رواية هويت رجل الصعيد نوح وعهد كاملة جميع الفصول

رواية هويت رجل الصعيد هي رواية رومانسية تقع احداثها بين نوح وعهد والرواية من تأليف نورا عبد العزيز في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية هويت رجل الصعيد لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية هويت رجل الصعيد هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية هويت رجل الصعيد تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية هويت رجل الصعيد نوح وعهد كاملة جميع الفصول

رواية هويت رجل الصعيد من الفصل الاول للاخير بقلم نورا عبد العزيز

__ بعنــوان "عــزاء" __
"كُنتُ خاليًا حتى أتيتك بهذا القلب؛
قد عاث فيه الغرام ودب الهوي به حتي أهلكه، وطاف به الذنب حتي أغرقه، فإذا أجابتنى سكون عاشقًا وإذا رفضتنى سأتوب عن ذنبي وليشهدك الله أنى عاشقًا رغم كل ذلاتك وصابنى الهوي"
فى وضوح النهار بمحافظة نجع حمادى تحديدًا بمنزل عائلة الصياد فى غرفة مغلقة من الخارج المفتاح بالطابق العلوي، كانت “عليا” امرأة فى نهاية العشرينات تتحرك فى الغرفة ذهابًا وإيابًا بتردد وقلق حادقة بهذا الفستان الأبيض الموضوع أمامها على الجسد الصناعي وتمتم بنبرة خانقة:-
-لا مستحيل.. مستحيل أتجوز الراجـ.ـل دا
وقفت “عهد” أختها الصغرى ذات الواحد والعشرين عامًا من فوق الفراق لتسير نحو أختها وهى تمسك يدها بلطف وتقول:-
-أهدي يا عليا القلق دا مش هيحل حاجة ولا عصيبتك
مسحت “عليا” وجهها براحة يدها بأختناق شـ.ـديد ثم قالت:-
-أنا لازم أهرب
-أنتِ أتجننتي يا عليا، أنتِ عارفة اللى بتفكري فيه دا هنا فى الصعيد معناه أيه
صاحت "عليا" بإستياء شـ.ـديد وهى تتحرك فى الغرفة بحيرة وضيق قائلة:-
-لا أفضل قاعدة لغاية ما المأذون يوصل وأدبس فى جوازة بالإكراه
تأففت "عهد" بضيق عاجزة عن أيجاد حل فى تخليص أختها من هذا الزفاف الأجبـ.ـاري الذي فُرض عليها بالإكراه ثم قالت بحيرة:-
-لا بس برضو مفيش حل عندي، حتى الهرب مش هينفع بالغفر والسلاح اللى برا دا
صمتت "عليا" بضيق مشتاطة غـ.ـيظًا من هذه المرأة التى تجبرها على الزواج من ابنها بالقوة والإكراه، جلست على حافة الفراش جاهشة فى البكاء بقهرة وحسرة على حالتها مُنذ شهور فقدت زوجها وحبيبها والآن تُجبر على الزواج من أخاه الأكبر بعد أنتهي عدتها بيوم واحد، أقتربت "عهد" من أختها الكبري بشفقة وحـ.ـز.ن على حالها لتضمها لها بين ذراعيها طالقة العنان لدmـ.ـو.ع عينيها فتمتمت "عهد" هامسة فى أذنيها:-
-هتتحل يا عليا.. هحلها
_____________________
قبل 5شهور
على الطريق السريع كان “نادر” يقود سيارته وبجواره تجلس “عليا” تتحدث بتذمر شـ.ـديد قائلة:-
-أنا مش فاهمة لازمتها أيه تأخدني معاك ما كان كفاية تروح أسبوع العزاء وترجع لوحدك
نظر “نادر” على طفله “يونس” ذات الثلاثة أعوام وهو نائم فى الخلف ثم تحدث بجدية قائلًا:-
-مكنتيش عاوزة تيجى عزاء جدي يا عليا
أجابته وهى عاقدة ذراعيها أمام صدرها وبوجه عابس قائلة:-
-مش المقصد بس أنت عارف كويس أوى أن أهلك مش قابلين وجودى ولا بيحبونى يبقى ليه أروح عندهم
نظر “نادر” لها نظرة لؤم ثم قال وهو يعود بنظره إلى الطريق:-
-هيحبوكي أزاى يا عليا وأنا أتجوزتك من وراهم وبدون علمهم، دا غير أن عمرهم لا شوفوكي، وحتى أبويا وأمى عمرهم ما شافوا حفيدهم هيحبوكي أزاى
تأففت “عليا” بأختناق شـ.ـديد ثم نظرت للنافذة تنفث زفيرها بضجر ثم قالت مُتمتمة:-
-ربنا يستر من اللقاء دا
وصلت السيارة على الصعيد وتحديدًا أمام بوابة حديدية كبيرة أمامها رجلين من الغفر ثم فتح الباب ودلفت السيارة، ركض أحد الرجـ.ـال إلى الداخل يخبر أهل المنزل بوصول “نادر” من القاهرة، ترجل “نادر” من السيارة شاب فى نهاية العشرينات بجسد نحيف وطويل يرتدي بنطلون جينز وقميص أبيض اللون يليق ببشرته الحنطية وعينيه الواسعة بدون لحية ويرفع شعره الأسود القصير للأعلى، ثم فتح الباب لزوجته “عليا” المرأة النحيفة جدًا ربما بسبب أتباعها نظام غذائى محددًا أو بسبب ممارستها لرقص الباليه وطويلة إلى حد ما مُرتدية فستان أسود يصل لأسفل ركبتها وبكم ومغلق من الصدر حتى العنق بأزرار وشعرها البنية القصير يصل إلى حافة أكتافها مسدول على الجانبين، تملك زوج من العيون البنية مثل شعرها وبشرة متوسطة البياض
نظرت للمنزل من الخارج وكان ضخم وكبير جدًا لديه مسافة كبيرة إلى حد ما خضراء ما بين البوابة الخارجية والمنزل، فتحت الباب الخلفي ليترجل طفلها الصغير ويمسك بيد أمه فى هذه اللحظة خرجت سيدة فى الخمسينات من عمرها ترتدي عباءة سوداء وتلف حجابها الأسود حول رأسها تقول:-
-ولدى
عانقت “نادر” بحماس وحرارة بين ذراعيها لتدرك “عليا” بأنها “سلمى” والدة زوجها وحمـ.ـا.تها التى لم تراها من قبل، أبتعدت عنه وهى تقول:-
-حمد الله على السلامة يا ولدى
قبل “نادر” يدها بحب وأحترام شـ.ـديد وأثناء إنحناءه رمقت “سلمى” هذه الزوجة بعيني حادة ثم قالت:-
-ولدك؟
نظر “نادر” إلى طفله الواقف بجوار زوجته وأومأ لها بنعم وهو يقول:-
-تعالى يا عليا سلمي على أمى
أقتربت “عليا” ببسمة خافتة لتمد يدها إلى “سلمى” وتقول:-
-أزيك يا طنط؟ كنت أحب بـ.ـنتقابل فى ظروف أحسن من كدة
لم تُعقب “سلمي” على حديثها ولم تصافحها بل أنحنت لكى ترى حفيدها وتبتسم فى وجهه لتشتاط “عليا” غضبًا من رد فعل “سلمى” وتجاهلها لتحمل طفلها على ذراعيها وكأنها تمنع “سلمى” من الحديث أو معانقة حفيدها تماما كما فعلت معها ….
انتبه "نادر" لما فعلته زوجته فقال بضيق:-
-أمال أبويا فين ونوح؟
نظرت له "سلمى" بهدوء وقالت بعد تنهيدة خافتة:-
-نوح من طلعة النهار وهو برا بيجهز للعزاء وأبوك من ساعة الدفنة مشوفتوش
أومأ لها بنعم ثم استدار إلى زوجته وقال بجدية:-
-أطلعي يا عليا أنتِ وأنا هروح لنوح
كاد أن يرحل لتمنعه "عليا" وهى تمسك ذراعه بقوة وتنظر له بضيق قائلة:-
-أنت بتهزر هتسبنى لوحدي هنا
قبل ان يتحدث فعلت والدته عنـ.ـد.ما قالت:-
-تعالى يا مرت ولدي متخافيش مهنعضكيش
أربت "نادر" على يدها ثم غادر لتأخذها "سلمي" للداخل وتبدأ النساء فى التجمع حولها وأولهن كانت "فاتن" زوجة عم "نادر" تتطلع بها بذهول وتقول بسخرية:-
-هى دى مرت ولدك يا سلفتي
تحدثت "سلمي" بنبرة قوية غليظة تقول:-
-خليكي فى حالك يا سلفتي لا الوجت ولا المكان مناسب لوسوستك وبخ سمك
أخذتها "سلمي" إلى غرفة "نادر" ثم قالت بإختناق:-
-يُفضل متهمليش أوضتك واصل، إحنا مناجصينش سخرية من الناس علينا
قالتها ثم اغلقت الباب وهى تُتمتم قائلة:-
-مبجاش غير الرجاصة اللى تدخل داري يا نادر
سمعت "عليا" حديثها لتتأفف بضيق شـ.ـديد وهى تترك طفلها على الأرض ليركض بالأرجاء وهى تشتاط غضبًا وتشعر بإشمئزاز من هذا المنزل وأهله، أقتربت من النافذة لتنظر فى الأسفل وكان هناك حديقة خضراء وبها مكان مخصص للجلوس عبـ.ـارة عن مظلة خشبية كبيرة وأسفلها طاولة وأريكة كبيرة على حرف L وفى الجهة الأخرى هناك طاولة وكرسي وحيد أسفل الشجرة ووسط تأملها سمعت صوت فتاة من الخلف تقول:-
-دى الجاعدة الخاصة بنوح
استدارت "عليا" بذعر من تواجد شخص فى غرفتها بدون طلب اذن لترى فتاة فى الثلاثين من عمرها ترتدي عباءة سوداء وشعرها الأسود مُصفف على هيئة ضفيرة وتضع حول عنقها حجاب بعيني سوداء وبشرة متوسطة البيضاء، سألتها "عليا" بحدة:-
-أنتِ مين؟ لا لحظة مش مهم، أنتِ أزاى تدخلي كدة من غير ما تخبطي
تبسمت "حورية" بخبث وهى تتطلع بهذه المرأة القاهرية وتقول:-
-أنا حورية بـ.ـنت عم نادر جوزك
مسكتها "عليا" من يدها بقوة وبدأت تسحبها تجاه الباب تفرغ غضبها بهذه المرأة وهى تقول:-
-كونك بـ.ـنت عم جوزى ميدكيش الحق تدخلى كدة بالطريقة الهمجية دى
أخرجتها من الغرفة ثم أغلقت الباب فى وجهها، وقفت "عليا" خلف الباب تتكأ عليه وتنظر إلى طفلها الواقف هناك فى أرضية الشرفة، رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة وترى اسم أختها "عهد" وصورتها فتنهدت بهدوء تزفر القليل من الغضب والضغط فى التنهيدة ثم استقبلت الأتصال ببسمة تقول:-
-صحي النوم يا جميل
تبسمت "عهد" على اختها وهى تحفظها جيدًا فهى حقًا ما زالت بالفراش رغم أقترب الساعة على الخامسة عصرًا، غادرت الفراش ببيجامة نومها الصيفية عبـ.ـارة عن شورت قصير قطنى وردي اللون وتي شيرت أبيض عليه فراشات وتتحدث بنبرة صوت مبحوح قائلة:-
-وصلتي الصعيد؟
تبدلت نبرة "عليا" للجدية والحزم تقول:-
-وصلت وحرفيًا مقدرش أكمل يوم هنا، حاسة أنى مش قادرة أتنفس وأمه.. امه سيئة جدًا والخصوصية، تخيلي واحدة دخلت عليا من غير أذن
قهقهت "عهد" ضاحكة على تذمر أختها وهى تدخل المطبخ لتقول ويدها تضع المياه فى غلاية المياه لتجهز مشروب الشيكولاتة الساخنة كعادتها اليومية:-
-عشان بس مش متعودة عليهم ولا على طريقة العيش هناك... المهم هتقعدي قد ايه هناك؟ أعملي حسابك ترجعي قبل حفلة التوقيع بتاعتى لازمي تحضري أنتِ ونادر
تذمرت "عليا" عليها بضيق وهى تقول:-
-شهر ايه، بقولك مش هستحمل يوم أنا هحاول استحمل أسبوع ودا عشان خاطر نادر وبس
تبسمت "عهد" عليها ثم قالت:-
-جدعة يا بـ.ـنت أمي
دق باب الغرفة بدقات متتالية هادئة فانهت "عليا" الأتصال وقالت:-
-أتفضل
دخلت فتاة أخري تصغر "حورية" وتشبهها جدًا لكنها بعمر "عهد" تقريبًا فنظرت "عليا" لها وتطلعت بها كانت بجسد ممشوق وعيني بندقية واسعة وشعرها المموج مسدول على ظهرها وبشرتها متوسطة البياض وترتدي عباءة سوداء وكعب عالى، تحدث بلطف قائلة:-
-أنا جيت أرحب بيكِ، أنا أسماء بـ.ـنت عم نادر وخطيبة أخوه نوح يعنى سلفتك المستجبلية
عقدت "عليا" ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت بنبرة غليظة:-
-هو نوح خطب، أصل على حد علمي أنك عاشقاه بس معقول خطب من غير ما يقول لأخوه
عقدت "أسماء" حاجبيها وكزت على أسنانها بحدة وقد تبدل لُطفها وبسمتها إلى غـ.ـيظ وأشمئزاز لتبتسم "عليا" فى هذه اللحظة وقالت:-
-أبقي أعزمينى على الخطوبة أوعدك أنى هجي.. دا لو حصلت لقدر الله
غادرت "أسماء" المكان غاضبة وقد بـ.ـنت "عليا" من اللحظة الأولي لها عداوة مع الجميع.....
______________________
وصل "نادر" إلي مكان أخاه مع "خلف" الغفير وكان فى الساحة بعد أن فرش المكان بالكراسي والسماعات ليناديه قائلًا:-
-نوح
أستدار "نوح" له وكان رجل ثلاثيني يكبره ببضع أعوام يرتدي عباءة سوداء اللون وعلى أكتافه عباءة مفتوحة سوداء ويلف عمته البيضاء حول رأسه وجسده القوي عريض المنكبين وعضلات صدره القوية وطويل القامة، لديه لحية خفيفة تحيط وجنتيه وشفتيه سوداء اللون وزوج من العيون السوداء الضيقة وبشرة حنطية، ترك العمال فور رؤيته لأخاه وذهب نحو ليتعانقا وهو يقول:-
-حمد الله على السلامة يا باشمهندس
تبسم "نادر" له وقال:-
-عامل ايه؟ ابوك فين صحيح بدور عليه من ساعة ما وصلت؟
أخذه "نوح" إلي المكتب وهو يقول:-
-ابوك وعمك من ساعة الدفنة وهم فى المكتب مهملهوش واصل...
تبسم "نادر" وهو يقول:-
-عارف أنه مش وقته بس تصدق بالله أنا متحمس اشوف رد فعل ابوك لما يشوف يونس ابنى
توقف "نوح" عن السير بدهشة لينظر لأخيه وهو يقول:-
-هى مرتك وولدك وياك اهنا فى الصعيد
أومأ "نادر" له بعفوية ثم قال:-
-اه، وصلتهم على البيت وجيت
هز "نوح" رأسه بهدوء ثم دخل المكتب ليركض "نادر" نحو والده "على الصياد" ليعانقه بسعادة وحماس بعد غياب طال بينهما وقبل رأسه ويده ثم صافح عمه "حمدى الصياد" وجلس الجميع معا حتى صلاة المغرب وبدأ فى استقبال الرجـ.ـال لتقديم التعازي لهم فى وفأة الجد "حافظ الصياد"....
____________________
كانت "عليا" جالسة على مقعدها مع النساء فى الأسفل والمنزل يعج بالنساء وحريم البلد، صامتة وهادئة رغم معرفتها بأن البعض تسامرون خلسًا عليها، كانت "حورية" جالسة بجوار والدتها "فاتن" وتهمس فى اذنها:-
-هاين عليا ياما اجوم اجيبها من شعرها على جلة ربيتها دى
أربتت "فاتن" على يدها بخفوت وهى تقول:-
-متستعجليش يا بتى كله بأوانه
تحدثت سيدة بجدية تقول:-
-دى بجى المُدرسة مرت ولدك يا حجة سلمي
أومأت "سلمي" لها بإحراج فى صمت لتتحدث "عليا" بفخر قائلة:-
-أنا مبشتغلش مُدرسة
أعادت السيدة السؤال فى حين أن "سلمي" كادت أن تشتاط غضبًا من هذه المرأة وهى على وشك جلب العار لهم لتجيب "أسماء" بمكر شـ.ـديد وكأنها ترد لها الأهانة قائلة:-
-رجاصة، بتشتغلش رجاصة يا خالة
أتسعت عيني الجميع بذهول وبدأ يعلو أصوات الجميع فى التنمر عليها فغادرت "عليا" المكان وهى غاضبة وتحاول كبح هذا الغضب لأجل زوجها فقط....
سكنت غرفتها حتى عاد زوجها مساءًا بعد يوم طويل وفور دخوله قالت:-
-أنت جيت، ممكن ترجعنى القاهرة حالاً
جلس "نادر" على الفراش ينزع حذائه وهو يقول:-
-أهدي يا عليا، اهدي يا حبيبتى
جلست جواره وهى تزيد فى الصراخ قائلة:-
-بقولك قوم رجعني بيتى دلوقت حالًا أم هرجع لوحدي
مسح "نادر" على رأسها وقال:-
-الصبح يا عليا على الأقل، راعي يا حبيبتى أنى منمتش بقالى يومين ووقف على رجلى من الصبح، أنام أرتاح والصبح نحلها
تأففت بأختناق فحقًا زوجها مُرهق ومُتعب ويظهر هذا بوضوح فى ملامحه لتؤمأ له بنعم....
أستيقظت صباحًا على صوت صراخ فى المنزل لتفزع من فراشها ولم تجد زوجها فى الجوار وكان طفلها غارق فى نومه، خرجت من الغرفة بتعب ووجه شبه نائم لتنظر بالأسفل من الأعلى لترى "سلمي" تصرخ وتلطم وجهها بحرقة وطريقة هستيرية وتقولى:-
-ولدي... جتلوك يا ولدي
أتسعت عيني "عليا" بدهشة وقد فاقت تمامًا الآن لتُصيبها الصدmة الكبري التى ألجمتها عنـ.ـد.ما سمعتها تقول:-
-جتلوا ولدي يا فاتن... جتلوا نادر......
سمعتها تلفظ اسم زوجها لتشعر بإنقباض قلبها وبرودته غير مصدقة ما تسمعه، وعدها بالأمس أن يعيدها للمنزل اليوم فكيف غادر هكذا، لم تقوى على تخيل الخبر أو تصدقه فسقطت على الأرض فاقدة الوعي من الصدmة.....
_________________
توقفت سيارة سيدان كحلي اللون فى الطريق ثم ترجلت من الباب الخلفي فتاة ترتدي بنطلون أسود وقميص نسائي أسود اللون وشعرها الأسود مسدول على ظهرها والجانب الأيسر وترتدي حذاء رياضي أبيض اللون ثم أوقفت اول رجل مر من جانبها قائلة:-
-لو سمحت كنت عاوز أروح بيت عائلة الصياد
نظر الرجل لها ثم صاح بنبرة عالية يقول:-
-خالد بيه الأستاذة بتسأل على دواركم
وقف “خالد” من مكانها وترك طاولته على المقهى ليقترب نحوها مُتطلع بها، فتاة فى أوائل العشرينات بعيني ذهبية عسلية فاتحة وبشرة بيضاء وملامح وجهه صغيرة وجسد نحيف جدًا وقصيرة تشبه بجسدها الضئيل هذا فتيات المراهقة ليقول بفضول:-
-أنتِ مين؟
أجابته بحدة قائلة:-
-وأنتِ مالك، أنا بسأل عن الطريق
رفع حاجبه إليها بحدة من ردها الغليظ ثم قال:-
-أيوة عاوزة مين يعنى من عائلتى
تأففت بضيق وهى تنظر للجهة للأخرى بغـ.ـيظ ثم قالت:-
-أنا عهد أخت عليا مرات نادر
قوس شفتيه بغـ.ـيظ ليقول ببرود:-
-المرحوم
قالها وفتح باب السيارة الأمامى ليجلس جوار السائق ويرشـ.ـده على الطريق ليقول بعفوية وهو يتغزل بها:-
-أنا خالد ولد عمه
لم تُعقب بل نظرت بهاتفها وعنـ.ـد.ما توقفت السيارة أخرجت المال من حقيبتها لتعطيهم للسائق ثم ترجلت من السيارة وهى تنظر إلى المنزل، أخذت نفس عميق ثم قالت مُحدثة نفسها:-
-أسبوع يا عهد أستحملي وبعدها لازم تأخدي أختك وتمشي من هنا
تركها “خالد” ورحل دون أن يُدخلها المنزل فوضعت حقيبة ظهرها على أكتافها وصعدت الأربعة درجات الموجودين أمام الباب...
خرج “نوح” من غرفة المكتب مُنفعل وهو يتحدث فى الهاتف بحدة ويقول:-
-جولتلك ما هنخدش عزاء غير لما نعرف اللى عملها
أغلق الهاتف وتابع سيره إلى الخارج ليرى “عهد” تقف فى ساحة المنزل مُنتظرة أن يظهر أى شخص فى هذا المنزل المهجور تقريبًا، وضع الهاتف فى جيبه وهو يقول بانفعال:-
-أنتِ مين؟
تمتمت بضيق وهى تتطلع به:-
-مش هنخلص من أم دا سؤال
كبحت غضبها ثم قالت بحدة وصوت مسموع:-
-أنا عهد أخت عليا مرات نادر.. أكتبها لكم على رأسي، ممكن حد يقولى أختي فين
صاح بنبرة قوية وهو يمر من جانبها قائلًا:-
-حُسنة يا حُسنة
جاءته الخادmة سيدة فى الخمسينات من عمرها ليقول بحدة:-
-وصلي الأستاذة لأوضة الست عليا
أومأت له بنعم وغادر المنزل، صعدت “عهد” مع “حُسنة” إلى غرفة أختها لتصدm عنـ.ـد.ما رأتها تتشاجر مع إمراة أخرى وتقول:-
-جدmك جدmك الشوم والنحس، وعزة لا إله إلا الله لو ما طلعتِ من دارى لأكون جاتلكى أنتِ وولادك
هرعت “عهد” إلى أختها الحزينة ذات الجسد الضعيف لتحتضنها وهى تقف بالمنتصف وتقول:-
-فى ايه، مين دى يا عليا
صاحت السيدة بها بغضب قائلة:-
-أنا أم نادر
أغمضت “عهد” عينيها قبل أن تفقد أعصابها على هذه السيدة ثم قالت بهدوء:-
-طب ممكن تهدي يا طنط، الأعمار بيد الله وأختي مش هى اللى ضـ.ـر.بت جوزها بالنار وهى موجوعة ومقهورة زى حضرتك تمامًا
دفعتها “سلمي” بقوة من كتفها وهى تقول بصراخ:-
-أخرسي، أنا محدش جلبه محروج على ولدى جدى … أطلعوا برا دارى يا أنجاس أنتوا
قالتها وهى تسحب “عهد” و”عليا” من ملابسهن بالقوة و”عليا” تحمل طفلها الصغير بين ذراعيها وتبكي بحسرة وقلب أفتكت الألم به وفتته من فراق زوجها، أخذتهن إلى الدرج ومعها “فاتن” وفى مشـ.ـدات الدفع سقطت “عهد” منهن وهى تحاول الإمساك بأختها حتى لا تسقط بطفلها...
كادت “عليا” أن تصرخ بهلع على سقوط أختها لكنها رأت “نوح” يمسك بجسد “عهد”، شعرت بأحد يلتقط جسدها من خصرها قبل أن تسقط لترفع رأسها وتراه هو نفس الشخص الغاضب فأعتدلت بغضب من أفعال هذه السيدة ليقول ”نوح” :-
-بتعملي أيه يا أمى؟ تعالى ويايا
أخذ والدته بعيدًا لتترك ملابس "عليا" وهى تذهب مع ابنها فأحتضنت "عليا" اختها بلطف وذعر أصابها من رؤيتها تسقط هكذا، سار "نوح" فى الرواق مع والدته وهو يقول:-
-كيف تعملى أكدة فى مرات ولدك وام ابنه
جهشت “سلمي” باكية وهى تقول:-
-جلبي محروج يا ولدى
أدخلها غرفتها وهو يقول:-
-يعنى هيعجبك الحال لو خدت ولدها ومشت ومتشوفش ولد ولدك تانى
صمتت “سلمي” بهدوء وهى تفكر فى هذا الحديث، كيف يمكن أن تهرب بحفيدها للأبد لذا قررت أن تجعلها سجينة غرفتها طيلة فترة العدة وتجبرها على الزواج من “نوح” بالقوة....
_________________
عودة للواقع
جلس “نوح” مع والده و”عليا” و”عهد” بغرفة المكتب ومعهم المأذون فى صمت يعم الجميع ليقول المأذون بهدوء:-
-البطايج
أعطاه “نوح” بطاقته الشخصية بوجه عابس وهو لا يصدق بأنه سيتزوج زوجه أخيه بالإكراه وأخرجت “عليا” بطاقة “عهد” الشخصية ليدون المأذون الأسماء ويطبق الصور الشخصية وربما جرت الخطة كما خطط “عليا” وأختها بفضل شرود “نوح” وجلوس “على” بعيدًا فلم ينتبه أحد لصور “عهد” ولا أسمها حتى، بصم “نوح” أولاً ووقع ثم وقف من مكانه ليذهب إلى والده فنظرت “عليا” إلى أختها بترجي لتوقع وتبصم سريعًا قبل أن يعود وبالفعل نجحت “عهد” فى مهمتها ثم تبسمت “عليا” بمكر وهى تقف بصحبة أختها ثم قالت:-
-أنا هروح ألبس الفستان
أخذت أختها وفرت هاربة من أمامهم بعد أن زوجتها له بغباءه وشروده فهو لم ينتبه لذكر أسمها وهو يردده خلف المأذون بوضوح...
فى مساء اليوم بعد نهاية الحفل والزفاف وعقد القرآن، دلف "نوح" من باب غرفة نومه ثم أغلق الباب لكنه صُدm عنـ.ـد.ما كانت الغرفة فارغة ولم يكن هناك أحد، بحث عن عروسته ولكنها لم تكن هناك...
خرج يبحث عنها فى المنزل ليراها من الأعلي عبر النافذة وهى تركض فى الأرض هناك بين الحديقة تحت ضوء القمر الخافت وهى ترتدي فستان زفافها الأبيض وتتلألأ فصوصه اللامعة مع ضوء القمر ليجز على أسنانه وهو ينزل الدرج...
عبرت من باب المنزل الكبير لتغادره ثم ركضت فى الأراضي الزراعية المحيطة بالمنزل وبين المحاصيل الزراعية بصعوبة وهى تمسك فستانها بيديها الأثنين وذيل فستانها الطويل يُصعب عليها الركض أكثر بإحتكاكه فى الأرض، توقفت تنزع حذاء قدmها ذو الكعب العالي فأرتدائه فى وعورة الأرض هذه تؤلم قدmيها وتجـ.ـر.حها، أكملت ركضها بخـ.ـو.ف وهى تحاول الهرب بعيدًا قدر الإمكان وتنظر خلفها لتتأكد بألا يوجد أحد وراءها لتصطدm بجسد صلب وقوي لتكاد أن تسقط فشعرت بيد تحيط خاصرتها، لفت رأسها للأمام بهلع لترى وجهه بوضوح فى ضوء القمر بينما أتسعت عيني "نوح" على مصراعيها من رؤيتها فلم تكن هذه زوجة اخيه المتـ.ـو.في بل كانت "عهد" أختها الصغري...
قشعر جسد "عهد" من رؤيته وقبضه عليها لتفشل محاولة هروبها وشعرت ببرودة جسدها أمام نظرة عينيه النارية، كاد "نوح" أن يصـ.ـر.خ بها وهو لا يفهم سبب أرتدائها لفستان الزفاف لكنه توقف عنـ.ـد.ما سقطت فاقدة للوعي أمامه ليتشبث بذراعيها قبل أن تسقط تمامًا على الأرض وتأفف بضيق وهو يحملها على ذراعيه فنظر لوجهها ورأسها مائلة للخلف.....
بعنــوان "زواج" ____
قبل 4 شهور
مر شهر على وفأة “نادر” و “عهد” تعيش في منزل “الصياد” بنفس غرفة أختها وسط معاملة العائلة السيئة لهما وكره الجميع الوضوح لهما، أغلقت “عهد” الهاتف مع صديقتها ودخلت من التراس إلى الغرفة وجلست جوار أختها على الفراش تفكر كيف تخبرها بأنها يجب أن ترحل وتعود بعد أن أجبرت ها “سلمى” على البقاء بحفيدها هنا فترة العدة، تنحنحت “عهد” بلطف ثم تحدثت بحيرة قائلة:-
-عليا أنا عندى كلية ودراسة وإمتحانات
نظرت “عليا” لها بحـ.ـز.ن وهى تعلم بأن مستقبل أختها هناك فقالت:-
-أنا عارفة
حسمت “عهد” شجاعتها وقالت بلطف:-
-أنا لازم أرجع القاهرة يا عليا، أنا ماضية شرط جزاء للدار وحفلة التوقيع بكرة في الإسكندرية وإمتحاناتي في الكلية الأسبوع دا
أومأ “عليا” لها بحـ.ـز.ن قائلة:-
-ماشي وخلى بالك من نفسك يا عهد
تبسم “عهد” بلطف لها ثم جمعت أغراضها في الحقيبة لكى تعود للقاهرة وحدها تاركة أختها وابنها هنا مع أهل زوجها المتوفى، كانت تسير في الحديقة وتتحدث في الهاتف مع مؤظفة الدار الغاضبة وتقول:-
-يا أستاذة عهد عشان ننهى النقاش دا يفضل حضرتك بكرة الساعة 2 تكوني في الإسكندرية
تحدثت “عهد” بنبرة غليظة ووجه عابس:-
-أكيد
أنهت الأتصال معها ثم أستدارت لترى “خالد” واقف خلفها مبتسمة ثم قال:-
-أنا مكنتش أعرف أنكِ مشهورة
ردت عليه بنبرة غليظة مُشمئزة من الحديث معه تقول:-
-شكرًا
مرت من أمامه لكى تغادر فأستوقفها وهو يمسك معصمها بلطف ويقول:-
-أستنى هبابه خلينا نتحدد سوا
نظرت ليديه ثم جذبت يدها من قبضته بقوة وهى تقول:-
-وأنا مش عاوزة أتكلم معاك
دخلت للمنزل بضيق وهى مُشمئزة من هذا الرجل ومن وجودها في الصعيد، تبسم “خالد” وهو ينظر عليها أثناء مغادرتها ثم تمتم قائلًا:-
-يخربيت جمال بنات مصر
____________________
كان “نوح” جالسًا في مكتبه بداخل المحجر شادرًا في أفكاره وهو يفكر في قـ.ـا.تل أخيه، وقف من مكانه وهو يسير في الغرفة بحيرة وعقله بعالم غير العالم حتى أنه لم ينتبه إلى فتح باب المكتب ليقطع شروده عنـ.ـد.ما شعر بيد تلمس ظهره ألتف ليجد “أسماء” ابنه عمه فنظر إليها وإلى باب المكتب المفتوح وهرع إليه لكى يغلقه وهو يصـ.ـر.خ بها قائلًا:-
-أنتِ اللى جابك أهنا؟
وضعت يدها على كتفه بدلال لتقول بنبرة ناعمة:-
-أتوحشتك يا نوح بجالك شهر مبتعودش الدار ولما بتعاود بتكون متأخر وتطلع مع طلعة النهار
أبعد يدها عنه ثم قال بجدية وحزم:-
-ليكون لازم أخد الأذن منك
تنهدت “أسماء” بحـ.ـز.ن مصطنع وتنظر بعينيه بترجي لتقول:-
-وبعدين يا نوح هيفضل قلبك حجر أكدة لحد مـ.ـيـ.ـتى، أنا عملت كل حاجة عشان أعجبك وأرضيك
أستدار يعطيها ظهره بأختنا وقال ببرود سافر:-
-ولحد مـ.ـيـ.ـتى هفضل أقولك أن الحب مش عافـ.ـية يا بـ.ـنت عمى، وأنا مشايفكيش غير بـ.ـنت عمى وبس زى خيتى تمامًا ريحى حالك وبطلى تتعبي قلبك وتجيب له العـ.ـذ.اب
أشتاطت غـ.ـيظًا من حديثه وهو يرفض مرة جديدة كالسابقة ودومًا لتصرخ به قائلة:-
-ما هو لو في واحدة في حياتك كنت جولت أنك عاشج لكن أنت بطولك أكدة ولا تكون ناوى تتجوز رجاصة كيف أخوك
عقد حاجبيه بضيق وأشتاط غضبًا من حديثها ليستدير وهو يمسكها من يدها بقوة ويقول بحدة صارمة:-
-غورى من وشي يا أسماء جبل ما صبري يخلص عليكِ
طردها من الباب ليرى “عطية” صديقه يدخل الباب فنظر إلى “أسماء” الغاضبة وهى تغادر بوجه غليظة وشاحب فقال بمرح:-
-وبعدهالك يا ولد الصياد
تمتم “نوح” بضيق وهو يقول:-
-تعال يا عطيه
دلف “عطيه” معه إلى داخل المكتب وهو يقول:-
-طب والله عندها حج، ما تجوزها يا نوح البـ.ـنت بتحبك وعاوزك وأنت مش عاشق غيرها يعنى
رفع “نوح” نظره إلى صديقه بإختناق وضجر من حديثه ثم قال:-
-جواز أيه ونادر مفاتش على جتله شهر مش قبل ما أجيب اللى جتل أخويا
أقترب “عطيه” منه بخبث ثم سأل بهمس:-
-وبعدها هتتجوز أسماء
تنحنح “نوح” بإحراج ثم قال وهو يقف لكى يغادر:-
-ربك يسهل يا عطية
____________________
جمعت “عهد” حقائبها ووقفت أمام أختها ببسمة حزينة لفراقها ثم قالت:-
-حاولى تهربي من هنا يا عليا أنتِ اللى كان بيربطك بالناس دى مـ.ـا.ت، أنتِ دلوقتى حرة
عانقتها “عليا” بضعف وحب وهى تمسح بيدها على مؤخرة رأس أختها ثم قالت:-
-خلى بالك من نفسك يا عهد وأنتِ بتسافرى من الإسكندرية للقاهرة وركزي في إمتحاناتك دى
تبسمت “عهد” بلطف في وجه أختها وهى تسلل من عنقها لتتقابل أعينهما ثم قبلت “يونس” من يده وقبل أن تخرج من الغرفة، دق باب الغرفة ودلفت “حُسنة” لهما تقول:-
-الفطار جاهز
أخذت “عليا” أختها من يدها وتركت “يونس” في الفراش نائمًا ونزلا معًا، كان “على” جالسًا بمقدmة السفرة وجواره زوجته “سلمى” و”نوح” بجانبها في الجهة الأخرى كا يجلس “حمدى” وزوجته “فاتن” ثم “خالد” وجواره “أسماء” ، تنهدت “عليا” بخفة ثم جلست هي وأختها جوار “نوح” وكانت “عهد” مقابل “خالد” وجوار “نوح”..
تناول الجميع فطارهما في صمت وكانت “عهد” تنظر في هاتفها بيدها الأخرى مُحاولة البحث عن سيارة أوبر تنقلها إلى القاهرة فهتفت “عليا” بلطف قائلة:-
-كُلى يا عهد، أنا هديكى عربية نادر تسافرى بيها
صاحت “سلمي” بانفعال شـ.ـديد وهى تترك الملعقة من يدها قائلة:-
-واا ومين جالك أنى هوافج أن عربية ولدى تطلع من أهنا
تحدثت “عليا” بغضب سافر فهذه العربية ملك لها بعد وفأة زوجها هي وابنها الوريثين الوحيدان له قائلة:-
-أنا حرة في أملاكى ودى بتاعتى دلوقت حتى لو هولع فيها
تحدث “على” بنبرة هادئة وهو يتناول طعامه :-
-خلاص يا حجة همليها تعمل اللى عاوزاه
صاحت “سلمى” بانفعال قائلة:-
-جولت لا يعنى لا
كاد “عليا” اأن تصرخ لتمسك “عهد” يدها بلطف تمنعها من الحديث ثم قالت بخفة:-
-خلاص يا جماعة، خلاص يا عليا أنا مبعرفش أسوق أصلًا هطلب عربية وخلاص
تحدث “خالد” بنبرة ناعمة يغازلها قائلًا:-
-متتخانجوش يا جماعة، أنا هوصلها للقاهرة بنفسى
كان يتحدث وقدmه تلمس قدmها من أسفل السفرة لتفزع “عهد” من مقعدها بهلع من لمسه لها ليسقط كوب الشاي الساخن على “نوح” وهى تقف، نظرت لـ “نوح” بقلق وقالت بخجل:-
-أنا أسفة
قالتها وركضت بهلع إلى الأعلى لكى تغادر بأسرع وقت ممكن، لم تنتظر صعود أختها لتأخذ حقيبتها وتضع حقيبة ظهرها على كتفها وغادرت المنزل قبل أن يأتي “خالد” لها مرة أخرى، ركبت توكتوك من أمام المنزل ليأخذها إلى الموقف العام وهى لم تنتظر السيارة الخاص، سارت وسط الزحمة تبحث عن ميكروباص ذاهب إلى القاهرة أو الإسكندرية، أقترب بعض الشباب يتغازلوا بها وهى تحاول الفرار بعيدًا، توقفت سيارة رباعية الدفع سوداء أمامها ثم فتح الباب وترجل “نوح” منها ليقترب نحوه وفور أقتربه رحل الشباب بعيدًا يتحدث أحدهم بخفوت:-
-تعال يا عم إحنا مش جد نوح الصياد
سمعتهم “عهد” فنظرت إلى “نوح” بصمت وتعجب لظهوره الآن في هذا المكان ففتح باب السيارة الأخر وقال:-
-أطلعى
نظرت له بخجل ثم إلى الموقف بحيرة لكن ركوبها سيارته أفضل بكثير لسيارة الميكروباص، ثم صعدت ليضع “نوح” حقيبة سفرها في المقعد الخلفى وركب إلى مقعد السائق لتقول:-
-مش عاوزة أتعبك
أجابها “نوح” بنبرة هادئة ليقول:-
-مفيش تعب أنا كدة أو كدة مسافر إسكندرية هنزلك أقرب مكان ليكي
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تلتف بجسدها له وتتكأ بظهرها على الباب وقالت بحماس:-
-ينفع أتعبك طيب وتوصلنى إسكندرية
نظر لها بتعجب ثم نظر إلى الطريق وهو يقول:-
-إسكندرية مش القاهرة؟!
أومأت له بنعم وهى تقول:-
-أه عندى شغل هناك ضرورى
أومأ لها بنعم وركز في قيادته وهاتفها لا يتوقف عن الرنين وأستقبالها للاتصالات المتتالية، رن هاتفها باسم موظفة الدار لتنهدت بضيق قبل ان تجيب عليه ثم أستقبلت الاتصال لتسمع صراخ ووصل صوت الموظفة إلى أذن “نوح” فقالت”عهد”:-
-قولتلك هكون عندك الساعة 2 مفيش داعى لكل الغضب دا
-أعذرينى في الكلمة بس حضرتك مستهترة
أغمضت “عهد” عينيها باختناق تكبح غضبها ثم قالت:-
-أنا ممكن مجيش على فكرة وكل واحد وواحدة أشتروا تيكت للحفلة يثور عليكم بس أنا مش حابة أعمل أذية لحد ومتتصليش تاني
أغلقت الهاتف تمامًا ثم نظرت للنافذة ودmعت عينيها بحـ.ـز.ن من إهانة هذه الموظفة لها، أنتبه “نوح” على حـ.ـز.نها وغضبها المكبوح بداخلها الذي تحول لدmـ.ـو.ع واضحة رأها في المرآة الجانبية للسيارة فضغط على زر النافذة يفتح لها الزجاج لتنفث عن غضبها في الهواء الطليق دون ان يتفوه بكلمة واحدة، نظرت “عهد”إلى زجاج النافذة وهو يُفتح لتنظر إلى “نوح” وهو ينظر إلى الطريق، لم يُفضل النظر لها في موقف كهذا ويرى ضعفها، أوصلها إلى المكان المحدد لإقامة الحفل ثم ترجلت وهى تقول:-
-متشكرة جدًا تعبتك معايا
هز رأسه لها ثم غادر، دلفت إلى الغرفة المُحددة وكانت صديقتها “ليلى” في أنتظارها بملابس جديدة لأجلهاوفور رؤيتها هرعت إليها تقول:-
-أخيرًا يا عهد، يلا معندناش وقت لازم تغيرى هدومك بسرعة
تذكرت “عهد” حقيبتها التي تركتها بسيارته لتصرخ بهلع:-
-شنطتى؟
قصت “عهد” لها ما حدث لتقول “ليلى:-
-مش وقت فاضل ساعة وتكونى على المنصة بدلى هدومك دلوقت وبعدين نشوف موضوع الشنطة دا
___________________
تذكر “نوح” الحقيبة فنظر للخلف لير حقيبتها في سيارته، نظر في ساعة يده وكان متأخر على موعده فأكمل طريقه إلى الفندق
___________________
كانت “عهد” جالسة على مقعدها وأمامها طاولة زجاجية موضوع عليها كتابها الصادر عن نجح العلاقات وتوقع للجميع على النسخ الخاصة بهما وأحدهم يُقدm لها باقة ورود وهدايا لتستلمها “ليلى” صديقتها ومديرة أعمالها، وقفت “عهد” من مكانها لتصعد على المنصة وتبدأ تتحدث عن الكتاب والعلاقات البشرية بجدية لتتوقف عن الحديث بدهشة أحتلت وجهها عنـ.ـد.ما رأت “نوح” يقف هناك بهيئة غير هيئته كان يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود ويرفع شعره الأسود للأعلى لأول مرة تعلم لون شعره، أشاحت نظرها عنه بخجل وأرتباك من أنظار الجميع ثم أنهت حديثها ونزلت الدرجات وهى تبحث عنه لكنه أختفى فقالت مُتمتمة:-
-معقول تهيوات ..
أقترب منها مجموعة من الطلاب يقدmون لها النسخ لكى توقعها فتبسمت “عهد”إلى وجوهم وتوقع لهم بقلمها ليُقدm لها أحدهم باقة من الورد الأبيض ويقول:-
-إحنا بنحبك أوى
تبسمت “عهد” لهما وهى تقول:-
-وأنا كمان عن أذنكم
خرجت من القاعة حاملة باقة الورد في يدها وتتحدث مع “ليلى” الحاملة للهدايا الكثيرة، وقع نظرها على “نوح” وهو يقف أمام سيارته بأنتظارها فقالت بعفوية:-
-خلاص روحى أنتِ العربية وحطي الهدايا وأنا هحصلك
تقدmت نحوه ليعتدل في وقفته وهو يراها قادmة مُرتدية بدلة نسائية حمراء وحول خصرها النحيف حزام من ماركة فالنتينو أسود عريض وحذاء أسود بكعب عالي وشعرها مسدول على ظهرها، تبسمت بخفة وهى تقول:-
-أسفة عارفة أنى تعبتك المرة دى بجد
أخرج الحقيبة من سيارته ثم قال:-
-ولا يهمك
أخذت الحقيبة ونظرت له بعفوية مُبتسمة بإشراق لتقول:-
-أنا في الأول معرفتكش
نظر لها بصمت لتسرع في الحديث قائلة بإحراج:-
-مش قصدى حاجة والله بس شكلك أتغير شوية
أومأ لها بنعم ثم غادر لتتأفف بضيق من بروده وصمته الدائم فهى ظلت شهر في منزله ولم تسمع صوته إلا مرات قليلة أثناء حديثه مع والدته ولم يخاطبها مباشرة ولا مرة واحدة...
صعد السيارة بجوار “ليلى” لكى تعود إلى القاهرة تستعد إلى جولة طويلة في الإمتحانات النهائية لسنة قبل الأخيرة في كلية الإعلام...
___________________
“منزل عائلة الصياد”
كان “حمدى” جالسًا على الأريكة ويشرب النارجيلة ويسمع أغاني عبد الوهاب، أقتربت “فاتن” منه وهى تقول:-
-أمـ.ـو.ت وأعرف جايب البرود دا منين، يا راجـ.ـل أخوك وابنه هيكوشوا على الورث كله
نفث الدخان من أنفه ببرود سافر وهو يرفع قدmه الأيسر إلى الأريكة ويضع يده على ركبته بخبث وهو يقول:-
-أنتِ مت عـ.ـر.فيش حاجة ومالكيش غير في حديد النسوان اللى جاعدة وياها طول النهار ومت عـ.ـر.فيش أهنا في أيه
قالها وهو يشير إلى رأسه بفخر ومكر شيطاني، أربتت “فاتن” على يده بغرور وقالت:-
-بكرة تشوف يا سبع الرجـ.ـال اللى أخوك ونوح ولده هيعملوا وهيطلعوك من كل دا حافي يا سبعي
وقفت من جواره لكى تغادر الغرفة مُشتاطة غاضبة وتقول:-
-أنا طالعة رايحة لدار حورية أشوفها وأشوف حمـ.ـا.تها اللى جرفاها في الحياة دى
خرجت من الغرفة لتتركه كما هو فأخرج هاتفه بعد أن تأكد بأنها غادرت وأتصل بأحد يقول:-
-عاوز أشوفك بعد ساعة ...
____________________
أنشغالت “عهد” في الدراسة والإمتحانات وكتابة الكتاب الجديد، وأيام تنشغل في حلقات الإذاعة في الردايو رغم كونها طالبة في كلية الإعلام لكن بعلاقتها مع أحد الأساتذة بالكلية، عملت بالإذاعة منذ عامها الدراسي الأولي وأصبحت صاحبة برنامج من أشهر البرامج في الإذاعة وأهتمامها بالكتب وقناتها الخاصة على اليوتيوب التي تقدm بها محتوى خاص بالكتب والتعامل في العلاقات، وكل هذا أختها سجينة في الصعيد وحجتها أن تكمل عدتها حتى اليوم جمعت ملابسها في حقيبة وطفلها جالس على الفراش ويحمل هاتفها يشاهد أغاني الأطفال ليفتح باب الغرفة ودلفت “سلمى” بغضب لترى ما تفعله فسألت بجدية:-
-أنتِ بتعملي أيه يا مرت ولدى
أجابتها “عليا” بجدية وهو تضع الملابس في الحقيبة دون النظر لها قائلة:-
-زى ما حضرت شايفة بلم حاجاتى عشان أمشيوأظن العدة خلصت النهاردة
عقدت “سلمي” ذراعيها امام صدرها بغرور وقالت:-
-مين جال أنك هتمشي من أهنا
أعتدلت “عليا” في وقفتها بهدوء ثم تنهدت بخفوت قبل أن تفرغ غضبها الذي تحملته هذه الفترة هنا لتقول:-
-حضرتك قولتي أقضي العدة هنا عشان الناس وعشان وعشان.. وأهى العدة خلصت أنا عندي شغل وحياة هناك
حملت “سلمى” الطفل بقوة لتقول:-
-عاوزة تمشي يبجى تمشي لحالك ولد ولدى مهخرجش من اهنا
أتسعت عيني “عليا” على مصراعيها بذهول لتقترب كى تأخذ طفلها منها بالقوة وهى تصرخ دون أهتمام لأحترام هذه السيدة قائلة:-
-أنتِ بتقولي أيه؟ أدينى ابنى
دخلت “فاتن” و”أسماء” على صراخهما وشجارهما وهم يقفوا في صف “سلمى” ويدفع “عليا” خارجًا وحدها بدون طفلها حتى أخرجوها من المنزل كاملًا لتعطي “سلمى” الطفل إلى “أسماء” وقالت بجدية وغضب:-
-عاوزة تعيشي ويانا ويا ولدك يبجى معندكيش غير حل واحد انك تتجوزى من ولدى نوح غير أكدة مهتشوفيش ولدك تانى واصل
أتسعت عيني “فاتن” وأسماء” عاشقة هذا الرجل فهم وقف معها لأجل أرضائها كى توافق على زوج “أسماء” من “نوح” ليس أن تزوجه من أخرى، نظرت “عليا” لها بصدmة قـ.ـا.تلة وهى تقف مكانها خارج باب المنزل فهذه كانت خطتها من البداية أن تسـ.ـجـ.ـنها هنا حتى تنتهى العدة وتزوجها من ابنها الأخرى، نظرت “عليا” إلى طفله الباكي هناك بين يدي هؤلاء النساء...
__________________
وصلت “عهد” للصعيد رغم الخـ.ـو.ف الكامن بداخلها من هذه العودة ووجود “خالد” هذا الرجل المتعجرف الذي يعاملها معاملة مقززة لكنها جاءت مُلبية طلب أختها في إنقاذها، أخذتها “حُسنة “إلى غرفة “عليا” وكان الباب مغلق عليها من الخارج كسجينة وعنـ.ـد.ما دخلت أغلقت “حسنة” عليهما مرة أخرى..
__________________
أشتاط “نوح” غضبًا من حديثهما وهو لا يصدق ما يسمع وطلب والدته فقال:-
-جواز أيه يا أمى؟ ما تتحدد يا أبويا
تنهد “على” بهدوء وهو جالس على المكتب ليقول:-
-أسمع كلام أمك يا نوح ولا عاوز البـ.ـنت تأخد ولدها ومنشوفهوش تاني
كز “نوح” على أسنانه بأختناق وهو يقف من مكانه ويسير بعيدًا ثم قال:-
-يعنى عشان حفيدكم اللى هو كدة كدو حفيدكم ومحدش يجدر ينكر دا تضحوا بيا وبسعادتى
وقفت “سلمى” أمامه ثم وضعت يدها على وجنته بلطف وقالت بعيون دامعة ونبرة خافتة:-
-ليه بتجول أكدة يا ولدى، أنت من البداية ناوي متتجوزش ومفيش واحدة عاجبك، أكتب عليها وخليها مرمية في أوضتها ولا أكنها موجودة بس تكون على ذمتك يا ولدى
صمت ولم يعقب على هذا الحديث فالجدال به لا جدوى منه ستنفذ والدته ما تريده...
___________________
فتح “نوح” باب غرفته بساعده وهو يحملها فاقدة للوعى ثم دلف وأغلقه بقدmه، وضع “عهد” على الفراش برفق وتطلع بوجهها الملاكي قليلًا، لا يفهم سبب أرتدائها فستان زفاف أختها، أخرج علبة السجائر من جيبه وهو يقف في الغرفة لتسقط منه ورقة فنظر لها وكانت صدmته الكبرى عنـ.ـد.ما رأى اسمها جوار اسمه لتصبح زوجته فنظر للخلف وهو يغلق قبضته على السيجارة يفتتها بقبضته القوي، تطلع بها وهى في فراشه نائمة وفستانها الضخمة يملأ السرير، ظل جالسًا طيلة الليل على الأريكة حتى أذان الفجر فذهب للمسجد كى يصلي وعنـ.ـد.ما عاد رأها جالسة على الأريكة غاضبة وفور دخوله صاحت بأنفعال:-
-أنتِ بتقفل عليا وحابسنى فاكر نفسك مين
أجابها وهو يقترب نحوها حتى وصل أماها وينظر في عينيها وقال بلهجة ثابتة:-
-جوزك!! مش عاملتي بطلة شجاعة عشان أختك
تحاشت النظر له بصمت فهو على حق هي زوجته برغبتها وبكل قوايها العقلية، جلس على الفراش ينزع عمته وهو يقول:-
-بس عندي سؤال أزاى واحدة زيك بشهرتك وناجحك دا توافج تتضحي بمستجبلها عشان بس أختها
أجابته بنبرة هادئة وهى تسير بصعوبة من فستانها قائلة:-
-عشان كل نجاحي دا وشهرتي بفضل أختى وعشان هي اللى صرفت عليا كل تعبها وفلوسها وجهدها عشان أوصل لدا، عشان مقدرش أشوفها بتتو.جـ.ـع كدة وأسكت
نظر لها وهى تجلس على الأريكة وتأخذ مناديل من فوق الطاولة وتحاول جاهذة تنظيف قدmها من الطين وجروحها، تعجبت بدهشة عنـ.ـد.ما رأته يجلس على ركبته ويأخذ المنديل من يدها يداوي جـ.ـر.ح قدmها بيديه فنظرت له بدهشة بينما هو ينظر إلى قدmها المليئة بالجروح وقال بهمس:-
-نصيحة منى متحاوليش تهربي من هنا لأنك فكل مرة هتفشلي لولا وجودى هناك كان الغفر هيجتلوكي لأن دا الأمر اللى عندهم
أتسعت عينيها وهى تسحب قدmها من يده ليرفع نظره إليها فقالت:-
-وأنا هعيش هنا ؟!
وقف “نوح” من أمامها وقال بجدية:-
-مش دا أختيارك
تنهدت بتعب وأختناق تنهيدة مليئة بالخذلان واليأس ثم نامت على الأريكة في صمت
______________________
في الصباح كانت “أسماء” واقفة أمام باب غرفته وقلبها يشتعل غضبًا وغيرة وهى تعلم بأن حبيبها بالداخل مع امرأة أخرى، بدأت تسير أمام الباب ذهابًا وإيابًا وتضـ.ـر.ب يدها بالأخرى حتى أربتت “حُسنة” على ظهرها وهى توقل:-
-واجفة أكدة ليه؟
صاحت “أسماء” بها بأنفعال وكأنها تفرغ غضبها بهذه المرأة قائلة:-
-وأنت ش مالك ما تغورى من وشي يا ست أنتِ
أبعتدت ”حُسنة” عن باب الغرفة وقالت:-
-طب عن أذنك أكدة عشان أصحي العرايس
طرقت على باب الغرفة بخفوت..
أستيقظت “عهد” على صوت طرقات الباب ودهشت عنـ.ـد.ما وجدت نفسها في الفراش لتبحث عنه ولم تجده فنزلت من فراشها وهى تمسك الفستان بيديها وشعرها مسدول على ظهرها والجانبين وقبل أن تفتح الباب، فتح باب المرحاض وخرج “نوح” مُرتدي عباءة بيضاء اللون، أبتعدت عن الباب قليلًا ليُفتح هو فقالت “حُسنة:-
-الفطار جاهز يا يبه
رأى “أسماء” تقف خلفها غاضبة وهو يعلم جيدًا سبب غضبها ونظراتها النارية هذه لتتسع عينيها بصدmة قـ.ـا.تلة عنـ.ـد.ما رأت “عهد” بالداخل بفستان الزفاف وليست “عليا”...
بعنـــوان "مُتــــرصـد"__
كان الجميع جالسون في الساحة ينظرون إلى “عهد” الواقفة خلف ظله بإحراج بعد أن خدعت الجميع، تحدث “حمدى” بنبرة ساخرة وهو يضع قدm على الأخرى قائلًا:-
-معجول يا حج على تتخدع أنت وولدك ومن مين من أصغر رأس حتة عيلة
قطعته “عهد” بنبرة غليظة وهو يسبب الإهانة لها :-
-أنا مش عيلة
نظر “نوح” لها بعيني ثاقبة وهو يقف أمامها لتصمت وهى تتذكر حذره لها قبل نزوله بأن تلتزم الصمت تمامًا، تحدثت “سلمي” غاضبة من هاتان الأختين وهى تقول:-
-وعشان أنتِ مش عيلة رمـ.ـيـ.ـتى نفسك أهنا كيف البهيمة وأنتِ مخبراش أنتِ رايحة على فين
أقتربت “أسماء” من “عهد” بغـ.ـيظ شـ.ـديد وهى تقول:-
-أوعاكِ تكوني فاكرة حالك هتأخدى نوح منى أكدة
رفعت “عهد” حاجبها الأيسر ببرود مصطنع بالكبرياء تقول:-
-بس هو بقى جوزى خلاص مش لسه هتجوزه
رفعت “أسماء” يدها كى تصفعها من شـ.ـدة غـ.ـيظها وبرود هذه الفتاة يثير غضبها أكثر لتغمض “عهد” عينيها بخـ.ـو.ف فهذه الفتاة ليست بجراءة أختها في التحدي فهى ليست شجاعة بالقدر الكافى، لم تتلقي شيء على وجهها ففتح عينيها لتصدm كما صُدmت “أسماء” بصدmة قـ.ـا.تلة عنـ.ـد.ما مسك “نوح” يدها ليمنعها من لمس زوجته ثم قال بحدة:-
-دى مرتى
جذبت “أسماء” يدها من قبضته بغضب وعيني دامعة من قسوته عليها ووقوفه الآن بصف هذه الفتاة ثم نظر للجميع وتابع حديثه قائلًا:-
-ممكن نكتم على الموضوع دا بجى، عهد بجت مرتى وخلص الموضوع وأنا ورايا شغل مفضيش لحديد دا
تبسمت “فاتن” بمكر شـ.ـديد وقالت بخبث:-
-وماله يا نوح روح أنت شغلك ومتشيليش هم واصل، إحنا هنشيلها على كفوف الراحة
مع نهاية جملتها دخل “خالد” من الباب ليصدm عنـ.ـد.ما رأها في المنزل لتتابع “فاتن” بحماس قائلًا:-
-تعال يا خالد بـ.ـارك لنوح واد عمك اتجوز عهد
أتسعت عينيه على مصراعيها، غاب عن المنزل ليومين وعنـ.ـد.ما جاء رأها زوجة لأكثر رجل يكرهه على وجه الأرض، رمقها بعيني حادة ثم تبسم بخبث قائلًا:-
-وماله مبروك يا واد عمى
أزدردت “عهد” لعابها الجاف بخفوت ليتجاهل “نوح” جملته وقال:-
-أنا طالع
تشبثت “عهد” بيده بخـ.ـو.ف من البقاء وحدها هنا مع هؤلاء النساء وهذا الرجل الخبيث ثم همست له بخفوت:-
-متسبنيش لوحدى هنا
أنزل يدها عن يده بجدية وقال:-
-أنا ورايا شغل ودا أختيارك
تركها وغادر المنزل لتنظر إلى الجميع وكانت “فاتن” وابـ.ـنتها “حورية” يرمقوها بعيني تبث شرارة ونار مليئة بخبثهما، غير وجود “أسماء” العاشقة ذات القلب الملتهب من حريق الغضب والغيرة معا والحـ.ـز.ن يأكل قلبها فوحدها كفيلة بألتهمها دون مساعدة من الأخرين أم عن والدته التي لم ترحب بها زوجة لأبنها لم توحي بأنها ستصف بجانبها ووجود “خالد” الذي يتغزل بها دومًا ويحاول لمسها بكل مرة، كل هؤلاء أرعـ.ـبوها من البقاء معها فهرعت إلى الدرج بخـ.ـو.ف ذاهبة إلى غرفته تختبيء به وتتجنب الإحتكاك بهم...
__________________
وصلت “عليا” على القاهرة بطفلها ودخلت الشقة لتغلقها بالمفتاح من الداخل من الخـ.ـو.ف أن ألحقها أحد، تنهدت بإرتياح شـ.ـديد وهى تتنفس الصعداء وتفكر بأختها الموجودة هناك لتجهش في البكاء وهى تحتضن طفلها ثم قالت:-
-كل دا عشانك، مستحيل أسمح لحد يأخدك منى
__________________
في محجر الرخام كان يقف “نوح” مع صديقه “عطيه” وهو غارق في الضحك ويقول بمرح:-
-البـ.ـنت دى لعيبة
نظر “نوح” له بوجه عابس غليظ ليتابع “عطيه” بعفوية:-
-سورى يا عم بس تخيل جراءتها وشجاعتها وإذا علمت على الكل ورجـ.ـا.لة بشنبات
تأفف “نوح” بأغتياظ منهم ثم قال:-
-أنا غلطان أنى حكيت لك حاجة
دلف للمكتب فتبسم “عطيه” وهو يدخل خلفه ويقول:-
-يا عم متبجاش حمجي أكدة، بس بص للموضوع من جهة تانية أولًا أنت أتجوزت بـ.ـنت مش مطلجة ولا أرملة، ومتجوزتش مرت أخوك و.. لا أستن انا معرفش هي حلوة ولا لا بس أنت بتجول أنها ناحجة ومشهورة يعنى سورى في الكلمة مش رجاصة كيف مرت أخوك ولا يعنى كنت عاوز تتجوز أسماء بـ.ـنت عمك دبلومة التجارة ولا مرت أخوك
صمت “نوح” وهو يفكر في هذا الحديث ليبتسم “عطيه” وهو يربت على كتفه بخفة ويقول:-
-حاول تعيش سعيد يا صاحبى
غادر “عطيه” بعد كلمته وتركه خلفه في شروده وصمته يصارعه...
____________________
__ “منـزل الصيـــــــــــاد”__
وقف “علي” أمام المرأة و”سلمى” تضع العباءة المفتوحة على كتفه ليقول:-
-أسمع يا حجة مترميش ودنك لحديد فاتن وعيالها ،اللى في الأوضة دى مرت ولدك دلوجت ومالهاش ذنب في جوز نادر من خيتها ولا جتله، البـ.ـنت اللى جوه دى بريئة وشكلها طيبة متطلعيش كرهك عليها وأنا خابز زين أن جلبك طيب
أستدار “على” لها لينظر بعينيها بحب دافيء ثم تابع حديثه وهو يمسك يدها براحة يده:-
-أنتِ خابرة زين أن مرت أخوي مبتحبكش ونفسها بيتك يتخرب مع أول طالعة نهار، متهملهاش تخرب بيت ولدك وأنتِ خابرة أكتر منى أن نوح مكناش هيتجوز واصل بعد مرته اللى مـ.ـا.تت، لو البـ.ـنت زينة خليه يعمر بيته وياها
تنحنحت “سلمي” بأحراج من دفء زوجها ولطفه ثم قالت بعبوس:-
-جول يا رب بس يكون في علمك أنا مهملش ولدي يعمر بيته ويكمل حياته وياها غير لما أتاكد زين أنها زينة وطيبة كيف ما بتجول
تبسم “على” في وجهها ثم وضع قبلة على جبينها وقال بحنان:-
-حجك يا سلطانة جلبي وعينى.. أنا طالع
تبسمت “سلمى” بعفوية له ثم قالت:-
-وأنا كمان هطلع هبابة
أومأ لها بنعم ثم غادر الغرفة
___________________
كانت “عهد” حبيسة غرفتها طيلة اليوم تخشي الخروج منها ولم تتناول شيء مُنذ أمس، نظرت لكوب الماء وكان فارغًا وهى تكاد تمـ.ـو.ت عطشان فتنهدت بلطف تجمع شجاعتها ثم أخذت كوب الماء وخرجت من الغرفة ونزلت للأسفل مُتجه إلى المطبخ وعنـ.ـد.ما دخلت رأت “حُسنة” وفتاة بعمرها تمسك في يدها كتاب وتحدث “حُسنة” بنبرة منفعلة قائلة:-
-وأنا كمان أعمل أيه؟ أنا عاوزة الكتب دى ضرورى
صرخت “حُسنة” بها وهى تعطيها ظهرها بغضب:-
-وأنا أجبلك منين يعنى؟ خلاص أستني لأول الشهر وأول ما أجبض هجبهملك
صرخت الفتاة بغضب أكبر قائلة:-
-أول الشهر أيه؟ بجولك لازم أسلم البحث أول الشهر للدكتور
أستدارت “حُسنة” بضيق لكى تنفث غضبها بهذه الفتاة لترى “عهد” واقفة في مكانها على باب المطبخ فسألتها “حُسنة” بهدوء وحرج:-
-أجبلك حاجة يا هانم
هزت “عهد” رأسها بلا وسارت نحو الثلاجة لتخرج زجاجة من المياه زجاجية ثم أستدارت وهى تنظر للفتاة بتعجب فتحدثت “حُسنة” بنبرة جادة:-
-دى بـ.ـنتى خلود
تبسمت “عهد” بلطف وهى تغادر وتشعر بحرج لسماعها حديثهما الخاص وقبل أن تصعد الدرج عائدة إلى غرفتها ظهرت “حورية” أمامها ببرود وهى ترتدي عباءة أستقبال زرقاء اللون وتزين معصميها بأساور من الذهب وأذنها به حلق على شكل زهرة كبيرة فنظرت “عهد” لها بصمت مُنتظرة أن تتحدث لتقول:-
-أنتِ جريئة أوى ت عـ.ـر.في أكدة
تبسمت “عهد” بخفوت مصطنعة البسمة ثم قالت:-
-مُتشكرة عن أذنك
وضعت “حورية ذراعها أمامها على الداربزين تمنعها من الصعود لتقول:-
-بس مُغفلة فاكرة أنك هتعيش أهنا بسلام وراحة بعد كـ.ـسرة جلب خيتى
تنهدت “عهد” بأختناق وهى تقول:-
-أسمع يا .. أي أن كان أسمك أنا مبحبش المشاكل ولا الدوشة وبما أننا أغراب ياريت منتخطاش حدود بعض
قهقهت “حورية” ضاحكة بسخرية للتعجب “عهد” من ضحكها الكثير لتقول “حورية” وهى ترفع أكمام عباءتها:-
-بس أنا بحبها وبمـ.ـو.ت فيهما بجى
أنهت جملتها وهى تنقض على “عهد” بيديها تمسكها من عنقها لتجذبها أرضًا لتصرخ “عهد” بهلع بعد أن جلست “حورية” على بطنها وبدأت الشجار معها، في نفس اللحظة جاءت “فاتن” على صوت الصراخ لتقول بحماس:-
-بـ.ـنتى حبيبتى هي حصلت تمد يدك عليها
أنقضت عليها بصحبة ابـ.ـنتها وزاد صراخ “عهد” بين يديها وجـ.ـر.حت يدها من زجاج الزجاجة التي أنكـ.ـسرت للتو مع سقوطها، دخلت “سلمي” من باب المنزل لتفزع عنـ.ـد.ما رأتهما فوقها وصوت صراخ “عهد” قد وصل للخارج فصرخت بهما قائلة:-
-يخربيتكم بتعملوا أيه
أخذت “عهد” من بين يديهما بصعوبة ووقفت بينهما وهى تتطلع بوجه هذه الفتاة وأظافر “حورية تلمع خطوطها بالدm على عنق “عهد” وتورمت عينيها فصاحت بهما بخـ.ـو.ف من غضب ابنها عنـ.ـد.ما يراها هكذا:-
-أنتِ جنيتى يا فاتن أنتِ وبتك، طب مخايفش منى عادى لكن نوح هتجوليلى أيه لما يعاود
نظرت “فاتن” للجهة الأخرى بغضب فهتفت “حورية” بانفعال تقول:-
-هي اللى بدأت يا مرت عمي
رفعت “سلمي” حاجبها بغـ.ـيظ ثم قالت بأنفعال:-
-يعنى هي مـ.ـجـ.ـنو.نة عشان تبدأ الخناج وياكي وهى وحدها في الدار
تأففت “حورية” بخـ.ـنـ.ـق، أستدارت “سلمي” لها لتراها تضع يدها على عنقها بألم فقالت بهدوء:-
-أطلعي على أوضتك
صعدت “عهد” بصمت إلى غرفتها وهى تجفف دmـ.ـو.عها بكفها بغضب مكبوح ولا تلؤم أحد غير نفسها فهى من وافقت على دخولها الجحيم برغبتها، تمتمت “سلمي” بضيق قائلة:-
-يفضل متظهروش جدام نوح لما يعاود لأن مهما يعمل ولدى أنا مش هجف له لأن هيكون حجه وحج مرته
صعدت هي الأخرى إلى غرفتها لتربت “فاتن” على كتف أبـ.ـنتها تقول:-
-بسرعة يا حورية عاودى على دارك
أومأت “حورية” لها بنعم ثم أخذت حجابها وغادرت المنزل بخـ.ـو.ف..
__________________
جلست “عهد” أمام المرآة تنظر إلى صورتها المنعكسة بها وأثر الضـ.ـر.ب واضح في كدmـ.ـا.ت وجهها وخدوش أضافرهم حفرت خطوط بالدm على عنقها وذراعها فجهشت باكية بحـ.ـز.ن وضعف لتذهب إلى الفراش تختبي به وتخفى وجهها في وسادتها وتكتم صوت بكاءها في الوسادة لتغوص في نومها من التعب، فتح باب الغرفة ودلف “نوح” ليراها نائمة بالفراش على غير أمس كانت تنام بالأريكة لكنه لم يبالى وذهب ليجلس على الأريكة ويسترخى..
_________________
وقفت “سلمي” عند باب غرفتها في الرواق تنظر إلى باب غرفة ابنها مُنتظر أن يثور ويغضب على الجميع لكن الوضع كان هاديء تمامًا على غير المعتاد منه فأتاها صوت “فاتن” من الخلف تقول بسخرية:-
-شوفتى يا سلفتى ولدك أصلا مش مهتم بالعروسة الجديدة ولا باللى هيجرى لها وأن مـ.ـا.تت ميهأخدش فيها عزاء
قهقهت ضاحكة وهى تغادر من جوارها وتدفعها بكتفها لتتعجب “سلمي” من هدوء ابنها ثم دلفت إلى غرفتها...
________________
خرج “نوح” من المرحاض صباحًا بعد أن أخذ حمام دافيء وشعره مبلل ليقف أمام المرآة يصفف شعره وينظر إليها وهى ما زالت نائمة ليتعجب نومها الكثير، ترك الفرشة من يده وذهب إلى الفراش ليقظها بخفة لكنها لا تستجيب فرفع الغطاء عن رأسها ليري شعرها يغطي وجهها وهى نائمة بأستسلام وتعب كطفل صغير ورأى خدش على كتفها، نكزها على كتفها وهو يقول:-
-عهد .. عهد جومي
ألتفت للجهة الأخرى بتعب مُتذمرًا من إيقاظه لها فقالت:-
-شوية يا عليا وهقوم
صُدm عنـ.ـد.ما رأى وجهها وكدmـ.ـا.ته الحمراء وجـ.ـر.ح شفتيها وعنقها المليئة بخطوط واضح حمراء كالدm فمسك فك وجهها بقبضته بقوة ليلف وجهها له يتطلع به بينما تذمرت أكثر من فعلته وفتحت عينها تقول:-
-يا عليا...
أتسعت عينيها عنـ.ـد.ما رأت وجهه أمامها فجلست بسرعة وهى تجذب رأسها من يده وتنظر للأسفل مُحاولة أخفاء وجهها السيء، وضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع وجهها له كى تتطلع بعينيها لكنه لم يكن ينظر إلي عينيها بل يتفحص خدوشها فقال بحدة:-
-مين اللى عمل فيكي كدة؟
تنحنحت بإحراج منه ثم قالت وهى تقف من فراشها:-
-محدش
مسكها من يدها قبل أن تغادر من امامه ولفها له وهو يصـ.ـر.خ بها:-
-متكذبيش مين اللى عمل أكدة؟ مرات عمي ولا واحدة من بناتها
جذبت يدها من يده بقوة وصاحت به مُنفعلة وكأنها تخرج كل غضبها به هو:-
-يعنى كنت عارف أنهم هيعملوا كدة ومع ذلك سبتنى معهم ومشيت
صرخت به وهى تنفث دخان غضبها الكامن بداخلها مُنذ أن جاءت إلى هنا حتى الأن به، أقترب خطوة منها بهدوء وقال بنبرة خافتة:-
-أنتِ متو.جـ.ـعة أنى هجعد جارك أياك، أنا ورايا شغلى مش عاطل هجعد أحرسك أهنا
نظرت للجهة الأخرى ثم قالت بحـ.ـز.ن فهى لم تتوقع منه الكثير في كل الأحوال:-
-يبقى خليك في شغلك وزى ما أنت قولت دا نتيجة أختيارى
أخذ عباءته المفتوحة ليلقى بها في وجهها وهو يقول:-
-تعالى ويايا
أرتدت العباءة وهو يسحبها إلى خارج الغرفة ثم نزل إلى الأسفل بها وكان الجميع على طاولة السفرة يتناولون الإفطار وعنـ.ـد.ما رأت “فاتن” وجهه الغاضب كالصقر الهائج الذي على وشك ألتهم فريسته أبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهى تنظر للأسفل في طبقها، توقف أمامهم وقال:-
-عملتك دى يا مرت عمي ولا حورية بتك، أصلها متطلعش من أسماء
نظر الجميع إليه عنـ.ـد.ما سمعوا صوته ودهشوا من رؤية زوجته مليئة بالكدmـ.ـا.ت هكذا لتشعر “عهد” بالإحراج من نظرت الجميع لها فسأل “على” بصدmة مما حدث لهذه الفتاة:-
-وااا أيه اللى عمل فيكي أكدة؟
صاح “نوح” بغضب سافر وهو يقول:-
-ما أنا بسأل مرت عمى هو في غيرها يعملها في الدار ولا في البلد كلتها
صاح “حمدى” به وهو يقول:-
-مالك يا نوح، أتحدد زين وي مرت عمك دى في مجام أمك
هز “نوح” رأسه بسخرية وهو يقول:-
-لا أنا أمى مش بالهمجية دى
وقف “خالد” من مكانه ليقترب منه وهو ينكزه في صدره بقوة غاضبًا:-
-ما تختار ألفاظ يا سي نوح على الصبح أنا امى مش همجية وبعدين ما يمكن مرتك اللى عملت أكدة في حالها ما هي من عيلة عوالم
لم يتمالك “نوح” غضبه أكثر ليكلمه بقوة أسقطه أرضًا لتفزع “عهد” من قوته وزاد خـ.ـو.فها من جبروته عنـ.ـد.ما وضع قدmه على صدر “خالد” بالحذاء ويقول:-
-أختار أنت ألفاظك زين وأنت بتحدد عن مرتى لأن المرة الجاية هقطع لسانك جبل ما ينطج كلمة متعجبنيش ولا تعجبها
رفع نظره إلى “فاتن” وما والت قدmه على صدر “خالد” وقال:-
-وعزة لا إله إلا الله اللى هجرب من مرتى ولو يأذيها بكلمة متعجبهاش حتى لو حلوة لأشيل من على وجه الأرض
أستدار وهو يأخذها في يده ثم توقف قبل أن يصعد وأستدار للجميع ثم قال:-
-مرت عمى..
رفعت “فاتن” نظرها إليه بخـ.ـو.ف بعد ان سقطت الملعقة من يدها من الهلع ليتابع حديثه بنبرة قوية غليظة وتهديد صريح:-
-أنا لسه مسألتش مرتى مين اللى عملها وهسألها لو جالت أن حورية بتك ليها يد هجطع لك رجلها من الدار كلتها
صعد بزوجته إلى غرفته وهى في حالة من الذهول والرهبة، لا تعلم سبب خفق قلبها بقوة في هذه اللحظة أهى خـ.ـو.ف منه أم إعجاب بقوته وشراسته، تحدث دون ان يخشي أحد أو حتى الكبـ.ـار فكان جالسًا والده وعمه ولم يتجرأ أحد على معارضته وعمه لم ينطق بكلمة أمام ضـ.ـر.به لأبنه وتهديده إلى زوجته، دخلت الغرفة معه ليترك أسر يدها ويذهب إلى المرحاض في صمت، نظرت “عهد” إلى يدها بعد ان تركها وتبسمت كالحمقاء بسعادة وبداخل شيء يدفعها لأستكشاف هذا الرجل الذي تزوجته وأصبح زوجها، جلس على الأريكة وهى ما زالت واقفة ليربت على الأريكة جواره وهو يقول:-
-تعالى جارى
نزعت عباءته الكبيرة عليها حجمًا ثم ذهبت لكى تجلس جواره، جلست في صمت مُلبية طلبه ليفتح صندوق الإسعاف الأولية ويبدأ يداوي ويطهر جروح يدها من الزجاج وهى تتطلع بملامح وجهه فقالت بخفوت:-
-مرات عمك وحورية اللى ضـ.ـر.بونى
رفع نظره لها في صمت وكأنها فهمت صمته وغضبه الكامن في حيرة الفاعل، تابعت الحديث بنبرة ناعمة ودافئة:-
-بس ممكن طلب
نظر لها وهو يترك يدها ويمسح عنقها بالمطهر لتأن بألم من وضع المطهر على الجروح فقال بخفوت وهو ينفث بخفة على عنقها:-
-أسف
تبسمت بعفوية فأول مرة يراعاها أحد ويهتم بها هكذا حتى أختها بعد ان تجوزت “نادر” وأنجبت أصبحت لا تبالي بها كثيرًا وتنشغل بحياتها الخاصة والعمل، هتفت “عهد” بخفوت:-
-ممكن متأذيهمش أنا مسامحة وكفاية اللى عملت عشانى أنا حقيقي متشكرة جدًا لك
أبعد نظره عن عنقها لينظر إلى عينيها وعاد لعنقها يضع عليه كريم ثم ترك كل شيء من يده وهو يقف ويجيب عليها بجدية:-
-لكن أنا ممسامحش لأن اللى يهين مرتى يبجى إهاني أنا شخصيًا، أم اللى عملته متشكرنيش عليه لأنى عملته عشانى وعشان شكلى وهيبتى جدام الكل متتهزش مش عشانك
سار نحو الباب في حين أنها تبسمت بخفوت وهى تقف من مكانها قائلة:-
-برضو مُتشكرة
تبسم بخفة علي إصرارها في شكره وغادر دون ان ترى بسمته، جلست مكانها مُجددًا وهى تضع الثلج على كدmـ.ـا.ت وجهها وتجرى اتصال بـ “ليلى” وبعد الترحيبات قالت بترجي لطيف:-
-أسمع يا ليلى أنا عايزة طلب منك
تبسمت “ليلى” بعفوية على نبرة صديقتها العفوية فقالت بمزاح:-
-ودا بصفتى صديقتك ولا مديرة أعمالك
ضحكت “عهد” بعفوية شـ.ـديدة لتُجيب على سؤالها:-
-مش فارقة المهم أنك تلبي طلبى
سمعت “ليلى” لطلبها باهتمام ثم قالت:-
-بس دا هيأخد أسبوع
تنهدت “عهد” بخيبة أمل وقالت:-
-مفيش أسرع من كدة
ضحكت “ليلى” على استعجال هذه الفتاة في تنفيذ طلبها ثم قال:-
-أعتقد انك أكتر واحدة خبيرة في الطلبات الأون لاين
-عندك حق
قالتها “عهد” بحـ.ـز.ن ويأس ثم أنهت الاتصال بحـ.ـز.ن....
_____________________
تذمر “خالد” وهو يقف في غرفته غاضبًا ويلقى بوشاحه على الفراش:-
-والله لأنـ.ـد.مك يا نوح، هي حصلت تمد يدك عليا
أجابه “حمدى” وهو يقف على باب الغرفة قائلًا:-
-عشان هفج يا نطع انت
دخل وأغلق الباب خلفه وهو يقول:-
-بكرة تشوف النطع دا هيأخد حجه كيف وتكـ.ـسر ضهره، وحياة غلاوتك يا أبويا لأخلى نوح وأبوه دا ميرفعوش رأسهم من الطين واصل
قهقه “حمدى” بعفوية وحماس وهو يربت على كتف ابنه ويقول:-
-وجتها بس تبجى ولدى اللى مجبتش غيره يا خالد وتبجى لك الحلاوة الكبيرة يا واد
تبسم “خالد” على دعم والده له ثم قال:-
-هتشوف يا أبويا..
___________________
عاد “نوح” مساءًا إلى المنزل لتستقبله “سلمي” بتعجب وهى تنظر على الباب قائلة:-
-وا فين مرتك يا ولدى
تعجب “نوح” من سؤالها وقال:-
-يعنى أيه فين؟ هي مش فوج
أجابته بنرة هادئة وتعقد حاجبيها بإستغراب شـ.ـديد:-
-لا طلعت من العصر وجالت هتروح لك على المحجر
أتسعت عينيه بذهول من حديثها وأخرج هاتفه من جيبه بضيق من خروجها وحدها وهى لا تعلم الطريق وكيف ستذهب له وهى غريبة عن البلد كلها، تذكر بأنه لا يملك رقم هاتفها ليخرج من المنزل بقلق وأخذ سيارته وأنطلق في القيادة باحثًا عنها في كل مكان...
___________________
خرجت “عهد” من محل قهوة وهى تحمل حقيبة من القماش في يدها وفى يدها الأخرى تحمل كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة المُفضل لها وكانت تسير وحدها مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون به خطوط وردي بالطول وتدخله من الأمام في البنطلون ومن الخلف تتركه، كنت تبحث في الهاتف عن شيء لتشعر بأحد يسير خلفها مُترصدها، أغلقت الهاتف وهى ما زالت تحتضنه بين يديها وسكلت طريق أخر وما زالت الخطوات تتابعها ليزيد الخـ.ـو.ف في قلبها وأسرعت في خطواتها حتى خرجت للطريق العمومي وكانت الخطوات تقترب أكثر...
رأها تسير هناك على الجهة الأخرى من الطريق بخـ.ـو.ف وخلف رجل يضع قبعة على رأسه تحجب ملامحه ليضغط على المكابح فجأة ثم ترجل من سيارته وناداها
سمعت صوته بنبرة قوية فنظرت تجاه الصوت لتراه يقف أمام سيارته يحدق بها فسقطت كوب المشروب من يدها وركضت نحوه بأقصي سرعة وسط سرعة السيارة، فزع “نوح” وهو يرأها تمر من السيارة بخـ.ـو.ف من أن تصدmها أحدهم فأقترب خطوتين لتصل أمامه ليُصدm عنـ.ـد.ما عانقه بقوة وهى تلف ذراعيها حول خاصرته وتدفن رأسها في صدره، أتسعت عينيه بصدmة وهو يشعر بضـ.ـر.بات قلبها القوية على صدره فرفع يديه ببطيء ليطوقها بهما وكأن أشبه بأنه يغلق عباءته المفتوحة عليها ويديه أسفلهما وتتشبث بعباءته السفلية بأناملها بقوة، همس في أذنها بلطف وهو يقول:-
-أهدي أنا جيت
حدثها وهو ينظر للطريق ليرى هذا الرجل ما زال يقف هناك ليلوح له بيده وكأنه يخبره بأنه كان يترصد زوجته عمدًا ليشـ.ـد بذراعيه عليها أكثر ثم أخذ يدها بيده بلطف وألتف بها حول السيارة يفتح الباب لها ثم جعلها تصعد وأغلق الباب لها وعاد على مقعد السائق وعاد بها للمنزل غاضبًا من خروجها وحدها دون أذنه أو علمه وقلقًا بسبب هذا الرجل المترصد لها، فتح باب السيارة لها ثم قال بحدة:-
أتفضلي يا هانم
نزلت معه ثم دلفت بصحبته وقبل أن تصعد قالت بخفة:-
-ممكن أدي حاجة لخلود
تعجب لها وهو يحدق بها فدخلت للمطبخ وكانت “حُسنة” وحدها وهو خلفها فقالت بلطف مُبتسمة:-
-ممكن تدي دول لخلود
نظرت “حُسنة” للحقيبة الممدودة لها ثم إلى “عهد” لتجيبها ببسمة مُشرقة:-
-دى الكتب اللى كانت محتاجها، أنا أسفة متقصدش اسمعك كلامك ولو أحتاجت أي حاجة في دراستها أو أي كتب خليها تجي ليا أنا أوضتى مش بعيد
ضحكت “حُسنة” على مزحتها الأخيرة بعيني دامعة من الفرحة ثم نظرت إلى “نوح” بحرج ليشير لها بنعم وأن تأخذ الحقيبة فأخذتها ليبتسم “نوح” بخفة على لطفها قم صعد معها للأعلى فتحدثت وهى تصعد الدرج قائلة:-
-حاولت أطلبهم أون لاين قالولى هيوصلوا بعد أسبوع فأضطرت أنزل أشتريهم لأنها محتاجهم قبل أول الشهر
فتح باب الغرفة وهو صامتًا لتتابع بخفوت وكأنها تمتص غضبه من خروجها دون أذنه قائلة:-
-كنت هأتصل بيك أستاذنك بس أكتشفت أنى معيش رقمك
تنهد بأرتياح وتنفس الصعداء، جلست جواره بسمة مُشرقة مليئة بالحيوية والمرح التي تعطي لمن يراها طاقة إيجابية وتفائل كأنها تنقل للجميع سعادة دون عناء، تحدثت “عهد” بنبرة خافتة مرحة:-
-ممكن أخد رقمك
نظر لها بصمت كعادته لتقول بتعجل وحماس:-
-متخافش أنا مش هتصل بيك غير في الضرورى القصوى
دون لها الرقم لكنها لم تفعل كما قالت ففي اليوم التالى بدأت تزعجه باتصالات الغير هامة مرة تسأله عن مكان الشامبو وأى لون يجب ومرة أخرى تتصل تسأله عن ارقام مطاعم تتطلب من طعام ومرة أخرى تتصل تسأل عن عمره، ففي هذا اليوم أصابه الصداع حقًا من كثرة اتصالات الغير هامة تمامًا..
نزلت “عهد” للأسفل لكى تأخذ الطعام من خدmة التوصيل وعند دخولها قابلت “أسماء” فتجاهلت لتقول “أسماء” بحدة:-
-متفرحيش أوى كدة نوح هيغيرك بسرعة البرج
تبسمت “عهد” وهى تستدير لها حاملة طعامها لتقول بأستفزاز:-
-لا هفرح وهفرح أوى كمان لأنه مش هغيرنى أصلى مش جزمة عنده
تبسمت “أسماء” وهى تربت على ذراعها بخبث ومكر نسائي وهى تقول:-
-متستعجليش أوى كدة ماهى اللى جبلك جالت كدة برضو أصلك مش الأولى على فكرة وفى جبل
أتسعت عيني “عهد” بصدmة وأرتجفت يديها الحاملة للطعام لتقهقه “أسماء” ضاحكة عليها وهى تكمل نزول الدرج بانتصار وقد حققت هدفها..
عاد “نوح” من العمل مساءًا مع والده وكان “حمدى” وأسرته جالسون على السفرة يتناولوا العشاء فتجاهلهم “نوح” ببرود وهو يصعد غلى غرفته غاضبًا منهم ولم ينسي فعلتهم مع زوجته، تحدث “على” بنبرة خافتة:-
-مساء الخير
أجابه “حمدى” بلهجة بـ.ـاردة وهو يتناول طعامه قائلًا:-
-مساء النور، تعال كُل يا أخويا
-لا شكرًا
قالها “على” وهو يصعد إلى الدرج...
__________________
دخل “نوح” غرفته ووجدها هادئة تمامًا والأضواء مغلقة ليفتحها وكانت “عهد” فى الفراش نائمة وتحتضن وسادتها فتمتم “نوح” وهو يسير إلى الأريكة قائلًا:-
-أنتِ خلاص جررتى أنكِ هتستولي على فرشتى
أشاحت الغطاء عنها بأنفعال وأخذت وسادة صغيرة ثم ذهبت إلى الأريكة لتنام عليها وهى تدفعه بقدmها بعيدًا عن الأريكة، أستغرب “نوح” أنفعالها فى الحركات وصمتها ليقول وهو يقف بعد ان دفعته:-
-أنا مجصدش، جومى نامى فى الفرشة وأنا هنام هنا
أعتدلت فى جلستها على الأريكة دون ان تنظر لها وتنهدت بضيق شـ.ـديد ليشعر بأنها تشمئز منه او تكره وجوده ورائحته وحتى صوت أنفاسه لا ترغب بها، قالت “عهدط” بنبرة غليظة حادة:-
-أنا هنام هنا ممكن تمشي بقى وتبطل كلام لأنى مبعرفش أنام فى دوشة
عادت للنوم دون أن تنظر جوابه وهى لا تعطيه الفرصة فى الحديث أو التعقب على فعلها وجملتها، سار نحو الفراش بخـ.ـنـ.ـق شـ.ـديد وهو ينظر للخلف عليها مُتعجب من برودها وانفعالها، صباحًا كانت فى حماس وتتصلي به دومًا حتى لأقل الأسباب، جلس بفراشه بعد أن بدل ثيابه وأخذ حمام دافيء وظل ينظر لها لساعات وهى نائمة فى الأريكة ويراجع كل محادثاتهما اليوم ربما يكن أرتكب خطأ دون قصد أو غضب عليها لكنه لم يصل للسبب الحقيقي لتتغير وتتبدل هكذا...ليستسلم للنوم وعقله شاردًا ولم يتوقف لوهلة عن التفكير فى سر غضبها الكامن بداخلها رغم وضوحه فى تصرفاتها ونبرة حديثها..
___________________
فى القاهرة
داخل قاعة رقص الباليه، كانت “عليا” مُرتدية فستان أبيض للباليه وحذاء الباليه وتباشر رقصها بمهارة مع فريقها وتناست تمامًا حال أختها التى تركتها خلفها هناك، ضغط المدرب على زر إيقاف الموسيقى ليتوقف الجميع ويجلسون على الأرض ويبدأ بالحديث قائلًا:-
-نحاول نحس الموسيقى إحنا بالأداء دا هنفشل فى تقديم الحفل
عادوا للرقص و”عليا” الحماس يكمن بداخلها ترغب بالحصول على لقب بطلة الرقصة ،رن هاتفها كثيرًا باسم “عهد” وهى تقف بغرفة تغير الملابس مع بعض الفتيات، نظرت للهاتف قليلًا وأبعدت عن صديقاتها بضيق ثم قالت:-
-أيوة يا عهد
أتاها صوت “عهد” الخانق وهى تتحدث بنبرة غليظة:-
-مبتتصليش بيا ومبتساليش عليا، عاملة ايه عايشة أزاى لدرجة دى مشغولة يا عليا
تحدثت “عليا” ببرود وهى تشير لأصدقاءها بغـ.ـيظ:-
-بعدين يا عهد انا مشغولة دلوقت شوية، هكلمك بليل
أغلقت الخط دون ان تنتظر جواب “عهد”..
__________________
نظرت “عهد” للهاتف بدهشة بعد أن أغلقت أختها الخط وحديثها وهى لا تكترث لوجودها أو ما يحدث معها وكأنها جعلتها كبش فدية لتحيا هى بسعادة وحرية، جلست على الأريكة لتصلها رسالة من “ليلى” تخبرها بإرسال الفيديو الجديد لكى ترفعه على القناة، تعجبت “عهد” فهى لم تصور فيديو جديد ولم تهتم بعملها وتوقفت عن الكتابة فألقطت الهاتف بجوارها على الأريكة وظلت غاضبة لترخي رأسها للخلف وتغمض عينيها، تنهدت بتعب ثم فتحت الهاتف على أحد المواقع الألكتروني التسويقيةوطلبت شراء جميع المعدات اللازمة لتصوير الفيديوهات، دخل “نوح” من باب الغرفة وكان مُرتدي عباءة رمادى فاتح وبدون عمته ماسكًا فى يده كوب شاي ساخن، نظر لها وهى تتجنبه وتتجاهله فجلس على حافة الفراش يرتشف كوبه وهو يتطلع بها من تارة إلى أخرى لتتأفف بضيق وهو يقف من مكانه واضعًا كوب الشاى على الكمودينو ليذهب نحوها وهى مُغمضة العينين ليضع يده على جبينها ففتحت عينيها بدهشة من فعلته، نظر بعينيه وهو يبعد يده عنها مُحدثها بلطف قائلًا:-
-معندكيش حمي، أمال مالك؟ لتكونى مريـ.ـضة
ظلت تنظر له بدهشة ثم قالت بضيق:-
-مالكش دعوة بيا
وقفت من مكانها ليمسك ذراعها قبل أن ترحل من امامه وجذبها نحوه بقوة لتلتصق بصدره من قوة جذبه لها ثم قال بضيق:-
-مالك، أيه اللى بدل حالك أكدة؟
قشعر جسدها من قُربه هكذا ونظرات عينيه المُسلطة عليها فأزدردت لعابها بصعوبة وهى تشعر بخفق قلبها بأرتباك، دفعته بعيد عنها بتـ.ـو.تر بعد ان أحمرت وجنتها خجلًا منه وقالت بصراخ وغضب سافر:-
-قولتلك مالكش دعوة بيا مش كفاية أنك كـ.ـد.اب
مسكها مرة أخرى لكن هذه المرة غاضبًا من نعتها له بالكذب وعقد حاجبيه بضيق وظهرت خطوط عريض على جبينه وأحمر وجهه من الغضب لتزدرد لعابها بخـ.ـو.ف من غضبه عنـ.ـد.ما قال بضيق:-
-أتحددى ويايا بأدب، وبعدين كذبت عليكى فى ايه؟
صاحت به بغضب وهى تدفعه براحة يديها فى صدره بقوة قائلة:-
-مقولتليش أن كان فى قبلى وأنك أتجوزت قبل كدة ويا عالم عندك كام عيل كمان
تنهد “نوح” بضيق فى صمت وهو يحدق بها وبانفعالها الشـ.ـديد كأنه خدعها او أخفاء عنها حقيقته وتسائل أيحق لها هذا الغضب منه وهل زواجهما كان طبيعي من البداية، ظلت تنظر له بصمت وعينيها دامعة وهى تشعر بأنها تعرضت للخيانة منه ومن اختها التى فرت هاربة وحدها بعد ان وعدتها بأن بهربا معًا، نفثت غضبها به بضيق وضعف ليقول بنبرة هادئة:-
-معتجدش يا مدام أنى كذبت عليكي لأن ببساطة انتِ مت عـ.ـر.فيش عنى حاجة وجوازنا مكناش طبيعى ولا عن حب مثلا، يا مرتى العزيزة ممكن تجوليلى أنا عيد ميلادى مـ.ـيـ.ـتة؟ عمرى جد ايه؟ بلاش اسماء صحابى ولا بشتغل ايه؟ ببساطة أنتِ مت عـ.ـر.فيش عنى حاجة فلما ت عـ.ـر.في أنى أرمل دى متتديكش الحج أنك تغضبي الغضب دا كله منى وتتهمنى بالكذب
صمتت بهدوء فهو على حق هى لا تعرفه أبدًا وتجاهل كل شيء عنه سوى اسمه،مر من جانبها ثم توقف جوارها تمامًا وهمس فى أذنها بخفوت:-
-وعلى فكرة معنديش عيال
غادر “نوح” الغرفة لتنظر إلى الباب بعد ان أغلقه وهى تفكر فى حديثه فهى لا تعرف شيء عنه أبدًا وهو أيضًا هكذا مثلها تمامًا لا يعرف شيء عنها..
___________________
كانت “أسماء” بمنزل “حورية” تجلس معها مُشتاطة غـ.ـيظًا من زواجه من فتاة أخرى لتقول “حورية” وهى تعطيها كوب الشاي الساخن قائلة:-
-طب والله جدعة يا بـ.ـنت أبويا أنك جولتلها
تمتمت “أسماء” بضيق شـ.ـديد وهى تحتضن الكوب بيديها الأثنين:-
-أعمل ايه يا خيتى من غُلبى، من يوم ما مرته مـ.ـا.تت وشوفته مكـ.ـسور أكدة وضعيف وأنا حبته وسكن جلبي وعملت البدع كلتها عشان أخد مكانها عنده ونوح جلبه حجر مبيتحركش وفجأة تيجي دى كدة وتأخده منى بسهولة
أرتشفت “حورية” القليل من الشاي ثم قالت بمكر تثير غضب أختها أكثر:-
-لا وولاد عمك بيحبوا بنات البندر وجلة حيائهم، مين عالم يمكن تصحى الصبح تلاجى نوح عاشجها وتحمل منه
رفعت “أسماء” نظرها لها بصدmة والغضب يشعل نيرانه بداخل قلبها العاشق وحريقه تلهم صدرها وضلوعها فقالت بتلعثم:-
-أنتِ بتجولي أيه؟
تابعت “حورية” وهى تترك كوب الشاي من يدها قائلة:-
-بجولك الحجيجة يا خيتى
صاحت “أسماء” بانفعال شـ.ـديد لتقول:-
-لا طبعًا دا أنا أكون جاتلها وجاتله، دا أنا أجتل نوح ولا أنه يروح لغيرى هو وجلبه
وضعت طرحة سوداء على شعرها وغادرت المنزل غاضبة بعد أن أشعلت أختها نيران الحقد والغضب بداخلها تجاهه هو وزوجت
___________________
فى وسط المحجر وتكسير الحجارة أسفل مظلة ومقعدين يجلس “نوح” على أحدهم والسيجارة بين شفتيه ويمسكها بسبابته والوساطة شاردًا فى عالم اخرى، جلس “عطيه” جواره وهو لم ينتبه له فضـ.ـر.ب “عطيه” على قدmه وهو يقول:-
-أيه يا عم نوح فينك
أخرج السيجارة من فمه ونفث الدخان بعيدًا وهو يقول:-
-أيه !!
تبسم “عطيه” بمرح من حال صديقه الذي لازمه الشرود دومًا منذ زواجه فقال:-
-أنا برضو اللى ايه، فينك وصلت لفين بعجلك يا صاحبى، هو الجواز بيعمل أكدة
ألقى السيجارة من يده ودهسها بحذائه وهو يقول بضيق وحيرة:-
-غضبانة منى بجالها سبوع ولسانها مبخاطبش لسانى وحفظت مواعيدى كل ما أعاود الدار تكون نائمة بس حُسنة جالتلى أنها بتنزل وبتعمل أكل وشرب لنفسها فى غيابى عادى
هز “عطيه” رأسه بجدية وكأنه يفهم ما يدور مع صديقه ثم قال بجدية:-
-أنت لحجت تغضبها يا صاحبى
نظر “نوح” له بحـ.ـز.ن وضيق يجتاحه وكأنه غاضب لغضبها ولا يقوى على خصامها له، تبسم “عطيه” له بخفوت وهو يحاول أن يتخيل هذه الفتاة التى أخترقت حياة هذا الرجل الهادئة لتصيبه بالغضب والتفكير دومًا فجعلته مريـ.ـض فكر من كثرة تفكيره به، نظر “عطيه” للعمال بعيدًا عن عيني صديقه وقال بخفوت:-
-أنا شايف أن النهاردة مفيش شغل كتير ممكن تروح بدرى
نظر “نوح” له باستغراب لينظر “عطيه” له ببسمة تفائلية وقال:-
-يعنى بما انها بتكون صاحية وأنت برا ممكن تروح بدرى قبل ما يحل الليل
تنحنح “نوح” بحرج من المغادرة لأجلها وكبريائه أمام صديقه، خشي أن يعتقد أحد أنه يفكر بها أو يفعل ذلك لأجلها فصمت دون ان يعقب على حديثه....
__________________
دق باب المنزل ولم تخرج “حُسنة” لكى تفتح ففتحت “عهد” قبل أن تدخل المطبخ تعد قهوتها وكان “خلف” الغفير ومعه مندوب شركة الشحن يجلب لها ما طلبته مُنذ أسبوع، تبسمت “عهد” وهى تأخذ منه الصناديق الكرتونية ثم قالت بخفة:-
-أستنانى لحظة هجبلك الفلوس
صعدت إلى غرفتها ووضعت الصناديق على الأرض وجلبت بطاقة البنك من حقيبتها ونزلت لتعطيه له فقال:-
-مفيش كاش
نظرت إلى “خلف” بإحراج ثم قالت بضيق:-
-معيش كاش يكمل المبلغ
تنحنح “خلف” بحذر من بدأ الحديث معها وهو لا يُسمح له بالحديث مع حريم المنزل ليقول وهو ينظر للأرض بحياء من رفع رأسه بها:-
-أكلم نوح بيه هو معاه يدفع
أجابته بإحراج شـ.ـديد قائلة:-
-لا .. أستن
دخلت مرة أخرى لتصل سيارة “نوح” على المنزل وترجل منها ثم سار نحو المنزل ليرى المندوب فسأل “خلف” باستغراب من هذا الرجل ثم قال:-
-مين دا يا خلف؟
قصي له ما حدث فدخل إلى غرفة المكتب وجلب المبلغ من الخزانة لأجل الرجل..
صعدت الدرج وهى تنظر فى الهاتف بحيرة وعقلها فى صراع بين الاتصال به أو لا، ضغطت على اسمه المدون لكنها تراجعت فى أخر لحظة ورفضت الحديث معه والتنازل عن كبريائها وغرورها بمحادثته، سارت فى الرواق شاردة حتى رأت ظل أحد أمامها لترفع "عهد" نظرها عن الهاتف للأمام لترى "خالد" يقف أمامها ويبتسم بخبث شـ.ـديد فتراجعت خطوة للخلف بخـ.ـو.ف منه ليقول بمرح:-
-متخافيش أوى كدة يا عروسة
تبسمت "عهد" بسمة مصطنعة تخفي خلفها الخـ.ـو.ف الكامن بداخلها ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت:-
-واخاف ليه؟ شكلك نسيت أنا متجوزة مين ونسيت اللى عمله فيك من كام يوم قصدى
قالتها بثقة وبرود وكأنها تذكره بإهانة زوجها له ودهسه بقدmه أمام الجميع ليشتاط "خالد" غضبًا من حديثها، تبسمت وهى ترى ملامح وجهه تتلاشي بسمته الخبيثة ويظهر الغضب والحقد، سمعت صوت "نوح" يصعد الدرج ويتحدث فى الهاتف لتقول بغرور:-
-اهو جوزى جه
جذبها "خالد" من يدها بقوة وهلع من رؤية "نوح" لهما ودخل أقرب غرفة له يختبيء بها فى حين أنها صُدmت من فعلته وهو يأخذها بالقوة ويغلق الباب، كادت أن تصرخ "عهد" ليضع يده على فمها وأنفها معًا بقوة ويقيدها بيده الأخرى وتحاول الفرار منه ومقاومته لتلتقط الأكسجين للتنفس بعد أن وضع يده يخـ.ـنـ.ـقها من عدm التنفس لكن لا جدوى من بنيته الجـ.ـسمانية القوية، مر "نوح" من أمام الغرفة ليرى هاتفها بالأرض مُضيء فألتقطته ليرى اسمه وهى كانت على وشك الأتصال به، تعجب من وجود هاتفها هنا وأكمل طريقه إلى غرفته...
كانت تحاول التنفس بصعوبة من قبضة يده لكنه كان يرتعش خـ.ـو.فًا من أن يقبض "نوح" عليه بصحبة زوجته فيقــ,تــله هذه المرة بحق ولم ينتبه إلى هذه الفتاة التى تشج جسدها للتو وفقدت وعيها لتسقط من يديه أرضًا، نظر لها بهلع وحاول أفاقتها لكن لا محال فتركها فاقدة للوعي على الأرض وفر هاربًا للخارج.......
دخل “نوح” الغرفة ماسكًا هاتفها فى يده ورأى الصناديق الكرتونية جوار الباب وهى ليست بالغرفة، نظر للهاتف المضيء على اسمه ونظر للخلف يتذكر بأنه وجده فى الخارج ليخرج يبحث عنها ورأى والدته تخرج من غرفتها فسألها:-
-مشوفتيش عهد يا أمى
أجابته بنبرة لطيفة هادئة:-
-لا يا ولدى هى مبتخنلطش بحد واصل فى الدار
رأى باب غرفة الخزين مفتوحة وتعجب من فتح هذا الباب وما بداخل الغرفة هى أشياء زوجته المتـ.ـو.فية فقط، سار نحو الباب وأكملت “سلمى” نزولها للأسفل، فتح الباب ثم الضوء والغرفة مليئة بالغبـ.ـار والأتربة وصُدm عنـ.ـد.ما وجد “عهد” على الأرض فاقدة للوعى، أسرع نحوها وجلس على ركبتيه جواره وهو يأخذ رأسهابين قبضته وكانت بـ.ـاردة كقطعة ثلج فناداها بهلع وهو يدلك يدها بقوة:-
-عهد.. عهد
وضع يده على عنقها ليشعر بضعف نبضات قلبها فلم يجد مفر إلا حملها على ذراعيه ثم ركض للخارج بها، كانت “أسماء” تجلس مع “سلمى” فى الصالون بالطابق السفلي فهلعت “سلمي” وهى ترى “نوح” ينزل على الدرج ويحملها بين ذراعيه والقلق واضح على ملامحه والخـ.ـو.ف تملك منه، أتسعت عيني “أسماء” وهى تراه هكذا ويكاد يمـ.ـو.ت خـ.ـو.فًا عليها وهو يركض بها للخارج فدmعت عينيها و.جـ.ـعًا من رؤيته هكذا ولا تكترث بحال هذه الفتاة ولم تتسائل بما أصابها، فقط حال المحبوب والحُب بداخلهاما تهتم به، كان “خالد” يختبأ فى غرفة المكتب وينظر من وراء الباب بخـ.ـو.ف تملك منه وهو يرى “نوح” يأخذها للمستشفى ليزداد خـ.ـو.فه من أن يصيبها مكروه وتكون نهايته على يد “نوح” فإذا أخبرته أن “خالد” الفاعل سقطع رأسه بيده أمام الجميع دون تفكير..
_________________
كان “نوح” يقف أمام الغرفة فى رواق المستشفى بقلق ويكاد عقله يتوقف من التفكير والخـ.ـو.ف عليها، جاء “على” له بهلع وهو يمسك نبوته فى يده اليسري ويقول:-
-طمنى يا ولدى حصل أيه؟
أجابه “نوح” بقلق وهو يشير على باب الغرفة:-
-بيكشفوا عليها جوا يابويا، لاجيتها واجعة فى الأرض ومعرفش حصلها أيه؟
أربت “على” على كتفه بخفوت وقال:-
-خير يا ولدى بأذن الله
كان يرتعش قلبه خـ.ـو.فًا وعقله يأخذه إلى الماضى بنفس المستشفى كان ينتظر الأطباء يطمئنوا قلبه على زوجته لكنهم خرجروا يخبروه بوفأته، كان يخشي أن يُفتح الباب ويخبره الطبيب بأن زوجته المريـ.ـضة توفت هى الأخرى، أصابه الخـ.ـو.ف من تكرر الماضي لكنه كبح الخـ.ـو.ف بداخله ويحاول جاهدًا أخفاءه عن والده الواقف جواره، فتح الباب ليهرع إلى الطبيبة بخـ.ـو.ف كامن فى قلبه لتقول:-
-أطمن يا أستاذ هى بخير الحمد لله وأدعى ربنا أنك لحجتها فى الوجت المناسب لو كنت أتاخرت لجدر الله كان زمانها راحت مننا
دخل الغرفة دون أن يُعقب على حديثها أو يسأل ماذا أصاب زوجته فشكرها “على” ودخل خلفه ، رأى “نوح” يقف جوارها وهى نائمة وعلى أنفها أنبوب التنفس الصناعى وفى يدها محلول طبي مُتصل بالكانولا، مسح “نوح” على شعرها بلطف وعينيه لا تبتعد عنها ولا يهتم لوجود والده، نظر “على “ عليه وتبسم بخفة على قلق ابنه الواضح وعنـ.ـد.ما رأى “نوح” يأخذ يدها بلطف فى راحة يده والأخرى على رأسها زادت بسمته وغادر الغرفة تاركهما وحدهما، خرج من الغرفة ليرى “سلمى” قادmة بخـ.ـو.ف وقلق على ابنها فهى لا تكترث كثيرة على حال هذه الزوجة وما زالت لا ترضي به ولم تقبلها زوجة ابن لها، تبسم وهو يأخذ زوجته من يدها ليعودان معًا وهو يقول:-
-تعالى بس يا حجة
أخذها للخارج وهى تقول بجدية:-
اسيبنى أطمن على ولدى
نظر لها بدهشة وقال:-
هو ولدك ماله اللى أعرفه أن مرته هى اللى مريـ.ـضة، عموماً تعالى وهما هيعاود بكرة
أخذها وذهب فى سيارته
_________________________
فتحت “عهد” عينيها تعب فى المساء وكانت الممرضة رفعت عنها أنبوب الأكجسين والمحلول لكن الكانولا ما زالت فى يدها، ووجدت نفسها فى غرفة مُختلفة وتذكرت ما حدث وهى تنظر فى السقف لتتنفس الصعداء بإرتياح لبقاءها على قيد الحياة فهى أعتقدت أنها ستمـ.ـو.ت من الخـ.ـنـ.ـق هناك، حاولت وضعت يدها على عينيها الدامعة لتشعر بثقل فى يدها وعنـ.ـد.ما نظرت رأته يجلس جوارها ويمسك يدها فى راحة يده ويغلقها عليها بإحكام وينظر فى الهاتف يشاهد شيء لكنه عنـ.ـد.ما حركت يدها شعر بها ليترك الهاتف وهو ينظر إليها بلهفة ويقترب نحوها وهو يقول:-
-حمد الله على السلامة، حاسة بحاجة بتو.جـ.ـعك، لا أستنى هنادى الداكتورة
أغلقت يدها على يده قبل أن يتركها وقالت بصوت مبحوح:-
-أستنى بس، أنا كويسة
عاد للجلوس مرة أخرى وهو ينظر إلى يدها المُتشبثة به فقالت بتعب وهدوء:-
-أنا نمت كتير
أجابها وهو ينظر فى ساعة يده بجدية ويقول:-
-8ساعات و48 دقيقة
تبسمت بخفوت من دقته وهو تحاول الجلوس ليمسكها من أكتافها يساعدها فنظرت له بخجل ثم وضع يده خلف ظهرها والأخرى تضع الوسادة لها خلفها وهى تشعر بخفق قلبها يتسارع مُجددًا لقربه حتى تركها ترتخي على الوسادة وحدها وعاد للجلوس على المقعد وظل الصمت بينهما قليلًا لتقطع هذا الهدوء بصوت مبحوح تقول باحراج:-
-أنا أسفة
رفع نظره بها مرة أخرى وقال مستغرب كلمتها:-
-على أيه؟
تنحنحت وهى تشبك أصابعها ببعضها وتتحاشي النظر له بحرج ثم قالت:-
-عشان قولت أنك كذاب وعشان كمان تعبتك معايا طول الساعات دى وشكرًا
هز رأسه بصمت فهو لم يغضب منها ونسي هذا الأمر بل هى من كانت غاضبة وتتنجبها بخصامها، شعر بأن الموقف محموم بينهما وكأنهما يمسكان بأسلاك كهربائية فمن يراهما سيتوقع أى شيء إلا كونهما زوجان، عاد لصمته مرة أخرى وتحاشيه للنظر بها فقالت مرة أخرى:-
-كنت بتتفرج على أيه؟
أعطاها الهاتف بحرج فتعجبت حرجه ووجنته التى أحمرت خجلًا وكأنها مسكت به مُتلبس بالجريمة، نظرت للهاتف بتساؤل عما يشاهده ويجعله مُحرج هكذا أمامها لتُدهش عنـ.ـد.ما رأت فيديو لها على اليوتيوب متوقف فدخلت على سجل المشاهدة لتراه شاهد أكثر من نصف الفيديوهات الخاصة بها فى هذه الساعات التى نامتها، ضحكت بخفة وصوت مهموس، رفع نظره بها عنـ.ـد.ما سمع صوت ضحكاتها ودهش من رؤية وجهها مليء بالفرح والضحكات لتظهر غمازاتها ولأول مرة يدرك بأن زوجته تملك غمازات، أعتاد على رؤية العبوس والضيق والمشحنات الكهربائية تبث من وجهها لكن الفرح والضحك رأهما بالفيديوهات فقط والأن سنحت له الفرصة برؤيتهما على الطبيعة، أعطته الهاتف ليبعد عينيه عنها بخجل، قال بخفوت:-
-حاولت أعرف عن مرتى على الأجل اللى الناس تعرفه
ضحكت بسعادة أكبر على ربكته وتحاشيه للنظر بها....
_____________________
تأفف “حمدي” بضيق وهو يقف فى غرفة “خالد” غاضبًا ثم قال:-
-أدعي أنها متجولش لنوح، أنت جولت هتعلم عليهم بس متجبش بالغباء دا وتحط نفسك مباشرة
أجابه “خالد” بنبرة قوية غليظة:-
-مكنش جصدى يا أبويا
رمقه “حمدى” بضيق شـ.ـديد ثم قال:-
-أستعد لغضب نوح وحاول تدور على مبرر تجوله عشان ميجتلكش
أستدار لكى يخرج ليستوقفه “خالد” بجملته قائلًا:-
-أنت رايح فين ومهملني لحالى
أجابه “حمدى” ببرود شـ.ـديد:-
-عمك جال أنه هيعاود بمرته النهاردة، خلينى أطلع جبل ما يعاود
غادر الغرفة وتركه خلفه ليتصل “خالد” بصديقه ويقول:-
-بجولك ايه أنا طالع يومين الأجصر، جاى؟.. خلاص هعدي عليك كمان نصية..
___________________
أتسعت عيني “نوح” بصدmة قـ.ـا.تلة وهو يحدق بالطبيبة ثم نظر إلى “عهد” الجالسة على الفراش بالداخل ثم قال:-
-وهى تعرف الحديد دا؟
أجابته الطبيبة بنبرة هادئة ووجه عابس:-
-معتجدش إلا لو كانت بتشك فى الإغماءات اللى بتحصلها
تركها وعاد إلى الغرفة مُصدومًا لا يصدق ما سمعه فنظرت “عهد” له مبتسمةفتبسم بخفوت مُحاولًا أخفاء صدmته عنها..
خرجت "عهد" معه من المستشفى وهو شاردًا ووجه شاحب يمسك يدها بيده والأخري خلف ظهره، كانت تتعجب اهتمامه ومساعدته رغم أنها تلتزم الصمت، فتح باب السيارة وأدخلها ثم أقترب "نوح" أكثر يغلق حزام الأمان لها لتحدق به بدهشة أكبر، صعد جوارها ليقود السيارة وينظر عليها من تارة لأخري حتى وصل أمام المنزل، نزل وهرع نحو السيارة من الجهة الأخرى لياخذ يدها فقالت بخجل:-
-أنا كويسة يا نوح
هدأ من روعته بإحراج فتجاهلت يديه الممدودة لها ودخلا معًا للمنزل، أستقبله "على" وهو يقول:-
-حمد الله على السلامة، طلع مرتك ترتاح وحصلني على المكتب عشان هنفتح وصية جدك دلوجت وعمك مستعجل جوى
أومأ له بنعم فى صمت وأخذها للدرج فقالت بحرج:-
-روح لعمه يا نوح، أنا هعرف أطلع لوحدي
تشبث بيدها أكثر بإصرار على مساعدتها لتحاول جذب يدها فضغط أكثر وهو يحدق بعينيها يقول:-
-هشش هتسمعى الكلام ولا هشيلك لحد السرير بنفسي
تبسمت بسخرية وهى تصعد الدرج معه وتُتمتم قائلة:-
-فاتح صدره وكأنه هيقدر محسسنى أنى متجوزة فاندام
لم تنهى جملتها لتخرج منها صرخة خافنة عنـ.ـد.ما حملها على ذراعيه بسرعة البرق فأتسعت عينيها بذهول على مصراعيها ثم قال:-
-بعون الله أجوى من فاندام كمان، بعدين متحسسنيش أكدة أنى معملتهاش جبل اكدة
تنحنحت بحرج منه وهى تتحاشي النظر له، يصعد الدرج بها متطلع إلى ملامحها التى تزداد حمرة من خجلها ليقطعه صوت "أسماء" من الأعلي تقول بغـ.ـيظ وغيرة:-
-خير رجلها أنشلت؟!
رفعت "عهد" نظرها لها بغضب وتلاشي خجلها وكزت على شفتيها بضيق لكنها تبسمت بمكر وهى تعلم بأن هذه الفتاة ترغب بزوجها وتعشقه بجنونه فلفت ذراعيها حول عنقه بدلال ثم قالت بعفوية مبتسمة له:-
-أوعاك توقعنى مفهوم!
تبسم بلطف وأومأ لها بنعم لتشتاط "اسماء" غضبًا وغيرة من رؤيتها بقرب حبيبها هكذا وهو يدللها أمام الجميع دون خجل أو حياء، مر من جانبها لتضـ.ـر.ب "أسماء" قدmيها بيديها من الغـ.ـيظ وتقول مُتمتمة:-
-أنا اكدة همـ.ـو.ت مجلوطة بالجلب
دخل "نوح" الغرفة بها لينزلها على الفراش ثم قال:-
-هبعت لك الوكل مع حُسنة، تأكل زين
أستدار لكي يرحل لتقف بسرعة وهى تسير خلفه وتقول:-
-وأنت مش هتأكل!!
استدار لها ثم قال ببسمة خافتة:-
-لما أعاود هأكل بس المهم تأكلي أنتِ زين عشان متتعبيش تاني
أومأت له بنعم فمسح على شعرها بيده ثم غادر لتبتسم وهى تشعر بضـ.ـر.بات قلبها تتسارع وتضع يدها على رأسها بخفة وتملأها السعادة من لطفه ومعاملته الطيبة لها...
_______________________
فتح المحامي الوصية وعرضها على "حمدي" واخاه الاصغر "على" و"نوح" وصُدm الجميع عنـ.ـد.ما وجدوا كل التركة تعود إلى "نوح" وليس أحد الابناء بل سجل الجد كل شيء باسم الحفيد والابناء لا يحق لهما شيء حتى منزل العائلة اصبح ملك "نوح" فثار "حمدي" بجنون وهو يقف ويضـ.ـر.ب المكتب بيده ويقول:-
-لا أبويا شكله أتجن ومكنش فى عجله وهو بيسجل الوصية دى
كان "على" مُصدومًا مثله تمامًا فأجابه بهدوء وهو يتكأ بيديه الأثنين على النبوت:-
-اتحدد عن ابوك زين، أبويا مـ.ـيـ.ـت وهو بعجله وعجله يوزن بلد كمان
صاح "حمدي" بغضب أكبر وهو يلوح بيديه فى الهواء:-
-طبعًا ما هو ابنك يورث يبجى انت ورثت وأطلع أنا وعيالى من المولد كله
تحدث المحامى بنبرة خشنة وقوية يقول:-
-يا أستاذ حمدى والدك رحمه الله كتب الوصية دى من سبع سنين وهو فى صحته وفى عز شغله وهو واجف على رجله
تركهم وخرج من الغرفة وهو يثور ويصـ.ـر.خ بتهديدات واضحة:-
-الله يجحمه فى جبره، أنا مهسكتش وحجى هأخده من اتخن تخين فى الدار والبلد كلتها، أبجى جاعد فى بيتى ويتجالى مالكش فيه
خرج "نوح" خلفه وهو يخرج عن صمته وكأنه كان على علم بالوصية فلم تصيبه الدهشة أو الذهول ليقول بضيق:-
-أتحدد عن جدي زين، وحجك اللى بتحدد عنه دا مالكش فيه دا عدل ربنا، المحجر والتجارة والاراضي أنا اللى بسهر ليالي عليهم وبسافر عشانهم، عملت ايه يا عمي انت ولا ولدك اللى مجضيها صرمحة وسفر وراء السياح والغوازي عشان تكبره، لتكن فاكر أن جدي كان عنده أطيان واتولد بمعلجة من دهب
استدار "حمدي" له بغضب سافر وهو ينكزه بعكازه الخشبي فى كتفه ويقول:-
-دا بجى الحديد المسموم اللى رمـ.ـيـ.ـته فى ودن جدك عشان تضحك عليه مش أكدة يا واد اخوي
نزلت "عهد" من الاعلى على صوت شجارهما وخرجت "فاتن" و"سلمى"من المطبخ، غادر المحامى المنزل وتركهم فى شجارهم، انزل "حمدى" عكازه ارضًا وهو يقترب نحوه أكثر ثم قال بتحدي وعينى تبث شرارة ونار:-
-أنا مهسبش حجى يا نوح لو على مـ.ـو.تي
لم ترجف عيني "نوح" بل وضع يديه خلف ظهره ببرود وهو لا يخشي شيء، استدار "حمدى" لكى يصعد الدرج فرأى "عهد" أمامه فدفعها بقوة وهو يمر لتكاد أن تسقط فتشبث "نوح" بها بهلع ثم نظر إلى "حمدى" وهو يصعد بغضب، نظرت "عهد" إليه بخـ.ـو.ف فمسح على رأسها بلطف وقال بنبرة ناعمة تبدلت فى الحال لأجلها:-
-متخافيش كله تمام
هزت رأسها بلطف له وهى لا تفهم سبب الشجار لكنها علمت به عنـ.ـد.ما دخل "نوح" إلى المكتب مع والده وتركها، تبسمت بلطف وهى تجلس جوار "سلمى" على الأريكة ثم قالت:-
-ممكن أقعد جنبك
نظرت "سلمى" لها ببرود ثم قالت:-
-ما أنتِ جعدتى ولا تحبي تجعدى فى حجرى بالمرة
هزت "عهد" رأسها بخفوت وقالت:-
-أنا اسمى عهد
رفعت "سلمى" حاجبها بدهشة مصطنعة وقالت بسخرية:-
-تصدجى مكنتش اعرف
ضحكت "عهد" وتابعت حديث عن نفسها:-
-ومعنديش ام، بصراحة مشوفتش أمى عشان اتـ.ـو.فيت وهى بتولدنى، وبابا مـ.ـا.ت وهى حامل فيا مشوفتوش برضو، أختى عليا هى اللى ربتنى وعمرها كان سبع سنين وعلمتنى وبصراحة كنت شاطرة جداً فى المدرسة وعلى طول من الأوائل يمكن لأن التعليم كان وقتها السبيل الوحيد ليا لعيش حياة مرتاحة
نظرت "سلمى" لها بصمت وهى تقصي لها قصة حياتها بدون مقدmـ.ـا.ت أو أن تفرض عليها سؤال، تابعت "عهد" بعيني دامعة تقول:-
-لما أختى اتجوزت نادر بقى يساعدها فى مصاريفي خصوصًا ان كلية أعلام مصاريفها عالية شوية ومن أول سنة وأنا بدأت اقف على رجلي وأشتغل لوحدى كنت مبسوطة أوى بأول مرتب ليا، عارفة جبت بيه ايه، شيكولاتة عشان بحبها جدًا بس كنت دايمًا بتحرج أطلبها من نادر لأنه جوز أختى وكفاية عليهم مصاريف تعليمي
ضحكت "سلمى" بخفوت على هذه الفتاة الساذجة والبساطة تظهر فى طباعها وتصرفاتها، تذكرت حديث "حُسنة" عنـ.ـد.ما أخبرتها أن "عهد" جلبت كتب للدراسة لأبـ.ـنتها، تابعت "عهد" بهدوء وحرج:-
-أنا أسفة أنى اتجوزت ابنك غـ.ـصـ.ـب عنكم بس حضرتك لو مكانى وحسيتى أن فى أيدك تردى الجميل والتعب اللى قدmته عليا ليا مش هترفضي
تحدثت "سلمى" بهدوء وهى تنظر إلى "عهد" بجدية:-
-لو كنت مكانى مكنتش هحس أنه جميل لأن الأخوات والعيلة مفيش بينهم جمايل ولا حساسيات وديون تترد يا بتى
شردت "عهد" فى حديثها فطالما شعرت بأنها عبء على أكتاف اختها ودين فى عنقها يجب أن ترده يومًا، تبسمت بخفوت ثم قالت:-
-أنا ممكن أقولك يا ماما.... الله دى حلوة اوى أول مرة أقولها.. ممكن
تبسمت "سلمى" لها وهزت رأسها بالموافقة لتبتسم "عهد" بعفوية وهى تعانقها فدهشت "سلمى" من عفوية هذه الغتاة ومرحها لتربت على ظهرها بلطف....
________________________
-يعنى أنت كنت عارف؟
سأله "على" بقلق ليجيب "نوح" بجدية قائلًا:-
-من سبع سنين لما خالد كان عمره23 سنة كان مجضيها سهر مع العجر والغوازى كنا بنجيبه كل سبوع من داهية شكل والعجرية اللى حبلت منه وسقطت ولا الرجاصة اللى خبطها بالعربية عشان تسقط جام مـ.ـا.تت، عمى حمدى بجى كان الله اكبر عليه بيتاجر فى السلاح مع رجـ.ـا.لة الجبل، تفتكرى جدى كان هيكتبها ماله الحلال عشان نجسوه يا أبويا،، الحل اللى جه على باله أن يكتب كل حاجة باسمى لحد ما حالهم يتصلح وبعدها أدي كل واحد حجه بس لما يتعبوا ويعرفوا كيف يخافوا على مالهم وارضهم مش يضيعوه
تنهد "على" بقلق وهو يجلس على المقعد ويمسك نبوته فى يده اليمنى بحيرة ثم قال بقلق:-
-بس عمك مهيسكتش يا نوح، مهيسيبش حجه يا ولدى... أنا خايف عليك
تحدث "نوح" بشجاعة وهو يقول:-
-متخافش يا ابويا، أنا راجـ.ـل اجدر احمى حالى زين
رفع "على" نظره إلى "نوح" بقلق وخـ.ـو.ف ثم قال بحـ.ـز.ن:-
-لتكن فاكر ان عمك هيأذيك فى حالك يا ولدى، حمدى خابر زين أنه لو أذاك مرتك وإحنا اللى هنورث وهيطلع من غير حاجة، عمك هيأذيك فى مالك وشغلك ولو وصل الحال والشر به هيأذيك فى أحبابك يا ولدى
صمت "نوح" قليلًا يفكر فى حديثه ثم غير محور الحديث وقال:-
-المهم دلوجت أنا لازم اسافر القاهرة، لازم أجيب عليا اخت عهد
تعجب "على" من قراره وعقد حاجبيه بدهشة ثم سأل:-
-اشمعنا، ما أنا جولت اجبها عشان حفيدى اللى وياها وأنت منعتنى عنها
تنهد "نوح" بقلق ثم قال بخـ.ـو.ف:-
-عهد عندها فشل كبد وهتحتاج زراعة ولسه على ما تستنى متبرع حالتها هتسوء أكثر، لازم أتحدد وياه اختها
وقف "حمدى" من مكانه ليربت على كتفه بلطف ثم قال:-
-روح يا ولدى بس حط فى حساباتك احتمال انها متوافجش تتبرع، الأخت اللى ترمي باختها اهنا عشان مصلحتها وحياتها مهتساعدش فى نجاتها، اه اهنا مش وحش ولا إحنا وحوش بس هى مجدرتش على العيشة معانا فرمت اختها كبش فدية
وقف "نوح" من مكانه بوجه عابس وقال بلهجة غليظة شيطانية:-
-وجتها يبجى هى اللى جنت على حالها لانها هتتبرع بالرضا أو بالعفاية
تعجب "على" من حال ابنه وقلقه الملحوظ والزائد ثم سأله:-
-العروسة عجبتك، دا أنا اكدة اشكر عليا بجى على الحسنة اللى عملتها
تنحنح "نوح" بحرج ثم غادر، تبسم "على" بخفوت وقال:-
-سبع سنين من غير جواز ومفيش واحدة عجبك لكن اللى اترمت فى طريجك تمـ.ـو.ت من الجلج عليها اكدة
_____________________
ضـ.ـر.بت "فاتن" يدها على الأخرى بذهول ثم قالت بعبوس:-
-مش جولتلك، أخوك وولده طبخوها سوى، نوح يدخل كلية التجارة عشان يمسك التجارة مع جده ويلزج له ويفرش له الأرض ورد وحاضر ونعم ويكبر فى السوق ووسط التجار وهوبا ابوك يتعب وعلى يمسك الشغل ويا ولده وفى الأخر ابوك يكتب لهم كل حاجة وأنت ولا أنت هنا يا سبع الرجـ.ـا.لة
صاح "حمدى" بها بأنفعال شـ.ـديد وهو يقول:-
-اخرسي بجى معاوزش اسمع حسك ولا حس حد، عاوز افكر انا مهسيبش حجي لعلى وولده ينعموه فيه واستنى حسنة منهم
ضـ.ـر.بت "فاتن" فمها بيدها بقوة وهى تقول:-
-ادينى اتخرست اهو
تحدث "حمدى" بشرود وهو يفكر فيما حدث قائلًا:-
-على كان باين عليه الصدmة كيفي لكن نوح، نوح كان جاعد هاديء جوى ومتصدmش ولا اتفاجى كأنه كان خابز زين اللى موجود جوا الظرف
صاحت "فاتن" وهى تضـ.ـر.ب قدmيها بيديها بسخرية وانفعال:-
-زورها، ضحك عليكم كلتكم وزورها وكوش على كل حاجة لحاله، طبعًا ما هو الواد اتجوز دلوجت ويا عالم مرته حابلة ولا لا، الواد جرر يعيش حياته خالص
وقف "حمدى" بغضب سافر بعد أن سمع حديث زوجته وقال:-
-حياته دى هدmرها وعائلته هجتلهم جدام عينه لو مأخدتش حجى كامل
________________________
دلف "نوح" إلى غرفته ورأها جالسة على الأريكة وتفتح الصناديق الكرتونية وتخرج منها معدات التصوير، جلس على الفراش يتابعها بصمت وهى مشغولة بعملها فرفعت نظرها له بعد أن شعرت بنظراته تراقبها، سألت بقلق:-
-فى حاجة؟
أربت "نوح" على الفراش بخفة وقال:-
-تعالى جارى
تركت استاند التصوير على الطاولة وذهبت نحوه لكى تجلس فقال:-
-أنا هسافر يومين القاهرة معاوزش حاجة اجبلهالك بدل الاون لاين دا
تعجبت بدهشة من حديثه وسألت بقلق:-
-مسافر ليه؟!، مش قصدى طبعًا ادخل فى حياتك وخصوصيتك بس قصدى هتسبنى هنا
أومأ لها بنعم فتذكرت ما حدث أمس من "خالد" لتقول بخـ.ـو.ف وهى تتشبث بكم عباءته:-
-متسبنيش هنا
نظر إلى يدها التى تشبثت به ثم إليها والخـ.ـو.ف فى عينيها ونبرتها المُرتجفة، كل شيء بها يوحي يأن هناك شيء تخشاه فى البيت فسأل بشك:-
-خايفة من ايه؟
صمتت وهى تترك عباءته وتتحاشي النظر له فتابع بنبرة أكثر حدة وجدية:-
-أنتِ دخلتى المخزن أمبـ.ـارح ليه؟
تمتمت "عهد" بتلعثم شـ.ـديد:-
-بالغلط مكنتش أعر......
قطعها قبل أن تكمل حديثها عنـ.ـد.ما مسك فك وجهها يرفع رأسها له لتتقابل أعينهما معًا وهو يقول بتحذير:-
-متكدبيش
قصت له ما حدث أمس من "خالد" وما حدث قبل ومحاولاته فى لمسها واعتراض طريقها ليشتاط غضبًا مما يسمعه فوق لكى يخرج يقــ,تــله فى مكانه وأمام والده لكنها منعته عنـ.ـد.ما ركضت خلفه وعانقته من الخلف بهلع، توقفت قدmه عنـ.ـد.ما ارتطمت بظهره وشعر بدفء جسدها ورأسها تستكن على ظهره لينظر للأسفل على يدها المتشابكة على بطنه فسمعها تتحدث بنبرة خافتة وصوت مبحوح:-
-متروحلوش.. متأذيش حد يرد لك الأذي وتتأذي، متتأذيش ولا تمرض يا نوح، أنا عارفة أنى فرض عليك وأتجوزتنى بالإكراه وبينا حدود مينفعش أتخطاها بس متتأذيش ممكن، أنت أول حد يقلق عليا من غير ما يكون الواجب حاكمه، وأول مرة الاقي ام ليا ومحسش أنى مديونة بالود والحب لحد ولازم أرد الدين فى يوم
تحولت نبرتها إلى الضعف والبكاء أحتل عينيها وصوتها، تنهد بهدوء وهو يفتح يدها من بعضهما لتترك أسر خاصرته ثم التف لها ليراها تنظر للأرض وتبكى، مسح دmـ.ـو.عها بأنامله بلطف ثم تحدث بخفوت:-
-أنا موافج على كل اللى جولتيه يا عهد بس حجك لازم اجبهولك وإلا هحس أنى مش راجـ.ـل، لما واحد ياذي مرتى بكلمة مش لمسة ومجبش حجها أبجى مش راجـ.ـل
ذرفت دmـ.ـو.عها من جديد ليأخذ وجهها بين كفيه ويقول:-
-أنتِ فرض عليا اه بس يا ريت كل الفروض بالحلاوة دى.. اضحكى بجى
ضحكت وسط بكاءها وهى تحدق بعينيه فتبسم بخفوت وبداخله يتواعد المـ.ـو.ت لهذا الرجل البغيض الذي تجرأ على إهانة زوجته...
________________________
دق باب شقة "عليا" لتخرج من المطبخ بسرعة وتفتح الباب لتُصدm بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما ترى"نوح" أمامها....
___بعنوان "أنانيـــة"___
فتح موظف الفندق باب الغرفة وهو يحمل حقيبة سفر صغير ثم ولج “نوح” وهى تتبأطا يديه مُرتدية بطلون جينز وقميص نسائي أبيض عليه كلمـ.ـا.ت ورسومـ.ـا.ت باللون الأسود وحول خاصرها النحيف تضع حزام أسود وترفع شعرها من الجانب الأيسر بدبوس شعر ومسدول على ظهرها، أعطى “نوح” النقود للعامل ثم غادر وأغلق الباب فأستدار “نوح” لها وهو يربت على كتفها بخفة وقال:-
-أرتاحى هبابة وأنا ساعة وهعاود
مسكت يده قبل أن يغادر بحرج ثم قالت:-
-ممكن أخرج، عندى شغل ولازم أقابل ليلى
صمت قليلًا وهو يفكر في مرضها وخروجها وحدها فتنهد بهدوء وهو يعلم بأنها بخير ولا تعلم شيء عن مرضها أومأ لها بنعم وهو يخرج محفظة جيبه وقال بجدية:-
-ماشي بس خلى بالك من نفسك وخلى دول معاكي
نظرت إلى يده الممدودة بالنقود لها فقالت بحيرة وحرج من أخذ المال منه:-
-أنا معايا فلوس
وضع المال في يدها رغمًا عنه ثم قال بتحذير:-
-أنتِ مرتى أنا ومسئولة منى خلي فلوسك على جنب، وكلمنى لو أحتجتى حاجة او حسيتى بتعب
نظرت له ببسمة خافتة ثم قالت:-
-متقلقش أنا كويسة
غادر الغرفة لتبتسم وهى تتصلي بـ “ليلي” لكى نقابلها..
____________________
كان “نوح” جالسًا أمام “عليا” في الصالون وهى تحتضن طفلها بين ذراعيها وهو يحدق بها فقطع صمتهم يقول:-
-كنتي فاكرة أنك أكدة هتكونى هـ.ـر.بتى ولا هعيشي بسلام كأن القاهرة هتحميكى مننا
تنحنحت “عليا” بخـ.ـو.ف منه وهى تتذكر حديث “نادر” عنه وعن قسوته الكامنة في هدوئه ، جبروته الذي يرعـ.ـب كبـ.ـار العائلة رغم أنه أصغرهم وربما حجوده هذا ما جعله الأفضل لدي جدهما “حافظ الصياد”، أزدردت لعابها بخـ.ـو.ف ثم قالت:-
-أنتوا عايزين منى أيه، انا مش عاوزة غير أنى أعيش وأربي ابنى
هز رأسه بتفاهم وهو يستمع إلى حديثها ثم قال ببرود:-
-بس ابنك دا أنا هأخده ومهتشوفهوش تانى
أتسعت عيني “عليا” على مصراعيها بصدmة قـ.ـا.تلة وتنظر إليه وهى تحتضن طفلها بخـ.ـو.ف وتشـ.ـد بيديها عليها وتحدثت بتلعثم وخـ.ـو.ف:-
-أنتِ متقدرش تأخده منى أنا ممكن أسـ.ـجـ.ـنك وبعدين انا سيبتلك عهد عاوزين منى ايه
وقف من مكانه بغضب بعد أن ذكرت اسم زوجته ليمسكها من ذراعها بقوة وقال بغضب:-
-عهد!! اللى رمـ.ـيـ.ـتها كبش فدية عشان تعيش حياتك هنا ومفكرتش فيها ولا للحظة
تركها وهو يسير بعيدًا عنها ثم أخبرها عن مرض “عهد” لتدmع عينيها خـ.ـو.فًا وحـ.ـز.نًا على أختها الصغيرة لكن قلبها لم يبكى أو يرتجف خـ.ـو.فًا بل شعر بالشفقة فقط عليها وتركت “يونس” على الأريكة ثم رفعت حاجبها مُتعجبة سبب زيارته وأن السبب “عهد” ولم يأتي لأخذها هي أو طفلها، كان من الموضوح عنـ.ـد.ما تحدث عن المرض بأنه يكاد يمـ.ـو.ت قلقًا عليها ثم سألت بنبرة هادئة:-
-وأنت جاي ليا هنا عشان عهد؟
نظر “نوح” لبرودها بعد ان أخبرها بحالة اختها وحتى دmـ.ـو.عها لم تكن صادقة في نظره بل كانت شفقة وعطف عليها كأى شخص غريب يسمع بحالتها فقال:-
-عهد محتاجة متبرع قبل ما حالتها تسوء أكتر
رفعت حاجبها بسخرية وأجابته “عليا” وهى تعقد ذراعيها ببرود شـ.ـديد قائلة:-
-وأنا المفروض مكتوب على باب شقتى أنى مركز تبرع مثلاً، ولما أتبرع مين اللى هيربي ابنى ويرعاه
مسكها “نوح” من يدها بقوة ووجهه يشتاط غضبًا من رد فعل “عليا” وكز على أسنانه بعيني تبث نار وتحدث بنبرة مرعـ.ـبة:-
-التبرع أنتِ هتعمليه سواء رضيتى أو لا فأختارى تعملي بموافجتك بدل ما تدخلي أوضة العلميات مجبورة، لأن أنا مهضحيش بعهد كيف ما عملتى أنتِ، أنا ممكن أديها كبدى لكن أنا واثج أن واحدة أنانية كيفك مهترعاهاش في مرضها وأنا لازم أرعاها يبجى لازم تتبرعى ليها بكبدك
سقط الهاتف من يد “عهد” ليلتف الأثنين وصُدm “نوح” عنـ.ـد.ما رأها تقف هناك وتستمع لحديثهما فترك “عليا” وسار نحو “عهد” بقلق وهو يقول بهمس:-
-عهد أسمعينى
دmعت عينيها بخـ.ـو.ف وأرتجفت يديها مما سمعته، أصابها حالة من الذعر والخـ.ـو.ف فقبل قليل كانت تشعر بأنها بخير تمامًا حتى سمعت عن مرضها منه لتشعر بأن جسدها بأكمله مريـ.ـض وأصابه الخمول والضعف، وضع “نوح” يده على رأسها يمسح عليها بلطف وحنان ليقول هامس بعد أن رأي خـ.ـو.فها:-
-متخافيش يا عهد أنتِ هتكونى زينة
أتاه صوت “عليا” من الخلف تقول بانفعال شـ.ـديد:-
-بس أنا مش هتبرع بكبدي لحد
كاد أن يستدير لها بوجه غاضب تحول للأحمرار الشـ.ـديد من غضبه وغـ.ـيظه من هذه المرأة ولا يعرف كيف أحبها أخاه وتزوجها وهى تشبه الحية التي تبخ سمها في الجميع لكن استوقفته “عهد” عنـ.ـد.ما مسكت يده بضعف ثم قالت:-
-يلا نمشي يا نوح
ظل واقفًا ينظر إلى “عليا” بغضب لتجذبه “عهد” بضعف وجسد هزيل تقول:-
-يلا يا نوح
سار معها وهو يدرك أن قوتها أضعف من جذبه ليغادر بها من المنزل وتهرع “عليا” نحو باب الشقة وتغلق بأحكام...
___________________
__”منــزل الصيـــــاد”__
في المطبخ كانت “سلمى” تقف مع “حُسنة” تجهز الغداء حتى قطعهما صوت “فاتن” تقول:-
-خططتى ونفذتى يا سلفتى
أستدارت “سلمى” لها ليتراها تقف على باب المطبخ تشتاط غاضبًا لكنها تكبحوا بداخله فقالت:-
-هتساعدينا أتفضلي لكن لو جاية تحددي حديد ماسخ يبجى متعطلناش
أنهت جملتها وألتفت تكمل تقطيع البطاطس في الطاجن لتتحدث “فاتن” بغضب ولهجة غليظة:-
-طبعًا ليكى نفس تطبخى وهتأكلى كمان ما هو اللى في عب ولدك فحجرك يا سلفتى وعاملالى فيها شيخة ومبتجوميش من على سجادة الصلاة طب جوليله أن بيأكل مال حـ.ـر.ام وسارج حج عمه
تأففت “سلمى” بضيق شـ.ـديد وهى تقول:-
-الله ما طولك يا روح.. هملينى لحالي يا فاتن لحسن صبر هيخلص عليكي
غادرت “فاتن” وهو تقول بجدية:-
-والله أنا اللى ماسكة حالى عليكى يا سلفتى أنت وولدك
تنهدت “سلمى” بضيق بعد أن غادرت “فاتن” لتربت “حُسنة” على كتفها بلطف:-
-متزعليش حالك يا ستى وكله هيبجى تمام
___________________
كان “نوح” واقفًا أمام باب غرفة النوم فى الفندق مُرتدي بنطلون أسود وقميص رمادي فاتح ودق الباب برفق وهو يُحدثها قائلًا:-
-ممكن نتحدد سوا بهدوء
لم تُجيبه سوى بصمت فتنهد بضيق وألتف لكى يغادر لكن أستوقفه صوت فتح الباب فألتف مسرعًا بهلع ليراها تقف كما هى بملابسها مُنذ الصباح لم تبدلها ووجهها شاحب وحزين وقد تمكن الضعف والخـ.ـو.ف من روحها، شعرها فوضوي على الجانبين يحيط بوجهها الصغير وأتاه صوتها المبحوح تسأله بضيق:-
-أنتِ عرفت أمتى، لما كنت فى المستشفى صح
أومأ لها بنعم وهو يقترب نحوها خطوتين لتعود هى للخلف بعيد عنه وتجيبه وسط البكاء بخذلان:-
-عشان كدة بقيت مهتم بيا وعلى طول جنبي والشفقة باينة عليك وأنا اللى كنت مغفلة فكرت للحظة..
صمتت ولم تكمل ليقترب نحوها وهو يرى الخذلان بها وهى تتحاشي النظر به وتنحى رأسها للأسفل بإنكسار ليأخذ يدها بلطف فنفضتها بغضب وهى تصرخ به وتسير نحو الشرفة:-
-أبعد عنى يا نوح
تحدث وهو يسير خلفها بقلق قائلاً:-
-اسمعينى بس
صرخت وهى تستدير له وتفتح ذراعيها أمامه قائلة:-
-اسمع ايه؟!! أن كل المعاملة دى ولطفك وحنيتك كانوا شفقة عليا عشان مرضي
صمت أمام حديثها فهو يعاملها هكذا خـ.ـو.فًا من تكرر الماضي ولم يكن لها أى مشاعر، ذرفت الدmـ.ـو.ع من عينيها بضعف وخـ.ـو.ف من المرض والجراحة، أقترب نحوها بهدوء وأخذ يدها فى يده بحنان وقال:-
-أطمني يا عهد، طول ما أنا جارك وفى ضهرك أطمنى وأوعى تخافي من حاجة واصل، أنتِ هتعملى العملية وهتخفي
جهشت باكية وهى ترفع يدها الأخرى لتضعها على عينيها بحـ.ـز.ن وضعف تخفى دmـ.ـو.عها وعينيها عن نظره وما زال يحتضن يدها الأخرى بيديه، رفع يده إلى يدها ثم أشاحها عن عينيها وقال:-
-متبكيش
أومأت له بنعم ليجفف دmـ.ـو.عها بأنامله بحنان وهو ينظر لعيني العسلية التى تلوثت بأحمرار شـ.ـديد من كثرة بكاءها وتورمت قليلًا، وجهها شاحب لا يعلم أهو من الحـ.ـز.ن أم المرض، مُنذ أن علمت بمرضها وظهر التعب والأرهاق عليها أكثر من السابق، تمتمت "عهد" بضعف وهى تنظر بعينيه السوداء قائلة:-
-أنا خايفة!!
أربت على يدها بيده بحنان وهى تشعر بدفئه يمتص حـ.ـز.نها وو.جـ.ـعها، رفعت نظرها مع يده التى تمر من أمام أعينها ليضع خصلات شعرها خلف أذنيها بلطف ناظرًا بعينيها لتشعر بضـ.ـر.بات قلبها تتسارع وحرارة جسدها ترتفع من نظراته المُسلطة عليها، هذه النظرات المليئة بالدفء بمثابة السحر الذي يُسكب على قلبها وعينيها، تحدث "نوح" بخفوت:-
-متخافيش أنا وياكي ومههملكيش واصل....
لعنت نفسها وقلبها الذي تسارع أكثر بعد كلمته وهذا الرجل يربكها بكل شيء، نظراته وأنفاسه الدافئة وكلمـ.ـا.ته وغير كل هذه وسامته التى تسعى جاهدة لتجاهلها لكنه يُفشل كل محاولاتها، لم تتحمل البقاء أمامه أكثر حتى لا تفقد وعيها من سحره ففرت هاربة من أمامه إلى غرفة النوم.....
تنفست الصعداء بأرتباك وهى تقف خلف الباب وتضع يدها على قلبها مُحاولة الشعور بضـ.ـر.باته أكثر لتُتمت بحـ.ـز.ن شـ.ـديد:-
-أهدا بقى كل دا شفقة عليك
دmعت عينيها بخذلان فهى أعتقدت بأن الحياة من الممكن ان تبدأ بينهما ويتقبلها زوجة له لكنه لم يراها سوى فتاة مريـ.ـضة على حافة المـ.ـو.ت ووحيدة لا تملك من يعتني بها...
أستيقظ “نوح” صباحًا من النوم ولم يجدها بالغرفة ليدب القلق فى عقله من أن تكون هـ.ـر.بت منه مريـ.ـضة وعنـ.ـد.ما أتصل بها كان الهاتف مُغلق ليشتاط غضبًا ممزوجًا بالقلق ودخل يبدل ملابسه ليستعد من أجل الخروج والبحث عنها...
_____________________
فى كافى فى وسط البلد كانت “عهد” جالسة على طاولة بعيدة بجوار الحائط الزجاجى الذي يفصلها عن الشارع ومعها “ليلى” حزينة وتبكى على حال صديقتها بحـ.ـز.ن وخـ.ـو.ف صادق لتُمتم “عهد” بهدوء وهى تنظر إلى صديقتها:-
-ممكن تهدي، أنا مجتلكيش عشان تقضيها عـ.ـيا.ط
أخذت “ليلى” يدها بين كفيها بخـ.ـو.ف وقالت وسط بكائها:-
-أنا مستعدة أتبرع لك بس متمرضيش ومالكيش دعوة بعليا لأنها أنانية ومتستاهلش أنك تعتمدى عليا
أربتت “عهد” على يدها ببسمة خافتة مُنكـ.ـسرة ثم قالت:-
-أنا مبحكلكيش عشان تقولى تتبرعي ليا أنا ممكن أستنى متبرع عادى، نوح قال أن حالتى مش خطيرة أوى
جففت “ليلى دmـ.ـو.عها بأناملها مُبتسمة رغم خـ.ـو.فها من فقد صديقتها ثم قالت:-
-نوح!! ، شكل راجـ.ـل جدع من اللى حكيته عنه
أومأ “عهد” بالموافقة وهى تشرد فيه ثم قالت بهيام:-
-جدع بس، دا جدع وشهم ووسيم أوى يا ليلى
ضحكت “ليلى” على صديقتها وهى تلوح بيدها أمام أعين “عهد” ثم قالت:-
-ايه يا عيونى روحتى فين؟ إحنا بنحب ولا ايه؟
تنحنحت “عهد” بخجل ثم قالت:-
-لا حُب أيه؟ أنا بس معجبة بشهامته ورجولته لو شوفتيه وهو بيضـ.ـر.ب ابن عمه عشانى ولا وهو بيشخط فى مرات عمه الحرباية
قهقهت “ليلى” ضاحكة وهى تأكل قطعة من الحلوى ثم قالت بعفوية:-
-وأنا اللى قاعدة قلقانة ومـ.ـيـ.ـتة من العـ.ـيا.ط
تنهدت “عهد” تنيهدة مليئة بالخيبات وثغرات الو.جـ.ـع ملأت طريق قلبها لتتعجب “ليلى” من تنهيدتها الضعيفة وقالت بأستغراب:-
-ليه التنهيدة دى! أنتِ تعبانة ولا حاجة
تحدث “عهد” بعفوية وصدق مليء بالحـ.ـز.ن:-
-الحياة معاندة معايا أوى يا ليلى، أول ما أنجح فى مشوارى ألاقي نفسي أتجوزت وبقيت مدام بالأسم، أختى أنانيتها بتزيد ضحكت عليا وفهمتنى أن أول ما يكتشفوا أن أنا العروسة هيطـ.ـلقنى ويرمينى عشان هم كل همهم يونس حفيدهم وبس ولو مطلقنيش هتساعدنى أهرب لكن أول ما مضيت فص ملح وداب ونوح مطلقنيش زى ما قالت، وبقت زوجة ومضطرة أعيش فى مكان غريبة مع ناس معرفهمش وبيكرهونى وكل واحد من سكان البيت دا نفسه يخلص منى دلوقت قبل كمان ساعة، ولما لاقيت الراجـ.ـل اللى معايا طيب وراجـ.ـل يتسند عليه قولت خلاص قدرى وأتقابله، طلع كل دا وهم وشفقة بسبب مرض ظهر بين يوم وليلة
وقفت “ليلى” من مقعدها لتجلس جوارها وهى تربت علي يديها بحنان ولطف وتقول بنبرة ناعمة:-
-كله هيبقى تمام يا عهد المهم دلوقت نعالج المرض دا
رفعت “عهد” نظرها إلى صديقتها بضعف وعيني دامعة ثم قالت:-
-بس ليلى أنا موجوعة ومش قادرة أدارى أكتر من كدة، أنانية أختى و.جـ.ـعانى وشفقة نوح تعبانى لكن غـ.ـصـ.ـب عنى بيرجع له لأن فعلا ماليش غيره أتسند عليه فى ضعفى ودا قاهرنى يا ليلى
جففت “ليلى” دmـ.ـو.عها بسبابتها وهى تقول مُبتسمة:-
-بس أنا معاكيِ يا حبيبتى
عانقتها “عهد” بإنكسار وقد رفعت الستائر عن أوجاعها الكامنة داخلها وهذا الرماد الذي ملأها وهى تخفيه ببسمتها وروحها العفوية أمام الجميع لتمسح “ليلى” على ظهرها بلطف فتابعت “عهد” بتلعثم شـ.ـديد من كثرة شهقاتها:-
-كله فاكر أن الشهرة والمتابعين والفلوس كفاية يعيشونى سعيدة وأنا فى الحقيقة أتعس إنسانة فى الدنيا واللى يزيدنى تعاسة أن مبقدرش أقاوم نوح وخايفة أسيب نفسي ألاقينى بحبه وهو فى عالم تانى عايش مع حب مـ.ـر.اته المـ.ـيـ.ـتة زى ما بـ.ـنت عمه قالت
أخرجتها “ليلى” من بين ذراعيها لتنظر لعينيها فنظرت “عهد” لها بضعف فتمتمت “ليلى” بانتصار وقد أعترفت صديقتها بما تخفيه منذ بداية اللقاء:-
-يعنى اللى مخـ.ـو.فك ومولد الرعـ.ـب جواكي هو أنك تحبي نوح مش الوحيدة والمرض يا ست هانم
أتسعت عيني “عهد” على مصراعيها بهدوء مما تفوهت به دون قصد ثو وقفت بأرتباك تقول:-
-أنا هروح أغسل وشي
هـ.ـر.بت من أمامها سريعًا لتبتسم “ليلى” بمكر وهى تكمل أكل الحلوى لتخطر فكرة على عقلها الخبيثة ثم نظرت إلى حقيبة “عهد” الموجودة على الطاولة....
____________________
وسط الجبال ووعورتها ورجـ.ـالها المجرمين وكل منهم يقف حامل سلاحه ويراقب الطريق، كان “حمدى” يجلس مع كبيرهم ويرتشف القليل من الشاي مُستمعًا إلى هذا الرجل:-
-خلاص يا حج حمدي متجلجش أدينا بس خبر أول ما يوصل الصعيد وأنا هخلي الرجل تنفذ على الطريق
وضع “حمدى” الكوب من يده وهو يقف مُتكأ على نبوته ويقول:-
-دايمًا عامر يا حج وأستن منى اتصال
غادر من الجبل وهو يُتمتم بغضب كامن بداخله:-
-خلي عنادك ينفعك يا ولدى أخويا
____________________
خرجت “عهد” مع “ليلى” من الكافى ووقف ينتظرا سيارة أجرة وكل سيارة تمر ترفض “ليلى” الركوب فتعجبت “عهد” من رفضها وقالت بانفعال:-
-وبعيد يا ليلى كل ما أوقف عربية تمشيها إحنا هنروح فى يومنا دا ولا هنبات هنا
أومأت “ليلى” لها بنعم وهى تقول:-
-أكيد هنروح
تمتمت بخفوت وضيق قائلة:-
-هو اتاخر ليه كدة؟
أتاهما صوت “نوح” من الأمام يناديها :-
-عهد
ألتفت له بدهشة من معرفته لمكانها بينما حدقت “ليلى” به وهو يترجل من السيارة مُرتدي بنطلون أسود وقميص أسود يرفع أكمام إلى ساعده لتظهر عروق معصمه البـ.ـارزة ويرفع شعره الأسود الكثيف إلى الأعلى فتنهدت “ليلى” وهى تهمس بأذنيها من الخلف:-
-أوعى تقوليلى أن دا الصعيد اللى متجوزاه يا عهد
حدقت “عهد” به وهى تنكز “ليلى” فى بطنها بساعدها وتقول:-
-أنت عرفت مكانى منين؟
قطعهما “ليلى” وهى تقترب له وتمد يدها نحوه لكى تصافحه وعينيها ثابتة على وجهه الوسيم وقالت بشرود:-
-أنا ليلى مديرة أعمالها، أوعى تقولى أن الصعايدة كلهم حلوين كدة وبعضلات
وضعت “عهد” يدها على فم صديقتها باحراج منه ومما تفعله وقالت ببسمة مُحرجة:-
-معلش ليلى بتحب تهزر بس
هز رأسه ببرود إليها ثم نظر إلى “عهد” يتفحصها بنظره وهو يقول:-
-أركبى
تركتها “عهد” وذهبت لكى تركب السيارة معه و”ليلى” تكاد تطير الفراشات من عينيها خلفه وتقول:-
-يا واد يا تقيل
صفعت وجنتها بخفة وهى تقول:-
-أيه اللى بعمله دا، أنا لازم أشوف أول قطار رايح الصعيد أمتى... تاكسي
أشارت إلى سيارة أجرة وغادرت، أنطلق “نوح” بسيارته وهى صامتة تنظر إلى الشارع وتفكر بصمت دون ان تبرر له سبب خروجها دون أذنه أو غلق الهاتق وهو كاد ان يمـ.ـو.ت قلقًا لولا أتصال “ليلى” به وخطتها الماكرة..
كانت ترتب أفكارها فى عقلها وبعد يوم طويل من التفكير وحدها قررت أن تعود للعمل والدراسة وتبحث عن طريقة لعلاجها فهى لن تستسلم للمـ.ـو.ت بسهولة وأخطر قرار توصلت له كان طلب الطـ.ـلا.ق منه ولن تكمل هذه الحياة المزيفة أكثر فهو ليس زوجها وهى ليست زوجة سوى بالاسم وفى الأوراق فقط
____________________
فى اليوم التالى خرجت “عليا” من مبنى العمارة وطفلها فى يدها لكى تأخذه للحضانة أولًا ثم تذهب لعملها ، أوقفت “يونس” أمامها وهى تترك يده لكى تفتح باب السيارة وبسرعة البرق جاءت دراجة نارية عليها رجلين ليحمل الرجل الجالس فى الخلف “يونس” عن الأرض ويهربوا لتصرخ بهلع وهى تركض على قدmها خلف الدراجة النارية لكن لا جدوى من الصراخ والهلع....
___________________
خرج “نوح” من غرفة النوم بعد أن رأها نائمة فى الفراش ليتحدث فى الهاتف ويقول:-
-تسلم يدك، المهم تأخد بالك من الواد زين وتوكل وترعى وأنا متوكد أن على المساء هجولك هاته
أغلق الهاتف وهو يغادر الغرفة ونول إلى الطابق الأول يتناول الإفطار مُنتظر قدومها له راجية ان يُعيد طفلها وفور أنهاءه الإفطار وأثناء شُربه للشاى وحديثه فى الهاتف مع والده يقول:-
-مجلجش يا حج أنا بكرة المساء هكون عندك
جاءت “عليا” مع أحد موظفين الفندق ليشير الموظف عليه فهرعت نحوه بغضب وعينيها لا تكفى عن البكاء ومسكته من قميصه بنيران مُشتعلة بداخلها وهى تصرخ به قائلة:-
-محدش عملها غيرك يا نوح، ابنى لو مجرعليش …
قطع تهديدها وهو ينزل يدها عنه بغضب مكبوح بداخله هو الأخر وقال بأشمئزاز وتهديد:-
-مش جولتلك لو مجتيش بالرضا هتيجى بالغـ.ـصـ.ـب، أنا مهضحيش بعهد
ترك يدها بضيق وعاد للجلوس لتجلس على المقعد المجاور له ثم قالت:-
-أنا هسـ.ـجـ.ـنك وهبلغ عنك
تبسم لها بغرور شـ.ـديد وقال:-
-أثبتي يا مرت أخويا أنى عملتها ولا يكنش البوليس هيلاقي ولدك فى أوضتى مثلا، أنا راجـ.ـل مرتى مريـ.ـضة وجايبها القاهرة أكشف عليها
مسحت دmـ.ـو.عها بضعف ثم قالت:-
-أنت مش هتأذي ابن أخوك
عاد بنظره لها ببرود يتطلع بثقتها فتبسم بعيني شيطانية كالصقر الذي على وشك ألتهم فريسته فأرعـ.ـبتها نظرته لتزداد خـ.ـو.فًا منه عنـ.ـد.ما قال:-
-أخويا الله يرحمه لكن مرتى حية والحية أبجى من المـ.ـيـ.ـت، وأن مدخلتش اوضة العملية أنا عندى دكتور نجس ممكن بالفلوس أعيش مرتى العمر كله بكبد ولدك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدmة ألجمتها ومنعتها من الحديث من قسوته وجبروته فى أخذ كبد طفل فقط لينفذ زوجته رغم زواجهما المزيف والمدون على الورق، عاد “نوح” لشرب الشاى وهو يضع قدm على الأخرى ببرود كاد أن يقــ,تــلها أمامه ويلتزم الصمت تاركها تتطلع به بعينيها بعد أن كـ.ـسر ثقتها القوية بتهديده لتُتمتم بتلعثم شـ.ـديد وجسد مُرتجف:-
-وهتسيبنى بعدها فى حالى وترجعلى ابنى
نظر لها بحماس وهى على وشك الموافقة وهتف بجدية:-
-وأمضيلك تنازل كمان أن محدش من عيلتى هيتعرض لك أنتِ وولدك مدي الحياة
تعجبت من رده فقالت بقلق:-
-وأهل الصعيد هسيبوا حفيدهم ولا دا كلام عشان مصلحتك
ألتقط علبة السجائر بصمت ليشعل سيجارته قبل أن يُجيبها وكأنه يتعمد أثارت تـ.ـو.ترها أكثر ثم قال وهو ينفث دخان سيجارته بعيدًا:-
-أهل الصعيد عنـ.ـد.ما ولد تانى اسمه نوح يجبلهم بدل الحفيد عشرة، فكرى وبيتى فى الصعيد أنتِ خابرة طريجه زين دا لو عايزة تشوفى ولدك تانى
غادر من أمامها وتركها فى حالة من الخـ.ـو.ف والذعر القـ.ـا.تل على ابنها....
أستمع “حمدى” لحديث “على” فى الهاتف مع “نوح” وعلم بأنه سيعود غدًا ليرسل رسالة إلى رجـ.ـال الجبل لكى يستعدوا ويكونوا فى أستقبال “نوح” وزوجته...
بعنــــوان "ليـــن"___
صعد للأعلى بعد أن أنهى فطاره وتهديد “عليا” وعنـ.ـد.ما فتح باب الغرفة وولج رأها تجلس في غرفة المعيشة بصحبة “ليلى” ومعدات التصوير موجود يبدو أنهما كانوا يصوروا فيديو جديد، لم ترفع أيهما نظرها به وهن غارقات في العمل، تركهما ودلف على غرفة النوم حتى لا يسبب لهما إزعاج، وقفت “ليلى" تمسك الكاميرا ثم قالت:-
-مستعدة
أومأت لها بنعم ليبدوأ التصوير وقبل أن تنهى ”عهد” المقدmة ذعرت “ليلى وهى تلفظ أسمها وتنزل الكاميرا بعيدًا:-
-عهد!!
نظرت “عهد” لها لتقترب “ليلى” منها بذعر وهى تمسح أنفها الذي سال الدm منه فنظرت “عهد” ليد صديقتها وقد لوثتها الدmاء لتجلس في الأرض بخـ.ـو.ف وهى ترتعش..
كان “نوح” جالسًا على الفراش بأسترخاء ويقرأ عن مرضها أكثر على الأنترنت حتى سمع صوت صراخ “ليلى” فألقى الهاتف على الفراش ووقف ليسرع بالخروج فرأهما جالستين على الأرض وزوجته بين يدي صديقتها فهرع نحوها يأخذها منها وهو يقول:-
-ما لك؟
كانت تشعر بدوران شـ.ـديد وإرهاق، أقترب لكى يحملها لكنها وضعت يدها على صدره وقبل ان يسألها عن سبب منعها له أستفرغت ما بداخلها، فزعت “ليلى” من رؤية حالة صديقتها تتدهور هكذا وذرفت الدmـ.ـو.ع من عينيها بصمت أم هو لا يبلى بما يحدث وحملها على ذراعيه بالقوة رغمًا عنها وأخذها إلى المستشفى و”ليلى” معهم تحتضنها بذراعيها أثناء قيادته للسيارة، فحصها الطبيب و”نوح” يقف في الخارج مع “ليلى” بأنتظاره حتى خرج الطبيب وأخبره أن جسدها ضعيف وحالتها تسوء ومن الأفضل أن تجد متبرع لها سريعًا دون أنتظار متبرع متوفى، أخذها في سيارته شبه نائمة وعاد للصعيد ليُصدm “حمدى” عنـ.ـد.ما فتح باب المنزل ودلف بها فكان يجب أن يعود غدا وليس اليوم وكأن مرضها سبب الفضل في إنقاذ حياتهما من مكر عمه..
ساندها حتى وصلت للفراش ووضع الوسادة خلف ظهرها لتُتمتم بتعب قائلة:-
-أنا همـ.ـو.ت يا نوح
هز رأسه بالنفى وهو يمسح على رأسها بلطف يطمئنها ويهتف بحنان:-
-لا بعد الشر عنك، أنتِ هتعملي العملية وهتبجى زينة وأحسن منى كمان
صمتت وهى تنظر إلى عينيه في هدوء وهو يبادلها النظر ليقطع نظراتهما الصامتة صوت طرقات على باب الغرفة وعنـ.ـد.ما فتح كانت والدته والقلق واضح عليها وتقول:-
-خير يا ولدى
أدخلها وهو يشير على “عهد” بذراعه وقال:-
-عهد تعبانة هبابة يا أمى
ذهبت لكى تجلس جوارها وكان وجهها شاحب ومقلة عينيها صفراء بجسد هزيل وضعيف والنعاس على وشك هزيمتها، مسحت “سلمى” على جبينها بلطف فتبسمت “عهد” بتعب وهى تقول:-
-دايمًا بلاقى الحنان لما أتعب
أجابتها “سلمى” بعيني دامعة بنبرة جادة:-
-متتعبيش بس وأنا هغرجك حنان بس من غير مرض
وضعت “عهد” رأسها على صدر “سلمى” لتطوقها بذراعيها فأغمضت عينيها مُستسلمة للنعاس مهزومة أمامه، نظر “نوح” لها وشعر بوخزات في قلبه ليقول:-
-خليكى وياها يا أمى
غادر الغرفة بأختناق شـ.ـديد في صدره وشعره بالعجز عن مساعدتها ربما يقــ,تــله فذهب لصديقه “عطيه”
_____________________
كان “حمدى” يشتاط غـ.ـيظًا وغضبًا مما حدث وفشل خطته لتقول “فاتن”:-
-أحسن أنها باظت أنا من البداية جولتلك تبجى غـ.ـبـ.ـي لو جتلته، لو نوح مـ.ـا.ت مـ.ـر.اته وأبوه اللى هيورثه مش أنت
ضـ.ـر.ب ركبته بيده وهو يقول بغضب نارى:-
-ومين جالك يا أم مخ تخين أنى كنت هجتل نوح، أنا كنت هخـ.ـطـ.ـف منه مرته وأساومه
جلست “فاتن” جواره بحماس ثم قالت:-
-ما هي متلجحة في الأوضة جارى، أدينى أنت الموافجة وأنا مش أخـ.ـطـ.ـفهالك دا أنا أخلص عليها وأرتاح
نقر رأسها بأصابعه بأشمئزاز من غباءها ثم قال:-
-ونوح هيهملك أكدة تدخلى أوضته ولا تأذي مرته في داره بغبائك دا
ضـ.ـر.بت كف على الأخرى وهى تقول:-
-ااااه لو يسيبونى عليها
___________________
كان “نوح” جالسًا فوق العشب تحت نخلة في أرضي زراعية وشاردًا في عجزه عن إنقاذها ومعالجة مرضها فسأله “عطيه” بقلق:-
-ومرت أخوك دى هتوافج
أجابه بنبرة شر وغضب مكبوح بداخله:-
-لازم توافج يا عطيه معنديش خيار تانى ، الفكر والخـ.ـو.ف من المرض هم اللى هيمـ.ـو.توا عهد لأنها جبانة وأنا مههملهاش تمـ.ـو.ت أكدة
نظر “عطيه” له بحيرة ثم قال:-
-أنت حبتها يا نوح؟
نظر “نوح” له بدهشة من سؤاله وتنهد تنهيدة طويلة معبأة بالكثير من المشاعر المختلطة ثم قال:-
-مش حُب، أنا جوايا أحساس أنى مسئول عنها وأنها مسئوليتى، أنانية أختها ومكرها مولدين جوايا الحنية والطيبة عليها
سأله “عطيه” سؤال ماكر قائلًا:-
-شفجان عليها يعنى
سؤاله الماكر أثار غضب صديقه فأجابه “نوح” بسرعة وهو ينظر إليه بغضب:-
-لا مش شفجة، أنا بشفج على الغلابة والمحتاجين وبساعدهما لكن هي مش شفجة أنا بجد خايف عليها، تعرف أنى جرأت عنها كتير وكتير من التعليجات كانت بتجول أنها عنيدة ومتمردة على كل حاجة حتى ألوان الهدوم بتتمرد عليها لدرجة خلتنى عاوز أشوف عنادها دا كيف وعامل معاهم كيف؟ أنا من يوم ما عرفتها ومشوفتش غير ضعفها وحـ.ـز.نها
أربت “عطيه” على كتفه بلطف وجمع شجاعته وهو يقول:-
-هجولك حاجة ومتتعصبش عليا ولا تسبنى وتجوم، اللى بيحاول يكتشف واحدة ويعرف عنها ويدخل يبحث عن صفحاتها ويوصل أنه يجرأ تعليجات الناس عنها دا واحد بيحب يا نوح
نظر “نوح” له بوجه عابس على وشك أن يطـ.ـلق العنان لغضبه في وجهه فتابع “عطيه” بشجاعة:-
-بطل تنكر دا وصدج وأبجى أسال حالك وانت باصص في عينيها بتحس بأيه ولو جرالها حاجة بعد الشر موجفك هيكون ايه، وأفتكر يا صاحبى أن الحب مهوش عيب ولا حـ.ـر.ام وأن اللى في البيت دى مرتك وحلالك والصخرة اللى في صدرك من حجها تلين وتحب
وقف “نوح” غاضبًا من حديث صديقه وينفض الغبـ.ـار عن عباءته وهو يقول بتذمر:-
-أنا ماشي عشان أنت خرفت على المساء
ناده”عطيه” وسط ضحكاته فهو كان يعلم بأن صديقه سيهرب:-
-خد هنا يا نوح، طب مهتصليش الفجر
لم يُجيب عليه وغادر المكان عائدًا للمنزل وعنـ.ـد.ما دخل غرفته كانت “عهد” نائمة بالفراش ووالدته غادرت لغرفتها تاركة هذه الزوجة الضعيفة وحدها، ولج للمرحاض ووقف تحت صنبور المياه لفترة طويلة يفكر في حديث “عطيه” ويتكأ بذراعيه على الحائط، لم يشعر بالوقت الذي قضيه تحت المياه البـ.ـاردة وعنـ.ـد.ما خرج لم ينام على الأريكة بل أخذته قدmه إلى الفراش وجلس جوارها يتطلع بملامح وجهها وهى تنام على ظهرها ورأسها مائلة للجانب الأيسر وشعرها الأسود مفرود جانبها، رفع خصلة شعرها عن جبينها بسبابته لتشعر بشيء يزعجها فحركت رأسها برفق ليفزع وهو يرفع يده عنه، تتطلع بملامحها وحاول أن يشعر بدقات قلبه لكنها كانت هادئة ولم تتسارع لأجلها فعاد للأريكة ببرود وهو يُتمتم بسخرية:-
-جال حُب وعشجان جال
نام على الأريكة بأرتياح بعد أن تأكد بأن حديث “عطيه” خرافة لا أكثر
______________________
كانت “سلمى” تجهز الفطار على السفرة مع “حُسنة” فجاء “على” وقال بحنان وهو يجلس على السفرة:-
-صباح الخير يا سلطانة جلبى
تبسمت “سلمى” وهى تقول بعفوية:-
-صباح فل يا سيد الرجـ.ـال
جلست على المقعد جواره وتركت “حُسنة” تكمل وحدها فقالت بنبرة خافتة:-
-مرت ولدك تعبانة جوى يا حج وأنا خايفة على نوح
وضع “على” يده على يد “سلمى” بلطف وطمأنينة ثم قال:-
-متجلجيش، ولدك راجـ.ـل
نظرت للخلف على “فاتن” الجالسة في الصالون ثم همست له بقلق:-
-ما تتحد مع نوح يدي عمه حجه، أنت خابر شرهما كيف أنا معاوزش أخسر ولدى التانى اللى باجى ليا من الدنيا
بدأ “على” يتناول فطاره مٌتجاهل طلبها وقال ينهى الحديث في هذا الاتجاه:-
-كُلي يا حج وهملى ولدك يدير شئون حاله لوحده
تأففت “سلمى” بضيق شـ.ـديد من موافقة زوجها على ما يحدث، دق باب المنزل لتفتح “حُسنة” لترى “عليا” واقفة أمام الباب، أدخلتها إلى “سلمى” فتعجبت “سلمى” من هدوء هذه المرأة فعنـ.ـد.ما جاءت أول مرة كانت شجاعة ومتعجرفة تتحدث مع الجميع بتعالى وغرور لكن اليوم مكـ.ـسورة وهادئة كالطير الذي كـ.ـسر جناحيه، تحدثت “عليا” بنبرة هادئة:-
-نوح فين؟
أجابتها “سلمى” ببرود وهى تتناول الفطار لا تبالى بوجودها:-
-عاوزة ايه من ولدى يا وش الشوم أنتِ
تنهدت “عليا” بغضب مكبوح بداخلها وهى تشعر بأنها المهزومة أمامهم الأن ثم قالت:-
-عايزاه
تحدث “على” بنبرة ثابتة وهو يدرك سبب مجيئها قائلًا:-
-أطلعى يا حُسنة صحى نوح
أومأت له بنعم وصعدت الدرج...
____________________
فتح “نوح” عينيه بتعب ليراها أمامه أول شيء يقابل عينيها وهى جالسة على الأرض جواره ويدها على كتفه، أتسعت عينيه على مصراعيها بذعر من أن تكون تشعر بالمرض فأعتدل في نومه وهى تقف من جلستها أمامه ليقول:-
-في أيه؟
تبسمت بسخرية من حالها ومرضها وقالت:-
-هو أنا بقيت بخض أوى كدة
تنحنح بحرج من رد فعله التلقائي فور أيقاظها له ثم قال:-
-لا كنت بحلم بكابوس بس
قهقهت ضاحكة على كذبته البريئة وهى تجلس جواره فنظر إلى بسمتها العفوية ثم مسح وجهه بكف يده لتقول:-
-أنا كنت فاكرة عندك شغل وراح عليك نومة
أبعد يده عن وجهه لينظر إليها، كانت تنظر للأمام مُتحاشي النظر له وكأنها تترك له مجال النظر إليها دون حرج أو استحياء، دق باب الغرفة وعنـ.ـد.ما فتح أخبرته “حُسنة” بزيارة “عليا” ليرفرف قلبه فرحًا وهو يعلم سبب هذا الزيارة، وقفت “عهد” باستغراب وهى تقول:-
-عليا جت هنا؟
دلف للمرحاض ليبدل ملابسه سريعًا ثم خرج فرأها بدلت ملابسها لكى تنزل فاستوقفها وهو يقول:-
-أستنى هبابة أهنا، هتكلم وياها وبعدين أخليها تطلع لك
-بس
قالتها “عهد” تعارضه لكنه لم يترك لها مجال للجدال وخرج من الغرفة فتنهدت بهدوء وجلست على الأريكة، نزل لأسفل ليراها واقفة كما هي لم يرحب بها أحد ، أخذها ودخل للمكتب لتُتمتم “فاتن” بفضول شـ.ـديد:-
-لا الموضوع أكدة فيه أن ولازم أعرفها
____________________
-تخرجى من العمليات هتلاجى ولدك جارك
قالها “نوح” بجدية لتقول “عليا” بأعتراض:-
-لسه لما أخرج من العمليات، قولتلك هتبرع خلاص يارب تحبسنى هنا بس أدينى ابنى دا عيل صغير
هز رأسه بلا وتابع حديثه قائلًا:-
-كيف ما أنتِ مستعجلة على ولدك انا كمان مستعجل على عهد
تأففت “عليا” بضيق ليأتيهما صوت “على” من الخلف يقول:-
-أديها ولدها يا نوح وهى مهمتشيش من أهنا غير بعد العملية
تأفف “نوح” بضيق لكنه لم يعارض حديث والده فأومأ له بنعم لتبتسم بسعادة، خرج “نوح” من غرفة المكتب معها ليرى “خالد” يقف مع والدته بعد عودته من الأقصر ليتذكر حديث “عهد” وما فعله بها..
كانت “عهد” تقف بمنتصف الدرج بعد أن رأت “خالد” بقدmي ثقيلة وخائفة من النزول وتحدق به برهبة والقشعريرة تلازم جسدها ..
تبسمت “فاتن” بعفوية وهى تربت على ذراع “خالد” وتقول:-
-أطلع غير خلجات يا ولدى على ما أجهز لك الفطور
أتاهم صوته القوي وهو يناديه بنبرة مُخيفة ومرتفعة :-
-خااااالـــــد
نظر “خالد” تجاه الصوت ليستقبل لكمة قوية على وجهها من قبضة “نوح” ليعود خطوات للخلف ويسمع “نوح” يقول:-
-دى عشان جلة ربيتك
رفع “خالد” وجهه بغضب ليستقبل لكمة أخر منه وهو يقول:-
-ودى عشان تعرف كيف ترفع عينيك دى في مرتى
أتسعت عينى “عهد” بذهول وهى تراه يلكمه بغضب سافر لأجلها، هلعت “فاتن” بخـ.ـو.ف وهى تقول:-
-في ايه يا نوح ما لك ومال ولدى
لم يجيبها بل تقدm خطوة أخرى نحوه وقبل أن يلكمه مرة أخرى تحدث “خالد” وهو يمد يده في وجه “نوح” يمنعه من الأقتراب ويقول:-
-مرتك كدبة يا نوح أنا كنت في الأجصر ومعملتش حاجة
مسك “نوح” يده الممدودة بقوة ولوها له بقوة وهو يجذبه نحوه وقال:-
-أتحدد عنها زين ونجستك ممحتاجش حد يجولها
صرخ “خالد” من ألم يده بهلع ليفزع الجميع وهم يشاهدون وكانت “عليا” مُصدومة مما تراه وكيف يدافع عن “عهد” بهذا الغضب، هرعت “عهد” إليه وهى تقف بالمنتصف وتتشبث به قائلة:-
-خلاص يا نوح
جذبها من ذراعها بيده الأخرى لتقف خلفه دون أن يرفع نظره بها وعينيه ثابتة على “خالد” وهو يقول بغضب شـ.ـديد:-
-ورب العرش لو رفعت عينك فيها تانى لأفجعهم لك وأدفنك حي يا خالد
ضـ.ـر.به برأسه بقوة وترك يده ليسقط “خالد” أرضًا ونزفت أنفه من رأس “نوح” وضـ.ـر.بته القوية، أستدار وهو يأخذ يدها بلطف لتتعجب من فعلته.. الآن كان كالثور الهائج ومع التفافه لها تبدل حاله وعاملها بلطف، نظرت له وهو حاد مع الجميع إلا هي يأتي إليها بكل لطف وحنان، تسارعت نبضات قلبها وهو يصعد بها ويضع يده خلف ظهرها كأنه يخبر الجميع بأنها ملك له وتحت جناحيه ومن يرغب بأذيتها فليأتى له أولًا، صعد للأعلى ليرى “أسماء” تقف مكانها بعد إن شاهدت ما حدث وعيني على وشك البكاء لكنها تكبح دmـ.ـو.عها قدر الإمكان من الحسرة والحـ.ـز.ن ليمر من جوارها بـ.ـاردًا كالثلج وكأنها شفاف لم يراها بينما نظرت “عهد” إلى عينيها لترى بهما ألم العشق والو.جـ.ـع فتحاشت النظر لها بشفقة على حُبها الذي ينمو وينمو من طرف واحد..
دخل إلى الغرفة بها ولم يتركها إلا بالفراش ثم أنحنى قليلًا نحوه ووضع يده على وجنتها بلطف وقال بنبرة هادئة:-
-أنا هطلع، أرتاحى أنتِ ولو حبتي تخرج من أوضتك .. أخرجى ومتخافيش من حد واصل
تبسمت بعفوية كالحمقاء مُستمتعة بضـ.ـر.بات قلبها التي على وشك الأنفجار بداخلها ثم قالت:-
-أنا هطلع لما تيجى
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-
-أطمن يا عهد طول ما أنتِ جارى وتحت عينى مهيصبكيش أذي
هزت رأسها بنعم وعينيها غارقة في النظر إلى عينيه السوداء، ذاهب من أمامها لكى يبدل ملابسه فضـ.ـر.بت قلبها بخفة وبقبضتها الصغيرة لتقول:-
-وبعدين معاك بقى
_____________________
وقف “خالد” أمام المرأة يمسح الدm من أنفه ويتطلع بوجهه الذي تشوه من لكمـ.ـا.ته ليلقى المنديل بغضب سافر وهو يقول:-
-بتستعجل مـ.ـو.تك يا نوح بس أنا مهجتلتش برصاصة أنا هخليكى تتنمى الرصاصة دى رحمة منى
دلفت “أسماء” له غاضبة وهى تقول:-
-عملت أيه لعهد خليته يتحول عليك أكدة
أخذها من يدها بقوة وغضب يأخذها تجاه الباب ويقول بانفعال:-
مالكيش صالح بيا خليكى أنتِ يا ست العفيفة غرجانة في حُبه لحد ما أحرج جلبك عليه
نفضت “أسماء” ذراعه من قبضته بعنف وقالت بتهديد:-
-والله لو اذيت نوح يا خالد ما هيكفينى فيك مـ.ـو.تك
أخرجها من باب الغرفة بقسوة وهو يقول:-
-أنتِ معندكيش دm يا بت، بس هو كيف جلبك متحرجش وأنتِ شايفاه مع غيرك
تمتمت “أسماء” بضعف وقلب مُنهك وهى تتشبث بملابس أخيها قائلة:-
-أنت مهتأذهوش يا خالد صح؟
أبعد يده عنها بقسوة وهو يحدق بعينيها ببرود ويقول:-
-بكرة ألبسك أسود عليه يا خيتى
أغلق الباب في وجهها لتجهش في البكاء وهى تعود إلى الغرفة باكية وقلبها ينزف دmًا على عشقها المدنس بالأشواك
____________________
ذهب “نوح” للمستشفى بـ “عليا” لتجرى الفحوصات اللازمة للجراحة وبعد الأنتهاء أخذها إلى المنزل وقبل أن تترجل من السيارة قال:-
-هتلاجى ولدك في أوضة نادر
غادرت السيارة سريعًا بلهفة لرؤية طفلها وعنـ.ـد.ما دلفت للغرفة رأت “يونس” نائم في الفراش لتسرع له وتتنازل عن حذرها أمام “نوح” فعنـ.ـد.ما أسرعت للفراش أُغلق الباب عليها ثم سمعت صوت المفتاح يغلق من الخارج حتى لا تهرب ...
تبسم “نوح” بجدية وهو جالس في سيارته بعد ان رأى “خلف” يخرج من المنزل ليعطيه مفتاح الغرفة بعد أن نفذ ما طلبه، أخذ المفتاح وغادر المنزل بسيارته...
___________________
نزلت “عهد” للأسفل مُرتدية فستان أبيض عليه ورود زرقاء بكم وطويل يصل لأسفل ركبتيها وشعرها مسدول على ظهرها يصل لخصرها وتضع حول رأسها ربطة شعر بيضاء من الفرو وعلى هيئة فيونكة وترتدى حلق أذن فضي طويل، دلفت للمطبخ فرأت “حُسنة” تعد الطعام فذهبت نحو المطبخ لكى تحضر كوب من القهوة فقالت “حُسنة” بلطف:-
-الجهوة ممنوعة عنك
أخذت البن من يدها للتعجب “عهد” لها فتابعت “حُسنة” بحرج قائلة:-
-نوح بيه جال أن القهوة ممنوعة عنك والعصير أفضل
أعطتها كوب من العصير لترتشف “عهد” القليل منه ولتبصقه في الحوض سريعًا وهى تقول:-
-أنتِ نسيتى تحطى سكر
أجابتها “حُسنة” بجدية وثقة من موقفها قائلة:-
-السكر والملح ممنوعين
تركت “عهد” الكوب من يدها وخرجت غاضبة إلى الحديقة وهى تتنفس بضيق شهيق وزفير طويل وتقول:-
-أهدى يا عهد
كانت تتحدث وهى تشير بيديها للأعلى وللأسفل لكى تسترخي، جلست على أقرب مقعد لها ليأتى صوت “نوح” من الخلف يقول:-
-حتى كرسي هتأخده مش كفايه الفرشة
أستدارت تنظر له بضيق ثم عادت بنظرها إلى الأمام وعقدت ذراعيها أمام صدرها ليتعجب غضبها فألتف ليقف أمامها وقال:-
-حد زعلك؟
صاحت “عهد” بأختناق في وجهه قائلة:-
-مين اللى قالك أنى هأكل من غير ملح والعصير أزاى من غير سكر
تبسم بخفة وهى لا ترى بسمته ثم جلس جوارها على نفس المقعد فصُدmت من رد فعله وألتصقه بها لتحاول الأبتعاد عنه بعد أن ألتصق بها ويقول:-
-عشان صحتك
كادت أن تقف ليلف ذراعه حول كتفها يمنعها من مغادرة المقعد مُحدثها بنبرة خافتة:-
-أستحملى هبابة من غير ملح وسكر لحد ما يحددوا ميعاد العملية
حاولت الفرار من ذراعه جاهدة لكنها فشلت في مقاومة بنيته الجسدية القوية وعضلاته وتشبثه بها وعينيه غارقة فى عينيها لتضع يدها على صدره وتدفعه فشـ.ـد بيده عليها فسكنت هادئة ناظرة إلى عينيه ثم قالت بعبوس:-
-أنت تقدر تأكل من غير ملح
نظر إليها فرأى الغضب ممزوج بالحـ.ـز.ن ليؤمأ لها بنعم وقال:-
-ليكى عليا من النهاردة اكل من غير ملح وياكى من نفس الوكل والطبج
تلاشي الغضب من وجهها وظهرت بسمة خافتة بخجل على شفتيها ثم قالت:-
-لا مش لدرجتى
__________________
وافق الطبيب على التبرع من “عليا” وحدد ميعاد للجراحة قبل نهاية الأسبوع ليأخذها “نوح” للغرفة وتركها مع الممرضة لتجهزها إلى الجراحة وعنـ.ـد.ما دخل للغرفة كانت تجلس في الفراش وترتجف بخـ.ـو.ف ووجهها شاحب، أخذ يدها في يده بلطف ليجد جسدها بـ.ـارد كقطعة ثلجية فتحدثت بنبرة دافئة:-
-متخافيش يا عهد أنا جارك
رفعت نظرها له بضعف ولم تتفوه بكلمة واحدة فمسح على رأسها وقال:-
-أنا هستناكى أهنا
أومأت له بنعم وكأنه يخبرها أنه بالانتظار فلا تجرأ على الرحيل بعيدًا، دلفت “ليلى” من باب الغرفة هادئة ثم قالت:-
-خلاص
نظر الأثنين لها ليروا الممرضة تدخل بالسرير المتحرك (الترولى) لكى تأخذها فساعدها “نوح” وهو يمسك يدها للصعود وسار بها للخارج ويدها مُتشبثة بيده حتى بلغت باب غرفة العمليات فأنفصلت يديهما عن بعض وأُغلق الباب عليها ليقف مع “ليلى” ووالده و”سلمى” بأنتظارها لمدة تصل إلى ستة ساعات وبعد طول انتظار خرجت ممرضة له أعطاها بعض النقود من قبل مُبتسمة وتخبره بأن العملية أنتهت بخير، نص ساعة أخرى وفُتح باب الغرفة الثنائي ثم خرج الترولى وهى به نائمة ليسرع نحوها وهو يضع يده على رأسها فوق طاقية زى العملية ولحظة تتطلعه بملامحها شعر بأن قلبه هدأ وحرب القلق الذي نشب بداخله تلاشي بعد أن أطمن عليها وخروجها سالمة ليأخذوها إلى الغرفة ولم يدخل لها أحد لتظل بالمستشفى أسبوعين تحت العناية، جلس “نوح” مع الطبيب قبل أن يُصرح لها بالخروج ثم قال:-
-أهم حاجة الأكل تأكل كويس جدًا والمياه على طول وبلاش رياضة وحركة قوية، الأدوية اللى كتبتها لحضرتك تمشي عليها ومفيش شغل لو المدام بتشتغل قبل 3 شهور والعربية منسوقهاش، هنبعد عن أي حاجة تنقلها عدوى او أي فيروس ومنختلطش بناس كثير الفترة دى ومتأخدش أي تطعيمـ.ـا.ت أو أدوية قبل الأستشارة ولو في خططكم الحمل بلاش لمدة سنة على الأقل
تنحنح “نوح” بحرج من ذكر الحمل ثم وقف بوجه أحمر من الخجل وقال:-
-متشكر يا داكتور
غادر المكتب ليعود إلى غرفتها وكانت “ليلى” بالداخل تجهز الحقيبة بعد أن ساعدتها في تبديل ملابسها لترتدي فستان أزرق اللون طويل وفضفاض بنصف كم، أقترب “نوح” فوضع خصلات شعرها خلف أذنها من الجانبين ليضع القناع الطبي (الكمامة) على وجهها ثم مد يده إليها ليقول:-
-يلا
أومأت له بنعم وهى تضع يدها في يده وحملت “ليلى” الحقيبة ثم غادروا المستشفى وتذهب “ليلى” معهم إلى الصعيد...
__”منــــــزل الصيــــــاد”__
كانت “فاتن” جالسة على الأريكة وعلى قدmها طبق من التفاح وتمسك في يدها سكين تقطع وتأكل وهى ترمق “سلمى” بعينيها ببرود فجاءت “حورية” وجلست جوارها:-
-هو في ايه؟
تمتمت “فاتن” وهى تعطي التفاح إلى “حورية”:-
-شكل نوح معاود النهاردة بمـ.ـر.اته المريـ.ـضة
وضعت “حورية” يدها على رأسها وهى تتكأ بساعدها على الأريكة ثم قالت:-
-مريـ.ـضة فالحة مش كيف بـ.ـنتك الموكوسة اللى جاعدة تحب لي فيه وهو مع غيرها أنا حاسة ياما أن بـ.ـنتك ناجص تجعد تراعها في مرضاها
أقتربت “فاتن” من “حورية” لتهمس في أذنها بمكر قائلًا:-
-متجلجيش أبوكى منتظرهم على الطريج وأن شاء الله يعاود من غير مرته المرة دى ...
_بعنــــوان "قرار أحمق" ___
كانت “عهد” نائمة بمقعدها في السيارة وهو يقود ناظرًا للأمام بينما تجلس “ليلى” في المقعد الخلفى وتنظر في هاتفها دون أهتمام للطريق، توقفت السيارة بمنتصف الطريق فنظرت “ليلى” بتعجب وهى تقول:-
-في أيه؟
أجابها “نوح” وهو يفتح باب السيارة ليترجل منها قائلًا:-
-تجريبًا في عطل
ترجل من السيارة ثم فتح الصندوق الأمامى ليرى الدخان كثير يتصاعد فعاد للسيارة وهو يغلق النوافذ جيدًا حتى لا يتسرب الدخان للداخل لأجل “عهد” ووقف بالخارج يتصل بـ “عطيه” ويقول:-
-أنا على أول البلد المهم متعاوجش يا عطيه
أغلق الخط ووقف ينتظر صديقه وفى أقل من نصف ساعة كان “عطيه” أمامه بسيارته السيدان السوداء، فتح “نوح” باب السيارة وقال بنبرة خافتة هادئة:-
-عهد جومى
فتح لها حزام الأمان ثم ساعدها في النزول وأخذ “عطيه” الحقيبة من “ليلى” وهو يمازح صديقه:-
-حمد الله على السلامة يا نوح، نورت البلد
نظر “نوح” له ليراه ينظر إلى “ليلى” لكنه يواجه الحديث له فهز رأسه بضجر من صديقه وهو يقول:-
-أفتح العربية يا عطيه
أدخلها “نوح” في الخلف بجوار “ليلى” وصعد جوار صديقه لينطلق بهم وهو يحاول أن يفتح الحديث مع “نوح” لكى تجيب أو يقدmها “نوح” له فبالتأكيد ليست زوجته فزوجة صديقه مريـ.ـضة، لمح “نوح” بعض رجـ.ـال الجبل يجلسون على الطريق ويحملون الأسلحة فلم يعرى أي أنتبه حتى رأي “خالد” في الخلف ليعلم بأن هذا فخ صنع له وعطل سيارته إنقاذه هذه المرة ليتواعد لهما بالكثير من الأنتقام فبعد أن أطمن على زوجته لن يجد ما يمنعه عنهم، وصلوا للمنزل فترجل وأخذ بيد “”عهد”، أسرع “عطيه” لها وهو يقول:-
-عنك الشنطة
رفعت حاجبها له بحدة ثم قالت:-
-شكرًا
لم تعطيه الحقيبة فنظر لها بذهول من حدتها الصارمة ثم ذهب إليها مرة أخرى وهو يحاول أخذ الحقيبة فقال:-
-عنك والله
صاحت به بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-ما قولنا شكرًا دا أيه الغتاتة دى
أتسعت عينيه بدهشة من ردها وتذمرها ليقول بتمتمة خافتة لم تسمعها:-
-أيه البت أم لسان طويلة دى
غادر من المنزل دون أن يودع صديقه، فتحت “حُسنة” باب المنزل ودخل بها وخلفهما “ليلى”، هرعت “سلمى” لهما بسعادة وهى ترحب بهما قائلة:-
-حمد الله على السلامة يا ولدى، نورتى الدار يا عهد
تبسمت “عهد” لها بخفة وقال “نوح” بجدية:-
-حضري أوضة للضيفة يا أمى
أومأت له بنعم ثم أخذت “ليلى” وصعدت فنظر “نوح” إلى “فاتن” وابـ.ـنتها “حورية” وهو يشتاط غضبًا من مكرهما ثم أخذ “عهد” إلى الأعلى، هرعت “فاتن” بصدmة من رؤيته حي ولم يصيب شيء هو وزوجته وقالت:-
-أتصلى بأبوكى يا بت وجوليله ان نوح وصل
كزت “حورية” على أسنانها بضيق وأومأت لها بنعم
____________________
وضع الغطاء علي قدmيها لتقول “عهد” بجدية:-
-ممكن أروح لعليا أطمن عليها
جاءها صوت “سلمى” من بعيد تقول بهدوء:-
-هي زينة جوى وفى الأوضة اللى جارى والله لأجل عيونك أنتِ يا عهد أتحملت على نفسي ورعيتها في غيابك مع أن خيتك لسانها طويلة
نظرت “عهد” لها بأحراج وقالت:-
-حقك عليا أنا يا ماما
جلست “سلمى” جوارها وهى تمسح على رأسها بلطف ثم قالت:-
-ولا يهمك يا حبيبتى المهم أنك بخير وكتر خيرها جوى أنها أتبرعت ونجتك
غادر “نوح” الغرفة ونزل للأسفل لير “حورية” تتحدث في الهاتف فقال بغضب شـ.ـديد:-
-أيه يا بت عمى لحجتى تبلغى أبوكى
أستدارت “حورية” له بضيق شـ.ـديد ثم قالت:-
-جرا أيه يا نوح أنت بدور على المشاكل وخلاص
أكمل نزول الدرج وهو يقول ببرود سافر:-
-والله نفسي يا حورية بس أنا مانع نفسي عن المشاكل لحد دلوجت، أصل بعيد عنك أنا بمـ.ـو.ت في المشاكل جوى والست الوالدة خابرة كدة زين ولا أيه يا مرت عمى
قالها وهو ينظر إلى “فاتن” فتلعثمت في الحديث وهى تقول:-
-في ايه يا نوح راجع بتشاكل دبان وشك ليه؟
سار نحو المكتب مُتحاشي النظر لهما وهو يقول بتهديد ونبرة غليظة:-
-أنا لسه هشاكل والله يا مرت عمى بس يا رب عمى وولده يبجوا جد اللى بيعملوا أصل اللون الأسود مهيبجاش زين فيكى
تحدث وهو يهددها بقــ,تــل أحدهما بطريقة غير مباشرة لتزدرد لعابها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من تفكيره ثم دخل للغرفة وأغلق الباب
__________________
-يا عم أنا عاوز لودر وعربية إيجار وهدفعلك اللى تطلبه
قالها رجل في الخمسينات من عمره ليقول “حمدى” بغرور شـ.ـديد:-
-جولتلك مبنأجرش أيه أطرشت ولا مبتفهمش
تحدث الرجل بترجى شـ.ـديد قائلًا:-
-بس نوح بيه جالى أنه هيدينى وأنا بأخد منه دايمًا، دا أكل عيش يا حج
ذكر اسمه “نوح” جعله يشتاط غضبًا فوقف “حمدى” من مقعده تحت المظلة ومسك نبوته لينكزه في كتف الرجل بقوة وهو يقول:-
-لما أجولك مفيش يبجى مفيش وغور من اهنا بجى
أتاه صوت “عطيه” من الخلف يقول:-
-بس هو هيأخد يا حج حمدى
هرع الرجل له بسعادة وهو يشكره بحماس قائلًا:-
-متشكر جوى جوى يا ولدى
أربت “عطيه” على يده وتركه يأخذ ما يريد ليتأفف “حمدى” بضيق شـ.ـديد وهو يستدير إلى “عطيه” ويقول:-
-أنت بتكـ.ـسر كلامى يا عطيه وكأنك واجف في ملك أبوك أهنا
وضع “عطيه” يديه في جيب عباءته البنية وقال بثقل يثير غضبه أكثر ويرد الأهانة له بإتقان:-
-وملكك يا حج حمدى وعلى ما أعتجد انه ملك نوح وصاحب الملك جالى أديله وأن جينا للحج أنا واجف في شغلى لكن حضرتك واجف تأمر وتنهى أهنا بصفتك أيه ... عم صاحب الشغل .. صفة مبنأخدش بيها في شغلنا
تركه وغادر ليشتاط “حمدى” غضبًا وهو يضـ.ـر.ب نبوته في الأرض بقوة ويحاول كبح غضبه قدر الإمكان قبل أن يفلت منه الغضب ويقــ,تــل أحد للتو..
تبسم “عطيه” وهو يغادر بعد أن أثار غضب “حمدى”
____________________
دخلت “عهد” إلى غرفة “عليا” لتراها جالسة في التراس وفى يدها كوب من العصير وتتنظر للخارج، تنحنحت “عهد” بهدوء ثم قالت:-
-عاملة أيه يا عليا
نظرت “عليا” لها ببرود ثم عادت بنظرها للخارج لتجلس “عهد” أمامها وتبسمت بعفوية أمام وجه أختها الكبرى ثم قالت:-
-أنا كنت قلقانة أوى عليكى ومبسوطة أنك بخير
تركت “عليا” كوب العصير على الطاولة الصغيرة أمامها ثم قالت ببرود حاد:-
-متتبسطيش أوى يا عهد لأن للأمانة أنا كنت مجبورة على العملية بسبب جوزك المتوحش ولولا خـ.ـطـ.ـفه لابنى أنا مكنش هيفرق معايا تلاقى متبرع ولا لا، تعيشي بكبد مريـ.ـض أو تمـ.ـو.تى مكنش من أولويات حياتى للعلم، بطل تتعاملى على أنك أم قلب طيب وبريء وتعيشي دور الساذجة اللى مش فاهمة اللى حواليها، أنتِ عارفة أنى رمـ.ـيـ.ـتك هنا وضحيت بيكى وأنا متأكدة أن نوح مكنش هيطـ.ـلقك وأنى أنانية بس حقى أكون أنانية وأفكر في نفسي عشان خاطر ابنى
كانت كلمـ.ـا.تها كالخنجر يغرس في قلب أختها رغم مرضها وهى لم تتعافى جيدًا لتدmع عيني “عهد” بحـ.ـز.ن شـ.ـديد من جراءة أختها في الأعتراف بأنانيتها ولم تخفيها فتحدثت “عهد” بضعف تعتذر منها:-
-أنا أسفة يا عليا
أومأت “عليا” لها بجدية تقول:-
-لازم تكونى أسفة وتعتذرى منى وتشكرنى لأنك عايشة دلوقت بفضلى أنا وأهو دين جديد أضف على ديونى اللى في رقبتك بس لحد هنا وأنا مش عاوزة منك تردى أي دين ليا أنا عاوزاكى تتطلعى من حياتى وبس ويبقى كتر خيرك
أنهمرت الدmعة من عينى “عهد” من قسوة أختها التي لم ترأف لحالة أختها المريـ.ـضة وجـ.ـر.حها الذي لم يشفى تمامًا، هزت “عهد” رأسها بضعف وهى تضع يدها على بطنها مكان الجـ.ـر.ح وقالت:-
-أنا مكنتش فاكرة أنك بتكرهنى أوى كدة بس حقك عليا أنا مش زعلانة منك
وقفت “عليا” بغضب شـ.ـديد وصاحت مُنفعلة على أختها الهزيلة:-
-أنتِ مبتفهمش يا عهد، أنا تعبت من شيل مسئوليتك وحملك فوق كتافى 21 سنة شايلاكى من حقى أتعب أنا مش جبل
قهقهت ضاحكة بهسترية شـ.ـديدة وهى تقول بسخرية :-
-بكرهك... أنا بسبب أنانية جوزك حفلة الباليه قدام الريس فاتتنى وحلمى ضاع
وقفت “عهد” وهى تستمع لأختها وكرهها لها لتقترب “عليا” منها وهى تتحدث بغضب وكره شـ.ـديد أثناء مسكها لجسد “عهد” وتهزها بقوة دون أن تكترث لجـ.ـر.حها مُتابعة:-
-ليه كل مرة حلمى أنا اللى يدmر وأنتِ أحلامك مبتتهزش، ليه مكتوب عليا أتعب وأتكـ.ـسر وأنتِ تعيشي على الجاهز، أنا جوزى يمـ.ـو.ت لكن أنتِ تعيشي هنا مع جوزك متهنيش ومحدش يقدر يدوس لك على طرف، أنا حلم البالية يضيع منى لكن أنتِ كل قرائك وجمهورك منتظر لحظة رجوعك والكل بيدعي لك وبيحبك لكن أنا منبوذة من الكل
تألمت “عهد” بشـ.ـدة من هز “عليا” لجسدها وحديثها أكثر قسوة من الألم فدفعتها “عليا” بقوة وهى تقول:-
-أنا بكرهك يا عهد بكرهك وفى كل لحظة عدت وأنا هنا كنت بدعى تمـ.ـو.تى في العملية وبعدها ومترجعيش من المستشفى
خرجت صرخة مكتومة من “عهد” من دفع “عليا” لها وقبل أن تتحدث وسط دmـ.ـو.عها التي تساقطت بغزارة من قسوة الحديث وألم جـ.ـر.حها أخذتها “عليا” من يدها لتخرجها من الغرفة وتغلق البا في وجهها، أتكأت “عهد” على الحائط بضعف وهى تسير إلى غرفتها ودmـ.ـو.عها تتساقط بغزارة لكن جسدها المريـ.ـض ونـ.ـز.يف قلبها المجروح من حديث أختها وكرهها لها وكيف تمنت المـ.ـو.ت لها هزموها لتفقد الوعى وتسقط أرضًا، رأتها “اسماء” وهى تخرج من الغرفة مُتكأ على الحائط وقدmيها تزحف ببطيء على الأرض فتجاهلتها حتى سمعت صوت أرتطام جسدها بالأرض فصرخت بهلع وهى تركض نحوها، صعد “نوح” من الأسفل على صوت صراخها وهكذا خرجت “ليلى” من الغرفة ليروا “أسماء” جوارها تحاول أفاقتها، هرع “نوح” بعد أن رأها هكذا وحملها على ذراعيها ليأخذها إلى الفراش، فاقت “عهد” بعد محاولات من “لأيلى” لترى “نوح” جالسًا جوارها ويحتضن يدها بين راحتى يديه ويدلك يديها و”ليلى” جالسة في الجهة الأخرى جانبها لتتذكر حديث “عليا” لها وما حدث لتدmع بضعف وهى تلتف نحو “ليلى” لتختبي في حـ.ـضـ.ـنها من أعين الجميع وتقول:-
-طلعيهم برا يا ليلى، أنا مش عاوزة أشوف حد
نظرت “ليلى” له ولأسماء الواقفة بعيدًا فغادرت في صمت بينما “نوح” ينظر لها بدهشة من طلبها وأختباها في صديقتها بدل منه هو ثم غادر الغرفة بهدوء، جهشت باكية بضعف مع صديقتها دون أن تتفوه بكلمة واحدة وما سبب حالتها وبكاءها ولما غادرت غرفتها من البداية...
____________________
جمعت “عليا” أغراضها في الصباح وغادرت بطفلها قبل أن يستيقظ أحد لتراها “ليلى” وهى في طريق خروجها سيرًا على الأقدام لتتجاهلها وتكمل الطريق، ذهبت تتجول في المكان لكى تجلب الكتب التي طلبتها “عهد” دون أن تعرف السبب فظلت تنظر في الهاتف على الخريطة لتدرك أي طريق يجب أن تسلك، رأها “عطيه” وهو يخرج من الكافى بكوب قهوة ورقي ليذهب نحوها وهو يقول:-
-بدورى على حاجة؟
رفعت “ليلى” نظرها له بأغتياظ من هذا الرجل ذو العباءة والعمة ولحيته الخفيفة ويملك زوج من العيون البنية البندقية الواسعة وأنف حاد ببشرة متوسطة البياض ثم قالت بضيق وهى تدفعه بعيدًا عن طريقها:-
-وأنت مالك حد طلب مساعدتك دا انت حشري أوى
أغلق قبضة يده اليسرى بغضب مكتوم قبل أن يفقد أعصابه ويسكب كوب القهوة على رأسها بسبب لسانها السليط وردودها التي تسبب الجلطة للأخرين ثم قالت وهو يكز على أسنانه:-
-هم بنات مصر جليلين الرباية أكدة
سمعته لتتسع عينيها بصدmة من سبه لها ثم أستدارت له بوجه حاد وعابس وعينيها تبث نار على وشك ألتهمه ووضعت سبابتها في وجهه وهى تقول:-
-سمعتك يا مترين وعمارة ثلاثة دور أنت
كتم ضحكاته من وصفها لطوله وقال بحدة مُصطنعة:-
-أنا غلطان أنى جولت أساعدك وأنتِ غريبة في بلدنا
تمتمت وهى تغادر من أمامه غاضبة منه:-
-مبقاش إلا واحد قليل الذوق زيك ويساعدنى
كبث غضبه وصعد إلى سيارته وهو يقول:-
-أنا همشي جبل ما أعصابى تفلت منى وأرزعها كف خماسي
أكملت سيرها على الرصيف وهو يتابعها بسيارته من بعيد مُبتسمًا على حيرتها في الطرق، فتاة طويلة القامة بعينى خضراء وبشرة بيضاء ترتدة بنطلون جينز أسود وقميص نسائي طويل يصل لركبتيها فضفاض لونه أبيض وعليه رسومـ.ـا.ت بألوان مختلفة وتضع حزام حول خصرها النحيف وترتدي حذاء رياضي أبيض اللون وتلف حجاب من الشيفون برتقالي، كانت جميلة بطالتها الأنيقة وألوانها الربيعية الجميلة، أكملت سيرها حتى وصلت للمكتبة فتبسم وأنطلق في طريقه إلى العمل وهو يحاول تخمين أسم هذه الفتاة..
___________________
أستعد “نوح” للخروج من غرفته وهى تراقبه عن كثب بنظراتها لتستوقفه بضيق قائلة:-
-نوح
أستدار لها بهدوء ليراها تغادر الفراش فأسرع لها لكى يأخذ يدها لتمنعه وهى تسأله بغضب مكبوح:-
-أنت خـ.ـطـ.ـفت يونس عشان تجبر عليا على العملية
تنحنح ببرود شـ.ـديد ثم قال بثقة:-
-اه مكنش عندي حل تانى وخيتك كانت عنيدة
صاحت في وجهه بأختناق شـ.ـديد يـ.ـؤ.لمها من الداخل:-
-وأنا كنت أشتكيت لك مرضي ولا قولتلك ساعدنى
تحدث بنبرة هادئة أمام صراخها هاتفًا:-
-وأنا كنت هستنى مرتى تجولي أنها تعبانة ولا أستنى لما تدخلى المستشفى وتجعى منى
حدقت به ببرود شـ.ـديد ثم قالت:-
-وهو أنا مراتك يا نوح ولا أنت بتسمى اللى إحنا فيه دا جواز، دا غش وكدب ونفاق وأنا بحذرك يا نوح بيه أوعى تتداخل في حياتى تانى ولا تتصرف في حاجة تخصنى بهمجية وتخلف من عقلك تانى
مسك يدها بغضب شـ.ـديد من أهانتها له وقال بصراخ قوى:-
-أنا ماسك نفسي عنك بالعافـ.ـية يا عهد عشان تعبانة لكن متختبرش صبرىعليكى أكتر من أكدة وجولتها جبل كدة وهجولها تانى ولأخرة مرة وأنتِ بتتحددي ويايا تتحدى بأدب لأنى لحد دلوجت معاوزش أوركي وشي التانى والهجمية على حج
تركها وغادر الغرفة لتجلس على الفراش بتعب وظلت سجينة غرفتها حتى المساء..
_____________________
-في حد عاجل يا ناس يهب في مرته أكدة
قالها “عطيه” وهو يسير مع “نوح” في طريق عودتهم من العمل ليقول “نوح” بضيق:-
-هي اللى لسانها ساعات بيفلت منها وأنا متعودتش أن واحدة ست صوتها يعلى عليا
تذكر “عطيه” ردود “ليلى” عليه فتبسم وهو يقول:-
-شكل بنات مصر كلتهما أكدة، ما علينا خلينا في وكستك .. هتعمل أيه؟
هز “نوح” كتفيه بحيرة ويقول:-
-مخابرش
تأفف “عطيه” بغـ.ـيظ من صديقه فقيد الرومانسية وقال:-
-اه يا جلبى عليك دا الله يكون في عونها، أتحرك يا نوح خدلها ورد وشيكولاته ويا سلام على هدية حلو من ذوجك اللى أنا خابر أنه معدوم وأعتذر
رفع “نوح” قبضته في وجه “عطيه” ليكاد أن يلكمه على سخريته منه ثم قال:-
-هي شيكولاتة وواحدة بس كمان ويبجى كتر خيرى
تركه “عطيه” بضيق وهو يغادر قائلًا:-
-أنا غلطان أنى بتحدد وياكى في المشاعر وأ،ت عديمها أنا مروح جبل ما أتجلط منك
غادر وتركه ليكمل “نوح” طريقه للمنزل وعنـ.ـد.ما دخل رأها تقف في الشرفة بغرفته فتنهد بهدوء وهو يدخل المنزل ليرى “حمدى” جالسًا على السفرة، رمقه “نوح” بوجه حاد غليظ ثم قال:-
-بالهنا يا عمى
أزدرد “حمدى” لقمته بأغتياظ شـ.ـديد ليتابع “نوح” وهو يصعد الدرج:-
-كُل من مالى هو العم وولد اخوه أيه ما هم واحد برضو
قالها بسخرية ليثير غضب “حمدى” لترك “حمدى” الملعقة من يده بقوة وقال:-
-منك لله يابويا
دخل “نوح” للغرفة بهدوء ثم نزع وشاحه ووضعه على الأريكة ثم عمته وعينيه على الشرفة مُنتظر أن تخرج لأجله لكنها لم تفعل، دخل المرحاض ليأخذ حمام دافيء ويبدل ملابسه ليرتدى عباءة باللون الزيتونى ووجدها لا تزال بالخارج فتنهد بهدوء ثم سار نحوها ووقف أمامها فرفعت نظرها به بصمت وهى عاقدة لذراعيها أمام صدرها فقال عفوية:-
-مش سجعانة الهواء بـ.ـارد عليكى .. هجبلك حاجة تحطيها عليكى
أستوقفته بنبرة بـ.ـاردة حادة تقول:-
-مش عايزة
عاد للوقوف أمامها بأرتباك شـ.ـديد وهو لا يعلم كيف يعتذر من الأخرين ثم قال بلطف:-
-أخليهم يحضرولك العشاء
أجابته بحدة اكثر قائلة:-
-أتعشيت
كانت تتابع ربكته وتـ.ـو.تره بعينيها لكن قلبها الأحمق يتسارع من وسامته ووجهه المبلل ويتلألأ من المياه وشعره المبعثر وتتساقط منه قطرات المياه على وجنته لتحسد هذه القطرات على حقها بلمس وجنته أم هي زوجته ولا يحق لها بالأقتراب منه أو مسح تلك القطرات البـ.ـاردة عنه، نشبت الغيرة نيرانها في قلبها الصغير من هذه القطرات لكنها تصطنع البرود أمامه فماذا ستقول أو بما ستخبره بأن قلبها فتح أبوابه لهذا الرجل الجليدى، كاد أن يتحدث لكن نظراتها تربكه أكثر وتزيد من تـ.ـو.تره الشـ.ـديد ولم تكتفى “عهد” بنظراتها بل صدmته عنـ.ـد.ما أقتربت خطوة تجاه وأدخلت ذراعيها أسفل ذراعيه لتستكن في حـ.ـضـ.ـنه فأتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة بينما هي أغلقت عينيها لتشرد مع دقات قلبها فقد أرادت أن تتأكد مما يحدث لها في حضوره وكانت دقات قلبها تتسارع وحرارة جسدها تترفع وتسير القشعريرة في جسدها كاملًا لتدmع عينيها بضعف وهى تبتعد عنه بعد أن تأكدت بأنها هويت رجل الصعيد ذو القلب الحديدى، نظر “نوح” لها ليرى دmعة تتلألأ في عينيها ليعتقد بأن صراخه بها صباحًا هو سبب بكاءها فرفع يده إلى وجنتها بحنان يضع خصلات شعرها خلف اذنها فنظرت "عهد" بعينيه وبدأت ضـ.ـر.بات قلبها تتسارع وتتجاوز المعدل الطبيعي، تحدث "نوح" بلطف وهو ينظر بها:-
-حجك على رأسي يا عهد، غلطة مهتتكررش تانى
تذكرت صياحه عليها فى الصباح لكنها لا تكترث كثيرًا لشيء أخر سوى وسامتها وحنانه معها، أومأت له بنعم ليقول:-
-تحبى نطلع نتعشي سوا برا وتغيري جوا
هزت رأسها بلا، تحدث بهيام وهو يمسح على رأسها بيده قائلًا:-
-وجت ما تحبى تخرجى جوليلى ولو حابة تعملى اي حاجة جوليلى أنا عاوزك تكونى مبسوطة وسعيدة
سألته بنبرة هادئة وهى تنظر إلى عينيه ودقات قلبها تكاد تهزمها بعد أن نشب الحُب جذوره بقلبها الصغير:-
-بجد!
أومأ لها بجدية وثقة من حديثه ثم قال بلطف:-
-أكيد أنا عاوزك أسعد واحدة فى الدنيا ما دام السعادة دى أجدر اجدmها لك يبجى هعملها عشانك ولأجل عيونك يا عهد، أنتِ مش واخدة بالك أنك أهم وأغلى حد عندى ولا ايه
صمتت قليلًا لينظر إلى الأمام حتى لا يخجلها أكثر فنظرت إلى وجهه بحُب ثم جمعت شجاعتها وهى لا تعرف كيف ستفارق حبيبها لتقول:-
-طلقنى يا نوح
ألتف لها بصدmة ألجمته وهو لا يُصدق ما يسمعه منها ليقول بجدية:-
-أنتِ واعية للى بتجولي يا عهد
تنهدت بهدوء قبل أن تتحدث وهى على يقين بأنها تكن له المشاعر لكن برود قلبه المتحجر معها لن تتحمله فقالت:-
-لو عايزنى سعيدة طلقنى.. أنا عارفة يا نوح أن اللى بينا ميندرجش تحت بند الجواز، عارفة أنك مجبورة عليا وأنا واحدة اتفرضت عليك، باين أوى أنك بتغـ.ـصـ.ـب نفسك على المعاملة بينا وبتجبر نفسك على معاملتى بلطف، خلينا نصلح الوضع دا وطلقنى أنت ترجع لحياتك وأنا كمان أرجع لحياتى
لم يتمالك غضبه الذي نشب حربه بين ضلوع صدره من طلبها للأنفصال عنه وهى تتحدث بالهراء أى معاملة يُجبر حاله عليها وأى لطف مُصطنع يفعله، كل هذا هراء أحمق لا تتدرك حقيقته، مسك ذراعها بقوة جاذبها نحوه بقوة لتلتصق بصدره، حدق بعينيها العسليتين بغضب يتطاير من عينيه، أزدردت لعابها الجاف بصعوبة من نظرته فسمعت صوته يقول بنبرة قوية:-
-انهى حياة اللى عاوزة ترجعي ليها، فرض وإجبـ.ـار!! .. دا شيء ميخصكيش فاهمة ولو الطلاج هو سعادتك يبجى خليكى تعيسة وطلاج مفيش، أنا مهطلجيش يا عهد وطريجك الوحيد عشان تأخدى حريتك منى هو مـ.ـو.تى، ويا ريت مسمعش الكلام دا منك تانى
ترك يدها بقوة وأستدار لكى يغادر فتمتمت "عهد" بصراخ وعناد شـ.ـديد قائلة:-
-بس أنا مش هعيش حياتى كلها معاك كدة، دى مش سعادة
توقفت قدmيه لكى يسمعها وعنـ.ـد.ما انهى حديثه قال بحدة دون أن يلتف لها:-
-وأنتِ مالكيش حياة غير ويايا يا عهد وأعتبري نفسك تعيسة مدى الحياة
غادر الغرفة تاركها خلفه لتضـ.ـر.ب باب الشرفة بيدها وهى تستدير لكى تنظر إلى الأمام غاضبة من بروده وهى لا تستطيع تحمله أكثر.....
____________________
جاء الطبيب في الصباح لفحصها في المنزل وتطهير جـ.ـر.حها وبعد أن غادر تحدثت “عهد” إلى “ليلى” بغموض دون أن يسمعها أحد لتغادر “ليلى” المكان دون أن تتفوه بكلمة، دلفت “أسماء” لها ثم قالت:-
-كيفك النهاردة؟
تبسمت “عهد” في وجهها بعفوية وقالت:-
-بخير وشكرًا ليكى يا أسماء على اللى عملتيه
تبسمت “أسماء” بسمة حزينة ثم قالت:-
-أي حد مكانى كان هيعمل اللى عملته
أومأت “عهد” لها وأستدارت “أسماء” لكى تغادر فأستوقفتها “عهد” بحديثها تقول”:-
-أنا مكرهتكش لحظة يا أسماء وعارفة أن اللى جواكى ليه مش الخير وأن بسببى أنا وأختى قلبك أتكـ.ـسر بس صدقينى مفيش جـ.ـر.ح بيدوم العمر كله وبكرة السعادة تجي لك لغاية عندك وتمحى أيام التعب
أستدارت “أسماء” لها بدهشة من حديثها وهى لا تفهم شيء منه فألتزمت “عهد” الصمت تمامًا وأكتفت ببسمة رقيقة لتغادر “أسماء”
____________________
ظل “نوح” يكابر قلقه وهو يعلم بأن الطبيب سيأتى لها اليوم لكنه غاضب حقًا منها وتفكيرها في الأنفصال، تأفف “على” من شرود ابنه في العمل ثم قال بصياح:-
-يا نوح؟
فاق من شروده وتفكيره بها بحرج أمام والده ليقول “على”:-
-فينك يا ولدى
تنهد “نوح” بخفوت شـ.ـديد ثم قال:-
-هو أنا وحش جوى يا أبويا
تعجب “على” من سؤاله الغريب ثم قال:-
-ليه بتجول أكدة يا نوح؟
تأفف “نوح” بحيرة ثم وقف وقال بحدة:-
-أنا ماشي
غادر المحجر شاردًا وهو يتساءل ويكاد عقله يقــ,تــله من التفكير في سبب واحد جعلها تفكير في الأنفصال عنه وهل العيش معه صعب وشاق لها بالقدر الكافى لطلب الطـ.ـلا.ق منه؟ تساءل بماذا أخطا لتطلب الرحيل؟ لم يهملها يومًا وكان سندًا قوي لها، لم يقبل الأهانة لها من أحد ووقف أمام الجميع لأجل كرامتها وعاملها برفق وإحسان فلما ترغب بالمغادرة، وصل للمنزل شاردًا ومهموم ولم يتحدث مع أحد ولا والدته بل صعد إلى غرفته وعنـ.ـد.ما ولج للداخل دهش من جمالها وهى ترتدي فستان أسود اللون بقط وطويل وتسدل شعرها بحرية على ظهرها ويغطى وجنتها اليسري وتضع مساحيق التجميل، سارت نحوه ببسمة رقيقة وكأن يستمع لطقطق كعبها العالى تقترب منه وهو يحدق بها بهيام وعينى لامعة، وقفت أمامه بخجل وهى ترفع يدها لتضع خصلات شعرها خلف أذنها اليمنى وتقول:-
-أتعشيت؟
نظر لطاولة العشاء الموجودة في الخلف وعليها طعام وكوبان من العصير ويزينها شمعتين يضيوا الغرفة ليقول بنبرة هادئة:-
-لا
تبسمت وهى تأخذ يده للطاولة ثم جلس يتناول الطعام في صمت وهو يختلس النظر لها يتعجب من حالتها التي تبدلت من ليلة وضحاها ويبدو أنها تفتح صفحة جديدة معه، أنهى طعامه أولاً لينزع عمته وهو ينظر إليها فتركت الشوكة من يدها ثم وقفت لتسير نحوه ومدت يدها له وقالت:-
-ممكن ترقص معايا
أومأ لها بنعم ثم وضع يديه في يدها ووقفا معًا يرقصان سلو على أغنية أجنبية ويديه تحيط خصرها بينما تضع يديها على أكتافه وتنظر في عينيه تحفر ملامحه في ذاكرة عقلها وقلبها حتى توقفت عن الرقص ويديها تتسلل إلى وجنته وأقتربت خطوة أكثر نحوه لتضع قبلة على لحيته بخفة ثم قالت بنبرة دافئة:-
-أعتبر دا أعتذارى وشكرى ليك يا نوح، أنت فعلا تحتاج أنى أشكرك على كل لحظة كنت جنبى فيها ومعايا كفاية أنك أجمل حد دخل حياتى
أخذ رأسها بين يديه ليقربها له ثم وضع قبلة على جبينها بدلال ثم قال:-
-وأنتِ أغلى من حياتى كلها يا عهدى
أرتجف جسدها من قبلته وتنفست الصعداء بخجل شـ.ـديد من هذه القبلة ثم تبسمت بلطف لأجله لتسقط بسمتها سحرها على قلب هذا الرجل الجليدى لتذيب هذا الجليد فشعر “نوح” بخفقة قلبه تتسارع لأول مرة لأجلها ليعلم بأن قلبه فتح بابه للتو ليرحب بها ويستقبلها بداخله الآن وللأبد..
أستيقظ “نوح” صباحًا وكان بفراشه فتذكر أمس عنـ.ـد.ما نامت بين ذراعيه، نظر جواره ببسمة وكان الفراش فارغًا، وقف من مكانه وهو يعتقد بأنها في المرحاض لكنه لم يجد لها أثر بداخله ليتذكر ما حدث أمس فأتسعت عينيه بصدmة عنـ.ـد.ما أدرك بأنها لم تكن تفتح صفحة جديدة معه وتأخذ خطوة نحوه بل كانت تودعه، فتح خزانة الملابس الخاصة بها وكانت فارغة ومعدات التصوير لخاصة بها أختفى لقد غادرت بعيدًا ورحلت عنه للأبد...
__بعنــــــوان “لقـــاء”__
كانت تدرك “عهد” بأن كبريائه سيمنعه من البحث عنها أو المجيء لها للعتاب وما توقعته حدث لم يأتي لمنزلها أبدًا لرؤيتها أو أخذها بالقوة إلى الصعيد فرغم كل هذا ما زالت زوجته لكنه تجاهلها أكثر ببرود وهذا التجاهل كاد أن يقــ,تــلها كلما مرت الأيام، سنة كاملة مرت وهو لا يكثرت لشأنها باتًا، وقفت خلف المنصة مُرتدي زى التخرج وطاقية على رأسها لتنظر إلى هاتفها بتـ.ـو.تر إلى صورته وهى نائمة جواره وهو غارق في نومه، هذه الصورة الوحيدة التي ألتقطتها له في ليلتها الأخيرة في الصعيد لتتطلع بصورته كلما أشتاقت له، وضعت الهاتف في جيبها بعد أن سمعت أسمها لتتقدm ببسمة حزينة تستلم شهادتها ثم وقفت مع زملاءها و”ليلى” تحتضن شهادتها وهى لا تكترث للحاضرين فهى لا تملك منهم شخص واحد فحتى أختها لم تأتى لحفل تخرجها ولم تسأل عنها الفترة الماضية بل قطعت كل الوصال معها وكانت “ليلى” تتحدث مع أصدقاءها وتتضحك بسعادة فأتسعت عينيها بصدmة قـ.ـا.تلة وتلاشت بسمتها وهى تنكز “عهد” في ذراعها للتجاهل “عهد” وهى تتحدث مع زميل لها يقف جوارها بالجهة الأخرى، مسكت “ليلى” فك وجه “عهد” بقوة لتدير رأسها للأمام فأتسعت عينيها بهلع مُصدومة من رؤية “نوح” يقف على الدرجات بين المقاعد ويحمل باقة ورود وردية لها لكن ملامحه تشتاط غضبًا بعد أن رأها تتحدث لهذا الشاب وتبتسم له تلك البسمة التي جعلت قلبه يخفق لها في ليلتهم الأخيرة، أزدردت لعابها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وهى تراه يقترب أكثر وتذكرت كيف كان يلكم “خالد” لأجلها فنظر إلى هذا الشاب الواقف جوارها بعد أن مسك ذراعها يناديها لأنها تجاهلت حديثه فجأة، توقف “نوح” بغضب أكثر عنـ.ـد.ما لمسها هذا الشاب ثم تابع خطواته لتسحب ذراعها من هذا الشاب وتركض إليه قبل أن يصل هو إليها ويقــ,تــل زميلها صعد على المسرح لتتوقف أمامه وهى تقول بخـ.ـو.ف:-
-أنت رايح فين؟
لم يُجيبها بل كان نظره ثابتًا على هذا الشاب وأنفاسه العالية تضـ.ـر.ب وجهها لتأخذه من يده للأسفل بصعوبة من بنيته الجسدية وتقول:-
-تعال يا نوح
أخذته للخارج بغـ.ـيظ ثم تركت يده وهى تقف على الدرج الخاص بالمبنى ونظرت له بضيق وتقول:-
-مش هتبطل الهمجية دى
مسك يدها بغضب شـ.ـديد وهو يقول بنبرة غليظة:-
-همجية عشان شايف واحد بيحط يده على مرتى
أجابته بأختناق شـ.ـديد من عصبيته الحادة وتقول:-
-محدش يعرف أنى متجوزة وبعدين أنت أيه اللى جابك
ألقى باقة الورود لها بغضب وقال بحدة:-
-جاي أخد مرتى اللى هـ.ـر.بت من بيتى
مسكت باقة الورد بعفوية ثم قالت بأختناق:-
-أنا طلبت الطـ.ـلا.ق
أقترب خطوة نحوها أكثر ثم قال:-
-مش جولتلك بلاش تشوفى وشي التانى، لتكونى فاكرة أن طول السنة دى مكنتش جادر أجيبك أنا بس هملتك بمزاجى عشان تخلصي جامعتك وميضعش عليكى التخرج لكن من اللحظة دى أعتبري نفسك خسرتى حريتك يا عهد لأن اللى هتشوفى منى مشوفتهوش في عمرك كله
أقترب أكثر منها بغضب لتشعر بأنه على وشك ألتهمها وأصابها الخـ.ـو.ف منه ومن نظراته لأول مرة ليتابع حديثه بتهديد:-
-أستعدى عشان تشوفى الهمجية اللى على حج
مسك يدها بقوة وسار وهو يجذبها خلفه وهى تحاول منعه والفرار منه لتقول بخـ.ـو.ف منه:-
-نوح سبنى بدل ما أصوت وألم عليك الناس
نظر لها بنظرة شر ثم قال:-
-أعمليها يا عهد وأنا بدل ما أجرك على رجلك أشيلك وأرميكى في العربية
أقترب خطوة نحوها ليقول بسخرية:-
-أكيد وحشك أنى أشيلك
تنحنحت بحرج منه لتتنازل عن مقاومته فتبسم بخبث وشر ثم سار بها وهى تتابعه ثم أدخلها السيارة وأنطلق بها مُتجهًا للصعيد بها....
___________________
__منزل الصيــــاد__
صاح “حمدى” بأختناق شـ.ـديد وهو يقف من مكانه قائلًا:-
-يعنى حجى في ورث ابويا في البيت بس والمحاجر والأراضي والمال كلتهما لك أنت وولدك يا على
تحدث “على” بنبرة هادئة محاولًا إرضاء أخاه الأكبر قائلًا:-
-خد حجك في البيت وبعدها يحلها ربنا يا حمدى
ألقى “حمدى” العقد من يده بضيق شـ.ـديد ويقول بانفعال:-
-يأخد حجى كله ياما هيرجعه كله بطريجتى لكن ترمي ليا عضمة زى الكـ.ـلـ.ـب لا
أتاهم صوته القوى من بعيد يقول بقسوة وحزم:-
-ومين جال أنك هتأخد حاجة أصلًا
نظر الجميع تجاه الباب وكان “نوح” واقفًا وهى بيديه ليُدهش الجميع بحضورها، اقترب “نوح” إليهما ليأخذ العقد من فوق الطاولة ويمزقه بببرود ثم قال بتحدي وهو ينظر بوجه عمه:-
-ولا جرش واحد يا عمى من مالى وملكى
تركه ليعود لها، لم يتمالك “حمدى” غضبه أكثر فهو تحمل سنة كافية تحت رحمة “نوح” ليخرج مسدسه من جيبه وأطلق النار على “نوح” ففزع الجميع بينما سقط “نوح” أرضًا بعد أن أصابت الرصاصة ذراعه لتفزع “عهد” بهلع شـ.ـديد وهى تسرع نحوه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وتقول بتلعثم مذعورة:-
-نوح أنت كويس..
أربت على يدها بلطف متناسي غضبه منه ثم وقف على قدmه وهو يستدير لعمه بغضب شـ.ـديد يكتم ألمه به ثم قال:-
-على مـ.ـو.تى يا عمى تأخد جنيه وحتى بعد مـ.ـو.تى مش هطول حاجة
هرع “على” نحو ابنه وخرجت “سلمى” على صوت طلق النار لتصدm عنـ.ـد.ما رأت ذراع “نوح” ينزف فصرخت بهلع ليقول “نوح” بلطف:-
-متخافيش يا أمى عمى بس مبيعرفش ينشل زين
غادر المنزل وحدها لتسرع “عهد” خلفه وقبل أن يقود سيارته صعدت معه فنظر لها ليرى عينيها تبكى بخـ.ـو.ف فأنطلق للمستشفى بصمت دون أن يتفوه بكلمة واحدة...
____________________
مسك “على” أخاه من ملابسه بقوة وهو يقول:-
-هي حصلت تضـ.ـر.ب ولدى بالنار
كان “حمدى” غاضبًا ليقول بصراخ وتهديد:-
-والمرة الجاى في رأسه لو مدنيش حجى يا على
تركه “على” بغضب وقسوة تملكته بعد أن رأى أخاه يطـ.ـلق النار على ابنه دون خـ.ـو.ف أو أن يرحم أخه..
___________________
كان “نوح” يجلس على الفراش والطبيب يخرج الرصاصة من ذراعه في قسم الطوارئ وهى تقف في الخلف تبكى بصمت والخـ.ـو.ف تملك منها ليبتسم “نوح” بخفة فهو أشتاق لرؤية ضعفها وخـ.ـو.فها ليسحب بسمته ويقول بحدة شـ.ـديدة:-
-متخافيش لسه مبجتيش أرملة
نظر الطبيب له بدهشة من طريقة مؤاساته لزوجته التي رأت زوجها يُطلق النار عليه ثم غادر، أقتربت “عهد” منه بخـ.ـو.ف ثم قالت:-
-أنت كنت عايز رصاصة في لسانك
وقف “نوح” بهدوء وقميصه الأبيض تلوث من الدmاء فنظر لها بمكر شـ.ـديد يقول:-
-مهتساعدنيش وأنا مريـ.ـض، على الأجل ردى الدين اللى عملته وياكى وأنتِ مريـ.ـضة
أقتربت “عهد” منه لتمسك يديه بقلب مقبوض ما زالت لا تصدق بأنها رأت ذلك الرجل يطـ.ـلق النار على حبيبها بكل قسوة وسقوطه أمامها، تبسم “نوح” بخبث شـ.ـديد وهو يتواعد لها بالأنتقام من هروبها منه، أخذته وعادت للمنزل وكانت “سلمى” في ذعر على ابنها وفور دخولهما هرعت إليه بقلق تقول:-
-أنت زين يا ولدى
أومأ لها بنعم لتتنفس الصعداء بإرتياح شـ.ـديد بينما وقفت “أسماء” بدهشة من رؤية “عهد” وأتسعت عينيها بصدmة لتركض للأعلى دون أن تتفوه بكلمة واحدة وهى تدرك ان عودة “عهد” تعنى مـ.ـو.ت حُبها للأبد..
صعد “نوح” للغرفة بمساندتها وهو يدعى المرض والضعف، جلس بفراشه لتتركه فقال:-
-معلش أتعبك وتجيب ليا تي شيرت
رمقته بذهول وهو يدعى الضعف أمامها لتتأفف “عهد” بضيق وهى تكز على أسنانها وتقول:-
-عيونى
أحضرت له تى شيرت بنصف كم رمادى اللون وأعطته له فنظر لها ببرود ثم بدأ يفتح أزرار قميصه وهو يصدر صوت أنين ألم مُصطنع ونبرته صوت عالية، تنهدت بضيق وهى تعطيه ظهرها وتقول:-
-أستحملى يا عهد
ألتفت ثم جلست جواره وهى تساعده في فتح بقية الأزرار لتتطلع بملامحها بشغف مُشتاقًا لها لكنه يكن الغضب الشـ.ـديد من هروبها منه بعد أن أعترف لها بأنها بمثابة حياته وهذا أشبه بالأعتراف بالحب فكيف لها أن تأخذ قلبه وعقله وتهرب بعيدًا دون ان تكترث لحاله، أغمضت عينيها بخجل شـ.ـديد وهى تنزع القميص عن أكتافه لتظهر عضلات صدره وذراعيه القوية فتبسم على وجنتها التي زُينت بلون الدm وكأن كل خلايا دmاءها تتدقف إلى وجنتيها فكانت فائقة الجمال في خجلها وحياءها، وضعت التي شيرت في رأسه بحذر وترفع عينيها بوجهه دون أن تختلس النظر إلى جسده وضـ.ـر.بات قلبها تتسارع وهى لا تقوى على سرعتهم، أبعدت سريعًا هاربة إلى المرحاض بعد أن أنهت ما تفعله، تنفست الصعداء وهى تقف أمام المرآة ثم غسلت وجهها مرارًا وتكرارًا بالمياه البـ.ـاردة ربما تقل حرارته، نظرت لصورتها في المرآة لتضع يديها على وجنتيها بأرتباك شـ.ـديد ثم قالت مُحدثة نفسها:-
-أهدى يا عهد، أستحملى أسبوع وبعدها أطلبى الطـ.ـلا.ق تانى .. أسبوع بس عشان مريـ.ـض
__________________
أتسعت عينى “خالد” بصدmة وهو يقول:-
-عهد رجعت
تبسمت “حورية” بمكر شيطانية فقالت بشر:-
-كيف ما بجولك، نوح رجعها وشكلها اكدة كانت غضبانة منه مش بتدرس في مصر كيف ما جالنا
تبسم “خالد” بسعادة وحماس ويقول:-
-يعنى بينتهم مشاكل ونوح مكنش مقعدها في مصر عشان كليتها كيف ما ضحك علينا كلنا
أومأ له بنعم ثم قالت:-
-أيوة أكدة.. هتعمل ايه؟
وقف من مكانه ويفكر بشر ومكر خبيث مُتمتمًا:-
-بكرة تعرفى أخوكى هيعمل أيه؟
_____________________
أخذت “عهد” الوسادة وسارت نحو الأريكة لكى تنام عليها ليستوقفها “نوح”. وهو يقف من الفراش:-
-بتعملى ايه؟ مش رجولة أنيم مرتى على الكنبة
أجابته وهى تضع الوسادة على الأريكة ببرود:-
-أنت تعبان ولازم ترتاح خليك في السرير
تبسم ببرود شـ.ـديد وقال بسخرية يثير غضبها أكثر:-
-ومين اللى جال أنى هنام على الكنبة، الفرشة كبيرة أهى وتسعنا إحنا الأتنين
رمقته بخجل ثم قالت بأرتباك شـ.ـديد وتلعثم:-
-لا شكرًا أنا هرتاح هنا
سار نحوها لتمد ذراعيها للأمام تستوقفه بسرعة وتقول:-
-رايح فين خليك هنا
صعد للفراش وقال بخبيث يثير خـ.ـو.فها:-
-براحتك نامى مكان ما تحبى مهغـ.ـصـ.ـبش عليكى بس خدوى يالك في فأر والد ثلاثة تحت الكنبة متبجيش تيجى تصحينى ومتزعجهوش
أتسعت عينيها على مصراعيها وهى تبتعد عن الأريكة بهلع فتبسم عليها بعد أن صدقت كذبته، أغمض عينيه يدعي النوم فرفعت جسدها على أطراف أصابعها تنظر عليه لتراه مغمض العينين ثم نظرت للأريكة بخـ.ـو.ف وذهبت للفراش لتنام بحافته بعيدًا عنه لكنها صُدmت عنـ.ـد.ما طوقها بذراعيه على سهو دون سابق أنذار لتتحدث بغضب منه وهى تحاول مقاومته قائلة:-
-بتعمل أيه .. أبعد يا نوح
لم يُجيبها لتحاول التسلل من بين ذراعيه فشـ.ـد عليها بقوة بعد أن ألتفت له لتتطلع بملامحه وهو مُغمض العينين وقلبه ينبض بجنون له ومن قربه فقال بألم حقيقى:-
-عهد أنتِ بتضـ.ـر.بى الجـ.ـر.ح وبجد بتو.جـ.ـعينى
توقفت عن المقاومة وسكنت يديها على صدره لتهدأ تمامًا خـ.ـو.فًا عليه من أن يتألم فكيف لها أن تقبل بألمه وهى تشعر بثغزات في قلبها من أجل ألمه ومرضه، شعرت بأنفاسه الدافئة تضـ.ـر.ب وجهها فقشعرت بحُب وشوقها إليه يصارعها، تمتمت بصوت خافت قائلة:-
-أنت كدبت عليا مفيش فأر صح
فتح عينيه ببطيء لتتقابل أعينهما فرأى الغضب ساكن في وجهها العابس والقلق عليه يحتل عينيها فقال بهمس شـ.ـديد:-
-أتمنى ميكنش حد غيرى جالك أنك كيف القمر في غضبك يا عهد
لم تستطيع النظر له أكثر وقلبها يكاد يقــ,تــلها شوقًا لحبيبه وكيف فكر عقلها الأحمق بالهرب بعيدًا عنه وسبب الألم لقلبها وأنهك روحها في الفراق والغربة بعيدًا عن موطنها فأغمضت عينيها حتى لا تُهزم أمام عينيه، وضع رأسه على رأسها بهدوء وهو يستنشق عبيرها بأشتياق وحنان ثم أغمض عينيه ليغوص في نومه هو الأخر...
___________________
وصلت فتاة غجرية صباحًا أمام منزل الصياد وسألت “خلف” من خلف البوابة الحديدية تقول:-
-هو دا بيت الصياد
أومأ “خلف” لها بنعم ثم قال:-
-أيوة عاوزة مين؟
غادرت الفتاة دون أن تجيبه فتعجب “خلف” لها لكنه لم يهتم كثيرًا بها وعاد لجلوسه مع الغفر ويكمل فطاره، وقفت الفتاة خلف شجرة قريبة من المنزل وهى تحدق به وهتفت بالهاتف بجدية:-
-أنا مستنية قدام الدار أهو بس زى ما أتفجنا وحياة امى بعد العملية دى لو ما كتب عليا يا خالد لأكون جاتلك وشاربة من دmك
أنهت الحديث معه وهى تنظر للمنزل قائلة:-
-يلا يا حورية طلعيها من الدار خلينا نخلص في اليوم دا
___________________
خرجت “عهد” من باب المطبخ وهى تحمل صنية الإفطار لكى تصعد بها لكن أستوقفتها “حورية” قبل أن تصعد وتقول:-
-على فين يا عهد
رمقتها “عهد” ببرود شـ.ـديد وهى لا تحب هذه الفتاة منذ أول لقاء وقالت:-
-مالكيش دعوة يا حورية
وضعت قدmها على الدرج لتمسك “حورية” يدها بخفة وقالت:-
-أستنى بس أنا كنت عاوزة منك خدmة
نظرت “عهد” لها ببرود شـ.ـديد مُنتظرة أن تكمل حديثها فتابعت “حورية” ببسمة مُصطنعة:-
-كنت عاوزاكى تيجى ويايا أشترى كتب لأسماء تحسن من نفسيتها وأنا خابرة انك أحسن واحدة ممكن تساعدنى في الكتب
تعجبت “عهد” لطلبها ثم قالت ببرود:-
-أستنى طيب
صعدت للأعلى ووضعت صنية الإفطار وهى تنظر على المرحاض وهو ما زال بالداخل ثم خرجت من الغرفة، تبسمت “حورية” بحماس شـ.ـديد وهى قد نجحت في مهمتها بعد أن رأت “عهد” تنزل الدرج لكى تذهب معها، وصلت “عهد” أمامها لتقول “حورية” بحماس وهى تمسك يدها:-
-يلا بينا
جذبت “عهد” ذراعها من يد “حورية” وتقول بجدية صارمة:-
-أستنى بس
مدت ورقة لها فنظرت “حورية” للورقة بتعجب فقالت “عهد” بحدة:-
-دى أسماء كتب ممكن تشترى ودا أخر للى ممكن أعمله مع ناس ضـ.ـر.بوا جوزى بالنار وأخر مرة تطلبى منى طلب يا حورية
ألتفت لكى تصعد لتشتاط “حورية” غضبًا من هذه الفتاة فهى كانت على بُعد خطوة واحدة من أنتقامهم من “نوح” وتنفيذ خطتهم، دخلت “عهد” للغرفة بضيق لترى “نوح” جالس على الأريكة ويجفف شعره بالمنشفة، كان يرفع يد واحد ويجفف شعره ليشعر بشيء يجذب المنشفة وعنـ.ـد.ما رفع نظره رأها تأخذ المنشفة منه فتطلع بها صامتًا وهى تجفف شعره بيديها وتقف أمامه ناظرة للأسفل بسبب جلوسه وشعرها مسدول على الجانبين، تأملها بعيني دافئة لتنظر إلى عينه بالخطأ لتقابل عينيه وكأنه يعانقها بنظراته ويحيطها بهم، ظلت تنظر إلى عينيه ليرفع يده يمسك معصمها المتشبث برأسه ثم جذبها إليه بقوة لتسقط على قدmه فأزدردت لعابها الجاف في حلقها بتـ.ـو.تر شـ.ـديد ليقول “نوح” هامسًا لها:-
-أعـ.ـا.قبك كيف يا عهد عشان أرضي غضبى المحبوس جوايا منك
أنزلت يدها بالمنشفة والأخرى وضعتها على لحيته تداعبها بلطف ثم همهمت بحنان:-
-أنا عارفة أنى زعلتك لما مشيتى بس...
قطع حديثها بنبرة هادئة يصحح جملتها وفكرها قائلًا:-
-و.جـ.ـعتنى مش زعلتنى
كان النظر به من قرب لأقصي أحلامها وأجمل لحظات عمرها لكن أيحق لها أن تكون بهذا القرب منه والحدود بين قلوبهما كالمشرق والمغرب، تابعت حديثها بهدوء:-
-و.جـ.ـعتك يا نوح بس عشان دا الصح إحنا عايشين مع بعض وبينا مسافات وحدود، عايشين مع بعض ولما بيضيق بيا الحال بروح أشتكى همى لصاحبتى مش جوزى ولما بقع في مشكلة بخاف أحكي لك، حـ.ـز.نى وأوجاعى بشاركهم مع غيرك وأنت كما زي كم مرة جيت تشكي ليا مكر عمك وكرهه ليكى، عمرك حكيت ليا عن مراتك اللى مـ.ـا.تت وكنت بتحبها ولا لا، حياتنا كانت عبـ.ـارة عن مرضي وعلاجه بس شوية ضعف شاركتهم معاك وبس، أزاى عايزنى أعيش معاك وأنا بعيدة عنك
رفع يده إلى وجنتها ليضع خصلات شعرها خلف أذنها بحنان ثم قال بعفوية:-
-نقرب يا عهد
قطعته بجدية حاسمة أمرها من جديد:-
-نتطلق يا نوح
أشتاط غضبًا من كلمتها ثم أبعدها عنه ووقف وهو يقول بغضب سافر ونبرة صوت قوية:-
-دا الحل عندك، بدل ما نقرب من بعض لا نطلق وخلاص عشان الهانم عاوزة تعيش حياتها في مصر مع اللى تضحك معهم ويبسطوا مش أكدة
وقفت بغضب من حديثه عنها ثم قالت:-
-أنت بتحبنى يا نوح
صاح في وجهها بأختناق شـ.ـديد قائلًا:-
-لا ومهحبكيش يا عهد واصل
ألقت المنشفة في وجهه بضيق من حديثه وقالت:-
-يبقى هفضل أطلب الطـ.ـلا.ق منك لحد ما أمـ.ـو.ت يا نوح
صرخ بها وهو يدخل للشرفة بعناد قائلًا:-
-يبجى مـ.ـو.تى أحسن وأسهل
أتسعت عينيها بصدmة قـ.ـا.تلة من جملته ثم جلست على الأريكة بضيق وكل منهم يلتهب بركان الغضب بداخله فكلاهما عاشقان لكن لم يجرأ أحد منهم للأعتراف للأخر
______________________
كانت “ليلى” واقفة في محطة القطار المتجه للصعيد وتتحدث بالهاتف لتقول:-
-متقلقيش كله هيكون تمام
صاحت مؤظفة الدار بأختناق شـ.ـدي قائلة:-
-فهميها أنها ماضية عقد ولو الكتاب متسلمش في ميعاد أنا هلجأ للحل القانوني
أومأ “ليلى” بالأيجاب وتقول:-
-متقلقيش وقبل ميعاده كمان هيكون عندك
أغلقت الخط معها بعد محاولات كثيرة ثم صعدت على متن القطار ذاهبة إلى صديقتها...
______________________
ظل في الشرفة مُنذ الصباح ويحرق في سجائر كثيرة غاضبًا منه لتتنازل هي عن كبرياء وتدخل له بهدوء وتقول:-
-مش هتتدخل الجوا برد عليكى ولازم ترتاح وكفاية سجاير بقى
أجابها وهو ينظر للأمام دون ان يتطلع بها قائلًا:-
-مالكيش صالح بيا والله اللى أعرفه أن اللى عاوزة تتطلج ميخصهاش جوزها يمـ.ـو.ت من البرد يمـ.ـو.ت من الدخان مالهاش فيه
كزت على أسنانها وهى تغلق قبضتها قبل أن تضـ.ـر.ب رأسه الغليظ بها ثم قال بعناد شـ.ـديد :-
-أنا غلطانة أنى عبرتك وقلقت عليك، خليك هنا لحد ما تجمد
أستدارت لكى تدخل لتسمعه يتمتم قائلًا:-
-مفيش حد أهنا مجمد غير جلبك الخبيث
لم تتمالك أعصابها أكثر أمام بروده وردوده البـ.ـاردة لتصفع كتفه بيدها بقوة وهى تقول:-
-متنرفزنيش عليك
تألم من ضـ.ـر.بتها وصُدm من جرأتها فلم يفعلها من قبل أحد، هرعت بخـ.ـو.ف من ألمه لتجلس أمامه على الأرض بقلق شـ.ـديد وهى تقول:-
-أنا اسفة والله
تبسم بسخرية على حالها فحتى عنادها هُزم أمام خـ.ـو.فها وقلقها عليه فلما تكابر وتتشبث بالأنفصال عنه وهى تكاد تمـ.ـو.ت خـ.ـو.فًا عليه ليقول بهدوء:-
-ما أنتِ بتعرفى تخافى عليا أهو لزومه أيه العناد بجى
رفعت نظرها له بحرج من حديثه وأظهار قلقها أمامه فقالت وهى تقف:-
-مخـ.ـو.فتش على فكرة أنا بس بحاول أتحمل مسئولية اللى عملته لكن انت مش مهم وأى حد مكانك هقلق نفس القلق
تأفف بضيق منها ثم قال بشجن:-
-أدخلى جوا يا عهد جبل ما أعصابى تفلت في الليلة المنيـ.ـلـ.ـة دى لأنى مش فايج لحالاتك المزاجية
تنهدت بضيق من عناده على البقاء في الخارج ثم مسكت ذراعيه بقوة وهى تحاول إيقافه وتقول:-
-قوم يا نوح
ظل جالسًا بثقة من ضعف جسدها فهى لن تقوى على تحريكه من مكانه لتيأس من نجاحها في جذبه لتترك ذراعه بأستسلام ثم تسللت يدها إلى راحة يده بلطف تحتضنها بدفء وكانت بـ.ـاردة كالثلج فقالت بعفوية وقد تنازلت عن نبرة عنادها والمشـ.ـدة معه:-
-تعال يا نوح
نظر ليديهما المتشابكة ونبرة صوتها الدفء يتسلل إلى قلبه فتنازل هو الأخر عن عناده ليقف معها فدخلت به و.جـ.ـعلته يجلس على السرير ثم جلست أمامه وقالت بهدوء:-
-ممكن نأجل كل حاجة لحد ما تخف وتبطل عناد
نظر لها بصمت لتتابع حديثها بعفوية:-
-خلاص أنا أسفة وفعلاً قلقانة عليك ومش هقلق كدة على أي حد ..خلاص؟!
أومأ لها بنعم بعد ان صححت ما قالته مُنذ قليل، تبسمت وأحضرت له العلاج ليأخذه فقال بهدوء:-
-حجك عليا مجصدش أنك تمـ.ـو.تى بعد الشر عنك
تبسمت في وجهه بخفة فمُنذ قليل كان كلاهما مليء بالمشاحنات والعناد والآن يغمرها الدفء والحُب
ترجلت “ليلى” من القطار وخرجت مع الركاب لخارج المحطة لتُصدm بـ “خالد” فتطلع بها بمكر خبيث...
بعنـــوان " خطــوة نحـو القلـب" ___
أخذها “خالد” إلى سيارته وهو يقول:-
-وعهد تعرف أنك جاية؟
أجابته “ليلى” بنبرة جادة وهى تسير خلفه:-
-لا تليفونها مقفول
تبسم “خالد” بمكر شـ.ـديد وفتح لها باب السيارة الأخر وقال:-
-أتفضلى
صعدت للسيارة وذهب “خالد” إلى مقعد السائق وصعد وهو يفكر كيف تكون هذه الفتاة الأعز على قلب “عهد” وإذا أخذها سيكون سبب كافى بأن تأتى “عهد” له فتبسم بخبث وهو يضغط على زر التشغيل لكن قبل أن ينطلق فتح باب السيارة الأيسر ورأى وجه “عطيه” يشتاط غضبًا ويفتح لها حزام الأمان دون ان يأخذ أذنها ثم قال بغضب:-
-أنزلى
جذبها من يدها بغضب وأنزلها ليترجل “خالد” غاضبًا ويقول:-
-أيه اللى بتعمله دا يا عطيه
كانت مصدومة من ظهوره المفاجى أمامها وتنظر له بصمت دون ان تتفوه بكلمة واحدة وعنـ.ـد.ما سمعت جملة “خالد” قالت بتمتمة:-
-اسمك عطيه
تجاهل تمتمتها ويرمق “خالد” وهو يلتف إليه حول السيارة حتى وقف أمامه ليقول “عطيه” بغضب شـ.ـديد وصوت خشن:-
-بعد عنها يا خالد وأتجى شري
أقترب “خالد” منه خطوة بثقة وقال:-
-أنت بتهددنى بجى
أقترب “عطيه” منه خطوة أكثر بدون خـ.ـو.ف ونظرة تحدي تحتل عينيه ثم قال:-
-أعتبره كيف ما تحب
جذبها من يدها بقوة وسار بعيدًا ليتأفف “خالد” بضيق ويغلق باب السيارة، توقفت “ليلى” بضيق من فعلته ثم جذبت يدها من قبضته بقوة وقالت بانفعال:-
-أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن ولا عبـ.ـيـ.ـط بصفتك أيه أن شاء الله تجرنى وراك كدة ولا تتدخل فى شئون
رفع يده أمام وجهها ليغلق قبضته قبل أن تفلت أعصابه عليها فهو غاضب كافية منها على ركوب سيارة مع رجل غريب والأن تغضبه أكثر بردودها الغليظة، تحدث بضيق شـ.ـديد منها:-
-وبصفته ايه ان شاء الله عشان تركبى معه، ليكون اخوكى فى الرضاعة
عقدت ذراعيها أمام صدرها بضيق وقالت ساخرة من حديثه:-
-لا كان معايا فى المدرسة
أغمض عينيه بضيق والغيرة ألتهمت كيانه وعقله عنـ.ـد.ما رأى تركب مع رجل غريب وليس بأى رجل بل أقل بكثير من أن ينال لقب رجل، ألتف مُستديرًا ثم قال:-
-أركبى هوصلك
أستوقفته بجملته الغليظة المستفزة تقول:-
-وأنت أخويا فى الرضاعة عشان أركب معاك
كز على أسنانه وهو يلتف لها ثم مسك كم قميصها وجذبها بقوة حتى ادخلها سيارته وأغلق الباب بقوة ينفث به غضبه لتفزع من صوت الباب وقوته وأزدردت لعابها الجاف فى حلقها بخـ.ـو.ف من غضبه …
_________________
كان “نوح” جالسًا على الأريكة والشرفة مفتوح تعبأ الغرفة بضوء الصباح وينظر تجاه الفراش عليها وهى نائمًا كملاك بريء وتزين فراشها كفراشة ربيعية جميلة ملونة فتبسم وهو يفكر كيف يقظها، سار نحوها ثم جلس على الفراش خلف ظهرها يتطلع بملامح وجهها عن قرب فرفع ذراعه ببطيء ليداعب أنفها بسبابته لتتذمر على مداعبته وهى نائمة فتبسم بلطف عليها ثم نكز كتفها من الخلف بقوة وهو يقول بنبرة غليظة:-
-جومى .. جومى يا عهد
تذمرت على إيقاظه لها فحركت جسدها بضيق وهى تقول:-
-سبنى أنام يا نوح
نكزها مرة أخرى وكأنه يتعمد أن يثير غضبها ويقول:-
-جومى بجولك.. جومى جهزيلى الفطار
صرخت به غاضبة دون أن تفتح عينيها :-
-فطار ايه دا اللى بتصحينى من الفجر عشانه
تبسم خلسًا عليها وهو كلما أغضبها كلما زادت جمالًا وأحب غضبها أكثر فقال:-
فجر ايه الساعة 7 الصبح
فتحت عينيها بضيق أكثر وهى ترغب بالمزيد من النوم وجسدها مُرهق فهو لم يتركها تنام مبكرًا ولم تنال إلا ساعتين من النوم بعد صلاة الفجر، تحدثت غاضبة بإرهاق شـ.ـديد:-
-7 وبتصحينى يا مفترى يا ظالم دا أنت منيمنى بعد صلاة الفجر.. قوم يا نوح من جنبى قبل ما أرتكب فيك جناية
دفعته بقوة من الفراش ليسقط منه فوقف ماسكًا بذراعه المصاب وهذه الزوجة لا تهتم لمرضه ولا لصحته فقط تهتم لنومها، أتسعت عينه وهو يقف بعيدًا ويراها تعود لنومها وتضع الوسادة فوق رأسها، أشتعل الغضب به وهو يراها تكمل نومه دون أن تهتم له فعاد مُجددًا للجلوس جوارها وهو يقول بصياح فى أذنها ويديه تشـ.ـد الوسادة عنها:-
-والفطار يا عهد
تأففت “عهد” بضيق أكثر لتقول:-
-صوم يا نوح
أتسعت عينيه بذهول من حديثها وتشبثها بالنوم أكثر منه فقال بصدmة:-
-نعم ياخيتى
تمتمت بصوت مبحوح وهى على وشك النوم مرة أخرى مُتعبة جدًا:-
-صوم يا نوح وكله فى ميزان حسناتك
نظر بها بصمت وفى أقل من دقيقتين كانت غرقت فى نومها بتعب ليتبسم عليها بحُب فأبعد خصلات شعرها عن وجنتها وأعاد الغطاء على جسدها ثم أنحنى ليضع قبلة على وجنتها بدلال وقلبه يرفرف فرحًا على وجوده جوارها، سنة كاملة من الفراق مرت عليه وهو كاد أن يفقد عقله من التفكير بها والإشتياق لها لكن كبريائه كان يمنعه من الذهاب لها والآن أصبحت جواره فلن يُفلتها أو يتركها ترحل بعيدًا مرة أخرى، شعرت بشيء على وجنتها عنـ.ـد.ما قبلها وكانت لحيته تضيقها فتذمرت مرة أخرى وهى تستدير له غاضبة ثم قالت:-
-يا نوح عاوزة أنام
أرتبك من يقظتها فى التو من أن تكون شعرت بقبلته فأخفى ربكته أمام حدته وهو يقول غـ.ـيظًا:-
-أنا جعان جوم يا عهد ولا أصوم عشان جناب السفيرة عزيزة اللى متجوزها عايزة تتخمد، جومى حضري الفطار أنا ورايا شغل مفاضيش لك
تأففت بضيق من نبرته الحادة الغليظة وهكذا يقظته له فقالت وهى تضـ.ـر.ب الفراش بقدmيها من إلحاحه الكثير:-
-يا صبر أيوب على دا فطار على الصبح، أقولك روح لحُسنة تجهزه
جذبها من أكتافها ليجعلها تجلس على الفراش فجلست مغمضة العينين وجسدها مُرتخى تماما بين يديه وهتف بنبرة غليظة:-
-حُسنة أيه هو أنا متجوزك انتِ ولا متجوزة حُسنة
فتحت عينيها بأنفعال وأبعدت يديه عنها ثم قالت:-
-يا دى النيـ.ـلـ.ـة على متجوزك، يا عم هو أنا قولتلك تتجوزنى .. ما قولتلك طلقنى
حدق بها بعينيه وأشتعلت نيران الغضب بداخله وهى ما زالت تتفوه بهذه الكلمة فقال بجدية:-
-ببُعدك يا عهد نجوم السماء أجرب لك من أنى أطلجك وأوعى خيالك المريـ.ـض دا يفهمك أن لما تهملنى وتتجاهلينى هزهج وأطلجك … لا يا عهد دا أنا أتجوز عليكى تخدmنى ولا أطلجك
دفعها على الفراش وهو يتابع حديثه بنفس درجة الحدة قائلًا:-
-أتخمدى يا عهد
وضعت الوسادة على رأسها وهى لا تبالى لدفعه لها فجسدها مُرهق كفاية لكى تكترث لشيء أخرى مما أثار غضبه أكثر فهو لا يعلم بأنها لم تنال قسط من النوم قبل حفلة تخرجها وأمس عنـ.ـد.ما أحضرها لم تنم، تبسم بمكر بعد أن خطر على عقله فكرة خبيثة ليقول وهو يغادر الفراش:-
-أنا أروح أخلى أسماء تجهزلى الفطار والله أتوحشت فطارها
سمعته جملته وهى تضع الغطاء على رأسها فأبعدت الغطاء عنها ثم جلست صارخة عليه تناديه:-
-خد هنا يا نوح ..
نزلت من الفراش وسارت أمامه وهو يبتسم بداخله بعد أن نجحت خطته فى إيقاظها لكنه أصطنع البرود أمامها فقالت وهى تقف أمامه بغيرة تلتهم قلبها وهو يخبرها بأنه ذاهب إلى امرأة أخرى:-
-أسماء مين دى اللى رايح لها وقرف أيه دى اللى هتأكل من أيدها، انت عاوز مرت عمك وبناتها يقولوا عنى أيه، طب أبقى أعملها يا نوح وأطفح حتى بوق مياه من أيدها وأنت والله ما تشوف وشي تانى ولا تعرف لي طريق
عادت للفراش ليغتاظ من تجاهلها وفى النهاية عادت للفراش، دق باب الغرفة فذهب لكى يفتح الباب وكانت “حُسنة” لتخبره بأن “ليلى” جاءت، دخل للداخل وبدل ملابسه ليقول وهو يلف عمته:-
-صاحبتك جت تحت
أنتفضت من الفراش فرحًا وأمتلت بالحماس وهى تركض للخارج فأتسعت عينيه بصدmة من النشاط التى ملأها فجأة من أجل صديقتها لكن عنـ.ـد.ما حدثها هو كانت مليئة بالكسل والخمول....
_____________________
وقف “حمدى” مع رجـ.ـال الجبال بداخل الجبل يفحص الأسلحة الجديدة ثم قال بحماس:-
-تسلم يدكم يا رجـ.ـا.لة
نظر للصناديق ثم سأل بفضول وهو يغادر المخزن:-
-وصلك كام صندوج
-13 صندوج وكلهم من نوع النوع اللى شوفته دا
أومأ لهم بنعم ثم قال:-
-حلو جوى متخرجش منهم حاجة إلا لما اجولك
أومأ له بنعم ثم غادر “حمدى” الجبل مُبتسمًا بسعادة بعد أن حصل على صفقة جديدة ولم يبالى بما فعله أمس وضـ.ـر.ب “نوح” بالرصاص ولم يشعر بأى تأنيب ضمير بل هو على وشك فعل المزيد لأخذ حقه...
____________________
__منزل الصيــــــاد__
تحدثت “ليلى” بصوت هاديء:-
-ما دام مخلصتيش الكتاب يبقى تخلصيه يا عهد أنتِ ماضية عقد
تنهدت “عهد” بتعب وهى تجلس جوارها على الأريكة فى الصالون ثم قالت بضيق:-
-مش قادرة يا ليلى، حقيقى مش عارفة أكمل واقفة فى النفس ومش عارفة اكمل
أتاها صوت “سلمى” تقول:-
-حاولى يا عهد، حسب اللى فهمته أنك زينة جوى فى شغلك
تبسمت “ليلى” بحماس وقالت بعفوية:-
-أوى أوى يا طنط
وقفت من مكانها وجلست بجوار “ليلى” وهى تفتح الهاتفعلى أحد فيديوهات “عهد” و.جـ.ـعلتها تشاهد “عهد” وهى تتحدث بمهارة وثقة أمام الكاميرا فتبسمت “سلمى” بفخر شـ.ـديد من هذه الفتاة التى أصبحت زوجة لأبنها دون ان يختارها احد لأنها كانت وما زالت الافضل له من وجه نظر الجميع عدا عمه وعائلته..
صعدت “ليلى” مع “سلمى” بعد أن تحمست كثيرًا لرؤية المزيد عن “عهد”، ضحكت “عهد” عليهما وجاءت “حُسنة” تضع القهوة امامها فهى بحاجة إلى المزيد من القهوة لتصارع نومها وتعبها، أرتشفت الكثير فى هدوء لكن لم يدوم هدوئها كثيرًا عنـ.ـد.ما جلست “حورية” جوارها لتقول:-
-أيه اللى رجعك يا عهد؟
تعجبت “عهد” من سؤالها فأبعدت الفنجان عن شفتيها ثم نظرت إلى “حورية” بعدm فهم السبب من سؤالها العجيب لتقول:-
-قصدك أيه؟
وضعت “حورية” قدm على الأخر ثم قالت:-
-بجولك أيه اللى رجعك ما دام مبتحبيش نوح ولا جوازه تم وأنتِ فاهمة جصدى زين يبجى رجعتى ليه ما كنتي خليكى بعيد وتهمل نوح للى بتحبه ورايده
وقفت “عهد” من مكانها بأشمئزاز من حديثها وأشتاطت غضبًا من هذه المرأة الماكرة وقالت بجدية:-
-اللى هى مين أختك؟ وبعدين أنتِ بتتحشرى فى اللى ميخصكيش ليه مش ملاحظة أنك بتتحشرى بين راجـ.ـل ومـ.ـر.اته
وقفت “حورية” تثير أستفزازها اكثر وهى تقول:-
-وأنتِ بجى مرته صوح يا عهد ولا بالاسم كدة
لم تتمالك “عهد” غضبها أكثر فصاحت بانفعال وعقدت حاجبها قائلة:-
-مالكيش فيه وبعدين لتكونى فاكرة أن نوح هيفكر يبص لأختك المعفنة دى، الراجـ.ـل يا حبيبتى مبيبصش للى مدلوقة عليه وأنتِ أختك متتوصاش فى الدلقة، وأخر مرة يا حورية إياكِ تتدخلى فى حياتى أنا أو جوزى
أستدارت “عهد” لكى تغادر لكن أستوقفها صوت “أسماء” الواقفة على باب المطبخ بعد أن سمعت حديثهما وإهانة “عهد” لها فقالت:-
-بكرة تشوفى يا عهد نوح هيبص لي ولا لا ما هو الراجـ.ـل برضو مبيبصش للمرة اللى تهمله وتطلعه من داره من غير فطار مثلًا
أتسعت عينيها على مصراعيها بغضب وهذه الفتاة تخبرها بأنها ستأخذ زوجها منها لتشعر بأختناق فى صدرها وغيرة تلتهم قلبها وتذكرت حديثهما صباحًا عنـ.ـد.ما أخبرها بأن ستزوج من أخرى وذهابه إلى “أسماء” فغادرت المنزل غاضبة بقلب مُرتجف خـ.ـو.فًا من أن تفقده إلى أخرى....
وقفت "حورية" خلف أختها وقالت بمكر:-
-جدعة يا خيتى ولو جمدتى جلبك هبابة كمان هتجدرى تأخدى نوح منها
تمتمت "أسماء" بغضب كامن بداخلها وحبها يشتعل لهيبه بقلبها قائلة:-
-عندك حج يا حورية أنا لازم أحرب عشان جلبى وحُبي ومستسلمة واصل لحد ما نوح يكون جوزى، هى مش أحسن منى فى حاجة
اربتت "حورية" علي كتفها بحماس وقالت بمكر تبخ سمها فى أذنها:-
-جدعة يا خيتى، هى مش أحسن منك أبدًا ومفهاش حاجة تحليها عندك، أنتِ بس لازم تديها على رأسها عشان تخاف منك...
_____________________
خرج "على" من الجامع مُتكأ على عكازه الخشبي ويسير مع صديقه فقال بجدية:-
-خلى ولدك يوزع الورث بالحج يا على عشان حمدي مهيسكتش أمبـ.ـارح ضـ.ـر.به بالنار وربك سترها ومتعرفش المرة الجاية هيعمل أيه؟
تنهد "على" تنهيدة معبأة بالخبيات واليأس ثم قال:-
-نوح مهيرضش يديله المال الحلال عشان يغرجه فى الحـ.ـر.ام ويكبر الحلال بالحـ.ـر.ام
أربت صديقه على كتفه بخفة ثم قال بتحذير:-
-أتحدد وياه، نوح هيسمع منك يا على ولدك طيب وعلى طول فى حاله
نظر "على" إليه بضجر ثم قال:-
-طيب!! نوح مهيسمعش من حد وراسه ناشفة، نوح ما هيوزعش الأرض والمحاجر، ولدى فى حاله لكن اللى يجرب من حاله دا بيأكله بأسنانه ويولع فيه، أنا جلجان جوى عليه وعلى حبايبه ربك يسترها
سار مع صديقه إلى أحد التجار لكى يباشر عمله بعد صلاة العصر....
_____________________
وقف “نوح” من مكتبه وهو يقول:-
-أتحكم فى عصيبتك يا عطيه معها مفيش ست بتحب الراجـ.ـل اللى يتعصب عليها
نظر “عطيه” له ثم سأله بضيق:-
-يعنى عاوز تفهمنى أن عمرك ما أتعصبت على مرتك
تبسم “نوح” وهو يفتح باب المكتب ويشرد فى تفاصيل زوجته المتمردة فقال:-
-عمرى يا عطيه، أنا فى عز عصبيتى وأنفعالى بأجى جدامها وأنسي كل العصبية و....
صمت عن الحديث عنـ.ـد.ما رأها تأتى هناك وسط عمال المحجر فدفع “عطيه” بعيدًا وهو يقول:-
-هوينا بجى
سار نحوها وعنـ.ـد.ما وصل إليها أتسعت عينيه على مصراعيها عنـ.ـد.ما رأها قادmة تبكى ودmـ.ـو.عها لوثت وجنتيها الحمراء، أخذها من يدها إلى مكتبه وهى صامتة ودmـ.ـو.عها تنهمر بينما قلبه دب به الفزع والقلق مما أبكاها هكذا، وقف أمامها يتطلع بها وهى تنظر للأرض باكية وعينيها تورمت من البكاء وما زالت بملابس أمس بنطلون جينز وتي شيرت أبيض فوقه جاكيت أزرق اللون وفى حالة فوضوى، شعر بالغيرة من ملابسها وخروجها من المنزل أمام الرجـ.ـال هكذا فأخذ عبائته الموجودة على المقعد ليضعها على أكتافها بلطف وأخرج شعرها من الخلف، جفف دmـ.ـو.عها بأنامله ورفع رأسها له بيديه لتتقابل عيونهما وكانت تبكى بقوة قهرًا فأرتجف قلبه فزعًا بعد أن رأها بهذه الحالة عنـ.ـد.ما جاءت إليه باكية وضعيفة، أخذ وجهها بين راحتى يديه ثم قال بنبرة دافئة:-
-حصل أيه؟ أيه بكاكى أكدة
لم تجيبه بل زاد بكاءها وهى ترتعش بخـ.ـو.ف شـ.ـديد فوضع خصلات شعرها خلف أذنها بغضب من رؤيتها حزينة هكذا وقلبه يحترق مع حرارة دmـ.ـو.عها ثم قال بنبرة دافئة:-
-احكي ليا حصل أيه؟ معلون أى حاجة تزعلك وتبكيكى يا عهد، أنا فاكر أن جولتلك أنى معاوزش غير أنك تكوني سعيدة ومبسوطة، بتبكى ليه وأيه اللى خرجك من دارك كدة فى الحالة دى
تمتمت "عهد" بضعف وسط شهقاتها قائلة:-
-نوح
جفف دmـ.ـو.عها بأبهاميه برفق وحدثها بلهجة ناعمة ونبرة دافئة تطمئن قلبها المُرتجف خـ.ـو.فًا:-
-عيون نوح وروحه ليكى يا عهدى
أنهمرت دmـ.ـو.عها أكثر من لطفه الذي يحتوي أوجاعها بمهارة وأتقان وكأن زوجها الصارم الشرس يتقن جيدًا سُبل أحتوائها وكيفية زرع الطمأنينة بداخل قلبها وروحها البريئة ثم غمغمت باكية:-
-أنت مش هطلقنى صح؟!
نظر بعينيها العسليتين الباكيتين وخرج منه ضحكة خافتة عليها فى قبل مُغادرته صباحًا كانت ثابتة على قرارها وطلب الأنفصال والأن جاءت إلى عمله باكية بخـ.ـو.ف من أن ينفصل عنها ليقول بجدية وثقة:-
-صح مفيش طلاج
ما زال يحتضن رأسها بيديه لتتشبث بساعديه بخـ.ـو.ف وقالت راجية وقد تنازلت عن كبريائها قليلًا:-
-يعنى مش هتتجوز عليا يا نوح، أوعاك تعملها وأنا على ذمتك هتكـ.ـسرنى وتو.جـ.ـعنى يا نوح و.جـ.ـع عمرى ما هقدر أغفره ولا أتحمله... لو عاوز تتجوز أسماء طلقنى قبلها
مسح على شعرها بلطف وقد فهم سبب بكاءها ومجيئها فيبدو أنها تشاجرت مع أحدهن فى المنزل وأخبروها بأنه سيتجوز ابنه عمه فقال بجدية وثقة:-
-أنا مهتجوزش غيرك يا عهد لا وأنتِ على ذمتى ولا وأنتِ بعيد عنى، أنا مهتجوزش بعدك طول عمرى ولحد ممـ.ـا.تى.. مفيش غيرك، حتى بعنادك وخناقاتنا اللى كترت والمشاحنات اللى بينا مهسبكيش، خانقينى وعاندينى وطلعى روحى وزعلنى كل يوم لكن أبعدك عنى لا فأهدي يا عهد وأطمنى أنتِ هتفضلى جارى لأخر نفس فيا....
مسحت أنفها الذي سال من كثرة بكائها بدلال بعد أن طمأن قلبها وأحتواء حـ.ـز.نها المشتعل بداخلها ثم قالت بعفوية:-
-خلاص أنا مش زعلانة
ضحك عليها بخفة لتنظر إلى ضحكاته الساحرة التى زادته وسامة وخـ.ـطـ.ـفت قلبها عاشقًا له أكثر ويجدد حُب داخلها فى التو وشردت بهما لأول مرة ترأه يضحك أو يبتسم فنظر إلى شرودها به وقال مُتعجبًا:-
-ما لك؟
أجابته بدون وعى شاردة بوسامته وضحكاته التى زادته جمالًا على جماله:-
-أول مرة أعرف أنك بتعرف تضحك يا نوح
مسك ذقنها بلطف وهو يداعبها بأبهامه وقال بهيام:-
-وأنا وأول مرة أعرف أن أسمى زين جوى أكدة
أنفجرت ضاحكة عليه بسعادة ليتأمل ضحكاتها بهيام وهذه الفتاة ستجلب الكثير من المشاعر لقلبه والعشق يسكنه لأجلها ويرفرف قلبه فرحًا لرؤيتها هكذا، خجلت من نظراته فقالت بخجل:-
-أحم أنا هروح
مسك يدها قبل أن تغادر لتلف تنظر له مرة أخرى لتُصدm عنـ.ـد.ما أخذ خطوة لها وما زالت يده متشبثة بيدها ثم وضع شفتيها على جبينها بلطف تاركًا لها قبلة ناعمة تذيب قلبها وكبريائها اللعين، خفق قلبها بسرعة جنونية وشفتيها مُلتصقة بجبينها ليتلاشي عنادها الماكر وتكفىُ عن التمرد أكثر معه، أبتعد عنها وجسدها يقشعر خجلًا من فعلته ثم نظر إلى عينيها وقال هامسًا لها:-
-أنا مهروحش لغيرك يا عهد ومتسمعيش لحد غيرى واصل
أومأت له بنعم دون أن تتفوه بكلمة واحدة فقط أغلقت يدها على قبضته لينظر إلى يديهما المتشابكة بعد أن بادلت يده عناق يدها ثم نظر لها مُبتسمًا وقال:-
-عهد
حدثته بعفوية وعينيها تحتضن عينيها بنظراتها الدافئة المليئة بالحب ويفيض منهما لأجله:-
-أنا مش عايزة أطلق يا نوح متطلقنيش
هز رأسه بالموافقة لأجلها ثم غادرت المكتب وعلى أكتافها عبائته السوداء، كانت تسير فى البلد والعشق يغمرها ويتراقص قلبها وعقلها وكل ما بها هائمًا بالهوى وقد غلبها الهوي ولم تنتبه وسط سعادتها إلي هذه المرأة الغجرية التى تسير خلفها تمكر لها وتنظر حولها بخـ.ـو.ف من أن يراها أحد حتى تأكدت بألا يراها أحد ثم أقتربت من خلف “عهد” أكثر
بعنــــوان "أعتراف" ___
أحرق الشوق قلبه وألتهب نيران العشق بداخله بعد أن رحلت فلم يستطيع مقاومة الهوى بداخله فخرج من المحجر سريعًا بعد أن رحلت فناداه “عطيه” بذهول من خروجه مُسرعًا من العمل وقبل ميعاد رحيله المعتاد لكن لم يجيبه “نوح” بل صعد إلى سيارته وأنطلق مُحترقًا عشقًا لها قاصدًا منزله حيث ذهبت محبوبته وعنـ.ـد.ما مر من أمام متجر زهور توقف فجأة ثم ترجل وفصح الزهور بعينيه ليختار باقة ورود حمراء وكبيرة جدًا رغم أنها لم تكن كافية لحُبه لها، أنطلق بسيارته لتستوقفه امرأة من عمر والدته بزوجها من اهل البلد فتوقف لهما عنـ.ـد.ما أشاروا له ثم فتح النافذة ليتحدث الرجل بهلع وذعر قائلًا:-
-يا جناب البيه الضيفة المصراوية اللى فى داركم فى واحدة غجرية خدتها
نظر لهما بإستغراب شـ.ـديد وهو لا يفهم حديثه فتحدثت المرأة بذعر أكبر وهى لا تعلم بأن من يتحدثوا عنها تكون زوجته الغالية:-
-لا دى خـ.ـطـ.ـفتها أنا شوفتها وهى بتكممها
رن على هاتفها ليُصدm بوجود الهاتف فى يد المرأة فأتسعت عينيه على مصراعيها بصدmة ألجمته وقبضت قلبه رعـ.ـبًا بأن أن تأكد بأن الضيفة التى يتحدثون عنها زوجته، مدت المرأة يدها بالهاتف إليه ليلتقطه منها بأيدي مُرتجفة فرأى رقمه يضيء الهاتف تحت لقب “ولى العهد” دmعت عينيه خـ.ـو.فًا عليها بعد ان رأى تلقبه بولى أمرها فهى العهد المذكور فسألهم بقلق:-
-هم مشيوا كيف؟
فتح الرجل باب السيارة دون أن يستاذن وصعدت السيدة فى الخلف وأشار إليه على الطريق فلم يبالى بركوبهما سيارته وذهب إلى حيث أخذوها والرجل يتحدث بقلق:-
-إحنا لما شوفنهما أكدة خدنا توكتوك وطلعنا وراهما لأن الوضع كان مريب، هم أخدتوها على دار فى أخر البلد
كان يشتاط غضبًا مما حدث وعقله يكاد يمـ.ـو.ت من التفكير فى الفاعل وماذت سيفعل بها؟ وعن سبب أخذه إلي زوجته رغم انه يقين بأن هذا الفعل من تصرف عمه الماكر، أرتجف قلبه رغم صمود جسده أمام هؤلاءكاد ان يمـ.ـو.ت قلقًا عليها والخـ.ـو.ف يصيبه من أن يتأخر فى إنقاذها ويفقدها قبل أن يخبرها بحبه ويضمها إليه، وصل إلى منزل فى أخر البلد بعيدًا ثم ترجل من سيارته وركض بهلع لا يكترث لأي شيء غيرها فحتى أنه لم يغلق باب السيارة خلفه وتركها مفتوح، ترجل الرجل وزوجته من السيارة ليذهبوا خلفه، فتح باب المنزل الخشبي المكـ.ـسور بقدmه وولج...
كانت “عهد” جالسة على الفراش بهلع وأمامها المرأة الغجرية تقول:-
-أنا مش عفشة جوى أكدة بس الكـ.ـسرة والذل يخلوا الواحدة تعمل أى حاجة
تمتمت “عهد” بخـ.ـو.ف وهى ترتجف ضعفًا:-
-أزاى بتقولى أنك مش وحشة وأنتِ خاطفنى هنا؟ عملتلك أيه ولا أذيتك فى أيه عشان تجيبينى هنا؟ أنا حتى عمرى ما شوفتك
جلست المرأة جوارها على الفراش وقالت بلهجة واهنة وإنكسار:-
-متعرفنيش ولا أنا عاوزة أذيتك لأن أنا كمان معرفكيش بس الماكر ولد الحـ.ـر.ام خالد هو اللى داس عليا وذلنى أكمن كلى تحت ضرسه
أتسعت عينيها بذعر شـ.ـديد وهى تقول مُتلعثمة:-
-خالد..
أتاها صوته القوة تجاه الباب وهو يقول بثقة وبسمة الأنتصار تمليء وجهه:-
-أيوة أنا! تفتكرى فى غيري هيعوز ينتجم منك ومن جوزك الغالى
وقفت الغجرية من مكانها وهى تسير تجاه ولا تبالى بـ “عهد” ولا بوجودها قائلة:-
-أنا خبتها أتفضل بجى اتصل بجوزها وأطلب الفدية عشان تجى ويايا للمأذون وتكتب عليا كيف ما اتفجنا؟
قهقه ضاحكًا بمكر خبيث ناظرًا إلى “عهد” الجالسة هناك بصدmتها التى ألجمتها وشلت أطرافها من رؤيته هنا وأرتجفت رعـ.ـبًا من وقوعها بين يديه ويجذب الغجرية للخارج من ذراعها بقوة ويلقيها خارج الغرفة بقوة قائلًا:-
-مش بجولك هبلة وعلى نياتك
تشبثت به الغجرية بقوة بهلع من ان يأذي هذه المرأة بعقله الماكر كما أذاها من قبل وقالت بهلع:-
-أنت هتعمل فيها أيه؟
تبسم بوجه يتطاير منه الشر والمكر الشيطانى ثم قال:-
-مش بجولك غـ.ـبـ.ـية..
دفعها بعيدًا عنه ثم أغلق الباب لتفزع الغجرية وهكذا “عهد” التى شعرت بأن دmاءها تتجمد فى أوردتها وزحفت لنهاية الفراش تلتصق به بخـ.ـو.ف وتحدثه بتلعثمة شـ.ـديد:-
-أنت هتعمل أيه؟ إياك تقرب منى
تبسم بخبث شـ.ـديد وهو يقترب منها دون خـ.ـو.ف وواثقًا بأن “نوح” لم يعلم شيء وبعد أن ينتهى سيهدm “نوح” بفعلته والأعتداء على زوجته، وقفت الغجرية على باب الغرفة وهى تضـ.ـر.ب الباب بقبضتها بذعر وترجاه بأن يفتح الباب ولا يقترب من هذه المرأة فهو أقنعها بأنه سيأخذها رهينة حتى يعطيه “نوح” المال لكنه للمرة الثانية كذب عليها وأثناء ضـ.ـر.بها للباب وهى تقول:-
-أفتح الباب يا خالد.. أفتح يا خالد
فتح باب المنزل بقوة لتستع عينيها بصدmة قـ.ـا.تلة عنـ.ـد.ما رأت وجه “نوح” بعد أن كـ.ـسر باب المنزل بقدmيه ووجه يتطاير منه الغضب ونار تحرق كل من يراه، أسرعت إليه بهلع وهى تتشبث بذراعيه وتقول بهلع:-
-متأذهوش الله يخليك
سمع صوت صراخ “عهد” من الداخل فدفعها بقوة دون أن يهتم لكونها امرأة أو لرجاءها ثم أسرع إلى الغرفة ودفع الباب بكتفيه مرتين وفى الثالثة فُتح الباب فأتسعت عينيه على مصراعيها عنـ.ـد.ما رأى “عهد” تقف فى زواية الغرفة جوار الباب ووسقطت عنها جاكيتها ومزق تي شيرتها الأبيض من الكتف الأيسر وشعرها فوضوى وترتجف خـ.ـو.فًا رغم أنها تحمل فى يدها جزء من الكوب الزجاجى المكـ.ـسورة وقد جـ.ـر.حت “خالد” فى عنقه دفاعًا عن نفسها، رأت “نوح” يدخل الغرفة لتهرع إليه باكية وبيدي ضعيفة تشبثت به وهى تتنفس الصعداء بأرتياح بعد أن جاء زوجها، طوقها “نوح” بذراعه وعينيه ثابتًا على “خالد” تنفث دخان من نيران الغضب المُشتعل بداخلها، أخرجها “نوح” من ذراعيه ليوقفها خلفه وكاد أن يقترب من “خالد” لتتشبث بعباءته من الخلف بضعف وخـ.ـو.ف على زوجها من أن يقــ,تــله للتو وتمتمت بهمس ضعيفة:-
-خلينا نمشي يا نوح
قهقه “خالد” ضاحكًا بسخرية يُثير غضبه أكثر ثم قال:-
-حظك يا نوح ولو كنت أتاخر هبابة
لن يتمالك “نوح” غضبه فأنقض عليها يلكمه بقوة يخرج غضبه به ودخل الرجل وزوجته على صوت صراخ هذه الغجرية فهلعت السيدة عنـ.ـد.ما رأت هيئة ”عهد" لتأخذ شالها وتضعه على أكتاف “عهد” وهى تقول:-
-أحمدى ربك يا بـ.ـنتى
تمتمت “عهد” بنبرة خافتة وشفتيها ترتعش من الصدmة التى ما زالت تلازمها قائلة:-
-نوح
كان “نوح” يلكمه بقوة بعد أن أسقطه على الفراش وهو فوق ليأخذه الرجل بعيدًا و”نوح” يصـ.ـر.خ به قائلًا:-
-هملنى .. وحياة امى لأجتلك يا خالد .. بجولك هملنى
أخذه الرجل بعيدًا عنه وهو يقول:-
-خلاص يا جناب البيه متوديش حالك فى داهية
ألتف “نوح” بضيق شـ.ـديد من جذب الرجل له لكى يغادر بزوجته لكن “خالد” لم يتمالك غضبه بعد ما تلقاه من لكمـ.ـا.ت وضـ.ـر.ب من “نوح” فأخرج مسدسه لتصرخ السيدة بهلع شـ.ـديد فأستدار الرجل و”نوح” ينظرون عليه فوقف “نوح” يحدق به بدون خـ.ـو.ف فهرعت “عهد” إلى زوجها تتشبث بذراعه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد قائلة:-
-نوح يلا نمشي من هنا
سار بها للخارج دون أن يخشي هذا السلاح وأدخلها سيارته وصعد بمقعد السائق وقبل أن ينطلق وقف “خالد” أمام السيارة وهو يقول:-
-مش هسيبك يا نوح أنا النهاردة يا جاتل يا مجتول
لم يبالى “نوح” له وضغط على البنزين ليطـ.ـلق “خالد” رصاصة فى علجة السيارة ليصدmه “نوح” بالسيارة بدون قصد لكنه أنطلق دون ان يبالى بجثته رغم صرخته “عهد” عنـ.ـد.ما صدmه ….
_____________________
وصل الخبر إلى “حمدى” وبعض الرجـ.ـال أخبروه بأن “نوح” صدm ابنه بالسيارة حتى قــ,تــله والبعض أخبروه بأن هناك شجار دار بينما وأنتهى بقــ,تــل “نوح” له وأثناء تحقيقات الشرطة شهد الرجل وزوجته بما حدث وأن “خالد” أختطف زوجة “نوح” وحاول الأعتداء عليها وهو من أن أطلق النار على سيارة “نوح” وأثناء فحص السيارة وجدوه الرصاصة فى عجلة السيارة ولم يسـ.ـجـ.ـن “نوح” بل دافع المحامى عنه وأعتبره القضية دافعًا عن الشرف …أم عن “حمدى” فرفض تلقى العزاء فى مـ.ـو.ت ابنه إلا عنـ.ـد.ما يأخذ بثأره من قـ.ـا.تله..
____________________
كانت “عهد” تختبى بغرفتها خـ.ـو.فًا من “فاتن” وبناتها، تحدثت “ليلى” بنبرة هادئة تقول:-
-هتفضلى محبوسة كدة فى أوضتك؟ تعالى نخرج نتمشي برا طيب
تمتمت “عهد” وهى تجلس على فراشها وتضع الوسادة على قدmيها:-
-أنا خائفة يا ليلى؟ خايفة يأذوا نوح أنتِ مشوفتيش أزاى عمه بيتكلم عن الثأر وحق ابنه، أنا خايفة على نوح
أخذت “ليلى” يد صديقتها بين يديها لتربت عليها بلطف وتقول بثقة:-
-متقلقيش يا عهد، جوزك رجل بجد ومش سهل حد يأذيه لأنه ذكى .. قومى دلوقت ألبسي وهننزل نشرب قهوة فى أى مكان زى ما بتحبى
تنهدت “عهد” تنهيدة معبأة بالذعر والقلق الساكن بداخلها ثم أومأت لها بنعم مُستسلمة لرغبة صديقتها...
___________________
صاح “حمدى” بزوجته الباكية بإنكسار شـ.ـديد على فراق ابنها قائلًا:-
-بجولك جومى أنا مجعدش فى دار وياه جاتل ولدى وأضطر أشوفه كل دجيجة
كانت تبكى بضعف وهى جالسة على فراشها وتعقد حجابها الأسود حول رأسها فأجابته بضيق:-
-هنروح على فين من كتر اللى حيلتك والبيوت اللى عندك
ألقى بالحقيبة غـ.ـيظًا من زوجته ويقول:-
-هنروح أى داهية لكن أنا مدخهاش الدار دى تاني غير لما أجتل نوح وأرجع حجى
ضـ.ـر.بت قدmيها بيديها بغضب ثم قالت:-
-ولما تجتل نوح ولدى هيرجع... ااااه يا ولدى، ولا لما تجتله حجك هيرجع دا مرته وأبوه اللى هيورثه دا إذا كانت مرته مش حبلة وتلهف هى كل حاجة.. أنا مهطلعش من الدار دى غير لما أجتل عهد وأطيب حرجة جلبى على ولدى وأشوف “نوح” مكـ.ـسور ومحروج... لو انت مهتأخدش حجك من حريم أنا بجى هأخد حجى من حريمه، حُرمة لحرمة بجى
تنهد بضيق شـ.ـديد وهو يشعر بأن ظهره أصبح بدون سند بعد أن قُتل ابنه الوحيد ولم يترك له سوى البنات، جلس على المقعد ودmعت عينيه ضعفًا ويقول:-
-وأعيش أنا أهنا مع جاتل ولدى تحت سجف واحد، أعملها كيف دى؟
جهشت “فاتن” باكية بأنهيار وهى تضـ.ـر.ب صدرها بيديها وتقول:-
-ااااه يا ولدى وجلبى اللى اتحرج عليك اااااه
_____________________
خرجت “عهد” من الكافى بصحبة “ليلى” وهى تتبأطأ ذراع “عهد” بعفوية وتبتسم بمرح وسعادة وتقول بلطف:-
-ياااه كنت محتاجة الخروجة دى أوى والله زمان يا عهد
تبسمت “عهد” بعفوية مُتناسية خـ.ـو.فها وأوجاعها مع صديقتها المرحة ثم قالت:-
-أنتِ اللى كنتِ محتاجة دا
أومأت “ليلى” بنعم غليها وهى تقف أمامها ثم صرخت بحماس تقول:-
-ااه ومحتاجة أكل شورما فى الشارع تعالى
ضحكت “عهد” على “ليلى” وهى تسير للأمام وتسحب “عهد” خلفها بحماس وذهبوا إلى محل الأكلات وأشتروا أثنين من الشورما السورى وساروا فى الطرقات يتحدثون ويضحكون بعفوية تاركين كل الضغوطات والإعصاب جانبًا، أبتعدت “ليلى” للأمام خطوة وأخرجت هاتفها وهى تصور فيديو بالكاميرا الأمامية لهما لتُصدm بأحدهم وهى تنظر فى الهاتف فأنزلته خجلًا وكان “عطيه”، نظر “عطيه” بضيق على عباءته بعد أن تلوثت ببعض الثومية من السندوتش لتضع “عهد” يدها على فمها بحرج شـ.ـديد، أزدردت “ليلى” لعابها الواقف فى حلقها بضيق وحرج من فعلتها ثم قالت ببرود:-
-أنا أسفة؟
مسح عباءته بمنديل ورقي وهو يقول:-
-حصل خير بس لو نبص للطريج مهنخبطش فى حد
صرخت به بانفعال شـ.ـديد تقول:-
-ما قولنا أسفة الله، أمال لو مكنتش نقطة ثومية متحسسنيش أنى دلقت عليك طبق
أشتاط غضبًا من أنفعالها وردودها العنيفة عليه وقال بحدة:-
-يا بـ.ـنت الناس أنتِ تغلطى وتطيحى فى الخلج.. على رأى المال ضـ.ـر.ب وبكى سبج وأشتكى
كادت أن تصرخ به مرة أخرى لتمسك “عهد” يدها بخفة وتقدmت خطوة نحوهما ثم قالت:-
-معلش إحنا أسفين الغلط عندنا فعلًا
تأفف “عطيه” بضيق غـ.ـيظًا من هذه الفتاة وكل مرة يراها تُشاجره وتهرب فقال ببرود:-
-ولا يهمك
قالها ثم مر من أمامهما وتركهما ورحل، تنهدت “عهد” بغـ.ـيظ وقالت:-
-أنتِ على طول كدة تطلعى فى أى حد، عملك أيه الراجـ.ـل
تأففت “ليلى” وهى تأكل السندوتش بضيق ثم قالت:-
-دا أسمه عطيه يا عهد هو فى حد فى الزمن دا أسمه عطيه
رفعت “عهد” حاجبها إلى صديقتها بدهشة ثم سألتها بنبرة ماكرة:-
-وأنتِ عرفتي أسمه منين يا ليلى
قصت “ليلى” لها ما حدث من قبل عنـ.ـد.ما أخذها “خالد” لتبتسم “عهد” بخبث ثم قالت:-
-وبفلحتك بتتخانقى مع الراجـ.ـل بدل ما تُشكريه، إلا قوليلى يا ليلى مجاش فى بالك أن عطيه ممكن يكون معجب بيكى
قهقهت “ليلى” بسخرية وصوت مُرتفع لتقول بتهكم شـ.ـديد:-
-إعجاب أيه بس يا بـ.ـنتى بقولك أسمه عطيه
مسكتها “عهد” من يدها لتوقفها عن السير ثم نظرت إلى وجه صديقتها بغضب وجه عابس:-
-أنتِ بتقيسي الناس يا ليلى من اسمهم، مال اسم عطيه ما تبصي لشخصيته وتحمله للمسئولية، بصي لرجولته وخـ.ـو.فه عليكى من رجل خبيث زى خالد وإلا كان سابك تركبى مع خالد ويا عالم كان هيعمل فيكى أيه؟ معقول بعد سنتين شغل معايا وكلامى عن العلاقات وشريك الحياة لسه متعملتيش أزاى تختارى الراجـ.ـل ولا مين اللى تفتحي له الباب ومين اللى تقفلى كل الأبواب فى وشه
تحدثت “ليلى” بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-أنتِ يعنى خلاص قررتى أنه معجب بيا؟ يا بـ.ـنتى دا مفيش مرة بيشوفنى غير لما يتخانق معايا ونمشي كل واحد ضارب التانى بجزمة
تنهدت “عهد” بإستياء من صديقتها وقالت أثناء سيرها للأمام:-
-أنا فكرت أعترضك هيكون على انه رجل صعيدى أو مش هتعيشي فى الصعيد لكن من تافهتك معترضه على الأسم
تنحنحت “ليلى” بحرج من صديقتها ثم قالت:-
-أستنى طيب متزعليش
ركضت خلفها مُحرجة من حديث “عهد” لها …
____________________
كانت “عليا” تراقص مع أصدقاءها فى أستديو الباليه والمدرب يراقبها عن كثب بوجه مُبتسم وبعد أن أنهت تدريبها خرجت من المبنى مُرتدية بنطلون أسود وقميص نسائي عليه سترة وردية اللون وتحمل حقيبة على كتفها وتسرع فى خطواتها حتى تذهب إلى حضانة طفلها ليستوقف صوت المدرب يناديها من الخلف:-
-عليا.. يا عليا
أستدارت له بعفوية تقول:-
-أيوة يا كابتن عمر
تبسم “عمر” وهو يسير نحوها وعنـ.ـد.ما وقف أمامها قال بنبرة هادئة:-
-شكلك مستعجلة؟
أومأت له بنعم وقالت بلطف:-
-أه عشان سايبة ابنى بس فى الحضانة
قوس شفتيه بضيق وهو يقول:-
-يا خسارة كنت أتمنى نشرب حاجة سوا ونتكلم
تعجبت بذهول من طلبه وظهرت دهشتها فى ملامحها ليقول:-
-ممكن نخليها وقت تانى عشان متتأخريش على ابنك بس توعدينى متنسيش طلبى
هزت رأسها بتـ.ـو.تر من طلبه المفاجيء لها وهى لم تختلط به من قبل سوى فى الإرشادات كبقية الفرقة وهرعت مُسرعة مع رنين هاتفها من الحضانة بسبب تأخرها، تبسم “عمر” عليها وهى تركض مُسرعة ثم بعثر مؤخرة رأسه وشعره الطويل قليلًا بأرتباك من شجاعته فى طلب لقائها ثم ذهب إلى سيارته...
_____________________
أرسل “نوح” لها رسالة يُخبرها بأنه فى طريق عودتها وأثناء قيادته للسيارة رن هاتفه معلن عن أستلام رسالة جديدة فأوقف السيارة جانبًا ونظر بهاتفها وكانت رسالة من “عهد” ورقمها مُسجل تحت لقب “وصية رسول الله” وكان محتوى رسالتها (ممكن تجبلى شيكولاتة وأنت جاي عشان بتساعدنى فى الكتابة)
تبسم بعفوية عليها ثم ترجل لأقرب سوبر ماركت وأشترى الكثير من الأغراض لأجلها ثم عاد للمنزل مُسرعًا لأجلها لكن أستوقفه والده “على” وهو يناديه قائلًا:-
-نوح تعالى
ذهب إلى المكتب خلف والده ليقول والده:-
-أنا فكرت كتير يا نوح والتـ.ـو.تر والخـ.ـو.ف دا ميهداش غير لما تدي عمك حجه، أديله حجه يا ولدى يكش يرميه فى البحر مالناش صالح وحط على حجه تمن نص الدار حجه وبعدها طلعه من الدار.. مش هو أخويا بس الأخ اللى يمكر ويحقد ويكره ميجعدش وي عائلتى وأنا مضمناش هيعمل فيهم أيه فى غيابى، طلعه من الدار عشان خاطر أمك ومرتك وولادى اللى هيجيوا جريب يا ولدى
تنهد “نوح” بضيق شـ.ـديد ثم قال:-
-طب ما لو دا مضايجك أنا ممكن أطلعه من الدار من غير جنيه واحد دا ملكى
تحدث “على” بحدة وغضب شـ.ـديد يقول:-
-لا يا ولدى، لو طلع من غير ما يأخد حجه ما هيسكتش كفاية علينا مـ.ـو.ت خالد وأنه مأخدش عزاء دا معناه أنه شايلك الشر فى جلبه وعاوز التأر، كيف نعيش تحت سجف واحد مع واحد عاوز يأخد مننا تأر
صمت “نوح” قليلًا يفكر فى حديث والده و”على” ينظر إلى ابنه بترجي لكى يوافق على طلبه...
____________________
كانت “عهد” تنظر إلى باقة الزهور التى أحضرها لها حتى بعد أن ذبلت تمامًا لم تتنازل عنها وما زالت تضعها فوق الطاولة وشاردة به وهى تتذكر كيف أنقض على “خالد” ضـ.ـر.بًا حتى كاد أن يقــ,تــله من الضـ.ـر.ب لأجلها وقبلته لجبينها وحديثه لها لتشعر بحيرة شـ.ـديدة من امره، فتح باب غرفتها على سهو لتقف بسعادة وهى تقول:-
-نوح
أتسعت عينيها عنـ.ـد.ما رأت وجه “فاتن” الملتهب غضبًا وهى تقول:-
-دا أنا يا حيلة يا نوح
أقتربت “عهد” منها بخـ.ـو.ف وهى تزدرد لعابها وتسألها:-
-عاوزة ايه؟ ممكن تطلعى برا
سارت “فاتن” نحوها بغضب شـ.ـديد وقلبها مُحترقأ غضبًا وحـ.ـز.نًاعلى فراق ابنها ثم قالت:-
-مش جبل ما أخد روحك فى يدى
عادت “عهد” خطوة للخلف بهلع وتحدق بها وهى تعلم بأن نار هذه المرأة ستقــ,تــلها اليوم إذا لمستها فهل هناك قلب سيحترق بقدر قلب أم فقدت ابنها، تمتمت “عهد” بضعف قائلة:-
-أنا معملتش حاجة أبنك هو...
لم تكمل حديثها حينما انقضت “فاتن” عليها بغضبها تحرقها بنارها المُشتعل كبركان أنفجر للتو بعد أن وصل لأقصي درجة غليان فى باطنه، جذبتها “فاتن” من شعرها بقوة فصرخت “عهد” بألم شـ.ـديد و”فاتن” ترتطم رأسها بالمقعد بقوة لتجـ.ـر.ح جيبنها وهى تسقطها أرضًا وتجلس فوقها و”عهد” تصرخ بألم شـ.ـديد من ضـ.ـر.ب “فاتن” لها المبرح ثم تسللت يديها إلى عنق “عهد” فى سرعة البرق وهى تقول:-
-هجتلك كيف ما جتل ولدى، لازم أجتلك وأحرق جلب نوح عليكى كيف ما حرق روحى على ولدى
كانت تتفوه بالهراء وهى لا تشعر بشيء وشبه فاقدة للوعي وتجلس فوق "عهد" وتضع يديها على عنقها تخـ.ـنـ.ـقها بقوة و "عهد" تلتقط أنفاسها بصعوبة وهى تحاول فك يدي "فاتن" عن رقبتها وهى تكاد تمـ.ـو.ت بين يديها، فتح باب الغرفة ودلفت "سلمى" بهلع وهى تصرخ بها قائلة:-
-أنتِ جنيتى يا فاتن، هملى البُنية وأتجى شر نوح
حاولت أبعادها عن "عهد" لكنها فشلت فى فعل ذلك فلم تجد سبيل إلا الذهاب إليه، هرعت إلى "نوح" بالأسفل لكى ينجد زوجته من هذه المرأة التى جن عقلها بسبب مـ.ـو.ت ابنها "خالد"، ضـ.ـر.بت" عهد" يدي "فاتن" بقوة وتفرك بجسدها بضعف وبدأت تكبح بتعب، ولج "نوح" للغرفة غاضبًا ليراها هكذا ليذعر أكثر وهو يهرع إليها ثم قال:-
-أنتِ جنيتى
دفعها بقوة عن زوجته ليأخذ "عهد" بقلق من أن يُصيبها أذي، وضعها تحت ذراعه بقوة ويصـ.ـر.خ بنبرة مُرعـ.ـبة بقلق:-
-كيف تتجرأى تفوتى على أوضتى وتجربي لمرتى
أقترب منها بعد أن فقد أعصابه تماما لتتشبث "عهد" به بضعف قبل أن يضـ.ـر.ب زوجة عمه ويضع الحق عليه، صرخت "فاتن" بجنون قائلة:-
-هجتلها يا نوح ورحم ولدى اللى جتلته بيدك لأجتلها وأحرج جلبك عليها وأخليكى تبكى دm كيف ما بكيتنى على أعز ولادى
لم يتمالك "نوح" أعصابه أكثر وهى تخبره بانها ستقــ,تــل زوجته وحبيبة قلبه، مسكها من عنقها بيد واحدة ثم قال بوجه مُخيف ونظرات مُرعـ.ـبة:-
-أنتِ مت عـ.ـر.فيش تبصي ليها لأنها مرت نوح الصياد وخلينى أجولك وغلاوة عهد عندى اللى بتتحددى عنها لو لمستى مرتى لأشرب من دm عيالك كلتهم ودmك
دفعها بقوة خارج الغرفة لتسقط أرضًا وخرجت والدته، أستدار ينظر إلى زوجته المُرهقة بتعب شـ.ـديد ثم أقترب لها يأخذ يديها فى يديه بحُب وخـ.ـو.ف عليها فقال:-
-أنتِ زينة؟!
رفعت عينيها به بحيرة من أمره، تارة يشاجرها كأنه يكن لها الكره والحقد فقط وتارة أخرى يكاد يمـ.ـو.ت خـ.ـو.فًا وقلقًا عليها ولم ترى به عدا الحب والدلال، لطفه ودلاله لها كافيان لكى يخبروها بالحب الكامن بداخله ونظرات غضبه وانفعال يخبروها بالعكس، جمعت شجاعتها وهى تنظر بعينيه بثقة ثم سألته:-
-أنا غالية عندك يا نوح زى ما بتحلف بغلاوتى؟!
صمت وهو يحدق بها هادئًا لتسأله مرة اخرى وبطريقة مباشرة كى تضع نهاية لهذه الحيرة وتحمس الأمر بينهما:-
-بتحبنى يا نوح؟!
-هويتك والهوي غلبنى من زمان جوى، بحبك يا عهدى ومحبتش غيرك ولا جدك
قالها وهو يلمس وجنتيها بيديه مستسلمًا لهذه المشاعر التى تسكنه وتنمو بداخله حتى وصلت لأقصي مراحل العشق، تراقص قلبها فرحًا على ضلوع صدرها وقد أعترف بحبه لها، رفعت يدها لكى تلمس لحيته بيدها الصغيرة ثم قالت بنبرة هامسة دافئة:-
-وأنا بحبك يا نوح، لاقيتنى بستسلم لهواك وهو بتسرسب جوايا
اخذ يدها الموضوعة على لحيته ليضع قبلة فى راحة يدها بالداخل بلطف فشعر جسدها خجلًا منه وتوردت وجنتيها البيضاء بلون الدm لتشبه حبة الفراولة ام عن قلبها فتسارعت نبضاته عشقًا وقد نالت حبيبها الآن وأمسي هذا الرجل معشوقها علنًا دون خـ.ـو.ف أو الأحتفاظ بعشقها له سرًا.....
وضع سبابته على جيبنها المجروحة ثم تمتم بضيق شـ.ـديد:-
-هى اللى عملت أكدة؟
تبسمت “عهد” بعفوية غير مبالية بهذا الخدش البسيط فبسبب هجوم “فاتن” عليها وخـ.ـو.فه عليها ربما لم تكن تتشجع وتعترف بحبها ثم قالت:-
-دا خربوش صغير متشغلش بالك
داعب وجنتها بظهر يده بحنان متأملًا بسمتها الساحرة ثم مسك ذقنها بأنامله ليقربها له فأغمضت عينيها بأستسلام، دق باب الغرفة ليوقفه عن الأقتراب أكثر فتنحنح بحرج وهو يفتح الباب وكانت “حُسنة” تحمل الأغراض التى أشتراها لأجلها فأخذهما منها ودخل، وضع أكياس كثيرة على الطاولة لتقترب “عهد” بدهشة قائلة:-
-أيه دا كله؟
أجابها بنبرة دافئة:-
-حاجات عشانك
فتحت الأكياس لترى ما بداخلها فضحكت بسعادة عليه، هى طلبت شيكولاتة واحدة لكنه أحضر لها تقريب كل ما بداخل الثلاجة من شيكولاتات وأغراضات أخرى كثيرة فأستدرات له بسعادة وهى تقول:-
-أيه كل دا؟
أجابها بعفوية وهو ينزع عمته قائلًا:-
-أنتِ جولتلى بتساعدك فى شغلك وأنا ملاحظ إنك مهملة فى شغلك طول ما انتِ فى الصعيد معاوزكيش تخسرى الحاجة اللى بتحبيها يا عهد عشان جاعدة أهنا ويايا، معاوزش أكون السبب فى خسرتك شغلك وحلمك
رفرف قلبها فرحًا بسببه فبسببه أصبح يومها أجمل أيام عمرها بسبب تفاصيله البسيطة وأهتمامه بعملها وطموحها، جلس أمام المرأة ليغير على جـ.ـر.ح ذراعه المُصاب فسارت خلفه حتى وقفت جواره وأخذت القطن منه والمطهر ثم جثت على ركبتيها تجلس جواره وتطهر جـ.ـر.حه فتتطلع به بصمت، لا يعلم كيف نجحت فى تحقيق كيان لها وحلمها ونجحها فى الكتابة رغم كونها طفلة جبانة باكية، رفع يديه ليضع خصلات شعرها خلف أذنها لكى يستطيع رؤيتها بوضوح حتى تحجب هذه الخصلات رؤيته لها فتبسمت عليه وهى تقول:-
-شكرًا يا نوح
تعجب من كلمتها وهو يعقد حاجبيه مُستغربًا ثم قال:-
-على أيه؟
وضعت اللاصقة الجديدة على الجـ.ـر.ح ثم رفعت نظرها به وقالت:-
-عشان حبتنى
وضع يده على وجنتها وقال بنبرة دافئة:-
-أنا مخترتش أحبك عشان تشكرينى يا عهد، أنتِ أتسرسبتى جوايا غـ.ـصـ.ـب عنى مش بإرادتى وفجأة لاجيتنى عاشق غلبنى الهوى، أنتِ دخلتى قلبى وعقلى وحدك أكدة وكأن حُبك هو الفرض الوحيد اللى أتفرض عليا عشان أكدة غـ.ـصـ.ـب عنى كُنت فى عز غضبى ونارى بجي قدامك ومقدرش على القسوة، قلبى فى كل لحظة كان بيقولى أوعاك تقسي عليها وتخليها تكرهك ولا تبكيها يوم وهى عهدك والعهد دين، إياك تهملها تنام زعلانة منك وهى وصية رسول الله لك، مكنتش أقدر أخليكى تشوفى قسوتى وغضبى فى عينى وأنتِ بتبصي ليا لتخافى منى وأنتِ الوحيدة اللى مينفعش تخافى منى.. أنتِ لو خـ.ـو.فتى من العالم كله يا عهد تجي ليا أحطك جوايا ولا أن العالم يقسي عليكى ويخـ.ـو.فك طول ما انا عايش
دmعت عينيها وهى تستمع كل كلمة يتفوه بها ويرفرف قلبها فرحًا لم تتحمله فسعادتها فاقت قدرتها وكأنها أمتلكت العالم بأسره الآن، تقدmت بركبتيها خطوة إليه ثم وضعت رأسها على رأسه بهدوء تستكن بين ذراعيه هادئة لتنهمر دmعتها فرحًا وهى تقول:-
-أنا بحبك يا نوح حُب أكبر بكتير من قلبى وهو صغير عليك
طوقها بذراعيه ووضع رأسه فوق رأسها بهدوء ثم قال:-
-وأنا بعشقك وعهد قصدك ربى ما أزعلك فى يوم ولا أبكيكى أبدًا وتأكدى أن عمرى ما هخلف العهد دا لأنك عهدى يا روح قلبى
تبسمت فرحًا ثم أخرجها من بين ذراعيه ليمسك ذقنها بأنامله بلطف فنظرت له بعفوية وحُب لتراه يقترب أكثر منها وأنفاسه الدافئة تداعب وجهها ففرت هاربة منه بعيدًا وهى تقف من مكانها وتقول:-
-أطلع أرتاح شوية وأنا هخلص الشغل اللى ورايا مع ليلى عشان مزعجكش
أخذت اللاب وشيكولاتة واحدة وهـ.ـر.بت من الغرفة بخجل شـ.ـديد وقلبها يتسارع بقوة فوقف مذهولًا من هروبها وقطعها للحظتهما الرومانسية ثم صعد للفراش بضيق شـ.ـديد ثم تمتم بغـ.ـيظ:-
-أنا على الطريجة دى هجيب عيال فى الخمسينات
 
دخلت إلى غرفة “ليلى” بتـ.ـو.تر وهى تشعر بحرارة وجهها الساخن ولتضع يديها على وجنتيها بخجل شـ.ـديد لكنها سريعًا ما صُدmت عنـ.ـد.ما رأت الغرفة فارغة و”ليلى” ليست موجودة بالغرفة فنظرت لساعة يدها وكانت الثانية عشر مُنتصف الليل فتعجبت وبحثت عن “ليلى” فى المنزل ولم تجد لها أثر فهرعت إلى غرفتها تقظ “نوح” من نومه ليبحث عن صديقتها المفقودة...
فأمر الغفر والرجـ.ـال بأن يبحثوا عنها ثم أتصل بـ “عطيه” ليجعل رجـ.ـاله يبحثوا عنها ففزع “عطيه” عنـ.ـد.ما علم بأنها مفقودة.
بعنــوان "خـاتـم زواج" ___
بحث جميع الرجـ.ـال عنها ولم يعثروا عليها ولف “عطيه” البلد كاملة بسيارته ولم يجد لها أثر ليشعر بقلق شـ.ـديد وخـ.ـو.ف سكن قلبه عليها والساعة تجاوزت الثالثة ليلًا وجميع الشوارع فارغة ليس بها شخص واحد لكن هذه الفتاة الغريبة عن المكان مُختفية، ضـ.ـر.ب مقودة سيارته بقبضته بانفعال شـ.ـديد وعينيه تنظر يمين ويسار بلهفة مُتمنيً أن يجدها لكن لا جدوى
بينما تجلس “عهد” جوار ”نوح” فى ردهة المنزل بالأسفل بقلق شـ.ـديد من
أختفى صديقتها المفاجيء تحدثت “عهد” بقلق:-
-هتكون راحت فين وهى متعرفش حد هنا؟
أربت “نوح” على يدها بلطف يطمئنها قائلًا:-
-خير يا عهد أن شاء الله
نظرت “عهد” إلى ساعة يدها وكانت السادسة ونصف فتمتمت بقلق:-
-قوم يا نوح نروح ندور عليها
أومأ لها بنعم ثم أخذها إلى سيارته وأنطلق إلى حيث لا يعلم فقط يبحث في البلد عنها من اجل زوجته التي تكاد تمـ.ـو.ت قلقًا على صديقتها ليرن هاتف “عهد” بمنبه لتنظر فأتسعت عينيها عنـ.ـد.ما رأت الهاتف فسأل “نوح” بقلق:-
-في أيه يا عهد
نظرت له بحـ.ـز.ن خيم على وجهها وليس قلق بل دmعت عينيها بحـ.ـز.ن ثم قالت:-
-أنا عرفت ليلى فين
أستغراب من حديث زوجته وهى تخبره بأن اليوم ذكرى وفأة والديها
-ليلى عندها فوبيا من اليوم دا بتخاف تقعد بالبيت دايمًا هتقضي اليوم دا برا البيت عشان باباها ومامتها مـ.ـا.توه بسبب تسريب غاز في البيت، بس هي هتروح فين هنا؟
_____________________
خرجت “ليلى” من الكافي لتُصدm به أمامها لتتجاهله وهى تكمل سيرها لكن “عطيه” لم يكمن غضبه بداخله أيضًا فسار نحوها حتى مسكها من ذراعها بقوة كاد أن يعتصر عظامها في يده وهو يقول:-
-كنتِ فين؟ دا أيه البرود اللى انتِ فيه
نفضت ذراعها بقوة من قبضته غاضبة من حديثه ثم قالت بضيق:-
-أيه دا فين أنت بتزعق ليا كدة ليه
رفع يده في وجهها بغضب شـ.ـديد وهو يصـ.ـر.خ قائلًا:-
-وأفلج دmاغك نصين كمان عشان مفيش واحدة محترمة تخرج من الدار بليل أكدة ولوحدها ومن غير أذن كمان
أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من صراخه بها وانفعال الشـ.ـديد لتقول:-
-أنت قصدك أنى مش محترمة
مسكها من يدها بقوة وهو يجذبها له بعنف شـ.ـديد وهو يقول:-
-وعزة لا إله إلا الله لو هملونى عليكى لأكون كاسر رجلك دى عشان متعملهاش تانى
صرت على أسنانها بضيق منه ثم دفعته بعيدًا عنها وهى تصيح به قائلة:-
-أيه دا أنت بتكلمنى كدة ليه وبعد أنت مالك اخرج ولا أدخل أنا حرة
تحدث “عطيه” بانفعال شـ.ـديد قائلًا:-
-حرة لكن تمـ.ـو.تى الناس عليكى من الجلج وحضرتك أهنا بتجولى أنا حرة
صمتت دون ان تجيب عليه ودmعت عينيها وهى بداخلها حـ.ـز.ن وأشتياق لوالديها كافى لأبكاها وزاد علي اوجاعها صراخه بها، تنهد بغضب شـ.ـديد ثم قال بحدة:-
-خلاص ما تبكيش
فتح لها باب السيارة لكى يأخذها إلى المنزل ثم أرسل رسالة إلى “نوح” يخبره بأنه وجدها ليبادله “نوح” الأرسال يخبره بألا يغضب عليها فاليوم ذكرى وفأة والديها وهو يعلم جيدًا أن “عطيه” ليس مثله في الهدوء والحنان بل عصبيته تسيطر عليه دومًا، نظر “عطيه” للهاتف ثم لها وكانت تنظر للنافذة بصمت باكية فتنهد بهدوء شـ.ـديد وأخذها إلى منزل “نوح” وكانت “عهد” بأنتظارها في الحديقة وفور رؤيتها تترجل من السيارة وهرعت إليها لتقول:-
-كدة يا ليلى تخضينى عليكى
نظر “ليلى” إلى “عطيه” عنـ.ـد.ما عاد إلى سيارته غاضبًا ثم قالت:-
-أنا هطلع أنام شوية
صعدت للأعلى فتعجبت “عهد” من تصرف صديقتها لتشعر بيديه تلف حول عنقها وهمس فى أذنيها قائلًا:-
-وإحنا مش هنام ولا إيه؟
أومأت “عهد” غليه بنعم ليأخذها ويدخلوا المنزل معًا فرأى “أسماء” تنزل من الأعلى ثم حدقت بهما بغل وغضب يلتهم قلبها بعد أن قــ,تــل “نوح” أخاها لأجل هذه المرأة، رأتها ”عهد” وهى تحدق بهما بغضب وتذكرت كيف أخبرتها بأنها ستأخذ زوجها منه فتشبثت بذراعيه بدلال لكى تُثير غضب “أسماء” أكثر فطيبتها وحسن نيتها لن تفلح مع هؤلاء النساء الماكرات، ترك “نوح” يدها وهو يقول:-
-أطلع يا عهد وأنا هجيب التليفون من المكتب وأحصلك
تبسمت بدلال وهى تقول بنبرة رقيقة مُفرطة من الدلال:-
-طيب هستناك هنا بسرعة
دخل للمكتب فعقدت “أسماء” يديها أمام صدرها بغـ.ـيظ شـ.ـديد وهى تردد كلمة “عهد” بسخرية:-
-طيب هستناك هنا
نظرت “عهد” لها بغرور شـ.ـديد وقالت:-
-فى حاجة يا أسماء على الصبح
أربتت “أسماء” على كتفها بتهديد وهى تمر من جانبها وتقول بسخرية:-
-أنتِ أكيد فاكرة وعدى ليكى يا عهد، وبعد اللى حصل لخالد أفتكرى أنك السبب فى اللى حصله وتأره عندك ونوح هأخده يعنى هأخده
أبعدت “عهد” يد “أسماء” عنها ثم قالت بنبرة حادة غليظة وواثقة:-
-بعينك يا أسماء أنتِ أخرك مع نوح انك بـ.ـنت عمه اللى مبيطقهاش غير كدة متحلميش بأى مكانة تانى
رأت “نوح” يخرج من غرفة المكتب فتبسمت بمكر شـ.ـديد وعنـ.ـد.ما وصل إليها قال:-
-يلا
تبأطات “عهد” ذراعيه وهى تقول:-
-أسندنى يا نوح لأحسن حاجة أنى هبطت من السهر
أخذها فى يديه ويلف ذراعيه حول ظهرها لتشتاط “أسماء” غضبًا وهى تراهما بينما تنظر “عهد” للخلف عليها ثم اخرجت لها لسانها كطفلة صغيرة وصعدت معه، دخلت للغرفة فأبتعدت عنه وهى تسرع فى خطواتها للداخل ثم أخذت شيكولاته من الموجودة على الطاولة فتابعها “نوح” بعينيه بسعادة ثم قال:-
-أنا ملاحظ ان الهبوط راح
ضحكت بدلال وهى تنزع عن أكتافها سترتها الجلدية ثم ركضت إلى الفراش بسعادة وهى تقول:-
-ما خلاص بقى يا نوح أنا بيجيلى هبوط وكرشة نفس لما بشوف بنات عمك
تبسم عليها وهى تتسلل أسفل الغطاء فصعد بجوارها لتقول بخجل:-
-أنتِ بتعمل أيه؟
نظر “نوح” لها بدهشة من سؤالها ثم قال:-
-هنام منمتش من امبـ.ـارح
حدقت به بخجل شـ.ـديد لتقول:-
-ما تنام على الكنبة
تبسم وهو يجذبها إليه ثم طوقها بذراعيه وأغمض عينيه بينما يقول:-
-نامى يا عهد عشان انا ورايا شغل
وضعت قطعة من الشيكولاته فى فمه وهو مغمض العينين ليتناولها فى صمت ثم قال:-
-نامى بجى من غير شكاوة الله يخليكى عشان تعبان
وضعت رأسها فوق ذراعه بهدوء وسكنت بين ذراعيه صامتة، تبسم “نوح” عليها وهو يشعر بيديها تداعب لحيته بلطف وكأنها لن تترك له المجال للنوم اليوم ففتح عينيه ببطيء شـ.ـديد ليراها تنظر به ويديها تداعب لحيته والأخرى على صدره، تحدث “نوح” بنبرة خافتة:-
-وبعدين معاكي
تبسمت وكأنها لم تفعل شيء وتجاهلت حديثه قائلة بغزل:-
-تعرف أن شكلك فى الدقن حلو أوى
تذمر عليها بشفتيه وهو يقول:-
-هييا أنتِ اللى بتـ.ـو.ترينى أهو
ضحكت بسعادة لتخترق صوت ضحكتها أذنيه وهو تأمل ملامحها فخجلت من نظراته وهى تتوقف عن الضحك وتقول:-
-خلاص هنام بجد
أنزلت رأسها إلى صدره فأستمعت لصوت ضـ.ـر.بات قلبه ثم قالت بهمس:-
-هى دى نبضات الحب
همس فى أذنيها وهو يغلق عينيه قائلًا:-
-دى نبضات عهد
أغمضت عينيها لتغوص فى نومها ساكنة بين ذراعيه وغارقة فى سمع نبضاته حُبًا لها...
___________________
جلست “عليا” فى المطعم مع “عمر” وتناول وجبتها فى صمت مُنتظرة أن يتحدث لكنه مُكتفي بأختلاس النظر لها مما زاد من ربكتها وتـ.ـو.ترها فترك “عمر” الشوكة من يده وقال بجدية:-
-عليا ممكن أتكلم معاك من غير رسمية شوية
تركت الملعقة من يدها ورفعت نظرها به قائلة:-
-ممكن
ثم نظرت لساعة يدها وقالت بعفوية مُبتسمة:-
-وممكن كمان بسرعة عشان ميعاد حضانة يونس وهتأخر عليه
تبسم بأرتباك وتـ.ـو.تر ثم قال:-
-عليا أنا بصراحة حاسس أنى مشـ.ـدد ليكى مش هقولك حُب لأن أنا لسه معرفكيش ومتعاملتش معاكي كتير لدرجة اللى تخلينى أحبك لكن ممكن نقول إعجاب وحابب أقرب منك وأعرفك اكتر وت عـ.ـر.فينى وكدة ..
تنحنحت “عليا” بحرج شـ.ـديد منه بعد أن سمعت حديثه المُفاجي لها ثم قالت بهدوء:-
-أنا مكنتش فاكرة أنك عاوزنى فى كدة، وبصراحة مش عارفة أرد أقولك وخصوصًا أن أنا الفترة دى مش مهتمة بفكرة الأرتباط أو حد يدخل حياتى
أقترب “عمر” من الطاولة بحماس قبل أن ترفضه وقال:-
-أدينى فرصة نتعرف ونرفع الرسميات بينا لو أرتاحنا إحنا الأتنين نكمل لو حد فينا مرتاح يبقى خلاص لكن متقفليش الباب كدة من غير ما تجربى وتحكمى عليا
صمتت قليلًا ثم أومأت له بالموافقة وغادرت للحضانة من اجل طفلها الصغير..
 
__ منـــــزل الصيــــاد__
رن هاتف “نوح” مع اذن العصر وكان غارقًا فى نومه وعنـ.ـد.ما نظر بالساعة أستيقظ بتعب شـ.ـديد فى جسده وقال:-
-عهد
بحث عنها ولم يجدها فأخذ خمام دافي وبدل ملابسه إلى عباءة رمادية اللةن بدرجة فاتحة ثم صفف شعره للأعلى وخرج يبحث عنها ليراها بنهاية الرواق بجوار الشرفة على الأريكة الدوار والطاولة الزجاجية، جالسة مع “ليلى” ومنـ.ـد.مجة بدرجة كبيرة من التركيز فى اللاب بينما “ليلى” مُندجمة فى الأوراق الموجودة وتباشر عملها، كانت الطاولة غارقة فى الشيكولاته والمقرمشات للتسالى وأكواب كثيرة أحدهما للقهوة والأخرى للمشروب الهوت شوكليت المفضل لها أم عن “ليلى” كانت ترتشف العصائر، نزل للأسفل دون أن يزعجها او يقطع عملها لتناديه “سلمى” قبل أن يدخل المكتب وقالت:-
-نوح تعال يا ولدى
أقترب “نوح” منها بخطوات هادئة ثم قال:-
-صباح الخير يا امى
قالها ثم قبل رأس والدته، فتح الباب وأخذت “حُسنة” بعض الطلبات من “خلف” وطلبت المال ليعطيها “نوح” بعد أن علم بأن هذه الطلبات لأجل زوجته وأخذت الطلبات للأعلى حيث “عهد” ، أخذت “سلمى” يده وقالت:-
-تعال يا ولدى عاوزاك فى حاجة مهمة
أخذته للأعلى حيث غرفتها ورأى “عهد” وصديقتها يتناول الطعام الجاهزة عبـ.ـارة عن سندوتشات، دخل للغرفة مع والدته ثم تركت “سلمى” يده وسارت نحو الدولاب وأخرجت منه صندوق نحاسي ثقيل وجلست على الأريكة ثم قالت:-
تعال يا نوح
جلس جوارها لتفتح الصندوق وكان مليء بالذهب والحلى فقالت:-
-خد يا ولدى الذهب دا أنا أشتريت شبكة لمرتك ولا تبجى متجوزة الكبير ولد الكبير ومتجدmلهاش شبكة ومهر كيف العرايس
نظر للذهب ثم رفع نظره إلى والدته وقال:-
-أديهولها أنتِ يا أمى أنا ورايا شغل
قالها وهو يقف بلا مبالاة لتجذب يده بقوة وتجعله يجلس مرة أخرى ثم قالت بحدة وتحذير:-
-شغل أيه؟! بجولك أيه يا نوح الشغل دا متترميش عليه وتنسي مرتك وأنك دلوجت فى رجبتك واحدة أنا بجولك أهو، مش كل حاجة تجول الشغل أيوة أنا عاوزة أشيل عيالك وأنا بصحتى فاهم يا ولدى
تنحنح بحرج شـ.ـديد فتابعت “سلمى” قائلة:-
-الشبكة أنت اللى هتجدmها لمرتك لكن عجد العيلة اللى خدته من حمـ.ـا.تى أنا اللى هدهولها بيدى
أومأ لها بنعم ثم أخذ الصندوق ووقف لكى يغادر فوقفت “سلمى” من مكانها تستوقفه بحديثها قائلة:-
-نوح
أستدار لها بصمت فتابعت وعينيها بعينيه قائلة:-
-حب مرتك يا ولدى وحطها جوا عينيك .. تشيلك فوج رأسها إحنا الستات أكدة غلابة والحنية غلبنا دايمًا كلمة حنينة تجبنا وكلمة قاسية تبعدنا، أبوك عمره ما زعلنى ولا جالى كلمة بكتنى فى يوم عشان أكدة عمرى ما شوفت رجل غيره فى الكون ولو طلب عينى متأخرش عنه بيها، الحب بيغنى النفوس والقلوب يا ولدى فاهمنى
أومأ لها بنعم ثم غادر الغرفة لتتنهد “سلمى” تنهيدة هادئة بإرتياح ثم قالت:-
-ربنا يسعدك يا ولدى ويبعد عنك ولاد الحـ.ـر.ام
دلفت “عهد” إلى غرفتها وهى تمسك قطعة من البيتزا فى يدها فرأت صندوق على الفراش لكنها لم تبالى ولا تفتحه دون اذن منه وسارت للأريكة المليئة بالدفاتر ثم أخذت الدفتر وأستدارت لتصطدm به واقفًا خلفها ففزعت من ظهوره فجأة أمامها لتضـ.ـر.ب صدره بيدها قائلة:-
-وقفت قلبى يا نوح
تناول قطمة من البيتزا بعفوية ثم قال:-
-سلامة قلبك يا قلب نوح
تبسمت بعفوية وهى ترفع إبهامها إلى شفتيه تمسح عنه الكاتشب وتقول:-
-لابس كدة وخارج على فين
رد عليها وهو يضع وشاحه على أكتافه هاتفًا:-
-هجعد مع عطيه هبابه تكونى خلصتى شغلك
-أمممم عطيه قولتى
قالتها بشك من أمره ثم أقتربت منه تشم رائحة عطره التى تبث منه ثم قالت :-
-وحاطط برفيوم ومتشيك كدة عشان هتقعد مع عطيه فى الأرض؟
تبسم على غيرتها الواضحة ثم قال:-
-وأنا كنت معفن جبل كدة ولا أيه ما أنا طول عمرى بخرج كدة بس أنتِ بس اللى مبتركزش
ضحكت بغرور وثقة من نفسها قائلة:-
-أنا من يوم ما جيت هنا وأنا مركزة بس البعيد بقى اللى كان جبلة
أقترب خطوة منها لتصطدm بالأريكة وكادت أن تسقط عليها فلف ذراعيه حول خصرها يجذبها إليه ثم قال:-
-يعنى كنتِ بتعاكسنى من زمان بجى
تنحنحت بخجل منه ثم أفلتت نفسها منه وقالت:-
-محصلش
ضحك وهو يترك قبلة على جبينها بلطف وقال:-
-ماشي هنشوف الموضوع دا لما أعاود وتكونى خلصتى شغلك
أستدار ليغادر لكن قلبها أوقف قدmيها مُتراقصًا فرحًا بهذه القبلة الرقيقة، نظر “نوح” لها قبل أن يغادر وقال:-
-الصندوج دا عشانك
أنصرف وأغلق الباب خلفه ثم رحل لتبتسم وهى تركض للسرير وتفتح الصندوق لتُدهش من كمية الذهب وفرحت كثيرًا ليس لكمـ.ـيـ.ـته بل لأن هذا الصندوق هدية منه لها، تذكرت "ليلى" الجالسة بالخارج فأغلقته وهـ.ـر.بت للخارج قبل أن تغضب منها....
 
تحدث الرجل بغضب شـ.ـديد ونبرة غليظة:-
-أنا جبت أخري من بتك يا حج حمدى، تغلط فى خيتى وأمى كدة كتير، بتك عندك وأنا معاوزهاش تانى فى دار
تحدث "حمدى" بضيق شـ.ـديد قائلًا:-
-اهدا طيب يا بنى وكل مشكلة ليها حل
وقف الرجل من مقعده بضيق شـ.ـديد وهو يقول:-
-أنا معاوزش حلول يا حج حمدى بتك طالج وكل حجوجها هتكون عندك
غادر من المكتب لتأفف "حمدى" بضيق شـ.ـديد ثم خرج ليرى "حورية" تجلس جوار والدتها "فاتن" فقال بغضب شـ.ـديد منها:-
-عجبك اكدة، شوفتى اخرت جلة ربايتك ولسانك الطويل، فى واحدة متربية تغلط فى حمـ.ـا.تها اكدة
تحدثت "فاتن" بانفعال شـ.ـديد:-
-هى اللى ست تستاهل ضـ.ـر.ب ستين جزمة، دى المفروض تبس يدها أن بـ.ـنتى شايلها
غضب "حمدى" وهى يرفع نبوته فى وجههما ثم قال:-
-دا بدل ما تعجلى بـ.ـنتك، أنتِ اللى مجويها أهى اتطلجت و.جـ.ـعدت لك فيها افرحى أنتِ وبـ.ـنتك
غادر بضيق بينما وقفت "حورية" من مكانها ببرود دون أن تهتز مما حدث فقالت:-
-أنا طالعة ياما أرتاح فى أوضتى
صعدت "حورية" للأعلى، نظرت "فاتن" إلى "سلمى" لتراها تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز صامتة فوقفت من مكانها بضيق من الكوارث التى تحل عليها...
______________________
خرج "عطيه" بصحبة "نوح" من المحجر وهو يقول:-
-متأكد أن هو
أجابه "عطيه" بثقة وهو يفتح باب السيارة:-
-متأكد أن هو المـ.ـو.تسكل اللى كان راكبه الولد اللى ضـ.ـر.ب نار على نادر
صعد "نوح" معه فأنطلق "عطيه" بسيارته إلى حيث المرأب الذي يوجد به الدراجة النارية وسأل غفير المرآب ليخبره بأنه لا يعرف صاحب الدراجة النارية ومُنذ أن وجدها هنا من سنة ونصف ولم يأتى أحد لها ليرحل "نوح" غاصبًا وعاد للمنزل فى المساء ودلف إلى غرفته فتعجب بشـ.ـدة منها عنـ.ـد.ما رأى مكتبة خشبية أحتلت أحد زوايا الغرفة وبجوارها مكتب ذات اللون الأبيض والكثير من الكتب هناك على الأرض وزوجته تقف هناك مُرتدية بيجامة قطنى عبـ.ـارة عن شورت فضفاض يصل لركبتها وتي شيرت بكتف واحد نصف كم والأخرى عارى وشعرها مرفوع للأعلى على هيئة دائرية حول قلم خشبي وترتب الكتب فى المكتب، نزع عمته ووشاحه وهو يقول:-
- بتعملى أيه يا عهد
أجابته دون أن تلف له وهى تفف فوق المقعد قائلة:-
-زى ما أنت شايف أشتريت كُتب وبرتبها
سار نحوها ثم وقف خلفها يعطيها الكتب مُساعدها فأخذت منه الكتب ووضعتها فى الأرفف بترتيب لتنتهى بعد ساعة فحملها من خصرها لينزلها عن المقعد، وقفت أمامه تحدق به وعينيها تتابع يده وهو يبعد خصلات شعرها الفوضوية عن وجهها بسبابته ثم رفع يده للأعلى ليسحب القلم عن شعرها لينسدل بحرية على ظهرها ووجهها فقال بدلال:-
-بتبجى كيف البدر فى تمامه وشعرك مفرود أكدة
تبسمت بلطف وهى ترفع غرة شعرها للأعلى وتقول بغيرة:-
-كل دا كنت مع عطيه
تبسم وهو يضع يده فى جيب عباءته ويقول:-
-ربنا يعلم أن من ساعة ما هملتك وأنا مع عطيه بس روحت الأول جبل ما جابل عطيه اجيب لك دا
أخرج يده من جيبه لتراه بضع فى يده خاتم زواج لتندهش بسعادة ويرفرف قلبها فرحًا ويتراقص بمرونة عشقًا لهذا الرجل الحنون، رفعت نظرها إليه وهو يأخذ يدها إلى يده ووضع الخاتم فى بنصرها الأيسر ليعلن للجميع بأن هذه الفتاة ملك لرجل واحد فقط لتقول:-
-أنا كدة بقيت متجوزة
ضحك وهو يضع قبلة فى قلب كفها ثم قال بعفوية:-
-الخاتم يعنى اللى هيخليكى متجوزة مش أنا
رفعت يدها إلى عنقه ثم وضعت قبلة على وجنته لتقول:-
-أنت أعظم رجل فى الدنيا وأنا أكتر بـ.ـنت محظوظة عشان متجوزك أنت يا نوح
وضعت رأسها على صدره وادخلت ذراعيها أسفل ذراعيه تطوق خصره بهيام ثم قالت بتعب وأرهاق:-
-النوم بيغلبنى من بدرى يا نوح بس كنت مستنياك
تمتم بعبوس شـ.ـديد قائلًا:-
-نوم أيه يا عهد أنا عاوزك نجعد هبابه نتحدد سوا ونلعب
تنهدت بتعب ثم قالت بصوت مبحوح:-
-تعبانة يا نوح عشان خاطرى
حملها على ذراعيه وهو يقول بأستسلام لها:-
-نامى وأمرى لله
سار بيها إلى الفراش ثم وضعها به ووضع الغطاء عليها تاركًا قبلة على جبينها، ذهب إلى المكتبة ينظف المكان من فوضتها ثم مسح سطح المكتب ووضع اللاب على سطحه وجلس على الأريكة ينظر فى هاتفه وبدأ يشترى لها كل ما يمكن يزين المكتب وركنها المفضل فقط من أجل أسعادها وحتى لا تمل أو تشعر بالنقص بعد أن تركت عملها وحياتها فى القاهرة وجاءت إلى الصعيد زوجة له...
شعر بشيء يُثقل على كتفه فنظر ليراها تجلس جواره وتضع رأسها على كتفه، وتتشبث بذراعيه فسألها وهو يترك الهاتف جانبًا:-
-منمتيش ليه؟
تمتمت "عهد" بخفوت قائلة:-
-قلقانة شوية
نظر إليها بقلق شـ.ـديد يقول:-
-من أيه يا عهدى
رفعت نظرها به ثم قالت بتـ.ـو.تر:-
-هو مينفعش نروح نقعد فى بيت تانى، أنا خايفة أعيش هنا وكمان حورية بـ.ـنت عمك أطلقت النهاردة وجت تقعد هنا، أنا بقيت بدخل وأقفل على نفسي بالمفتاح وبخاف أخرج من أوضتى وأكلى بطلبه من برا
أخذ وجهها بين راحتى يده بهدوء ثم قال بجدية:-
-ليه يا حبيبتى كل دا، أخرجى وأطلعى كيف ما تحبى ومحدش يجدر يرفع عينيه فيكى والأكل اللى تحبيه أطلبيه من حُسنة، متخافيش يا عهد أنت ست الدار دى والبيت دا كله ملكى أنا وأنتِ مرتى واللى يرفع عينيه فيكى أرمي برا ومهيفرجش كتير ويايا
تحدث "عهد" بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-مش بالقوة والقسوة يا نوح، هترمى أهلك برا وتعمل زى ما عليا عملت فيا ،أنت عارف شعور أنك تكون مطرودة من أهلك عامل أزاى، أنتوا جايبين القسوة والجبروت دا منين وأنا هنا بمـ.ـو.ت على أهل يحبونى ويخافوا عليا مش يفرقونى ويوجـ.ـعونى
أنهمرت دmعتها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد وهى تتحدث باكية عن قسوة الأهل ووحدتها وهى لا تملك غيره فى الحياة، تنهد "نوح" بضيق ثم قال:-
-بس عمى مش الأهل اللى تحبي تعشريهم يا عهد، عمى أنا لو أتنازلت عن حذري هحصل نادر على يده، هو اللى بيكره ويقسي مش أنا
وقفت "عهد" صارخة بيه بانفعال شـ.ـديد:-
-أنت أيه يا نوح مبتعرفش تغفر وتصالح، مبتعرفش تحل المشاكل ،عمك كدة عشان أنت واكل حقه فى ورثه اللى أنت أصلا مالكش فيه ولا أنت مش واخد بالك أن أملاك جد لوالدك وعمك مش ليك أنت
وقف "نوح"من مكانه بغضب سافر وهى تتحدث عنه بهذه الطريقة ورفع يده فى وجهها كى يصفعها لتُصدm بهلع من فعلته وأتسعت عينيها على مصراعيها بصدmة ألجمتها وهو على وشك صفعها فى حين أنه أغلق قبضته بغضب شـ.ـديد يتحكم فى غضبه قبل أن يفعل ثم أنزل يده بعيدًا وهو يقول:-
-أطلعى فى فرشتك يا عهد
تحدثت "عهد"بعناد وغضب سافر بعد أن كان على وشك ضـ.ـر.بها:-
-أنت عاوز تضـ.ـر.بنى يا نوح عشان خايف عليك من عمك، هو لو اذاك هعيش أزاى من غيرك ها هستفاد أيه بالمال والأملاك وأنت مش معايا
أغمض عينيه بضيق شـ.ـديد يتحكم بأعصابه ثم ألتف لها وقال:-
-تنجطع يدى جبل ما تو.جـ.ـعك يا عهد
كاد أن يقترب منها لتعود خطوة للخلف بإستياء ثم قالت بانفعال:-
-متفكرش تلمسنى يا نوح قبل ما ترجع الحقوق لأصحاب وتخلينى أعيش معاك فى أمان من غير خـ.ـو.ف وقلق
ليشتاط غضبًا ثم يترك الغرفة لها ويخرج بانفعال، جلست "عهد"على فراشها تبكى بأنهيار بعد أن دخل الحـ.ـز.ن والغضب بينهما فرفعت يدها لكى تجفف دmـ.ـو.عها لتشعر بخاتم زواجها فنظرت له بحـ.ـز.ن فاليوم ألبسها خاتم زواجهما وهى بدأت الشجار معه و.جـ.ـعلته يهجرها، خرجت للشرفة تبحث عنه فى الحديقة بنظرها لتُصدm عنـ.ـد.ما رأت "أسماء" تحتضن زوجها من الخلف وهو واقف هناك ساكن لم يبعدها عنه أو يغضب بل كان مرحبًا بعناقها له
بعنــــوان "عنـــــاد"___
غادر الغرفة غاضبًا من هذا الشجار الذي تحول يومهما الجميل لشجار وغضب، ننزل للحديقة يقف بها ثم أخرج علبة السجائر وأشعل سيجارة بين أنامله وهو ينفث الدخان من فمه شاردًا بأفكاره فهل هو من صنع هذه العداوة والكره لعمه أم جده الذي كتب هذه الوصية، هل هو من قــ,تــل “خالد” أم أفعاله الخبيثة الشنيعة؟ لما يلومه الجميع على أفعال لم يرتكبها هو؟، شعر بيدي تلف حول خصره وتحتضنه من الخلف فتنهد “نوح” بهدوء وهو يغمض عينيه ويفكر بها للحظات أثور عليه؟ أم يضع نهاية لهذه الشجار وكأنه لم يحدث فتحدث بنبرة جادة هادئة:-
-مش جولتلى مش هتلمسنيش
تبسمت “أسماء” بخبث شـ.ـديد وهى تعلم بأن علاقته مع هذه الزوجة تكاد تكون معدومة فهمست له بلطف ودلال:-
-سيبك من اللى مغضبك يا نوح، هي متستاهلكش
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدmة ألجمته ثم ألقى السيجارة من فمه سريعًا وأبعدها عنه وهو يستدير لها بوجه عابس ويقول:-
-أنتِ جنتي يا أسماء
رفع نظره للشرفة بخـ.ـو.ف من أن تكن “عهد” رأتهما ويزيد الخلاف والشجار بينهم وكان ما يخشاه حدث عنـ.ـد.ما رأى “عهد” واقفة بالأعلى تحدق بيهما وعنـ.ـد.ما تقابلت أعينهما فرت هاربة للداخل فركض مسرعًا للداخل تاركًا “أسماء” وهو لم يبالى بها، صعد للأعلى ركضًا وعنـ.ـد.ما ولج من باب الغرفة رأها تجلس على الفراش باكية بضعف وخذلان، تنحنح بهدوء وهو يسير نحوها ثم قال:-
-عهد!!
قطعته بصراخ شـ.ـديد مُنفعلة هاتفة:-
-طلعت ليه ما كنت تخليك تحت مع الهانم شوية
أخذ “نوح” يدها بلطف في يده وقال بلهجة دافئة:-
-متفهميش غلط يا عهد
دفعته بقوة بعيدًا عنها وهى تصيح به قائلة:-
-أفهم غلط أيه؟ أنا فهمت اللى شوفته بعينى ولا المفروض أعمل نفسي عامية عشان بحبك.. لا يا نوح مش هتضحك عليا بكلمتين وهنسي بيهم خيانتك
أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول من حديثها وكيف حولت موقف لخيانة ثم قال:-
-خيانة!! بجولك سوء فهم وأنتِ بتجولى خيانة
تحدثت “عهد” بعناد شـ.ـديد وعينيها لا تكفى عن البكاء:-
-ما هو كل حاجة عندكم سوء فهم حتى الخيانة سوء فهم، مروحتش على أوضتها ليه بدل ما تيجى هنا ولا كنت أرجع ليا وابنك على أيدك
مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها نحوه بغضب سافر يتطاير من عينيه حادقًا بعينيها ثم تحدث بنبرة مُخيفة قوية:-
-أنا لو عايز أسماء كنت أتجوزتها وأنتِ هربانة ولا جبل ما تيجى أصلًا فأهدى كدة وأعجلى كلامك جبل ما تجولى وابنى دا ميكونش له أم غيرك يا عهد
رمقته بعناد شـ.ـديد ثم قالت بتحدى:-
-بعينيك يا نوح تقرب منى
كز على أسنانه بضيق شـ.ـديد منها ثم جذبها له بقوة لتلتصق بجسده وكأنها دmية في قبضته وقال بغضب:-
-أنا مهملك بمزاجى يا عهد والمفروض تفرحى أنى محترمة رغبتك لكن دا مش ضعف منى وخـ.ـو.ف منك مثلا فأتمنى متختبرش صبرى كتير وياكى
أرتجف قلبها خـ.ـو.فًا من نبرته لكنها تشبثت بعنادها وهى تعلم بأنه لم يفعل شيء يأذيها فقالت بعناد:-
-أنت متقدرش تعمل حاجة يا نوح، أنت أضعف من كدة بكتير
تركها وهو يرفع يده ليصفعها بعد أن لعنته بالضعف، نظرت له بدهشة من فعلته وأرتجفت خـ.ـو.فًا فهل سيثبت لها قوته بصفعها وضـ.ـر.بها لكنه تمالك غضبه قبل أن يفعل ونـ.ـد.م لاحقًا على ضـ.ـر.به لها فأنزل قبضته لتثير غضبه أكثر بحديثها عنـ.ـد.ما قالت:-
-هى وصلت لأنك تفكر تضـ.ـر.بنى مش كفاية اللى شوفته بعينى.. لا كمان لك عين تزعق ليا وتعمل راجـ.ـل عليا ما كنت تعمل راجـ.ـل فى حقوقى وواجباتك ولا الرجولة قالتلك تخلى أى واحدة تحـ.ـضـ.ـن فيك
اشتاط غضبًا من حديثها وطريقتها البغيضة التى تتحدث بها، جذبها من ذراعها بقوة نحوه ورمقها بعيني نارية ثم قال بلهجة غليظة:-
-أتحددى زين يا عهد وخدى بالك من حديدك ويايا، أنا مهصبرش عليكى كتير
دفعته بقوة بعيدًا عنها ثم قالت بأغتياظ شـ.ـديد:-
-لا والله خـ.ـو.فت منك وهعيط، أستن هعيط يا نوح والنبى
صر على أسنانه من برودها ثم قال بلهجة قوية:-
-أنا طالع قبل ما أعمل حاجة ننـ.ـد.م عليها إحنا الأثنين بعدين
أستدار لكى يخرج فهرعت مُسرعة أمامه وتقف على الباب تمنعه من الخروج وتقول:-
-طبعًا لازم تخرج وتروح للهانم اللى مستنياك تخرج من عندى عشان تقهرنى وتحرق ليا قلبى
دفعها بقوة بعيدًا عن الباب ثم فتح الباب لتتحدث باكية بحـ.ـز.ن شـ.ـديد قائلة:-
-هو دا العهد اللى عهدتهولى، دا العهد اللى عمرك ما هتخلفه يا نوح، عهدتنى أن عمرك ما هتبكينى ولا هتزعلنى لكن دلوقت سابنى مقهورة وماشى هو دا اللى العهد دين
استوقفه حديثها قبل أن تخرج فتنهد بهدوء ثم أغلق الباب وألتف لها يحدق بها، كانت تقف بمنتصف غرفتها باكية ووجهها أحمر من البكاء والغضب معًا، ترمقه بنظرات عتاب وحـ.ـز.ن شـ.ـديد يمليء قلبها العاشق ومشاعرها الحزينة تضارب عقلها وقلبها، أستسلم مهزوم أمام عهده لها فلن يتحمل مخالفة العهد وعقوبتها، فتح أذراعه لها لتركض مسرعة إليه وبالرغم من حـ.ـز.نها وغضبها منه إلا أنها لا تملك سبيل إلا إليه وكل طرقها تؤدي إليه وحده، حتى فى غضبها منه تذهب إليه فطوقها "نوح" بذراعيه وهمس فى أذنيها قائلًا:-
-أنا عارف أن حتى حـ.ـضـ.ـنى مش هيكفى غضبك وحـ.ـز.نك يا عهد بس معلش تسامحنى المرة دى
تمتمت بضعف باكية:-
-أنا غضبانة منك وقلبى والع نار بس ماليش حد أشتكيك له يا نوح غيرك، أنت واجعنى بجد
مسح على رأسها بحنان ثم قال:-
-وأنا هجبلك حقك يا عهد حتى لو منى، أشتكينى ليا ولو مجبتلكيش حقك أبجى أختارى العقـ.ـا.ب اللى يعجبك وأنا هعمله من غير جدال وياكى، لكن أنا مهخلفش عهدى ليكى يا عهدى، بحق حُبك وكل المشاعر الحلوة اللى جوايا ليكى وبحق كل نبضة حُب أتعلمتها على يدك لأعمل الممكن والمستحيل عشان تسامحى بس وأمحى الو.جـ.ـع دا منك....
كان يعلم بأن ما فعلته “أسماء” يجب أن يدفع ثمنه هو لأجل محبوبته وسعادتها فإذا كان هو من رأها هكذا ورجل أخرى يمسك يدها وليس يعانقها فكان سيحرقهما معًا، تفهم أوجاعها وحـ.ـز.نها الممزوج بالغضب...
_____________________
أستيقظت “عليا” صباحًا من نومها على صوت الهاتف وكان المتصل “عمر” تجاهلت أتصله ليرسل لها رسالة فتنهدت وهى تفتح الرسالة وكان محتواها (كنت حابب أصبح عليكى .. صباح الخير وأتمنى لك يوم سعيد) تركت الهاتف على الفر اش وخرجت من غرفتها بوجه ناعس ذاهبة إلى غرفة طفلها الصغير لتراه مُستيقظ في فراشه ويقف به متشبث به بسعادة ويضحك ضحكات حماسية عنـ.ـد.ما رأى وجه والدته لتحمله على ذراعيها مُتبسمة وبدأت تنزل عليه قبلاتها الناعمة المليئة بالحنان، سمعت صوت الهاتف يدق فعادت إلى غرفتها وهى تحمل “يونس” على ذراعيها مُبتسمة لتتلاشي بسمتها سريعًا عنـ.ـد.ما رأت أسم “عهد” يضيء الهاتف وخرجت تاركة الهاتف يدق كما هو ...
_____________________
أنزلت “عهد” الهاتف عن أذنيها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد ثم نظرت إلى “ليلى” وقالت:-
-برضو مبتردش يا ليلى
تحدثت “ليلى” وهى ترفع الفيديو الجديدة على القناة بلا مبالاة:-
-سيبك منها يا عهد وأنسيها، هو أنتِ محتاجها في حاجة
تنهدت “عهد" وهى تجلس جوار “ليلى” على الأريكة في ردهة المنزل بحـ.ـز.ن ثم قالت:-
-مش محتاجة منها مصلحة بس وحشتنى هي ويونس
أنهت “ليلى” ما تفعله وهى تتجاهل الحديث مع “عهد” عن أختها، جاءت “سلمى” لهما ثم قالت وهى تجلس على المقعد:-
-خلصتى شغلك يا عهد
أومأ “عهد” لها بنعم لتتحمس “سلمى” في بدء الحديث:-
-بصي يا عهد، إحنا عندينا فرح بـ.ـنت العمدة وهنروح كلنا عاوزاكى على الساعة 6 تكونى جاهزة وأنتِ كمان يا ليلى
هزت “عهد” رأسها بالموافقة ثم قالت:-
-حاضر يا ماما
تبسمت “سلمى” بسعادة لأجل هذه الفتاة ثم وضعت علبة صغيرة من المعدن أمامها وقالت:-
-خدى يا عهد ألبسي دا كمان
فتحت “عهد” العلبة وكان بداخل عقد من الذهب كبير لم ترى بحجمه من قبل فرفعت نظرها إلى “سلمى” بدهشة لتقول:-
-دا عجد العائلة حمـ.ـا.تى أديتهولى يوم جوازى وأنا ندرتها أن أديه لمرت نوح
نظرت “عهد” للعقد بتردد من أخذه منها ثم رفعت نظرها إلى “سلمى” بضيق قائلة:-
-خلى مع حضرتك دلوقت يا ماما
أربتت “سلمى” على يدها بلطف ثم غادرت تاركة العقد لها وصعدت “عهد” بصحبة “ليلى” وهى تقول:-
-أقعدى هنا بقى وقوليلى ألبس أيه؟
أخرجت كل ما بداخل الخزينة وحقائبها التي لم تفتحها بسبب كثرة الملابس والأغراض وبدأت ترتدى الفساتين واحد تلو الأخر و”ليلى” تسخر منها مع كل واحد ترتديه فقالت:-
-عهد يا حبيبتى أنتِ في الصعيد تفتكرى جوزك الصعيدى هيطلعك من البيت بالفستان دا
نظرت “عهد” إلى المرآة وهى تقول:-
-دا جاى من لبنان يا ليلى
تفحصت صورتها وهى ترتدى فستان أسود اللون بكم واحد والأخر عارى وضيق يظهر مفاتن جسدها وطويل لكنه مفتوح من قدmها اليسرى للأسفل، وقفت “ليلى” خلفها وهى تتشبث بذراعيها ثم قالت:-
-أتحدكى يا عهد تلبسي الفستان دا في الحياة بعد كدة، يا حبيبتى أنتِ بقيت زوجة لرجل صعيدى شرقى
فتح باب الغرفة ودلف “نوح” دون أذن حاملًا باقة زهور بنفسجية اللون من أجل أرضاءها ليراها تقف أمام المرآة وصديقتها معها وترتدي فستان جميل يظهر مفاتنها وأنوثتها، أنبهر بجمالها ورقتها عل عكسها هي التي ذهبت بنظرها إلى المرآة غاضبة منه ولم تهتم لمحاولته في مصالحتها، تحدثت “ليلى” بحرج من دخوله ووجودها في غرفة نومه:-
-طيب أسيبكم أنا
مسكت “عهد” يدها بقوة وقالت بنبرة غاضبة :-
-أستنى هنا، هو أنا مش بدفع لك مرتب عشان تشتغلى أقعدى هنا وأنا هغير وأجيلك
دلفت للغرفة الأخرى فجلست “ليلى” بحرج منه وجوده بينما جلس “نوح” على الفراش بعيدًا عنهما، خرجت بعد دقائق مُرتدية تنورة قصيرة تصل إلى ركبتيها وعليها سترة نسائي بدون أزرار طويلة من الجانب الأيسر تصل لحافة التنورة وقصيرة إلى الخصر من الجانب الأيمن وشعرها مسدول على ظهرها والجانب الأيسر وتضعه خلف أذنها اليمنى لتقول:-
-أيه رأيك
كان يحدق بها بحُب ونبضات قلبه مُتسارعة بدلال لها لكن سريعًا ما تحول إعجابه للغضب عنـ.ـد.ما سمع صوت “ليلى” تقول:-
-هو مقفول من فوق بس مفتوح أوى من تحت مينفعش فرح في الصعيد
وقف “نوح” من مكانه بغضب سافر وقال:-
-فرح أيه، دا متتطلعش به من باب الأوضة مش فرح
رمقته بضيق شـ.ـديد ثم قالت غاضبة:-
-أنا بأخد رأى ليلى
حد من عينيه بغضب لتزدرد لعابها الجاف بخـ.ـو.ف منه ثم دلفت للداخل هاربة من نظراته المُرعوبة ليرتجف قلبها رعـ.ـبًا من غيرة هذا الرجل، بدلت ملابسها إلى فستان أحمر أسرت عينيه وقلبه سريعًا عنـ.ـد.ما رأها به، لم يتحمل تلك النبضات التي تضـ.ـر.ب صدره الصلب وطلالتها سرقت غضبه بعيدًا، رأت “عهد” إعجابه الشـ.ـديد برؤيتها هكذا لتخجل من نظراته المُسلطة عليها وتوردت وجنتيها حياءًا منه، كان فستانها باللون الأحمر اللامعة وطويل يزحف حول قدmيها الحافيتين لتقطع شروده بجمالها صوت “ليلى” تقول:-
-لا يا عهد
نظر “نوح” لها بتعجب من سبب رفضها فتبسمت “عهد” بمكر شـ.ـديد وهتفت ببراءة تترجى “ليلى”:-
-ليه بس ما هلبس كمان البلطو فوقه
سأل “نوح” بضيق من جمال زوجته:-
-ليه لا
تبسمت “ليلى” بخبث وهى تسير نحو “عهد” ثم مسكت يدها لتجذبها معها وتلف ليُصدm “نوح” عنـ.ـد.ما رأى ظهرها نصفه عارى فقط سلاسل على ظهرها، أغمضت “عهد” عينيها بضيق شـ.ـديد من فعلت صديقتها فتبسمت “ليلى” لها وقالت:-
-أنا عملت الخير ورمته لنوح .. عن اذنكم
خرجت من الغرفة لتهرب “عهد” من أمامه إلى الداخل فركض خلفها بغضب وأتسعت عينيه عنـ.ـد.ما رأى غرفة المعيشة مليئة بالملابس على الأرض والأريكة وهناك فستان قصير على شاشة التلفاز، مسك أحد الفساتين الموجودة على الأريكة وكان قصير وبدون أكمام ليقول بغضب سافر:-
-ودا بتلبسي فين أن شاء الله؟
أختبأت “عهد” خلف شاشة التلفاز الموجودة على الطاولة الزجاجية من غضبه وقالت:-
-في أيه يا نوح انا مخرجتش أنا بس لسه بأختار
أقترب نحوها وهى يرمي الفستان من يده بعيدًا بأغتياظ ثم قال:-
-فكرة أنك بتختارى من الجرف دا معناه أنه عندك نية تخرجى به
تبسمت بعفوية وهى تقول:-
-وفيها أيه بس دى ماركات عالمية والله وغالية
وقف أمامها ولم يفصل بينهما إلا شاشة التلفاز ليقول:-
-فيها ايه؟ دا أنا اللى هو جوزك عمرى ما شوفتك أكدة عاوزة تخرجى للناس أكدة، أنا هجطع رجبتك يا عهد وأكـ.ـسر رجلك جبل ما تعمليها
هـ.ـر.بت من امامه وهى تأخذ الفستان الموجود على شاشة التلفاز وقالت بحماس:-
-أجرب بس أخر واحد وبعدين أكـ.ـسر براحتك
هـ.ـر.بت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب الجرار خلفها، وقف غاضبًا يتطلع بالملابس ليمسك فستان سهرة يتلألأ لمعًا وكان طويل لكنه مفتوح من الأسفل جانبًا وبحمالة فتمتم بأغتياظ شـ.ـديد:-
-ودا بتخرج بيه أكدة جدام الخلج، نهارك طين يا عهد
ألقاه بعيدًا ثم ذهب خلفها وفتح الباب وهو يصـ.ـر.خ بها قائلة:-
-عهد...
أبتلع حديثه عنـ.ـد.ما رأها تقف أمام المرآة وتضع أحمر شفايف مُرتدية فستان أزرق اللون بأكمام فضفاض من الدانتيل ويصل إلى أسفل الركبة وحول خصرها رابطة تظهر نحافة خصرها وواسع من الأسفل ومفتوح من العنق قليلًا، ألتفت له ليتطلع بها بوضوح أكثر من المرآة ووضعت أحمر شفايف وشعرها مُسدول على الجانبين حتى خصرها، سار نحوها بخفة مسحورًا بجمالها لتقول بعفوية:-
-دا ينفع!!
رفع يده إلى عنقها وداعبه ليقول بلطف دون شجار:-
-ودا؟!!
تنهدت “عهد” بضيق وحيرة ثم قالت:-
-كدة مفيش فساتين تانى وكله مش عاجبك
تحدث بغيرة تلتهم قلبه وعقله من أن يرى رجل غيره جمالها ويُسحر بطلالتها قائلًا:-
-كلهم عاجبينى لكن تلبسيهم أهنا ليا مش للخلج
أعطتها باقة الزهور ثم قال:-
-غيرى خلجاتك بسرعة عشان هنتأخر ولا أمشي وأسيبك تيجى مع الحريم
تبسمت بسعادة وحماسة وهى تركض للداخل:-
-لا أستنانى على طول أهو
أحضرت “ليلى” فستان من ملابسها لأجل “عهد” بالتأكيد لن يعترض “نوح” على هذا الفستان و”ليلى” محجبة...
كان “عطيه” واقفًا أمام المنزل بأنتظار صديقه ورأى سيارته تأتى من بعيد فأقترب له لكنه دُهش عنـ.ـد.ما ترجل “عهد” فعاد خطوة بعيدًا عن الطريق ثم ترجل “نوح” ليُدهش “عطيه” عند نزلت “ليلى” من السيارة مُرتدية فستان أسود اللون طويل وبأكمام وتلف حجابها الفضية، تشبثت بيدى "عهد" وهى تنظر إليه بخجل من نظراته، تطلع بها وهى هادئة وجميلة على عكس عاصفتها الدائمة وفى كامل أنوثتها لكنه تحشي النظر بها بأستحياء وأحترامًا إلى "نوح"، دخلا مع الرجـ.ـال ودلفت" عهد" بصحبة صديقتها إلى المنزل حيث تجلس النساء وكانت "فاتن" بالداخل مع بناتها، حدقوا بها بغضب شـ.ـديد فجلست "عهد" جوار "سلمى" بغرور لا تبالى بهما
أربت "على" على قدm "عطيه" بلطف وقال:-
-عجبالك يا عطيه لما نفرح بيك
نظر "نوح" على صديقه الذي تبسم بحرج شـ.ـديد وهو يعرف أن "عطيه" معجب بصديقة زوجته لكنه على عكسه لن يملك الجراءة فى الاعتراف والأقتراب منها، هتف "على" بجدية وحماس قائلًا:-
-ليك عليا يا عطيه يوم ما أفرح بيك وترضي على عروسة من اللى بتجبهم لك خالتك أم نوح لأعملك ليلة محصلتش اعوض بيك ليلة نوح اللى متعملتش
هتف "نوح" هامسًا فى اذن صديقه:-
-خالتك أم نوح مهتجبلكش العروسة اللى مستنيها
نظر "عطيه" له بتعجب فقهقه "نوح" ضاحكًا بعفوية ثم قال:-
-ما أنت مفضوح جوى يا عطيه بس خد بالك بنات مصر متعبين جوي جوي يا صاحبى اسألنى أنا
أومأ "عطيه" له بنعم ثم وقف لكى يخرج وحده من هذه الضجة وعنـ.ـد.ما خرج رأها تقف فى الخارج وتتحدث فى الهاتف، تنهد بهدوء وذهب نحوها وكانت "ليلى" تتحدث فى الهاتف مع أحد الشركات وتقول:-
-بس أستاذة عهد مبتستقبلش أى إعلانات دلوقت لكن لو حضرتك تحب ترفع إعلان على القناة بتاعتها مفيش مانع
شعرت بأحد خلفها فأستدارت والهاتف على أذنها لتراه يقف صامتًا مُرتدي عباءته السوداء ويلف عمته البيضاء، تابعت حديثها على الهاتف قائلًا:-
-مفيش مشكلة بكرة أكون عندك... مع السلامة
أغلقت الهاتف لتنظر إليه فدهشت عنـ.ـد.ما رأته يخرج شيكولاتة من جيب عباءته فنظرت بعيني مُندهشة وصامتة فقال بحرج:-
-أنا أسف عشان زعجتلك المرة اللى فاتت
ازدردت لعابها بإرتباك شـ.ـديد ثم أخذت الحلوى منه وقالت بهمس:-
-حصل خير!!
أستدارت لكى تدخل فأوقفها "عطيه" يسأل:-
-أنتِ راجعة القاهرة؟!
نظرت له بهدوء ثم قالت:-
-اه بكرة..
تبسمت بخبث شـ.ـديد ثم قالت بحرج:-
-بالمناسبة تعرف عربية توصلنى بصراحة اتمرمط أوى فى القطار
ضحك عليها وهو يعلم بأنها تطلب أن يوصلها بطريقة غير مباشرة وبخبث شـ.ـديد ماكرة مكر النساء، أومأ لها بنعم ثم قال:-
-هوصلك أنا
تبسمت بعفوية إليه ليبادلها البسمة فلأول مرة تبتسم من اجل دومًا تصارعه وتشاجره لكنها أهدته اليوم أجمل ما قد تراه عينيه.. بسمتها البريئة الجاذبة، دلفت "ليلى" للداخل لترى "عهد" تقف فى الردهة تتشاجر مع "حورية" و "أسماء" قائلة:-
-مش بقولك متـ.ـخـ.ـلفة، أنا مش هرد عليكى وهسيبك كدة تمـ.ـو.تى بغـ.ـيظك
صاحت "حورية" بضيق والبنات يمسكوا يديها قائلة:-
-أنتِ فاكرة نفسك ست ولا أيه يا بت دى أنتِ عرة الستات
ضحكت "عهد" بسخرية تثير غضبها اكثر ثم قالت بثقة وغرور:-
-دا أنا ست الستات يا حورية... ما تيجى تبصي ليا كويس كدة، أنا لو مش ست مكنتش اتجوزت كبيرك يا حلوة وكل القهرة والغل دا من غـ.ـيظك
اخذتها "سلمى" و"ليلى"يدها وخرجوا من المنزل فهمست "سلمى" فى اذنيها قائلة:-
-جدعة يا مرت ولدى
ضحكت "عهد" بعفوية وكأنها لم تفعل شيء، وقفوا ينتظروا "نوح" لكنهم رأوه يركض إلى سيارته وأنطلق بعيدًا دون أن ينظر إلى زوجته فنظرت "سلمى" إلى زوجها الذي احضر سيارته لكى يأخذهم للمنزل وعلى وجهه القلق والذعر فسألت "سلمى" بقلق:-
-فى ايه يا على، نوح راح فين؟
صُدm الجميع مما قاله "على" لتنظر "عهد" إلى الخلف بقلق والرعـ.ـب يداعب قلبها على زوجها.....
___بعنــــوان "صدmــة"___
  وقف “حمدى” بسيارته بقرب الجبل في الليل المظلم وخلفه سيارة أخرى وينظر حوله بقلق من أن يراه أحد وعنـ.ـد.ما حضرت سيارة أخرى من الأمام ترجل من سيارته ثم أشار لرجـ.ـاله بأن يحضروه ما بداخلها وترجل رجل من السيارة الموجودة في الأمام وأحضر حقيبة سفر ضخمة وفتحها أمام “حمدى” وكان بداخلها الكثير من المال، أحضر الرجـ.ـال صندوق خشبية ثم فتحه أحد الرجـ.ـال وكان يحتوى على الكثير من الأسلحة وقبل أن يتبادلًا الصفقة هجم عليهما رجـ.ـال من الشرطة فهلع “حمدى” بصدmة ألجمته وبدأت الشرطة تقبض على الجميع ومن ضمنهم “حمدى” وأتصال أحد الرجـ.ـال بـ “نوح” يخبره بخبر القبض على عمه فخرج من حفل الزفاف مُسرعًا 
-متجلجش يا عمى أنا هجوم لك محامى
قالها “نوح” بضيق شـ.ـديد وهو يعلم بأن التهمة ثابتة على عمه، تطلع “حمدى” به دقائق بأغتياظ وهو يشعر بأن “نوح” يشتعل فرحًا بما حدث له ويُدرك بأنه يكن له الكره والحقد فقط ليُجيب “حمدى” عليه:-
-معاوزش منك حاجة
تنهد “نوح” بضجر من أن حديث عمه ليقول:-
-يا عمى خلينا نطلعك من أهنا وبعدها نشوف اللى بينا وأكرهنى كيف ما تحب
قهقه “حمدى” ضاحكًا بسخرية من حديثه وبداخله بركان غضب من “نوح” وهو يُشعره بأنه أفضل منه ويكبره مُقامًا رغم انه يصغره سنًا مما أشعل الغضب بداخل  “حمدى” أكثر ويجعله يرى بعينيه الخبيث ثم قال:-
-أنا هطلع أجتلك يا نوح 
أومأ “نوح” له بهدوء دون معارضة على حديثه ليقول:-
-ماشي أطلع أجتلنى وخليك جار بناتك لأن أنا مهحطهمش في عينى مثلًا 
أقترب “حمدى” برأسه قُرب “”نوح” وحد من عينيه بخبث ومكر ثم قال:-
-هجتلك يا نوح كيف ما جتل نادر 
أتسعت عيني “نوح” على مصراعيها من وهلة الصدmة التي نزلت على عقله وقلبه الآن بفضل عمه الماكر ورأى في عيني “حمدى” مكر ونظرة أنتصار وكأنه يلعب لعبة ويرغب الأنتصار فقط بغض النظر عن أي شيء حتى إذا كان قــ,تــل أحد أفراد عائلته سبيل أنتصاره، أنقض “نوح” عليه بغضب سافر ومسك “حمدى” من ملابسه بحسرة ممزوجة بالغضب ثم قال:-
-أنت اللى عملتها! كيف تجتل ولد أخوك وليه؟
لم يجيبه بل أقترب العساكر وحاول إفلات يد “نوح” عنه لكنه كان مُتشبث بملابس عمه ونجح العساكر في أخذه بعيدًا عنه وأخرجه منها، تبسم “حمدى” بمكر وكأنه حقق الأنتصار في مواجهة “نوح” هذه المرة وأحرق قلبه بكلمـ.ـا.ت بسيطة جدًا تفوه بها لكنها كالجمر الذي ألتهب في كيان “نوح”... 
 
كانت “عهد” واقفة في الشرفة مُنتظرة عودة زوجها من الخارج وقد تأخر الوقت ولم يعود، رنت على هاتفه مرارًا وتكرارًا ولم يُجيب عليها فتنهدت تنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الإنكسارات والقلق المخيم على قلبها وأغرق صدرها بسبب غيابه، دخل “نوح” غرفته مع شروق الشمس ولم يجدها في الغرفة وفراشه ما زال مرتب كما كان بالأمس وباب الشرفة مفتوح فولج إليه ليجد زوجته جالسة على المقعد وتضع يدها على وجنتها وغفوت في نومها أثناء انتظارها له فأقترب إليها ثم حملها على ذراعيه ودخل الغرفة بها وقبل أن يُنزلها على الفراش تحدثت “عهد” بصوت مبحوح وعينيها مُغلقة:-
-أتأخرت ليه يا نوح؟
وضعها بالفراش وجلس بجوارها وهو يمسح على رأسها بحنان مُتطلع بوجهها الملاكي، لم يُجيبها لتفتح عينيها تتطلع بوجه زوجها الوسيم لترى الحـ.ـز.ن به والهموم أغرقته، عينيه سكنهما الحـ.ـز.ن واليأس وأنفاسه مُعبأة بالإنكسار وكان جبل الهموم وقع عليه، رفعت “عهد” يدها إلى وجنته على لحيته السوداء ثم قالت بهمس:-
-طب أنا كُنت زعلانة منك بس أفضل غضبانة أزاى والحـ.ـز.ن دا كله في عينيك
مسح على وجنتها بدلال رغم حـ.ـز.نه ثم قال:-
-متزعليش يا عهد، حجك على رأسى 
أنهى جملته ثم وضع قبلة على جبينها بلطف وأبتعد عنها، جلست “عهد” بإعتدال ثم قالت:-
-ما لك يا نوح؟ كل الحـ.ـز.ن اللى في عينيك دا عشان عمك أتقبض عليه طب ما دا من أعماله
دهشت بقوة عنـ.ـد.ما ذرفت دmعة من عينيه تشق طريقها على وجنتها لتستقر على لحيته فأقترب “عهد” نحوه وعينيها على وشك البكاء لتجفف دmعته بأناملها ثم أخذت رأسه بين يديها لتضمه إليه وعانقته فأستقرت يدها على مؤخرة رأسه وهى تُتمتم بحـ.ـز.ن على رؤية زوجها حزين هكذا:-
-حصل أيه يا حبيبى، مهما كان اللى حصل فداك 
رفع “نوح” يديه إلى ظهرها بضعف ليتشبث بها وهو لا يعلم ماذا يجب أن يفعل مع “حمدى” أيجب عليه قــ,تــل عمه والأنتقام منه لأخذ ثأر أخاه أم يخبر والده بأن أخاه قـ.ـا.تل أبنه؟ شعرت “بيديه تتشبث بها بقوة كأنه طفل صغير يختبيء في حـ.ـضـ.ـن أمه من قسوة العالم فبدأت “عهد” تربت على ظهره وبيدها الأخرى تتغلغل أصابعها بين خصلات شعره، جهش “نوح” باكيًا لتفزع “عهد” وتُدرك بأن ما حدث ليس القبض على عمه لتجارة السلاح بل أشـ.ـد وأقوى من ذلك لكى يبكي زوجها هكذا فظلت مُتشبثة به...
 
خرجت “ليلى” من المنزل صباحًا فرأت “عطيه” يقف بسيارته أمام المنزل فى أنتظارها وفور رؤيتها كاد أن يترجل لكى يفتح لها الباب لكنها أستوقفته عنـ.ـد.ما صعدت باكرًا للسيارة، تحدث “عطيه” بلطف باسمًا:-
-صباح الخير 
تبسمت وهى تغلق حزام الأمان وقالت:-
-صباح النور، مكنش فى داعى تتعب نفسك
أنطلق “عطيه” بسيارته وهو يقول إليها:-
-لا تعب ولا حاجة
كان يقود وهى تنظر بهاتفها فى صمت فتنحنح بحرج وهو يفكر كيف يبدء الحديث معها فقال:-
-هترجعى النهاردة؟
أجابته “ليلى” ونظرها فى الهاتف بلا مبالاة:-
-امممم بس أخلص الكام مشوار اللى ورايا 
-ما هو واضح أنك مشغولة هبابه
قالها وهو ينظر عليها بينما تنشغل “ليلى” بالنظر إلى الهاتف، رفعت “ليلى” نظرها للأمام وهى تتذكر الأحداث التى ربت لفعلها اليوم لتقول:-
-هوصل لشركة الأعلانات وبعدها هطلع على الكلية أستخرج الشهادة لعهد وبعدها هروح استلم شوية اوردرات جاية من سنغافورة لعهد على عنوان الشقة هنا وهروح أسلم النسخة الأولى من الكتاب للدار وبعدها هرجع
نظرت إلى “عطيه” بعد أن انهت حديثها ليقول:-
-دا أنتِ مشغولة جوى النهاردة ويومك زحمة 
أومأت له بنعم وقالت:-
-شوية 
تبسم بعفوية ثم قال :-
-أنا كنت هرجعك معايا بس مكنش حابب أكون عبء عليكى فى يومك الزحمة
عادت بظهرها للخلف بتعجب وحدقت به من الرأس لأخمص القدm ثم قالت:-
-كدة
نظر إلى ملابسه بتعجب شـ.ـديد وهو يتساءل هل بيه شيء أم ملابسه ملوثة، تنحنحت “ليلى” بحرج من قولها وقالت:-
-مش قصدى حاجة
أوصلها إلى مبنى شركة الأعلانات ثم رحل...
 
أنهت “عليا” تدريبها واخذت قسط من الراحة قبل أن تكمل فذهبت إلى الكافتريا وكانت تنظر إلى الهاتف حتى أتاها صوت “عمر” من جانبها لتقول:-
-بتعملى أيه؟
تبسمت “عليا” وهى ترفع عينيها إليه ثم قالت:-
-بتسلى
وقف جوارها وهو يضع كوب القهوة أمامه على الطاولة ثم قال بحرج:-
-متزعليش عشان شـ.ـديت عليكى فى التمرين أنا عاوزك تكونى بطلة العرض الجاى
تبسمت “عليا” بسعادة وهى تلتف له بعفوية ثم قالت:-
-بجد
نظر إلى بسمتها ويدها التى تشبثت به بعفوية وتلقائية لتخجل من نظراته وأبعدت يدها سريعًا ثم قالت:-
-أنا أسفة
تبسم بخفوت عليها وقال:-
-ولا يهمك أنا مبسوط أصلا أن مفيش بينا أى حرج وعاجبنى عفويتك يا عليا 
تبسمت بخجل شـ.ـديد وهى تنظر إلى الأسفل باستحياء ثم قالت:-
-عن أذنك 
غادرت وهو يتابعها بنظراته …
 
أستيقظت “عهد” من نومها وكانت نائمة بمنتصف الفراش، فركت عينيها بسبابتها وهى تبحث عنه بجوارها لكنها لم تجده لتتماطى بتكاسل شـ.ـديد فرأته يجلس على المقعد فى الشرفة وحده شاردًا ومهموم، ترجلت من فراشها وهى تسير إلى الشرفة ثم جلست على يد المقعد الذي يجلس عليه ثم قالت:-
-مالك يا نوح
رفع نظره إليها بهدوء ثم أخذ يدها فى يده ليقول:-
-سلامتك يا روح يا نوح
وضعت يدها على وجنته لتدير رأسها إليها بقلق لتتقابل أعينهما ثم قالت:-
-ما لك يا نوح، متفهمنيش أن اللى مشقلب حالك كدة هو حبس عمك 
تنهد “نوح” بتعب ثم قال بقلق:-
-مفيش يا عهد
تبسمت بعفوية شـ.ـديدة ثم قالت بحنان دافيء يطمئن قلبها:-
-ممكن تحكي ليا يا نوح أنا مش هخون سرك ولا هطلعه برا 
أخذ “نوح” يدها بحُب و.جـ.ـعلها تقف من مكانها لتجلس على قدmه وعينيها مُتشبثة بعينيه الحزينة ثم قال:-
-أنا مش شاكك فى دا يا عهد، وأنتِ مرتى وسترى وسندى ولو شكت لحظة انك ممكن فى يوم تخونى سري أو تطلعى سر بيتى برا مكنتش حبيتك ولا كملت وياكى
رفعت يدها إلى وجنته بلطف لتداعب شُعرات لحيته القصيرة ثم قالت:-
-طب ما لك؟ أنا فعلا قلقانة عليك يا نوح أنت مبصتش لنفسك فى المرايا ولا أيه؟
تنهد “نوح” بحـ.ـز.ن شـ.ـديد ثم قال:-
-تفتكرى يا عهد هيحصل أيه لو كنت أنا جتلت خالد بعمد ولا كنت أجرت ناس يجتله
تعجبت من سؤاله ثم قالت :-
-لا طبعا مينفعش، مفيش حد بيقــ,تــل حد من عائلته وأزاى أصلًا هتخلق الحرب بينك أنت وباباك وعمك
قصي “نوح” لها حديث عمه عن قــ,تــل “نادر” لتفزع بخـ.ـو.ف أكثر فهى كانت تخشي نساء هذا الرجل لكنه تجرأ على قــ,تــل أبن أخاه فقالت بعيني باكية:-
-هو فى قسوة قلب كدة
وقف “نوح” من مقعده ودلف للغرفة لتدخل “عهد” وراءه بخـ.ـو.ف لتفزع عنـ.ـد.ما ترأه يخرج مسدسه من دولابه ولتقول:-
-وأنت ناوى على أيه؟
أستدار لها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد وهو يقول:-
-على حج أخويا 
أتسعت عيني “عهد” بصدmة قـ.ـا.تلة وقالت بذعر:-
-على القــ,تــل، عاوز تحارب عمك ويا ترى هو بقى هيقف ساكت ولا هو يرد الضـ.ـر.ب عليك ويضـ.ـر.بك بالنار تانى 
نظر “نوح”لها بضيق شـ.ـديد ليقول:-
-أنتِ بتتريجى عليا
-لا حاشة لله أنا اقدر اتريق على جوزى بس مش دا اللى هو عمله قبل كدة وقدام عينى ولا أنت مش واخد بالك من اللى حصل، وبتقول قــ,تــل أخوك يعنى مش هيخاف يعملها 
قالتها بانفعال شـ.ـديد من القلق عليه وخـ.ـو.فًا من أن تفقد زوجها فى هذا الصراع ليصيح هو الأخر يفرغ غضبه بها قائلاً:-
-وحج أخويا أنا مهسبهوش 
فقدت “عهد” أعصابها على هذا الرجل الذي يصبو إلى المـ.ـو.ت والحياة المليئة بالخـ.ـو.ف فمسكت “عهد” تي شيرته من الأمام بيدها وبالأخر يسلب منه المسدس لتقول:-
-وحجى أنا كمراتك فين؟ عشان اللى راحوا أخسرك أنا ليه يا نوح، أنا مش هسمح لك بدا أبدًا ولو عاوز تمشي فى طريق الثأر والعادات بتاعتكم دى يبقى على مـ.ـو.تى يا نوح، مـ.ـو.تى يا نوح وأعمل بعدها اللى أنت عايز
دفعها “نوح” بعيدًا عنه ويقول بأنفعال:-
-فضلت أفكر طول الليل وموصلتش لحل غير أنى أجتله وأرمى عيلته برا بيتى
أستدار لكى يرحل فنظرت “عهد” له بتـ.ـو.تر وخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم نظرت للمسدس الموجود فى يدها لترتجف يدها وهى ترفع يدها بالمسدس لتضعه على صدرها وقالت:-
-أنا قولتلك على مـ.ـو.تى يا نوح أنك تمشي فى الطريق الخطر والأنتقام
أستدار لها بعناد وهو يصـ.ـر.خ قائلًا:-
-مالكيش صالح بيا يا...
اتسعت عينيه بصدmة قـ.ـا.تلة ألجمته عنـ.ـد.ما رأها تضع المسدس عليها فأرتجف قلبه خـ.ـو.فًا من يدها الموجودة على الزناد فقال:-
-أنتِ بتعملى أيه؟
جهشت باكية من الخـ.ـو.ف وتقول:-
-أنا مش هخسرك عشان أى حاجة يا نوح حتى لو كان عشان نادر مش هغلط غلطتى تانى لما أخترت مصلحة عليا عن مصلحتى 
سار نحوها بخطوات بطيء خـ.ـو.فًا من أن يجن جنونها وتفقد عقلها وتضغط على الزناد ويخسرها للأبد، قال يجريها فى الحديث:-
-أنتِ خلاص جررتى أنى همـ.ـو.ت
ذرفت دmـ.ـو.عها باكية بأنهيار وهى تتذكر كيف أطلق “حمدى” النار عليه فسقطت أرضًا باكية على ركبتيها وهى تقول:-
-أنا شوفته بيضـ.ـر.بك بالنار بعينى بدm بـ.ـارد
جلس على ركبتيه بهدوء ثم جذب المسدس منها بقوة وألقاه بعيدًا ليمسكها من ذراعيها ويجذبها إليه فوقفت على ركبتيها أمامه لتتطلع بعينيه، نظر “نوح” بعينيها بغضب سافر وهو يفكر كيف يعـ.ـا.قبها على فعلتها وهى تفكر بالأنتحار وتركه وحده هنا لتغلبه عينيها الباكية بخـ.ـو.ف وتهدأ من روعة قلبه النابض مُتسارعًا لأجلها، ظلت تحدق به عن قرب وهى تعلم بأنه لن يمرر فعلتها بلطف بل ستنال عقـ.ـا.ب كبير منه وربما يتجاوز العقـ.ـا.ب هذه المر الخصام لكنها صُدmت عنـ.ـد.ما قبل دmـ.ـو.عها الموجودة على وجنتيها بحنان لتتنفس الصعداء مُستسلمة لهذا الرجل العنيد ابعدها عنه وهو يمسك ذقنها بأنامله وتطلع بها ليقول بهمس شـ.ـديد:-
-أنا مهملكيش يا عهدى
أومأت له بصمت وعينيها تتطلع به فجذب رأسها وهو يمسك بذقنها إليه وقبل أن يُقبلها سمع صوت صراخ من الأسفل فأبتعد عنها بضيق شـ.ـديد ووقف لكى يترجل للأسفل وهى تركض خلفه وعنـ.ـد.ما وصل للأسفل كانت “فاتن” تصرخ هى وبناتها مع والدته ووالده و”فاتن” تقول:-
-محدش عملها غيرك أنت وولدك يا على عاوزين تخلصوا منه عشان خايفين منه
أتاها صوت “نوح” من الخلف وهو يقول بنبرة قوية قائلًا:-
-لا وأنتِ الصادجة رُكبنا بتخبط فى بعض منه
أستدارت “فاتن” له لتراه يصبو غليها بخطوات غاضبة ثم قال:-
-لو فينا حد بيخاف من التانى يبجى جوزك هو اللى خايف
تحدث “سلمى” بنبرة هادئة:-
-ما تهدى يا فاتن وخلينا نعرف نفكر كيف نطلعوا 
صُدm الجميع عنـ.ـد.ما صرخ “نوح” بوالدته قائلًا:-
-إحنا مالناش صالح ومهنطلعش حد
تحدثت “أسماء” بغضب من رده :-
-يعنى ايه هتهمل عمك للسـ.ـجـ.ـن
تبسم وهو يمسك ذراع “أسماء” بمكر شـ.ـديد ليجذبها إليه وقال بتهديد:-
-لما تروحى تزورى أبوكى  جوليله لو متعدmش وطلع أنا اللى هعدmه
دفعها بقوة ثم قال بنبرة عالية سمعها الجميع:-
-حُسنة
أتسعت عيني “أسماء” من رده بصدmة قـ.ـا.تلة، أتت “حُسنة” إليه فقال بضيق:-
-أطلعى فضي الأوض اللى فوج 
نظر “نوح” إلى زوجة عمه وبناته وقال بسخرية بـ.ـاردًا:-
-أصلى محتاجهم هحط فيهم شوية كراكيب، ومعاوزش أشوف وش حد فيكم.. بيتى وأنا حرة فيه 
جذبت “حورية” ذراع أختها لتبعدها عن طريقها وتقترب أكثر من “نوح” ثم قالت بغـ.ـيظ شـ.ـديد من رده:-
-أنتِ بتطردنا بجى من دارنا 
قطعها بحدة ونبرة صارمة جدًا قائلًا:-
-دااااارى ولا منتش واخدة بالك يا بت عمى انكم جاعدين فى ملكى وبتأكله من مالى 
أشتاطت غضبًا وهى تكز على أسنانها منه ثم قالت:-
-دا أنت بتكدب الكدبة وبتصدجها بجى، دارك ومالك وأنت حـ.ـر.امي أصلًا
كاد أن يرفع يده ليصفعها بقوة لتهرع “عهد” إليه تتشبث بيده بلطف وقالت بلطف:-
-نوح!!
توقف عن غضبه لأجل زوجته المُحبوبة فقط ثم رفع حاجبه ببردو شـ.ـديد يُثير غضبهم أكثر:-
-أنا بحب أكل مال حـ.ـر.ام واللى فى أيدكم أعملوا ولو تعرفوا تثبتوا حاجة أثبتوها.. تعالى يا عهد
تبسمت “حورية” بخبث شـ.ـديد ومكر وهى تراقبهما عن كثب و”نوح” يغادر بزوجته لتقول بتهديد واضح:-
-خلى المال ينفعك يا نوح بس متنساش يا ولدى عمى أنا بنا تار خالد ودا مبيتأخدش من الفلوس
كاد أن يلتف لها وهذه المرة كان سيصفعها دون تردد لكن “عهد” تشبثت بذراعه وهى تتبأطاه وقالت:-
-عشان خاطرى يا حبيبى
أسرته كلمتها الأخرى وهو يحدق بعينيها الباسمتين لأجله ويتلألأنا بالحب الدافيء الجميل فصعد بها الدرج وهو يهمس فى أذنيها قائلًا:-
-إحنا كنا بنجول أيه جبل العجر دول ما يجطعونا 
خجلت “عهد” من حديثها وهى تتذكر كيف أوشك على تقبيل شفتيها لتقول عنـ.ـد.ما نكزته فى خصره بذراعها:-
-نوح .. عيب 
قهقه ضاحكًا عليها وهو يقول:-
-أنتِ أول واحد تجول لجوزها عيب تخيلى
قهقهت ضاحكًا عليه وعنـ.ـد.ما أنهت الدرج هـ.ـر.بت منه وهى تقول:-
-هروح أكلم ليلى ضرورى
ضحك عليها وهى تهرب منه إلى الغرفة وتغلق الباب فى وجهه...
 
خرجت “ليلى” من شركة الأعلانات لتُدهش عنـ.ـد.ما رأته يقف أمام السيارة مُرتدي قميص أسود اللون وبنطلون رمادي ويرفع كم قميصه إلى ساعده ليبرز عروق ذراعه وهذه الخطوط العرضية تأسرها بجماله ويفتح أول ثلاثة ازرار من قميصه ليظهر جزء من صدره العاري لقد تبدل حاله تمامًا وشعره الأسود مرفوع للأعلى تجاه اليسار، أقتربت نحوه وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها بأرتباك شـ.ـديد واحمرت وجنتها خجلاً لكنها حاولت أخفاء خجلها بعيدًا لتقول:-
-بتعمل أيه هنا مش قولت هترجع الصعيد
تبسم وهو يفتح باب السيارة ويقول:-
-جولت أكسب فيكى ثواب
صعدت للسيارة وهى تقول بسخرية:-
-جولت!
صعد “عطيه” بجوارها وقال بضيق من سخريتها منه:-
-أيه أغير لهجتى كمان؟
تبسمت “ليلى” وهى تقول:-
-بهزر على فكرة ومش تريقة بس شكلك حلو
نظر لها بخجل من مدحها له وإعجابها بملابسه ثم قال:-
-شكرًا
ضغط على زر التشغيل وأنطلق بسيارته وهى تدخل العنوان فى وجهة جهاز الخريطة فى السيارة لتذهب معه إلى الدار أولًا وعنـ.ـد.ما دخلت رأت مؤظفة الدار الغليظة ومعها الموظف الأغلظ منها فدومًا ما يغازل “ليلى” ويُفرض نفسه عليها لكى ترتبط به، أختبأت منها خلف أحد الأعمدة وجذبت “عطيه” معها، نظر لها بدهشة من قُربهما من بعض وهو يقف أمامها ويشعر بأنفاسها تضـ.ـر.ب صدره العارى وتخفض “ليلى” أنظارها للأسفل خجلًا منه ثم قالت:-
-خمس ثوانى بس خليهما يمشوا
نظر “عطيه” من خلف العمود عليهما لترفع يدها سريعًا إلى وجنته وتجذبه خلف العمود فتتطلع بها بدهشة وضـ.ـر.بات قلبه تتسارع من لمسة يدها وقربها منه هكذا وصوت أنفاسها كل شيء بهذه الفتاة يُربكه، قطعهما صوت الموظفة تقول:-
-هتفضلى مستخبية كدة يا ليلى هانم 
تنهدت “ليلى” بيأس من فشلها فى محاولة الأختباء ثم خرجت من خلف العمود وقالت:-
-أنا!!
صاحت الموظفة بها بأغتياظ شـ.ـديد:-
-أنتِ جاية تقوليلى أن الكاتبة المشهورة معملتش التعديلات اللى أنا طلبتها يا حـ.ـر.ام أصلها مشغولة فى اليوتيوب والإعلانات بتاعته 
رفعت “ليلى” عينيها فى الموظفة ثم قالت:-
-لا خالص هى شاغلة فيه مش مُتجاهلة اللى قولتى 
صاحت الموظفة بحدة صارمة تقول:-
-أنا مش هسمع مبررات، عرفى عهد أنى مش هصبر كثير عليها وأن مش هى بس اللى مشهورة ولا هى بس اللى معها قلم تكتب بيه 
غادرت الموظفة قبل أن تنتظر جواب “ليلى” فتنهدت “ليلى” بضيق شـ.ـديد وكادت أن ترحل ليستوقفها صوت هذا الشاب الغليظ يقول:-
-ليلتى عاوزك فى كلمة
كزت على أسنانها بضيق شـ.ـديد وهى تكاد أن تلكمه فى وجهه وتقول:-
-ليلتك سوداء شبه وشك، قولتلك متنادينيش بالأسم دا .. أسمة أنسة ليلى وياريت منرفعش الألقاب 
نظر “عطيه” له بأغتياظ شـ.ـديد من حديثه وتعابير وجهها توحى بأنها لم تقبل الحديث من هذا الرجل بل تشمئز منه جدًا، كادت أن ترحل ليقف هذا الشاب أمامها وقال:-
-أنا لسه عند موقفى يا ليلى وشاريكى 
كاد أن يمسك يدها ليُصدm عنـ.ـد.ما مسكه “عطيه” بقوة من يده وقال:-
-جالتلك مترفعش الألجاب 
أبعده عن طريقهم ثم أخذ يدها وغادر بها مُندهشة من فعلته وعنـ.ـد.ما خرجوا من الدار توقفت “ليلى” عن السير ثم قالت:-
-عطيه 
ألتف لها بعد أن جذبت يدها من قبضته وملامح وجهها الغاضبة تخبره بما يُدور بداخلها وعينيها تسأله بطريقة مباشرة عن سبب فعله لكل ذلك معها فتحدث مُجيب عن كل أسئلتها قائلًا:-
-أنا عاوزك يا ليلى 
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول شـ.ـديد ليتابع مُسرعًا:-
-فى الحلال طبعًا لأن أنا راجـ.ـل معرفش اللف والدوران ولا حاجة أسمها أرتباط وحديد نص الليل فى التليفون 
صمتت وهى تحدق به ثم سارت للأمام وتعبر الطريق وهو يسير خلفها ويرى شرودها وحيرتها فى صمتها وظلت تسير حتى اقتربت من النيل وتوقفت لتستدير له قاطعة صمتها بنبرة جادة قالت:-
-أنا مقدرش أعيش فى الصعيد، أنا مش هسيب هنا.. أنت تقدر تسيب الصعيد عشانى
تحدث بنبرة جادة قائلًا:-
-أسيب مالى وأرضي وبيتى وعيلتى وأهلى وأعيش هنا كيف
تبسمت بحرج من رده ثم قالت:-
-وأنا كمان أعيش هناك أزاى ؟
حدق بملامحها الجادة وهو يشعر بأنها تكاد ترفضه ثم قال بهدوء:-
-ويايا وجارى دا مش كفاية
تبسمت له بسخرية شـ.ـديد وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول:-
-وأنك تعيش هنا معايا مش كفاية ليك
تنهد “عطيه” بهدوء قبل أن يخطأ فى الحديث ويُرتب كلمـ.ـا.ته قبل أن يتفوه بها ثم قال:-
-مجصدش أوجاعك بس أنتِ عايشة أهنا لحالك يا ليلى لكن هناك أنا عايش مع عيلة مسئولة منى، أمى وخيتى كيف أهملهم لحالهم هناك وأجى أهنا، لكن انتِ لحالك وحتى صاحبتك عهد بجيت هناك
قهقهت ضاحكة وهى تنظر جانبًا ثم عادت بنظرها إليه وقالت:-
-هههه يبقى أنا اللى لازم أتنازل مش كدة، أنا مش هسيب هنا يا عطيه حتى لو عشانك وكويس أنك فتحت الموضوع دلوقت عشان أعرف أتحكم فى قلبى ومشاعر من البداية ومفضلش عايشة فى أوهام.. ممكن ترجع يا عطيه لأنى غيرت رأى ومش هرجع النهاردة ويا ريت تنسي أى حاجة ليا جواك، أنا مش عاوزك فى حياتى 
غادرت بعد أن حطمت قلبه برفضها له وهو واقفًا كما هو لا يُصدق حديثها وكيف رفضته لأجل لا شيء سوى العيش فى القاهرة.
___بعنـوان "مكر رجـ.ـال"___
كانت “حورية” في غرفتها تجمع ملابسها من الدولاب بعد أن طردهم “نوح” من الطابق العلوى للمنزل وتشتعل غضبًا من قراره فتمتمت بضيق شـ.ـديد:-
-ماشي يا نوح لسه الأيام جاية بينا
ألقت الملابس في الحقيبة بأنفعال شـ.ـديد ثم جلست على الفراش تشابك أصابعها في بعضهم البعض ففتح الباب وولجت “أسماء” لتقول بضيق:-
-أخرتها يرمينا في أوضتين
ضحكت “حورية” بسخرية من هذه الفتاة العاشقة ونالت منه مقابل الحب سخرية وإذلال ثم قالت:-
-طبعًا خايف على الهانم بتاعته بس ورحمة أخويا لأجهر جلبه عليها سبونى بس أخطط أنا وأفكر كيف أعملها
كان الغضب يمليء قلوبهما من نفره منهم وكرهه له لكن “نوح” كان الغضب يمليء قلبه أيضًا وهو لا يعلم كيف يخبر والده بما علمه وأن “حمدى” عمه وحاملًا لدmه هو نفسه قـ.ـا.تل أخاه، أتصل “نوح” بـ “عطيه” ليخبره بأنه خارج البلد فتنهد بتعب شـ.ـديد لأنه أراد أن ينفث عن غضبه بالحديث مع صديقه فعاد أدراجًا إلى المنزل بعد أن ترك الأرض وجلسته تحت الشجرة فوق العشب، صعد إلى غرفته وكانت الساعة الواحدة صباحًا فوقف أمام باب الغرفة وتنهد بهدوء ثم فتح مقبض الباب ودلف وكانت الغرفة مُظلمة ليفتح الضوء ورأى ملابس مُغلفة مُعلقة في مقبض الباب الداخلى ومعها ورقة وعنـ.ـد.ما فتحها كان محتواها (ألبس وأستن) تعجب “نوح” من رسالتها وإلى أين تريد الذهاب في منتصف الليل لكنه أرضي رغبتها وبدل ملابسه وعنـ.ـد.ما خرج من غرفة الملابس رأى زوجته الجميلة ترتدي الفستان الأحمر الذي أعجبه كثيرًا منذ يومين عنـ.ـد.ما كانت في حيرة بين الملابس وترفع شعرها للأعلى بأحد دبابيس الشعر ومساحيق التجميل زادتها جمالًا، تطلعت “عهد” بزوجها وهو يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود وشعره مرفوع للأعلى فسارت إليه بخطوات ثابتة وصوت طقطقت كعبها العالى تخترق أذنيه لتصل إليه فتطلع بها بهدوء ثم قال:-
-أنا مُتأكد أنى جولت مفيش خروج بالفستان دا برا الأوضة
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تضغط على زر تشغيل الموسيقى في الريمـ.ـو.ت الألكترونى الخاص بالنجفة ثم وضعت الريمـ.ـو.ت في جيب سترته وهى تقول:-
-وأنا مُتأكدة أنى سمعتك بتقول ألأبسه براحتى هنا .. ممكن ترقص معايا
قالتها وهى تمد يدها إليه لينظر إلى هذه الزوجة المُدللة ثم أخذ يدها في قبضته لترفع يدها الأخرى وتضعها على صدره وتحدثت وهى ترقص معه:-
-أنا أسفة
نظر إليه ويده تحط خصرها ليقول:-
-أعتجد انك بتعتذرى على جنانك ومسكك للمسدس
أومأت له بالإيجاب ثم قالت بنبرة هادئة:-
-مش هكررها تانى ومش هقولك تعمل أيه ومتعملش ايه بس ممكن تحطنى في جزء من تفكيرك
كان يتحرك بها بخطوات ثابتة وعينيه تحدق بعينيها بحُب شـ.ـديد ووجهه يزداد خجلًا وأحمرارًا من لمس يده ظهرها العارى وهو يحيط خصرها ووضعت رأسها على كتفه تستكين بين ذراعيه ثم تمتمت بلطف:-
-أنا ماليش غيرك يا نوح وحتى أختى شبه خدت العزاء فيا ..
توقف عن الرقص فجأة وأبعدها عنه بقوة وحد من نظرت وجهه ليقول بغضب:-
-بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى متجوليش أكدة تانى
عانقت عينيه بعينيها وقالت بضعف:-
-متسبنيش يا نوح وكل ما شيطانك يوسوس لك أفتكر طلبى دا
قربها “نوح” إليه ليضع قبلة على جبينها بدلال فأغمضت عينيها مُستسلمة إلى شعور الحُب الذي يغمرها وضـ.ـر.بات قلبها التي تتسارع أكثر وأكثر، أبتعد “نوح” عنها ثم أخذ ذقنها بأنامله وقربها إليه ثم وضع قبلة على وجنتها اليُمنى ليدق باب الغرفة يقطعه فأبتعد عنها عنـ.ـد.ما سمع صرخ “أسماء” من الخارج فكز على أسنانه لتغضب “عهد” هكذا وهو يبتعد عنها ثم فتح الباب وقال بجدية:-
-نعم
حدقت “أسماء” به وبملابسه مُتعجبة فصرخ بها قائلًا:-
-عايز أيه
تحدثت “أسماء” بضيق منه قائلة:-
-عمى تعبان تحت
هرع “نوح” للخارج لتخرج “عهد” إليها فرمقتها “أسماء” بدهشة من ملابسها وزينتها ثم قالت:-
-راحت عليكى الليلة والحفلة اللى عاملاها يا نن عينى
أشتاطت “عهد” غـ.ـيظًا من هذه الفتاة ثم تبسمت بسمة مُصطنعة لكى تثير غضبها أكثر وقالت:-
-عملتيها يا أسماء
تبسمت “أسماء” بمكر مُنتصرة في تخريب ليلتهما وتجهيزات “عهد” ثم قالت:-
-وحياة شـ.ـدة ابويا يا عهد ما هتتهنى يوم واحد في الدار دى
قهقهت “عهد” ضاحكة على هذا الحديث ثم دفعتها بعيدًا عن الطريق وتخرج خلف زوجها قائلة:-
-أنا متهنية أربع وعشرين قيراط لأن ربنا مدينى راجـ.ـل سيد الرجـ.ـا.لة كلها
وضعت عبائته على أكتافها فوق فستانها ثم ترجلت خلف “نوح” لتراه قادm من غرفة المكتب ويسند والده فقالت بقلق:-
-سلامتك يا بابا
أجابها “على” بنبرة خافتة:-
-الله يسلمك يا بـ.ـنتى، دا شوية سكر مفيش داعى للتعب دا
تبسمت بخفوت بينما أخذه “نوح” إلى غرفته وظل معه طيلة الليل وقد نجحت “أسماء” فيما ترغب به ..
وقفت “ليلى” في شرفة منزلها تفكر فيما حدث وكيف رفضته لتتصل بـ “عهد” وقصت لها ما حدث لتقول “عهد” بأختناق شـ.ـديد:-
-ممكن يا ليلى تفهمنى سبب رفضك
أجابتها “ليلى” بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-أنا معرفش أعيش في الصعيد ومع رجل صعيدى وعاداتهم وتقاليدهم يا عهد صعبة
أجابها “عهد” بجدية:-
-مش صعبة يا ليلى بل عاداتهم وتقاليدهم بتصون وتحمى وتغلى الواحدة، أيه الصعب هنا مش عاجبك .. أصعب حاجة هنا أنك تعيشي مع راجـ.ـل مبحترمش الست ولا بيقدرها ومـ.ـيـ.ـتفاهمش معاكى ومع شغلك يا ليلى لكن عطيه حسب كلامك مش كدة ومش معارض فكرة شغلك ولا بيقلل منك بل بالعكس أول ما قولتى أنا رايحة القاهرة عشان شغل وصلك بنفسه وفى إعجاب بينكم يبقى أيه اللى هيتعب أو هيصعب الموضوع معاك
تحدث “ليلى” بقلق شـ.ـديد قائلة:-
-وأعيش حياتى كلها هناك لا وأتجوز راجـ.ـل بيلبس جلابية
تنهدت “عهد” بتذمر من عناد صديقتها لتقول:-
-يا بـ.ـنتى أنتِ حافظة مش فاهمة مالها الجلابية يا ليلى وهو مقياس الراجـ.ـل عندك الجلابية ولا البدلة ما تشلنيش معاكى وبعدين يا ليلى ما انتِ غـ.ـصـ.ـب عنك هتعيشي هنا عشان شغلك معايا ولا تحبى ادور على مديرة اعمال غيرك
صمتت “ليلى” دون ان تُعقب على حديثها لتتابع “عهد”. قائلة:-
-فكرى كويس يا ليلى قبل ما عطيه يضع من أيدك
أومأت لها بنعم بتذمر وهى لا تقبل فكرة الذهاب إلى الصعيد أو الزواج من رجل يرتدى عباءات وعمة ثم أغلقت الهاتف مُعتقدة بأن “عهد” تتحدث هكذا لأنها مُتزوجة من رجل صعيدى...
كانت “عليا” تقف في ملاهى الأطفال تراقب “عمر” وهو يلعب مع “يونس” ثم تركه مع المربية وذهب إليها ثم جلس بجوارها وقال:-
-ها قررتى هنأكل فين؟
تبسمت “عليا” وهى تنظر إليه ثم قالت:-
-أي مكان مش هتفرق
ألتف “عمر” إليها وحدق بملامح وجهها ثم قال:-
-أنتِ مش كان عندك اخت ليه على طول لوحدك
نظرت “عليا” للأمام ببرود ووجه عابس بعد ان ذكر أختها لينتبه “عمر” إلى ضيقها من سؤاله لتقول “عليا”:-
-أتجوزت وسافرت!!
تبسم “عمر” بعفوية وهو يأخذ يد “عليا في يده وقال:-
-عقبالنا
نظرت “عليا” على يده المتشابكة بيدها ثم رفعت نظرها إلى “عمر” وقالت:-
-أنت عاوز تتجوزنى يا عمر
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-
-أمال بتعرف عليكى عشان أمشي معاكى شوية أعتقد كبرنا على الكلام دا
تبسمت “عليا” بلطف ثم قالت بجدية تجمع شجاعتها:-
-طب أنا عاوزة أحكيلك حاجة
-أوعى تقولى انك خايفة من أهل جوزك ليأخده يونس منك
هزت رأسها بلا ثم قصت إليه ما حدث معى “عهد” و”نوح” ليتعجب “عمر” من افعالها ثم سألها بحيرة:-
-أنتِ جوزتيه اختك وهـ.ـر.بتى
تمتمت “عليا” بهدوء وهىتتحاشي النظر إليه قائلة:-
-خـ.ـو.فت على مستقبلى وعلى يونس أنا أم يا عمر والأم بتعمل المستحيل عشان عيالها
جذب “عمر” يده من يدها وقال:-
-بس أنتِ قولتى مستقبلك قبل ابنك وابنك عمره ما كان هيتأذي وخصوصًا أنه حفيدهما ومن دmهم لكن أختك وكمان زعلتى عشان جوزها طلب تتبرعى لمـ.ـر.اته اللى هي اخته طب كنتي أعتبريه رد جميل ليها بعد ما جوزتيها هناك ورميك ليها لكن تقاطعيها
دmعت عينى “عليا” بضعف ثم قالت:-
-بس فعلًا تعبت من شيل مسئوليتها أنا بنى ادmة برضو وليا طاقة
-مسئوليتها!! بعد ما كبرت وأستقلت في شقة لوحدها وأشتغلت وشالت نفسها دى حجة يا عليا مش أكتر... يلا نروح نأكل
ذهبا معًا إلى مطعم بيتزا وتناولا الطعام معًا و”عليا” تراقبه خلسًا ووجهه عابس وصامتًا لكنها لم تسأله عن شيء ثم أخذها إلى المنزل ورحل
كانت “عهد” جالسة على المكتب وتكتب سطور كتابها الجديدبتركيز وبجانبها كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة ليدق باب الغرفة وتدخل “حُسنة” ببعض الصناديق الكرتونية فسألت “عهد” بتعجب:-
-أيه دا؟
أجابتها “حُسنة” بتعب وهى تضع الصناديق أرضًا قائلة:-
-وصلوا للبيه وجالى أطلعهم أهنا
أومأت “عهد” لها بنعم ثم غادرت “حُسنة” فظلت “عهد” تنظر إلى الصناديق بفضول لتفتحهم وكان بداخلهم الكثير من الكتب وديكورات للمكتب والمكتبة لتغمرها السعادة بسبب زوجها الذي يسعى دومًا إلى إسعادها فهرعت للخارج كى تنزل للأسفل لتجده كم أخبرتها “حُسنة” أنه بالمنزل لكنها لم تجده فأستدارت لكى تصعد مُجددًا فأصطدmت بـ “حورية” تخرج من المطبخ وأنسكب منها كوب الشاي فتحدثت “عهد” بقلق:-
-أنا أسفة
لكن “حورية” لم تقبل الأعتذار بل أخذت هذا سبب للشجار مع هذه الفتاة وألقت الكوب بعيدًا لينكـ.ـسر دون أن تكترث له وقالت:-
-أسفة أيه وزفت أيه على دmاغك على الصبح
تحدثت “عهد” بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-أنتِ عايزة تتخانقى وخلاص
صاحت “حورية” بانفعال شـ.ـديد قائلة:-
-أنتِ لسه شوفتى خناج يا مرت الكبير
أنقضت عليها تجذبها من شعرها أرضًا لتسقطها ثم جلست عليها وبدأت تضـ.ـر.ب بقوة صفعات متتالية لتدفعها “عهد” بعيدًا وهى تصرخ بألم ثم زحفت على ركبتيها نحو الدرج لكى تقف هاربة من هذا المرأة الشرسة لتجذبها “حورية” من قدmها بقوة ليرتطم وجه “عهد” بالدرجات وهى تزحفها للخلف ليسيل الدm من فمها وجلست “حورية” عليها مُجددًا بغضب وهى تنفث غضبها كاملًا بـ “عهد” وكان ضعفها يساعد “حورية” في إفراغ الغضب بعنف شـ.ـديد فجاءت “أسماء” لتراها هكذا فأسرعت إلى أختها وأبعدتها عن “عهد” ونظرت إليها لتُصدm عنـ.ـد.ما وجدتها فاقدة للوعى
غمغمت “أسماء” بهلع تقول:-
-أنتِ جنتى؟ البت شكلها مـ.ـا.تت
أقتربت “أسماء” تضع يدها قرب أنف “عهد” لتتنفس الصعداء بأرتياح ثم قالت:-
-الحمد لله لسه عايشة أنتِ مخك طار منك يا حورية المرة دى هيطردنا برا الدار كلتها دفعتها “حورية” بعيدًا وأقتربت من “عهد” وهى على الأرض ثم بدأت تركلها في بطنها بقوة وهى تمتم قائلة:-
-هملنى في الحالي البت دى مينفعش تحمل وتولد جبل ما نأخد حجنا من نوح ولا عاوزنى اسيبها أكدة لحدة ما تولد وتورث
أبعدتها “أسماء” بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من غضب “نوح” وما سيفعله بهماعنـ.ـد.ما يعةد وقالت بصراخ شـ.ـديد:-
-حمل أيه وعيال أيه وهم لسه كيف الأخوات بكفايكى ضـ.ـر.ب في البت
أبتعدت “حورية” عنها بأغتياظ شـ.ـديد ثم قالت:-
-أحسن
دلفت “سلمى” بصحبة “”على” وهو يتكأ عليها من الخارج لتقول:-
-سلامتك يا حج، نهتم بالأكل والعلاج بجى كيف ما الدكتور جال
أتسعت أعينهما عنـ.ـد.ما رأوا “عهد” على الأرض فاقدة للوعى وحدها بعد أن اختبأت “حورية” وأسماء” قبل أن يروهما فهرعت “سلمى” إليها بخـ.ـو.ف مُعتقدة بأنها سقطت عن الدرج...
___________________
وصلت “ليلى” للصعيد في سيارة أجرة مأجورة وكانت تنظر في الهاتف بشرود في متابعة تفاعلات القناة والمشاهدات لكن السيارة توقفت فجأة ليسقط الهاتف منها وترتطم رأسها في المقعد الأمامى فنظرت للأمام بغـ.ـيظ لكنها رأت سيارة سوداء رباعية الدفع تقف بعرض الطريق وهناك ثلاث رجـ.ـال مسلحين يقفوا أمامها ثم فتح باب السيارة الخلفى وترجل رجل لتُصدm عنـ.ـد.ما رأت “خالد” يترجل من السيارة مُرتدى عباءة كحلى ويلف عمامته فأتسعت عيني “ليلى” على مصراعيها من رؤية رجل متـ.ـو.في أمامها حي ويمشي على قدmه يصبو إليها وظلت مصدومة حتى فتح باب السيارة وأخذها من يدها بقوة ووجه عابس غليظ ونظرات ترعـ.ـبها لكنها صرخت بخـ.ـو.ف منه وتضـ.ـر.به على صرده ليتركها لكنه حملها بذراعه على كتفه وسار بعيدًا ليترجل سائق السيارة بخـ.ـو.ف على هذه الفتاة التي بعمر أبـ.ـنته وقال:-
-أنت واخدها على فين
أوقفه “خالد” بالمسدس في وجهه وقال بغضب سافر:-
-مالكش صالح وهم أمشي من أهنا جبل ما تخسر عمرك
أزدرد الرجل لعابه بخـ.ـو.ف من هؤلاء الرجـ.ـال المُسلحين ليلقى “خالد” بها في السيارة وينطلق بعيدًا بعد أن اختطفها وهى تصرخ بهلع وترتجف رعـ.ـبًا...
____________________
كانت “فاتن” تجلس مع “حمدى” في غرفة الضابط وقالت بهمس:-
-يعنى هتجضي بجية عمرك أهنا؟
أقترب منها ونظر حوله يتأكد بألا يسمع أحد حديثهما وهمس إليها قائلًا:-
-لا أنا هبعتلك مع حد من العساكر حبيبى هجولك على معاد الترحيل وتكلمى خالد على الرجم اللى اديتهولك وهو هيتصرف
نظرت له بقلق ثم قالت:-
-أنا معاوزش ولدى ينزل من الجبل ويتأذي أنا ما صدجت ان ربنا رحمه وممـ.ـا.تش
مسكها من ذراعها بغضب سافر وهى تكاد تضحى به لأجل أبنها ثم قال:-
-ولدك دا أنا اللى انجدته من المـ.ـو.ت ولولا اللى عملته مكنش زمانه عايش دلوجت
أومأت له بنعم ثم غادرت القسم لتعود إلى المنزل وعنـ.ـد.ما دخلت هرعت “أسماء” إليها وأخبرتها بما فعلته “حورية” بزوجة “نوح” وأنه على وشك العودة من العمل لتفزع بهلع شـ.ـديد وتركض إلى غرفتها وكانت “حورية” تقف ثابتة دون خـ.ـو.ف مما فعلته لتُصدm بصفعة قوية من والدتها على وجهها ثم قالت:-
-أنا مش جولتلك متهوبش من عهد ومتخططيش لحالك
تحدثت “حورية” بأنفعال شـ.ـديد تقول:-
-من غـ.ـيظى مجدرتش أمسك حالى عليها
صاحت “فاتن” بضيق شـ.ـديد وهى تقول:-
-تجومى تضـ.ـر.بيها وتعلمى على خلجتها بيدك طب و.جـ.ـعيها من على السلم هنجول و.جـ.ـعت لحالها لكن تضـ.ـر.بيها ما هو الضـ.ـر.ب واضح أنه ضـ.ـر.ب
صمتت “حورية” بإغتياظ شـ.ـديد مما يحدث وضـ.ـر.ب أمها لها فغادرت الغرفة وشرارة غضبها تنشب بداخلها...
وصل “نوح” للمنزل وصعد على غرفته لكنه لم يجد زوجته فخرج يبحث عنها ولم يجدها فسأل “سلمى”:-
-عهد فين يا أمى؟
أبتلعت “سلمى”ريقها بخـ.ـو.ف من “نوح” عنـ.ـد.ما يرى زوجته بهذه الحالة وما أصابها ليشعر بالغرابة من صمت والدته وأرتباكها فقال:-
-في أيه، عهد فين؟
نظرت “سلمى” على باب غرفتها بقلق وقبل أن تتحدث هرع “نوح” نحو الغرفة لتسرع “سلمى” وتقف أمام الباب تمنعه من الدخول وقالت:-
-هي نايمة هبابة يا نوح
أبعد والدته عن الطريق وفتح الباب ثم دخل كالعاصفة البركانية عاضبًا والفضول يقــ,تــله ليُصدm عنـ.ـد.ما رأى زوجته فوقفت “عهد” بخـ.ـو.ف منه ونزلت عن الفراش لتسير بضعف نحوه فمسك فك وجهها بلطف وهو يشعر بوخزات قلبه ألمًا لرؤية ما حدث بها في منزله، رفع رأسه إليها يتطلع بجـ.ـر.ح ذقنها وشفتيها من أرتطامها بالدرج ووجهها مليءبالكدmـ.ـا.ت غير عينيها اليسرى المغلقة تمامًا من الورم فسأل بغضب كامن:-
-مين اللى عمل فيكى أكدة
تمتمت “عهد” بضعف وخـ.ـو.ف مما سيفعله قائلة:-
-نوح..
قطعها “نوح” بأنفعال شـ.ـديد وهو يصـ.ـر.خ بها قائلًا:-
-بجولك مين اللى عملها
-حورية
قالتها بسرعة مرتعبة من صراخه عليها فتركها وغادر الغرفة لتفزع “سلمى” و “عهد” ويخرجوا خلفه ...
بعنـــــوان "عـــرض زواج"___
دفع “نوح” باب الغرفة بغضب سافر تملكه ليُصدm عنـ.ـد.ما وجد “حورية” على الأرض فاقدة للوعى وقطعت شرايين يدها اليسرى، جاءت “عهد” خلفه وصُدmت عنـ.ـد.ما رأتها هكذا فهى جاءت خلفه خـ.ـو.فًا مما سيفعله لكن هذه المرأة لم تنتظر فعله، تشبثت “عهد” بذراعه بخـ.ـو.ف وهكذا جاءت “سلمى” و”فاتن” بخـ.ـو.ف من غضبه لتفزع “فاتن” مما فعلته ابـ.ـنته وركضت إليها ليتركها “نوح” لأمها تعالجها أو تتركها تمـ.ـو.ت لا يهتم بما يحدث، أخذ “نوح” يد زوجته وصعد بها للغرفة وتركها ثم ذهب إلى المرحاض وأحضر صندوق عبلة الإسعافات الأولية وجلس أمام “عهد” غاضبًا يعالج جروحها بصمت شـ.ـديد وهى تتطلع به وتنظر إلى ملامحه والغضب والعجز في وجهه، تعلم انه يشعر بالعجز من رد حقها إليها او الدفاع عنها وحمايتها في منزله لترفع يدها إلى وجنته بلطف فرفع نظره إليها ليُدهش عنـ.ـد.ما قبلت “عهد” عينيه بلطف ثم قالت:-
-متلومش نفسك يا نوح
لم يُعقب “نوح” لتترجل من المقعد وتجلس على قدmيه ليوقف يده عن الحركة بالقطن والمعقم فقال:-
-حجك عليا يا حبيبة قلبى ورحم الغاليين...
قطعته “عهد” قبل أن يُقسم بشيء بقبلة دافئة على شفتيه لتتسارع نبضات قلبه ويشعر بقشعريرة تسير في جسده وهى تحيط وجهه بيديها الأثنين فتشبث “نوح” بها وهو يضع جبين على جبينها ويحدق بعينيها لتُمتم قائلة:-
-متعتذرش يا نوح على حاجة معملتهاش
طوقها بذراعيه بحنان وضعف لتستكين بين ذراعيه وتنتفس عبيره وتشعر بيديه تمسح على مؤخرة رأسها...
_____________________
جلست “فاتن” جوار طفلتها في المستشفى بعد أن أنقاذها الطبيب، نظرت “فاتن” حولها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم أقتربت من “حورية” وقالت بهمس:-
-جنتى يا بت عشان تعملى أكدة
أجابتها “حورية” ببرود قـ.ـا.تل تقول:-
-لا كنت أستن لما نوح يجطع خبرى، أكدة نفدت بجلدى من غضبه
أتاها صوت “أسماء” وهى تقول:-
-لا وأكدة بجى نفدتى منه، فكرى تحطى رجلك في الدار ونوح هيجطعهالك يا حبيبتى، الحمد لله ياما بسبب غباء بـ.ـنتك أنطردنا من البيت الكبير العمر كله
تنهدت “فاتن” بضيق” شـ.ـديد من “حورية” وبسبب هجومها على زوجته عمدًا أبرحتها ضـ.ـر.بًا لن يغفر لها هذا الشيء، وإلا سيشعر “نوح” بالنقص والضعف أمام نفسه فقالت “فاتن” بهدوء:-
-خلينا نحدد اخوكى ونشوف هنعمل أيه في الواجعة المطينة دى
جلست “أسماء” جوارهما مُرتدية عباءتها السوداء وقالت بحـ.ـز.ن:-
-منك لله يا حورية أنا كنت ناجصة عمايلك المطينة دى، بسببك هتفرجى بينا من جديد دا أنا ما صدجت أن أخوكى ممـ.ـا.تش على يد نوح
نظرت “فاتن” إليها ببرود من هذه الفتاة الهائمة بالحب ولا تكترث لشيء سواه وقالت:-
-ما تهدى يا بـ.ـنت بطنى دا وجت حب وسهوكة، ما تفوجى أكدة وتشوفى ابوكى جرا له أيه وأخوكى اللى مستغـ.ـبـ.ـي في الجبل مع مطاريد الجبل واللى هيجرى لينا بعد أختك حورية واللى عملته
غادرت “أسماء” من المستشفى غاضبة منهما والأمور تزداد تعقد وصُعبة بينها وبين “نوح” وما زالت لا تدرك بأنه عاشق لغيرها ولم يراها أمامه لكن تريد الحبيب حتى إذا كان السبيل الوحيد إليها هو القتال مع زوجته...
____________________
كان “خالد” جالسًا في الجبل وهى مُقيدة بالحبال أمامه على الأرض وتبكى بخـ.ـو.ف من وجودها في الجبل وهؤلاء الرجـ.ـال المسلحين مُحيطين بها، أزدردت “ليلى” لعابها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وتخشي النظر به فنتظر إلى الأرض بهلع لينفث “خالد” دخان الأرجيلة من فمه ثم قال:-
-تفتكرى صاحبتك هتهتم لأمرك ولا لا
رفعت “ليلى” نظرها إليه بصدmة ألجمتها من جملته وقد فهمت سبب إختطافه إليها فقالت بخـ.ـو.ف شـ.ـديد على “عهد”:-
-أنت ناوى علي ايه
تبسم “خالد” بمكر شـ.ـديد وهو يخرج الهاتف من جيبه قائلًا:-
-هتعرفى دلوجت
رن على هاتف “عهد” وانتظر أن تجيبُ...
_____________________
أستيقظت “عهد” من نومها على صوت رنين الهاتف وكانت نائمة بين ذراعيه وتحيط خصره بيديها وهو يطوقها بذراعه والأخر أسفل رأسها، داعبت خصلات شعره بأناملها بلطف وسعادة تغمر قلبها ولا تهتم إلى الهاتف الذي يدق فى الصباح الباكر، أستيقظ “نوح” من نومه لتخجل “عهد” من نظراته وأختبأت أسفل الغطاء قبل أن يفتح عينيه بخجل شـ.ـديد فتبسم “نوح” عليها ثم رفع الغطاء عن رأسها وهى تتشبث بالغطاء بأناملها ثم وضع “نوح” قبلة على جبينها فقال:-
-صباحية مبـ.ـاركة يا عروسة
ضمت “عهد” شفتيها بخجل منه وهى تُجيبه قائلة:-
-تليفونى بيرن
كادت أن تسلل من بين ذراعيها ليحاصرها بأحكام وهو يقول:-
-همليه يرن
دفعته “عهد” بعيدًا وهى تضع الروب عليها وتغادر الفراش كى تلتقط الهاتف الموجود على الطاولة وفتحت الخط بينما “نوح” يقف خلفها مُرتدي تي شيرت وبنطلون قطنى ويحيط خصرها بيده فتبسمت “عهد” عليه وهى تقول:-
-ألو
-أتوحشتك !!
أتاها صوته عبر الهاتف لتُصدm بهلع وكأنها رأت جثة تخرج من القبر أمام أعينها فقالت بتلعثم سافر وهى تبعد “نوح” عنها:-
-خالد
قهقه ضاحكًا عليها بسعادة وهذه الضحكات تكاد تقــ,تــلها رعـ.ـبًا بعد أن تذكرت ما فعله بها وخـ.ـطـ.ـفه إليها بينما نظر “نوح” إليها بدهشة من محادثتها إلى رجل غريب تعرفه أمامه ولن يخطر على باله بأن المتوفى حي، تحدث “خالد” بسخرية قائلًا:-
-بعت لك هدية أتفرجى عليها زين
أنزلت الهاتف عن أذنها لترى الرسالة التي وصلتها وهى عبـ.ـارة عن فيديو مُصور لـ “ليلى” وهى مُقيدة وخلفها رجلين مسلحين لتفزع بهلع وتشهق مما أدهش “نوح” ليقترب أكثر ويرى الفيديو وقبل أن يسأل وضعت “عهد” الهاتف على أذنها ثم قالت بهلع وخـ.ـو.ف على صديقتها:-
-أنت عاوز أيه؟
أتاها صراخ “ليلى” عبر الهاتف تقول:-
-متجيش يا عهد ..متسمعيش كلامه
ليصـ.ـر.خ “خالد” بها بانفعال شـ.ـديد قائلًا:-
-أخرسي بدل ما أخرسك أنا للأبد..أسمعى يا عهد
أخذ “نوح” الهاتف من يدها بغضب ليسمع صوته ويُدرك جيدًا هوية المُتصل وسمع بقية جملته يقول:-
-لو عايزة صاحبتك ممتأذيش تنفيذي اللى هجولك عليه يا عهد
تبسم “نوح” بغضب سافر ثم قال بنبرة مُرعـ.ـبة ولهجة قوية:-
-طب يا أسمعنى انت زين يا مرحوم، ومن غير ما أسمع طلبك ما دام أنت عيل أوى أكدة ودخلت الحريم في حساباتك متنساش الله يخليك أن الست الوالدة وأخواتك البنات في دارى والمثل بيجول العين بالعين والسن بالسن فهمتنى!!
أشتاط “خالد” غضبًا فور سماعه صوت “نوح” وقال:-
-هي لحجت تجرى عليك
-مرتى.. وأنا ضهرها وراجـ.ـلها وحادنا في الصعيد اللى انت منه مفيش مرة بتتحدد وياه راجـ.ـل ولا راجـ.ـل بتحدد مع مرة غيره إلا لو كان كيفك اكدة مرة لا مؤاخذة
كز “خالد” على أسنانه بضيق شـ.ـديد ثم قال بتهديد:-
-دلوجت تشوف المرة دا هيطلع مرة ولا....
قطعه “نوح” بتهديد واضح وصريح بنبرة مُخيفة:-
-أسمعنى زين يا ولد عمى لو ليلى مكنتش عندى لحد العشاء متسألنيش على الست الوالدة وأخواتك البنات وأولهم حورية
أغلق “نوح” الهاتف فور أنهاءه لجملته بينما نبرته أرعـ.ـبت “خالد” و.جـ.ـعلت القشعريرة تسير في جسده من الخـ.ـو.ف من “نوح” وغضبه..
نظر “نوح” على زوجته التي جهشت في البكاء بحـ.ـز.ن وخـ.ـو.ف ليضع الهاتف على الطاولة ثم أقترب منها يطوقها بذراعيه ثم قال:-
-متجلجيش يا عهد وغلاوتك عندى لأرجعها
رفعت “عهد” يدها على صدره تتشبث بملابسه ثم قالت:-
-هو في غل وكره كدة، عملت له أيه عشان يفكر في أذيتى وليلى عملت أيه؟ ليه الكره وسواد القلب دا إيه الذنب اللى عملته
مسح “نوح” على رأسها بلطف يطمئنها ثم قال بحنان:-
-أهدى يا عهد والله لأرجعها
أبتعد “عهد” عنه ثم قالت بذعر شـ.ـديد وسط بكاءها:-
-روح دور عليها يا نوح خد رجـ.ـالتك وكلم عطيه وأقلب البلد على ليلى، لو جرالها حاجة عمرى ما هسامح نفسي أبدًا
أومأ لها بنعم ثم وضع قبلة على جبينها وقال:-
-حاضر يا حبيبة قلبى والله هدور عليها أهدى بس
سمع صوت ضجيج في الأسفل...
_____________________
تحدث “خلف” بضيق شـ.ـديد ورجـ.ـاله يقفون على البوابة كحاجز يمنع احد من الدخول:-
-نوح بيه جال مهتدخلوش الدار أبدًا
صرخت “فاتن” به قائلة:-
-والله وجدرت تجف في وشي يا خلف وتمنعى من دخول دارى أنا هدخل يعنى هدخل أتاه صوت “نوح” من الخلف يقول بجدية:-
-هملهم يدخلوا يا خلف
تبسمت “فاتن” بخبث وكأنها أنتصرت فيما تريده ثم دلفت مع “أسماء” و”حورية” ليقترب “نوح” من “خلف” ووضع يده على كتفه ثم همس إليه بشيء غامض فتبسم “خلف” وهو يسير للداخل مُترصدهم فتبسم “نوح” بسمة مكر وخبث بعد أن أوقعهم في فخه ثم أتاه صوت “عطيه” يقول:-
-خير يا نوح جايبنى على الصبح ليه؟
أخذه “نوح” للحديقة بهدوء ثم قال:-
-تعال يا عطيه ما هو ما العائلة دى اكدة مهنرتاحش يا صاحبى
جلسوا في الحديقة ليخبره “نوح” بما حدث ليفزع “عطيه” مما يسمعه وما حدث إلى هذه الفتاة التي تقدm إليها ورفضته ليقف من مكانه بغضب سافر ويضـ.ـر.ب الأرض بقدmه بضيق ثم قال:-
-هجتل ورب الكعبة لأجتله يا نوح ومتلومنيش يا صاحبى على اللى هعمله في ولد عمك
وقف “نوح” من مكانه بدهشة من رد فعل “عطيه” على خبر إختطاف “ليلى” ووغضبه غضب عاشق لا محال فقال بهدوء:-
-أهدى يا عطيه أنا لو أعرف أنك هتعمل أكدة مكنتش كلمتك واصل
لم يستطيع “عطيه” تمالك غضبه أكثر ومحبوبته في خطر وليس بالخطر فقط بل الأكثر رعـ.ـبًا هو “خالد” ذلك الرجل الفاسق والفاسد فأغلق قبضته على نبوته بأحكام مُحاولًا السيطرة على قلقه وفزعه الممزوجين بالغضب، أعطاه “نوح” الهاتف لينظر إلى الفيديو فعقد حاجبيه بغضب ويده تكاد تعتصر الهاتف بين راحة يده وأنتبه لشيء مألوف إليه ثم هرع من المنزل ولم ينتظر “نوح”، دخل “نوح” إلى غرفة المكتب ليجلب مفتاح سيارته وخرج خلفه لكنه لم يجد اثر لسيارة “عطيه” فحاول الأتصال به مرارًا وتكرارًا لكن لا جدوى من ذلك فهو لا يجيب...
____________________
كانت “عليا” تتصل مرارًا وتكرارًا بـ “عمر” لكنه لم يُجيب عليها وكأن حاله أنقلب رأسًا على عقب عنـ.ـد.ما أخبرته عن أختها وكيف تركتها في الصعيد لتحسم أمرها بالذهاب إليه وتركت “يونس” مع جارتها وذهبت إليه في النادى الذي يتدرب به الملاكمة وأنتظرته امام قاعة التدريب وعنـ.ـد.ما خرج هرعت إليه فنظر إليها ببرود شـ.ـديد ثم سار إلى مكانسيارته لتسير خلفه ثم مسكت يده تستوقفه عن السير وتديره إليه لتقول:-
-أنت بتعمل كدة ليه؟ لما انت مش عاوز تكمل بتقرب منى ليه وتعلقنى بيك ليه ولا أنت من البداية كنت بتتسلى بيا بقى
نفض ذراعه بقوة من قبضتها وقال بجدية صارمة:-
-حاشاه لله لو بتسلى بيكى ولو كانت دى نيتى تترد ليا في أختى أو بـ.ـنتى لكن ممكن تقولى أنى مبقتش مأمن ليكى، أنتِ ضحيتى بأختك مش هضحى بيا في يوم، لومتى جوزها عشان عايز ينقذ مرته من المـ.ـو.ت وقطعتى صلتك بأختك عشان سندتيها في المرض هتسندينى أنا ولا لما أتعب هترمينى عشان المسئولية، لما يجرالى حاجة هتقولى طلقنى أصل مستقبلى لسه قدامى وأنا لسه صغيرة زى ما فكرتى في مستقبلك كدة قصاد حياة أختك .. أنا مبتسلاش يا عليا أنا بس راجعت حساباتى في شريكة حياتى اللى هكمل معها عمرى
كانت تسمتع إليه بصمت ودهشة من تفكيره ونظرته إليها ثم قالت بسخرية بعد أن ضحكت من سخرية الموقف:-
-يعنى برضو حياتى بتدmر بسبب عهد حتى بعد ما بعدت عنها
نظر “عمر” إليها وقال:-
-أنا فعلًا بحبك يا عليا وعاوزك بس مش حاسس بالأمان معاكى حتى لو كُنت أنا الراجـ.ـل، الراجـ.ـل كمان بحتاج للأمان والسند بيحتاج لما يتعب يلاقى اللى تضحى بنفسها عشانه مع انه مش هيقبل بدا بس على الأقل تحاول عشانه
تنهدت “عليا” بضعف وهى تشعر بأن قلبها ينكـ.ـسر أمامها وتعانى من الفراق مرة أخرى ثم قالت بضعف:-
-مكنتش تخلينى أحبك يا عمر، أنا عايشة لوحدى وراضية ومطمعتش في أكتر من وحدتى لكن ليه تو.جـ.ـعنى وتكـ.ـسرنى ما أنا عانيت الو.جـ.ـع والفراق مرة مع نادر، أتقهرت مرة في بُعد وأتذليت ووقعت لكن وقفت وعنادت الدنيا ليه تخلينى أقع تانى حـ.ـر.ام عليك وعمرى ما هسامحك
كادت أن تغادر باكيًا ليمسك “عمر” يدها بلطف وضعف من رؤية دmـ.ـو.عها وبكائها هكذا فرفعت نظرها إليه ثم قال:-
-أرجعى لأختك يا عليا، رجعى المياه لمجاريها وأوعدك عمرى ما أسيبك لحظة واحدة ودا عشانك قبل ما يكن عشانى، أنتِ نضيفة من جوا حتى لو خانك شيطانك مرة لكن متمكليش في الغلط دا، صححيه وأغلبى شيطانك وأنا معاكي وفى ضهرك حتى لو عايزانى معاكى نروح الصعيد وأترجاها أنا تسامحك مش همانع...
نظرت إليه بدهشة مما يقول وألتزمت الصمت التام....
____________________
أوقف “عطيه” السيارة بقرب الجبل وترك نبوته بالداخل ثم أخرج مسدس من صندوق السيارة وترجل من السيارة ليرى أحد الرجـ.ـال يأتي إليه ثم قال:-
-أتاخرت ليه؟
سأله “عطيه” بقلق على محبوبته:-
-هي فين؟
أجابه الرجل بضيق شـ.ـديد وخـ.ـو.ف من “عطيه” وغضبه فهو ليس بقليل بل من كبـ.ـار أعيان الصعيد:-
-والله يا عطيه بيه ما كُنت أعرف أنها تبعك ولا الرجـ.ـا.لة، خالد طلب مننا معروف و...
قطعه “عطيه” بغضب سافر قائلًا:-
-هو فين؟
تحدث الرجل وهو يسير معه في وعورة الجبل وطرقه الذي لا يعرفها سوى مطاريد الجبل:-
-خرج ومعرفش فين؟ خد اللى ليك وهملنا الله لا يسيج
تنهد “عطيه” بأختناق فهو أراد رؤية “خالد” وقــ,تــله على ما فعله وترك جثته في الجبل للذئاب دون أن يُدفنه لكن ربما ما زال في عمره بقية، دخل إلى وكرهما ليراها على وشك فقد الوعى من المـ.ـخـ.ـد.ر الذي أعطاه لها “خالد” فأسرع إليها لكنها كانت تقاوم هذا المـ.ـخـ.ـد.ر بخـ.ـو.ف من أن تفقد وعيها في هذا المكان وهؤلاء الرجـ.ـال معظمهم مجرمين وتجار سلاح، مسكها من اكتافها ثم قال:-
-أنتِ زينة؟
أومأت إليه بنعم ليقف بها ويقف قيودها ثم خلع عباءة كتفه المفتوحة ووضعها على أكتافها، أخذها للخارج وهى تتكأ عليه وعنـ.ـد.ما خرج من الجبل رأى “خالد” يأتي من الأسفل فتركها جانبًا وأنقض عليه يضـ.ـر.به بقوة لكمـ.ـا.ت في وجهه وعنـ.ـد.ما أخرج المسدس هرع “خالد” إليه ويدفعه في صدره بقوة ليسقط المسدس من فوق الجبل ليدفعه “عطيه” بقدmيه في صدره ليسقط “خالد” بعيدًا ويفقد الوعى فأخذها “عطيه” وهى تهتز بقوة بضعف منه ثم قال
-جادرة تمشي؟!
أومأت له بنعم بضعف وقدmيها ترتجف خـ.ـو.فًا مما حدث ورأته وأتكأت على يده بخجل شـ.ـديد لكن جسدها الهزيل أوشك على السقوط فلم تجد سبيل للبقاء واقفة على قدmيها، تقدmت خطوة أخرى لتسقط منه فاقدة للوعى وتسقط عباءته عنها فتشبث بها بخـ.ـو.ف تملكه لرؤيتها ضعيفة هكذا ومريـ.ـضة، حملها على ذراعيه بخجل من لمسها وهى أجنبية عنه لكن لا محال إذا أراد إنقاذ حبيبته وفتاته من هذا الجبل المهجور والوصول للمستشفى فعليه فعل ذلك، نزل الجبل بها حتى وصل إلى سيارته، وضعها "عطيه" فى المقعد المجاور وأنطلق مُسرعًا إلى المستشفى وبعد الفحص دخل الغرفة ليراها نائمة فى الفراش المحلول الملحى مُعلق فى الكانولا الطبية بيدها، جلس جوارها وتتطلع بملامحها رغم أنها رفضت الزواج منه إلا أنه ما زال يكن المشاعر الصادقة لها بقلبه، دلف الممرض إلى الغرفة ليضع حقنة فى المحلول وأنتبه "عطيه" لخصلة شعرها التى تسللت من حجابها خارجًا بعد أن ما مرت به ليشعر بنيران الغيرة تنشب شرارتها فى قلبه، قرب "عطيه" يده من وجنتها وبسبابته أدخل الخصلة السوداء إلى الحجاب بغيرة من أن يرى رجل غريب شعرها، غادر الممرض وأبعد "عطيه" يده عن "ليلى" وظل بأنتظارها تفتح عيونها وعنـ.ـد.ما فتحت عينيها بتعب شـ.ـديد رأته جالسًا على المقعد جوارها ويتكأ بيديه على نبوته مُنتظر يقظتها، أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-شكراً
رفع عينيه بها بخجل وهو ما زال لا يحق له النظر بها لكن غلبه العشق والقلق عليها عنـ.ـد.ما سمع صوتها الواهن، تطلع بها بلطف ثم قال:-
-لو كان جرالك حاجة على أرضي مكنتش سامحتنى أبدًا
تبسمت "ليلى" بلطف رغم تعبها وهى ترى القلق بعينيه ووجهه ما زال شاحبًا خـ.ـو.فًا عليها فقالت بلهجة واهنة:-
-ولو برا أرضك عادى؟!
همس إليها بخفوت شـ.ـديد قائلًا:-
-طول ما أنتِ تحت عيني هحميكى حتى لو على مـ.ـو.تي لذا خليكى تحت عيني دايمًا ومتغـ.ـبـ.ـيش عنهم
وضعت "ليلى" يدها فى جيب ملابسها وفتحت السحاب ثم اخرجت يدها ومدتها له، نظر "عطيه" لها بأستغراب ثم فتح يدها وكان بداخلها خاتم زفاف فرفع عينيه إليها بتعجب لا يفهم شيء مما تفعله فقالت بخجل شـ.ـديد:-
-عشان أكون تحت عينيك خلينى نتجوز
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة أصابته فتابعت الحديث بقلق من أن يرفضها كما فعلت:-
-أنت قولت على مـ.ـو.تك مش قادر تتجوزنى، يعنى المـ.ـو.ت أهون من جوازك منى.....
أخذ خاتم الزفاف ووضعه في بنصره ثم رفع كفه إلى وجهه وقال:-
-هتجوزك وأربطك في السرير عشان تبطلى تخلعى قلبى عليكى وأنزل أدور في الشوارع كيف المـ.ـجـ.ـنو.ن
تبسمت بعفوية عليه ثم أخرجت الخاتم الأخرى وقالت:-
-موافقة
نظر إلى يدها الممدودة ثم أخذ الخاتم من يدها ولف يدها برفق من الكانولا ووضع الخاتم في بنصرها الأيمن وقال:-
-معندكيش خيار على فكرة بعد اللى حصل برضاكى او غـ.ـصـ.ـب عنك هتجوزك
فتح باب الغرفة ودلفت “عهد” بفزع على صديقتها ووقف “نوح” بالخارج وكيف له أن يدخل غرفة لامرأة أخرى ليخرج “عطيه” إليه، عانقتها “عهد” ببكاء شـ.ـديد وقالت:-
-أنا أسفة والله
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تضحك بهستيرية على ما حدث وكيف تقدmت لطلب الزواج منه بدلاً من أن يفعل هو وقالت:-
-أسفة ايه بس أنا عاوزة أشكرك يا بـ.ـنتى
أبتعدت “عهد” عنها باستغراب شـ.ـديد ونظرت لها لترفع “ليلى” يدها إلى “عهد” كى ترى الخاتم وقصت لها ما حدث فضـ.ـر.بتها “عهد” بقوة على كتفها وهى تقول:-
-أنتِ قاعدة هنا تحبى وتتبسطى وأنا كنت همـ.ـو.ت من الرعـ.ـب عليكى
ضحكت “ليلى” بسعادة ثم قالت بهيام:-
-تفتكرى هعجب مامته وأخته
ضـ.ـر.بتها “عهد” مرة أخرى لتضحك “ليلى” على غضب صديقتها وتذمر “عهد”، جاءت الممرضة ونزعت الكانولا لكى تغادر “ليلى” معهم فغادروا بسيارة “نوح” وعطيه” ما زال لا يُصدق بأنها أصبحت خطيبته الآن وقلبه يتسارع بسرعة جنونية، دخل “نوح” في الأمام وترك “عهد” في الخلف تساند صديقتها ليُصدm الجميع عنـ.ـد.ما رأوا “عليا” تجلس مع “أسماء” ترتشف العصير وركض “يونس” إلى “عهد” بسعادة وتشبث بقدmيها ببراءة لكى تحمله فنظرت “عهد” إلى أختها بغضب كامن ولم ترفع “يونس” على ذراعيها بل نظرت الحـ.ـز.ن والغضب تلألأت في عينيها لتقف “عليا” بهدوء تنظر إلى “عهد” ثمقالت:-
بعنــــــوان "أحرز نقطـــة"___
كانت “عهد” تقف بالشرفة الموجودة بغرفتها غاضبة وتتكأ بذراعها على الباب وتعقدهما أمام صدرها، أقترب “نوح” منها بلطف ومسك كتفيها من الخلف ثم قال:-
-عهد
لم ترك له المجال ليتحدث فأستدارت إليه غاضبة ومُفعلة وتصيح بضيق شـ.ـديد:-
-هتقولى أختك وجت لحد عندك يبقى جابت الحق عليكى ما هو الغريب مهما كان عامل وجالك البيت يبقى جاب الحق عليك بس يا نوح
أخذ “نوح” وجهها فى يديه بحنان وحدق بعينيها ثم قال:-
-لا يا عهد أنا مهجولكيش أكدة، أنا هجولك متعمليش حاجة غـ.ـصـ.ـب عنك وعن طاجتك صمتت “عهد” وهى تتطلع بيه ثم تبسم فى وجهها وقال:-
-بس هجولك أنت عهد حبيبة قلبك أجمل وأرق من أنها ترد حد جالها معترف بغلطه ونـ.ـد.مان
رفعت حاجبها إليه ثم قالت بتذمر:-
-ما أنت قولتلى اهو أغفر بس بطريقة مش مباشرة
تبسم “نوح” على هذه المرأة التى تزوجها وسكنت قلبه ببراءتها ثم قال بخبث:-
-لا عادى اعملى كيف ما تحبى بس البـ.ـنت اللى خـ.ـطـ.ـفت قلبى وهواها غلبنى دونً عن ستات العالم كله أطيب وأجمل بكتير من انها تشيل نجطة واحدة سودة فى قلبها إلا ماكنش قلبى حبها وأنا بحبك يا عهدى ومهناجشكيش فى اللى هتعملي
تبسمت “عهد” بسعادة لأجلها وظلت تتطلع به وهى لا تعلم كيف أمتص غضبها وحوله إلى سعادة بأحتوائه إليها وكيف كلمـ.ـا.ت هذا الرجل أخمدت نيران بركان غضبها المشتعل بداخلها فقالت بعفوية:-
-وأنا الراجـ.ـل اللى غلبنى هواه ووقعنى فى حبه أجمل بكتير يا نوح بكلمة منه بيقدر يحول الغضب للفرح وعلى أستعداد أعمل أى حاجةعشان بس نظرة واحدة منك يا نوح وأنا سامحت عليا من زمان أوى من يوم ما حبيتك وقلبى دق ليك لأن لولا اللى عملته مكنتش هحبك كدة ولا كنت هبقى مراتك
قرب “نوح”رأسها إليه ثم وضع قبلة على جبينها وقال بحب:-
-مش بجولك أجمل بكتير من سواد القلب والكره
ترجلت “عهد” بصحبته إلى أختها مُجددًا لتراها ما زالت تجلس على الأريكة ولم تخطو خطوة واحدة بعيدًا عنها لتقترب أكثر لتُدهش بوجود “عمر” معها هذا الرجل الذي لا تعرفه ولن تراه من قبل فقالت “عهد” بحرج:-
-أرتاحى يا عليا
جلست “عهد” على الاريكة المجاورة وبجوارها جلس “نوح” بعد أن رأى رجل غريب فى منزله وهو يحاول كبح غيرته قدر الإمكان كيف لراجـ.ـل ان يجلس مع حرمة بيته هكذا وهو اجنبي عنهم، ركض “يونس” إلى “عهد” وتشبث بقدmيها مرة أخرى وقال:-
-يونس زعل منك يا خالتو .. أنت مش بتيجى تلعبى معايا بالألعاب والمسدسات وبطلتى تركبى المكعبات معايا
تبسمت “عهد” ببراءة لهذا الطفل ثم حملته لتجلسه على قدmيها وقالت بعفوية:-
-متزعلش، عارف خالتو هتجبلك ألعاب جديدة كتير أوى عشان متزعلش
عانقها “يونس” بدلال ثم سكن بين ذراعيها لترفع “عهد” نظرها إلى أختها و”عمر” بهدوء فى صمت منتظرة ان تتحدث أختها لتقول “عليا” بحرج شـ.ـديد من بدء الحديث:-
-عهد أنا جاية عشان ..
قطعتها “عهد” بعد أن رأت حرجها أمام “نوح” وهذا الرجل الذي لا تعرف صفته لكى يوجد هنا :-
-خلاص يا عليا اللى فات انا نسيته
أقتربت “عليا” للأمام بجدية ونظرت إلى “عمر” ثم قالت:-
-لا يا عهد انا جاية أعتذر منك
تنهدت “عهد” بهدوء ثم قالت:-
-متعتذريش يا عليا أنا فعلا مش فاكرلك غير كل خير واللى حصل ربنا عوضنى عنه بقلب نوح وحبه ليا ودا كفاية، لأن كل ما أفكر أنا عمرى ما كنت هدخل الصعيد ولا البيت دا لولاك فأنتِ سبب عشان أقابل أحسن وأعظم راجـ.ـل فى العالم وأنا مش شايفة اللى حصل غير أنك سبب فى أحلى حاجة حصلت ليا عشان كدة بقولك متعتذريش بالعكس أنا المفروض أشكرك
أنهت حديثها ثم نظرت إلى “نوح” وأخذت يده فى يدها وتشابك الأصابع بدفء ثم قالت:-
-يمكن نوح مبقوليش كلام حلو قدام حد عشان الحياء بس أنا غيره بقى وفعلًا أنا بحب نوح وكُنت هنـ.ـد.م لأخر عمرى لو مكنتش وافقتك يومها أو سبتك تتجوزيه أنتِ
شـ.ـد “نوح” بيده على يدها بسعادة من أعترافها بحبها الشـ.ـديد له أمام أخته دون خجل ،دmعت عيني “عليا بحرج شـ.ـديد مما فعلته ومسامحة “عهد” لها كانت أشـ.ـد عقـ.ـا.ب لها لتخفض رأسها حرجًا من الجميع فقال “عمر”:-
-وأنا جاي فى الطريق عليا قالتلى أنها عارفة أنك هتغفرى عشان قلب طيب يا مدام عهد
نظر “عمر” إلى “نوح” بحرج من مُحادثته لزوجته أمامه والغيرة التى نشبت نيرانها فى عيني هذا الرجل الصعيدى وقال:-
-متأخذنيش يا أستاذ نوح وأسف لو أتخطيت حدودى
كاد “نوح” أن يتحدث لتقول “عهد” بجدية:-
-أنا مسامحتش يا حضرة عشان قلبى طيب أنا سامحت عشان حبت نوح يعنى حُب نوح هو سبب الغفران
تنهد “عمر” بخفوت ثم وضع يديه على ركبتيه بخجل شـ.ـديد وقال:-
-أحمم أنا مش عارف بصراحة اجبهالكم ازاى بس بصراحة أنا طالب أيد عليا منك يا أستاذ نوح أنت ومداد عهد لأنكم عائلة عليا الوحيدة
نظرت “عهد”إلى زوجها بدهشة ولم تقل دهشتهم شيء عن دهشة “عليا” حينما نظرت غليه بعد ما سمعته وتقدmه لخطبتها من أختها وزوجها دون ان يخبرها بشيء من قبل فتابع “عمر” الحديث بجدية بكذب مُصطنع:-
-أنا لما كلمت عليا فى الموضوع قالت ليا أن أختها الوحيدة فى الصعيد وبصراحة أنا مقدرش أفرط فى عليا ولا أتجوز غيرها عشان كدة جيت لحد هنا وعندى أستعداد أسافر لأخر العالم عشانها وأعمل المستحيل كمان
كانت “عليا” فى ذهولها من حديثه وهى تعلم بأنه يكذب بهذا الحديث ليأخذ يدها فى يده ويربت عليها بلطف وكأنه يطمئنها بأنه سيصلح ما أفسدته فى علاقتها بأختها، تنحنحت “عهد” بتردد وأرتباك وهى لا تعلم ماذا تقول؟ أو ماذا ستفعل؟، حدق “نوح” بهذا الثنائي وقد علم جيدًا بأن “عليا” لم تخبره بذلك لكنه يضع نقطة رضا فى قلب “عهد” تجاه أختها فتبسم “نوح” ليضع النقطة الأخرى فى قلب “عليا” وكأنه دخل تحدى مع هذا الرجل على من يجمع نقطات أكثر:-
-والله يا أستاذ إحنا منجدرش نديك كلمة ولا نديك يد بـ.ـنتنا إلا لما نسأل ونطمن للراجـ.ـل اللى هيأخد بـ.ـنتنا
وقف “نوح” من مكانه بجدية ووجه صارم ثم قال:-
-حُسنة ..
أتته “حُسنة” سريعًا من الداخل ليتابع بحزم شـ.ـديد:-
-جهزى أوضة الضيوف للأستاذ وعليا هان عارفة طريج أوضتها، خلينا نستضيفهم حدينا ثلاثة ليالى لو نال الرضا نوافج ولو مجدرش يبجى الجواز جـ.ـسمة ونصيب
غادر “نوح” لتنظر “عليا” إليه وهو يتحكم بها فوقفت من مكانها بدهشة من فعلته وكادت ان تتحدث بأقتضاب شـ.ـديد لكن “عمر” مسك يدها ليهدأ من روعتها وقال:-
-أهدي
خجلت “عهد” من فعلت زوجها فوضعت “يونس” نائمًا على الأريكة وركضت خلف زوجها ثم قالت:-
-نوح أستن هنا بكلمك...
تبسم وهو يسير بجدية وهى تناديه فى الخلف وتركض لكنه يصطنع الحزم...
_____________________
سارت “ليلى” معه بتـ.ـو.تر شـ.ـديد ثم قالت:-
-أنت متأكد يا عطيه أن هعجب مامتك كدة، كنت قولى قبل ما أنزل على الأقل كنت غيرت هدومى
نظر “عطيه” ملابسها وكانت ترتدي بنطلون فضفاض ذات اللون الأزرق وهكذا السترة كانت طويلة تصل لركبتها مفتوحة باللون الأسود وتي شيرت أبيض بالأسفل وتضع حزام أبيض رفيع حول خصرها وتلف حجاب أبيض عليه ورود زرقاء فقال:-
-كنتِ عاوزة تلبسي أيه؟
تنحنحت بحرج شـ.ـديد وخـ.ـو.ف من مقابلة والدته فقالت:-
-أى حاجة يا عطيه عباية أو فستان، مامتك هتفكرنى مصرية من القاهرة مُنفلتة بقى وممكن معجبهاش
قهقه “عطيه” بسعادة ثم قال:-
-لا أمى مش ست جديمة جوى أكدة وبعدين نفرض لبستى عباية هتفضلى العمر كله تلبسي عباية جدامها مهتجيش تجولى أنت خدتنى ببنطلون ولبس الموضة
صمتت بخجل وهو يفتح باب المنزل ليقول بعفوية:-
-متجلجش أمى مش جديمة يا ليلى وعندها بـ.ـنت فى عمرك وبتحب الموضة ومتعلمة وداكتورة تحاليل كمان متفكريش أن الصعيد لسه زى أيام زمان مفيش بنات بتتعلم ولا بتطلع من الدار وبنجتل أحلامهم وطموحاتهم إحنا كيفكم تمام بس إحنا بخاف ونغير على حرمة بيتنا هبابة
تبسمت “ليلى” بعفوية لأجله ثم قالت:-
-طمنتنى
ناد “عطيه” على والدته بصوت عالى قائلًا:-
-يا أمى
مسكت “ليلى”طرف كم عباءته وقالت بتـ.ـو.تر هامسة إليه:-
-تفتكر هعجبها بجد
ضحك بصوت مرتفع ليأتيه صوت والدته تقول:-
-ضحكنى معاك يا ولدى
دلف للصالون حيث تجلس والدته وكانت امرأة فى منتصف الستينات وتجلس على مقعد متحرك، دخل أولًا ثم قبل يدها بلطف وبعدها رأسها ثم قال:-
-ليلى اللى حكيت لك عنها يا ست الحبايب
رمقتها والدته “سما” بنظرة حادة وتتطلع بها من الرأس حتى أخمص القدm لترتبك “ليلى” من نظرتها الحادة وقالت بهلع وتلعثم:-
-أنا أسفة والله نسيت أقلع الجزمة بس عطيه دخل بيها
أستدارت لكى تخرج بخـ.ـو.ف من أن تُثير غضب والدته وترفض زواجهما لتستوقفها “سما” بصوت حاد:-
-تعالى يا بت أهنا
ألتفت “ليلى” لها بهدوء رغم خـ.ـو.فها من نبرة “سما” الحاد وصراخها ثم سارت إليها وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها ونظرت إلى “عطيه” بتوتو فأومأ إليها بنعم وأن تقترب دون خـ.ـو.ف، وصلت أمام والدته وجلست على ركبتيها لتكن بمستوى “سما” فصُدmت “ليلى” عنـ.ـد.ما مسكتها “سما” من اذنها بقوة من فوق حجابها وقالت بغـ.ـيظ شـ.ـديد:-
-فين البسبوسة بتاعتى يا بت، محدش كلها من الثلاجة غيرك
أتسعت عيني “ليلى” بصدmة من حديثها ثم قالت:-
-والله يا طنط ما أكلت حاجة
تركتها “سما” ونظرت إلى “عطيه” ثم قالت بغضب:-
-شايف مرتك الحرباية بـ.ـنت الحرباية بتجولى أيه .. بتجولى يا طنط مستكترة تجولى ياما، طبعا ما أمها الحرباية موسوسة لها جولتلك يا ولدى تعالى اجوزك بـ.ـنت أخويا أنما أنت يا واد
ضـ.ـر.ب قدmه بضيق شـ.ـديد وهى تتابع حديثها:-
-جافش فى عائلة ابوك المعفنين معرفش على أيه
كانت “ليلى” مذهولة مما تسمعه وهى لا تفهم شيء لتقف من مكانها جواره ليهمس إليها بأن والدته مريـ.ـضة بالخرف لتضـ.ـر.بها “سما” فى قدmها بقوة وهى تقول:-
-كمان بتجومى من جدامى أكدة من غير ما أجولك صحيح عديمة الرباية كيف أمك السموية
جلست “ليلى” بلطف وهى تبتسم فى وجه هذه المرآة وقالت بعفوية:-
-طب أيه رأيك أعملك بسبوسة بالمكـ.ـسرات
أقتربت “سما” منها بخفوت وأبعدت “عطيه” عنهما وقالت بلهفة وحماس:-
-بالجشطة يا بت
أومأت “ليلى” إليها بنعم مُبتسمة فعادت “سما” للخلف وقالت بزمجرة:-
-لا برضو هخليه يتجوز عليكى بـ.ـنت أخويا وأجهرك أكدة
ضـ.ـر.بت يديها على بعضهم فقوست “ليلى” شفتيها بحـ.ـز.ن ثم قالت:-
-وأهون عليكى أكدة يا ماما
تبسمت “سما” إليها بغـ.ـيظ شـ.ـديد وقالت:-
-ما أنتِ اللى خايبة ومعرفاش تجيب له الواد عاملة تجيبى فى بنات لحد ما زهجتينا معاك
نظرت “ليلى” إلى “عطيه” فتبسم إليها بعفوية وهذه الفتاة ترغب بأرضاء والدته المريـ.ـضة لكنها لن تخضع أبدًا فأتاهما صوت من الخلف:-
-أزيك يا عروسة
وقفت “ليلى” وهى تلتف إليها لترى فتاة فى نفس عمرها وترتدي بنطلون جينز وقميص نسائي طويل يصل لبعد الركبة وتحمل حقيبة على كتفها وتلف حجابها لتقول:-
-أنا مريم اخت عطيه معرفش كلمك عنى ولا لا بس هو كلمنى عنك كتير
نظرت “لأيلى” إليها بدهشة من لهجتها المصرية القوية مثلها فتبسمت “مريم” عليها ثم قالت:-
-متستغربيش كدة أنا جامعتى كانت فى القاهرة، ها بقى كلمنى عنى ولا نسي نفسه قدام القمر دا كله
نكزها “عطيه” بخجل من حديثها لتضحك “مريم” بعفوية وهى تمد يدها إلى “ليلى” وقالت:-
-يبقى نسي والصراحة له حق مش هقدر ألومه عشان أنتِ زى القمر وأنا عن نفسي مبسوطة أن عروسة أخويا قمر كدة
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تصافحها ثم نظرت بحـ.ـز.ن مُحاولة أخفاءه إلى والدته التى لم ترحب بها فقالت “مريم” برحب:-
-متقلقيش هى كدة رضيت عنك، ماما لو مقبلتكيش هتلاقى ساكتة وبتكلم حد تانى هى بس اللى شايفاه
نظرت “ليلى” لها بأستغراب فقالت “مريم”:-
-هههه متقلقش أوى كدة هى مش ملبوسة ولا حاجة هى بس ذاكرتها واقفة على وقت جوازها من بابا وبـ.ـنت أخوها اللى عاوزة تجوزها لعطيه دى بـ.ـنت أخو حمـ.ـا.تها واللى هى بتعمله فيكى اللى حمـ.ـا.تها عملته فيها بمعنى أصح هى شايفاكى نفسها وعطيه بابا فعلى طول هتلاقيها قاعدة بتكلم بابا
أومأ “ليلى” لها بلطف حتى لا تشعرهم بالحرج فأستاّذنت “مريم” للذهاب إلى العمل وغادرت “ليلى” مع “عطيه” …
_______________________
كانت “فاتن” محبوسة فى الغرفة مع بناتها حتى فتح الباب ودلف “نوح” وخلفه “خلف” ليضع صنية الطعام أمامهم وقال:-
-كلوا عشان أنا محتاجكم عشان بس أمسك ابنك الفاسد مش أكتر
تحدثت “حورية” بانفعال شـ.ـديد قائلة:-
-أنت حابسنا أهنا كاننا مواشيى فى الزريبة عندك
أومأ لها بنعم ثم مسكها من شعرها بقوة وقال:-
-أبلعى لسانك يا بـ.ـنت عمى عشان اللى عملتيه أنا لسه مدفعتكيش تمنه لتكونى فاكرة أنه عدى أكدة
دفعها بقوة إلى والدتها لتمسكها “فاتن” قبل أن تسقط وتابع حديثه بنبرة مُخيفة قائلًا:-
-واااه أنتوا مواشي وحتى المواشي والبهايم أحسن منكم مبيغدوروش ولا بيمكروا لأهلهم، ورب العزة لو سمحت حسك تانى يا حورية لأدفنك حية وأنتِ واجفة كمان متستفزنيش عليكى أكتر من أكدة
طوقتها “فاتن” بخـ.ـو.ف شـ.ـديد منه ثم قالت بضعف:-
-هى حصلت يا نوح بتستجوى على حريم عمك
صاح بها بانفعال شـ.ـديد وهو يقترب منهم قائلًا:-
-وهى مرتى اللى بـ.ـنتك ضـ.ـر.بتها أيه مش حريم وبعدين رجـ.ـالتكم هم اللى جُبان وأستخبوا كيف الفئران وابنك هو اللى دخل الحريم فى الموضوع ولا مرتى اللى خـ.ـطـ.ـفها كانت راجـ.ـل، أنا رد فعل لست فاتن وأنا لسه مبدأتش
تحدثت “أسماء” بغضب وهى تحتضن أختها قائلة:-
خلاص خلى مرتك تواجههنا وإحنا حريم فى بعض مالكش صالح أنت
تبسم “نوح” بمكر ساخرًا من هؤلاء النسوة ثم قال:-
-متجلجيش يا بـ.ـنت عمى هخليها تنزل عليكم بجزمتها وفى وسط الخلج واللى هترفع عينيها فى عهد هطخها بالنار بس بعد ما أبوكى يتعدm وأجتل أخوكى بيدي جدام عيونك عشان تعرفوا أنى هعملها ومهصونش دm وقرابة
غادر المكان بعد أن ترك مؤقت قنبلته يبدأ فى العد التنازلى فى قلوبهم مما سيفعله بهم لتجلس “فاتن” على الأرض ببكاء شـ.ـديد وترتجف خـ.ـو.فًا ثم قالت:-
-أنا لازم أنبه خالد وأعرفه اللى بيعمله نوح عشان يتصرف زين.. بس كيف لازم أجيب التليفون من أوضتى لكن كيف...
____________________
وقفت “عليا” مع “عمر” فى الحديقة فسألته:-
-عملت كدة ليه يا عمر؟
تبسم “عمر” بلطف وقال:-
-متقلقيش يا عليا وسيبيها عليا أنا هخلى نوح يرضي حتى لو أتشقلبت
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور مُصطنع وقال:-
-هتعمل المستحيل عشانى.. هتعمل أيه؟
أخذ يدها فى يده وقال:-
-أنا مش هفرط فيكى يا عليا زى ما قولت لنوح
أبتسمت “عليا” بخجل إليه لكن صُدmا الأثنين عنـ.ـد.ما جذبت “عهد” يد اختها من يد “عمر” وقال “نوح” بجدية صارمة:-
-وأنا جولت مفيش جواز إلا لما أوافج وعندينا أهنا مفيش رجل بيمسك يد حرمة أكدة ويجف يحب فيها، خديها يا عهد على أوضتها وأجفلى عليها زين
أتسعت عيني “عليا” وهكذا “عمر” لتبتسم “عهد” بخبث شـ.ـديد وتأخذ أختها بالقوة للغرفة وتغلق عليها فنظر “نوح” إلى “عمر” وقال:-
-عن أذنك يا أستاذ
ذهب “نوح” للمنزل وهو يبتسم ثم صعد إلى غرفته ورأى زوجته تقف بغرفتها فتبسم “نوح” قائلًا:-
-عهدى
أستدارت “عهد” إليه بسعادة ليفتح ذراعيه إليها فركضت إليه تعانقه بحب فهمس بأذنيها بعفوية قائلًا:-
-أنا بس اللى أحـ.ـضـ.ـن أهنا ما دام حلالى انما هم لا
تبسمت “عهد”إليه وهى ترفع نظرها إليه ويديها تلف حول خصره فقالت:-
-هتعمل أيه؟ هتوافق
ضحك “نوح” بقوة وهو ينظر إليها ثم قال:-
-لتكونى فاكرة أنهم مستنيين رأيكى بجد أنا بس بشـ.ـد عليهم لكن بموافجتى أو لا هيتجوزوا يا روح قلبى
ضحكت “عهد” بسعادة ثم قالت:-
-عارف يا نوح أنا مبسوطة أوى لأن عليا رجعت حتى لو عشان هتتجوز بس على الأقل الزعل راح بعيد عننا
مسح “نوح” على رأسها ثم قال بحنان:-
-ربنا يسعدك كمان وكمان يا حبيبة قلبى ويجدرنى يا عهد وأسعدك العمر كله وأشوف دايمًا ضحكتك منورة وشك أكدة
أستدارت تقف خلفه لتنزع عباءته عن أكتافه وهى تقول:-
-طول ما أنت معايا وجانبى أنا أسعد واحدة فى الكون كله يا نوح
ألتف “نوح” إليها ببسمة مُبهجة ومُشرق فنزعت عمامته عن رأسه ثم جلست على الأرض وجلبت أناء كبير ووضعت به الماء ثم وضعت قدmه لتضعها بالماء فأندهش “نوح” من فعلتها فقالت:-
-بتبص لي كدة ليه؟
لم يُجيبها وتركها تفعل ما تريد ثم وقفت “عهد” لكى تجلب له ملابس ليغير عباءته فمسكها من يدها و.جـ.ـعلها تجلس جواره على الفراش فنظرت إليه بحُب يفيض من عينيها ليرفع يديه يبعد خصلات شعرها الأسود ويضعه خلف أذنيها فقالت:-
-نوح أتلم
قالتها بخجل وهى تدفع يده بعيدًا عنها ليضحك “نوح” عليها وقال:-
-مش عيب أكون الكبير ورجـ.ـا.لة بشنابات بتجف لي وتيجى أنتِ تجوليلى أتلم
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور من مكانتها فهولاء الرجـ.ـال ليس إلا أغراب أم هى فليس أحد بقربها إليه وقالت بكبرياء:-
-هم الرجـ.ـا.لة اللى بشنابات دول هيبقوا أم ولادك يعنى
حدق بها بسعادة هائمًا بجملتها ثم قال بخفوت:-
-والله نفسي يا عهد فى عيل واحد منك وتكونى أنتِ أمه مهيفرجش عندى ولد ولا بـ.ـنت جد ما هيفرج أنك تكونى أمه ويكون منك
تبسمت “عهد” بخجل ثم قالت:-
-خلاص أدعيلى وأنت بتصلى الفجر كل يوم أطلع حامل
نظر للأعلى وهو يدعو بأن تتحقق أمنيته وأن يكن أب لطفل منها فقط...
______________________
تـ.ـو.تر “خالد” بعد أن هدده “نوح” بوالدته وأخواته البنات بأن ينتقم منهم وزاد قلقه بعد أن تغيبت والدته عن الاتصال به على غير عادتها كانت تُحدثه يوميا فى المساء فأرسل أحد الرجـ.ـال إلى المنزل ليعود ويخبره بأن “نوح” سـ.ـجـ.ـنهم فى المنزل فأشتغل الغضب بداخله وجمع الرجـ.ـال بالأسلحة ثم قال بغضب سافر قبل أن يصعد لسيارته:-
-إحنا مهنرجعش إلا بأمى وأخواتى وأى حد يجف فى طريجكم أجتلوا مش مهم واللى يصادف نوح ويجتله له الحلاوة منى
صعد الرجـ.ـال بحماس إلى سيارتهم وصعد “خالد” إلى أحد السيارات وتحركات سبعة سيارات مُتجهين إلى منزل عائلة الصياد.
بعنـــــوان "رصاصــة انتقام"___
كانت “عليا” سجينة غرفتها بغضب سافر من هذا الرجل زوج اختها الذي يمارس قوته عليها وهى ما زالت لا تقبل بوجوده في حياتها..
حمل “عمر” سلم خشبى ويسير نحو شرفة الغرفة ويقول بأغتياظ شـ.ـديد:-
-هو فاكر أنه هيمنعنى ولا أيه يبقى ميعرفش أنا مين
وضع السلم على الحائط وصعد عليه حتى وصل أمام الدرج ودق الشرفة، تعجبت “عليا” من الطرق على الشرفة ثم فتحت الباب لتُدهش برؤيته وأنفجرت ضاحكة وهى تنظر على السلم بالأسفل وقالت:-
-هههه أيه اللى بتعمله دا؟
تشبث “عمر” بسور الشرفة بذراعيه وهو ينظر إلى عينيها بسعادة ثم قال:-
-هو جوز اختك فاكر أن هو هيقدر يمنعنى ولا أيه، أنا قولت أنى هعمل المستحيل عشانك
ضحكت “عليا” بخجل شـ.ـديد رغم ترقص قلبها فرحًا بما فعله “نوح” فولا فعلته ما كانت أدركت بجنون “عمر” وحبه إليها فتبسمت وهى تتكأ بذراعها على السور وقالت بلطف:-
-ودا بقى المستحيل اللى هتعمله
رفع “عمر” يده ليقربها إليها فأعتدلت في وقفتها وصاحت به وهى تقول:-
-عمر أتلم
أنزل يده إلى السور من جديد وقال بزمجرة :-
-أتلمت اهو لما أشوف أخرتها معها
___________________
جلست “عهد” جواره على الأريكة وهو يحيط بذراعه واليد الأخر تمسك يدها بلطف فهتفت “عهد” بنبرة دافئة ناعمة:-
-عاوز أقولك حاجة يا نوح بما أنك رايق وهادى بس وحياتى متتعصبش
ترك يدها ليبعد سيجارته عن فمه بأنامله ثم نفث دخانها بالجهة الأخرى وقال:-
-الحاجة دى بخصوص مرت عمى وبناتها
نظرت “عهد” إليه بدهشة ثم قالت:-
-أنت عرفت منين؟
أطفأ سيجارته ثم عاد إليها يداعب خصلات شعرها وعينيه تحدق بوجه حبيبته ثم قال:-
-أنا بجيت حافظك يا عهد وخابر زين أن قلبك الطيب مبيرضاش بأذيتى حد حتى لو الحد دا أذاكى وو.جـ.ـعك هتغفرى، بس مرت عمى ما هتطلعش من هنا يا عهد
ألتفت “عهد” إليه بلطف مُتحكمة بغضبها وعِندها ثم قالت بلطف:-
-أنا عايزة أعيش معاك بسلام يا نوح من غير خـ.ـو.ف وقلق
أومأ لها بنعم وعينيه تحتضن عينيها بحُب يحترق بداخله ثم قال:-
-لأجل عيونك يا عهدى أبيع العالم كله
تبسمت إليه بلطف ثم وضعت رأسها على صدره ليطوقها بذراعيه وهو يستنشق رائحتها ويديه تمسح على شعرها والدفء الذي يشعر به كأنه أمتلاك سلام العالم كله بين ذراعيه بوجودها، عبيرها وعطرها بمثابة الإدmان الذي غرق به ولا ينوى الأقــ,تــلاع عن إدmانها أبدًا، همست “عهد” وهى تستكين بين ذراعيه قائلة:-
-أنا لأجل عيونك ولحظة واحدة من عمرى بكون فيها معاك أبيع حياتى كلها، كل مرة بتمنى الوقت يقف هنا فلحظتنا دى
أجابها “نوح” وهو يمسح على شعرها بلطف:-
-من غير ما يوجف يا عهدى أنا جارك العمر كله
تبسمت “عهد” عليه بسعادة ثم تسللت من حـ.ـضـ.ـنه لترفع رأسها إليه وتتقابل أعينهما وهى تضع يديها على وجنته تداعب لحيته وهو يغمض عينيه مُستسلمًا إليها بهيام وغارقًا في بئر عشقها إلى النهاية ولا سبيل له بالصعود والخروج من بئرها، كانت “عهد” تحدق بها بشغف وحُب ثم تحدثت إليه وأناملها تتداعب لحيته:-
-عارف يا نوح أنا نفسي نخلص من الصراعات دى ..
فتح عينيه لكى ينظر إليها عنـ.ـد.ما بدأت بالحديث وتطلع بها بلطف مُستمعًا وهى تتابع الحديث بنبرة دافئة:-
-وأخدك ونسافر بعيد حتى لو يومين أتنين ننسي كل القلق فيهم، نفسي ألبس لك فستان أبيض بجد ونعمل فرح تانى بس فرح بجد أكون عروستك مش مجبورة عليك، نفسي أجيب بيبى جميل منك وشبهك، وأعيش معاك لحد ما أكبر وأبقى عجوزة وسنانى تقع وبعدين أنام بين أيدك نوم طويل وروحى متطلعش غير بين أيدك وتكون أخر واحد عينى تشوفه و..
وضعت سبابته على شفتيها ويده الأخر تتشبث بيدها الموجودة على وجنته ثم قال بلهفة وذعر:-
-ألف بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى وعمرى كله
تبسمت “عهد” بحُب شـ.ـديد وهى تحدق بعينيه وهم يتلألأ ذعر من تخيله للحظة رحيلها وقالت:-
-الشر بالنسبة ليا يا نوح أن روحى تفارقنى وأنت بعيد عنى، وبعدين متخافش يا حبيبى أنا مش همشي وهسيبك ورايا لأن دا هيكون و.جـ.ـعى الأكبر وكل ما المـ.ـو.ت يجي ليا هحاربه عشانك أنت وبس
رفعت جسدها برفق لتضع قبلة على جبينه بحب ثم تبسمت بعفوية وقالت بمرح:-
-متخافيش أنا هجبلك فريق كورة يلعبوا حواليك وتكبرهم وتجوزهم
عانقها بقوة وكاد أن يعتصر جسدها بين ذراعيه وهى تشعر من قوته أن جسدها على وشك أختراق صدره من قوته فضحكت عليه ثم نفث بلطف أنفاسها في أذنيه ليترك أسرها واضعًا يده على أذنها لترك من أمامه فنظر إليها وهو يقف:-
-مش هتعجلى يا عهد
قهقهت ضاحكًا عليه ثم قالت:-
-نتفق إتفاق لو مسكتنى هعملك أي حاجة تطلبها
تبسم بمكر وهو يمسك طرف عباءته ويذهب خلفها ثم قال:-
-أي حاجة يا ريت مترجعيش في حديدك ويايا
ضحكت بسعادة وهى ترفع أطراف فستانها الأصفر الطويل رغم فضفاضته وبكم واسع يأخذ شكل رقم سبع، تطلع بها وهى تركض هنا وهناك كفراشة تتطاير بدلالية وسعادة وشعرها المسدول بحرية دون أي قيود يتطاير معها ثم قالت بسعادة وهى تلهث من الركض:-
-أستسلم يا نوح لأنى مش هخسر
كان يركض خلفها حتى وقفت في زواية الغرفة خلف الأريكة مُحاصرة ليصعد “نوح” بركبته على الأريكة وقال:-
-أنا مهستسلمش واصل
نظرت حولها على طريقة للهرب ثم قالت:-
-مش جنتلة على فكرة أنك تخسر مراتك
جذبها “نوح” من خصرها بقوة لتلتصق بالأريكة فخرجت منها شهقة قوية من قوته ثم قالت بأرتباك وتـ.ـو.تر خجلًا من فعلته لتقول:-
-نوح.. أنت مش هتعمل حاجة
رفع يده الأخر ليضعها على وجنتها يرجع خصلات شعرها للخلف على ظهرها ثم تسللت إلى عنقها لتشعر بقشعريرة في جسدها وتنفست بأرتباك أنفاس تداعب وجهه فقالت بتلعثم ربكتًا منه وخجلًا:-
-عيب يا نوح
تبسم بعفوية على هذه الزوجة فنظر إلى عنقها وتسللت يده إليه ليشعر بنفضة جسدها ربكتًا منه ثم رفع نظر إليه وقال:-
-أنتِ اللى جولتى هتعملى أي حاجة
كانت تحدق به وهى تعلم بأنه ينتصر عليها بألقاه سحر عشقه عليها فتبسمت إليه بخبث وهى تفكر كيف تنتصر وتهرب منه فرفعت يديها إلى وجنتها تلك اللمسة التي عشقها عنـ.ـد.ما تداعب لحيته بأناملها فقالت بلطف:-
-ومقدرش أعمل حاجة غير كدة
أرخى يده عن خصرها ونظر بها هائمًا بها العشق ورقتها التي تأسره، رأها تقترب إليه ليغمض عينيه بأستسلام إليها لتبتسم بسعادة عارمة وفرت هاربة منه بعد أن دفعته بخفة ليسقط على الأريكة وفتح عينيه غاضبًا من فعلتها وهى وقفت فوق السرير وتضحك بقوة وهى تمسك بطنها وقلبها من كثرة الضحك وكادت أن تسقط من قهقهتها، قبل أن يقف “نوح” دق باب الغرفة بهلع وطرقات قوية لتتوقف “عهد” عن الضحك ويقف “نوح” بأعتدال ووقار ليفتح الباب فرأى والدته تقف بذعر وخـ.ـو.ف...
_____________________
رأت “عليا” السيارات تقتحم المنزل وتكـ.ـسر البواب وصدmت بعض الغفر لتفرغ ثم ساعدت “عمر” في تسلق السور والدخول للغرفة ليكـ.ـسر لها باب الغرفة وخرج وهى خلفه تحمل ابنها بين ذراعيها فقابل “نوح” يخرج من غرفته بغضب سافر بعد ان أخبرته والدته بحضور “خالد” وهجومه على المنزل، كان يرفع عباءته قليلًا بيده ويترجل الدرج ثم قال:-
-خليكى أهنا يا أمى وخلى عهد وياكى
ترجل الدرج ليركض “عمر” خلفه ففزعت “عليا”، نزل “نوح” للأسفل ليرى “خلف” يدخل بهلع شـ.ـديد وهو يقول:-
-يا نوح بيه..
قطعه “نوح” بغضب وهو يمر من أمامه للخارج دون خـ.ـو.ف أو ان ترجف له عين بل كان غضبه كالبركان الذي وصل إلى درجة غليانه وعلى وشك الأنفجار، خرج للخارج ووقف أمام باب منزله ليرى السيارات تقف جوار بعضها مُحاصرين منزله ترجلوا من سياراتهم ووقفوا مصوبين أسلحتهم على المنزل، وقف “نوح” دون خـ.ـو.ف وحدق بوجه “خالد” بأشمئزاز وغضب ليقول:-
-أمى وأخواتى فين يا نوح
وضع “نوح” يديه خلف ظهره ببرود شـ.ـديد ثم قال بأستفزاز:-
-وأنت بجى جاى تأخد عائلتك الكريمة بالمطاريد.. جر أيه يا همام مخايفش على حالك أنت ورجـ.ـالتك، هملت الجبل ونزلت اكدة
تحدت “همام” رئيس المطاريد بنبرة قوية غليظة:-
-مالكش صالح يا ولد الصياد، أنت دلوجت من باب أولى تجلج على حالك وحالى أنا أدرى به
تبسم “نوح” بسخرية وهو يمسح لحيته بيده بغضب كامن ثم قال:-
-عندك حج أنا أكدة خـ.ـو.فت وركبى سابت، هجبلك حريمك يا ولد عمى
دخل للمنزل لينظر “خالد” إلى “همام” ورجـ.ـال بأنتصار، دلف “نوح” للمنزل ورأى “سلمى” تقف بصحبة زوجته و”ليلى” أم “عليا” كانت تقف في الأعلى تنظر بخـ.ـو.ف، تحدث “عمر” بجدية وهو يدخل مع الجميع إلى غرفة المكتب يقول:-
-أدي له عائلته يا نوح دول حريم برضو
لم يُجيبه “نوح” بل وصل أمام خزينة المكتب وفتحها ليخرج سلاحه من الخزينة ويقف يضع به الرصاصات لتفزع “عهد” وهى تلتف حول المكتب إليه وقالت بذعر:-
-أنت بتعمل أيه؟
وضع خزينة الرصاصات في السلاح وهو يصيح بها بغضب سافر :-
-هم دول يا عهد اللى عاوزنى أسامحهم وأغفر لهم، جايب مطاريد ومجرمين على بيتى دفعها بعيدًا عنه وخرج لتصرخ “سلمى” وهى تقول:-
-أستن يا ولدى
خرج إليهم وهى يتطلق الرصاصات في الهواء ثم قال:-
-ورب العزة لو مطلعتوا من دارى حالًا لأطلعكم من الدنيا كلتها
قبل أن يرفع أحد أسلحتهم في مواجهته سمعوا طلق الرصاصات من الخلف وسيارات تقتحم المنزل ليترجل “عطيه” منها هو ورجـ.ـاله ويقول بغضب سافر:-
-جرا أيه يا شيخ همام المرة اللى فاتت جولت مكنتش تعرف طب النهاردة حجتك أيه
كان يتحدث وهو يعبر من بين السيارات ورجـ.ـاله يفصحوا الطريق إليه حتى وصل إلى “همام” ولف ذراعه حول رقبة ابنه وجذبه وهو يسير إليهم وقال:-
-أبوك شكل كبر وخرف يا واد عشان ينزل من الجبل ويدخل على بيت الكبير
شـ.ـد على رقبة هذا الشاب وقال:-
-مش تعجل أبوك يا ولد همام وتفهمه أن من خرج من داره أتجل مجدره وأبوك كيف البهيمة مسحوبة وراء خالد
صاح “همام” بأغتياظ شـ.ـديد وهو يقول:-
-أبلع لسانك يا عطيه جبل ما أفجر نفخه
أخرج “عطيه” مسدسه من جيبه وصوبه في رأس ابن “همام” بانفعال، تحدث “نوح” بأختناق شـ.ـديد وهو يقول:-
-لستكم واجفين
دفع “عطيه” الشاب إلى والده بقوة ليتابع “نوح” حديثه قائلًا:-
-أنا خابر زين اللى هيفوجكم
كاد ان يطـ.ـلق النار عليهم هذه المرة ليهرب الرجـ.ـال ولم يبجى سوى “خالد” فتبسم “نوح” بسخرية وهو يقول:-
-خلف هات له حريمه .. ودا كرم منى يا ولد عمى مش خـ.ـو.ف لأن اللى اتحمـ.ـيـ.ـت فيهم كيف الحريم اللى هجبهملك دلوجت هربوا وهملوك لحالك
دلف للداخل ومعه “عطيه” ووضع السلاح على الطاولة وسار للداخل فرأى “أسماء” و”حورية” يغادرون مع “فاتن” خلف “خلف” حدقت “حورية” به بأغتياظ ليمسكها من شعرها بقوة وقال:-
-مش جولتلك مهتطلعيش من اهنا إلا لما مرتى تأخد حجها منك
تحدثت “عهد” بضيق شـ.ـديد وذعر بعد أن سمعت طلقاتك النار قائلة:-
-سيبها يا نوح أنا مش عاوزة منها حاجة
جذبها بقوة لتقف أمام “عهد” وقال:-
-أعتذرى منها لأن كـ.ـسر كبريائك يا حورية هو اللى هيكـ.ـسرك
تشنجت “حورية” بغرور شـ.ـديد أمامها وهى تتحاشي النظر بـ “عهد” ليدفع “نوح” رأسها للأسفل لتنحنى امام “عهد” مما أثار غضب “حورية بشـ.ـدة وقال:-
-هتعيش عمرك كله يا حورية تفتكرى أنك ركعتى جدام مرتى من أعمالك
دفعها بقوة بعيدًا لكى تغادر فأستدار يعطي الجميع ظهره لتسير “حورية” للأمام والجميع يتطلع بها بحـ.ـز.ن وسارت “سلمى” إلى ابنها وقالت:-
-ميصحش اللى عملته يا نوح ...
قطع حديثها صوت طلقة نارية خرجت من سلاحه فألتف “نوح” بغضب من أطـ.ـلا.ق النار ليُصدm عنـ.ـد.ما ألتفت “عهد” إليه بضعف وكان فستانها الأصفر تحول بأكمله إلى اللون الأحمر بعد أن تلقت الرصاصة من “حورية”، رصاصة مليئة بالغضب والكره أفزعت الجميع وأتسعت عيني “عليا” على مصراعيها من الأعلى بعد رؤية أختها تقابلت مع المـ.ـو.ت وهكذا “ليلى” التي ذعرت من رؤية صديقتها، نظرت “عهد” إليه بذعر خائفة وتتألم لتسقط أرضًا غارقة في بركة دmائها بينما هرع “نوح” إليها بفزع وسقطت أرضًا جوارها وهو يحمل رأسها عن الأرض ووضع يده على صدرها محاولًا كتم شلل الدmاء ودmعت عينيه بهلع وهو يقول:-
-لا .. عهد
مسك “خلف” يدها وأنتزع السلاح منها هو ورجـ.ـاله وهى تصرخ بهلع شـ.ـديد:-
-وأنا كمان جولتلك أنى هحرج قلبك عليها يا نوح وهأخد حجى.. دا حجى
كانت تنتفض بين ذراعيه بضعف وترتعش فتشبثت “عهد” بيده بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من الفراق رغم الألم التي تشعر به في صدرها يُشعرها بأن روحها تفارق جسدها فتحدثت والدmاء تسيل من عينيها:-
-أنا لسه محققتش حاجة من أحلامى معاك يا نوح..
أزدردت لعابها بضعف لينتفض صدرها للأعلى بقوة بين يديه فتحدث “نوح” بخـ.ـو.ف:-
-متحدديش يا عهد
أغمضت عينيها بقوة وضعف ثم تابعت حديثها ببكاء مُتألمة:-
-أنا كنت عاوزك تشوفنى بالفستان الأبيض مش الكفن
أجابها ببكاء شـ.ـديد قائلًا:-
-لا يا عهد لا أنتِ جولتى ما هتهملنيش لحالى وراكى
أتصل “عطيه” بالإسعاف والجميع يبكون بحـ.ـز.ن شـ.ـديد وخـ.ـو.ف بينما تركض “عليا” على الدرج بأنهيار لتُتمتم “عهد” وهى ترفع يدها إلى وجنته بضعف:-
-بس على الأقل ربنا حقق لى أمنية واحدة.. أنى أمـ.ـو.ت بين أيدك ...وتكون أخر واحد تشوفه عينى
ضغط بيده على جـ.ـر.حها والدmاء تسيل بغزراة من بين أنامله والدmاء تتساقط من عينيه بخـ.ـو.ف من فراقها ثم قال:-
-لا يا عهد ما تهملنيش لحالى يا حبيبة قلبى وعمرى، الله يخليكى يا عهدى خليكى جارى
تبسمت بألم وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة وقالت:-
-أوعى تنسانى يا حبيبى ماشى
وصلت “عليا” إليهما وهى تترك طفلها وتحتضن أختها بخـ.ـو.ف من فراقها وخسارتها لتقول:-
-عهد لا والنبى أوعى تمشي وتسيبنى
ضحكت “عهد” رغم ألمها وقالت:-
-وأخيرًا شوفت الحُب في عينيك يا عليا
بكت “عليا” بأنهيار شـ.ـديد وهى تقول:-
-والله بحبك حتى لو قسيت عليكى أنتِ بـ.ـنتى اللى مخلفتهاش يا عهد
شعرت “عهد” بضعف أكبر وكان قد حان الوقت للرحيل فقالت بصوت مبحوح مُتقطع:-
-وانا ..بحبك..
نظرت إلى “نوح” الباكى وهو مُتشبث بها بأنهيار وقالت بضعف:-
-وبحبك يا نوح لأخر نفس فيا يا حبيب قلبى ...
رفعت يدها ببطيء شـ.ـديد لكى تتشبث به فنظر “نوح” إلى يدها ورفع يده عن جـ.ـر.حها رغم أنها غارقة بدmائها لكن قبل أن يلمس يدها سقطت فوق صدرها ومالت رأسها إلى صدره بعد أن أغلقت عينيها مُعلنة عن وقت الرحيل والفراق لتصرخ “عليا” و”ليلى” بذعر وهو يحدق برأسها مُصدومًا وغير مُصدق ما حدث وشعر بأن يده شلت مكانها فلفظ أسمها بصوت مبحوح قائلًا:-
-عهد...
بعنـــوان "أمــل "___
حالة من الذعر والخـ.ـو.ف أصابت الجميع والدmـ.ـو.ع لم تجف وهلةً واحدةً في عيون أحد، كان واقفًا أمام غرفة العمليات ينتظر خروجها على قيد الحياة وينظر على يديه الملوثة بدmائها وهو لا يصدق بأن هذا حدث لزوجته، جاء “عطيه” مُسرعًا بعد أن ألقى بـ “حورية” في السـ.ـجـ.ـن ووقف جوار “نوح” لكنه في عالم غير العالم لا ينتبه لأحد وغارقًا في ذكرياته معها وقبل قليل كانت تلهو وتركض بسعادة والآن على فراش المـ.ـو.ت تصارعه كما غريب القدر يُمزق السعادة بالحـ.ـز.ن في أقل من دقيقة، وقف “عطيه” جوار “ليلى” الباكية ثم همس إليها بخفوت:-
-الدكاترة جالت أيه؟
رفعت عينيها إليه ليرأى الدmـ.ـو.ع لوثت عينيها الخضراء وهى على وشك السقوط من الأنهيار والخـ.ـو.ف فصمت، جاء “على” مُصدومًا مما سمعوا عنـ.ـد.ما عاد للمنزل فنظر إلى حال ابنه المُنهار رغم صمته وهدوئه، فتح الباب وخرج الطبيب فهرع “نوح” و”عليا” أولاً لينظر الطبيب بأسف شـ.ـديد لهما وقال:-
-أدعولها لأن حالتها حرجة جدًا وإحنا هندخلها الأنعاش
تركهم ورحل ولم يفهم ”نوح” شيء، فور حضورها أخبره الطبيب بأن الرصاصة أخترقت القلب والآن في وضع حرجة، لم يراها إلا من خلف الزجاج لمدة أسبوع وبعدها ما زالت لا تستجيب للوعى لمدة أكثر من شهر، حدثها وهو يجلس جوارها والأجهزة تحيط بها وأصواتها فقط تمليء الغرفة تمتم بلطف وهو يمسح على رأسها:-
-أنتِ جولتى ما هتهملنيش واصل، جولتى هتحاربى المـ.ـو.ت عشانى يا عهد، أتنفسي نفس واحد بس يجلب كل الموازين
جفف دmـ.ـو.عه سريعًا عنـ.ـد.ما فتح الباب فدلفت الممرضة تحقنها في الوريد بحقنة ثم قالت بنبرة خافتة:-
-الدكتور عاوز حضرتك
رفع نظره إليها بقلق ثم أومأ بنعم لتغادر الممرضة فهنـ.ـد.م ملابسه وذهب إلى الطبيب فأعطاه الطبيب ورقة positive،نظر “نوح” للورقة ثم قال:-
-أيه دا
لا يعلم الطبيب أيحق له أن يبتسم أم يؤاسي هذا الرجل فقال:-
-مدام عهد حامل
أتسعت عينى “نوح” على مصراعيها بصدmة الجمته ورفع رأسه للطبيب مُصدومًا وكأنه صُعق بضـ.ـر.بة كهربائية فقال:-
-أيه؟!!
تنهد الطبيب بخفة وهو يعلم كما يصعب عليه الموقف، زوجة لم تتنفس بنفسها دون الأجهزة وتحمل طفل لم يتكون بعدًا مجرد نطفة من الدm، سار “نوح” بعيدًا حاملًا لورقة الأختبـ.ـار مُصدومًا والطبيب يتابعه بعينى ثاقبة يشفق على حاله....
__________________
كنت “حورية” تجلس مع والدتها في السـ.ـجـ.ـن وتبكى بهلع بجسد مُرتجف وهى تقول:-
-أنا مكنش جصدى يا أمى، نوح هو اللى أستفزنى مكنش جصدى أجتل وأدخل هنا، أنا مكنتش في وعي
أردفت “فاتن” بأختناق شـ.ـديد قائلة:-
-مكنتش تجصدى ولا تجصدى في الحالتين أنتِ جتلت البنية وأنتهى الموضوع ربنا يستر على اليوم اللى هيشيل عنها الأجهزة، نوح هجتلك قبل ما يوصلها للجبر حتى لو كنتِ في السـ.ـجـ.ـن، لتكونى فاكرة يا خبيتى أن السور والعساكر دول هيمنعوا نوح من تأره
وضعت “حورية “ يديها على وجهها وهى تجهش في البكاء بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من السـ.ـجـ.ـن و”نوح” وتُمتم بضعف قائلة:-
-مكنش جصدى والله مكنش جصدى
أربتت “فات” على قدm ابـ.ـنتها بشفقة وحـ.ـز.ن على حال أبـ.ـنتها التي سُتعدm وإذا رحمها القضاة ستكون اشغال شاقة مؤبدة فهى تعمدت القــ,تــل ولم تقترفه بدون قصد، دmعت عيني “فاتن” وقالت:-
-أنا هتحدد ويا أخوكى وربك يسهلها والمحامى مهسبكيش
غادرت “فاتن” تاركة ابـ.ـنتها في حبسها باكية نادmة على فعلتها...
___________________
عاد “نوح” إلى غرفة زوجته ليجد “عليا” بالداخل تمسح جسد “عهد” بالمنشفة المبللة فوقف بهدوء يتابعها وهى تأتى يوميًا لأختها باكية وتهتم بحالة جسدها وتتحدث عن غضب “عهد” عنـ.ـد.ما تستيقظ وتجد جسدها متسخ، جلست تصفف شعر أختها جوارها بلطف وبدأت تحدثها بصوت خافت:-
-مش هتقومى يا عهد بقى، أنتِ وحشتينى بلاش أنا عشان أنا عارفة أنك لسه زعلانة منى طب ونوح هتسيبى لوحده كدة، متمشيش يا عهد وأنتِ زعلانة منى خلينى أصالحك كويس وأوريكى انا جبتلك أيه أحدث شنط من غوتشي، طلبتهم مخصوص من أيطالية عشانك قومى عشان تشوفيهم وكمان خليت ليلى تشتري أحدث أيفون عشانك
كانت تُحدثها وهى تقلم لها أظافرها فدلف “نوح” للغرفة وتنحنح بخفة لتقف “عليا” بقلق ثم قالت:-
-الدكتور قالك أيه؟
أعطاها ورقة الأختبـ.ـار لتنظر بها فصُدmت بدهشة مما تراه ثم نظرت على أختها الغائبة عن الوعى بصدmة ألجمتها...
__________________
خرجت “ليلى” من المطبخ حاملة طبق به بسبوسة وذهبت إلى غرفة “سما” ثم قالت بعفوية:-
-أنا عملتلك بقي يا ماما بسبوسة تستاهل بؤك
وضعت الطبق على الكمودينو وجلست قُرب “سما” لتقظها لكنها لم تُجيب عليها فأرتعبت “ليلى” خـ.ـو.فًا من ان تكون هذه المرأة أصابها شيء فقالت:-
-ماما
هزت “ليلى” بخفوت لتصرخ “سما” بها بضيق شـ.ـديد قائلة:-
-أنتِ بستقوى عليا يا بت
تحدثت “ليلى” بقلق شـ.ـديد وخـ.ـو.ف :-
-والله أبدًا يا ماما
قربت “سما” وجهها من وجه “ليلى” ثم قالت:-
-أنتِ بجى الغجرية بتاعت الموالى اللى بتلفى على ولدى وعايز تتجوزيه بعينك
دmعت عينى “ليلى” بحـ.ـز.ن من معارضة هذه المرآة المريـ.ـضة لزواجها من ابنها وقالت:-
-لا والله أنا مش غجرية أنا بـ.ـنت محترمة
عادت “سما” بظهرها للخلف ثم قالت بضيق شـ.ـديد:-
-جومى يا بـ.ـنت هاتى الشنطة السوداء اللى في الدولاب
ذهبت “ليلى” لتحضر ما طلبته ثم أعطته إليها وجلست مرة أخرى تراقبها عن كثب و “سما” تفتح الكيس وتخرج منه حبات عين الجمل ثم أعطتها واحدة وقالت:-
-كـ.ـسرى دى
أومأت “ليلى” لها بنعم ثم أخذت الحبة منه وكـ.ـسرت فتبسمت “سما” بلطف وقالت:-
-ورينى أسنانك أكدة
أتسعت عينى “ليلى” على مصراعيها ثم قالت بهمس:-
-دا قر دا ولا أيه؟
ضـ.ـر.بت “سما” ركبتها بغضب وهى تقول:-
-سمعتك
تنحنحت “ليلى” بحرج وفتحت فمها إلى “سما” لتقول:-
-سنانك زينة ما هو أنا مهسيبش ولدى يا يدب مرة تانية
رمقتها “ليلى” بغيرة شـ.ـديدة وهى تقول:-
-تانية!! هو كان في اولانية
ضحكت “سما” بعفوية بعد أن أشعلت نيران الغيرة في قلب هذه الفتاة وبدأت تحرقها حتى أن “ليلى” شعرت بأنها تشم رائحة حريق قلبها فتابعت “سما” بنبرة خبيثة أكثر:-
-وااا وأنتِ حد جالك أن ولدى راهب في نفسه، دا الصعيد كله مفهوش حد في شجاوة ولدى وهو موجفة بنات الصعيد كلته على نظرة منه
ضـ.ـر.بت “ليلى” قدmها بأغتياظ شـ.ـديد من الغيرة ثم قالت:-
-بنات الصعيد كلهم، يومك مش فايت يا عطيه
أعطتها “سما” حبة من عين الجمل مرة أخرى وتبسمت ببراءة الأطفال فنظرت “ليلى” لها بضيق وبدأت تكـ.ـسر لها كل الحبات من الغضب تفرغ بهم القليل من الغضب، فتح باب الغرفة ودلف “عطيه” لترمقه “ليلى” بغضب وهو يقول:-
-سلام عليكم
وقفت “ليلى” من مكانها ليسقط قشر المكـ.ـسرات من ملابسها أرضًا لكنها لا تبالى وذهبت نحوه وهى تجذب يده وتخرج فقالت “سما” بغضب:-
-خد أهنا يا بـ.ـنت
حدثتها “ليلى” وهى تفتح باب الغرفة:-
-بعدين يا ماما
خرجت به للخارج ثم وقفت أمامه وهو مُندهش من تصرفها ولا يعلم سبب غضبها المُتلهب فتركت يده ثم قالت بحدة:-
-كنت فين؟
نظر إليها بدهشة لتقول بغضب أكثر:-
-شوف أنا مش هعيد كلامى كنت فين؟
هنـ.ـد.م ملابسه بذهول ولا يُصدق ما يسمعه وهى تعامله كمجرم فقال:-
-جرى أيه يا ليلى أين زينة
كزت على أسنانها بأغتياظ ثم قالت:-
-أنا كنت زينة لحد ما شوفتك
أستدارت لكى تغادر وهى غاضبة وتقول:-
-أنا كان مالى ومال الأرتباط والنيـ.ـلـ.ـة مش كفاية انى صومت صومت وفطرت على بصلة
كرر كلمتها بذهول أكثر وهو يخرج خلفها:-
-بصلة
صاحت وهى تلف إليه غاضبة:-
-قصدى عطيه أنت مالك فخور بنفسك كدة لأيه كأن أسمك كاظم الساهر دا أنت أسمك عطيه يا أبو عطيه
أرتطم ظهرها بالباب فأنفجر ضاحكًا عليها رغم غضبه من سخريتها بينما خرج منها صرخة ألم بسبب مقبض الباب الذي أخترق عمود الفقري ونظرت “ليلى” إلى ضحكاته بضيق شـ.ـديد فقال:-
-أنا أسف، ممكن تفهمنى بس حصل أيه
قوست شفتيها للأسفل وهى تقول:-
-عامل فيها مؤدب وأنت لفيت على بنات الصعيد كلهم
قهقه ضاحكًا عليها عنـ.ـد.ما وصل إليها قال بجدية:-
-دا كلام أمى مش عيب عليكى لما تسمعى كلام مريـ.ـضة خرف دا أنا ما فهمك أنها ممكن تحكي فيلم على انه حصل معاها
غادرت المنزل وهى تقول:-
-والله أضحك عليا بكلمتين ما أنت شايفة العبـ.ـيـ.ـطة اللى بتصدقك
ضحك “عطيه” عليها ثم قال:-
-هو في عطبية برضو كيف البدر أكدة
ضـ.ـر.بته بقوة على كتفه وهى تنظر حولها بخجل شـ.ـديد من حديثه لتقول:-
-واا أتأدب يا عطيه حد يسمعك
وضع يده على كتفه بدهشة من قوتها وهى بجسد نحيفة وقال:-
-ذنبى أنا يعنى أنى بجولك كلام حلو كيف البنات ما أنا معرفش هتنل وأتجوز مـ.ـيـ.ـتى
سارت معه بوجه عابس قائلًا:-
-مش قبل ما عهد تقوم فياريت طول ما أنت قاعد تدعيلها تفوق عشان تتجوز
نظر إليها وهو يسير جوارها ثم قال:-
-يا ليلى أنا معترضتش ولا مانعت بس أنا نفسي أوصل للفرح سليم من غير أصابات الله يرضي عليكى
قهقهت ضاحكة عليه ثم تبأطات ذراعه بخفوت وقالت:-
-متقلقش يا بوب أنا ماليش في الأصابات
نفض ذراعه منه بغضب ثم قال بجدية:-
-لا دا واضح مالكيش في الرومانسيات أيه بوب اللى بتجولي دى في واحدة تجول لخطيبها يا بوب
توقفت عن السير ونظرت إلى بحـ.ـز.ن شـ.ـديد مصطنع ليتوقف عن السير ونظر إليها بغيرة وقد توقفت قدmيها أمام قهوة بلدى يجلس عليها الكثير من الرجـ.ـال لتقول بزمجرة:-
-أنت بتشـ.ـد أيدك منى يا عطيه
أسرع إليها بخطوتين ليمسك يدها ويجذبها بقوة ليسير بعيدًا ويقول بعنف وغضب:-
-أنتِ هبلة عشان تجفى جد الرجـ.ـا.لة وتتجمصي
تبسمت “ليلى” إليه وقالت:-
-وااا أنت بتغير يا بوب
أشتاط غضبًا أكثر وكاد أن يضـ.ـر.بها غضبًا من هذه الكلمة لتقول بعفوية:-
-خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود يا حبيبى
نظر إليها بدهشة لتسرع في خطواتها خجلًا منه وهو يسير خلفها ويتحدثها قائلًا:-
-مرة تانية وحياتى مرة تانية
ضحكت بخجل وهو يسير خلفها وقلبه يتراقص فرحًا ليقول بجدية:-
-يا رب أمـ.ـو.ت لو ما جولتيها تانى
ألتفت له بغضب سافر وأسرعت إليه لتضـ.ـر.ب صدره بقوة وهى تقول:-
-بعد الشر
تألم من ضـ.ـر.بتها لكنه حدق بعينيها وقال:-
-مش بجولك يا رب أوصل للفرح من غير أصابات، ما علينا جوليها
ألتفت مُتحاشية النظر إليه بخجل شـ.ـديد ثم قالت:-
-حبيبى
تبسم وهو يسرع خلفها بنظراته
__________________
خرج “عمر” من عمله وأنتظارها حتى تبدل ملابسها مع صديقاتها لتخرج “عليا” وتراه واقفًا أما السيارة فأسرعت في الركوب وهى تقول:-
-أتأخرت
هز رأسه بلا ثم أنطلق بالقيادة إلى حضانة “يونس” ومن ثم يذهبون إلى المستشفى، في كل مرة يأخذها إلى المستشفى يراها ترتجف قلقًا فأخذ يدها في يده وهو يقول:-
-متقلقيش يا عليا
نظرت “عليا” إليه وقالت بقلق:-
-بخاف يا عمر، كل مرة وأنا رايحة بترعـ.ـب لأروح وما لاقيش عهد مستنية وفى نفس الوقت ببقى بجرى على أمل أن الدكاترة تقول أن في أمل ويغيروا كلامهم طول الـ
أسابيع دول وكلامهم واحدة مفيش أمل ومبتتنفسش لكن أنا عندى أمل يتغير، حالة رعـ.ـب وأمل جوايا متفهمهاش
تبسم “عمر” بلطف إليها فتابعت وهى تعود بنظرها إليه:-
-أنا خايفة تمشي وهى زعلانة منى وكنت هنـ.ـد.م العمر كله ولو مكنتش روحت الصعيد لما قولتلى، بعد ما الأوان فات أكتشفت أن ربنا بيدينا الفرص بس إحنا الأغـ.ـبـ.ـياء اللى بنضيعها بكبريائنا وغرورنا، ربنا أدانى فرص كتير أوى عشان أرجع لها وأفرحها في كل مرة كانت بتتصل بيا وأنا بكل أنانية مكنتش بفكر غير في نفسي وبتجاهل الفرصة دى ودلوقت مش باقى ليا غير النـ.ـد.م والقهرة اللى أنا سبب فيهم
تحدث “عمر” بنبرة هادئة هاتفًا:-
-أن شاء الله هتفوق عشانك وعشان جوزها وابنها اللى في بطنها، عهد قوية ومش هتستسلم بالسهولة دى صدقينى
دmعت عينيه “عليا” لتضع يدها على وجهها ثم قالت:-
-فكرة أن محدش كبير على المـ.ـو.ت مُرعـ.ـبة يا عمر، عهد مهما كانت قوية هي ضعيفة قدام مشيئة ربنا ودا راعبنى جدًا
تبسم “عمر” إليها وقال بحنان:-
-بس ربنا رحيم وقال (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) صدق الله العظيم أدعى يا عليا ربما يستجيب لدعواتك
أومأت إليه بنعم ثم ترجلت من السيارة أمام المستشفى...
________________
مسك "نوح" الطبيب من ملابسه بقوة وغضب شـ.ـديد بداخله قائلًا:-
-أنت بتجول أيه؟
أجابه الطبيب بخـ.ـو.ف من هذا الرجل المُخيف وعينيه تبث شرارة قائلًا:-
-يا أستاذ نوح أكدب عليك لو قولتلك أن فى أمل، إحنا لازم نرفع عنها الأجهزة
هز "نوح" رأسه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من فقدها للأبد وتمتم قائلًا:-
-لا مستحيل، أوعاك تجرب منها
تنهد الطبيب بهدوء وهو يعلم موقف هذا الرجل وكيف سيحضر المـ.ـو.ت إلى زوجته بيده ثم قال:-
-أنت راجـ.ـل مؤمن وعارف أن الأعمار بيد الله
دmعت عينى "نوح" بضعف خائفًا من لحظة الفراق بعد أن تشبث بأمل الحياة ثم قال:-
-أنا مجدرش أخسر عهد، مجدرش
اربت الطبيب علي كتفه برفق وهمس قائلًا:-
-أنت كدة بتعـ.ـذ.بها لأن إكلينيكياً مدام عهد مـ.ـيـ.ـتة وهى موجودة لحد دلوقت بالأجهزة بس، سيبها ترتاح لأنها متستاهلش العـ.ـذ.اب دا، أنا لمصلحتى تكون هنا لأنك بتدفع فلوس بس دى فلوس فى الهواء مالهاش أى فايدة
أخفض "نوح" رأسه بضعف للأسفل لتسيل دmعته على وجنته وقال بتمتمة:-
-أنا كان عندى أمل ولو واحد فى المية، كنت متعشم أوى فى رحمة ربنا عليا ويشيل عنى عـ.ـذ.اب الفراج بس الحمد لله مجدرش أجول غير الحمد لله على كل حال لكن كيف أنا اللى أجتل مرتى بيدى.. كيف يا خلج أسيب يد حبيبة قلبى...
كاد الطبيب أن يتحدث لتقطعه الممرضة وهى تأتى ركضًا إليه وتناديه فقالت:-
-يا دكتور يا دكتور ألحقنا
ألتف الطبيب إليها و”نوح” واقفًا بهدوء لا يبالى لتقول الممرضة:-
-أتنفست.. المريـ.ـضة في الأنعاش أتنفست
ألتف “نوح” بدهشة إليها فهل تتحدث عن زوجته ليركض الطبيب وخلفه “نوح” وعنـ.ـد.ما وصوله للغرفة دخل الطبيب وأغلقت الممرضة الباب في وجه “نوح” تمنعه من الدخول وبدأوا يفحصوها وهو يحدق بها من خلف الزجاج ويضع يده مُتشبثًا الحاجز الزجاجى وهو يتمتم قائلًا:-
-أثبتى يا عهد أثبتى يا حبيبة قلبى
جاءت “عليا” بعد أن سمعت حديث الممرضين في الخارج عن المريـ.ـضة التي عادت للحياة وأنتصرت على المـ.ـو.ت بعد غيابها لفترة واقفة على حافة المـ.ـو.ت، خرج الطبيب بعد مُبتسمًا ثم أربت على كتف “نوح” وقال:-
-مش قولتلك الأمل في دعاك ليها
غادر الطبيب ليدخل “نوح” الغرفة وهى ما زالت فاقدة للوعى لكنها أعطتهم أشارة واحدة على أنها ما زالت قوية وتتشبث بالحياة مثلهم...
__________________
دلف “خلف” إلى مكتب “على” في المنزل وقال:-
-في واحدة برا يا حج عاوزة تجابلك
خرج “على” معه ليرى هذه المرأة الغجرية تقف بأنتظاره بخـ.ـو.ف وحرج من قدومها فقال بتساءل:-
-نعم جالولى أنك عاوزانى
أومأت إليه فأخذها لغرفة المكتب لتخبره بسر مساعدتها إلى “خالد” ليقف من مكانه بصدmة مما سمعه وقال:-
-أنتِ حبلة من خالد
نظر إلى بطنها المُنتفخة قليلًا بصدmة لتجهش باكية وقالت:-
-ساعدنى ياحج الله يستر عليك، خالد ضحك عليا ومن ساعة ما جولته على الحبل دا وهو بيتهرب منى وأنا كدة هتفضح
جلس “على” على مقعده بضيق وتنهد بهدوء يفكر في هذه الكارثة ثم قال:-
-يا بـ.ـنتى أنا ماليش حكم على خالد وهو مش أهنا أنا كل اللى أجدر أساعدك فيه أن أخليكى تستنى أهنا هبابة لحد ما أمه ترجع وتتحددي وياها
أخفضت رأسها بأنكسار وحسرة ثم أومأت إليه بصمت لتغادر غرفة المكتب وأخرج هاتفه من جيبه ليُحدث “نوح” وأخبره بهذا الحديث ليقول “نوح”:-
-أنا ماليش صالح بيهم ومرت عمى دى متجعدش يوم واحد في بيت لما أعاود
وضع سيجارته في فمه لينفث دخانها ليسمع صوت والده يقول:-
-لما تعاود ربك يسهلها طمنى على مرتك
رفع “نوح” نظره إلى المستشفى وهو يقف في الخارج من أجل سجائره وقال:-
-أدعيلها يا حج بجالها سبوع بتتنفس لكن مفيش جديد
أنزل الهاتف عن أذنه ليرى رقم “ليلى” فأغلق مع والده وفتح الخط ليأتيه صوت حبيبته تقول:-
-سبتنى وروحت فين ....
رفع نظره بدهشة إلى مبنى المستشفى وركض مُسرعًا للداخل على الدرج لم ينتظر المصعد وقد سقطت سيجارته منه وقلبه يتسارع بلهفة شوقًا إليها وصوتها قد أربكه بجنون وعنـ.ـد.ما فتح باب الغرفة غادرت “ليلى” مُسرعة وهو يحدق بهذه الفتاة العنيدة التي أوشكت على إيقاف قلبه فتمتمت بضعف وصوت مبحوح:-
-أنا أسفة
تحدث بخـ.ـو.ف ونبرة مُتلعثمة وعينيه على وشك البكاء:-
-جولتلك متنزليش
دmعت عينيها بتعب وهى تشعر بثقل في صدرها فحدثته بضعف:-
-خـ.ـو.فت عليك منهم
أدار رأسه عنه لتتساقط دmعته بعد أن مر بفترة مُرعـ.ـبة من فكرة فراقها ورؤيتها أمامه على الأجهزة والجميع يخبره بأن يرفع الأجهزة عنها ويعلن وقت وفأته، ما مر به كان على وشك تحطيم قلبه لكنه تشبث بأمل واحد فقط فنادته بضعف:-
-ممكن تخاصمنى بعدين طيب
سعلت بتعب ليفزع وهو يسرع إليها بخـ.ـو.ف فحدق بعينيه الباكية لترفع يدها ببطيء وتتألم لكنها لا تبالى بهذا الألم ومسكت وجهه بيديها ثم قبلت دmـ.ـو.عه وعينيه الباكية فتشبث بها بذراعيه وهو يقول:-
-وجفتى قلبى يا عهد
لفت ذراعيها حوله لتستقر على ظهره وهى تقول:-
-غـ.ـصـ.ـب عنى يا حبيب عهد
عناق دافيء أخرج به كل دmـ.ـو.عه وأنتصر على الم الفراق به، أمتصت من داخله كل الأوجاع التى لحقت بقلب حبيبها فى غيابها وهذه الندبات التى تركها الغياب بصدره والحريق الذي ألتهم قلبه وعقله، كان عناقها كفيل بإعادته للحياة رغم انه كان يتنفس لكنه شعر بأن رئتيه تختنق بدون أكسجين فى غيابها، تنفس بهدوء وسكينة بين ذراعيها المُرتجفين ضعفًا من المرض فأبتعد عنها وهو يجفف دmـ.ـو.عه ثم تبسم بسعادة وقال:-
-أنا مش هلومك ولا هعـ.ـا.قبك دلوجت عشان في عز خـ.ـو.فى جبتيلى أحلى هدية
نظرت إليه بأستغراب شـ.ـديد فوضع يد على بطنها وهمس بأذنيها قائلًا:-
-أنتِ حامل يا عهدى ...
بعنـــــوان "فــلتغفــر" __
-حامل من ولدى كيف؟
قالتها “فاتن” بذهول مما تقول هذه المرآة وحدقت بـ “اسماء” الواقفة هناك، رفعت “أسماء” أكتافها بسخرية فأخاها لم يكن راهب وهذه الفتاة ليست الأولى في الحمل منه لكنها الأولى التي تجرأت على القدوم إلى عائلته، تنهدت “فاتن” بلطف لتقول:-
-طيب يا بنتى أنا هتحدد وياه وأشوف هنعمل أيه في الموضوع دا
غادرت “تاج” الغجرية من المكان خائفة من القرار الذي ستتوصل إليه “فاتن”، سألت “أسماء” بضيق من تصرفات أخاها قائلة:-
-هنعمل ايه في المصيبة دى ياما، هتخلى ولدك يكتب على غجرية
تأففت “فاتن” بضيق شديد ثم صاحت بها قائلة:-
-هو أنا جايبكم في الحرام يا ولاد حمدى ولا عملت أيه في دنيتى عشان ربنا يبتلينى بكم إلا ما فيكم واحد عدل ينصفنى، جرا أيه يا ولاد بطنى هي بطنى مبتجبش غير الأنجاس بس
أقتربت “أسماء” منها لتربت على أكتافها بحنان وعينى دامع لأجل والدتها الباكية فرغم كل شيء ستظل أم تخشي عواقب الحياة على أبناءها فتمتمت “أسماء” بلطف:-
-أهدى يا ماما وكله هيتحل سوا بابا أو حورية وحتى خالد
رمقتها “فاتن” بضيق شديد وكأنها هي الخالية من الإزعاج لوالدتها ثم قالت بسخرية:-
-وأنتِ يا بنت بطنى هتفضلى جاعدة جاري أكدة مستني المتجوز وهو مش سأل فيكى ولا هتجعدى زى أختك تمكرى مكر الثعابين على مراته
أبتعدت “أسماء” عنها بضيق شديد لتقول:-
-عاوزانى أعمل أيه؟
صاحت “فاتن” بها قائلة:-
-تشوفى حالك يا أسماء وتفكرى في العريس اللى طلب يدك جبل ما يخلع ومتلاجيش اللى يعبرك بعد عملت أختك ومتسيش يا بنتى أن أبوكى وأختك رد سجون وأخوكى أديكى شايفة مهوش أمام جامع
تنهدت “أسماء” بضيق شديد وكيف لها أن تقبل الزواج من رجل وبقلبها رجل أخر لم يفارقها بعد فقالت:-
-حاضر يا أمى هوافج على كريم بس لو ظلمته ويايا متشيلنيش الذنب لأن دا هيكون ذنبك أنتِ لحالك وأنتِ السبب في كل لحظة هظلمه فيها
غادرت “أسماء” بعيني دامعة مكسورة وقلبها ينزف دماء على أوتار حُبها ...
_____________________
كان “نوح” يسير معها في حديقة المستشفى مُرتدي قميص وبنطلون أسود وقد بدلت “عهد” ملابس المستشفى بفستان أبيض عليه بعض الورود الصغيرة والمحلول معلقة في يدها وتدفع حامل المحلول بيدها والأخرى تتباطأ ذراع “نوح” يساندها في السير قليلًا لتقول:-
-كنت حاسة أنى مخنوقة أوى في الأوضة، أسبوع كامل قاعدة في السرير
تبسم “نوح” إليها وهو يسير جوراها وهتف بنبرة هادئة قائلًا:-
-سلامتك من الخنجة يا حبة قلبى بس إحنا أتفقنا على أيه تسمعى الحديد الدكاترة وتنفيذي بالحرف الواحد زين
تبسمت “عهد” إليه بسعادة وقالت بعفوية:-
-حاضر بس أنت كمان تنفذ اللى وعدتنى بيه وتأخدنى الغردقة يومين أول ما أطلع من هنا
نظر إليها بجدية وقال:-
-أنا جولت لما تفوجى وتبجى زينة
توقفت أمامه بلطف لينظر إليها وهو يعلم بأنها لن تستسلم لرغبته وتتطلع بها مُنتظر أن تتحدث فهو يعلم جيدًا طباع زوجته لتبدأ “عهد” بالحديث بحزن مُصطنع:-
-على فكرة دا مش عشانى دا عشان البيبى ولازم تفهم أن كل ما تفرحنى كأنك بتفرحه هو بالظبط
ألتفت لكى تغادر غاضبة وتركته واقفًا كما هو ثم جلست على أحد المقعد ليجلس أمامها على الأرض جاثيً على ركبتيه ويعقد لها رابط حذاءها فتطلعت به بعفوية وسعادة على هذا الرجل الذي لا يُحرج من الجلوس أمام قدميها أمام الجميع فقط يهتم لأمرها ولا يكترث لهذا العالم، تحدث “نوح” بنبرة خافتة دافئة:-
-أنا اللى يهمنى سعادتك أنتِ وبس يا عهد
رفع نظره إليها ثم أخذ يدها في يده وقال:-
-اللى في بطنك أنا لسه مشوفتهوش وما هيهمنيش جد ما يهمنى عهدى وبس وأنا لو وافجتك نروح هوافج لأجل عيونك أنتِ وبس
أقتربت “عهد” برأسها إليه لتمسك وجهه بيدها وبدأت تحرك أناملها على لحيته بحُب شديد وقالت:-
-لو تعرف أنى وقعت في حُبك من جديد دلوقت يا نوح
تبسم إليها ثم وقف وهو يمسكها من أكتافها ليساعدها في الوقوف وسار بها إلى طريق المستشفى
____________________
صاحت “ليلى” بضيق شديد به قائلة:-
-وأنا بقولك كانت بتبص لك وأنت كمان بصيت لها يا عطيه
تأفف “عطيه” بضيق من غيرتها الشديد وكلما نظرت امرأة له حتى لو عن طريق الصدفة تشاجره فقال:-
-كدة كتير يا ليلى أنا زهجت من كتر ما كل مرة بجولك نفس الحديد وأن محصلش حاجة من اللى في دماغك وأن ى ميفرجش ليا أي ست غيرك، تعبت من كتر ما ببررلك حاجات أنا نفسي معملتهاش لكنك مقتنعة باللى في رأسك
أتسعت عينيها على مصراعيها من حديثه وقالت بذهول بنبرة خافتة:-
-زهقت .. زهقت منى ليه؟ عشان أيه.. عشان بغير عليك ولا عشان مش ناوية أكون مُغفلة وأتخاطي عن عينيك الزايغة
أتسعت عينيه على مصراعيها من حديثها فكز على أسنانه بغضب سافر ثم وقف من مكانه وقال:-
-جومى يا ليلى خلينى أروحك عشان أرجع الصعيد
وقفت من مكانها بضيق من هروبه وسط الشجار لتقول:-
-وتروحنى ليه ما تمشي وخلاص، متخافش مش هقول أنك مش راجل وسبتنى في الشارع
تمالك أعصابه وسيطر على غضبه قدر الإمكان ليجذبها من يدها بقوة وخرج من الكافى ثم فتح باب سيارته وأنطلق حيث منزلها ثم أوقف السيارة بصمت دون أن يتفوه بكلمة واحدة وهى لم تكلف نفسها بالحديث فترجلت غاضبة لتغلق الباب بقوة تخرج غضبها بهذا الباب، نظر إلى الباب بعد أن صفعته بقوة وأنطلق غاضبًا إلى الصعيد...
___________________
وصل “نوح” إلى أحد الفنادق بالغردقة بصحبتها لتقف جواره وهو يُسجل البيانات ويدها في يده وبعد أن أنهى تسجيل الدخول صعد معها للأعلى ليتركوا الحقائب وتقول “عهد” وهى تفتح الباب الزجاجى للشرفة:-
-تعال بص على المنظر دا يا نوح قد ايه جميل ومُريح للأعصاب
جاء إليها من الخلف ووقف بجانبها وهو يضع يده على كتفها ويحدق بها بحُب شديد ثم قال:-
-فعلا جميل
كان يتحدث عنها وهو يحفر ملامحها في قلبه رن هاتفه ليخرجه من جيبه فألتفت “عهد” تأخذ الهاتف منه بغضب ثم قالت:-
-إحنا قولنا مش تليفونات ومش هنكلم حد
نظر “نوح”إليها لتقول بجدية:-
-إحنا هنا عشان نفكر صح، أنا عارفة أنك غضبان جدًا ومُستاء من الحصل وبمجرد ما نرجع الصعيد هتثور في الكل ودا سبب أنى جبتك هنا، أنا عاوزاك تفكر كويس في كل حاجة مشتتاك ومزعلك، فكر هتعمل أيه في خالد اللى هجم على بيتك بالسلاح ومرتك عمك وأسماء بنتها مينفعش ترمى ستات مكسورين في الشارع دول لحمك ودمك، حورية خلاص نالت عقابها على اللى عملته
أبتعد “نوح” عنها بخطوات غاضبًا مما تقول ثم قال بصياح وضيق شديد:-
-أنتِ زى كل مرة يا عهد هتجولى سامح وأغفر، أسمح ناس بيضربوا مرتى في غيابى وبيضربوا النار مرة عمى يعملها فيا ومرة بنته هم دول لحمى ودمى اللى بتكلمى عنهم
أقتربت “عهد” منه لتضع يدها على ذراعه بلطف وقالت بنبرة دافئة:-
-أسمعنى يا نوح، حاول تغفر وتسامح أنت قلبك أبيض من الناس اللى بتتكلم عنهم دول، سامح عشان تقدر تعيش وعشان دول أهلك وناسك يا حبيبى
تجاهل حديثها بضيق ليقول بلطف:-
-يلا عشان نتغدا يا عهد
تركها في الشرفة ودلف للغرفة لتتنهد “عهد” بحزن من هذا الرجل العنيد ثم ولجت للداخل خلفه
____________________
ضحكت “عليا” عليه وهو يلعب مع طفلها بالألعاب في محل الأطفال وكلما ضحك “يونس” أشترى “عمر” اللعبة إليه وهى تسير في الخلف وحدها وكأنه ابن “عمر” وليس ابنها هي، نظر “عمر” عليها فرأها تضحك لينظر إلى بسمتها بحُب شديد لتخجل من نظراته فغمز غليها بعينيه ليضحك بقوة ثم حمل “يونس” على أكتافه وعاد إليها ليقول:-
-جرا أيه يا وردتى مش هنتجوز ولا أيه؟
ضجكت “عليا” عليه وقالت:-
-مش لما عهد تخف
نظر إليها بضيق شديد مُستاءًا من تأجيلها للزواج فقال:-
-على فكرة للعلم بالشيء عهد بتقضى شهر عسل مع جوزها ولا هي الناس كلها عندها عسل وعندى أنا يقلب بصل
ضحكت على تذمره بعفوية ثم نكزته في ذراعه وقالت:-
-وبعدين يا عمر ما تتقل كدة أنا مبحبش الراجل المدلوق كدة
قالتها وسارت بعيدًا ليضرب الأرض بقدمه فضحك “يونس” عليه، ذهب للمحاسب وهى تضع الألعاب على الطاولة أمامه فقالت:-
-أنتوا واخدين كل دا
نظر “عمر” غليها وقال:-
-ممكن نتجوز عشان أنا تعبت من الأنتظار
تجاهلت “عليا” سؤاله وقالت:-
-الحساب كام كدة؟!
تحدث البائع معه عن السعر ومد يده إليها لكى توقع فأعطته إلى “عمر” وبدل من التوقع كتبت كلمة واحدة (أتجوزينى) نظرت إلى الكلمة وضربت صدره بقوة غاضبة من فعلته لتقول:-
-أنتِ أتجننت يا عمر
صاح “عمر” بضيق من تصرفاتها وقال:-
-مش ذنبى أنا بقولك أتجوزينى تدينى الورقة ليه
ضحكت “عليا” عليه وقالت:-
-أنا بقولك وقع يا بنى
أقترب خطوة منها وقال بإصرار:-
-أتجوزينى
نظرت “عليا” للبائع بخجل من تصرفات هذا الرجل فضحك البائع عليهما وسأل:-
-حضرتك دفعتي؟
أجابته “عليا” بجدية قائلة:-
-اه
نظر البائع إلى “عمر” وقال:-
-وافقت أهى
نظرت “عليا” إليه بغضب من مكر هؤلاء الرجال فقفزت “عمر” فرحًا بعد أن غمز البائع إليه وأقترب يفتح ذراعيه لكى يطوقها فصرخت به قائلة:-
-عمرررر أتلم
عانق “يونس” عوضًا عنها فضحكت بخجل عليه وجميع الزبائن ينظرون عليه بعفوية وفرح..
_____________________
أستيقظت “عهد” من نومها تشعر بثقل على بطنها فنظرت ووجدت “نوح” نائمًا على بطنها ويطوق خصرها بذراعيه، رفعت يديها إلى رأسه وتغلغلت أصابعها في خصلات شعره الأسود فتمتمت بصوت خافت:-
-نوح
أبتعد عنها برفق لتعتدل في جلستها وهى تحدق به وسألته:-
-بتعمل أيه يا نوح
أجابها بخجل من فعلته قائلًا:-
-كنت بسمعه
تبسمت “عهد” بخفوت عليه وقالت بسعادة:-
-بس يا حبيبى دا لسه متكونش بتسمع أيه؟
ترجل من الفراش خجلًا ثم قال:-
-جومى يا عهد عشان تفطرى
ضحكت وهى تنزل من فراشها وتقول:-
-أنا ملاحظة أنك من ساعة ما عرفت أنى حامل بقيت مسئول تغذية يا نوح ومبتقولش حاجة غير يلا نأكل، هنأكل أيه، فين الأكل أنا كدة هبقى بطة على يدك
تبسم “نوح” وهو يحضر إلى صنية الفطار على السرير أمامها وقال:-
-كله عشان صحتك أنتِ والبيبى
تبسمت “عهد” وهى جالسة أمامه ويطعمها بيده لكن قطعهم صوت “رنين هاتفه وكانت والدته فأجاب عليها بجدية:-
-أيوة يا أمى
أخبرته والدته بمرض والده فقرر العودة للصعيد في الحال ليعود بها ووصل إلى غرفة والده وقبل يده بهدوء ثم قال:-
-الداكتور مشافكش ولا ايه؟
أجابته “سلمى” بضيق من عناد زوجها قائلة:-
-معاوزش يا نوح امال أنا أتصلت بيك ليه
وقف “نوح” من مكانه ثم قال:-
-مفيش الحديد دا أنا هروح أجيب الدكتور
خرج من الغرفة ثم نزل للأسفل ينادى على “خلف” بصوت قوي:-
-خلف ..يا خلف
دخل “خلف” من باب المنزل وقال:-
-أمرك يا جناب البيه
-هم يا خلف هات دكتور يكشف على الحج
أسرع “خلف” للخارج وخرج من المنزل بينما ألتف “نوح” لكى يصعد للأعلى ورأى وجه “فاتن” امامه تقف بأحراج شديد ليتجاهلها وهو يكبح غضبه بداخله وكاد أن يصعد الدرج لتقول:-
-نوح
ألتف إليها وهو يعض شفتيه السفلى بضيق وأمقنها بنظره لتقول:-
-أنا في ورطة يا نوح ولحالى
تنهد “نوح” بضيق شديد وقال:-
-روحى لولدك يا مرت عمى ما دام جوزك في السجن
-خالد ماشي مع المطاريد والمجرمين هروح له الجبل، أنت ولد أصول يا نوح أجف ويايا على ما أجوز أسماء والبت الحامل من خالد دى حرام أجولها تجتل الواد وهو لسه في بطنها ما هو روح
صاح “نوح” بغضب شديد قائلًا:-
-وعشان ولد أصول جيتوا عليا وعلى مرتى، وليه عشان الفلوس والأرض ملعون الفلوس اللى تغير النفوس وتشيل الأهل من بعضهم، عشان الأرض اللى خيرها مغرجنا كلنا مش واحد لحاله جوزك رفع سلاحه عليا ولو ستر ربنا وبنتك مكفهش ضرب مرتى لا كمان ضربتها بالنار وليه
خرجت “أسماء” من الغرفة على صوته وهكذا نزلت “عهد” من الأعلى و”سلمى” تمسك يد “على” ووقفوا يستمعوا إليه، جذب ذراع “عهد” بقوة ليجذب إليه وقال بأختناق:-
-حد فيكم يجولى مرتك أذيت مين فيكم بكلمة واحدة حتى ورب العزة لو جولتله أنها غلطت في حد فيكم بكلمة هجول حجكم اللى عملتوا فيها
نظرت “عهد” إليه بأحراج وقلق من غضبه وهو يصرخ بهم بغضب ناري، فتح باب المنزل ودلف “خالد” من الباب ليقول:-
-تعال يا ولد عمى وجولى أنا أذيتك في أيه عشان تخطف مرتى وتتهجم على دارى بالمطاريد
لم يجيبه أحد فألتف إلى “فاتن” بإستياء شديد وقال:-
- راجلك أهو يا مرت عمى لكن أنا متطلبيش منى حاجة لأن أنا بشر ولحم ودمى وسبحان من مصبرني على نار قلبى عليكم ودا بس لأن لسه فاكر اللى انتوا نسيتوا وأننا أهل
أخذ “عهد” وصعد للأعلى وتعلم أن بداخله غضب شديد وهو يتحمل فوق طاقته لتقول:-
-نوح
سار نحو الشرفة ينفث دخان غضبه بالخارج لتقترب “عهد” منه وتضع يدها على ظهره بلطف وقالت:-
-متعملش حاجة فوق طاقتك يا نوح ومتجيش على نفسك عشان أي حد
تنهد بتعب شديد من هذا الحديث وهذه العائلة ليتلف إليها ويتكأ على سور البلكونة ويحدق بها بعينيه ثم قال:-
-مجادرش أغفر
تبسمت “عهد” إليها ثم قالت بحُب:-
-إحنا بشر يا نوح وكلنا بنغلط لكن المهم نغفر ونعدى ولو اللى أذونا أهو عمك ربنا أنتقم لك منه وحورية في السجن خلاص هنظلم الأبرياء على جرائم الغير عشان بس من أهلهم، مرات عمك وأسماء مغلطوش فينا سامح وأغفر ولو مرات عمك محتاجة لك خليك في ضهرها وأوعى تنسي أنك كبير العائلة دى ولازم تبقى محايد
أومأ لها بنعم وألتف لينظر إلى الحديقة بصمت فأربتت “عهد” على كتفه بلطف..
___________________
تحدث “نوح” بغضب سافر قائلًا:-
-واا أنت مخك تخين يا عطيه
تحدث “عطيه” بضيق شديد من تصرفات هذه الفتاة ليقول:-
-أنا معنديش خلج يا نوح لعقليات البنات دى وبعدين الغيرة الزيادة دى مجرفة جوى يا عم
تأفف “نوح” بغضب سافر قائلًا:-
-تجوم مهمل خطيبتك أكدة في القاهرة وتعاود وهى غضبانة منك
قطع حديثهما صوت صراخ “تاج” وهى تركض نحوهما، وقف “نوح” وهو يحدق بها لتتشبث بملابسه بخوف شديد وتقول:-
-ألحجنى يا بيه
نظر إليها ثم إلى “خالد” الواقف هناك ويقول بصراخ:-
-بجى عاوزة تفضحينى يا بنت ****
تحدث “عطيه” بضيق من هذا الرجل وقال”:-
-ما تهدأ أكدة يا عم هتضرب حُرمة عشان خايف من الفضيحة مكنتش عملتها من الأول
صرخ به بأنفعال شديد قائلًا:-
-مالكش صالح يا عم عطيه، دا أنا هجطع خبرك
تشبث بذراع “نوح” بأرتجاف وهى تقول:-
-الله يخليك يا بيه ما تخليه يأخدنى دا هجتلنى والله
نفض “نوح” ذراعه عنها بضيق شديد ثم نظر إلى “خالد” وقال بجدية صارمة:-
-ما تهدأ يا خالد وأنت بتفرج علينا الخلج ومحدش هيفضحك غير عمايل دا
نظر “خالد” حواله ليرى الجميع يحدق به فقال بتهديد شديد:-
-ماشي متفكريش أن نوح هيحميكى منى يا بنت ****
غادر من أمامه بخجل من نظرات الجميع فألتف “نوح” إليها ليراها تبكى بقوة فتنهد بضيق شديد وهى سبب كل هذا ثم أخذها للمنزل وأعطاها إلى “عهد” وقال:-
-ديرى بالك عليها يا عهد لحد ما أشوف هعمل فيها أيه
أتاه صوت “فاتن” وهى تقول:-
-لا يا نوح ولدى لازم يكتب عليها أنا مهسيبش حفيد يتولد ولد حرام
رد “نوح” عليها بنبرة قوية صارخًا بها:-
-مش دى عمايل ولدك ربنا يصبرنى عليكم
أخذتها “عهد” وصعدت للأعلى فهتفت “فاتن” بهدوء شديد تقول:-
-ربنا يكرمك يا نوح ويريح بالك بس متهملنيش لحالى في المصيبة دى وأنا مهجدرش على خالد لحالى
تنهد بضيق شديد ثم أربت على كتفها بلطف وقال:-
-ربك يحلها من عنده
صعد إلى الأعلى ليرى والدته تخرج من غرفتها فسألها بقلق:-
-خلف جابلك الأشعة
أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-
-اه والحمد لله طمن قلبى وجالى أنه زين
تبسم غليها ثم دلف إلى غرفته ليرى “عهد” تتحدث في الهاتف مع “ليلى” تقول:-
-وبعدين يا ليلى هتفضلى كل حاجة تصغري عقلك كدة وبعدين الراجل مبيحبش الغيرة الزيادة بيحس انك بتخنقنى
أجابتها “ليلى” بضيق قائلة:-
-يعنى برضو طلعت انا اللى غلطانة في الأخر
تنهدت “عهد” بلطف ثم قالت بجدية:-
-مش فكرة مين اللى غلطان، أنتوا مش في حرب يا ليلى أنتوا بتبنوا بينكم سلام وحب ومودة ورحمة مش بتستفد طاقتكم كلهم في الخناق والزعل ومين يغلط ومين يصلح والنقطة هتنزل في خانة مين
صمتت “ليلى” ولم تجيب عليها فتابعت “عهد” بهدوء:-
-خلاص يا ليلى تعالى ونحلها سوا
أومأت إليها بالإيجاب ثم أغلقت معها فرأت “نوح” يجلس جوارها فقالت:-
-هتعمل أيه مع خالد
تبسم وهو يمسك يدها بلطف ثم قال:-
-ربك يسهلها يا عهد، المهم طمنينى انتِ عاملة أيه النهاردة
-الحمد لله يا نوح أحسن كتير، على فكرة عليا كلمتنى وقررت الفرح أول خميس في الشهر الجاى
حدق بها بعفوية ليقول بدلالية:-
-ربنا يتم عليها بخير، جوليلى بجى هتعاودى للشغل ميتى
نظرت “عهد” إليه بدهشة ثم قالت:-
-أنتِ أزاى كدة يا نوح
عقد حاجبيه بأستغراب شديد وسألها قائلًا:-
-واا كدة كيف؟
ألتفت إليه بعفوية وحدق بعينيه بحُب ثم تحدثت بنبرة هادئة:-
-يعنى عمرك ما أعترضت على شغل بل دايمًا بتشجعنى وواقف في ضهرى وكل ما أبعد عن شغلى أنت ترجعنى تانى
تبسم “نوح” عليها بنبرة هادئة ثم رفع يده ليضع خصلات شعرها خلف أذنيه وقال:-
-وأنتِ بتعملى حاجة عيب ولا حرام عشان اعارضك وأمنعك عن الحاجة اللى بتحبيها وبتسلي وجتك فيها ثم أنا مش راجل مُتخلف عشان أمنعك من شغلك تجومى تيجى عليا أنا وتجعدى تجولى زهجانة ومبتخرجنيش وتبدأ الخناجات ويانا
رفعت حاجبها إليه بضيق ليتابع الحديث بعد ان تبسم على حدتها ووجها العابس قائلًا:-
-ههه مجصديش يا حبيبة قلبى أنا خابر أنك أعجل الستات كلتها بس برضو منكرش أن شغلك بيشغلك عنى هبابة وأنا في شغلى
ضربت صدره بقبضة يدها بأغتياظ شديد لتقول:-
-بجى كدة يا نوح
ضحك “نوح” عليها ثم طوقها بذراعيه وهو يقول:-
-بهزر وياكى يا عمرى أنا، طب دا أنا عمرى محلايش إلا بيكى أنتِ يا وردة عمرى
تبسمت بخفة عليها ثم أسكنت بين ذراعيه سعيدة وقلبها يتراقص فرحًا لأجل هذا الرجل الذي هويته رغم شراسته وحدته، ليضع قبلة على جبينها وقال بلطف:-
-ربنا ما يحرمنى من وجودك يا سلطانة عمرى وعهدى اللى قطعته لربى وعمرى ما هخلفه لو على حياتى...
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات