طول ما أنت كنت غايب و مسافر بعيد كنت برسم شكلك وأي حاجة تحصل معايا أو تزعلني كنت بجري على الرسمة بتاعتك اشكي و اطلع كل اللي في قلبي عشان أنت اللي قولتلي كدا في آخر مرة شفتك قبل ما تسافر، نفس الشعور اللى حسيته وأنت هتسافر هو شعوري انهارده بس الشعور بتاع انهارده اتضاعف! عايزة أشوفك وأنت فايق وعينك فيها الحنين اللى عمرى ما حسيته مع حد غيرك.

شعرت بيده تضغط على يدها، لمعت عيناها ببريق السعادة تتنهد بـ.ـارتياح ثم أراحت بجــــســ ـدها على الكرسي الذي يعتبر كبيراً نوعاً ما ممسكة بيده كأنه طوق النجاة.
~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد...

جلس على حافة المسبح يبتسم برضاء بما فعله، كان يعلم بأنها سوف تخبر زوجها بالحقيقة ولكنه وضع إحدى الأجهزة الصغيرة جداً حتى يستمع إلي كل شيء يحدث في مكتبه، مستعد للمواجهة يعلم بأن خصمه ذكي ولكنه لن يصل إلى مستوى ذكائه أو يستطيع أن يثبت أنه أخطأ بشئ، هذه العائلة بأكملها هى لعبته التى لم ولن يمل منها إلا عنـ.ـد.ما يدmرهم جميعاً، ليس لديه ما يخسره أو يجعله يخاف فهو قد خسر والده و والدته أولاً في حادثة السير الشنيعة ثم انتحار أخته.

تعالت صوت ضحكاته المـ.ـجـ.ـنو.نة بهستيريا التي بدأت تمتزج مع دmـ.ـو.عه المريرة المتعلقة بعيناه، ثوانٍ و تحولت هذه الضحكات إلى هستيريا من البكاء و الصراخ حتي أتته نوبة التشنجات وما أن لاحظت إحدى الخادmـ.ـا.ت ما حدث معه فهي كانت تتابعه منذ اللحظة الأولى التي جلس أمام المسبح حتي هرولت إلى الحمام تأخذ الدواء الخاص بهذه التشنجات ثم ركضت بسرعة كبيرة نحوه وبعد عدة دقائق من محاولاتها حتي هدأ شيئاً فشيئاً وفتح عيناه التى تحولت إلى اللون الاحمر القاتم من كثرة البكاء ليقول بحدة وهو ينهض سريعاً:
- اتفضلى شوفي شغلك يا هانم.

أنتفضت من نبرته تلك لتركض إلى الداخل بعينان ممتلئة بالدmـ.ـو.ع من هذا القاسي الذي لا يعرف كلمة شكراً!.

بينما دلف هو إلى الداخل بثقل وتوجه إلى أقرب أريكة ليتهاوي بجــــســ ـده عليها مغمضاً عيناه يستسلم إلى النوم ولا تزال دmـ.ـو.عه تنهمر رغماً عنه....!

وما أن تأكدت تلك الخادmة (رحمة) من ذهابه في سبات النوم العميق حتي توجهت نحوه واضعة وسادة مريحة خلف رأسه تنظر إليه بشفقة فهذه ليست المرة الأولى التى تراه بهذه الحالة.

~رحمة حسيني: خادmة في فيلا جاسر رشاد تبلغ من العمر 20 عام كانت تعيش في ملجأ إلى أن أخذها رجلاً يدعى حسيني وهي في الخامسة عشر من عمرها و جعلها خادmة ... ذات قوام رشيق و بشرة خمرية ناعمة و عينان عسليتان واسعة و وجه مكتنزه وشفتان وردية~
~~~~~~~~~~~~~~
"قُل لي بربكَ
أيُّ عدلٍ أن ترى شوقي
ومنكَ البُعدُ قد أعياني
و هجرتَ قلباً غارقاً في عشقهِ
وتركتَني في التيه والأشجانِ
وتظلُّ تمضي لا تُبالى بالهوى
آهٍ فيا للهجرِ كم أضناني
خُذ ما تشا مني
ولكن أعطني حباً
و بعض العطفِ والتحنانِ"وفي صباح يوم جديد...

فتح مراد عيناه ببطئ فوجد الرؤية مشوشة أمامه مرت دقيقة حتى نظر إلى سقف هذه الغرفة البيضاء، أين هو؟! نظر إلى جانبه ليجد ملاذه نائمة بعمق محتضنة كف يده، شعرها أشعث و تساقط حول وجهها بشكل ملائكي! أبتسم بحنو سرعان ما تحولت ابتسامته إلى لهيب مستعر عنـ.ـد.ما تذكر المأساة التي عاشتها على يد أخاه و ذلك الأحمق الآخر...! يريد الآن أن يضمها إلى صدره يخبئها من العالم حولها، يحبها! لا بل يعشقها حد الجنون ... كان أحمق بحق بأن أضاعها مرة بأنه لم يعترف بعشقه لها ولكنه لن يكرر خطئه.

بدأت ترمش بزرقاوتاها عدة مرات حتي تستيقظ، نظرت إليه بنعاس لا تزال لا تستوعب ما يحدث حولها سرعان ما اتسعت عيناها بدهشة عنـ.ـد.ما وجدته يبتسم إليها بدفئ ويشـ.ـد قبضته على يدها ... فرحة عارمة و اشتياق كأنها لم تراه لسنوات عدة و دقات قلبها و قلبه التي تتسارع بجنون، التقت أعينهم لتقول هي سريعاً بنبرة مختنقة تدافع عن نفسها:
- والله العظيم انا مليش ذنب هو اللي غـ.ـصـ.ـبني و ضـ.ـر.بني كتير أوي أوي ومقدرتش استحمل وصدقني عمر مش ابنه انا كنت حامل بعدها بشهر ... أرجوك بلاش تعمل فيا زي اللي حازم عمله انا مش هقدر والله.

كلامها كالسهام التي تندفع داخل صدره بلا هوادة، أصبحت تخاف منه!! وصل بها الأمر لتصبح على هذه الحالة! صاح بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
- هششش متعيطيش.

اكمل بحدة:
- نورا انتي اتجننتي! ازاى بقيتي بالضعف و الشخصية دي؟! مش عايزك في يوم تخافي مني أو من حد تاني ... انا عايز نورا اللي تقف في وش الكل وتبقي قوية، عمرك ما تترجى حد حتى أنا لو في يوم قسيت عليكي اقفي في وشي و عـ.ـا.قبيني كمان، انا ظلك و وأنتي روحى وانا مش عايز روحى تكون هزيلة وأي حد يقدر يستغلك و يعـ.ـذ.بك اللي يضـ.ـر.بك مرة اضـ.ـر.بيه عشرة، دافعي عن نفسك عشانك انتي مش عشان حد تاني المـ.ـو.ت ممكن يسـ.ـر.قني من جمبك ساعتها هتعملى ايه؟!.

هتفت نورا سريعاً بقلق:
- بعد الشر عليك ... أوعى تجيب سيرة المـ.ـو.ت دا تاني.

اعتدل في جلسته ببطئ ليطـ.ـلق آنة متألــمة و ظهر على وجهه الألــم فصرخت هي بخــــوف:
- أنت كويس!! يالهوي انا هنادى الدكتور.

همت بالنهوض ليمسك يدها غامزاً بمكر:
- ايه خايفة عليا.

أبتسامة خجلة داعبت شفتاها لتقول بغـ.ـيظ محاولة اخفاء خجلها:
- حتى وأنت تعبان قليل الأدب عمرك ما هتتغير.

صاح قائلاً بنبرة جادة:
- قربي ساعديني.

وبدون مقدmـ.ـا.ت أقتربت منه سريعاً ليبتسم في خبث فقالت هي بتـ.ـو.تر:
- اساعدك ازاي؟!.

تحدث بهدوء:
- قولتلك قربي انا مش هأكلك يعني.

وما أن أقتربت حتى أصبحت أنفاسه الساخنة تلفح وجهها هامساً ببحة جذابة:
- يعني انتي شايفاني قليل الأدب؟!.

أومأت برأسها في أضطراب ليمسك رأسها بيداه يرتوي من رحيق تلك الكرزيتان....!
(اه يا سـ.ـا.فل يا منحرف ☺)

فتح رأفت الباب بلهفة بعد أن أتى هو والعائلة لتتسع أعين الجميع بذهول من هذا المشهد !!!
كانت نورا في موقف لا تُحسد عليه تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها من فرط خجلها فذلك المنحل لا يكف عن أفعاله الطائشة، بينما نظر إليهم مراد بحدة فحمحم رأفت قائلاً:
- جرا ايه يا أستاذ مراد ما تلم نفسك.

زفر مراد بضيق لتقول فاتن بنبرة ضاحكة:
- يوووه جاتك ايه يا واد مكنتش عايز نيجي ولا إيه؟.

نظر إلى نورا ليجد وجهها ينافس حبة الفراوله في الاحمرار تخفض وجهها أرضاً، دبت ديما الأرض بقدmها بغل و غـــضــــب لتخرج من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة.

وضع مراد يده بجانب الإصابة متأوهاً بخفوت لتصرخ نورا بإنفعال:
- حاسب الجـ.ـر.ح حـ.ـر.ام عليك.

نظر إليها الجميع لتقول بخجل:
- ثواني وجاية.

خرجت من الغرفة تتنفس الصعداء ثم توجهت نحو المرحاض لتتفاجأ بديما تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت بنبرة متعجرفة:
- نصيحة منى أبعدي عنه انتى في الأول عشان انتى مت عـ.ـر.فيش مراد، مراد حاسس بالشفقة تجاهك و في نفس الوقت عايز يتسلي بيكي وتبقي في الأخر مـ.ـر.اته بس عايزة افهمك حاجة ... انتي عمرك ما هتكونى زيي انا هفضل مـ.ـر.اته وام ابنه طول العمر بس انتى مسيره هيزهق منك بعد ما ياخد منك اللى هو عايزه و يرجعلى انا.

اعتصرت نورا قبضة يدها تحاول السيطرة على دmـ.ـو.عها بمقدر المستطاع لتكمل ديما قائلة بخبث وهى تتلمس بطنها:
- مش تبـ.ـاركيلي انا طلعت حامل ياااه تخيلي شعوره لما يعرف أنى حامل اكيد هيفرح أوي.

أزاحتها نورا بيدها بعيداً لتدلف إلي داخل المرحاض صافعة الباب في وجه تلك العقربة التي أبتسمت بإنتصار قائلة بحقد:
- ولسه يا نورا بس صبرك عليا اتصرف في المصـ يـ بـةاللي في بطني دي.

أما هى فما أن دلفت حتي اجهشت في البكاء وهى تهز رأسها قائلة باستنكار:
- انا ايه اللي زعلني يعني دي في الأخر مـ.ـر.اته قدام الناس و حامل عادي يعني انا هعمل ايه.

تواصلت في بكائها قائلة:
- معقول يكون عايز يتسلي بيا فعلاً بس هو ميرضاش يعمل معايا كدا انا واثقة فيه بس خايفة اوي.

غسلت وجهها تنظر إلى نفسها في المرآة بمرارة:
- هو معاه حق انا اللي ضعيفة و خايبة أي كلمة تأثر فيا أي حد يقدر يقهرني و يدوس عليا.

جففت دmـ.ـو.عها ترسم على وجهها ملامح جـ.ـا.مدة خالية من الحياة ثم خرجت من المرحاض لتجد سامر و خالد متوجهين نحو غرفة مراد، أجبرت نفسها على ابتسامة متصتنعة ليقول خالد بابتسامة واسعة:
- صباح الخير يا نورا طمنينا مراد عامل ايه.

نورا: هو تمام الحمد لله اتفضلوا ادخلوا.

دلفا كلاً من خالد و سامر و تبعتهم نورا تبتسم بمجاملة سرعان ما أتت غادة و جدتها ومعهم مايا فكانت الغرفة مليئة فخرج البعض منهم وظل الباقي لتقول دولت هانم بحـ.ـز.ن:
- حمد لله على السلامة يا بني مين اللي اتجرأ وعمل العملة السودا دي؟.

اسودت عيناه إلى السواد القاتم وهو يتذكر جاسر اللعين ليقول بغموض:
- متقلقيش انا هعرف أوصله.

نظر خالد إلي غادة بابتسامة بلهاء لنظر له شرزا قائلة بخفوت:
- أنت مبحلق كدا ليه انت كمان.

خالدة ببرائة:
- أبداً بس اصل لما بشوفك بحس بوخزة في قلبي.

نظرت له قائلة بغـ.ـيظ:
- جاك و.جـ.ـع في قلبك يا بعيد ... بقولك ايه يا عم روميو أبعد عن وشي الساعادى.

ابتسم خالد بثقة:
- روميو اللي مش عاجبك بنات اوربا كلهم كانوا بيحبوه.

اطلقت ضحكة ساخرة ولم تهتم بوجود الآخرين ليهتف خالد بغـ.ـيظ:
- يخربيتك انتي داهية.

خرج من في الغرفة جميعاً ولم يتبقي سواهم ليقول مراد بتوجس:
- مالك يا نورا ايه اللي مضايقك؟!

نظرت إليه قائلة بجمود:
- انا كويسة اهو مفيش حاجـ....

قاطعها زاجراً إياها بحدة:
- اسكتي خالص ... برضوا غـ.ـبـ.ـية كلمة تقدر تنزلك سابع أرض فكرك أنى معرفش أن اكيد ديما شافتك برا و قالتلك انى بتسلي بيكي مش اكتر....وانتي عشان غـ.ـبـ.ـية صدقتى و فضلتي تعيطي على بختك.

ثم أكمل بقسوة وجمود:
- كفاية بقا انتى مش طفلة صغيرة انتى واعية و تقدري تواجهي الكل و تعمليلهم حد.

صرخت هى ببكاء:
- هو أنا عشان مليش حد يبقا سندي كلكم عايزين تكـ.ـسروا فيا!! حـ.ـر.ام بقا أنا تعبت والله....تعبت من حياتي وكنت فكراك أنك الوحيد اللي حاسس بيا بس طلعت شفقة مش اكتر و هتزهق مني.

صك أسنانه بغـ.ـيظ من تلك الغـ.ـبـ.ـية التي أمامه دائماً ما تقتنع بأي كلام يُقال لها حتى من ألد أعدائها ، لا تستطيع فهم أنه يريدها قوية ليست ريشة تهوى بها الرياح....ابتسم لها برفق وهو يفتح لها ذراعيه قائلاً بحنو:
- تعالى لحـ.ـضـ.ـن بابي.

جففت دmـ.ـو.عها بكف يدها وهى تنظر إليه حتى بدت طفلة، ركضت نحوه ترتمي في أحضانه تستمد منه القوة لتقول بضعف:
- بابا متسبنيش.

مسد على شعرها قائلاً بعشق:
- حبيبة قلب بابا عمري ما هسيبك .... أنتي بـ.ـنتي و حبيبتي و بتاعتي انا.
عانقته بقوة مع ترك مسافة بين جـ.ـر.حه حتى لا ينزف مرة ثانية ليستمعوا إلى طرق الباب فسمح مراد بالدخول بعد أن أبتعد عنها ليدخل الطبيب قائلاً برسمية:
- حمد لله على السلامه يا مراد بيه.

أقترب متفحصاً إياه ليقول بعملية:
- أنت تقدر تمشي بكرة بس أبعد عن أي مجهود و لازم تكون معاك ممرضة.

زمت نورا شفتيها بإمتعاض وغـــضــــب مكتوم ليومأ له مراد بتفهم ثم خرج الطبيب بعد أن انتهي.

ليقول مراد:
- اجهزي عشان سامح السواق هيجي ياخدك تروحي القصر عشان ترتاحي.

ضيقت عيناها قائلة بضيق:
- ملكش دعوة لو سمحت انا مرتاحة هنا و مش تعترض عشان مش همشي غير معاك.

تنهد بسأم ليبعث برسالة في هاتفه إلى إحدى حراسه وبعد مرور بعض الوقت جاء هذا الحارس حاملاً أكياس من الطعام و ملابس أخرى.

كانت رائحة الطعام شهية للغاية ذكرتها بأنها لم تأكل من الأمس لتمسك معدتها قائلة في نفسها:
- أهدى يا مفضوحة.

خرج الحارس سريعاً بعد أن وضع الأكياس ليقول مراد بابتسامة:
- يالا كُلى دلوقتي انتى جعانة.

وما كانت كلمـ.ـا.ته تلك سوا إشارة حتي بدأت تأكل بنهم غير مهتمة بما حولها وبعد أن امتلئت معدتها تنهدت براحة ليقهقه هو على وجهها الملطخ بالصوص قائلاً:
- لو خلصتي في هدوم تانية ليكي ادخلى غيري في الحمام.
ثم غمز بمشاكسة:
- أو هنا مفيش مشكلة.

اشتعلت وجنتها خجلاً لتقول بغـ.ـيظ:
- سـ.ـا.فل قليل الأدب.

اتجهت نحو الحمام الخاص بغرفته وبعد مرور عدة دقائق خرجت بعد أن بدلت ملابسها لتجد الممرضة تغير على جـ.ـر.حه بالشاش و القطن وتتعمد الالتصاق به بدلال، حمحمت نورا بصوت عالى ولكن تلك الممرضة لم تكترث لها ليبتسم مراد قائلاً بخبث:
- دي الممرضة اللي هتبقي مسؤولة عني.

نورا بغـــضــــب بعد أن خرجت:
- لا كدا كتير بقا بقولك ايه يا مراد البت السهتانة دي لو شفتها تاني هقطع شعرها انا مش ناقصة سهوكة و قلة أدب وإياك تشوف واحدة تانية، انا أعرف اعملك اللي أحسن منهم.

بمراد بخبث:
- انتي متأكدة انك هت عـ.ـر.في.
أجابت سريعاً:
- ايوا انا مش مشلولة.

هز كتفه ثم أشار لها قائلة:
- تعالي قربي.

أرتبكت لتقول بتعثلم:
- لا واحترم نفسك شوية.

أجابها ببرائة وهو يشير إلى مكان في الفراش:
- انا عايزك تنامى جمبي.

رفعت حاجبيها بسـ ـخـــريــة:
- أنام فين أن شاء الله بقولك ايه نام أنت بس وانا هنام براحتى.

رفع حاجبه بتحدى:
- يعني دا اخر كلام عندك؟.

أومأت له فصدح رنين هاتفها لتجيب سريعاً:
- لسه فاكرة تتصلى.

اجابتها يارا بلهفة:
- انتي كويسة حصلك حاجة؟ انا سمعت باللي حصل لمراد معلشي والله انا كنت مسافرة مع عاصم في تركيا ما انتي عارفة بقا.

أبتسمت نورا قائلة:
- عادي يا بـ.ـنتي ولا يهمك بس قوليلي ....في نونو ولا لسه.

تآففت يارا قائلة:
- كنت عايزة أعملها مفاجأة.

همهمت نورا قائلة:
- لو بـ.ـنت هتبقي عروسة عمر فاهمة.

بدأت في الإنـ.ـد.ماج مع يارا في الكلام حتى أغلقت بعد مرور دقائق طويلة ليقول مراد بغيرة:
- انا همشي من المستشفي انهارده يالا اجهزي.

تحامل على نفسه حتي ينهض من الفراش لكنه شعر بالألــم لتركض نورا نحوه واضعة يده على كتفها تساعده ثم أخرجت له من تلك الأكياس التي أحضرها الحارس ملابس مكونة من بنطال من خامة الجينز لونه أسود و قميص قطني من اللون الرصاصي وبعد مدة خرج من الحمام مرتدي إياهم.
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الخادmة تنظف غرفة ديما بسرعة كبيرة قبل أن تأتي و تظل تلقي عليها الكلمـ.ـا.ت المهينة استمعت إلى صوت كعب انوثى اختبئت وراء ستائر الغرفة الثقيلة لتستمع إلى صوت علي الهادئ:
- ايه يا دودو طلبتي اجى دلوقتي ليه انا لحقت اوحشك؟!.

ديما بغـ.ـيظ:
- علي بلاش برود دلوقتي الله يخليك و ركز معايا....انا روحت للدكتور انهارده واكتشفت إني حامل في 3 أسابيع يعني معنى كدا إني حامل منك أنت....مراد مش قرب مني بقاله اكتر من شهر وأصلا مش طايق يبص في وشي.

علي بحقد:
- عشان انتي غـ.ـبـ.ـية المفروض كنتي تجذبيه لصفك أنتي بس غــــرورك و حركاتك دي دلوقتي بيجري ورا ست نورا .... اتصرفي انتي بقا ياما تنزليه و تخلصينا ياما تعملى اي حاجة عشان تقنعيه أنه ابنه وانتي فاهمة قصدي كويس.

ديما سريعاً:
- طب خلصني من البت زفتة دي وانا هعرف اتصرف معاه.....انا مش فاهمة أنت مش مـ.ـو.تتها ليه بعد المدة دي كلها.

علي بغـــضــــب:
- مقدرش عشان جاسر حذرني لو اذيتها هيمحينا من على وش الأرض بس متقلقيش هو خلاص خطط هياخدها ازاى واللي انا هقولك عليه يتنفذ بس اخد منه الأوامر وبعدين نشوف الباقي.

ديما بتـ.ـو.تر بعد أن استمعت إلى زئير مكابح سيارة مراد:
- طب أخرج يالا عشان واضح أن مراد وصل بس أرجوك فكر بأي خطة ترمي زفتة دي برا القصر وبرا حياتنا كلها.

علي بضيق:
- ما قولتلك خلاص انا هتصرف وبطلى غباء وقربي منه.

خرج من الغرفة وتبعته ديما بعد ثواني، لطـ.ـمـ.ـت تلك الخادmة خدها تقول بصدmة:
- يا ليلتك السودة يا فاطمة بقا كل دا بيحصل من ورا مراد بيه انا لازم أتصرف.
~~~~~~~~~~~~~~~
اقتباس من الفصل القادm....

وما أن دفعها و سقطت على الأريكة حتي غرست أسنانها في يده فصرخ متألــماً من تلك الفتاة ليصـ.ـر.خ قائلة:
- انا كنت هاخد اللي انا عايزه حتى لو عملتي ايه بس مكنتش اعرف انك هتكوني شرسة اوي كدا المرادى....على العموم جوزك على وصول وهيشوفك وانتي في حـ.ـضـ.ـني يا نورا.

قبض على شعرها و هو يصفعها بقسوة ثم نهض بها و أمسك مؤخرة عنقها و ضـ.ـر.ب رأسها في الحائط ببوة حتي سالت الدmاء من رأسها بغزارة وسقطت أرضاً.
~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
( اختطافها ولكن)

وقف السائق بالسيارة وتقدm نحو باب مراد ليفتحه ثم أمسك بيده يساعده على الخروج بينما هرولت هى تساعده هي الأخرى واضعة يده على كتفها قائلة بخفوت:
- خلاص سيبه يا سامح انا هساعده اتفضل أنت.

سامح بإعتراض:
- لا طبعاً يا فنـ.ـد.م دي شغلتي...حمد لله على سلامتك يا مراد بيه.

مراد بإرهاق:
- الله يسلمك يا سامح، روح أنت زي ما نورا قالتلك.

أماء له سامح باحترام فصاحت نورا متألــمة بعد أن ألقي مراد بثقل جــــســ ـده عليها وهو يبتسم بخبث فتمتمت قائلة:
- هو تقيل كدا ليه؟! انا فردة شبشب عشان قولت لسامح يمشي.

قهقه مراد بمرح وهو يضع يده على جـ.ـر.حه من الألــم وباليد الأخري يحتضن حبيبته بتملك ثم همس بمرح:
- استري كرامتك يا حبيبتي اللي نزلت في الأرض وبلاش تقولى كلام انتي مش أده.

زمت شفتيها تهتف بغـ.ـيظ:
- بـ.ـارد و غلس و قليل الأدب.

دلفا إلي الداخل ليتفاجأ رأفت قائلاً:
- مش المفروض كنتم هتيجوا بكرة.

هزت نورا رأسها قائلاً:
- شوف حل في ابنك هو اللي مُصر يجي من دلوقتي.

هتفت فاتن بسعادة ومرح:
- مراد حبيب قلبي هنا! يا أهلاً و سهلاً نورك غطى على اللمبات.

أبتسم لها بحنو فهي دائماً ما تعتبره ابنها و تغدقه بحنانها الأموي .... اقتربت أسما سريعاً بعينان ممتلئة بالدmـ.ـو.ع فابتسم لها برفق ثم طبع قبلة على جبينها قائلاً بحنان:
- ليه الدmـ.ـو.ع دى بس؟ انا كويس اهو.

أجابته أسما بحـ.ـز.ن:
- كنت همـ.ـو.ت من خــــوفى عليك، ربنا يخليك لينا وتفضل سندي في الحياة.

ربت على وجهها ثم حول بصره نحو تلك التى تهبط من الدرج تبتسم ابتسامة متصتنعة فشعر بنورا تمسك قميصه بقوة، اعتصر قبضة يده بقوة حتي لا يقــ,تــل ديما في هذه اللحظة يعلم بأنها تبذل قصارى جهدها حتي تتخلص منها و تلقي عليها كلمـ.ـا.ت لاذعة ولكنه يعلم كيف سيوقفها عند حدها، صاحت ديما بحـ.ـز.ن مصتنع:
- سلامتك يا حبيبي.

نظر لها جزء من الثانية ثم اشاح بنظره بعيداً عنها ينظر إلى والده بغـ.ـيظ لانه السبب في دخول تلك العقربة حياته، ثم تحدث بتهكم:
- انا هطلع أرتاح شوية.

صعد مستند على نورا حتي دلفا إلي جناحه فجلس على الأريكة لتقول نورا سريعاً:
- خليك قاعد ثواني و هجبلك الأكل.

أطلقت تنهيدة خارجة من قلبه ثم مدد جــــســ ـده على الأريكة بتعب ليصدح صوت رنين هاتفه فأجاب بإقتضاب:
- عملت ايه يا فتحي؟.

فتحي بتوجس:
- مراد باشا احنا مسكنا اللي ضـ.ـر.ب النار وبعد مدة أعترف أنه من طرف ابن عمك علي وهو اللي أتفق معاه.

وصد مراد عيناه بألــم ليكمل فتحي قائلاً:
- بالنسبة لعلي بيه مكالمته هبعتهم ليك زي ما طلبت.

همهم مراد بغـــضــــب:
- لسه ايه تاني يا سي زفت؟.

أجاب فتحي بتـ.ـو.تر:
- اكتشفنا أنه عنده شقة في التجمع الخامس و بيروح فيها في أوقات معينة و بيكون معااااه .... احم ديما هانم مراتك.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على ثغره ثم قال ببرود:
- تمام كدا يا فتحي فلوسك هتوصلك أنت و رجـ.ـالتك و استني الجديد.
أغلق الهاتف دون أنتظار رد ليقول بقسوة و جمود:
- بقا كدا يا علي يا أبن عمي بس صدقني أنت و الـ**** اللي مفكرة نفسها بتستغفلي هتشوفوا النجوم في عز الظهر.

لمعت عيناه ببريق من الغـــضــــب والشر الآن أصبحت اللعبة مكشوفة أمامه، زوجته و أبن عمه و جاسر رشاد يتعاونون سوياً .... تندلع النيران داخله بلا تريث نيران سوف يشعلها في كل من أذاه أو أذي أخته و حبيبته، علي ذلك الوغد الأحمق يخـ.ـو.ن زوجته حسناً على أنت من جنيت على نفسك وتلك العاهرة الأخرى.
~~~~~~~~~~~~~
أطلت مليكة قلبه بابتسامتها العـ.ـذ.بة التي اذابت قلبه و اسكنت روحه لتتسارع دقات قلبه ترفع راية عشقه و شغفه بها ، نظر إليها بهيام و عشق ينهال من عيناه لتبتسم بخجل ثم وضعت الطعام أمامه توجهت جالسة على الفراش، نظر لها عاقداً ما بين حاجبيه لتقول بهدوء:
- انت مبتأكلش ليه؟.

ضيق عيناه قائلاً بضيق:
- مش عايز أكل و سيبيني في حالى.

أقتربت منه واضعة يدها على جبهته تتحسس حرارته فتنهدت براحة قائلة بتوجس:
- هو أنت لسه مضايق مني؟! أنت ليه مش عايز تفهم إني مليش ذنب، الذنب ذنـ....

اخرسها عنـ.ـد.ما جذبها بين أحضانه دافناً وجهها في عنقه يهتف برفق:
- تعبتي قلبي معاكى والله....أنسي يا نوري، أنسي عشان نبدأ حياة جديدة...حياة بعيدة عن ذكرياتك دي، اياكي تتوسلي تاني عايز راسك تكون مرفوعة و وعد مني هجبلك حقك منهم كلهم وحق كل دmعة نزلت من عينك حتي لو أنا.

أبتسمت برقة بعد أن أبتعدت عنه لتبدأ هي في إطعامه، كان يتصنع الابتسامة كلما نظرت إليه بينما في داخله ود لو بكي كالطفل الصغير في أحضانها يبث لها عن مدي حـ.ـز.نه و ألــمه الذي يعصف بداخله.

بعد مرور بعض الوقت نهض متوجهاً نحو الفراش ثم جلس عليه بأريحية فوجدها تخرج من الحمام ترتدي منامة وردية بنصف أكمام وبنطال من نفس اللون، تجفف شعرها المبتل بالمنشفة الصغيرة...نظر إليها مبتسماً بهيام لتقول هي باستنكار:
- أنت مش كنت هتنام؟.

تحدث بهدوء وهو يتفحص وجهها الذي بات يحفظه عن ظهر قلب ببطئ، أشار لها بالقدوم لتتوجه نحوه تفرك يدها بتـ.ـو.تر....ضغطت على شفتاها بأسنانها فتثاقلت أنفاسه و ابتلع ريقه ناسياً ما كان يريد قوله...لم يشعر بنفسه وهو يمرر يده على صفحة وجهها الناعم و يزيح تلك الخصلات المتمردة التي سقطت على عيناها لتحجب عنه رؤية تلك الزرقاوتان!

تحدثت بتعثلم وتعالت خفقات قلبها في صخب:
- مـراد أنا ... أنت عايز إيه؟!

أمسك رأسها يقرب وجهها أكثر وأصبح كالمغيب تماماً أمام هالة البراءة و الجمال التي أمامه ليمرر شفاهه يلثم وجهها بنعومة بينما وصدت هي عيناها تضغط على يدها بـ.ـارتباك.

توقف عما كان يفعله ينظر باستمتاع إلى وجهها الذي كُسي بحمرة الخجل فنظرت إليه بغـ.ـيظ:
- لا بقا أنت زودتها أوي عيب اللي أنت بتعمـ...

التهم شفتاها يغرس أسنانه بقسوة سرعان يكتشف معالم ثغرها سرعان ما عصف به الشغف أكثر عنـ.ـد.ما شعر بيدها تحاول دفعه....فرق قبلتهم أخيراً وأخذ يبعثر بأنفاسه على وجهها وهى يستند جبينه على جبينها هامساً بصوته الأجش:
- يالا تعالي نامي عشان انتي تعبتي و منمتيش كويس.هزت رأسها باضطراب فذهبت سريعاً نحو الأريكة تنام عليها، صاح هو بحدة:
- نورا كفاية شغل العيال بتاعك ده وتعالى نامي على السرير متخافيش مش هأكلك.

قطبت حاجبيها بغـــضــــب:
- لو سمحت مش تزعق وبعدين انا لو نمت جمبك ممكن تنزف تاني....خليك في حالك بقا انا مرتاحة هنا.

زفر بضيق قائلاً:
- مش هكرر كلامي تاني اخلصي....آآآه.

صاح متألــماً وهو يضغط على حرجه الذي بدأ ينزف بغزارة لتتسع عيناها بفزع و نهضت سريعاً حتي سقطت أرضاً من خــــوفها و نهضت مرة ثانية تهرول نحوه قائلاً بذعر:
- دm دm يا نهار ابيض دm!!!

ركضت خارج الغرفة دون أن تستمع إلى نداءه وفي غضون دقيقتين أتت مُمسكة الشاش الطبي والقطن و المعقمـ.ـا.ت والكثير من الأدوات الاخرة.

التوي جانب فمه بابتسامة سعيدة بسبب اهتمامها به سرعان ما هتف بغـــضــــب:
- انتي ازاي تطلعي من الاوضة باللبس ده؟!

صرخت بغـــضــــب وهي تقص الشاشة البيضاء سريعاً:
- أنت تسكت خالص...كنت عايزني أعمل إيه وأنا بشوف دmك بيتصفي.

اتسعت حدقتيه بصدmة من انفعالها هذا لتبدأ هي في تطهير جـ.ـر.حه بعد أن سحبت ذلك القميص الذي كان يرتديه، زفرت في راحـة بعد أن انتهت بسرعة و مهارة عالية، ليقول هو بعينان مثقلة من الإرهاق:
- مش هتكلم كتير اخلصي تعالي نامي.

ثم أشار لها بتحذير:
- تاني مرة صوتك ميعلاش والا متلوميش غير نفسك...اخلصي يااالا.

أنتفضت من نبرته تلك لتذهب باتجاه الفراش بعيداً عنه و أولته ظهرها تكبت دmـ.ـو.عها... شعرت بمن يجذبها بحذر يعانقها من الخلف دافناً وجهه في عنقها المرمري وهو يقول بهدوء:
- نامي يا نوري، أنا مبحبش حد يعاندني.

سقط كلاهما بالنوم بعد مدة قصيرة.
~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم الثاني...

نزل مراد للأسفل وسط تذمر نورا حتي لا يُتعب نفسه و اجتمع الجميع على طاولة الطعام حتي إنضم إليهم علي وهو يهتف بين أسنانه بابتسامة صفراء:
- عامل إيه يا مراد؟ يارب تكون بخير.

بادله الابتسامة بابتسامة مريبة متوعدة ثم حول نظره إلى ديما الجالسة بتعالي وتأكل ببرود، أرسل إليها نظرة شرزا فابتلعت لعابها بصعوبة قائلة بابتسامة متـ.ـو.ترة:
- مراد حبيبي كنت عايزة أتكلم معاك بخصوص موضوع مهم.

أبتسم بسـ ـخـــريــة ها هي لا تزال تقول حبيبي بلسانها القذر! تحدث بهدوء وهو يضغط على أسنانه:
- طبعاً يا حبيبتي أنا كمان كنت عايز أتكلم معاكي.

ترك نورا طعامها وهي تشعر بغـــضــــب وغيرة داخل صدرها لا تعلم سببها فحاولت النهوض إلى أن شعرت بيده تقبض على يدها بقوة من اسفل الطاولة يهمس قائلاً:
- كملي اكلك رايحة فين؟.

نظرت إليه بإقتضاب وهي تفك ضغط يده عنها:
- لو سمحت سيب أيدي انا مش جعانة.

أفلت يدها يبتسم ببرود ففرت هي الأعلى تكبح دmـ.ـو.عها حتي دلفت إلي حجرتها وجلست تبكي بجانب صغيرها بصمت.
~~~~~~~~~~~~~~
جلس جاسر على كرسيه بأريحية وهو يعبث بالمفتاح الذي بيده وعلى ثغره ابتسامة شيطانية.

صاح بأعلى صوته:
- رحمة ... أنتي ياللي اسمك رحمة.

اتت رحمة مهرولة على اثر صوته وهي تقول بخــــوف:
- أوامر حضرتك.

نهض من على الكرسي ينظر لثوانٍ ثم أولاها ظهره وهو يغمض عيناه يسب نفسه في سره وهو يشعر بالاضطراب يتغلغل داخل صدره كلما نظر إلى تلك الفتاة البريئة! لا لن يفعل ما يدور في خلده هذه الفتاة ليس لها ذنب بأن يأذيها.

تنفس بخشونة وهو يقول بصرامة بعد أن طال صمته وجد فكرة سريعة:
- لو سمعتي صوت صريخ أو أي صوت وجيتي عملتي فيها البت الشجاعة المنقذة ساعتها قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم .... تدخلى أوضتك متطلعيش منها إلا لما انادي عليكي وانا بحذرك، فااااهمة.

ارتعبت رحمة وهي تهز رأسها بالإيماء بقوة ليلتفت إليها قائلاً بضيق:
- ايه انتي مت عـ.ـر.فيش تتكلمي ولا ايه؟ يالا اتفضلي روحي على أوضتك وحسك عينك كلامي مـ.ـيـ.ـتنفذش.

ركضت إلى الخارج بسرعة البرق ليزفر هو في أنزعاج قائلاً بعين مشتعلة غـــضــــباً:
- البت دي خطر عليا لازم تخرج من هنا في أسرع وقت.

أخرج هاتفه وهو يهز رأسه بعنف من الأفكار المتداولة في عقله فأجابه علي سريعاً:
= ها عملت ايه؟.

تحدث جاسر ببرود:
- نفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد بس بقولك ايه لو الغـ.ـبـ.ـية اللي اسمها ديما دي غلطت نص غلطة مش هعمل فيها حاجة ساعتها همـ.ـو.تك أنت و ابقي خلصت الناس من غبائك أنت و الزفتة بتاعتك.

أطلق علي ضحكة ساخرة قائلاً:
- ويرضيك دراعك اليمين تعمل فيه كدا يا سي جاسر دنا حتـ..

قاطعه جاسر بقسوة:
- أنت هترغي ولا ايه، نفذ اللي هقولك عليه...........

وبعد أن قص عليه جاسر ما يجب أن يفعل ابتسم بخبث قائلاً:
- تمام انا هروح أعمل اللي أنت قولت عليه...سلام.

أغلق جاسر الهاتف مقرراً المغادرة لتنفيذ خطته.
~~~~~~~~~~~~
جلست ديما في داخل المكتب وهي تهز ساقيها منتظرة إياه وما أن دلف مراد وهو يبتسم بوعيد، وقف أمام الكرسي الذي تجلس عليه لتنهض هي مبتسمة باغراء محاولة أن تجذبه ثم طوقت عنقه بذراعيها تنظر إليه قائلة وهي تسبل عيناها بدلال:
- كنت عايز تقول ايه يا حبيبي.

أبعدها عنه وهو يضغط على يدها بقسوة ثم توجه نحو كرسيه يجلس واضعاً قدmاً فوق الأخري وينظر إليها بتعالي:
- الموضوع اللي عايزك فيه بخصوص الحمل...كنت عايز نروح أنا وانتي نعمل فحص اطمن عليكي وأشوف لو هتقدري على الحمل ولا لا طالما جوازي أنا ونورا على الورق وانا عايز طفل يشيل أسمي.

شحب وجه ديما قائلة بتعثلم:
- أنت ... أنا، آآآ قصدي مينفعش عشان أنت لسه تعبان مش هتقدر تروح للدكتور.

هز مراد كتفه بلامبالاة:
- ملكيش دعوة بيا أنا عايز كدا يبقي كلامي يتنفذ ... و يالا اجهزي عشان أنا كمان أجهز.

أومأت له برأسها وهي تكاد تبكي من شـ.ـدة الخــــوف الذي انتابها وخرجت لتفعل ما أمر به، بينما نظر هو إلى طيفها وقد اسودت عيناه ببريق لامع.

وبعد مرور بعض الوقت صعد إلي غرفته ليبدل ثيابه ولكنه لم يجدها ليتنهد بضيق ثم توجه إلى الأسفل ذاهباً هو و زوجته المصونة ديما.
~~~~~~~~~~~~~
أبتسم علي براحة عنـ.ـد.ما ذهب كلاً من مراد و ديما، محدث نفسه بابتسامة جنونية:
- ياااه ايه السهولة دي طب والله انا بدأت احب مراد ده...صبرك عليا يا مراد.

رسم على ملامحه الجدية وهو يطرق على باب غرفة نورا عدة طرقات فخرجت هي تنظر إليه قائلة باستغراب:
- في حاجة يا علي؟!

تحدث علي بلهفة مصتنعة:
- الحقيني في مشكلة في الشركة ومراد لو عرف هيطربق الدنيا فوق دmاغنا انا وكل اللي في الشركة.

اتسعت عيناها قائلة:
- مشكلة ايه بس اللي بتتكلم عنها؟.

تحدث علي بقلق:
- البسي و تعالي معايا نروح نحل المشكلة دي وانا هقولك ايه اللي حصل بس بسرعة قبل ما مراد يجي.

قطبت حاجبيها قائلة:
- ليه هو مراد فين؟.

علي بضيق:
- مراد لسه ماشي هو و ديما مـ.ـر.اته....اخلصي بقا يا نورا انا هستناكي.

رفرفت بأهدابها قائلة باقتضاب:
- طب وأنا مالي انا معرفش حاجة في الشغل اتفضل كلم سامر ولا خالد وهما هيتصرفوا

تحدث علي بإنفعال:
- لو سامر أو خالد عرفوا هيقولوا لمراد يبقا انا عملت ايه؟!.

صفعت الباب في وجهه بغـــضــــب ثم تنفست قائلة في نفسها:
- اهدي كدا يا نورا انتي مضايقة ليه ... دي مـ.ـر.اته و حبيبته وبلاش الأوهام اللي في مخك دي!

أرتدت ملابسها المكونة من بنطال من اللون الكحلي و قميص قطني مزيج من اللون الكحلي و الوردي وفوقه جاكت من نفس لون البنطال ثم عقدت شعرها إلي الأعلى، توجهت إلي الأسفل حتي وصلت أمام بوابة القصر فوجدت سيارة بسائق يشير إليها بالقدوم فتوجهت نحوه ليقول السائق بعملية:
- اتفضلي يا مدام نورا الأستاذ علي قال استناكي هنا و سبقك على هناك.

أومأت له ثم دلفت إلي السيارة وجلست في المقعد الخلفي تحاول الإتصال بعلي ولكنه لم يكن يجيب على أي من اتصالاتها حتي اغلق الهاتف تماماً...هزت رأسها بضيق لتنظر حولها فوجدت السائق يسير بالسيارة من مكان غريب فهتفت بخــــوف:
- أنت رايح على فين؟ أنت ماشي غلط.

ابتلعت لعابها بخــــوف عنـ.ـد.ما وقف السائق و وجدت سيارة كبيرة تعترض طريقهم و ورائها سيارتين أيضاً.

شعرت ببرودة في أطرافها عنـ.ـد.ما وجدت جاسر يهبط من سيارته بطالته المخيفة حتي وقف أمام باب السيارة التي تجلس بها وفتحها قائلاً بخبث:
- أخيراً وصلتي عرين جاسر رشاد اللي مش هتقدري تطلعي منه أبداً.

صرخت ببكاء:
- أنت عايز مني ايه تاني حـ.ـر.ام عليك انا ايه ذنبي.

استند جاسر بجذعه على السيارة وهو ينظر لها و يزم شفتيه بضيق:
- ذنبك أنك كنتي مـ.ـر.اته و دلوقتي مرات أخوه وانا لحد دلوقتي لسه مش حاسس براحة أو اني انتقمت لأختي.... سامحيني على اللي هعمله فيكي يا لولو.

حملها على كتفه لتبدأ هي تركله وتشـ.ـد خصلاته بقوة ليقرص يدها الممسكة بشعره قائلاً بمرح:
- كدا برضوا يا لولو دانا حتي ابو ابنك عيب اللي انتي بتعمليه ده.

دفعها في داخل سيارته بقوة ثم قبض على شعرها قائلاً من بين أسنانه وهو يضع حولها حزام الأمان:
- أنتي فعلاً طلعتي مـ.ـجـ.ـنو.نة زي ما بيقولوا...بس مش عليا يا **** لمي بقا نفسك عشان مش اقــ,تــلك قبل ما نوصل.

صرخت متألــمة فغرست أسنانها في يدها بشراسة حتي نزفت يده ! صفعها صفعة مدوية أخرجت الدmاء من فمها وبعد أن اجلسها بعنف سار بالسيارة بسرعة جنونية حتي توقف أمام فيلته حملها مرة ثانية ولكن هذه المرة كانت مقاومتها عنيفة ظلت تغرس أظافرها في عنقه و ركلته عدة مرات في بطنه لم يكترث إلى ما تفعله به ولا يعلم ماذا يفعل تلك الفتاة التي يحملها الان هو السبب في تدmير حياتها بأكملها والآن نيران انتقامه و ظلمه تطالبه بإكمال ما يود فعله ولكن استيقاظ ضميره بسبب صراخ و توسلات تلك الفتاة يهوي به إلى سابع أرض... أدخلها إلي الداخل وهو لا يستطيع السيطرة على هستيريا الجنون التي بداخله

وما أن دفعها و سقطت على الأريكة حتي غرست أسنانها في يده فصرخ متألــماً من تلك الفتاة ليصـ.ـر.خ قائلة:
- انا كنت هاخد اللي انا عايزه حتى لو عملتي ايه بس مكنتش اعرف انك هتكوني شرسة اوي كدا المرادى....على العموم جوزك على وصول وهيشوفك وانتي في حـ.ـضـ.ـني يا نورا.

قبض على شعرها و هو يصفعها بقسوة ثم نهض بها و أمسك مؤخرة عنقها و ضـ.ـر.ب رأسها في الحائط ببوة حتي سالت الدmاء من رأسها بغزارة وسقطت أرضاً.... أستمع إلى صوت شهقة فزعة من خلفه فالتفت ليجد رحمة واقفة تنظر إلى تلك المُلقاة ارضاً بذعر ثم نظرت إليه صارخة:
- قــ,تــلتها يا زبـ.ـا.لة يا وا.طـ.ـي منك لله.

أخذت عصا ثقيلة كانت تحملها منذ أن استمعت إلى صوت الصراخ...توجهت نحوه بخطوات سريعاً وهي ترمقه بأحتقار ليقول بصرامة:
- أبعدي انتي يا رحمة عن الموضوع عشان مش أذيكي.

استدار مرة ثانية ثم جلس على ركبته يجس نبض تلك الراقدة...حتي ضـ.ـر.بته رحمة بقوة بتلك العصا على رأسه فسقط هو فاقداً للوعي فوق نورا....
~~~~~~~~~~~~~
على صعيد آخر....

سقطت ديما أرضاً على أثر تلك الصفعة القوية مما جعل رأسها يرتطم بالأرض ليقول مراد بقسوة وهو يقــ,تــلع شعرها بين يداه:
- بقا بتخونيني يا زبـ.ـا.لة يا قذرة وحامل كمان.

زحفت ديما للخلف وهي تقول بذعر:
- حقك عليا انا آسفة والله...سيبني أمشي وأنت مش هتشوف وشي تاني.

قهقه بسـ ـخـــريــة قائلاً بشر:
- آسفة!! آسفة على ايه بالظبط....على أنك كنتي بتستغفلي مراد و تروحي للوسـ.ـخ بتاعك...حتي لو أنا مش بطيقك بس حتي المـ.ـو.ت مش هيشفعلك من اللي هعمله فيكي ألا الخيانة يا ديما ألا الخيانة انا كنت ممكن اسامحك لو غلطتي غلطة صغيرة بس دي مش هعديها.

نظرت إليه ديما بشحوب المـ.ـو.تي:
- أنت هتعمل ايه يا مراد؟.

تصنع التفكير وهو يقترب منها قائلاً بغموض:
- تعمل ايه يا مراد، تعمل ايه يا مراد، ايوا لقيتها انا عرفت هتصرف ازاي مع صنفك الوسـ.ـخ ده كويس.

ابتلعت ريقها بوجل:
- أنت مش هتقدر تعمل فيا حاجة عشان حياة حبيبة قلبك قصاد حياتي.

زمجر بغـــضــــب ليهوي بكف يده على وجهها ثم هزها من ذراعها بعنف:
- انطقي يا قذرة عملتوا ايه فيها؟!
(أختفاء!)
شهقت رحمة بفزع و تسارعت دقات قلبها بوجل وهي تقترب من تلك المسكينة التي اندفعت الدmاء من رأسها بغزارة ! ثم أزاحت جــــســ ـد جاسر من فوقها بعنف و أمسكت يدها تجس نبضها وهي تدعو ربها في سرها أن ينقذها، حاولت إيجاد أي شيء حتي تُوقف به ذلك النـ.ـز.يف ولكن تـ.ـو.ترها لم يساعدها على ذلك فخلعت حجابها سريعاً وهي تُحكم ربطته حول رأسها ... ثم ركضت نحو غرفتها سريعاً حتي كادت أن تتعثر و تسقط عدة مرات و سحبت طرحة أخري وضعتها على رأسها بإهمال وهي تحاول تهدئة نفسها قائلة وهي تلهث بعنف:
- أهدي يا رحمة انتي بتعملي اللي المفروض يتعمل دي بـ.ـنت بريئة ملهاش ذنب في أي حاجة .... المهم أهرب أنا وهي في مكان آمن عشان لو وقعت انا ولا هي في أيد جاسر مش هيرحمنا.

توجهت نحو جاسر و هي تنظر إليه باشمئزاز و خذلان فقد وصلت به ذروة انتقامه حتي وصل به الأمر بأن يؤذي روحاً بريئة ليس لها حول ولا قوة ... أنحنت جالسة على ركبتيها وهى تقترب منه واضعة يدها المرتعشة في جيب سترته تحاول إيجاد ما يمكن مساعدتها حتي تهرب من هذا المكان، حتي وجدت حوالي سبعة مفاتيح مختلفة عن بعضهم فأخذتهم وتوجهت نحو الخزينة المالية في دولابه وبدأت تحاول فتحه حتي استطاعت بعد محاولات عدة وأخذت حوالي ثلاث آلاف جنيهاً منها بإرتجاف حتي تذهب بها إلى المشفي، سحبت رحمة جــــســ ـد نورا سريعاً إلى الممر الضيق الموجه إلى بوابة صغيرة ليس حولها حراس ولا يستخدmها أحد فهي خاصة بالخادmـ.ـا.ت حتي تُسهل لهم الخروج لأنها بالقرب من الشوارع الرئيسية و وسائل المواصلات المتعددة

وضعت يدها على فمها تكتم شهقة فزعة وهي تستمع إلى أحد الحراس ينادي بإسم جاسر
"يارب يطلع برا و ميحسش بحاجة، يارب خليك معايا عشان أقدر اطلع من هنا أنا وهي على خير، انا خايفة اوي!!" ظلت تتمتم بداخلها وبالكاد تحبس أنفاسها حتي لا يشعر بها ذلك الحارس....تنفست الصعداء عنـ.ـد.ما أحست بالهدوء يبدو أنه خرج مرة ثانية ! أكملت طريقة حتي وصلت إلى تلك البوابة الصغيرة ففتحتها بوهن وهي لا تزال محتضنة نورا، ثوانٍ واستمعت إلي صوت صياح الحراس في الداخل عنـ.ـد.ما دلفوا إلى غرفة جاسر، تشعر بأن حان موعد مـ.ـو.تها لا محالة ولكنها ستتماسك قدر المستطاع حتي لو كلفها الأمر الكثير، وجدت سيارة تاكسي يركبها سائق يبدو عليه كبر السن و الوقار فأشارت له بلهفة و عيناها تذرف الدmـ.ـو.ع بغزارة.

وقف السائق أمامها وهو ينظر إليهم قائلاً باندهاش:
- في إيه يا بـ.ـنتي؟! ومالها اللي معاكي دي؟.

نظرت له برجاء وهي متشبثة بنورا قائلة بتوسل:
- ساعدنا ارجوك و ودينا على مستشفى البـ.ـنت هتمـ.ـو.ت.

خرج ذلك السائق وهو يساعدها على وضعها في المقعد الخلفي ثم جلست رحمة بجانبها واضعة رأس نورا على ساقيها قائلة بـ.ـارتعاش:
- بسرعة الله يخليك بس ودينا على مستشفى تكون مش مشهورة عشان الفلوس اللي معايا مش هتساعدنا... أقولك خدنا على مكان يكون بعيد عن هنا ميقدرش يوصل لينا.

حدثها السائق بهدوء وهو يعطيها زجاجة مياه:
- أهدي يا بـ.ـنتي، انا بشتغل في مستوصف بس بالنهار ممكن اوديكي هناك دلوقتي...بس قوليلي انتوا هربانين من إيه؟!.

ابتلعت غصة مريرة في حلقها ثم هتفت بصوت بح من البكاء:
- هحكيلك اللي أنت عايزه بس اطمن عليها الاول.

أومأ لها السائق بتفهم ثم أخذ هاتفه الصغير وأعطاه إياها قائلاً:
- طلعي رقم بإسم محمد سالم واتصلي بيه.

نظرت له بتوجس فابتسم لها قائلاً بهدوء:
- محمد يبقي أبني اتصلي عليه عشان يسبقنا على المستوصف...بس قوليله ميجبش سيرة لحد عشان محدش يقلق عليا.

و بالفعل أتصلت بالرقم المدون فأتاها صوت محمد:
= ايوا يا بابا أنت أتاخرت ليه؟
- احم...حضرتك الأستاذ محمد؟.
= ايوا انا محمد انتي مين و بتتصلي من رقم أبويا ليه؟
ثم أضاف بلهفة وخــــوف:
= ابويا كويس صح؟.
- ايوا باباك كويس وهو بيسوق أهو...بس هو بيقولك روح على المستوصف اسبقه فيه ومتقولش لحد من البيت.
= يادي النهار اللي مش فايت ما تنطقي تقولي حصله ايه يا بـ.ـنتي؟.
زفرت بإنزعاج من ذلك الغـ.ـبـ.ـي فتحدثت بعصبية:
- مانا قولتلك أبوك كويس واخلص روح على هناك.
نظر محمد إلى الهاتف بدهشة عنـ.ـد.ما أغلقته دون الإستماع إلى كلامه ليتمتم رافعاً أحدي حاجباه:
- مين بـ.ـنت المـ.ـجـ.ـنو.نة دي كمان؟! انا هروح على هناك وأمرى لله.

أمّا رحمة فوجهت نظرها إلى تلك الساكنة بين يدها قائلة بحـ.ـز.ن:
- هو لسه كتير على المستوصف ده يا عم سالم؟.

هز سالم رأسه بالنفي قائلاً وهو يقترب من وحدة صحية صغيرة مكونة من ثلاث طوابق يبدو عليها عدm الإهتمام من الداخل ومن الخارج ويوجد بها جمع من المرضي والناس الفقراء...وقف سالم وفتح السيارة ليقترب منهم محمد الذي كان بأنتظارهم فنظر إلي والده بأستفهام:
- مين دول يا حج؟.

لكزه سالم قائلاً بحدة:
- جرا ايه يا حيلة أبوك وانا لسه هحكيلك اللي حصل ولا إيه... أخلص ياض وشيل البـ.ـنت عشان ندخلها.

أومأ له محمد باقتضاب وهو يشمر ساعديه قائلاً بخفوت:
- استعنا على الشقا بالله.

أقترب ليحملها لتتسع عيناه قائلاً بهيام:
- مين ابن الجزمة الحـ.ـيو.ان اللي يعمل في حتة القمر دي كدا... أنا لو منه كنت رمـ.ـيـ.ـت نفسي في النار عشانها !!!

صاحت رحمة من وراءه عاقدة ذراعيها أمام صدرها:
- ما تحترم نفسك يا أخ أنت... إيه قلة الأدب بتاعتك دي.

استدار محمد بعصبية حتي يسبها فهذه الفتاة استفزته منذ أن اتصلت بهاتفه ولكنه ما أن وقع نظره عليها حتي أخذ ينظر إليها بوله و بلاهة قائلاً في نفسه:
- دا إيه اليوم اللي بيحدف قمرات ده! هو فيه كدا!!

صفعه والده على مؤخرة عنقه قائلاً بنفاذ صبر:
- المرارة يا أبن المفضوحة هتفجرني.

حمحم محمد بحرج وهي يضع يده على مؤخرة عنقه:
- برستيجي ضاع خالص... يالا مفيش مشكلة.

حمل محمد نورا وسار بها سريعاً صارخاً بالطوارئ:
- يا جماعة حد يلحقنا البـ.ـنت بترووح منا...الحقونا.

وبالفعل بعد صراخه هذا هرول نحوه أحدي الأطباء ونقلوها على فراش مهترئ إلى غرفة الطوارئ!!

«توضيح»
~سالم: رجل في أوائل الخمسين من عمره~

~محمد سالم: شاب في الثامنة والعشرون منه عمره، ذات ملامح قاسية~
~~~~~~~~~~~~~~~~
جذبها مراد من شعرها بقوة بعد أن أنتهي منها ليرغمها على الوقوف ثم تحدث بفحيح الأفعي:
- لو شفت وشك تاني حتي لو بالصدفة بس قولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم...انطقي وقوليلي يا بـ.ـنت الـ**** من امتا الكلام ده بيحصل؟.

تثاقلت جفونها قائلة بجبروت:
- انا هدفعك تمن اللي أنت عملته فيا دا غالي أوي يا مراد...أنت لسه متعرفش ديما كامل ممكن تعمل فيك إيه، وزي ما أنا حبيتك هكرهك أضعاف.

قهقه مراد بسـ ـخـــريــة وهو يصفق لها بحرارة سرعان ما تحولت ملامحه إلى ملامح مرعـ.ـبة تبعث الرجفة في القلوب:
- هايل يا فنانة ندخل بقا على المشهد التاني...كنتي بتقولي ايه فكريني...آه كنتي بتقولي أنك حبيتيني!!! هههه لا حقيقي أتاثرت وهمـ.ـو.ت من زعلي دلوقتي...ما تفوقي يا قذرة يا ***** انا كنت هسمعلك قبل ما أعمل فيكي كدا بس فاطمة الخدامة أكدت ظني وهي بتقول أنها سمعتك بتقولي للوا.طـ.ـي الوسـ.ـخ التاني أنك حامل منه!! عارفة مناخيرك اللي أنتي رفعاها في السما و الفلوس اللي بتاعتي اللي كنتي بتجري وراهم و بتسرقيهم مني عشان حبيب القلب هخليكي تبكي بدل الدmـ.ـو.ع دm عشان تبقي تلعبي بعداد عمرك....ت عـ.ـر.في أنا نفسي اقــ,تــلك بأيدي بس للأسف انت أخت ميس اللي الفرق بينك وبينها زي السما والأرض وانتي حتة عاهرة زبـ.ـا.لة مينفعش أسوء سمعتي عشان واحدة قذرة زيك.

صرخت بحقد و بكاء:
- ميس و نورا الهوانم بتوعك...في الأول فضلت ميس عليا وأنت كنت شايفني بحبك و عايزاك قد ايه....وبعدين نورا هانم حبيبة القلب، دنا كنت بشوف في عينيك لهفة لما حد يجيب سيرتها كأنها محور الكون بالنسبالك، غيرتك كانت واضحة اوي يا مراد ! حتي لما بعتت حازم ليك بالصور اللي انا عملتها خيبت ظني و توقعاتي لما ضـ.ـر.بت أخوك وطردته عشانها....بس صدقني يا مراد هدفعك تمن اللي أنت عملته فيا أنت و السنيورة بتاعتك غالي أوي وميبقاش أسمي ديما كامل ألا وانا شايفاكم بتتعـ.ـذ.بوا.

أبتسم نصف ابتسامة لم تلامس عيناه أظهرت أنيابه ثم صفعها صفعة قاسية جعلتها تسقط أرضاً ... ولكن حقاً تشعر بالخدر في وجهها من كمية الصفعات التي تلقتها منه منذ أن أتت إلى هذا المكان المشؤوم ... جذب مراد أحدي الشراشف ثم وضعها على جــــســ ـد ديما الشبه عاري بسبب فستانها الممزق و سحبها بقبضته القاسية من ذراعيها يجرها خلفه إلى أن وصل بها إلي سيارته فدفعها بعنف في المقعد الأمامي وتوجه ليسير بسيارته بسرعة جنونية غير عابئ لصراختها المتألــمة و المتوسلة حتي لا يخبر والدها بما فعلت فهي تعرف أن عقـ.ـا.ب والدها سوف يكون وخيم وسوف يجعلها تذهب إلي عمها الذي بالتأكيد سيقــ,تــلها إذا علم بالأمر فهو عمدة صعيدي لن يتهاون بدفنها حية.

هبط من سيارته أمام فيلا والدها ليسحبها مرة ثانية وقبضته العنيفة تلك تكاد تهشم عظام يدها ! دلف إلي داخل الفيلا بخطوات سريعة جعلت ديما تسقط أرضاً عدة مرات ولكنه حقاً لن يكترث لها ولا لألــمها فيكفي ما فعلته به و أخته!

- في ايه يا مراد ايه اللي أنت عامله في البـ.ـنت ده؟!.
صرخ به كامل وعيناه تكاد تخرج من مكانها مما يراه.

بينما دفعها مراد أرضاً وهو ينظر إليها بكراهية و اشمئزاز قائلاً بحدة:
- أسأل الهانم بـ.ـنتك....وبالمناسبة بـ.ـنتك طــالـــق بالتلاتة.

شهقت والدتها و والدها بصدmة ولكنه لم يكترث لما يقولوه والحاحهما إنما ذهب سريعاً يشعر بغليان الدmاء بعروقه يقسم بداخله أن يذيق علي وابل من العـ.ـذ.اب.
ظلت رحمة تجوب في الممر ذهاباً وإياباً يتآكلها الخــــوف و القلق الشـ.ـديد، حتي خرج إليهم الطبيب وعلى وجهه علامـ.ـا.ت الأسي فركضوا نحوه ثلاثتهم و تحدث سالم بلهفة:
- طمن قلبنا يا دكتور قاسم هي عاملة ايه دلوقتي؟!.

هتف الطبيب بعملية:
- للأسف الخبطة أثرت على دmاغها و سببت فقدان بصري ليها

الجمت الصدmة لسان رحمة وهي تقول بانهيار:
- يالهوي يا حسرة قلبي عليها...منك لله يا جاسر.

تحدث محمد بعدm استيعاب:
- يعني ايه فقدان بصري ؟! فهمني يا دكتور.

زفر الطبيب بنفاذ صبر:
- يعني هي مش هتقدر تشوف أي حاجة تاني...و المفروض تعمل عملية برا مصر في أسرع وطبعاً هي في غيبوبة منعرفش ممكن تفوق امتا.

لطـ.ـمـ.ـت رحمة خديها قائلة:
- انا معرفش مين أهلها ولا أعرف عنها حاجة غير أنها أسمها نورا طب اعمل ايه؟! جاسر هيمـ.ـو.تها و يمـ.ـو.تني لو رجعت تاني!

ربت سالم على كتفها قائلاً برفق:
- أهدي يا بـ.ـنتي أن شاء الله هنلاقي حل للمشكلة دى...خليكي واثقة في ربنا وأن كان على المكان احنا عندنا أوضة في الدور الأخير فيها سرير و صالة وحمام ومطبخ صغيرين، يعني ممكن تنامي فيهم انتي وهيا لما تفوق لحد لما ربنا يحلها من عنده.

هزت رأسها بشرود، احتلت معالم الحـ.ـز.ن و الأسى وجهها بالرغم من عدm معرفتها بهذه الفتاة ولكن صراخها و ملامحها البريئة كنصل حاد يُغرس في قلبها...هي حقاً لا تعلم من هي كل ما تتذكره هو تحذير جاسم لها بالا تتدخل بينهما، تُري من هي؟ وماذا فعلت به حتي يفعلها بها هذا الأمر؟ الشنيع....يالله كانت تعتقده هادئ و مظلوم ولكن ما فعله أثبت بأنه شيطان مجرم لا يستحق الرحمة!!

أبتعد سالم بأبنه قائلاً بتحذير:
- البـ.ـنت هتقعد فوق السطح وهي تحت حمايتي أنا وإياك تفكر تنفذ حاجة من اللي عقلك بيصوره ليك وإلا قسماً بربي اقــ,تــلك.

أبتسم محمد ببراءة مصتنعة:
- معقول تقول عليا كدا يا حج...دا انا حتي زعلان عليهم أوي أوي وهما زي شروق أختي.

هز سالم رأسه غير مطمئناً من أبنه قائلاً بضيق:
- يارب تكون صادق بس.

أبتعد سالم مرة ثانية متجهاً نحو رحمة، بينما بلل محمد شفتاه برغبة يتمتم بـ.ـارتعاش:
- ليه هو أنا أهبل عشان اسيبهم كدا...بس حتي لو معرفتش أطول اللي اسمها رحمة دي هعرف أطول العمية دي عليها حتة جـ.ـسم ولا فيه أحلي من كدا.
(اقولكم على حاجة انا مش مطمنة 😞)

تحدث سالم بهدوء إلي رحمة:
- شوفي يا بـ.ـنتي انا عايزك تكوني واثقة أن ربنا معاها و أن شاء الله اللي جاي كله خير وبعدين جاسر اللي أنتي بتتكلمي عنه ده مش هيعرف يوصل لحاجة لأننا في مكان بعيد عنه تماماً ومستحيل يفكر أنكم هنا.

ثم أضاف قائلاً بحنان:
- انا بيتي قريب من هنا في الشارع اللي بعد ده تعالي ارتاحي شوية عشان وجودك هنا ملوش لازمة انتي زي ما سمعتي هي دلوقتي في غيبوبة ومش عارفين هتفوق امتا.

أومأت له بابتسامة شاحبة ثم قالت بنحيب:
- انا خايفة عليها أوي يا عمو قلبي واجعني عليها مش عارفة هيكون رد فعلها عامل إزاي لما تفوق، لأ روح أنت وأنا هفضل جمبها.

تنهد سالم قائلاً:
- أسمعي الكلام يالا أنتي كمان تعبانة وبعدين انا بقولك البيت قريب من هنا وانا قولت للدكتور لو فاقت في أي وقت يتصل بيا...يالا بقا بالله عليكي انتي عنيدة كدا ليه؟!

ذهبت معه على مضض وهي تدعو ربها بداخلها أن يحفظها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~

توجه علي إلي فيلا جاسر وهو يبتسم بخبث فقد حقق مبتغاه ويجب أن يهرب بأسرع وقت حتي لا يقــ,تــله مراد لا محالة، وما أن دلف إلي الداخل حتي نظر باستغراب نحو الطبيب الذي قابله في طريق الخروج ففتح غرفة جاسر قائلاً بخبث:
- للدرجادي أذيتها طب كنت اعمـ...

توقف من تلقاء نفسه عنـ.ـد.ما وجد جاسر متسطح فوق الفراش ويُغمض عيناه بوهن فتحدث علي مرة ثانية بتوجس:
- في إيه يا جاسر؟! البت راحت فين وايه اللي عمل فيك كدا؟

أبتسم جاسر باستخفاف:
- هـ.ـر.بت.

ضيق علي عيناه ينظر إليه بغباء:
- مين اللي هـ.ـر.بت مش فاهم حاجة وبلاش برود انا زهقت من برودك ده.

برود كالصقيع هو رد فعله، سأم من كل شيء حوله ها هي قد هـ.ـر.بت هي و رحمة ولكن المؤكد له بأن نورا تأذت كثيراً! دmائها هذا بعث الريبة في قلبه، لن يلوم رحمة على رد فعلها أو يحاول البحث عنها فيكفي أنها تراه مجرم، أبتسم بداخله بسـ ـخـــريــة لم يكن يعلم بأن رأيها به يشغله لهذه الدرجة، بل و الأدهى من هذا أنه يتسائل إذا كان سوف يراها مرة ثانية أم لا !!
يا لسـ ـخـــريــة القدر!

أفاقه من شروده صوت علي الغاضب:
- يعني كل اللي انا خططته فشل بسبب حضرتك؟! انا كنت ناوي اهدد مراد بيها عشان يتنازل عن أملاكه.

أشار له جاسر بيده يهتف بلامبالاة:
- اخرس يا غـ.ـبـ.ـي راسي صدعت من زنك واتفضل روح دور عليها انا مليش دعوة.

نظر إليه علي بزهول:
- ملكش دعوة اللي هو ازاي يعني هو مش أنت اتفقت معايا وقولت أنك هتساعدني عشان استولى على أملاك مراد؟!

تآفف جاسر بضيق قائلاً بتهكم:
- ايه كمية الأسئلة بتاعتك دي! انا بجد صدعت منك.

تحدث علي بغـــضــــب:
- انا عليا و على أعدائي يا جاسر ولو وقعت مش هقع لوحدي.

أماء له جاسر ببرود ليخرج علي صافعاً الباب خلفه بغـــضــــب.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صرخ مراد بجنون وهو يسب و يلعن الجميع بغـــضــــب مستعر عنـ.ـد.ما أخبره أحدي الحراس بذهابها مع علي في الصباح، قلبه يصـ.ـر.خ بالخــــوف عليها....شعوره بالقلق عليها من ذلك الوغد يجتاح كيانه! أتاه صوت رنين هاتفه بإسم علي ليجيبه بصراخ:
- وديت نورا فين يا أبن الكاااالب؟

رد علي بهدوء مستفز:
= أبداً يا سيدي وديتها بيت جاسر رشاد.

عروق عنقه بُرزت من غـــضــــبه يشعر بغليان دmائه ليقول بوعيد:
- قسماً بربي لو حصلها حاجة لوريك النجوم في عز الضهر يا ****.

قهقه علي بسماجة:
- تؤ تؤ تؤ بلاش الغلط يا ابن عمي عشان أنا زعلي وحش.

ألقي مراد الهاتف أرضاً حتي تحطم لأشلاء...ثم نظر إلي الحراس بعين مشتعلة وبدأ في ضـ.ـر.بهم و لكمهم بجنون.

- مراد أنت اتجننت! إيه أنت بتعمله ده.
أفاقه من دوامة غـــضــــبه صوت والده الحازم ليخلل شعره حتي كاد يقــ,تــلعه بيداه ثم توجه إلى الأعلى راكضاً حتي دلف إلى غرفته فأخذ سلاحه و أخذ هاتفه الآخر سريعاً وقام بالاتصال بفتحي قائلاً بصراخ:
- هبعتلك عنوان مكان عايزك تهد الدنيا و تدور على نورا أنت و الرجـ.ـا.لة وانا هسبقكم على هناك...خمس دقايق و تكون هناك.

بعد مرور بعض الوقت زئير مكابح سيارته وقف أمام تلك الفيلا واتبعه أربعة سيارات الحراس.

بدأ حراس مراد بصراع قوي مع حراس جاسر حتي أصبحوا حطام! بينما دلف مراد إلي الداخل يبحث في كل مكان يصـ.ـر.خ بأسم جاسر و نورا حتي شعر بأن حلقه قد جُرح...فتح باب أحدي الغرف بعنف عنـ.ـد.ما وجد إنارة بها ليتسمر جــــســ ـد جاسر و شحب لونه.

سحب مراد جاسر من الفراش بعنف وهو يمسكه من تلابيب ملابسه:
- أنطق يا حـ.ـيو.ان نورا راحت فين؟؟!

دفعه جاسر بقدmه في خصره محاولاً الدفاع عن نفسه قائلاً بحدة:
- هي هتيجي عندي ليه يعني؟.

بدأ مراد بسبه بانفعال:
- أسمع يا حـ.ـيو.ان أنت انا عارف حقيقتك الوسـ.ـخة و همـ.ـو.تك بس القيها الأول.

بدأ في صفعه و ركله و لكمه بكل ما أوتي من قوة...لا يستطيع كبح رغبته في قــ,تــله الآن! تحدث جاسر بوهن و تثاقلت جفونه:
- هـ.ـر.بت.

فقد جاسر الوعي من شـ.ـدة الضـ.ـر.ب المبرح الذي تلقاه حتي كاد أن يفارق الحياة!
لهث مراد بعنف عقله يصـ.ـر.خ بأنها ليست موجودة هنا من الممكن أن تكون هـ.ـر.بت بالفعل! ماذا يفعل الآن؟! يشعر بأنه على وشك السقوط من شـ.ـدة الألــم فذلك الغـ.ـبـ.ـي عنـ.ـد.ما دفعه كانت مكان الرصاصة التي أخذها...تحامل على نفسه بصعوبة وهو يهتف بالحراس:
- مش عايز النهارده يعدي غير لما نورا تكون هنا قدامي فاااهمين.

أومأ له جميع الحراس بخضوع و خــــوف ليتهاوي بجــــســ ـده على أقرب كرسي وضع يده على خصره ليجد يده ممتلئة بالدmاء...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور أسبوع...

فتحت جفينها ببطئ وشعرت بيد تدعمها ولكن سحقاً لا تري شيئاً كل شيء حولها قاتم...ارتجف جــــســ ـدها و بدأت تتصبب عرقاً قائلة ببكاء:
- ضلمة ضلمة...مراد أفتح النور انا خايفة، أفتح النور في ضلمة!.

تعالي صوت بكاء رحمة في حسرة على حال هذه الفتاة لتقول ببكاء:
- أهدي يا حبيبتي أنا معاكي متخافيش.

ظلت نورا ترفرف بأهدابها و تهز رأسها في أرجاء المكان قائلة بذُعر:
- مراد فين؟ ناديه لو سمحتي خليه يفتح الأنوار طالما انتي مش هتفتحيه.

صمتت رحمة لا تستطيع أخبـ.ـارها بما حدث بالتأكيد ستنهار ولكن محمد ذلك الغـ.ـبـ.ـي الأحمق صاح قائلاً:
- الدكتور قال إن الحادثة اللي انتي اتعرضتي ليها سببت ليكي فقدان بصري.

نظر كلاً من رحمة وسالم و زوجته إلى محمد بغـــضــــب و خزي فنظر لهم محمد ببراءة مصتنعة، بينما دوي صوت ضحكاتها في أرجاء الغرفة حتي انقلبت إلى هستيريا لم تستطيع إقافها قائلة بصوت متقطع:
- أنت....بتهزر...صح...هههه...نادي مراد...انا خايفة.

أقتربت منها زينب (زوجة سالم) وهي تربت على يدها قائلة بحنو:
- أهدي يا حبيبة قلب أمك وتعالي معانا يالا...دي حاجة ربنا كتبها مينفعش تعترضي

غرقت دmـ.ـو.عها الغزيرة وجنتها تهز رأسها بعنف وعدm تصديق!! جذبتها زينب إلى أحضانها بحنان أموي وظلت تمسد على شعرها لتبدأ نورا بنوبة صراخ تخرج من أعماق قلبها لم تتوقف إلا عنـ.ـد.ما أعطاها الطبيب حقنة مهدئة فارتخي جــــســ ـدها بين ذراعي زينب.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أسبوع لم يرأف به ولا بقلبه ولا روحه عنـ.ـد.ما سلبتهم نورا قبل رحيلها ! لا يزال لا يُصدق اختفائها بهذه الطريقة بحث عنها بجنون، وجهه شاحب شحوب الأموات يحتضن وسادتها يستنشق عبير ورودها، قلبه يتمزق إلى أشلاء كلما أتصل به حراسه وأخبروه بفشل محاولاتهم في البحث عنها، لا يُصدق بأنه ظل يسأل في الشوارع كالمـ.ـجـ.ـنو.ن !!

أغمض عيناه تاركاً العنان لدmـ.ـو.عه بالانهمار بالتأكيد لم يحدث لها مكروه!
أسبوع حزين و قاسي مر على الجميع ما بين صدmة واخري.

تذكر حديثها الأخير قبل سفره وهي تقول بعذوبة:
"شوف يا سيدي لما تحس إني وحشتك أو أنا أحس إنك وحـ.ـشـ.ـتني هنغني اغنية بحبك حشـ.ـتـ.ـيني و  وساعتها هنحس ببعض"

جلس على الكرسي أمام البيانو الخاص بها وهو يتلمسه بأنامله على ثغره ابتسامة منكـ.ـسرة ثم بدأ بالغناء بصوت عميق عـ.ـذ.ب

وبحبك وحشتي، بحبك وأنتي نور عيني
دا وانتي مطلعه عيني ... بحبك مـ.ـو.ت
لفيت قد ايه لفيت
مالقيت غير فحـ.ـضـ.ـنك بيت
وبقولك انا حنيت ... بعلو الصوت.

وكأن الوقت فبعدك واقف مابيمشيش
وكأنك كنتي معاي بعدتي ومابعدتيش
فى دmى حبيبتـى وامى وزى ماكون ... ببتدى اعيش.

بعدت وكنت هاعمل ايه
مين يختار غربته بأيديه
لأكن حبك دا مانسيتهوش وعاش فيا
ليهاتأسف على الغيبه؟ ماغبتيش لحظه وقريبه
محدش عنده كده طيبه ... وحنيه.

وكأن الوقت فبعدك واقف مابيمشيش
وكأنك كنتي معايا بعدتي ومابعدتيش
فى دmى حبيبتى وامى وزى ماكون، ببتدى اعيش.

وبحبك حشـ.ـتـ.ـيني و 
بحبك يانور عيني
دا وانتي مطلعه عيني
بحبك مـ.ـو.ت.

أنهي غناءه وهو ينظر إلى هاتفه الذي يرن منذ فترة طويلة دون كلل أو ملل، التقته وهو يزفر بحنق فهو يعلم اجابتهم وهي عدm إيجادها...!
أجاب على الهاتف بحدة:
- عايز ايه يا زفت طبعاً هتقول أنكم مش لاقينها عشان مشغل عندي شوية بهايم حمير ميعرفوش يعملوا حاجة.

أتاه صوت فتحي المتـ.ـو.تر:
= آآآ احنا روحنا فيلا جاسر رشاد تاني و شفنا كاميرات المراقبة بتاعت الشارع التاني لقينا واحدة ساحبة المدام نورا و دخلتها تاكسي...احنا جبنا رقم التاكسي.

ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بخــــوف:
- ساحباها ازاي؟! هي نورا مالها؟.

رد فتحي بتلقائية:
= احنا قربنا كاميرات المراقبة لوشها لقينا محطوط طرحة على رأسها و... احم احم ... كان في دm نازل على وشها.

دلو مياه سُكب عليه في ليلة قارصة البرودة...عيناه متسعة بوجل....ثوانٍ يبكي!! يبكي كالطفل الضائع...هذا الرجل الجبروت الذي يتعامل بغطرسة و شموخ بهذه الحالة!!

حمحم فتحي بـ.ـارتباك لا يوجد كلمـ.ـا.ت يستطيع أن يواسيه بها فهتف قائلاً بقلق عنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت نحيب مراد:
= مراد بيه متقلقش احنا هنوصل لمكان العربية اللي اخدتها و أن شاء الله هنلاقيها.

صاح مراد باختناق:
- انا جاي في ثواني.
💫💫💫💫💫💫💫
نهاية الفصل

اقتباس من الفصل القادm...
وضعت رحمة يدها على كتف نورا قائلة بحنان:
- طب انتي ليه مش عايزة تقوليلي عنوان جوزك أو حتي عايزة ترجعي...هو أكيد هيقدر موقفك وبعدين من كلامك عنه و حكايتك معه واضح أنه بيحبك اوي لا وكمان بيعشقك.

أبتسمت نورا بمرارة:
- طب أنا لو قولتلك هاستفيد إيه...ارجوكي يا رحمة لو فعلاً بتعتبريني أختك متسأليش تاني...كفاية لحد كدا انا تعبت من نظرات الشفقة عشان شايفين إني مريـ.ـضة نفسية.

تابعت حديثها بـ.ـارتعاش:
- دلوقتي لما يعرفوا بحالتي دي هيكـ.ـسروني اكتر وانا خلاص مش عايزة أبقي عبئ على حد، ت عـ.ـر.في أنا عايزة إيه؟ انا عايزة أمـ.ـو.ت.

نظرت لها رحمة بحـ.ـز.ن سرعان ما أفرغت فاهها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت نورا تسير بخطوات سريعة مستندة على الجدار ثم توجهت نحو حافة السطح...

بينما في الأسفل جلس محمد يبتسم بخبث وهو يعبث بالشريط اللاصق بيده منتظراً ذهاب رحمة للسوق حتي يصعد إلي نورا و يحقق مبتغاه.....
~~~~~~~~~~~~
(سأبتعد)

وقفت سيارة التاكسي الخاصة بـ سالم في حي شعبي أمام أحدي المباني المُتهالكة، فتحت رحمة الباب و كذلك زينب ونزلوا من السيارة فأمسكت رحمة يد نورا تساعدها على الخروج

أبتسمت زينب بحنو وهي تمسك بيد نورا مغمغمة:
- الشارع نور لما أنتي خطيتي برجلك فيه يا قمر أنتي.

رسمت نورا ابتسامة مزيفة ورائها الكثير، ثم أخذت نفساً عميقاً محاولة عدm الإنهيار في أية لحظة فهي قد تحملت فوق طاقتها فتحدثت بخفوت:
- شكراً يا طنط...ربنا يخليكي.

دلفت من البوابة الصغيرة خلف رحمة وهي مُمسكة بثيابها بقوة كأنها تستمد منها القوة، ربتت رحمة على يدها ثم أمسكتها برفق وهي تصعد بها ببطئ إلي الدرج الأسمنتي الغير مُمهد بالمرة حتي وصلوا إلى الطابق الأخير (السطح)

كان قد سبقهم سالم وهو يفتح إليهم باب هذه الشقة الصغيرة فصاحت رحمة بابتسامة عـ.ـذ.بة:
- مش عارفة أشكرك إزاي على اللي أنت عملته معانا.

هتف سالم بطيبة:
- عيب اللي انتي بتقوليه ده انتوا بناتي يعني مينفعش تشكريني، المهم أي حاجة انتوا عايزينها قولي للحجة زينب وهيا هتساعدكم.

أومأت له بابتسامة صغيرة ليقول وهو يشـ.ـد محمد من ذراعه عنـ.ـد.ما وجده يحدق بنورا بطريقة غير مريحة:
- بعد اذنكم احنا هننزل بقي...ارتاحوا انتوا و زينب هتعمل حاجة للأكل و تطلع تجيبها.

- إيه ساكتة ليه؟ تعالي بقي يا ستي عشان أنا مش هسيبك انهارده.
صاحت بها رحمة بمرح وهي تدفعها بخفة إلى الداخل ثم أغلقت الباب خلفها و أجلستها على أريكة مهترئة على وشك الانكسار.

حمحمت رحمة بحرج عنـ.ـد.ما وجدت ملامح نورا يطغي عليها الحـ.ـز.ن و الانكسار فجلست على ركبتيها أمام نورا و همست:
- حـ.ـز.نك ده مينفعش معاكي لازم تبقي واثقة من ربنا و واثقة أن عوضه جميل وقادر على أنه يغير حياتك لـ180 درجة...وممكن اللي حصلك ده يكون ليه سبب.

وصدت جفينها وهي تشعر برجفة تسري في قلبها ثم غمغمت بنبرة مهتزة:
- ونعم بالله! انا مقدرش أعترض على حاجة ربنا كتبها بس أنا حاسة إني اتحملت كتير أوي و اتعرضت لقسوة أنا مش استحقها....صدقيني أنا مش وحشة ولا عمري أذيت حد... انا مجرد بـ.ـنت ضعيفة هزيلة الكل يقدر يدوس عليا عشان أنا نكرة وغـ.ـبـ.ـيـ...

قاطعتها رحمة بتحفز:
- أنتي ولا ضعيفة ولا هزيلة ولا حتي نكرة... أنتي اللي طيبة زيادة عن اللزوم في زمن مينفعش فيه الطيبة، وتقدري تبني نفسك و تواجهي الكل و تثبتي لنفسك قبل الكل قد ايه انتي قوية...غير كدا راجعي حسابتك مع نفسك وشوفي انتي مقصرة مع ربنا في إيه...!

زفرت رحمة براحة عنـ.ـد.ما شعرت باستجابة نورا لها فأكملت بمرح:
- بقولك إيه أنا رغاية و زنانة يعني هفضل أتكلم لحد الصبح... أنا هدخل احضرلك حمام عشان ترتاحي و متقلقيش الحجة زينب بعتت ليا أنا وأنتي هدوم من عند بـ.ـنتها.

أومأت لها نورا بابتسامة مقتضبة قائلة:
- معلشي يا رحمة انا هتعبك معايا بس استحملي لحد لما افكر أنا هتصرف إزاي.

رحمة مُقلدة حديثها بسـ ـخـــريــة:
- معلشي يا رحمة انا هتعبك معايا بس استحملي...في ايه يا بـ.ـنتي أنتي أختي يعني مفيش الكلام ده بينا، يالا بقي انا هروح عشان أنا حذرتك و قولتلك إني زنانة.

ذهبت رحمة إلى الحمام الصغير للغاية ثم وقفت أمام المرآة المكـ.ـسورة المعلقة وهي تري انعكاس صورتها والحـ.ـز.ن البادي على وجهها فتمتمت بتحفز:
- مبقاش أنا و الزمن عليها واضح أنها تعبت أوي في حياتها...بس انا لازم أعرف إيه اللي بينها و بين جاسر وليه عمل فيها كدا...تكونش حبيبته وأنا معرفش؟!

عبست ملامحها وهي تهز رأسها قائلة بحنق:
- وأنا إيش دخلني حبيبته ولا لأ المهم أريح فضولي اللي هيمـ.ـو.تني و خلاص.

بدأت في تحضير المياه و غسل المرحاض وبعد أن انتهت تنهدت بـ.ـارتياح وهي تنظر حول نفسها بتقييم:
- هو لسه مش حلو بس على الأقل قدرت أغير حاجة فيه...المهم اطلع اظبط الزريبة اللي برا دي.

أمّا نورا فظلت تتساقط دmـ.ـو.عها بانهيار...اشتاقت إلي فلذة روحها طفلها الذي لطالما هون عليها هذه الحياة...اشتاقت إلي مراد وإلى دفئ أحاديثه تود أن تظل معانقة إياه إلى أن تزهق روحها...!

والدتها، عمها، اصدقائها، عائلتها أجمعين...لا تزال لا تُصدق بأنها لن تستطيع رؤيتهم بعد الآن! عمياء عاجزة عن فعل أي شيء بنفسها، صراعات نفسية تتغلغل داخلها دون رحمة دون رأفة بها أو بما في قلبها من آلام و أوجاع... أصبحت بالفعل بقايا انثي! هل إذا عادت إليهم سوف يتقبلونها؟! تعرف تمام المعرفة أنهم يتعاملون معها برفق فقط لأنهم يعلمون أنها مريـ.ـضة نفسية ليس إلا، لا يجب أن تظل بعيدة عنهم لا تريد العودة بعد الآن، بل لا تريد العيش بعد الآن! شعور دفين بقلبها الذي فاض به و امتلئ بالجروح و الندبات التي لن يمحيها الزمن مهما طال.

جففت دmـ.ـو.عها وهي تطلق زفيراً طويلاً ليأتيها صوت رحمة الهادئ:
- إيه يا بـ.ـنتي مش سمعاني وانا بناديكي؟ يالا تعالي الحمام جهز.

هزت نورا برأسها ثم توجهت نحو المرحاض مع رحمة فتحدثت رحمة وهي تمد لها يدها بمنشفة صغيرة بعض الشئ:
- حطي دي على جـ.ـسمك عشان متبقيش مكسوفة مني لما تخلصي و تقــلـــعي ناديني.

تحدثت نورا بتعثلم و قد توردت وجنتها من الخجل:
- خليكي انتي وانا هحاول بنفسي.

صممت رحمة لبرهة ثم قالت بتحذير:
- والله يا نورا هزعل منك جـ.ـا.مد لو معرفتيش ومش قولتيلي.

ابتلعت نورا غصة مريرة في حلقها ثم أومأت لها و دلفت إلي الحمام مستندة على الحائط بخطوات بطيئة.

بينما رفعت رحمة ذلك الجلباب الذي ترتديه إلي ركبتيها واضعة يدها على خصرها وهي تنظر حولها باشمئزاز قائلة وهي تشمر ساعديها:
- استعنا على الشقا بالله.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
على صعيد آخر...

اقتحم مراد و رجـ.ـاله المسلحين فيلا جاسر، بينما تسمر جــــســ ـد جاسر وهو يستمع إلى هذه الأصوات في الخارج ولكنه عاجز عن الحركة بسبب الكسور و الكدmـ.ـا.ت التي سببها له مراد في كل مكان بجــــســ ـده

أطلق آنة متألــمة عنـ.ـد.ما مدد ظهره على الفراش مرة ثانية ليجد باب غرفته يُفتح بقوة حتي كاد أن ينكـ.ـسر وملامح مراد ظهر عليها القسوة و الغـــضــــب الشـ.ـديد ثم اندفع نحوه قابضاً على ملابسه وهو يصوب مسدسه نحو رأس جاسر.

اتسعت عين جاسر بصدmة عنـ.ـد.ما أستمع إلى شـ.ـد أجزاء المسدس ثم تحدث مراد من بين أسنانه الملتحمة غـــضــــباً:
- لو مقولتش مكان الخدامة اللي خدت نورا من هنا هفجر دmاغك... أنطق يا حـ.ـيو.ان.

الجمت الصدmة لسان جاسر حتي باغته مراد بإطـ.ـلا.ق رصاصة بجانب رأسه اتجهت نحو الحائط فصرخ مرة ثانية بوعيد:
- لو مقولتش وديتها فين هتكون في الصفحة الأولى بكرة في اخبـ.ـار المـ.ـو.تي...اسمع يا زبـ.ـا.لة يا وا.طـ.ـي شوف اللي أنت فيه دلوقتي هيكون أقل حاجة أعملها فيك.

زمجر جاسر بغـــضــــب:
- أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن ولا إيه؟! أنا قولتلك أنها هـ.ـر.بت مع الخدامة وانا محاولتش أدور عليها.

دخل فتحي إلي الغرفة وهو يبتلع ريقه بتـ.ـو.تر من هيئة رئيسه ليصيح بجدية:
- كاميرات المراقبة بتاعت الشوارع اللي هنا و البوابة الصغيرة جاهزة يا مراد بيه.

لكمة قوية حصل عليها جاسر من قبضة مراد الفولاذية جعلته على وشك السقوط من الفراش...ازدادت وتيرة تنفسه من شـ.ـدة غـــضــــبه وهو يرفع يده اليسري المتعافـ.ـية وسدد له لكمه قاسية هو الآخر

أبتسم مراد بسـ ـخـــريــة وهو يتحسس وجهه ثم بصق في وجه جاسر قائلاً بصوت هادر من الغـــضــــب:
- ماشي يا جاسر الكـ.ـلـ.ـب الاقيها بس و هصفي حساباتي معاك.

صاح بنبرة آمرة وهو يوجه حديثه إلي فتحي:
- خد تليفونات الحـ.ـيو.ان ده و جيب المكالمـ.ـا.ت بتاعته كلهم وحطه تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة.

ثم نظر إلى جاسر وهو يرمقه شرزا قائلاً وهو يشير بسبابته بتحذير:
- قسماً بربي يا جاسر رشاد لو طلعت بتلعب من ورايا هوديك ورا الشمس...وقول لـ علي الـ**** إني همسكه مش هيفضل هربان مني طول العمر و عـ.ـذ.ابك أنت وهو هيكون أضعاف.

خرج من الغرفة وهو يطوي الأرض بقدmه، ثم دلف إلي الغرفة الموجود بها شاشات كاميرات المراقبة

أحس مراد بأن قلبه سيغادر قفصه الصدري عنـ.ـد.ما رأى رحمة ممسكة بها و وجه نورا كان مغطي بالدmاء...ضم قبضته بقوة حتي بُرزت عروق يده من غـــضــــبه الساحق! شاهد الفيديوهات من جميع الجهات وهو يكاد يتهشم داخلياً بسبب حالتها الممزقة للقلب...!

صاح قائلاً بحزم وهو يوجه حديثه إلي هذه الرجـ.ـال الواقفين أمامه بخشوع و خــــوف:
- يالا يا بهايم اتحركوا عايز اعرف مكان صاحب التاكسي...قدامكم نص ساعة اكتر من كدا هفرغ المسدس في دmاغكم كلكم.

أماء له الجميع بذعر ليركض الحراس جميعاً على قدm وساق فما يروه الآن ليس إلا جنون رئيسهم...!

خرجت نورا من الحمام ببطئ شـ.ـديد وقدmاها لم تعد تحملها من شـ.ـدة الألــم بسبب انزلاقها في الداخل لأنها أوقعت الكثير من سائل الاستحمام أرضاً دون أن تشعر... أبتسمت بمرارة حتي صرخة الألــم كتمتها رغماً عنها، فهي لا تريد أن تحمل رحمة أو أحد آخر اعبائها

أتاها صوت رحمة وهي تدلك مؤخرة عنقها بإرهاق:
- معلشي لو المياة مش عجبتك بس أنا حبيت تكون متوسطة يعني مش ساخنة ولا ساقعة اوي عشان جـ.ـسمك يرتخي.

همهمت لها نورا بتفهم وهي تكتمل طريقها تتحس على على شيء حتي تصل إلى مكان تجلس عليه.

- عملتلكم أكلة إنما ايه هتاكلوا صوابعكم وراها.
صاحت زينب بأبتسامتها الواسعة وهي تدلف إليهم بصنية مليئة بالطعام ذات الرائحة الشهية للغاية فابتلعت نورا لعابها وهي تضغط على معدتها التي تطالبها بالطعام، شعرت بيد زينب تسحبها ثم اجلستها على الفراش و وضعت أمامها الطعام قائلة بحنان:
- عايزة الأكل اللي قدامكم ده يخلص خالص وانتي يا حبيبة قلب أمك كُلي كويس زمانك على لحم بطنك من الجوع.

أبتسمت نورا ابتسامة لم تلامس عيناها قائلة بخفوت:
- شكراً يا خالتي معلشي تعبناكم معانا.

لكزتها زينب بخفة قائلة:
- بتشكريني على ايه يا هبلة لو بـ.ـنتي كان حصل معها موقف زي ده أكيد كان ربنا هيوقفلها اللي يساعدها.

بدأت نورا بتناول الطعام بنهم و جوع بمساعدة زينب وبعد أن انتهوا غمغمت نورا بخجل:
- ممكن تليفونك أعمل منه إتصال؟.

أخرجت زينب هاتفها وأعطته إلي رحمة قائلة:
- أنتي تؤمري يا جميلة بس قولي لـ رحمة على الرقم اللي انتي عايزاه عشان تتصل بيه.

تعالت خفقات قلبها بإضطراب لتبدأ باملاء رحمة برقم مراد..

بينما على الجانب الآخر كان مراد يسير بسيارته ليأتيه صوت رنين هاتفه، زفر بضيق فهو يظن بأنها فاتن أو أحد من العائلة كالعادة فنظر إلي الهاتف نظرة جانبية فوجده رقم غريب ثم صف سيارته على جانب الطريق واجاب سريعاً بلهفة:
- الو...مين معايا؟!

أجابته نورا ببكاء:
- مراد!

تعالي صوت لهاثها كأنها خرجت لتوها من سباق للجري بينما حاول مراد التحكم في نفسه و التحدث بنبرة هادئة حتى لا يخيفها ولكن محاولته تلك ذهبت إلى عرض الحائط وهو يصـ.ـر.خ قائلاً:
- نوري أنتي فين بقالك أسبوع؟؟ انا كنت همـ.ـو.ت عليكي.

تحول بُكائها الصامت إلي شهقات متقطعة هشمت قلبه هو إلي أشلاء فتحدث برفق حتي يطمئنها:
- هشش متعيطيش وقوليلي انتي فين وانا هاجي اخدك...نورا ردي عليا حـ.ـر.ام عليكي.

صرخ بجملته الأخيرة عنـ.ـد.ما أنهت المكالمة ليعاود الاتصال ولكنه وجد الهاتف قد غُلق...

أخذ يسب و يلعن بعصبية وغـــضــــب عارم....صرخ بهاتفه متحدثاً إلي فتحي بإنفعال:
- أسمع يا فتحي هبعتلك رقم تعرفلي مكانه حالاً وإلا ليلتك مش فايتة انهارده...فاهم.

= حاضر يا مراد بيه ثواني بس.

- اخلص أنت هترغي كتير.

أغلق الهاتف ليقول فتحي بزهول:
- دا اتجنن خالص يا عيني...يا نهار أبيض أما اروح اشوف العنوان عشان مش يقــ,تــلني!.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
"وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا"

شهقت زينب قائلة بخزي:
- معلشي يا بـ.ـنتي التليفون فصل شحن هنزل اشحنه و هجيبه كمان شوية.

احتضنتها رحمة وهي تهمس بحـ.ـز.ن:
- مين مراد ده و بتعيطي ليه؟

اجابتها نورا وهي تشهق بين كل كلمة:
- دا مراد...جوزي...وحشني أوي.

تنهدت رحمة بقلة حيلة ثم هتفت قائلة:
- احكيلي بقا إيه علاقتك بجاسر وليه عمل معاكي كدا؟!

أزدردت نورا ريقها قائلة بإنفعال:
- مش عايزة أسمع سيرته انا بكرهه أوي.

هزت رحمة رأسها ولم تعقب على حديثها فيبدو أن هناك شيء مريب تخفيه عنها بشأن جاسر !
أحضرت الشاش الأبيض و الأدوات الأخري وبدأت بالتغيير على جـ.ـر.ح رأس نورا ثم سألتها بإقتضاب:
- طب ممكن احكيلك انا عن حياتي؟.

هزت نورا رأسها بالايجاب فحمحمت رحمة بتـ.ـو.تر قائلة:
- انا بقي يا ستي اتربيت في ملجأ يعني أمي رمتني في الشارع وانا لسه مولودة مكملتش شهر! فضلت عايشة في الملجأ ده لحد لما بقيت 15 سنة طبعاً السنين دي شفت فيهم عـ.ـذ.اب أنا وكل اللي في الدار بسبب المديرة اللي فيه!
جه راجـ.ـل أسمه حسيني طلب أني أكون بـ.ـنته بالتبني وكان معاه مـ.ـر.اته...انا كنت فرحانه اوي إني أخيراً هخرج و اتحرر من السـ.ـجـ.ـن اللي انا فيه ده، رسمت لنفسي أحلام وردية على أني هيبقي ليا اب و ام بس للأسف... من أول يوم عرفت أنهم فاتحين بيت دعارة و اخدوني على أساس أني ابقي رقاصة أو مثلاً اتباع لـ واحد خليجي يدفع فيا مبلغ كبير بس فقدوا فيا الأمل عشان حاولت أهرب منهم كتير اوي دايماً حسيني ده كان بيناديني بالخدامة و بـ.ـنت الشوارع... اشتغلت من بيب لبيت وكان لازم أرجع البيت القذر ده ومعايا مبلغ محدود مينفعش يبقي أقل منه والا يضـ.ـر.بني اللي أسمه حسيني ده لحد لما يغمي عليا، فضلت على الحال ده لحد لما وصلت لـ 17 سنة و قابلت جاسر رشاد..

~Flashback~

تهاوت بجــــســ ـدها على الكرسي الكبير وهي تضع يدها على رأسها بسبب شعورها بالدوار و الألــم الشـ.ـديد الذي اجتاح جــــســ ـدها فهي لم يُغمض لها جفن منذ الأمس في هذه الفيلا الكبيرة الأشبه بقصر !
فهي المسؤولة عن تحضير هذا العيد ميلاد الخاص بجميلة رشاد، تلك الفتاة الفاتنة و المدللة لدي أباها و أمها...
أبتسمت بإقتضاب و هي تنهر نفسها لأنها وافقت وأتت إلى هنا بعد أن حدثتها جميلة بنفسها و طلبت منها أن تأتي و تساعد الخدm في التجهيز للعيد ميلاد الكبير، فجميلة أستمعت إلى نصيحة صديقتها بأن تختار رحمة
وصدت عيناها سامحة لشعور النوم بأن يغلب عليها سرعان ما غاصت في ثبات عميق

بعد مرور ساعتين...
دلف جاسر إلي غرفته بخطوات متثاقلة فهو يريد النوم أكثر من أي شيء الآن بعد عدة الساعات المتواصلة التي قضاها في الشركة الخاصة به بسبب كم الصفقات و الأعمال المتراكمة عليه !

خلع سترته و ألقاها أرضاً بإهمال ثم فك ازار قميصه و ألقاه هو الآخر ... لفت انتباهه تلك الملاك النائمة بعمق يحتضنها ذلك الكرسي الكبير! لم يستطع مقاومة شعوره بإن يذهب إليها و يتلمس وجهها الطفولي اللامع
أقترب منها و تلقائياً بدأت أنامله برسم ملامحها الجميلة، ابتلع ريقه وهو يمرر سبابته على تلك الكرزيتان الحمراء كالتوت !! أبتعد وهو يهز رأسه بغـــضــــب من نفسه ثم صاح منادياً إياها وهو يهز يدها:
- اصحي...انتي مين وبتعملي ايه هنا؟!.

فتحت رحمة عيناها ببطئ بينما تركزت أشعة الشمس الذهبية على تلك العسليتان لتصبح كقرع العسل !
أبتسمت بهيام فظهرت غمازاتها ظنناً بأنها في حلم جميل سرعان ما اتسعت عيناها و أنتفضت قائلة باعتذار:
- معلشي انا آسفة والله نمت غـ.ـصـ.ـب عني.

لم يكترث بكلامها أو بمعني أصح لم يستوعب ما تقوله إنما أجبرته تلك العسليتان التي لم يراهم في حياته على أن يطيل النظر إليها !! خطوة تليها الأخري كان يقترب منها كأنه مسحوراً بينما كانت ترجع إلى الوراء إلي أن ارتطم ظهرها بالحائط خلفها فأصبحت المسافة بينهم قليلة للغاية

تحدث كالمغيب بصوته الرجولي المميز:
- أنتي إزاي كدا؟!

عقدت رحمة حاجبيها قائلة بتوجس:
- يعني إيه مش فاهمة؟.

أغمض عيناه عنـ.ـد.ما أستمع إلى نعومة صوتها التي بدت كسمفونية بأذنه! استغلت رحمة هذا الموقف و فرت إلى الخارج سريعاً تتنفس الصعداء محاولة تهدئة خفقات قلبها المضطربة...

قابلتها حنين زوجة جاسر قائلة وهي ترمقها بازدراء:
- ساعتين بدور عليكي يا ست زفتة اخلصي أنزلي هاتي الشنط و الفستان بتاع الحفلة من العربية...يالا اخلصي.

هزت رحمة رأسها بقلة حيلة ثم هبطت إلي الأسفل حتي تنفذ طلبات تلك المتعجرفة المغــــرورة ومن ثم بدأت في مواصلة عملها الشاق حتي حل المساء و بدأ المدعوين من ذوات الطبقة المخملية في التوافد.

كانت رحمة تنظر حولها بدهشة وابتسامة بلهاء حتي أتاها صوت حنين البغيض من ورائها:
- اتحركي كدا ولا كدا يا بتاعة أنتي! انا معرفش ايه اللي عجب جميلة فيكي.

استدارت إليها رحمة فوجدتها ملتصقة بذراع جاسر وهي ترتدي فستان أسود صارخ يكاد يلتصق بها و يصل إلي منتصف ركبتيها عاري الكتفين و ملتصق على جــــســ ـدها كجلد ثانٍ لها، بينما يقف جاسر مرتدياً بدلة سوداء صارخة بالثراء واضعاً يده في جيبه ينظر إليها بابتسامته الجذابة.

ابتلعت تلك الإهانة وهي تصتنع البرود ثم سارت نحو المدعوين بصنية مليئة بالكئوس و بدأت في توزيعها..

وجدت جاسر يشير إليها بيداه للقدوم ولكنه كان واقفاً بجانب أحدي رجـ.ـال الأعمال، زفرت براحة عنـ.ـد.ما وجدت تلك المغــــرورة حنين جالسة بجانب أصدقائها و غارقة في الحديث... توجهت نحوه وهي تمنع نفسها من الابتسام بسبب ابتسامته الجانبية الجاذبة التي تتسع كلما أقتربت منه! وقفت أمامه فتحدث بهدوء وهو يأخذ منها كأس:
- حطي الصنية دي و استنيني في الزاوية اللي على اليمين.

أشار لها بعيناه في مكان خالي من الناس فابتلعت ريقها قائلة بإنفعال:
- أحترم نفسك يا قليل الأدب أنت مفكرني إيه؟!

رفع جاسر أحدي حاجباه قائلاً:
- أنا قليل الأدب!! طب نفذي كلامي يا أم دmاغ شمال احسنلك...يالا.

فرت من أمامه مرة ثانية ليبتسم قائلاً:
- هبلة هبلة مفيش كلام ... بس يخربيت جمال أمك!

توجه نحو ذلك المكان ليجدها واقفة تفرك يدها بتـ.ـو.تر فابتسم قائلاً:
- والله انا مش هخـ.ـطـ.ـفك يعني.

ثم مد يده من جيب سترته واعطاها ظرف مالي قائلاً:
- اتفضلي حسابك و ارجعي بيتك انتي تعبتي انهارده ... وبعتذر منك على أسلوب حنين معاكي.

وضعت يدها على موضع قلبها وهي تتنفس براحة قائلة بطفولية:
- تصدق فكرتك غلط ... على العموم شكراً ليك.

رفع حاجباه قائلاً باستنكار:
- فكرتي غلط ازاي؟! انا برضوا قولت أنك هبلة...آه صحيح مش قولتيلي أنتي أسمك إيه؟

أبتسمت إليه قائلة ببراءة وعيناها تلمع كالقطط:
- أسمي رحمة وشكراً مرة كمان يا أستاذ جاسر.

ذهبت إلى الخارج وهي تزيح تلك الخصلات السائرة أسفل حجابها .... بينما أبتسم ابتسامة تشق شفتيه وهو يمرر يده على شعره بمراهقة سرعان ما نفض أفكاره قائلاً وهو ينظر إلي طيفها:
- إيه شغل المراهقة بتاعي ده! دي لو كانت فضلت دقيقة كمان كنت هروح اطلبها من أهلها ... إيه اللي انا بقوله ده كمان دي شكلها عيلة صغيرة وبعدين حنين دانا نسيتها خالص!.
~End~

تنهدت رحمة قائلة:
- بس كدا يا ستي ومن بعدها حصل اللي حصل.

ردت نورا بلهفة و انـ.ـد.ماج:
- ايوة يعني ايه اللي حصل؟!

ابتسمت رحمة قائلة بمرح:
- واضح أنك انـ.ـد.مجتي أوي معي ماشي يا احلى نورا هكمل.

أومأت لها نورا تحثها على الاكمال فتحدثت رحمة بأسي:
- بعد شهر من الموقف ده جاسر كان عرف عنوان المكان اللي انا فيه فدخل وقابل حسيني وطبعاً عرف بشغلة حسيني اللي تكسف وهي أنه بيبيع اللي زيي أو بيشغلنا خدامين فعرض على حسيني مبلغ بنص مليون جنيه! وأفضل معاه طول حياتي
انا اتصـ.ـد.مت لما سمعت كلامه ده وفكرت أهرب كالعادة مهو مش معقول هيدفع فيا نص مليون الا لما يبقي عايز ياخد شرفي ... دخل عليا حسيني بعد لما قبض من جاسر المبلغ ومشي ضـ.ـر.بني لحد لما بقيت مش عارفة ده وشي ولا وش حد تاني و فقدت الوعي ساعتها و في اليوم التاني جه جاسر عشان ياخدني شاف وشي متبهدل فضـ.ـر.ب حسيني و كـ.ـسر عضمه وبعدين اخدني ومشي ... لما روحت معاه الفيلا كنت مرعوبة من اللي هيحصل وفي نفس الوقت حسيت بأمان عشان اكيد أمه وأبوه و أخته موجودين .... اتفاجئت أنهم كلهم مـ.ـا.توا لما عرفت من كبيرة الخدm قالتلي أن بعد يومين من حفلة عيد ميلاد جميلة اتعرضت لاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب و انتحرت و أبوها وأمها مـ.ـا.توا هما كمان أما حنين فهـ.ـر.بت لما عرف أنها بتخونه ... شخصيته العفوية بتاعت يوم الحفلة و السعادة اللي كانت في عيناه انطفت و مـ.ـا.تت، فضل الحال على كدا طول السنين اللي فاتت دي
دايماً كنت براقبه لما يرجع القصر كان يرجع يفضل مبسوط باللي عمله و يضحك كتير و بعد كدا يفضل يصـ.ـر.خ و يعـ.ـيط.

أزاحت رحمة الدmـ.ـو.ع التي كونت غمامة على عيناها ثم أردفت بمرح مصتنع:
- وكدا خلصت الحكاية مش ناوية تقوليلي حكايتك.

أبتسمت نورا من بين دmـ.ـو.عها:
- بس أنتي طلعتي رغاية فعلاً زي ما بتقولي.

حكت رحمة مقدmة أنفها قائلة بإحراج:
- احكيلي بقا عن مراد جوزك.

ابتسمت نورا بوله ثم بدأت بسرد عليها طفولتهم إلي زواجهم وبالطبع أخفت عنها الكثير بشأن حازم بعدmا تأكدت بأنه السبب وراء ما حدث مع جاسر

وضعت رحمة يدها على كتف نورا قائلة بحنان:
- طب انتي ليه مش عايزة تقوليلي عنوان جوزك أو حتي عايزة ترجعي...هو أكيد هيقدر موقفك وبعدين من كلامك عنه و حكايتك معه واضح أنه بيحبك اوي لا وكمان بيعشقك.

أبتسمت نورا بمرارة:
- طب أنا لو قولتلك هاستفيد إيه...ارجوكي يا رحمة لو فعلاً بتعتبريني أختك متسأليش تاني...كفاية لحد كدا انا تعبت من نظرات الشفقة عشان شايفين إني مريـ.ـضة نفسية.

تابعت حديثها بـ.ـارتعاش:
- دلوقتي لما يعرفوا بحالتي دي هيكـ.ـسروني اكتر وانا خلاص مش عايزة أبقي عبئ على حد، ت عـ.ـر.في أنا عايزة إيه؟ انا عايزة أمـ.ـو.ت.

نظرت لها رحمة بحـ.ـز.ن سرعان ما أفرغت فاهها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت نورا تسير بخطوات سريعة مستندة على الجدار ثم توجهت نحو حافة السطح، صاحت رحمة بحدة:
- تبقي مـ.ـجـ.ـنو.نة فعلاً لو طاوعتي الشيطان و فكرتي تمـ.ـو.تي نفسك ... حـ.ـر.ام عليكي نفسك انا مش هفضل أقولك أنك أنتي الوحيدة اللي تقدري تواجهي الكل و تتغيري لشخصية قوية.

ثم أردفت بحزم:
- يالا تعالي نامي انتي لسه تعبانة .... وأنا هنزل أجيب طلبات من السوق في دقايق هكون هنا.

احتضنت نورا يد رحمة قائلة بخــــوف:
- بس أنا خايفة اوي ارجوكي متسبنيش لوحدي.

صمتت رحمة ثم صاحت بابتسامة:
- خلاص يا ستي انا هنزل الصيدلية اللي تحت أجيب طلبات الدكتور و هجيب من البقال جبنة و عيش ناكل ... وممكن طنط زينب تطلع تقعد معاكي.

مددت نورا ظهرها على الفراش بتعب قائلة برجاء:
- مش تتأخري.

ربتت رحمة على شعرها قائلة:
- فُريرة.

أغلقت رحمة الباب خلفها بعد أن أرتدت عباءة سوداء و طرحة من نفس اللون ثم نظرت نحو حقيبتها تحدث نفسها بخفوت:
- سامحني يارب أنا عارفة أن الفلوس اللي اخدتها من خزنة جاسر حـ.ـر.ام بس هي محتجاه وبعدين هو السبب في اللي حصل معاها.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
بينما في الأسفل جلس محمد يبتسم بخبث وهو يعبث بالشريط اللاصق بيده منتظراً ذهاب رحمة للسوق حتي يصعد إلي نورا و يحقق مبتغاه ، وما أن أستمع إلى صوت هبوط رحمة حتي أزدادت ابتسامته وهو يحدث نفسه برغبة:
- أخيراً هتقعي تحت أيدي ... شكلها هتقعد هنا كتير والحكاية هتبقي نار.

فتح الباب بهدوء شـ.ـديد وهو ينظر إلى والدته المُمددة على الأريكة نائمة كالمـ.ـو.تي بعد أن وضع لها حبوب منومة في كوب العصير.

صعد إلى الأعلى على أطراف أصابعه حتي لا يُصدر أي صوتاً يثير الريبة أو الشك ثم وقف أمام الباب وهو يخرج من جيبه مفتاح آخر وفتح الباب ببطئ وهدوء شـ.ـديد، بينما أزدردت نورا ريقها بصعوبة قائلة برعـ.ـب قد دب في أوصالها وهي تحاول النهوض من الفراش:
- مين هنا؟! رحمة أنتي جيتي.

تحدث محمد بخبث وهو يقترب من فراشها:
- تؤ تؤ تؤ رحمة مين بس سيبك من اللي أسمها رحمة و خليكي معايا أنا.

صرخت نورا قائلة بفزع:
- انت عايز مني ايه؟!

قهقه بسـ ـخـــريــة قائلاً:
- هكون عايز منك ايه يعني غير اللي انتي بتفكري فيه...انتي عمية يعني صلاحيتك انتهت في كل حاجة.

- الحقووووني.
صرخت بكل ما أوتيت من قوة عنـ.ـد.ما هجم عليها لعل أحد يستمع إلي صراخها و ينقذها منه لينهال عليها بصفعة قاسية ثم وضع يده بيجيبه يُخرج الشريط اللاصق وباليد الأخري يكمم فمها...!

أقترب منها وهو يُكبل ذراعيها ليجد من يسحبه من ملابسه مُلقياً إياه أرضاً ثم بدأ بتسديد صفعات ولكمـ.ـا.ت عنيفة بلا تريث أو هوادة !

انتشله رجـ.ـال مراد بعدmا غرق في دmائه ليلتفت مراد إلي تلك المنكمشة في أحدي زوايا الغرفة ترتجف رعـ.ـباً...!
لم يستطيع سوا جذبها إلي صدره يعتصرها بين ضلوعه حتي ارتخي جــــســ ـدها و فقدت الوعي بين يداه.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
هبط من الدرج حاملاً إياها و هو يشعر بتشنج عضلات جــــســ ـدها بين يداه قلبه يكاد يهشم إلي أشلاء بسبب سماعه لصراخها هذا !!
وجد رحمة تصعد إلى الأعلى سريعاً ممسكة بأكياس وما أن رأتهم حتي صرخت بأسم نورا بخــــوف فصاح مراد بفتحي قائلاً:
- هاتوها هي كمان.

وضعها برفق في المقعد الخلفي في سيارته ثم توجه نحو رحمة التي تحدق به بخــــوف و وجل فجذبها قابضاً على رسغ يدها ثم ألقاها في السيارة في المقعد الأمامي و انطلق بسيارته بسرعة جنونية..

أصدرت سيارته زئير مكابحها عنـ.ـد.ما توقفت فجأة ليتحدث مراد من بين أسنانه إلي رحمة:
- بتعيطي ليه يا غـ.ـبـ.ـية انتي كمان؟!

ظلت تبكي كالطفل الصغير قائلة بنحيب:
- لو مكنتش سبتها و نزلت جبت الحاجات مكنش هيحصل دا كله.

نظر لها قائلاً بتوعد وهو ينطلق بالسيارة مرة أخرى:
- اطمن عليها الأول وبعدين افضالك انتي و جاسر الكـ.ـلـ.ـب.

نظرت له وهي تهز رأسها قائلة برجاء:
- والله انا مليش ذنب أنا لما شفتها واقعة في الأرض ضـ.ـر.بت جاسر على رأسه و اغمي عليه فأخدتها و هـ.ـر.بت بيها ولما وديتها المستشفى الدكتور قال إن حصل فقد نظري ليها.

زفر مطولاً محاولاً تمالك أعصابه في هذه اللحظة، ماذا تقول تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة؟! بالتأكيد تخترع كذبة ليس إلا
ابتلع غصة في حلقه وهو يزيح هذه الفكرة من عقله قائلاً بحدة:
- انتي اكيد كـ.ـد.ابة و اخرسي مش عايز اسمع حسك لحد لما نوصل.

رحمة بضيق:
- طب وأنا هكدب ليه وهي هتفوق كمان شوية وساعتها تعرف بنفسك ... بس صدقني والله أنا مليش ذنب أنا كل اللي عملته إني انقذتها منه و مفكرتش بنفسي ممكن يعمل فيا ايه لما يفوق.

صاح بنفاذ صبر وهو ينظر إلى نورا بالمرآة:
- اخرسي بقي صدعتيني!.

توقفت عن الكلام وهي تستند برأسها على زجاج السيارة تنهمر دmـ.ـو.عها بصمت
وبعد مرور بعض الوقت...
وقف بسيارته أمام أحدي المستشفيات ليقول إلى رحمة بغطرسة:
- ما تقومي ولا عاجبك القعدة هنا؟.

رمقته بتهكم ثم خرجت من السيارة فتوجه هو نحو نورا وحملها ثم تحدث بإقتضاب:
- تعالي ورايا ومتجاوبيش على أسئلة حد فاهمة.
أومأت له بضيق ثم اتبعته.

توجه بها إلي الداخل وهو يكاد لا يصدق أنها عادت إلي أحضانه مرة ثانية!
ثم أخذها الطبيب و الممرضين ينقلونها على الفراش الناقل و دلفوا بها

وبعد مرور ساعة تقريباً...
كان لا يزال على حاله يجوب في الممر ذهاباً وإياباً بينما جلست رحمة مستندة برأسها على الحائط فخرج الطبيب قائلاً بأسي:
- للأسف المدام اتعرضت فعلاً لـ فقد بصري و غير كدا في جروح في جـ.ـسمها كتير...
~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل...
(عتمة)

هز رأسه بعدm تصديق! ، بالتأكيد لم يحدث لها شئ كهذا! تأذت حبيبته لهذه الدرجة ولم يستطيع إنقاذها!! كيف سينظر إليها الآن؟ يشعر بالخزي من نفسه كثيراً يشعر بتهشم قلبه و روحه إلي أشلاء

ضغط على شفتيه قائلاً بنبرة جـ.ـا.مدة:
- ممكن أدخل أشوفها؟.

تحدث الطبيب بعملية و هو ينظر إلى ساعة يده:
- استني نص ساعة لحد لما تفوق وبعدين أدخل.

نظر له مراد قائلاً باستخفاف:
- أنا هدخل دلوقتي ملكش دعوة.

ثم أكمل بغيرة وهو ينظر إليه بنظرات ساخطة:
- وأبعد عن وشي الساعادى عشان مش أفرغ المسدس اللي معايا في دmاغك وانا ليا كلام مع مدير المخروبة دي عشان أنا طلبت دكتورة مش دكتور!

حمحم الطبيب وهو يبتلع ريقه بخــــوف قائلاً وهو يعدل ياقه قميصه بتـ.ـو.تر:
- حضرتك إزاي تتكلم معايا كدا ده شغلي وبعد فين المشكلة.

غمغم مراد وهو يرفع نظره إلى الأعلى:
- هعد لحد تلاتة لو مش اختفيت من وشي دلوقتي مش هطلع من هنا ألا على قبرك يا خفيف.

ثم أكمل بحدة وهو يدس يده في جيب بنطاله:
- يالا ياض من هنا !

هرول ذلك الطبيب بفزع فهو لا يري سوا رجل مـ.ـجـ.ـنو.ن أمامه! أمّا رحمة فتدلي فاهها بذهول لينظر لها نظرة خاطفة ثم أمسك مقبض الباب قائلاً ببرود:
- في واحد أسمه فتحي جاي ياخدك تروحي القصر هيعرف العيلة عليكي وبعدين الخدامة هطلعك أوضتك.

عدلت حاجبها قائلة بضيق:
- إيه التناحة و الغلاسة بتاعته دي!!

أتي فتحي بعد لحظات قائلاً برسمية:
- اتفضلي حضرتك معايا أنا فتحي.
أومأت له ثم اتبعته إلي الخارج...

وفي داخل الغرفة.. جلس بجانبها يحتضن كف يدها وهو يشعر ببركان ثائر بداخله ممزوج بالاشتياق و الغيرة و الحـ.ـز.ن و الفرح بأنه وأخيراً وجدها، الرغبة الجامحة في أن يُكـ.ـسر ضلوعها بين عناقه!

تحدث قائلاً بخزي:
- فوقي يا نوري أنا آسف لاني مقدرتش احميكي من العالم ده، فوقي و قوليلي بس انتقم منهم إزاي وأنا هنفذ أي حاجة تقوليها..

ثم أضاف وهو يشـ.ـد على كف يدها قائلاً بجنون:
- أنا وصلت لمرحلة بقيت مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي! مش عايز حاجة في الدنيا غيرك...افهميني أنا بعشقك أنتي مرضي! يا تري أنتي حاسة بيا ولا لأ ؟ حبي ليكي بيزيد كل دقيقة من أول مرة وقعت عنيا عليكي وأنتي لسه مولودة.

تمتم بمئات و آلاف من كلمـ.ـا.ت الاعتذار والنـ.ـد.م وهو يدفن رأسه في عنقها دmـ.ـو.عه تنساب بمرارة، بينما داعبت رائحة عطره المميزة أنفها و دmـ.ـو.عه التي انسابت بلا توقف جعلتها تبتسم رغماً عن آلامها ثم حاوطته بذراعيها تبكي كالطفلة الصغيرة بين ذراع والدها قائلة بقهر:
- مراد انا مش شايفاك! هو أنت ممكن تسيبني عشان أنا عميا؟.

بدأ بتوزيع قبلاته على وجهها قائلاً بلهفة:
- عمري ما اسييك ... مقدرش أبعد عنك أنتي روحي وحياتي... متخافيش أنا معاكي.

أغمضت عيناها سامحة لتلك الكلمـ.ـا.ت بأن تتغلغل في خلايا روحها و تريحها فكلامته لامست قلبها و داوته من جراحه

شهقت عنـ.ـد.ما حملها فجأة فتحدثت بخفوت وخجل:
- بتعمل ايه؟! نزلني لو سمحت.

أجابها بابتسامة حنونة:
- هششش استرخي انا معاكي واحنا دلوقتي ماشيين من هنا.
~~~~~~~~~~~~~~~~
في المستشفى...
فتحت ديما عيناها بتثاقل الآلام تجتاح جــــســ ـدها من جميع الجهات، تساقطت دmـ.ـو.عها بوهن وهي تنزع تلك الأجهزة الطبية المحاطة بها لتجد والدها و والدتها يدلفا إلي الغرفة فتحدثت والدتها بلهفة:
- انتي كويسة يا حبيبتي؟ حاسة بأيه؟.

فتحدث والدها وهو ينظر إليها قائلاً باحتقار:
- معرفش انتي ملهوفه عليها كدا ليه...والله تستاهلي اللي حصلك يكش تحترمي نفسك و تمشي على الصراط المستقيم.

أكملت انتزاع المحلول بجنون و هي تهز رأسها بعنف:
- مش أنا اللي تستسلم من أولها انا هوريك يا مراد أنا أقدر اعمل فيك إيه.

حاولت النهوض ولكن ذلك الألــم لا يزال يفتك بها فصرخت قائلة:
- أنا هنا من امتا؟؟ وايه اللي حصل؟.

أقتربت عزيزة والدتها تربت على كتفها قائلة بحـ.ـز.ن:
- معلشي يا بـ.ـنتي استحملـ...

قاطعتها ديما بنفاذ صبر:
- بقولك أنا هنا من امتا؟

أخفضت عزيزة رأسها مغمغمة بحـ.ـز.ن:
- بقالك 8 أيام هنا لما مراد جابك و طلقك فضلتي تصرخي و وقعتي ومن ساعتها وأنتي هنا.

هتفت ديما بشراسة:
- مراد مش طلقني مراد ده بتاعي أنا لوحدي ... أنا عملت كل ده عشانه و عشان ابقي معاه!

ثم انفجرت بالبكاء قائلة:
- انا كنت هخلص من علي بس لما يمـ.ـو.ت نورا وبعد كدا يبقي مراد ليا يقوم يعمل فيا كدا؟!! يا مامي قوليلي إني بحبه والله انا بس مش عايزة الزفتة التانية تختطفه مني.

صاح كامل بقسوة و حزم:
- اخرسي مش عايز أسمع نفسك بتحبيه إزاي وحامل من واحد تاني، عارفة لو مكنش اللي في بطنك نزل كنت وديتك عند عمك في الصعيد عشان يقــ,تــلك أنتي واللي في بطنك.

وضعت يدها المرتجفة على أحشائها قائلة بأعين متسعة:
- يعني إيه نزل؟؟ هو أنا مش حامل ولا إيه؟!

هز كامل رأسه نفياً قائلاً بأستحقار:
- نزل عشان انتي اتعرضتي لأغتصاب ... و اسمعي بقي يا بـ.ـنت أمك لو عرفت أنك اتواصلتي مع الكـ.ـلـ.ـب اللي أسمه علي متلوميش غير نفسك أنا لسه عند تهديدي وعمك ما هيصدق أنه يعرف عنك حاجة زي دي هشرب من دmك.

انفجرت ديما في هستيريا من الضحك قائلة:
- مراد اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبني و ضـ.ـر.بني! ... ههههه ... واللي في بطني نزل! يعني أنا خسرته؟! ههههه ... أنا مش هسيبك يا مراد .. أنت بتاعي أنا وبس.

أقتربت منها عزيزة حتي تحتضنها ولكن ديما دفعتها عنها بعنف قائلة بصراخ:
- اطلعوا برا مش عايزة أشوف وش حد.

خرج كامل ساحباً عزيزة من يدها التي تبكي بحرقه على ابـ.ـنتها...بينما ضـ.ـر.بت ديما رأسها بالوسادة خلفها عدة مرات و عيناها تلمع ببريق الأنتقام و الشر...!
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتحت نسرين باب مكتب مراد بعنف بينما لم تتمكن تلك السكرتيرة من منعها بالرغم من أنها منعتها بعبـ.ـارات النهي وعدm وجود مراد ولكنها لم تكثرث ثم صاحت رافعة أنفها بغــــرور وهي تنظر إلي كلاً من خالد و سامر:
- فين الأستاذ مراد دا كمان اللي سامح لحتة سكرتيرة ترفض أني أدخل؟.

وقف أمامها سامر بطوله الفارع ينظر لها بتفحص من رأسها إلي أخمص قدmيها قائلاً بسـ ـخـــريــة:
- لما تبقي تدخلي باحترام و تستأذني الأول ابقي اتكلمي.

رفعت حاجبيها تهتف باستنكار:
- وأنت إيه يخصك يا بني آدm أنت! أبن عمي وأدخل في الوقت اللي أنا عايزاه...

وقف خالد يدفع سامر بخفة قائلاً بجدية مصتنعة وهو يحاول كبح ضحكاته:
- مراد مشي بقاله خمس ساعات و مقلش رايح فين.

نظرت إلى سامر تهتف ببرود وهي تشير إلى خالد:
- أتعلم منه و جاوب على أد السؤال.

أطلق سامر ضحكة رجولية صاخبة أستفزتها قائلاً وهو ينظر إليها باستخفاف و تهكم:
- مش حتة عيلة على آخر الزمن تكلمني بالطريقة دي و كلامي هيكون مع أبن عمك ولو معرفش يتعامل معايا أنا هعرف أتصرف معاكي و أعلمك الأدب إزاي.

نظرت له بأعين متسعة من كلامته الواثقة ثم غمغمت رافعة حاجبيها بأناقة:
- اللي عندك أعمله وانا مستنية أهو.

حسناً يكفي إلي هذا الحد فهذه الفتاة المستفزة لن تصمت إلا عنـ.ـد.ما يصفعها صفعة قاسية ولكن هذا ليس من طبعه أن يتطاول على امرأة و يبدو أنه سوف يكـ.ـسر هذا الحاجز ... أغمض عيناه لبرهة ثم تحدث ببرود وهو يشير إلي الباب:
- أمشي اطلعي برا احنا مش فاضيين لتفاهتك دي.

تآففت بضجر وهي تتمتم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة ثم صفعت الباب خلفها.

- أنت ليه بتعاملها كدا يا سامر المفروض أنك كنت بتحبها وهي صغيرة ايه اللي حصل بس؟.
تسائل خالد باستغراب ليجيبها سامر بغموض:
- اللي حصل كتير و هنشوف آخرة اللعبة دي إيه.

نظر له خالد بعدm فهم سرعان ما قهقه قائلاً بمرح:
- بس شكلك كان فانلة وهي بتهزقك كدا !

رمقه سامر بغـــضــــب وهو يشمر ساعديه يستعد حتي يُفرغ شحنة غـــضــــبه به ولكن خالد كان الأسرع عنـ.ـد.ما فر هارباً وهو يضحك بمرح.
~~~~~~~~~~~~~~~~
صعد بها الدرج ولا يزال حاملاً إياها ثم تحدث بغـــضــــب مكتوم:
- ممكن أعرف إيه لزوم الاحضان بتاعت تحت دي؟ يعني كنتي حـ.ـضـ.ـنتي أمك بس ليه بقي تحـ.ـضـ.ـني أبويا وعمي؟ لا و جدك كمان جاي كمان شوية وأكيد معاه الواد اللزج ده.

داعبت عنقه بيداها قائلة:
- عادي يا مراد دول اعمامي يعني ... فين المشكلة؟

شعرت بقشعريرة تسري في جــــســ ـده ليبتسم قائلاً بخبث:
- المفروض الاحضان دي ليا لوحدي يا هانم حتي أمك مش مسموح أنك تحـ.ـضـ.ـنيها.

تأوهت بألــم عنـ.ـد.ما اجلسها على الأريكة بهوادة فتحدث هو بقلق:
- مالك حاسة بأيه؟!

ابتسمت ابتسامه صغيرة قائلة بخفوت:
- جـ.ـسمي و.جـ.ـعني بس.

قبل جبينها قائلاً:
- خليكي هما ثانية متتحركيش.

أومأت له ليذهب ناحية الدولاب ثم أخرج لها منامة مريحة و توجه ليحملها مرة ثانية حتي أدخلها المرحاض فابتلعت ريقها عنـ.ـد.ما أستمعت إلي صوت الماء قائلة بتوجس:
- أنا فين؟!

تنهد مطولاً ثم بدأ بفك أزار قميصها قائلاً:
- انتي في الحمام.

ارتجف جــــســ ـدها قائلة بفزع و هستيريا وهي تدفعه:
- أمشي اطلع برا أنت عايز مني ايه؟!

هتف بهدوء وهو ينزع عنها ذلك القميص:
- متخافيش أنا مش عايز حاجة صدقيني و خليكي كدا يا ستي لو عايزة بس أهدي.

حاوطت جــــســ ـدها بذراعيها قائلة ببكاء:
- متعملش فيا كدا أنت وعدتني.

زفر بضيق قائلاً بهدوء:
- وأنا معملتش حاجة متخافيش بقي انا جوزك على فكرة وبقولك خليكي كدا.

حملها مرة ثانية ثم اجلسها في المغطس وما أن لمست المياه جـ.ـر.ح قدmها حتي صرخت ألــماً فرفع هو بنطالها بتـ.ـو.تر ليجد جـ.ـر.ح كبير بها فتسائل بـ.ـارتباك:
- الحرج ده من امتا يا نورا؟

بكت بهوان قائلة:
- وقعت وانا بستحمى امبـ.ـارح.

اغمض عيناه بأسي ثم جذب سائل الاستحمام و بدأ بتمريره على ذراعيها الظاهر على أظافر ذلك اللعين و قدmها المجروحة!

وبعد مرور عدة دقائق حاوط جــــســ ـدها بالمنشفة قائلاً بجمود وهو يعطيها الملابس:
- اتفضلي اقــلـــعي هدومك دي والبسي اللي في أيدك أول ما تخلصي ناديني.

خرج من الحمام ثم أجري اتصالاً هاتفياً إلى فتحي فأجابه فتحي:
= أوامر حضرتك يا باشا.

أجابه ببرود:
- نفذ اللي قولتلك عليه و سيبه مرمي كام يوم لما افضي.

= تمام حضرتك هنفذ وبالنسبة لتذاكر السفر هتكون عندك بكرة.

- نعم !! أظن أني قولتلك عايز السفر يكون بكرة يعني المفروض التذاكر تكون هنا دلوقتي.

= يا باشا مفيش سفر لـ أسبانيا إلا كمان يومين.

- مممم طب جهز طيارتي الخاصة وبكرة بعد الساعة ستة هنسافر.

= يا باشا الدكتور أتفق معاك أن العملية هتكون بعد 3 أيام.

- أخرس يا فتحي انا على أخري منك أصلاً و اقفل دلوقتي و اللي قولته يتنفذ و طبعاً خليك متابع جاسر كويس دا واحد مش سهل ومش هستني لما ياخد خطوة أنا معملتش حسابي ليها ... فاهم؟.

= فاهم حضرتك.

أغلق مراد الهاتف ثم ألقاه على الأريكة فاستمع إلي صوت نورا تناديه ليدلف إليها في المرحاض قائلاً:
- خلصتي؟

أومأت له برأسها ليسحبها من يدها إلي أحضانه قائلاً:
- متخافيش مني أبداً أنا مقدرش اغـ.ـصـ.ـبك على حاجة يا نوري.

ثم أكمل بمكر:
- دا طبعاً برضاكي أنتي.

لكمته في صدره تتمتم بغـ.ـيظ:
- قليل الأدب.

مدد جــــســ ـدها على الفراش برفق ثم جذب المرهم الملطف للألــم و بدأ بتمريره على ذراعيها وكذلك قدmها إلي أن أنتهي ثم قبل جبينها قائلاً:
- جهزي نفسك عشان هنسافر بكرة أسبانيا.

أبتسمت بسعادة سرعان ما تحولت ابتسامتها إلى حـ.ـز.ن قائلة بألــم:
- لا بلاش أسافر ملهاش لازمة أي مكان هروحه مش هشوفه.

احتضن كفها الصغير قائلاً بحنان:
- لا هتشوفي و تفتحي عيونك تاني وتعملي كل اللي أنتي عايزاه كمان ... انا اتفقت مع الدكتور و هتعملي العملية بعد يومين بس أنتي خليكي واثقة من ربنا.

أبتسمت بسعادة ثم طبعت قبلة خاطفة على وجهها قائلة:
- يارب! بس انا خايفة أوي يعني ممكن العملية نجاحها يكون مضمون ولا إيه؟.

كوب وجهها بيديه ينظر إليها قائلاً بهيام:
- سيبك من العملية و الهبل ده كله خليكي معايا !

أقترب أكثر و أقام قلبه حفل صاخب وكاد أن يرتوي من عبيرها ولكن طرقات الباب كان لها رأي آخر فتآفف قائلاً بضيق:
- واضح أن جدك وصل ودا مش وقته خالص.

عقدت حاجبيها قائلة:
- مش وقته ليه يعني هو في حاجة؟.

أزدادت طرقات الباب ليصيح قائلاً:
- سامعين والله.

هتفت الخدامة:
- الآنسة يارا و الأستاذ عاصم تحت عشان نورا هانم و عبد الحميد بيه تحت كمان.

صفقت نورا قائلة بسعادة:
- أخيراً ! وحشوني أوي.

اصطنع الانزعاج قائلاً بتهكم:
- يعني هما واحشينك وأنا لا؟.

هتفت سريعاً:
- لا والله أنت وحـ.ـشـ.ـتني اوي اوي.

قهقه بمرح حتي توهجت وجنتها أحمراراً ثم هتف قائلاً بتحذير:
- أولاً اللي حصل معاكي حادثة وهي السبب في أي حاجة حصلت يعني مش عايز سيرة جاسر في أي كلمة عشان أنا اللي هتصرف معاه و أجيب حقك بنفسي، ثانياً رحمة لما شافتك واقعة في الشارع على الطريق اخدتك المستشفى و مكنتش تعرف أنتي مين، ثالثاً ودا الأهم اياكي ثم اياكي أشوفك بتتكلمي مع شريف إبن عمك أو حتي تسلمي عليه، رابعاً عاصم افنـ.ـد.م جوز صاحبتك متسلميش عليه هو كمان، بلاش الابتسامة اللي علطول على وشك دي عايزك تقفي زي الأسد و شعرك تربطيه.

تدلي فاهها بصدmة قائلة بغـ.ـيظ:
- طب ما تمنع عني النفس أحسن وبعدين استني عندك لو سمحت متعملش حاجة في جاسر.

نظر لها بعدm فهم بالتأكيد هذه الحمقاء تهذي أو أنه أستمع إلي أسمه بطريقة خاطئة !! جاسر نعم ما سمعه صحيح ... لا مستحيل ماذا يفعل الآن؟ هل يقــ,تــلها و يقــ,تــل ذلك الوغد معها أم ماذا يفعل؟!

تشنجت عضلات وجهه قابضاً على ذراعيها يهتف بحدة:
- يعني إيه يا بت انتي؟! جرا إيه شايفاني كيس جوافة معرفش أجيب حقك ولا إيه؟ أنتي عبـ.ـيـ.ـطة صح! هو السبب في كل حاجة حصلت وانتي بتقولي لو سمحت متعملش حاجة ليـ..

قاطعته برجاء:
- عشان خاطري أنا صدقني والله هو مظلوم في الحكاية دي يعني لو اديته فرصة ممكن يتغير للأحسن والله.

أشتدت قبضته غلظة علي يدها قائلاً بغيرة:
- انتي ليه بتدافعي عنه؟! انتي أكيد عايزة تقــ,تــليني بالغباوة بتاعتك دي ... آسف يا نوري مش مرتاح غير لما أخد حقك ويا قـ.ـا.تل يا مقـ.ـتـ.ـو.ل.

ابتلعت ريقها بوجل من نبرته تلك و شعرت بأن أصابعه غرست في جلدها فتحدثت بألــم وبدأت دmـ.ـو.عها بالنزول:
- سيبني يا مراد أنت بتو.جـ.ـعني ... هو دا معني كلمة متخافيش مني! أبعد عني بقولك.

تركها ذاهباً إلي الدولاب وهو يخرج منها فستان طويل من اللون الأخضر محتشم للغاية

ثم أعطاه إياها قائلاً:
- أنا مش هتكلم كتير اخلصي يالا عشان ننزل وكلامي يتنفذ.

انفجرت بالبكاء قائلة:
- متعاملنيش كدا أنا شايفاك غيرهم كلهم أرجوك انا مش هستحمل اكتر من كدا.

لم يكن يعلم بأنه سوف يُخيفها لهذه الدرجة! ولكنه لا يستطيع تفسير شعوره بالاختناق ... كيف تدافع عنه أمامه هل جنت أم ماذا؟ وتأتي دmـ.ـو.عها دائمًا لتجعله ينـ.ـد.م على ويشعر بنصل حاد يخترق قلبه، ألا يكفيها ما فعلته به طوال ذلك الأسبوع انتزعت روحه و حياته و ذهبت بها ... كل شيء وأي مأساة حدثت معها كان سببها أولاً أخاه الأحمق و ثانياً ذلك الجاسر ... أخاه توفاه الله و لكن كل شئ فعله سيبقي ندبة في قلبها لن يستطيع محوها للأبد.. أهانها طـــعـــن أنوثتها أدخلها في دائرة انتقام دmرت حياتها...!

احتضن ظهرها هامساً بجانب أذنها:
- متقوليش عشان خاطري لأني مقدرش اكـ.ـسر خاطرك ارجوكي ملكيش دعوة بالكلام ده انا هخلص من علي و جاسر وكل اللي نزلوا دmعة من عيونك... خلاص بقي خلي قلبك ابيض.

أبعدته قائلة بخواء:
- طب اتفضل أنت وأنا هنزل لوحدي بعد ما أغير هدومي.

قبل مقدmة انفها مداعباً إياها:
- والله ما أنا متحرك غير لما أشوف ضحكتك الحلوة.

أبتسمت بتهكم:
- كدا كويس؟ اتفضل يالا.

ابتسم مراد قائلاً بخبث:
- خسارة كنت محضرلك مفاجأة بس شكلها هتكون من نصيب رحمة.

سددت له عدة لكمـ.ـا.ت في صدره قائلة بغـ.ـيظ:
- طب أطلع من هنا قبل ما اصوت و اخلى كل اللي هنا يتفرجوا عليك وأنت بتتهزق.

لمعت عيناه بحب حتي لو لم تعترف بحبها له ولكن للغيرة رأيها فأكمل قائلاً:
- ليه بس هو أنا غلطت دي حتة رحمة قمر.

صرخت به بغـــضــــب:
- بقي رحمة عجباك و بتعاكسها قدامي طب يالا مش عايزة أسمع صوتك أبداً.

قهقه بمرح ثم خرج وهو يدندن بالاغاني منتظراً إياها أمام باب الغرفة وبعد قليل خرجت هي مرتدية ذلك الفستان ولكن شعرها كان متدلي وراء ظهرها بطريقة تسلب الألباب ! وقد أزالت ذلك الشاش و وضعت لاصق طبي صغير

زفر في سأم قائلاً وهو يجز على أسنانه:
- أنتي بدأتي تعاندي من دلوقتي يا ست نورا.

جمع شعرها فتهاوت بعض الخصلات على وجهها فوضعها خلف أذنها ببطئ قائلاً بعدm رضاء وهو ينظر إلى فستانها بالرغم من أنه محتشم ألا أنه جعل لها بريقاً مميزاً أكثر:
- طب تعالي اشوفلك حاجة تانية تلبسيها شكله حلو اوي عليكي.

نزعت يدها من يده قائلة ببرود:
- عاجبني وخليك في نفسك أنا مش ناقصة و يالا ننزل.

حمحم وهو يغوص بيده في شعره قائلاً:
- طالما أنتي مش عايزة أمسك أيدك يبقي اشيلك.

صرخت بحدة عنـ.ـد.ما أنحني حاملاً إياها:
- نزلني بقولك عيب كدا يا...

قاطع كلامها صوت فاتن في الأسفل:
- انتوا بتعملوا ايه دا كله؟.

صاح مراد قائلاً بخبث وهو يقربها أكثر:
- نازلين أهو...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عانقها عبد الحميد وهو يمسد على شعرها قائلاً بحنان:
- حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي يا حبيبة قلب جدو.

كان مراد يتابعهم بنظرات غاضبة وما زاده غـــضــــباً عنـ.ـد.ما تحدث شريف قائلاً:
- سلامتك يا بـ.ـنت عمتي شكل الجوازة دي نحس من بدايتها وانتي في مشاكل ربنا يكون في عونك وعلى فكرة أنا أعرف دكتور شاطر اوي صاحبي ممكن أكلمه لو تحبي.

قاطعه عبد الحميد زاجراً إياه:
- أخرس خالص ايه الكلام اللي أنت بتقوله ده.

صمت من الجميع يتوقعوا أن تحدث مشاحنة بين كلاً من مراد و شريف ولكن مراد استطاع بمهارة أن يتريث و يتظاهر بالهدوء وعدm الأكتراث فقطعت ذلك الصمت يارا وهي تعانقها وتبكي باشتياق:
- ينفع اللي أنتي عملتيه ده يعني تبقي عارفة إني حامل و تقلقيني عليكي كدا !

سحبتها من يدها وهي تستأذن من الحاضرين:
- ممكن أخد نورا عايزة اكلمها لوحدنا.

نظر لها عاصم بابتسامة خافتة لتحدث يارا نفسها:
- ربنا يستر و توافق على كلامي انا عارفة دmاغها كفاية الإنجاز اللي عملته وانا بحاول أقنع عاصم!

~Flashback~

- أنسي يا يارا أنا خلاص اكتفيت ومش هشتغل دكتور نفسي تاني وبلاش كلام كتير.

صاح بها عاصم بنفاذ صبر لتتعلق يارا بذراعيه بخفة قائلة بتوسل به بعض الدلال:
- بقولك عشان خاطري يا عاصم متبقاش رخم بقي...طب لو مش عشان خاطري أنا عشان خاطر النونو.

أشارت إلى أحشائها تبتسم بدلال فنظر إليها وهو يهز رأسه قائلاً:
- انا مش هعيد المشهد اللي حصل قدامي، أنا فشلت في المهنة دي ومش مستعد اضحي بمريـ.ـض تاني... أنا مقدرتش أعمل حاجة وانا شايفه بينتحر كل محاولاتي معاه فشلت.

تنهدت بضيق ثم هتفت بجدية:
- دي كانت مرة وأنت مشهور بأنك دكتور شاطر وعلى العموم براحتك يا عاصم وشكراً لأنك رفضت أول طلب طلبته منك وكمان دي صاحبتي مش أي حد.

اولته ظهرها وهي تتمتم بيأس:
- متجوزة إنسان بـ.ـارد أنا غلطانة إني كلمته.

قرص عاصم خديها قائلاً:
- خلاص يا أم لسان طويل موافق بس شوفيها هتوافق ولا لأ.

صفقت بمرح:
- أيوا كدا أخيراً وافقت.
~End~

تسائلت نورا باستغراب:
- في إيه يا يارا اوعي يكون عاصم مضايقك.

رفعت يارا حاجبيها بثقة:
- مين ده اللي يضايقني دا انا انفخه.

تسائلت نورا مرة ثانية:
- أنا بدأت اتـ.ـو.تر يالا قوليلي في إيه؟!

حمحمت يارا قائلة:
- الصراحة عاصم كان عايز يقعد معاكي على انفراد.

تحدثت نورا بألــم:
- حتي انتي يا يارا.

هدرت يارا سريعاً:
- صدقيني الحاجة دي هتكون بينا احنا التلاتة أو لو عايزة ت عـ.ـر.في مراد براحتك ودا مش غلط ... هترتاحي اكتر والله.

أومأت لها نورا قائلة بشرود:
- لما أرجع من السفر نتفق و أخد أول جلسة علاج وشكراً لأنك بتفكري فيا.

همست يارا وهي تتلمس وجهها بحنان:
- يا بت أنتي أختي.

ثم عقدت حاجبيها باستغراب:
- سفر إيه بس؟

قابتلهم رحمة وهي تهبط للأسفل هي الأخري:
- انتي بقي يارا النويري أنتيمة نورا.

أبتسمت يارا وهي تصافحها بمرح:
- أنتيمة إيه بس أنا غيرانة منك والله دلوقتي بقيتوا أصحاب اكتر مني.

ثم أكملت وهي تتفحص هاتفها الذي صدح صوت رنينه:
- معلشي اسيبكم بقي الأستاذ عاصم مستعجل عشان في كشف انهارده عند الدكتورة.

أومأت لها نورا و رحمة لتقول رحمة:
- هو أنتي زعلانة مني يا نورا؟

هزت نورا رأسها نفياً:
- لا طبعاً ازعل إيه بس بقولك ممكن تدخليني الاوضة عايزة أنام ومش قادرة اقف اكتر من كدا.

تسائلت رحمة وهي تتجه بها نحو غرفتهم:
- طب هتنامي كدا ولا تحبي اجبلك هدوم تانية؟.

تثاقل جفينها وهي حقاً لم تعد تستطيع الرد فهمهمت بعبـ.ـارات النفي ثم تسطحت على الفراش ذاهبة في ثبات من النوم العميق.

بينما في الأسفل..
أبتسم مراد بخبث و هو يتفقد ساعته بالتأكيد مفعول هذا المشروب الذي أعطاها إياه هبل الهبوط للأسفل قد بدأ بالفعل، فتظاهر بالانشغال في هاتفه وصعد إلى الأعلى وما أن دلف الغرفة حتي بدأ بتجهيز حقائب السفر الخاصة بهم ولكن بسلاسة دون إصدار أصوات حتي لا تستيقظ، وما أن أنتهي رن هاتفه ليجيب قائلاً:
- عملت ايه؟

= كل حاجة تمام يا مراد بيه وبالنسبة لسفر اسبانيا هيكون الساعة ستة الصبح زي اتفاقنا.

- عملت التجهيزات اللازمة في اسبانيا ولا لأ انا لو لقيت غلطة هعلقك.

= احم ايوا يا باشا كل حاجة تحت السيطرة.

- تمام أقفل سلام.

أغلق هاتفه ثم حك عنقه بإرهاق و بدل ملابسه لملابس مريحة ليأخذ قسطاً من الراحة قبل سفرهم...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي...

استيقظت عنـ.ـد.ما لفحت نسمـ.ـا.ت الهواء البـ.ـاردة وجهها لتعقد حاجبيها بإنزعاج و ظلت تتململ في ذلك الفراش الوثير، بينما كان يتابع تحركاتها مراد و على ثغره ابتسامة مُتيم بعشقها

فتحدث قائلاً:
- قومي يا نوري احنا وصلنا اسبانيا من زمان وأنتي لسه نايمة!.

همهمت له بعدm فهم وهي لا تدري إذا كان يتحدث معها أم هي تتخيل

جلس بجانبها يقطب جبينه بتعجب فهو لا يصدق أن مفعول هذا المشروب الذي وضع فيه حباية شـ.ـديدة المفعول حتي تنام إلي ساعات متواصلة جعلها تنام إلي هذا الحد !

فتحت زرقاوتيها تهتف بهدوء:
- أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟.

ابتسم ممرراً يده على أنفها الذي استبغ باللون الأحمر قائلاً بنفس نبرتها:
- انا مبهزرش و يالا فوقي عشان تفطري و نروح للدكتور تعملي الفحوصات اللازمة.

- لا اكيد بتهزر ... طب حتي سيبني بس خمس دقايق.

- ولا دقيقة يالا بسرعة وإلا هاخدك وانزل بيكي البحر دلوقتي.

تآففت بضيق ليقول هو بحزم:
- اخلصي وبلاش دلع ورانا حاجات كتيرة نعملها، والحمام بتاعك جاهز.

وبعد مرور عدة ساعات..

- سيد مراد لقد انتهينا من الفحوصات و هناك احتمال بأن تفشل العملية ولكن اطمئنوا نسبة النجاح كبيرة.

صاح بها الطبيب بعملية ليبتلع مراد ريقه قائلاً:
- هل هناك خطر عليها؟.

هز الطبيب رأسه قائلاً:
- كما قلت سابقاً الاحتمال بالنجاح هو الأكبر ومن الممكن أن أبدأ بإجراء العملية اليوم فقد غير أحد المرضي ميعاد عمليته.

أبتسم مراد بأمل سرعان ما نظر إلى الطبيب قائلاً بتحذير:
- إذا حدث لها شيء ولو بالخطأ سوف اجعلك تتمني المـ.ـو.ت.

قهقه الطبيب قائلاً:
- يبدو أن لدينا صديق عاشق ! أهدأ مراد فهي زوجة صديقي أعدك بأني سأفعل ما بوسعي.

تنهد براحة ثم صاح سريعاً:
- أنت كثير الكلام دانيال فلتذهب و تجري العملية الآن ... وأين ذهبت هي الأخري؟!

ربت دانيال على كتفه قائلاً:
- لا تزال في الداخل منتظرة إياك ... مسموح لك بالجلوس معها فقط ثلاثون دقيقة حتي نبدأ العملية، واتمني في هذا الوقت القصير تحاول أن تطمئنها قدر المستطاع.

أماء له مراد بأمتنان ليرفع دانيال حاجبيها وهمس بصوت خافت:
- أحذر يا صديقي ولكن جوليا أصبحت تعمل هنا في هذه المشفي وإذا رأتك سوف تلتصق بك كالعلكة أنت تعلم جيداً كم كانت تحبك.

هز مراد كتفيه بلامبالاة ثم أولاه ظهره قائلاً:
- حذاري أن تخطئ أنت دانيال.

طرق على الباب ثم دلف إليها فوجدها تفرك يدها بـ.ـارتباك و التـ.ـو.تر بادي على وجهها فصاحت بصوت مهتز:
- مراد الدكتور قالك ايه؟.

عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً باستنكار:
- طب أنا متكلمتش ولا عملت حاجة عرفتيني إزاي؟

أجابته بتلقائية:
- عرفتك من البرفان بتاعك مميز عن غيرك.

ابتسم بثقة ثم أقترب منها مقبلاً جبينها بعذوبة:
- شوفي يا ستي أنا اتكلمت مع الدكتور وقال إن نسبة النجاح مضمونه بإذن الله وممكن تعمليها من دلوقتي.

تشبثت بقميصه بقوة قائلة بخــــوف:
- لا انا خايفة ... خليك معايا.

رفع حاجبيه قائلاً بمزاج مصطنع وبداخله يشعر بالانهيار بسبب حالتها تلك:
- جرا ايه يا بت كفاية جُبن دي حتة عملية في خمس دقايق وأن شاء الله هترجعي تشوفي تاني.

- طب لو حصل حاجة أنا...

قاطعها برفق:
- هشش خليكي ريلاكس ومفيش حاجة هتحصل خلي ثقتك في ربنا كبيرة.

أستمع إلى طرق الباب ليصيح بمرح:
- يا بـ.ـنتي أبعدي كدا هيفكروا أنك بتتـ.ـحـ.ـر.شي بيا عشان أنا واد امور.

أبتسمت بسعادة ليدلف دانيال قائلاً بمرح:
- يبدو أن صغيرتنا مستعدة بفضل ذلك الليث!

أمسكه مراد من ملابسه قائلاً من بين أسنانه بغـ.ـيظ:
- ايها الأحمق أنها صغيرتي أنا فقط ... يبدو أنك اشتقت إلى الضـ.ـر.ب المبرح اليس كذلك؟ فقط لأنني أثق بنجاحك سمحت لك بإجراء هذه العملية.

حاول دانيال أن يكبح ضحكته بصعوبة وهو يزيح يد مراد من ملابسه قائلاً إلى نورا:
- تفضلي صغيرتي ... أقصد صغيرة أخي حتي نبدأ.

أومأت له بتفهم فسحبها مراد من رسغ يدها ببطئ حتي دلفت إلي غرفة العمليات...
~~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد...

ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره عنـ.ـد.ما أستمع إلي صوت صراخها بأسمه في الخارج بالتأكيد ستأتي و تسبه وتلعنه على ما فعله ولكن هذا لا يهمه، ما يهمه حقاً هو أن يرضي فضوله و اشتياقه الذي يزداد ثانية وراء الأخري و ينظر ويتمعن بعسلياتها حتي وإن كانت غاضبة بما فعله ولكنها كانت بالتأكيد سوف تعلم بأنها زوجته لا محالة

انطلقت شرارة غـــضــــبها وهي تفتح باب غرفته بقوة يظهر على وجهها الغـــضــــب اللذيذ !

أقتربت أكثر أمام سريره صارخة بغـــضــــب هادر:
- فهمني و قولي انا جاي عندي إنذار من بيت الطاعة عشان أرجع البيت إزاي؟! أنا من امتا وأنا مراتك يا حـ.ـيو.ان؟!!

التوي جانب فمه بابتسامة لامعة لم يختبرها من قبل وأقسم بداخله ألا يُخرجها من هذا البيت مرة ثانية...
~~~~~~~~~
في مكان آخر و تحديداً في بريطانيا...

صافح علي ذلك الرجل الذي أمامه بحرارة قائلاً بأمتنان:
- لولاك مكنتش عرفت أهرب من البلد.

أشار له ذلك الرجل بالجلوس مغمغم بخبث:
- مفيش الكلام ده بينا ... أنت عارف أن المصلحة بينا مشتركة وانا في اللعبة دي يا قـ.ـا.تل يا مقـ.ـتـ.ـو.ل.

تسائل علي بتوجس:
- بس غريبة اللي كنت أعرفه أنكم أصحاب اوي ايه اللي حصل بقا؟!.

قهقه قائلاً بسـ ـخـــريــة:
- في مثل حلو أوي يا علي بيقولك أحذر عدوك مرة و صديقك ألف مرة.

ثم أضاف بغموض:
- أطلع ارتاح يا علي دا بيتك برضوا وسيبني أنا اقرر هعمل ايه !
~~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
(نجمة ساطعة)

أقتربت رحمة أكثر أمام سريره صارخة وقد تملك منها الغـــضــــب فما فعله كفيلاً بأن يجعلها تقــ,تــله:
- فهمني و قولي انا جاي عندي إنذار من بيت الطاعة عشان أرجع البيت إزاي؟! أنا من امتا وأنا مراتك يا حـ.ـيو.ان؟!!

التوي جانب فمه بابتسامة لامعة لم يختبرها من قبل وأقسم بداخله ألا يُخرجها من هذا البيت مرة ثانية، ولكنها غرست روحه بكلمـ.ـا.تها التي القتها عليه:
- بكرهك و بكره سيرتك اللي أنت عملته في نورا كبير اوي و احسن حاجة للي زيك أنك تمـ.ـو.ت ... يكش الوساخة و الندالة اللي في دmك تختفي من حياة كل اللي أذيتهم ... أفهم بقا أنت مريـ.ـض و مـ.ـجـ.ـنو.ن محدش عاقل يعمل اللي أنت عملته ده.. البـ.ـنت بسببك دلوقتي مش بتشوف و يا عالم إذا كانت العملية بتاعتها هتنجح و ترجع تشوف ولا لأ.

جحظت عيناه بصدmة و شعر بتجمد أطرافه من حديثها الأخير فهتف وهو يرمقها باستنكار وعدm تصديق:
- أنتي أكيد بتقولي كدا عشان تختبري رد فعلي مش صح؟ قوليلي أن كلامك غلط ! والله ما كنت أقصد.

تحدثت بتحشرج و الدmـ.ـو.ع تنساب من عسلياتها بغزارة:
- لا حصل ... حصل و دmرت حياة بـ.ـنت ملهاش ذنب في أي حاجة.. دايرة الأنتقام اللي أنت محاوط نفسك بيها قــ,تــلت فيها بـ.ـنت مهما حصل متقدرش تتخطى اللي أنت عملته! طب ليه عملت كدا؟ أنا مش فاهمة وصلت بيك الوقاحة أنك تمد أيدك عليها و تحاول تعتدي عليها!

طأطأ رأسه خجلاً وبدأ يشعر بتحجر الدmـ.ـو.ع بمقلتاه قائلاً:
- والله العظيم المرة دي أو اللي قبلها معملتش فيها حاجة ... آخر مرة أنا مكنش قصدي اعتدي عليها أنا كنت عايز أبعدها عن البلد دي و اخفيها من حياتهم كلهم يمكن النار اللي في قلبي تهدي، بس هي فهمتني غلط وكان معاها حق انا لما دخلتها الاوضة كنت عايز احبسها فيها بس هي عصبتني و فضلت تقاومني بطريقة غريبة عشان كدا خبطتها بس مكنش قصدي اعمل كدا ولما شفت دmها ارتعبت و جيت اشيلها اوديها مستشفى انتي خبطتيني، والمرة الأولى أنا مقربتش منها ولا اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبتها..

~Flashback~
(جانبه المُظلم)
أزدادت وتيرة أنفاسه بخــــوف عنـ.ـد.ما تشنجت عضلات جــــســ ـدها بين يداه ! لعن نفسه بداخله لأنه كان على وشك أن يغتصبها، هز رأسه بعنف بالتأكيد لم تفارق الحياة ولكن شحوب وجهها يشعره بالفزع الشـ.ـديد، ربت على وجهها عدة مرات علها تفيق ولكنها كانت غائبة عن الواقع تماماً!

ظلت يداه تغوص في شعره بعدm تصديق ليرتدي قميصه و سترته بهرجلة ثم نظر إلي حازم ليجده لا يزال يبكي للحظة أبتسم بتشفي وانتصار حتي وإن لم يستطع إكمال ما بدأ ولكن ستبقي نظرة الذل في أعين حازم أفضل شيء يرآه في حياته ثم بصق في وجه ذلك الحازم قائلاً بوعيد:
- دي لسه البداية يا حازم أستعد لجحيمك ! حق جميلة أختي هيرجع ... انا صحيح معملتش في مراتك حاجة لأني مش هدخل بـ.ـنت ملهاش ذنب في حاجة في انتقامي منك و صدقني هتمـ.ـو.ت مذلول.

توجه نحو فراش تلك الراقدة وهو يوصد عيناه بنـ.ـد.م وغـــضــــب عارم تغلغل في خلايا روحه، حملها بين يداه بعد أن حاوط جــــســ ـدها بإحدي الأغطية ثم خرجا من الغرفة ليذهب بها إلى أقرب غرفة تقابله و وضعها برفق ثم دثرها جيداً و أحضر هاتفه من سترته و فتحه بنفاذ صبر وهو يتصل بطبيب صديقه ليجيبه صديقه
= في إيه يا جاسر أنت كويس؟
- بقولك يا حسن بلاش كلام كتير انا كويس بس هبعتلك العنوان المكان اللي انا فيه عايزك تكون قدامي حالاً.
= حاضر حاضر انا هكون عندك دلوقتي بس ابعتلي الـlocation على الواتس.
- طب سلام.

أرسل إليه العنوان ثم استدار نحوها وهو يبتلع ريقه بصعوبة لم يكن يعلم بأنه سوف يتمادي لهذه الدرجة! ليس من شيمه أن يضـ.ـر.ب امرأة لم يفعلها حتي مع زوجته التي خانته!
أغلق عيناه عنوةً و قهراً لا لن يستطيع أن يظل في هذا المكان أكثر سوف ينهار في أية لحظة... هرع إلي الخارج راكضاً وكأنه يهرب من سـ.ـجـ.ـن مكث فيه طوال حياته!
ركب سيارته بهرجلة وهو يحارب كي لا تسقط دmـ.ـو.عه رغماً عنه ثم انطلق بها بأقصي سرعة!

لماذا يتذكر شقيقته الآن؟ لماذا ضحكاتها المرحة و المحبة لقلبه التي كانت تهون عليه مشقة الحياة تتردد في عقله الآن؟! فتاة مثلها في مقتبل عمرها يافعة بالحياة لا تكف عن المزاح... تذكر سعادتها البالغة عنـ.ـد.ما أحضرت نتيجة الثانوية وحققت حلم حياتها بأن تدخل كلية الطب و تُصبح طبيبة أطفال نظراً لعشقها لتلك المخلوقات الصغيرة البريئة.. تذكر خطيبها شهاب ذلك الشاب الرزين المتفهم الذي عشقها كما عشقته هي..

شقيقته، والدته، والده، زوجته الهاربة، وأخيراً رحمة تلك الفتاة التي تآجج بداخله شعور لم يعهده قبلاً كلما نظر إلى عيناها المعـ.ـذ.بتان يحلق في السماء! تعتبره رئيس عملها ليس إلا ولكن ماذا عنه؟! براءة ملامحها و طفولتها تجعله يشعر كأنه شيطان يسير في الأرض..

ذلك الجمود و القسوة التي يتظاهر بها ما هي ألا قناع يرتديه يُخفي حقيقته حقيقة أنه طفل صغير ضائع فقد كل شيء و تبدد بداخله ظلام دامس، عاصفة دبت بداخله لتمرمغه يميناً و يساراً بلا رحمة...

أزال دmـ.ـو.عه المنهمرة بكف يده بعنف ثم توقف بسيارته على جانب الطريق و آخذ هاتفه ليجيب على اتصال حسن قائلاً بصوت بح باكي
- عملت إيه يا حسن؟
= مال صوتك يا جاسر أنت بتعيط؟!
- يوووه بقا ... وصلت ولا لسه؟
= أيوا وصلت بس رجـ.ـالتك قالوا إنك مشيت.
- أسمع بقا ... أنت هتدخل لـ بـ.ـنت اغمي عليها شاف مالها و حصل معاها ايه وعالج الكدmـ.ـا.ت اللي في وشها و أيدها ولو شفت واحد تاني متبهدل متعملش ليه حاجة سيبه زي الكـ.ـلـ.ـب المهم تنفذ اللي قولتلك عليه بخوص البـ.ـنت.
= بـ.ـنت مين؟ ما تفهمني يا جاسر انا بدأت أقلق.
- أسمع الكلام و نفذ وبعدين نبقي نقعد و نتكلم و بلاش رغي.
= تمام يا سيدي سلام.

ألقي هاتفه في المقعد بجانبه ثم نظر حوله بضياع... شرد مُفكراً كيف وصل إلى هنا؟ حقاً لا يعي اي شيء يحدث لا يُصدق أنه قطع هذا الطريق الطويل دون وجهة محددة.. عاد بسيارته مرة ثانية قاصداً فيلته حتي وصل فهبط منها وسار إلي الداخل ببطئ و تثاقل شـ.ـديد حتي جلس على أحدي المقاعد في البهو و أراح ظهره يفك ازار قميصه حتي وصل إلى منتصف بطنه ثم وضع يده على عيناه مغلقاً إياها....حتي جاءه صوتها الناعم الدفئ:
- مستر جاسر حضرتك كويس؟.

نظر لها بجمود فحمحمت رحمة قائلة بتعثلم:
- طب ... آآ حضرتك أحضر الأكل ... ولا يعني تشرب قهوة؟.

نهر نفسه ها هي تأتي بصوتها الذي يسقط على مسامعه كالطرب و معذوفة عـ.ـذ.بة تآسره كلما نظر أو أستمع إليها..
نهض واقفاً أمامها بطوله الفارع الذي جعلها تبدو طفلة أمامه تنظر إليه ببراءة و استغراب حتي نظرت إليه برعـ.ـب عنـ.ـد.ما جذبها من يدها لترتطم بجــــســ ـده فتحدثت بخفوت:
- مستر جاسر في إيه؟!

ابتسم لها بـ.ـارهاق سرعان ما أخفاها بداخل صدره معانقاً إياها بقوة قائلاً بضعف:
- ارجوكي متبعديش انا محتاجك أوي.

شل حركة جــــســ ـدها ولم تستطع الإفلات حتي انصاعت إليه..! ولكن ما الذي أصابه حتي يفعل ما يفعله الآن؟ فليبتعد عنها و يتركها وشأنها ! لماذا يرتجف بهذا الشكل؟ لا تستطيع دفعه هو الآن المسيطر على جــــســ ـدها من جميع الجهات
شهقت بخــــوف عنـ.ـد.ما امتدت أنامله تسحب حجابها بهوادة فصاحت بإنفعال:
- لو سمحت أبعد اللي أنت بتعمله ده غلط!.

لم يكترث لما تقوله إنما أزال الحجاب تماماً دافناً وجهه مستنشقاً رائحة شعرها التي بدت كرائحة الياسمين فتحدث بخفوت وتوسل:
- والله هي المرة دي بس ومش هعمل كده تاني بس خليكي أنا محتاجك.
أغمضت عيناها بقوة حتي طال صمتهم لدقائق لا يعلموا عددها فقط يستنشق عبيرها يتشبث بها كأنه طفل يحتضن والدته خائفاً من ضياعها..

أبعدها عنه ولا يزال ممسكاً بذراعيها قائلاً بـ.ـارتباك ونظرة شغف ظهرت في ملقتاه:
- سامحيني دي آخر مرة .... آسف.

دفعته بعيداً ثم أنحنت جاذبة حجابها و وضعته على شعرها ثم نظرت إليه بعتاب ولوم و فرت إلى غرفتها القريبة من المطبخ.

وفي اليوم التالي...
بدل ملابسه ثم توجه إلى حجرة الطعام حتي أتت أحدي الخادmـ.ـا.ت واضعة الطعام أمامه، ازدرد في تـ.ـو.تر فمن المفترض أنها من تُحضر الطعام بنفسها، كيف يسأل عليها وبأي صفة؟.

تنهد بضيق ثم أشار إليها بالذهاب بعد أن انتهت ولكن فجأة أوقفها متسائلاً:
- مين اللي حضر الفطور وبعدين ليه مجبتيش القهوة؟!

أجابته بجدية:
- رحمة هي اللي حضرته و القهوة هتكون عند حضرتك حالاً.

زفر بـ.ـارتياح منتظراً قدومها حتي خطت نحوه حاملة فنجان القهوة التي تسلل إلى أنفه فهو لا يشرب القهوة سوا من يدها لا يفهم كيف تكون قادرة على أن تجعلها كما يريد تماماً ! وضعتها أمامه ثم انصرفت بهدوء دون النظر إليه...

وبعد ساعتين...
كان جالساً بغــــرور و وقار أمام حسيني ليقول حسيني بتوجس:
- وأنت عرفت منين أنها عملالي توكيل؟

نظر إليه بازدراء ثم قال بغطرسة:
- أنت هتسألني ولا إيه؟ أخلص و أمضي.

تحدث حسيني بجشع:
- طب طالما الموضوع فيه جواز يبقي السعر يزيد شويتين.

زفر جاسر بنفاذ صبر:
- طب أمضي يا زفت عشان المأذون يمشي.

امتثل حسيني لآوامره ليصيح المأذون قائلاً بهدوء:
- بس يا أبني المفروض كانت العروسة تكون موافقة على جوازها منك.
لم يجيبها جاسر فهو قد حقق ما أراد وأصبحت زوجته.

~End~

كانت رحمة تنظر إليه بأعين متسعة ثم اقتربت أكثر لتصفعه بقوة و ركضت إلي الخارج تاركة إياه يبكي بانهيار كعادته.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اسبانيا...

وبعد عدة ساعات بعد أن استيقظت نورا من أثر المُخدر ولكن كان على عيناها شريط طبي... شـ.ـدت على يد مراد تستمد منه القوة ليتحدث بهمس مطمئناً إياها:
- نوري خليكي واثقة أنها هتنجح بإرادة ربنا وبلاش الخــــوف ده ... انتي هترجعي تشوفي من جديد عشان أول حاجة عُمر و عشان تحققي ذاتك و تعملي كل اللي أنتي عايزاه.

أبتسمت بـ.ـارتعاش وقد بدأت كلامته بتخفيف آلامها و خــــوفها رويداً رويداً ليأتيها صوت دانيال قائلاً بابتسامة:
- هل أنتي مستعدة زوجة أخي؟

أومأت له بإضطراب ليردف قائلاً:
- من الواضح انكِ متـ.ـو.ترة بعض الشئ وهذا ليس جيد على الاطـ.ـلا.ق... استرخي تماماً و أنا أؤكد لكِ بأنها ناجحة... وأن حدث العكس لا بأس صديقتي سنحاول مرة أخرى.

صفعه مراد على مؤخرة عنقه (قفاه 😂) قائلاً بحنق:
- أخلص يا قنبلة التفاؤل و نقطنا بسُكاتك.

وضع دانيال يده مكان الصفعة قائلاً بألــم:
- لا أفهم من كلامك شيئاً ولكن يبدو أنني أخطأت بقول صغيرتي... حسناً أعتذر.

قهقهت نورا بصخب ليصر مراد أسنانه بغـــضــــب فابتعد قليلاً سانحاً لـ دانيال الفرصة بأن ينزع العصابة من عيناها ولكنه ظل مُمسكاً بيدها يبتسم بأمل..

دقات قلبهما المتزايدة بجنون كانت العامل الأكبر بأن تجعل التـ.ـو.تر يسيطر عليهم.. شعر ببرودة يدها عنـ.ـد.ما أزاح دانيال ذلك الشريط من عيناها ... أزداد تنفسها حتي تحول إلى لهاث ليأتيها صوت دانيال المحفز:
- لما أنتِ مُغلقة عيناكِ إلي الآن؟! هيا ايتها الفتاه أفتحي تلك الزرقاوتان لنري.

فتحت عيناها ببطئ و تأني شـ.ـديد ولكنها شعرت بشعاع نور مشوه أمامها..

- إيه يا نوري شايفة إيه؟!
استفسر مراد بقلق ولكن لم تصله إجابتها... فهي فقط كانت ترفرف بأهدابها محاولة الرؤية بوضوح حتي أبتسمت باتسـاع وسعادة لا مثيل لها عنـ.ـد.ما وقع نظرها وبدأت ترآه بوضوح... جالساً بهيمنة و عظمة لا تليق إلا به وحده طلته الساحرة سلبت آنفاسها لثوانٍ ولكن ذلك الطبيب الغـ.ـبـ.ـي قاطع تأملها بجاذبيته و وسامته المُفرطة:
فتحدث دانيال بمزاح:
- لما لا تتحدثي سوف يجف حلقي من الإنتظار.

حرك يده أمامه وجهها لتبعد يده حتي تستطيع رؤية فارسها بوضوح، بينما تهللت اسارير مراد فرحاً برد فعلها فيبدو أن العملية نجحت بفضل الله !
أزاحه مراد هو الآخر عن طريقه لتصرخ نورا بسعادة ثم اندفعت إلي أحضانه بقوة لتتسع عيناه بدهشة فدائماً هو من يبادر بعناقها أولاً بل الأجمل من هذا أنها أصبحت تري من جديد..
تعالت خفقات قلبه بجنون حتي انعكست على صدرها فابعدته تنظر إلي وجهه بفرح و لهفة لم تستطع التحكم بها قائلة بعدm تصديق وهي تتحسس وجهه:
- مراد أنا شايفاك!! انا بحبك أوي ربنا يخليك ليا..
(أنا هعيط يا جماعة ❤)

عانقته بحرارة مرة ثانية بينما شعر هو بأن الدهشة قد سيطرت عليه و.جـ.ـعلته غير قادر بالتفوه بأي شيء..

قبّل جانب أذنها بحانية و عشق.. ليحمحم دانيال قائلاً:
- فلتهدأ قليلاً أيها الفهد نحن في مشفي..
ثم وجه حديثه إلي نورا بابتسامة رسمية:
- مبـ.ـارك لكِ صغيرة أخي اتمني لكم حياة سعيدة.

أجابته نورا بأمتنان:
- شكراً لك كثيراً أيها البطل واتمني لك النجاح دوماً.

رفع دانيال يده بطريقة درامية وهو يعدل من ياقه قميصه بغــــرور:
- لا داعي للشكر صغيرة أخي فأنا بالخدmة...
ولكن حقاً أفضل شيء حدث أن العملية اُجريت سريعاً لأن كلما مر الوقت كان نسبة النجاح أقل.. مبـ.ـارك لكِ مرة ثانية، اعذروني يجب أن أذهب الآن لدي موعد عملية بعد دقائق ولا تنسي أن تأخذي الأدوية التي اوصيت بها.

أومأ له مراد قائلاً بابتسامة:
- يجب أن تأتي أنت و زوجتك في زيارة الينا في مصر بالقريب العاجل.

أماء له دانيال ثم خرج من الغرفة تاركاً عاشقان السعادة تغمرهم إلى أبعد الحدود...!

تحدث مراد وهو يقترب من شفتاها:
- ألف مبروك يا نوري.
التقط شفتيها بقبلة حانية يبث بها عن مدي سعادته و سروره لتبدأ هي بالتجاوب معه بخجل...

فرق قبلتهم قائلاً بأنفس لاهثة مستنداً بجبينه على جبينها:
- من بكرة هنرجع مصر تاني.

عبست ملامحها قائلة بحنق:
- بس أنت عارف إني بحب اسبانيا وكان نفسي أسافر هنا من وانا صغيرة.

قرص وجنتها قائلاً بمرح:
- بلاش تعملي بوشك كدا عشان بحبك اكتر والله...وبعدين اعذريني بس في صفقات ومناقصة مهمة جداً والمفروض أمضي عليها، و صدقيني هنكون هنا في أسرع وقت بس أخلص اللي ورايا عشان أنا انشغلت كتير في الاسبوعين اللي فاتوا.

هزت رأسها بتفهم:
- خلاص اتفقنا أنا أصلا همـ.ـو.ت وأشوف عمر و...

قاطعها زاجراً إياها بحدة:
- إياكي تجيبي سيرة المـ.ـو.ت أنتي فاهمة... لو سمعتك بتقولي كدا تاني متلوميش غير نفسك أنتي عمرك ما تسبيني تاني انتي بتاعتي يا نورا.

ابتلعت لعابها بخــــوف من نبرته التي بدت كالجنون ولكنها أومأت له برأسها عدة مرات ليُقبل جبينها قائلاً:
- هنزل أشوف إجراءات الخروج عشان نخرج انهارده...

اشاحت بوجهها بعيداً عنه ليمسك ذقنها مجبراً إياها على النظر إليه:
- أنا آسف بس مبحبش تجيبي سيرة المـ.ـو.ت حتي لو متقصديش.

رسمت ابتسامة مزيفة على ثغرها فتوجه إلي الأسفل حتي ينتهي من الإجراءات اللازمة ثم صعد مرة ثانية بعد مرور بعض الوقت..

دلف إلي الغرفة ممسكاً بكيس به ملابس خاصة بها فوجدها لا تزال على جلستها عاقدة ذراعيها أمام صدرها بتذمر طفولي، أبتسم بيأس ثم أقترب جالساً أمامها قائلاً بصوته الاجش:
- واضح أنك لسه زعلانة..
وضع يده على جبهته يتصنع التفكير:
- تعمل إيه يا مراد عشان تصالحها؟ تعمل إيه يا مراد عشان تصالحها... بس لقيتها إيه رأيك لما نرجع نروح المول ونعمل كل اللي أنتي عايزاه؟.

التمعت عيناها بحماس ثم تحدثت بعفوية و براءة:
- يعني لما نوصل مصر مش هتقول مشغول وترفض؟.

هز رأسه بنفي لتقبله على وجنته بتلقائية فأغمض عيناه على أثر ملامسة شفتاها الناعمة لوجهه.. ثم نهض وهو يحاول كبح رغبته فى تقبيلها مرة ثانية قائلاً:
- قومي عشان تجهزي و نمشي.

بدأ بنزع ذلك الرداء الخاص بغرفة العمليات لتنظر إليه بخــــوف و خجل بآن واحد فهمس قائلاً:
- ممكن تبطلي خــــوف و رعشة عشان اكمل قولتلك مش هأذيكي..

اغمض عيناه ما أن أنتهي ليسحب فستانها بسرعة ثم وضعه عليها و.جـ.ـعلها توليه ظهره ليُغلق سحابة فستانها ثم أدارها مرة ثانية لتنظر إليه بوجهها الذي اصتبغ بحُمرة قانية ليزفر في راحة ثم شبك أصابعه بأصابعها وسار بها في الممر..

- أوه ! مراد هنا ولم أراه..
صاحت جوليا من ورائهم بدهشة ليلتفت كلاً من مراد و نورا لمصدر الصوت فكانت فتاة صارخة بالجمال بشعرها الاشقر كخيوط الذهب و ملامحها الفاتنة...

ابتسم لها مراد لتقفز في حـ.ـضـ.ـنه بسعادة مبالغ بها بينما تسمرت نورا بمكانها ! واشتعلت عيناها بالغـــضــــب بمعانقة تلك الصفراء إليه... وجدت يدها تفرق بين عناقهم بحدة فنظرت إليها جوليا باستغراب لتهتف نورا بغيرة و غـــضــــب:
- ابتعدي عنه و يكفيكي التصاقاً به ... ما هذه الأخلاق!

رمقتها جوليا باستخفاف قائلة بدلال مبالغ متعمدة الالتصاق به:
- من تلك الفتاة؟ يا إلهي كيف تسير مع عديمة أخلاق مثلها؟!

دفعها مراد بعيداً عنه يرسل إليها نظرات مرعـ.ـبة ثم صاح بغـــضــــب:
- لا تتحدثي مع زوجتي كهذا مرة ثانية وألا سأنسي أنكِ صديقتي و سيكون عقـ.ـا.بك وخيماً والآن ابتعدي مثلما قالت.

أمسك بيد نورا ساحباً إياها بينما ودت نورا لو ظلت أمام تلك الصفراء لتقــ,تــلع شعرها بين يداها...ثم خرجا سوياً ليذهبا....
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت رحمة جالسة أرضاً في أحدي زوايا الغرفة تضم ركبتيها و تنساب دmـ.ـو.عها مثل الشلالات لا تعلم لما تشعر بالشفقة تجاهه قلبها يدعوها بأن تذهب إليه و تطمئنه بأنه بجانبه ولكن عقلها يصـ.ـر.خ بأنه ظالم تزوجها دون علمها و رغماً عنها و أذي صديقتها التي اعتبرتها أختاً لها..

نهضت محاولة استجماع شجاعتها فهي ستذهب إليه و تفعل واجبها دون التحدث معه أو التجادل في أي شيء وفي الصباح سوف تذهب بلا رجعة! إذن طالما سوف تذهب إليه سوف ترغمه على طـ.ـلا.قها...

أمسكت مقبض الباب بتردد ثم زفرت في الهواء تحدث نفسها:
- أهدي كدا يا رحمة انا هخليه يطـ.ـلقني غـ.ـصـ.ـب كفاية لحد كدا
أكملت وهي تنهر نفسها باستخفاف
- ايه الاوفر بتاعي ده أنا لو شفته دلوقتي مش بعيد اصالحه من نفسي اه مانا واقعة و محدش سمي عليا.

رسمت ملامح مقتضبة على وجهها ثم دلفت لتجده جالساً على كرسي متحرك في شرفة الغرفة فقد عمل مراد بعناية على أن يكـ.ـسر قدmاه و يده اليسرى و يده اليمني من الاعلي ناحية كتفه بجانب وجهه الملئ بالكدmـ.ـا.ت المتلونة، وقفت خلفه ولكنه حقاً لم يشعر بها فقد كان شارد الذهن... حركت كرسيه بخفة حتي دلفا إلي الداخل ليبتسم بداخله فهي إلي الآن لم تغادر، جلست هي على حافة الفراش جاذبة الضمادات ثم بدأت بتمريرها على وجهه بهدوء..
تآوه بألــم عنـ.ـد.ما ضغطت على أحدي الأماكن المتورمة لتنظر إليه بقلق فتحدث ساخراً:
- إيه رجعتي في رأيك و قبلتي بالأمر الواقع ولا لسه منشفة دmاغك.

وضعته يدها على مؤخرة عنقه مقربة إياه قائلة بخفوت:
- بلاش أسمع صوتك عشان أنا كرهته و الكلمة الوحيدة اللي عايزة أسمعها منك أنك تطلقني.

تجــــســ ـد الألــم و النـ.ـد.م في عيناه ولم يتفوه بشيء آخر فقط ملامسة أناملها الناعمة لوجهه تُسكن ألــمه و روحه، أخرجت أنبوبة مرهم مضاد للألــم لتبدأ بتوزيعه على كتفه فهو كان مرتدي قميص قطني أسود بحاملات عريضة أظهرت عضلاته... انتهت لتأخذ مرهم من نوع آخر و مررته على وجهها... نظرت له بتقييم بعد أن انتهت ولم تستطيع مقاومة كتلة الضحك التي انفجرت بداخلها لينظر إليه بدهشة واستغراب فصاحت من بين ضحكاتها:
- إيه فايدة العضلات دي و أنت منفوخ بالشكل ده.

اشاح بنظره يزفر بأنزعاج و غـــضــــب لتهدأ هي ثم استعادت جمودها قائلة:
- طلقني.

تآفف جاسر قائلاً ببرود:
- مسمعش الكلمة دي تاني ومفيش طـ.ـلا.ق..
ثم أكمل بألــم:
- متبعديش أنتي كمان انا مليش حد.

قاومت شعورها بالحـ.ـز.ن لتخرج من الغرفة...
~~~~~~~~~~~~~~~~
في صباح يوم جديد...

داعبت أشعة الشمس الذهبية عيناها لتفتحها ببطئ مبتسمة بسعادة غمرتها من جديد... فوجدته يولي لها ظهره العاري لا يرتدي سوا بنطال قطني فقط و يحزم أمتعتهم معاً

- صباح الخير يا نوري.
صاح مراد وهو لا يزال يضع الملابس الخاصة بهم في الحقيبة لتتعجب هي فهو لم ينظر إليها حتي، كيف علم باستيقاظها فأجابته بصوتها الناعس:
- صباح النور ... بس انت بتعملهم ليه دلوقتي؟.

توجه نحوها جالساً بجانبها ثم هتف بعبث:
- مفيش حاجة اسمها صباح النور أنا عايز صباحي يكون مميز !
هزت رأسها وكادت أن تعترض ولكنه ابتلع كلامها داخل جوفه.

وبعد مرور ساعتين...
جلسا في طيارته الخاصة التي آتيا بها أثناء المجيء
حتي غفت مرة ثانية بين يداه فتمتم مراد بيأس:
"بطلة العالم في النوم و الإغماء!"

ربت على وجهها قائلاً بحنو:
- نوري قومي بقا دا كله نوم! قومي و كفاية كسل.

تملمت بنعاس بين ذراعيه، بينما احتواها أكثر يضم ذلك المعطف الكبير على جــــســ ـدها فتحدثت بخفوت وهي تتوسد صدره:
- احنا فين؟ انا عايزة أشوف ماما و عمر.

أطلق ضحكة عالية قائلاً بمرح:
- طبعاً يا حبيبتي...اصحي بس الأول ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين.

ضـ.ـر.بته بقبضة يدها الصغيرة على صدره وحاولت النهوض ولكنه أحكم الإمساك بها، فأتي صوت مضيفة الطيران التي تحدثت بصوت حاولت قدر الإمكان أن تجعله ناعم:
- تحب تطلب إيه يا مستر مراد؟.

كانت تنظر إليه بجرأة ولم تعير نورا أية اهتمام يُذكر و قبل أن يتحدث مراد صاحت نورا بغــــرور:
- عايزة عصير برتقال فريش ومعه توست بالمربي.

رفع مراد أحدي حاجباه فاليوم تصرفاتها تبدو غريبة بالنسبة إليه ولكنه ستريث ليري ماذا ستفعل بعد...فملامحها الغاضبة الطفولية يعشقها بشـ.ـدة، صاح بصوته الرخيم:
- قهوة سودا.

أومأت له المُضيفة مبتسمة بغنجية ثم انصرفت تاركة تلك التي تشتعل غـــضــــباً و غـ.ـيظاً.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
صرخت ديما بغـــضــــب على الهاتف:
- هو أنا مقولتش تعمل أي حاجة عشان العملية تفشل مانا مشغلة بهايم ميفهموش حاجة.

= صدقيني أنا حاولت أكلم دانيال و اديله فلوس يمكن يغير رأيه بس هو هددني أنه يحكي لمراد.

- عشان غـ.ـبـ.ـي وأنت اغـ.ـبـ.ـي منه واقفل عشان متغباش عليك خليني اتصرف في المصـ يـ بـةاللي بسبع أرواح دي!

= طب ما تقوليلي ناوية على إيه يمكن أساعدك.

- مروان أنا مش فايقة للكلام معاك وإياك تتصل تاني غير لما انا اللي اتصل.. سلام.

أغلقت هاتفها ثم ألقته بالجدار ليتهشم إلي قطع وقد بدأت عيناها بإطـ.ـلا.ق لهيب شرها و غلها قائلة بحقد:
- هسيبكم تتمتعوا يومين و ساعتها ابقي اترحم على جثة المرحومة مراتك يا سي مراد.

جلست الأريكة بأريحية تخطط إلي القادm...
~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور أسبوع...

صاحت به نورا في لوم:
- وأنت إزاي تسيبها معاه في بيت واحد أنت متعرفش ممكن يعمل فيها إيه... مش بعيد يكون ضاغط عليها عشان كدا قاعدة معاه في بيت واحد.

أشعل مراد سيجارته قائلاً بتهكم:
- طب واعمل إيه أنا ضغطت عليها عشان ترجع معايا بس هي رافضة... على العموم متقلقيش جاسر هيقع تحت أيدي في أقرب وقت وساعتها مش هرحمه.

تطلعت إليه بخــــوف ولكنها لم تستطيع مجادلته فطوال الأسبوع تترجاه بأن يتفهم الموقف وألا يأذيه فهي تعلم بأن رحمة تكن له مشاعر دفينة وبالتأكيد لن تكون بحالة جيدة عنـ.ـد.ما يحدث له شيء...

جذبها إليه لتلتصق به ثم همس بجانب أذنها قائلاً:
- خمس دقايق و تكوني فوق في اوضتنا.

سألته بتـ.ـو.تر:
- ليه ما احنا قاعدين في الجنينة أهو و الجو حلو نطلع ليه بقا؟.

همس مرة ثانية:
- نوري اخلصي أنا مبحبش اكرر كلامي.. و البسي لبس خروج عشان هنخرج.

اتسعت عيناها بحماس:
- ثواني و هكون لبست.

صعدت إلي الأعلى راكضة بسعادة حتي تدلي فاهها بدهشة عنـ.ـد.ما وجدت فستان من اللون الأحمر أنيق و بسيط للغاية وبجانبه حذاء من نفس اللون و ينتصفه فراشة مصممة باحترافية ثم وجدت معطف من اللون الأبيض كبير

أرتدت ذلك الفستان الذي أظهر مدي روعة جــــســ ـدها، ثم وضعت مكياج هادئ و معه أحمر الشفاه القاني و اسدلت شعرها البني المتموج خلف ظهرها بسلاسة و من ثم أرتدت حذاءها الذي يشبه أحذية الأميرات ثم انتهت بـ.ـارتداء المعطف الذي وصل إلى ما بعد خصرها...نظرت في المرآة بتقييم لتتسع ابتسامتها عنـ.ـد.ما دلف إليها وقد أرتدي حلة سوداء و صفف شعره بطريقه جذابة و رائحة عطره سلبت عقلها.


أمّا هو فوقف متصنم أمام تلك اللوحة الفنية الواقفة أمامه فما يرآه الآن ليست ألا نجمة ساطعة في ليلة مُظلمة فابتسمت قائلة بخجل:
- أنا جاهزة يالا بينا.

ظل يرمش بعيناه عدة مرات لعله يفيق وقد سلبت لبه لا بل سلبت كل ذرة به بجمالها الآخاذ! تشابكت أيديهم إلي أن هبطوا إلى الأسفل حتي جعلها تقف أمام السيارة ثم وضع قطعة قماش حريرية باللون الأسود على عيناها و ربطها خلف رأسها برفق و إحكام فقطبت جبينها قائلاً بـ.ـارتباك:
- ليه كدا يا مراد؟!

همس بصوت شجي جعلها تُغمض عيناها أكثر:
- دي مفاجأة وياريت بلاش أسالتك الكتير يا نوري.

أدخلها السيارة بهدوء ثم ركبها هو الآخر وانطلق بها.. وبعد عدة دقائق هبط من سيارته أمام فيلا كبيرة ثم فتح لها الباب ممسكاً بيدها فتسائلت مرة ثانية:
- مش فاهمة أنت عامل ليا كدا ليه؟؟

لم يجيبها إنما أحاط خصرها بيداه و دلف بها إلي الداخل حتي أستمعت إلي صوت إغلاق الباب و سار بها عدة خطوات حتي ارغمها على الوقوف في منتصف هذه الصالة الكبيرة الواسعة... وفي ثوانٍ أزال تلك القطعة القماشية

لتفتح عيناها بتريث سرعان ما توسعت عنـ.ـد.ما نظرت إلي المكان حولها...! ورود حمراء متناسرة أرضاً بروعة و كلمـ.ـا.ت مست أوتار قلبها مُعلقة على الحائط
«أنتي نوري»
«والله العظيم بحبك»
«مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي»
«نور قلبي»

التفتت إليه فوجدت شعاع ابتسامته الحنونة قد اسكنت قلبها و أنارت ظلامها ! بإشارة من يده أغلقت إنارة المكان ليتسلط النور حولهم فقط ثم امتدت يده لتزيح ذلك المعطف، ثم صدحت أغنية 'نشيـد العاشقين' فجذبها مراد وبدأ بالرقص والتمايل معها بتناغم و رومانسيه حانية

«صاحبة الصون والعفاف احلى واحدة في البنات
اللي عمري ما قلبي شاف
زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصه هادية ... تسحميلي بقربي منك
حلم عمري تكوني راضية عن وجودك بس جنبي

يا خُلاصة الجمال يانشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن ميْن حبيبتي
مين هتبقي أساس حكايتي
والإجابة كانت أنتي ... أنتي كنتي غايبة فين؟

يا حبيبتي أنتي نوري أنتي احساسي بحياتي
انتي مالكة من شعوري كل ماضي وكل آتي

أنتي مفتاح الحياة للي نفسه يعيش سعادة
قلبي محتاجلك معاه وكل يوم يحتاج زيادة

يا خُلاصَة الجَمال يانشيد العاشِقِيْنَ
يا إِجابَة عَنَّ سُؤال كانَ شاغَلَنِي مَن سَنَّينَ

كانَ سُؤال عَنَّ مَيْن حَبِيبَتَيْ
مَيْن هتبقا إِساس حِكايتِي
وَالإِجابَة كانَت أَنّتِي أَنّتِي كَنَّتَيْيَ غايبة فَيِن»

كانت ترقص معه كالفراشة بين يداه صدقاً لم يتدربا على هذه الرقصة ولكن مشاعرهم هي من قادتهم لفعل كل هذا.

ابتسامته التي تشق شفتاه و نظرات العشق التي تنهال من عيناه و السعادة التي يغدقها بها الآن تُذهبها إلي عنان السماء، ما أن انتهت رقتصهم الملحمية حتي قبل جبينها بحنو..

ثم هتف وهو يشير إلى المكان:
- دا بيتنا أنا وأنتي البيت اللي هنكمل حياتنا فيه و هيشهد على حبي و عشقي ليكي...انا اخترته قريب من بيت العائلة عشان لو حبيتي تروحي في أي وقت.

لفحت أنفاسه الحارة عنقها وهو يلثمها بشغف لتُغمض عيناها مستسلمة لمشاعرها الهوجاء التي تجتاحها دائماً كلما أقترب منها، ثم شهقت بخجل عنـ.ـد.ما حملها سريعاً قائلاً وهو يغمز إليها بمكر:
- تعالي بقا افرجك على البيت كله.

صعد بها إلى الأعلى مبتسماً باستمتاع لمشاهدة توهج وجنتها..
~ لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح ~
~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهايـة الفصل..
في اليوم الثاني...
استيقظت وعلى ثغرها ابتسامة متسعة لا تستطيع تصديق ما حدث بالأمس فقد كان أشبه بحلم جميل تمنته منذ أمد بعيد، تنهدت بنعومة وهي تزيح خصلاتها المتناثرة على وجهها لتضيق ما بين حاجبيها فأين ذهب الآن طالما ليس في الغرفة؟
خرج هو من المرحاض و قطرات الماء تنساب من شعره على وجهه و صدره العاري بروعة!
اعتدلت نورا في جلستها ليقترب منها ثم أنحني أمامها مقبلاً وجنتها برقة:
- صباح الخير يا نوري...

زفرت ما برئتيها قائلة بأطمئنان:
- فكرتك مشيت و سبتني لوحدي.

هتف غامزاً لها بوقاحة:
- أمشي إيه بس انهارده يومك يا جميل!
ثم أكمل بجدية:
- وبعدين لما أروح الشركة هوديكي القصر و كمان انا جبت دادة لـ عمر عارف أنك كنتي عايزة واحدة.

تحولت ملامحها للتذمر و الغـــضــــب قائلاً بعبوس:
- لا طبعاً أنا مبحبش بـ.ـنت تكون معايا في البيت ... أنا هفضل معاه و ابقي أختار أنا بنفسي.

قهقه عالياً وهو يقرصها من وجنتها قائلاً بمرح:
- بمـ.ـو.ت في نظراتك دي ... لو ت عـ.ـر.في بحبك أد إيه وأنتي متعصبة! وبعدين يا اذكي أخواتك المربية اللي أنا جبتها كبيرة و أمينة تقدر تاخد بالها من عمر كويس وعندها خمسة و أربعين سنة..

احتدت نبرتها قليلاً دون مبالغة:
- لو كنت جبت واحدة اصغر من كدا كنت قــ,تــلتها أنا مش ناقصة سهوكة و دلع.

رفع حاجباه بتعجب هل يعتبر ردود أفعالها الأخيرة غيرة أم ماذا؟ إلي هنا و ابتسم بداخله حتي وإن لم تعترف بحبها له ولكن غيرتها تشعره بطيف من الأمل، ثم هتف بمكر:
- ومالهم الصغار بس يا حبيبتي؟! دول بيبقوا صاروخ أرض جو...

صرخت بغـ.ـيظ وهي تضـ.ـر.به بالوسادة:
- يا قليل الأدب و كمان بتعاكسهم قدامي.

هتف ببراءة مصتنعة:
- اهدي يا نوري.. فين المشكلة يعني دي حتي عشان عمر.

عقدت ذراعيها أمام صدرها تزم شفتيها بحنق:
- عشان عمر ولا عشانك أنت! على العموم براحتك مش مهم اصلاً.

أنحني نحوها أكثر هامساً بإعجاب و وله:
- أنتي جميلة جداً ... انتي أجمل بـ.ـنت شفتها في حياتي... هتجنن بسببك ... حقيقي تجنني!

ابتلعت ريقها بخجل ليبدأ بتوزيع العديد من القبلات الناعمة على كامل و جهها و فكها ومن ثم عنقها ... دفعته بيدها الصغيرة قائلة بخفوت وقد احتقن وجهها باللون الأحمر:
- ممكن أتفرج على البيت و الجنينة.

زفر أنفاسه بإحباط:
- هستناكي نفطر تحت يالا انا هنزل دلوقتي أحسن.

هزت رأسها تنظر إلى الأسفل ليذهب نحو الدولاب ثم أخرج قميصاً قطني من اللون الأبيض و خرج من الغرفة تاركاً إياها لتنهض هي إلي المرحاض كي تنعم بحمام دافئ و ترخي جــــســ ـدها..

وبعد مدة طويلة من استمتاعها بهذا الحمام وجدت طرقات على الباب وقبل أن تجيب تحدث مراد بلهفة و نبرة سيطر عليها القلق:
- نورا أنتي كويسة؟! ردي عليا انتي أتاخرت ليـ...

قاطعته بتلقائية:
- معلشي مش حسيت بنفسي أصل الحمام هنا حلو اوي.

تنهد بـ.ـارتياح ثم احتدت نبرته قائلاً:
- اخلصي بقا قلقتيني عليكي..
ثم أردف بخبث:
- ولا تحبي أدخل أنا؟ انا مش معترض.

أزدردت لعابها متمتمة بغـ.ـيظ:
- هه ... مش محترم والله و امشي انا هطلع أهو.

صدح صوت ضحكاته الرجولية الصاخبة لتتمتم بهيام واضعة يدها على موضع قلبها الذي يخفق بجنون:
- حتي ضحكته جميله زيه! هو في كدا؟! لا اتقلي يا نورا مالك كدا...!

بدأت في ارتداء ملابسها المكونة من فستان من اللون البنفسجي ذو حملات عريضة و طويل ويتدرج وسعه من الأعلى إلى الأسفل يظهر ساقيها البيضاء المتناسقة ثم مشطت شعرها على شكل ضفيرة واضعة إياها بجانب كتفها.

خرجت من الغرفة وهي تنظر إلي الممر المؤدي إلى الدرج الزجاجي بذهول كل شيء في هذا البيت يقطن بالفخامة و الجمال أنّي له بأن يجعل تصميم هذا البيت بهذه الاحترافية و السلاسة... كل خطوة تخطوها تتطلع بانبهار حولها فهذا البيت مختلفاً جذرياً عن القصر العائلي هنا التصميم رائع و هادئ، مميز و حديث للغاية...

اتسعت ابتسامتها وهي تنزل إلي الدرج بخفة لتجده يولي ظهره إليها و يدور حول نفسه يتحدث في الهاتف
حمحمت حتي تُصدر صوتاً ليستدير نحوها ثم أبتسم إليها بعذوبة تحمل بين طياتها الكثير من العشق

أخفضت نظرها أرضاً فنظراته إليها تآجج مشاعرها و ابتسامته الجذابة تلك تغرقها في نشوة فريدة من نوعها ثم صاح يستعيد وعيه:
- حضرتلك الأكل بأيدي اي خدmة يا ستي.

قطبت حاجبيها قائلة بتعجب:
- من امتا وأنت بتعرف تعمل حاجة في المطبخ؟ انا طول عمري عارفة أنك مبتعرفش تعمل حاجة في الأكل!.

رفع رأسه بشموخ:
- اتعلمته لما سافرت مكنتش بحب أكل الـdelivery وبعدين يالا بقا عشان أكيد انتي جعانة طبعاً مأكلتيش حاجة من امبـ.ـارح غير ساعة الغدا.

أومأت له بحرج ليمد يده إليها فوضعتها بيده ثم توجه بها إلي حجرة الطعام ليُفرغ ثغر نورا بدهشة وهي تنظر إلي طاولة الطعام الكبيرة الممتلئة بأشهي أنواع الطعام المحبب إلي قلبها و رائحته النافذة التي هزت كيانها لتفلت يدها من يده و أسرعت مهرولة نحو أحدي المقاعد وبدأت في أكل الطعام بنهم شـ.ـديد غير عابئة لوجوده ... بينما أبتسم هو بحنو وهو يتابع إياها بشغف جارف يتتغلغل به كل ثانية...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد..

دلفت رحمة إلي غرفته حاملة صنية طعامه ترسم على وجهها الجفاء لتجده يستقبلها بابتسامته التي اعتادت عليها طوال هذا الأسبوع، حقاً لا تعلم لما لم تذهب مع مراد و تتركه يذهب للجحيم...عقلها يصـ.ـر.خ بأن تتركه ولا تكترث له ولكن قلبها يقف كالمرصاد يدعوها بأن لا تتركه، تود لو نسيت ما فعله ولكن هيهات هو من تزوجها رغماً عنها و دون معرفتها و أذي من حوله لانتقام اعمي قلبه

افاقها من شرودها وهو يضع يده يتلمس نعومة يدها لتنتفض و سحبت يدها سريعاً ثم وضعت الطعام بجانبه و جلست مقابله فتنهد بخيبة أمل قائلاً:
- هتفضلي ساكتة كدا كتير؟.

رفعت عسليتها لتقابل تلك الثاقبتان ثم هتفت ببرود:
- حاضر هتكلم ... طلقني.

شعر بجفاف حلقه ثم أزاح يدها التي تمسك بالملعقة حتي تطعمه قائلاً بألــم:
- حاضر يا رحمة ... و شكراً لأنك وافقتي تقعدي معايا لحد لما اتحسن ... اتفضلي انتي انا مش عايز أكل.

ابتلعت ريقها وشعرت بأنها تمادت كثيراً و بتلقائية وجدت يدها تغوص في خصلاته السوداء تتطلع إليه بحنان و حـ.ـز.ن ليتمتم هو بين نفسه:
- هاتي بوسه أو حـ.ـضـ.ـن.

رفعت حاجبها في تمرد وقد أستمعت إليه ولا تزال ممسكة بشعره ثم شـ.ـدته بقوة ليطـ.ـلق آنة متألــمة لتغمض عيناها ببطئ شـ.ـديد و اقتربت حتي لفحت أنفاسها الناعمة وجهه و اختطفت قُبلة صغيرة على وجنته، بينما جحظت عيني جاسر بصدmة لتخبره بنفاذ صبر تداري خلجات وجهها الذي توهج بالخجل:
- هتاكل ولا لأ.

ابتسم ببلاهة مجيباً إياها سريعاً:
- لا خلاص هاكل ... والله هاكل لحد الصبح كمان.

شعلة نور تبدأ في الإنتشار بقلبه و كيانه رويداً رويداً على يدها هي فقط!
طوال هذا الأسبوع هي المسيطر الأول والأخير على عقله حقاً لم يعد يشغله شيئاً سوا رؤية وجهها مُتيماً بها يحاول قدر استطاعته كلما دلفت إليه بأن يملئ عيناه منها...

طرقات عديدة على الباب جعلته يعقد حاجباه بضيق ثم أذن بالدخول ليقول الحارس:
- المدام علا و جوزها الأستاذ حمزة وصلوا هنا يا باشا.

آخذ شهيقاً طويلاً ثم زفره بمهل و أشار إلى الحارس بالخروج وهو يتحرك حتي وقف على رجل واحدة حاملاً بثقل جــــســ ـده عليها لأنه لن يستطيع السير بحرية بسبب تلك الجبيرة!
بينما نهضت رحمة واقفة بجانبه ثم وضعت يدها على خصره متسائلة بحيرة:
- مين علا و حمزة دول؟!

استند بيده على العصا "عكاز" قائلاً بإقتضاب:
- علا تبقي خالتي الصغيرة و حمزة طبعاً جوزها وأكيد معاها تالين بـ.ـنتها و فادي.

تسائلت بعفوية:
- طب هما ليه مكانوش عايشين معاك طول الفترة اللي فاتت دي؟

أبتسم ساخراً يهتف بنبرة هازئة:
- هما جايين عشان أقع في صيد تالين بـ.ـنتهم و تستولي على أملاكي اللي بتكبر يوم بعد يوم، أما بخصوص مكانوش عايشين معايا ليه...لأني مكنتش أهمهم في حاجة في السنين اللي فاتت دي هما كانوا بيجروا ورا الفلوس و النفوذ وبعد لما اتجوزت حنين بعدوا عن طريقي و قاطعوني..
ثم أردف بضيق:
- علا اتصلت بيا من أسبوع و قالت إنها جاية و عرفت أن جوزها أتعرض للإفلاس عشان كدا هما هنا.

كانت تستمع إلى حديثه باستنكار فكيف يكون بهذا الثبات و البرود و هو يعلم بمخططاتهم؟! و الادهي من ذلك كيف سيقدmها أمامهم؟ بالتأكيد سوف يعاملها كالخادmة فهي ليست من مستواه وليس لديها عائلة حتي يتفاخر بها أمامهم!

دلفت معه إلي غرفة الاستقبال لتجد امرأة في أوائل الأربعينات من عمرها جالسة بغطرسة ترتشف من كوب القهوة الذي بيدها بأناقة، و بجانبها رجل من نفس العمر وقد بدأ عليه الشيب بسبب تلك الشعيرات البيضاء التي اختلطت بلحيته و شعره الاسود يرتدي بدلة من اللون الرصاصي، أما على الأريكة الأخري تجلس فتاة في منتصف العشرينات ملامح وجهها جذابة و ملفتة ببشرتها الخمرية و مكياجها الصارخ من كثرته و ملابسها الفاضحة! جعلتها تشعر بالخجل الشـ.ـديد، ومن ثم فادي الجالس واضعاً قدm فوق الأخري في أواخر العشرينات انهال من عيناه الخضرواتان الإعجاب و التفحص برحمة...

وجدت جاسر يقدmها إليهم ولم تشعر حقاً متي صافحهم فهي استغرقت مدة طويلة في التمعن بهذه العائلة:
- أحب اقدmلكم رحمة خطيبتي و مكتوب كتابي عليها.

تحولت ملامحهم جميعاً من البسمة إلي التهجم و الغـــضــــب ولكن علا ابتسمت بإقتضاب معاتبة جاسر:
- كدا برضوا يا جاسر متقوليش أنك اتجوزت ولا ارتبطت!.

حدثها بتهكم:
- معلشي يا خالتي بس أنتي لو كنتي بتكلميني كنت قولتلك...على العموم دا كتب كتاب بس الفرح كمان اسبوعين لما اثار الحادثة دي تخف عندي.

عضت رحمة على شفتيها بغـــضــــب فصاحت تالين بإنفعال و غيرة:
- وحتي لو مكتوب كتابكم ازاي تيجي تعيش معاك في بيت واحد ولا انتوا واخدينها تسلية و لعب؟!

حاول تمالك أعصابه أمامها ولكنه لم يستطع فتحدثت بنبرة آمرة يشـ.ـدد على كل كلمة:
- أولاً صوتك ميعلاش و انتي في بيتي ... ثانياً رحمة مراتي

ثم نظر إليهم باستهزاء مُكملاً:
- مكنش ينفع تسيبني وانا بالحالة دي عشان كلام الناس و قولتلكم وهقول تاني فرحنا في خلال أسبوعين...بعد اذنكم احنا طالعين و اتفضلوا البيت بيتكم و كبيرة الخدm هتوصلكم ألاوض ... يالا يا حبيبتي.

أشار إلى رحمة المتسمرة في مكانها ثم سحبها و اتكئ عليها...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
على صعيد آخر...

ظهرت شرارة الغـــضــــب في عيني علي وهو يتحدث في الهاتف ثم صرخ بعصبية:
- يعني إيه يا ست ديما مش عايزة تعملي اللي انا عايزه؟!

أجابته ببرود لاذع:
= زي ما سمعت ... احنا كان اتفاقنا مـ.ـو.ت نورا بس أنت لعبت بعقلك مرة و حاولت تقــ,تــل مراد و مفكرتش رد فعلي هيكون إيه ... يبقي اقعد أنت على جنب و سيبني انا اتصرف ولو الموضوع وصل إني أخلص عليك مفيش مشكلة ... اهو اريح الناس من شرك.

قهقه علي بسـ ـخـــريــة:
- انتي بتهدديني يا حتة عيلة ... عايزة تخلصي من دلوقتي! دا بعينك يا روح امك ... شكلك نسيتي أعمالك السودا و الأدلة اللي انا ماسكها عليكي و غير طبعاً مكالمـ.ـا.تك... يا تري رد فعل جوزك قصدي طليقك هيكون إيه لما يعرف أنك تاجرة مـ.ـخـ.ـد.رات و بتهربي برا البلد؟.

أغمضت ديما عيناها قائلة بهدوء:
= متتغباش يا علي أنت اللي كنت بتقولي أعمل إيه بحجة أنك بتأمن مستقبلك لحد لما تكوش على ثروة مراد.

تحدث علي بخبث:
- أنا قولتلك حاجة يا دودو ؟! انتي عايزة تلبسيني مصـ يـ بـةولا ايه على العموم انتي ملكيش لازمة أصلا ... وانا غلطت لما دخلت واحدة غـ.ـبـ.ـية زيك في اللعبة ... سلام يا قطة.

اغلق الهاتف ولم يستمع إلى حديثها ثم وضعه جانباً وهو ينظر إلى ذلك الرجل الذي قائلاً:
- تفتكر اعمل ايه في البت دي انا حاسس أنها خطر عليا.

نفث ذلك الرجل سيجارته في الهواء ثم هتف ببرود:
- متخافش منها هي أضعف من انك تديها حجم اكبر من حجمها ... وطالما أنت هددتها هتسكت.

ابتسم علي بجشع:
- أصلك متعرفش أبن عمي غالي عندي إزاي ... دايماً هو الأفضل في العيلة... انا الأكبر منه بس كلهم بيعملوا عشانه ألف حساب، يسافر أروبا و يصنع لنفسه ثروة تكفي بلد بحالها عمليات تجميل ناجحة، صفقات و مناقصات خلته ينافس و يتصدر السوق العالمي ... ليه مبقاش أنا مكانه.

نظر له ذلك الرجل ملياً ثم سأل بخبث يستقطب إياه:
- بس أنت مقولتش كنت بتهرب أنت و ديما المـ.ـخـ.ـد.رات إزاي؟.

ارتشف علي من الكأس الذي بيده ثم وضعه جانباً وهو يتنفس بعمق وبدأ بسرد كل شيء و طرقه و بالطبع لم ينسب سرد جرائمه البشعة غافلاً عما يدور في خلد ذلك الرجل الذي أمامه...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
آخذت أنفاسها و دقات قلبها في التسارع بعنف عنـ.ـد.ما دلف بها إلي هذه الغرفة...!
تطلعت نورا في أرجاء الغرفة بانبهار و ذهول تام! بداية من هذه الرسمة التي رسمها لها و أحاطت الحائط بالكامل ! رأت نفسها، كل شيء و كل تفصيلة صغيرة أو كبيرة بها موجودة، أفضل رسمة رأتها في حياتها حقاً
لقد بدت كأن فنان عالمي رسمها، تناسق الألوان و التفاصيل المدققة بعناية فائقة اذهلتها !

لقد رسم زرقاتيها بإمعان و.جـ.ـعل بها رونق و لمعة خاصة، حاجبها الأنيق و العريض، أنفها الصغير، شفتاها المنتفخة كحبة الكرز، اهدابها الطويلة و الكثيفة، وجهها الدائري، شعرها الكثيف الذي يصل إلي ما بعد كتفيها الممزوج بالخصلات البُنية و السوداء، من مقدmة الفستان الذي ترتديه في هذه الصورة علمت بأنه فستان يوم عقد قرآنهم، وما ادهشها هو باقي الغرفة المتواجد بها العديد من الصور التي جمعتهم سوياً من صغرهم!

نظرت إليه بعين متسعة قائلة بدهشة:
- معقول اللي انا شايفاه ده حقيقي؟! انا كنت عارفه أنك بترسم حلو بس بالطريقة دي متخيلتش!.

رفع مراد كتفيه قائلاً بشجن:
- أنتي كنتي بتحبي الرسم وانا حبيته عشانك و اتعلمته في السفر، بدأت أول رسمة ليكي لحد لما وصلت للرسمة دي ... عارف أنك كنتي بتتمني تدخلي كلية الفنون الجميلة من صغرك بس التنسيق منفعش ... في مرسم تحت في الجنينة ليا و ليكي عشان لو حبيتي ترسمي في أي وقت.

اغدقت عيناها بدmـ.ـو.ع الفرح والإبتسامة تكاد تشق شفتيها فأسرعت نحوه واقفة على أطراف أصابعها محتضنة إياه بسعادة غمرت حياتها من جديد على يده فقط لا غيره...

رفعها عن مستوي الأرض لتتعلق قدmها في الهواء ليهتف بحب صادق:
- بعشقك يا نوري.

مشاعره الجياشة تجعلها تُحلق في السماء! أغمضت عيناها دافنة وجهها في عنقه وبعد أن طال هذا العناق أنزلها أرضاً قائلاً:
- نوري عارف أنك لسه مش متعودة عليا و مش عارفة مشاعرك دي حب تجاهي ولا أمان ... انا هستني لأخر عمري عشان اسمعك وانتي بتعبري عن مشاعرك بس تكون خارجة من قلبك.

وضع يده على قلبها الذي يكاد يخرج من قفصها الصدري ليتنهد بعمق ثم أردف بمرح:
- تعالي لسه فاضل المطبخ و أماكن تانية كتير.

غمز بمشاكسة ثم حملها بين ذراعيه لتستند برأسها على صدره...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور ثلاث ايام...

جلس مراد على كرسي مكتبه يحك مؤخرة عنقه بتعب و إرهاق ثم تابع النظر إلي الأوراق التي أمامه باهتمام لتدلف ديما فاتحة الباب بقوة وسط عبـ.ـارات النهي التي تُلقيها عليها سكرتيرته لتصرخ بها ديما قائلة:
- ما تخرسي بقا و.جـ.ـعتي راسي انا هخليه يطردك من الشغل خالص واضح أنك مت عـ.ـر.فيش انا مين.

أشار مراد إلي السكرتيرة فخرجت وأغلقت الباب خلفها بينما صب مراد كامل تركيزه على الأوراق و لم يرفع نظره إليها أو يلقي لها بالاً كأنها ليست موجودة من الأساس !
جلست أمامه واضعة قدmاً فوق الأخري رافعة أنفها بجبروت و كـبـــــريـاء ... رباه هذا الفتاة بالرغم مما فعله بها لا تزال كما هي!
صاح رافعاً نظره إليها لجزء من الثانية ثم نظر أمامه:
- ايه اللي جابك يا رخيصة... قولتلك مش عايز اشوف وشك العكر ده تاني ولا جاية تلبسيني في مصـ يـ بـةتانية؟.

سيطرت على غـــضــــبها بصعوبة ثم ارتسمت ابتسامة مغوية على ثغرها و نهضت فجأة، حتي وقفت أمام مكتبه فجلست عليه....بينما كانت نظرات مراد لها مليئة بالكراهية و الاشمئزاز فأبتسمت إليه بعهر و هي تتلاعب بأزار قميصه:
- كدا برضوا يا مراد تكلمني بالطريقة دي...انا حتي مراتك وليا حق عليك.

قبض على شعرها بقسوة ثم دفعها لتسقط أرضاً فوقف أمامها واضعاً يده في جيبه وقد أصبح وجهها يقابل حذاءه اللامع...
ثم نظر إليها بتمعن ولم تستطيع هي فهم نظراته المُبهمة الخالية من المشاعر ليقول هو بجفاء و قسوة:
- عايزك زي الشاطرة كدا تغوري من هنا والا هقــ,تــلك المرة الجاية....وبعدين محموقة كدا ليه أنا قولت السكرتيرة متسمحش للأوساخ اللي زيك يدخلوا ليا.

انفجرت ديما بالبكاء لم تعد تستطيع تحمل كلامته السامة القاسية ثم نهضت من الأرض تهنـ.ـد.م ملابسها القصيرة للغاية وشعرها قائلة بأعين ممتلئة دmـ.ـو.ع:
- دي كانت أخر فرصة ليك عندي وأنت ضيعتها يا مراد.

جلس على مكتبه بلامبالاة تاركاً إياها تغلي بنار غـــضــــبها ثم خرجت صافعة الباب خلفها...
ليزفر مراد بضيق فهو يعلم بأنها لم تأتي لهذه الترهات التي تفوهت بها إنما هناك دافع آخر سيستكشفه، رفع هاتفه مُحدثاً نورا بإقتضاب:
- ساعة و هكون عندك اجهزي لأني مش هتأخر.

ردت نورا بقلق:
= مال صوتك يا مراد أنت كويس؟.

- مفيش حاجة ... كنت مشغول بس انهارده.

= طب عاصم جوز يارا هيوصل عندك لما يبقي يخرج خليه يجي ياخد يارا عشان هي قاعدة معانا أنا وماما.

- تمام ... سلام شكله وصل.

اغلق الإتصال سامحاً للطارق بالدخول فدلفت السكرتيرة و تبعها عاصم فصافحه مراد برسمية ثم جلسا سوياً أمام بعضهم ... حك مراد ذقنه قائلاً بجدية:
- نورا كلمتني عنك و قالت أد إيه أنت دكتور شاطر بالرغم اني اصريت تتعامل مع دكتورة بس هي منشفة دmاغها و قالت يا إما أنت يا إما بلاش.

أبتسم عاصم بداخله فهو يعلم بشعوره بالغيرة و لكنه اجابه بعملية:
- مفيش فرق بين الدكتور و الدكتورة بس فكرة أن المريـ.ـض يكون مرتاح و عايز يتعالج على أيد حد معين بتبقي افضل و أسرع في العلاج.

أماء له مراد قائلاً بضيق:
- انت هنا النهارده عشان افهمك أن نورا شخصية ساذجة و طيبة زيادة عن اللزوم أي كلمتين حلوين من أي حد تصدقهم ... غـ.ـبـ.ـية شويتين في حكاية الثقة بالناس ... يعني مهما كان الإنسان اذاها لو صالحها او سمعت عنه حاجة تدافع عنه! لو حد قالها أنه بيحبها هتصدق ... مش عايزك تحسسها أنها مريـ.ـضة، لأن الكلمة دي بتأثر على نفسيتها ... اللي عمله حازم معاها كان صعب جداً و انا عايزك تعرف كل حاجة منها و تحاول تنسيها أو تخليها تتخطي الموضوع ده ... ممكن أدخلها مصحة نفسية لو شخصت حالتها بس المهم انا عايزها إنسانة جديدة ... أنا سألت دكتورة قالتلي أنها ممكن تنتحر أو تأذي نفسها بأي طريقة أو وسيلة ... انا مش هستحمل يحصل معاها حاجة أو أنها تبعد عني.. أظن أنت فاهمني و طبعاً مش هقولك متقولش لمراتك عشان مينفعش تطلع أسرار مرضيتك مهما كان السبب.

أبتسم إليه عاصم قائلاً بتفهم:
- مش من مبادئ الدكتور أنه يطلع أسرار المريـ.ـضة و الصراحة أنت فجأتني بأنك مطلبتش إني اسجل كلامها أو اقولك اللي حصل...!

هز مراد رأسه قائلاً:
- ماضيها أنا نسيته و عايزها كمان تنساه و عايز نبدأ صفحة جديدة بعيدة عن ذكرياتها ... ضعفها و مسالمتها مضايقاني ... اي حاجة تحصل تعيط ... أنا عايزها تواجه الكل لأني لو موجود انهارده مش هكون موجود بكرة.

عاصم مطمئناً إياه:
- تمام و خليك واثق إني هنجح معاها ومش هتحتاج مصحة نفسية بإذن الله .... المهم أنت تحاول تنسيها و تسعدها معها حصل و انا براهنك أنها هتستجيب للعلاج اكتر...

تنهد مراد بعمق ثم نهض قائلاً:
- يالا نوصل للقصر نورا بتقول أن يارا عندنا وعايزاك تروح تاخدها.

نهض عاصم هو الآخر قائلاً:
- اتفقت معها أول جلسة امتا؟.

أجابه مراد:
- بعد تلات أسابيع ... عشان هنسافر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
توجهت يارا نحو عاصم الذي وقف منتظراً إياها بسيارته أمام القصر قائلة بإحراج:
- معلشي يا حبيبي اخرتك معايا بس نورا كانت واحشاني.

ثم طوقت عنقه بذراعيها قائلة باغواء:
- مسامحني طبعاً يا عصومي مش كدا.

ضيق عيناه مقرباً إياها إليه ثم هتف بمكر:
- مش مسامح وليكي عقـ.ـا.ب جـ.ـا.مد انهارده ... يالا امشي قدامي.

أسبلت عيناها بدلال ليزمجر بنفاذ صبر ثم دفعها بخفة داخل السيارة...

بينما دلف مراد إلي الداخل ليتفاجأ بمجيء جدها عبد الحميد ومعه ابنه فصافحه و جلس معه في غرفة الجلوس ليتحدث عبد الحميد بود:
- طبعاً أنت معزوم يا مراد يا ابني.

عقد مراد حاجباه بعدm فهم ليقول عبد الحميد:
- فرح أدهم حفيدي يوم الخميس و طبعاً احنا عاداتنا بنعمل أفراح شباب العيلة في الاقصر لأن دي بلدنا الأصلية... ها يا أبني قولت إيه؟.

فرك مراد يده بحرج:
- بس أنا مشغول.

نظر إلي نورا التي انطفئ الحماس من عيناها وعقدت ذراعيها بعبوس فصاح بقلة حيلة:
- خلاص موافق.

أبتسم عبد الحميد قائلاً:
- يبقي على بركة الله يادوب نسيبكم ترتاحوا و تجهزوا عشان المشوار طويل بكرة.

قطب مراد جبينه:
- بكرة ازاي أنت مش بتقول الفرح يوم الخميس؟! يعني كمان أربع أيام.

نهض عبد الحميد ممسكاً بالعصا:
- ايوا يا أبني بكرة و بعدين تغيروا جو في الأرياف ... بلاش تعترض يا ابن رأفت متبقاش زي أبوك.

أبتسم رأفت قائلاً:
- بس انا مش زيه برضوا ... على العموم روح أنت يا مراد وانا متابع الشغل على الأقل أغير جو بدل القعدة دي.

وجد نورا تنظر إليه برجاء و براءة ليبتسم لها ببلاهة:
- امري لله ... يالا يا نورا.

حمل عمر الصغير بعد أن ودع الجميع ثم خرج هو ونورا متوجهين إلي منزلهم...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا ما فعلوه معها طوال الثلاث ايام قد فاق تحملها !
يلقون عليها الآوامر، يسخرون منها، يتحدثوا إليها بطريقة متكبرة لاذعة!
لن تصمت بعد الآن بل لن تظل هنا ... ها هي عائلته المصونة قد أتت فما فائدتها الآن؟
تنهدت رحمة بحرقة وهي تتذكر كلام تالين لها منذ قليل
"مش سامعة حاجة عن اهلك يعني ... شكلهم فاتحينها ليكي بحري تعملي اللي انتي عايزاه ... طب مش مكسوفة تقعدي مع غريب في بيت واحد ... أي نعم جوزك بس لسه مفيش اشهار بالجواز ... قوليلي بقا عملتم علاقة ولا لسه؟! انا بقول مش معقول تفضلي معاه كدا ... والله شكلك جاية من بيت لمؤاخذة ... أنا هفضل وراكي و أشوف حكايتك إيه! شكلك داخلة على جاسر بدور البت البريئة الشريفة وهو يا عيني صدق! نظرات فادي أخويا ليكي وراها حاجة شكلك واعدة بحاجة ... يالا بقا قومي شوفيلي حاجة أكلها ... مش دا كرم الضيافة ولا إيه يا ست الحسن و الجمال؟".

أزاحت رحمة دmـ.ـو.عها بكف يدها و هي تشهق بعنف لتنهض واقفة بحزم ثم خرجت من غرفتها بخطوات سريعة متوجهة إلى غرفته ثم دلفت إليه و وصدت الباب خلفها بقوة وتوجهت إلى شرفته فهو كالعادة يظل جالساً بها مغيباً عن الواقع...

صرخت به بلوم وكأنها تبث له عن حـ.ـز.نها:
- يرضيك اللي هما بيعملوه فيا ده ؟ انا زهقت والله! ازاي تسيبني معاهم لوحدي ... بيقولولي كلام مش كويس وكله بسببك.

كم بدت كالطفلة أمامه الآن وجنتها مشتعلة أحمراراً من الغـــضــــب عيناها بدأت تلتمع بالدmـ.ـو.ع ليهتف بقلق:
- أهدي في ايه ؟ وكلام ايه اللي بيتقال ده كمان؟ اقعدي قوليلي مالك.

جلست على ركبتيها أمامه ممسكة بيده ليعقد حاجبيه بتعجب، لما لم تجلس على الكرسي؟!
آخذ صدرها يعلو و يهبط بعنف قائلة بتوسل:
- أبعد عن حياتي ... انا تعبت أوي، من صغري وانا عايشة في عـ.ـذ.اب ... نفسي اتحرر بقا ... ابوس ايدك قدرني أنا مخـ.ـنـ.ـوقة أوي، لما تكون موجود معايا بستقوي بيك بس برضوا انا مش من أصلك ولا انفعك ... أنت تستاهل اللي اغني مني ويكون عندها عيلة، معرفش قربك أمان ولا تعود ولا ألــم بس أنا تعبت و فاض بيا.

احتبس دmـ.ـو.عه داخل ملقتاه يفهم من كلامها بأنها تريد الابتعاد ولكنه لن يستطيع كيف سيفعلها؟!
قبل يدها الممسكة به قائلاً بألــم:
- اسيبك إزاي؟ انتي بتأذيني بالكلمة دي أوي يا رحمة ... انا شايفك رحمة دخلت قلبي عشان تنوره ... عشان تشغليني، بلاش فكرة الإنفصال دي ارجوكي ... اديني فرصة أغير نفسي، مينفعش تسيبنيي أنا محتاجك.

هرولت إلي الخارج في كل مرة تواجهه بها تجعلها تنـ.ـد.م بأنها تحدثت نبرته المترجية، الألــم الذي يكسو عيناه لا يساعدها بتاتاً ... هي تحبه و تحب اسوء ما به، تحبه منذ أول لقاء جمعهم، بالتأكيد لن تسمح لعقلها بأن يقودها و يترك قلبها يصـ.ـر.خ و.جـ.ـعاً و حـ.ـز.ناً عليه...

ارتجف جــــســ ـدها بفزع عنـ.ـد.ما وجدت يد تتلمسها بطريقة مقززة! لتتسع عيناها عنـ.ـد.ما وجدت نفسها في المطبخ و فادي يمرر يده على جــــســ ـدها بوقاحة ... رجعت إلي الوراء حتي ارتطم ظهرها بحافة السفرة فصاحت بوجل:
- أنت بتقرب ليه؟! أبعد لو سمحت هقول لجاسر.

أبتسم فادي بخبث قائلاً بسـ ـخـــريــة:
- طب والله عيب ... مش كفاية على جاسر لحد كدا يعني كل يوم داخلة خارجة من الاوضة بتاعته و في أوقات متأخرة ... طب مانا عايز ادوق الحلو انا كمان.

أقترب فادي أكثر وهو يتلمس وجهها ليتسمر جــــســ ـده عنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت جاسر الصارخ فاستدار نحوه ليجد عيناه تحولت للأحمر القاني و عروق وجهه برزت من غـــضــــبه....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
على صعيد آخر...

أبتسمت ديما بخبث و تشفي وهي تعيد استماع حديث مراد لعاصم أكثر من مرة فهي قد زرعت أحدي أجهزة التصنت الصغيرة والتي تستطيع استماع ما يدور في هذا المكتب...

رفعت حاجبها بمكر ثم أعطت إلي مروان هذا التسجيل قائلة:
- هحدد كلام معين وانت تقص الباقي ... وطبعاً مش محتاج توصية يا مروان عايزة الكلام يبقي مترتب و تلعب في الصوت شوية.

بدأت بتحديد الكلمـ.ـا.ت ثم أعطتها إلي مروان ليبدأ مروان بعمله حتي أعطاها التسجيل و أرسله على تطبيق الواتس آب
"انت هنا انهارده عشان افهمك أن نورا شخصية ساذجة أي كلمتين حلوين من أي حد تصدقهم ... غـ.ـبـ.ـية شويتين في حكاية الثقة بالناس ... مريـ.ـضة... لو حد قالها انه بيحبها هتصدقه، و انا عايزك تعرف كل حاجة منها ... ممكن أدخلها مصحة نفسية لو شخصت حالتها ... أنا سألت دكتورة قالتلي أنها ممكن تنتحر أو تأذي نفسها بأي طريقة أو وسيلة ... انا مش هستحمل أظن أنت فاهمني"

أبتسمت ديما بانتصار:
- مش بتقول الست نورا بتصدق أي حاجة ... يا عيني لما تسمع كلامك يا سي مراد!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل...
(بدأ الخطة)

أطلقت أعين جاسر شرارة غـــضــــبه العارم الذي سوف يحرق العالم بأكمله، تناسي ألــم قدmه و تناسي كل شيء حوله... كيف يتجرأ ذلك الوغد الأحمق أن يلمس ممتلكاته هو فقط؟! رؤيتها بهذا الإنهيار أشعلت فتيل غـــضــــبه

صفعة قاسية جعلت عضلات وجه فادي تتشنج من قوتها ثم امسكه جاسر من ملابسه بيد واحدة و ألقاه أرضاً و أنحني على ركبتيه لمستواه لينهال عليه بعدة صفعات و لكمـ.ـا.ت جعلته على وشك أن يفقد الوعي...!

صرخت علا و تالين بصدmة عنـ.ـد.ما اجتمعوا جميعاً على أثر هذه الأصوات ثم ركضت علا تُبعد فادي بعيداً عن ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن الثائر الذي بدأ بسبه و لعنه بألفاظ بذيئة!
بينما وقفت رحمة خلف ظهره متشبثة بقميصه تحتمي به من نظرات الجميع إليها، تبكي بعنف و مرارة وهي تتذكر ما حدث منذ دقائق.

صرخ بصوت اهتز له الجدران وكل الموجودين على أثره:
- علا...اطلعي كدا زي الشاطرة أنتي وجوزك و عيالك و محدش يدخل البيت ده تاني.

صاحت تالين بغـــضــــب وانفعال:
- أنت بتطردنا عشان البتاعة دي....والله عال يا جاسر بيه طب ما تربي مراتك الأول انا ملاحظة من أول يوم نظراتها لفادي معناها أنها بت مش كويسة ولا محترمة....آآآه سيب أيدي!.

تآوهت بألــم عنـ.ـد.ما قبض على ذراعها بقسوة قائلاً من بين أسنانه:
- كلمة تانية و هنسي أنك في بيتي و ساعتها ابقي شوفي مين هيقدر ينقذك من أيدي، و لو لسانك السم ده جاب سيرة مراتي بسوء هقطعه واظن ده مفهوم.

جذبتها علا من ذراعه قائلة بحنق:
- ما تسيب أيدها يا جاسر ... جرا إيه مالك؟!
تعمل كدا في أبن خالتك و تزعق لتالين بالطريقة دي عشانها! شكراً يا أبن أختي احنا ماشيين.

هتف ببرود صقيع عكس ما توقعت علا:
- بالسلامة يا خالتي و علمي أولادك الأدب شوية ولو كان وصل بيا أن أقــ,تــل الحـ.ـيو.ان اللي أسمه فادي مكنتش هتردد.

- لا أنت زودتها أوي .... يالا يا علا ملناش قعاد هنا.
صاح حمزة متوجهاً إلي الغرفة التي يمكث بها بينما أسندت علا و تالين فادي كي يذهبوا....

التفت جاسر إلي رحمة يضمها إليه بحنو بينما بادلته رحمة هذا العناق بقوة ليتأوه بألــم قائلاً بمرح:
- اثبتي مكانك أنتي بتتـ.ـحـ.ـر.شي بيا ولا إيه؟
ثم أكمل بتمثيل:
- ولا عشان أنا واد حليوة تستفردي بيا!.

لم تستطيع كبح ضحكتها فأنفلتت منها رغماً عنها لينظر لها مبتسماً بحنو:
- ت عـ.ـر.في أن عندك غمازات حلوة أوي بتظهر لما تضحكي..
عايزة أشوفها على طول.

لكمته في صدره قائلة بضيق تداري خجلها:
- كفاية كلامك ده لو سمحت عيب اللي أنت بتقوله ده، مش كدا يعني.

رفع حاجبه الأيمن ينظر إليها بسـ ـخـــريــة:
- طب يالا يا بطة على أوضتي عايز اكلمك في موضوع.

اتسعت عيناها قائلة بصدmة:
- أنت عايز تعمل فيا إيه؟! أنت اتجننت مستحيل طبعاً.

رفع يده إليها باستسلام قائلاً بتهكم:
- طول عمرك دmاغك شمال ... وبعدين هعمل فيكي ايه يعني وأنا متجبس من كل حتة
الـover بتاعك ده تنسيه شوية مانتي كل شوية عندي ... وبعدين أنا عايز اعرف هما قالولك إيه؟.

أردف بألــم فقدmه لم تعد تحمله:
- براحتك يا رحمة انا....

قاطعته رحمة عنـ.ـد.ما أسندت ذراعه على كتفها لتهتف بتذمر عنـ.ـد.ما ألقي بثقل جــــســ ـده عليها:
- أنت تقيل أوي أنت بتاكل ايه؟!

أجابها ببرود:
- هكون باكل ايه يعني زي الناس... وبعدين انتي اللي زي البسكوتة.

دلفا إلي غرفته و انصاعت له رحمة بالاخير و قررت البوح بكل شيء...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
غرفة مُظلمة قابعة فيها يوجد بها إنارة خافتة للغاية بالكاد تستطيع رؤية يدها من خلالها ولكنها لم تندهش عنـ.ـد.ما وجدت نفسها بها فهي سُجنت بها أيام عدة عقـ.ـا.باً لها من ذلك الحازم!
صدح صوت ضحكاته المستمتعة برؤيتها بهذا الشكل لتنتفض نورا رعـ.ـباً و تسارعت أنفاسها بوجل تنظر حولها هنا وهناك حتي استدارت لتجده جالساً على كرسيه الأسود يبتسم بتسلية و يعبث بشعره بيداه ثم هتف بخبث:
- بذمتك مش بتيأسي أبداً لما تفشلي بالهروب... مممم خمسة و ستين مرة يا مفترية!

جف حلقها قائلة بذعر:
- كفاية حـ.ـر.ام اللي أنت بتعمله كل يوم ده... أرجوك طلقني و ريحني من العـ.ـذ.اب ده.

صفق حازم قائلاً ببرود:
- هترتاحي يا نورا بس هترتاحي من الدنيا كلها بعد لما تمـ.ـو.تي.

بكت بوهن و ألــم، حاولت الزحف إلي الوراء كي تحتمي بأي شيء ولكن كيف ستتحرك من الأساس بالألــم الذي يفتك بجــــســ ـدها الهزيل!
أطلقت صرخة جـ.ـر.حت حلقها عنـ.ـد.ما انهال عليها ذلك الجلاد المريـ.ـض بجلدة قاسية...

استيقظت نورا تصرخ بهستيريا قد تملكت منها وهي تنظر في أرجاء المكان فتبين لها بأنه كابوس يراودها كالعادة !

بينما أنتفض مراد يهب واقفاً سريعاً عنـ.ـد.ما أستمع إلى صراخها فهو بعد أن تأكد من نومها هبط إلي الأسفل جالساً في مكتبه يتابع أعماله قبل أن يسافر
هرع مراد إلي غرفتهم لتتسع عيناه عنـ.ـد.ما وجدها تشـ.ـد خصلات شعرها وقد تملكت منها حالة من الهستيريا الجنونية....
لا يعلم كيف يعيدها إلي وعيها يشعر بأن عقله توقف عن التفكير تماماً، لم يستطيع سوا أن يجذبها إلي صدره يربت على ظهرها يخبرها بكلمـ.ـا.ت مطمئنة حتي تهدأ، انفجرت هي في بُكاء مزق قلبه و حطمه ولكن هذه المرة تركها تبكي مثلما تُريد، يريدها أن تُخرج ما بداخلها يعلم تمام المعرفة ما بها تمني لو استطاع أن يمحي ذكرياتها تماماً ... كل ليلة يشعر بـ.ـارتجافة جــــســ ـدها، يتفقد ملامحها المضطربة الخائفة، تتمسك به بقوة أثناء نومها كأنه طوق النجاة، تهذي بإسمه دائماً..
ظل يمسد على شعرها قائلاً بحنان و رفق:
- كفاية عـ.ـيا.ط ارجوكي و أهدي، أنا هنا معاكي.

تحول نحيبها لشهقات متقطعة ثم تحدثت بـ.ـارتعاش:
- حازم مش عايز يسيبني في حالي... أنا لسه بتعـ.ـذ.ب!.

دفعته صارخة به بإنفعال:
- أنت مشيت ليه؟ أنت عايز تسيبني و تمشي؟!.

رفع يده لها باستسلام قائلاً بهدوء:
- والله ما خرجت أنا كنت تحت في المكتب بخلص أوراق و طالع.

هزت رأسها عدة مرات قائلة بعدm تصديق:
- لا أنت كنت عايز تسيبني.

وصد عيناه بحـ.ـز.ن مستند بذقنه على رأسها مغمغم بحنان:
- والله عمري ما اسيبك انتي روحي .... ممكن تهدي و تقوليلي شوفتي إيه؟.

أبعد رأسها عن صدره ثم جفف دmـ.ـو.عها بأنامله و أردف قائلاً:
- خلاص متقوليش حاجة بس أهدي و بلاش تعملي في شعرك الجميل ده حاجة...

همهمت له قائلة بطفولية:
- يعني شعري باظ كدا؟.

تلاعب بخصلاتها البنية قائلاً بضيق:
- لا طبعاً لسه زي ما هو جميل بس متعمليش في شعرك او وشك كدا والا هزعل منك و اخاصمك... فاهمة.

هزت رأسها إيجاباً لتبتعد عنه فقبل جبينها و مددها على الفراش بهوادة متحدثاً:
- يالا ننام بقا عشان ورانا سفر بكرة.

احتضنها دافناً إياها بداخله ولم يُغمض له جفن حتي تأكد بانتظام أنفاسها و ذهابها في ثبات عميق....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تسللت أشعة الشمس الذهبية و نسمـ.ـا.ت الهواء الربيعية إلي غرفتهم ليجلس مراد أمامها يتأمل ملامحها البريئة الطفولية وهي مستكينة أمامه بهذا الشكل ليضـ.ـر.ب كفاً على كف بيأس فهو يحاول منذ أكثر من ساعة أن يجعلها تستيقظ ولكنها لا تفعل أي شيء سوا أن تتململ بإنزعاج وتظل ساقطة في بئر النوم!

- هييييئ! في إيييه؟!
شهقت نورا بعنف عنـ.ـد.ما نثر مراد نصف كوب من الماء فوق وجهها ليتصنع هو القلق:
- قووومي بسرعة في حـ.ـر.امي هنا.

نهضت بفزع حتي سقطت من الفراش أرضاً قائلة وهي تلهث بعنف:
- بلغ البوليس بسرعة لو عرف أن احنا هنا هيقــ,تــلنا.

انفجر مراد ضاحكاً بمرح على مظهرها هذا ثم تحدث بسـ ـخـــريــة:
- يا بت يا عبـ.ـيـ.ـطة فكرك في حـ.ـر.امي يقدر يدخل بيتي.

عبست ملامحها بأنزعاج ليقترب منها ثم مد يده إليها حتي يساعدها على الوقوف فوضعت يدها في يده، ثوانٍ و كانت بين احتضانه عنـ.ـد.ما جذبها بقوة لتدفعه قائلة بغـ.ـيظ وهي تجفف المياه من وجهها:
- حد يصحي حد كدا !

أبتسم ابتسامة صغيرة يحاول التحكم في ضحكته ثم جذبها من أذنها قائلاً بعبث:
- هو في بني آدmة تنام بالعمق ده ... انا لو بصحي مـ.ـيـ.ـت هيصحي أسرع منك.

دبدبت بقدmها في الأرض ليجلسها ثم أحضر سندوتشات قد صنعها لها قائلاً بهدوء:
- يالا كلي و اجهزي عشان اتأخرنا ... جدك أتصل من ساعة و اخدت العنوان.

أبتسمت قائلة بحماس:
- في ثواني هكون جاهزة.

غمز لها بخبث:
- أحبك و أنتي مطيعة يا قمر أنتي.

فرت إلى المرحاض سريعاً ليرتدي هو حلته الرصاصي و صفف شعره ولكن ما أثار فضوله هو صوت الرسالة الصادرة من هاتف نورا .... التقط هاتفها ثم فتحه فوجد رسالة صوتية مبعوثة لها من تطبيق « الواتس آب » ليعقد حاجباه بتعجب فهذا الرقم ليس بغريب عليه بل هو يسجله على هاتفه، آخذ الهاتف الخاص بها و خرج من الغرفة ثم فتح الرسالة ليقطب جبينه بغـــضــــب وهو يعتصر الهاتف بين يداه، الآن فقط علم بصاحب الرقم، ديما الحمقاء لم تغير الرقم الذي استخدmته سابقاً عنـ.ـد.ما أرسلت له صور نورا ! حسناً هي من أضاعت الفرصة الأخيرة لها ولن يتوانى هو في عقـ.ـا.بها، تُريد أن تفرق بينه و بين نوره حتي تسنح لها الفرصة بالرجوع إليه، غـ.ـبـ.ـية بلهاء كان متأكداً بأن قدومها وراءه دافع...لو فقط كانت أستمعت نورا لهذه الرسالة لكانت النتيجة أن يخسر ثقتها للأبد!
أخرج هاتفه من سترته ليجري مكالمة هاتفية إلي خالد فأجابه خالد قائلاً
= إيه يا مراد صحيح اللي اسمعته أنت مسافـ...

قاطعه مراد بنفاذ صبر:
- بطل رغي شوية واسمعني ... عايزك تدخل المكتب بتاعي و تخلي حد يدور على جهاز للتصنت متتصلش عليا غير لما تلاقيه.

= طب ما تفهمني.

- هقولك بعدين بس نفذ الكلام.
أنهي المكالمة مشتداً على قبضة هاتفها ولم يتقابل جفناه و سحق أسنانه بغـــضــــب تلك الفتاة تستفزه كثيراً وقد سأم منها حقاً.
عنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت دليل على فتح نورا الباب أولاها ظهره سريعاً وهو يُخفي هاتفها فتحدثت بخفوت:
- أنا جاهزة.

نظر لها مبتسماً بإقتضاب:
- أنزلي استنيني تحت في العربية وانا جاي وراكي.

تنفست براحة ظنناً بأنه سوف يعترض على الفستان الذي ترتديه بالأخير هو من اختاره لها و يبدو محتشماً و آخذت خطواتها حتي أصبحت تسبقه ببضع انشات ليمسك يدها قائلاً بصوته الرخيم:
- استني عندك...عايزة تمشي ازاي كدا.

تنهدت بضيق:
- ماله اللبس يا مراد بلاش تعترض كل شوية.

نظر في هاتفه بلامبالاة يتحدث ببرود:
- أدخلي البسي حاجة فوق الفستان يا أما مفيش خروج من هنا ... انتي مش متجوزة قرني.

تآففت بنفاذ صبر و أصبحت على وشك البكاء:
- بس أنت أخترت الفستان و أنت شايف اهو طويل و مش بيظهر حاجة مني يالا بقـ...

قاطعها ببرود صقيع لا يزال يقلب في هاتفه:
- مجـ.ـسم جـ.ـسمك و محدده ... لو عايزة تلبسيه يكون هنا بس خروج لا.

- على فكرة أنت بـ.ـارد و رخم.
قالتها وهي تتوجه نحو الغرفة ثم صفعت الباب خلفها ليبتسم بسـ ـخـــريــة و هاتف فتحي
= أهلاً مراد باشا تؤمر بإيه؟.
- ديما كامل ... عايزك تلفق ليها قضية دعارة و تبلغ بوليس الآداب أنها صاحبة الشقة دي و لما تدخل الحجز عايزك تظبطها و تخلي الستات اللي فيه يعملوا معاها الواجب و زيادة حابتين.
= تمام يا باشا.
- مش عايز حد من أهلها يعرف باللي حصل غير لما تتصل بيا و اقولك تعمل إيه .... المهم عايزها تخرج بالملاية.
= اعتبر الشقة شقتها هي.
- حلاوتك هتبقي عندك لما تنفذ.

أنهي المكالمة دون مقدmـ.ـا.ت ثم هشم هاتفها بين يداه يتحدث بوعيد:
- أما وريتك يا ديما ... نهايتك قربت أوي.

ألقي هاتفها في صندوق القمامه بعد أن وضعه في حقيبة وتأكد من عدm نفعه...
أمّا نورا فتوجهت إلي الأسفل و حملت صغيرها منتظرين إياه في بهو الفيلا، آتي بعد عدة دقائق ثم توجها إلى السيارة....
ظل يسير بالسيارة بصمت تام ينظر لها نظرات جانبية عدة لحظات فيجدها محتضنة عمر و تحدثه بخفوت كأنه يفهمها فزفرت هي بملل بعد أن لاحظت صمته الغريب بالرغم من أنه لا يتحدث كثيراً ولكن الضيق البادي على وجهه يُقلقها، امتدت يدها تتلمس يده لينظر لها باستفهام لجزء من الثانية فهمست بخجل:
- مالك مضايق ليه؟.

لم يجيبها إنما تابع سيره لتتمتم مع نفسها:
- مش فاهمة انا حاسة إني هوا قاعدة معاه!

صف سيارته سريعاً على جانب الطريق لتزئر مكابحها فتحدث قائلاً بإقتضاب:
- آسف على طريقتي بس في مشكلة في الشغل.

عقدت حاجباها قائلة بعفوية:
- خلاص بلاش سفر انهارده و روح شوف حل المشكلة.

قرب وجهه من وجهه مقبلاً مقدmة انفها مداعباً إياها:
- خلاص يا حبيبتي أنا كلمت خالد وهو يتصرف ... خليكي قاعدة متتحركيش ... قوليلي بقا عايزة أنهي نوع شيبسي؟.

أجابته سريعاً بعينان متسعة ببراءة:
- بص هات تايجر بالفلفل الحلو و دوريتوس و آيس كريم و عصير و شوكولاته.

كان ينظر لها بدهشة:
- اجبلك السوبر ماركت كله لو تحبي.

وضعت يدها على قلبها بحالمية:
- ياريت ... بس اوعي تنسي الجيلي.

خرج من السيارة وبعد عدة دقائق آتي حاملاً بحقيبة كبيرة ممتلئة بكل ما تريد لتجده يبتسم لها ابتسامته العـ.ـذ.بة الجاذبة التي تُغرقها في لذة غريبة من نوعها، شردت به، كم يبدو وسيماً، ملامحه الرجولية تُقسم بأنها لم ترآها من قبل، ولأول مرة تلاحظ أن عيناه عسليتان صافية على وقع أشعة الشمس .... خصلاته التي تبعثرت على جبهته بسبب انشغاله أفقدتها آخر ذرة في عقلها ودت لو تلاعبت بخصلاته الآن...!

انتشلها من أفكارها و شرودها صوته الأجش الذي يسقط على مسامعها ليسبب ذبذبة في قلبها:
- نوري أنتي سافرتي الوجه القبلي قبل كدا؟.

أومأت له بابتسامة حالمة تهيم به ثم أردفت:
- أيوا سافرت هناك مرة واحدة وكانت بعد سفرك بأسبوعين ... ماما اخدتني معاها.

ظهر على نبرته الضيق:
- شريف عمره لمح ليكي أنه بيحبك؟.

أرتبكت من سؤاله هذا ولكنها غمغمت مدافعة عن نفسها:
- اعترفلي أنه بيحبني أيام الثانوي ... بس والله انا زعقت ليه و اشتكيت لجدو خليته ضـ.ـر.به وهو متكلمش تاني غير لما أنت سمعته.

رفع حاجبه بفخر:
- جدعة يا بت.
ثم أكمل بتحديز:
- حسك عينك تكلميه أو تبصيله حتي ... سلامـ.ـا.ت الاحضان بتاعتك دي تنسيها خالص ... لو لزم الأمر ممكن تسلمي بأيدك ويكون خالك مثلاً .... مفيش ابتسامـ.ـا.ت ... تنطيط لا ... شريف لأ يا نورا وانا بحذرك.

أبتسمت بسعادة تعشق غيرته و تعشق تحكمـ.ـا.ته...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صاح جاسر بفخر متحدثاً في هاتفه و تتراقص ابتسامة خبيثة على شفتاه:
- عفارم عليك يا شهاب ... حقيقي عمرك ما خيبت ثقتي فيك.
= بالرغم أن علي ده ذكي مكار بس اتفاجئت لما فتح قلبه و قال على مصايبه السودا.
- كان خايف أعرف أنه بيتاجر في المـ.ـخـ.ـد.رات عشان كدا خبي عليا بس على مين؟.
= طب دلوقتي احنا مسكنا دليل اعتراف علي هتعمل إيه في اللي اسمها ديما دي.
- لأ ديما دي سيبها عليا انا هتصرف مع الـ**** دي كويس.
= طب المهم علي انا حطيته في المخزن و الرجـ.ـا.لة عاملين معاه أحلى واجب.

تسائل جاسر
- صحيح يا شهاب لسه مش قررت تيجي تستقر في مصر؟.
تحدث شهاب بنبرة حزينة متألــمة
= مش قادر يا جاسر حاسس إني لو جيت هفتكر مـ.ـو.ت جميلة ... سيبني مستقر هنا أحسن على الأقل البلد هنا نضيفة راقية، انا بقول تيجي أنت و رحمة وتبدأ حياة جديدة بعيدة عن دايرة الشر و الانتقام دي

ضيق جاسر عيناه بحـ.ـز.ن
- ربنا يرحمها ... متعرفش لولا كلامك ده كنت هعمل إيه... بجد أنت صاحبي اللي في الدنيا دي.
= تعرف أنا مبسوط جداً أنك بعدت عن حياتهم و هتبدأ تستقر بس لازم توعدني أنك تتعالج .... صدقني المرض النفسي مش عيب ولا يقلل من شخصيتك لما تعترف بيه بس العيب لما تخليه يسيطر عليك و يعميك.

أبتسم جاسر بإقتضاب:
- لو عشت الأول....حاسس أن هدوء مراد وراه حاجة كبيرة... وتفتكر ممكن يسيبني وهو عارف إني السبب في كل حاجة حصلت لمـ.ـر.اته ... انا ليل نهار باخد مسكنات للألــم يا شهاب .... واضح أنه شخصية صعبة.

= هو في حاجة صعبة على جاسر رشاد ولا ايه وبعدين لازم تخليه يديلك فرصة و تفهمه أنك معملتش حاجة.

- سيبك منه و تعالي أنزل مصر أسبوع...مش وحشتك بقالك تلات سنين يا وا.طـ.ـي.

= مممم مقدرش أنكر أنها واحشاني ... المكالمة و التسجيلات بتاعت علي أكيد وصلت عندك دلوقتي... سلام عشان تقدر تسمعهم.

انتهت المكالمة ليهمس جاسر بتحفز:
- لازم اقابلها و اتكلم معاها ... اكيد هي مش طايقاني بس هحاول.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تثاقل جفين ديما وبدأت بالشعور بالخمول و الرغبة في النوم:
- كفاية بقا يا معاذ جايبني من الصبح عشان تقول التفاهات دي!.

أبتسم معاذ بخبث فهي جاهزة الآن للتوقيع على أوراق امتلاك هذا المنزل بتاريخ سابق بعد أن وضع لها حبوب منومة فهتف بمكر:
- يالا يا حبيبتي أمضي على الورق ده.

أعطاها قلم و وضع أمامها تلك الورقة لتتحدث بتوهان:
- يعني لو مضيت هتسيبني أنام؟.

أبتسم معاذ بسماجة:
- تنامي العمر كله لو عايزة بس اخلصي عشان الليلة لسه في أولها.

عضت على شفتيها بغنج ثم وقعت على الأوراق وهي حقاً لا تعي أي شيء ولا تستطيع قراءة الكلمـ.ـا.ت المدونة وما أن انتهت حتي أبتسم معاذ بإنتصار ثم اقترب منها بملامح شيطانية.....

وبعد مرور بعض الوقت...
صراخ ملأ أرجاء المكان دليل على اقتراح رجـ.ـال الشرطة هذه الشقة...! بينما استيقظت ديما بفزع على أثر يد قاسية تقبض على خصلات شعرها بعنف ثم أسقطها أرضاً ذلك الشرطي يلف جــــســ ـدها العاري بإحدي الأغطية الموضوعة على الفراش، ظلت تتلقي ديما العديد من الصفعات منه وهو يجرها خلفه بينما اتسعت عيناها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت الصالة ممتلئة بالرجـ.ـال و النساء مُكبلين بالقبضة الحديدية وبعض الفتيات ترتدي ما ترتديه هي الآن !
سحبها ذلك الشرطي من الدرج حتي سقطت عدة مرات، ما الذي يحدث حولها؟ أخر شيء تتذكره عنـ.ـد.ما جلست مع معاذ، بالتأكيد ما ترآه هو حلم فقط، وضعها في سيارة الشرطة بجانب الكثير من الفتيات العاهرات والذين يجلسون في هذه السيارة دون اكتراث وكأنهم قد اعتادوا على هذه الأشياء...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفت سيارة مراد أمام سرايا كبيرة يبدو عليها الفخامة و تصميمها يبدو من عصر قديم فهبط من السيارة ثم فتح لنورا باب السيارة حاملاً منها الصغير و دلفوا إلى الداخل ليجدوا شاب في منتصف الثلاثينات من عمره يغزو الشيب بعض من شعيرات لحيته، عيناه زرقاء كالسماء الصافية و بشرته خمرية، يرتدي عباءة صعيدية ممسكاً بعصاء خشبية بين يداه يبدو كأنه عمدة هذه البلدة... نزل من الدرج المؤدي إلى الداخل بطوله الفارع ثم أبتسم نصف ابتسامة مصافحاً مراد و وجه حديثه إلي نورا:
- أهلاً بت عمتي الغالية....كيفك يا ست البنات؟.

رفرفت نورا بعيناها قائلة بحماس:
- أنت بتتكلم صعيدي؟! أنت أكيد أدهم صح؟

تحدث أدهم بغطرسة:
- واه واه ميعجبكيش كلامي ولا إيه يا بت عمتي.

ردت نورا سريعاً:
- لا انا بحب أسمعه أوي.

تآفف مراد بنفاذ صبر فيبدو أن ذلك الشاب يريد صفعة قوية حتي لا يتجرأ ويتحدث مع حبيبته، سوف يتمالك نفسه قدر المستطاع فهو لا يريد إحزانها على أية حال...

هرولت فتاة في مقتبل عمرها نحو نورا محتضنة إياها كالاطفال قائلة بسعادة:
- اتوحشتك جوي جوي.

حسناً هي الأخري عيناها زرقاوتان بل تتشابه مع نورا بالملامح أيضاً، صدق من قال أن الجمال يكمن في عائلة آل صفوان !
بينما أتت سيدة في منتصف الأربعينات ورحبت بهم ترحاباً حار العديد من القبلات و الاحضان إلى كلاً من مراد و نورا
توافد أفراد العائلة جميعاً يرحبون بهم و يهنئون على زواجهم.

جلس مراد على أحدي الكراسي بعد أن دلفا إلي جناحهم ليجدها تنظر حولها ببراءة و دهشة، زرقاتيها تجول هنا وهناك ليغمغم بحنق:
- شايفك سلمتي عليهم عادي ولا كأني اتكلمت وقولتلك حاجة... إيه كلامي ملوش لازمة عندك.

طأطأت رأسها بخزي فهي نسيت ما أخبرها به لتقترب منه جالسة على ساقيه متحدثة بخفوت:
- آسفة والله كنت مبسوطة عشان جيت ونسيت.

اشاح بنظره باقتضاب لتضع يدها تخلل شعره بيدها قائلة بدلال:
- خلاص بقا آسفة عشان خاطري متزعلش.

عيناه امتزجت بالقسوة جعلتها ترتجف بداخلها ثم تحدث بقسوة:
- آخر إنذار ليكي يا نورا ... و أدهم الزفت ده كمان انا مش مرتاح لنظراته إياكي تتكلمي معاه أو تجتمعي بيه ... أنا جبتك هنا تفرحي شوية بس مش معني كدا تقضيها هلس والا نمشي من هنا.

حاربت دmـ.ـو.عها من التساقط من طريقته الجافة تلك ثم حاولت النهوض لتتبدل نظراته إلي الخبث وهو يشـ.ـدد يده حول خصرها وكاد أن.....

طرقات كالاعصار على الباب جعلته يشتعل عيظاً فتوجه نحو الباب يفتحه بقوة ليجد فتاتين فهتفت إحداهن (فرحة):
-فين نورا؟ ... واه واه دا كلوا بتغير خلاقاتها!

هم مراد بالإجابة عليها لتتحدث نورا بخجل:
- معلشي لسه مغيرتش.

سحبتها فرحة من يدها قائلة بتهكم:
- تعالي معايا انتي ساقعة قوي.
ثم وجهت حديثها إلي مراد:
- جدي عاوزك تحت.

هبطت نورا إلي الأسفل و جلست مع الفتيات يثرثرون بمرح و تبعهم مراد وجلس مع رجـ.ـال العائلة ثم صعد إلي الأعلى واتصل فتحي به حتي يخبره حدث ثم انتهت المكالمة عنـ.ـد.ما أستمع مراد إلي صوت بُكاء عمر لينهض حاملاً إياه ثم بدأ بملاعبته لتدلف نورا إليهم ليرفع حاجباه بتعجب عنـ.ـد.ما وجدها ترتدي جلباب نسائي به ألوان زاهية فاتحة و ترتدي حجاب جعلها تبدو كأميرة فالتفتت تدور حول نفسها متسائلة:
- إيه رأيك؟.

صفق بإعجاب يلتف حولها:
- تحفة يا نوري ... جميلة جداً بس مش عايزة تنتظمي و تلبسي الحجاب؟.

تريثت لبرهة قبل أن تجيبه ثم أردفت:
- كنت عايزة اكلمك في الموضوع ده...نفسي من زمان وأنت شجعتني اكتر.

ضمها إليه بحنان ثم طبع قبلة على رأسها فوق حاجبها:
- شعرك الحلو احفظيه تحت حجابك و محدش يشوف خصلة وحدة منك...

رددت معه هذه الكلمة التي كان يخبرها بها منذ صغرها
"عشان تبقي أميرة متوجة تاجك يبقي حجابك".

ضيق ما بين حاجباه بضيق وهو يستمع إلى رنين هاتفه الذي لا يتوقف ليلتقطه ثم أجاب لتتحول ملامحه إلي الصدmة وشحب وجهه مردداً بصدmة:
- مـ.ـا.ت!.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في مركز الشرطي...

سحبها العسكري من يدها فكانت ديما تخطو خطواته ... جــــســ ـدها ينزف من الألــم و وجهها ملئ بالدmاء و اللكمـ.ـا.ت التي غيرت لون وجهها لتبكي بقهر.

أنهار عالمها ... علمت بأنها كانت في شقة للأعمال المُخلة ... فُضحت بالتأكيد ... إذا وصل الخبر إلي عائلتها لن يرحموها ... لقد التقط إليها أحدي الصحفيين صورة بهذا الشكل المخزي ... لحق بها العار ... المـ.ـو.ت أرحم لها مما سيحدث لها ... لا تعي شيء ... ابرحوها ضـ.ـر.باً ... جربت الشعور بالإهانة و المذلة ... قدmها تنزف بغزارة بسبب سحب ذلك العسكري لها ... تحتاج من يرحمها ... لم تُجرب ما حدث معها ... بل لم تتخيل أن ديما كامل صاحبة المكانة الرفيعة سوف تتعرض لهذه المهانة ... تشعر بطعم الدmاء في فمها !

صفعها الظابط قائلاً بصوت هادر:
- ما تنطقي يا بـ.ـنت الـ**** دلوقتي بقيتي مبت عـ.ـر.فيش تتكلمي.
أزاحت دmـ.ـو.عها بكف يدها تشهق عالياً يعجز لسانها عن الكلام فتحدثت بصوت متقطع:
- والله معرفش ... أنا ... بعمل ايه ... هنا.

قهقه ذلك الرجل بسـ ـخـــريــة:
- ليه يا روح امك ممسوكة في هابي لاند ولا إيه؟ دا انتي فاتحة شقة دعارة قد الدنيا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل...
(اضطراب)

ضم قبضته بقوة حتي بُرزت مفاصل يده وقد تحولت عيناه لظلام قاتم وآخذ صدره يعلو و يهبط بعنف فأزدردت نورا في تـ.ـو.تر ثم همست بـ.ـارتباك:
- مين اللي مـ.ـا.ت يا مراد مش فاهمه حاجه؟!

اعتصر عيناه بقوة ثم وضع هاتفه مرة ثانية على أذنه و خرج من الغرفة وما أن تأكد بخلو المكان حتي صاح بحدة وقد نفذ صبره:
- شكلك اتجننت ومتنفعش معايا من دلوقتي... ازاي يعني علي مـ.ـا.ت؟! ومين الحـ.ـيو.ان اللي قالك الخبر ده... اسمع يا فتحي آخر إنذار ليك المرادي.. تجيب علي من تحت طئاطيق الأرض، لعب العيال ده مش عايزه أنا عندي بدل الواحد مليون يقدروا يجيبوا علي من ورا الشمس.. فوق يا فتحي...فوق وإياك تتصل تقول الكلمتين اللي مفيش عيل في الحضانة يصدقهم دول.

أنهي مراد المكالمة قبل أن يبادر فتحي بأحاديث و اعتذرات تافهة، زفر مطولاً لعله يستطع تمالك أعصابه التي على الحافة سواء كان بسبب رأس الأفعي علي أو جاسر.. ها هو قد تخلص من ديما فهو لن يكتفي بهذه التهمة سوف يخترع لها تهمة أخرى كي تحصل على حياة آبدية في السـ.ـجـ.ـن...
جميعهم أخطأوا ولكن يشفع لهم مهما حدث!

نظر مراد بطرف عيناه ليجد أدهم يقترب منه، أشعل سيجارته نافثاً دخانه ببرود فغمغم أدهم بخبث:
- شكلك طلعت واعر جوي و وراك تار.. صارحني انا كيف اخوك.

رفع مراد حاجبه بسـ ـخـــريــة ولم يعقب على كلامه وأكمل التهام سيجارته بشراهة ثم هتف ببرود بعد صمت طال:
- نصيحة مني خليك في حالك.. أنت لسه متعرفنيش كويس.

أبتسم أدهم بتهكم ثم مد يده ساحباً تلك السجائر من فمه قائلاً:
- تعرفني دلوقيتي اني مش معترض.

اغتاظ أدهم بسبب ذلك المغــــرور المتغطرس بل لم يستفزه أحد مثلما استفزه ذلك الدب القطبي القابع أمامه الآن..
زفر بأنزعاج ثم تركه مغادراً المكان بخطوات سريعة غاضبة يتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت

خرج مراد هو الآخر وظل يسير شارداً بكل ما يحدث حوله ثم جلس أسفل شجرة ضخمة تاركاً العنان لأفكاره و تذكرياته بأن تمرمغه يميناً و يساراً...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست نورا بجانب الفتيات بابتسامة واسعة بلهاء تتابعهم بحماس وهم يصنعون الفطائر فتسائلت بابتسامة:
- انا لحد دلوقتي لسه معرفتش اسم العروسة... هي أسمها إيه وفين؟.

أجابت كوثر:
- أسمها سمرا ... لو شفتيها عتحبيها قوي زمانها جايه...

- مين اللي جايب سيرتي يا ترا؟.
صاحت بها سمرا وهي تدلف إليهم بابتسامتها المتسعة سرعان ما اندثرت ابتسامتها و احتل محلها الضيق عنـ.ـد.ما هتفت فرحة بعفوية:
- دي يا ستي نورا ست البنات كانت بتسأل عنك.

وجهت نظرها نحو نورا ترمقها بحقد خفي ثم أبتسمت لها بإصفرار متوجهة نحوها تمد لها يدها كي تصافحها وما أن وضعت نورا يدها حتي ضغطت عليها سمرا بكل ما أوتيت من قوة فتحولت ملامح نورا للألــم، بينما أبتسمت سمرا بخبث و نفضت يدها بعنف ثم تحدثت سمرا مصتنعة الود:
- معلش يا حبيبتي أصل لما بسلم على حد عزيز عليا مباخدش بالي..
ثم أكملت مغادرة من المكان المتواجد به نورا قائلة بغـــضــــب مكتوم:
- هطلع أنا عشان القياسات... بعدين الجو هنا كاتم أوي يا ساتر!

تعجبت نورا لطريقتها تلك بينما شعرت بالألــم فآخذت تمسد على يدها برفق لتُخبرها فرحة بإحراج وهي تربت على كتفها:
- هي طريقة سمرا جـ.ـا.مدة كدا معليش..

رسمت نورا ابتسامة مصتنعة على ثغرها و أكملت فرحة بأحديثها المرحة التي جعلت نورا تتجاوب معها سريعاً و تضحك كما لم تضحك من قبل
ثم تعالت أصوات جميع الموجودين وهن يرددون أحدي الأغنيات بانـ.ـد.ماج و استمتاع تام
"قدام مرايتها عادي.. بتدلع براحتها.. بستناها وبستعجلها.. تضحكلي وأبصلها.. تختار ألوانها.. تسأل عن رأيي في فستاها.. طب هختار إزاي وجمالها.. بيحلي الدنيا بحالها...."

ثم أكملوا بوصلة من الغناء بمرح وسعادة وقد انـ.ـد.مجت معهم نورا ولأول مرة تشعر بالسعادة ومدي افتقادها للجو الأسري...
نهضت تستأذن من الجميع ثم صعدت إلى الأعلى باحثة عنه، يشغل كيانها، ملامحه التي رأتها منذ قليل جعلتها تشعر بالخــــوف و القلق معاً، لما أصبح هو أكثر ما تفكر به؟ مشاعر مختلفة دافئة تختبرها معه هو فقط.

عقدت ما بين حاجبيها عنـ.ـد.ما لم تجده ثم خرجت لتجد أدهم فتسائلت بخفوت:
- متعرفش مراد راح فين؟

- لع.. تلاقيه في الأراضي

- وفين الأراضي دي؟

- ورا السرايا

شكرته نورا ثم انصرفت تبحث عن مراد هنا وهناك إلي أن وجدته جالساً على الأرض مستند برأسه على الشجرة يغمض عيناه
اقتربت حتي وقفت أمامه قائلة بنعومة:
- ممكن اقعد معاك؟.

فتح عيناه مبتسماً بهدوء ثم مد يده جاذباً إياها لتجلس على ساقيه فهمس بعبث:
- أنتي اللي تقعدي وأنا اللي امشي.

ابتسمت بخجل ثم اراحت ظهرها على صدره قائلة:
- أنت كدا بتدلعني.

همس مرة ثانية بصوت أجش:
- فقط تدللي صغيرتي.

أغمضت عيناها مبتسمة باتساع ليكمل هو عابثاً بأوتار قلبها

"عيناكِ أربكتا قلبي وما تابا وكادَ يغرقُ في نهريهما كادَ ! من ينقذِ القلبَ من أصفادِ نظرتها كأنما السحرُ من عينيكِ قد جادَ يا نار شوقيَ كوني والهوى قدرٌ بردًا على القلبِ إن قلبي لهم عادَ"

اصطبغ وجهها بإحمرار الخجل ثم هتفت بغـ.ـيظ طفولي عنـ.ـد.ما لم تجد ما تقوله:
- لو سمحت متقولش كلام حلو عشان مبعرفش أرد.

تسائل محيطاً إياها بذراعيه:
- بتحبيني يا نوري؟.

ابتلعت لعابها بـ.ـارتباك وهي لا تدري بما تجيبه!
حنانه، كلمـ.ـا.ته المدوية لجروحها، مفاجآته، أعترافه لها بمنتهي البساطة أنه يعشقها، رجولته الطاغية، كل شيء وكل تفصيلة به يُحدث زوبعة جديدة لم تختبرها!
لن تخدع نفسها أكثر هي تحبه ولكن ليست قادرة على البوح، لديها شعور بعدm الاطمئنان وهو أن يغير معاملته معها و يقسو عليها

تحرك وجهه يميناً و يساراً بيأس و خيبة أمل و زفر بحنق عنـ.ـد.ما لم تجيبه لتلتفت هي إليه سريعاً وأصبح وجهها مقابل وجهه
ارتجف صوتها وهي تحاول استجماع كلمـ.ـا.تها لتكون جملة مُفيدة:
- أأنت.. بص.. أنا بحبك والله بس.. بس مش عارفه أقول! صدقني صعبة عليا.. أنا خايفة و...

قاطع تعثلمها:
- هششش خلاص.. انا فاهمك.

لثم جبينها ثم آخذ يلثم على إنش بوجهها برقة..
بينما كان أدهم يتابع ما يحدث من شرفته بأعين مشتعلة بنيران الغـــضــــب والحقد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم الثاني...

- حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي يا سوزي.
صاحت أسما وهي تعانق صديقتها في المطار لتبادلها سوزان العناق قائلة باشتياق:
- أنتي اكتر يا سيمو.

تفرقا عن عناقهم لتهتف سوزان وهي تقدm إليها أحد الرجـ.ـال:
- احب أعرفك بالاستاذ شهاب... اتعرفت عليه في الطيارة.

نظرت نحوه أسما مضيقة عيناها لتجد شاب مقبل عليهم تبدو ملامحه مألوفة لديها ثم مد يده مصافحاً إياها بلباقة:
- شهاب نور الدين.

ابتسمت إليه أسما بعذوبة:
- أسما رأفت.

صاحت سوزان بمرح وهي تضـ.ـر.ب جبهتها:
- إيه شغل الرسميات ده يا جماعة! مش معقول تكوني نسيتي شهاب زميلنا أيام الدراسة.

شهقت أسما وقد أنفرج فاهها بدهشة:
- بتهزرري ! شوهاب بنفسه.

صر شهاب أسنانه بغـ.ـيظ لتنفجر هي و سوزان بالضحك فغمغم هو بحنق:
- يعني بعد الفترة دي كلها لسه بتقولوا شوهاب؟!

تحدثت سوزان بخبث وهي تتطلع إليهم:
- فاكرين أيام لما كنتوا عشاق.

تلاقت أعينهم ليبتسم شهاب بعبث:
- قصدك عليا أنا ... اصلي كنت عاشق ولهان للهانم وكل ما اصارحها تقولي خلينا اصحاب يا شوهاب
ثم أضاف باقتضاب يتصنع عدm معرفته بما حدث بينها وبين زوجها:
- أخبـ.ـار علي جوزك إيه؟.

أزاحت خصلاتها خلف أذنها قائلة بهدوء:
- أنا وعلي انفصلنا وهو مسافر حالياً.

همهم شهاب بتفهم وأدرك عدm راحتها في الحديث عن زوجها
تنحنحت سوزان مغيرة مجري الحديث:
- تعالوا نقعد في كافيه بدل الوقفة دي.

سلط شهاب نظره على أسما ثم صاح بصوته العميق:
- معلشي استأذن انا بقي عشان صاحبي مستنيني.

أومأت له أسما بينما قالت سوزان:
- بقولك إيه أنت بتقول أنك مسافر بعد اسبوعين يعني أنت معزوم عندنا من غير كلام كتير ومفيش اعتراض.

أنحني أمامها بحركة مسرحيه:
- تؤمري مولاتي.

ودعهم مرة ثانية ثم ركب السيارة المنتظره إياه بينما ذهبت أسما و سوزان إلي الكافيه...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ارتشف مراد من قهوته جالساً بين الرجـ.ـال يتحدثون في شتي الأمور بينما كان يشارك ببعض الكلمـ.ـا.ت
فتحدث عبد الحميد موجهاً حديثه إليه:
- وأنت بقي يا مراد يابني ناوي على إيه؟.

لم يتبين مراد ما قاله وانشغل في متابعة تلك التي سلبت عقله وهي تتعلم صنع الفطائر والمعجنات و وجهها أصبح ملطخ بالدقيق يتابعها وهي تعدل حجابها بكف يدها

نظر الجميع إليه بدهشة من طريقته تلك ليناديه عبد الحميد وتعجب قائلاً بتهكم:
- يابني ركز معانا شوية.. احنا مش خاطفينها والله.. أبعد عينك عنها.

نظر له مراد مضيقاً حاجباه ولم يستمع إلى ما قاله:
- أبعد عن مين؟.

ضـ.ـر.ب عبد الحميد كفاً على كف ثم تحدث بإقتضاب:
- كنت بسألك ناوي على ايه بخصوص موضوع الشراكة مع عيلة عتمان.

حك مراد شعره مغمغم بعدm فهم:
- هه.. مش عارف هشوف كدا.

شعر بغليان الدmاء في عروقه عنـ.ـد.ما صدح صوت ضحكتها و وصل إلي مسامع الجميع ليزفر في الهواء بهدوء يحاول السيطرة على ذاته حتي لا يذهب إليها ويقــ,تــلها بين يداه ولكن كتلة الغـــضــــب التي بداخله يبدو أنها لن تخمد أبداً
آخذ يعد الدقائق و الثواني حتي تُنهي ما بيدها وتصعد إلي غرفتهم..
زمجر بنفاذ صبر ثم نهض ببرود وخرج حتي نادي بإحدي الخادmـ.ـا.ت قائلاً:
- قولي لـ نورا هانم تطلع تكلمني انا مستنيها.

أومأت له الخادmة باحترام وبعد حوالي ثلاث دقائق خرجت إليه تنظر إليه بتلك الزرقاوتان المتسعة ببراءة اغمض عيناه يتحدث مع نفسه:
- أهدي يا مراد... متنساش اللي هي عملته من شوية وإياك تنخدع بعينها.

استعاد رباطة جأشه ليجدها تلمس يده قائلة برقة جعلت أنفاسه تزداد:
- مراد.. كنت عايزني ليه؟

نظر لها بقسوة وصوت ضحكتها يتردد في أذنه ليقبض على رسغ يدها يجرها خلفه صاعداً إلي الأعلى ثم دفعها بعد أن دلف إلي الغرفة لتسقط على الأريكة فأنحني فوقها قائلاً بحدة و غـــضــــب:
- بقولك إيه... لما تتنيلي تقعدي في حتة تقعدي بأدبك.. صوت ضحكتك زلزل المكان واظن إني حذرتك قبل ما نوصل هنا.

همست محاولة الدفاع عن نفسها وهي ترتجف بداخلها من شـ.ـدة الرعـ.ـب:
- بـس أنا مكنش قصـ..

قاطعها زاجراً إياها:
- مش عايز أسمع نفس.. واضح اني سايبلك الحبل على الاخر يا إما تتعدلي من نفسك وإلا قسماً بالله هتشوفي وش عمرك ما شوفيته.. مش أنا اللي اسيب مراتي تتمايص و تضحك وفي رجـ.ـا.لة موجودة، قلي آدبك مرة كمان وتبقي جبتي آخرك.

تحولت قسمـ.ـا.ت وجهها إلى الذُعر لتتهاوي دmـ.ـو.عها بالرغم من أنها حاولت التحكم بها ولكن خذلتها كالعادة، ليزداد غـــضــــبه منها ومن نفسه ليصـ.ـر.خ عقله:
- نفسي أعرف بتجيبي الدmـ.ـو.ع دي كلها منين؟! بطلة العالم في العـ.ـيا.ط! المفروض يتغير أسمها من نورا لـعيوطة.

آخذت يده تزيل تلك البقع البيضاء من وجهها برقه لتنظر له بعدm فهم.. كان غاضباً من ثوانٍ والآن يعاملها بلطافة، حتماً ستجن!!

ليس لديه كلمـ.ـا.ت ليواسيها سوا هذه الجملة المُكررة التي لا ينفك عن قولها:
- متعيطيش.

نظرت له في لوم ثم همست بطريقة منفعلة ولكن بدت طفولية:
- أبعد عني ومتقولش متعيطيش تاني عشان أنت بتزعق فيا وتخــــوفني وبعدين انا مضايقة منك.

رفع حاجبه قائلاً باستغراب:
- ومضايقة مني ليه بقي يا ست نورا؟.

اشاحت بوجهها قائلة بحنق:
- اسأل نفسك.. ياريت لما تبقي تزعق ليا ابقي احترم نفسك انت كمان.. البنات كلهم كانوا بيعاكسوا فيك وانا سمعتهم.

تلاعب بحاجبيه قائلاً بمكر:
- غيرانة يا سوسو.

ظهر عليها الارتباك وهو يفك حجابها لتصيح بتعثلم:
- أبعد عني يا قليل الأدب.

أكمل ما يفعله قائلاً بمرح:
- هتمـ.ـو.تي يا سوسو...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد..

تعانق شهاب و جاسر بحرارة فصاح جاسر من بين ضحكاته:
- نفسي افهم دmاغك دي.. امبـ.ـارح مكلمني وقولت أنك مش جاي وبعدين تتصل الصبح وتقول أنك هتركب الطيارة!

هنـ.ـد.م شهاب ملابسه بغــــرور:
- نحن نختلف عن الآخرين.

ضـ.ـر.به جاسر على كتفه دافعاً إياه:
- طب يالا يا خفيف قدامي.

صاح شهاب ممسكاً بكتفه:
- الله يا عم متزوقش.. 100 مرة أقولك ايدك تقيلة بحس انك مركب حديد فيها.

- اخلص يابو قلب رهيف الأكل هيبرد.

دلفا إلي حجرة الطعام ليبتسم شهاب ملئ فمه وهو يشمر ساعديه قائلاً بنهم:
- محاشي و طواجن! انا قاعدلك هنا قتيل.

هبطت رحمة إلي الأسفل مرتدية فستان من اللون الفيروزي وبه بعض فصوص اللؤلؤ الأبيض و فوقه حجاب أبيض وارتدت حذاء أرضي لونه ابيض هو الآخر ثم دلفت إليهم لينهض شهاب يمد لها يده قائلاً:
- تسمحيلي أقولك المفروض يتعملك تمثال للجمال ويتحط في متحف!

أخفضت وجهها بخجل قائلة بخفوت:
- شكراً لحضرتك.

صاح جاسر وقد انفجر غـــضــــبه:
- تسمحولي اجيب شجرة واتنين لمون لحضراتكم!
جرا ايه يا شهاب ما تتهد بدل ما اقطعلك لسانك و سيب أيدها.

تنحنح شهاب وهو يكبح جماح رغبته في الضحك فهو كان يتعمد إغاظته دائماً بسرد الكلمـ.ـا.ت المعسولة لشقيقته أمامه وها هو نجح مرة ثانية ولكن غيرته تضاعفت!

جلسوا ثلاثتهم على الطاولة وكلما نظر شهاب إلي جاسر وجده يحدق به بنظرات متشعلة فيعود صابباً كامل تركيزه على الطبق الذي أمامه..

وبعد مرور بعض الوقت..
جلس جاسر وشهاب في غرفة المكتب ليُخرج شهاب شريحة من هاتفه قائلاً بجدية:
- الشريحة دي فيها كل أعمال علي السودا.. مكالمـ.ـا.ت، واعترافات، رسايل.

أخذها منه جاسر قائلاً بهدوء:
- حاسس أنه ممكن يفلت منا ويعرف يهرب.. متأكد يا شهاب أنك موصي عليه جـ.ـا.مد؟

هز شهاب رأسه ثم قطب جبينه قائلاً بتعجب:
- إزاي في إنسان زيه عنده كمية الحقد و الغل دي لإبن عمه؟!

ابتلع جاسر غصة في حلقه فهو كان مثله وأكثر.. بالرغم أن مراد لم يتعرض له أو يأذيه ولكن وجد نفسه يكرهه ويريد إلحاق الأذية به وإبعاد زوجته عنه..

هتف شهاب بلهجة مرهقة:
- نكمل كلامنا في وقت تاني بقا.. انا يادوب أمشي عشان أريح جـ.ـسمي شوية.

أوقفه جاسر قائلاً:
- لو مش قادر خليك هنا.. وبعدين هتقعد فين؟.

تمتم شهاب بحـ.ـز.ن:
- في الشقة اللي كنت هتجوز فيها أنا وجميلة الله يرحمها.. سلام انا ماشي.

تنهد جاسر بحـ.ـز.ن وهو يتابع شهاب حتي غادر...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في مكان آخر...

اقتحم العديد من الرجـ.ـال ذلك المخزن وقاموا بقــ,تــل جميع الحراس الموجودين بأسلحتهم النارية حتي فتحوا أحدي الغرف المتواجد بها "علي" فأزالوا الأصفاد من يده ثم حملوه خارجين من المكان بينما كان علي فاقداً للوعي من شـ.ـدة التعذيب..

أخرج أحد الحراس هاتفه ثم تحدث قائلاً:
- تمام يا باشا قدرنا نخرجه بس شكله بيمـ.ـو.ت وحالته صعبة احنا هنوديه على المستشفي..

.....: مفيش حاجة أسمها حالته صعبة انا عايزه حي.. دا طرف مهم جداً أقدر اتحكم فيه واخليه ينفذ المطلوب.

الحارس: احم.. طب هو ممكن يمـ.ـو.ت يعنـ...

.....: اعمل أي حاجة بس يعيش.. ليلتك سودا لو مجبتش خبر عدل يا بوز الأخص أنت.

الحارس: مفهوم يا باشا.

تمتم ذلك الرجل قائلاً بحقد:
- دا السلاح و خزينة المعلومـ.ـا.ت اللي أقدر ادmر بيها مراد النجدي..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عشرة أيام..

حل مراد هذا الوثاق من على عيناها ببطئ لترمش نورا بأهدابها عدة مرات محاولة الرؤية بوضوح فأتسعت عيناها بذهول وعدm تصديق عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تقف أمام يخت واسمها مدون عليه من الأعلى...
تدلي فاهها بدهشة مما ترآه و أغمضت عيناها سامحة لنسمـ.ـا.ت البحر بأن تتغلغل إليها
التفتت إليه قائلة ببلاهة:
- إزاي دا حصل.. انا بحلم صح؟.

هز رأسه بالنفي ثم تحدث بحنان:
- ممكن متخافيش وأنتي معايا... عارف أنك بتحبي البحر بس عمرك ما نزلتيه عشان بتخافي.. دلوقتي أنتي معايا وانا عمري ما أ أذيكي.

غمغمت بقلق و خــــوف:
- ليه أنت عايز تنزلي؟! لو سمحت يا مراد أنا قولتلك كتير إني مش هنزل.

أومأ لها بابتسامة صغيرة ثم تحدث:
- مش هتنزلي بس هنركب هنا..

أشار بيده إلي اليخت لتهمس إليه بـ.ـارتباك:
- بس أنت عارف إني بخاف من اليخت برضوا.

زفر بحيرة ثم أنحني حاملاً إياها قائلاً برقة:
- مفيش خــــوف وانا معاكي.. عايزك تسترخي و تستمتعي بشكل البحر و أوعدك منتأخرش..

أخفت وجهها في عنقه ثم فتحت عيناها عنـ.ـد.ما انزلها واجلسها على أحدي الكراسي ثم جلس بجانبها ممسكاً بيدها لينطلق اليخت...

وبعد أن اصبحوا في وسط البحر شعر بـ.ـارتجافة يدها بين يداه ليقبلها ثم نهض و خلع قميصه فبقي عاري الصدر مرتدي بنطال قصير فقط..
فتنهد قائلاً بفتور:
- يعني برضوا مش عايزة تنزلي معايا؟.

أومأت له بالايجاب ليسحبها صاعداً إلي الطابق الثاني من اليخت فوجدت به بركة سباحة ويبدو هذا الطابق اجمل وأفخم كثيراً عن الأسفل
أمّا هو فبدأ يسبح بمهارة... بينما هي جلست وهي تحاول التماسك وعدm إظهار خــــوفها قدر المستطاع حتي لا ينفر منها مراد هو الآخر.. أغمضت عيناها وبدأت يدها وقدmها بالتعرق فهي عنـ.ـد.ما تشعر بالخــــوف يحدث معها هكذا وبدأت الذكريات والمشاهد تزدحم في عقلها عنـ.ـد.ما كانت في الخامسة من عمرها و كانت تكبرها نسرين بسنتين و بينما كانت تتشاجر معها بسبب اللعبة وبالأخير حصلت عليها نورا عنـ.ـد.ما جذبتها من يد نسرين لتشتعل نسرين غـــضــــباً ثم دفعت نورا بقوة لتسقط نورا وسط المياه فبدأت تحاول مقاومة المياه ولكن كانت المياه أعلى منها
كان جميع أفراد العائلة مجتمعة في غرفة الطعام حتي انضمت إليهم نسرين وقد بدأ عليها الخــــوف و الإرتباط فتسائل مراد:
- فين نورا يا نسرين؟.

أجابت نسرين بـ.ـارتباك:
- معرفش...
لم تكتمل جملتها عنـ.ـد.ما أستمعت إلي صوت صياح رجل في الخارج فخرج الجميع على صوته لتتسع أعينهم جميعاً بدهشة عنـ.ـد.ما وجدوا رجلاً يحمل نورا الفاقدة للوعي..
ومن ذلك اليوم وهي لديها فوبيا من مياه البحر..
انتعشت ذاكرتها وبدأت ترتجف رعـ.ـباً وهي تتذكر ما فعله حازم معها منذ عدة أشهر عنـ.ـد.ما ألقاها في بركة السباحة تاركاً إياها تعاني من هذه النوبة وبدأت في الصراخ بهستيريا وظلت على حالها هذا لأكثر من ساعة حتي أخرجها حازم ثم تركها مُلقية أرضاً وغادر المكان...!

ابتلعت غصة مريرة في حلقها ثم أزاحت دmـ.ـو.عها سريعاً عنـ.ـد.ما وجدت مراد توقف عن السباحة ثم وضع منشفة على ظهره والتقط هاتفه الذي يرن منذ فترة طويلة قائلاً بهدوء:
- هنزل تحت أرد على الإتصال وألبس حاجة.. ثواني وجاي.

تشبثت بيده قائلة بتوسل:
- خليك معايا لو سمحت.. أو حتي نزلني معاك.

أزاح يدها قائلاً بحنان:
- خلاص أهدي بس يا حبيبتي... قولتلك ثواني وجاي.. وبعدين بتعيطي ليه؟.
ثم أكمل وهو يمسد على شعرها:
- استرخي ومتسلميش لخــــوفك.

هبط إلي الأسفل ثم أجاب على الهاتف سريعاً:
- أهلاً ست أسما معايا.. لحقت وحشتك.

قهقهت أسما بمرح:
= يا بكاش لو مكنتش اتصلت أنا ولا كنت هتعبرني.. اخدت نورا منا... هي فين عايزة اكلمها..

- اخلصي يا أسما عايزه إيه انا سايبها لوحدها.

= انا عرفت اللي حصل مع ديما يا مراد.. حـ.ـر.ام اللي بتعمله فيها ده.. بالرغم اللي عملته بس انا روحت زيارة وشوفتها شكلها كان صعب أوي..

صاح مراد بحدة بينما وقفت نورا خلفه بعد انا هبطت إلي الأسفل بأعجوبة:
- اسكتي انتي... قلبك الطيب ده هيوديكي في داهية.. انا لسه معملتش حاجة انا هوريها من العـ.ـذ.اب ألوان، انا لسه لين معاها لحد دلوقتي اللي زيها ميستحقش الرحمة دي انسانه مريـ.ـضة.. اقفلي انتي يا حبيبتي دلوقتي وهيبقي أكلمك تاني..

أنهي المكالمة يهز رأسه بيأس من سذاجة شقيقته اللامتناهية.. بينما أستمع إلي شهقة قوية خرجت من فوه نورا تنظر إليه بصدmة وخــــوف عيناها جاحظتان ليبتلع مراد لعابه قائلاً بهدوء وهو يقترب منها:
- متفهميش غلط واسمعيني.

صرخت من أعماق قلبها الذي تهشم لأشلاء:
- أنت تخرس خالص.. مش عايزة أسمع صوتك.. منك لله أنت كمان.. انا معملتش حاجة لدا كله.. بتخوني وعايز تعـ.ـذ.بني! مش هتنولها يا مراد بيه عشان هكون متت..

اندفعت مبتعدة عنه، تشعر بالانهيار، ظنت بأن آلامها اندثرت عنـ.ـد.ما ظهر في حياتها من جديد.. انطفئت تلك الإنارة في قلبها مرة ثانية ليحل محلها ظلام دامس! لديه حبيبة!! يُخبرها ببساطة بأنه سوف ينتقم منها..
لا وألف لا، كلمـ.ـا.ته الجارحة التي غرزت قلبها أسوء من العـ.ـذ.اب الذي تعرضت له في حياتها

محاولاته في أخبـ.ـارها بالحقيقة باءت بالفشل وبدأت في تسديد اللكمـ.ـا.ت في صدره و تصرخ بجنون ليهزها من ذراعها بقوة صارخاً بها:
- أهدي بقولك.. والله العظيم أنتي فاهمة غلط انا كنـ....

وبدون سابق إنذار وقبل أن يكمل كلامه اتسعت عيناه بذعر عنـ.ـد.ما ألقت نفسها في المياه!!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
قفز مراد خلفها وقد تملك منه الرعـ.ـب ثم حملها من اسفل المياه بعدmا وصل إليها وآخذ يغوص بها حتي وضعها على حافة اليخت سريعاً، تدلي فكه بصدmة وهو ينظر إلى وجهها الشاحب ليربت على وجهها عدة مرات... تسارعت أنفاسه و دقات قلبه بجنون ليصـ.ـر.خ وهو يهزها بقوة:
- نورا فوقي.. نورا اوعي تسيبيني... والله انتي فاهمه غلط
نوري متعمليش فيا كدا انتي بتظلميني والله.

وضع يده على أنفها وبدأ في عملية التنفس الاصطناعي لها عدة مرات ولكن لم يجد استجابة ليبدأ في الضغط على صدرها وهو يصـ.ـر.خ بها حتي تستفيق، وبعد محاولات عدة وجدها تشهق عالياً بعنف تحاول التقاط أنفاسها ليحملها واضعاً إياها على كرسي كبير ثم ركض جاذباً حقيبتها و آخذ بخاخة الربو مندفعاً نحوها بلهفة و وضعها بداخل فمها يضغط عليها حتي بدأت أنفاسها بالإنتظام..
شعر بـ.ـارتخاء جــــســ ـدها بين يداه بينما غامت عيناها بثقل تنظر له نظرة أخيرة مليئة بالحـ.ـز.ن و اللوم حتي استسلمت لأغمائها..
أزدرد في قلق وتـ.ـو.تر وهو يجس نبضها ليجد نبضها منتظم، زفر أنفاسه على مهل يتنهد بـ.ـارتياح.. أسرع في ارتداء ملابسه في كابينة الاستحمام ثم خرج ونظر حوله ليجد اليخت يرسو أمام أحدي الشواطئ... حمل جــــســ ـدها الضئيل بعد أن أحكم ظبط حجابها فوق رأسها و وجد سيارة ليموزين سوداء تنتظرهم

فتح له السائق باب السيارة من الخلف فوضعها برفق ثم توجه وجلس بجانب السائق ليتسائل السائق بخفوت:
- تحب تروح على فين يا باشا؟.

تحركت حدقتيه هنا وهناك ليغمغم ببرود:
- على الفيلا بتاعتنا.

طوال الطريق يُفكر برد فعلها عنـ.ـد.ما تستيقظ، تلك النوبة الجنونية التي رآها الآن تقلقه للغاية، يشعر بالغـــضــــب يحترق بين ثناياه بسببها هي! تلك الحمقاء كانت ستقــ,تــل نفسها فقط ينتظر استيقاظها حتي يُلقنها درساً قاسياً ... قلبه كان سيخرج من مكانه من خــــوفه عليها.

صاح بنفاذ صبر يضيق بين حاجباه:
- خليك سريع.. لو فضلنا على الحال ده مش هنوصل غير بكرة الصبح.

أماء له السائق بتـ.ـو.تر و زاد من حدة سرعته حتي توقف أمام الفيلا ليحمحم قائلاً بهدوء وهو يلاحظ شرود مراد:
- حضرتك احنا قدام الفيلا.

أومأ له بإقتضاب و ترجل من السيارة بعد سحبها ثم صعد بها إلي غرفتهم ينظر لها بحـ.ـز.ن و غـــضــــب في آن واحد ما فعلته ليس هيناً بالمرة!
وضعها على الفراش يهمس بحـ.ـز.ن:
- قلة ثقتك فيا دي اذتني أوي يا نوري.. اللي انتي عملتيه ده مش هسامحك عليه، عارف أنك لما تفوقي برضوا مش هتصدقي بس حقيقي دلوقتي نفسي اخـ.ـنـ.ـقك.. ليه بتستغلي أنك نقطة ضعفي؟ انتي لعبتي بقلبي الكورة انهارده.. آسف بالنيابة عن أخويا اللي قــ,تــل حاجات كتير جواكي آسف لاني معرفتش انقذك منه.. صدقيني كنت عايزك ليا طول عمري
فاكرة لما اتصلتي بيا في سفري و قولتيلي قد إيه انتي بتحبيه وموافقة على جوازك منه؟ قبل اتصالك ده كنت عامل حسابي أعمل مفاجأة وأرجع مصر تاني.. أرجع عشان اطلبك وتكوني ملكي أنا.. كنتي حلم بالنسبالي حلم جميل أوي صحيت منه على كابوس أنك مرات أخويا!

تهاوت دmـ.ـو.عها رغماً عنه يشعر بأن نصل حاد يغرس قلبه بلا رحمة ثم أكمل بألــم:
- دلوقتي بقيتي معايا.. بس مش قادرة تحبيني ولا حتي تثقي فيا .... انا كل اللي عايزه منك تسلميلي نفسك، تتخطي خــــوفك وتنسي القديم، نبدأ حياة جديدة صفحتها نضيفة، نربي عمر و تخلفيلي بنوتة تكون شبهك.. أرجوك يا نورا بلاش تأذيني فيكي.. قربك بيوجـ.ـعني و بعدك بيقــ,تــلني.

جفف دmـ.ـو.عه بكف يده ثم مد يده ببطئ يزيل ملابسها حتي يُبدلها بأخري....

~~~~~~~~~~~~~~

جلست رحمة على الأريكة أمام التلفاز ممسكة بطبق فشار كبير و كوب من العصير تتابع أحدي الأفلام "Into The Wood" بملل فهذه المرة الثلاثة خلال الأسبوع تشاهد هذا الفيلم.. تشعر بأنها محتجزة داخل هذه الفيلا الضخمة لا تفعل شيئاً سوا الجلوس أمام التلفاز أو الطبخ وأحياناً تخرج و تتجول في الحديقة فهذا المسموح لها

تآففت بضجر فهذا الأحمق زوجها سافر منذ عشرة أيام بعد أن جاءه اتصال فسافر سريعاً تاركاً إياها تصارع مع هذه الوحدة القـ.ـا.تلة.. حسناً هي تبالغ قليلاً فهي تجلس في المطبخ كثيراً وتثرثر مع الخادmـ.ـا.ت بشتي الأمور.. شعور آخر ينمو بداخلها
شعور الغيرة و الاشتياق، بالتأكيد هو الآن مع عشيقة له يلهو و يستمتع و يتركها هي كأنها جماد، حذر الحراس من خروجها أو استخدام أي وسيلة للاتصال!!
وذلك الشوق الذي يغزو بقلبها الأحمق يجعلها لا تتوقف عن التفكير به و بأحواله، اعتادت على وجوده على إحضار الإفطار له اعتادت على كل شئ

تململت في جلستها بضيق ثم دبت الأرض بقدmها بحنق محدثة نفسها بغـــضــــب:
- ممكن أعرف انا زعلانة ليه عشان رافضة اتكلم معاه؟! أصلاً يستاهل دا إنسان معندوش ذوق سايبني هنا لوحدي ورايح يعط مع البنات ويسافر وبعدين يجي يتصل من تليفون عنايات وقال ايه عايز يكلمني.. يخي جاك وضع في قلبك أنت شخصية بادرة مستفزة.. أنا مش زعلانة طبعاً يكون وحشني صوته يعني!! ولو اتصل تاني والله ما هرد عليه كائن الديب فريز ده.

نهضت من جلستها بحزم عازمة أن تفعل شيء جديد مختلف تُشغل به عقلها و تهدئ من نيران غيرتها، صعدت على الدرج بهدوء ثم وقفت أمام غرفة تعرفها جيداً فهذه الغرفة خاصة بالملابس فقط

دلفت إلي الغرفة بعد أن أدارت مقبض الباب لتنظر حولها بابتسامة متسعة فهذه الغرفة الكبيرة ممتلئة بالملابس الرجـ.ـالية على الجانب الأيمن وعلى الجانب الأيسر ملابس وفساتين نسائية فخمة للغاية مختلفة الأشكال والألوان
توجهت للجهة اليسري وهي تتفحص صفوف الفساتين الممتلئة والمرتبة بعناية شـ.ـديدة بعضهم قصير للغاية وبعضهم مُحتشم بجانب تلك الملابس المُخجلة التي جعلتها تطرق رأسها أرضاً من الخجل..
سحبت أحدي الفساتين بلونها الفضي اللامع ثم سحبت حذاء يلائم الفستان للغاية
بدلت ملابسها وارتدت الفستان ثم اتبعته بذلك الحذاء ذو الكعب العالي ثم خطت خطواتها أمام المرآة بصعوبة بسبب ذلك الحذاء لتحدق في نفسها قائلة بدهشة:
- أي ده معقول اكون انا اللي في المراية!!!

تفقدت ذلك الفستان الذي وصل إلى ما بعد ركبتيها والتصق بجــــســ ـدها يُبرز مفاتن جــــســ ـدها بسخاء ثم التفتت تبتسم و تتمايل بدلال وهي تنظر إلي فتحة الفستان من الخلف، حلت عقدة شعرها لتنساب خصلاتها البُنية الطويلة خلف ظهرها وعلى كتفها بحرية..

رفعت رأسها بغــــرور قائلة بإعجاب:
- خلي البنات المايصة اللي معاك ينفعوك يا جاسر الكـ.ـلـ.ـب.. طب والله قمر.

سارت بخطوات بطيئة للغاية خارج الغرفة ثم توجهت إلى مكتبه فجلست على كرسي عالي أمام تلك الطاولة الطويلة الزجاجية الموضوع عليها النبيذ بأفخر أنواعه لتمسك زجاجة خمر تنظر إليها بقلق وتـ.ـو.تر
هناك شعور يلح عليها بأن تجرب ذلك المشروب اللعين.. تريد أن تشعر بتلك اللذة التي تدفع الكثير من الناس للشراب..
ابتلعت ريقها وهي تمسك بكأس ثم فتحت تلك الزجاجة و ملئت الكأس فتحدثت بخــــوف:
- همـ.ـو.ت و اجربها مرة واحدة بس..

ارتشفت منها ببطئ ليرتجف جــــســ ـدها من لازعته:
- ييييع إيه القرف ده؟! بيشربوه ازاي؟.

ضيقت عيناها وهي تنظر للكأس بإصرار و تحفز فتناولتها دفعاً واحدة....

أمّا في الأسفل فتوقفت سيارة جاسر ثم ترجل منها يسير للداخل بخطوات سريعة يكاد يمـ.ـو.ت فرحاً بعودته لرؤيتها هي فقط.. يطفئ نيران عشقه وهو يغمرها بقوة.. يتمعن ويغوص في عسليتها النارية.

عقد حاجبه بتعجب عنـ.ـد.ما وجد الفشار متوسط الأريكة بينما لا يوجد حركة لها

صاحت كبيرة الخدm من ورائه باحترام:
- حمد لله على السلامه يا جاسر بيه.. تحب اعملك حاجة؟.

استدار مبتسماً لها بهدوء:
- الله يسلمك يا مدام صفية..
ثم أكمل بلهفة:
- فين رحمة انا مش شايفها هنا يعني؟!.

تنحنحت تنظر له بتعجب ثم غمغمت بجدية:
- حضرتك شفتها دخلت المكتب بتاعك من شوية.

ركض سريعاً يفتح باب المكتب بلهفة لتتسع عيناه عنـ.ـد.ما وجدها تمسك زجاجة من الخمر وتبدو ثملة!!
بينما صاحت هي من بين ضحكاتها:
- أنت جيت ولا انا بحلم... هييييييه أخيراً جيت يا خرابة.

رفعت الزجاجة تشرب منها بثمالة بينما اقترب منها يحاوطها بذراعيه وهو يسحب منها الزجاجة لتصيح بغـــضــــب:
- سيبها احسنلك.. والله هضـ.ـر.بك.

ضحك بتهكم وهو يسحب الزجاجة بقوة ويحاول السيطرة على حركة جــــســ ـدها المنفعلة ليقول بذهول:
- إيه اللي انتي لابساه ده؟! ليلتك سودا.

تركت تلك الزجاجة بإرادتها لتتهشم أرضاً إلي فتات ثم طوقت عنقه بذراعيها قائلة وهي تسبل عيناها باغواء تعض علي شفتيها:
- وحـ.ـشـ.ـتني يا جسور.

تصاعدت ضحكاتها وهي تبتعد عنه ليتفحص إياها قائلاً بتهكم:
- شكلك هتتعبيني معاكي انهارده.

همست بنبرة حزينة و أناملها تتحرك على وجهه ببطئ:
- انت ليه سبتني؟ انا زعلانة منك خالص يا جسوري..
طعم البتاع اللي شربته وحش أوي.. منك لله.

وضع يده على فمه يكبت ضحكته ثم جذبها يغمرها بحنان:
- آسف يا حبيبتي بس الموضوع كان مهم.

دفعته بقوة ليتحرك خطوتين فقط للخلف:
- موضوع يا قليل الأدب برضوا ... أنت كـ.ـد.اب أصلا تلاقيك كنت مع وحدة مش محترمة زيك وحابسني هنا.

هتفت بصوت خافت وهي تبكي:
- أنت ليه مبتحبنيش زي مانا بحبك.. أنت لسه بتحب حنين مراتك الصفرا.

أبتسم باتساع عيناه جاحظة بدهشة! أهي تُحبه مثلما يفعل هو أم هذا تأثير المشروب؟
تسائل بعشق:
- هو أنتي بتحبيني؟.

أومأت له سريعاً قائلة بثمالة:
- بحبك من زمان أوي بس أنت غـ.ـبـ.ـي و رخم وبخاف منك.

أغمضت عيناها قائلة بنعاس:
- أنا عايزة أنام...

وضع ذراعه يحيط خصرها لتصيح بحدة:
- بكرهك يا جاسر... انا عايزاك تطلقني بس مش عايزاك تسيبني.

قطب جبينه بتعجب و دهشة ولكنه لم يتحدث تركها تتحدث مثلما تريد وازداد من محاوطة خصرها بعناية حتي لا تترنح و ينجـ.ـر.ح قدmها بسبب ذلك الزجاج
هز رأسه بيأس هي لا تكف عن سبه وبعدها تخبره كم تعشقه

حملها بخفة لتشهق بخجل:
- عيب اللي بتعمله ده انت مش شايف لبسي ولا إيه!!.

تحدث بضيق:
- يا بـ.ـنتي صدعتيني حـ.ـر.ام عليكي..

أدخلها المرحاض بعد أن دلف بها لأقرب غرفة وهي جناحه ثم دفعها اسفل صنبور المياه وفتحه فوق رأسها لتتسع عيناها بفزع وهي تحاول القفز حتي تخرج ولكنه أعادها مرة ثانية لتصرخ بإنزعاج:
- طلعني من هنا يا غـ.ـبـ.ـي المية ساقعة.

أمسكها من مؤخرة عنقها حتي لا تتحرك لتجذبه هو الآخر أسفل المياه تقهقه بمرح ليصيح بحدة وهو يخلع سترته:
- ينفع الهبل ده.. اتغرقت بسببك أهو.

أومأت له تحضتنه بسعادة ثم همست بتثاقل:
- عايزة أنام بقي.. انا زهقت منك.. اوووف.

أحضر منشفة ليحيط بها جــــســ ـدها ثم أخرجها من كابينة الاستحمام هو يدفعها للمشي أمامه فتحدث بهدوء:
- هجبلك حاجة تغيري الفستان ده وبعدها نامي براحتك بس غيري هدومك عشان متاخديش برد.

اجلسها على الفراش ثم جذب قميص مريح واعطاها إياه فهتف بحنان:
- خلصي وناديني انا مستني برا.

خرج من الغرفة منتظراً إياها وبعد عدت دقائق دلف إلي الغرفة عنـ.ـد.ما لم تناديه ليجدها نائمة كالمـ.ـو.تي على الفراش فاقترب حتي مدد جــــســ ـده بجانبها ثم جذبها لتستقر برأسها على صدره.....

~~~~~~~~~~~~~~

فتحت زرقاوتاها الحمراء من أثر البكاء لتجد نفسها في منزلهم... انسابت دmـ.ـو.عها بقهر وهي تتذكر ما حدث
لقد كادت أن تقــ,تــل نفسها.. حبيبها يخـ.ـو.نها و ينتقم منها
يريد إلحاق الأذية بها، بالطبع لن تتعجب فأخاه قد فعل الكثير والكثير، ما يـ.ـؤ.لمها هو قلبها الذي لا يزال يخفق بإسمه وعشقه هو.

اعتدلت تمسح دmـ.ـو.عها تنظر إلي الوسادة الغارقة بدmـ.ـو.عها فابتسمت بألــم ثم بدلت ملابسها وارتدت فستان محتشم لونه ازرق فاتح ومعه حجاب أبيض، وقفت أمام المرآة تنظر لوجهها الأحمر الذابل
لا تزال تنتظر مجيئه ولكن تقسم إذا رآته سوف تقــ,تــله بيدها.. آخذت شهيقاً عميقاً ثم زفرته تتشبث ببعض من الشجاعة والجمود، تعلم أنها حمقاء فقط لو نظرت إليه سوف تنهار حصونها
ضغطت على قبضة يدها تشجع نفسها كي تغادر.. لن تظل زوجته وسوف تنفصل عنه

صرخ عقلها بغـــضــــب:
- هو زهق منك ومش عايزك عشان أنتي بومة نحس عليه زي ما طنط قسمت قالت.. بس والله لهوريك يا مراد.
جزت على أسنانها بغـ.ـيظ وهي تتخيل مظهر حبيبته التي كان يُحدثها بالتأكيد فتاة صفراء خبيثة مثل ديما

سحبت حقيبتها الكبيرة التي لملمت بها أغراضها ثم خرجت رافعة رأسها بكـبـــــريـاء لتجده جالساً يضع يده على وجهه بطريقة ألــمت روحها، تشعر بالذنب تجاهه برغم ما فعله، تريد أن تختبئ في صدره الحنون الدفئ!

رفع نظره إليها ما أن أستمع إلى صوت أقدامها ليهرع خلفها يكوب وجهها هامساً بقلق وقد ظهر على ملامحه التعب:
- أنتي كويسة؟ حاسة بأيه؟.

أبعدت يده بجفاء ليصيح بحذر وهو ينظر إلى الحقيبة:
- سيبي الشنطة انتي مش هتتحركي من هنا.. دا بيتك.

ابتسمت بسـ ـخـــريــة وهتفت بألــم:
- طب لو مش سبتها هتعـ.ـا.قبني بأنهي طريقة؟ لو سمحت طلقني بهدوء وبلاش تأذيني.. انا كدا فهمت أنت جبتني في فيلا لوحدنا ليه.. اكيد عشان محدش يسمع صراخي ولا يحميني منك.. زيه بالظبط.

ابتلع غصة مريرة في حلقه ثم غمغم سريعاً:
- أنتي فاهمة غلط انا عمري ما أعمل فيكي كدا والله كنت بكلم اسـ....

قاطعته صارخة بإنفعال:
- انا همشي من هنا غـ.ـصـ.ـب عنك وكفاياك كدب.. على فكرة مش أنا اللي مريـ.ـضة يا مراد بيه أنت اللي مريـ.ـض.. بكرهك ومش عايزة اشوفك تاني أبداً ورقة طـ.ـلا.قي توصل في بيت جدي.

ضغط على شفتيه بقوة ثم تحدث ببرود ممـ.ـيـ.ـت:
- حاضر.. ورقة طـ.ـلا.قك هتوصل بس هترجعي تنـ.ـد.مي وساعتها مش هسامحك يا بـ.ـنت عمي ويالا برا بقي عشان المريـ.ـض ده مش يخرج هبله عليكي.

زمجر بغـــضــــب ثم صرخ بها عنـ.ـد.ما وجدها متجمدة:
- إيه مش سامعة بقولك اطلعي بررررا.

أنتفضت تركض بفزع حتي أنها تركت الحقيبة تفر بحياتها حتي لا يقــ,تــلها بجنونه هذا..

أما هو فظل يكـ.ـسر ويطيح بأي شيء يقابله وعنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت إنطـ.ـلا.ق سيارة هرول إلي سيارته متبعاً إياها...
~~~~~~~~~~~~~~
تنهد بعشق و وله وهو يمرر أصابعه على وجهها الناعم، لا يُصدق أنه استغرق أكثر من ساعتين منذ استيقاظه يتأمل ملامحها البريئة المستكينة بابتسامة عـ.ـذ.بة ارتسمت على شفتيه لأول مرة منذ زمن طويل، كان يعلم أنها سوف تستحوذ علي كل جوارحه عنـ.ـد.ما رآها أول مرة.. الخفقات التي أنبعثت في قلبه عنـ.ـد.ما وقعت عيناه على عسلياتها الناريتان كانت دليل قاطع على عشقه لها الذي ينمو في قلبه كل ثانية..

لاحظ بدأ استفاقتها ليتصنع النوم ففتحت هي عيناه بإنزعاج
بالطبع سوف تشعر بألــم شـ.ـديد يعصف في رأسها بسبب آثر الخمر الذي تناولته بالأمس.. تآوهت وهي تفرك رأسها الذي يكاد يتهشم عقدت حاجبيها بتعجب هذا الجناح ليس بغرفتها الصغيرة! بل هذا يخص زوجها المصون..

اتسعت حدقتيها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدته نائم بجانبها بعمق عاري الصدر!! نظرت إلى ملابسها ليتدلي فكها بعدm تصديق.. وجدت نفسها مرتدية قميص نوم حريري قصير للغاية..
ابتلعت لعابها بصعوبة بالتأكيد هي تحلم ليس إلا.. تعلم بأنه مسافر ولكن لما لا تستيقظ من هذا الحلم المزعج؟!

فتح عيناه هو يتصنع النعاس و الخمول ثم صاح بصوت خبيث يبتسم بحنان:
- صباحية مبـ.ـاركة يا عروسة.. مت عـ.ـر.فيش أنا اسعد إنسان في الكون بسبب ليلة امبـ.ـارح.

صرخت بنبرة غلف عليها التـ.ـو.تر:
- إيه الجنان اللي أنت بتقوله ده؟! أنت أكيد بتهزر.

هز رأسه ينظر لها ببراءة:
- اوعي تكوني نسيتي اللي حصل!
خلاص أفكرك أنا.. انتي مكنتيش راضية تسيبني وقعدتي تقوليلي كلام كتير أوي.

اتسعت ابتسامته الخبيثة عنـ.ـد.ما تحولت ملامح وجهها إلي الصدmة ليقول بسـ ـخـــريــة مقلداً إياها:
- متسبنيش يا جسور.. أنا بحبك يا جاسر.. احـ.ـضـ.ـني وخليك معايا....
ثم أكمل قائلاً بآسف:
- وللأسف جرجرتيني للخطيئة.. قعدتي تبوسي فيا وتحـ.ـضـ.ـنيني والشيطان شاطر بقا..

ضمت الغطاء على جــــســ ـدها تهز رأسها تصيح ببكاء:
- لا أكيد محصلش بينا حاجة أنت كدااااب.

هتف بحـ.ـز.ن مصتنع وهو يربت على كتفها العاري:
- اللي حصل بينا دا حاجة عادية.. أنتي مراتي يا رحمة.

ثوانٍ فقط واتسعت عيناه بذهول عنـ.ـد.ما بدأت في لكمه بصدره بقوة تصرخ بغـــضــــب:
- يا سـ.ـا.فل يا حـ.ـيو.ان يا قليل الأدب أنت وا.طـ.ـي منحرف ومش محترم أساساً منك لله يا خرابة همـ.ـو.تك يا جاسر.

رفع حاجبه بذهول دون مقاومة تطلق عليه العديد من السبات بلا توقف...!
منذ متي وهي سليطة اللسان هكذا؟؟
يظنها قطة بريئة لن تفعل شيء سوا البكاء ولكنها صدmته بشراستها
صرخ بألــم عنـ.ـد.ما اعتلته وغرست أسنانها في خده ليدفعها بعيداً عنه ثم اعتلاها هو و تراقصت ابتسامة خبيثة على ثغره ثم تبدلت لابتسامة مرحة:
- خلصتي خلاص.. انا اصلاً مقربتش منك.

نظرت له بشك ليقول بمرح:
- بلاش النظرات دي والله ما خلص حاجة، انا بهزر بس بخصوص متسبنيش و البوس و الاحضان دا حصل.

زمت شفتيها بغـ.ـيظ ثم صاحت بغـــضــــب:
- طب أبعد بقي أنت تقيل وإياك تقرب مني تاني.. انا راسي بتو.جـ.ـعني أوي.

أبتعد عنها قائلاً بحدة:
- ممكن افهم إيه اللبس اللي لبستيه امبـ.ـارح ده و بتشربي ليه؟ افرضي حد من الجيران أو راجـ.ـل شافك كنت اعمل فيكي ايه؟.

همست بألــم تعض على شفتيها:
- أسكت بقا راسي هتتفرتك..

ابتلع ريقه وهو يتابع شفتاها الوردية التي تطالبه بالتهامها الآن، قرب وجهه من وجهها وكاد أن يخـ.ـطـ.ـف قبلتهم الأولي لتضع يدها سريعاً أمام شفاهه تهتف بإنفعال:
- بقولك تعباااانة.

تسارعت أنفاسه بعنف لتخرج هي من الغرفة تتمتم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة.
~~~~~~~~~~~~~~

في مكان آخر...

دلف ذلك الرجل إلي أحدي الغرف في قصره الكبير ثم جلس أمام علي بغطرسة و غــــرور يحك لحيته النامية ينظر لعلي بترقب الذي اعتدل في جلسته يطـ.ـلق آنات متألــمة ثم أبتسم له قائلاً بأمتنان:
- مش عارف أشكرك إزاي... لولاك كنت متت.

أبتسم ذلك الرجل بزهو وهو يطفئ سيجارته في المنضدة ببرود ثم استند بذراعيه على ساقه يشبك أصابعه ببعضها قائلاً بمكر:
- أنت عزيز عليا يا علي و أنت الوحيد اللي ممكن تساعدني إني أقضي على مراد النجدي.

كز على أسنانه قائلاً بحقد:
- وانا هساعدك إزاي؟ مراد لو شم خبر إني هنا او عرف مكاني هيقــ,تــلني... هو أو جاسر الوا.طـ.ـي بس وديني لاخد حقي منهم هما الاتنين.. وبعدين أضمن منين أنك متكونش تبعه مش يمكن دي لعبة انا حتي معرفش اسمك او شفتك قبل كدا.

أبتسم ذلك الرجل بخبث ثم مد يده إليه قائلاً بثقة:
- شريف صفوان.. رجل أعمال وصاحب شركات ZTM للمنسوجات.

اصتنع علي معرفته به ثم صاح بحرارة:
- طبعاً غني عن التعريف... بس برضوا مش فاهم اللي أنت عايزه مني!.

هدر شريف بكلمـ.ـا.ته في وجه علي بحقد:
- مراد منافسي القوي.. كسب عليا وخد نورا لما طلبته و واخد السوق في جيبه بيكسب صفقات مهولة وأنا الصراحة حبيت اللعبة... نورا بـ.ـنت عمتي هتبقي ملكي و اخسره كل أملاكه.

التوي جانب فمه بابتسامة سمجة ساخرة ليتحدث بأسنان ملتحمة غـ.ـيظاً:
- أيوا يعني لما تخسره كل أملاكه و تاخد نورا انا هكون كسبت إيه؟ انا كل اللي همي إني أكون مكانه بس اخسره أملاكه ابقي اتجننت.

أبتسم شريف بإقتضاب قائلاً بحزم:
- ليك عندي اتنين مليون دولار و أأمن حياتك.

قهقه علي يصفق بسـ ـخـــريــة لاذعة جعلت شريف يشتعل غـــضــــباً ليقول علي من بين ضحكاته:
- لا عداك العيب والله.. يعني عايزني اسيب المليارات والأملاك اللي محدش يعرف عنها حاجة عشان شوية ملاليم... طب ما أروح لمراد واتوسله أنه يسامحني وأرجع اعيش مع مراتي حبيبتي و عيلتي سلطان زماني.

رمقه شريف بغموض ثم قال بهدوء واتزان:
- اللي أنت عايزه هعمله... كل اللي انا عايزه منك هو حتة فلاشة صغيرة عليها مخططات المناقصة اللي مراد هيدخلها
المناقصة دي اكبر مناقصة عالمية اللي يكسبها يتنقل نقلة كبيرة أوي أوي... تديني الفلاشة اكسب المناقصة هحققلك كل اللي أنت عايزه و زيادة كمان... صدقني المصلحة بينا مشتركة وأنا عارف بذكائك تقدر تجيبها.

نهض يتفقد ساعته ثم صاح بأنشغال:
- اسيبك انا بقي وبليل لينا قعاد مع بعض نتفق على التفاصيل.

تركه وغادر ليبصق علي خلفه قائلاً بسـ ـخـــريــة:
- عامل نفسه مشغول المعفن.. تلاقيه رايح يخسرله صفقة وجاي.. يالا اهو احاول استفاد منه مع أنه شكله هيطلع هفأ و يوقعنا.
~~~~~~~~~~~~~~

توقف بسيارته أمام ذلك الكافيه التي دلفت إليه منذ لحظات ليتبعها بخطوات متقنة فوجدها جالسة على طاولة فابتعد هو في مكان جانبي حتي لا تراه يتابعها بعيناه يخشي ان تؤذي نفسها مرة ثانية لن يستطيع المجازفة بحياتها أبداً، تلك البلهاء عشقه لها كأنه لعنة لن تحل عنه حتي الممـ.ـا.ت.. كلمـ.ـا.تها السامة التي القتها بوجهه دون تفكير تُعـ.ـذ.ب روحه و تجـ.ـر.ح كبريائه، سيجعلها تعلم الحقيقة ولكن ليس منه وعنـ.ـد.ما تأتيه تطلبت سماحه لن يعفو عنها أو يسامحها

تذكر تلك الكلمـ.ـا.ت التي تتردد في عقله دون توقف

"..على فكرة مش أنا اللي مريـ.ـضة يا مراد بيه أنت اللي مريـ.ـض.. بكرهك ومش عايزة اشوفك تاني أبداً ورقة طـ.ـلا.قي توصل في بيت جدي.. أنت قــ,تــلت مراد عندي خلاص.."

تأجج بداخله نيران اندلعت في عروقه وهو يراقب شاب وقف أمامه فجأة لتندفع تلك الحمقاء إلي أحضانه تبكي بحرقه!!

لو لم يبتعد عنها الآن سوف يرتكب جريمة بشعة! نهض عازماً على سحق عظامهم هما الإثنين ليجد من تشـ.ـد له بنطاله لينظر إلي صاحبة تلك اليد الصغيرة فوجد طفلة صغيرة تنظر له بعيون متسعة ببراءة وطفولة تهتف باستمرار:
- عمو عمو عمو ممكن تثاعدني عمو ممكن تثاعدني.

أنحني إليها يحملها فوق ذراعيه ثم هتف بصوت أجش يداعب خصلاتها:
- أساعدك في إيه وبعدين واقفة لوحدك ليه؟.

صرخت الصغيرة بسعادة وهي تقبل وجنته ثم همست بخفوت:
- على فكرة أنت حلو أوي اكتر من بابي بس برضوا بابي حلو... خليك ثايلني كدا عشان أثوف بابا فين.. كان معايا بس سبت أيده..

رفعها اكثر وعيناه متركزة على تلك الطاولة ليجد ذلك الشاب يمسك بيدها وهي لا تزال تبكي وجد رجل يقترب من ثم تحدث بآسف:
- معلشي آسفين على الازعاج بس شمس بـ.ـنتي بتسيب أيدي دايماً وتفضل قلقاني عليها.

أبتسم مراد نصف ابتسامة ثم قبل الصغيرة قائلاً بحنو:
- متسبيش بابا تاني عشان ممكن ناس وحشة ياخدوكي.. بابا بس اللي يقدر يحميكي منهم.

أومأت له ببراءة ليعطيها إلي والداها ثم ذهب بخطوات واثقة ناحية طاولتها واقترب منها مبتسماً بإصفرار:
- مش ت عـ.ـر.فيني يا نورا هانم على حبيب القلب.

ابتلعت لعابها بجزع وتثاقلت أنفاسها لتقول بتعثلم:
- دا محمد كان العميد في الكلية بتاعتي و...

قاطعها ينظر لها بقسوة:
- أيوا يعني كنتي في حـ.ـضـ.ـنه بتعملي ايه؟! كان بيقولك على جدول محاضراته ولا حاجة تانية؟؟.

نهض ذلك الشاب يهتف بحدة:
- أنت إزاي تتكلم كدا انـ....

قاطعه مراد بلكمة عنيفة ثم جذب نورا بعنف لتستقر خلف ظهره بينما تدخل رجـ.ـال الآمن وهو يزيحون ذلك الشاب الذي حاول أن يسدد له لكمة ولكن تفادها مراد ببراعة...

ظل يجرها خلفه ولكنها كانت تتمسك بأي شيء حتي تُوقف ذلك الثور ليزمجر بنفاذ صبر ودفعها بقوة في سيارته وانطلق بها

وقف أمام قصر العائلة وخرج من السيارة يصفع بابها خلفه بقوة وسحبها حتي أخرجها من السيارة ثم رفعها على كتفه بإهمال يلف ذراعه على قدmها بينما تعالت صراختها وهي تهز قدmها في الهواء بقوة ليصيح قارصاً إياها:
- اخرسي خالص وإلا انا اللي هتصرف واخرسك بنفسي.

شهقت واضعة يدها على فمها بخجل ليهتف هو بتهكم:
- مش اللي فهمتيه يا شيخة نورا انا قصدي أقطع لسانك.

أغمضت عيناها بحرج ثم هتفت سريعاً:
- متفهمش غلط.. اسمعني بس.

أبتسم بحـ.ـز.ن ثم غمغم ببرود:
- مش هكون واثق في كلامك ولا هسمعك حتي.. الطـ.ـلا.ق هيتم بهدوء زي ما قولتي واللي بينا أنتهي.

حدثته بنبرة باكية مختنقة:
- عشان أنت غلطان.. بس أنا مغلطتش.

خرجت منه تنهيدة طويلة ثم صعد بها إلى الأعلى تحت أنظار الجميع المتعجبة وبعد عدة دقائق هبط إلي الأسفل متجاهلاً أسئلة الجميع و قام بالنداء على أسما شقيقته التي اقتربت منه قائلة بقلق:
- عملت فيها ايـ...

قاطعها ببرود:
- اطلعي وافضلي قاعدة معاها اوعي تسبيها لوحدها ... لو حصللها حاجة هنفخك أنتي.

أومأت له وهمت أن تسأله فوجدته يغادر المكان لتصعد إلي الأعلى عازمة أن تستقطب كل شيء من نورا

دلفت إلي غرفة نورا تبتسم قائلة بمرح:
- توم وجيري كانوا بيتخانقوا دلوقتي يا ناس.

اقتربت من نورا التي دفنت وجهها في الوسادة تبكي وتشهق دون توقف لتربت أسما على ظهرها قائلة بحسرة:
- يعني هو خارج زعلان ومضايق وانتي بتعيطي! ايه اللي جرا بس؟.

تحدثت نورا (العيوطة) من بين شهقاتها:
- بيخـ.ـو.ني يا أسما وأنا سمعته بيكلمها وعايز ينتقم مني.

عقدت أسما حاجبيها قائلة بتعجب ممزوج بالصدmة:
- يخـ.ـو.نك إزاي وينتقم من إيه فهميني بس.

سردت عليها نورا ما حدث بالأمس لتتسع عيني أسما بذهول ثم هدرت بصدmة:
- يخربيتك يا نورا.. تصدقي أنك عبـ.ـيـ.ـطة.

فتحت أسما هاتفها ثم فتحت أحدي التسجيلات الصوتية تزجر إياها:
- المكالمة كانت بيني وبينه وكان بيتكلم عن ديما.
~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
≈ يستفزني ≈

وصدت جفينها تبتلع تلك الغصة التي وقفت في حلقها تهز رأسها نفياً بعنف تتذكر كلمـ.ـا.ته التي تنهش فؤادها

"حاضر.. ورقة طـ.ـلا.قك هتوصل بس هترجعي تنـ.ـد.مي وساعتها مش هسامحك يا بـ.ـنت عمي...."

أخطأت خطئ لا يُغتفر، ذلك الشعور الذي بداخلها لا تستطيع التحكم به، عدm ثقتها بالجميع ينبع في داخلها،
الخــــوف من القادm والذكريات المريرة المؤلمة يحيطوها في دائرة مُظلمة

توسله بألا تتركه، كلمـ.ـا.تها الازعة، طلبها الإنفصال بسهولة
نزعت كل شيء وفقدت حبه لها بسبب تفكيرها الخاطئ و خــــوفها المستمر الذين يحيطون بها في دائرة مُظلمة

جذبتها أسما إلي حـ.ـضـ.ـنها عنـ.ـد.ما وجدت علامـ.ـا.ت الضياع والألــم عليها لتمسد على شعرها برفق وحنان تتمني لو استطاعت إزالة ذلك الألــم والحـ.ـز.ن البادي عليها فهي ليست ابنة عمها فقط بل تعتبرها شقيقتها الصغرى ثم هتفت لها بنبرة هادئة:
- أرجوكِ حاولي تتأقلمي مع اللي حواليكي الحُفرة اللي انتي دافنة نفسك فيها دي اطلعي منها وشوفي الحياة بطريقة تانية، طريقة نورا القديمة اللي ابتسامتها و هزارها كانوا دايماً موجودين.. متعلقيش نفسك في الحُفرة اكتر من كدا.. ابدئي صفحة جديدة مع مراد والله هو بيحبك اوي مش بعد جوازك منه لأ.. أنا الوحيدة اللي عارفة أد إيه كان هو ضحي بحبه ليكي عشان سعادتك اللي فكرها هتكون مع حازم..

خرج صوتها مرتجف مشحون بآلام و عواصف رياح عاتية تمرمغ بها:
- طب قوليلي اعمل إيه هو زعلان مني أوي وحتي مش عايز يسمعني.

تنهدت أسما تنهيدة طويلة ثم غمغمت بنبرة جادة:
- سيبيه يهدي وهو اللي هيرجع يكلمك عادي، أنتي عارفة أنك الوحيدة اللي ميقدرش يزعل منها بس هو عنيد شويتين..

أكملت بابتسامة واسعة:
- بس بسم الله ما شاء اللّٰه الحجاب نور وشك و زاد من جمالك ربنا يثبتك.. حقيقي أنا كمان بفكر ألبسه و ألتزم بيه ادعيلي دعوة حلوة كدا يا نوري.

ضـ.ـر.بتها نورا مبتسمة بفخر:
- مراد هو اللي اقنعني.. وبعدين متقوليش يا نوري هو بس اللي يقولها.

نهضت أسما قائلة بود:
- حاضر يا ستي.. ادخلي اغسلي وشك وغيري لهدوم مريحة عشان مامتك جاية في الطريق أنا لسه مكلماها وأنا هنزل أجيب اكل نتغدا أنا وأنتي ولسه لينا كلام مع بعض.

أوقفتها نورا من سؤالها قائلة:
- هو أنا ليه مش حاسة أنك زعلانة بسبب انفصالك بعلي يعني قصدي أنتي كنتي بتحبيه إيه اللي حصل؟!

خرج صوتها مبحوح محملاً بجـ.ـر.ح في عمق قلبها:
- مت عـ.ـر.فيش أنا مبسوطة أد إيه عشان أخيراً خلصت منه.. أيوا أنا حبيته مهو جوزي وحبيبي ابو عيالي.. كنت عارفة أنه بيكلم ويقابل غيري حتي قبل ظهور ديما بس العذر الوحيد اللي كنت بخترعه إني مقصرة في حقه و مهتمة بولادي... آه كنت بخترع كدا مع اني كنت عادلة جداً معاه كام مرة كنت بنام مغمومة حاسة بو.جـ.ـع كبير أوي مع كل مرة بكتشفه اكتر.. سبع سنين وأنا مستحملة سهراته مع صحابه الفاشلين و محادثاته مع بنات ومع كل مرة كان حبه في قلبي بيقل اكتر واكتر.. شكيت لعمي اسماعيل وهو زعق وحذره بس الكـ.ـلـ.ـب كـ.ـلـ.ـب وصلت بيه الندالة أنه يخـ.ـو.ن أخويا يبقي ملوش مكان عندي.

خرجت سريعاً من الغرفة فأراحت نورا رأسها بشرود، وبعد مرور دقائق دلفت كابينة الاستحمام تنعش روحها بتلك المياه البـ.ـاردة تحاول إسكان تلك النيران التي أحرقت روحها و.جـ.ـعلتها تتراقص على لهب الإنتظار حتى ترآه وتوضح له سوء التفاهم الذي حدث ولكن حقاً مجرد التفكير برد فعله التي لن تكون هينة تجعلها تود البُكاء، هي تعشقه ويكفي ما فعلته سوف تعترف له بذلك الخطأ...
تنفست الصعداء وهو تخرج ثم جففت شعرها وجلست أمام مرآة الزينة تمشط شعرها الحريري بهدوء يعكس انتظارها ودقات قلبها العنيفة فوجدت طرقات على الباب فسمحت للطارق بالدخول وكانت أسما ومعها صنية من الطعام وضعتها على الطاولة وبدأوا تناول الطعام في صمت تمام يشابه هدوء قبور المـ.ـو.تى حتي قطعته فاتن وهي تدلف إليهم بابتسامة تشق شفتيها لرؤيتها بأبـ.ـنتها الحبيبة وبدأت في وصلة ترحيب حار وأسئلة لا تنتهي عن حالها

عقدت فاتن حاجبيها بتعجب من الملامح المقتضبة على وجه ابـ.ـنتها فتسائلت بتوجس:
- مالك كدا وشك ناشف وحالتك حالة!
و الواد مراد فين؟ اوعي يكون عمل فيكي حاجة؟

هزت نورا رأسها بإنكار ثم أبتسمت ابتسامة لم تقابل جفينها قائلة بخفوت وارتباك:
- مراد كان هنا ومشي أكيد هو في الشركة دلوقتي.

غمغمت فاتن في تهكم:
- حاضر هعمل نفسي مصدقة أنك محصلش معاكي حاجة... يالا تعالوا ننزل نقعد تحت بلا خـ.ـنـ.ـقة.

- فين عمر يا ماما مش طلعتيه ليه انا عايزاه؟
تسائلت نورا بحـ.ـز.ن لتقابلها فاتن بمط شفتيها ثم هدرت بها بنبرة ساخرة متهكمة:
- أخيراً افتكرتي أن عندك أبن و بتسائلي عليه مش ملاحظة أنك معنتيش مهتمة بيه خالص ولا إيه يا ست نورا؟ على العموم الصغير مع نسرين وعمك رآفت تحت وياريت يعني لو مش هتقل عليكي تبقي تنزلي تشوفيه أنتي.

حدجتها أسما بنظرات تحذيرية حتي لا تُحـ.ـز.ن نورا بكلامها أكثر
بينما رمشت نورا بأهدابها بتلقائية وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تخفض رأسها:
- آسفة يا ماما تعبتك معايا والظاهر إني فعلاً بالغت إني كل شوية اجيبه ليكي وشكراً على كل اللي عملتيه.

نهضت سريعاً عنـ.ـد.ما همت فاتن بالحديث وأخبـ.ـارها بأنها لم تقصد أن تجـ.ـر.حها ولكن كانت نورا الأسرع وهي تغلق باب المرحاض خلفها بعد أن سحبت فستانها و حجابها من فوق الكرسي

ربتت أسما على كتف فاتن هامسة بهدوء:
- يا خالتي لو كنتي كلمتيها بطريقة أفضل كانت هتتقبل كلامك وبعدين انتي عارفة أنها لسه أول مرة ومتنسيش خــــوفها لما بتبقي مسكاه.. دا معناه أنها عندها عقدة لسه و أكيد بيفكرها بأبوه.. بلاش تقسي عليها وخلينا نستنى لما تتعالج وتهدي كدا.

تنهدت فاتن قائلة بحـ.ـز.ن:
- قلبي واكلني عليها وحاسة لو قربت من أبنها ممكن تخف وتنسي حاجات كتير.

سحبتها أسما وخرجوا من المكان تاركين إياها...
~~~~~~~~~~~~
في الأسفل...

أبتسمت نسرين باتساع تلاعب الصغير الذي لا يكف عن ابتسامته البريئة التي جعلتها تشعر بافتقادها لهذا الشعور الأموي الجميل، حقاً لا تدري لما تحب ذلك الطفل بهذه الطريقة، كانت تعتقد أنها سوف تبغضه فقط لأنه أبن غريمتها ولكن حدث عكس ما توقعت

تنهدت وبدأت الدmـ.ـو.ع تتحجر في عيناها متذكرة ملامح حازم التي تشبه ملامح ابنه كثيراً.. حملته بين ذراعيها برفق قائلة بابتسامة صغيرة مستأذنة عمها:
- بعد اذنك يا عمي هاخد عمر ونمشي في الجنينة شوية أنت عارف طنط فاتن متعودة تمشيه.

أومأ لها رآفت قائلاً بضحكة صغيرة:
- دا اللي اضمن أنه يهد حيل العيلة كلها بسبب دلعه ده.

هزت قسمت رأسها بعدm رضا ثم حدثت نفسها في حقد:
- ولسه ياما هنشوف على أيد فاتن وبـ.ـنتها... حقيقي لو اختفوا من حياتنا حاجات كتير حلوة ممكن تحصل.. عقربة وبـ.ـنتها بومة بسببها أبني مش موجود بينا وبرضوا مش هسيبه غير لما يرجع القصر.

بينما خرجت نسرين الحديقة تسير بشرود تام، تشعر بأنها تمادت في حقدها و غيرتها من نورا بالأخير حازم من اختارها ويبدو أن الحياة معه قاسية غير عادلة

انقبض قلبها وهدرت أنفاسها وهي تتخيل لو كانت بمكان ابنة عمها التي أصبحت هشة قليلة الكلام تخاف من كل شئ!! فقط مجرد التفكير بضـ.ـر.به لها جعلتها ترتجف رعـ.ـباً متذكرة عنـ.ـد.ما أتت نورا منذ شهور سابقة واضعة طبقات كثيرة للغاية من مستحضرات التجميل و ارتداءها للملابس ذو الأكمام الطويلة والثقيلة التي تُخفي جــــســ ـدها بأكمله!
الأفكار تتزاحم في عقلها دmـ.ـو.عها تتساقط بعدm تصديق حبها له كان اعمى، كانت تشك في أنه يأذيها الابتسامة المهزوزة التي كانت تراها على ثغر نورا أو نظرات حازم المُحذرة المحملة بوعيد لم تكترث لها ظنناً بأنها تعطي الأمور أكثر من حجمها وتتخيل، أغمضت عيناها تسحق أسنانها وتلعن غبائها وقلبها الذي عشقه ولم ترى حقيقته البشعة
أنقذها القدر من الوقوع في براثن هذا المـ.ـجـ.ـنو.ن بينما اعترضت هي وظلت تبكي على من لا يستحق الحياة بسبب حفنة مشاعر غـ.ـبـ.ـية...!

تعثرت قدmها رغماً عنها حتي كادت أن تسقط على وجهها بالصغير فأغمضت عيناها ولكنها لم تشعر بالألــم ففتحتها على وسعها عنـ.ـد.ما طرأ على مسامعها صوت ساخر تعرفه جيداً يحيطها بذراعيه في حماية:
- اسم الله عليكي.. على الهادي يا قطة أحسن وشك الحلو ده يتشلفط.

تحركت مبتعدة عنه ثم استدارت تنظر له بشراسة قائلة بضيق:
- هو أنت! دا شكله يوم باين من أوله.

تقدm نحوها حتي أصبح لا يفرقهم سوا الطفل الذي تحمله ثم مد يده يمسح دmـ.ـو.عها قائلاً بعبث:
- مين اللي اتجرأ وخلي عيونك العسلية الحلوة دي تنزل دmـ.ـو.ع وأنا أعمل من فخاده بطاطس محمره.. انتي لسه متعرفنيش انا سامر الهادي يا ماما.

ضحكت رغماً عنها ليكمل سامر بمرح:
- أي ده انتي بتضحكي زينا كدا!

رفعت حاجبيها بتمرد واضعة يدها الأخري على خصرها قائلة بتحدي:
- عندك مانع ولا إيه؟

رفع سامر يديه بطريقة مسرحية قائلاً باستسلام:
- لا طبعاً.. انتي جميلة جداً.

حك أنفه بحرج قائلاً بوله:
- آآآ قصدي يعني ضحكتك حلوة أوي.. المفروض اللي زيك تفضل مبتسمة طول الوقت.

اشتعلت وجنتي نسرين بالخجل فهمست قائلة ببسمة صغيرة:
- آسفة عشان طريقتي في الكلام معاك...

عيناه تكاد تخرج من مكانها وهو يتابع وجنتها الدائرية ولأول مرة يتمعن في معالمها الجذابة الفتاكة وشعرها الذي انعكس عليه ضوء الشمس ليجعل خصلاتها ممزوجة باللون الأحمر ودون إرادة منه نطق لسانه بتمني وابتسم لها ابتسامته التي تذيب القلوب:
- اتمني متكونيش أنتي مضايقة مني.. وغير كدا متعيطيش دmـ.ـو.عك عزيزة وغالية.

ابتلعت ريقها و أقام قلبهما حفلة صاخبة ليتسائل سامر:
- قوليلي بقا عمك رآفت فين؟ أصل مراد باعتني أخد ملفات مهمة وقال اجيبهم منه.

غمغمت بخفوت:
- أدخل جوا في أوضة الجلوس هتلاقيه.

شكرها ثم ذهب بينما تابعته بعيناها حتي اختفي.
~~~~~~~~~~~~~~
خرجت نورا من المرحاض بخطوات واهنة متعبة تمسك بأطراف إسدالها الواسع الفضفاض قسمـ.ـا.ت وجهها تحولت للشحوب التام، زفرت في حـ.ـز.ن فقد مر أسبوع كامل لا ترآه فيه أبداً ! يتحجج بأنشغاله في المناقصة تلك ولا يأتي سوا عنـ.ـد.ما تنام بفعل المهدئات حتي تأخذ قسطاً من الراحة فهي لو توقفت عن أخذه لن يُغمض لها جفن وستظل تُعـ.ـذ.ب نفسها بالتفكير به

وضعت سجادة الصلاة أرضاً وهي تأخذ أولى خطواتها كي تبدأ صلاتها لأول مره منذ زمن طويل، شعرت بحاجتها بأن تكون بين يدي بـ.ـارئها تشكو إليه وتبث عن مدي حـ.ـز.نها وتدعوه بأن يعود زوجها إليها ويسامحها

أجهشت بالبكاء وبدأت تردد سورة الفاتحة بخشوع و إذعان تام، كم أحبت هذا الشعور الذي جعلها تستكين و تشعر بالطمأنينة الخالصة... انتهت من صلاتها وكانت تدعو ربها بحرقه مع كل سجدة... ثم آخذت المصحف الشريف وبدأت في قراءة القرآن
بعد مرور بعض الوقت بدلت ملابسها لمنامة مريحة ثم ابتلعت تلك المهدئات ثم وضعت رأسها على الوسادة حتي استسلمت لسلطان النوم...

بينما في سيارة مراد نظر إلى الهاتف يتفقد كاميرات المراقبة التي وضعها في غرفتها خــــوفاً من أن تؤذي نفسها ليجدها قد نامت بالفعل... زفر بحرقه لا يدري ايعـ.ـا.قبها هي أم يعـ.ـذ.ب فؤاده الذي يهيم بها عشقاً أكثر من ذي قبل...

أشعل محرك السيارة ثم انطلق بها بأقصي سرعته فهو يظل جالساً بها حتي يتأكد من نومه ثم يعود للمنزل..
عدة دقائق وتوقف أمام القصر... صعد إلى الأعلى حتي توقف أمام باب غرفتها ثم أدار مقبض الباب ببطئ شـ.ـديد و سار نحوها حتي جلس بجانبها على الفراش....

أبتسم بسـ ـخـــريــة على حاله فهو طوال الأسبوع يذهب إليها خلسة كالمراهق يُملى قلبه و عيناه منها بالرغم أنه يعلم بأن هذا لن يكفيه، أشتاق إلي سماء عيناها الصافية حد الجنون و ابتسامتها التي تخصه وحده فقط.

قرب شفتيه من شفاهها ثم سحب تلك الكرزيتان بأسنانه ليلثمها برغبة واشتياق لمدة طائلة... أبعد وجهه عن وجهها وصدره يعلو و يهبط في عنفوان ليستمع إلي صوتها الناعم تهمس بإسمه أثناء نومها فهرب سريعاً حتي يسيطر على ذاته وذهب غرفته...
~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التالي..

جلس مراد على الكرسي منتظر انتهائها من الإستحمام على أحر من الجمر حان وقت المواجهة ولن يتهاون أبداً أمام تلك العينان التي تُطيح بنظرة منها بأعتي الرجـ.ـال، سوف يعـ.ـا.قبها على مجرد تفكيرها بالانفصال عنه وكلمـ.ـا.تها السامة...

رصدت عيناه خروجها وهي تحيط جــــســ ـدها بمنشفة وتمسك بمنشفة أخري صغيرة تجفف شعرها ليزدرد ريقه بصعوبة ثم هتف ببرود عنـ.ـد.ما أبتسمت له بسعادة:
- جاي أقولك متجيش الحفلة واقعدي في البيت الحفلة للكبـ.ـار يعني مفيش مكان للاطفال.. وبيقولوا في الأفراح بيبقي في بنات صواريخ يمكن أشوف عروسة فيه.

- نععععم!!
صرخ عقلها من هذا الاستهزاء الصريح وقد تبخرت الأعذار والحجج التي فكرت بها من لسانها لتصيح بحدة وغيرة:
- ليه شايفني لسه في الحضانة ولا إيه؟! وكمان عايز تتجوز عليا!

نهض فجأة بهيبته الآخاذة التي تسلب الألباب ثم نظر لها متفحصاً بمكر وتحدث بحزم:
- اعتبري شايفك كدا ... يبقي تسمعي الكلام ونحترم نفسنا بقا عشان أنا أصلاً نفسي تغلطي.. وآه بدور على عروسة.

قال جملته الأخيرة مغادراً غرفتها لتصرخ قائلة بغـ.ـيظ:
- هنشوف مين الأطفال يا مراد ومش بمزاجك يا حلو... أنت شخصية مستفزة.

ضغطت على شفتيها بغـ.ـيظ وهي تشـ.ـد خصلات شعرها بقوة تشعر بغيرتها تتضخم على وقع كلمـ.ـا.ته
أرتدت ملابسها وهبطت إلي الأسفل تبحث عن أسما فهي الوحيدة التي من الممكن أن تساعدها وما أن رآتها جالسة تمارس اليوجا يبدو على ملامحها الارتخاء والهدوء حتي صرخت نورا بإنفعال:
- شوفيلي حل في اخوكي... هتجنن!

صرخت أسما بخــــوف ثم صاحت وهي ترمق نورا بضيق:
- منك لله يا نورا يا بـ.ـنت فاتن قطعتيلي الخلف.. حـ.ـر.ام عليكم اللي بتعملوه فيا ده والله.

جلست نورا أرضاً أمام أسما ثم سردت لها ما قاله مراد لتنفجر أسما ضاحكة بمرح فضـ.ـر.بتها نورا قائلة بضيق:
- أنتي بتضحكي بدل ما تساعديني! انا غلطانة إني جيت لتافهة زيك.

هدأت أسما ضحكاتها ثم تحدثت مبتسمة بثقة:
- مراد قال الكلمتين دول عشان يقنع نفسه أنه بيستفزك..

نظرت لها نورا بعدm فهم لتهتف أسما مكملة:
- يبقي تسيبيلي نفسك خالص وشوفي أسما هتعمل ايه.

التوي جانب فم نورا يميناً و يساراً تنظر لثقة أسما بقلق لتهزها أسما قائلة بمرح:
- قومي يالا نعمل Shopping و نجهز يا قمر.

تسائلت نورا بعفوية عنـ.ـد.ما جذبتها أسما من يدها حتي يقوموا:
- أنتي هتعملي فيا إيه مش فاهمة يعنـ..

قاطعتها أسما بتذمر:
- ياباااي عليكي أنتي خنيقة أوي.. بقولك سيبيلي نفسك أنا أسما النجدي يا بـ.ـنتي أحسن واحدة ممكن تعتمدي عليها أنا عايزاكي تلففي مراد حوالين نفسه.

أومأت لها نورا بتردد ثم هتفت بإضطراب:
- أما نشوف.. شكل مـ.ـو.تي هيبقي بسببك يا أسما دا حذرني مروحش أصلاً.

- هو مين اللي يمـ.ـو.تك دا هي سايبة ولا إيه؟! طب يبقي يقولك كلمة ويشوف هعمل إيه.

أبتسمت نورا قائلة بسـ ـخـــريــة:
- بلاش شغل الـOver ده أنا عارفة اللي فيها ... انا مضايقة منه أوي قال إيه بيقول ادور على عروسة ... ليلته سودا انهارده.

صاحت أسما بحماس وهي تدفع نورا للخارج:
- طب يالا أنزلي استنيني وشوفي نسرين عايزة تيجي ولا لأ انهارده ورانا حاجات كتير نعملها.

ضـ.ـر.بت نورا كفاً على كف عنـ.ـد.ما أغلقت الباب بوجهها لتتمتم بتعجب وعصبية:
- قليلة الذوق زي أخوها بالظبط ماشاء الله.
~~~~~~~~~~~~~
جلست الفتيات على أقرب أريكة قابلتهم بإرهاق وأرق شـ.ـديد ثم ضحكت نسرين ضحكة خافتة قائلة:
- الهري اللي احنا عملناه شكله هيروح في حديد ومحدش فينا هيقدر يروح الفرح أصلاً.

أبتسمت أسما قائلة بفخر:
- اتكلمي على نفسك يا حبيبتي بس إيه رأيكم فيا انفع مصممة أزياء أد الدنيا.

نسرين بموافقة:
- فعلاً اختياراتك تجنن يا سيمو و بالذات فستان نورا حسيت أنها أميرة فيه... الكحل الأسود هيبقي تحفة علي عينيها ويحددها بطريقة مُلفتة.. أنا بقول اتولي فكرة الـMake up و اجهزكم بنفسي.

أبتسمت نورا بداخلها فهي تري نسرين تتصرف معها اليوم بعفوية وقد استمتعت معها فهي قد اعتادت عليها تتصرف معها بعجرفة و غــــرور
تفقدت نسرين الوقت ثم هتفت بذهول:
- يا نهار ابيض! الساعة سبعة ونص.. يادوب نلبس دلوقتي ونمشي بعد ساعة بالكتير.

- طب أنا هطلع فوق عشان صوت العربية برا شكل مراد هنا.
جذبت نورا حقيبتها سريعاً ثم صعدت بخطوات شبه راكضة، بينما دلف مراد فوجد نسرين و أسما فألقي عليهم نظرة ليجدهم يرمقوه ببرود ثم صاحت أسما:
- ممكن أعرف نورا مش هتيجي ليه؟

أجابها وهو يصعد الدرج ببرود:
- ملكيش دعوة وحسابك معايا لما نرجع عشان تبقي تستئذني وانتي واخدة الفرقع لوز نورا هانم معاكي في حتة.

دلف غرفته يبتسم بخبث فهو تعمد استفزازها كي تأتي الحفلة دون أن يخبرها
تنهد بشغف وهو يخلل شعره متخيلاً حوريته وهي تطل بطلتها البهية ونورها الساطع الذي ينبعث في المكان بأكمله... عقد حاجبيه عنـ.ـد.ما تذكر جاسر وتذكر اتصاله في الصباح الباكر يخبره برغبته في رؤيته... حسناً تركه وانشغل عنه أكثر من اللازم فمجرد التفكير بما فعله يشتعل النيران في صدره وفؤاده يتألــم أكثر لمحبوبته
تمتم بأسنان ملتحمة في غـــضــــب:
- وديني لوريك النجوم في عز الضهر يا جاسر... واضح إني سيبتك بما فيه الكفاية أنت وعلي بس هيروح مني فين مسيره هيقع تحت أيدي.

أخرج طقم من الألــماس يتفحصه بعناية وإعجاب فلون الأحجار الكريمة به كانت زرقاء تماثل زرقة عيني نورا ويحيطه الفصوص البيضاء التي تصرخ بالفخامة فهو قد اشتراه اليوم حتي يكون هدية لها في عيد ميلادها الذي أقترب موعده..
وضعه في الخزينة في الدولاب مرة ثانية ثم أخرج بزته السوداء و رابطة عنقه ليرتديهم....
~~~~~~~~~~~~~~
وقفت رحمة أمام جاسر عاقدة ذراعيها تنظر إليه بتوجس بينما اشاح بنظره للناحية الأخرى قائلاً ببرود:
- رحمة لو سمحتي لو هتفضلي واقفة كدا كتير شوفي مكان تاني مش حبكت قدامي يعني!

زفرت ما برئتيها ثم تحدثت بصوت مرتعش تحاول إيجاد إجابة على سؤالها:
- أنتَ مُصر تضايقني وتخـ.ـنـ.ـقني ليه؟! مش ملاحظ أنك ظالم عايزني أفضل في بيتك مش عارفه على أساس أني ابقي رحمة الخدامة ولا رحمة مراتك اللي اتجوزتها وهي متعرفش وحطتها قدام الآمر الواقع!
حقيقي سيبني اتحرر من آسرك انا مخـ.ـنـ.ـوقـ..ـة
أنت حابسنـي بطريقة تعبتني بقيت ولا أشوف حد ولا حد يشوفني... نفسي أشوف الشارع.

أغمض عيناه يعتصرها بقوة فبما يجيبها وهو قد أكتشف أن لها عائلة وإذا أحد علم بها لن يتركوها إليه أبداً
فقط فكرة ابتعادها عنه يعني سحب روحه من جــــســ ـده، ودن اي مقدmـ.ـا.ت نهض جاذباً إياها يحتضنها بقوة قائلاً بألــم:
- مش هسمح تسيبيني يا رحمة أنتي روحي وأنا مقدرش أفرط فيكي أبداً.

حاوطت خصره تحتضنه قائلة بصوت مختنق:
- وأنا بحبك والله بس مش واثق فيا خالص... صدقني انا معاك ومقدرش اسيبك.

نزع حجابها برفق ثم ألقاه أرضاً لتنتفض هي هامسة بخفوت:
- جاسر أنت ايه اللي بتعمـله ده؟!

لم يجيبها بل دفن وجهه في شعرها يستنشق رائحة الياسمين من عبيرها الخلاب وعنـ.ـد.ما شعر بتشنج عضلاتها وتـ.ـو.ترها همس بنبرة جياشة:
- اطلعي البسي ويالا عشان نخرج.

فرقا عناقهم لتقول رحمة بـ.ـارتباك:
- عايزة أكلم نورا واحكيلها على اللي حصل أنت مظلوم يعني وممكن جوزها يعملك حاجة.. وبعدين وحـ.ـشـ.ـتني اوي.

حك ذقنه بسبابته و إبهامه وهو يبتلع ريقه بتذكره ما فعل ولكنه غمز لها بطرف عيناه قائلاً بمشاكسة:
- طب وجسور مش واحشك ولا هو الحب ليها هي بس.

صاحت بغـ.ـيظ تداري ابتسامتها الخجلة التي شقت طريقها لترتسم على وجهها:
- يوووه بقا ما كفاية كلامك ده.

قبل جبهتها قائلاً بحنو:
- يالا يا أجمل رحمة عشان تتفسحي ولا رجعتي في كلامك.

- فُريرة وابقي جاهزة.
قالتها وهي تنطلق راكضة بسعادة ليبتسم بتهكم قائلاً بصوت منخفض:
- طب لما مراد يعرف أنك أخته أكيد هياخدك مني!!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

- حقيقي تجنني يا نورا ... يا بخته مراد متجوز مُزة تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك.
قالتها نسرين وهي تتفحصها بإعجاب وانهبـ.ـار لتبتسم نورا في خجل ثم هتفت بإضطراب:
- مش حاسة إني عاملة زي عروسة المولد كدا ... يعني الفستان بيلمع و الميك آب زيادة شويتين!

ضـ.ـر.بت أسما جبينها ثم التفتت لها من مقعدها في السيارة قائلة بحنق:
- يا بـ.ـنتي فين الزيادة ده احنا عملنا ظلال للعيون وحطيتي روج بس! لو كنتي سبتي نفسك بس انتي فقرية.
رفعت نورا يدها ببرود بينما توقف السائق بالسيارة أمام أحدي القاعات الاحتفالية الضخمة والتي تصرخ بالفخامة فهبطت الفتيات ثم دلفوا بخطوات واثقة

بينما في الداخل جلس مراد على طاولة كبيرة بجانب فاتن و أباه ثم تسائل عاقداً حاجباه:
- أسما مجتش ليه؟

أبتسمت فاتن ابتسامة متسعة وهي تراقب دخول الفتيات الذي يحبس الأنفاس ثم أشارت بعيناها قائلة بنبرة ضاحكة:
- يوه جاتك ايه يا واد تالت مره تسأل في الساعة... اهم يا سيدي وصلوا.

سُلب عقله للمرة التي لا يعرف عددها بسبب طلتها الخاطفة الآسرة التي تجبره على رسم ابتسامة كبيرة بلهاء على وجهه سرعان ما شعر بالغيرة تنهش صدره وهو يتفحص ذلك الفستان الطويل بلونه البنفسجي الراقي الذي يبدو كأنه صمم خصيصاً لها ولجــــســ ـدها الغض!
ضيق عيناه يحاول التحكم في بروده الخارجي بينما وحش الغيرة القابع بداخله جعله يود تحطيم عظامها وهو يري التصاق الفستان عند منطقة الصدر والخصر ثم يتسع للأسفل تدريجياً ومستحضرات التجميل البسيطة التي جعلت من وجهها الملائكي لوحة فنية وتبعته بحجاب رقيق من نفس لون الفستان ولكن بدرجة أفتح قليلاً.

زاد تيهه أكثر عنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت ضحكتها واقترابها من طاولتهم أكثر لتنظر له بطرف عيناها متعمدة إغاظته فوجدت عيناه تأكل جــــســ ـدها بنظراته تلك لتتسع حدقتيها تنظر حولها تحاول مواكبة دقات قلبها العنيفة، ثم اقتربت جلسة بجانبه توزع ابتسامتها الأنثوية التي تخصه وحده في وجوه الآخرين لتبتلع لعابها وهي تنظر إلي يده التي امتدت أسفل الطاولة ثم بسطها على فخذها !!

حمحمت تحاول التحكم بتعابير وجهه ولكنها نظرت له في غـــضــــب بينما بادلها هو ببراءة تخفي خبثه لتقول فاتن بفخر:
- بس الله ما شاء الله تبـ.ـارك الله أحسن الخالقين ... التلاتة أجمل من بعض خمسة في عين الحسود.

- ما خلاص بقا الله!
صاحت نورا بأنزعاج ولم تكترث لصوتها المرتفع الذي جعل البعض ينظرون إليها بينما رفع مراد حاجبه بمكر وهو يشـ.ـدد قبضته الغليظة على فخذها ثم تحدث بلهفة مصتنعة يشوبها خبثه:
- مالك يا حبيبتي حاسة بحاجة؟ اوديكي لدكتور؟

عضت على شفتيها تكبح رغبتها في صفعه علّه يكف عن وقاحته تلك ثم غمغمت بغـــضــــب مكتوم:
- أنا كويسة مفيش حاجة أهو.

هز رأسه يصر أسنانه وهو يرسل إلي ذلك الفتي الذي يجلس في الطاولة المقابله لهم نظرات مُحملة بالوعيد وقد استفزه كثيراً ابتسامـ.ـا.ت ذلك "الفتي المدلل" التي يبعثها لزوجته فزفر زفرات متتالية يهدئ من روعه حتي لا يتصرف بهمجية لا تليق به ولا بمظهر الحفل الراقي ثم مال نحو أذنها قائلاً:
- نحترم نفسنا ونقوم نمشي بهدوء أنا على أخري منك.

وجد ذلك الفتي المدلل يقترب منهم ثم أبتسم بجاذبية إلي نورا قائلاً برقة يمد يده إليها:
- تسمحيلي برقصة؟

قبضة مراد الفولاذية كانت الأسرع وهو يسحق عظام يده قائلاً من بين أسنانه يحافظ على مظهره الهادئ:
- ليه شايفني اكتع عشان تطلب ترقص معها!
امشي ياض من قدامي أحسن قسماً عظماً أقوم ارقصك بطريقتي أنا.

أصفر وجه الشاب وهو يحاول فك قيده لتبتسم أسما إلي فاتن و نسرين بخبث بينما هتف رآفت بنبرة حازمة:
- سيب أيده خلاص يا مراد ... قوم أرقص معها أنت.

ترك يده ليسقط الشاب أرضاً بينما نهض مراد ساحباً نورا خلفه إلي أن وقفوا في ساحة الرقص فبدأ يرقص ويتمايل معها ببراعة بينما كانت تشعر هي بأصابعه تنغرس في خصرها كالسكاكين الحادة و يتلو الكلمـ.ـا.ت على مسامعها بطريقة مرعـ.ـبة

«لو فاكرة إني ممكن اعديلك اللي حصل الأسبوع اللي فات تبقي بتحلمي... اتقي شري»

‹يا مراد والله أنت فهمت غلط... اللي شفته واحنا في الكافيه دا يبقي سليم صفوان أصغر أخ لماما بس هو كان مسافر تركيا طول الفترة دي ومتجوز هناك وعشان كدا جدو قاطعه ومحدش من العيلة بيعترف بيه... هو شافني صدفه وكان بيسلم عليا›

«حلو الفيلم الهندي ده! وايه الفستان اللي لبساه ده؟ تصدقي يليق بيكي فعلاً...»

‹احترم نفسك وبلاش النظرات بتاعتك دي عيب كدا الناس تقول علينا ايه!›

«الله ومالها نظراتي بس! طب انا حتي جوزك ولا هي عادي للناس التانية وعيب ليا»

‹يوووه بقا يا مراد اتلم›

«اشششش... ليلتك سودا»

‹ما كفاية بقا ميبقاش قلبك أسود›

«هو أنتي لسه شفتي سواد يا... يا نوري»

انتهت الرقصة ليلصقها نحوه بتملك ثم قبل وجنتها المشتعلة بعذوبة ورقة تنافي قسوته لتبتعد عنه نورا تجلس بجانب عائلتها تخفض وجهها في الأرض بحرج بينما وجد مراد يد قوية تضـ.ـر.به على كتفه من الخلف فأستدار ليجد صديقه 'أمجد نشأت الهلالي'
(بطل رواية مُكبلة بأغلال عشقه أن شاء الله 😌)
ثم تحدث أمجد بصوته العميق:
- حيلك حيلك داخل منفوخ كدا مش تراعي أن العروسة أختي ولا إيه!

أبتسم مراد ثم عانقه قائلاً بفخر:
- اهلاً بحضرة الظابط اللي مشرفنا ... دورت عليك مش لقيتك يعني.

خلل أمجد شعره قائلاً ببرود:
- أبداً يا سيدي أمي حلفت لو مروحتش وجبت معايا زينة بـ.ـنت خالتي مش هتحضر الحفلة وطبعاً ساعتين بـ.ـنتخانق مع بعض ولسه جاي.

قهقه مراد ثم غمز له قائلاً بمكر:
- عروستك بقا ... أخيراً هتتجوز.

- أمها داعية عليها اللي هتوافق على الجواز...
قالها بنبرة متعجرفة خالية من الحياة وهو ينظر إلى الفراغ بشرود ليهتف مراد:
- اسيبك أنا يا وحش الداخلية أصل المدام بتسبلي.

أومأ له أمجد قائلاً بحنق:
- أهرب أنا بقا عشان الست زينة داخلة عليا مش ناقص و.جـ.ـع دmاغ.

توجه مراد نحو نورا ثم جذبها نحوه قائلاً بإصفرار:
- نسيبكم أحنا بقا.

أرادت نورا الإعتراض وهي تستنجد بأسما لتهز أسما كتفها بقلة حيلة فسارت معه محاولة مواكبة خطواته السريعة ويده تتشبك في يدها ثم فتح باب السيارة مغمغماً بنبرة لا تحمل النقاش:
- هتدخلي العربية بأدبك ولا لأ؟

تآففت بغـــضــــب وهي تدلف إلي السيارة ليشغل المحرك متوجهاً إلي مكان فيلا حازم وهو يشعر بالاضطراب لما ستتعرض إليه قريباً...!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في مكان آخر...!

أبتسم علي ابتسامة واسعة مليئة بالخبث أظهرت أنيابه وهو يتخيل خطته تنجح وقد اقتربت النهاية لأبن عمه، لبرهة لعن غبائه بعدm تذكره لتلك المومس إلا الآن لو كان استغلها لكان حقق ما يريد وانتهي كل شئ دون هذا العناء ولكن حسناً سوف يتريث، بينما أنفرجت أعين وفم شريف من الصدmة وهو يقترب ببطئ من الفتاة الواقفة أمامه! يشعر بالذهول من هذا التشابه العظيم بينها وبين نورا ! وبعد إجراء بعض عمليات التجميل أصبحت طبق الأصل من ابنة عمته

تسائل شريف والصدmة لا تزال تشل أطرافه:
- إزاي؟! معقول اللي أنا شايفه!

أومأ له علي برأسه بالتأكيد ثم غمغم بمكر:
- في حكاية إزاي انا هقولك... اللي قدامك دي يا سيدي نورهان بتشتغل في كبـ.ـاريه شفتها من حوالي سنة وعجبني الشبه أوي كأنها نسخة من نورا بس كان لازم شوية تعديلات تحصل في وشها عشان الخطة تبقي تمام.

أطلقت نورهان ضحكة خليعة مليئة بالعُهر وهي تهتف بمياعة تمضغ العلكة بطريقة مقززة:
- جرا إيه يا سي الأستاذ هنقضيها تعارف!

مسح شريف وجهه بيده في حنق ثم تمتم بفحيح الأفعي:
- المشكلة دلوقتي في صوتها وطريقة كلامها.

- هي دي حاجة تفوتني.. أنا عارف هعمل إيه كويس.
قالها علي رافعاً أنفه شامخاً يتراقص فرحاً يُثني على ذكائه ومكره بينما وضع شريف يده أسفل وجه تلك الفتاة قائلاً بإعجاب وذهول سيطر على ملامحه:
- نورا !!

~~~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل..
≈ اعتراف! ≈

جابت زرقاوتيها في أرجاء المكان لتصيح به بأختناق:
- أنت جايبني هنا ليه؟! رجعني وأنا والله مش هعمل فيك حاجة تزعلك.

- الله يحرقك يا عاصم على الفكرة دي!
تمتم مراد بصوت منخفض لم تستمع إليه إنما ارتفعت نبرة صوتها قائلة بذعر:

- مراد أنت بتحبني ومش ممكن تأذيني صح؟!

أومأ لها برأسه عدة مرات بصدق ثم غمغم بهدوء:
- أنا جبتك هنا عشان تتخلصي من كل حاجة تخصه تولعي فيها أو ترميها دي حقك وصدقيني دي حاجة ممكن تريح نفسيتك شوية.

احتضنته متلمسة منه القوة والثبات قائلة بشئ من الارتياح:
- طب قول أنك سامحتني.. متبقاش قاسي معايا كدا أرجوك أنا بتعـ.ـذ.ب

أسند ذقنه على رأسها ثم حدثها بخواء:
- أنسي... لما تبقي واثقة فيا وتتعلمي الأدب هقولك إني مسامحك
أكمل بألــم..:
- أنا بتعـ.ـذ.ب اكتر منكي...!
هطلع فوق ثانية وجاي لو عايزة تطلعي معايا تعالي أو استني في العربية مش متأخر.

أبتعد من أمامها ليختفي بين ظلام ذلك الدرج المُخيف فابتلعت ريقها وشعرت بأنها لن تتحمل التواجد أكثر وصوت حازم يتردد صداه في عقلها !
ضغطت بيدها على فمها وأنفها في محاولة بائسة لعدm إصدار صوت أنفاسها اللاهثة عنـ.ـد.ما ملئت الإنارة المنزل بأكمله... تحركت خطوتين إلي الخلف عيناها جاحظتان تكاد تخرج من مكانها وهي تنظر لذلك الثوب الشبه عاري الملتصق على جــــســ ـدها.. اهتزت الاضواء بطريق مرعـ.ـبة لتوصد عيناها بقوة تُخبر نفسها بأن مراد معها هنا
ولن يسمح لأي شيء أن يؤذيها، فتحتها مرة ثانية على وسعها بسبب تلك اليد التي التفت حول خصرها ثم التصق ظهرها بذلك الجــــســ ـد خلفها لتسمع ذلك الصوت البغيض يهمس جانب أذنها:
- مش قولتلك إني مش هسيبك يا حبيبة قلب حازم.

تملكها البكاء الهستيري وذلك العجز بداخلها ينتصر عليها للمرة التي لا تعرف عددها وقد شعرت كأن ذلك المشهد حقيقي!
خارت قواها وترنحت جالسة على ركبتيها أرضاً عنـ.ـد.ما أدركت أن ما تخيلته من وحي خيالها المريـ.ـض رفعت بصرها لتلك اليد الدافئة التي أحاطت وجهها لتجده بابتسامته الصافية التي تعشقها ينحني هو الآخر على ركبتيه أمامها ثم تحدث بصوت شجي عميق:
- مش قولتلك اركبي العربية استنيني طالما خايفة! آسف إني سبتك لوحدك... يالا تعالي معايا.

فرق بين أخوين كالفرق بين السماء والأرض! نبرة دافئة آمنة في صوته كفيلة أن تُذيب قلبها في عشقه
أنّي له هذا؟!

تسائل بنبرة لينة:
- ميعاد أول جلسة ليكي انهارده.. عايزة تروحي ولا مش قادرة؟

هزت رأسها قائلة بإقتضاب:
- لأ أنا عايزة أحضرها.

وقف منتصباً أمامها ثم سحبها نحوه لتقف هي الأخري فهتف بحزم:
- تغيري هدومك وتشيلي الهبل ده من وشك الأول.. في مول قريب من هنا هنروح واشتريلك تليفون غير اللي ضاع و تشتري حاجة محتشمة عن الفستان ده.

تفحص الفستان بعدm رضاء و أردف بقسوة:
- أول وآخر مرة تلبسي حاجة لازقة عليكي كدة.. مش شايفة أنه محدد تفاصيل جـ.ـسمك زيادة ولا الحجاب اللي أنت لبساه ده ليه احترام!

صاحت متأففة وهي لا تصدق أنها سوف تدخل معه في جدال لا نهاية له:
- ما خلاص بقا الله... أسما اللي اختارته وبعدين لا يا سيدي انا شايفاه عادي أنت اللي مكبر الموضوع.

وضع أصبعه في فمه مشيراً إليها بالصمت ثم زجرها بحدة:
- أششش اخرسي وكمان ليكي عين تعارضيني يا بت.

عضت على شفتيها تسحقها بغـــضــــب من طريقته المُفتقرة للأدب، بينما هبطت عيناه على أثر طريقتها تلك.. حركاتها العفوية الغير مقصودة بالمرة تأجج بمشاعره وتآسره ليقع صريعاً مقيداً بأغلال عشقها

زفر في أنزعاج آمرها صارراً أسنانه:
- قبل ما تتحركي اعتذري الأول.

عقدت ذراعها أمامه قائلة بحنق:
- نعم! أعتذر عشان ايه هو أنا غلطت؟

عقد ذراعيه مقلداً إياها هو الآخر قائلاً ببرود:
- اعتذري عشان قليلة الأدب و لبسك مش يليق بواحدة محجبة.. لا وسايبة أسما هانم تلعب في وشك البخت
اعتذري عشان عايزك تعتذري.

- آسفة.
قالتها بعد أن دار الصمت لما يقارب الخمس دقائق ليرمقها بجفاء ثم أولاها ظهره يسير بخطواته الواثقة لتتبعه هي قائلة بغـ.ـيظ:
- بـ.ـارد رخم!
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

ضيقت نورا عيناها ناظرة إليه بأعين لامعة ثم تمتمت بين نفسها:
- يخربيت جمال أمه.. مُز أوي في نفسه.

جزت على أسنانها تنظر لأحدى الفتيات بشراسة فهي متعمدة الوقوف أمامهم حتي تُجذب انتباه مراد، ما جعلها ترتاح قليلاً هو عدm اكتراث مراد سوا للإمساك بأصابعها الناعمة

انخفض بصرها ليده الممسكة بيدها فشعرت بقلبها سوف يخرج من قفصها الصدري من فرط سعادتها متذكرة هذا المشهد في طفولتها عنـ.ـد.ما كانت تتذمر دائماً إذا لم تتشابك أيدهم وهما يتمشيان سوياً، أبتسمت له قائلة بأمتنان تتفحص الهاتف الذي بيدها بسعادة:
- شكراً بجد... التليفون بتاعي اختفي خالص كأنه فص ملح وداب.

أبتسم مدعياً الود:
- عارف إني أتاخرت بس كنت عايزك تختاريه بنفسك.. المهم معرفتيش التاني فين؟

هزت رأسها بالنفي قائلة بعبوس:
- خسارة كان عليه أرقام كتير مهمة.. أنا مستغربة اختفائه ده.

ابتسم بخبث ثم توقفا أمام سيارته ليقترب مقبلاً جبينها قائلاً بتشجيع:
- عايزك تكوني على طبيعتك و اتشجعي عشان تتغلبي على مخاوفك وأنا هكون معاكي خطوة بخطوة.. قوليلي بقا مستعدة نروح بجد ولا لما نوصل هتغيري رأيك؟!

أخبرته بإقتضاب:
- مستعدة والله
صمتت لبرهة ثم أردفت بـ.ـارتباك:
- يعني.. ممممـ هو أنت هتحضر معايا الجلسة؟

زفر في تهكم من اسئلتها اللامتناهية ليهز رأسه نافياً:
- أيوا هبقي متنيل قاعد برا ... اتفضلي أركبي العربية مش هنبات في الشارع انهارده.

همهمت له ليفتح باب السيارة ثم ركب في مقعد السائق و شغل المحرك منطلقاً للمكان المنشود.

عقله يكاد ينفجر من كثرة التفكير لم يكن يتوجب عليه الصعود لذلك الطابق الثاني من منزل حازم!!
لقد رآى ما أثار مقته واستفزازه.. يشعر الآن بالكراهية الشـ.ـديدة بسبب صلة الدm بينه وبين أخاه!

لتوه دلف لغرفة في أواخر ممر الطابق الثاني فكانت عبـ.ـارة عن غرفة كُسيت جدرانها باللون الأحمر الدmوي، الآلات التعذيب والاصفاد معلقة على الحوائط، أرضها اسمنتية غير ممهدة يوجد على أثرها دmاء!! شرائط فيديوهات مسجلة وهو يعـ.ـذ.بها!

أغمض عيناه معـ.ـذ.باً نفسه أكثر فهو لم ينقذها من هذا الأذى، ظهرت عروق يده بطريقة بـ.ـارزة ينفث بعض من غـــضــــبه في طريقة سيره المتهرجلة غير عابئ بكلمـ.ـا.ت نورا أو بمعني أصح لا يستمع لأياً مما تقوله ثم توقف سريعاً أمام أحدي البنايات المشابهة للأبراج بسبب ارتفاعها فعقدت نورا ما بين حاجبيها قائلة بتعجب:
- أول مرة أشوف بناية كبيرة بالشكل ده!
وماله مراد كمان مش بيرد عليا ليه؟!

دلفا إلي المصعد لتتعجب هي من صمته الغير مألوف منذ رحيله من ذلك البيت اللعين.. نظراته مُقتضبة خاوية
تُري ما الذي حدث؟ بالتأكيد لا يزال غاضباً منها مما حدث في الأسبوع الماضي، سيجن عقلها فشخصيته المُبهمة التي لا تفهمها تربكها للغاية!
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
تسطحت بأريحية على الشيزلونج بينما جلس أمامها عاصم على كرسي اسود جلدي ثم هتف متفحصاً ملامح وجهها المرتبكة:
- قوليلي بقا متـ.ـو.ترة من إيه عشان نبدأ على رواقة كدا.

لم يجد إجابتها ليردف بهدوء:
- نورا.. أنا أهم حاجة عندي تكوني واثقة أن أي كلمة هتقوليها مش هتخرج بينا واضح أنك عندك مشكلة في موضوع الثقة بس على العموم مشوارنا مع بعض طويل.. ابدئي وأنا سامعك.

فركت أصابعها وبدأت تستجمع الكلمـ.ـا.ت كي تكون جملة مفيدة:
- مـ..ـش عارفـة... أبدأ منين! ممممم.

نظرت له بتشتت فوجدته يحثها على الإكمال تنهدت بآلم قائلة:
- شكلي مش هقدر أتكلم.. آسفة إني ضيعت وقتـك و...

قاطعها مغمغماً بذلك الهدوء الذي يسيطر على نبرته وملامحه:
- متتآسفيش يا نورا أنا هنا عشان اسمعك و واثق بنجاحك.. شوفي يا ستي لو مش عاجبك المكان هنا أو مش واخدة راحتك نغيره.

صاحت بابتسامة صغيرة:
- بالعكس المكان هنا جميل ومريح كفاية المنظر اللي بيطل عليه... بص اللي هقوله بيني وبينك طبعاً.

أماء لها عاصم بالايجاب لتزفر هي قائلة بمرارة:
- أنا وعيت على الدنيا وبابا مـ.ـا.ت وأنا عندي بسنة... يعني عمري ما كلمته أو شفته غير في الصور.. الحاجة الوحيدة اللي كانت بتحببني في الحياة كانت مراد..
مراد اللي اتجــــســ ـد في دور الأب، الأخ، الصاحب، الحبيب..
أول اسم نطقته على لساني أول حب ليا، أبويا اللي كان بيعاملني كأني أميرة محسسني اني حتة ازازة ممكن تتكـ.ـسر... كبرت يوم بعد يوم على أيده كلمة "نوري" اللي كان بيناديني بيها كانت أجمل كلمة بالنسبالي
أكتشفت إني بحبه مش بس كدا لا بعشقه بس كنت طفلة يعني لو كنت صارحته مكنش يصدقني... واللي حطم أملى اكتر هو خطوبته و جوازه من ميس، ميس البـ.ـنت الوحيدة اللي حقدت عليها وقولت أنها خـ.ـطـ.ـفته مني... لما مـ.ـا.تت سافر وأنا عندي خمستاشر سنة سافر وسابني لوحدي.

آخذت زرقاوتاها تذرف الدmـ.ـو.ع بصمت فأكملت قائلة:
- حاولت أقنع نفسي أن حبي ليه ده مراهقة أو حب أبوي.. مرضتش أكلمه كنت برفض أرد عليه واخترع كدبة عشان أنا عارفة نفسي لو سمعت صوته بس ممكن أمـ.ـو.ت.. حاولت أشغل نفسي بالثانوي و أعمل أصحاب يمكن أقدر امحي حبه من قلبي وفعلاً انـ.ـد.مجت معهم كتير بس عمري مقدرتش امحيه من قلبي وعقلي..
حـ.. حـازم حاول يعتدي عليا من حوالي اكتر من سنتين وأبوه طبعاً طرده ولما رجع تاني عمي غـ.ـصـ.ـب عليه يخطبني ويكتب كتابنا... أستخدm معايا طقم الحنية شوية يجيب هدايا، وشوية يخرجني، كلام حلو، مفآجات أحلى! كانت حاجات جديده عليا.. لسه فاكرة أول مكالمة بيني وبين مراد عاتبني كتير أوي صوته كان مخـ.ـنـ.ـوق بيقولي اللي أبويا بيقولوا ده صحيح ولا لأ ساعتها مكنتش لسه وافقت على جوازي من حازم بس حبيت أحسس مراد أنه ميفرقش معايا وانتقم لقلبي اللي لسه بيحبه وقتها وصفت شعوري ناحيته هو كل كلمة كانت بتخرج من لساني كانت ليه... فصل المكالمة وأنا لسه بكلمه.. كدبت على نفسي واعترفت إني بحب حازم وأنه على الأقل بيحبني ولما نتجوز أكيد هنساه وأبدأ حياة جديدة... رجع قبل ليلة الفرح بيومين رجع و كل حاجة رجعت معاه بس أصريت على نفسي أنساه واتعامل معاه بطريقة عادية لأني لو شفته اكتر من ابن عمي وأخو جوزي ابقي انسانة خـ.ـا.ينة.. اتجوزنا أنا و حازم أول شهرين معاملته كانت كويسة بالرغم أنه كان بيزعق ويشتم بس يرجع يعمل أعذار وأسامحه عشان هبلة.. بدأت معاملته ليا كأني كـ.ـلـ.ـبة!
عـ..ـمل أوضة لتعذيبي مخصوص.. أول مرة ضـ.ـر.بني كانت صعبة عليا أوي! ضـ.ـر.به كان قاسي شوه كل جـ.ـسمي.. طلبت الطـ.ـلا.ق قولتله نطلق بهدوء ومش هقول لحد لأسباب الطـ.ـلا.ق وهسافر رفض وجلدي بحزامه...!
حبسني في البيت ومكنش مسموحلي أشوف الليل من النهار.. اللي كـ.ـسرني اكتر الستات اللي كان بيجيبهم واللي زاد اكتر واحد معرفوش دخل بيتنا وكان ضارب حازم..
نظراته، ضحكاته كانت تخــــوف اتعمد حازم يبقي مربوط قدامه وهو بيغتصبني...

اجهشت بالبُكاء المرير غير قادرة على التفوه بشيء آخر بينما نظر لها عاصم بآسي ثم سحب منديل ورقي وأعطاها إياه قائلاً بصوت لين:
- وبعدين؟

هزت رأسها بقلة حيلة قائلة بصوت باكي:
- شعور.. الاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب وحش أوي أنا جربته كتير وكل مرة كنت بمـ.ـو.ت فيها..
انتحبت باكية بعنف، انتزعوا روحها بأبشع الطرق امتدت أيديهم إلي ما لا تريده رغماً عنها، لا تزال تكره جــــســ ـدها تدلكه بعنف حتي تدmيه عنـ.ـد.ما تتوالي تلك الحوادث الشنيعة إلي عقلها، قرأت العديد من الروايات والتي جميعهم شابهوا بعضهم من حيث فكرة اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب البطل وبعدها يقع في عشقها!!
من أين يأتي ذلك العشق وهو قد سلب اعز ما تملك؟! يكفي ذلك الشعور بالكـ.ـسرة الداخلية والمهانة التي تجعلها تكره حياتها بأكملها، جربت وليتها لم تُجرب

توالت شهقاتها المقهورة، بينما تنحنح عاصم مقرراً أن يوقفها ثم
- اهدي كدا وخليكي ريلاكس كفاية لحد انهارده ونكمل الأسبوع الجاي.

نهضت مبتسمة إليه بإقتضاب تجفف اثار دmـ.ـو.عها التي أغرقت وجنتها ثم ودعته وخرجت من الغرفة لتجد مراد جالساً يهز ساقيه بعنف يُخفي وجهه بكلتا يداه مستنداً على قدmه فأقتربت منه واضعة يدها على يده ثم أبعدتها قائلة بخفوت:
- يالا الجلسة خلصت معلشي أتاخرت.

أبتسم لها نصف ابتسامة لم تقابل جفينه ثم همس:
- أنتي تتأخري براحتك يا حبيبتي.. المهم عندي راحتك.

أبتسمت بخجل هامسة هي الأخري:
- مراد عيب الناس.

التوي شفتيه بيأس بينما نظراته إليها مليئة بالاحتياج، الشفقة، والحـ.ـز.ن
في تلك اللحظة أدرك كم هو أحمق لسخريته من كثرة بكائها، هذا أقل شيء تُخرج به كبتها وآلامها، يود الآن أن يخفيها بين طيات قلبه، معاملته القاسية الجافة لن تجدي نفعاً إنما سوف تزيد الأمر سوءاً، أين ذهبت وعوده بألا يسبب ما يـ.ـؤ.لم قلبها النقي؟ يكفيه أن النظر في بحر عيناها يُعد بمثابة العلاج لجروح قلبه ولكن بالنسبة لجروحها الغائرة كيف يسكنها؟

مسكين لا يعرف بأن تأثير كلامته عليها كالسحر و الدواء الشافي !

وقف سريعاً عنـ.ـد.ما شعر بأنه على وشك معانقتها أمام أنظار الجميع المُسلطة عليهم!!

عقدت نورا ما بين حاجبيها في تعجب من تغيره هذا ولكنها لا تقدر على خوض أسئلة وأحاديث طائلة فيكفي مشقة هذا اليوم الطويل الذي مر عليها كالسنة.. فقط الغرق في النوم هو الملجأ الوحيد لها لآخذ قسطاً من الراحة محتضنة حبيبها تهرب من وحوش الواقع...

بعد مرور بعض الوقت مددت جــــســ ـدها على فراشهم الوثير براحة في فيلتهم الخاصة منتظرة خروجه من المرحاض وما هي إلا ثوان حتي خرج إليها بهيمنته ثم تمدد بجانبها جاذباً إياها لصدره العاري يحتضنها بدفء
شعر بابتسامة منها داعبت محياها فهذه اللحظة كانت أمنيتها طوال الأسبوع فهتف مداعباً خصلاتها:
- حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي يا نوري.. وحشني كل حاجة فيكى غيابك عن عيني بيعـ.ـذ.ب روحي.

إجابتها كانت محاوطة خصره بيدها قائلة بنعومة:
- أنت واحشني اكتر.

جملتها المكونة من ثلاثة كلمـ.ـا.ت كانت كفيلة بأن تشعره بلذة عارمة متلاعبة بأوتار قلبه النابض لها هي فقط..
ابتلع ريقه يزفر أنفاسه بمهل ثم تحدث بهدوء:
- بكرة احتمال أتأخر ومجيش إلا بعد الساعة 12 عشان ورايا Meeting مهم جداً... لو عرفت أنك اهملتي في أكلك هعلقك.

- طيب.

- مالك بتقوليها من غير نفس كدا؟ مش عاجبك الكلام.

- مالها كلمة طيب مش شايفة حاجة غريبة يعني الله!

- صوتك ميعلاش.
قالها ببرود محتضنها في تملك ثم أرغم وجهها على مقابلة وجهه ليسـ.ـر.ق قبلة قاسية من ذلك الثغر الوردي الذي يجعله يصل لذروة جنونه فأبعدته ضاربة صدره بيدها تنظر له بعبوس ليطـ.ـلق هو ضحكة رجولية عالية
مظهرها الطفولي العابس أجمل ما ترصده عيناه!

بينما حاولت هي مدارة تلك الإبتسامة العاشقة على شفتيها قائلة بضيق:
- قليل الأدب.. حتي وأنت نايم قليل الأدب شاطر بس تتكلم مع الناس باحترام وأنا تقلبها بحركاتك دي!

لاعب حاجبيه قائلاً بخبث:
- يا بت قلة الأدب دي ليكي لوحدك.. اومال لو مش ليكي هتكون لمين يعني!

- أووف.. بس بقا مش عايزة أسمع كلامك ده.

- طب يالا نامي بسرعة مش ضامن نفسي.

أغمضت عيناها سريعاً تنفيذاً لآمره قبل أن يبدأ بمشاكسته تلك لتنتظم أنفاسها ذاهبة في ثبات نوم عميق.. بينما نهض هو بحذر شـ.ـديد حتي لا يوقظها ثم خرج لثوان دلف الغرفة مرة ثانية حاملاً مذكرة أوراقها كثيرة قد جلبها من فيلا حازم وأدرك أنها تخصه من أسمه المدون علي غلافها... فتح أولى الصفحات فوجد تاريخها منذ عشرون عام قرأ ذلك التعريف الذي كتبه حازم بخط جميل متسلسل

"أنا حازم رآفت النجدي، بحب أسمي أوي والكل بيناديني بـ زوما عندي سبع سنين ونفسي لما أكبر أبقي ظابط.."

قلب بعض الصفحات سريعاً
"أنا بحب مراد أخويا بس بابا مُصر يقارني بيه"

أكمل التقليب بلهفة حتي توقف أمام تلك الجملة
"حقيقي تعبت من تحكمـ.ـا.ت بابا محسسني إني بـ.ـنت دائماً بيستهزأ بيا هو للدرجادي بيكرهني؟.."

جحظت عيناه مُكملاً قراءة
"نورا هانم اللي بتدلع على الكل.. لا وكمان أخويا مديها اهتمامه أوي ولا كأن في كائنات بشرية عايشة معاهم بس معاه حق حتة الكريم كراميل دي تستاهل لولا أني بتخانق معاها كل شوية كنت قولت بحبها"

"دلوقتي أنا في الثانوي بابا بيهددني لو مجبتش مجموع حلو و دخلت كلية الطب ممكن يطردني من القصر طب بالنسبة لحلمي إني أبقي ظابط شرطه ولا حتي دي مليش حق فيها! حتي مراد سافر وقبل سفره وصاني على نورا"

"بالرغم إني زعلان إني في طب بس انهارده أجمل يوم في حياتي.. قابلت أحلى و أرق بـ.ـنت أسمها جميلة وفعلاً إسم على مسمى ضحكتها بس اللي بتظهر غمازاتها وعينيها الجميلة آخدت قلبي"

"بحبها أيوا بحبها بس هي مش شايفاني خالص حاسس إني شفاف لأ واللي زاد اكتر هو الواد اللي أسمه شهاب ده معرفش ظهر منين بس بحس إني همـ.ـو.ت لما بشوفها ماسكة أيده وبتضحك معاه هو أحلى مني في إيه عشان تتعامل معايا بالبرود ده وأنا بكلمها؟!.."

وضع مراد يده على فمه بعدm تصديق وهو يُكمل قراءة

"اتخطبت وحرقت قلبي اكتر مانا محروق اعترفتلها بحبي بس هي قابلتني بالأستهزاء عشان كدا قررت انتقم لقلبي، آخدت قراري إني اكـ.ـسرها ومخليهاش تنفع للجواز غير مني لما تلاقي الكل رافضها، اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبتها وعارف إني غلطت غلطة عمري بس دي الطريقة الوحيدة عشان تقبل بيا وانا هحاول اصلح غلطتي"

"حاسس الدنيا بتدور بيا مش مصدق الخبر اللي سمعته ده! انتحرت إزاي وأنا خلاص كنت مجهز عشان اطلبها ونتجوز حتي حب حياتي مـ.ـا.تت!"

قلب مراد الصفحة بيد مرتعشة
"امبـ.ـارح رجعت سـ.ـكـ.ـر.ان ومش شايف قدامي مهو خلاص حياتي اتدmرت مفيش مشكلة لو زودتها وحاولت أخرج نفسي من اللي أنا فيه بس بغبائي كان ممكن ادmر حياة نورا بـ.ـنت عمي وأنا بحاول اعتدي عليها لولا صراخها اللي صحي البيت كله وعرفوا ينقذوها مني كنت غلطت نفس الغلطة"

" نفسي أفهم أبويا مش بيمل ليه؟ حتي الجواز فيه غـ.ـصـ.ـب يعني يجوزني نورا يا إما يسيبني في الشارع..!
وافقت وقررت اخليها هي اللي تطلب تسيبني
اتخطبنا وحسيت هي كمان مجبورة بس بتشـ.ـدني ليها واحدة واحدة يمكن عشان بشبه بينها وبين جميلة أو عشان هي حلوة أوي برضوا"

"حياتي بتدmر بالبطئ بقيت اشرب و أعمل علاقات حرفياً كل حاجة غلط بعملها بتحدي أبويا إني أقدر أعمل كل حاجة"

"اتجوزتها خلاص بس مش مبسوط انا كرهت نفسي وكرهتها، كرهت حياتي كلها
جاسر رشاد أخو جميلة ضـ.ـر.بني جـ.ـا.مد اوي وآخدني على الفيلا عشان ينتقم مني ويغتصبها قدامي، هو مكملش اللي كان عايز يعمله وسابها بس ساعتها حسيت بو.جـ.ـع وإهانة كبيرة وأنا بعيط من الموقف ده"

صفحة تليها الأخري...
"بقيت مدmن ومريـ.ـض بالسادية كمان راحة نفسية كبيرة بالنسبالي وأنا سامع صراخها اللي كان أحسن من أي جرعة هيروين اتخيلتها جميلة وكنت بعـ.ـا.قبـ..."

أغلق مراد الدفتر سريعاً بأعين متسعة من هول الصدmة.. لا يصدق ما قرأه صدmـ.ـا.ت تليها الأخري تهبط عليه كالصاعقة !!
خلل شعره حتي كاد أن يقــ,تــلعه بين يداه من فرط ما يشعر به ثم ألقي كوب من الماء البـ.ـارد فوق رأسه يحاول لملمة شتات نفسه وهو يشعر بالعجز بداخله..
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

- آلو مين معايا؟
قالتها أسما وهي تفرك عيناها محاولة طرد النعاس ليأتيها صوت رجولي أجش:
= أنا شهاب يا أسما.

حمحمت حتي تظبط صوتها الناعس قائلة باستنكار:
- خير يا شهاب بتتصل بدري ليه؟

أبتسم بحرج قائلاً بضحكة خافتة:
= معلشي صحيتك.. بس أنا متعود اصحي بدري والحقيقة سمعت أن في كافيه إيطالي فاتح جديد وحبيت نروح أنا وانتي نفطر سوا.. واعتبريها سياحة يا ستي انا من وقت ما جيت هنا مخرجتش ولا مرة.

ابتلعت ريقها وهي تتأكد من هوية المتصل مرة ثانية بعدm تصديق فهل يطلب منها أن ترافقه؟ بينما هتف هو قائلاً باستفهام:
= أسما انتي معايا ولا نمتي تاني؟!

أجابت سريعاً
- لأ أنا معاك أهو.. نص ساعة وهكون جاهزة ابعتلي الـlocation عشان لسه معرفوش.

= طب بصي أنتي استنيني وأنا هاجي آخدك.

- تمام أنا مستنية.. سلام.

أنهت المكالمة لتضع يدها على قلبها قائلة بصدmة:
- جرا ايه مالي؟! هو كلمتين منه هيعملوا كدا.. لا اثبتي يا سيمو الله يخليكي واجمدي كدا.

أخرجت ملابسها لترتديها على عجالة ثم صففت شعرها وجلست منتظرة قدومه...
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
أرتدت نورا ملابسها ثم خرجت لتجده جالساً وقد أرتدي بذلته الرسمية ممسكاً بملف يطالعه بعناية فتحدثت هي بنبرتها الناعمة:
- أنا جاهزة.

رفع مراد نظره ينظر لفستانها بتقييم، حسناً جيد إلي حد ما فصاح قائلاً ببرود:
- اللون ده مـ.ـيـ.ـتلبسش تاني ومتقوليش ماله عشان لونه ظاهر عيونك أوي.

زفرت في سأم ثم عقدت ذراعيها ليقف هو متفحص وجهها بعناية ليقترب واضعاً أصبعه على شفتيها فوجد لون لامع على أصابعه لتصدر هي همهمـ.ـا.ت منزعجة فتسائل رافعاً حاجباه:
- إيه اللي حطاه ده؟

أبتسمت ابتسامة سمجة قائلة بهدوء:
- دا ملمع شـ ـــفــايـــ ـف وعلى فكرة مش ظاهر.

اطبق شفتيه على شفتيها يزيل اثار ذلك الملمع اللعين تماماً ثم تحدث ببرود بعد أن فرقا قبلتهم المحمومة:
- كل مرة تحطي البتاع ده هشيله بطريقتي وأنا الصراحة معنديش مشكلة.. فاهمة.

هزت رأسها بطاعة وهي تنفخ وجهها بضيق ليربت على حجابها قائلاً بغــــرور:
- شاطرة..

دس يده في جيب سترته ثم أخرج خاتماً ماسياً لمعته متوهجة ثم أمسك يد نورا مقبلاً إياها برقة واضعاً إياه في يدها قائلاً بحزم:
- الخاتم ده يفضل في أيدك اوعي تشيليه أبداً.

أومأت له مبتسمة بأتساع:
- روعة يا حبيبي.

اتسعت عيناه مما قالته ليردد خلفها بدهشة: حبيبي!

أسبلت له بتلك الزرقاوتان الواسعة في دلال ثم وقفت على أطراف أصابعها مطوقة عنقه وطبعت قبلة صغيرة على وجنته قائلة بمياعة:
- طبعاً حبيبي عندك شك ولا...

قاطعها بلهفة محتضناً إياها:
- شك إيه يا عبـ.ـيـ.ـطة أنا ما صدقت سمعتها.

تفلتت من حصاره القوي لها ثم أرسلت له قبلة في الهواء مبتسمة بمرح بينما اتبعها هو ينهيها عن الذهاب الآن متمنياً أن يحظو ببعض الوقت سوياً وما أن وجدها قد جلست السيارة حتي أرسل لها نظرات ساخطة ثم انطلقوا متوجهين إلي قصر العائلة وبعد عدة دقائق ترجلا من السيارة فتحدثت نورا سريعاً:
- أنا رايحة المول مع يارا والبنات أصحابي.

فرت هاربة قبل أن تستمع إلى صيحاته الرافضة بينما أبتسم هو بتهكم ثم دلف إلي الداخل وألقي السلام على الجميع ثم صاح بلباقة موجهاً حديثه إلي رآفت:
- بعد أذنك يا حج عايز أتكلم معاك..
أنا مستني في المكتب.
قال جملته الأخيرة متوجهاً إلي المكتب ليتبعه رآفت بعد ثوان ثم وصد الباب خلفه بهدوء وجلس أمام مراد.. ليستغفر مراد في سره عدة مرات قبل أن يتحدث معاتباً إيه:
- ليه معاملتك مع حازم كانت وحشة كدا؟ مسبتوش يحقق اللي بيتمناه ويدخل كلية الشرطة ليه؟

نكس رآفت رأسه قائلاً بحـ.ـز.ن:
- صدقني أنت مش هتفهم حاجة.

امتدت يد مراد إلي أسفل ذقن والده ليرفع رأسه فهتف بلين:
- فهمني يا بابا أنا محتاج اسمعك أرجوك.

تنهد رآفت بحرارة ثم تحدث بخزي:
- كنت خايف عليه وحاسس إني هيطلع نسخة من هدي أمه منكرش اني قسيت عليه كتير بس عشان اخليه راجـ.ـل يعتمد على نفسه.. غـ.ـصـ.ـبته يدخل كلية الطب عشان متبقاش أحلى منه ويبقي أولادي دكاترة قد الدنيا!
هدي لما خلفته وسابته عشان تجري وتتجوز واحد تاني دا شئ أثر فيا، قسيت عليه عشان كان مسئول مني أنا.

ثم استطرد حديثه بآلم:
- لو كنت أعرف أن قسوتي ممكن توصله أنه يدmر نفسه كدا.. كنت هتغير عشانه، دا حتة مني يا مراد.

عانق مراد أباه قائلاً بحـ.ـز.ن تجلي في نبرته:
- مفيش في أيدينا حاجة نعملها غير الدعاء بالرحمة أكيد هو محتاج دعواتنا.

مسح رآفت تلك الدmعة الخائنة التي تساقطت من عيناه ثم غمغم بصوت ضعيف متحشرج:
- ربنا يرحمه.
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
تسائلت أسما وهي تزيح خصلتها الثائرة خلف أذنها:
- وأنت بقا مش ناوي تستقر في البلد هنا ولا خلاص عجبتك الغربة؟

أبتسم بطرف شفتيه ابتسامته الجذابة ثم وضع يده على مؤخرة عنقه قائلاً بمكر:
- والله مصر عجبتني أوي أوي انهارده.

ابتلعت لعابها ثم اشاحت نظرها صاببة كامل تركيزها على الطبق الذي أمامها ليكمل قائلاً:
- ممكن اصفي أعمالي واستقر هنا.

همهمت له في تفهم ليرفع يده رغماً عنه واضعاً تلك الخصلة التي تأبي الثبات خلف أذنها ببطئ شـ.ـديد مستمتعاً بتلك اللحظة التي لن تتكرر ليغمغم بإعجاب:
- كنت مفكر لما تسيبي شكلك بتبقي أحلى بس طلعتي في الحالتين أحسن من بعض.

- اي ده اثبتي يا أسما يخربيتك هفضح نفسي.. منك لله يا شهاب يا أبن أم شهاب.
تحدثت بداخلها في صدmة ثم تمتمت له بتـ.ـو.تر:
- ميرسي.

- معرفتش لسه أسماء أولادك إيه.

- آدm يبقي الكبير عنده ست سنين و هنا عندها سنتين ونص.

أبتسم لها قائلاً:
- ومش ناوية تخاويهم.

قطبت جبينها قائلة بتوجس:
- اللي هو إزاي يعني؟

تنحنح مغمغماً بنفس الإبتسامة:
- اللي هو ممكن ترتبطي.

زمت شفتيها بضيق:
- لأ خلاص تجربتي فشلت ومش عايزة أكملها.

ضيق عيناه قائلاً:
- دا آخر كلام؟

تنهدت مغمضة عيناها ثم أجابت بإمتعاض:
- آه.. مش هقدر اخاطر واتجوز حد ممكن يقسي على أولادي.

اتسعت عيناها بدهشة عنـ.ـد.ما شبك أصابعه في أصابعها قائلاً بصوته الرخيم:
- فكري وقوليلي....
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
- أخيراً اتجمعنا بعد الشهور دي!
قالتها شيرين بابتسامة واسعة بينما هتفت ياسمين بمرح:
- بصرة يا بت يا نورا أنا وأنتي لبسنا حجاب مع بعض!

التوي جانب فم يارا بالسـ ـخـــريــة ثم أكملت طعامها بنهم لتنظر لها الثلاث فتيات في دهشة بينما تحدثت شيرين زاجرة إياها:
- يخربيتك خلصتي الأكل قبل ما نبدأ.

نظرت إليها يارا وهي تمضغ طعامها قائلة ببراءة:
- مش أنا دا النونو.

ياسمين بحـ.ـز.ن مصتنع:
- الله يكون في عونك يا عاصم أكيد مجنناك.

تعالت ضحكات الفتيات على مظهر يارا وبدأوا في خوض أحاديث مرحة ممتعة حتي قاطعهم رنين هاتف نورا التي نهضت ما أن علمت بأن المتصل هو مراد لتبتعد عنهم ثم أجابت ليبادر مراد بالحديث بمرح:
= بما أن محدش أتصل بيكي ولا عبرك قررت اعطف عليكي.

نفخت خديها قائلة بغـ.ـيظ:
- على فكرة أنت رخم وبـ.ـارد.

= الحق عليا أنا غلطان.

- لا بجد بتتصل عشان حاجة معينة مش كدا.

= الصراحة آه.. عايز أقولك إني نص ساعة بالكتير وهاجي آخدك.

- بس يا مـراد كنت عايـ...

= مبسش.. هو أنا غلطان عشان حشـ.ـتـ.ـيني و  وعايزك.

- أعمل اللي تعمله أنا في المول اللي كنا فيه امبـ.ـارح.. سلام.

أغلقت الهاتف ثم استدارت لذلك الصوت ورائها:
- لو سمحتي ممكن أطلب منك طلب؟

أبتسمت إليها نورا ببشاشة قائلة:
- أيوا طبعاً اتفضلي.

تصنعت تلك المرأة التـ.ـو.تر ثم أردفت:
- الشنط معايا كتير وجوزي مشي بسبب مكالمة من الشغل.. لو ممكن تشيلي بس الصغيرة لحد تحت وأنا اشيل الشنط.

آخذت منها الفتاة الصغيرة لتحملها ثم توجهت معها حتي هبطوا معاً إلي المرأب فتوقفت تلك المرأة أمام أحدي السيارات ثم أخرجت مفتاحاً وفتحت تلك السيارة لتآخذ منها الطفلة واضعة إياها في المقعد الأمامي لتعود إلي نورا مبتسمة إليها بإصفرار ثم أخرجت بخاخاً لتضغط بيدها عليه فسقطت نورا مغشي عليها....!
بينما ظهرت نورهان من خلفها تبتسم بخبث تنظر لملابسها المشابهة لملابس نورا متمتمة بفحيح الأفعي:
- مع السلامة يا نورا هانم.
~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
≈ الشبيهة ≈

شهقة عالية أصدرتها نورهان عنـ.ـد.ما أستمعت إلي صوت من ورائها لتجده علي يبتسم بتسلية فوضعت يدها على صدرها قائلة بحنق:
- يوووه يا علي اتخضيت.

ليجيبها علي بعبث:
- سلامتك من الخضة يا قمر.

ابتلعت نورهان ريقها قائلة بتـ.ـو.تر:
- أخلص خرجها من هنا ممكن يلاحظوا أن كاميرات المراقبة متوقفة.

أقترب علي حاملاً نورا ثم وضعها في المقعد الخلفي وأحكم وضع تلك القبعة التي يرتديها فوق رأسه حتي لا يتعرف أحد على هويته وتحدث إلي نورهان رافعاً سبابته بتحذير:
- الغلطة فيها مـ.ـو.تك يا نورهان... متتساهليش وتفكري أن المهمة سهلة لا أنا عايز أقولك أن مراد ذكي جداً وممكن يكتشفك في ثانية.. يبقي نثبت كدا و زي ما قولتلك اتكلمي معاه عادي بلاش المياصة وكهن النسوان بتاعك ده تجيبي حتة الفلاشة دي اخليكي تسافري برا البلد وتفتحي مشروع محترم زي مانتي عايزة.

أومأت له نورهان ليكمل هو قائلاً:
- ها عرفتي أشكال وأسماء أصحابها ولا هتفضحينا ؟
ركزي كدا وبلاش غباوة.

تآففت نورهان بضيق ثم هتفت بإقتضاب:
- لو خلصت كلامك امشي وإلا اللي بتقوله ده هيروح في حيط لو حد شافنا دلوقتي.

هرع علي إلي السيارة عنـ.ـد.ما أستمع إلى صوت دعسات حذاء قادmة نحوهم ثم أعطي إلي نورهان حقيبة يد نورا من النافذة و انطلق سريعاً، بينما تنفست نورهان بعمق ثم ذهبت إلي المكان المتواجد به صديقات نورا وهي تبحث عنهم فهي قد شاهدت صورهم قبل مجيئها، أبتسمت بإصفرار وهي تجلس على الطاولة بجانبهم لتصيح يارا:
- اتأخرتي اوي فكرتك مشيتي.

هزت نورهان رأسها قائلة ببرود:
- أنا اهو قدامك.

بينما عقدت ياسمين حاجبيها مغمغمة بتعجب:
- أنتي حاطيتي حاجة في وشك؟!

اشاحت نورهان بوجهها قائلة بـ.ـارتباك:
- مانا كـويسة معملتش حاجة في وشي الله.

تسائلت شيرين مغيرة مجري الحديث:
- طب آخر كلام الفستان الأحمر حلو ولا الفستان الأخضر؟ أنا حاسة الأخضر هيبقي تغيير وتصميمه أصلاً تحفة.

صاحت يارا بنفاذ صبر:
- يا بـ.ـنتي تعبتي قلبي أنا حاسة إني هولد دلوقتي بسببك.. الاتنين أحلى من بعض والله.

أستمعت نورهان إلى رن هاتف نورا من تلك الحقيبة لتفتحها ثم آخذت الهاتف فوجدت اسم مراد يضيء على الشاشة لتبتلع ريقها ثم تحدثت مجيبة إياه بغنجية:
- بتتصل ليه يا حبيبي؟

رفع مراد حاجباه ثم أجابها في حنق:
- هيكون ليه يعني! اخلصي يا نورا سامح واقف مستني تحت هو اللي هيوصلك.

- حاضر ثواني واكون تحت.

نهضت فجأة قائلة بجفاء:
- اسيبكم انا.

نظرت الثلاث فتيات إليها بحيرة ثم بادرت يارا قائلة عنـ.ـد.ما وجدتها تبتعد عنهم:
- مستعجله علي ايه يا بـ.ـنتي؟ وبعدين سايبة الهدوم اللي جيبتيها وماشية كدا!

ضـ.ـر.بت نورهان يدها على رأسها تتصنع النسيان:
- معلشي بس بجد تعبت انهارده و مراد أتصل قال إنه جاي ياخدني.

أعطتها ياسمين الحقائب قائلة بمشاكسة:
- الله يسهلوا الاستاذ مراد ... كل مرة تخرجي معانا فيها يجي ياخدك كأنك هتتخـ.ـطـ.ـفي.

لم تكترث نورهان لتلك الهمهمـ.ـا.ت خلفها إنما أسرعت بخطواتها إلي خارج المول وهي تنظر حولها محاولة التعرف على السائق ولكنها فشلت ليقترب منها سامح الذي لاحظ نظراتها الباحثة تحدث برسمية:
- اتفضلي يا هانم.

حمل تلك الحقائب ثم وضعها بالسيارة وبعد مرور بعض الوقت وقفت السيارة أمام ذلك البيت الضخم لتتسع عيني نورهان في دهشة متمتمة بين نفسها:
- يا نهار ابيض! يعني أنا هعيش في البيت ده...!
دا مش بيت دا قصر.. يا علي يا أبن الـ*** ليك حق تطمع في ثروته دي بس أكيد مش هطلع من المولد بلا حمص.

فتح إليها سامح السيارة باحترام لترفع أنفها بكـبـــــريـاء ثم توجهت للداخل لتستوقف أحدي الخدmـ.ـا.ت قائلة باستعلاء وغــــرور:
- شوفي مراد فين و جهزيلي حمام سخن بسرعة.

- هتحضري الأكل معانا ولا نبدأ احنا يا هانم؟
سألتها الخادmة بابتسامة متـ.ـو.ترة لتندثر عنـ.ـد.ما هتفت نورهان بتكبر:
- اومال انتوا هنا بتعملوا ايه طالما أنا اللي أحضر الأكل؟! يالا غوري من قدامي شوفي شغلك بلا هم.

نظرت تلك الخادmة في الأرضية تُخفي دmـ.ـو.عها تبتلع تلك الإهانة فهي معتادة أن تخبر نورا بوقت إحضار الطعام لأنها أخبرتهم من قبل بأنها ستتولى إحضاره أثناء وجودها، وبالطبع لم تتعامل نورا مع أحد من قبل بهذه الطريقة اللازعة دائماً ما توزع ابتسامتها البشوشة العفوية المحبة لدي الجميع.

انصرفت الخادmة لتبقي نورهان تنظر حولها بانبهار لذلك الأساس الفخم قائلة بابتسامة واسعة:
- يعني أنا اسيب الخدm و الحشم وثروة زي دي وأرجع اشتغل رقاصة!!
أنا قتيلة البيت ده.

صعدت على الدرج تلملم فستانها بيدها تدندن بشئ ما ثم دلفت إلي أحدي الغرف بعد بحث أستمر لبضع دقائق لمعرفة غرفتها و توجهت إلى المرحاض ليُفرغ ثغرها في دهشة متأملة حجم وجمال الحمام تُقسم بأنه أكبر من منزلها الصغير، ملئت المغطس الكبير وعملت على وضع جميع أنواع العطور به لتنعم بحمام دافئ متناسية تماماً لما جائت إلي هنا ! أستمعت إلي طرقات الباب لتزفر قائلة بإنزعاج:
- يادي النيـ.ـلـ.ـة الواحد ميعرفش ياخد راحته أبداً.

حمحمت أحدي الخادmـ.ـا.ت قائلة بجدية:
- مراد بيه طالب حضرتك في المكتب.

أبتسمت نورهان بخبث تستعد لتلك المواجهة بينهم تُملي على نفسها ما يجب أن تفعل ثم صاحت:
- روحي انتي أنا خارجة.

أرتدت ذلك القميص القصير بلونه الأبيض و وضعت بعض من مساحيق التجميل لترتسم ابتسامة واثقة على شفتيها اعتقاداً بأن مراد سيكون صيداً سهلاً فهي قد تعاملت مع رجـ.ـال عدة فقط باستخدامها لحركاتها المغرية و دلالها المبالغ به يلهث خلفها الرجـ.ـال...!
رفعت شعرها إلي الأعلى ثم خرجت من الغرفة متوجهة إلى الأسفل متعمدة التمايل في خطواتها تدبدب الأرض بذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي أصدر معزوفة على تلك الأرضية اللامعة... وقفت أمام باب المكتب لتدير مقبض الباب ولجت مكتبه ليسلب أنفاسها حتي توقفت عن التنفس لبرهة متأملة ذلك الرجل الجالس على مكتبه شعره مبعثر على جبهته من أثر انشغاله بكومة الأوراق أمامه، توقف عقلها عن التفكير فقط تنظر إلى كتلة الوسامة المُفرطة امامها ملامح رجولية بحتة
أزدردت ريقها عنـ.ـد.ما آتي صوته ببحته المميزة على مسامعها بينما صب كامل تركيزه على الأوراق:
- واقفة عندك ليه؟ اقعدي يا نوري عايـ...

بتر باقي جملته قاطباً جبينه ينظر لتلك الخرقة التي ترتديها ثم هتف ببرود صقيع دون النظر بعيناها:
- من امتا وانتي بتلبسي كدا؟

أقتربت منه ثم وقفت ورائه و أصبح يحيل عنها ذلك الكرسي الجالس عليه لتحاوط عنقه بيدها هامسة بدلال:
- وأفرض عايزة اعمل تغيير... دا كله لجوزي حبيبي.

امتدت يدها تفك أزار قميصه متعمدة لمس صدره لتجد يده توقفها عما بدأت قائلاً بجفاء:
- برا.

همت بتقبيله ليدفعها حتي ترنحت وكانت آيلة للسقوط أرضاً ولكنه أمسكها من رسغ يدها متسائلاً بحدة:
- مالك كدا؟

اهتزت نبرتها وهي تبتعد عنه قائلة:
- ولا حاجة يعـ ـني حبيبت أعمل تغيير بس.

نظر مراد إلي يدها ليجدها خالية لا يوجد أثر لذلك الخاتم حتي!! خلل شعره يتنفس بعمق قائلاً من بين أسنانه:
- طيب يا حبيبتي استنيني فوق أنا جايلك.

وضعت يدها على وجهها تنظر بتلك الزرقاوتان القاتمة في أرجاء المكتب متحاشية نظراته ثم خرجت مسرعة
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
- يعني ايه؟!
تسائلت رحمة بحاجبان مرتفعان ليضع جاسر يده أسفل ذقنها حتي تنظر إليه فهمس بدوره:
- اقعدي وافهمك كل حاجة...

أجبر جــــســ ـدها الضئيل على الالتفات ثم دفعها على الأريكة لتجلس عليها تنظر له بعينان متسائلة ترجوه أن يكذب ما قاله ولكنه جلس بجانبها ينظر للأمام قائلاً بهدوء:

- أنا حابب أعرفك أنتي الاول واكيد مراد هيقبل يسمعك.. حاولت أقابله بس هو رافض... المهم أنا قابلت هدي هانم أم مراد استغربت لما طلبت تقابلني بس شوفتها وقالتلي كلام غريب أنا مصدقتش في البداية بس...

~ Flashback ~
جلس جاسر أمام تلك المرأة في ذلك المقهي ليعقد ما بين حاجبيه قائلاً:
- أنتي طلبتي تقابليني ليه؟ وياريت تتكلمي بسرعة عشان مشغول.

قابلت هدي كلامته بطأطأت رأسها ثم هتفت بخفوت:
- أنا أم رحمة.

أبتسم جاسر بعدm استيعاب قائلاً:
- أنتي بتخرفي ولا إيه الحكاية؟

هزت هدي رأسها بالنفي ثم أجابته بآلم غلف على نبرتها:
- لما انفصلت أنا و رآفت والد مراد كان سبب الانفصال اصلاً هو راجـ.ـل ظهر في حياتي اسمه داوود أبو الفضل صاحب رآفت قابلته اكتر من مرة واعترفلي أنه بيحبني ساعتها كنت حامل في حازم...

صمتت لبرهة تنظر إلى جاسر الذي تشنجت ملامح وجهه عنـ.ـد.ما ذكرت اسم حازم ولكنها أكملت قائلة:
- استنيت لما ولدت حازم وبعدها طلبت الطـ.ـلا.ق من رآفت وكنت بتحجج واعمل معاه مشاكل عشان يزهق مني ويطـ.ـلقني وفعلاً طلقني بس مخدتش كلامه على محمل الجد وهو بيقول "بكرة ترجعي تنـ.ـد.مي ... أنتي خلاص خسرتي حبي ليكي و مـ.ـو.تي قلبي اللي محبش غيرك ... أمشي يا هدي معيزش أشوفك تاني مراد و حازم و أسما أولادي مش هحتاج من واحدة زيك تعتني بيهم اخاف عليهم يطلعوا خـ.ـا.ينين نفس شخصيتك ... أنتي طــالـــق!" لما داوود عرف بطـ.ـلا.قي آخدني فيلته وعشت فيها ... عشنا مع بعض من غير جواز لما كنت بطلب منه يتجوزني لأني كنت قرفانة من العلاقة دي بس رده بيكون "أحمدي ربنا أنك عايشة في مكان زي ده سيبك من الجواز و الهبل ده عيشي عيشة اهلك أنا مش جايبك غـ.ـصـ.ـب عنك أنتي هنا بمزاجك يا حلوة ... إيش ضمني لما اتجوزك متلفيش على واحد صاحبي و تقرتصيني زي رآفت ... لا فوقي كدا وبلاش تحلمي أحلام مش قدها أنا داوود أبو الفضل مفيش ست تمشي كلامها عليا" اضطريت اعيش معاه كدا لأني كنت بحبه ولو حتي حاولت أروح لأمي هترفضني... فضلت عايشة معاه ست سنين وبعدها اكتشفت إني حامل سكتت ومقولتش عشان عارفة أن رده أنزل اللي في بطني مع أنه عارف أن غلط عليا لما اكتشف إني حامل كنت في الشهر السادس لأني كنت بتهرب منه وألبس حاجات واسعة يومها ضـ.ـر.بني جـ.ـا.مد قاصد يمـ.ـو.ت اللي في بطني جالي نـ.ـز.يف وعرفوا ينقذوا اللي في بطني وحياتي هتبقي في خطر لو نزلته... تم التسع شهور ولدت بـ.ـنت...

أبتسمت بمرارة وقد امتلئت عيناها بالدmـ.ـو.ع مُكملة حديثها:
- حسيت بذنب رآفت و إني سبت أولادي لما داوود آخدها مني وحطها قدام ملجأ ومحسش بأي حاجة ولا كأنها بـ.ـنته اللي من دmه... بعدها علطول صفى حساباته و حجز طيارة خيارني يا إما أسافر معاه ونتجوز أو يرميني في الشارع وحتي معرفنيش اسم الملجأ اللي البـ.ـنت فيه... استلمت وسافرت معاه سايبة اطفالي الأربعة أنا كنت مطمنة على أولاد رآفت لاني عرفاه هيقدر يعتني بيهم ويشيلهم في عيناه.

انفجرت في البكاء الهستيري حتي نظر إليها الموجودين بينما نظر إليها جاسر بإنزعاج معاتباً اياها فأكملت بشهقات متقطعة:
- عشرين سنة عايشة قلبي محروق عليهم هما الأربعة نفسي اشوفهم متجمعين مع بعض بس ربنا عـ.ـا.قبني فيهم كلهم حازم مـ.ـا.ت و أسما اتطلقت و مراد جوازاته كلها منحوسة وطبعاً الصغيرة ملقتهاش.

أبتسم جاسر قائلاً بتهكم:
- وانتي طبعاً بعد العشرين سنة جاية تلمي الشمل... الحاجة الوحيدة اللي أقدر أقولها أنك إنسانة مهملة معندكيش احساس لو بتحسي وزعلانة أوي كدا مكنتيش غلطتي في البداية... انا غلطان إني قاعد بسمع كلامك ده.. مفيش دليل واحد يدل على أنك أم رحمة فعلاً.

نهض مباعداً الكرسي يحدجها بنظرات ساخطة لتمسك يده قبل أن يتحرك متوسلة إياه:
- أرجوك خليني أكمل... أقعد بس؛ الموضوع يخص بـ.ـنت عايشة عندك في الفيلا.

ابتلع ريقه ثم جلس عاقداً ذراعيه يحاول تكذيب الكلمـ.ـا.ت التي سوف تقولها متمنياً بألا تخص رحمة ولكنها ضـ.ـر.بت أمنياته في عرض الحائط بكلامتها:

- داوود مـ.ـا.ت وأنا جيت هنا بعد ما خلصت من سـ.ـجـ.ـنه كنت عايزة استنجد بمراد يدور عليها بس هو حتي رافض يبص في وشي... كرهني أوي!
معرفتش أعمل إيه ادور عليها في الشوارع زي المـ.ـجـ.ـنو.نة!
انا بالصدفة جيت أشتري الفيلا اللي قصادكم ومن يومين كنت بتفرج عليها، وأنا خارجة شفت بـ.ـنت ماسكة في أيدك وانتوا خارجين مع بعض قربت منكم حتي أنت بصيت باستغراب بس كنت عايزة اكدب نفسي وأنا شايفة نسخة مني وأنا صغيرة واقفة قدامي... العلامة الوحيدة اللي كنت أقدر اتعرف بيها على بـ.ـنتي هي علامة لونها بُني في صابعها الطويل في أيدها اليمين موجودة عنـ.ـد.ما من أول يوم اتولدت فيه.

صفع جاسر الطاولة التي أمامه قائلاً بحدة:
- أنتي عايزة تنصبي عليا بالكلمتين دول؟
رحمة أكيد مش بـ.ـنتك وبلاش تخرفي بالكلام تاني.

كفكفت هدي دmـ.ـو.عها تهز رأسها بعنف ثم أردفت:
- اسمعني ... لو سمحت ... انا مريـ ـضة بالمرض الخبيث ... يعني همـ.ـو.ت في خلال شـ ـهور صدقني المرض بياكل فيا..

فتحت حقيبتها لتأخذ منها قطعة قماش ثم فتحتها أمام جاسر المتعجب لأفعالها فوجد بها بعض الشعيرات ليزداد تعجبه و حيرته أكثر بينما أخبرته بعينان مترجية:
- الشعر ده شعر داوود أنا قصيته قبل ما يمـ.ـو.ت واحتفظت بيه عشان كنت حاسة اني هلاقيها ... كل اللي أنا طلباه منك تاخد خصلتين من شعرها ونعمل تحليل ... والله لو مطلعتش بـ.ـنتي هسافر واسيب البلد ... هي أخر أمل ليا ... كلهم رافضيني ... أمسكهم وارجوك نفذ طلب واحدة محكوم عليها بالمـ.ـو.ت.

آخذ جاسر منها القماشة بعد أن غلفها بعناية وابتلع تلك الغصة التي بحلقه قائلاً بهدوء وقد شعر بالشفقة تجاهها:
- أوعدك.
~ End ~

كانت رحمة تستمع إليه بأعين تذرف الدmـ.ـو.ع بصدmة وشعرت كأن جــــســ ـدها شل عن الحركة ليُكمل جاسر ينظر لملامحها بحـ.ـز.ن و شفقة في آن واحد:
- اخدت خصلات من شعرك و عملت تحليل طلعت النتيجة مطابقة.

وصد عيناه متمنياً الا تكرهه بما فعله ولكنها فاجأته عنـ.ـد.ما ارتمت بأحضانه وقد تملكها البُكاء لتنهمر دmـ.ـو.عها كالشلالات ثم صرخت بنحيب جعله يشعر بأنه في يغرق في قاع من الجحيم:
- أنا ليه بيحصل معايا كدا؟! حياتي كلها غلط في غلط ... في يوم وليلة ألاقي نفسي مراتك وبعدين أعرف أن ليا أم وأخوات!!
أنا تعبت أوي والله مبقتش قادرة استحمـ....

قاطعها جاسر بلين يربت على كتفها:
- كفاية عـ.ـيا.ط أنا هعملك اللي أنتي عايزاه ... لو معيزاش تشوفيها دي حاجة ترجعلك بس أنا من رأيي أنها محتاجة تحس بيكي و واضح أنها فعلاً تعبانة و بتعاني.

تعالى عويلها و شهقاتها بينما قبّل جاسر جبينها قائلاً:
- أنتي دmاغك دي فيها إيه انا بقولك متعيطيش يبقي بس خلاص ... أهدي يا حبيبتي.

ظل يُخبرها بالعديد من الكلمـ.ـا.ت لعله يواسيها و يثلج قلبه ولو لبعض الوقت...
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
فتحت عيناها وقد تحولت ملامح وجهها للأنزعاج من تلك الرائحة العطرة التي تسللت لأنفها لتتأوه في ألــم تنظر إلى سقف الغرفة باستغراب تشعر بأن عقلها لا يستوعب ما يحدث حولها لتهتف بإرهاق تجاهد كي لا توصد جفينها:
- مراد .... رحت فين؟

صاح شريف متأففاً في حنق:
- انسيه بقي... انسيه و أوعدك اني مأذيهوش ليه مش مقدرة إني أنا اللي حبيتك الأول.

استندت نورا بذراعيها على الفراش حتي اعتدلت وهي تتسائل بحذر:
- ايه الكلام اللي بتقوله ده يا شريف؟! أنا بعمل ايه هنا عايزة أمشي.

وقف شريف ثم جلس أمامها ممسكاً بيدها لتزدرد في ارتباك بينما تحدث شريف بحـ.ـز.ن محاولاً استمالتها:
- بقولك أنسي كلمة مراد دي مش عايز لسانك ينطقها أبداً ... نتفق إتفاق مع بعض واللي أوله شرط آخره نور.

مد يده ساحباً أوراق متواجدة على المنضدة ومعها قلم أيضاً ثم وضعها على ساقيه مجبراً نورا على الإمساك بالقلم لتخرج الكلمـ.ـا.ت من شفتيها مهتزة:
- أنت.. هتعمل.. ايـ ـه؟!

تحسس شريف وجهها بأطراف أنامله لترتعد هي وحاولت النهوض أو الابتعاد ولكن جــــســ ـدها تجمد على أثر كلمـ.ـا.ته التي لو كانت صفعات لكانت أرحم مما اختبرته:
- أيدك الجميلة دي توقع على ورقة طـ.ـلا.قك من سي مراد ... وكدا تضمني اني مخلصش منه أنا هقرص ودنه بس و اخسره أملاكه وتعب سنينه كلها.

أكمل ضاحكاً بقوة:
- فاكرة يا نورا يوم ما جيت اعترفتلك بحبي للمرة التانية وكنت هقبل بأبنك اللي في بطنك؟ ساعتها قال "ما عاش ولا كان اللي ياخد حاجة تخص مراد النجدي ... ألزم حدودك يا شريف وأبعد عن طريق نورا لأنها هتكون مراتي..."
جاوبيني بقي قبلتي جوازك منه ليه؟ عايز افهم إيه يميزه عني عشان ياخدك وأنا بتمني نظرة أو ابتسامة منك طول السنين دي!!!

توسعت عيناها في ذهول قائلة بتعثلم:
- أنت.. أنـ... إزاي؟ أنت واعي ...!

اشاح شريف بنظره قائلاً بقسوة:
- أنا واعي دلوقتي اكتر من أي وقت ... مش معقول هسيبك كل مرة ... ت عـ.ـر.في أنا كنت طاير من الفرحة لما طلبت من جدك أروح اطلبك مكنتش مصدق أنه هيوافق بالسهولة دي خصوصاً أنه كان واعد خالك محروس أبو أدهم أنك متكونيش غير مرات أدهم.

انعقد لسانها ولم تستطيع اخراج الكلمـ.ـا.ت من جوفها ليقول شريف بتهكم:
- متستغربيش من كلامي ده... الموضوع قديم أوي قبل مـ.ـو.ت عم محروس اللي هو أكبر أبن في العيلة وصي أن نورا تتجوز أدهم و فرحة أخته تبقي مراتي... عشان كدا كانت سمرا مش طايقاكي ايام الفرح.. قوليلي بقا أنا مستاهلكيش؟!

هزت نورا برأسها مغمغمة بصدق:
- يا شريف أنا بحب مراد وهو بيحبني بلاش تبعدنا عن بعض أنا عمرى ما هكون غير ليه.

- آآآآه
صرخت في ألــم عنـ.ـد.ما انهال عليها بصفعة قوية بكف يده ثم نهض صارخاً بغـــضــــب:
- واضح أن الكلام الهادي معاكي مبجيبش نتيجة، قدامك أربعة وعشرين ساعة ماضيتي يبقي خير و بركة معملتيش هتبقي أرملة بدل مطلقة.

أبتسم ابتسامته الشيطانية لتصيح به بحدة وقد سيطرت على دmـ.ـو.عها المتعلقة بأهدابها:
- لو فاكر أنه هيسيبك تبقي اتجننت..

أطلق شريف ضحكات عالية كأنها قصت عليه دعابة مضحكة ثم تحدث بين ضحكاته:
- مستنيه بفارغ الصبر I'm ready for kill him (أنا جاهز لقــ,تــله)

لف أحدي خصلات شعرها على أصابعه يظهر أنيابه بتلك الابتسامة المخيفة:
- أنتي كدا حلوة أوي.. أنا عايزك.. عايزك بكل حاجة فيكى.. ستات العالم كلها مأثرتش فيا زيك... كانت أيدي تتقطع لما مديت أيدي عليكي... آسف أعتبريها آخر مرة.

دفعته بيدها تصرخ في عنفوان:
- يارب كانت اتقطعت يا شيخ.. أنت مريـ.ـض.. إزاي تفكر فيا كدا...؟!

تصنع شريف الفزع قائلاً:
- تصدقي خــــوفت وهسيبك كدا.

غمغمت بنبرة استفزازية اغتاظ منها حتي كاد أن يقــ,تــلع رأسها من جــــســ ـدها:
- لو كنت أد المواجهة فعلاً و راجـ.ـل مش هتتشطر عليا وتضـ.ـر.بني... و أيوا خاف من دلوقتي عشان مش هيرحمك يا أبن خالي.

ضـ.ـر.ب شريف الحائط بقبضته عدة مرات يطـ.ـلق سيل من الشتائم الوقحة التي يخص بها مراد ثم خرج صافعاً الباب خلفه حتي كاد أن ينكـ.ـسر...

بينما وضعت نورا يدها تمسد على وجنتها من أثر الصفعة قائلة بين نفسها تأخذ نفساً عميقاً وتزفره ببطئ:
- أهدي يا نورا ... أهدي وكل حاجة هتبقي تمام هو أكيد مش هيسيبني ... يارب اديني القوة والثبات عشان أقدر اتماسك ... متعيطيش زي الهبلة كل مرة وبلاش تستسلمي من دلوقتي.

ثم أكملت بتهكم:
- ايه الحياة اللي مليانة اكشن وخـ.ـطـ.ـف دي لأ وكمان مستشفيات ما شاء الله! بومة بومة مفيش كلام.

عقلها يكاد ينفجر من كثرة الأفكار التي تتداول به، تحاول إيجاد فكرة للهروب من ذلك المكان....
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
رن هاتف مراد بينما هو يجوب في المكان ذهاباً وإياباً ليجيب صارخاً بلهفة:
- عملت ايه؟!
ايه الجنان بتاعكم ده مشغل عندي شوية بهايم..
نعم!!
متعملش حاجة غير لما أقولك يا غـ.ـبـ.ـي..
كل خطوة تخطوها أعرف بيها..
مفيش عندي احتمالات قولتلك..
ابعت مع فتحي للمكان زي ما قولتلك عليه..
الست دي تجيبوها من تحت الأرض..
أقفل يا غـ.ـبـ.ـي..

أنهي المكالمة يحاول تهدئة ذلك الوحش الذي يزأر بداخله يتمني لو توقعاته تلك ليست صحيحة!!
ولكن كيف؟ بالتأكيد يهذي!!
سيصعد إليها ويكتشف كل شئ فقط ليخمد شكوكه و ظنونه المبالغ بهم... الاختلاف الجذري الذي حدث اليوم يثير كل خلية من أعصابه.

صعد للأعلى ثم دلف الغرفة ليجدها تمدد قدmها مستلقية بأريحية ومن أن رأته حتي وقفت أمامه حتى أصبح لا يفصلهم سوا بعض انشات بدأت تعبث بأزار قميصه تبتسم له بأغراء هامسة بدلال:
- أتأخرت أوي كنت هنزلك... وحـ.ـشـ.ـتني أوي أوي.

أحقاً؟ من أين أتت بتلك الجرأة؟ يعهدها فتاة خجولة لا تطيل النظر بعيناه حتي..!

جذبته من ياقة قميصه ليصبح وجهه أقرب إليها أكثر بينما كان هو ساكناً نظراته جـ.ـا.مدة خاوية لتطبع هي قبلة على مقدmة أنفه جعلت النيران تندلع بقلبه على عكس ملامحه الهادئة، الآن قد سأم من هذا العرض الرخيص بنظره وضع يداه الاثنين حول عنقها لتبتسم هي بخبث ظنناً بأنها بدأت بتأثيرها عليه ولكن ذاغت عيناها و وصدتها رغماً عنها عنـ.ـد.ما ضغط على الأوداج في عنقها ببراعة فسقطت على السرير خلفها تغط في بئر لا نهاية له....
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
في صباح اليوم الثاني...

أنتهت نورهان من ارتداء ملابسها أو بمعني أصح ملابس نورا والتي عملت على اختيار أقل الملابس احتشاماً تليق بشخصيتها و مهنتها المخزية التي اعتادت أن ترتدي ملابس مخجلة تخص العاهرات كأمثالها..
وضعت يدها تدلك عنقها قائلة بحيرة:
- هو ايه اللي حصل امبـ.ـارح انا مش فاكره غير لما قرب مني! المهم لازم استغل فرصة خروجه و أجيب الفلاشة دي.

أبتسمت بمكر ثم أطلقت ضحكة خليعة تناسب راقصة مثلها مقررة استغلال الموقف لمصلحتها هي و إرغام كلاً من علي و شريف حتي ينفذوا ما تريده وإلا فلن تعطيهم تلك الورقة الرابحة التي ستمتلكها عاجلاً أم آجلاً، الآن عليها بالبحث عنها مستغلة انشغاله بأعماله...

وقفت على أطراف أصابعها تأخذ مفاتيح خزانته من فوق أحدي الرفوف الخشبية فهي رأته يضعها في هذا المكان عنـ.ـد.ما دلف إلى الغرفة بالأمس، سحبتها ببطئ شـ.ـديد لتتسع ابتسامتها المنتصرة وبدأت في العبث بالمفاتيح...

توجهت إلى المكتب بخطوات حذره حتي لا تعلم إحدى الخادmـ.ـا.ت وتُخبر مراد عند مجيئه، ولجت المكتب وأغلقت على نفسها الباب ببطئ ثم أضاءت الإنارة استغرقت أكثر من ساعة في البحث عن الحزينة هنا وهناك ولكن يبدو أنه حاذر للغاية كي لا يعلم أحد بمكانها، زفرت بإنزعاج واضح واطلقت آنة متألــمة تمسد على ظهرها الذي ألــمها بشـ.ـدة من جهد بحثها لتجلس على كرسيه الجلدي ممددة ظهرها قائلة بحسرة:
- وبعدين بقا في عم الغامض ده! أنا خلاص مش قادرة جـ.ـسمي اتكـ.ـسر واعصابي مش على بعضها أصلاً.

حركت قدmها لتصتدm بشيء معدني صلب
انحنت برأسها نحو هذا الشىٔ لتصيح بحماس:
- أخيراً لقيتك... ياااه يا حلم بعيد ونولته.

أزاحت ذلك الكرسي على أحدي الجوانب ثم جلست على ركبتيها تتطلع إلي الخزينة بأعين لامعة ببريق الانتصار ... آخذت المفاتيح الذي وضعتها على سطح المكتب فكانوا مكونين من أربعة مفاتيح حاولت لثلاث مرات و الرابعة نجحت في فتح الخزينة
تراقص قلبها فرحاً عنـ.ـد.ما وجدت تلك الفلاشة في المقدmة و يصحبها عدة أوراق وملفات تبدو مهمة بالنسبة إليه حتي يحتفظ بها هكذا

لما لا تستغل مراد نفسه لمصلحتها...؟ هذا الشئ الذي في قبضة يدها غالى الثمن بقدر ثروته الهائلة كما سمعت من شريف و علي! حسناً سوف تغير الخطة وتستخدm خطة من عقلها، معجبة به للوهلة الأولى منذ أن رأته سوف تبتزه وترغمه على فعل ما تريد حتي تحركه كالآلة بيدها

وضعت ذلك الكنز في جيب بنطالها ثم رتبت تلك الفوضى التي قامت بها واعادت المكتب كما كان لتخرج منه ثم سارت إلى خارج الحديقة ممسكة بهاتفها الاصلى لتجرى اتصالاً به.

اتسعت عيناها بذعر عنـ.ـد.ما وجدت يد تحيط جــــســ ـدها من الخلف وكادت أن تصرخ حتى همس بصوت هادئ ارعـ.ـبها:
- اششش يا حبيبتي مالك شوفتي عفريت ولا ايه؟
~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
≈ طغيان ≈

ابتلعت نورهان ريقها في وجل و رعـ.ـب عنـ.ـد.ما ارغمها على الالتفات إليه لتنظر محاولة رسم ابتسامة على شفتيها ولكنها فشلت وظلت شفتيها ترتجف من شـ.ـدة الخــــوف المتملك بها من نظراته المرعـ.ـبة تطلق من خلالها سهام حارقة سوف تصيبها لتمزقها إلى فتات

أبتسم مراد ابتسامته السوداء المتوعدة ليخرج صوته كفحيح الأفعى:
- أمشي قدامي يالا مش عايز أسمع حسك.

- مـ ـراد.. متفهمش غلـ ـط والله....

لم تكمل حديثها عنـ.ـد.ما باغتها بصفعة ألــمت فكها للغاية ثم صرخ في وجهها وهو يقــ,تــلع شعرها بيداه متجه للداخل:
- جاية تتضحكي عليا.. مفكراني نايم على ودني ولا حتة عيل تقدري تلعبي بيه الكورة.. انا هوريكي يا بـ.ـنت الـ**** إزاي تاخدوها مني لو لقيت حد لمس منها شعرة واحدة هخلي صراخك أنتي أول وحدة يسمع قبور المـ.ـو.تى فكرك هصدق حتة وسـ.ـخة زيك على الأقل هي أشرف من مليون واحدة من أمثالك وصنفك الـ***.

- انا معملتش حاجة اسمعـ...

- اخرسي.
قاطعها مرةً ثانية بصفعة أشـ.ـد عن ذي قبل حتى انسابت الدmاء من جانب شفتاها لتبكي بعنف محاولة مواكبة خطواته السريعة ويداه لا تزال تجذب شعرها قائلاً بهدوء مُخيف:
- خسارة! لعبتي معايا لعبة انتي مش قدها.. مممم تفتكري اعمل فيكي ايه؟
الصراحة أنا عندي افكار كتير تليق بوسـ.ـخة زيك اختاري بقي.. بس الأول قبل ما أبدأ نلعب احنا كمان لعبة صغيرة.

ألقي جــــســ ـدها أرضاً لتزحف إلى الوراء تنظر إليه بجزع لينحني على ركبتيه لمستواها ثم آخذ الهاتف منها بقوة ليفتحه...
أطلق ضحكة ساخرة وهو ينظر إلى اسم علي المدون في لائحة آخر الإتصالات فأمسكها من فكها بقسوة ضاغطاً على كل حرف يخرج منه:
- اتصلي على الكـ.ـلـ.ـب ده وقوليله أنك آخدتي اللي انتي عايزاه واياكى تحاولي توضحي حاجة.

أومأت له وقد انفجرت بالبكاء قائلة بتوسل:
- أبوس أيدك متعملش فيا حاجة هعمل كل اللي تطلبه حتي لو اشتغلت خدامة عندك طول عمري... والله أنا وافقت عشان أسافر برا البلد وابدأ اشتغل شغلانة نضيفة... آسفة، آسفة سامحني أرجوك.

- ردي عليه وبطلي الزن بتاعك ده.. قال شغلانة نضيفة!! هو صنفك ده يعرف يعني ايه شغلانة نضيفة يا بت.. كلميه يالا.

- حاضر.. حاضر

وضع الهاتف على أذنها بعد أن فعل مكبر الصوت حتي يتسمع إلى ما سيقوله

= ايه يا نورهان عملتي ايه؟

- علي!
قالتها بصوت مبحوح ولكن نظرات مراد المحذرة لم ترأف بها ليتأتيها صوت علي المتـ.ـو.تر

= مال صوتك؟! اوعي مراد يكون عرف حاجة!

- لأ لأ انا بس كنت نايمة.

= جرا ايه يا روح امك انتي جاية عشان تنامي ولا ايه عملتي ايه يا بت؟

- هقولك... مممم أصل لقيت الفلاشة ومش.. مش عارفه أتصرف إزاي.

= كدا عال أوي.. ت عـ.ـر.في يا نونا ليكي حلاوة عندي كبيرة بس نخلص من شريف الأول وبعدها نطير على بـ.ـاريس.. لقتيها فين بقي؟

هز مراد رأسه دليلاً على عدm الإفصاح عن الآمر لتبتلع تلك الغصة المتوقفة في حلقها قائلة بـ.ـارتباك:
- يا علي بسرعة شوف عايز تاخدها إزاي مراد ممكن يجي في أي لحظة وساعتها كل حاجة هتنكشف.

= بقولك ايه اقفلي دلوقتي شريف الزفت داخل عليا وانا مش عايزه يعرف بأي حاجة هكلمك تاني.

- يا علي بـ...
أغلق المكالمة غير عابئاً لأحاديثها لتنظر نورهان إلى مراد بقلة حيلة وفاضت الدmـ.ـو.ع من عيناها تتوسله بصمت

سحق أسنانه بغـــضــــب وتبدلت الرؤية أمامه ليري نورا ببراءتها، بُكائها الذي يُعـ.ـذ.ب قلبه، أهذا الوقت المناسب ليتذكرها ويتذكر ابتسامتها العـ.ـذ.بة؟ نظراتها، رائحتها، تفاصيلها، دفئ ذراعيها وهي تحتويه أثناء نومهم!! فقط الشئ الوحيد الذي من الممكن أن يشفع لتلك العاهرة هو ذلك التشابه الغريب بينهم! كأنهم توأمين!! عاجزاً على أن يُكمل ما بدأه فهو أراد النيل لحبيبته ولكن ذكرياتها معه تقف أمامه كالمرصاد تنهره عما يفعل

زفر ما برئتيه وقد أصبح في أوج غـــضــــبه من نفسه أولاً ثم منها ثم خرج من الغرفة صافعاً الباب بعنف ليحكم إغلاقه بالمفتاح

صرخ منادياً بجميع الخدm بعد أن هبط إلي الأسفل ليجتمعوا جميعاً في غضون ثوانٍ يتهامسون بخــــوف من مظهر مراد المرعـ.ـب ليهز صوته الرعدي أرجاء المكان قائلاً:
- الكـ.ـلـ.ـبة اللي فوق دي لو عرفت أنها عتبت برا الاوضة او حد اداها اكل ولا شرب كلكم هتتعـ.ـا.قبوا... مفهوووم؟

هز الجميع رأسهم برضوخ و إذعان يقولون بصوت واحد:
- مفهوم يا بيه!!

خرج من المكان كالاعصار ولم ينسي أن يضع الحرس ويكثفهم في كل مكان ثم أخرج هاتفه يتأكد من العنوان من خلال ذلك الخاتم و أجرى مكالمة هاتفية قائلاً بلهفة:
- أمجد أنا محتاجك.

عقد أمجد حاجبيه في تعجب قائلاً بهدوء
= فهمني في إيه؟

سرد له مراد ما حدث وأخبره بتفاصيل وعنوان المكان ليقول أمجد بجدية
= كويس أنك أتصلت قبل اي حاجة ... أنا جايلك حالاً.

وصد عيناه شاعراً بوخزة في قلبه
أبتسم متهكماً فهو يعلم بأنها مختطفة منذ أول ثانية رأي بها تلك العاهرة، الرسالة التي وصلت إليه دليلاً على ابتعاد صاحبة الخاتم أدرك أن شكه يقين..
أشعل محرك سيارته قاصداً مكان معين

**************

- مش راضية تمضي على الورق أعمل معاها ايه؟!
صاح شريف بنفاذ صبر يجوب الغرفة ذهاباً وإياباً ليبتسم علي بسـ ـخـــريــة قائلاً:
- معلش.. بس العيب مش عليها أنت برضوا مدلعها شويتين... حطها تحت التهديد مثلاً... أنا عارفها كويس تخاف من خيالها.

- لا طبعاً مرضاش ألــمس منها شعرة أو اتسبب بأذية ليها، كفاية أني ضـ.ـر.بتها بالقلم.
هز شريف رأسه بعدm رضاء لحديث علي ليهمهم له علي يلوي شفتاه بسـ ـخـــريــة من ذلك الابلة الجالس معه ولكنه استرعى اهتمامه قائلاً بغموض:
- بس ممكن استخدm خطة تانية.

تحدث علي عاقداً ما بين حاجباه:
- خطة ايه يا ترا؟!

حرك شريف سبابته و إبهامه على شفتيه بتفكير ثم ليزيد علي من عقدة حاجباه في عدm فهم مغمغمًا باستفسار:
- فهمني بتخطط لأيه؟

أجابه شريف بإقتضاب:
- أحطها تحت التهديد زي ما بتقول بس يكون تهديد تصدقه بسرعة... مثلاً أقــ,تــل مراد.

- تقــ,تــله ايه بس أنت مش فاهم حاجـة.

- لا فاهم مفهمش ليه يعني؟ أنا مش مشكلتي اقــ,تــله أو لأ.. هي اللي مشكلتي.. لو عملت فيه حاجة ممكن تكرهني.. افهمني يا علي أنا بحبها وأكره أي حاجة تزعلها أو تأذيها.. بس لو وصل الآمر إنها تختاره وتفضله عني اقــ,تــله طبعاً.. بص أنت مش هتفهمني لأني مش فاهم نفسي ولا فاهم أنا بقول ايه.. انا كل اللي كنت عايزه هي عايزاها بكل ما فيها مش معقول حبي ليها رخيص للدرجادي.. طب تعرف حاجة؟ المناقصة متهمنيش ممكن أكسبه واخليه ياخدها بس يسيب نور.. فكرت كتير في نورهان قولت لنفسي ليه مخلهاش نسخة نورا بس برضوا بينهم فرق.. نورهان مجرد عاهرة ممكن تخدعني أو تخوني بس نورا، نورا نقية مميزة حبيتها لأسباب كتير هي محستش بيا أو بحبي لأنها اعتبرتني خازن أسرارها، صاحبها، أخوها!! اعتبرني غيران من مراد.. غيران عشان حبها ليه كتير عليه اتخيلت نفسي مكانه!

مسح شريف تلك الدmعة التي سقطت بغتةً ليكمل بآلم:
- أنا مش وحش.. أنا بس قلبي اتعلق بيها زيادة عن اللزوم.. ممـ ممكن عشان لمست ثقتها فيا.. لما كانت بتحكيلي اللي بيحصل معاها أو تشكي على قد ما كنت ببقي غيران و مضايق من كلامها الكتير عنه بس الفرحة اللي بحسها وهي بتحكي و واثقة فيا عن الكل شعورها جميل... أنسي أني قولتلك الكلام ده.. انا هتصرف في الباقي.

تسائل علي وهو يمثل تأثر ملامحه ببراعة:
- أنت كويس؟ على فكرة عادي لو قعدت وقولت اللي أنت عايزه اعتبرني صاحبك وقول كل اللي في قلبك.

ابتلع شريف ريقه يشعر بقهر شـ.ـديد داخل أعماق قلبه يتمني لو يزيل حبها ويمضي قدmاً في حياته مؤكداً أنه سيتخطى آلامه
نهض مغادراً الغرفة دون التفوه بكلمة أخرى ليذهب نحو شرفته يصارع بكل ما أوتي من قوة حتي لا تتساقط دmـ.ـو.عه ويُفضح أمره.....!

************

تنفست بعمق مستمتعة بالهواء المنعش مغمضة عيناها غير عابئة بخصلات شعرها التي تطايرت بفعل تلك الرياح ولا عابئة بذلك الجالس بجانبها ينظر لها كالمراهق لتتحدث بحماس:
- بجد الهوا هنا جميل جداً.. بقالي سنين مجتش آخر مرة لما كنا مع بعض.. بس فكرة حلوة لما نحيي الذكرى قدام النيل
مط شفتيه في تذمر وحرج وقد ازاد صمته أكثر من اللازم لتهتف أسما باستنكار:
- قولت عايز تكلمني في موضوع مهم.. بقالنا اكتر من نص ساعة قاعدين من غير كلام
شهاب لو في حاجة أنت مخبيها عليا أرجوك قولها.

أومأ لها برأسه في حركة ضغيفة ثم تنهد مطولاً ليقول بنبرة جادة:
- أنا آسف.

هتفت أسما محركة رأسها بعشوائية:
- أنت بتتآسف على ايه؟ مش فهماك الصراحة!

رغم أن الحروف تتصارع للخروج من جوفه ولكن تـ.ـو.تره سيطر عليه ليقول بتعثلم:
- مـ مش عارف.. أبدأ منيـن.

أبتسمت له ابتسامتها المرحة قائلة:
- لا والنبي قول اللي عايز تقوله.. طنط فاتن متصلة من شوية وبتقول آدm مبهدل الدنيا هناك عايز تشيز كيك..!

تنحنح وهو يستعيد رباطة جأشه مغمغماً بتهكم:
- طبعاً انتي عارفة انى كنت خاطب قبل كدا..
أسمها جميلة وهي فعلاً جميلة أنا حبيتها وحبيت تفاصيلها مش بس لأنها تعتبر بـ.ـنت صاحب أبويا بس اول ما شوفتها خـ.ـطـ.ـفتني كدا !
اتقدmت ليها واكتشفت أنها بتبادلني نفس الشعور
وافقت على فكرة خطوبتنا وبدأت أنا وهي نخطط لحياتنا بعد الجواز وموعد جوازنا كان قرب خلاص
فجأة جت في يوم كنت قاعد مع اخوها في البيت بنحدد خلاص ميعاد الفرح اتصـ.ـد.مت من شكلها وفستانها اللي اتقطع ودm عذريتها اللي لطخ فستانها.. لما جاسر أخوها قرب منها يسألها عن اللي حصل فضلت تصرخ وتعيط لحد ما اغمى عليها
انا فضلت قاعد وجـ.ـسمي اتشل من الصدmة، الدكتور كشف عليها وقال إنها حالة اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب ودخلت صدmة عصبية.. اتمسكت بفكرة حبي ليها وقولت هعوضعها عن اللي حصل وانتقم من اللي عمل فيها كدا
انتحرت!! انتحرت بطريقة بشعة مستنتش لما أقعد معها وافهمها انى هفضل معاها....
مقدرتش اتحمل فكرة مـ.ـو.تها وسبت البلد كلها ومشيت.. اتصل عليا جاسر وكان ساعتها بيعـ.ـيط بيقول اللي عمل فيها كدا كان حازم رآفت النجدي!

أنفرج فاهها بصدmة مما قاله لتهتف بعدm تصديق:
- حازم!! حازم ايه؟ أنت اكيد متقصدش أخويا صح؟

- لأ اقصد اخوكي يا أسما
متفكريش أنه ملاك.. دا اكبر شيطان شوفته في حياتي وانا كنت هبقي زيه عارفة ليه؟
عشان أول ما عرفت أنه اخوكي قولت انتقم منه فيكي!
أيوا فيكي.. يعني كنت عايز اعمل اللي عمله في جميلة
جبت معلومـ.ـا.ت عنك
عرفت عنك كل حاجة.. متجوزة مين، بتحبي ايه، بتكرهي ايه.. بس الحمد لله كان عندي شوية ضمير لسه صاحيين.. كنت هأذيكي أذي كبير اوي انا نفسي مش مصدق اني فكرت فيكي كدا.. فضلت الغربة وحبيت استقر هناك بس لما رجعت وكنتي أول حاجة أشوفها صحيتي مشاعر كتير جوايا..

ازدرد ريقه وهو يمسك يدها قائلاً بصدق:
- أسما انا بحبك.

سحبت يدها من يده بخواء قائلة بـ.ـارتعاش:
- يا بجاحتك يخي.. أقولك على حاجة.. سافر عشان عمرى ما هقبل بـ حُبك.. انا اللي آسفة انى سمعت لواحد زيك.

ارتفعت يدها صافعة إياه ثم توجهت نحو سيارتها لتنطلق بها بينما ظل هو على حاله واضعاً يده على موضع الصفعة بأعين متسعة...!

***************

نزعت نورا ذلك الخاتم تتطلع إليه بحسرة لا تعلم لما لا تستمر سعادتها؟ لا يمر الوضع مرور الكرام يجب أن يحدث ما يعكر صفو مزاجهم!
أبتسمت ابتسامة صغيرة تنم عن السـ ـخـــريــة.. غرفة مختطفة بها.. وما هو المختلف في المرات السابقة؟! لا شئ... حتي أنها اعتادت على الحبس في أبشع الغرف..
ليست خائفة لما ستخاف وهي تعلم بأن مصيرها المـ.ـو.ت، سوف تنتظر كرم ربها حتى يزيل عنها البلاء..

ضمت ركبتيها إلى صدرها دافنة رأسها مغمضة عيناها في محاولة بائسة للنوم فهي مستيقظة منذ لقاءها مع شريف ولم يُغمض جفينها منذ ذلك الوقت..

- نوري.
فتحت عيناها بدهشة حتي صوته وهو يناديها لا يزال متعلق بأذنها...!
ارتجف جــــســ ـدها بفزع عنـ.ـد.ما شعرت بلمسة على ذراعيها وكادت أن تصرخ حتى كمم فمها بيده مخترقاً طبلة أذنها بهمسه:
- هششش... أنا مراد هشيل أيدي ومتعليش صوتك.. تمام؟

أماءت له بالموافقة وهي لا تصدق بأنه معها!!
سحب يده ببطئ ثم طبع قبلة على أذنها قائلاً بخشونة:
- كل حاجة هتبقي تمام أنا جاي عشان آخدك.. قوليلي الأول حد لمسك أو عملك حاجة؟

أجابته سريعاً بصوت هامس باكي:
- لا والله العظيم محد لمسني... محدش قرب مني شريف بس اللي ضـ.ـر.بني بالقلم وشـ.ـد الطرحة..
شاف شعري يا مراد.

احتضنها بحنو قائلاً بوعيد:
- قسماً عظماً لأكون واخد حقك منهم كلهم يا حبيبتي.. انتي بس تهدى كدا ومتفكريش كتير يا قلب مراد.

تسائلت نورا بخــــوف و قلق:
- بس أنت دخلت هنا إزاي؟! ممكن يعملوا فيك حاجة انا خايفة عليك منه.

أجابها غامزاً بعبث حتي يخرجها مما هي فيه:
- حبيبة قلبي اللي خايفة عليا..

- يا مراد انا مبهزرش ممكن يقتـ...

قاطعها مراد قائلاً بتلقائية:
- أنا زارع واحد من رجـ.ـالتي هنا وهو اللي أكد أنك موجودة في المكان ده وهو جاب المفتاح... المهم دلوقتي في رجـ.ـا.لة هتقتحم المكان ومنهم واحد هو اللي هياخدك.. عايزك تروحي معاه بسرعة عشان يخرجك وميقدروش يعملوا فيكي حاجة وأنا هتصرف مع الأشكال العرة دى.

- طب ليه تفضل هنا؟؟
لأ مستحيل اسيبك هنا لوحدك... أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن دول يقــ,تــلوك أنا عارفهم كويس !!
قالتها نورا باندفاع ليبتسم بسعادة ثم هتف بحزم::
- نوري واثقة فيا وعارفة أن كلامى لمصلحتها مش كدا؟

هزت رأسها بعنف غير موافقة على فكرة وجوده في هذا المكان وحده قائلة:
- لمصلحتى انا بس أنت..!
أنت ممكن يحصلك حاجة وأنا ساعتها همـ.ـو.ت فيها.. مقدرش أبعد عن حد بحبه وأنت خلاص بقيت دنيتي كلها... أنا شايفاك شعاع النور اللي دخل حياتي مينفعش ينطفى حياتي تبقي سودا.

- يعني أنتي بجد بتحبيني يا نوري؟

انسابت دmـ.ـو.عها بغزارة قائلة بضعف:
- بحبك... كلمة بحبك دي قليلة عليك أنا محبتش ولا اتمنيت حد زيك.. وأنت حمار عشان مش حسيت بيا... وعيت على الدنيا وأنت معايا خطوة بخطوة أبويا وصاحبي وحبيبي و جوزي.

- طب ليه الغلط بقا؟ مش يمكن الحمار قصدي أنا عندي ليكي نفس المشاعر

- عشان أنت غـ.ـبـ.ـي مش فاهم انى بحبك طول الوقت ده.. اتجوزت ميس و ديما العقربة سايبني بحسرتي.

ابتسم ابتسامة متسعة تخصها وحدها وتخص اعترافها الذي طرق أبواب قلبه بعنف رافعاً راية عشقه لها مستحوذة عليه بكل جوارحه

أحاط عنقها بيده مقرباً إياها يرتوي من عبيرها بتلك القبلة الحارة المحمومة يبث عن اشتياقه وشغفه بها منـ.ـد.مجين سوياً غير مكترث أياً منهما بما حولهم..

شعر بانتفاضة في جــــســ ـدها بين يده عنـ.ـد.ما اندفع الباب بقوة حتى أصدر صوتاً مرتفعاً بسبب ارتطامه بالحائط خلفه لتصدع ضحكة علي المزلزلة قائلاً من بين ضحكاته:
- واضح انى جيت في وقت مش مناسب.. بس أنا بحب دخولي يكون surprise زي نجوم هوليوود كدا.. حقيقي سعيد بالمواجهة دي مش عيب يا راجـ.ـل اللي بتعمله حبكت هنا يعني؟!

شمر مراد عن ساعديه صائحاً بصوت هادر:
- أنت لو راجـ.ـل بصحيح مش هتتخبي وتتحامى فيهم زي المرا... عايز تواجه واجه بنفسك يا علي مع أنى عارف أنها مهمة مستحيلة على حثالة.

اغتاظ علي وهو يجز على أسنانه بعنف ثم صاح لرجـ.ـاله الكثيرين قائلاً من بين أسنانه:
- روقوه وخدوه هو وهي على المخزن.

أبتسم مراد ساخراً:
- وسـ.ـخ وهتفضل طول عمرك وسـ.ـخ.

اندفع نحوه الرجـ.ـال يحاولون تسديد له الضـ.ـر.بات أو تكبيله ولكنه امطرهم بوابل من الشتائم الوقحة يتفادى تلك الضـ.ـر.بات بخفة وبراعة بل انهال عليهم بالضـ.ـر.ب المبرح ليسقط الكثير منهم فاقدين الوعي تماماً ومنهم من فقدوا حياتهم.

اشتعل علي غـــضــــباً وغـ.ـيظاً قائلاً بين نفسه:
- لسه جواه جبروت كأنه جبل محدش يقدر يهزه!!
هنشوف اخرتها معاك ايه.

اختل توازن مراد رغماً عنه محاولاً عدm الاستسلام وفقدان الوعي بسبب تلك العصا الخشبية الثقيلة التى آخذها في رأسه من الوراء لينظر لها نظرة أخيرة وهى تصرخ بإسمه قبل أن يغمض عيناه بآلم وقد ارتطم وجهه بالأرض متمتماً:
- نوري.

قهقه علي بجنون تام قائلاً بتشفي:
- الأسد ماله سكت كدا !! مش سامع صوتك يعني.

صرخ بأحد رجـ.ـاله مشيراً إلى نورا:
- خدوها هى كمان.

وبحركة مباغتة منها قامت بركل الرجل من ساقيه بقوة كأنها تأخذ ثائرها من ذلك الضخم الذي تجرأ وضـ.ـر.ب حبيبها ثم أطلقت سيل من الألفاظ الغير متناسبة مع شخصيتها وقد تحولت لفتاة أخرى..

هوى كف يده على وجهها بصفعة قاسية يصيح بغلاظة:
- ما تمشي بأدبك بدل ما اكـ.ـسرلك عضمك...

- علي!!! بتعمل ايه يا حـ.ـيو.ان؟
قالها شريف ممسكاً علي من ملابسه ثم رد له الصفعة بصفعة أشـ.ـد قسوة:
- بقولك زعلان عشان ضـ.ـر.بتها تقوم تضـ.ـر.بها أنت كمان.. ايه مـ.ـجـ.ـنو.ن عشان اسيبك تعمل هبلك ده.

اسودت عيني علي محترقاً بنيران غـــضــــبه وحقده ثم غمغم بهدوء وحـ.ـز.ن مصتنع:
- بجد مش عارف عملت اللي عملته إزاي.. انا غلطت يا نورا سامحيني كانت أيدي تتقطع قبل ما أمدها عليكي.

رمقتهم نورا باحتقار رافعة يدها داعية:
- يارب كانت اتقطعت وخلصت... منك لله يا شريف أنت وعلي ربنا ياخدكم عشان أرتاح انتوا كتير عليا اوي.

التوي جانب فم شريف ليردف بمسالمة:
- ربنا يسامحك على فكرة الدعوة بترجع لصاحبها يا نورا.. أخاف عليكي يالا قولى أستغفر الله بسرعة.

كبح علي ضحكته فيبدو أن شريف يعانى من انفصام في شخصيته، تارة هادئ وتارة مـ.ـجـ.ـنو.ن

ضـ.ـر.ب شريف وجهها بخفة قائلاً بابتسامة:
- أمشي معانا ولا خلاص بقيتي مستبيعة ومش فارق معك حبيب القلب، تؤ تؤ تؤ مش معقولة يعني!
تعالى يا برعي اربط الهانم عشان هتشرفنا كمان شوية.

أقترب منها الحارس المسمي بـ برعي ثم أحكم ربط يداها خلف ظهرها بإحدى الاحبال

وبعد مرور بعض الوقت...
انتفض مراد فزعاً عنـ.ـد.ما سقط دلو مياه فوق رأسه بينما جلس علي و شريف أمامه ليبحث مراد عنها هنا وهناك بعيناه غير مهتم بوجود رؤوس الأفاعى ليجدها تناديه بضعفها مما جعله يهز تلك الأصفاد من حول يده وقدmه محاولاً إزالتها.. زفر بحرقه يتسائل بداخله لما تأخروا.. لو فقط انقض عليهم سيدق عنق كلاً منهما ولكن قوتهم فاقت تحمله ولا يعلم سبب تأخر رجـ.ـاله الحمقى

أبتسم مراد قائلاً بسـ ـخـــريــة لاذعة ضاغطاً على حروف كلمـ.ـا.ته:
- رجـ.ـا.لة أوى في نفسكم وانتوا متحامين بشوية البقر اللي حواليكوا... بس تصدقوا لايقين على بعض تنفعوا couple هايل أنا حتي بيقولوا عني لماح في حكاية اختيار المناسبين لبعض.

زمجر شريف بغـــضــــب ثم توجه نحوه ليلكمه بعنف بتلك القبضة الحديدية صارخاً بجنون:
- ما تتهد بقي يا أبن الـ*** إيه محدش مالى عينيك..؟!
اديك شايف نفسك متقدرش تحمى نفسك أو تحميها.. انتوا تحت رحمتى يا ابن النجدي.

أتسعت ابتسامة مراد المستفزة ثم بصق الدmاء بوجه شريف قائلاً بتهكم:
- من امتا وأنا تحت رحمة ستات!!
ما تفوقى يا شريفة وا عـ.ـر.في بتتكلمي مع مين.

جُن جنون شريف أكثر بسبب معاملة مراد له كالأنثي ليخرج مسدسه ثم رفعه صوب رأس مراد قائلاً بصوت مرتفع للغاية محذراً:
- نورا... لو مش مضيتي على ورق الطـ.ـلا.ق قسماً بربي لأفجر دmاغه قدامك... قدامك دقيقتين مش اكتر.

- متعمليش كدا يا نورا... لو قــ,تــلوني متعمليش كدا.
صاح مراد بحدة ليتلقي لكمة أخرى من شريف الذي صرخ في وجهه:
- ما تسكت يا جدع.. صدعت راسي انا بقول اقــ,تــلك من دلوقتي بدل القرف ده وتبقي أرملة أحسن من مطلقة.

جثت نورا على ركبتيها قائلة بتوسل:
- بالله عليك متعملش فيه حاجة.. انا همضي بس سيبه خليه يمشي... شريف لو لسه ليا خاطر عندك متأذيهوش هكرهك والله.

أمسك شريف شعره إلى الوراء ثم جذب معصمها كي تقف وفك قيود يدها قائلاً بحدة:
- مش عايز أسمع كلمة أكرهك... أنتي بتحبيني أنا وبس... امسكي الزفت الورق وامضي الكـ.ـلـ.ـب ده ميستهلش واحدة زيك.

- اثبت مكانك يا أمور يا حليوة منك ليه... يالا كل واحد زي الشاطر يحط مسدسه في الأرض حركة زيادة فيها مـ.ـو.تة.
صاح أمجد بصوته الأجش وهو يحيط عنق علي بذراعه القوية موجهاً مسدسه هو الآخر صوب رأس علي
*************

عبست ملامح وجهها بحـ.ـز.ن وهى تجلس على الأريكة نازعة حجابها بضيق ليجلس جاسر جانبها ثم أجبر ظهرها على الالتصاق بصدره وبدأت أنامله في مداعبة خصلات شعرها ليهمس بأذنها بصوته الرخيم:
- متزعليش نفسك هو أكيد مشغول زي ما بيقولوا... ابقي روحى قابليه مرة تانية.

- أنا مش بس زعلانة عشان مشفتوش.. أنا زعلانة لحاجات كتير ولما شفت ماما نفسيتي تعبت مبحبش أشوف حد يعـ.ـيط قدامى.

تحدث جاسر بنبرة درامية مقلداً إياها:
- أنا آسفة يا ماما... متبعديش عني تانى أنا مسمحاكي.

همت بالنهوض وهى تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت الحانقة من سخريته الدائمة منها سواءً بأفعالها أو أقوالها ولكنها شقهت بقوة عنـ.ـد.ما جذبها مسرعاً لتتوسد الأريكة بظهرها وما زاد دهشتها عنـ.ـد.ما اعتلاها مُكبلاً كلتا يداها بيده القوية هامساً بنفس النبرة ولكن هذه حملت بعضاً من الحدة:
- لما أبقي بكلمك متسبنيش.. عمرك ما تسبيني يا رحمة.

تعثلمت وظهر الخــــوف عليها وهى لا تدري كيف تفلت من قبضته تلك:
- جاسر... لو.. سمحت.. سيبني.. جاسر.. أوعى هيشوفونا.

أبتسم بخبث وقد أحب مرواغة إياها:
- ولو مبعدتش؟

أوشكت على البكاء من شـ.ـدة ارتباكها و تـ.ـو.ترها لتهمس بغـــضــــب:
- يخربيتك أيدي اتشلت وهى متعلقة كدا !!
أبعد وكفاياك شغل العيال لو حد شافنا هيـ...

ابتلعت باقي جملتها وقد توسعت عسلياتها من تلك القبلات التى بدأ بتوزيعها على سائر وجهها حتى طرف شفتيها ليقول بصوته الأجش:
- مش عايزك تبعدي عني.. أنا محتاجك كل لحظة وثانية معايا... فهماني؟ أنا بحبك اكتر من أي حاجة يا نور عنيا.

انسدل جفينها قائلة بـ.ـارتجافة:
- جـ جاسر... أبعد.

أكمل ما يفعله يهتف بلوعة وشغف:
- قوليلي أنك بتحبيني.

- آه.
أجابته بخفوت وخجل:
- قوليها.. عايز أسمعها منك.

ابتلعت لعابها بتـ.ـو.تر شـ.ـديد ثم أردفت بخجل شـ.ـديد حتى يبتعد عنها:
- بحبك.

التمعت عيناه بالفرح كما لم يحدث من قبل ليقول بعشق:
- وأنا بعشقك يا رحمة نزلت من السما ليا.

أطلق سراح يدها المتعلقة في الهواء ثم نهض ليحملها بغتةً متوجهاً نحو غرفته ليغرقها معه في بحور عشقه سارقاً لحظات من المتعة لا يعلمون ما ينتظرهم....!!
~~~~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
≈ صغيرتي الدُمية ≈

أطلق أمجد رصاصة من مسدسه صوب قدm شريف الذي صرخ بألــم تاركاً مسدسه يسقط أرضاً ليهتف أمجد ببرود:
- قولتلك أثبت مكانك وحط مسدسك في الأرض بس أنت شكلك عايز تمـ.ـو.ت... آخر إنذار ليك يا إما تستسلم يا إما الرصاصة التانية هتكون في قلبك.

أبتسم مراد متهكماً قائلاً بيأس:
- دايماً تيجي متأخر... نفسي مرة تغلط وتيجي في معادك.. منك لله يا أمجد يا أبن زينات وشي اتشوه.

ضغط أمجد بذراعه على عنق علي بحدة ليصيح صاح بمكر:
- معلشي يا صاحبي كان لازم أجيب معايا قوات اصلهم حاطين شوية تيران برا... يالا ربنا يرحمهم.