رواية ورد الجناين حكيم وورد كاملة جميع الفصول

رواية ورد الجناين هي رواية رومانسية تقع احداثها بين حكيم وورد والرواية من تأليف ميمي عوالي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية ورد الجناين لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية ورد الجناين هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية ورد الجناين تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية ورد الجناين حكيم وورد كاملة جميع الفصول

رواية ورد الجناين من الفصل الاول للاخير بقلم ميمي عوالي

طلقنى ياحكيم
حكيم بذهول: أطلقك ! انتى اتجننتى ياورد ، طـ.ـلا.ق ايه اللى بتتكلمى عنه بعد السنين دى كلها
ورد بهدوء شـ.ـديد : وعشان خاطر السنين دى كلها بقوللك طلقنى
حكيم بغضب : ممكن تفهمينى ليه دلوقت
ورد وهى مازالت على هدوئها : اسمع ياحكيم ….السبب الرئيسى لجوازنا ، وده لو كان اسمه جواز فخلاص انتهى ، انت اهوه حبيت وهتتجوز وهيبقى لك حياتك ، انا كمان ..انا كمان فى حاجات كتير فى حياتى نفسى احققها ، وطول مانا على ذمتك مش هعرف احقق ده
حكيم بعصبية : وايه بقى أن شاء الله اللى مش هتعرفى تحققيه وانتى على ذمتى يا ورد
لتنظر ورد بعينى حكيم وعيناها تحمل بعض العتاب والألم وتقول : عاوزة احضر الرسالة بتاعتى ،عاوزة اروح البعثة ، اقوللك …… عاوزة احب واتحب ياحكيم ، عاوزة اعيش ، عاوزة يبقى لى زوج بجد وأسرة وأطفال ، انا مش مصدقة انك انانى كده ، انا عمرى ما وقفت فى طريق سعادتك حتى لو على حسابى، ليه انت واقف فى طريقى وطريق مستقبلى
لينتفض حكيم من مكانه صائحا : انتى اتجننتى ….عاوزة بعد جواز كل السنين دى ..تروحى تتجوزى وانتى لسه بكر ، انتى عاوزة تفضحينى ، عاوزاهم يفكروا انى مش راجـ.ـل
ورد ببرود وهى بتحاول تدارى و.جـ.ـعها : ومين اللى هيعرف حاجة زى دى
حكيم : انتى بتستهبلى ، يعنى ايه مين اللى هيعرف ، ده انا هبقى لبانة على لسان الكل ، وابويا لما يعرف انى كدبت عليه السنين دى كلها ، هيعمل ايه ويقول ايه
ورد وقد بدأ الغضب يتملك منها : وانا مش عشان انانيتك هعيش متراهبنة طول عمرى ، لأ ياحكيم ...انا كمان من حقى انى اعيش زيك بالظبط
ليجذبها حكيم فجأة ويسحبها إلى غرفته وهو يقول : يبقى انتى اللى حكمتى على نفسك … مش انتى عاوزة تتطلقى وتعيشى حياتك ، انا بقى هعمللك اللى انتى عاوزاه ، بس على مزاجى انا
ليأخذها حكيم غـ.ـصـ.ـبا وان كان دون اى مقاومة من ورد ولكنها كانت كمن شلتها الصدmة ولم يكن يتحرك منها سوى عينيها ودmـ.ـو.عها ، وعنـ.ـد.ما انتهى منها ونظر بعينيها للمرة الأولى هاله ما رأى فقد وجدها تنظر إليه بعينين حمراء كالدmاء تملأها الدmـ.ـو.ع والعتاب والألم ، ليستوعب حكيم مافعله بورد الصغيره التى تكاد تكون قد شبت على يديه ليقترب منها محاولا الاعتذار على مافعله ولكنها أغمضت عينيها ونهضت من مكانها وهى تحاول لملمة غطاء الفراش من حولها ، ونهضت وهى تتسند على الحائط والارائك حتى وصلت إلى غرفتها وقبل أن تغلق بابها عليها قالت له دون أن تنظر إليه : متهيألى كده لما تطلقنى ماحدش هيقدر يجيب سيرتك بكلمة ، انا عاوزة ورقة طـ.ـلا.قى تبقى معايا الصبح عشان اقدر اجهز ورق السفر …. وااه مبروك على الجواز ..ربنا يهنيك
ليجلس حكيم وهو يعبث بشعره ويلعن نفسه تحت أنفاسه على مافعله ، ولكن فات اوان النـ.ـد.م وان كان من الممكن جبر بعض الكسور إلا أن البعض الآخر لا يصلح جبره
فى صالة السفر بمطار القاهرة الدولى ، تستعد ورد للسفر إلى لندن لاستكمال دراستها وإتمام بعثتها العلمية ليلحق بها حكيم قبل الصعود على متن الطائرة لتسمع نداءه
حكيم : ورد
لتلتفت ورد على صوته ولكنها تظل ثابتة مكانها حتى أتى إليها وعنـ.ـد.ما وقف أمامها قال : ماقدرتش امنع نفسى أنى اجى اودعك
لتنظر له ورد فى صمت دون أن تتحدث إليه ليقول مرة أخرى : انا عارف انى ظلمتك وعارف انك ماسامحتينيش ...لكن عارف ان قلب ورد عمره مابيفضل زعلان من حكيم كتير ، سامحيني ياورد ،انا فعلا كنت انانى فى اللى عملته ، بس مش عاوزك تبعدى وانتى غضبانة منى بالشكل ده
ليستمعوا إلى النداء الاخير للصعود للطائرة لتلتفت ورد لتتجه إلى الطائرة وهى تهمس قائلة : ياريت انت كمان تسامحنى
حكيم : اسامحك ! ده انتى احلى حاجة حصلت فى حياتى ياورد الجناين، بس انا كنت غبى واعمى وماعرفتش قيمتك من بدرى ...سامحيني
لتنظر له ورد نظرتها اللائمة التى قد اعتاد عليها من مدة طويلة وقالت : ربنا يسامحنا كلنا ياحكيم
ومضىت فى طريقها تاركة إياه يلوم نفسه على سنوات ضاعت وعلى عمر اخر سوف يضيع فى البعاد
على الطائرة وبعد إقلاعها تنظر ورد من نافذتها على بلدها وهى تبتعد عنها ودmـ.ـو.عها تغرق عينيها كالشلالات وتربت بيدها على بطنها هامسة.. أن شاء الله هنبقى بخير ، وراحت تتذكر كل ما قد كان
فقد كانت ورد وحيدة أبويها خليل ونوارة والتى انجبوها بعد معاناة شـ.ـديدة ومشاكل اكبر ، فكانوا من أعيان الصعيد ، وكم من مرة حاول الجميع أن يقنع خليل بالزواج من أخرى حتى ينجب له من يحمل اسمه خاصة أن الجميع كان يعلم أن المشكلة والمانع من نوارة ولكنه كان يرفض بشـ.ـدة ، فنوارة كانت ابنة خالته الحبيبة اليتيمة التى عين نفسه الحمى والسند من أجلها ، ولكن مشيئة الله كانت فوق الجميع فعنـ.ـد.ما أتت ورد اخيرا كانت بعد عشرون عاما من العناء والمحاولات وكان والدها قد تخطى الخمسون من عمره وامها كانت قد تخطت الخامسة والأربعون ولسنها الحرج ، كان الحمل غاية فى الخطورة وقد عانت كثيرا فى شهوره وما أن اتتها آلام الولادة حتى علم الجميع أنها لن تنجو منها وبالفعل لم تعد إلى بيتها مرة أخرى ، فقد عاد والدها محتضنا إياها حزينا على فراق زوجته ، ويسأل نفسه هل سيكفى عمره أن يربى ابـ.ـنته حتى يطمئن عليها أم أن سنوات عمره الباقية ستنقضى سريعا ويتركها دون اب او ام وتعيش يتيمة كأمها….وقتها أوصى أخاه الاصغرعتمان والذى كان يصغره باحدعشرعاما ، اوصاه عليها بأن يراعيها كابـ.ـنته ، وكان يعلم أن زوجة أخيه طيبة القلب حنونة سوف تحتويها وقتما يحدث قضاء الله
وقد كان ...فلم تمض سوى خمس سنوات واختطف المـ.ـو.ت خليل ، لتنتقل ورد إلى كنف عمها عتمان والذى كان مع قوة شخصيته يتمتع بحنان كبير كزوجته حكمت والتى كان يحبها ويكن لها احتراما كبيرا حتى أنه قد أسمى ابنه حكيم كناية عن اسمها والذى كان يبلغ من العمر خمسةعشر عاما عند وصول ورد إلى منزلهم بعد وفاة عمه ولديهم أيضا صفية الاخت الصغرى لحكيم والتى تكبر ورد بسبع سنوات ، ولكن بوصول ورد إلى منزل عمها كان الجميع يتعامل معها كقطعة الحلوى المغلفة وكانت مدللة الجميع ، واهتم عمها بتعليمها كما اوصاه أخاه ، وكان حكيم وصفية يقدmان لها كل الدعم ، وخاصة حكيم الذى كان يدللها كأنها ابـ.ـنته وكان دائما يناديها بورد الجناين ،والتى كانت تسعد عند سماعها لهذا اللقب من الجميع عامة ولكنها كانت تسعد أكثر بكثير عند سماعها اياه من حكيم خاصة
وكم كان حـ.ـز.نها عنـ.ـد.ما أصر حكيم على الذهاب للقاهرة والاستقرار فيها ، فقد اتفق مع صديق له على افتتاح مكتبهم الخاص للمحاماة ، ولكن حكيم وعدها بأنه سيحادثها كل يوم وسيقوم بمراجعة دروسها معها على الهاتف وسوف يأتيها كلما استطاع أن يوفر وقتا لذلك
كان دائما يشجعها فى دراستها وتفوقها الشـ.ـديد الذى كان يحسدها عليه الجميع حتى كانت نتيجة امتحاناتها بالثانوية العامة والتى حصلت على مجموع يؤهلها لدخول كلية الطب جامعة القاهرة ليبدأ التحول بمحور حياتها
فلاش باك
ورد ببكاء: بقى بعد كل التعب ده ياعمى مش عاوزنى اروح الجامعة
عتمان : ياحبيبتى انا ماقلتش كده ابدا ، انا بس مش هقدر ابدا اسيبك تروحى تقعدى لوحدك فى مصر
ورد : طب ماهو حكيم هناك ...هياخد باله منى
لينظر لها عتمان بسعادة وكأنه قد وجد مصباح علاء الدين فينهض من مكانه آخذا ورد باحضانه وهو يربت على كتفيها ويقبل جبينها قائلا : خلاص يا ورد ..سيبينى بس النهاردة افكر ازاى ممكن اعمللك اللى انتى عاوزاه بس على شرط
لتتعلق ورد بعمها قائلة بلهفة : اؤمرنى ياعمى
عتمان : اللى اقول عليه يتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش
ورد : وانا من امتى بكـ.ـسرلك كلمة ياعمى
عتمان وهو يربت على أكتافها : هى دى ورد بـ.ـنتى حبيبتى
ليعرض عليها عمها فى اليوم التالى زواجها من حكيم والسفر معه إلى القاهرة ، وكم كانت سعادتها وقتها لمكوثها مع حكيم فى منزل واحد حتى أن سعادتها بهذا الأمر قد تغلب على سعادتها بدخول الجامعة
وقد أقام لهما عمها زفافا يليق بعائلتهم ومنزلتهم الاجتماعية والمالية ، واصر حكيم على سفرهم إلى القاهرة ليلة زفافهم وهى برداء زفافها ورفض أن يظل ساعة واحدة ، وأقنع أباه بأن ورد مازالت صغيرة وأنه لا يريد أن يخيفها أو يضغط عليها بتقاليدهم المعتادة ، ولحب عتمان الشـ.ـديد لورد وافق على طلب حكيم وقاموا بتوديعهم بالزغاريد والبهجة الشـ.ـديدة
وما أن دخلت ورد إلى شقة حكيم حتى واجهها حكيم بكل ما يخبئه فى صدره قائلا : تعالى ياورد اقعدى
لتجلس ورد بخجل شـ.ـديد وهى ترسم أحلاما وردية بخيالها ولكنها تنتبه لكلام حكيم الذى قال : طبعا انتى عارفة أنا بحبك قد ايه وبعتبرك زى صفية بالظبط
لترفع ورد وجهها إليه منتبهه لبقية حديثه والذى استكمله قائلا : انا زى مانتى عارفة يهمنى جدا مستقبلك ، وحـ.ـر.ام بعد تعبك ده كله مـ.ـا.تدخليش الكلية اللى نفسك فيها ، وعشان كده لما ابويا كلمنى واتفقنا على جوازنا وأنه هيبقى متطمن عليكى وانتى معايا ...مااعترضتش ، لان فعلا ماكانش ينفع ابدا انك تيجى تقعدى لوحدك حتى لو انا معاكى فى نفس البلد ، وعشان كده احنا اتجوزنا ، طبعا هيبقى جواز على الورق بس ..مـ.ـا.تخافيش ...مش هيحصل بينا حاجة ، انتى اختى وهنفضلى كده طول عمرك ومن بكرة أن شاء الله هنروح نقدm لك الورق بتاعك فى التنسيق
لتنظر له ورد بابتسامة مهزوزة قائلة : انا مش عارفة اشكرك ازاى ياحكيم
حكيم بابتسامة : تشكرينى بانك تتعودى تعتمدى على نفسك بسرعة وتجتهدى وتنجحى كل سنة بتقدير عالى
لتومئ ورد برأسها فيقودها حكيم إلى إحدى الغرف وهو يقول : ودى ياستى اوضتك، وعاوزك لو احتجتى تغيرى فيها اى حاجة تقوليلى وانا هعمللك كل اللى انتى عايزاه
ورد بنفس ابتسامتها المهزوزة : اللى انا عاوزاه دلوقتى انى انام
حكيم : طبعا ياحبيبتى ادخلى ياللا وانا هجيبلك الشنط بتاعتك ، واوضتك فيها حمام مخصوص ،عشان تبقى براحتك ومـ.ـا.تتكسفيش
لتمر الايام وحكيم يهتم بجمبع امورها ويتعامل معها حقا على أنها شقيقته الصغرى ، وورد بالمقابل تبادله نفس الاهتمام والمعاملة ، ولكن ما كان فى القلب مازال بالقلب فما زال حكيم فارس أحلامها دون منازع ، وكانت تحيا على أمل أن تتغير نظرته لها فى يوم ما
وكانت تنجح عاما بعد عام بامتياز مما جعلها دائما فخرا لحكيم ولجميع العائلة ،الى أن تخرجت فى السنة النهائية بامتياز مع مرتبة الشرف ليتم ترشيحها لبعثة بانجلترا لمدة ثلاثة أعوام لتحصل على الماجيستير والتحضير للدكتوراه لتعود إلى المنزل وهى ترسم بمخيلتها رد فعل حكيم على هذه الأخبـ.ـار وعنـ.ـد.ما دلفت إلى داخل الشقة تفاجئت بجلوس حكيم بالشرفة وهو يحتسى فنجانا من القهوة لتعلم على الفور أن هناك أمرا ما يشغل باله بشـ.ـده ، فهى عادته التى علمتها عنه طوال هذه السنوات ، لتذهب إليه بهدوء لتلقى السلام ليخرج حكيم من شروده وهو يتفحص ملامحها سائلا إياها : ايه الاخبـ.ـار ...فرحينى
ورد بسعادة وابتسامة هادئة : كالعادة ياحكيم ..الحمدلله امتياز مع مرتبة الشرف
حكيم بابتسامة يبدو عليها الاضطراب : الف مبروك ياورد الجناين
ورد بابتسامة : بقالك سنين ماقلتهاليش
ليستند حكيم على سور الشرفة وهو ينظر للخارج قائلا : سامحيني ياورد
ورد : على ايه حكيم
ليتنهد حكيم بشـ.ـدة ثم ينظر لورد سائلا إياها : انتى عارفة أنا عندى دلوقتى كام سنة
ورد باستغراب : عندك ٣٥ سنة
حكيم : و ده ما لافتش نظرك لحاجة
ورد وقد بدأ قلبها يشعر بأن حكيم سيلقى عليها ما يعكر صفوها : قول اللى انت عاوز تقوله على طول ياحكيم
حكيم بابتسامة : من وانتى لسه بضفاير وشرايط ..كنتى اكتر واحدة بتفهمينى من غير ما اتكلم
ورد : كل اللى فهمته دلوقتى انك عاوز تقوللى حاجة ومش عارف تبتدى منين ..وانا اهوه بقوللك اتكلم وانا سامعاك
حكيم : انا بحب ياورد
ورد بذهول : بتحب !
حكيم : ايه مش من حقى انى احب واتحب
ورد وهى تحاول السيطرة على تعبيرات وجهها : مين يا حكيم
حكيم ببعض التردد: مها زميلتنا فى المكتب
ورد بدهشة : دى ماكملتش شهرين معاكم
حكيم : شـ.ـدتنى من اول ماعينى وقعت عليها
ورد بذهول وصوتها يكاد أن يكون همسا : دى عكس كل اللى انت ربتنى عليه
حكيم : وعشان كده شـ.ـدتنى وعندى رغبة شـ.ـديدة انى اغيرها، واخليها زى مانا عاوز ، واتجوزها وابنى بيت واخلف واعيش طبيعى بقى
ورد وهى تكاد تستطيع التنفس : طلقنى ياحكيم
عودة
راحت ورد تمسح دmـ.ـو.عها التى لم تتوقف منذ بداية تذكرها ، وتذكرت أيضا طريقة حصوله عليها ، وكم كان عنيفا فى بدايته وتحول فجأة بعد مجرد لحظات الى منتهى الرقة ، ولكن قلبها لم يسامحه ابدا ، ليس على استباحتها التى انتظرتها سنوات ولكن بأسلوب حالم ، ولكنها لم تسامحه على خيانة قلبه لها
فقد كانت تعتقد أن بمرور السنوات سوف يرى حبه بعينيها ليبادلها عشقا بعشق، ولكنه لم يراها ابدا أكثر من أخته الصغيرة
ولم تسامحه أيضا على انانيته عنـ.ـد.ما قرر أن يتزوج ويمارس حياته ويتركها هى على وضعها ، فلا هى زوجة ولا هى حرة
ولكنها أيضا لم تسامح نفسها على كتم سرها عنه ، فعنـ.ـد.ما علمت بحملها صارحت به عمها وزوجته فقط واستحلفتهم بالله أن لا يعلم حكيم شيئا عن حملها حتى لا يوقف مشروع زواجه من مها ، وانها لن تكون سعيدة ابدا إذا ردها لعصمته لمجرد حملها فقط
وعنـ.ـد.ما ثار عمها وزوجته اضطرت ورد أن تصارحهم بحقيقة زواجهم من البداية حتى صار ما صار ، ولكنها أوضحت لهما كم أن حكيم وقف بجانبها وساعدها وأنه لم يجـ.ـر.حها أو يخلو بها يوما واحدا ، وأنه فعل ما فعل معها فى النهاية خـ.ـو.فا على رجولته وسمعته
وترجتهم كثير الترجى أن يوافقاه على مارسم لحياته وزواجه من مها فكفى ضياعا لعمره
وكم بذلت من مجهود جبـ.ـار حتى رضخ عمها وزوجته لمطلبها وسفرها بمفردها وهى تحمل باحشائها قطعة من حكيم لا تدرى أن كانت ستكون ذكرى لحبها ام ذكرى لاستباحته إياها تلك الليلة
بعد صعود ورد إلى الطائرة غادر حكيم المطار متجها الى مكتبه وهو يشعر أن جزءا من قلبه قد غادره مع مغادرة ورد
فبعد تلك الليلة .. تغير شئ ما بداخله لا يعلم ماهيته ، لم يعد يستطيع البعد عن التفكير بورد ، ولم يستطيع أن يعود لاحساسه القديم بها كأخته صفية كما السابق ، فلم يعد يستطيع أن يراها ورد الصغيرة ، لم يعد يستطيع ألتغافل عن دقة قلبه الغريبة التى يشعر بها وقت أن تأتى ورد على خاطره ، بل عنـ.ـد.ما يرى صحبة من الورود حتى وإن كانت صورة على غلاف مجلد
لا يدرى ماحدث له ، أصبح مشوشا ، غاضبا معظم وقته ، أصبح كمن ضاع منه شئ ثمين فقد الأمل فى العثور عليه
وعنـ.ـد.ما وصل إلى مكتب المحاماه اتجه إلى غرفة مكتبه مباشرة دون الحديث مع أحد ليقف وراء نافذته يراقب حركة السير حتى سمع طرقات على الباب ووجد مها تدخل إليه دون أن يسمح لها بالدخول كما اعتادت أن تفعل مع الجميع
مها : كنت فين كل ده ياحكيم ومابتردش ليه على تليفونك ، انا وإسماعيل بـ.ـنتصل بيك من بدرى
لينظر إليها حكيم بنظرة متفحصة وكلمـ.ـا.ت ورد ترن فى أذنيه(دى عكس كل اللى انت ربتنى عليه)
فمها إنسانة متحررة للغاية ، لا تضع حدودا فى التعامل بينها وبين أحد ممن تعرفهم من الجنس الآخر ، صوتها عالى دائما ، ملابسها ليست عارية ولكنها أيضا ليست محتشمة ، فدائما مـ.ـا.ترتدى مايفصل جسدها ، تغطى رأسها بوشاح يشف شعرها وجسدها ، بل ونحرها فى بعض الأوقات ، جريئة هى ..واثقة بنفسها ..طموحة لابعد الحدود
وتذكر فى المقابل كيف أنه ربى ورد على الصوت الهادئ والملبس المحتشم ، وكيف عودها من نعومة أظافرها أن يكون تعاملها مع الجنس الآخر فى أضيق الحدود وللضرورة القصوى
ليستفيق من أفكاره على صوت مها التى تقول وهى تقترب منه حتى كادت أن تلتصق به وتضع يدها على كتفه : ايه روحت فين ، عمالة بكلمك وانت مش معايا خالص
ليبتعد حكيم عنها بسرعة ويذهب للجلوس وراء مكتبه قائلا : كنت فى المطار
ليتلون وجه مها بالغضب لتقول : برضة روحتلها يا حكيم ...احنا مش هنخلص بقى من الموال الزفت ده
حكيم بحزم : لما تتكلمى عن ورد ...تتكلمى بأسلوب احسن من كده يامها ، ومـ.ـا.تنسيش أنها هتفضل طول عمرها بـ.ـنت عمى
مها وهى تحاول معرفة ما بداخله : حاسة أن الموضوع اكبر من كده ياحكيم ، ومـ.ـا.تنساش انك لغاية دلوقتى ماجيتش اتقدmتلى رسمى
حكيم متنهدا : اول ما الاقيكى خدتى خطوة ..اكيد هتلاقينى انا كمان اتحركت
مها : انا اللى هاخد خطوة برضة ياحكيم ، ليه أن شاء الله! هروح اخطبك من العمدة
لينهض حكيم غاضبا وهو يضـ.ـر.ب بيده على ظهر مكتبه : احفظى ادبك يامها وانتى بتتكلمى معايا واياك اسمعك بتتكلمى معايا بالاسلوب ده مرة تانية ، ثم عمدة مين اللى انتى بتتريقى وانتى جايبة سيرته ده ، انا ابويا عمره ماكان عمده ، لكن مقامه فى بلدنا أعلى من اى عمدة ، وحتى لو ماكناش اغنيا، احترام ابويا وأهلى من احترامى ...فاهمة واللا لا
مها وهى تحاول تلطيف الأمر : انت ليه أخدتها كده ياحكيم ، انا مش قصدي طبعا كل ده ، ثم اقتربت منه وهى تكمل : واضح أن فى حاجة مضايقاك ، احكيلى ياحبيبى ايه اللى مضايقك
ليبتعد عنها حكيم مرة أخرى وهو يصيح بوجهها : انتى اللى مضايقانى يامها
مها بصدmة : انا ياحكيم ..انا عملت ايه
حكيم بتنهيدة ،: ماعملتيش يامها ، وده اللى مضايقنى
مها : انا مش فاهمة حاجة
حكيم وهو يحاول تهدئة نبرة صوته : هو انا مش سبق واديتلك الشهر اللى فات عشرتلاف جنية عشان تجيبى لبس مناسب غير لبسك ده
مها وهى تدعى الحـ.ـز.ن : انت بتعايرنى ياحكيم
حكيم وهو يزفر أنفاسه : اسمعى يامها ، دى خامس مرة اديكى فلوس عشان الموضوع ده ومابتنفذيش وكل مرة بحجة ، مرة تعب ماما وعلاجها ومرة اتسرقوا منى ،ومرة اصل اخويا شافهم معايا واخدهم غـ.ـصـ.ـب عنى واخر مرة أصل مش عارف بابا احتاجهم فى ايه ….ياترى بقى المرة دى حجتك ايه
مها بغضب : ده انت عاددهم عليا بقى ، انا ماكنتش اعرف انك بخيل كده
حكيم بدهشة : بخيل ! خمسين ألف جنية خلال اربع شهور وبخيل
ثم اقترب منها قائلا بحزم : ماشتريتيش الهدوم ليه يامها
مها بغرور: مافيش حاجة عجبتنى
حكيم بذهول : نعم ، معلش قولى تانى كده
مها بلجلجة : نزلت اشترى وماعجبنيش حاجة ،المواصفات اللى انت عاوزها بلدى اوى وفلاحى ، مش الاستايل بتاعة
حكيم : واستايلك بقى اللى هو المحزق الملزق اللى انتى لابساه ده مش كده
مها : دى حياتى وانا زى مانا كده ياحكيم ، ولازم تقبلنى زى مانا
حكيم : ولو ماقبلتش ؟
مها : تبقى مابتحبنيش
حكيم : يبقى انتى كمان لما جبتى وقلتيلى انك معجبة بيا وبتحبينى وانتى كنتى عارفة انى متجوز ، ورغم ذلك كنتى عاوزانى ارجع ورد تعيش فى البلد ..ماكنتيش بتحبينى
مها : لا طبعا كنت بحبك بس بغير عليك
حكيم : طب وانا كمان بغير عليكى وانتى بشكلك ده ومش عاوز اللى رايح واللى جاى يتفرج عليكى وعلى جـ.ـسمك اللى متفسر ده
مها بتذمر: بس انا بحب دايما ابقى جميلة فى عيون الكل
حكيم بنفاذ صبر : الكل ….الكل يامها …. انتى مابتحاوليش تعملى اى خطوة ولا تبذلى اى مجهود ، عاوزانى انا اللى على طول اقدm تنازلات وانتى تاخدى وبس
انا اسف يامها ...مش هقدر ، ماعنديش اى استعداد انى ابقى خيال راجـ.ـل ، من هنا ورايح احنا مجرد زملاء وبس ، وكفاية عليا خساير لحد كده
مها بعصبية : كل ده عشان الخمسين ألف جنية
حكيم : ياريتها جت على الفلوس وبس ، لكن للاسف اللى ضاع اغلى بكتير
لتنظر له مها كالابلة بغضب ثم التفتت وتذهب إلى الخارج وهى تدق بقدmيها الأرض غضبا
وبعد أن خرجت مها وتركت الباب مفتوحا دخل اسماعيل إلى حكيم واغلق الباب خلفه وهو يقول : انت جيت امتى ، انا كلمتك كذا مرة
حكيم محاولا نسيان ماحدث : مابصيتش فى تليفونى ،كان فى حاجة مهمة واللا ايه
اسماعيل : كان جايلنا قضية جديدة وكنت عاوزك تقعد مع الموكل وتناقشه فيها
حكيم : معلش يا اسماعيل انا عارف انى متقل عليك اليومين دول ، بس اوعدك انى هفوقلك واعمللك اللى انت عاوزة
اسماعيل : روحت لورد
حكيم متنهدا : أيوة
اسماعيل : ايه اللى جد خلاك مهموم اوى كده
لينظر حكيم إلى صديقه قائلا : مش عارف يا اسماعيل ، حاسس انها خدت دقة من قلبى معاها
اسماعيل محاولا المرح : طب الحمدلله انها دقة واحدة ..يعنى هتعيش اهوه
ليقف حكيم ويتجه إلى نافذته مرة أخرى وقال : تصدقنى لو قلتلك انى مش قادر اتنفس ، حاسس انى مخـ.ـنـ.ـوق ، حاسس ان دقات قلبى ناقصة ، خايف عليها اوى
اسماعيل : ده لأنها طول عمرها تحت عينك وكنت دايما مسئول عنها ، بس صدقنى ، ورد بمـ.ـيـ.ـت راجـ.ـل
حكيم : مش ده اللى مخـ.ـو.فنى
اسماعيل : اومال ايه اللى مخـ.ـو.فك
حكيم : خايف تقابل راجـ.ـل يحسسها بحبه .. فتحبه
ليزوى اسماعيل مابين حاجبيه وهو يقول بدهشة : ايه يا حكيم ...انت حبيتها واللا ايه
ليصمت حكيم فيكمل اسماعيل : يعنى جاى تحبها بعد مـ.ـا.تنفصل عنها ، ماهى كانت بين ايديك
حكيم : الظاهر انى كنت غرقان لشوشتى من زمان ..بس انا اللى كنت غبى واعمى ومش فاهم
اسماعيل : طب و مها
حكيم : تصدق انى اكتشفت أن عمرى ماحبيتها ، مها بالنسبة لى كانت زى التحدى واكتشفت انى خسرت التحدى ده وانى كمان مش اده ، مها مختلفة عنى تماما وكنت فاكر أنها لما جت قالتلى أنها بتحبنى أن عندها استعداد أنها تتنازل وتتغير زى مانا كنت بتنازل عن حاجات كتير مهمة اوى عشانها ، وللاسف انا اللى ابتديت بالتنازلات وهى …..هى قالتلى اسفة ماينفعش
بس تصدق ...مازعلتش ولا اتضايقت من حاجة قد مازعلت من نفسى على اللى عملته مع ورد
وافتكرت الليلة إياها واكتشفت أن غضبى وغلى ماكانش على منظرى ولا رجولتى زى ماقلتلها لأ ...لكن كان من تخيلى ليها وهى بتحب راجـ.ـل تانى وبتديله عمرها
كانت دايما بتبصلى بنظرة فيها لوم وعتاب وانا كنت غبى ومش عارف أفسر نظرتها دى ، أنا متأكد أن ورد بتحبنى زى مانا بحبها لكن برضة متأكد انها لا يمكن تسامحنى على اللى عملته
اسماعيل وهو يربت على كتف صديقه : اللى بيحب بيسامح ياصاحبى ، وعشان تبقى تصدقنى بعد كده
لينظر له حكيم يتساؤل ، فيقول اسماعيل : مـ.ـا.تنساش انى حذرتك كتير من مها وانت كنت فى وادى تانى
حكيم متنهدا : وادينى دفعت التمن غالى اوى
اسماعيل: الايام بتنسى ، اصبر ، يمكن يكون ربنا كاتبلنا فى اللى جاى خير
………………………
بعد مرور شهر على وصول ورد إلى لندن ، تستقر بالجامعة وتقيم مع زميلة لها بنفس جامعتها ولكنها تخصص آخر فورد تدرس جراحة الأعصاب ، أما زميلتها نور فهى تدرس علم البرمجيات
وسرعان ما انـ.ـد.مجت ورد مع نور وكونا صداقة جميلة برعاية الغربة والوحدة ، وكانت ورد تهاتف عمها بانتظام مساء كل ليلة جمعة ، ويجمعها البكاء مع زوجة عمها التى يعتريها القلق الشـ.ـديد على حملها وهى وحيدة وطلبت منها زوجة عمها أن تتحدث الى نور وبالفعل تحدثت إليها وأخذت توصيها على ورد وجنينها ووعدتها نور أن تظل دائما ملاكها الحارس
حتى جاء موعد ولادة ورد التى نقلتها نور على الفور إلى أحد المشافى ولم تتركها حتى وضعت مولودتها وعادت بها مرة أخرى إلى منزلهم تحت رعايتها
نور وهى تعدل وضع نوم ورد وتناولها طعامها : بس انتى لسه ماقلتيليش هتسمى القمراية دى ايه
ورد بابتسامة : هسميها نوارة
نور بسعادة وهى تصفق بيديها : الله ، كناية عن أسمى مش كده
ورد ضاحكة : كان نفسى اكدب عليكى واقول لك ااه ...بس مسيرك تعرفى الحقيقة فى يوم من الايام
نور بإحباط وهى تمد شفتيها بامتعاض : وايه هى بقى الحقيقة دى
ورد بابتسامة : ده اسم امى الله يرحمها
نور : الله يرحمها ويخليلنا نوارة الصغيرة القمراية دى ...بس شكل مين ياورد ، مش شكلك خالص ..مش واحدة منك غير لون شعرك
ورد بشرود حزين : شكل باباها
لتصدر نور صفيرا عاليا وتقول ،: ده واضح انه مز اوى
ورد وهى مازالت على شرودها وكأنها تتذكر كل ماقد كان : كفاية أنه راجـ.ـل
نور : حبيتيه
ورد : اكتر من روحى
نور باستغراب : اومال اتطلقتوا ليه
ورد وهى تحاول تغيير الحديث : الحب مش دايما بيبقى كفاية ، وبعدين انتى هتاكلينى واللا هترغى
نور : أيوة استعـ.ـبـ.ـطى استعـ.ـبـ.ـطى , انتى بس بتغيرى الموضوع وانا هعديهالك بمزاجى
ورد ضاحكة : ماشى يا ام العريف ، بس انا عاوزة اخلص اكل بسرعة عشان اكلم عمى ، النهاردة معاد مكالمتهم
نور : كلى بس الاول ومـ.ـا.تقلقيش انا فاكرة
وبعد انتهاء ورد من طعامها تقوم بـ.ـارضاع صغيرتها وتصويرها على هاتفها وتقوم بإرسال الصور الى عمها وزوجته ثم تقوم بمهاتفة عمها
عتمان : اتأخرتى عليا المرة دى ياورد طمنينى عليكى يا بـ.ـنتى
ورد : احنا بخير ياعمى مـ.ـا.تقلقش علينا
عتمان : وانتى مش محتاجة حاجة يابـ.ـنتى
ورد بابتسامة : محتاجين دعاك بس ياعمى ادعيلى وادعى لنوارة
عتمان : هى مش اسمها نور
ورد بمرح : جرى ايه ياعمى مش تركز معايا كده ...نور تبقى زميلتى لكن نوارة ….. نوارة تبقى حفيدتك ياحاج عتمان
لينتفض عتمان من مجلسه وهو يتقافز فرحا رغم تقدm عمره قائلا : الله اكبر.. الله اكبر ..حمدالله على السلامة ياقلب عمك ..انتى ونوارة اللى نورت الدنيا كلها
لتدخل حكمت على صوت زوجها العالى وهى تستفسر عن سبب سعادته البالغة ليقول : بقيتى جده يا ام حكيم ...ورد قامت بالسلامة وجابتلنا نوارة
ليسمعا صوت شئ ما وقع متهشما على الأرض ليلتفتوا إلى مصدر الصوت ليجدوا حكيم يقف والصدmة تعلو وجهه وقد وقع فنجان قهوته ارضا وصار هشيما
عقدت المفاجأة لسان عتمان وحكمت وهم يتبادلون الأنظار مع حكيم الذى التمعت عينيه بنظرة لم يفهم والديه اى معنى له فى حين تقدm منهم حكيم والتقط الهاتف من يد والده ووضعه على أذنه قائلا بصوت شجى: انتى كنتى حامل
لنعقد المفاجأة لسان ورد لبرهة ، ليعود حكيم للتحدث قائلا بهمس : ليه ماقلتيليش ياورد
ورد وقد عاودها الحنين لحب عمرها : ماكانش ينفع ياحكيم
حكيم باستجداء : ليه
ورد بشجن : انت اخترت
حكيم : ولو قلتلك انى فقت وعرفت أن اختيارى كان غلط ، وانى قلبى كان عارف صاحبته من زمان ..بس انا اللى ماكنتش واخد بالى وما حسيتش غير بعد مابعدتى عنى
ورد وهى تتذكر كل ماقد كان وكل ماقاله لها حكيم وما فعله آخر ليلة جمعتهم سويا لتغمض عينيها وهى تقول : خلاص ياحكيم ، ماعادش منه داعى الكلام ده ، احنا كل واحد فينا عرف طريقه
حكيم : لأ ياورد ….انا سيبت مها ، لانى اكتشفت انى مابحبهاش زى ماكنت فاكر ، انا كنت موهوم بحبها ، انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
وعنـ.ـد.ما لم يأتيه اى رد نظر للهاتف بيده ليكتشف أنها قد قطعت الاتصال ، حتى أنه لم يدرى أسمعت حديثه للنهاية ام لا
والتفت إلى والديه معاتبا وقال : ليه ...ازاى تخبوا عليا حاجة زى دى
ليجلس والده وهو يحنى رأسه بينما قالت حكمت : طلبت مننا مانقللكش عشان مـ.ـا.تلغيش جوازك من مها ، وقالت انها مش عاوزة تبوظلك حياتك اكتر من كده
حكيم ببعض الغضب : تقوموا تكدبوا عليا
لينهض عتمان غاضبا وهو يقول : مين اللى كدب على مين يا حكيم ، احنا اللى يادوب نفذنا رغبة البـ.ـنت اليتيمة اللى سلمتهالك أمانة وانا كنت فاهم انك هتصونها ، واللا انت اللى كدبت علينا كلنا طول السنين دى وانت مفهمنا انكم زى اى اتنين متجوزين واتاريكم كنتم زى الاخوات
لتتسع عينا حكيم بدهشة وهو لا يعلم ماذا قصت عليهم وما التفاصيل التى علموا بها عنهما
ليكمل عتمان بعد أن رأى أثر الدهشة على وجه ولده وقال بالم : ورد ماحكيتلناش غير لما لقتنى مصمم اكلمك أبلغك بحملها ، يومها قالتلى بالحرف الواحد ...بلاش ياعمى ..بلاش ابقى حمل على أكتافه اكتر من كده بلاش تخليه يكرهنى .. انا راضية بكل اللى حصل منه لانى عارفة أن مهما حصل هفضل دايما بالنسبة له ورد الصغيرة اللى أتربيت على أيده حتى لو بعيد عن بعض ، لكنى اللى مش هرضى بيه ولا هقدر اتحمله ابدا أنه يكرهنى لانى حمل على اكنافه أو أنه يحس انى اتسببت فى ضياع عمره
ليصمت عتمان برهة ثم ينظر لحكيم بأسف قائلا : يومها حسستنى بالذنب انى خليتك تتجوزها ، وحسستنى انى قضيت على سعادتك بايدى
وعشان كده وافقتها ، لكن كنت هقولك بعد جوازك ...ده كان رجاءها منى انك مانعرفش غير بعد مـ.ـا.تبتدى حياتك اللى انت بتتمناها
ورغم اعتراضنا على مها إلا أنها اقنعتنى بيها وقالت لى حكيم كفيل أنه يطبعها بطبعنا ، وطالما انك بتحبها فده كفاية اوى انى أوافق عليها
وعشان كده انا وافقت على جوازك من مها ، واديك اهوه انت بنفسك اللى اتراجعت عن جوازك منها من غير اى تدخل من اى حد فينا
حكيم : طب مانا سيبت مها من يوم سفر ورد ليه ماحدش قاللى
حكمت : لا قلنا لك ولا قولنالها ، خفنا نصحى فيها الامل وترجع تنصدm تانى لو انت فكرت ترجع لمها أو ترتبط بغيرها ، وحتى ماسألنكش عن السبب اللى خلاك تسببها عشانه
حكيم وهو يشعر بالخجل من حديث والديه : لانى اكتشفت ان طول عمرى ماحبيتش غير ورد ، بس ماكنتش فاهم ، وجودها جنبى باستمرار ، كان مخلينى حاسس انها ملكية خاصة ليا طول عمرى ، كنت انانى …. فعلا كنت انانى ، بس الظاهر أن حبى ليها كده ، بس انا بحبها وعاوزها ، ساعدنى ياحاج ...وانتى يا امى قولى لى اعمل ايه ، انصحوني
لتتنهد حكمت وقد تألم قلبها لحديث ولدها وقالت : سيبها دلوقتى ياحكيم ، هى لسه والدة واكيد لسه ماسترديتش صحتها من الولادة
حكيم بالم : بس هى دلوقتى بالذات محتاجانى جنبها
لتربت والدته على كتفيه قائلة : انا هتكلم معاها بس بلاش النهاردة
حكيم : أقنعيها اسافرلها
حكمت : هحاول يابنى ….هحاول
ليستدير حكيم متجها إلى الخارح وقبل أن يخرج قال والده : مبروك عليك ماجالك يا ابو نواره
ليبتسم حكيم بسعادة فقد نسى تماما أنه بذلك قد أصبح أبا ، فكان كل مايشغل تفكيره أنه قد عاد للاقتراب من ورد ولو بخطوة وانصرف وهو يمنى نفسه بعودة ورد إلى أحضانه مرة أخرى
………………………..
فى انجلترا
كانت تجلس ورد وهى تطعم ابـ.ـنتها وهى تتذكر ماقاله لها حكيم فى محادثته الهاتفية ، وكانت ضـ.ـر.بات قلبها تتسارع كلما تذكرت كلمـ.ـا.ته عنـ.ـد.ما قال لها ..انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
لتتنهد بشـ.ـدة وقتما دخلت عليها نور لتسالها بلهفة : مالك ياورد
بانتباه عليها ورد قائلة : ابدا يانور ، سلامتك ، انا بس مستنية نوارة تشبع عشان احطها فى سريرها وأقوم اذاكر شوية ، انا اتعطلت جـ.ـا.مد الفترة دى
نور : ياستى ولا يهمك ،هتعوضيها أن شاء الله ، بس دلوقتى لازم نفكر هتعمل ايه فى نوارة وقت مـ.ـا.تنزلى الجامعة ، انا مستعدة تماما أنى اتولى رعايتها وقت ما اكون موجودة برة الجامعة ، لكن فى اوقات انا وانتى بنبقى فى الجامعة فى نفس الوقت ولازم نفكر من دلوقتى هنعمل ايه
ورد : الحل الوحيد انى اشوفلها جليسة بالساعة
وبعد فترة من الصمت صفقت نور بيدها قائلة : بس ..لقيتها
ورد : ها اشجينى
نور : فى بنات عرب كتير فى الجامعة ، لو شفنا اى بـ.ـنت فيهم فى اوقات انشغالنا هتبقى اوفر بكتير من انك تجيبى حد متخصص من أهل البلد
ورد بقلق : بس ممكن مايعرفوش يتعاملوا مع البـ.ـنت او تتبهدل منهم
نور : لا مـ.ـا.تقلقيش، مااكيد هيبقى فى فترة اختبـ.ـار أثناء وجود حد فينا فى الاول
ورد : طب ودى هنجيبها ازاى
نور : عادى ، هنعمل اعلان فى المنتدى اللى بيتجمع فيه العرب كل اسبوع
ورد بابتسامة امتنان : انا بجد مش عارفة كنت هعمل ايه من غيرك
نور بابتسامة : حبيبتى انتى اختى اللى كان نفسى يبقى لى زيها ، ربنا يطمننى عليكى
………………………
فى اليوم التالى تهاتف حكمت ورد للاطمئنان عليها وأثناء حديثهما سويا تقول حكمت : كنت عاوزة اقولك حاجة ياورد
ورد : انا سمعاكى ياماما ..اتفضلى
حكمت بتردد : انتى طبعا عرفتى امبـ.ـارح من حكيم أنه ساب مها
ورد بتنهيدة : ارجوكى ياماما
لتقاطعها حكمت قائلة : اسمعى بس انا عاوزة اقوللك ايه واللى خبيته عنك من يوم ماسافرتى لحد النهاردة
ورد باستغراب : وايه اللى خبيتيه عنى ياماما طول الفترة دى
حكمت : أن حكيم ساب مها يوم ما انتى سافرتى
ورد باستغراب : ايه !
حكمت : زى مابقوللك كده ، بس هو ماكانش بيحب حد يفتح السيرة دى ، وانا وعمك مارضيناش نقوللك وقتها عشان مانقلبش عليكى المواجع
ورد بلجلجة : ومـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش سابها ليه
لتشعر حكمت أن الفرصة قد واتتها لتقول : كل اللى اعرفه واللى قاله ، أنه كان اعمى وان طول عمره بيحبك انتى وبس ، بس ماكانش فاهم ده ولا قدر يفهم غير لما بعدتى عنه
لتترقرق الدmـ.ـو.ع بعينى ورد ليظهر اثر البكاء على صوتها وهى تقول : خلاص ياماما ، اللى حصل حصل ، وكل شئ قسمة ونصيب ، ربنا يسعده ويهنيه
حكمت بعصبية : انتى غـ.ـبـ.ـية يابت ، بقوللك بيحبك وعمره ماحب غيرك وانا عارفة ومتأكده من زمان انك بتمـ.ـو.تى فيه ، يبقى ليه البعد بقى ، وبـ.ـنتك اللى من حقها تتربى بينكم دى ، ليه تطلع يتيمة وأبوها عايش على وش الأرض
انتى عارفة انى طول عمرى وانا بعاملك زى صفية بالظبط وعمرى ما فرقت بينكم وعشان كده انا دلوقتى بنصح ورد بـ.ـنتى مش ورد مرآة ابنى
ورد بهمس : كنت ياماما
حكمت : كنتى ومازلتى فى نظرى وعمرى ابدا ماهتخيلك مرآة حد تانى غير حكيم ، فكرى فى كلامى كويس واستخيرى ربنا يابـ.ـنتى ، وان شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور
……………………
احتفل حكيم فى مكتب المحاماة بخبر وصول نوارة الذى كان مفاجأة للجميع وقام بتوزيع الحلوى والمشروبات على كل العاملين
وكانت المفاجأة لها وقع خاص على مها التى كانت تعلم بطبيعة العلاقة بين حكيم وورد وأنه كان يعتبرها شقيقته ، فكيف لها أن تنجب هكذا بكل بساطة
وعنـ.ـد.ما انفض كل المهنئين من حول حكيم ، ظلت مها تقف بمكانها وهى تنظر لحكيم بتمعن ليستغرب حكيم من نظرتها وقال : ايه ...مالك بتبصيلى كده ليه
مها : الحقيقة مستغرباك
حكيم : وليه بقى
مها وهى تقترب منه وترسم على وجهها معالم الغضب : اصلك يعنى مـ.ـا.تزعلش منى ياكـ.ـد.اب يا مغفل
لينظر لها حكيم بغضب ويبدو على معالم وجهه أنه قد فهم مغذى حديثها فقال : احترمى نفسك يامها ومـ.ـا.تنسيش انك بتشتغلى عندى ، بس انا عشان خاطر العيش والملح هريحك رغم أنه مايخصكيش
انا مش كـ.ـد.اب ، انا فعلا كنت عايش مع ورد زى الاخوات لحد ليلة طـ.ـلا.قنا، دى كانت أول واخر مرة المسها فيها ، وربنا أراد أن بذرتى تنبت جواها وتطرح ، ودلوقتى اتكلى على الله وشوقى اللى وراكى وتانى مرة مـ.ـا.تدخليش فى اى حاجة تخصنى
مها بفضول : انت ايه اللى غيرك من ناحيتى بالشكل ده ياحكيم
حكيم بتنهيدة: بكل بساطة اكتشفت اننا مش هننفع مع بعض يامها
مها : وحبنا
حكيم : مزيف
مها : ايه اللى خلاك تحكم عليه بكده
حكيم وهو يتنهد بشـ.ـدة : اسمعى يامها ، لما بتحبى بنى ادm بتحاولى تعملى كل اللى يسعده حتى ولو على حساب نفسك ، ولو أنتى وقفتى مع نفسك بصدق هتلاقى انك ماحاولتيش تتنازلى عن اى حاجة عشان خاطرى ، ولا حتى قدرتى تتنازلى عن شوية هدوم ومظاهر فارغة ولو حتى من باب أنه يبقى إرضاء ليا
مها : بس انا حسيت بحبك ليا
حكيم : اهتمامى ..اهتمامى يامها مش حبى ، تفرق كتير صدقينى ، انا اول ماشوفتك انبهرت بجرأتك ونشاطك وطريقة كلامك ، حتى تحررك انبهرت بيه ، لكن انبهارى بيكى كان كزميلة عمل مش كحبيبة ، والدليل انى اول حاجة فكرت فيها انى اغيرك، وكنت فاكر انى هقدر ، ماكنتش حابب كلامك مع الكل بدون حواجز ، ولا كنت حابب مظهرك اللى الكل كان مستبيحه لانك كنتى بكل بساطة عرضاه باستفاضة للجميع
بس لو كنت بحبك بجد زى ماكنت فاكر الاول كنت هعمل حاجة من اتنين ، يا أما هرضى بيكى زى مانتى بكل عيوبك ، يا أما ماكنتش هيأس بسرعة كدة وهفضل احاول طول عمرى انى اغيرك
لكن اتفاجئت لما لقيتنى بشيل ايدى بسرعة ويفقد اى رغبة انى ابذل اى مجهود فى تغييرك ، واكتشفت أن احساسى بيكى ما كانش اكتر من انبهار أو تحدى ، واكتشفت انى عمرى ماحبيتك ، سامحيني لانى اكتشفت ان قلبى كان مشغول من سنين وانا مش دريان
مها ببعض الحـ.ـز.ن: ورد
حكيم : أيوة
مها : ورجعتوا لبعض
حكيم : لسه بحاول ، ادعيلى توافق
مها : سامحنى ياحكيم لو كنت اتسببت انكم بعدتم عن بعض ، بس صدقنى انا بكنلك كل احترام وتقدير
حكيم بابتسامة : كل اللى اقدر اقوله لك ،انك يمكن تكونى سبب قوى فى انى عرفت الحقيقة
مها بابتسامة : أن شاء الله الامور ترجع لمجاريها
حكيم بأمل : أن شاء الله تبقى احسن
مها : بس نصيحة منى .. مـ.ـا.تتاخرش عليها
لتخرج مها مغلقة الباب من ورائها ليرفع حكيم هاتفه بيده ويقوم بالاتصال بوالده قائلا : أيوة ياحاج ...انا عاوز عنوان ورد فى انجلترا ، انا لازم اسافرلها
……………...
كانت ورد قد انتهت من استذكارها واطمئنت أن نوارة تنام بعمق شـ.ـديد ، وكانت تشعر باضطراب بداخلها لا تعلم سببه ، فدلفت إلى الشرفة لعلها تستطيع أن تبدد حالة القلق التى استبد بها ، ولكنها بعد قليل وجدت سيارة أجرة تقف أمام بنايتها ويهبط منها شخص ما جعل قلبها كالعصفور الذى يرفرف بجناحيه فى صدرها ، وماهى إلا لحظات وسمعت صوت الاستدعاء من جهاز الانتركوم لتجد أن نور قد سبقتها للإجابة
نور : هاللو
حكيم : السلام عليكم
نور : وعليكم السلام ...مين
حكيم : انا حكيم ..جوز ...احممم ..والد نوارة
لتلتفت نور الى ورد التى تقف كألتمثال لا يتحرك منها سوى عينيها لتقول لها نور : انتى واقفة كده ليه ، اتحركى غيرى هدومك على مايطلع
لتهرع ورد إلى غرفتها فى حين اتجهت نور إلى الباب بعد أن أرتدت اسدالها وقامت باستقبال حكيم واجلسته بغرفة المعيشة ، حيث كانت الشقة عبـ.ـارة عن غرفتين للنوم فقط وغرفة معيشة متوسطة الحال ، ليشكرها حكيم ويجلس فى انتظار رؤية ورد وابـ.ـنته
بعد مضى خمسة عشر دقيقة تعود إليه نور حاملة إليه قدحا من القهوة وتعتذر عن تأخر ورد فى الخروج إليه وأخذت تتجاذب معه أطراف الحديث
نور : حمدالله على السلامه وصلت امتى
حكيم : من حوالى ساعتين ، يادوب حطيت شنطتى فى اوتيل قريب وجيت على طول
نور : معلش اعذرنى على السؤال ..ليه مابلغتش ورد بوصولك على الأقل كانت تبقى مستعده
حكيم : احممم الحقيقة كنت عاوز اعملها لها مفاجأة ، بس هى اتأخرت ليه كده ...هى مش عاوزة تقابلنى
نور : لا ابدا ...هى جاية على طول
لينفتح باب الحجرة وتطل منها ورد بوجل شـ.ـديد وما أن رآها حكيم حتى وقف مكانه وهو يلتهمها بعينيه مرددا بينه وبين نفسه : ياااه ياورد ...وحشتينى اوى ، ليه حاسس انك انطفيتى كده ، ياترى من بعدى واللا بسبب الولادة واللا ايه ، لينتبه على ورد وهى تقف أمامه بصمت وهو مازال يلتهمها بعينيه وهى تبادله نهم بنهم فى صمت شـ.ـديد إلى أن تكلم حكيم بصوت هامس أجش : وحشتينى …. وحشتينى ياورد ….وحشتينى اوى ...اوى
لتتجمع الدmـ.ـو.ع بعينى ورد وارتعشت شفتاها لتمتد ذراعى حكيم فى محاولة ضمها إلى صدره ولكنها تراجعت للخلف قائلة بصوت مرتعش: للاسف ياحكيم … مابقاش من حقك
ليعيد حكيم ذراعيه إلى جانبه قائلا بنـ.ـد.م : لأول مرة فى عمرك كله مايبقاش من حقى
ورد : زمان كنت صغيرة ، ولما كبرت كنت حلالك ...لكن دلوقتى
ليغلبها نشيجها مرة أخرى وتزداد دmـ.ـو.عها فى حين يعجز حكيم أن يتحرك خطوة واحدة تجاهها ولكنه ظل يردد وهو فى مكانه : خلاص ياورد ..كفاية ..ارجوكى ..عشان خاطرى ده لو لسه ليا خاطر عندك
إلى أن استطاعت ورد اخيرا أن تتمالك نفسها فقالت : حمدالله على السلامه
حكيم بدعاية : اخيرا افتكرتى ، ده انا قلت خلاص مش هسمعها ابدا منك
ورد : جيت امتى
حكيم : خرجت من المطار على الاوتيل حجزت وسيبتلهم شنطتى يطلعوها وجيتلك على طول
ورد : ليه
حكيم : ماكنتيش عاوزانى ااجى
ورد ،: مش دى إجابة سؤالى
حكيم بتنهيدة كبيرة : عشان وحشتينى ياورد
ورد وهى تنظر بعيدا عن عينيه : وايه كمان ياحكيم
حكيم : انا عارف ان دmاغك هتوديكى فى حتت كتير ، لكن صدقينى ياورد ، جيت عشان وحشتينى بزيادة
ورد : انا سايبة مصر من سبع شهور دلوقت ، ماوحشتكش غير بعد ماعرفت انى بقيت ام بـ.ـنتك ، غير بعد ماحصل اللى عمرك مـ.ـا.تخيلت أنه يحصل ، بعد ما اتورطت معايا تانى .. مش كده ، مش هو ده اللى جابك دلوقتى ياحكيم
حكيم بغضب : انتى عارفة كويس انى عمر مابعمل حاجة انا مش عاوزها ، وكمان عارفة انى مابكذبش ياورد
ثم اكمل وكأنه يناشـ.ـدها : طول عمرك كنتى بتفهمينى من غير مااتكلم ، ليه المرة دى مش عاوزة تفهمينى حتى وانا بتكلم ياورد
ورد : ماشى ياحكيم هحاول افهمك ، بس برضة عاوزة اعرف جاى ليه
حكيم : عاوزك
ورد وهى تنظر له بغضب : نعم
حكيم : عاوزك ترجعيلى
ورد بسخرية : ارجعلك بأنهى صورة بالظبط ، بـ.ـنتك ...اختك ...بـ.ـنت عمك واللا عاوزنى…
حكيم بغضب : كفاية ياورد ، انا عارف انى لو اعتذرتلك ألف سنة عن اللى عملته مش كفاية ، بس عاوزك تفهمى حاجة مهمة جدا
ورد بندية: وايه بقى الحاجة المهمة دى
حكيم : انى لو كنت اعتذرت ولسه بعتذر فاعتذارى كان عن الطريقة وبس
ورد : انا مش فاهمة انت عاوز تقول ايه
لينتفض حكيم من مكانه جاذبا إياها لتقف أمامه وقال ببعض الألم : يعنى مش اسف على اللى حصل بينا ياورد ولو رجعت بينا الايام من تانى هكرره مرة واتنين ومليون بس مش واحنا زعلانين ولا بـ.ـنتخانق ، مش وانتى بتهددينى تبقى لغيرى ياورد
ورد بألم : تقصد عشان تثبت رجولتك مش كده
حكيم : ده اللى قلته لك وفهمتهولك وقتها ، لكن مش هى دى الحقيقة
ورد بفضول : اومال ايه هى الحقيقة
حكيم : انى ما قدرتش اتخيل انك تبقى لراجـ.ـل غيرى
ورد : لكن كان عادى تتخيل انى أفضل شايلة اسمك كده لمجرد أن أبقى قدامك مش كده
حكيم : ماكنتش فاهم ، تخيلى انى بعد العمر ده كله ..اكتشفت انى ماكنتش فاهم
ورد بفضول وحيرة : وايه اللى ماكنتش فاهمه
حكيم : انى غرقان لشوشتى من زمان ، طول عمرى وانا محاوط عليكى بكل كيانى ، وانتى بتكبرى قدامى وبين ايديا يوم بعد التانى ، انا اول حد علمك تكتبى اسمك ، اول حد خلاكى تقدرى تعدى الشارع لوحدك ، اول حد كنتى بتبشريه بـ.ـنتيجة امتحاناتك ، واول حد بيعرف نتيجتى برضة كنتى انتى ، حتى لما سيبتكم وسافرت القاهرة كان لازم اكلمك كل يوم ، ابويا وامى كانوا بيتطمنوا عليا منك ، كنتى وردتى اللى مزروعة جوة قلبى ، بس ماكنتش فاهم ، صدقينى ماكنتش فاهم ، طول عمرى ماعنديش تجارب عاطفية ولا علاقات لدرجة أن أصحابى كانوا بيتتريقوا عليا ، واتارينى كنت مستكفى بيكى
ورد بو.جـ.ـع : ومها
ليعود حكيم إلى جلسته مرة أخرى وهو يسحبها لتجلس بجواره وهو يقول : تصدقينى لو قلتلك أن من ساعة ماحصل بيننا اللى حصل وانا تقريبا ماباقيتش حاسس بأى رغبة فى التعامل معاها ، انبهارى بيها انطفى ، كل لحظة بقيت اقارن بينها وبينك وكنتى دايما بتحسمى المقارنة لمصلحتك ، لحد يوم سفرك
ورد بفضول : ماله يوم سفرى ، ايه اللى حصل
حكيم : لما جيتلك المطار ماعرفش ليه كان عندى امل انك ترجعى معايا ، كان نفسى اقوللك مـ.ـا.تسافريش ، بس ماكانش من حقى ، وحتى لو كان من حقى كنت هبقى انانى بجد زى مانتى قلتيلى الليلة اياها
لما طلعتى الطيارة ، فضلت واقف مراقب الطيارة لحد ماطلعت وبعدت وغابت بين السحاب ، وقتها حسيت ان دقات قلبى اتغيرت ، وعددها نقص ، حسيت أن دقات قلبى رفضت تفضل معايا وصممت أنها مـ.ـا.تفارقكيش وراحت معاكى ، يومها اول مارجعت المكتب لقيت نفسى بحاسب مها على حاجات مـ.ـا.تخيلتش ابدا انى احاسبها عليها وسيبتها فى نفس اليوم
ورجعت على البيت قعدت فى أوضتك اسبوع بحاله مابخرجش منها غير للحمام ، حتى أما كنت بجوع ، كنت أقوم بسرعة اعمل سندوتش وارجع اكله جواها
كنت عاوز اشبع من ريحتك قبل مـ.ـا.تروح
حتى فرش السرير ماغيرتوش لحد النهاردة ،بس ماقدرتش اجيلك وقتها
كنت حاسس انك مجروحة بسبب الليلة إياها رغم أنها كانت اسعد ليلة فى عمرى كله لانك كنتى فى حـ.ـضـ.ـنى ، بس دmـ.ـو.عك و.جـ.ـعتنى ، حسستنى انى خنتك ، خنت ثقتك ، وو.جـ.ـعت قلبك
سامحيني ياورد ، وتعالى نطلع مع بعض سلمة جديدة تبتدى منها كل حاجة من جديد
ورد بتنهيدة : ياريتها بالسهولة دى ياحكيم
حكيم بلهفة : وليه لا ، انا بعشقك واعتقد أن انتى كمان بتحبينى لو ماكانش قلبى بيكـ.ـدب عليا
ورد : الحب لوحده مش كفاية ياحكيم ، مش هنكر انك كنت سندى وامانى طول عمرى ، لكن اللى حصل خلانى اخاف منك ، انت ماشفتش انت كنت عامل ازاى ، لأول مرة فى حياتى اخاف ..خفت منك انت ، انت اللى كنت دايما تقوينى خفت منك، كنت دايما بتفضلنى على نفسك ..لكن يومها حسستنى انك بتقولى كفاية عليكى كده ، انزلى بقى محطتك جت ..حسستنى انك زهقت وجبت اخرك
حكيم : تعرفى لما عمك كلمنى وفاتحنى فى موضوع جوازنا قاللى ايه
ورد بفضول : تصدق عمرى ماسألتك
حكيم بابتسامة : لقيته كلمنى وقاللى انك طبعا لازم تكملى تعليمك ، لكن مش هيآمن عليكى تسكنى فى دار المغتربات لوحدك ….. لقيتنى بقوله وايه اللى ينزلها فى المغتربات واللا حتى المدينة الجامعية ...مـ.ـا.تقعدش معايا ليه ، فقال يابنى ماينفعش البـ.ـنت كبرت وانت مش صغير ، فلقيتنى بقوله خلاص اكتبلى عليها وخلي اللى ماينفعش ينفع
لتنظر له ورد بدهشة قائلة : يعنى انت اللى اقترحت عليه الجواز مش هو اللى طلب ده منك
حكيم بابتسامة : أيوة وساعتها قعد يضحك ويقول لى ، وفرت عليا الكلام يابنى انا كنت عاوز اقولك كده ومش عارف اجيبها ازاى
بس اتفاجئت بالفرح والهيصة والناس وكانوا عاوزين دخلتنا تبقى هناك ، خفت عليكى من عوايدنا واقنعتهم أننا ننزل على القاهرة على طول
كنت فاكر انى كده بهرب ، لكن اكتشفت انى كنت بحميكى وخايف عليكى عشان كنتى لسه صغيرة
ليسود الصمت لبرهة يقطعه صوت بكاء الصغيرة لتنهض ورد مسرعة إلى حجرتها لتجد نور تحاول هدهدة الصغيرة ولكنها فشلت
نور : صحيت من بدرى على صوتكم وانا بحاول انيمها تانى بس شكلها جعانة ، اكليها وارجعيله
لتاخذها ورد إلى صدرها وتخرج مرة أخرى إلى حكيم وما أن رآهم معا حتى اتجه إليهم ومد يده وهو يبتسم بحنان وقام بحمل الصغيرة وتقبيلها وقام بالتكبير وإقامة الصلاة باذنيها ثم ابتسم قائلا : سامحيني يابـ.ـنتى ، كنت المفروض اعمل الكلام ده من يوم ما اتولدتى ..حقك عليا
والغريبة أن الصغيرة سكنت فى أحضانه بهدوء بجوار دقات قلبه لتبتسم ورد قائلة : طالما سكتت خليها معاك على مااحضرلها رضعة الاعشاب بتاعتها
وتركتهم واتجهت إلى المطبخ ليجلس حكيم وهو يتأمل ملامحها ويهمس إليها قائلا : اهلا بدقات قلب ابوكى الناقصة ، من يوم سفر امك وبعدها عنى ودقات قلبى نقصت ، ياترى دقاتى دى كانت مع ورد واللا معاكى ياحتة من قلب ابوكى
انا مش هقدر ارجع مصر من غيركم ابدا ، المرة اللى فاتت دقات قلبى نقصت ..المرة دى عمرى اللى هينقص
بعد الشر ...مـ.ـا.تقولش كده مرة تانية
ليبتسم حكيم وهو يستدير بعينيه لورد التى كانت تقف تتابع حديثه مع الصغيرة وقال : طب قلنا ايه
ورد : فى ايه
حكيم : انا مش هقدر استغنى عنك ولا عنها تانى ياورد .. ارجعيلى ارجوكى .. ارجعيلى ياورد الجناين
بعد ثلاثة أيام
خرج حكيم من السفارة المصرية بلندن وهو يحمل نوارة بين أحضانه وبصحبته ورد بعد أن أعادها إلى عصمته..وبصحبتهم نور وبعض أصدقائهم وهم يهنئونهم ويحتفلون بهم
نور : انا هاخد نوارة معايا النهاردة ..وانتو روحوا انبسطوا واشوفكم بكرة أن شاء الله
ورد : هتعبك يانور
نور : انتى عارفة أن انا ونوارة أصحاب ، ياللا انتو بالسلامة
حكيم : طب على الأقل هنوصلكم الاول عشان نتطمن عليكم
نور : خلاص ماشى ..ياللا
ليوصلاها إلى المنزل لتهبط نور من السيارة ونوارة باحضانها وتقوم بتقبيل ورد قائلة : الف مبروك ياورد ..يارب تتهنى، ثم وجهت حديثها لحكيم قائلة : الف مبروك يا استاذ حكيم ..خد بالك منها
حكيم بابتسامة واسعة : دى فى قلبى قبل عنيا
ليودعاها وينطلقوا سويا إلى الفندق الذى يقيم به حكيم
فى غرفتهم
حكيم وهو يضم ورد إلى صدره بعد أن أغلق الباب : حبيبتى ...عاوزين نعيش كل اللى ماعيشناهوش ...واوعدك انى هعمللك كل اللى بتتمنيه
ورد : اول حاجة عاوزة اكلم عمى وماما
حكيم : طبعا ، بس نغير هدومنا الأول ونصلى سوا ونكلمهم على طول
……………………..
كانت ورد و حكيم يحلقان فى سحابة من السعادة ، ولكن آن أوان عودة حكيم مرة أخرى إلى مصر
ورد : يعنى خلاص كده ، هتسافر بكرة
حكيم : على عينى ياورد انى اسيبكم ، مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش انا هبقى عامل ازاى من غيركم ، مش عارف ازاى هفتح عينى الصبح مالاقيكيش قدامى انتى و نوارة
ومش عارف ازاى هتقدرى تبقى معاها ومع مذاكرتك لوحدك
ورد : من الناحية دى مـ.ـا.تقلقش ..نور معايا وكمان الجليسة ، بس انت هتوحشنى اوى يا حكيم
ليضمها حكيم إلى قلبه قائلا ،: لو كانت دقات قلبى قلت يوم ماسيبتينى فى مصر ، فأنا حاسس دلوقتى أن أنفاسى مفارقانى ياورد
ورد : خد بالك على نفسك ، وهستناك ، انت وعدتنا هتجيلنا كل شهر
حكيم : تفتكرى هقدر أن الشهر يعدى عليا كده
ورد : انا كمان هستغل كل إجازة وتلاقينا عندك
حكيم : يوم المنى ياحبيبتى يوم مـ.ـا.تنورى بيتك من تانى
ورد ،: على فكرة فى نوع علاج جديد بيشكروا فيه هبعت معاك منه لصفيه ، ربنا يرزقها بالذرية يارب
حكيم بأسى : بخاف عليها كل مايتتعلق بالامل وترجع بعد كده تحـ.ـز.ن وقلبها بو.جـ.ـعها
ورد : ده بيبقى رزق من عند ربنا ياحكيم
حكيم : ونعم بالله
……………………….
ليعود حكيم إلى مصر ومزاولة عمله بهمة ونشاط وسعادة وقد لاحظ عليه الجميع بأن شئ ما قد تغير بداخله فقد أصبح أكثر نشاطا وأكثر تفاؤلا وكم كانت سعادته عند عودته عنـ.ـد.ما علم بخطبة مها إلى أحد الاشخاص وتقديم استقالتها ، فكان يشعر بالسعادة لغلق صفحة قد ينتج عن استمرارها غصة فى قلب ورد
وكان ينتهز كل فرصة للسفر إلى وردته ونوارته ليقضى معهم كل ساعة يستطيع أن يسـ.ـر.قها من الزمن
حتى مر مايقرب من أربعة أعوام وكانت ورد على مشارف مناقشة رسالة الدكتوراه ولم يبقى سوى سويعات قليلة وهى تدور وتدور فى قلق بالغ حتى أتتها نوارة وهى تحمل دmيتها المحببة وقالت : ماما
لتلتفت لها ورد بابتسامة واسعة : أيوة ياحبيبتى
نوارة : نور بتقوللك ياللا اجهزى
لتنظر ورد إلى ساعتها لتتفاجئ بأنه لم يتبقى على موعد مناقشتها سوى أقل من ثلاث ساعات لتهرع إلى غرفتها حتى تستعد وما أن انتهت وخرجت من غرفتها حتى تفاجئت بحكيم وهو يرتدى بزة رسمية ويمسك بيده نوارة وباليد الأخرى صحبة من الورد الجوري ، وما أن رأته ورد الا وارتمت باحضانه قائلة : حكيم ...جيت امتى
حكيم بابتسامة وهو يضمها إلى صدره ويقدm لها الورود: وانتى كنتى فاكرة انى ممكن اضيع اللحظة دى وما ابقاش جنبك
ورد : انا مرعوبة
حكيم : انتى تعبتى وآن الاوان انك تجنى ثمرة تعبك .. ياللا بينا
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات الشـ.ـديدة بين ورد واساتذتها ، تم منحها الدكتوراة بجراحة الاعصاب بامتياز مع مرتبة الشرف
وحلقت ورد فرحا وسط تهنئة الجميع لها وعلى رأسهم أساتذتها وأصدقائها إلى أن أتى الدور على حكيم الذى أصر أن ينتظر إلى النهاية حتى لا يأخذها أحد أخر من بين أحضانه
وكانت هديته لها أن اخذها ونوارة برحلة لمدة سبعة أيام إلى إسبانيا ، ومن اسبانيا عادوا إلى أرض الوطن وهم يرسمون ملامح حياة جميلة يملؤها الحب والدفء خاصة وهم فى انتظار مولود جديد بعد بضعة أسابيع
وبعد مكوثهم بمنزلهم أيام قلائل قرروا السفر مرة أخرى لاجتماع ورد اخيرا بعمها وزوجته بعد غياب دام خمس سنوات لم تجتمع بهم سوى مرتين ولسويعات قليلة ، أما هذه المرة فقررت أن تبقى معهم حتى تضع حملها وتقضى معهم مايسعدهم ويسد جوعهم لاحفادهم
ولم تكد ورد أن تقضى بضعة أيام بكنف عائلتها حتى فاجئتها آلام المخاض لتضع مولودها بعد نقلها للمشفى بدقائق قليلة وسط بهجة من الجميع لتعود بمولودها إلى المنزل فى صبيحة اليوم التالى
……………..
فى غرفة ورد
تجلس ورد بفراشها وهى تحمل مولودها بينما حكيم يعدل من وضع الوسائد خلف ظهرها وهو يقول بحنان : حمدالله على سلامة ورد الجناين
ورد بابتسامة : يسلملى القلب الحنين
حكيم وهو يقبل رأسها ويجلس بجوارها : ها هتسميه ايه
ورد : أنا سمـ.ـيـ.ـت نوارة ، العدل أن انت اللى تسمى اخوها
حكيم : انا وانتى واحد ياحبيبتى
ورد : مافيش فى دmاغى اسم معين ، وحابة أن انت اللى تسميه
ولا انتى ولا هو ...انا اللى هسميه
ليلتفتوا على صوت صفية وهى تضحك وتدخل لتختطف الصغير من أحضان ورد وتقول : ده حبيب صفية وصفية هى اللى هاتسميه
ورد ضاحكة : هانى اللى عندك يا ست صفية ، اشجينى
صفية وهى تقبل وجنة الصغير : زين ...سموه زين ياورد
ليتبادل حكيم وورد النظرات بشجن ليقف حكيم وهو يقول بحنان : بس انتى كنتى عاوزة تسمى ابنك زين ياصفية
صفية بصدق : وابنك ابنى ياحكيم ، وانا عاوزة اسميه زين ، ثم ضحكت قائلة : ولو ماسمعتوش الكلام هجننلكم الواد وهخليه مايعرفلوش اسم ...قلتوا ايه بقى
ورد بضحك : لا وعلى ايه الطيب احسن ، واسم زين جميل فعلا ياصفية ، ثم أكملت وهى تنظر لحكيم : ها يا ابو زين ..اديك عرفت اسمه ياللا بقى روح سجله وهاتلى شهادة الميلاد عشان اعرف مواعيد التطعيم بتاعته
صفية ضاحكة : ولادك هتبقى واحدة امريكانية وواحد صعيدى ياورد
ورد : وانا صعيدية واتشرف بالصعيد ياست صفية …. اومال عمى عتمان فين
حكيم بأسى : مابقاش يقدر على طلوع السلم ياورد ، لما تشـ.ـدى انتى حيلك أن شاء الله تبقى تنزليله
صفية : ياللا اتكل على الله روح طلع الشهادة وانا هفضل مع ورد على ما ماما تطلعها الاكل
…………………….
عند هبوط حكيم إلى الاسفل يجد والده يجلس فى صمت وهو ينظر إلى الخارج من خلال الشرفة فى شرود ليقبل حكيم رأسه وهو يقول : ايه اللى شاغل سيد الناس اوى كده
ليلتفت عتمان إلى ولده قائلا بتنهيدة عميقة : مـ.ـا.تشغلش بالك يابنى ومـ.ـا.تعكرش فرحتك بابنك ، انت هاتسميه ايه صحيح
حكيم بابتسامة : صفية سمته زين
ليومئ عتمان رأسه بحـ.ـز.ن قائلا : ربنا يجعله لك زين طول العمر يا بنى
حكيم بتوجس : مالك ياحاج
عتمان : سلامتك يابنى ، انت كنت رايح على فين كده وسايب مراتك
حكيم : صفية قالتلى اروح استخرج لزين شهادة الميلاد وارجع وهى هتفضل شوية مع ورد
عتمان : صح كده ، ياللا اتوكل على الله والحق وقتك
حكيم : بس انت فى حاجة شغلاك ، وحاجة كبيرة كمان
عتمان : اتوكل على الله يابنى روح مشوارك وبعدين لما ترجع بالسلامة نبقى نتكلم
…………………..
فى غرفة ورد
تدخل حكمت وبصحبتها نوارة التى كانت تتقافز بسعادة فى صحبة جدتها
حكمت : ها يابنات ...ايه الاخبـ.ـار طمنونى
صفية ضاحكة : زين بخير ياماما
حكمت باستغراب : زين !
ورد بمرح : أيوة ياماما ..صفية صممت هى اللى تسمى الولد زين قوة واقتدار
حكمت بابتسامة حنونة : ربنا يخليكم لبعض يا اولاد ، ويجعلكم دايما سند وعون لبعضيكم
نوارة : يعنى انا دلوقتى اخويا اسمه زين واللا قوة واقتدار
لتنقض صفية بالتقبيل والدغدغة على نوارة وهى تقول : ده انا اللى هاكلك قوة واقتدار ، مش كفاية امريكانية..كمان عسلية يابـ.ـنت ورد
لتدmع عينا حكمت وهى تنظر لابـ.ـنتها بشفقة لتتمتم ورد بالكثير من الأدعية لصفية ، لعل الله يفرج كربها
…………………
عند عودة حكيم من الخارج يدلف ليجد والده على نفس جلسته عنـ.ـد.ما غادر ليحييه ويجلس بجانبه وهو يقول : ادينى خلصت اللى ورايا وجيت ...ها ياحاج ، خير
عتمان : صفية اتطلقت ياحكيم
لينتفض حكيم واقفا من هول المفاجأة ويقول : ايه ..انت بتقول ايه يا ابويا ! حصل امتى الكلام ده وازاى
عتمان : من اول امبـ.ـارح
حكيم : وصفية عرفت
عتمان وهو يومئ برأسه : أيوة يا ابنى عرفت والسكينة سارقاها و زى مـ.ـا.تكون نايمة ومش حاسة
حكيم : وازاى ماحدش قاللى
عتمان: ماحبناش نعكر فرحتكم يابنى
حكيم : طب ليه ، ده على و صفية روحهم فى بعض ، ليه بعد العمر ده كله ليه
عتمان بتنهيدة : على معذور ياحكيم ، حارب واتحمل كتير ، بس الموج بقى عالى عليه يابنى
حكيم بغضب : موج ايه وزفت ايه ...ده بنى آدm خسيس ، بقى يطـ.ـلقها بعد العمر ده كله
عتمان : اختك اللى صممت ع الطـ.ـلا.ق ياحكيم
حكيم : ولو ياحاج .. ولو
عتمان : نصيبهم يابنى ، من زمان وانا حامل هم اليوم ده ، وماكنتش اتمنى ابدا أنه ييجى وانا عايش
حكيم : ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياحاج ، وان شاء الله خير
عتمان : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
…………………..
لتمر الايام بين هذا وذاك حتى أتى يوم نشر العتمة على أرواحهم جميعا ، حين دخلت إحدى الخادmـ.ـا.ت وهمست بشئ ما بأذن حكمت ولكن صوتها كان مسموعا لصفية
كانت صفية تصغر حكيم بثلاث سنوات ، وبرغم أنها كانت عادية الملامح إلا أنها كانت بهية الطلعة باسمة الثغر والعيون ، فكان من ينظر بعينيها كان دائما يجدها متبسمة دون اى مجهود منها أو تكلف
ولكن كل شىء قد تبدل وتغير تماما ، فقد ذهب عنها رفيقها رغم حب السنين ، تركها بعد أن خسر معركته مع أهله من أجلها ، صفية لم تستطع أن تنجب له وريثا يحمل اسمه رغم زواج دام أكثر من عشر سنوات ، خاضوا خلالها صراعا مع الاهل ورحلات مع الأطباء والأدوية رغم عدm وجود أى مانع للانجاب لدى اى منهم ، فكلاهما يستطيعان الإنجاب ولكن من آخرين.
اخيرا انتصر اهل على ، ووافق على زواجه من أخرى ، وهو ما ابت صفية أن يحدث وهى لا تزال على ذمته ، وطلبت الطـ.ـلا.ق ووافقها على ذلك ….وتم لها ما أرادت
قد انكـ.ـسر الزجاج وأصبح بحواف جارحة واصاب قلب صفية بمقــ,تــل ، فانطفئت بسمة عينيها وعادت لتحيا بمنزل أبيها وهى كالروح الطائفة بين جدران المنزل ، تطوف بهم تلبى حاجاتهم ، ثم تنزوى بعيدا تلعق جراحها ، حتى أتاها نبأ زفاف على ..على لسان الخادmة وهى تهمس به لامها...لتسقط بين أبويها ، لا تستطيع الحركة
…………………..
كان نهارا حزينا ومضطربا على الجميع ، فعند نقلت صفية إلى المشفى وتبين أن الصدmة قد سببت لها شللا بقدmيها فلم تعد تستطيع تحريك قدmيها ، وقد الجمت الصدmة لسانها ، ولا زالوا لا يعلمون هل اثرت الصدmة على نطقها أيضا ام أنها هى من تأبى الحديث
وكانت حكمت تجلس بجوارها تحتضنها وتقرأ لها بعض آيات الذكر الحكيم مدعمة بدmـ.ـو.عها بينما صفية تنظر إلى اللا شئ بنصف عين واجمة لا تلقى بألا لما حولها
بينما بالخارج كان يجلس عتمان متكئا على عصاه التى أصبحت تلازمه فى كل حركة وعينيه يملؤها الحـ.ـز.ن على صغيرته التى خلقت للاحزان ، بينما حكيم فكان شعلة من الغضب ، فكان يروح ويجئ كالنمر المجروح لا يدرى مابيده أن يفعل لشقيقته الغالية التى دائما ماكان يعتبرها نصف قلبه وما أن خرجت ورد من الحجرة وأغلقت الباب حتى رفع عتمان رأسه متمنيا خير وهرع إليها حكيم قائلا : ها ياورد طمنينى
ورد بحنان : أن شاء الله خير ياحكيم ، ماعندهاش حاجة عضوية ، ده بسبب الصدmة وفى أى لحظة ممكن تلاقيها بقت زى الفل
ثم جلست ارضا أمام عمها بحنان وقالت : هون على نفسك ياعمى ، والله انا قلبى متطمن وعندى احساس أن اللى جاى كله خير
ليربت عتمان على وجنتيها قائلا : ربنا يجعللنا الخير فى اللى مكتوب لنا يابـ.ـنتى...اللهم لا اعتراض
ليلتفت الجميع على صوت خطوات سريعة ليجدوا أن القادm ماهو الا على ...ويبدو على وجهه الحـ.ـز.ن والألم الشـ.ـديد ، وما أن وصل إليهم الا وانحنى يقبل يد عتمان باحترام قائلا : سامحنى ياعمى ...انت عارف أنه كان غـ.ـصـ.ـب عنى
ليتطلع إليه حكيم جاذبا إياه من ملابسه وهو يقول بغضب مكبوت : بقى هى دى الأمانة ياعلى..هو ده حبك ليها وانك هتصونها فى عيونك
على : والله مافرطت ابدا يا حكيم ، وربى عالم وشاهد ، غـ.ـصـ.ـب عنى ، امى حلفت انى لو مـ.ـا.تجوزتش عشان اخلف هتغضب عليا وتقاطعنى ياحكيم ، كنت عشمان أن صفية هتوافق ، لكن صممت ع الطـ.ـلا.ق ، وبرضو كنت عشمان أنها شوية وهتروق ، ماكنتش اعرف ابدا ان كل ده هيحصل
ليتركه حكيم قائلا بخـ.ـنـ.ـق : واهو حصل يا صاحبى ، جاى تعمل ايه بقى تانى ، عاوز تخلص عليها المرة دى …….امشى ياعلى ، امشى الله لا يسيئك
على برجاء: سيبنى أشوفها ياحكيم
حكيم بغضب : على جثتى ياعلى
لتجذب ورد يد حكيم بقلق لتنذوى به بعيدا ثم قالت : مـ.ـا.تقررش عنها ياحكيم
حكيم بغضب : يعنى اسيبه يدخلها ويخلص عليها ياورد
ورد : انا ماقلتش كده ، بس اللى أقصده انك مـ.ـا.تصادرش على رأيها حتى لو كان رأيها من رأيك ، سيبها تطلع اللى جواها ،وانا معاها ومش هسيبها، مـ.ـا.تنساش ان ده تخصصى ..الاعصاب
حكيم : يعنى تسيبه يدخلها
ورد : لأ … انا هدخل اسألها لو تحب تشوفه واللا لا
…………………………
فى غرفة صفية
تدخل ورد لتجد صفية على حالها بأحضان والدتها لتجلس أمامها وتربت بيدها على وجنة صفية بحنان وهى تحاول لفت انتباهها لتنظر صفية إليها كالشاردة فتنتهز ورد الفرصة وتقول : تعرفى ياصفية ...ساعات الواحد بيبقى عاوز يعمل حاجة أو يقول حاجة بس مابيبقاش عارف يبتدى منين أو ازاى ، واحيانا بنعمل حاجة واحنا مغـ.ـصو.بين عليها وكارهينها ونتفاجئ بعد كده أنها كانت كل الخير اللى حصل فى حياتنا
وساعات بنعمل حاجات مضطرين نعملها لأسباب من جوانا مابنطلعهاش لحد ، بس انا عاوزاكى تطلعيها ياصفية
لتنظر صفية إليها بعدm فهم قربتت ورد على يدها قائلة : اقوللك على حاجة ..بس قبل مـ.ـا.تردى ، لازم تعرفى أن ده لمصلحتك صدقينى
ثم تأخذ ورد نفسا عميقا وتقول : انتى اختارتى تطلقى من على ، وعارفة انك كنتى موجوعة و.جـ.ـع السنين يوم مااخدتى القرار ده ، يمكن أو اكيد كنتى بتتمنى حاجة معينة من جواكى وماحصلتش ، لكن اللى حاصل دلوقتى أن فى صفية واللى لازم تفكرى فيها لوحدها دلوقتى ...صفية وبس ، اللى لازم تشوف حياتها ..سواء رجعتى لورا ، أو قررتى ترمى كل حاجة ورا ضهرك
على واقف برة ياصفية وعاوز يشوفك ، ولو عاوزة رأيى مـ.ـا.ترفضيش تسمعيه، وياتسامحى ، ياتقفلى الصفحة وتقطيعها من حياتك خالص ..انتى لسه صغيرة وجميلة والف من يتمناكى حتى لو كان قلبك دلوقتى مش معاكى ، لكن مافيش حاجة بتفضل على حالها
لتومئ لها صفية برأسها علامة الموافقة ، لتساعدها مع حكمت لتعتدل بجلستها وتغسل لها وجهها ونتركها هى وحكمت ليسمحا لعلى بالدلوف اليها
……………………
وفى الخارج تسأل حكمت ورد بشئ من اللوم : ليه قويتيها عليه ياورد
ورد : صدقينى ياماما كده احسنلهم هم الاتنين ، صفية لو رجعت لعلى هتفضل طول عمرها موجوعة ، ومين قالك أن على هيفضل يعاملها كويس بعد مايخلف من غيرها ، أو أن اللى يتجوزها مـ.ـا.تعايرهاش وتحرق دmها كل دقيقة ، أو أن صفية نفسها تتو.جـ.ـع كل مانشوف خلفته فى حـ.ـضـ.ـنه
ليه تعيش حياتها محرومة من الخلفة طالما ممكن ربنا يرزقها ...عشان بتحبه ؟! حبها ماجبلهاش غير الو.جـ.ـع
صفية لازم تطلع كل اللى جواها وواجعها عشان تفوق وتقدر تكمل حياتها
لكن صدقينى لو اختارت ترجعله هدعمها بكل قوتى ….المهم انها تبقى راضية عن قرارها ده
…………………
أما بالداخل
يقترب على من فراش صفية ليجلس بجوارها وهو يمد كف يده ليمسك كفها ، ولكن صفية سحبت يدها لتضم كفيها على قدmيها وهى تنظر لعلى نظرة تحذير أن يعيدها مرة أخرى ، ليذم على شفتيه بإحباط ثم يتنهد قائلا : ليه ياصفية ، انتى عارفة انى بحبك وعمرى ماحبيت ولا هحب غيرك
لتنظر له صفية بسخرية وبنصف ابتسامة دون أن تتحدث
على بقلة صبر : مـ.ـا.تبصليش كده ياصفية ..انتى عارفة انى مغـ.ـصو.ب ومش بايدى ، امى هتغضب عليا ياصفية وانا ماقدرتش اعيش وانا شايل وزر غضبها فوق كتافى
كنت فاكرك هتفهمى وهتساعدينى ، مش تطلبى الطـ.ـلا.ق وتبعدى عنى ياصفية
صفية : جاى ليه ياعلى
على : جايلك ياصفية ، ماقدرتش اعرف انك وقعتى من طولك ومااجيلكيش ، ده انتى روحى وعقلى ياصفية
صفية بتهكم : اوعى. تفكر انى وقعت من طولى عشان زعلانة عليك ياعلى ، انا وقعت زعل على عمرى اللى ضاع ، لو كنت حبتنى صحيح ماكنتش ضحيت بسنين عمرى اللى راحت معاك ، ماكنتش تقعد مع امك تختار العروسة ،اخترت نفسك ياعلى وده حقك ومايزعلش حد
على : طب اومال ليه طلبتى الطـ.ـلا.ق ياصفية
صفية : انا صفية بـ.ـنت عتمان كبير البلد ياعلى ، لما اتجوز ، اتجوز راجـ.ـل كامل ، ليا لوحدى من غير شريك ياعلى
وانت اخترت تعيش حياتك وانا كمان اخترت اعيش حياتى واتجوز واخلف ولاد من بطنى انا يقولولى ياماما مش يا مرآة ابويا
على : انا وعدتك أنهم هيبقوا ولادك
صفية بغضب : بلاش كدب وكلام روايات ياعلى لانه مش هيحصل ، روح عيش حياتك وسيبنى انا كمان اعيش حياتى
على بغضب : مش هتقدرى تعيشى من غيرى ياصفية ، واديكى شفتى اللى حصل لك اول ماسمعتى بمعاد فرحى
صفية بجمود: اديك قلتها ، معاد فرحك اللى بعد خمس ايام ياعلى ، واللى اكيد متحدد من قبل طـ.ـلا.قى ، أو يمكن حددته بعد مارجعت من عند المأذون
انا هنت عليك ياعلى واللى أهون عليه قيراط ، اشطبه من حياتى كلها
على : ده قرارك النهائى يا صفية
صفية : أيوة ياعلى
لينهض على من جلسته ويستدير للخروج من الغرفة وهو منكس الرأس محنى الكتفين وذهب مودعا عشر أعوام من عمرهما وكل منهما يؤمن بداخله أنه مجنى عليه ولا يعلم أحد من هو الجانى
…………………….
بالخارج
عند خروج على يناديه حكيم قائلا : على …….مبروك على الجواز وان شاء الله ربنا يرزقك بالذرية الصالحة ، بس ابعد عن صفية ياعلى ، بكفياك لحد كده
ليومئ على برأسه فى أسى ويكمل مسيرته حتى اختفى من أمامهم
حكمت : يعنى صفية ماقبلتش ترجعله
حكيم بغضب : وانتى فكرك كنت هوافق لو هى وافقت
حكمت : يابنى اختك …..
عتمان بحزم : أخته عملت الصح ياحكمت ، صانت كرامتها وعززت روحها
ورد وهى تربت على كتف زوجة عمها : مـ.ـا.تقلقيش على صفية ياماما ، صدقينى هتبقى زى الفل
لتنهض ورد وتتجه إلى غرفة صفية لتدخل إليها واغلقت الباب من خلفها وتذهب للجلوس بجوارها قائلة
ورد : سمعينى صوتك عشان اعرف اتكلم معاكى
لتنظر لها صفية بعيون تمتلئ بالدmـ.ـو.ع وقالت : انا تعبانة اوى ياورد
لتاخذها ورد بين أحضانها قائلة : عيطى ياصفية ، انا عاوزاكى تعيطى لحد عينك مـ.ـا.تنشف
لتنفجر صفية بالبكاء وكأنها كانت تنتظر الاذن للإفراج عن دmـ.ـو.عها وصوتها وظلت على وضعها بأحضان ورد حتى كفت عن البكاء ولم يبقى سوى بعض شهقات تصدر عن صدرها بين فينة وأخرى ، لتناولها ورد بعض المحارم لتجفيف وجهها ثم بدأت ورد فى الحديث : البقاء لله
لترفع صفية رأسها برعـ.ـب قائلة : مين اللى مـ.ـا.ت ياورد
ورد بابتسامة : صفية القديمة ، صفية مرآة على ، واتولد مكانها صفية جديدة نوڤى .. لانج ..لسه بالسوليفانة بتاعتها
لتتنهد صفية بحـ.ـز.ن ، لتستأنف ورد حديثها قائلة : انتى فاتك كتير اوى ياصفية ، انتى خريجة حقوق زى اخوكى ، اتجوزتى وانتى لسه فى الكلية ، وخدتى الليسانس وشكرا على كده لا خرجتى للدنيا ولا حاولتى تشتغلى
اخرجى للدنيا بقى ياصفية ، أرمى كل حاجة ورا ضهرك ، انتى لسه اللى زيك مااتجوزوش ، وعاوزاكى تبقى على رجلك ، و مـ.ـا.تنـ.ـد.ميش على حاجة ، شوية زعل وراحوا لحالهم أو هيروحوا
المهم والخلاصة انى بأيدك على قرارك ، انتى اخدتى القرار الصح ، حتى لو لسه بتحبيه ، ملعون الحب اللى يدmر حياتنا ، لكن انا متاكده انك هتتخطى كل ده بسرعة لو اشتغلتى
لتبتسم صفية قائلة : احلى حاجة فيكى ياورد انك مطرح مابترسى بتدقيلها
ورد ضاحكة بزهو : ده طبعا غير انى مرآة اخوكى
لتضحك صفية بملئ شـ.ـدقيها ليدخل الجميع على صوت ضحكاتهم
حكيم وهو يحتضن أخته بحب : حمدالله على سلامتك يانص قلبى
صفية بابتسامة : تسلملى ياحكيم ويسلملى نصك التانى
عتمان بحنان : عاملة ايه دلوقتى يابـ.ـنتى
صفية : بخير يابابا مـ.ـا.تقلقش عليا
عتمان : يارب دايما كلكم بخير
صفية : بس انا عاوزة اروح
ورد : وانا كمان شايفة كده ، انتى بس محتاجة شوية تمارين وتبقى زى الفل
حكيم : يعنى اعمل لها خروج
ورد : ياللا نروح نعمله سوا
ليتجه حكيم وورد إلى الطبيب المعالج لصفية ليقفا على بواطن الأمور ليملأهم الامل وينتهوا من إجراءات الخروج ليعودوا جميعا إلى المنزل
وفى خلال ثلاثة أسابيع تعود صفية للاعتماد الكلى على نفسها فى الحركة ليقيم حكيم احتفالا بشفائها مع عقيقة ولده زين وسط بهجة الجميع
وبعد انتهاء الحفل يتفاجئ حكيم بطلب صفية
يجلس حكيم إلى جانب شقيقته سائلا إياها : عاوزانى اعملك ايه ...قوليلى وان شاء الله كل اللى انتى عايزاه يكون
صفية : لو مش هيضايقك انت او ورد ، عاوزة انزل معاكم القاهرة
حكيم بابتسامة : حبيبتى انتى تنورينا ، وانتى عارفة ورد بتحبك اد ايه
صفية : ربنا مايحرمنيش منكم ، لكن انا مش هاجى زيارة
حكيم باستغراب : مش فاهم
صفية : انا عاوزة اشتغل ياحكيم ، وعاوزاك تساعدنى
برافو عليكى ياصفية ...هو ده اللى كان المفروض يحصل من زمان
كان هذا صوت ورد وهى تصفق بيديها بحماس
لتأتيهم حكمت عند سماع حوارهم وتقول : ازاى يعنى يابـ.ـنتى بعد العمر ده كله تروحى تشتغلى ، ده انتى عمرك ماشتغلتى قبل كده
عتمان : بـ.ـنتك لسه فى عزها ياحكمت
ورد : وايه يعنى ياماما ، طب مانا كمان عمرى ماشتغلت ، لكن هبتدى شغل بعد شهر ، وهنزل المستشفى وإبدأ شغلى ، واتعود
حكمت : بس يابـ.ـنتى
حكيم : مـ.ـا.تقلقيش يا امى ، صفية هتبقى معايا وتحت رعايتى ،وانا برضة شايف أن ده احسن قرار اخدته فى حياتها
صفية وهى تتبادل النظرات مع والديها : ارجوكوا توافقوا …..انا فعلا محتاجة ده
عتمان وهو يدق عصاه ارضا بحزم هادئ : روحى مع اخوكى يابـ.ـنتى ، وعيشى حياتك وانا واثق أن اخوكى هيراعيكى بعينيه زى ما انا واثق فى عقلك وربايتى ليكى
حكمت بعتاب : هتقدر على بعدها ياعتمان
عتمان : مش هنعيشلها العمر كله ياحكمت ، سيبيها تجرب واكيد هى عارفة أنها وقت مـ.ـا.تقول ارجع هترجع تلاقى كل حاجة على حالها
………………….
فى مكتب حكيم بالقاهرة
يجلس حكيم على مكتبه وأمامه اسماعيل يتحدثان فى امور المكتب ويقومان بتوزيع القضايا فيما بينهما بعد استقرار حكيم مرة أخرى بالقاهرة
حكيم : على فكرة انت مفترى
اسماعيل بمرح : يعنى عاوز تقعد زيادة عن شهرين بعيد عن المكتب وتيجى تشرب سحلب وتروح
حكيم وهو يفرك رقبته : ماقلتش سحلب ، مش عاوز ياعم ، بس الرحمة حلوة ، مـ.ـا.تاخدنيش من الدار للنار كده
اسماعيل : شيل ياحلو شوية شيل ، مش كفاية العكة اللى انا معكوكها
حكيم يتعاطف : ربنا معاك ، معلش يا اسماعيل انا عارف انى تقلت عليك بزيادة ، بس خلاص ادينى اهوه فضيتلك وكمان عاوز اأخد رأيك فى موضوع
اسماعيل وهو يترك مابيده : خير
حكيم : طبعا انت عارف صفية اختى
اسماعيل : طبعا عارفها ،مالها ، فى حاجة واللا ايه
حكيم : هتيجى تشتغل معانا هنا
اسماعيل بدهشة : ازاى الكلام ده ، طب وبيتها وجوزها
حكيم بأسى : صفية اتطلقت من ساعة ما انا رجعت من برة تقريبا
اسماعيل بذهول : معقولة ، بعد العشرة والحب ده كله
حكيم : مابلاش انت
اسماعيل : انا غير ياحكيم ، انا كان مضحوك عليا ...لكن صفية وعلى ….. دول كانوا روح واحدة فى جـ.ـسمين
ليتنهد حكيم بحـ.ـز.ن ويقص عليه كل ما حدث مع صفية
اسماعيل بأسى : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، يمكن خير ياحكيم
حكيم : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
اسماعيل : طبعا انا ماعنديش مشكلة انها تشتغل معانا ، بس ازاى
حكيم : صفية ماعندهاش اى خبرة ، وعشان كده اللى نأوى اعمله ،اننا فى البداية نديها ملف قضية تقرأها وتدرسها كويس وتطلعلنا منها النقط المهمة وتفندهالنا ،وواحدة واحدة هتتعلم كل حاجة
اسماعيل : تمام ، وعاوزها تشتغل فى أنهى قضايا
حكيم : يعنى ايه
اسماعيل: اقصد يعنى ..عاوزها تمسك نوعية معينة من القضايا ، تخصص يعنى ، واللا المتاح
حكيم بتفكير : اعتقد المتاح يبقى احسن ...عشان مانحصرهاش فى حاجة معينة
اسماعيل : طب بص ..أنا عندى قضية قريتها فعلا وفندتها ، ايه رأيك لو اديلها نسخة منها ونشوف هى هتوصل فيها لايه
حكيم بمرح : الله عليك لما تبقى فايق ...هو ده
اسماعيل : طب هتبتدى تيجى من امتى
حكيم : من بكرة أن شاء الله ، انا قلت بس النهاردة أجهزلها مكان ومكتب عشان أما تيجى مـ.ـا.تبقاش متضايقة
اسماعيل : تمام ، انت ممكن تخليها تقعد فى مكتب سهيلة ، اهى اتجوزت وخدت إجازة مفتوحة وشكلها مش ناوية تشتغل تانى
حكيم ضاحكا : بكرة تنـ.ـد.م
اسماعيل : ااه ..خد بالك لا ورد تسمعك
حكيم : لا ياحبيبى ..ورد غير ، واتكل على الله شوف مصلحتك وخلينى اشوف الملفات دى كلها
……………………..
فى منزل حكيم
تجلس صفية مع نوارة تلهو معها بالالوان وقت دخول حكيم للمنزل
حكيم : السلام عليكم
لتسرع نوارة بالارتماء بأحضان والدها وتقبله قائلة بسعادة : بأبى ، انا وصافى بنلون الحـ.ـيو.انات وهى بتاكل تعالى لون معانا
حكيم : حبيبتى بأبى جاى من الشغل عاوز يغير هدومه ويتغدا الاول
ورد من الداخل : سيبى بأبى يستريح الاول يا نورى
نوارة بامتعاض : ماهو كان مستريح وجه
صفية بضحك : بـ.ـنتك عندها حق ، مانت كنت مستريح
ورد بعد أن انت من الداخل وقبلت وجنة حكيم : قال انت كنت مستريح ! اوعى تقول ااه
حكيم ضاحكا : اهلا ! انتو اتلمـ.ـيـ.ـتوا على بعض وهتتفقوا عليا واللا ايه ، مش كفاية السوسة الصغيرة
نوارة وهى تضع يدها الصغيرة على خصرها لتقول بتوعد : انا مش سوسة
حكيم وهو يرفعها من الأرض ويقوم بدغدغتها : انتى ...ااه منك انتى ، سوسة مين ده انتى خلية سوس بحالها
ورد وهى تجهز المائدة : النحل هو اللى ليه خلية ، مـ.ـا.تعلمش البـ.ـنت معلومـ.ـا.ت غلط
حكيم بقلة حيلة : ده انا لما قلت عليها سوسة كانت هتاكلنى ، اومال لو قلت نحلة هتعمل ايه
صفية ضاحكة : هتقرصك من دراعك ، ياللا روح غير على مانحضر السفرة
على مائدة الطعام
حكيم : ها ياصفية ، جاهزة للشغل
صفية : انت رتبت امورك خلاص
حكيم : ااه تمام ، كان لينا زميلة اتجوزت ومكتبها فاضى ، فإنتى هتستلمية من بكرة أن شاء الله
صفية : طب لما ترجع
حكيم : لا ..شكلها مش نأوى ، خدت إجازة مفتوحة
صفية بحرج : اوعى اكون هسببلك حرج ياحكيم
حكيم : لا ياستى مـ.ـا.تقلقيش ، وبعدين انتى فى المكتب هتبقى الاستاذة صفية وانا الأستاذ حكيم ، يعنى علاقة عمل بحتة
صفية : طب وانتى ياورد هتعملى ايه مع الولاد لوحدك
ورد : مـ.ـا.تقلقيش عليا ، ثم فى جليسة هتيجى من بكرة عشان تتعود على الولاد فى وجودى قبل ما انزل الشغل ، ولما انزل الشغل نوارة هتنزل حضانة على مانقدmلها فى مدرسة كويسة
فانتى مـ.ـا.تقلقيش خالص ، وركزى فى مستقبلك المهنى يا استاذة صفية
………………
مساءا فى غرفة نوم حكيم
يتمدد حكيم فى فراشه لتسأله ورد وهى باحضانه : هتعمل ايه مع صفية
حكيم : اتفقت مع اسماعيل أننا هندربها واحدة واحدة لغاية مـ.ـا.تفهم الدنيا ماشية ازاى وبعد كده هسيبها تنطلق
صفية : خد بالك ياحكيم ، صفية دلوقتى تعتبر فاقدة الثقة فى نفسها ، لازم تسمعلها دايما وتشجعها، وواحدة واحدة عليها
حكيم بابتسامة : انتى هتوصينى على اختى واللا ايه
صفية : مـ.ـا.تنساش أنها اختى انا كمان
ليشرد حكيم وهو ينظر بعينا ورد ويفيق على نكزتها إياه فى صدره : ايه ...روحت فين
حكيم بابتسامة حب وهمس وهو ينظر بعينيها : افتكرت أما كنت غبى ومش شايف حبى ليكى سنين طويلة
ورد ببعض الغضب : مـ.ـا.تفكرنيش
حكيم ضاحكا : بس تعرفى ، فى سؤال دايما بييجى على بالى وعاوز اعرف إجابته منك
ورد : سؤال ايه
حكيم : فاكرة الليلة إياها ، اول ليلة لينا مع بعض
لتتجمع بعض الدmـ.ـو.ع على الفور بعينا ورد وهى تومئ برأسها علامة الايجاب
ليقبل حكيم عينيها قائلا بصوت أجش : طول السنين دى مانع نفس أسألك عشان ماافكركيش وأشوف دmـ.ـو.عك دى
لتمسح ورد عيناها على الفور وتقول : عاوز تعرف ايه
حكيم : وقتها ليه كنتى مستسلمالى اوى كده ، ليه ماقاومتنيش مثلا يمكن كنت فقت
ورد : يومها كنت حاساك حد تانى ، خفت منك رغم أن من جوايا كان فى يقين أن عمرك ماهتأذينى ، بس كانت أول مرة اشوف غضبك
حكيم : أما لمحتيلى أنى لما اسيبك انتى كمان هتتجوزى ، اتجننت لما حسيت انك ممكن تبقى من حق راجـ.ـل تانى غيرى ، يومها بس ابتديت افهم واحس انى بحبك
ورد : ويومها بس انا كمان حسيت بحبك ليا ، بس كنت عارفة انك مش شايفه
حكيم وهو يقبل مفرق رأسها : ازاى بقى
ورد : وقتها اعتقدت أنك هتبقى قاسى وعنيف معايا ، لكن بالعكس حسيت انك خايف عليا وده كان مجننى أن ازاى انت مش شايف ده
حكيم : كنتى بتبكى لدرجة ان كل تفكيري وقتها انى اذيتك أو و.جـ.ـعتك اوى ، عينك ماكانتش باينة من كتر ماكانت حمرا والدmـ.ـو.ع مغرقاها
ورد : ده كان عشان القرار اللى اخدته وقتها ، لانى صممت انى لازم ابعد ، يومها كلامك و.جـ.ـعنى اوى ياحكيم وانت بتحكيلى على مها وانك اتعلقت بيها وحبيتها وهتتجوزها
يومها حسيت إنك بنسحب روحى من جوايا ، وبقيت هتجنن وانا متخيلة مها فى بيتى هنا وفى حـ.ـضـ.ـنك وانا بعيد لوحدى
حكيم : يعنى إحساسنا كان واحد يومها
لتتنهد ورد قائلة : مع فرق الو.جـ.ـع
حكيم : تصدقينى لو قلتلك انى فضلت موجوع من وقتها لحد مارجعتى من تانى على أسمى
ورد : اكيد اصدق ، لان انا كمان كنت كده
حكيم وهو يميل عليها : انا قلتلك النهاردة انى بعشقك
ورد بمشاغبة : ماعنديش مانع انى اسمعها تانى
…………………………..
فى اليوم التالى بمكتب حكيم
يرحب حكيم بأخته فى عملها الجديد ، ويقوم بتعريفها على كل الموجودين من زملائها ويقوم بتسليمها مكتبها وتعريفها على مقتضيات عملها ليتركها ويذهب إلى غرفة مكتبه وتجلس هى بانتظار تسليمها اول قضية ستقوم بالعمل عليها
ليدخل عليها اسماعيل محييا إياها ويعطيها ملف ما قائلا : اتفضلى يا استاذة ، دى قضية الموكل بتاعنا متهم بقضية اختلاس ، انا قريت القضية وفندتها ، لكن عاوزك تقريها كويس جدا وتفنديها وتقعد بعد كده سوا انا وانتى وحكيم ونتناقش مع بعض فى طريقة الدفاع ومقومـ.ـا.ته هتكون ازاى
و ده بيحصل فى كل القضايا ، حد من الزملاء اللى بيتدربوا بيدرس القضية ويفندها ونتناقش فيها عشان نعرف هنبنى الدفاع على ايه
بس عشان انتى لسه بتتعلمى اديتلك قضية انا اصلا ابتديت اشتغل عليها عشان ابقى مستوعب تفنيدك ليها هيبقى على أنهى مستوى ….اتفقنا
صفية بقلق : اتفقنا ...بس عاوزة أسألك ، احنا هنقعد امتى نتناقش فيها
اسماعيل : بكرة أن شاء الله
صفية : بسرعة كده
اسماعيل : دى أرواح ناس وسمعتها ياصف……….اقصد يا استاذة
صفية بتـ.ـو.تر : ماشى ، انا هبدأ فيها على طول
اسماعيل وهو ينهض مستعدا للمغادرة : بتمنى لك التـ.ـو.فيق أن شاء الله
صفية بعد أن خرج اسماعيل : هو انا هعرف اعمل اللى قال عليه ده واللا لا
استر يارب
……………………..
فى اليوم التالى بمكتب حكيم
تجلس صفية على طاولة الاجتماعات وهى تنشر العديد من الأوراق من حولها وبين الفينة والأخرى تدون شيئا ما بنوت خاص بها وفى أثناء اهتمامها وشـ.ـدة تركيزها يدخل عليها اسماعيل دون استئذان ليتفاجئ بالمشهد
اسماعيل ؛ ايه ده ….انتى هنا من امتى ، ده انا فكرتك مشيتى
لترفع صفية رأسها لتقول باجهاد شـ.ـديد : امشى ازاى ، مش حضرتك قلت إن المـ.ـيـ.ـتنج النهاردة
ليبتسم اسماعيل ابتسامة شفقة ويقول : على كده ماروحتيش تتغدى
صفية وهى تعاود النظر بالقضية : هبقى اتغدى لما اروح
اسماعيل بدعاية : الحمدلله انى اديتك صورة من الملف مش الأصل واللا كان زمانه بقى شوربة باللى انتى عاملاه فيه دلوقتى
لتنظر له صفية بخجل وتقول : انا آسفة ، بس على فكرة انا منظمة جدا ، بس فى أوراق كتير حسيت انها متناقضة مع بعضها فكان لازم أقارنهم ببعض وعشان كده جيت على ترابيزة الاجتماعات بحيث أن مافيش ورقة تروح كده ولا كده
اسماعيل : على كده هلاقيكى فندتى القضية تمام
ليمتعض وجه صفية وهى تقول : مش عارفة ، انا طلعت كل الحاجات اللى لفتت نظرى وكتبتها ، بس لسه ما ………...
اسماعيل : عموما هنشوف دلوقتى
ليدخل عليهم حكيم ملقيا السلام وهو يعطى لأخته بعض البسكويت ويرغمها على تناوله قبل الاجتماع ليبتسم عليهم اسماعيل وهو يشرد بذاكرته بعيدا عنهم حتى نبهه حكيم ليبدأوا عملهم
حكيم : ها يا استاذة ، اخبـ.ـار القضية ايه
صفية ببعض القلق والرهبة : انا وصلت لشوية نقط بس الحقيقة أنا ماخلصتش القضية كلها ، الوقت كان قصير جدا
حكيم بعملية شـ.ـديدة : طبعا احنا مش هنحاسبك المرة دى على الكلام ده لأنها اول قضية والوقت فعلا كان ضيق ، لكن خلينا نشوف انتى وصلنى لايه
لتمسك صفية بالنوت الخاص بها وتبدأ فى سرد ما وصلت إليه : اولا فيه تناقض فى التحريات ، الاول قالوا إن المتهم كان موجود فى الشركة طول اليوم اللى حصل فيه جرد العهدة ، وتحريات تانية بتقول أنه كان روح وبعدين استدعوه فجأة
وكمان فى تناقض فى كلام رئيس لجنة الجرد ، فى الاول قال إنهم كانوا متفقين على معاد الجرد ، وبعد كده قال إنهم قرروا يعملوا الجرد فجأة
وكمان فى عضو فى لجنة الجرد امتنع عن أنه يتكلم ..وفى نفس الليلة حصلتله حادثة سير رغم أنه بيمتلك عربية
ولو رجعنا بتحريات المباحث عن المتهم هتلاقى أن سمعته نضيفة جدا وماعندوش ديون ولا التزامـ.ـا.ت مالية ولا بيمر بأى ضائقة مالية مثلا علاوة على أنه اصلا مستواه المادى معقول
لكن لو رجعنا لتاريخ الشركة لآخر اسبوعين هتلاقى أن الشركة اتعرضت لورطة مالية كبيرة فى البورصة
اسماعيل صارخا : برافو عليكى ...هو ده
لتنتفض صفية من صوته العالى ليضحك حكيم بشـ.ـدة قائلا : انت مش هتبطل جناتك ده ، قطعت الخلف لكل اللى فى المكتب
اسماعيل ضاحكا : عيب عليك اومال نوارة وزين دول جم منين
حكيم : افهم من كده أن تفنيدها للقضية مظبوط
اسماعيل : الحقيقة عشرة على عشرة ولو كانت كملت الملف للآخر ، كانت اكيد هتطلع اكتر من كده
حكيم بحنان وهو يربت على ظهر كف يدها: برافو عليكى ياحبيبتى ، كنتى عند حسن ظن فيكى ، ولسه انا متخيلك قدامى دلوقتى وانتى واقفة تجلجلى وبتترافعى قدام المحكمة الموقرة
لينظر اسماعيل إلى صفية قائلا : الجلسة معادها بعد تلات ايام تحبى تحضريها
صفية بانبهار وهى تنظر لحكيم : بجد ...هو ينفع
حكيم : طبعا ينفع ، ولازم تحتكى بكل ده لان هييجى يوم وتروحى بنفسك تترافعى
لتنظر صفية أمامها بشرود وكأنها تتخيل نفسها وهى تترافع فى قضية ما
حكيم : طالما كده بقى ، نعتبر القضية دى بالنسبة لك انتهت سلمى الملف للأستاذ اسماعيل مع نوت بالملاحظات بتاعتك ، عشان هو هيبتدى يحضر الدفاع بتاعه ، وانتى خدى الملف ده
ليناولها أحد الملفات وهو يقول : دى قضية جديدة ، قضية قــ,تــل ، قدامك خمس ايام تدرسيها كويس اوى وتفنديها ...معاكى وقت إهوة
صفية : أيوة بس ….
حكيم ضاحكا : اجمدى اومال مـ.ـا.تخافيش ...القتيل مش فى الملف
لتأخذ صفية الملف وتتجه إلى الخارج وهى تشعر بالرهبة ، وبعد خروجها يقول اسماعيل : يا أخى حـ.ـر.ام عليك ...قــ,تــل مرة واحدة
حكيم : عاوز اشغلها على قد مااقدر ، مش عاوزها تفكر فى اى حاجة تانية اليومين دول
اسماعيل بفضول : اشمعنى يعنى
حكيم : يعنى ….عدتها قربت تخلص وعلى بيحاول يردها
اسماعيل : طب وهى موافقة
حكيم : امى اللى عمالة تزن عليها
اسماعيل : المهم هى
حكيم : خايف عليها أعصابها مـ.ـا.تستحملش ، ورد اتكلمت مع امى بس حاسس انها مااقتنعتش
اسماعيل وهو يلملم أوراقه : بكرة تتعدل أن شاء الله
حكيم : أيوة .. بكرة تفرج .. كله على الله
………………………..
تمر الايام والليالي وكل شئ يمشى على وتيرته ، فقد التحقت ورد بالمشفى التى تعاقدت بالعمل معه ، والتحقت نوارة بمدرسة على مستوى راق فى التعليم وزين يقضى يومه بين مربيته ووالديه
أما صفية فانـ.ـد.مجت فى عملها وكلما مر يوم كانت تثبت فيه لنفسها ولمن حولها أنها لها ، لا تمل ولا تمل ولا تخجل من طلب المشورة ، احبها كل زملائها لبساطتها وحلو معشرها
وكلما مرت الايام كلما زاد تقارب اسماعيل من صفية وإعجابه بها ، وكان كثيرا مايجتمعان معا لدراسة قضية ما ثم تنتهى الجلسة بحديث خاص بعيدا تماما عن العمل ، حتى علم عنها اسماعيل كل ما مر من حياتها السابقة
حتى مر على عملها بالمكتب مايقرب من عشرة أشهر .. ليأتى يوما كانا يجلسان بغرفة الاجتماعات كعادتهم جميعا حين يتدارسان قضية ما ليفاجئ اسماعيل صفية بسؤاله قائلا : كنت عاوز أسألك سؤال شخصى
صفية : خير
اسماعيل : يعنى ، بعد اللى مريتى بيه …… لسه بتحبى على
صفية وهى تنظر لاسماعيل لتقول بعد صمت لم يطل : ابقى كـ.ـد.ابة لو قلتلك لا …. بس برضة ابقى كـ.ـد.ابة لو قلتلك ايوة
اسماعيل باستهجان : فهمت انا كده
صفية : على كان حب عمرى من وانا لسه فى ثانوى ، واتجوزنا عشر سنين ، عمرى ماسيبت بيتى أو غضبت منه زى ماستات كتير بتعمل وما انكرش أنه حارب عشانى كتير لكن ……
اسماعيل : لكن !
صفية : لكن ماصمدش ، ضحى ااه لكن تضحية وقتية وخلصت ، حارب ..مانكرش ..لكن انسحب ، بيحبنى …..جدا بس شبع واستكفى
اسماعيل : هو الحب بيتشبع منه
صفية : لما يجيبلك تخمة
اسماعيل بفضول : مش فاهم
صفية : انا كنت بالنسبة لعلى مصدر الحنان الوحيد فى حياته ، والده ووالدته شـ.ـداد جدا ، ماعندهومش تفاهم ، كنت دايما بحسه جعان لحبهم ، وانا كنت بحاول على قد ما اقدر انى اعوضه عن ده ، فى الاول كان مبسوط جدا ، بس بعد فترة حسيته زهق ورجع جوعه من تانى لحنان أهله
تعرف ….فضل كتير يقاوم طلبهم أنه يتجوز عليا ، لكن مامته عرفت تلعبها صح المرة الاخرانية دى ، عاملته بالحنية اللى كان مشتاق يشوفها منها ، عشان لما تهدده أنها تغضب عليه .يلاقى نفسه مش هيقدر يشوف ده تانى ، فكانت دايما على نغمة نفسى أشيل ولادك قبل ما امـ.ـو.ت ده انت نور عينى واعز الولد ..ولد الولد ، وهكذا .. فكان عاوزنى أتنازل واوافق عشان ده ماينتهيش ويفضل متنعم بحنيتها
انا بصراحة اتنازلت كتير لحد ما التنازلات كلها خلصت
اسماعيل : طب وافرضى أنه مثلا طلق مـ.ـر.اته وحب يرجعلك تانى ...هتوافقى
صفية : مستحيل
اسماعيل : ممكن اعرف السبب
لتنظر له صفية بتركيز وتقول : ممكن انا اسألك انت ليه مهتم بالحكاية دى
اسماعيل : ممكن اجاوبك بعد مـ.ـا.تجاوبينى
لتتنهد صفية وتقول : مش هوافق لأن اللى بيتكـ.ـسر عمره مابيتصلح تانى وخصوصا لو اللى انكـ.ـسر ده قلب حب ودق وصبر كتير
اسماعيل : حتى لو لسه جواكى حاجة ليه
صفية : اللى جوايا دلوقتى عشرة السنين ، الالفة والود اللى مايهونوش غير على ولاد الحـ.ـر.ام وانا الحمدلله بعرف اصون العشرة والعيش والملح
ها ماقلتليش ليه بتسألنى الأسئلة دى كلها
اسماعيل وهو يجلس بالمقعد الملاصق لمقعدها : قبل ما اجاوبك على سؤالك عاوز احكيلك على حاجة
صفية : خير ...سمعاك
اسماعيل : انا ابويا وامى الله يرحمهم اتوفوا من زمان ، وماليش غير اخت واحدة حاليا فى الجامعة ، فى كلية الهندسة
صفية : ماشاء الله
اسماعيل: لما والدى اتوفى كان سايبنا مستورين الحمدلله وكان سايب معاش كبير ، طبعا المعاش قانونا كان من حق اختى بس ، بس كنا بتمشى بيه نفسنا لحد مانا اشتغلت مع حكيم وإبتدى يبقى لى دخل كويس الحمدلله فقررت انى افتح حساب لاختى بفلوس المعاش دى واحوشهالها عشان جوازها ، وكنت بحب واحدة جارتنا من ايام ثانوى ، وهى كمان كانت بتحبنى ، اتقدmتلها واهلها وافقوا واتفقنا انى هعيش فى شقتنا مع اختى ووافقوا
صفية : لحد كده تمام
اسماعيل بسخرية : اسمعى الباقى مـ.ـا.تتسرعيش ، بعد جوازنا بكام شهر ..ابتدت مراتى تشتكى أن مصروف البيت مش كفاية ، رغم انى كنت بسيبلها مصروف كبير جدا غير مصروف شخصى ليها وكنت كمان بدفع كل الفواتير بتاعة البيت ، ورغم ذلك زودتلها المصروف ..لكن بقت دى عادتها ، تشتكى ازود وتسكت شوية وترجع تشتكى لحد ما إمكانياتى ماباقيتش سامحة ، لحد ماطلبت منى فى يوم انى اخد معاش اختى واديهولها عشان تساعد فى المصاريف طالما انى متكفل بكل حاجة تخصها ، ولما قلتلها الكلام ده لو انا مش قادر أغطى مصاريف البيت ، قالتلى وماله ...البحر يحب الزيادة
وباختصار شـ.ـديد ...رفضت ، ومن بعدها ابتدت المشاكل بينها وبين اختى ، بقت تضايقها باستمرار ، ومابطلتش تطلب منها حاجات تعملها فى البيت رغم انى كنت جايبلها شغالة بتجيلها يومين فى الأسبوع ، لكن فى يوم وانا راجع من الشغل سمعتها بتطلب من اختى أنها تقوم تنضفلنا أوضة النوم بتاعتنا واتفاجئت باختى بتقولها ، مانا لسه عملهالك امبـ.ـارح قامت مراتى حب السنين قالتها وماله ...اعملى بلقمتك ، مش كفاية عايشة عالة علينا وبصريح العبـ.ـارة كدة المصروف مابقاش يكفى الشغالة فقررت انك تقومى بشغلها وأوفر الفلوس اللى كانت بتاخدها
لتضع صفية كف يدها على فمها لتخفى شهقة تدل على امتعاضها الشـ.ـديد
ليقول اسماعيل: طبعا ماكانتش واخدة بالها انى واقف من اول الوصلة
صفية : وعملت ايه
اسماعيل بتنهيدة : شغلتنا علمتنا الهدوء والسيطرة على غضبنا , ندهتلها بكل بساطة على اوضتنا ، وخرجت بعد نص ساعة بشنطة هدومها واستلمت ورقة طـ.ـلا.قها بعد كام يوم
صفية : واختك
اسماعيل،: لمتها وعاتبتها أنها ماقلتليش من البداية على اللى كان بيحصل من الاول
صفية : اكيد خافت لايحصل بينكم مشكلة بسببها
اسماعيل وهو يومئ برأسه : فعلا ..هو ده اللى قالتهولى
المهم ادينا متطلفين من خمس سنين دلوقتى والحمدلله أن ربنا مارزقناش بأولاد عشان تبقى الليلة خفيفة
ادينى قلتلك كل حاجة عنى تقريبا وهجاوبك على سؤالك ياصفية اللى سالتهولى ….انا عرفت أن على طلق مـ.ـر.اته وعاوز يرجعلك، وراح لوالدك البيت امبـ.ـارح
صفية وهى تنظر إليه بعدm فهم : عاوزك تفكرى كويس فى كل الكلام اللى قلتيهولى واللى انا كمان قلتهولك قبل مـ.ـا.تاخدى أى قرار
صفية : انا مش فاهمة انت تقصد ايه وايه علاقة اللى انت قلتهولى بقرار رجوعى لعلى من عدmه
اسماعيل: انا بحبك ياصفية ...وعاوز اتجوزك..
الفصل الخامس والاخير
فى مكتب المحاماة بغرفة الاجتماعات
كانت صفية تقف مشـ.ـدوهة وهى تنظر لاسماعيل وهى تحاول استيعاب ماذكره لها عن حبه لها ولم تبدى اى رد فعل ولكنها لملمت أوراقها باضطراب قائلة : انا اتأخرت اوى ولازم امشى
ولكن اسماعيل وقف حائلا بينها وبين الخروج قائلا : يمكن تكونى فعلا اتأخرتى ، اتأخرتى انك تحسمى موقفك ياصفية
اسمعى ياصفية انا هكلمك بصراحة شـ.ـديدة ، بس ياريت مـ.ـا.تاخديش كلامى على انى بقول كده عشان توافقى عليا ، لأ ...انا هقولك اللى هقوله لك ده عشان تهندلى حياتك و تعيشى وانتى رامية ورا ضهرك
صفية : عاوز تقول ايه يا استاذ اسماعيل
اسماعيل بابتسامة سخرية : رغم أننا كنا شيلنا الألقاب من مابينا من فترة ...بس اللى يريحك ، بس اقعدى واسمعينى
لتجلس صفية مكانها دون أن تنبث ببـ.ـنت شفة
اسماعيل : انتى عيشتى عشر سنين من عمرك مع على ، وربنا ماقسملكوش انكم تخلفوا رغم أن انتم الاتنين ماعندكمش موانع ، لكن ده اكيد بسبب مايعلموش غير ربنا سبحانه وتعالى
طب هل ده هيتغير ..يعنى هل لو رجعتم لبعض هتخلفوا ، طبعا العلم عند الله ..بس اللى فهمتوا منك أن الدكاترة قالوا صعب ، يعنى المشكلة هتفضل هى هى من غير حل
طب سيبك من ده ، أهله …...والزن اللى كانوا بيزنوه هل هينتهى، هيبطلوا هما يتكلموا يعنى على الموضوع ده ، طبعا مش هيحصل ، يبقى اللى هنبات فيه هنصبح نلاقيه
طب بعيدا عن كل ده ، هتقدرى تنسيله أنه اتجوز غيرك ، هتقدرى ترجعى لحـ.ـضـ.ـن كان ضامم غيرك ياصفية
صفية وهى تنهض بدmـ.ـو.ع : كفاية ...انت عاوز منى ايه
اسماعيل : عاوزك لما تفكرى ، مـ.ـا.تفكريش بقلبك بس ، دخلى عقلك فى الحوار ياصفية ، اقوللك….اقعدى مع على واتكلمى معاه
صفية بسخرية : ومش خايف أن قلبى يحنله وارجعله تانى
اسماعيل بجمود : تبقى انقذتينى
صفية : من ايه
اسماعيل : من انى اوهبلك عمرى وقلبى وانتى قلبك لسه معاه، انا لما عرضت عليكى الارتباط كان لما فهمت منك أن اللى باقى فى قلبك لعلى حب العشرة ، وانا صرحتلك بحبى فى الوقت ده بالذات عشان تحسى بالقوة ، وانك مش ضعيفة قدامه
انتى لسه صغيرة وجميلة والف مين يتمناكى ،لازم تفهمى ده كويس
صفية بدهشة : افهم ايه
اسماعيل : انك مرغوبة ياصفية ، صدقينى لو بصيتى حواليكى هتلاقى نظرة الاعجاب فى اللى حواليكى ..انتى شخصيتك جميلة بتاخد القلب
صفية بشرود : انا ماباقيتش عارفة انت عاوز توصللى ايه
اسماعيل : مش عاوزك ترجعى لعلى على أنه الاختيار الوحيد ، عاوزك تفردى جناحاتك وتطيرى ..حتى لو هتحطى على غصن تانى غير غصنى ، بس تبقى مبسوطة من جواكى وسعيدة
لتشرد صفية فى سنوات عمرها التى قضتها بصحبة على ، وكم كانت ساعات سعادتهما محدودة ومقتصرة على تواجدهما بمفردهما دون أن يشاركهما احد من أهله فوقتها كانت سعادتها تقفز من فوق أعلى الجبال ، أحبته وأحبها ولم يكفيه حبها ولم يصمد لها حبه ، لتتنهد صفية بصوت عالى وهى تنتبه بأنها أصبحت وحيدة بالغرفة فقد لملم اسماعيل أوراقه وانصرف وتركها لتفكيرها ، لتنصرف هى الأخرى إلى مكتبها
……………………
فى منزل حكيم مساءا
يجلس الجميع يتناولون طعام العشاء بين مشاغبات نوارة ووالدها وكانت ورد تتابعهم بابتسامة واسعة وهى تراقب صفية وشرودها بين فينة وأخرى
ورد وهى تميل هامسة باذن صفية : مالك ياصافى ….ايه اللى واخد عقلك
صفية وهى تنتبه على حديث ورد : ابدا هبقى احكيلك بعدين
لتنظر ورد الى حكيم وهى لازالت تهمس لصفية : هو حكيم قاللك حاجة
صفية : لسه
لتزوى ورد بين حاجبيها ، لتكمل صفية : بس عرفت
ورد بدهشة : من مين
صفية : بعدين ...هحكيلك بعد العشا
حكيم بتنمر وهو ينظر إليهما : بتتفقوا على مين يا بلاوى
صفية بدعاية : عليك ياحبيبى طبعا ...هو احنا لينا غيرك
حكيم وهو ينظر بمكر لورد : انا قلبى وعقلى كله لورد الجناين
ورد ضاحكة : لأ العب غيرها
حكيم وهو يدعى الدهشة : ايه ده ..هو انتى غيرتى خطة الاسعار
ورد بمشاكسة وهى تنهض وتلملم المائدة بمساعدة صفية : اومال لأ...اومال طبعا ، البورصة كل يوم فى حال ياصديقى
حكيم وهو يوجه الكلام لنوارة : عاجبك كده
نوارة وهى تجرى من أمامه : انا مع اللى هيكسب يا بأبى
ليخرج حكيم رأسه ذات اليمين وذات اليسار بقلة حيلة ويقول وهو يتجه لغرفته : انا معايا قضية محتاجة اقعد اراجعها شوية ، ياريت لو فنجان قهوة يا ورد من فضلك
ورد باستنكار : انت هتقفل على نفسك من دلوقتى ..بقى ده اللى اتفقنا عليه
حكيم بدفاع : انا بس هراجع حاجة على ما انتو تخلصوا اللى هتعملوه
ورد بغـ.ـيظ : روح ياحكيم ..روح ...مافيش فايده
صفية بسخرية وهى تصف الاطباق بألة جلى الصحون : ايه ….هرب منك برضة
ورد بتنهيدة : حكيم هيفضل حكيم ... طول عمره اللى فى دmاغه فى دmاغه
صفية وهى تضع يديها على خصرها وتسأل ورد بحدة زائفة : وانتى بقى عرفتى من امتى
ورد بابتسامة : من شهرين
صفية باستغراب : شهرين ازاى وهو لسه رايح لبابا امبـ.ـارح
ورد بصدmة : هو اسماعيل سافر لعمى
صفية باستنكار وهى تنظر لورد بنصف عين : انتى بتتكلمى على ايه ، واضح أن مواضيعنا مختلفة
ورد بلجلجة : طب قوليلى انتى الاول وانا مش هخبى عليكى حاجة
لتنفخ صفية وهى تجلس على كرسى وتستند على مائدة المطبخ الصغيرة وتقول : هقوللك ،بس انتى كمان مـ.ـا.تحكيش لحكيم حاجة دلوقتى لغاية ما اخد قرار نهائى
ورد : ماشى ..قولى
لتقص عليها صفية كل ما قد دار بينها وبين اسماعيل وبعد أن فرغت من حديثها سألت ورد قائلة : انا ليه حساكى كنتى عارفة
ورد بابتسامة : انا فعلا كنت عارفة ، بس ماقلتلكيش لأن حكيم كان عاوز الخطوة دى تيجى من اسماعيل ، بصى ياستى ...اسماعيل طلبك من حكيم من شهرين وقال له أنه بيحبك وعاوز يرتبط بيكى ، بس حكيم كان رأيه أن يسبب اسماعيل يقرب منك بشويش عشان تقدرى تاخدى قرار عن اقتناع سواء بالموافقة أو بالرفض
أما بقى موضوع أن على عاوز يرجعلك ..فده عرفناه امبـ.ـارح بالليل وبصراحة حصل مشكلة بينى وبين حكيم بسببها
صفيه بدهشة : وليه بقى
ورد : لأن حكيم قال لوالدك يرفض ، وانا هاجمته وقلتله أن مش من حقه أنه ياخد قرار بالنيابة عنك ، وشـ.ـدينا شوية ، بس فى الاخر قاللى أنه هياخد رأيك النهاردة ، واديه هرب على أوضته
صفية : امممم فهمت ، بس انتى هاجمتيه ليه ، انتى شايفة انى أوافق ارجع لعلى
ورد بحزم : لأ طبعا
صفية : الله ...اومال ايه
ورد : المبدأ فى حد ذاته ، كل واحد لينا له شخصيته المستقلة ، لازم تاخدى قرارك بنفسك عشان مـ.ـا.ترجعيش ترمى مسئولية التبعية على اكتاف حد تانى
صفية : يعنى عاوزانى انا اللى اقول لأ
ورد : برضة لأ ...انا عاوزاكى تفكرى وتاخدى قرار وانتى مقتنعة بيه ، هل انتى عندك استعداد ترجعى لعلى تانى
صفية دون تردد : لأ
ورد : هو ده اللى انا عاوزاه ، عاوزة عمى لما يرد عليه يقول له صفية رفضت ترجعلك، مايقوللوش اخوها مش موافق ، عاوزاكى تقفلى الباب بنفسك ، مـ.ـا.تسيبيهوش موارب وكل شوية يدخللنا ريح تمرضنا وتضايقنا واحنا فى غنى عنها
حكيم وهو يستند بكتفه على باب المطبخ : وفيها ايه يعنى لو كنتى فهمتينى قصدك ده من امبـ.ـارح بهدوء بدل الزعابيب اللى طلعتيها على جتتى من غير داعى
ورد وهى تلتفت إليه بغـ.ـيظ : علموكم فى بلدكم انك تقف تتسنط كده
حكيم وهو يرفع يديه لأعلى : اتسنط ايه .. انا لقيت نفسى هنام وماعملتيليش القهوة ، قلت اجى اعملها انا ، سمعتكم ، بس ….هو ده اللى حصل
ورد بسخرية : امممم ، وسمعت من اول فين يامتر
حكيم وهو يحك رقبته باحراج ويجلس أمامهم : من اول ماكانت بتحكيلك على اللى حصل فى المكتب ياسيادة المستشار
صفية : وانت ايه رأيك ياحكيم
حكيم بحنان : دى حياتك انتى وقلبك انتى ، وانتى الوحيدة اللى تقدرى تاخدى قرار فى الموضوع ده زى ماقالت ورد
صفي. : انا عاوزة رأيك ،مش قرارك ياحكيم
حكيم : لو على رأيى، طبعا انا شايف أن رجوعك لعلى درب من الجنون ، لانك هتبقى عاملة زى اللى عارف ان الجحر مليان تعابين ورايح يحط أيده ورجله كمان جواه
أما بخصوص اسماعيل ، فهو كان صريح معاكى فى كل كلمة قالها لك ، اسماعيل تعب واتصـ.ـد.م فى حياته زيك يا صفية
اسماعيل صاحبى من حوالى عشرين سنة من واحنا فى أولى جامعة ، أخلاقه عالية جدا وعلى فكرة مش سهل ابدا انك تلاقيه يتدخل فى حياة حد ، لكن انا لما لقيته بيتكلم معاكى ولاحظت اهتمامه بيكى وبحياتك ، لمحت فى عينه لمحة حب وتمنى ليكى
لو عن نفسى هجوزهولك وانا مغمض ، لكن الوضع هناهيختلف لظروفكم انتم الاتنين ، انتى كانت ليكى تجربتك وهو كمان ...كان له تجربته ، وانتو الاتنين خرجتم مجروحين
هو شايف انك عوض ربنا ليه ، لكن لو انتى ياصفية مش شايفه كده ...يبقى بلاش ، انتى اختى وحيييتى ويهمنى سعادتك ، لكن كمان يهمنى سعادته ، وإسماعيل لو حس لحظة انك اتجوزتيه وانتى لسه قلبك مع على ….. هتبقى ضـ.ـر.بتيه فى مقــ,تــل
صفية بدفاع : انت عارف ان اختك لايمكن تعمل كده
حكيم بحنان : عارف ياحبيبتى بس برضة واجبى انى انبهك ، وحبيت أن اسماعيل هو اللى يتكلم معاكى بنفسه ، عشان تقدرى تفهمى دmاغه كويس
وعموما خدى وقتك وفكرى براحتك بس لازم تردى على الحاج النهاردة فى موضوع على ، وياريت لو ت عـ.ـر.فينى قرارك النهائى
صفية : انا كلمت بابا من بدرى وبلغته رأيى
حكيم بدهشة : وماقلتليش يعنى
صفية وهى تقلده : مانت برضة ماكنتش قلتلى يعنى
حكيم : نظام واحدة بواحدة ...ماشى ، ادينى المفيد .. قلتيله ايه
صفية : قلتله انا لا يمكن ارجع لعلى تانى
حكيم بابتسامة واسعة يجذبها إليه ويقبل رأسها قائلا : عوض ربنا هيبقى اكبر بكتير أن شاء الله
لتومئ صفية برأسها وهى تقول : أن شاء الله
ورد وهى تحاول تغيير الموضوع : وان شاء الله هنروح كلنا الشغل بكرة متأخرين ، ياللا انت وهى عاوزين ننام
صفية وهى تنظر للساعة المعلقة أمامها : الساعة لسه ماجاتش عشرة
ورد وهى تشهق بصوت عالى : نوارة مختفية من ساعة العشاء ..ربنا يستر مـ.ـا.تكونش عملت كارثة من كوارثها
ليسرع الجميع إلى غرفة الاطفال ليجدوا نوارة وبيدها كتابها الذى يحوى القصص المصورة وتجلس أمام زين وهو بفراشه الهزاز وهو يوليها كل اهتمامه بينما هى تقرأ له قصة ما مع حركات تمثيلية بيدها ووجهها لتتحول معالم وجه زين مع كل حركة وكأنه يفهم ما تقصه عليه
ليقف الجميع بباب الغرفة مشـ.ـدوهين مما يحدث أمامهم بينما يضم حكيم ورد بيده ويقبل رأسها هامسا : المنظر ده مابيفكركيش بحاجة
ورد بحب : بيفكرنى لما كنت صغيرة وتقعدنى فى المرجيحة اللى فى الجنينة وتقعد تحكيلى حواديت انت وصفية عشان مااعيطش وأسأل على بابا وماما الله يرحمهم
صفية وهى تدخل الغرفة وتغلق الباب أمام وجههم : طب ياللا اتكلوا على الله انتو وذكرياتكم وسيبوا العيال لعمتهم عشان عاوزين ننام
لتمنعها ورد سائلة إياها : طب مش تقوليلنا الاول قررتى ايه
صفية : بكرة أن شاء الله ارد عليكم
……………………….
فى مكتب المحاماة باليوم التالى
كان هناك اجتماع دورى يعقده حكيم وإسماعيل لبقية زملائهم الذين يعملون تحت إشرافهم أو تحت التمرين
وكانت القاعة تحوى الجميع ماعدا صفية والتى كانت تبحث عنها عينا اسماعيل فى كل لحظة ، وظن أنها سوف تمتنع عن الحضور إلى المكتب بسبب تصريحه بحبه إياها
فكان يجلس معهم بجسده أما روحه وعقله وقلبه فكانوا يحلقون بعيدا عنه حتى أنه قد شعر بضيق فى أنفاسه واجتاحه غضب شـ.ـديد من نفسه ومنها
حتى سمع طرقات على باب الغرفة لينفتح وتطل منه صفية برأسها تعتذر عن تأخرها وتبرره بأنها كانت تجلب لهم بعض الاحتياجات المكتبية وأخذت توزع على الجميع وتعطى لكل منهم طاقم راقى يحتوى على قلم و نوت وحافظة ملفات غاية فى الذوق العالى ولاحظ اسماعيل أنها فوتته ولم تعطيه مثل الباقين رغم أنها أعطت مثله لأخيها واحتفظت لنفسها باكثر من نسخة ولكنه لم يعلق على الأمر واعتبر بأنها بذلك تغلق باب الحوار فيما بينهم
ليستكمل حكيم الاجتماع وسط نظرات اسماعيل اللائمة لها والتى تتعمد عدm النظر إليه رغم أنها جلست بمقابله وجها لوجه ولكنها لم تخطئ ولو مرة واحدة بالنظر اليه وبعد مايقرب من الخمسة عشر دقيقة ووسط النقاش وتوزيع القضايا ينهض اسماعيل من مكانه قائلا : معلش ياحكيم ..انا هضطر اسيبكم تكملوا من غيرى
حكيم وهو ينظر إليه بشفقة وهو يخمن ما من الممكن أن يكون بخلده فى تلك اللحظة : انت كويس
ليحرك اسماعيل رأسه يمينا ويسارا ثم يتجه إلى الخارج ، لينهى حكيم الاجتماع وهو يحاول اللحاق باسماعيل ولكن صفية أوقفت حكيم وحاولت تعطيله حتى خرج جميع من بالغرفة ثم قالت له : سيبنى انا اروحله
حكيم : خدتى قرار
لتومئ صفية رأسها بابتسامة خجل
حكيم بامتعاض : طب لما هو كده كان لزمته ايه الحركة اللى عملتيها دى
صفية باستغراب: حركة ايه
حكيم : انك توزعى على الكل النوت والاقلام ومـ.ـا.تديهوش
صفية : كنت عاوزة اديهاله واحنا لوحدنا
حكيم : بس هو كده فكر انك بتوصليله رسالة بانك مش عاوزة تتعاملى معاه ولا حتى فى الشغل
صفية شاهقة : ياخبر ….. انا ماقصدتش كده خالص
حكيم بسخرية : طب روحى ياختى شوقى هتعملى ايه
لتذهب صفية إلى مكتب اسماعيل وتطرق الباب لتتفاجئ به يخرج مندفعا ليصطدm بها بقوة حتى وقع مابيدها و كادت أن تقع ارضا لولا أن تماسكت واستندت بيدها على الحائط بتأوه
وما أن تماسكت حتى نظرت إليه باستنكار قائلة : ايه ياعم ، قطر ماشى ، ما بالراحة
اسماعيل وهو يطمئن عليها بعينيه : اتخبطتى جـ.ـا.مد
صفية بابتسامة : مش اوى ، ثم وهى تنحنى للملمة ما بعثر على الأرض وجدت اسماعيل ينحنى بسرعة ويجمع ماكان بيدها وينفخ من عليهم وكأن شيئا قد علق بهم ويعطيها إياها بأسف واجم قائلا : معلش مـ.ـا.تأخذنيش اصل ورايا مشوار مهم وكنت مستعجل
صفية بابتسامة مشاغبة : ايه ده ، يعنى مش فاضيلى نتكلم سوا
اسماعيل وهو يزوى مابين حاجبيه باستغراب : انتى عاوزة تتكلمى معايا انا
صفية بتنهيدة: أيوة ...وموضوع مهم ، بس لو انت فعلا وراك حاجة مهمة مش مشكلة استناك لما ترجع
اسماعيل وهو يدخل لغرفة مكتبه مرة أخرى ويدعوها للدخول : لا مش مشكلة انا ممكن ااجل المشوار شوية
لتدخل صفية من وراءه بابتسامة وتتجه إلى المقعد أمام مكتبه لتجده هو الآخر قد ترك مقعده خلف المكتب وجلس أمامها قائلا بهدوء: خير ياصفية انا سامعك
لتقدm له صفية طاقما مكتبيا مثل الآخرين ولكنه لاحظ أنه مختلف اللون حتى عن اللون الذى قد أعطته لحكيم ، فقد قدmت للجميع اطقم باللون البنى والذى يتماشى مع ديكورات المكتب بصفة عامة ، أما حكيم فكان طاقمه باللون الاسود ، ولاحظ أنه تبقى معها طاقمين بلون حجر الياقوت ،وقد قدmت إليه أحدهما
اسماعيل وهو يتناوله من يدها : مااديتهوليش جوة ليه زى الباقى
صفية : حبيت اقدmهولك لوحدنا وانا بقولك على قرارى
حكيم وهو يشعر بدقات قلبه تتسارع : وياترى ايه هو قرارك
صفية : انا موافقة
حكيم بفضول : على انهى عرض فيهم ياصفية
صفية : على انك تحبني يا اسماعيل
حكيم باستغراب : احبك
صفية بتنهيدة : أيوة يا اسماعيل ..تحبنى .. وموافقة على الجواز وانا مافيش فى قلبى مكان لحد غيرك ، مش هكدب واقول انى بحبك ، لكن هقولك انى بحب اقعد واتكلم معاك ، بحب منطقك وأسلوبك ، بحب عقلك وأوقات حكمتك فى معالجة الأمور ، بحس براحة لما افكر فى حاجة والاقى رأيك انت بالذات زى رأيى حتى اكتر من رأى حكيم
فياترى هتقدر تبتدى حياتك معايا على الاساس ده
اسماعيل بابتسامة أمل : وانا عمرى ماحلمت حتى بنص ده ..وانا متاكد انى هقدر اقتحم قلبك واسكن جواه ، بس عملتى ايه فى موضوع على
صفية : كلمت بابا امبـ.ـارح اول ماخرجت من المكتب وبلغته انى قفلت الموضوع ده من يوم طـ.ـلا.قى وانى لا يمكن افتحه تانى ابدا
ليبتسم اسماعيل ويهب واقفا ويقول : طب ياللا على اخوكى عشان نحدد معاد كتب الكتاب
صفية : ومشوارك … مش قلت عندك مشوار مهم
اسماعيل : حاليا مافيش اهم من انك تبقى على أسمى يابـ.ـنت عم عتمان
…………………..
بعد مرور خمس سنوات ..وفى منزل عتمان
تجلس صفية وهى منتفخة البطن وتمسك بين يديها حاسوبها المحمول وتحدث اسماعيل على أحد برامج الانترنت قائلة : انا بعتتلك كل النقط المهمة اللى طلعتها وبعتتلك كمان مسودة للمرافعة .. تقدر انت بقى تراجعهم وتشوف هتعمل ايه وربنا معاك ياحبيبى أن شاء الله
اسماعيل بحب : خلاص ياحبيبتى مـ.ـا.تقلقيش ، كله هيبقى تمام
صفية بحب : انا عارفة انى متقلة عليك من فترة بس سامحنى ، غـ.ـصـ.ـب عنى
اسماعيل : حبيبتى انا مش فارق معايا تعبى ، انا اللى فارق معايا بصحيح بعدك انتى وزينة عنى ...مـ.ـا.تتصوريش انتو واحشنى قد ايه
صفية : انت اكتر ياحبيبى ، بس اعمل ايه ...الحمل المرة دى تاعبنى اوى ، بس أن شاء الله هانت
اسماعيل ضاحكا : ااه ، وحكيم باشا اللى مبلط عندكم ده مش نأوى يخف الاستهبال شوية ويرجع
ليختطف حكيم الحاسوب من على قدm أخته وهو يضحك ويقول : انا ياحبيبى ماقدرش ابعد عن مراتى وولادى
اسماعيل : يامحترم المفروض انا اللى ابقى جنب مراتى اللى على وش ولادة دى مش انت ، خلى عندك دm
حكيم ضاحكا : خلص اللى فى ايدك ياحلو وانصرف وتعالى
اسماعيل : انت بتقول فيها ماهو ده اللى هيحصل وهقعد على قلبكم لطولون
ليأتى زين من الخارج وهو يمسك بيده بحنان شـ.ـديد زينة ابنة صفية والتى كانت تبكى بطفولة محببة ، ليتقدm من عمته ويقول : عمتو ...زينة زعلانة عشان عمو اسماعيل مش هنا خليه ييجى وانت يابابا لأعبها شوية لحد ما تضحك وعمو ييجى
ليحمل حكيم ابنة أخته بمرح ويبدأ فى دغدغتها حتى انهمكت فى الضحك وبدت السعادة على وجه زين لضحكات زينة ليغمز حكيم بعينه الى ورد قائلا بمشاغبة : والله زمان يا عسل
ليقول عتمان بهدوء يناسب عمره الذى تخطى السبعين ببضع سنوات : التاريخ بيعيد نفسه يا اولاد ...ربنا يعينكم ويسعد قلوبكم
حكمت : الا صحيح ياحكيم ، هو انت مابتشوفش على
حكيم وهو ينظر لأعلى بقلة حيلة : وماله على بس يا امى
حكمت: يابنى بسألك سؤال ، رد وخلاص .. الله
حكيم : بشوفه يا امى
حكمت: ما اتجوزش تانى
حكيم : اتجوز تالت يا امى من اربع شهور ، وسمعت أن مـ.ـر.اته حامل ، ربنا يتملها على خير
صفية بفرحة : بجد ياحكيم
حكيم بابتسامة : أيوة يا ام قلب حنين بجد
صفية بابتسامة : ربنا يطعمه مايحرمه يارب ، دعيتله وانا بولد زينة أن ربنا يرزقه
عتمان : طول عمرك قلبك حنين ياصفية
صفية : العشرة مـ.ـا.تهونش برضة يابابا
حكمت : الله يرحمها أمه ، اهى فضلت تحرب عليه وفى الاخر ….ياللا ..الله يرحمها
ورد : المهم ياصفية ، انا كلمت الدكتورة اللى هتولدك واتفقنا انك هتولدى على الأسبوع اللى جاى أن شاء الله ، عشان هتولدى قيصرى طبعا زى اول مرة ، فمش هينفع تستنى عليكى للآخر وعشان ضغطك ياهانم اللى على طول عالى ده ، وعاوزة تبص عليكى يوم الخميس ، فهنوديكى انا وحكيم أن شاء الله
صفية بابتسامة: ربنا يخليكم ليا ، بس أن شاء الله اسماعيل يكون هنا
حكيم : ماشى ماشى ...إذا حضر الماء بطل التيمم
صفية ضاحكة ،: مابلاش انت بالذات ياحكيم
حكيم ضاحكا بشـ.ـدة : لا يا اختى ، انا على طول بتوضى مابتيممش انا ...ليضحك الجميع وهم
يتمنون دوام السعادة وراحة البال
……………………
يجلس حكيم مساءا بحديقة المنزل وتجلس ورد بجواره وهم يتمتعون بنسمة المساء وصفو السماء وكان القمر مضيئا والنجوم متلئلئة وواضحة بعيدا عن التلوث والضوضاء
ورد : تعرف انى لما باخد اجازتى يبقى سعيدة جدا لانى هقضيها هنا ، وكل أصحابى يقعدوا بتتريقوا عليا ويقولولى اللى يشوف سعادتك دى يفكرك مسافرة برة مش رايحة الصعيد ..بس انا بحب هنا اوى
حكيم بابتسامة : وياترى ليه
ورد : اولا طبعا عشان عمى وماما ، ثانيا عشان ده المكان اللى قضيت فيه احلى سنين عمرى ، وثالثا بقى الهدوء ونضافة الجو والناس الطيبة
ثم نظرت لحكيم وقالت : بذمتك ماعنديش حق
حكيم : عندك حق طبعا
ورد : طب وانت مش بتبقى مبسوط
حكيم : رغم انى عندى اسباب تانية لكن اكيد ببقى مبسوط وجدا كمان
ورد : وياترى ايه بقى الأسباب دى
حكيم بحب : انتى
ورد بخجل لم يتغير لحظة منذ احبها : انا ….
حكيم بتنهيدة وهو يضمها تحت جناحه بحب : لما بحاول افتكر ذكرى حلوة ليا هنا وانتى مش فيها مابلاقيش ، كل ذكرى حلوة ليا انتى كنتى فيها ، أو تقدرى تقولى أن عقلى اختزل كل ذكرياتي عليكى انتى وبس
ثم اكمل بتنهيدة عميقة : لما سافرتى تعملى الرسالة بتاعتك وبعدتى عنى ، اكتشفت انك بالنسبة لى زى الماية ، اللى الواحد من غيرها ينشف ويمـ.ـو.ت ، طول فترة سقرك كنت عامل زى فرع الشجرة اللى فى فصل الخريف ...ناشف ومستنى شوية مطرة يندوا عوده ويحييوه
تعرفى ….كنت كل يوم احلم بيكى وانتى بتبصيلى بلوم وعتاب من غير مـ.ـا.تكلمينى وتسيبينى وتمشى وابقى عامل زى العيل التايه اللى ماشى يدور على عنوان بيتهم ومش لاقيه
كنت تعبان اوى من غيرك ياورد الجناين ، وعشان كده قررت انى ما ابعدش عنك تانى ابدا مهما كان التمن
لتقبله ورد بوجنته قائلة ربنا يخليك لورد ياقلب ورد من جوة ، بس هو انت ليه كنت دايما تقوللى ورد الجناين
ليشرد حكيم قليلا ثم يقول : واحنا صغيرين لو تفتكرى كنا دايما بنروح نقعد عند شجر الورد اللى فى الحوض القبلى وكنتى دايما تطلبى منى اقطفلك ورد وتقوليلى هات ورد لورد ياحكيم
وفى يوم كنتى انتى تعبانة وسـ.ـخنة وماقدرتيش تروحى معايا فروحت اجيبلك الورد اللى بتحبيه ، يومها لما بصيت للورد ماحسيتوش بنفس جماله اللى كنت دايما بشوفه بيه ، حسيت أن انتى اللى كنتى بتزينيه وانتى وسطيه وبتحليه ، ولقيت أن انتى احلى وردة فى الجناين كلها وعشان كده بقيت اقوللك ياورد الجناين
ماكنتش وقتها عرفت ولا فهمت انك هتبقى ورد قلبى وشريكة عمرى وام ولادى
لينظر لها قائلا بهيام : سامحتينى على البعد
ورد : عمر قلبى مابات ليلة من غير مايكون مسامحك
حكيم : حتى وقت ماكنا بعاد عن بعض
ورد بابتسامة : حتى وقتها كنت مسامحك وبدعيلك
حكيم : كنتى بتدعيلى بايه بقى
ورد : أن ربنا يريح قلبك وييسر لك سفينتك
حكيم باستغراب : سفينتى
ورد : طبعا ، كل واحد مننا بيبقى ماشى فى الدنيا دى زى السفينة، شايلة حمولتها وماشية فى البحر مش عارفة أن كانت هتوصل للميناء بتاعتها واللا لا ، بس لكل سفينة قبطان بيحاول يسيرها ، وانت قبطان سفينتك ، لازم بيقابلك موج عالى ويمكن رياح واعاصير، صحيح بتعمل اللى عليك بس انت ونصيبك فى سكتك
حكيم بابتسامة : ده انتى طلعتى فيلسوفة يابـ.ـنت عمى
ورد بسعادة : انا اسعد فيلسوفة على ضهر سفينتك يا ابن عمى
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات