رواية جحيم الذئب حور ومراد كاملة جميع الفصول

رواية جحيم الذئب هي رواية رومانسية تقع احداثها بين حور ومراد والرواية من تأليف مينو في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية جحيم الذئب لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية جحيم الذئب هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية جحيم الذئب تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية جحيم الذئب حور ومراد كاملة جميع الفصول

رواية جحيم الذئب من الفصل الاول للاخير بقلم مينو

كنت في الكلية، قاعدة في المدرج، بهزر وبضحك مع صحابي... فجأة، اتبدلت الضحكة لصمت غريب!
بصيت عليهم بــــاستغراب وقلت:
– مالكم ساكتين ليه؟!
لقيتهم بيشاورولي بايديهم إنّي أبص ورايا، بس قبل حتى ما ألف، حسيت بنفس سخن طالع من ورا ضهري...
جـ.ـسمي كله اتحرك من الخوف وبصيت، لاقيت الدكتور مراد واقف!
صرخت في وشه من الخضة، وكنت ماسكة المشروب بتاعي، فوقع على هدومه وأنا بقوم بسرعة من مكاني.
إيديا كانت متجمدة على بوقي، وقلت في دماغي:
يا يومك مش فايت يا حور، إنتي خلاص انتهيتي!
بلعت ريقي وأنا شايفة عروقه باينة من العصبية، عينه بس كانت كفيلة تقتـ.لني من الرعـ.ـب.
وفجأة، زعق بصوته الرجولي العالي:
– انتي قد الحركة دييي!!؟ انطقي!!!
اتنفض جـ.ـسمي من مكانه، وقلت بخوف ودمـ.ـو.عي على وشك النزول:
– أنا والله يا دكتور مكنتش أقصد... آسفة والله!
ضـ.ـر.ب بإيده على البنش، شهقت من الخوف. قرب مني وقال بصوت غاضب:
– آسفة!! بتحسبيني هعدّي الموضوع كده بالساهل؟ تبقي عبيـ.طة يا طالبة!
أنا باب الاعتذار عندي مقبول لما الإنسان ياخد عقابه!
مراد سمع ضحك جاي من ورا، لف بنظرة كلها جنون وقال بصوت عالي:
– أقسم بالله، ورب اللي خلقني، لو سمعت صوت ضحكة تاني، هضحّك صاحبه قدام الدفعه دي كلها، وهمسخر شكله واى رايكم بقا 
كلّكوا ناقصين خمسين درجة...
واللي يضحك تاني يوريني هيضحك ازاي، وابقا
وأشوف بس حد يسقط في مادتي... هفصله من الجامعة، حلو؟!!
وبعدين بصلي، عينه مولعة غضب، ومد إيده شـ.ـدّني من مكاني...
كنت بحاول أوقف، بس هو جرّني بخطوته الكبيرة، ودمـ.ـو.عي نزلت من غير ما أحس.
قولتله بصوت بيرتجف، وقلبي بيخبط:
– دكتور مراد... حضرتك واخدني على فين؟ والله ما كنت أقصد، سبني بالله عليك...
مسك إيدي بقوة، حسيت بألم، وعيطت من الوجع.
قال بعصبية:
– مسمّعش صوتك! انتي فاهمة؟!
إنتوا ما بتفهموش غير بالضرـب والزعيق... علشان تتربّوا!
عيطت أكتر وقلت بقهرة:
– إشمعنى أنا؟! ما كلهم كانوا بيتكلموا...
دخلني أوضة صغيرة، هبّد الباب، وقفله بالمفتاح.
لفلي ببصة كلها غضب، وقال:
– انتي متخلـفه !! مش شايفه انتي عملتي ايه ولا البعيده عمشه مبتشوفش قرب مني خطوات صغيره كان ما بينا مسافه صغيره وانا جلدي اتكمش من الخوف وبعدين قال بغضب :
وعلشان أخلّيكي عبرة لغيرك كمان...
وتعرفوا تحترموا الناس اللي بتشرحلكم، مش تتصرفوا زي البهاـيم!
قلع الجاكيت... وبعده القميص!
أنا رجعت لورا، وقلبي بيخبط بقوة... قولتله بخوف:
– حضرتك... هتعمل إيه؟! بالله عليك بلاش كده... هلمّ الناس!
كنت هصرخ، لكنه بسرعة حط إيده على بوقي وكتم صوتي، وقال بصوت مكشّر من الضيق:
– انتي بتهببي اى؟! شايفاني واخدك علشان ألمّ عليكي؟!
أنا شايف فرسة... آه! بس لا أخلاقي تسمح، ولا انتي نوعي علشان أفكر أعمل كده، يا أستاذة!
في اللحظة دي، حس بضعفي... يمكن لما شاف دمـ.ـو.عي نازلة على إيده...
بعد عني ورمى هدومه في وشي باحتقار، وقعد على الكرسي المتحرك وهو بيقول بسخرية:
– يلا، فُزّي اغسليهم... الحمام جوه.
كنت لسه مصدومة، متجمّدة في مكاني... مش قادرة أستوعب اللي بيحصل!
صرخ فجأة، ضـ.ـر.ب صوته في قلبي:
– هو مفيش سماع كلام؟! انتي صمّجه؟!!
بقولك خشي اغسلي اللي عملتيه بغباـئك!
مشيت من مكاني بخطوات تقيلة، وأنا حاسة برجلي مش شايلاني من الخوف.
دخلت الحمام، وغسلت هدومه... ودمـ.ـو.عي نازلة بقهر، مش مصدقة إني في الموقف ده، لوحدي، من غير أي حيلة.
حسيت بوجع في بطني، ودوخة شـ.ـديدة... تجاهلت كل حاجة، ولما سمعته بينده خرجت وأنا مش شايفة قدامي.
ادّيته هدومه من غير ما أبص عليه من الإحراج.
خدها من إيدي وقال بقرف:
– إيه ده؟! ده غسيلك؟! انتي مطلّعاه من بوق كلـ.ب ولا إيه ابقي خلي ماما يا استاذه تعلمك تانى ؟!
بصلي بنظرة فيها شك و نبذه استعاطف ، وكأن لسان حاله بيقول إنه زوّدها عليّا... حس بالذنب شوية.
بس الصدمة بجد كانت لما طلع هدوم تانية من شنطته، ولبسها!
ساعتها اتغاظت، وقلتله بحدة:
– طب ما حضرتك كان معاك غيرهم... ليه البهدلة والإهانة دي؟!
رد عليا ببرود:
– اللي يكسّـ.ر، لازم يجبر مطرحه!
وإنتي غلطتي... يبقى تصلحي نتيجه أفعالك!
وتركزي مع دكتورك، مش تتمرقعي مع صحابك!
فتح الباب وقال:
– يلا، اتفضلي قدامي.
خرجت، وكاتمة العـ.ـيا.ط... مش عايزة أضعف تاني قدامه.
دخلنا المدرج، وكنت هخش أقعد مكاني...
بس فجأة، مسك ايديا وقفني جنبه...
وبصلي بــــاستحقار، وقال بصوت عالي قدام الكل:
– عايزين تعرفوا عملت فيها إيه؟
بصلي من فوق لتحت بسخرية وقال:
– أنا خليتها تغسل البدلة بتاعتي بإيديها.
ضحك خفيف طلع من زاوية المدرج، بس اتكتم بسرعة، والناس كلها كانت باصة ليّا... في عيون بتشفق، وفي عيون بتتفرج كإنها بتتسلى، وفي اللي وشه ملامحه متغيرة من اللي سمعه.
كنت واقفة جنبه، وقلبي بيتكـ.سر...
مش بس من الإهانة، لكن من إحساس الذل اللي عمري ما حسّيته قبل كده.
ساعتها حسيت برجليا بتتهز، ونفَسي بيتقـ.طع، ومفيش صوت بيطلع مني.
قومت لفيت ورايحها على مكاني...
بس قبل ما أوصل، سمعت صوته بيقول بحدة:
– على فين؟!
وقفت في مكاني، ما ردّيتش.
قالي بنبرة كلها تحقير:
– إنتي فاكرة الموضوع خلص؟!
لا يا دكتورة، أنا هقول كلمتين للبهاوات اللي زيك.
سكت لحظة وبعدين قال للكل:
– من النهاردة، أي غلطة منك، هزعلك فيها وانتي شوفتي زعلي عامل ازاي فاهمه قال كدا بصوت عالي خضني من مكاني وقولت فاهمه وبعدين كملت عـ.ـيا.ط وبعدين كمل كلامه للكل دلوقتي بقا اديكوا شايفين أنا عرفتها نفسها ازاي اى حد هيتكلم أو المحه بيهزر أو بيكلم مع اللي جنبه هيشوف مني معامله وحشه أنا مش اى حد أنا مراد الديب، مش أي دكتور يعدّي الإهانة، ولا اللي يقل أدبه وأنا ساكت احنا مش ف كافيه وبعدين بصلي باحتقار وقالي اتفضلي علي مكانك.
رجعت لمكاني، قعدت وانا جـ.ـسمي بيتنفض... مش قادرة أشوف وش حد، ولا حتى ألمح نظراتهم ...
رجعت السكن ودمـ.ـو.عي بتسابق خطواتي،
مقدرتش أكمل باقي المحاضرات... مش بس بسبب الإحراج، لكن بسبب الجرـح اللي في قلبي، والذل اللي شفته قدام الناس كلها.
كل همسة في المدرج كنت حساها طالعالي، كل نظرة كنت شايفاها سهـ.م بيطعن كرامتي اللي مراد دهـ.سها برجله.
دخلت الأوضة وقفلت الباب، قعدت على طرف السرير، حـ.ـضـ.ـنت نفسي، دمـ.ـو.عي نازلة بصمت، بس جوه قلبي في عـ.ـيا.ط أعلى من أي صوت...
كنت مكسـ.ورة، حاسة إني فقدت هيبتي، إني مابقتش أنا.
الدنيا ليلت، وأنا لسه في نفس مكاني، مش قادرة أتحرك من الصدمة،
بس الوجع اللي في بطني رجع...
وجع صعب، بيخبط فيا لحد ما حسيت بدوخة .
دخلت الحمام وخرجت، وشي مصفَر، جـ.ـسمي ضعيف، نظري بيزوغ،
صحابي لما شافوني كده اتخضّوا، واحدة منهم قالت بحسم:
– لا يا حور، هنروح المستشفى دلوقتي، سكوتك هيوديكي في داهية.
وصلنا المستشفى، والدنيا كانت ساكنة، مرعـ.ـبة، الساعة عدت واحدة بليل، والمكان فاضي،
دخلنا بالعافية، قطعنا كشف، بس الصدمة اللي خدت أنفاسي لما الباب اتفتح...
وطلع مراد!
وقف قدامي، عينه وسعت، ووشه اتغير، وقال بصدمة:
– إنتي!! وبعدين بص بــــاستغراب علي حالتي حس أنه هو السبب في حالتي بس طير الأفكار من دماغه واستبدله بعند أنه مش هو السبب..
نظرتله بكره، بقهر، بخوف، بكل حاجة مكسّـ.رة جوايا،
هو سبب الوجع ده كله...
كنت همشي، بس صاحبتي مسكت إيدي وقالت:
– مفيش غيره، وبعدين ده دكتور كبير، مش أي حد... حـ.ـر.ام تعاندي على حساب صحتك.
سمعته بينادي عليّا:
– تعالي، أكشفلك.
بصيت عليه بقرف وقلت:
– لأ، أنا تمام، مش محتاجة حاجة.
قال ببرود:
– براحتك.
الكلمة دي كانت سكينـ.ة،
كنت همشي، بس الدوخة شـ.ـدتني، حرفيًا...
وقعت في حضـ.ن صاحبتي وهي مسكتني.
مراد ملامحه اتغيرت شويه من القلق بس رجع اتماسك 
دخلت بعد ما أقنعتني، وأنا جوايا ناـر،
مراد وقف وقال بهدوء زائف:
– نامي على السرير.
نمت... مش بإرادتي، بس لإن جـ.ـسمي بقى أضعف من المواجهة،
سألني:
– فين الوجع؟
شاورته من غير صوت.
قال بلهجة كلها نرفزة:
– نطقي! ولا كمان هنا هتفضلي خرـسا؟
نفخت وأنا بضغط على نفسي:
– الحتة دي... هنا.
مد إيده... وضغط بكل قوته...
الوجع خرج من بطني بصوتي، صرخت!
ومن غير وعي...
إيدي ارتفعت... وصفعته بالقلم على وشه وقولت انت مجنوـن !!! قفلت بوقي من الصـــدمــه اللي عملته واللي قولتله !
لحظة... الدنيا وقفت ثواني بينا ،
وهو لاقيته قفل عنيه،و سنانه اتطبقت على بعض،
وشه بقى محمر، وعروقه اتنفخت،
كان هيولع مني بس انا لما شوفته كدا خوفت وقومت بسرعه  من علي السرير وقلبي بيخبط من الرعـ.ـب بس هو مسكني من أيدي وشـ.ـدني بعنـ.ف ورجعني ورا وغصب عني رجلي اتزحلقت روحت اتخبطت في الحيطه بقوه وشهقت بوجع من الضرـبه ودقيقه كنت واقعه قدامه مغمي عليا علي السرير  مراد بص عليا بصـــدمــه وووو يتبع 
مراد بص بصـــدمــه عليا، تعبيرات وشه اتغيرت تمامًا لتـ.ـو.تر، جـ.ـسمه اتنفض من مكانه، وبلع ريقه لما شافني مغمي عليا. سند على الحيطة ومسك قلبه اللي كان بيخبط في ضلوعه من شـ.ـدة التـ.ـو.تر، وجـ.ـسمه بدأ يترعش وكأن ذكرياته اتهجـ.مت عليه وبتنتـ.قم لموـ.ته. دخلت صاحبتي بسرعة لما سمعت صوت صريخي، ودكتور دخل بردو. وجيه على صوتي صاحبتي، ولما شافتني مرمية على السرير ومفيش حركة مني، اتخضت وصوتت، جريت عليا تفوقني، لطـ.ـمـ.ـت على وشها بانهيار وقالت بغضب مفرط وعـ.ـيا.ط:
– انتِ عملت فيها إيه؟ قول!
قامت وضرـبته على صدـ.ره بقهر وزقته.
وطبعًا، مراد اتحبس جوه الصدمة ومش دريان بالدنيا، وصوتهم جاي بكتمه عنده بسبب ذكريات صعبة تشبه موقفي وغمائي. ده خلاه مش مستوعب أي ردود بتحصل دلوقتي. الدكتور أنقذ الموقف وجاب الممرضين علشان يطلعوا صاحبتي من الأوضة. وبالفعل، طلعت بعد معاناة وإصرار منهم، والدكتور قرب من مراد وقال بقلق:
– مراد، إنت كويس؟ إنتَ يا بني، الحالة مالها؟ حصلها إيه؟
مراد كان بيحاول يفوق من الصدمة وكان بيحاول يسند طوله، خد نفس بعمق فاق، وشافني، وقرب مني بدون رد. عدل جـ.ـسمي، كشف عليا، وعلق محلول، وسابني نايمة على السرير.
وبعدين اتكلم بتعب مع الدكتور وقاله:
– خليك معاها ثواني راح علي مكتبه، وكتب العلاج، وقرب منه تاني وقال: لما تصحي، خليها تجيب العلاج ده لنفسها وتمشي عليه، وفلوس كشف مش عايزها.
استغرب الدكتور وقال:
– بس عندي حالات تانية، مش هقدر أشرف على حالاتك وحالاتي.
مراد بهدوء:
– كمان شوية الشيفت التاني هيجهز، معلش، أنا تعبان ولازم أروح.
وبعدين بص عليا، وحس بنـ.ـد.م رغم غروره وكبريائه ومعاملته الصعبة.
مشي وسابني نايمة، وهو طلع الشارع مش مركز مع حد، تركيزه كان فيا وفي معاملته القاـسية وتصرفاته معايا بجبروت.
دخل العربية، وأثناء وهو بيسوق، وقف مرة واحدة، والعربية اللي وراه وقفت بس خبطت في ظهر العربية. مراد لما شاف كده، اشتعلت الناـر في روحه وحب يفرغ الغضب اللي جواه. خرج من العربية، راح للراجـ.ـل وخرجه من العربية وقال بعصبية:
– اطلعلي يا روح أمك وديني أدفعك حق العربية اللي كسـ.رتها، يا كلـ.ب، يا ابن الكلـ.ب.
وبعدين لكمه على وشه لدرجة اللي قدامه وقع من قوته، وفضل يضرـب فيه، محسش بالرحمة ولا شفقة. كل اللي عليه يفتكر اللي وجعه، ويفتكرني، ويطلع على اللي قدامه.
لكن مراد فاق لما الواد اتفاعل معاه وضرـ.به على وشه، لحد لما الناس فكّتهم.
مراد خد نفس من الغضب، مسح الدـ.م من على وشه، ورجع للعربية، وراح البيت. همد جـ.ـسمه على الكنبة، واتنفس بعمق، وفي نفس الوقت بيتألم من الوجع. طلع علبة سجاـير من جيبه، وشرب كذا واحدة لحد لما صدـره وجعه من الشرب، ونام من التعب والتفكير.
في المستشفى، أنا صحيت من الوجع والصداع كان رهيب. قمت وملقتش قدامي غير دكتور تاني غير مراد، واقف مبتسم وبيطمن، وقال لي:
– الحمد لله على السلامة. عاملة إيه النهاردة؟
هزيت راسي وقلت:
– كويسة.
أنا ساعتها مكنتش فاكرة حاجة، والصداع كان قافش على دماغي. مفوقتش غير لما شفت صاحبتي بتطمن عليا وبتقولي بقلق:
– إنتي كويسة؟ عمل معاكي إيه؟ منه، الله، إحنا لازم نعمل محضر فيه.
سمعت كلامها، ومش عارفة أربط الأحداث، ومحضر إيه اللي نعمله؟ وفي مين؟ مش فاكرة حاجة.
سمعت لما قالت:
– أنا كرهت دكتور مراد ده. طلع راجـ.ـل مش تمام، هو السبب في حالتك.
اتصـ.ـد.مت من كلامها، وكل حاجة رجعت في دماغي، وافتكرت لما زقني واتخبطت على دماغي.
قومت مرة واحدة بغضب وقلت:
– أنا لازم أمشي!
جيت أمشي، الدكتور وقفني وقال:
– مش هينفع. إنتي لسه تعبانه، ومحتاجه رعاية أكتر، بعد إذنك اقعدي. مش عايز مشاكل مع دكتور مراد.
بصّيت له بعصبية وقلت:
– دكتور مراد مين؟! اللي كان هيموـ.تني إمبـ.ـارح؟! أنتوا فاكرينني هسكت على المهزلة دي؟! أنا مش هيطلع عليا صبح غير لما أكسـ.ر عينه!
ابعد بلا مراد، بلا زفت!
زقته بقرف، وصاحبتي كانت ورايا.
روحت على طول على القسم من غير ما أرجع البيت ولا أحط لقمة في بوقي. دخلت مكتب الظابط وأنا شكلي متبهدل وظاهر عليا التعب. قلت بضيق وجمود:
– أنا عايزة أعمل محضر ضرـ.ب وإهانة علنية.
كان ظاهر عليا الغضب في تعبير وشي.
الظابط رفع حواجبه بــــاستنكار وقال:
– طب اهدي. عايزة تعملي محضر لمين؟ وفين؟ بطاقتك؟
بلعت ريقي وقلت بصوت مرتجف مزيج من الجمود:
– معيش، نسيت.
قفل عينه ونفخ بنرفزة.
قال ببرود:
– صبرني يا رب. البلاوي دي بتطلع منين؟ بصي يا أستاذة، مفيش محضر بيتعمل غير لما أعرف الشخصية اللي بتعامل معاها، مين؟ معكيش حاجة تثبت شخصيتك؟!
هزيت راسي بتـ.ـو.تر وقلت:
– لا.
شاولي على الباب وقال لي ببرود:
– يبقى اتفضلي، هاتي أي حاجة تثبت شخصيتك.
طلعت أنا وصاحبتي بخـ.ـنـ.ـقة، وكنت مصرة أعمل المحضر. وبالفعل، رحت جبت البطاقة ورجعت القسم بس المرة دي لوحدي. دخلت المكتب واديته البطاقة.
قال بجمود:
– عايزة تعملي شكوى على مين؟
قلت بسرعة:
– على مراد الديب.
رفع حواجبه بــــاستغراب وسـ.ـخرية وقال:
– مين؟
عدت اسمه وقلت:
– مراد الديب.
لقيته بيضحك بسخرية وقال بــــاستهزاء:
– حاضر، أعملك محضر. اتفضلي، اقعدي. تحبي أجبلك حاجة تشربيها؟
رفضت بــــاستغراب وشك وقلت:
– لا، شكرا.
هز رأسه بضحك وقال:
– استني، هجيبه لحد عندك.
كنت مستغربة من رد فعله، ومعرفش بيضحك على إيه. هي الناس اتجننـ.ت ولا إيه؟
قعدت شوية لحد لما مراد جه ودخل بهيبته. الغريب إن الظابط استقبله بفرحة، ومراد دخل حضـ.نه، وابتسم بخفة.
لقيته بيقوله:
– في واحدة بلغت عنك، معرفش إيه اللي حصل، بس قلت أجيبك. مش كل شوية بقى تجري البنات وراك لحد القسم.
بعدها ضحك مراد، بصلي بنظرة جـ.ـا.مدة مفيهاش هزار وقال بسخرية:
– إنتي بلغتي عني؟ أول مرة حد يبلغ علي اللي نقذه، ولا إنتي من النوع اللي بيحب الدراما؟
الظابط ضحك وقال:
– شكلك تقلت عليها جـ.ـا.مد قوي.
مراد بصله بهدوء:
– عمري ما بمد إيدي على ست. لو اللي حصل إمبـ.ـارح كان تهور منها، وأيدي مكنتش ليها دخل.
قومت بغضب وقلت:
– إنت كذاب! إنت اللي شـ.ـدتني من أيدي وقعتني على دماغي!
قربت منه بعصبية ونرفزة، ورفعت صباعي على وشه وقلت بتهديد:
– لو بتحسب إنك لعبت عليا وأضعف تاني قدامك في دي، استحالة. أنا هشتكيك للنيابة!
مادام طلعتوا صحاب..
الظابط خاف على مراد وقال:
– اسمعي يا آنسة، أنا شايف إن اللي حصل مجرد موقف صعب وقع بسبب سوء تفاهم، ومفيش دليل قاـ.طع يقول إن حضرتك اتعرضتي لأي اعتدـ.اء مش مفهوم.
مراد بدون ما يتهز:
– سيبها تشتكي. هو أنا هخاف كده كده معهاش دليل. تضدي. يلا عن إذنك يا درش، عشان ورايا شغل مش ناقص للعب العيال ده.
وبعدين خرج بهدوء ثابت، وده خلاني أتغاظ قوي من جوايا.
هشيط منه! 
خدت البطاقة وخرجت وأنا متعصبة، حرفيًا كنت بلعن في اليوم اللي شُفت فيه مراد! اليوم عدى بالعافية، وتاني يوم، أنا وصاحبتي جهزنا خطة كاملة تهين كرامته وتدوس على غروره.
طبعنا شوية ورق، كله كلام يوجـ.ـعه، وكان كله بيتوزع على الطلبة في الكلية. الورق فيه إهانة واضحة وصريحة لمراد، وده كان هدفنا.
مراد جه الكلية، وكل العيون اتجمعت عليه...
فيه عيون كانت بتبصله بــــاستحقاـر، وعيون بتضحك بسخرية، وناس تانية بتتجاهله خالص كأنه مش موجود.
هو نفسه استغرب، لحد ما وهو ماشي، داس برجله على صورة ليه، وبص لقى الكلام اللي مكتوب!
وشه اتقلب، واتعصب جدًا... كانت الناـر مولعة جواه.
أنا حرفيًا فتحت عليه باب الجحيم، مش هزار.
وماكتفتش بده، لأ... كمان قدمت فيه شكوى رسمية لعميد الكلية.
العميد نده له وقال له:
ـ "إيه اللي بيحصل يا دكتور؟ معقول الكلام ده حقيقي؟! انت فعلًا هزّقت الطالبه قدام الدفعه؟! وضرـبتها؟!"
مراد قاله بغضب وهو بيكتم نفسه:
ـ "البت دي كـ.ـد.ابة! وانت عارف إني عمري ما كنت كده! ده مش طبعي ولا شخصيتي!"
وبعدين صرخ بعصبية:
ـ "أنا محدش يتبلّى عليا بالشكل ده! ولا يقل مني! البت دي هتدفع التمن، وحسابها معايا صعب... وربنا لهوريها!"
العميد اتـ.ـو.تر من عصبيته، ومراد خرج من المكتب وهبد الباب وراه.
وأول ما خرج، وهو ماشي شافني، كنت لسه بوزع الورق.
قرب مني بخطوات تقيلة، ومسك إيدي بعصبية شـ.ـديدة، وجذبني ناحيته، الوجع خلاني مش قادرة أقاومه.
سحبني لحد العربية، فتح الباب وحدفني جوا بعنـ.ف، وأنا لحد اللحظة دي مش مستوعبة اللي بيحصل!
كنت بحاول أهرب، بصرـخ، بنده على أي حد يساعدني.
بس هو ربط الحزام على خصري وصرـخ:
ـ "انتي تخرسي بقى خالص! أنا أتهان من واحدة زيك؟! أنــــا؟!
هوريكي مين مراد الديب، يا زباـلة!
 انتي كدا لعبتي في المكان الغلط...
استني وشوفي، ده أنا هعيّشك أيام سوـدا!"
عنـيه كانت بتلمع من شـ.ـدة الغضب، وأنا قلبي بيقع من الرعـ.ـب...
لاقيته بيجري بالعربية بأعلى سرعة، وأنا بصرـخ ومش فاهمة رايح بيا فين!
وفجأة وقف في مكان فاضي وسط شجر، نزل من العربية، وفتح الباب وسحبني بعنـ.ف.
كنت بقاوم، بحاول أزقه وأصرـخ، وقلت له وأنا بعيط:
ـ "ابعد عني! سبني! حـراااام عليك!"
لكن هو راح جايب حبال، قعدني، وسندني على شجرة، وربطني بكل قوته وعصبيته، حباله كانت حاصراني من كل اتجاه...
وأنا فضلت أعيط، وقلت له:
ـ "حـ.ـر.ام عليك! لي بتعمل فيا كده؟!"
بصلي وهو بياخد نفسه بعصبية، وقال بصوت كله خبث:
ـ "هو أنا لسه عملت حاجة استني عليا؟!
بصلي بعيون كلها شر، وركب العربية، ومشي...
سابني وسط المكان ده، وأنا بصرخ بــــاسمه زي المجنوـ.نة:
ـ "مراااد! لاااا! متسبنيش هنااا! مرااااد!! وووووو يتبع 
كنت قاعده ومربوطة، وعربيته اختفت من قدامي. فضلت أعيط من الخوف، وقولت وأنا مش قادرة أتكلم:ونبي حد يساعدني يا ناس!"
حاولت أفك نفسي، بس مش قادرة. فجأة، لقيت أربع شباب ماشيين في الشارع، وكانوا واضح إنهم شاربين جـ.ـا.مد. سمعوا صوتي، فوقف واحد فيهم وقال:
-استنوا، أنا سامع صوت واحدة، شكلها لعبت ولا إيه؟"
ضحك التاني وضرـبه على دماغه وقال:
-ضحك، هو أنت يا واد، ودنك مع الحريم دايمًا؟ والله الوساـخة ليها ناسها!"
زقه بهزار وقال له:
-شوف مين اللي بيتكلم، قاعد في الكباـريه مع نسوان، انصح نفسك يا حبيبي."
واحد منهم قال بجدية:
"يا جماعة، استنوا، فعلاً زي ما هيثم قال، في صوت واحدة."
التاني ضحك وقال:
-أنت كمان بتخرف زيّه، انتوا مشبعتوش من النسوان ولا إيه؟"
وبالفعل، وهم بيقربوا مني، شافوني وأنا قاعدة. كنت مش عارفة نواياهم، فقلت أستغيث بيهم:
-بالله عليكم، تعالوا فكوني."
همس واحد لهيثم وقال:
-الشك طلع في محله يا واد، شكلنا هنتمزج ولا إيه؟ أوووه، دي طلعت جـ.ـا.مدة أوي!"
اتقربوا مني، وفي الأول كانوا بيكلموني عادي وقالوا:
-مين اللي عمل فيكي كده؟ وإيه اللي جابك هنا؟ مش عارفه إن الشارع ده مليان صيع؟"
كنت بشهق من الخوف، وقلت:
"في واحد ابن حـ.ـر.ام سبني ومشي... والله مليش ذنب، ساعدوني بالله عليكم!"
الـ4 ضحكوا بخبث، وقال واحد منهم بنبرة جادة فيها خداع:
"أكيد طبعًا هنساعدك."
واحد منهم قرب مني وفك ايدي، فقمت واتكلمت براحة:
"شكراً، من غيركم كنت هموـت في مكاني."
ضحك واحد منهم وقال بسخرية:
-إحنا كمان منرضاش نسيبك في مكان زي ده، انتي ست الكل والجمال."
وبص لي بشهوـة، ومرّر شفايفه بشوق.
كنت خايفة جدًا من تعبيرات وشه وتصرفاته، وكنت حاسة إنه مش ناوي علي خير.
قررت انفد بروحي بسرعة، وقلت:
-أنا همشي بقى، متشكرة على المساعدة."
لكن واحد منهم مسك إيدي وقال:
"رايحة فين؟ مش المفروض تردي الجميل بردو؟ ولا إنتي أنانية؟ مبتساعديش غيرك؟"
بلعت ريقي بخوف، وبعدت إيدي، وقلت:
-لو كان في إيدي أعمل حاجة ليكم، ما اتأخرتش، لكن والله تعبانة ومش فايقة... خلوني أمشي الله يكرمكم."
ضحك واحد منهم وقال وهو بيقرب:
-يا بنتي إنتي فاهمانا غلط... إحنا ناس طيبين والله، بس مش بنحب حد يتهرب مننا، خصوصًا لما نكون عملنا معاه واجب!"
قلت ودمـ.ـو.عي نازلة:
- أنا مقدّرة والله، بس مش قادرة، تعبانه وخايفة و...
قطـ.عني وهو ماسك دراعي جـ.ـا.مد:
- طب ما نهوّنك يا ست البنات... تعالي نوصلك بطريقتنا
قلبت عيني عليهم... الكل بيبص بنفس النظرة اللي ترعـ.ـب أي واحدة، وخطوتهم بتقرب، وأنا بتراجع... وقلبي بيخبط خبط مش طبيعي، ولساني مش قادر ينطق وفجاه واحد قطــ.ع لبسي وصوتت جـ.ـا.مد من الخضه والخوف
بس سمعت.. صوت عربية فراملها بتكسـ.ر الهوا، نورها ضرـب في وشوشهم... وصوت رجولي عالي قال:
- سيبوها يا ولاد الكلـ.ب! ميزت الصوت وقولت مراد !!
- فتح الباب بعنــ.ف وكان شكله بيولع ناـر جري عليهم وانا قربت منه وسترت نفسي ومراد دخل فيهم شمال ..وقف قدامهم وقال ببرود قـ.ـا.تل:
- رجـ.ـا.لة إنتو؟ أربعة على واحدة؟
ده حتى الكلاـب عندها نخوة.
واحد منهم قال له بتحدي:
- مالكش دعوة يا عم، كنا بنساعدها.
مراد ضحك بس كانت ضحكة مرعـ.ـبة:
- تساعدوها بقطـ.ع هدومها؟ دي مساعدة ولا وساـخة؟
وقبل ما يكملوا كلام، دخل فيهم ضرـب:
بوكس وقع واحد، والتاني خبطه في بطنه،
مسك التالت ولبّسه العربية
والرابع وقع من الخوف، وبعدين بص بقرف وقال: "أوساـخ."
قرب مني بعيون جـ.ـا.مدة وغضب، وقلـ.ع الجاكيت ولبسني إياه. روحت بعصبية وصراخ، ورميت الجاكيت وقلت:
-مبسوط؟ يارب تكون مبسوط! أهو خدت حقك وزيادة! إنت بسببك كنت هموت ما بين أيديهم! عارف لو كانوا خدوني كان هيحصل إيه؟! إنت عارف يا أستاذ مراد، ساعتها مش هعيش ثانية في أيديهم! أنت بجد شخص أناني أوي وبكرهك! بكرهك!"
مراد جز على سنانه وكتم نفسه بضيق، وجاب الجاكيت وقال:
-يعني مش هتيجي؟"
بصيت له بقرف وقلت:
-رجعني لبيتي زي ما خدتني! رجعني!"
نفخ بملل وفتح الباب وقال: اركبي."
روحت ركبت وهو ركب وساق العربية، وأنا حضـ.نت نفسي وكنت بعيط بصمت.
مراد بجمود قال:
-البسي الجاكيت ده وبلاش تعاندي."
قلت وأنا ثابتة على موقفي:لا
مراد بصوت متنرفز وقال:أحسن. هو أنا هتحايل عليكي؟"
بصيت له بقرف واكتفيت بالصمت.
وبعدين، روحني عند بيتي في السكن وسبته بدون ما أتكلم. كان باين عليه التعب وهو بص عليا وأنا ماشية، ونفخ بضيق من أسلوبه وتصرفاته معايا. حس بشفقة ونـ.ـد.م، معرفش ليه بيعمل كده معايا وليه أنا بالتحديد.
مراد سبني ومشي وأنا طلعت لفوق.
خبطت على الباب وأنا تعبانه، اللي فتح لي كان شاب، استغربت وقلت:إنت مين؟"
بصلي بسخرية وقال:إنتي اللي مين؟ 
صحبتي جت سحبتي من إيدي وأنا مش فاهمة حاجة، والشقة مليانة دخان.
بعدت إيدي وقلت بعصبية:
-إيه اللي بيحصل هنا؟ ومين الراجـ.ـل ده؟ يا شيماء من إمتى بنجيب رجـ.ـا.لة في البيت؟! ولا مفيش احترام لأهل البيت؟! وفين باقي البنات؟!"
شيماء بصّت لي بتـ.ـو.تر وقالت:
-اهدئي بس يا بنتي، مالك؟ ده صاحبي... جاي يسلّينا شوية بدل ما إحنا مخـ.ـنـ.ـوقين كده طول الوقت!"
اتصـ.ـد.مت من كلمتها، وقلبي وقع، قولت لها وأنا صوتي بيرتعش:
-تسلّينا؟! دي شقة سكن للبنات مش كباـريه! فين احترامك لنفسك ولينا؟!"
الراجـ.ـل اللي واقف ضحك وقال بسخرية:
-يا بنتي اهدى، شكلك محتاجة تشربي حاجة تفكك، شكلك متعكننة جـ.ـا.مد!"
زقيته وأنا بعيط:إبعد عني، مـ.ـا.تلمسنيش! أنا مش زيكم!"
شيماء بسخرية:
-مش زينا إزاي؟ بصي على نفسك في المراية! شكلك اتبسطتي مع مراد الديب أوي ولا إيه يا حور؟ ولا شايفة نفسك ملاك ظالم؟ واحنا بس اللي ملفوفين بالملاية؟!"
سمعت كده وضرـبتها بقلم على وشها لدرجة الغضب.
شيماء مسكت وشها بصدمة، والواد شهق بصدمة، وقلت:
-لحد هنا وكفاية! إنتي يا شيماء يطلع منك الكلام ده؟ ده أخلاقي عشان تقولي عليا كده؟ أخس عليكي! مكنتش عارفة إنك ليكي وشين! استحالة تكوني صحبتي!"
لقيت باقي البنات فاطمة وهاجر جايين من الأوضة على صوتنا، والغريبة معاهم شباب أول مرة يحصل الوضع ده! دول استغلوا اختفائي...
وجهت كلام ليهم كلهم وقلت بقهر ووجع:
-إزاي كده؟ دي شقة سكن! إزاي ليكم عين تعملوا الكلام ده في بيت ناس غريبة؟ إزاي؟!!"
وبعدين بصيت بقرف ودخلت الأوضة وقفلت على نفسي. الريحة كانت خانقة، والدخان مالي المكان. حسيت إني في كابوس... كرهت كل حاجة في اللحظة دي.
رميت نفسي على السرير، كنت مرعوبة من الشباب اللي كانوا في الشارع، ومن مراد، ومن شيماء واللي حواليا...
حضـ.نت نفسي وأنا بعيط، دمـ.ـو.عي نازلة بدون صوت، وحسيت إني لوحدي وسط الدنيا... مفيش أمان... ولا حتى في بيت المفروض يكون فيه صحابي.
اتنهدت بتعب، بس سمعت صوت ناس تانية غريبة، وخبط جـ.ـا.مد.
سمعت صحابي بيقولوا:
-والله ما عملنا حاجة يا باشا!"
غير كده خبطوا عليا جـ.ـا.مد وكنت خايفة أوي! فتحوا الباب بقوة، وشهقت بخوف، ولقيتهم قربوا مني، وشـ.ـدوني من جـ.ـسمي.
فضلت أتكلم بعـ.ـيا.ط وقلت:
"أنا مليش ذنب والله يا باشا، وحياة عرضك أنا بريئة! حتى مكنش معايا حد في الأوضة!"
اتنفضت بصوت رجولي وقال:
"اخرسي! مسمعش صوتك قدامي يا أوباش!"
مشيت معاه وأنا معنديش حيلة! لا أقدر أناهد ولا أدافع عن نفسي. دخلت البوكس معاهم وأنا بترعش من الخوف.
لقيت شيماء بتزعق فيا وبتقولي:
-شاطرة! بلغتي عننا! أهو شلتي معانا والسـ.جن هيلمنا أنا وانتي عشان غباـئك! اشربي بقى!"
قلت بـ.ـارتجاف:أنا مبلغتش على حد والله!"
صرخت في وشي وقالت:
-كـ.ـد.ابة! أكيد بلغتي عننا! مصدقش منك!"
فضلت أعيط ومش مصدقة إن كل ده بيحصلي.
روحنا القسم وكنا واقفين في مكتب الظابط.
الظابط دخل المكتب وهو ماسك الورق وباصص عليهم من فوق لتحت، صوته كان حاد وجـ.ـا.مد:
-حد يفهمني إزاي شقة سكن للبنات نلاقي فيها رجـ.ـا.لة؟! أنتم فاكرين نفسكم فين؟ في أوضة نومكم؟!"
بص لشيماء: وإنتي! الشقة دي بــــاسمك؟
شيماء بتتـ.ـو.تر:
– لا يا باشا، دي بتاعة واحدة صحبتي...
الظابط ضـ.ـر.ب المكتب بإيده بعـ.نف:
– يعني لا شقة ليكي، ولا حق تدخليها، وجايبة رجـ.ـا.لة كمان؟
إنتي فاكرة نفسك صاحبة كباـريه وفتحاها دعاـره؟
عيب تتقال عليكي بنت، دي أقل من قلة الأدب!
بص للبنات:
– وأنتوا؟ فين عقولكم؟ سايبين شقة سكن تتحول لوكر؟
ولا مستنين يحصل مصيبة عشان تفوقوا؟!
بص للشباب:
– وأنتو؟ مش قادرين تفرقوا بين الجدعنة وقلة القيمة؟
داخلين شقة بنات؟ دي رجولة دي؟!
وبعدين بص عليا بشك وقال:
-مش انتي اللي كنتي عاملة محضر لمراد الديب؟!"
كلمت بقلق:أنا!!"
قال ببجاحة:أها، انتي هتهزري معايا؟"
اتكلمت بدمـ.ـو.ع:أها، بس سحبت شكوتي."
راح قعد على المكتب ورفع رجله عليه وقال:
-ممم يعني بتبلغي على الراجـ.ـل بمصـ.يبة وانتي أصلاً جايّة بمصاـيبك؟ ده انتي جاحدة بتبلغي على الراجـ.ـل الغلبان وهي أصلاً طالعة من بيت الدعاـرة، شوية أوساـخ بصحيح..."
كله دلوقتي هيتكتب في المحضر عسكري.
-تعالي خدهم على الحجز، عقبال ما أشوف لهم صرفه..."
خدونا كلنا، وأنا فضلت أعيط وقلت:
-بالله عليك يا باشا أنا مليش دعوة بالحوار ده ونبي!"
الظابط بصوت جهوري قال:خدهم من قدامي!"
دخلت الحجز وأنا خايفه كأني داخلة ساحة حرب.
كل العيون عليا، وفي واحدة ست كبيرة قامت، قربت مني وبصّت لي بتركيز:
-بصوا يا بنات... جايلنا عروسة جديدة!"
-وشها نضيف أوي، شكلها متعودة على الشامبو مش على البهدلة!"
-إنتي جاية هنا ليه يا قمراية؟!"
سكت، مش عارفة أرد.
قربت مني أكتر، وقالت بنبرة كلها غِل:
-فاكرة نفسك أحسن مننا؟!"
-قوليلي... كنتي ماشية على الكورنيش ولا في فيلا؟"
مدّت إيدها فجأة وخبطتني على وشي:انطقي لما حد يكلمك!
-أنا... والله ما..."
-ما إييييه؟!"
وطت ومسكت شعري:بتردي عليّا؟!"
-ده انتي لسه جديدة ومش عارفة قوانين المكان!"
شـ.ـدتني من شعري وفضلت تخبط راسي في الحيط.
-اتعلمي تحطي عينك في الأرض!"
-مافيش بنت تدخل هنا وشها يفضل زي ما هو!"
حـ.ـر.ام عليكي... وجعتيني..."
-أنا؟ أنا وجعتك؟! طب خدي دي كمان!"
وضرـبتني بالقلم تاني.
-وقومي لمّي شعرك يا مقطوـعة!"
-مش هتنامي قبل ما نعلّمك الأدب!"
واحدة من البنات قالت:كفاية يا سكينة، البنت مغلوب على أمرها!"
-انتي سكتّي خالص... أنا لسه ما بدأتش!"
وبصّت لي وهي بتقرب تاني.
-جاييالك يا قمراية… الليلة دي طويلة."
قربت مني وفضلت تضرـب فيا لحد ما وشي ورم من الضـ.ـر.ب، واغمي عليا.
الست خافت وشيماء زعلت عليا وبعدت الست عني وقالت:
-ابعدي يا وليه! انتي والله هلم عليكي!"
القسم كله يلهوووي، الحقوني يا ناس!
صحبتي أغمي عليها يا ناس!
-بت يا حور! فوقي!"
ماعرفتش أفوق وكأن جـ.ـسمي لما صدق يلاقي حتة يسند عليها.
الصبح صبح عليا، ولاقيت العسكري بيطلبني.
قومت وأنا جـ.ـسمي همدان، روحت معاه، لما صدقت أطلع وأشم هوا.
دخلت مكتب الظابط، رميت عيني عليه، بس لقيت مراد الديب موجود!!!
قربت منه وقلت بــــاستغراب:أنت طلبتني؟!"
بقلم ميمو 
مراد وهو حاطت صباعه على طرف شفته، مستغرب من تشوـهات وشي، قال:
-أها، عشان أخرجك، ولا إنتي مش عايزة؟"
قلبي فرح ونسيت كل حاجة عملها معايا من أجل سمعتي وحياتي، وقلت بفرح:
-أيوة، ياريت! هكون متشكرة لحضرتك!"
مراد قام ووقف قدامي، وحط إيديه في جيوبه وقال بجمود للظباط:سيبنا لوحدنا يا درش."
الظابط ابتسم وقال:أكييد!"
وبعدين خرج.
مراد قال:بس بشروط!"
استغربت بتـ.ـو.تر وقلت:
إيه هي؟"
مراد ببرود قال:
-طبعاً الكلام ده هيبقى استحالة بالنسبالك، بس إنتي قدّره يا مصلحتك، يا تعيشي طول حياتك في السـ.جن، تختاري إيه؟"
بلعت ريقي وقلت:إيه الشروط؟!"
مراد ابتسم بهدوء وقال:
-تتجوزيني شهر واحد، والمقابل هتطلعي من السـ.جن، وكمان هريشك وهعيشك في بيت حلو بدل الشقق السكن، واللي منها. رأيك إيه؟!"
فتحت بوقي من صدمة وقلت:تتجوزنييي؟!!!؟!"
روحت قولت بصـــدمــه:تتجوزني؟!! إنت أكيد بتهزر، صح؟ ولا عشان شايفني في أسو.أ حالاتي وبتستغل ظروفي؟! فاكرني هقبل وهضعف وأوافق؟! لو فكرت كده، تبقى بتحلم! مستحيل أوافق على اللي في دماغك!"
حسيت بوجع في قلبي وأنا بقول كده، وكان وشي مكشر من الغضب. لاقيته اتنهد نفس طويل، وكأنه كان متوقع رد فعلي ده، وأخذ نفس عميق وقال بهدوء وبرود:
"طيب، براحتك. لو واحدة مكانك، كانت وافقت. أكيد مش هتسيب نفسها مرمية في السـ.جن. فاكرة إنك هتطلعي بسهولة؟! ده لسه في تحقيقات،و ملفات هتتفتح، وحوارات وإثبات حاله. المواضيع دي مبتتقفلش، بالعكس بتكبر وتزيد. وكل ده هيأثر على سمعتك واسمك. إحنا لسه في البداية، وأنا مش هضغط عليكي، لكن في الآخر القرار ليكي."
أنا بصيت عليه بغل وغيظ، وكل مشاعري كانت مختلطة. جوايا حيرة شـ.ـديدة. حاسه إن دماغي وقفت لحظة. هل أوافق وأخلي نفسي في ورطة أكبر؟ ولا أرفض وأتمسك بكبريائي؟ لو وافقت، هكون سهله في إيديه وهيستغلني بعد كدا وهيزلني قلت له بنبرة قوية، رغم القلق اللي كان جوايا:
"لا، مش موافقة على عرضك. أنا هعرف أطلع نفسي، ده اسمه استغلال! ومشيها بالصفقة؟! أنا مش بضاعة تتشترى وتتباع. على كيفك، عن إذنك."
جيت أمشي، لكن مسك دراعي بشـ.ـدة لدرجة خبطت في صدـره. حاسيت أنفاسه بتلسع في وشي من شـ.ـدة غضبه. قلبى كان بيدق بسرعة، وحسيت بأيديّ بتتعرق. بصيت في عيونه، وكنت مرـعوبة من نظراته اللي كانت مشتعلة بالغضب. قال بصوت وا.طـ.ـي، حاد جدًا، وكأن كل كلمة بتخترقني:
"إنتي فكراني عايزك عشان بحبك؟ ولا عشان عاجباني؟ ولا حتى عشان هموـت عليكي مثلاً؟"
سكت لحظة، قرب مني أكتر وقال بصوت أخف، بس كان أشرس:
"أنا مش من النوع اللي يحب بسهولة، ومش من النوع اللي يستغل كمان... بس إنتي كده بتكبّريها والموضوع مش مستاهل الحجم ده كله."
حسيت بالضغط، جوايا مشاعر مختلطة بين الغضب والارتباك، وكأني مش قادرة أسيطر على الموقف.
وبعدين زقني ، كنت هقع، وقال بنبرة ساخرة:
"بس تمام، خليكي فالمثالية بتاعتك، وشوفي هتوصلك لفين."
حسيت بالغضب والاهانة، وقلبي كان مشوش وعايز أصرخ، بس كنت مش قادرة.
ومشي وقال جملته الأخيرة:
"أنا عرضت عليكي حل، بس افتكري لما تتزنقي، ا عـ.ـر.في إنك رفضتي برغبتك."
فتح الباب ومشي، سابني واقفة في مكاني، قلبي بيرتعش من الخوف وضياعي اللي كل يوم يكبر.
دخلت الحجز تاني، كنت مغلوب على أمري، لقيت نبرة الست بصوت ساخر:
"الله... رجعوا الهانم؟! فين بقى الباشا اللي هيطلعك؟ شكله خرم في الكلام وسابك في الزنقة!"
نظرت ليها ببطء، عيني كانت تقيّمها من فوق لتحت، حاسّة بالإهانة.
وقربت منها بخطوة، وصوتي كان نازل تقيل:
"اسمعي يا ست... إنتي آخر واحدة تفتحي بوقك معايا، فاهمة؟! أنا سايبالك الزنزانة عشانك غلبانة، لكن لو فتحتي بوقك تاني، هخليكي تتمني إن الحيطان تطبق عليكي ومحدش يسمع صوتك!"
بصت عليا بسخرية وضحكت بــــاستهزاء وقالت:
"لا بجد، النعامه شـ.ـدت حيلها اهي، وبقا ليها صوت تهددني وتعلي صوتها كمان، ده انتي يومك اغبر معايا."
حسيت بالرعـ.ـب جوايا، لكن حاولت أكون قوية مضعفش قدامها. ومسكت نفسي وضرـبتها.
الست اتصـ.ـد.مت وقالت بعصبية:
"دي طلعت بتضرـب! وديني لدوقك الموـت!"
فضلت تضرـبني بعنـ.ف، صحابي كانوا خايفين مش قادرين يتحركوا. حاولت أستغيث بالعساكر لكن مفيش حد جيه يساعدني.
حسيت بالوجع في كل حتة في جـ.ـسمي، خاصة لما ضرـبتني في بطني برجليها. الألم كان قوي جدا لدرجة إني صرـخت بأعلى صوتي، ولحظتها دخل العسكري وفكها عني بالعافية.
فضلت أعيط وحـ.ـضـ.ـنت نفسي، جوايا ألم وحرـقه مش قادرة أستحمل. صحابي اتلموا عليا بخوف، والعسكري خد الست وقالها:
"قدامي يا متهمة، شكلك عايزة تتربي من أول جديد."
الست ردت بسخرية وقالت:
"الوـسخ عمره ما بيتنضف يا باشا."
بعد كده خدها، وقال لها:
"يلا يا أختي، يلا قدامي.".
فضلت نايمة يومين كاملين، مش قادرة أتحرك ولا أقوم، جـ.ـسمي كله في وجع. لكن بعد كده، حياتي هتتغير.
العسكري خدني معاه، وكان جـ.ـسمي بيتنفض من الألم. روحت مكتب الضابط، ولقيت مراد تاني. لما شافني، حس بضيق وغل من اللي حصل.
مراد بص ليا بجمود، كان فيه ضيق في صوته. لقيت الست اللي ضرـبتني، والضابط بيقول لها:
"هي دي اللي ضرـبتك؟"
بلعت ريقي بتـ.ـو.تر، ورديت بصوت تعبان:
"أيوه."
الست قربت مني بغضب، وقالت:
"دي كـ.ـد.ابة يا باشا، أنا ضرـبتك يا بت، انطقي!"
الضابط صرخ:
"ارجعي لمكانك يا مر.ا، والا..."
مراد قط.عه، وبصلي بجمود، وقال بصوت ضيق:
"زي ما ضر.بتك، اضر.بيها."
حسيت بالصدمة والخوف، لكن مراد قال لي:
"اضر.بيها وخدي حقك دلوقتي، ومتخافيش."
بلعت ريقي، وكان جـ.ـسمي كله بيرتعش، وخفت أمد إيدي عليها.
لكن مراد قال بصوت حاد:
"بقولك اضر.بيها."
صوته كان رعشني، وأديت لها ضر.بة جـ.ـا.مدة بالقلم، مكتفتش بكده، ضر.بتها ضر.بات تانية متتاليه 
وانا جوايا غل وحقد منها، كل اللي حسيت بيه كان جر.ح في كرامتي اللي اتداس عليها. كنت حاسة إني رجعت حقي بأيدي، لكن في نفس الوقت، تذكرت إني خدت القرار ده بأمر من مراد مش بإرادتي، وده اللي زاد قهري.
الست صر.خت في وشي، مسكت في شعري بشـ.ـدة، وجعتني جداً، وقالت لي:
"إنتي مجنو.نة! شكلك استحلتيها قدامهم! لو كنتي قدامي لوحدي كنت نزلتك لسابع أرض وما هت عـ.ـر.في تطلعي منها تاني."
مراد، اللي كان هادي لحظة، قام بسرعة بعصبية وزعق فيها بشـ.ـدة، زقها بعيد عني ورماها على الأرض. بعد كده خدني في حضـ.نه، وكان صوته غاضب جداً لما قال لها:
"لتاني مرة تمدي إيدك عليها، أقسم بالله لقط.عهالك، ما هت عـ.ـر.في تعيشي من غيرها تاني، فاهمة؟!"
الظابط بص بجمود وقال:
"خلاص يا مراد، عسكري خد البت دي وحطها في الحجز الانفرادي وممنوع عنها أي زيارات عشان تتربي وتتعلم الأدب، إنها متمدش إيديها على حد."
العسكري خد الست وطلع بيها، وأنا في اللحظة دي كنت مش مستوعبة حاجة. كنت في حض.ن مراد، لكن بعدت عنه بشمئزاز، مش عارفة أواجهه.
بصيت في الأرض وقلت للظابط بصوت تعب:
"شكراً يا باشا على المساعدة. ممكن أروح مكاني؟"
الظابط شافني بدهشة وقال:
"إنتي مستغنية عن نفسك؟ ليه مفيش حد يسأل عليكي؟ ولا حتى محامي يدافع عنك ويطلعك؟ بصراحة مستغرب منك."
بصيت لمراد وأنا حاسة بالحزن الشـ.ـديد، وقولت بصوت مكس.ور:
"أنا مغتربة هنا علشان أكمل تعليمي، وأهلي في محافظة بعيدة، مفيش غير أخ وأم، ومش عايزة أحكي تفاصيل حياتهم دلوقتي. أنا بريئة قدام ربنا، لو مفيش حد يدافع عني، فربنا هو وكيلي، وسايبة أمري لله."
الكلام ده كان جوايا مؤلم وحسيت كأني مش قادرة أتحمل أكثر.
مراد حس بتأنيب ضمير، وكان واضح إنه نـ.ـد.م على اللي حصل، وده كان زيادة في قسو.ته.
بصيت على الظابط ودمـ.ـو.عي كانت محبوسة جوايا، قلت له بصوت ضعيف:
"حضرتك محتاج مني حاجة؟!"
الظابط ابتسم وقال:
"لا، بس من النهاردة إنتي حرة، وكل ده بفضل أستاذ مراد اللي تكفل بيكي. حالياً قفلت المحضر، تقدري تمضي هنا وتروحي."
بصيت بصـــدمــه وضيق، حاسة بالاستغراب، وقلت له:
"أنا ما طلبتش منك تساعدني ولا تتكفل بيا. مش عايزة أوافق على اللي في دماغك، انسى الموضوع ده لو كنت مخرجني عشان كده."
مراد، بصوت ما فيهوش تعبير، قال:
"لو مش حابة تخرجي، عادي، خليكي هنا. بس كل ده بيعد على حساب سمعتك وبتخسري نفسك أكتر. هتقعدي هنا وتتبهدلي، ولا تعيشي مرتاحة في المدة اللي أنتي تختاريها؟"
اتنهدت بحقد، وروحت مضيت على الورقة وأنا متضايقة و. قلت : "على جثـ.تي!" وسحبت جـ.ـسمي بوجع.
مراد ابتسم ابتسامة جانبية وقال:
"عارف إنك هترجعي تاني وتتذلي."
كنت في الشارع، تايهة في أفكاري ومش عارفة أتصرف في مصيري، وكمان مش عارفة هلاقي بيت فين دلوقتي، والإيجارات غالية جداً. وصلت للبيت ولميت حاجتي، وحاولت أعد الفلوس، لكن لقيتها مش هتكفي. اتصلت ببابا، وقال لي إنه مش قادر يساعدني بسبب مصاريف أخوه وتعليمه، وقال لي: "اشتغلي واصرفي على نفسك مؤقتاً." الكلام ده كان صعب عليا، قفلت معاه ودمـ.ـو.عي كانت بتنزل بقهر. مسحت دمـ.ـو.عي وحاولت أدور على سكن بسعر مناسب، لكن مفيش، وكل الخيارات كانت فوق طاقتي.
آخر حاجة، زهقت، قعدت على الرصيف وحطيت إيدي على خدي بحزن. مفيش حل تاني. حتى لو اشتغلت، الفلوس مش هتكفي. استنيت لبليل عشان أروح للعيادة، وكنت عيني مكسره ومليانة حزن. بقلم مينو 
فتحت الباب ولقيت مراد مركز في الملفات، لما لمحني، وقال 
"كنت عارف إنك هتيجي. خشّي، وقفلي الباب."
دخلت، قفلت الباب ووقفت قدامه، وأنا هزيلة.
قلت له:أنا موافقة، بس ليا شروط."
مراد ابتسم ببرود، وسند ظهره على الكرسي وقال:
"اشرطي زي ما أنتي عايزة، بس بالحدود."
قلت له بضيق:   بقلم مينو 
"تديني فلوس واللي أطلبه تدهولي. ومش عايزة تقرب مني، خصوصياتي لنفسي، وكل واحد يعيش الجنب اللي يريحه."
ضحك بسخرية وقال:
"ولا أن شايفك داخلة على طمع، بس حقك، وأنا مش هرفض. أما بالنسبة اقرب ولا لا، فمتقلقيش، علاقتي بيكي هتبقى سطحية. مش هختلط بيكي، لأني مش من نوعي ولا من ذوقي في الستات. ومش هتدخل في حياتك، بس البيت هيكون في حدود واحترام، والقوانين ثابتة. هقولك عليها لما نتجوز."
قلت بحيرة:      بقلم مينو
"إنت عايز تتجوزني ليه؟ مادام مش عاجبك؟ عايز تنتقم تاني وتكسر عيني ياأخي مكنش كوبايه عصير وقعت من غير قصد؟"
مراد ضحك وقال:
"الحكاية مش كده خالص، بس اظن ده ميخصكيش. أنا عايزك لمصلحتي، وإنتي هتاخديني لمصلحتك. أنا عارف إنك محتاجة فلوس، وده خلاكي تلجئيلي، يعتبر مشكلتك اتحلت اتحلت. المهم، يعني افهم كدا انك وافقتي!!."
قلت له بشك:
"إنت عايز تتجوزني ليه؟"
مراد نفخ بزهق وقال:
"ما أنا قلتلك، ميخصكيش. لو مش عايزة، براحتك."
اتنهدت بقرف وقلت: أمتي!
مراد ابتسم ابتسامة منتصرة وقال:
"بدأتي ت عـ.ـر.في مصلحتك. هنتجوز بعد تلت أيام. هجبلك كل حاجة عندك، متقلقيش. بالنسبة للشقة، هوصلك وهوريها لك. كده اتفقنا!"
هزيت راسي بالموافقة.
مراد خدني ووراني الشقة، وأعرفني كل حاجة فيها. وقال:
"دي شقتك اللي هنعش فيها لمدة شهر. فلوسك هتخديها كاش، تلاتة مليون جنيه. مبلغ متحلميش بيه، هيسدد كل المصاريف واللبس هجبلك بكرا. أظن كده راضيتك. انتي كمان راضيني."
قلت بــــاستغراب: ازاي 
مراد قرب مني ولمس أنفي وقال:
"لما يجي اليوم الأول هت عـ.ـر.في، يلا. أنا همشي دلوقتي."
سحب نفسه ومشي، وأنا دخلت الغرفة وقعدت ...عدي التلت أيام ويوم جيه، ومراد جاب لي المكياج والفستان، وانا جهزت نفسي، مراد دخل عليا، وانبهر من جمالي، بس بلع ريقه بصعوبة محبش يبين اعجابه.
قال بجمود:"يلا، المأذون جه."
خدني المأذون وكتب الكتاب. بقيت مـ.ـر.اته. ما كنتش فاهمة إزاي وافقت، كأني رجعت لعقلي فجأة. "يخربيت الغباـء!" قلت في نفسي. لو بابا عرف، هيموـتني. "يا رب سترها."
بعد ما كتب الكتاب، مراد وقف قدامي وقال:"كده ناقص تراضيني وقالي تعالي معايا
مراد خرجني من البيت وركبني في العربية. كنت مش فاهمة هو رايح فين.
سألته بخوف:إنت واخدني على فين؟"
قال لي:هت عـ.ـر.في."
رحت معاه لحد ما وصلنا لقاعة أفراح وخرجني من العربيه وخدني من أيدي وانا كنت مستغربه معقولة عاملي فرح!!! قولتله بــــاستغراب هو انت عاملي فرح ؟!
ابتسم ببرود وقال:
"الفرح فرحي، مش بتاعك."
مفهمتش، لحد ما لقيت عيلته، وبنت واقفة قدام القاعة. لما شافتني لابسة فستان وماسكه إيده، قالت بصـــدمــه:
"مين دي يا مراد؟ ولابسه فستان زيي ليه؟"
مراد قال ببرود وصوت جـ.ـا.مد:دي مراتي."
البنت اتصـ.ـد.مت وقالت بصـــدمــه وصوت عالي: مراتك!!!
قولتله بحيره واستغراب : أنا مش فاهمه حاجه..مهتمش لكلامي وجه كلامه للبنت وقال:
" اها مراتي أنا اتجوزت البنت اللي عايزها، ومش عايز غيرها. دلوقتي هي مراتي على سنة الله ورسوله."
البنت وقعت من طولها من الصـــدمــه، وأنا اتخضيت في مكاني.ووووو يتبع
لاقيت البنت وقعت من طولها وكلهم اتلمو عليها وانا اتخضيت في مكاني بعدت ايدي بضيق وقولت:
_ هو انت جايبني هنا عشان تغيظها بيا انت استحاله تكون طبيعي بجد ،جيت امشي مسك ايديا وقربني منه وهمس بصوت حاد:
_ اظن دي اتفاقية ما بينا يعني متدخليش في اللي ميخصكيش، فكري في مصلحتك وبس، ودلوقتي انتي مراتي قدامهم، ومحدش عارف اللي ما بينا لو لمحتي بحاجه غلط هزعلك، واديكي شوفتي زعلي عامل ازاي، فا نفوق لنفسنا وخلي الليله دي تعدي علي خير،...
 بعدت ايدي بنرفزه وكره منه واكتفيت بالصمت بس لاقيت أبوه بيقرب منه بغضب وبخطوات تقيله وقال بصوت حاد:
_ أنا عايز دلوقتي افهم مين دي ومراتك ازاي ،انت بتتجوز من ورانا يا استاذ مش عامل تقدير و اعتبـ.ـار أن في اب وام في حياتك، ولا خلاص ملكش كبير يحكمك، شكلي قدام عمك هيبقى اى!! عيل صغير ملهوش كلمه، ولا حكم علي أهل بيته والله عال،..!! 
وبعدين اكلم بسخرية واحتقار :
_وبص عليا وقال وبعدين مين دي، جايبها من الشارع ولا جايبها عشان تشمت فيا، وتعرف تكسـ.ر عيني بيها قدام عمك..!! اول لما قال كدا وانا حزنت علي نفسي وقليت بنفسي عشان الفلوس، واهو خدت الكلام اللي يهين كرامتي، مراد بسخرية :
_وببرود ممزوج بضيق مبدئيا دي مراتي، وبحبها وكنت مرتبط بيها من زمان ،ومسمحش حد يغلط فيها ،عشان قيمتها من قيمتي، مفهوم ولا انت ولا غيرك يقل أدبه علي مراتي ولا يقل بكرامتها، وبعدين هو فعلا مفيش حد يمشي كلامه عليا، عشان كدا عملت اللي عاوزه، واللي يريحني أنا مفيش حد يقولي انت هتعمل اى ،ومتعملش اى حتي انت اخر واحد يحكم عليا اصلا ..ضـ.ـر.ب الكف كان صادم، ووش مراد لف ناحية أبوه ببطء، وعيونه مش ساكتة… مليانة غضب، بس مكمّله هدوءه الظاهري وانا شهقت من الصـــدمــه .
وقال بصوت زعيق مليان غضب وكره:
_ انت اتجننت؟! بترد عليا كدا؟! ده إيه قلة الأدـب دي؟! انت مين أصلاً عشان تتكلم كدا؟! بتقولي أنا حر ومحدش لي كلمة عليا هو انت عشان كبرت وبقيت بشنبات هتفتح صدـرك عليا ده انا ياض اللي كبرتك ،ونضفتك ولبستك ،وعلمتك واكلتك احسن، اكل واحسن شرب وبقا ليك اسم حامل اسم عيلتك ،اللي تشرف بلد بحالها ،وفي الاخر اسمع منك الكلام الوسـ.خ ده وتقل بيا قدام الناس يا خساره علي تعب عمري اللي شقيته عشان اطلعك بالطول، اللي انت فيها دي تربيه زبا'له ،...مراد عض شفاـيفه بقوة عشان يسيطر على أعصابه، ووشه احمر من الغضب، لكنه ما نطقش، بس عينه بتقول كتير. وأنا كنت واقفة جنبه، حاسة إن الأرض بتتهز من تحتي من الإهانة، لكن مراد مسك إيدي وقال بجفاف: 
_فعلا تربيه زبا'له ما دي تربيتك فا عشان كدا مش هلومك ولا هرد عليك. وبعدين مسك ايدي لدرجه حسيت بشعور الغضب منه وبيفرغها في أيدي ووجعني ..سمعت صوت صرـيخ جاي علينا وقال مراااد !!!..بصينا عليه لاقيت شاب بجـ.ـسم رجولي جري عليه وزقه، و وقعه علي الارض، وفضل يضرـب فيه وانا كنت مرعوبه في مكاني، ومش عارفه اتصرف ازاي لاقيته بيضـ.ـر.ب في وقال :
_ده انت طلعت حقيـ.ر وزبا'له بقا بتعمل في اختي كدا وبعدين ضرـبه وكمل كلامه اختي أنا يا مراد، دي بنت عمك يا وسـ.خ، بقا بتخونها مع واحده تانيه، لا ومراتك كمان أنا راجـ.ـل وسـ.خ، عشان اديتك اختي اللي الناس بتتمني ضفرها و رضاها،  يا حيو'ان والله لموـتك علي ايدي، انهارده عشان قليت بيها ،وكسفتها قدام الناس بقذـارتك، مراد زقه وضرـبه علي وشه وقال بصوت مكتوم في غضب :
_وهو حد قالكوا اني كنت عايزها اصلا ابوك وعمك هما اللي غصبوني عليها يا غـ.ـبـ.ـي أنا مقصدش اكسـ.رها بس هما اللي خلوني اتصرف تصرف مش هيعجبكم ،أنا مبحبش حد يغصبني علي حاجه، مش عايزها واهو دي النتيجه استحمله بقا ..عمه جيه و أبوه وحاولوا يفكه مراد ولا ابن عمه كانوا داخلين حرب طالعين منه بالدـم السايل علي وششهم مراد قام وخدني من أيدي، وقال:
_ أنا راجـ.ـل متجوز دلوقتي وقدام الكل اهو أنا معملتش حاجه تغضب ربنا ،أنا خدت اللي علي مزاجي واللي بحبها ومحدش يفكر يجيب اسمها علي لسانه ،مراد الديب عمره ما بيكسـ ر من حد ولا حد يمشي كلمته عليه، يا استاذ عامر الديب ،بص نظره احتقار علي أبوه، وبعدين خدني ومشي وركبنا العربيه ،وانا كل ده مش مستوعبه اللحظه اللي أنا كنت فيها ...وهو سايق العربيه قولت بضيق وصدمة :
_انت عملت كده ليه؟ ليه كسـ.رت قلبها بالشكل ده؟ هي كانت بتحبك وباين ده في عيونها! وكنت تقدر ترفض من الأول بدل ما توجعها كده... بدل ما تحطني في نص وجع مش بتاعي انت طلعت قلبك حجر اوي وجواك سوـاد غارق قلبك وجحود مالي روحك ..لاقيته اتصعب وقال:
_ ملكيش في خليكي في حالك انتي لي حشاريه كدا ما تخليكي في نفسك وحياتك ده حتي كان أول شرط لينا محدش يتدخل في حيات حد أنا مش ناقص دور الماعتبه بتاعك ده مفنيش دماغك... وبعدين اتحمقت اوي من كلامه وكأنه بيزلني بفلوسه وفي مساعدته ليا أنا غـ.ـبـ.ـيه اني رميت نفسي لواحد زي ده قولتله وانا قلبي وجعني علي نفسي طلقني! مراد بــــاستغراب وضيق :
_اطلقـك!!! اى انتي هتخلفي الاتفاق اللي ما بينا مفيش الكلام أنا مش بلعب معاكي .. قولتله بقهر بقولك طلقـني أنا مش عايزه اكمل الاتفاق ده بعد اذنك طلقنـي... مراد جز علي سنانه بعصبيه:
 وانا مش هطلقـك هطلقـك بعد شهر زي ما اتفاقنا ومتوجعيش دماغي وبعدين وصلنا البيت وخرجت من العربيه وانا دمـ.ـو.عي محرـوقه في عيني أنا استاهل أنا اللي جبته لنفسي وقفت مكاني وانا شعري بيطير في الجو وعيوني كلها موجوعه من الاهانه وقولت بوجع بقولك:
_ طلقـني انت اى ياأخي مبتفهمش مبتحسش علي دـمك أنا بكرهك مش عايزه اكمل بقيت القرف اللي احنا في مسك ايدي جـ.ـا.مد وقال بصوت مرعـ.ـب:
_ وانا مقولتلكيش تحبيني وخليكي فاكره انك رضيتي تمشي في الاتفاق ده وكله كان برغبتك يبقا تكملي أنا مش عيل عشان ارجع في كلامي سحبني من أيدي ودخلني البيت ونطرني بايده كنت هقع بالفستان قولتله بغضب انت مجنوـن !! مراد بنرفزه:
_ بت شتيمه تاني هقطـ.ع لسانك اتعاملي بحدود معايا عشان أقسم بالله لو لاقيت غير كدا اهينك متخديش عليا كتير اللي بياخد عليا بقله الادب بكـ.سر كرامته حطي ده في دماغك وبعدين مشي وقفل الباب بالمفتاح جريت بالفستان وفضلت افتح الباب وصرـخت بــــاسمه:
 مرااد!!!!! افتح الباب سبني امشي بقا حـ.ـر.ام عليك أنا مش عايزاك عيطت جـ.ـا.مد بانهيار علي الارض ومراد سمع صوتي وصرـيخي وتجاهل بضيق وحضـت نفسي بعـ.ـيا.ط لحد لما تعبت ونمت علي الارض ...طبعا الوقت عدي و الفجر إذن وانا صحيت وقومت بوجع ودخلت الحمام واستحميت وطلعت اصلي ركعتين وفضلت ادعي بعـ.ـيا.ط أنه ربنا يفك عني روحت قومت ونمت علي السرير بتاع ساعه كدا قومت عشان لاقيت نفسي عطشانه اوي بس الغريبه وانا ماشيه سمعت صوت نفس وشميت ريحه غريبه ودخان فتحت نور الصاله لان الدنيا كانت ضلمه لاقيت مراد مرخي جـ.ـسمه علي الكنبه وكان سكرـان طينه لاقيته بيشرب سجاـير وقولت بــــاستغراب:
_ انت اى اللي جابك هنا من غير ما تقولي ..
ضحك ببرود :
وقال هو مينفعش اخش بيتي ولا ده محرم عليا ... 
قولت ببرود : بقلم مينو 
_لا بس تعرفني وبعدين انا قولتلك طلقـني واهو تقعد براحتك في بيتك قام وقرب مني هو بيضحك بصوت بـ.ـارد: بس ده بيتك وانا قولتلك مش هطلقـك دلوقتي سكت لحظه وشافني بإعجاب وشـ.ـدني من ناحيته وحضـ.ني من ضهري وكان بيشم ريحه شعري بإعجاب وهمس بصوت وا.طـ.ـي وقال اى رايك ادفعلك خمسه علي التلاته وتخليني اخش عليكي اتصـ.ـد.مت من كلامه وكنت بحاول أبعده بس سيطرته كانت اقوي وقولت: بقلم مينو 
_ اى اللي انت بتقوله ده ابعد شكلك مش في واعيك حاولت اهرب من قبضته معرفتش وقال :
_اصلك حلوه اوي وريحتك شـ.ـدتني وملامحك بريئه اوي واسمك حلو حور فعلا حور الجمال والبراءة احنا وبعدين مش هنعمل حاجه تغضب ربنا انتي مراتي سبيلي نفسك اوعدك هتحبيني وهتطلعي مبسوطه مني ...قولت بغضب انت شكلك هبت منك علي الاخر ابعد بقولك ابعد قالي: بصوت بجح وفيها اى ماانا دفعلك اهو تمانيه مليون جنيه بعدت عنه بقوه ونزلت بقلم علي وشه من الغل وقولت:
 _هو انت عشان شايفني بمر بأيام صعبه فا تقوم تستغلني انت شايفني رخيـ.صه وباـيعه نفسي عشان فلوسك أنا فلوسك دي مش عايزاها اصلا ومش عايزه منك حاجه أنا محدش يجي علي قيمتي وشرـفي ويستغل ظروفي جيت امشي وهو كان لسه مصدوم لتاني مره ضرـبته بالقلم ويتهان مني ..مسك دراعي بغضب وحدفني علي الكنبه بعصبيه ولاقيته نافخ جـ.ـسمه من الغضب وانا كنت مرعوبه اوي قرب مني وقطـ.ع لبسي كنت بصوـت وقال:
_ ولا عاش ولا كان اللي يعكر مزاجي يا قذـره مش حضرتي شيطاـني ابقي ا عـ.ـر.في تصرفيه قرب مني وانا كنت بستغيث منه وقالي: بقلم مينو 
_ انتي مراتي ليا حقوق عليكي فضلت استغيث منه بعـ.ـيا.ط بس الحمدلله لاقيت فاظه جنبي قومت اديته علي دماغه بقوه ومن هنا لاقيته وقع قدامي من الضرـبه شهقت بخضه وكنت بترعش اوي واقفه في مكاني وخايفه يكون حصله حاجه ادخل فيها السجـ.ن روحت شوفته وقومته بالعافيه ورميته علي الكنبه وبدأت اعمله الجر.ح ولفيت دماغه بالشاش وقعدت جنبه بعـ.ـيا.ط ووجع الدنيا طلعت غداـره اوي ومفيش أمان للناس وبعدين اتنهدت بقهره الصبح صبح والشمس دخلت علي مراد وهو صحي من ضرـبه الشمس في عينه قام مش فاكر حاجه واستغرب من وجع اللي في دماغه والشاش اللي علي رأسه والقميص اللي كان متغرق بالدـم من دماغه بس الاول ساب نفسه قام وشافني في الاوضه ملقنيش دور عليا في كل حته في البيت ملقنيش بردو اتخض وقال حور وفضل يدور عليا بتهور وجنوـن وكأنه تايه في روحه عشاني وقال بصوت جهوري وجواه نـ.ـد.م وماسك دماغه بوجع وقال:حووورر انتي فين!!!!!! وووو يتبع 
مراد فضل يدور بتوهان علي حور وكان هيتجنن عليها نزل يدور عليها في الشارع بجنوـن وركب العربيه وكان بيراقب بنظراته بخوف شـ.ـديد علي الشوارع ...
وانا كنت مترددة وانا داخله علي بيت ابويا معرفش اخش عليه ازاي وازاي ابص في عينه ولا ابص في عين امي مش هعرف اديلهم وش حتي خبطت عليهم وفتحوا الباب وهما مستغربين وجودي فجاه ابويا اتكلم بــــاستغراب وشك:
_ حور !! لما نطق اسمي حسيت بوغز في قلبي مش عارفه اعترف بالحقيقه ازاي ودمـ.ـو.عي كانت محبوسه وعيني كانت قلقانه من نزولها اتكلمت بابتسامه ايوه مستغربين لي انتوا وحشتوني وقولت ارجع اقعد اسبوع عندكم... 
أبويا بضيق:
_ ودراستك ومذاكرتك وقعدتك في السكن بفلوس هضيعي عليكي الشهر اللي دفعاه ارجعي تاني زي ماكنتي ولما تخلصي بقيت الشهر تعالي ...سمعت كلمته من هنا وكنت كاتمه الوجع والقهر من كلامه معقوله أنا عبء عليهم للدرجادي مش قادرين يستحملوني
 قولت بحزن:
_ يعني امشي يا بابا ؟!! 
اتكلم بضيق:
_ اها خدي بعضك وارجعي أنا مش برمي فلوسي علي الارض وفي الاخر تتصرمحي ...ابتسمت بحزن وقولت طيب يا بابا ماما جت تشـ.ـدني وقالت:
_ في ايه يا عاصم بتتكلمها لي كدا دي بنتك وجايه تزورني وهي وحـ.ـشـ.ـتني تعالي يا بت خدتني في ايديها وانا قلبي فرح شويه و
بابا زعق:
_ وقال لازم تمشي يا منال أنا مش دافع بدـم قلبي وفي الاخر تيجي تقعد هنا هو أنا فلوسي حـ.ـر.ام يا جدعان ارجعي يا بت مكانك...امي بصوت جـ.ـا.مد:
_ مش هتمشي بنتي هتقعد هنا شويه خلاص البنت عايزه تفك عن نفسها فيها ايه خشي يا حور علي اوضتك يا قلب امك ...عاصم بضيق:
_ طيب يا منال هو الدلع ده اللي هيضيعها شيلي شيلتها بقا وادفعي الشهر الجاي أنا مش دافع حاجه يلا أنا همشي ..وبعدين مشي وانا دمـ.ـو.عي نزلت غصب عني كنت بحسب وجودي هيفرحهم بس طلع العكس اللي يوجـ.ـع القلب... عدي يوم وانا مخبيه سر ممكن اتفضح بيه وهيمسح بكرامتي الأرض ازاي اقولهم أن أنا متجوزه حتي لو قولت الحقيقه محدش هيصدق ...
مراد راح القسم وطلب يقابل شيماء صحبتي وفعلا شيماء دخلت مكتب الظابط ورفعت حواجبها وقالت بسخرية:
_ هو حضرتك يا دكتور ظابط ولا ايه غريبه كل شويه اسمع انك موجود هنا مراد اتنهد وقال بجديه:
_ سيبك من الكلام ده كله أنا عايز اسال سوال وانتي تردي عليه بااجابه ومن غير نقاش ... 
شيماء بخبث :وقالت علي حسب يا دكتور والله اصل مفيش حاجه ببلاش ...مراد قفل عنيه بغيظ وعصبيه وقال:
_ طيب صاحبتك حور مت عـ.ـر.فيش هي ممكن تكون فين !! شيماء ببرود:
_ وانا هعرف منين مشوفتهاش ماانت شايفني قاعده في القسم .. مراد بخـ.ـنـ.ـقه وقال:
_ طيب ممكن تكون فين ت عـ.ـر.في عنوان بيتها.. 
شيماء بخبث وسـ.ـخريه:
_ وقالت شكلك مهتم بيها اوي يا دكتور هي البت دي عملتلك غسيل في مخك عشان تكون مهيبر عليها بالشكل ده ...
مراد بغضب:
_ متخلنيش اخرج عن شعوري ردي علي السوال عارفه عنوان بيتها ولا لا... شيماء اتنفضت من العصبية اللي شافتها في عينه، بس فضلت متمسكة بخبثها وقالت: هقولك بشرط خرجني من هنا أنا كدا كدا مش عايزه اعرف اللي حصلها واهي الدنيا فرص وفرصتي انك تخرجني...
 مراد بشك وضيق وقال:
_ واللي يضمني انك هتقولي عنوانها صح !!! 
شيماء قربت منه بخطوة صغيرة، ونظرتها كلها خبث وقالت بنبرة وا.طـ.ـية فيها تلاعب:
 ما أنا لو كدبت عليك… هتلاقيني تاني هنا، مش هطير يعني. بس لو قولتلك العنوان وانت مطلعتنيش… ساعتها تبقى ضيعت عليا الفرصة وعلى نفسك كمان.
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت:
 بصراحه... حور دي محظوظه، وكل ما تتزنق تلاقيك بتجري وراها كأنك ملبوس، طب وأنا؟ محدش بيهتم بيّا ليه؟! 
مراد بص لها بنظرة كلها قرف وقال بحدة:
انتي فعلاً محتاجة تتعالجي... قولي العنوان قبل ما أعمل فيك حاجة تنـ.ـد.مي عليها!
شيماء لوت شفايفها وقالت:
 طيب طيب متعصبش، بص… هي ساكنة في الهرم… مش في حتة فخمة ولا حاجة، في شارع هادي كده جنب شارع العريش، اسمه شارع خالد بن الوليد، تقريبا الدور التاني في عمارة قديمة شويه .
مراد شـ.ـد نفسه وقال:
– انطقي الكلام صح ، مش فاضي للفه.
شيماء ببرود: والله ده اللي اعرفه هي قالتلي بتفاصيل زي ما قولتلك..
 وقال بجفاف:
لو طلعتي بتلعبي… والله هخليكي تتحبسي في زنزانة تنسي فيها اسمك.
شيماء رفعت إيدها وقالت بسخرية:
 أهو قولت… والباقي عليك، لو لقيتها متنساش وعدك!
كنت قاعده في الاوضه بذاكر لاقيت بابا بينادي عليا وانا روحتله بتعبير ثابت وقالي اقعدي عايزك في كلمتين قولت بــــاستغراب في ايه يابابا لاقيته
 اتنهد بتمهيد :وقال أنا عارف ان شـ.ـديت عليكي بس كل ده بعمله عشان مصلحتك ومش عايز غير اني اشوفك واحده متعلمه ومعاكي شهاده كويسه تضرـب عين التخين وترفعي راسي أنا وامك ... ابتسمت ابتسامه باهته:
_ وقولت أنا عارفه يا بابا فاهمه قصدك استحاله اضايق منك .. لاقيته ضحك بتـ.ـو.تر وجمع شجعته وقال:
_ طيب أنا كنت عايز اطمن عليكي أنا وامك ونضمن انك تعيشي مبسوطة مع واحد كويس ابن حلال يصون شرفك وعرضك ونبقا مأمنين روحك معاه ...قلبي وقع في رجلي، ووشي شحب فجأة، واتلخبطت ملامحي من الصدمة. حاولت أرد بس الكلام وقف في زوري… وقولت:
- تقصد ايه يا بابا ومين هو ؟؟!! قولت كدا وانا مرعوبه من جوايا ده لسه حتي ميعرفوش اني متجوزه ده انتي ايامك الجايه جـ.حيم يا حور ...قالي بهدوء عز ابن اخويا راجـ.ـل مالي هدومه وكويس وهيصونك وانا عارف ابن اخويا وعارف أخلاقه وتربيته وانا كلمته ومكنش عنده مانع خالص بالعكس كان فرحان بالفكرة 
قمت من مكاني وأنا مش قادرة أستوعب. إزاي يتكلموا من ورايا؟ وإزاي أوافق وأنا… متجوزة!؟
قولت بصوت مهزوز:
– بس… بابا… ده قرار كبير، وأنا مش جاهزة خالص.
أبويا اتعصب وقال:
– يعني إيه مش جاهزة؟! إحنا بنقولك عريس زي الدهب، مش بنرميكي في الشارع! ولا انتي في دماغك حاجه؟!
سكت، وعيني دمعت وأنا بتكلم بصوت خافت:
– لا… مفيش حاجه، بس الموضوع جالي فجأة…
أمي دخلت في الكلام، وحاولت تهدي أبويا:
– استنى عليها يا عاصم، البنت لسه راجعة من تعب، نديها وقت تفكر… بقلم مينو
ابويا قال بحزم : هستني ايه أنا كلمت الواد وقالي أنه جاي بكرا يشوفها ويقعد معاها مش هينفع ارجع في كلامي .. قولت بدمـ.ـو.ع: ازاي تاخد خطوه زي كدا من غير ما تعرفني وكمان مجهز الحوار انت وابن اخوك من غير ما اعرف ولا تعرفوا رايي ...عاصم بحزم وقال :
-أنا قولت اللي عندي بكرا هتقعدي معاه وهو جاي لوحده عشان يقعد معاكي وبعدين قام وهو غاضب ... وانا قومت دخلت اوضتي وفضلت الطم بالصمت وقولت بصوت وا.طـ.ـي متحشرج يلهوي هعمل ايه هعمل ايه يارب أنا كدا الحيطان زنقتني هقولهم ايه مش هينفع اوافق عشان متجوزه !!!!وبعدين لطـ.ـمـ.ـت علي وشي وقولت يخربيتك يخربيتك انتي خلاص انتهيتي رميتي نفسك في النا'ر يا حور شاطره ربنا يستر وبعدين لطـ.ـمـ.ـت علي وشي كتير وقعدت علي الارض فضلت اعيط بالصمت ..
تاني يوم .. بقلم مينو
صحيت على صوت أمي وهي بتخبط عليا:
– صحي يا حور… الواد عز وصل وقاعد مع أبوكي في الصالون.
حسيت بإزـاز في بطني بيتكـ.سر، قمت من مكاني ووشي مصفر، ومش عارفة أتنفس…
قلبي بيدق بسرعة، وإيديا بتترعش وانا بلبس لبسي وبجهز نفسي.
خرجت من الأوضة وخطواتي بطيئة، وكأني ماشية على شواـك، بقلم مينو
قربت من الصالون، وشميت ريحة القهوة…
وسمعت صوت أبويا وهو بيضحك وبيقوله:
– نورت يا عز والله… حور هتيجي تقعد معاك دلوقتي.
دخلت وأنا راسي في الأرض، وقلبي بيقول خلاص، كدا انتهيت…
أول ما عيني قابلت عينه، لاقيته بيبصلي بنظرة تحمس…
نظرة فيها ابتسامة لطيفه روحت قعدت معاه علي الكنبه وقالي: بقلم مينو 
_ بابتسامه علي فكرا أنا لسه فاكرك انتي حلوه اوي يا حور ...ابتسمت بتـ.ـو.تر وقولت شكرا .. 
بصلي بــــاستغراب:
_ وقال شكرا ماشي يا ستي لسه لما نقعد كتير هنتعود علي بعض ونعرف بعض اكتر ...وفي وسط وانا قاعده سمعت خبط جـ.ـا.مد اتنفضت من مكاني بلا إراديا كنت لسه اقوم اشوف مين بابا قعدني وقالي أنا هفتح فضلت اعض في شفاـيفي بخوف لأن عارفه أن مراد مش هيسبني بعد اللي عملته في بابا فتح الباب كانت تعبيرات وشه مش ناوي خير خالص لاقيت بابا مستغرب وقال:
_ انت تعرف حور بنتي!! سمعت كدا ولاقيت قلبي وقع في رجلي وشويه كان هيغمي عليا من الخوف وقولت في نفسي يا يومك مش فايت يا حور مراد دخل البيت ووشه غضبان ولاقاني قاعده مع ابن عمي لاقيته شافني كدا الدـم فار في عروقه بغضب وقال بسخرية:
- معقوله مراتي بتتجوز تاني طب ازاي!!! 
- شهقت بخوف:
-  وقولت بتـ.ـو.تر مراد ؟!!!
عز اتجمد في مكانه، وبصلي بصدمة وهو بيكرر الكلمة ببطء:
... مراتك؟!!!! وووووو يتبع 
عز اتجمد في مكانه، وبصلي بصدمة وهو بيكرر الكلمة ببطء:
– … مراتك؟!!!!
ساعتها قلبي وقع في رجلي، والخوف اتمكن مني من كل النواحي، حتى لساني اتلجمت عن الكلام…
مقدرتش أتحرك، عيني على الأرض، ونفسي بيدوخني…
سمعت صوت بابا بيقول بحدة واتعصّب باين في كل نبرة:
– إيه اللي بيقوله الجدع ده؟! مراتك مين؟!!
مراد ابتسم ابتسامة مستفزة، وقال بــــاستهزاء:
– بنتك… هي مراتي على سنة الله ورسوله. ولو مش مصدق… اهو.
طلع ورقة من جيبه ومدّها له بإيد ثابتة…
بابا خد الورقة بعصبية، وعينه جريت على الكلام اللي فيها…
وصوته اتخـ.ـنـ.ـق وهو بيقرأ:
– عقد زواج رسمي؟… ده توقيعك يا حور؟!!
أنا كنت لسه متجمدة، مش قادرة حتى أبرر، مش قادرة أقول ولا كلمه حتي سمعت صرـيخه في وشي وقال:
_ انطقي انتي طلعتي متجوزه من ورايا ده انا طلعت راجـ.ـل خرـع اصدقي وانا في قلب بيتي قاعد وبنتي من ورايا بتتجوز طب علي أقل اعزمينا افتحي علينا تليفون وقولي يا عاصم أنا هتجوز أنا عزماك زي بقيت الناس ماانا بقيت غريب خلاص بنسبالك.. 
عيطت… بدمـ.ـو.ع وقهر، وقلبي بيتقطع، وقلت وأنا باهتة الصوت:
_ كنت مضطرة… والله العظيم كنت مضطرة غصب عني يا بابا أنا كنت هقولك ملقتش وقت مناسب كل حاجه جت بسرعه صدقني كنت هقولك..بس هو جري عليا، ومد إيده وضـ.ـر.بني كذا قلم على وشي، والضرـب بينزل بتقله، وجـ.ـسمي بيتهز مع كل واحدة.
صرخ بوجع في كرامته:
 يا بنت الكلـ.ب كنتي هتقوليلي فين بعد ما اتجوزتي من ورايا وعرـتيني قدام ابن عمك هودي وشي لفين من الناس قوليلي هاا وبعدين ضرـبني تاني، وأمي دخلت علينا بخوف وارتباك، صوتها مهزوز وهي بتتوسله:
 وقالت خلاص يا حج عشان خاطري أنا هتعامل معاها سيبها بس ..صرخ فيها بغضب أكبر، وصوته كله خذلان:
 ابعدي عني يا وليه انتي ابعدي أنا هربيها من اول جديد بقا ده تربيتي ليكي هو ده أخري منك!!! علي كدا بقا حامل اكيد مش متجوزه!!!..مراد كان واقف متشنج، وعينيه مولعة، فجأة خدني من إيديه وقال بصوت عالي:
 لحد هنا وكفايه مسمحلكش تمد ايدك عليها وهي علي ذمتي أنا مرضيتش أقل ادبي عشان انت ابوها لو حد غريب كنت قتـ.لته ..بابا اتشنج من كلامه، والغضب بيخرج من عينيه وهو بيقول: بقلم مينو 
 لا تعالى خدلي قلمين احسن وريني نفسك كدا يعني واخد بنتي بدون علمي وحاطت عينك في عيني بدون ما تختشي من اللي عملته والله فعلا اللي اختشوا ماـته انت ولا ابوك ولا امك عرفوا يربوك عشان لو طالع علي تربيه كويسه مكنش ده حصل..مراد جز علي سنانه وقال بحده:
 انت تعرف ايه عن تربيتي اصلا أنا راجـ.ـل محترم وعارف تصرفاتي اللي بعملها واتربيت احسن تربيه متجيش انت تعرفني علي أخلاقي وتربيتي وألزم حدودك معايا وبنتك أنا متكلف بيها عنك وقت لما سبتها أنا ساعدتها بفلوس اللي مكنتش عايز تطلعلها قرشين حتي فا قبل ما تسأل علي تربيتي اسال انت الاول علي تربيتك ...أول ما سمعت كدا، وجعني كلامه، رغم إنه بيدافع عني.
زعقت بقهر، وزقيته، وقلت بنبرة كلها كراهية:
 امشي اطلع برا أنا مش عايزاك في حياتي اهانه الاهلي تاني مسمحش اوعي تفكر انك عشان اتدني فلوس هسكت استحاله ده يحصل انت فلوسك هترجعلك علي الجزـمه وتطلقني حالا ..مراد رد بصوت حاد، بعين مش بتتحرك عني:
 مش هطلقك وهتيجي معايا ...
عز دخل ما بينا وقال: بقلم مينو 
 بــــاستحقار ما بتقولك طلقها انت ايه ياخي لازق ب غرا مراد بردود بـ.ـاردة، وكأن الدنيا دي مش موجودة:
 متدخلش في اللي ميخصكش أنا ومراتي وبنتكلم  بابا طفح بيه الكيل، قال بنفاذ صبر، وكأنه بيتبرأ مني قدام الكل:
 خدها واطلع برا هي مبقتش بنتي أنا مخلفتش بنات تقطم ضهري وتكسـ.ر عيني مش دي تربيتي ... جريت عليه، وأنا بترجاه بإيدي، ودمـ.ـو.عي بتغرق وشي:
 بالله عليك يا بابا متفرضش فيا اقسم بالله كل ده طلع غصب عني انت مرضيتش تديني فلوس وانا كنت مزنوقه في قرشين حتي ملقتش شغل ملقتش غيره هو اللي يسلفني ...زقني على الأرض بقوة، وقعني، وصوته كله قسوة: 
بقلم مينو 
يعني عشان ملقتيش فلوس تروحي تتجوزي من ورايا انتي بتتصرفي ازاي انتي وبعدين ماانا دفعلك ايجار السكن ومديكي فلوس تكفيكي جايه طالبه فلوس مني لي عملتي بيهم ايه عشان تطلبي؟!!...صوتي راح مره واحده تفكيري وقف معرفتش اقول ايه ساعتها:
 لاقيت مراد اتكلم بحجه وقال صاحب الشقه طلع راجـ.ـل مش تمام وكان مستأجر الشقه عشان حضرتك عارف بينتمي للشهوـات وبيستغل البنات طبعا عشان بنتك محترمه وشريفه سبتله الشقه ومشيت وكانت بتدور علي سكن تاني ... أنا بصيت له بصدمة، مش مصدقة إنه بيبررلي قدام أبويا، رغم كل اللي حصل بينا. بقلم مينو 
بس بابا مكنش مصدق، صرخ بصوت مشحون:
 لاقيت بابا بردو مش مصدق وقال مش مبرر هي تتجوزك ليه كانت جت قالتلي وخوفتي مني ليه هاا !!! عشان دي مش الحقيقه انتوا الاتنين هتستعـ.ـبـ.ـطوني شايفني هصدق الهبل ده عيل بيتاكل بعقله بكلمتين شايفني برياله لا لا خلاص تعبت امشي اطلعي امشي مسك شعري وقومني وحدفني علي صد'ر مراد بصيت عليه ببطء… وعيوني كلها دمـ.ـو.ع، ووجع، وقهر، وانكسار، واستحقار.
كل مشاعري بتتصارع جوايا، طالعة من عيني من غير ولا كلمة. بقلم مينو 
مراد خدني من إيدي، وأنا مكسـ.ورة، وصرـيخي مبيخرجش غير في قلبي…
 عز بعصبيه ونرفزه:
 انت هتسيبها كدا تمشي معاه !!!
 ماما اتكلمت بدمـ.ـو.ع: بقلم مينو
 حـ.ـر.ام عليك يا حج تلاقيها بتقول الحقيقه انا مصدقاها اديها فرصه تشرحلنا معلش بنتي وطايشه وكل حاجه هتتحل ...عاصم بتعب ونفاذ الصبر:
 أنا مش عايز اسمع حاجه أنا مخلفتش بنات من هنا ورايح لا بنتي ولا اعرفها أنا مربتش التربيه دي اللي جابتلي العاـر بنسبالي ماـتت سمعت جملته الأخيرة، وقلبي وقع، جريت على السلم، وأنا بعيط، ومراد ورايا.
كنت بجري ووجعي سابقني، إهانتي بتلسع في جـ.ـسمي، وكلام أبويا بيغرز في قلبي زي سكاكـ.ين.
جريت وأنا حاسة إني بودع الحياة كلها…
بقلم مينو 
مراد صرخ بــــاسمي، وهو بيجري ورايا، وأنا كنت بتشهق من العـ.ـيا.ط، لفيتله ضهري، وصرخت بصوت مبحوح:
 ابعد عني بقا أنا بكرهك عايز اى تاني ماانت خربتها خلاص انت نهيت علي حياتي انت دمرـتني وطلعت عيني انت دخلت حياتي بجحـ.يم أنا عملت ايه لكل ده ياأخي كان يوم زفت يوم ما شوفتك ...الدنيا كانت سودا، برق ورعد، والمطر نازل بغزارة، والغيوم مالية السما.
كنت بتكلم وأنا برجع بضهري، ومراد بلع ريقه بخوف، وشاف عربية جاية بسرعة نحيايا…
قال بصوت رجولي عالي: بقلم مينو 
  حووور !!!حسبي أنا اتسمرت من مكاني وبصيت علي العربيه اللي نورها شاسع في عيني قفلت عيني من شـ.ـده الضوء لاقيت مراد بيجري عليا بكل سرعته وبيصرـخ بــــاسمي حووور ابعدي !!!!بس قبل ما العربيه تخبطني مراد رمي جـ.ـسمه عليا وحصرني في حضـ.نه ووقعنا علي الارض وانا بقيت تحته وهو فوقيا بس انا جـ.ـسمي اتهبد جـ.ـا.مد علي الارض محستش غير بوجع وبس وده خلاني اتالم قدامه ده غير كمان زعق فيا وقال بعصبية :
انتي غـ.ـبـ.ـيـ.ه عايزه تموـتي نفسك ؟!
صرخ فيا وهو نفسه بيقطـ.ع وقطرات من المايه بتنزل علي وشي منه، وصوته فيه رعـ.ـب حقيقي ..وانا كل تركيزي علي الوجع اللي في جـ.ـسمي اتكلمت بصوت مهنج وهو بيكلمني ويزعق فيا وقولت وأنا قافله عيني أنا  تعبانه...مش قادره ..مراد شالني من خصري، وأنا وقعت عليه، مكنتش قادرة أقف وقالي بخوف : مالك ؟!!!
بص على إيده… لقى دـم!
بص على ضهري… لقى إزـازة داخله في جـ.ـسمي.
اتنفض من الرعـ.ـب، وأنا بتنهّد:
 و سبت جـ.ـسمي خالص وكنت باخد في نفسي جـ.ـا.مد وقولت مش قادره .. مراد طمني وقال بهدوء و رعـ.ـب:
 اهدي يا حور هتكوني كويسه اهدي وافتحي عينك متقفليش عينك هااا حور كلميني حاسه بي ايه هاا ...قولت بهمس مكسـ.ور:
 وجع رهيب كأن في سكيـ.نه في ضهري اااه مراد وصوته في تردد طيب طيب هنروح المستشفي ركزي معايا هااا يا حور ركزي..مكنتش قادره اقاوم الوجع روحت قفلت عيني وقطعـ.ت النفس مراد بص في وشي بجنوـن وقال:
 حور فوقي حوررر افتحي عينك فضل يهز في وشي كتير ويسحب في جـ.ـسمي في حضـ.نه ودمـ.ـو.عه نزلت بدون ما يحس وعمال يأنب في ضميره وقال اسف والله اسف انا السبب أنا اللي خليتك كدا افتحي عينك بالله عليكي افتحي وبعدين صرـخ بصوته ووجع من القهر وقال حورررر !!!!
مراد شالني بين إيده بحـ.ـضـ.ـن خايف، وطلع يجري بيا وسط المطر اللي كان بيغسل وشينا من الدمـ.ـو.ع اللي كانت سايحة على قلوبنا قبل وشوشنا.
كان صوته بيتهدج وهو بيكلم نفسه: 
_حوررر... فوقي استحملي بالله عليكي بلاش تسبيني نـ.ـد.مان طول حياتي عليكي فوقي!!
دخلني عربيته بسرعة، وقفل الباب برجليه وهو بيحضـ.ني أكتر وكأن حضـ.نه هو اللي هيحميني من كل الوجع اللي في الدنيا.
داس على البنزين بجنوـن، والعربية بتزقف تحت إيده، وأنا كنت شبه غايبة عن الوعي، كل جـ.ـسمي بيترعش وبرودة المطرة بتقرصني وأنا مش حاسة بنفسي.
كل شوية يبص عليا، وينده بــــاسمي بصوت بيقطـ.ع القلب:
 – قومي يا حور استحملي أنا السبب في اللي انتي في لو حصلك حاجه عمري ما هسامح نفسي فوقي بالله عليكي هنروح المستشفي وهتكوني كويسه هااا ..
وصلنا للمستشفى وهو شايلني كأني ورقة نشفة، جري على الاستقبال وهو بيصـ.ـر.خ:
– حد يلحقها!! حد يساعدني!! 
الدكاترة والممرضين اتلموا حوالينا بسرعة، وانا كنت في عالم تاني مش حاسه بالدنيا وكأن روحي اتخدت ويتبقي جـ.ـسمي في الحياه .. مراد كان وشه مفزوع ومرعوب عليا سحبوني من حضـ.نه وهو كان بيقاوم إنه يسيبني، لحد ما واحدة من التمريـ.ـض قالتله بجدية :  بقلم مينو 
– استنى برا! مش ينفع تكون هنا دلوقتي.
بص عليهم بعيون كلها قلق وخوف عليا وجـ.ـسمه بيتنفض بلا إراديا وقال بصريخ : أنا عايزها تكون كويسه لو مطلعتش كويسه اهد المستشفي دي كلها عليكوا ...محدش رد عليه ساعتها لانه شايفنه مخضوض عليا ..
مراد قعد علي الكرسي بانهيار عليا حس أنه غلطان في حقي وعذبني معاه في حياته بحكم غروره وانتقامه فضل يلوم نفسه ويقطـ.ع في روحه وكان بيرمي نظراته علي أيده اللي كلها دـم مني ويتنفض راح قام ودخل الحمام وغسل أيده بعنـ.ف وكان بيتفس بحرـقه و كاتم الغضب في روحه بص علي المرايه وشاف نفسه متبهدل وضعيف كان بيحاول يستقوي علي ضعفه علي الكل ويبان كبريائه وجبروته بس ضعف من اول موقف ما بينا مراد اتعصب من نفسه وراح كسـ.ر الازـاز عشان ميشوفش شكله هو مكسـور فضل يضـ.ـر.ب بايده لحد لما نزـف جـ.ـا.مد ومش حاسس بألم وبعدين غسل أيده وعدل نفسه وطلع وساب الجرـح ينزـف علي الارض لحد لما ممرضه جت وقربت منه بــــاستغراب وقالت:
– ايد حضرتك بتنزـف تسمحلي بس اخيطلك الجرـح ..
مراد مهتمش بايده وقال بتجاهل: متشكر مش عايز ..
جيه يمشي البنت قطعـ.عت طريقه وقالت بحرص:
– بس لازم توقف النزـيف هيبقا في خطـ.ر علي حياتك تعالي بس بلاش تكابر هنخلص بسرعه ... مراد اتنهد بزهق وراح معاها وقعد علي السرير بقله الحيله وفقدان الشغف وهي قعدت قدامه ومتنحه في ملامحه وبدأت تعمله الجرـح وتخيطه ..قالت بإعجاب واستغراب: 
– هو انت مش حاسس بوجع ؟!  بقلم مينو 
مراد بص ليها ببرود وتعبيرات وشه ثابته :
– لا ومتساليش كتير واخلصي ..
قامت وادتله ضهرها وجابت حاجه بس قبل ما تجيب فتحت زرارين وبينت حته من جـ.ـسمها وبعدين قربت منه تاني وقالت وهي بتعض في شفايفها برغبه: 
– هو انت حصلك ايه خلا ايدك كدا ... مراد كان متنح في حته تانيه وقال ببرود: 
– مش شغلك خليكي في اللي بتعمليه دلوقتي وبعدين بص علي أيده وجري بنظره علي البنت وانتبه حاجه غريبه فيها تصرفاتها غريبه وحركاتها فيها مياعه وصوتها بينتمي للرغبه من ناحيته  لمّح جـ.ـسمها بنظره بـ.ـارده، حسّ إن في حاجة غلط، وكأنها مش بس ممرضة، لا... دي كانت بتحاول تستغل لحظات ضعفه.
بقلم مينو 
– شـ.ـد إيده بقوة من تحت إيديها وقال بصوت خشن متحكم:
لمي هدومك واتعدلي بدل ما اعدلك أنا وساعتها هتعيطي مني ... 
الممرضه بلعت ريقها بكسوف كانت فاكرة إنه بكسـ.ره وضعفه هيضعف قدامها عدلت نفسها بسرعه وقالت بتـ.ـو.تر :
أنا مقصدش أنا كنت عايزه اساعدك مش اكتر 
مراد بص عليها بــــاستهزاء واحتقار : تساعديني في حاجات القذاـره اللي زيك متفكريش أن أنا ممكن ابصلك يا بت حتي لو شيفاني مهدود من الدنيا كلها محدش يقدر يستغل ضعفي ولا يلعب بعقلي بالحاجات دي ... وبعدين قام و لف ضهره ليها، ومشي ناحية الباب من غير ما يرد، سابها مجمدة مكانها ومكسوفة من نفسها.  بقلم مينو 
خرج برة، كان الجو لسه برد ومطر خفيف بينزل، قلبه بيتخبط من القلق على حور، رجله مش شايلاه من التـ.ـو.تر.
قعد على الكرسي قدام باب الطوارئ، حاطط وشه في كفوفه، ودماغه كلها سؤال واحد بيصـ.ـر.خ:
– حور... فوقي بس... عشان خاطري فوقي.
وباب العمليات فتح أخيرًا...
وطلع الدكتور، لابس لسه اللبس الأخضر بتاع العمليات،
وعلى وشه ملامح متعبة، بس فيها ريحة أمل.
مراد جري عليه وهو قلقان وقال: 
– طمني يا دكتور هي كويسه ؟!  بقلم مينو 
الدكتور شال الكمامة من على وشه، وتنهد قبل ما يقول:
– الحمد لله عدينا مرحلة الخطـ.ر... مراد اتنهد براحه وبعدين الدكتور كمل في كلامه وقال 
– الجرـح كان عميق بسبب الإزاـزة اللي دخلت في ضهرها...
بس الحمد لله، قدرنا نوقف النزـيف ونخيط الجرـح من غير ما نمس أعضاء حيوية.
خلاص... دلوقتي هي بخير، بس محتاجة راحة تامة وملاحظة 48 ساعة.
مراد ابتسم ابتسامة خفيفه...
ابتسامة شخص كان غرقان في الغرق وشاف فجأة ضوء في آخر النفق.
وقف، وقرب من الدكتور، وقال بصوت مبحوح:
– ممكن أشوفها؟
الدكتور ابتسم وقال: بقلم مينو 
– هينقلوها أوضة الإفاقة... وهتبقى تحت الملاحظة شوية... ولما تصحى، تقدر تدخل لها. 
الدكتور مشي ومراد همس براحه نفسيه وقال كنت عارف انك هترجعي تعيشي تاني ...عدي بتاع تلت تيام ومراد دخل وقعد جنبي وكان مقرب مني اوي حرك خصله من شعري بحنيه وهو حاسس بالذنب وقال أنا عارف ان أنا شقلبت حياتك ودـمرتها غصب عني اللي اتحكم فيا غروري وعصبيتي ومكنتش عارف ان ده كله هيحصل اوعدك كل حاجه هتنتهي ما بينا وهترجعي زي الاول ومش هتشوفي وشي تاني وبعدين قام واتنهد بنـ.ـد.م وابتسامه فيها وداع لاخر لحظه ما بينا لآخر نظره هيشوفها في عيني مراد مشاعره اتحركت من ناحيتي وجواه صراع مش مفهوم هو فعلا بدأ يمس بحبه ليا ولا ده عشان حاسس بالذنب في تجاهي هو حاليا مش عايز يفارق عني عايز يضمني لحياته مش قادر يصدق أنه هو يبعد عني بس عشان آذاني كتير فا لازم يختفي واعيش في سلام ..مراد سبني ومشي ونكتب علينا اخر سطر هو الفراق كل واحد هيرجع لحياته زي ما كانت بس المشاعر اتغيرت والأحاسيس اتلغبطت ...مراد وهو خارج الشارع وكان هيركب العربيه طلعوا عليه رجاله وكتفوه وكتمو بالحته حتي مخدش فرصه يتحرك أو يدافع عن نفسه واغمي عليه وخدوه في العربيه وجريو بيه مصحاش غير لما لاقي نفسه في بيت أبوه ..رمو عليه مايه في وشه مراد اتشرق وفضل يكح لحد لما شاف أبوه وجنبه أمه قعده علي الكرسي بخوف منه مراد لما شاف كدا اتجنـ.ن وقال بصوت جهوري وتعب :  بقلم مينو 
– انت جبتني هنا لي وامي مالها انت عملت فيها حاجه أقسم بالله لو حصلها حاجه ما هخليك تعيش ثانيه ..
اتعصب عليه وقال بزعيق: 
– احترم نفسك يا ولد أنا جايبك هنا عشان تكتب علي بنت عمك والا امك دي اللي هي مراتي هتشوف قسوـه مني ..
مراد بتهديد وغضب: جرب كدا تعملها حاجه هقتـ.لك فيها ولا يهمني انك ابويا .. بقلم مينو 
عامر شاط من كلامه وجاب الحزام وقرب من أمه وضرـبها وقال بعصبية : انت بتهددني ياض طب اهو وريني هتعمل ايه مش دي امك نقطه ضعفك ..أمه فضلت تصرـخ وقالت خلاص يا عامر أنا هخليه يجوزها ابعد عني حـ.ـر.ام عليك ..مراد صرـخ بصوته كله وهو مربوط وقال :
– ابعد عنها بقولك سيبها هموـتك وربنا هموـتك سيبهاااا مراد لما شاف أمه بتتعذـب ومفيش في أيده حاجه يعملها وقال بغضب شـ.ـديد وجواه قلق:
– خلاص سيبها هعملك اللي عاوزه سيبها ...
عامر انتصر بخبث وقال : بقلم مينو 
– كدا بدأت تفهم وتخاف علي مصلحه امك المهم انهارده هتكتب علي بنت عمك والبت اللي معاك دي تطلـ.قها والا هجبهالك جـ.ثه مرميه قدام عينك ويبقا خسرت حبيبتك وامك كمان...مراد اتنهد باحتقار وقال: ده انت راجـ.ـل اناني و وسـ.خ استحاله تكون طبيعي بجد وبعدين نظر نظرات كلها غل وحقد منه ...
 عدي وقت شويه وأنا كنت نايمه علي السرير وصحيت ملقتش حد جنبي ولا حتي مراد دماغي قفشت عليا وكأن نايمه بقالي سنين قومت عدلت نفسي وحسيت بالم شـ.ـديد في ضهري لمست الوجع لاقيت لازقه كبيره وسمكها تخين تألمت بصوت وا.طـ.ـي وبعدين بلعت ريقي قومت من مكاني بعجز لأن مش حابه اقعد لوحدي في المستشفي ومش عايز اشوف مراد تاني روحت خدت لبسي من الدولاب وخدت بعضي وفتحت الباب وتاكدت أن مفيش حد ومشيت بدون ما حد يلاحظني ..الدكتور دخل بعدي ملقنيش اترسم علي وشه الغضب وقال : 
– فين المريـ.ـضه ؟!!! بعدين طلع برا الاوضه وزعق للممرضين وقال فين المريـ.ـضه اللي كانت هنا ده انتوا ليلتكم سوـده علي دماغكم اوعوا من وشي وبعدين مشي وحاول يكلم مراد كان ساعتها في الاوضه بيجهز نفسه قدام المرايا فتح التليفون وصوته في جمود ممزوج بضيق شويه وقال : 
– خير يا دكتور؟! .. مراد اول لما سمع أن أنا مش موجوده وتعبيرات وشه اتغيرت بخوف وقال : 
– ايه مش موجوده  اومال هي راحتتت فيييين!!!! .. قفل التليفون في وشه  بعصبيه ورزعه علي الارض وقال: –روحتيييي فين تااااني ؟!!! 
– ايه مش موجوده  اومال هي راحتتت فيييين!!!! .. قفل التليفون في وشه  بعصبيه ورزعه علي الارض وقال: –روحتيييي فين تااااني ؟!!! 
مراد خرج من الاوضه لاقي في وشه أبوه وقال بجمود وسـ.ـخرية:
– هااا يا عريس خلصت الناس مستنيانا تحت وبعدين كمل بحذر شـ.ـديد أنا مش عايز تصغرني تاني قدام عمك والا ... مراد قطـ.عه بحده وصوته وا.طـ.ـي ومسك ايد أبوه وقال :
– ابقا اشوف دي تتمد علي امي ساعتها هخليك ولا طايل الدنيا ولا الاخره وهسيبك ملفوف علي حبل المشـ.نقه....
وبعدين سابه ونزل وهو جيه ورا وهو بيجز علي سنانه من الغل دخل مراد عليهم بجـ.ـسمه الضخم ونظراته الجـ.ـا.مدة، وقال بصوت ثابت:
– أنا جاهز يا مولانا. بقلم مينو 
الكل سكت للحظة، لكن عنيهم كانت بتتحرك عليه، خاصة هي... بنت عمه.
قاعدة جنب أبوها، ساكتة، بس نظراتها كانت كفيلة تقول كل حاجة.
نظرة تقرف... كراهية واضحة... ورفض مالوش حدود.
مراد لمح نظرتها، بس ما اهتزش، بالعكس... لف وشه للشيخ وقال:
– ننجز، الوقت مش في صالحنا.
الشيخ بدأ، ومراد بيردد وراه، صوته ثابت، لكن مفيهوش أي مشاعر. بقلم مينو 
وهو بيقول قبلت دماغه كانت في حتة تانية خالص...
كانت في حور اللي هو أنا كان دماغه متشتته معايا عايز يعرف أنا روحت فين تفكيره كلها بتتصراع جواه والقلق قافش في روحه عليا..الشيخ خلص وكتبه الكتاب ومراد قام عشان يمشي يدور عليا ولكن واقفه أبوه وقال بصوت حازم :
– خد عروستك وعلي اوضتك وكمان شويه امها هتطمن عليها عايزين نخلص من الليله دي وبلاش عند ...
مراد بــــاستحقار وصوته ثابت : 
– محدش هيدخل في خصوصياتي أنا ومراتي سواء دخلت عليها أو مدخلتش أحنا حررين في حياتنا اظن اتجوزتها فا متجيش تفرض عليا علي مزاجك...
عامر قام بغضب : متخلنيش استخدم اسلوب مش هيعجبك وانت عارف هعمل ايه وبعدين بص علي أمه وقال بسخرية اظن عرفت وفهمت أنا ممكن اعمل ايه ...
مراد بغضب شـ.ـديد وكور أيده بعصبيه : انت بتلوي دراعي يعني وانا كمان اقهرك زي ما عملت ..
وبعدين خد بنت عمه وشـ.ـدها بعنـ.ف وهي كانت خايفه ومرعوبه منه مراد كان بيجريها ورا وهي كانت باصه علي عيلتها ببراءة وخوف وقالت بـ.ـارتجاف : 
– انت هتعمل ايه ؟!! 
مراد بحده وبصوته الرجولي: بقلم مينو 
– بلاش خوف يا عروسه أنا هعمل العاده اللي هما طلبينها.. وبعدين طلع علي الاوضه والبنت كانت كاشه في جلدها ومرعوبه وهو فتح الباب وحدفها بايده وقفل الباب وفك الجرافته وكان بيقرب منها بخطوات تقيله ...البنت بعدت عنه بتـ.ـو.تر وارتجاف ضهرها لازق في الحيط، ودمـ.ـو.عها واقفة على طرف عنيها، وبتنطق بالعافية: بقلم مينو 
– مراد بالله عليك...بلاش تعمل حاجه تكسـ.رني ..
قال بسخريه واضحه: هو انا هعمل ايه غير اني اخش عليكي مش انتوا عايزين كدا بردو ولا أنا جاي اقدم عرض مسرحي!! هما عايزين الليله دي تخلص بالدـم وانا هعمل اللي علي هواكم .... وبعدين فك زرار القميص وقال بنفاذ الصبر : 
– انجزي ورايا شغل نامي علي ضهرك مش عايز ملوعه ..
البنت بدمـ.ـو.ع : بس انا خايفه انا عارفه انك عايز تفش غلك فيا عشانهم بس انا مليش ذنب أنا كمان رافضه زيك ومش عايزاك تقرب مني وانت بالحاله دي ..
ضحك مراد بسخرية : بقلم مينو 
– يعني اى مش عايزاك تقرب مني وانت بالحاله دي لي شيفاني مجنوـن ولا مريـ.ـض نفسي ولا هعضك زي الكلــب مثلا فوقي أنا دكتور يا حبيبتي يعني أنا أقدر اعالجك انتي واهلك بتفكركم المريـ.ـض ده ...هااا انجزي ولا هاجي أنا اتصرف بمعرفتي ؟!! بقلم مينو 
البنت بدمـ.ـو.ع ورعـ.ـب: لا لا بالله عليك بلاش كدا ...مراد بغضب : هو ايه اللي لا احنا جايين نلعب انجزي يا بت مش فاضي خليني اخلص نامي قولت كلمه واحده تتسمع أنا ايدي كرباك هعيطك وربنا لمي ليلتك وعديها...نامت البنت علي ضهرها وهي بتترعش ودمـ.ـو.عها مش سايبه عينيها... مراد قرب منها وكان بيوهمها بالرعـ.ـب وهمس في ودنها وقال : 
– متخافيش أنا مكنتش هقرب منك اصلا أنا محدش يقدر يتحكم فيا برغبته أنا بمشي بدماغي وكلمتي واحده أنا واخدك عشان احافظ علي امي إنما انتي مش في حساباتي ولا حد من أهلك اطمني وبعدين بعد عنها ولبس قميصه وسابها متحصره ما بين دمـ.ـو.عها وقهرتها علي كلامه وهو خرج من البيت لا كلام ولا نقاش بس ساب جملته بتهديد لابوه وقال: 
– لو حصل حاجه من اللي في دماغك هتنـ.ـد.م عليها اللهم ما بلغت اللهم فاشهد..وبعدين خرج وسابهم في حيره ...
بقلم مينو 
أنا كنت في الشارع ماشيه بوجعي وكنت بسند علي الحيطان ودمـ.ـو.عي نازله من كتر الألم لحظت ناس بترمي بنظراتها عليا بحيره واستغراب وملقتش مكان اروح في اهلي باعوني وصحابي طلعوا اندال ومراد عايزني عشان رغبته ومفيش حد عايزني عشان خايف عليا كله عايزني بمصلحته ...وأثناء وانا ماشيه قبلت شيماء بالصدفه لاقيتها اتفاجت بيا وحضـ.نتني اتالمت وانا في حضـ.نها وهي حست بنبره صوتي بصت عليا وقالتلي: 
– مالك انتي كنتي فين واى اللي حصلك كدا ..طبعا أنا استغربت من خوفها عليا مع انها مكنتش طيقاني ساعتها بس الحيه ليها راسين وش برئ و وش خبيث قولتلها بنبره متعبه : بقلم مينو 
– مفيش أنا كويسه .. لاقيتها سحبتني من أيدي وقالتلي لا شكلك تعبانه لازم نروح علي البيت مقدرش اسيبك لوحدك هنا تعالي .. مشيت معاها وانا مش قادره اناهد معاها ولا اعافر روحت البيت معاها ودخلناه وقعدت علي الكرسي وجابتلي عصير أنا كنت مقلقه منها قعدت تتكلم وقالت : 
– يبختك دكتور مراد اتوصي بيكي اوي الصراحه يعيني عليكي يا شيماء ابكي علي حظك يا شيماء وعلي راي المثل المصابين حظ عسر يصيبنا وحظ حسن يصيب الاخرين ..وبعدين ضحكت وانا ابتسمت بالمجامله وقولت معملش حاجه علي فكرا ولا اتوصي ولا نيله ... شيماء بسخرية :  بقلم مينو 
– ازاي اومال كان مطلع مين من السجـ.ن مش انتي بردو ؟!
اتـ.ـو.ترت شويه وقولت: وانتي مين مطلعك ؟! 
شيماء اتنهدت جـ.ـا.مد وقالت: حبيبي طلعني ميقدرش يسبني بردو لوحدي في السجـ.ن اصل بيخاف عليا اوي .. المهم سيبك انتي واشربي العصير واحكيلي حصل معاكي ايه ؟! اتكلمت معاه في حاجات سطحيه جدا محبتش اعمق في الموضوع ولا قولتلها اى حاجه حصلت ما بينا وكنت بحور في الكلام معاها لأن معرفش نيتها ايه بس مره واحده وانا بكلمها وهي اصلا مصدقتش حسيتها عارفه بموضوعي أنا ومراد لاقيت دماغي دارت ولفت وكنت عايزه انام اوي سيبت العصير وحاولت اقاوم في النوم بس نمت غصب عني شيماء خدتني من دراعي وقالتلي: 
– شكلك عايزه تنامي يا حور قومي نامي جوه روحت معاها وانا بحاول افتح عيني واقاوم النعس وقولت بضيق ونعس لا لا انا لازم امشي سبيني اروح ابعد نيمتني علي السرير وقالت : 
– بلاش كبر يا حور نامي وامشي الصبح وقولت وانا بخرف وصوتي مش واضح اوي لا سبيني يا مراد.. مراد.. مراد وكأن قلبي بيستنجد بيه وانا مش في واعي وبعدين النوم سيطر عليا لدرجه العمق ومن هنا شيماء ابتسمت بخبث وقالت وريني حبيب القلب هينقذك ازاي...
مراد فضل يدور عليا في كل حته بجنوـن وخوف ومعرفش لي خايف عليا كدا مع أنه ملهوش في الحب ومعندهوش مشاعر للكلام ده بس قلبه بيحركه ليا حاسس أنه لو حصلي حاجه بسببه مش هيسامح نفسه فضل يدور عليا ويسأل عليا مع كل واحد في الشارع ويشرحلهم شكلي لحد لما واحد قاله بنت كدا لابسه فستان صح لونه ابيض وشكلها كان تعبان اوي يعيني بس واحده شابه زيها خدتها حسيت أن دي صاحبتها.. مراد بلع ريقه وقال بخوف: 
– فينها راحت فين..
 الراجـ.ـل داله علي المكان ومراد جري بأسرع سرعته وطلع خبط علي باب باب لحد لما وصل للشقه وشيماء فتحت واتجمدت في مكانها وقالت : 
– دكتور مراد ؟!! زقها بايده وقال بصوت غاضب حور فين انطقي !! شيماء بلعت ريقها وقالت بتردد هااا!! حور معرفش مراد بحده وصوته مرعـ.ـب : 
– وحيات امك ؟!! اصدق كدا!! ده انا هموـتك فيها  وبعدين سابها ودخل الاوضه بعصبية والقلق متمكن في والصـــدمــه لما شافني مع واحد بيغتصـ.بني وانا مش دريانه ونايمه ومش حاسه بالدنيا مراد صرخ بصوت هز العمارة:
– ابعـ.ـد عنها يا زبا.ااااااله!!!
الولد اتفزع من صوته وشافه ووووووو يتبع
– ابعـ.ـد عنها يا زبا.ااااااله!!!
الولد اتفزع من صوته وشافه وبعد عني وهو مرتجف وكانت هدومه مفكوكه وانا كنت قدام مراد شبه ميـ.ته جسـ.مي كله خاسس و وشي شاحب علي الاخر وجـ.ـسمي عاـري مفيش مني نفس بينبض لروحي واخر نظره شافها لما شاف قطرات من الدـم تحتي وده خلاه يتقهر اكتر وقلبه اتوجع وكأن جواه نار قايده في بتنـ.ـد.مه وهتف بحسره وقال بكتمان في صوته: 
– حو..ر !! لما قال كدا اشتعل الغضب وعينه ضلمت وبرزت عروقه في رقبته وهو بيضغط علي ايديه بقوه وقال بصريخ وهو بيقدم سرعته علي الشاب: 
– ده انت يومك اسوـد 
صوت مراد كان بيجلجل في المكان، كأن الدنيا كلها سكتت عشان تسمع غضبه...
الشاب حاول يرجع لورا، رجليه كانت بتترعش، بس مراد وصله في لحظة، مسكه من هدومه ورفعه فوق كأن جـ.ـسمه مالوش وزن. بقلم مينو 
– انت عملت فيها ايه يا حقيـ.ررر!!!!
صوته كان مليان قهر... كأن كل ذرة دـم جواه بتصرخ،
إيده التانية راحت على وش الولد بلكمة خلّت صوته يخرس،
– دي تبقى مراتي يا زبا.اااااله!!
الولد حاول يتكلم، يبرر، يصـ.ـر.خ... بس مفيش صوت طالع،
مراد ماكانش شايف، عينيه كلها سوـدا، غضبه كان أكبر من اللحظة. بقلم مينو 
رجّع إيده تاني، ووش الولد بقى كله دـم. مراد مسكه من شعره وكلم الظابط صاحبه وبعدين قفل معاه وبص للواد بعيون كلها غضب .
– استني بس عليا ده انا هوريك الويل ورقبتك دي هتتلف علي حبل المشنـ.قه ولما تموـت هخدك منهم واسيحك في الناـر ويبقا ملكش دفـ.ن ولا عزا ولا ناس يزعلوا علي وسـ.ختك .
الشاب بنهجه ووجع وقال: بقلم مينو 
– وربنا شيماء هي اللي قالتلي تعالى ولما جيت قالتلي في مفاجأة هتفرحك وببلاش ومقلتش السبب ليه اخش عليها مع اني لما شوفتها لاقيتها زي ماانت شايف كدا كانت فرصه بنسبالي وهي اصلا مقلتش أنها متجوزه لو كنت اعرف مكنتش قربت ولا كنت هنوي لكدا بس انا معملتش حاجه مراتك كويسه .
مراد فجأة سابه ومركزش في اخر جمله، والشاب وقع على الأرض يتلوى،
بص حواليه بنظره شارده، دمـ.ـو.عه كانت محبوسة،
راح بسرعة ناحية الشقه وهتف بصوت جهوري:
– انتي يا رماااـامه فينك وديني ما هسيب روحك الا لما تقع في ايديا مش هسيبك انتي فين يا وسـ.خه !!! مراد فضل يدور في الشقه بجنوـن ونزل بسرعه لقي البوليس وصاحبه جاي عليه ووقفه ولكن مراد صمم يدور بعينه في الشوارع وقال لصاحبه بسرعه. بقلم مينو 
– احرص الشقه ومحدش يخش علي الاوضه مراتي مش لابسه والواد في الشقه متخلهوش يهرب أنا جاي .. وبعدين جري وسابه مراد نزل يجري في الشارع زي المجنوـن، عنيه بتدور في كل زاوية، في كل شارع جانبي،
كان قلبه بيخبط في صدـره بعنـ.ف، وجواه غليان من القهر والغضب،
فضل يجري ويسأل أي حد يقابله:
– شوفت واحده كدا كانت لابسه طرحه سوـدا وطويله كدا؟ كانت خارجة من العمارة دي؟
الناس كانت بتبصله بخضة، ومحدش عنده إجابة…
بس فجأة، وهو داخل زقاق ضيق وهادي في أول الشارع الجانبي،
سمع صوت كعب بيخبط بسرعة على الأرض،
قرب بحذر، وهو بيكتم أنفاسه،
ولقى شيماء… ماشية بسرعة، ووشها مغطى بنص طرحتها وعنيها مرعوبة.
– انتييي!!!
صوته جهوري خلّاها تتجمد مكانها،
لفت عليه ببطء وهي بتحاول تخبي خوفها:
– دكتور مراد استني اشرحلك بس انا مقدرش اعمل كدا ده واحد دخل علينا بالعافيه وهددني وو قطـ.ع مراد كلامها بصرـيخ وعيونه كلها بتولع ناـر ووشه كلها تعبيرات غضب ومسك شعرها بعنـ.ف :
– يلا يا كـ.ـد.ابه يا زبا.له فكراني اصدقك يا بت ده انتي لسه طالعه من السجن بعد تمسكك من شقه دعاـره يا وسـ.خه وبعدين هز دماغها بعنـ.ف وقال أنا تعملي فيا كدا أنا!!! عايزه تكسـ.ري عيني بيها دي حتي صاحبتك اول مره اشوف غدر و وسـ.اخه من الصحاب ده انتي الشيطاـن يخاف منك يا شيخه بتبعتي راجـ.ـل غريب يغتصـ.ب مراتي يا حيواـنه!!! 
صـــدمــه نزلت علي شيماء وهي بتتالم من أيده وقالت:
– مراتك ؟!! انت جوزتها مراد ضرـبها قلم علي وشها كتير وقال ببجاحه ايوه مراتي اللي في شقتك دي مراتي اللي دخلتي عليها راجـ.ـل تبقي مراتي وأقسم بالله لو حصلها حاجه ما هسيب فيكي نفس حتي تعالي يا زبا.له مراد خدها وراح بيها للبيت واداها للبوليس.
طلع مراد البيت ودخل الاوضه خد الواد من شعره وجره علي الارض بايده بعنـ.ف لحد قدام البيت وقال بغضب خد اهو انت لازم تدخل في الاجراءت القانونيه ويتحول للنيابه أنا مسكتش غير لما ياخد اعد'ام هو و القذـاره اللي تحت هي كانت السبب في كل دا، لازم تتحاكم، دي مش واحدة عاديه، دي شيطان بلحم ودـم، ست ممكن تبيع أي حد، ممكن تبيع الدنيا كلها عشان لحظة انتقام.أنا مش هسيب حقي، لا أنا ولا مراتي. اللي حصل دا جـ.ريمة متخطتش، دي جـ.ريمة فيها تدبير ونية وحقاـرة لو ملقتش الحيواـنات دول ممتوـش أنا اللي هتدخل بطريقتي ولا يهمني العداله ولا قانون البلد وبعدين سابهم بوجع وقهر عليا ...
دخل مراد ولبسني هدومي وهو شايف الدـم علي السرير ومش مصدق أنه ضيع شرـفي معرفش ده دـم مني ولا دـم الجرح اللي في ضهري مراد لمني في حضـ.نه وخدني وانا ما بين اصوات عربيات البوليس وناس ملمومه في الشارع قدام البيت والعساكر خدو شيماء و الواد اللي كان معاها ومراد هرب من عيون الناس بيا ودخلني العربيه وروحني البيت عنده ونيمني بهدوء وقرب عليا وهو قاعد ورجع خصله من شعري لورا بحنيه وقال جمله توضح مدي إحساسه ووجعه بيا . بقلم مينو 
– لا يبكيني الا حور و فيها وجع ساكن وفي غيابها قلبي مكسـ.ور ..وبعدين دمع من غير ما يحس لأن ضميره بيانبه عليا عشان حاسس بذنب لأن دخلها مداخل كلها جحيم ووجع وخذلان .. بقلم مينو 
مراد خلع هدومي بهدوء اول مره يشوف جـ.ـسمي كان نحيف وشاف علامـ.ـا.ت صوابع في دراعي اضايق اوي وكان قلبه محروـق عليا شالني علي أيده زي الطفله الرضيعه وحطني في البانيو مايه دافيه كنت بنزل فيها كل اوجعاي وكل همومي وكل جروحي أنا حسيت بالمايه اللي جت علي وشي لاقيت نفسي بفوق بالتدريج هتفت بصوت وا.طـ.ـي وانا حاسه بألم شـ.ـديد في ضهري وفي اجزاء تانيه فتحت عيني وانا مكشره بوجع كنت بشوف بتشويش والرؤى مكنتش واضحه بس شايفه ملامح مراد كنت عايزه اقاوم بس جـ.ـسمي تقيل ومش قادره اتحرك لاقيته بيبستم في وشي خوفت منه من جوايا وقولت وانا بغفل وعيطت بالم : بقلم مينو 
– ونبي بلاش تعملي حاجه ونبي يا دكتور بلاش تمس شرـفي اااه طلعني المايه بتوجع جرـحي .. مراد سابها تتكلم وبدأ يغسل جسـ.مها بلطف لحد لما نضفها خالص وجبلها الفوطه ونشفها وشالها تاني بشويش وجابها للسرير ولبسها وبدأ يغير في الجرـح قد ايه نزـفت كتير و هي كانت بتتوجع بصوت وا.طـ.ـي لحد لما مراد خلص خالص وجاب كرسي وقعد قدامها لحد لما نام علي نفسه من كتر التعب و انهار ظهر والشمس دخلت في عيني صحيت من النوم بالتدريج لحد لما فوقت وفتحت عيني لاقيت نفسي في شقه مراد قومت عدلت نفسي بالم لاقيت مراد طالع ومش لابس وجسـ.مه باين والفوطه ملفوفه علي وسطه اول لما شوفت كدا صرـخت صرـخه سمعت حيطان الاوضه مراد هداني بايده وقال بصوت مطمن: بقلم مينو
– أهدي أنا كنت باخد دش أنا معملتش حاجه ولا لمستك اهدي ... كنت بكلم وصوتي في صرـيخ اومال ميين اللي لبسني أنا مش فاكره حاجه وانت بتستحمي عندي ليه أنا مش مصدقاك اكيد عملت فيا حاجه أنا جـ.ـسمي كله وجعني مش حاسه بيه وبعدين عيطت بدمـ.ـو.ع ونبي قول أنا مش حاسه بجـ.ـسمي... مراد افتكر اللي حصل معاها امبـ.ـارح وغدر صاحبتها الزباـله لما رمت عليها انجاـسها راح ولبس هدومه بسرعه وقعد قدامي وانا بعدت عنه بخوف وكنت بترعش من كل النواحي قالي بنفس طويل : بقلم مينو 
– الوجع اللي فيكي ده عشان الجرـح اللي في جـ.ـسمك بيبقا مسمع في الجـ.ـسم كله اظن يا دكتوره المفروض تكوني واخده الكلام ده في كليتك شكلك مكنتيش بتركزي مع باقي الدكاتره زي ما بتعملي معايا المهم وبعدين قام وجاب الاكل وحطها قدامها وقال لازم تتغذي عشان تخفي..
بصتله ببرود وعند : بقلم مينو 
– لا مش جعانه أنا عايزه امشي سبني امشي..مراد اتنرفز جـ.ـا.مد وقال بغضب مفيش مشيان انتي فاهمه أنا مش عايز اسمع السيره دي تاني علي لسانك قوليلي انتي لما تمشي هتروحي فين هااا فكرك انك لما تروحي عند ابوكي هيرضي يسمعك ويقعدك معاه في البيت ولا مثلا تمشي في الشارع والاقي زي واحده زباـله تضحك عليكي وتخدك معاها في البيت وتسلمك لواحد ينهش في جسـ.مك من غير ما يرفلها الجفن .. قال كدا وهو بيلـ.عن في نفسه من اللي قاله .
اتسمرت في مكاني وقولت بزهول : بقلم مينو
– انت بتقول ايه أنا مش فاهمه انت مخبي عليا حاجه ؟!!
مراد حط أيده علي وشه وقال بهدوء وتغير في الكلام : 
– لا مفيش حاجه انسي اللي قولته .. قومت ورميت الاكل علي الارض وافتكرت شويه طشاش كدا افتكرت لما شيماء خدتني البيت ونمت وكمان افتكرت صوت مراد وهو بيزعق للشاب غير كمان حسيت بلمسات واحد غريب اتنفضت مره واحده وقولت : هو اغتصـ.بني !!!! انطق انت ساكت ليه قربت منه بدمـ.ـو.ع وزقته وقولت ما تتكلم ولا القطه كلت لسانك...مراد بضيق : بقلم مينو 
– مفيش حاجه حصلت ده بيتهيئلك .. صرـخت بصوتي كله انت كداااب أنا كدا مبقتش بنت بنوـت صح قول يا مراد بالله عليك انت ساكتتت ليبيه انطق فضلت اضرـبه علي صدـره وهو مكنش في اى رد فعل منه مره واحده خدني في حضـ.نه وفضلت أبعده وهو كان متشبس فيا فضلت اعيط بقهره ووجع وانهيار فضلت ارتدت في الجمله أنا مش بنت أنا مش بنت يا ماماااااا اااااه مراد فضل يهديني وصوت انهياري بتخبط في قلبه بيوجـ.ـعه وقال : 
– صدقيني انتي كويسه اهدي يا حور قولت بتعب سبني أنا عايزه انام وبعدين سابني ونمت وانا مقهوره..عدي ايام وانا قاعده مبتكلمش دخلت في حاله صـــدمــه تعبيرات وشي ثابته مراد دخل عليا وقال: 
– تعالي معايا ننزل الجامعه فكي علي نفسك.. قولت بجمود مش عايزه انزل ..مراد قعد قدامي علي السرير وقال بصوت خشن:
– أنا شايف تطلعي معايا هتبقي كويسه قومي يا حور البسي يلا خمس دقايق تكوني جاهزه ايه هنهمل في الدراسه الامتحانات داخله يلا قومي ...وبعدين طلع وانا روحت نفخت بضيق ولبست وطلعت معاه وروحنا للكليه وقعدت قدامه وهو بيشرح وكنت ماسكه الفون وهو اضايق من تصرفاتي بس سيطر علي نفسه وكمل شرح عادي وبعدين قرب مني ومسك الفون وهو بيشرح وقفله وانا بصيت عليه بقرف وضيق وبردو فتحت الفون وقعدت عليه وفجاه أثناء وانا بقلب في التليفون جاتني رساله من حد غريب دخلت لاقيته باعت فيديو فتحت الفيديو وهنا قلبي وقع في رجلي واتجمدت في مكاني رميت التليفون علي الأرض وصرـخت جـ.ـا.مد وقولت بانهيار: 
– لاااااا لاااااا مراد جري عليا وقال بخوف والدفعه كلها ركزت معايا وعندهم فضول يعرفوا :
– في ايه مالك اهدي بس ...
قولت بـ.ـارتجاف ودمـ.ـو.ع: 
– في ... في حد... حد بعتلي فيديو وحش عليا ... مراد خد التليفون واتسمر في مكانه لما شاف الفيديو ووووووو يتبع 
– في ... في حد... حد بعتلي فيديو وحش عليا ...
 مراد خد التليفون واتصـ.ـد.م لما شاف الفيديو وبلع ريقه وهو مزهول وانتبه علي مجموعه طلاب واقفين وراه بيحاولو يكتشفه ايه هو الفيديو اللي رعـ.ـبه في مكانه بس مراد لما شاف كدا وشه كشر من الغضب وسمعهم صوت جهوري ارعـ.ـب أجسامهم وقال:
– انتو واقفين بتعملوا ايييه!!! كل واحد علي مكانه يلاااا مشوفش مخلوق هنا واقف غورو من وشييي ..
كل واحد اتبرجن من صوته وروحوا علي مكانهم ..وانا كان ضـ.ـر.بات قلبي سريعه بتخبط في ضلوعي من الخوف اللي شافته عيني حضـ.نت نفسي بدمـ.ـو.ع ورعـ.ـب مراد خدني من أيدي وحضـني واتخطي بيا قدام الدفعه اللي كانت مزهوله من تصرفه معايا كل واحد عيونه كانت بتتكلم بدل لسانهم في اللي بيحقد وفي اللي مستغرب وفي اللي ثابت وعايز يفهم ايه اللي بيحصل مراد اختفي من نظراتهم وراح بيا الاوضه.. بقلم مينو 
 واول لما دخل سندني علي الحيطه ومسك وشي ببراءة وهدوء وكان مقرب وشه شويه ومسح دمـ.ـو.عي بطرف صوابعه وقال:
– أنا عايزاك تهدي خالص عارف انك مصدومه وعارف انك مش قادره تتنفسي حتي حقك بس متخافيش اللي حصل ده مش ذنبك ومكنش بايدك وكل ده حصل بغفله عين انتي مكنتيش مدركه ولا دريانه مش ذنبك فاهمه ومش هسمح لحد يشوـه صورتك ولا يتهم شرـفك طول ماانا موجود..
سكت لحظه لما شافني بفقد الوعي من كتر الصـــدمــه اللي حصلت ونفسي بيروح مني بيكسـ.ر قلبي عند طلوعه ومن هنا فقدت توازوني ومراد مسكني من وسطي وسند دماغي علي كتفه بسرعه وقال بقلق:
– حور ؟!؟ انتي كويسه..سمع صوت عـ.ـيا.طي بتسمع ودنه بقهره كنت بفرغ كل اللي وجعني وكل اللي قهرني علي روح مراد اللي مش قادر يتحكم علي أعصابه من الغيظ والوجع فضل يهديني بنره مطمنه وصوت وا.طـ.ـي وقال: 
– ششش اهدي خالص كل حاجه هتتصلح وهدـفن الفيديو لسابع ارض ولا هتتاذي منه ولا حتي نفسيا اوعدك هجيب حقك من الاوسـ.اخ دول اطمني ..
زقته عني وقولت بحرـقه وانهيار:
– انت السبب أنت لو مكنتش دخلت حياتي مكنش كل ده حصلي انت دـمرتني ماليت اللي حواليا من حقد وغل خليتهم يكرهوني والنتيجه اهو اذوني وتعبوني جسديا ونفسيا وانت أولهم خدتني وسيله عشان توصل لهدفك وكل ده بيجيي علي حساب نفسيتي و اوجعاي وحياتي أنا مش مسمحاك لحد يوم الدين أنا بكرهك بكرهك وبكره اى حد يستغل حد في وقت ضعفه و وقوعه ... 
مراد قرب تاني وخدني في حضـ.نه بالعافيه وانا كنت بصرـخ عشان يبعد وكنت بضرـبه بس كتم صريخي بصدـره وكنت بسمع قلبه وبحرـق في بناـر بصوتي قادر يخليه ينهار ويتعقد نفسيا بسبب ضميره الاسوـد مراد اتكلم بحزن شـ.ـديد:
– طلعي اللي في قلبك أنا هتحمل كل اللي وجعك وهاخده أنا.. أنا فعلا السبب في اللي حصلك أنا إنسان قذـر عشان خليتك كدا بالسوء ده قولي كل اللي نفسك في يا حور أنا  استاهل واستحمل نتيجه اى فعل منك ...
بعدت عنه بتعب وقولت عايزه اروح روحني مش قادره اتنفس هنا هز رأسه بهدوء وطلعنا من الاوضه قبلنا عميد الكلية وكان مضايق وقال:
– أنا مش عارف ايه اللي بيحصل في الكليه دي وانت يا استاذ مراد اللي حصل في المدرج مش مقبول، واللي حصل في المكتب كمان فيه تجاوز، ده مكان تعليمي، مش مسرح للمشاعر وكمان سمعت أنها فضحتنا بصوتها ده ..انت عارف ان ده هياثر علي سمعه الكليه  ..
مراد بصله بقرف واضح وملامحه كانت مزيج بين الغضب والاحتقار وقالله بنبرة حادة: 
– يعني ده همك شكل الكليه وسمعتها ومش همك الطالبه اللي منهارة قدام عينك !! اومال فين بقا حقوق الطالب اللي بتتكلموا عنها في المؤتمرات وفين دور الاداره في حمايه الاولاد معقوله اتبخرت وكله علي الورق!!
العميد انفعل أكتر وقال بعصبية:
– إنت بتغلط فيا يا أستاذ مراد؟! أنا عميد الكلية ومينفعش حد يكلمني كدا... وبعدين بدل ما تتهم الناس، شوف بنفسك المصيبة!! هتعمل فيها ايه .
ومد إيده وفتح الموبايل... وورّى مراد نفس الفيديو.
أنا كنت واقفة وراهم، جـ.ـسمي بيترعش، ودمـ.ـو.عي نازلة، وقلبي بيخبط كإني في ساـحة إعدـام، ولما سمعته بيقول شوف المصيـ.بة، حسيت بإهانة تغرس جوه قلبي لاقيت الفيديو وانا بصرـخ في المدرج ومراد حضـ.ني قال بصوت بـ.ـارد : 
– أنا معملتش حاجه وحشه أنا كنت بساعدها وده فيديو إيجابي بتعامل معاها بشكل انساني ودعم ولا بضرـبها ولا بهينها ولو فاكر ده هياثر عليك ابقا دور علي اللي صورنا لو شايف أن ده فضيحه ليك ...وبعدين خدني من أيدي ومشينا من قدام عينه ودخلنا العربيه وانا فضلت اعيط بغزاره وصوتي مكتوم وقولت :
– أنا كدا اتفضحت خلاص بقيت مكشوفه للكل أنا ليه بيحصلي كدا يارب ليه يارب خدني وريحني من الوجع ده انا تعبت .. مراد شافني كدا واتغاظ وصدـره اتنفخ من الغضب وقال:
– بعد الشر ممكن تسكتي أنا مش هخلي حد ياذيكي تاني انتي فاهمه والفيديو ده هيتمسح وهجيبه وربنا هجيبه..
بصيت عليه بخذلان وقولت:
– أنا عايزه اكشف علي نفسي وديني اكشف ممكن عايزه اطمن علي نفسي أنا مش مرتاحه ..
مراد اتنهد بعمق وبيحاول يوزن علي أعصابه ويتمكن من غضبه وقال: بقلم مينو 
– حاضر.. وبعدين روحنا للمستشفي وطلبنا دكتوره نساء ملقناش بس كان في زميل لمراد .. 
مراد دخل مكتبه وانا كنت معاه وسلموا علي بعض وكنت متـ.ـو.تره اوي وكنت قافشه في هدوم مراد من الخوف مفيش غيره اللي لما ببقا معاه بطمن وبرتاح وبحس بأمان..قعدت أنا ومراد قدام زميله وقاله كل حاجه والدكتور كان باصص عليا وبيفهم حالتي بإتقان من مراد وبعدين قام وقالي: 
– اتفضلي يا مدام حور لاقيته بيشاورلي علي السرير وبصيت علي مراد بـ.ـارتجاف والخوف محاصرني وقفت قدام مراد وقولت ببراءه وصوت يسمعه هو بس: 
– انا خايفه يا مراد... قام وقف قدامي ومسك وشي بحنيه وقال: بقلم مينو 
– متخافيش أنا معاكي اهدي ..وبعدين مسك ايديا الاتنين وقال خدي نفس كدا وطلعي يلا أنا واقف ... 
روحت سبته وانا بفرك في أيدي الاتنين واتستحطت علي للسرير والدكتور كان بيلبس الجونتي وقالي حطي رجلك الاتنين علي الدعامـ.ـا.ت نفذت اللي بيقوله وفعلا لاقيته قفل الستاره علينا روحت ارتبكت وقومت بلهوجه والدكتور استغرب من رد فعلي وقولت بتـ.ـو.تر : 
– مراد.. مراد... مراد جيه بسرعه عليا بخضه لاقيت الدكتور اتكلم بصوت ثابت : 
– مدام حور ده كشف عادي متخافيش هكشف عليكي بسرعه... بقلم مينو 
قولت بدمـ.ـو.ع : بس انا خايفه خلاص مش عايزه اكشف جيت اتحرك لاقيت مراد مقعدني علي السرير وقال :
– أنا واقف اهو جنبك مش هتحرك هيكشف عليكي بسرعه كشف بسيط مش هتحسي بحاجه اهدي كدا ومتقلقيش .. مراد طمني وحسسني بالأمان واداني تحفيز اسيطر علي خوفي وفعلا نمت علي السرير وهو كان واقف ورا دماغي وماسك ايدي في الوقت ده حسيت أن داخله علي العمليات الولاده واستعد للألم والصرـيخ وده عقلي بيهيئلي كدا إنما كان مجرد كشف عادي من هنا الدكتور استأذن وبدأ يجهز للكشف، بس قلبي كان بيخبط، وكل خلية في جـ.ـسمي كانت بتترج... بقلم مينو 
  وبترعش من الخوف وقبضه علي ايد مراد بس ملحقش يكشف قومت بسرعه وقولت بـ.ـارتجاف:
– لا لا خلاص مش هكشف مشيني من هنا ..
مراد بهدوء وصوت ثابت : 
– طيب اهدي معلش هي بس خايفه شويه وقلقانه مش مشكله هنعيد الكشف مره تانيه لما تكون مستعده... الدكتور قعد علي الكرسي وقال: 
– مفيش مشكله لما تكون جاهزه تكشف هكون موجود أن شاء الله... مراد ابتسمله وخدني وركبنا العربيه وقالي : 
– لما انتي خايفه يا حور ليه بتخليني اوديكي للدكتور واتحرج قدامه !! 
سكت لحظه وقولت بدمـ.ـو.ع: 
– ممكن متسالنيش ليه عشان مش هعرف اديك الجواب.. 
بقلم مينو 
مراد سكت وكمل سواقه لحد لما رجعنا البيت وانا دخلت نمت بدمـ.ـو.ع لحد لما تعبت ونمت بعمق ومراد قعد في الصاله وفضل يشرـب و يحرـق في سجاير وهيموـت ويعرف مين بعت الفيديو ده وشيماء في السجـ.ن قام مره واحده وخد الجاكيت واتاكد الاول أن أنا نايمه واطمن عليا وبعدين خرج وقفل الباب وراح القسم اللي في شيماء وطلب أنه يشوفها وفعلا شيماء جت بسخريه وقالت: 
– خير تاني هو انت ملكش غيري ولا ايه !!
مراد انفعل عليها بغضب :
– انتي هتستعـ.ـبـ.ـطي يا بت انتي عارفه كويس أنا جاي ليه ويلا بقا من غير لف ودوران ومش عايز تحوير عشان لو لاقيتك بتحوري عليا هفصل دماغك عن جـ.ـسمك..
شيماء خافت من جواها بس بينت برودها وقالت : 
– بس انا معرفش انت بتتكلم عن ايه ولا حتي عارفه جاي ليه ..صوت غضب جهوري هز المكان وقال: 
– انتي هتصيعي عليا أنا صدقت أنا كدا يا بت الوش البرئ انطقي مين اللي بعت الفيديو ده لحور أنا عارف انك صورتيها واللي ياكدلي اكتر انك عارفه مين اللي بعت الفيديو ليها انطقي وقولي الحقيقه بدل ما تشوفي النور تاني ..
قالها بصوت منخفض بس نبرته كانت قاـتلة، وعينيه موـلعة نار، خلّت ضهر شيماء يتفرك من الخوف من غير ما تبينه، بس لسانها لسه طويل وقالت وهي بتضحك بسخرية:
– إنت كدا جاي بتهددني يا دكتور؟ انا مليش دخل من اللي بيحصل ده انت سجنتني ظلم...مراد قرب منها ومسك شعرها بعنـ.ف وقال:
– كدا شكلك عايزه تشوفي مني الوش التاني وبعدين ضرـبها كذا قلم وقال بصريخ انتي اللي زيك يتعامل معاكي بالضرـب عشان يحس علي دـمه ويحكي.. متنرفزنيش انطقييي مين اللي بعت الفيديو ده انطقي وإلا هخلي كل اللي في دماغك يطلع للنور، وبالورق والقانون، ساعتها هتبقي مش بس في السجن... هتبقي منسية... وانتي عارفة إني أقدر. 
شيماء صوـتت وفضلت تتالم من أيده وقالت بخوف : 
حاضر هقول والله سبني الاول..مراد سابها لدرجه كانت هتقع علي الارض وقرب منها تاني بصوت وا.طـ.ـي ومرعـ.ـب :
– هااا قولييي متفوريش دـمي اكتر ما هو مولع اقسم بالله هولعك معايا هخليكي طالعه حرـيقه وبلا رماد ..شيماء اتكلمت وهي خايفه وقالت كل اللي حصل وختمت بجمله وقالت: 
– بس الراجـ.ـل ده معرفهوش بعت رجالته وعرض عليا مبلغ كبير محلمش بيه طول حياتي وعشان كدا قبلت حاولت اعرف مين الراجـ.ـل ده من اسمه هددوني بكذا حاجه كدا تخصني وعشان احمي نفسي استغنيت عن حور وكمان خدت من وراها المبلغ الكبير ده ونفذت طلابهم معلش بقا يا دكتور كل واحد عايز ينفد بجلده من الناـر بس والله العظيم أنا معرفش مين الراجـ.ـل ده ولا اعرف جنس مليته ..
مراد اتنهد بعصبية وقال: 
– ده انتي طلعتي وا.طـ.ـيه وزباـله ومش باقيه على حد!
قرب منها وهو بيجز على سنانه وقال:
انتي إيه يا شيخة؟! مفيش دـم؟ مفيش رحمه؟
لف حواليها بعصبية وقال:
بتلعبي في سُمعة بنت! بنت مالهاش غير ربنا!
بص لها بنظرة كلها قرف وقال:
انتي لو عندك ذرة ضمير، مكنتيش فكرتي تعملي كده حتى لو بتكرهيها!
سكت لحظة، وبص لها تاني وقال:
بس عادي، اللي زيك عمره ما يعرف يعني إيه قلب ولا نخوـة، لأنك ببساطة... مفيش فيكي غير القذـارة! 
وبعدين بص باصه استحقار ومشي ورجع للبيت بس وهو داخل حس بحاجه مش طبيعيه سرع خطواته ناحيه الاوضه بتاعتي وشاف الاوضه متبهدله وكل حاجه متكسـ.ره ده كأن قامت الحرب وغير كمان اتصـ.ـد.م لما شاف دـم علي الارض في كل خطوه بيمشيها كان رجله بتتهز من الرعـ.ـب عليا مراد راقب بعينه في كل حته في الاوضه ملقنيش وهنا قلبه اتنفض من مكانه راح دور عليا ملقنيش شاف باب الحمام مقفول وجري يخبط علي الباب مفيش رد مني ومن هنا مراد هاجم بجـ.ـسمه كله وفتح الباب واتصدـم لما شافني قاعده علي الارض وأيدي الاتنين بينزـفه وتعبيرات وشي ثابته مش بتتحرك كأني داخله في حاله صـــدمــه مراد جري عليا وقال بخوف :
– حور ردي عليا ايه اللي عملتيه ده بس !!! .. جاب الفوطه وحاول يكتم الدـم ده غير كمان شافني معوره نفسي في كل حته في جـ.ـسمي وده استكشفه لما شاف موـس علي الارض وشه اتشل… جـ.ـسمه اتجمد…
مسك دراعي وهو بيصـ.ـر.خ:
– حور!! فوقي!! حورر..
 مراد وهو بيصـ.ـر.خ عشان يفوقني من الصـــدمــه دخلت واحده عليه من صوته وصرـخت من المنظر مراد لف ضهره من الصرخه واستغرب وقال بغضب:
–  نسمه !! انتيييي مين اللي جابك هنا؟!! قبل ما تقول اخوها اتخض من صوتها ودخل بسرعه يشوف في ايه وهنا مراد شاف ابن عمه اتجنن اكتر عشان كنت مكشوفه في عينه وانفعل مراد عليهم وقال بصوت جهوري: 
– اطلعوا براااا برااا ووووو يتبع 
وانفعل مراد عليهم وقال بصوت جهوري: 
– اطلعوا براااا برااا .. 
وبعدين نسمه وأخوها طلعوا من قوه صريخه وغضبه وبعدين مسك وشي برعـ.ـب وخوف وقال:
– حور انتي سمعاني ردي عليا مالك مبتكلميش ليه ردي ..
كان بيهزني بايده الاتنين وانا كنت في حاله صـــدمــه كأني في عالم تاني مفهوش صوت ولا كلام ولا ناس..مراد ملقهاش مني رد حس أن الدنيا ضاقت حواليه وشالني علي أيده وقلبه كان بيخبط في صدـره زي طبله الحرب وطلعني برا الحمام وأثناء وهو ماشي شاف بردو ولاد عمه واقفين شاف نسمه مفزوعه و كريم واقف جنبها بتعبيرات بـ.ـارده بس هو من جواه حيرا ..مراد رمي بنظرات كلها غضب وخوف وهو بيسرع خطواته قرب من الاوضه ودخلني وهبد الباب جـ.ـا.مد وكان قاصد يفزعهم في مكانهم ..نيمني علي السرير وخلع الجاكيت وشمر أكمام القميص وجاب فوطه وفضل يكتم الدـم من كل حته مش ف ايدي بس جـ.ـسمي كان عبـ.ـاره عن غرـز مفتوحه وكأني واخده طعـ.نات من السـ.كينه دباها فيا ...مراد بدأ يخيط كل جروـحي واول لما حط الابره في الجرـح صرـخت بحرـقه ووجع وقولت : 
– برااااحه .. دمـ.ـو.عي نزلت وفوقت من شرودي وهو كان مصمم يكمل بس كمل وقلبه بيقطـ.ع فيه مسكت أيده وقولت برجاء ودمـ.ـو.ع : 
– انت بتوجعني.. مش قادره أتحمل أكتر من كدا.. كفااايه...
– مراد حس إن كل كلمة بقولها بتدب فيه زي السـ.كينة، رفع راسه بصعوبة وعينيه كانت مليانة دمـ.ـو.ع مكبوتة، كأن كل ألمي بينعكس عليه، بس كان مصمم يكمل، مش عايز يسيبني انزـف أكتر من كدا..
– قرب مني أكتر، حط راسه جنب وشي ووشوشني بصوت متكـ.سر:
– أنا آسف.. والله العظيم مش قادر أشوفك كدا.. بس هتتحملي معايا شويه، ماينفعش أسيبك تنزـفي، استحملي شويه يا حور..
– كنت حاسة إن كل خياطة الجرـوح كأنها طـ.عنات تانية، الألم كان بيمزـق كل حتة في جـ.ـسمي، بس صوت مراد، قربه مني، كان بيخفف عني رغم إن كل حركة منه كانت بتقـ.طعني..
– وبعد ما خلص الخياطة كان أنفاسه بتتهدج وهو بيبصلي بعيون كلها خوف وحنان، مسح العرق اللي كان مغرق جبينه وقال بهمس:
– خلصت.. انتي هتكوني كويسة.. متقلقيش ..اتكلمت وانا انفاسي فيها رحيل للنوم والتعب وقولت بتوهان وتخريف :
– أنا.. أنا مش عايزاك.. تمشي.. من جنبي..مراد متمشيش أنا بحبك ومره واحده نمت خالص ..مراد مصدقش اللي قولته وبلع ريقه وهو فاتح عينه من الزهول مشاعره كلها بتتصراع جواه من صدي صوتي وكان متردد في نفسه وقال : 
– اكيد كلامها مش حقيقي هي بس تعبانه ومش دريانه اللي بتقوله قام مره واحده وغطاني ومسح علي وشي بحنيه وابتسامه وبعدين خرج من الاوضه خد نفس بعمق وكان بيجهز ردوده علي أسئلتهم وقف قدامهم وقال بجمود وصوته ثابت بس مجهد: 
– خير ولا اني اشك انكوا وراكو خير بس نحضر ونشوف ..
كريم ألقي نظرة سخريه وقال:
– لا خير يا ابن عمي احنا جايين لمصلحتك . 
مراد ربع أيده وقال بنظرات بالامبالاه وسـ.ـخريه : وانتوا بقا هتعرفوني مصلحتي اكتر مني لا حلو بقولكوا ايه كفايه حرـق اعصاب وادخلوا في المفيد بدل ما اخرجوا برا دلوقتي ..
نسمه بتـ.ـو.تر : 
– عمي قالنا نجيلك لحد عندك عشان عايزك في حوار بخصوص حاجه انت عارفها بس إنما احنا منعرفش حاجه وقال ضروري يجي ولو مجاش هيخسر اللي في باله بس 
مراد بيجز علي سنانه ونظراته كلها غضب بتحفر في وششهم : 
– وده تهديد يعني عشان اروحله فاكر نفسه هيضغط عليا واخاف منه كدا يعني ارجعوا قولو لعمكم أنه مش جاي الا بمزاجه ولو عمل حاجه متعجبنيش هو اللي هينـ.ـد.م مش انا اتفضلوا دلوقتي...مراد زقهم زقه عاديه من ضهرهم وأثناء وهو بيمشيهم نسمه قالت بحزن:
– هو انت مش ناوي تيجي تقعد معايا قعدتك كلها مع مراتك التانيه.. مراد ببرود 
– مراتي الأولي قصدك ودي حب حياتي إنما انتي جواز مصالح يعني ولا احبك ولا اتحب منك وانتي عارفه أن دي جوازه غصب عني وعنك فا مسوقيش فيها كتير اتفضلي..مراد طلعهم وقفل الباب وكريم اتغاظ من جواه وسمعه بنبرته التقيله : 
– هتشوف يا مراد هتشوف إن اللي عملته ده هيكون آخر غلطة في حياتك هخليك تنـ.ـد.م على اليوم اللي فكرت ترفع فيه عينك قدامي هخلي حياتك جحيم..نسمه خدته من أيده وهي حاسه ان كرامتها اداست من مراد ودمـ.ـو.عها كانت مكبوته في عينيها بس حاولت تداري عشان اخوها ..
مراد دخل الاوضه وشايفني نايمه زي الملاك ركز في ملامحي  الطفوليه وفضل سرحان في اخر جمله قولتها متمشيش يا مراد أنا بحبك رجع لشروده وقرب عليا بالبطي ومسح وشه في وشي بحنيه وقال بهمس : بقلم مينو 
– أنا كمان بحبك وبعدين رفع وشه قدام وشي وابتسامته اللطيفه اللي الاول مره يبتسمها بروح حقيقيه ومشاعر كلها حب ودفئ اول مره يزرع حب في قلبه حب كله صدق .. مراد باـسني علي خدي وبعدين بعد عني ونام جنبي وهو مراقب ملامحي الجميله لحد لما نام خالص والصبح صبح عليهم وكانوا في حضـ.ن بعض أنا فوقت علي ريحه رجوليه غير كمان جـ.ـسمي كله كان متشنج بوجع لاقيت نفسي نايمه علي صدـره بصيت علي وشه لاقيته نايم بعمق وكأنه بقاله فتره طويله مريحش جـ.ـسمه بسبب الاوجعاع والصدمـ.ـا.ت اللي عشناها ...قومت بوجع ومعرفش ليه مضايقتش من وجوده جنبي بس محبتش ازعجه بس علي حظي حس بتحركاتي وقام وقالي بصوت نعس: بقلم مينو 
– تعبانه !! هزيت راسي بكسوف وكمل كلامه وقال طيب أنا هقوم اعملك حاجه تاكليها عشان تخفي وبعدين اتحرك وقال بنـ.ـد.م قبل ما يخرج : بقلم مينو 
– متبقيش تعذبي نفسك تاني بمجرد مشاكل ربنا ابتلاكي بيها كلها بتتحل من عند ربنا وانا اكيد مش هسيبك كدا غير لما تكوني كويسه وفي امان واوعدك هعمل اللي يريحك انتي  ..وبعدين خرج من الاوضه..وانا فضلت افكر في كلامه وخوفه عليا وتصرفاته ده اتغير اوي مش ده مراد اللي كنت بشوفه بيزعقلي وعاملي مشاكل في حياتي معقوله ده مراد قعدت مع نفسي لحد لما لاقيت تليفونه بيرن كان جنبي كتير ومش ساكت فتحت من غير قصد لاقيت صرـيخ من واحده وصوت راجـ.ـل بيزعقلها لاقيتها بتستغيث وقالت بعـ.ـيا.ط: 
– مرااااد .. الحقنييي ابوك هيموـتني ااااه سبنييي ..
أنا سمعت كدا ارتبكت في مكاني وبلعت ريقي بخوف وقفلت بسرعه وقمت بالعافيه وانا بسند علي الحيطان وطلعت لاقيته في المطبخ بيعمل الاكل دخلت عليه باقصي سرعه عندي وانا تعبانه وبنهج وهو لف ضهره وقرب مني بضيق وقال: بقلم مينو 
– بتقومي ليه انتي تعبانه سندت علي أيده الاتنين وقولت واتكلمت ببحه في صوتي وقولت :
– تليفونك...رن .. وفتحت لاقيت واحده بتصرخ وبتقول الحقني من ابوك أنا معرفش مين دي روح كلمها تاني ...
مراد اتصـ.ـد.م من اللي قولته وتعبيرات وشه اتقلبت لخوف وبعدين سابني وراح جاب التليفون ورن تاني كان ساعتها مغلق فضل متـ.ـو.تر وهو بيرن وبعدين وسحب نفسه وغير هدومه بسرعه البرق وبعدين شافني في الصاله وقرب مني وقال بقلق وصوته في وجع وانهيار وقال: 
– ارجوكي لو هطلب منك طلب بلاش تعملي حاجه في نفسك وانا مش موجود كفايه الوجع اللي أنا في مش قادر استحمل أنا مضغوط كل يوم بموـت الف موـته رغم انك شيفاني قوي بس قلبي كله الم مكسون معاشرني من صغري بلاش انتي كمان تيجي عليا وتكـ.سريني .. وبعدين لاقيت عيونه كلها دمـ.ـو.ع وقال : بقلم مينو 
– هتسمعي كلامي يا حور أنا أول مره اطلب طلب من حد واتذل بالطريقه دي ..دمـ.ـو.عه حرقت روحي وكلامه كان زي السهـ.م اللي غرز في قلبي، أحبطني بوجعه اللي بيمس في روحي، وكأن الزمن وقف بينا يتفرج على كسـ.رنا اللي ملوش علاج."
 ..هزيت راسي وقولت : بقلم مينو 
– متقلقش هستناك روح انت اطمن علي اهلك ...مراد ابتسم وقال ببراءة: 
– يعني مش هتمشي ولا هتعملي في نفسك حاجه..هزيت راسي بابتسامه وقولت: 
– لا المهم روح انت بسرعه انا هكون كويسه وهاكل وهشرب ومش همشي في حته ده وعد ..مراد قلبه فرح وبعدين خد نفس براحه نفسيه وقال: بقلم مينو 
– مش هتاخر عليكي يلا باي وبعدين سابني ومشي وأنا اتنهدت بتـ.ـو.تر روحت دخلت اوضه مراد قولت استكشف لاقيت اوضته حلوه اوي وريحتها من ريحته وحاطت صور هو ومامته و واحد غريب بس شاب زيه باين عليه في ثانوي وملامحه زي مراد ملامح رجوليه بس علي صغير بس انا لي مش بشوفه بيكلمه أو حتي بيقابله .!! سبت الصوره وشوفت حاجه غريبه علي سريره شريط بـــرشـــام كدا قربت شويه ومسكت الشريط لاقيته دوا مضاد للاكتئاب استغربت اكتر لما شوفت ادويه تانيه كلها مضاده للأمراض النفسية فتحت الدرج وشوفت مجموعه كروت من دكتوره نفسيه ومتابع معاها جلسات متكرره ومشخصه حالته أنه عنده صـــدمــه نفسيا قويه أثرت عليه بس مش كاتبه اي هي وكمان شوفت صورته هو وأخوه وكاتب من ورا : بقلم مينو 
– سامحني يا أسر معرفتش احميك انا عايش من غيرك بس ميـ.ت اوعدك احميها ومش هخلي الكلـ.ب ده يمسها تاني حقك عليا يا اخويا حقك عليا الدنيا من غيرك مطفيه بنسبالي ولا فيها روح زي ماانت روحت من الدنيا أنا هودعها وهجيلك قريب ...أنا لما قرات اتاثرت من كل كلمة شفتها حسستني إن مراد مش الشخص اللي كنت فاكراه.. وراء غروره وتكبره كان في قلب موجوع ومكـ.سور، مشاعره محبوسة وجروحه أعمق من أي حاجة كنت متخيلها.. يمكن اللي كنت شايفاه عناد كان مجرد محاولة لحماية قلبه اللي اتكسـ.ر وده خلاه ياخد علاج نفسي أنا مقهوره عليه مع اني معرفش اى ورا قصته ...
عند مراد كان ماسك في أبوه وبيتشاكل معاه بغضب وقال : 
– هو أنا مش قولتلك ملكش دعوه بيها صح ولا لا !!!
عامر بضيق: انت بتمد ايدك علياااا 
مراد بصوت أجش : بقلم مينو 
– وعلي اللي خلفوك كمان انت مبقتش ابويا اصلا بنسبالي راجـ.ـل قـذـر ميعرفش يعني ايه رحمه ولا قلب أنا بكره نفسي عشان اتجبت مع واحد وسـ.خ زيك ..
عامر رفع حواجبه بــــاستنكار: لا وكمان لسانك طول وبنعرف نشتم ابعد ايدك يا مراد عشان هتزعل مني اوي .. مراد قرب وشه وهمس بنبره مرعـ.ـبه : بقلم مينو 
– هتعمل ايه هتموـتني زي ابنك اللي ملهوش ذنب؟!! 
عامر بهدوء واستفزاز: بقلم مينو 
– لا خالص بس ممكن اموـت روحك دي بقا العن من الموـت الحقيقي.. بقلم مينو 
مراد جز علي سنانه و وشه هينفجر من الغضب: 
انت عارف ان ده تهديد رخيص عارف ليه عشان عمرك ما هتعرف تلعب بالفتله بتاعتي عشان لو اتقطـ.عت هقطـعك أنا ..امي جت بخوف ودمـ.ـو.ع:
– خلاص يا مراد سيبه بقاا امشي ارجع لبيتك..مراد سابه وقال :
– هتيجي معايا بدل ما تعيشي في وسط كلاـب متتعاشرش .. بقلم مينو 
ام مراد بصت لعامر بخوف وتـ.ـو.تر وقالت:
أنا مش هسيب بيتي يا مراد امشي انت متخافش عليا..مراد حاول معاها كتير وصممت تقعد عشان عامر متوعدلها ..
مراد حس بالعجز لأول مرة، قلبه كان بيتقطع وهو شايف أمه بتختار تفضل مع الشخص اللي بيعذبها، قرب منها، مسك إيدها بحنان وقال بلهجة كلها حزم: اقسم بالله تاني لو لاقيتك مديت ايدك عليها هموـتك المرادي وده اخر تحذير وانتي يا امي كلميني متخافيش قوليلي بلاش تخلي القذـر ده يمد أيده عليكي أنا معرفش انتي خايفه منه ليه ومش عايزه تيجي بصت عليه بوجع وقالت : مفيش يا بني بس مقدرش اسيب بيتي .. مراد فقد الامل فيها وقال:
– يعني مش هتيجي معايا يا امي هزت راسها بدمـ.ـو.ع وقالت : امشي انت يا بني .. مراد اتنهد بحزن وجيه يمشي وعامر هدده وقال ببرود : 
– انت مش ماشي في حته وهتقعد هنا تعيش مع مراتك .. مراد خد نفس بعمق واتجاهل كلامه وكمل مشيته بس سمع جمله سمرته في مكانه وكأن نزل عليه برق صقعه في قلبه وقال: بقلم مينو 
– فيديو مراتك حور معايا فيديو لحظه اغتصـ.بها من شاب التهم جسدها غيرك تتكتب بالبونت العريض علي اليافطه والله وكل اللي رايح واللي جاي يتفرج اهو فيديو ببلاش لا وغير كمان أهلها يعيني لما يشوفه كدا هيبقا ايه وضعهم قصه حزينه فعلا.. بقلم مينو 
مراد جري عليه بغضب وفضل يضرـب في جـ.ـا.مد وبكل قوته وغضبه وقال بصريخ: بقلم مينو 
– هقتـ.لكككك هقتـ.لكككك الا مراتييي متجيش جنبها دي اوعي تقرب منهاااا أنا كنت حاسس انك ورا اللي حصلها وحاسس ليه!!! تيجي منك ومن انجاـسك انت راجـ.ـل زباـله وحقيـ.ر وبعدين فضل يضرـبه لحد لما وشه ساح من دـمه وأمه جت عليه وحاولت تشيله لحد لما مراد طفي ناـره من الضـ.ـر.ب وبعدين رجع لورا وفرغ اوجاعه بصرـيخه وقال :
_ الا حوووور!!! 
وبعدين قعد وسند ضهره علي الحيطه وصرـخ جـ.ـا.مد وقال: اااااااه حورررر لاااا متعملش فيها زي اسرررر يا قذـرررر !!!!
بقلم مينو 
مراد سكت مره واحده وخاف عليا من ابوه وقام وجري بسرعه وراح للبيت فتح الباب بسرعه وكان بيصرـخ بــــاسمي وقال: حوررر انتي فين اول لما سمعت صوته قومت من علي سريري بخضه وكنت بشيل رجلي من الوجع اللي في جـ.ـسمي وبمشي بخطوات بطيئة وقبل ما اطلع من الاوضه وقف بص عليا لحظه بقهره وعيونه حمرا من الدمـ.ـو.ع وايديه مليانه دـم جري عليا وحضـ.ني جـ.ـا.مد وفضل يعـ.ـيط بحرـقه وجـ.ـسمه بيتنفض فيا وقال بوجع: 
– حقك عليا يا حور حقك عليا أنا اللي اتسببت في اوجعاك أنا اللي كسـ.رت روحك أنا السبب في كل حاجه دمرتك عايزه تقتـ.ليني وتخدي حقك اعملي كدا أنا مستغني عن روحي عشانك وعشان تريحي ضميرك ويبقا مستريح وبعدين سابني وراح جاب السكيـ.نه ودهاني وانا خوفت وقال بدمـ.ـو.ع: 
– خدي حقك مني خديها أنا اللي دـمرتك يلا موـتيني مسك ايدي وكان بيحاول يقرب السكـ.ينه من قلبه ويجذبها بقوه عليه وقال بضعف:
– يلااااا موـتيني هترتاحي مني وهتعيشي مرتاحه صدقيني متخافيش .. بقلم مينو 
كانت اللحظة مليانة صراع داخلي القلب بينفطر من الألم والدمـ.ـو.ع. أنا كنت بشوف قدامي الوجع في عينيه أكبر من أي حاجة، لكن كنت مش قادرة اتحمل الفكرة دي. دمـ.ـو.عه كانت نزلة بحرـقة، جـ.ـسمه كله كان بينفض من الألم، لكن قلبي كان مش قادر يتخيل اكون السبب في إنه ينهي حياته.
شـ.ـديت السكيـ.نه بايدي ودمـ.ـو.عي نازله وقولت:
مش هقدر مش هقدر اعمل كدا مهما حصل ... 
مراد بانهيار:
– ليييه!!! ده انا فرصه ليكي تعوضك عن كل الألم اللي عشتيه بسببي..قولت بقلبي بدل لساني وصوتي ضرـب الطبله في ودانه بصرـيخي :
– عشان بحبككك!!! لحظه الدنيا وقفت بينا احنا الاتنين وكل واحد بيشتكي بوجعه مراد ساب ايدي وانا رميت السكيـ.نه علي الارض وقربت منه وحضـ.نته وهو تعبيرات وشه اتجمدت وجـ.ـسمه مداش رد فعل ليا كان مفاجاه لما سمع نفس الكلمه تاني أنا استغربت منه وبصيت علي وشه وقولت بتـ.ـو.تر: 
– مالك!!.. 
بص ببراءة ودمـ.ـو.ع وقال بتحبيني انا ؟؟!؟؟ 
هزيت راسي بابتسامه ومسحت دمـ.ـو.عه بطرف صوابعي لاقيته قعد علي الارض واتنهد بدمـ.ـو.ع وراحه في قلبه وكأن الحرب انتهت من جواه وفاذ بقلبها وبحبها بص ليا بنظرات  مكبوته بتحكي وتشتكي من مشاعره المكسـوره و ذكرياته اللي محفوره في قلبه ومصحباه بألم و وجع بس ضمت ما بينهم نبذه امل تعيد حياته وهي حبها ليه..
مره واحده لاقيته تعب قدام عيني وجـ.ـسمه ساب منه ووقع علي الارض مستحملش الإرهاق والتطورات المفاجئة اللي كلها جت عليه بدون فواصل ثانيه واحده شوفته أغمي عليه وصوـتت بــــاسمه وقولت بخوف ورعـ.ـب:
– مراااااااد اصحي مراااااد ووووو بتبعععع
– مراااااااد اصحي مراااااد  هزيته كتير وانا مرعوبه عليه ارتبكت لما لاقيته بيتنفض قدامي وعيونه مقفوله وكان في تصاعد في نفسه وبيترعش كأنه بيتصارع مع حاجات تقيله وجعاه  حسيت بوغز في قلبي وعجز من الموقف قومت وانا ماسكه وسطي بوجع وروحت اجيب مايه ليه وقربت منه وشيلت دماغه وسندته علي رجلي وبحاول اشربه وانا ايدي بتتهز قولت بدمـ.ـو.ع:
مراد فوق اشرب ...اشرب يا مراد اهدا وخد نفس ...
شربته بوق بالعافيه وبعدين لاقيت نفسه بدأ ينتظم وجـ.ـسمه وقف من الارتجاف وانا خدت نفسي براحه وخدته في حـ.ـضـ.ـني وحتوايته جوايا وسندت دماغي علي دماغه قعدت بتاع عشر دقايق كدا لحد لما فاق وبدأ يستوعب نفسه وبص عليا بشويش وابتسم بـ.ـارهاق وانا اتـ.ـو.ترت في مكاني وعيوني كانت بتهرب من عينه قالي بصوت دافي :
– حور !! بصيت عليه بخجل وقولت : 
– ايه يا مراد انت كويس دلوقتي ؟! 
مسك ايدي بجراه وقربها من شفاـيفه بحنان وباـسها بالبطي وشعرت بسخنيه من انفاسه بتحرـق ايدي بس بتوصلي بمشاعر كلها حب وعشق ورغبه محبوسه وقال: 
– عمري ما هبقا كويس وانتي بعيده عني خليكي جنبي كدا علي طول.. 
عيونه بتلمع بنظرات بريئه وحنيه ورجاء اختلطه بمشاعر واحده بتتكلم بعيونه بدل صوته وكمل كلامه وهو متشوق لشفاـيفي : بقلمي مينو 
– انتي لسه زعلانه مني ؟!! سكت لحظه واتنهد بإحباط لما ملقاش مني رد.. وقال أنا معرفش بسالك ليه طبيعي تكوني شايله مني ومش طيقاني اللي حصلك مني مش سهل أنا اللي اذيتك في عز ما كنتي ورده مفتحه أنا جيت سودتها أنا كنت شخص اناني فكرت في نفسي بس، محستش قد إيه كنت بوجعك بكلامي وتصرفاتي أنا نـ.ـد.مان بعد ما شوفت فيكي الخوف عليا وانا في أضعف لحظه رغم قسوتي ليكي  حسستيني أن أنا شخص مستاهلش انك تساعديه عشان أنا قلبي مليان سوـاد مالي روحي ...
قطـ.عته بحزن وقلبي مليان سكاكيـ.ن وقولت: 
– مراد كفايه كدا اللي حصلي مش ذنبك حاجات كتير انت مكنتش فيها أنا تاذيت من صحابي وخده اعز ما املك ودي حاجه متتعوضش ومتجيش حاجه من اللي عملته معايا انت بردو وقفت جنبي وكنت بساعدني في اسوء حالاتي أنا كان مغلوب على امري ودوقت الغلب والقهر والوجع لدرجه كنت هموـت نفسي بس انت كنت كل مره تلحقني وبترد روحي لجـ.ـسمي تاني وحاليا بعد المواقف دي ملقتش امان لروحي إلا معاك ...
مراد قلبه دق دقات الحب واتامل فيا بنظرات رقيقه وتركيزه في شفاـيفي وانا بتكلم قام من علي رجلي وبعدين مد أيده ليا و ابتسمت بتـ.ـو.تر وقلبي بيدق بعنـ.ف مسكت أيده وقومت بوجع وكنت هقع بس مراد شـ.ـدني في حضـ.ني وابتسم وقال بهمس :
– مش كل مره بقا انقذك لازم نخلي بالنا من نفسنا ولا ايه بص برغبه علي شفاـيفي وانا بلعت ريقي من الخوف لاقيته بيقرب شفاـيفه ليا بالبطي وباـسني برقه وحنيه وانا قلبي سكت مع الهدوء رغم كان في عواصف وزلزال في قلبي من الخوف ناحيته قعد بتاع ثواني وبعد و خدنا نفسنا بعمق وقالي بصوت مبحوح مليان حب وشوق وكل كلمه بتطلع من قلبه مش مجرد حروف :
– أنا بحبك اوي بحبك لدرجه ان أنا ممكن أفدي بروحي عشانك انتي واخده حياتي اللي أنا مش لاقيها غير معاكي .. معاكي انتي بس ... بقلمي مينو 
طبع شفاـيفه مره تانيه بلطف وكأن كل قبلة هي وعد جديد إنه مهما كانت الدنيا صعبة، هو دايمًا هيكون جنبي. انا كنت حاسة بدفء شفاـيفه، وكأني بشعر بحب غير محدود، حب مالوش نهاية ولا حدود بعد مره تاني وسحبني وقعدني علي السرير وكل دقه من قلبي بتقع علي رجلي من الخوف جـ.ـسمي اتشنج مره واحده من لمساته ليا حس قلبي بيخفق بسرعه و شاف دمـ.ـو.عي نازله من الرعـ.ـب بعد عني بشويش وبص في عيوني وقال بهدوء وخوف عليا : 
– لا لا اهدي متخافيش بصي معملتش حاجه خالص ... عيطت بحرـقه وخذلان: بقلمي مينو 
– مش قادره انسي أن في واحد لمسني قبلك الموضوع صعب عليا وجـ.ـسمي مش قادر يتعايش مع الوضع وقربك ليا بيرعـ.ـبني وكأنه هو لا لا أنا مش هقدر اعمل كدا انا اسفه ... مراد اتنهد بحزن بس ورا بركان ناـر شغاله بتاكل في من اللي حصلي خدني في حضـ.نه ومسح على شعري بلطف..
وقال بصوت هادي : بقلمي مينو 
– ولا يهمك خالص خدي وقتك لحد لما تكوني جاهزه نفسياً وانا هساعدك متخافيش ...
عدي ايام وعلاقتي أنا ومراد بدأت تتحسن وتقربنا من بعض اكتر وفي يوم كنت في الكليه بمتحن لاقيت واحد بيهز في رجل الكرسي بتاعي وقالي بصوت وا.طـ.ـي : 
– هاتي ورقتك ..اضايقت من تصرفاته واتجاهلت كلامه ولاقيته بيهمس وقال بصوت وا.طـ.ـي: 
– مش انتي صاحبه شيماء!!!.. بقلمي مينو 
 اتفاجت من كلامه ولاقيته كمل وقال ولا صاحبي اللي دخل عليكي يبخته كان نفسي ادوق بداله الصراحه يعني عيني متشالتش منك وهموـت واجربك ...
قومت من مكاني وزعقت في بغضب وانا في كل حته من الوجع نشأت من جديد: 
– انت انسان قذـر وزباـله انت ازاي تقولي الكلام ده اجي معاك فين هااا!!!؟ روحت ضرـبته بالشنطه في وشه والمراقبين اتلموا عليا وهو خاف روحت صرـخت بغضب وقولت: 
– أبعده الحيواـنننن ده عنييي حالااا...غور من وشييي ... واحده شافتني بسخريه وقالت : 
– ايه ده هو انتي البنت اللي اتشهرت بالصويت في المدرج ودكتور مراد نزل عليه الحنيه وحضـ.نك قدام الدفعه كلها وبعدين ضحكت بــــاستهزاء واحده مغفله...
المراقبين اتكلموا بصوت صارم وقالو : 
– بس يا بنتي انتي اسكتي سكوووت مش عايز صووت والا احسب الورق ..وبعدين قالي بجمود اتفضلي يا انسه أنا سكتهم.. قعدت في مكاني وعيوني مليانة دمـ.ـو.ع من الإهانة والذل، بعد ما بقيت سيره في كل لسان شخص ..خلصت الامتحان وطلعت برا وانا بخبي نفسي من نظراتهم لاقيت الواد شـ.ـدني في حته مستخبيه وكتم بوقي وقال بصوت وا.طـ.ـي ومرعـ.ـب : 
– هو انتي فكرا نفسك بعد ما تزعقيلي وتهيني بكرامتي قدامهم هسكت وهسيبك ؟!!
 أنا فضلت اصوت في أيده جـ.ـا.مد وابعده عني وانا مرعوبه قالي برغبه: 
–هو أنا قولتلك قبل كدا أن أنا نفسي اجربك صح!!! ..
سحبني من وسطي جـ.ـا.مد وكان بيكتم نفسي اكتر عشان مصدرش صوت ولكن حد من صحابه شـ.ـده جـ.ـا.مد 
وقاله:
– سيبها ياسطا هتجبلنا مشاكل الله يخربيتك جريت من قدامه بس جيه عشان يقفشني عورني بضوافره في دراعي شهقت بوجع ومسكت دراعي وجريت ثانيه واختفيت من عينه ..زق صاحبه بعنـ.ف وقال بعصبية: 
– هو انتي غـ.ـبـ.ـي ؟؟! انت متعرفش مين دي ..دي اللي دخلت واحد صاحبنا السجـ.ن يا متخلـ.ف ...
صاحبه بهدوء: ملناش دعوه يعم سيبها مش عايزين احنا كمان نحصله...
فضلت ماشيه بدمـ.ـو.ع وبجري وانا مكسـ.وره وعايزه اخد اقرب عربيه تخدني لاقيت مراد شـ.ـدني من أيدي وأنا صوـت جـ.ـا.مد من الخوف وقربني منه وقالي بشويش : 
– اهدي أنا مراد ..وبعدين اتزهل في مكانه لما شافني بعيط ودراعي مجرـوح وقال بعصبية وعروقه هتنفـ.جر: 
– مين عمل فيكي كدا انطقي؟!!!
 عيطت بانهيار وكنت بتشهق بعنـ.ف وقولت بـ.ـارتجاف :
– مفيش مشيني من هنا بالله عليك..
خدي في حضـ.نه وقالي بضيق : بقلمي مينو 
– طب أهدي أنا عايزه اعرف مين عمل فيكي كدا عشان هدوسه برجليا ومش هرحمه وربنا ...
مسحت دمـ.ـو.عي ودخلت العربيه وقولت:
– بعد اذنك روحني الاول .. بقلمي مينو 
مراد جز علي سنانه بضيق وروحنا البيت واحنا داخلين رساله جاتله علي الفون ومراد فتح الرساله كان أبوه وقال: 
– لسه مستغني عن حبيبتك هتيجي ولا هيبقى في كلام تاني !! مراد قفل الفون بعصبية ومسك في وشه بخـ.ـنـ.ـقه وبيحاول يسيطر على اعصابه وانا قلقت عليه بس دماغي كانت مشغوله ف جرـحي دخلت الاوضه وجبت قطن متبل وبدأت امشي علي خدوش اللي بتحرـقني وشهقت بوجع مراد دخل الاوضه وقرب مني عيونه كانت مليانة قلق، لكن ملامحه بتخبي شعور أعمق، حاجة ما بين الغضب والرغبة في الانتقام. قرب مني، سحب القطنة من إيدي بجمود وهو بيبص في عيني:
– مش هتقولي مين اللي عمل كدا في دراعك ولا هتعندي معايا..
أنا حاولت أهرب من مواجهته، تنهدت بإحباط وقلت ببرود مصطنع:
–مفيش حاجه يا مراد أنا جيت اقوم من علي الكرسي احتكيت بكذا خشبايه مفيش داعي للقلق يعني..
ميل وشه ليا وقال بــــاستهزاء : 
– أنا كدا صدقت يعني خايفه من ايه يا حور مين بيضايقك قوليلي متخافيش أنا وانتي هنحل مع بعض اوعدك ..قومت بضيق ومشيت من قدامه وقولت :
– مفيش حاجه عشان نحلها .. 
دخلت الحمام بسرعة، قفلت الباب ووقفت وراه، صوت عـ.ـيا.طي كان مكتوم، حسيت إن جـ.ـسمي كله بيتكـ.سر من جوا. حسيت إن كل الذكريات اللي بحاول أنساها بترجع تاني، وإن وجعي مش لاقي طريقه غير في دمـ.ـو.عي.
 عدي بتاع نص ساعه وخرجت من الحمام ملقتش مراد استغربت من اختفائه وطلعت من الاوضه وانا بخفف خطواتي سمعت صوت أنفاسه تقيلة جاي من أوضته. قربت بحذر وقلبي بيدق بسرعة فتحت الباب بشويش.
اتفاجئت بيه قاعد على طرف السرير، كم قميصه مرفوع، وبيمسك حقنة وبيحقن نفسه في دراعه بسرعة، أول ما حس بيا، رمى الحقنة على الأرض بسرعة وقام واقف وملامحه متـ.ـو.ترة، قرب مني وهو بيقول بعصبية:
– انتي ايه اللي جابك هنا مش تستاذني قبل ما تيجي ولا هي بوابه من غير حارس!! قال كدا وهو بينهج و وشه بيكب عرق بصيتله بشك وقلبي اتقبض، حاسة إن في حاجة مش مظبوطة، قلت بتردد: 
– هو انت كنت بتاخد حقنه ليه؟!
 عيونه كانت بتهرب وملامح وشه اتغيرت لتـ.ـو.تر وقال بضيق :
– انتي مالك !!؟ وبعدين مباخدش حاجه ممكن تطلعي بعد اذنك ...
مركزتش علي كلامه وشوفت شنطه هدوم وبيلم فيها وقولت بــــاستغراب اكتر: 
– انت ماشي في حته ولا ايه ؟؟
 بص علي شنطه وحك في شعره وقال بهدوء مصطنع وبيحاول يوزن أنفاسه: 
– اها ماشي وهتيجي معايا عشان مش هسيبك لوحدك ..
رفعت حواجبي بتعجب وقولت : 
– هنروح علي فين ؟!!! مراد زهق من الاسئله وقال بخـ.ـنـ.ـقه :
– انتي بتسالي كتير ليه يا حور روحي جهزي حاجاتك 
اضايقت من أسلوبه معايا واتكلمت بصوت حازم : 
– أنا رجلي مش هتتحرك من هنا غير ما اعرف احنا رايحين فين وفجاه كدا بدون مقدمـ.ـا.ت ...
مراد حب يريح اعصابي وبدأ يحور في الكلام عشان أصدقه وقال : 
– رايح اعيش مع اهلي كام يوم وهنرجع عشان امي تعبانه..ربعت ايدي بثبات وقولت : 
– هو الف سلامه وكل حاجه بس انا ايه اللي يوديني عن ناس مش طيقاني ... مراد اتنهد وهو بيضغط علي أعصابه وقال ببرود : 
– حور انتي ملكيش كلام معاهم انتي جايه بصفتك مراتي ولا حد هيكلمك ولا انتي تكلميهم هو كام يوم هنقعدهم وهنرجع تاني ممكن بعد اذنك تحضري شنطتك ..
قولت بجمود ودـمي بيمشي في عروقي ببرود:
– لا أنا مرتاحه هنا امشي انت ..
مراد قرب مني بغضب وقال بصوت حاسم : 
– حووورر !!!! اسمعي الكلام متخرجنيش عن شعوري روحي البسي ..
صوت صرـيخه نفض جـ.ـسمي في مكاني خلاني اتـ.ـو.تر بس اصريت علي موقفي وبينت برودي وقولت : 
– وانا مش رايحه في حته..لاقيته شالني من وسطي وانا ضرـبته في ضهره عشان ينزلني وقولت :
– نزلني يا مراد نزلنيييي !! 
دخلت الاوضه بتاعتي وبعدين نزلني وجاب الشنطه ولم هدومي كلها وانا فضلت عاند معاه واشيل هدومي من شنطتي بص ليا بنظرات مرعـ.ـبه بتوعدلي كشيت من نفسي ورجعت خطوه وقولت بصوت مخـ.ـنـ.ـوق : 
– أنا مش رايحه في حته هو بالعافيه.. 
مردش عليا، كان عينه مسلطة عليا، مصمم يفرض سيطرته، وبعد ما خلص لم هدومي وقف قدامي وقال بنبرة آمرة:  –غيري هدومك.
 هزيت راسي وقولت بعند :
– لا بردو .. متكلمش بردو 
وراح جابلي اللبس وبدأ ينزع هدومي وانا خوفت من تصرفاته وقولت بخوف: 
– مراد انت بتعمل ايه ابعد عني ...لاقيته مسمعنيش كان بطريقه غريبه و بيحاول ينزع هدومي بالعافيه صرـخت في بقوه : بقلمي مينو 
– مرااااد ... ابعدددد؟؟؟؟!!
فاق من شروده وبعد عني وبدأ يتأسف ليا وقال بصوت متلخبط ونـ.ـد.م ومش عارف يقول ايه : 
– أنا أنا آسف بجد دماغي مكنتش فيا اسف وبعدين طلع برا الاوضه وهو بيلعن في نفسه ... بقلم مينو 
وانا اتنهدت بوجع ولسه دمـ.ـو.عي هتنزل بس خدت نفس بعمق وسيطرت علي ضعفي روحت لبست هدومي وطلعتله وانا ماسكه شنطتي وهو كان مكسوف من نفسه ومكنش قادر يبص في عيني خد شنطته وبعدين نزلنا وركبنا العربيه وكنت ملزمه الصمت طول الطريق ومكنتش طيقاه بعد ما بدأت احبه رجعت لنقطه الصفر في مشاعري قربنا من البيت وخرجنا من العربيه ومسك ايدي وانا كنت ببعده عني بس ضغط علي ايدي لدرجه وجعني وبعدين دخلنا البيت لاقيت أبوه وأمه وبنت عمه ..
أبوه رحب بيه وجيه حضـ.نه وكنت شامه في الخبث وقال : 
اخيرا الغالي ابن الغالي وصل وسمع الكلام وفهم مصلحته وبعدين بص ليا بنظرات غريبه مفهمتش منها بردو
مراد اتكلم بسخريه : بقلم مينو 
– أنا جاي عشان امي غير كدا محدش في البيت ده ملزمني بص لبنت عمه وأبوه وكأنه بيتبر منهم أنا مفهمتش نظراته ليهم بس حسيت أن في حاجه مش طبيعيه وبعدين سلم علي أمه بحب وقربني منها في الوقت ده لما خدتني في حـ.ـضـ.ـنها حسيت بنعومه وحنيه ودفئ ومحستهاش بقالي فتره كنت محتاجه اوي الحـ.ـضـ.ـن ده فكرتني بي امي اللي مشوفتهاش بقالي زمن بعدت عنها وابتسمت وقالت : 
– زي القمر يا حبيبي مشاء الله لمست وشي بحنيه الام وانا ابتسمت ببراءه ليها وقولت : بقلم مينو 
–شكرا يا طنط ده من ذوقك ..
مراد خدني من أيدي وقال : 
– طيب أنا هطلع اريح أنا ومراتي شويه ..لاقيت بنت عمه بتقوله بضيق : 
– طب وانا ؟؟ دقق في الكلام بــــاستنكار وقال: 
– وانتي ايه بظبط ؟؟ قربت منه بمياعه ودلع وكانت بتظبط في الجاكيت بتاعه وقالت : بقلم مينو
– هو انت نسيت مراتك نسمه ..
بصيت بصـــدمــه لي وعيوني كانت مزهوله واتسمرت في مكاني وقولت بهمس : 
– هي مراتك!!! مراد اتبرجن في مكانه من جواه بس ظهر بشخصيته المغروره وبعد ايديها وقال :
– وانا قولتلك أن أنا وانتي مغصوبين لبعض عشانهم يعني انتي متهمنيش وبعدين زقها وجرني ورا وانا لسه مش مستوعبه الكلام وطلعنا علي الاوضه وقفل الباب وحس مني أن أنا مضايقه ومش بديله وش ..
قرب مني ومسك ايدي وباـسها بحنيه وانا كنت باصه الناحيه التانيه وبعدين بدأ بالكلام وقال : بقلم مينو 
– اكيد بعد العك اللي حصل والمواقف اللي اتركمت مره واحده مش هتديني وش صح!! 
تعبيرات وشي كانت جـ.ـا.مده ومفيش حرف مني عايز يطلع مراد لف وشي ناحيته وقال بنـ.ـد.م وببراءه : 
– بصي أنا لو قولتلك ايه اللي بيحصل مش هتفهمي لأن أنا نفسي مش فاهم اللي بيجرالي وكل اللي بيحصل ده سوابق قديمه يعني حصلت مني غصب عني في ارجوكي قدريني ..
بصيت عليه بنظرات مخنوـقه وخذلان وكلها غيظ وغضب والم ومشاعري مشوشه وبحاول افهم قصته وقولت: 
– هو انت لو قولت هتخسر حاجه ؟!! انت مخبي عليا حاجات كتير أنا مش فهماها انت قصتك كلها غموض صعب افهم تعبيراتها وتفاصيلها مره اشوفك كويس ومره اشوفك مخـ.ـنـ.ـوق ومخبي عليا ولا طلتك بمفاجاه انك عايز تمشي ولا حوار الحقن اللي ضرـبتها في ايدك وخبيتها مني ولا نظرتك لابوك وكلامك بااهانه  ولا مامتك اللي لاقيتها صحتها احسن مني ومنك سكت لحظه وانا قلبي بيتحرـق من الجمله اللي مش عارفه انطقها ولا بنت عمك اللي كنت رفضها ولاقيتك اجوزتها مره واحده ...انت غرضك ايه يا مراد أنا مبقتش فاهمه منك حاجه ...مسك وشي بحنيه ومشاعره متلخبطه وحس بحجم الالم وقال : 
– هت عـ.ـر.في كل حاجه مع الوقت .. بقلم مينو 
ابتسمت بقله الحيله وبعدت عنه وروحت نمت وخبيت نفسي منه وبخبي اوجعاي اللي محاصره قلبي من كل ناحيه وهو جيه نام جنبي وبص في عيوني بنـ.ـد.م اتنهدت ولفيت ضهري ليه وبعدت عنه بمسافه صغيره وهو فضل يتكلم في نفسه وقال غصب عني يا حور مش هينفع اقولك أن أنا جاي عشان احميكي من الديابه الصمت احسن من ميت كلمه ممكن توجعك في لحظه وتكـ.سر روحك وقلبك الكلام عمره ما كان سهل يتقال ولا سر من الاسرار هتقدري تستحملي تسمعيه الافضل الصمت عشان تحافظي علي روحك ..وبعدين غفل عينه ونام بعمق ... بقلم مينو 
الوقت عدي بينا وجيه في وقت الليل صحيت عشان اخش التواليت وطلعت ماسكه بطني فتحت الشنطه بتاعتي ونسيت العلبه اللي بستخدمها كل شهر معقوله نسيتها في البيت قعدت علي السرير وانا بطلع صوت بسيط من الوجع مراد سمع صوتي وقام وقال بقلق : 
– مالك ؟؟ مسكت بطني ومش قادره استحمل الوجع وقولت :
– مفيش حاجه شويه وجع هو انت مينفعش تجبلي.... وبعدين سكت شويه من الكسوف وفي نفس الوقت الوجع بياكلني مراد فهم اللي قصده وقال: 
– استني هنزل اجبلك وبتخدي مسكن معين ولا حاجه..هزيت راسي وقولت بألم:
اها في مسكن باخده ونسيته في البيت بردو اسمه ..... وبعدين مراد قام وخد الجاكيت وقال : 
– هروح اجبلك متتحركيش من هنا ماشي ولا تطلعي من برا الاوضه هزيت راسي بوجع شـ.ـديد وفضلت اتالم بصوت يسمع الاوضه بس وعدي دقايق وانا قاعده بدمع من الوجع سمعت صوت حرك جـ.ـسمي في مكانه من الفزع خلاني انسي الالم لاقيت حد بيرمي طوب في الشباك جيت اشوف في ايه وفتحت الشباك عشان اعرف مين بيرمي الطوب بصيت في كل حته في الجنينه ملقتش حد ..بس فجاه سمعت صوت من ورايا خضني لفيت ضهري وكنت هقع من الشباك وفعلا جـ.ـسمي كان برا وصرـخت بصوتي كله وقولت : 
– لا لااااا اااااااا ؟!!!!!!
 لاقيت مراد شـ.ـدني من أيدي بعزم كله وجـ.ـسمي كان برا كنت ما بين الحياه والموـت ولاقيت اعلي صوته بخوف وقال: 
– حوووور!!!!!
صرـخت بدمـ.ـو.ع :
– مرااااد ونبيي مسبنيش ونبي بالله عليك
 عيطت بدمـ.ـو.ع جـ.ـا.مد ومراد خاف اكتر عليا شـ.ـدني جـ.ـا.مد بكل قوته وقال وهو بينهج وصوته مخـ.ـنـ.ـوق جـ.ـا.مد:
– عمري ما هسيبك يا حور استحاله اسيبك انتي فاهمه !!!!وبعدين شـ.ـدني اكتر ودخلني جوه الشباك ووقعت عليه علي الارض وووووو يتبع
– مرااااد ونبيي مسبنيش ونبي بالله عليك
 عيطت بدمـ.ـو.ع جـ.ـا.مد ومراد خاف اكتر عليا شـ.ـدني جـ.ـا.مد بكل قوته ودخلني جوه الشباك ووقعت عليه علي الارض دماغي اتخبطت في صدـره بس حضـنته حضـنته وانا كنت خايفه ومرعوبه وعرفت أن الموـت مفجوع والشبع أنه ياخد الأرواح بسهوله مصدقتش نفسي وانا كنت بفكر في الانتحاـر ازاي قلبي جابني اني اعمل كدا!!! ..
سمعت صوت مراد وهو بيمسح علي شعري بحنيه وقلق منه:
– مش عاوزك تخافي انتي روحك معايا اى حاجه تمسك أو تضرك أنا بكون عارف وحاسس متقلقيش اهدي قام وهو حضـني وكأنه بيستغل وضع خوفي بس بحنيته و وبحبه ودفئه قعدني علي السرير وانا مستخبيه وكأني بهرب من الخوف بس في حضـنه بعدني عنه بحنيه وقال 
– انتي كويسه دلوقتي انتي فتحتي الشباك ليه يا حور ؟!! 
 كنت بتكلم بـ.ـارتجاف وكلامي مش واضح: 
– في ..في حد... رمي ..طوب كان هيكسـر الشباك والله العظيم صدقني يا مراد ..
مراد مسك وشي وقال : 
– طيب اهدي يا حبيبتي مصدقك طبعا متخافيش والله أنا جنبك اترميت في حضـنه تاني وقولت بدمـ.ـو.ع :
– أنا مش عايزاك تسبني تاني خليك جنبي علي طول أنا خايفه ومش مرتاحه وعايزه ارجع بيتي تعالي نرجع يا مراد بيتنا ...
مراد اتنهد بحزن عليا بس مش بايده يجيبني هنا ده خوفه عليا من الديابه تحاصرني و تنهش فيا وقال :
– حاضر يا حبيبتي متقلقيش اطمن بس علي الحجه ونمشي مراد حب يغير الموضوع وقال وبعدين جبتلك اللي عاوزاه اهو ده البـــرشـــام وده ال ... أنا اتكسفت منه و وشي اتقلب ألوان ولاقيته ضحك وقال:
– عادي يا حور مالك مكسوفه ليه ده شئ طبيعي وبعدين انا دكتور يعني الحاجات دي بكشف عليها للبنات وبديهم علاج كمان ..
قومت خدت منه الحاجات بكسوف وغيظ :
– مش معني انك دكتور ان يبقا متاح ليك تتكلم في الحاجات دي المفروض يبقا في خصوصيه الشغل حاجه وفي البيت حاجه يا دكتور وبعدين دخلت الحمام و أنا سامعه صوت ضحكته ابتسمت علي صوته ودخلت الحمام وطلعت لاقيته مجهز مشروب سخن و قربه قربت منه بكسوف تاني وهو نفسه قرب مني وداني علاج ومايه وقال بجمود: 
– خدي العلاج ده اشربيه وتعالي يلا عملتلك حاجه سخنه تشربيها سمعت كلامه وشربت الكوبايه وبعدين اتسطحت علي السرير كان هو حاطت القربه علي بطني حسيت بسخونيه ريحت بطني وادتني الطاقه اني انام وفعلا غفلت عيني زي الطفله البريئه مراد ابتسم وهو بيتامل في ملامحي بحب وبعدين حضـني حسيت بيه كنت عايزه ابعد قالي: 
– خليكي ثابته عشان القربه هتقع ..
كان هو ساند القربه بايده وفعلا دفيت نفسي في حضىنه كنت مرتاحه وحسيت بالأمان ودفئ وهو بردو مبقاش قادر يتحكم في نفسه اكتر من كدا عايز يخليها متخافش منه عايز يوصلها لشعور الحب اللي بجد بس بمعني حقيقي مش كلام كله من البوق ..
اليوم عدي بسلام صحينا علي صوت باب بيخبط مراد قام وفتح وكان مغطي علي الشخص وقال ببرود : 
– عايزه ايه علي الصبح !!! 
نسمه بتـ.ـو.تر: 
– باباك عايزك عشان تفطر .. مراد مسح في وشه بخـ.ـنـ.ـقه وقال : 
– قوليلوا مش مزفت نازل يلا طيري بقا شوفي نفسك وبعدين قفل الباب بــــاستحقار وبعدين لف وبص عليا لاقاني مكشره قرب مني وقال بهزار : 
اهو النكد هيشتغل دلوقتي اذاعه عالميه هتوصل للكوكب كله  يا حبيبتي أقسم بالله أنا مبحبهاش ولا اقدر ابص في شكلها حتي وبعدين ابص علي مين وانتي واخده عيوني كلها ليكي!!!  
رسمت الابتسامه علي وشي بس خفيتها تاني وقولت بضيق :
– عادي مش مضايقه وبعدين براحتك بردو احنا كدا كدا جوازنا علي الورق والشهر قرب يخلص وكل واحد .. قطـىعها مراد بايده علي بوقها وقال بكلام كله مشاعر وحب بيطلع من قلبه .
– متقوليش كدا لا يمكن اسيبك انتي بقيتي كل حياتي وعمري وحبيبتي وروحي أنا بتنفس بيكي يا حور مت عـ.ـر.فيش انتي غيرتي حياتي ازاي وانتي مش حاسه لو مشيتي ا عـ.ـر.في انك دمرتيني وبعدين انتي بتحبيني مش انتي قولتي انك بتحبيني !!!! 
مسك ايدي وكأنه بيترجاني اني مسبهوش بس حسيت اني لازم اخد موقف عشان معرفش عنه حاجه واسراره كلها مقفوله لنفسه ازاي اعيش مع واحد مش بيشاركني في تفاصيل حياته ؟! تعبيرات وشي اتقلبت بجمود ومكنش في رد مني وده كان قالق مراد وقال : 
– ما تتكلمي يا حور مالك سكتي ليه؟! بتحبيني ولا لا !!؟؟
بصيت عليه وانا قلبي بيغرـز فيا من سواله مش عارفه احدد أنا عايزه ايه بس جوايا صراع مش مفهوم شويه يقولولي ده بيحبك ومع الوقت هت عـ.ـر.في كل حاجه وشويه يقولولي مفيش انسان بيحب حد يخبي عنه أسراره وهو موجود في وسط القصه بتاعته والأحداث اللي بتحصل حواليه ...اتكلمت بتوهان وقولت :
– معرفش يا مراد معرفش ..لاقيته الغضب كله اترسم علي وشه وقال: 
– يعني ايه مت عـ.ـر.فيش هو الحب بقا لعب عيال مش انتي بتحبيني وانا بحبك مالك اتغيرتي كدا ليه حور لو عشان بنت عمي فاانا اتجوزتها عشان اهلي فا دي حاجه خارجه عن إرادتي...
اتعمقت في عيونه وكنت بحاول استفهم اللي بيحصل وقولت: 
ليه ؟! ليه اتجوزتها غصب عنك أنا مش فهماك يا مراد بجد مش عايزه اعيش معاك وانا تايه ومعرفش عنك حاجه غير اسمك ..اتنهد مراد وحاسس أن اسئلتها كلها حصرته من جميع الجهات بس كان مصمم يخبي عشانها وعشان ميشوفش الكسـىره في عينيها ويبقا هو السبب في خذلانها 
مراد خد نفس بعمق وقال :
مفيش حاجه دي جوازه غصب عشان القرايب عمرك ما شوفتي حد بيتجوز غصب عنه عشان يراضي أهله ..
قولت بضيق وانا سامعه كلام عبث بتداري علي اسراره :
– لا مشوفتش حد كدا حتي لو اتجوزتها غصب عنك فا في أسباب تخليك تتجوزها عشانهم وبعدين اتجوزتها إزاي وامتي ده كله حصل هو انت مش سبتها لما جيت تغيظها بيا ...
 مراد زهق من تحرياتها وقام وقال اخر جملته وكأنه بيضغط عليها: 
– بتحبيني ولا لا يا حور عشان ابقا فاهم الحب ملهوش دعوه بقصه حد ...قولت بغيظ وحاسه اني هشيط منه بس الجمله طلعت من غير قصدي وده خلاه يتجـىنن في مكانه:
– لا مبحبكش يا مراد .
 رفع حواجبه بسخرية وهو بيقرب مني وقال:
– يعني انتي مبتحبنيش ؟؟ بعدت عنه وانا ببلع ريقي بس بينت شجعتي وقولت:
– اه مش بحبك.. 
حطيت طرف صوابعي علي شفاـيفي وكنت خايفه من تصرفاته ليا لاقيته قرب اكتر والمسافه كانت صغيره ما بينا واتكلم وهو باصص علي شفاـيفي بلهفه وكأنه بيحاول يقاوم اشتياقه وقال بصوت دافي مليان احساس بالحب:
– متاكده!! 
جســ.مي اتقفش مره واحده وضرـبات قلبي بقت سريعه وكنت متشتته اهرب علي فين منه بس سابقني وطبع شفاـيفه بحنيه ورقه وانا استجبت معاه وحسيت اني مبقتش خايفه منه بالعكس أنا بحس بالأمان كله معاه لو بعد عني ثانيه بحس اني تايه في وسط غابه ملهاش نهايه قعدنا فتره ومراد بعد عني ومسك وشي وكان بياخد نفسه بالعافيه غمض عنيه وقال: 
بحبك بحبك حب أنا نفسي مش فهمه وعايزك تبقي معايا أنا مش عارف اعيش من غيرك ولا حتي اليوم يعدي من غير ما اشوفك حور بلاش تبعدي صدقيني هت عـ.ـر.في كل حاجه بس اديني مهله واشرحلك بهدوء ..
لسه كنت هتكلم بس الباب خبط ومراد نفخ بضيق جـ.ـا.مد وقال بصوت يسمع اللي برا:
– أنا مش عارف ايه كميه البجاحه دي الواحد مش عارف ياخد زفت راحته في البيت وبعدين فتح الباب لاقي أمه اتسمر بكسوف وقال : 
– أنا آسف ياامي مكنتش اعرف انك انتي والله 
مامته بإحراج: لا عادي يا بني بس بالله عليك تيجي تنزل تاكل معانا عشان ابوك ميزعقش وانا مش حمل عصبيته ..مراد طلع وقفل الباب وقال بهمس في غضب بسيط: 
– هو مد أيده عليكي تاني!!! 
مامته هزت راسها وقالت بهدوء:
– من ساعت ما انت جيت وانا بقيت كويسه، متقلقش عليا... روح انت جهز نفسك وتعالى يلا قوام.
مراد ابتسم بحزن شويه، باين عليه مش مطمن لحد دلوقتي، بس سكت ومشي ناحية أوضته، وبعد دقايق خرج منها وقاللي:
– يلا انزلي معايا.
كنت مترددة، بس رجاءه خلاني أوافق. نزلنا سوا، بس قلبي كان بيخبط في صدري كأن في حاجة هتحصل. أول ما وطينا السلم، بدأت أشوف نسمه وأبوه وأمه قاعدين على السفرة.
اتـ.ـو.ترت جدًا، حسيت بنظراتهم عليا بتوجع، ووقفت مكاني متجمدة، لولا إن مراد مسك إيدي بحنية خلتني أبص له، وبعدين سحبني ناحيتهم وقعدنا سوا.
أبو مراد اتكلم بسخرية وهو باصص لابنه بنظرة كلها استنكار:
– كل ده عشان تنزل يا أستاذ مراد؟ إيه؟ هتتخزن في الأوضة؟!
سكتت اللحظة، والجو تشنج، نظريتي راحت لمراد، اللي رد عليه ببرود متقن، بس ملامحه كانت بتفضح إن جواه ناـر مشتعلة:
– لما الواحد بيكون عنده سبب يخليه يفضل جوه، ما بيفكرش ينزل لناس مش فارقين معاه.
سادت لحظة صمت بعدها، الكل كان باصص لبعض، بس أنا حطيت عيني في الأرض، قلبي مش مطمن، ومش فاهمة إيه ممكن يحصل تاني في البيت ده ...
لاقيت نسمه بتتكلم بمياعه والخبث مالي جواها :
– خد يا حبيبي كل عملتلك صنيه جلاش باللحمه هتاكل صوابعك وراه والله ..
كانت بتبص عليا بنظرات مكر وخبث وانا كنت هشيط من جوايا الناـر بدأت تاكل فيا من الغيظ بس مراد كسفها وقال ببرود : 
– مبحبهوش متتعبيش نفسك ...
صممت نسمه تترجاه رغم أنه كسفها لاقيت مراد زعق بصوت رجولي جـ.ـا.مد هز السفره وزق الاطباق وفي طبق في شروبه هرا رجلي شهقت بوجع ومراد كان موجهة كلامه بزعيق لنسمه: 
– هي البعيده مبتفهمش ولا ايه لما اقولك لا يبقا لا متقرفنيش كتير فاهمه ولا عايزه جحـ.ش يفهمك !!! 
نسمه اتكتمت ولكن دمـ.ـو.عها بدأت تنزل بصمت و ابو مراد شخط في وقال: 
– انت اتجنىنت ياض اتكلم عدل مع مراتك دي بنت عمك قبل ما تكون مراتك زيها زي التانيه مع انها متتقارنش بناس ملهاش اصل ولا فصل ولا أهل يسالو عليها ..
كنت مركزه مع رجلي اللي اتحرـقت من الاكل ودمـ.ـو.عي مكتومه وفي نفس الوقت بسمع الاهانه والذل من ابوه اللي كسـ.ر كرامتي ميه حته وقطـىع في قلبي بكلامه اللي نازل زي السـ.م الهاري ازاي راجـ.ـل كبير يذل بنت بشكل ده..مراد يسكت!!! لا عينيه ولعت، وشه اتحول لوش تاني، وبدون سابق إنذار، قام ماسك المفرش بكل ما فيه، شـ.ـده بقوة، وقع الأكل كله على الأرض، صوت الاطباق اتكسـ.رت في قلبي قبل ما يتكسـ.ر في الأرض، وصرخ بصوت رجولي جمد الدـم في عروقي:
– اللي بتتكلم عليها دي اشرف من اى حد وجذـمتها فوق راس اى حد يتكلم عليها كلام ميعجبنيش وبنت اختك متجيش في نص ضفرها حتي ولا تيجي اى حاجه في اخلاقها ولا تربيتها فا اتكلم عدل مع مراتي.. أنا قومت جريت مكملتش اسمع دفاع مراد عني لأن مش ده اللي هيهون علي كسـ.رتي ولا هيلم كرامتي روحت طلعت لاقيت ست عجوزه وقفتني خدمه من الخدم وبتقولي بتحذير: 
– مكانك مش في وسط ديابه يا بتي هنه الناس مبيرحموشي ولا يعرفوا رحمه ولا انسانيه ملهمش عزيز امشي احسن انفدي بجلدك جوام وبعدين نزلت ...
مفهمتش منها حاجه من اللي بتقوله ولا معرفش قصدها ايه بس اللي عرفتوا أن الناس دي غريبه وملهمش ملامح واضحه في تصرفاتهم روحت دخلت الاوضه وشيلت الفستان بسرعه من علي رجلي وجبت تلج وبدأت الين بيه جلدي بهدوء حسيت براحه بس قلبي هو اللي كان محتاج يبرد من البركاـن مش رجلي بعد الاهانه وتهزيق ... 
مراد دخل عليا وعليه تأثير الغضب بص عليا شاف جلدي محرـوق اضايق اكتر من نفسه قرب عليا وهو بيمسك التلج مني بس بعدت عنه بضيق وخـ.ـنـ.ـقه قرب مني تاني ووقفت حدوده معايا وقولت بنرفزه :
– ابعد عني ملكش دعوه بيا خالص.. 
مراد وهو بيحاول يهديني : 
– حور متزعليش مني مكنتش اقصد أوقع عليكي الاكل حقك عليا قرب مني عشان يبوـسني بس قومت ورميت التلج بغضب ورايحه الم هدومي في الشنطه بسرعه وبدون تفاهم مراد قرب مني وطلع هدومي وقال بغضب:
– منتيش ماشيه في حته يا حور ...
شخط بصوتي كله وقولت:
– مش بمزاجك كفايه يا اخي بقا سبني أنا واحده عايزه استقر لوحدي مش عايزه حد معايا ولا عايزه اتفرج علي نفسي وانا بتهان من حد لحد هنا وكفايه ..
كملت وانا عيوني كلها دمـ.ـو.ع وانا بجهز الشنطه بس مراد كان مصمم يوقفني وقال بتـ.ـو.تر وهو بيتوسل ليا بحزن :
– استني يا حور متعمليش كدا وتسبيني أنا خدت حقك وزياده ولو علي رجلك حقك عليا والله مكنتش اقصد أنا راجـ.ـل وسـ.خ أن أنا حرـقتك قرب عليا وشـ.ـدني لحضـ.نه بس انا زقته لبعيد وقولت بصرـيخ :
– أنا بكرهكككك... كره العمل مبحبكش يا اخي اخرج بقا من حياتي أنا مش بطيقك ولا حد تاني يطيقك غيري روحت خرجت وسبته وجيت انزل السلم لاقيت مامته وقالت بحزن:
– مراد بيحبك يا بنتي متسبهوش مراد عمره ما حب حد غيرك وانا مستغربه أنه بيحبك انتي نعمه نازله من عند ربنا عشان فتحتي قلبه اللي كان مقفول من سنين بعد اللي حصله ...
سكت لحظه افكر واستغربت من كلامها وقولت بــــاستغراب:
– حصله ايه بظبط؟!؟؟ 
مامته جت تتكلم بس قالت بخوف :
– مراد مجاش وراكي!!!! اكيد بيعمل حاجه في نفسه وبعدين جريت باقصي سرعه فتحنا الباب لاقيت مراد مرمي علي الارض وو اخد وضعيه الجنين وجنبه علاج كتير لدرجة لاقيت قرص مرميه علي الارض جريت عليه كان جـ.ـسمه بيتنفض جـ.ـا.مد عن اخر مره شوفته في وعرقان من كل حته في جـ.ـسمه هو معقوله لحق يتعب ده من ايه؟!؟ بصيت علي الادويه أغلبها للأعصاب ومهدئات ومضادات للاكتئاب مامته قالت بسرعه وخوف : 
– هاتي الحقـ.ن يا حور بسرعه ...
 اتكلمت برعـ.ـب عليه وحاسه أن كل خلايا في جـ.ـسمي وقفت ومش عارفه اتصرف ازاي وقولت :
– حقـ.ن لي ايه مش فاهمه حاجه؟!!! 
بصيت علي مراد كان حالته بتسوء عن الاول فجأة، جـ.ـسمه اتشنج أكتر، وعينيه انفتحتوا على غير العادة، وبصتله بنظرة مملوءة بالخوف والارتباك، وكأن جوا دماغه في عالم تاني مش قادر يخرج منه اتكلمت بدمـ.ـو.ع عليه وخوف شـ.ـديد وقولت:
– طب فين ...فين الحقـ.ن دي هو عنده ايه ؟!!! 
مامته بترتجف وهي بتقول:
 – نوبات عصبية قوية، ساعات بيحس بتشنجات فجائية وما بيقدرش يتحكم في جـ.ـسمه، وكمان بيكون عنده ضيق تنفس شـ.ـديد، وده بيخليه ينهار كده ودي حقـ.ن مهدئات عشان حالته تستقر.
اتصـ.ـد.مت من اللي قالته و رجعت أبص على مراد، لقيته بيتنفس بصعوبة، والعروق في رقبىته وبإيده بتبرز بشكل واضح، جسىمه بيتحرك بشكل غير إرادي أنا شوفت الحاله دي بس علي خفيف سمعت صوت صرـيخ مامته اللي نفضتني من مكاني وقالت :
– بسرعه ممكن يكون ده اخطـ.ر نوبه تحصله بسرعه ابني بيروح... 
روحت جريت ادور علي الحقـ.ن زي المجنوـنه وفعلا جبتها بس جيت اجهزها معرفتش من التـ.ـو.تر وأيدي بتترعش لاقيت نسمه دخلت وخدت مني الحقـ.نه وانا كنت في حاله من الصـــدمــه بعد ما شوفت حاله مراد وووو
بعد ما اتصـ.ـد.مت وشوفت حاله مراد، حسيت إن كل خلية في جـ.ـسمي اتجمدت…
نفَسي اتقـ.طع، عقلي وقف، والدنيا حواليا سكتت لحظة كأنها خرجت برا الزمن.
كنت واقفة متسمّرة، عنيا عليه وهو بيفقد وعيه قدامي، وقلبي بيتقـ.طع، مش قادرة أتحرك، مش عارفة أعمل حاجة.
كأنه بيتسحب مني ببطء، وأنا عاجزة، ضعيفة… عاجزة حتى عن الصريخ.
بصيت على نسمة، لقيتها بتقولي بأمر:
– تعالي ساعديني احطه علي السرير 
نفذت من غير نقاش، وكأني مبرمجة.
ساعدتها نشيل مراد، جـ.ـسمه كان تقيل أوي، وأنا بشيله حسيت إن تقله مش بس وزن… ده حمل الوجع اللي جواه، والحيرة اللي في قلبي، وخوف ما كنتش قادرة أوصفه.
حطيناه على السرير بكل قوتي، وبعدها بعدت وأنا بنهج وتنفسي متقـ.طع، عضلاتي مرهقة وقلبي بيصـ.ـر.خ.
بصتلي نسمة بسخرية، وقالت بحدة:
– معقوله مـ.ـر.اته ومش عارفه أنه مريـ.ـض وبيجيله نوبات !!! 
أترددت في كلامي وكأن لساني اتقطـ.ع واتكلمت بلغبطه :
– هو مقاليش انه بيحصله نوبات..
لاقيتها بتقولي بــــاستحقار وسـ.ـخريه :
– عارفه ليه ؟؟! عشان انتي بنسباله واحده ملهاش لازمه في حياته ولا مهمه بنسباله إنما أنا قالي كل حاجه عنه شوفتي الفرق ما بيني وما بينك بجد انتي بتصعبي عليا ومصدقه أنه بيحبك وانتي في الحقيقه وجودك ملهوش قيمه في حياته وبعدين ابتسمت بانتصار وتعبيرات كلها سخريه وبعدين مشيت ...أنا اضايقت اوي من كلامها ودـمي فار في روحي كان نفسي اقتـ.لها في مكانها وافش غلي فيها بس مكنش وقت أن اعمل كدا عشان مراد ومامته...
مامته اتكلمت بحزن: 
– معلش يا بنتي متخديش علي كلامها المهم خليكي جنبه لحد ما يفوق بالله عليكي ابني محتاجك بلاش تسبيه لوحده وبعدين قربت مني ولمست وشي بحنيه وانا اتنهدت بالموافقه وبعدين طلعت وقربت من مراد وفضلت أتأمل في وقولت في نفسي : 
– ياتري حكايتك ايه يا مراد نفسي افهمك واعرف ايه القصه اللي وصلتلك للمرحله دي لو كنت اعرف مأساتك كنت خدتك في حضـ.ني واعوضك عن كل الوجع اللي عيشته لوحدك مسحت بايدي علي وشه بحنيه وبعدين بوـسته بهدوء ونمت جنبه عدى حوالي ساعتين، وفجأة…
حسيت بجـ.ـسمه بيتنفض جنبي، وبيخرف بكلام مش واضح، صوته مكتوم وموجوع، زي صرخة متكـ.سّرة:
– بالله عليك متقربش منه ابعد عنه اسررر لاااا الا اسررر متعملش في كداااا لااااااا!!!!؟؟؟؟
 أنا اتفزعت من صوته وصحيته جـ.ـا.مد لحد لما صحي وهو بينهج و وشه كله ظاهر عليه العرق بلع ريقه لما شافني قلقانه عليه قام ومسح وشه ودخل الحمام ...
فضلت مستنياه كتير لحد لما طلع ولاقيته مطلع سجاـير وبيشرب بكل عنـ.ف وانتقام اول مره اشوفه بالحاله الغريبه دي كنت عايزه اساله بس تصرفاته موتراني ومخوفاني بس شجعت نفسي وفردت جـ.ـسمي وقولت :
– ممكن تطفي السجاـير عشان بدأت اتخـ.ـنـ.ـق ..
متكلمش معايا و وقف قدام الشباك يشرب برا قومت من مكاني وانا بفرك في أيدي وقولت :
– هو انت يا مراد مش عايز تحكيلي اللي بيحصلك ليه جربني يمكن اساعدك ونحل المشكله دي ..
لاقيته مش بيرد عليا بس صممت اخليه يحكي اى حاجه وقولت :
– وساعتها لف ضهره وخرج منه صوت بس مش زي اللي كنت مستنياه،
كان صوت قاسي… متكـ.سّر من جوه، بس متغلف بقسوة تخوف:
– هو انتي شيفاني عيل صغير بيعـ.ـيط قدامك وخايف وبعدين اخاف من ايه شايف عفاريت ؟؟ بصي بلاش جو الشفقه و الاخلاص اللي انتي عايشه في ده ملهوش لازمه انتي قدامك واحد مكسـ.ور عايش طول حياته مدفون في ذكرياته وقلبه كل يوم بيموـت عن اللي قبله والوجع بنسبالي صاحبي معاشرني بقاله سنين مش هتيجي انتي وتخففيلي وجعي من يوم وليله انتي مش فاهمه حاجه خليكي في حياتك ...
وبعدين…لف مراد ضهره تاني ناحية الشباك كأن الدنيا كلها بتتزاحم جواه فضل يشرب السجاـير بغل…
غل على نفسه، وعلى كلامه اللي طلع منه زي السـ.هام…
كان باين عليه بيتعذ.ب نفسه يرميلك كل الوجع اللي فيه…
بس في نفس الوقت مش عايز يحمّلك حزنه،
حاسس إنه لو حكا… هيغرقك معاه في دوامة هو نفسه مش عارف يخرج منها.
كنت واقفة متجمدة…
اللي شوفته منه خوّفني، طريقته جرحتني…
بس قلبي… قلبي كان عارف إن ده مش مراد اللي حضـ.ني من شوية مش مراد اللي شفته بيترعش من كوابيسه.
اتكلمت بعفوية وانا مجرـوحه من كلامه: 
– أنا كنت عايزه بس اساعد وافهم ايه سبب النوبات دي 
ردّ ببرود، كأن مفيش حاجة تهمه كلامه كان سكا.كين…
قطـ.عني بيها من غير ما يحس:
أنا مطلبتش منك تساعديني ساعدي نفسك وبعدين متفضليش تسألي كتير عشان مصدع ومش فايقلك وابعدي عني بقا ... 
 قلبي وجعني ودمـ.ـو.عي نزلت من معاملته معايا بجر'وح وقسـ.وه ومشيت من قدامه وخدت شنطتي وفتحت الباب..
مراد جز علي سنانه وجري ورايا ومسك ايدي وقال بغضب:
– رايحه فين في الوقت ده ..
صرخت في وبعدت ايدي عنه وقولت :
– ملكش دعوه بيا خليك في حالك.. 
مسك دراعي تاني وقال بضيق :
– وانا مش هسيبك تمشي في الوقت ده بطلي جناـن ..
ضرـبته علي صدـره وفضلت أبعده وقولت: 
– أنا مش عايزه اعرفك تاني انت انسان طماع وبتاع نفسك وعايزني كاوسيله ليك انت ولا بتحبني ولا نيله انت عايزني عشان نفسك عشان تبني اغراضك إنما أنا اولع اتكسـ.ر اتحرـق كل ده ميهمكش انت دخلت حياتي لي اصلا أنا بكرهك... 
وبعدين مشيت من قدامه وهو وقطـ.ع طريقي وخدني في حضـ.نه فضلت أبعده وبعدين باـسني فتره طويله كنت مكتومه وصوتي كان بيصرـخ جوه وحاولت ازقه وبعدين بعد عني وانا وهو بننهج وقال :
– متبعديش عني والله بحبك أنا بعمل كل ده عشانك صدقيني.. صرخت بصوتي بحده : 
– ايوه لييييهه ايه هو اللي بتعمله عشاني؟!! تقدر تقولي أنا هنا ليه فجاه ..
مراد سكت لحظه معرفش هيرد هيقول ايه ..
ضحكت بسخرية وقولت:
– شوفت كنت عارفه أن ده ردك عارف ليه عشان انت جبان وهتفضل طول عمرك جبان وبتخاف تواجه اوجعاك وانا مش هعيش مع واحد هيفضل طول عمره خايف من المواجهة وضعيف مع نفسه ... 
دمـ.ـو.عي نزلت بغزاره اكتر ولفيت ضهري وجريت من قدامه ... مراد اتكلم بضعف وقال:
– حور استني متمشيش أنا مش هعرف اعيش من غيرك وبعدين نزل علي ركبته وفضل يحرـق في قلبه بعـ.ـيا.طه اول مره مراد يتكسـ.ر ويضعف وينهار في اللحظه دي كان حاسس ان الدنيا حبساه وبتذله في وتوجعه اكتر ...
أما أنا نزلت تحت وخرجت من الفيلا وأثناء وانا دمـ.ـو.عي مغرقاني سمعت صوت غريب سمعت صوت طفله كانت بتستغيث قربت من صوت بشويش وانا قلبي بيرتجف وحاسه أنه هيقع علي رجلي قربت من اوضه في نفس الفيلا بس بعيده عن عيون الناس يمكن اللي قربني صوت الطفله دي فضلت ماشيه خطوه ورا خطوه لحد لما لاقيت باب مفتوح نص فاتحه بلعت ريقي وبصيت من الفاتحه دي وانا جـ.ـسمي بيتنفض بس اتفاجت مره واحده وعيوني وسعت علي آخرها لما شوفت ابو مراد بيغتـىىصب الطفله شهقت جـ.ـا.مد ورجعت لورا وانا ماسكه قلبي من الرعـ.ـب اللي شوفته جريت بسرعه عشان اقول لمراد أو حد ينقذها من الزباله ده بس للاسف لاقيت شخص بيقولي بصوت بـ.ـارد وقال:
– علي فين يا حلوه هو انتي فاكره نفسك بعد اللي شوفتيه اسيبك وتروحي لحبيبك مراد ؟!!! خوفت في مكاني وانا برجع لورا وروحت عشان اهرب بس مسكني وكتم بوقي وانا فضلت اصرـخ من جوه لحد لما ضرـب حقنه في رقبتي وفجاه وانا بحاول اهرب اغمي عليا ..
أما مراد قام من مكانه وهو متبهدل وراح لنسمه وكان عايز يبرد قلبه بس بيها هي قرب من نسمه اللي كانت بتبعد عنه وكان مستغرب من رد فعلها مره تكون عايزاه وفي وقت الجد بتبعده هو كدا كدا مش بيحبها بس عايز ينتقـ.م من نفسه ومن جروـحه كان عايز يحرـق اللي حواليه عشان يخفف البركان اللي في روحه قرب منها بالعافيه وقال بصوت غضب مكتوم بوجع وكسـ.ره وقال:
– انتي مراتي وليا حقوق عليكي سيبي نفسك ليا ...
كانت بتبعد عنه وهي خايفه بس مراد سيطر عليها من كل النواحي والجحود والجشع ظهروا عليه بدون رحمه ولا قلب وخد كل اللي عاوزه منها بكامل إرادته لحد لما جاب آخره منها وبعد عنها وهو بينهج جـ.ـا.مد كان نفسه هيتقـ.طع بس الغريبه هنا وده خلي دماغه فيها ميه حيره عن السوال وبص علي السرير بــــاستغراب وقال بغضب شـ.ـديد: 
– هو انتي مش بنت بنوـت ؟!؟؟؟ 
نسمه اتـ.ـو.ترت وكانت بتلم نفسها بالملايه و وشها شحب مره واحده من الخضه وووووو
وقال بغضب شـ.ـديد، وعيونه مولّـ.عة شرار:
– هو انتي مش بنت بنوـت ؟!؟؟؟
نسمه اتجمدت مكانها، رجليها اتلخبطت في الملاية وهي بتحاول تلملم جـ.سمها المرتعش، عينيها مليانة دمـ.ـو.ع وخوف مش قادرة تنطقه.
مراد خطواته تقيلة وقلبه بيدق كأنه بينفجر، كل ذكرى خيا.نة من أهله بتتحشر في صوته، زاد غضب أكتر وقال:
– انطقييي!!!! اللي انا بقوله ده صح؟؟؟؟
نسمه اتنفضت من مكانها بفزع، جـ.ـسمها كله بيرتعش، شفا.يفها مش عارفة تتحكم فيها وهي بتتكلم بتقـ.طع وكأنها بتبلع الكلام غصب عنها:
– لا ...لا مش.. مش... صح والله مش ... صح ..
مراد في لحظة فقد أعصابه، شـ.ـدها من شعرها بعنـ.ف وهي بتصرخ، وكأنه بينتقم من خيبته في كل حد حبه… وبدأ ينزل على وشها كفوف تقيلة… كف ورا التاني، كل ضـ.ـر.بة كانت كـ.سرة، وجع، خذلان… قلبه مش شايف قدامه من الغضب:
صرخ بكل وجعه:
– انطقييي يا بت مين عمل فيكي كدا وده قبل ما نتجوز ولا بعد انطقي ؟؟؟؟؟
نسمه صوتها بقى مخـ.ـنـ.ـوق، الدمـ.ـو.ع مغرقاها، بتنهار وهي بتتكلم، بتحاول تخلّص نفسها من قسـ.وة اللحظة بأي كلمة:
– حاضر والله هقولك بس سبني .
مراد بيشـ.ـد شعرها أكتر، راسها بترجع لورا، صوته بيعلى كأنه بيكسـ.ر جدران البيت:
– بقولككك انطقي مين لمسك قبلي يا رماـمه يا زباـله ؟؟!
نسمه جـ.ـسمها بيتنفض، صوابعها مش قادرة تتشال، صوتها متكسر من البكاء، وحروفها خارجة بالعافية:
– أنا كنت بحب واحد وعشمني علي جواز وانا وثقت في وحصل ما بينا تجاوزات بس هو سبني وهرب ...
مراد اتصـ.ـد.م، وبدل ما يهدا، انقلب لقنبلة، كف تقيل نزل على وشها وهو بيهدر من الغل، صوته مش طالع من حنجرته… طالع من قلبه اللي بيوـلع:
– اهاااا كدا فهمت التيته يا عيله وا.طـ.ـيه بقا عاوزين تقرطسوني وتدوني علي قفايا انااا عايزين تلبسوني العا'ر يا وسـ.خين علي كدا ابوكي واخوكي عارفين صححح وبتلعبوا عليا !!!!
أم مراد دخلت عليهم وهي قلبها واقع من الخضة، شافت نسمه منهارة ومراد بيزعق، ركضت ناحيتهم تحاول تفك إيده عنها.
مراد بص على أمه ووشه محمر وعروقه بـ.ـارزة كأن الد.م بيغلي في شرايينه، صوته كان خارج من حنجرته كأنه بيتحشرج:
– انتي كنتي عارفه الحوار ده!!!
أمه اتلخبطت، عينيها تلف بتـ.ـو.تر بينه وبين نسمه، صوتها مكـ.سور ومليان قلق:
– عارفه ايه يا بني؟ أنا معرفش حاجه… هو في ايه؟ سيبها بس واغزي شيطاـنك…
مراد صرخ بصوت عالي يهز الجدران، كأنه بينفجر من كتر القهر والخذلان:
– الزبا'له اللي قدامك دي ملسمتهاش غير أول مره وطلعت مش بنت بنوـت!
وأكيد أبوها وأخوها عارفين!
بما فيهم عامر الكلـ.ب أبويا!!
بس وربنا ما هسيبهم يكملوا اللي في دماغهم!
وهحرـقهم كلهم!
أقسم بالله هدوقهم العذاـب الي بجد…
وبعدين رماها على الأرض كأنها حمل تقيل على قلبه، صرخ فيها وهو بيقلب وشه عنها ودماغه بترج من الغيظ:
– غوري البسييي حالا ده أنا هطلع عنيكي انتي واللي جابوكي دلوقتي...
أنا صحيت فجأة، رأسي تقيلة، جسـ.مي مكـ.سور، كل حته فيا بتوجع… حاولت أفتح عيني على النور اللي بيدوخني.
بصيت حواليّ بنغوشة، وقلبي وقع لما لاقيت نفسي متكتفة على الكرسي.
نفسي اتقـ.طع، كنت بحاول أفتكر حصل إيه…
وفجأة لمحت طفلة صغيرة قاعدة في ركن الأوضة، حضـ.نة نفسها، ودمـ.ـو.عها مغرقاها، شكلها مهزوم وجسـ.مها متبهدل كأن الدنيا كلها وقعت عليه.
صوتي طلع مبحوح من الخوف والقلق، ونديت:
– مراااد!
الطفلة كانت بتعيط أكتر، عينيها مليانة فزع وقالت:
– أنا خايفه أوي يا طنط… طلعيني من هنا… وديني عند مامااا ونبي...
قلبي انكـ.سر عليها، حسيت إني شايفة نفسي فيها، والدمـ.ـو.ع نزلت من عيني من غير ما أحس…
قربت منها بصوت هادي حاولت أطمنها:
– متقلقيش… هطلعك من هنا… بس ساعديني وتعالي فكي الحبل معايا…
الطفلة قالت وهي بترتعش من الخوف:
– أنا خايفه من الراجـ.ـل المتوحش ده… يعمل حاجه وحشه تاني… أنا خايفه...
دماغي ضـ.ـر.بت من كلمتها… جـ.ـسمي اتشل، عينيا غرقتني بالدمـ.ـو.ع، حسيت بإحساس مرعـ.ـب لما فهمت إنها اتأذت... زيي… ويمكن أكتر…
قربت منها بحنان وخوف:
– متخافيش… أنا جنبك… ومش هخليه يلمسك… وهوديكي عند ماما… بس بسرعه… عشان نلحق نخرج قبل ما يرجع…
الطفلة كانت مرهقة، ماشية بالعافية، بس قامت بشجاعة وبدأت تفك الحبل عني، وأنا كنت كل ثانية بدعي نلحق نخرج.
قومت من على الكرسي وأنا جـ.ـسمي بيترنح، وشوفتها جنبي… بصيت في عينيها وقلت:
– انتي كويسه؟ بصي… أنا وانتي هنخرج بهدوء… من غير صوت… تمام؟
هزت راسها ببطء، وهي بتحاول تبان شجاعة رغم الدمـ.ـو.ع…
مشيت بحذر شـ.ـديد، كل خطوة كأنها بتدوس على نا.ر.
وصلنا للباب… لاقيته مقفول.
قلبي وقع، بس عيني لمحت شباك… قربت منه بسرعة، فتحته بكل قوتي…
طلّعت الطفلة الأول، وأنا بعدها على طول…
لكن...
سوء الحظ لعب لعبته… لقانا!
صرخت بصوتي كله وأنا بزعق:
– مرااااد!!
لكنه جري علينا بسرعة، كتم بوقي وخدني أنا والبنت تاني جوه…
وقال بصوت بـ.ـارد مرعـ.ـب، بيقـ.طّع القلب:
– متحاوليش تستخدمي ذكائك تاني… عشان هجيبك… حتى لو هـ.ـر.بتي للمريخ...
فضلت أبعده بكل قوتي، إيديا بتتهز، وقلبي بيخبط في صدري كأن بيقولي اهربي، لكن هو ماكنش بيديني فرصة... كنت بحاول أقاومه بكل ضعف جوايا وقلت بصوت متقـ.طع من الخوف:
– انتوا عايزين مني ايه؟ سبوني في حالي... أنا كنت ماشية وهسيب البيت...
ماسمعش، شـ.ـدني وقعدني على الكرسي بعنـ.ف، نظرته كلها استهزاء كأن بيستمتع بخوفي وقال بسخرية مرعـ.ـبة:
– مش بمزاجك يا حلوه... لسه مشوارنا طويل...
وبعدين مد إيده، وجاب الحقـ.نة... قلبي وقع، كنت عارفه إيه اللي جاي... بدأ يدهاني على رقبتي، ووشه آخر حاجة شفتها قبل ما عيني تتقفل تاني...
في الناحية التانية، مراد بعد ما نسمه لبست، كان غضبه بيغلي، قلبه متحر.ق، شـ.ـدها من شعرها من تاني وقال وهو عنيه مو.لعة:
– تعالي، ده انتي يومك مش معدي... لا انتي ولا أهلك!
خرج بيها من الأوضة، وهي بتصرخ، صوتها بيخترق الجدران، وأمه كانت بتحاول تمسكه وتفصله عنها... لكن نسمه جمعت شجاعتها وزقته جـ.ـا.مد قدام السلم، صرخت فيه وهي بتترعش:
– انت مجنوـن!! إزاي تمد إيدك عليا بالشكل ده؟!
مراد اتصـ.ـد.م من ردها، ومن بجاحتها اللي حاسها فوق الطبيعي، رفع إيده وضـ.ـر.بها قلم وقعها على الأرض وقال وهو صوته بيقطع:
– ده انتي بجحه... ليكي عين يا مرا تتكلمي بعد الوساـخه دي؟!
أناااا يتختم على قفايا كده؟ أنااا شايفني عيل قدامكوا يضحك عليه؟
ده أنا مراد الديب يا زباـله انتي واهلك!
مسكها من شعرها تاني وسحبها وهي نايمه على الأرض، نزل بيها السلم بعـ.نف، كل خطوة بتوجعها، كل سحبة بتمزق روحها...
عامر وقف قصاده بعصبية، صوته عالي لكن تـ.ـو.تره باين في عينيه، قال وهو بيكتم غليانه:
– إيه اللي انت بتعمله ده؟ انت شكلك راحت منك، سيب البنت!
مراد جز على سنانه، ووشه كله نا.ر وغيظ:
– أنا بردو اللي راحت مني؟ ولا انتوا عيله مش سالكه وعايزين توسـ.خوا حياتي بالزباـله دي؟
عامر بدأ يتـ.ـو.تر أكتر، وقال بصوت فيه حدة:
– مسمحش تتكلم على بنت أخويا كده... انت فاهم؟!
مراد زعق وهو بيفور:
– لا أتكلم عليها... وحقي أغلط فيها... مش أنا اللي يتعمل فيا كده!
انت عارف إن الجوازة دي جايه بخراـب عندي... وأنا مش هسكت!
هطلـ.قها بالتلاته... أنا مرضاش أوسـ.خ سمعتي بيها!
عامر بصوت عالي مهزوز:
– ولد اتعدل أحسنلك! هي عملتلك إيه عشان تتكلم عليها بالسوء ده؟!!
مراد صرخ وهو كأنه بينفجر من جوه:
– البت دي مدخلتش عليها من ساعة ما اتجوزتها! أول داخله ليا النهارده!
واكتشفت إنها مش بنت بنوـتت!!
نفهم من كده إيه؟ إن السا.فله دي كانت مظبطه مع واحد قبلي!
وانت أكيد كنت عارف، وعشان كده طلبتني اتجوزها غصب!
مش هقولها لك يا عامر بيه!
وهطلـ.قها وهولـ.ع فيكوا نفر نفر!
صوت نسمه قطع الكلام كله، كانت مرمية على الأرض وبتصرخ بكل وجع:
– مش قااادره... أنا بنزـف... ااااه... الحقونييي...
مراد شاف الد.م بينزل منها، لحظة صمت مرعـ.ـب، قلبه اتخبط جوه صدره، بس فضلت عينيه متسمرة، عقله بيربط الأحداث...
مافيش غير تفسير واحد... كانت حامل!
وبعد ثواني اتأكد أكتر لما سمعها بتصرخ بتنهيده من عمق الروح:
– مش قاااادره... أنا بسقط... ااااااه...
مراد صرخ بصوت مرعـ.ـب، كأنه بينهار:
– كمان حااامل؟! يا ولاد الكلـ.ب!
عايزين تثبتوني بعيل مش ابني! ويتكتب على اسمي عشان تغطوا على عاـر بنت أخوك؟
كده فهمت يا ولاد الكلـ.ب!
أقسم بالله هطلع ميـ.تين أهلكم...
وانتي يابت ارمي بلاكي على حد شبهك، مش أنا!
يا وسـ.خه...
انتي طاـلق... طاـلق بالتلاته!
وبعدها تفّ بغل على وشها وخرج من الفيلا وهو بيغلي من القهر...
بعد ما خرج، افتكرني... قلبي اللي كان دايمًا معاه، سأل نفسه: "هي فين؟!"
مسك موبايله وبدأ يرن...
لقيه مغلق، تـ.ـو.تره زاد، حس إن قلبه هيقف.
ركب عربيته بسرعة، وبدأ يدور عليا في الشوارع زي المـ.ـجـ.ـنو.ن.
مر ساعتين ونص، كان بيضـ.ـر.ب نفسه بالنـ.ـد.م، وكل لحظة بتعدي، القلق بيزيد.
وأخيرًا، جتله فكرة: يروح عند أهلي، يمكن تكون هناك...
أما أنا، صحيت على ضـ.ـر.بة خفيفة فوق وشي، فتحت عنيا بصعوبة، لاقيت وش عامر قدامي، شهقت بخضة وجـ.ـسمي كله ارتعش، قلبي كان بيدق بسرعة وقلت بخوف:
– انت عايز مني ايه؟ وليه بتعمل كدا؟ حـ.ـر.ام عليك... سبني أمشي.
ضحك بسخرية بنبرة بـ.ـاردة تخوف:
– انتي اللي عايزه مننا ايه؟ وليه دخلتي نفسك في عيلة زي دي؟ انتي مش قدنا يا بنت الناس. بس خلاص، مادام مراد بيحبك، يبقا للأسف... مش هنعرف نسيبك. الأحسن نتخلص منك...
بصيتله بقرف شـ.ـديد، ونظرتي كلها غضب واحتقار، وقلت:
– انت راجـ.ـل قذ.ر وزبا.لة... لا يمكن أخاف منك، ومش هتعرف تعمل حاجة، عارف ليه؟!! عشان عرفت قذ.ارتك. لو مراد عرف، ساعتها مش هتلاقي نفسك عايش...
ضحك ضحكة بشعة، وعيونه بتلمع بشر:
– وهتقوليله إزاي؟ انتي ضامنة نفسك هتعيشي ولا لا؟ فوقي يا ماما، انتي تحت إيدي... مراد حتى مش عارف انتي فين، فمتعشميش نفسك كتير...
وبعدين بص للبنت الصغيرة اللي واقفة من بعيد وقال:
– خدوها برا... واقفلوا الباب وراكم.
أنا قلبي كان بيترج، جـ.ـسمي بيتنفض من الرعـ.ـب، بس مكنتش عايزة أبين ضعفي، حاولت أبين إني قوية. لاقيته بيقرب مني، وقـ.لع الجاكيت بتاعه، قرب أكتر ولمس وشي، نفسي اتقىطع، قلبي كان هيقف.
مسك وشي جـ.ـا.مد، حسيت إيده بتغرس في جلدي، وقال بصوت وا.طـ.ـي كله تهديد:
– ت عـ.ـر.في هنعمل إيه النهاردة؟!
بلعت ريقي بالعافية من كتر الرعـ.ـب، وقلت:
– متقربش مني... وابعد إيدك عني... وخليني أمشي من هنااا... يا مرااااد، يا نااااس حد يلحقنييي!!
عامر بص لي بديء وصرخ:
– بســســس!! صوتك مزعج...
راح جاب سماعة، حطها على ودني، وفتح الشاشة... وأنا اتجمدت في مكاني لما شفت الفيديوهات وأنا في الحمام!! صرخة مكتومة اتحبست في صد.ري، وعنيا دمعت من الصدمة.
عامر بصلي بنظرات كلها حقارة وقال:
– إيه رأيك؟ تحبي أنزلها على المواقع؟ ناخد منك فلوس كتير... ليه حق مراد يمسك فيكي... الصراحة جسىمك جـ.ـا.مد ومشـ.ـدود ووشك حلو، الواحد نفسه يجربك...
صرخت في دمـ.ـو.ع وأنا موجوعة من كلمـ.ـا.ته وقلت:
– انت راجـ.ـل قذىىر وحيو.ان! مستحيل تبقى أب! فعلاً كنت مستغربة مراد بيكرهك ليه... عشان راجـ.ـل وسىخ وزباىلة، مستحيل حد يصدق الوش البريء اللي انت ظاهر بيه ومخبي وساىختك...
ضحك تاني ضحكة تقطىع القلب:
– أنا هوريكي الوساىخة اللي فيا فعلاً... هنـ.ـد.مك انتي ومراد بتاعك ده...
قرب مني أكتر، وقطـ.ع الكم من دراعي اليمين والشمال، وبعدين حفر ضوافره في جلدي... كنت بتألم جـ.ـا.مد، جسـ.مي كله بقى مجرـوح، وصوتت بوجع، بس هو مكنش شبعان.
قـ.طّع فستاني، وبص على جسـ.مي، وعيونه كانت مليانة شر، وبعدين بدأ يحفر ضوافره بين رجليا... الألم كان وحشي، دمـ.ـو.عي كانت بتنزل زي المطر، وقلت بصوت مكـ.سور:
– حرااااام عليك... سبنييي... آااااه...
مسك شعري، وراجع راسي لورا بقوة وقال:
– شوفتي الوساـخة اللي فيا؟ دي أقل حاجة... انـ.ـد.مي يا بت، انـ.ـد.مي إنك جيتي هنا... ده انتي هتشوفي العجب مني... استني بس، أنا اتهدد منك؟! ولا عاش ولا كان اللي يهددني... يا بنت الـ...
جري وجاب حـ.قنة، وضـ.ـر.بها في كل حتة في جسـ.مي، كانت جرعات كبيرة... بدأت أتاوه بوجع، جـ.ـسمي بيتشنج، وبدأت أهلوس، الأصوات حواليا بقت مش واضحة، سمعت صوت بيقول:
– هتمو.تي النهارده أبشع مو.ته...
وصوت صريخ طفل، وصوت مراد بينادي عليا، وكنت بصوت لكن مش قادرة أحدد حاجة... آخر مشهد شوفته كان عامر، أو الواد اللي كان بيغتـ.صبني، بيقرب تاني، وبيضحك...
فضلت أصرخ زي المـ.ـجـ.ـنو.نة:
– ابعد عني! لا... لا بلاش كدا! ونبي يا مرااااد... يا ماماااااا!!
مراد كان سايق، وفجأة حس بصوت جوا قلبه، كأن قلبي بيناديه، بلع ريقه بتـ.ـو.تر، ونزل من العربية، جري على بيتنا وخبط جـ.ـا.مد.
أبويا فتحله بضيق، وقال:
– في إيه؟ وبعدين... إنت تاني؟! إيه اللي جابك هنا؟!
مراد دخل زي المـ.ـجـ.ـنو.ن، بيرمي عينيه في كل حتة، وصوته متقطع:
– حور فين؟! يا حووورر!!!
أبويا قالله بضيق:
– وحور بنتي إيه اللي هيجبها هنا؟ أنا طردتها! إنت ضيعت بنتي!!
مراد كان تايه وقال:
– متأكد إنها مش هنا؟ عايز أقولها حاجة، بس أطمن عليها... وبعدها اطردني زي ما تحب.
أبويا بص له بــــاستغراب:
– بقولك بنتي مجتش هنا، أنا هكدب عليك ليه؟! وديت بنتي فين؟ لو حصلها حاجة مش هكتفي بمو.تك!!
مراد حس إن الدنيا بتقفل عليه، دمـ.ـو.عه محبوسة في عينيه وقال:
– لو كنت خايف عليها، مكنتش طردتها ولا سبتها تمشي معايا...
مشي وهو موجوع، قلبه مليان نـ.ـد.م، وشايف إنه قصّر، ودفعها التمن غالي... فضل يدور عليها، يسأل الناس، معاه صورتها، وما بينامش.
مر يوم كامل، نام في العربية من التعب، وبعدها رجع البيت عند أبوه... دخل الأوضة، لاقاها مفتوحة، وشاف هدوم عامر، عليها د.م!! قلبه وقع... معقولة عمل فيها حاجة؟!!
موبايله رن، رقم مجهول... فتحه بقلبه بيرتعش... صوت قال:
– عامر بيه... أسر ابن حضرتك متشنج، ونازل فينا ضـ.ـر.ب! مش عارفين نسيطر عليه!
الصدمة خبطت مراد... اتسعت عنيه، ووشه اتجمد:
– أسر؟! اللي ماـت؟! عايش؟!
أبوه خرج من الحمام وقال:
– إنت بتعمل إيه هنا؟!! هات التليفون... إزاي تدخل من غير ما تستأذن؟!
مراد بص له بجمود وقال:
– اللي سمعته ده صح؟!
عامر اتـ.ـو.تر:
– سمعته إيه؟ وإنت ليه ماسك تليفوني أصلاً؟!
مراد قال بصوت كله غضب ودهشة:
– أسر... أخويا... عايش؟!!
عامر بلع ريقه، واتسمر في مكانه، مفيش ولا كلمة طلعت منه...
مراد قال بصوت كله غضب ودهشة:
– أسر... أخويا... عايش؟!!
عامر بلع ريقه، واتسمر في مكانه، مفيش ولا كلمة طلعت منه... كان واضح عليه الارتباك، عينيه بتزوغ يمين وشمال، وكأن الدنيا اتقفلت حواليه.
مراد قرب منه، وصوته اتغير، بقى مليان ألم ومرارة:
– كنت بتضحك عليا طول السنين دي؟! دفنـ.تني في كدبة؟!! قولتلي ماـت... وأنا كنت كل يوم بموـت من وجعي عليه وانت قاعد بتضحك في وشي؟! 
عامر حاول يمسك أعصابه من التـ.ـو.تر وحاول يكـ.ـدب عليه في الكلام : 
– أسر مين!!! أسر اخوك ماـت من زمان وشبع موـت انت شكلك محتاج تاخد علاجك بدأت تخرف بيه .
مراد مسك فيه بغل وقلبه محروـق من جواه واتكلم بصوت موجوع وغضب:
– انت كمان عايز تكتب عليا أن أنا مجنوووون بعد ما خبيت عليا الحقيقة سنين، وجاي دلوقتي تكذب تاني؟!!
عامر اتـ.ـو.تر، حاول يفك إيده من تحت قبضة مراد اللي كانت بتضغط على صدـره بقوة:
– إهدا يا مراد... إنت مش طبيعي كده، إسمعني!
مراد زعق بصوت عالي، صوته كان بيرج البيت:
– مش طبيعي؟!! إنت اللي مش طبيعي! دفـ.نت أخويا عايش! سبتني أعيط عليه سنين، وكنت واقف جنبي بتنزل دمـ.ـو.ع تماسيح و بتمثل! إنت مريـ.ـض نفسي! لا لا إنت إبليس فييين اخويااااا وديته فيين!!!
عامر بص لمَراد بعصبية ولامبالاة، بيحاول يتمالك نفسه، وصوته فيه برود بيكـ.سّر القلب:
– بقولك ماـت… انت مبتفهمش ولا إيه؟ مااااات! مااااات وانت شوفتـه واحنا بندـفنه!
إيه؟ معقوله رجع من الموـت؟ ولا هو موجود وأنا مش شايفه مثلاً؟!
مراد حس إن الأرض بتتسحب من تحته.
دماغه مش قادرة تستوعب… كل حاجة بتخبط فيه مرة واحدة.
مسك دماغه وصرخ، مش بصوت، لا…صرخة طالعة من قلبه المكـ.سور، من وجعه اللي مالي صدـره.
مسك في أبوه تاني، إيده بتترعش، أعصابه بايظة:
– فين أسر؟! وتقدر تقولي إيه الدـم اللي على لبسك ده؟!
هاااااا؟!
أنا عارف إني صاحي وفاهم أنا بقول ايه…
وسمعت فعلاً إن أخويا عايش، فـ هتجيبه… زوق أو غصب!
هتجيبه…والا وديني لله، ما هرحمك مني.
مسك فيه بكل قوته… كان بيخـ.ـنـ.ـقه حرفيًا، والغضب سايق قلبه.
عامر وشه احمر، عروقه بـ.ـارزة، حاول يخلص نفسه.
بص على جنب بسرعة… لمح سكيـ.نة… مد إيده بالعافية…
جابها!
لكن مراد لمح الحركة، ومسك إيده، فضل يضرـبه عشان يوقع منه السلاـح،
بس عامر فجأة زقه على السرير بقوته، وركب عليه والسكيـ.نة قريبة من بطنه! السن دخل في جـ.ـسم مراد شوية… صرخ! صرخة وجع ومفاجأة، كانت هتسحبه من الحياة. وفجأة… طلـ.ق، مش واحد… كذا طلـ.ق، عامر اتسمر… ووشه اتقلب لصـــدمــه مراد بص حواليه وهو مذهول  وشاف أمه… ماسكة المسدـس، عنيها مليانة ناـر، وصوتها كله حقد وقهر:
– أحسن موـتتت! كان لازم أعمل كدا من زماااان! راجـ.ـل جبان و وسـ.خ، غور! يكش الأرض تبلعك، تنزلك لسابع أرض، تتذل وسط الناـر، زي ما حرـقتني على عيالي… وابني أسر اللي موـته! يا كاـفر! ما عندكش قلب ولا رحمة!
أنا بكرهككك… بكرهك يا عامر الكلـ.ب!
كانت جاية تضرـبه في صدـره، لكن مراد بسرعة ضرـب طلـ.قة في السقف وخد منها السلاـح، وشه كله صدمة:
– ليه عملتي كدا؟!
انتي وديتي نفسك في داهية عشان الوسـ.خ ده؟!!
أمه كانت بتعيط:
– أومال أسيبه يقتـ.لك زي ما عمل في أخوك؟!
مش مستعدة أخسرك انت كمان واسكتله…
ده لازم ياخد عقابه…سبني أقتـ.له… هات المسدـس…
مراد رجع خطوة وقال:
– أنا مش عايزه يموـتتت...
صرخت بصوت مبحوح ومليان ناـر:
– لييييه؟! موـته!
ده لازم يموـت… اللي زيه يعيش تحت التراب!
يتقفل عليه، والتعاـبين تفرس فيه زي الحيواـنات...
مراد قرب منه، قلبه بيخبط، حط إيده على رقبته وهو بيبلع ريقه،ولقى النبض… ضعيف… بس موجود.
اتنهد بـ.ـارتياح، وشاله بالعافية، وهو بيحاول يشيل دمـ.ـو.عه معاه،
لكن مامته صرخت:
– انت بتساعده ليه؟! سيبه يموـت ويتعذب شويه!
مراد وهو بينهج من التقل وقال:
– لازم يعيش…مش عشانه، عشان أخويا ومراتي… لازم ألحقهم… محدش غيره يعرف مكانهم!
أمه بصتله مصدومة، الدنيا بتلف حواليها:
– يعني إيه؟! أنا مش فاهمة حاجه!
إيه اللي دخل حوار أخوك الميـ.ت في الموضوع؟!!
مراد بصوت مضغوط، مستعجل:
– هقولك بعدين يا أمي، لازم ألحقه حالاً…
شاله على كتفه، خرج من الفيلا بخطوات تقيلة، قلبه مثقل، عينيه متعلقة بالأمل الوحيد فتح العربية، حدفه جواها،
وركب، وراح المستشفى بأقصى سرعة… دخله الطوارئ.
عند حور…
كنت قاعدة على الكرسي، جـ.ـسمي كله موجوع، مفيش حتة مش متعوـرة، ولبسي متقـ.طع ومتبهدله ، وحاسة إني مش بني آدمة… وشي عليه كدـمـ.ـا.ت، وبنهج من التعب، وراسي ميلة لتحت من التعب.
دخل عليا واحد، ماسك طبق، قرب مني، وضرـبني على وشي بخفة مستفزة، وبعدين رمى شوية ميه على دماغي، فوقت بفزع وهو بيقول بصوت غليظ:
– يلا عشان تأكلي...
حاولت أتمالك نفسي وأتصرف بذكاء، وقلت بصوت متقـ طع:
– هاكل ازاي وانا ايدي الاتنين مربوطين؟ فكني… أنا جعانة...
ضحك بسخرية، نظرته فيها تهديد وقال:
– متقلقيش، هاكلك أنا… لحد لما تشبعي.
قولت بتعب ونبرة رجاء ضعيفة:
– طب أنا عايزه أخش الحمام… دخلني بالله عليك، مش قادرة… بطني بتموّـتني...
رد ببرود بيلسع:
– عشان تهربي تاني صح؟ انسي… اعمليها على نفسك احسن.
دمـ.ـو.عي نزلت من غير صوت، وقلت برجاء:
– صدقني مش ههرب… حتى اقف قدام الباب لحد ما أخلص… بالله عليك، دخلني، أنا مش قادرة...
جز على سنانه، وقال:
– ماشي… خمس دقايق وتخلصي، مش عايز ملوعة وتأخير.
هزيت راسي بالموافقة، قلبي بيخبط، وأول ما فك إيدي ومسكني من دراعي، حسيت برعـ.ـب وخوف، بس مشيت معاه لحد الحمام.
دخلت بسرعة، ولما جيت أقفل الباب، صدّه وقال:
– متفقناش على كدا يا جميلة… تعملي وانتي فاتحة الباب.
قولتله بضيق، وأنا بحاول أثبت نفسي قدامه:
– وانت تشوفني ليه أصلاً؟! مش من حقك… وبعدين أنا قولتلك تقف قدام الباب، مش تدخل معايا… عن إذنك.
قفلت الباب، وبصيت حواليا أدور على أي حاجة أحميني بيها…
لقيت قطعة أزـاز صغيرة، قلبي دق أسرع…
وبعدين عيني وقعت على الشباك، حاولت أفتحه بشويش، لقيته بيبص على منور… اتحطمت أكتر.
فجأة سمعت صوته بيزعق برا، صدمتي زادت، ونفسي تقـ.طع:
– يعني ايه عامر بيه في المستشفى؟!! ابنه مراد موـته؟؟؟ وعرفت ازاي؟! طب والعمل؟! هنعمل ايه في البت اللي معانا؟! وابنه أسر ده؟!
اتخضيت، ولساني بدأ يكرر الاسم بصوت وا.طـ.ـي، مش مستوعبة…
هو… أسر؟! أخو مراد؟! عايش؟!
الشاب خبط على الباب بعصبية:
– كل ده في الحمام؟! إنجزي، ولا أفتح الباب بمعرفتي!!
اتـ.ـو.ترت جدًا، وبصيت بسرعة أدور على حل، خبّيت الإزاـزة في إيدي، وخرجت، لقيته قعدني على الكرسي وربط إيديا تاني… الحمد لله، مكتشفش الإزاـزة اللي معايا.
عند مراد…
كان قاعد على الكرسي برا أوضة الطوارئ، رجليه بتتهز من التـ.ـو.تر، عينيه معلقة في باب غرفة العمليات، وكل ثانية بتعدي عليه كأنها سنة.
خرج الدكتور أخيرًا، ووشه كله ملامح حزن وتعب.
– الدكتور قال بهدوء:
– إحنا عملنا اللي نقدر عليه… حالته دلوقتي بين الحياة والموـت.
مراد وقف بسرعة، صوته علي وهو بيزعق:
– لا!! لااااااااا…
مش عايزه يموـت ...مايموـتش! دلوقتي 
أنا محتاج منه معلومة مهمة… هو الوحيد اللي يعرفها!
الدكتور حاول يهديه وقال:
– مفيش فايدة دلوقتي، حالته حرـجة، والسن دخل بزاوية خطـ.يرة. النزـيف وقفناه بالعافية.
مراد بصله بحدة وقال:
– طيب أدخلله… دقيقة واحدة بس…أكلمه، يمكن يقول أي حاجة تنفعني.
مش هضيع وقت… أقسم بالله مش هتأخر!
الدكتور هز راسه وقال بصرامة:
– مش هينفع، استنى على الأقل حالته تستقر…
لسه مفَـقش خالص، وتحت تأثير البنج والمُسكنات، أي محاولة دلوقتي هتخسره.
مراد عض شفاـيفه من الغيظ وتنهد وقال:
– هيفوق إمتى؟!
الدكتور قال بهدوء وهو بيبص في الورق:
– لما يفوق… هاجي أقولك بنفسي، بس ادعي إن يعدي الليلة على خير.
مراد بصله بنظرة غضب مكتوم وقال بصوت مكـ.سور:
– لازم يعيش… مش علشانه… علشان حور و اسر.
عند حور…
الشاب كان لسه مخلص مكالمته، قفل الموبايل ببطء، ووشه مفيهوش أي تعبير.
نا كنت قاعدة مربوطة على الكرسي، قلبي بيدق بسرعة، وحسيت بشك ف تصرفاته،
بلعت ريقي وأنا شايفة عنيه بتبصلي بنظرة غريبة وهو بيقرب مني واحدة واحدة...
قالي بصوت بـ.ـارد وهو بيبتسم ابتسامة خبيثة:
– شكلك طيبة… دي حاجة هتسهل عليا اللي جاي.
– جاي؟! جاي تعمل إيه؟!
سألت وأنا القلق في صوتي، بس عنيه كانت بتجاوبني قبل لسانه.
– تفتكري اللي زيك ممكن نسيبه يعيش بعد اللي عرفه؟
اتجمد الدـم في عروقي…هو ناوي يقتـ لني…
وهو بيقرب، وأنا كل تفكيري فـ الأز.ازة اللي كنت مخبيّاها من بدري بين ضهري والكرسي،
كنت ماسكاها بإيد متلجه، وبالراحة بدأت أحك بيها الحبل اللي رابط إيديا، سنون الأزاـزة كانت بتقـ.طع في الحبل واحدة واحدة وأنا بمو.ت من جوايا على الوقت اللي بيعدي…هو بقى قدامي، عينيه كلها شر وهو بيتكلم،
مد إيده ناحيتي ووشه بيقرب أكتر…
– بس متخافيش، مش هتحسي بحاجة!
وفي اللحظة دي…قطـ.عت الحبل وقولت :
– إبعد عني!!!
صرـخت وأنا بقف فجأة، مسكت الأزاـزة بيدي الاتنين، وهو حاول يهجم عليا.
اتخانقنا، هو بيحاول يمسكني، وأنا بحاول أبعد، كنت بضرـب فيه بإيدي وبجـ.سمي، والذعر مغرقني من فوق لتحت.
فجأة… لقيت نفسي بـغرـز الأزاـزة في جنبه جـ.ـا.مد… مش بإيدي…
غصب عني… وأنا بقاومه، حصلت اتجمد مكانه، وبصلي بصدمة…
– أنتي… قتـ.لـ…
ووقع على الأرض قبل ما يكمل.
أنا وقفت مكاني متجمدة، إيديا بتترعش، دـم بيغرق الأرض،
نفسي بيقـ.طع .. 
سبته ينزـف على الأرض…
كنت بترعش، قلبي بيخبط فـ صدـري زي طبلة حرب، وكنت بجرّ رجلي بالعافية وأنا بخرج من المكان.
كل خطوة كنت باخدها فوق جثـ.ته كانت بتخوفني أكتر…
لكني كنت لازم أهرب… لازم أعيش وأنا بتخطّيه، فجأة…صرخة قطـ.عت سكوت المكان!
– اااااه 
ضـ.ـر.بة جتني من تحت، في رجلي هو كان بيزحف وأنا مش حاسّة ضرـبني بحاجة معدنية في رجلي بكل غل.
وقعت على الأرض من الوجع، وصرـخت بألم، بس بسرعة،
مسكت الأزـازة اللي لسه في إيدي، وضرـبته بيها على إيده بكل قوتي، بعدها شلت نفسي بالعافية، وقلبي بيترج، ومشيت وأنا بمسك رجلي، بحاول أسند نفسي على الحيطان، نفسي متقـ.طع، ودـمي سايح من الجرـح…خرجت من المكان وبصيت حواليّا…
الدنيا كانت فاضية… ولا صوت… ولا أي ملامح حياة بس الغريبة؟ ده إداني أمل فرصة للهروب.
وأول ما شوفت تاكسي جاي من بعيد، وقفته، وركبت من غير تفكير.
كنت بترعش، ووشي باهت، ولبسي متقـ.طع، ودـم مالي جـ.سمي…
– مش معايا فلوس… بس لو سمحت وصلني المكان اللي هقولك عليه
الراجـ.ـل كان هيعترض، بس أول ما شاف حالتي سكت…
– خلاص يا بنتي اركبي… متخافيش.
وصلني لحد هناك…
قلتله شكراً، وهو اكتفى بنظرة فيها شفقة، وسابني.
قربت من باب شقة مراد…
كنت بنهج، وقلبي بيخبط، وعنيا مش شايفة من التعب.
خطواتي تقيلة… رجلي بتنزـف… الجرـح بيحرـقني،
– مراد… مراد…
كنت واقفة على الباب، جـ.ـسمي مايل،
وحاولت أخبط عليه… بس إيدي ماوصلتش للمقبض.
فقدت السيطرة…
وقعت… وغمضت عيني قدام الباب.
الدنيا سوـدت.
عند مراد قعد مستني عامر يفوق ومراد متـ.ـو.تر وقاعد علي أعصابه ومش قادر يستحمل عايزه يعرف اخوه فين وحور حبيبته فين لحد لما دخل علي الدكتور وقاله:
– معلش لازم يفوق حاول تفوقه في معلومـ.ـا.ت واقفه علي حياتي ولازم اعرفها مش هاخد كتير 
الدكتور بعدم موافقه:
– مش هينفع هيبقا في خـ.طر علي حياته لازم حالته تستقر ده لسه في العنايه المركزه 
مراد برجاء:
– مش هاخد كتير يا دكتور يلا بس انا اللي احتمل المسئولية أنا ابنه بعد اذنك 
الدكتور اتنهد وقال: 
– اتفضل معايا…
الدكتور قاله بهدوء، ومراد قام بسرعة، عينه مش بتتحرك من وش الراجـ.ـل، قلبه بيجري قبله.
دخل وراه، وكان الدكتور واقف فوق عامر، في إيده حقـ.نة بيحقنـ.ها في الوريد، وقال بصوت منخفض:
– دي هتساعده يفوق لحظات بسيطة… بس الوقت محسوب.
مراد وقف جنب السرير، عنيه متعلقة بوش عامر اللي مغمض، شاحب، بين الحياة والموـت.
ثواني، وبدأت عنيه ترفرف، وصدـره يتحرك بصعوبة… بيحاول يفتح عينيه.
مراد قرب منه بسرعة، صوته مليان رجاء وألم :
– عامر… إلحق نفسك و اعمل خير في حياتك قبل ما تودع.
قولي أسر…قولي مراتي فين…؟! فين أخويا؟!!
عامر فتّح عينه بالعافية، وبصله، شفاـيفه كانت بتتحرك بهمس مش واضح، كأنه بيكلم نفسه.
مراد قرب أكتر، وشه قريب جدًا من وشه، وقال بصوت مبحوح:
– أنا سامعك… قولي… فين؟! فين هم؟!
عامر حرك شفايفه تاني، همهمة خفيفة… وبصعوبة شـ.ـديدة نطق:
–...مـ... مر... كا…
– مر… كا إيه؟! كمل!!
مراد قرب أكتر، عنيه بتلمع، قلبه بيتقبض:
– مر كا إيه؟! ...مرسى؟ مركز؟ مرجان؟ ...كمل!! مش هسكتلك…كمل يا عامر!! أسر فين؟!!
عامر حاول يتكلم تاني، الشفاـيف تحركت بحروف مش واضحة:
– مر… كا… شر…
مراد صرخ، قلبه بيقع:
– مركة إيه يا عامر؟! مركة؟مركز شرطة؟ مركز مهجور؟
مرسى؟
كمل بقىااااا!!!
مراد صرخ، إيده بتترعش، وهو بيهزه بعـ.نف:
– كمل!! مش هسيبك تمو.ت غير لما تقول! أسر فين؟! مراتي فين؟!
لكن عامر سكت…نَفَسه اتقـ.طع…عينيه اتفتحت للحظة…
وبعدين ثبتت.
الجهاز الطبي سمع بصفارة طويلة…
مراد بصوت محرـوق و وجع وصرـيخ:
– عامررررر!!! لااااااااا!!!
مراد صرخ من أعماقه، وكأن روحه خرجت مع آخر نفس في عامر،
وقع على الارض، ماسك شعره، عينيه كلها دمـ.ـو.ع وغضب ووجع.
– كان فاضل كلمه… كلمه بس!! كنت هعرف…
الدكتور أول ما شاف حالة عامر بتدهور بسرعة، نده بأعلى صوته:
– ممرضين بسرعة 
الصوت دوّى في المكان، والدنيا اتقلبت… ناس بتجري، أجهزة بتترفع، وأوامر بتتقال.
– خرجووو برااااا… بسرعة لازم نلحق المريـ.ـض!
الممرضين دخلوا في لحظة، والدكتور ابتدى يتحرك بسرعة لإنقاذه…
واحد منهم قرب من مراد وقاله:
– معلش، لازم تطلع دلوقتي…
بس مراد كان قاعد وبعدين قام،و عينيه مش شايفة… قلبه تقيل، وجسـ.مه متخشب.
ولما الممرض مسكه من دراعه، مراد بعد إيده بعنـ.ف، وسحب نفسه…
خرج من الأوضة وهو حاسس إن روحه بتنسحب من جـ.سمه.
كان ماشي بخطوات بطيئة، وكل خطوة كأنها بتقـ.طع فيه…
خرج برا… ومحبط، مكـ.سور، حاسس إن آخر أمل كان في إيده… ضاااع وخسر حور حبيبته وأخوه اللي مشفهوش بقاله سنين ضيعه من تاني... مراد خرج وركب العربيه وساق وهو مش مستوعب أن الفرصه الاخيره والامل اللي كان ممكن يوصله لأخوه راحت وراح كل التعب والتـ.ـو.تر والقلق اللي كان مسكه طول الوقت علي أعصابه ومركز علي ضعفه بس 
مراد وصل لبيته وهو مهدود الحيل مكسـ.ور الشغف وهو بيقرب من شقته شهق مره واحده وعروقه اتجمدت وكل خليه وقفت في مكانها مش مستوعب اللي شافه حور حبيبته اللي كان بيدور عليها بقاله كتير شايفها جـ.ثه هامده علي الارض قدامه ومتبهدله و في كل حته في جسـ.مها بتنزـف ووشها شاحب يشبه بوش الميـ.تين مراد قرب عليا بسرعه ودقاته قلبه بتخرج من صدـره وقال : 
– حوررر فوقي يا حبيبتي فوقي اخيرا لاقيتك اخيراا هو عامر الكلـ.ب اللي عمل كدا فيكي عايز يكسـ.رني بيكي بس احسن انه غاـر في داهيه ولاقيتك يا قلبي.
مكنش في رد فعل مني غير اني بطلع صوت وا.طـ.ـي ومتقـ.طع كنت حاسه بودع الدنيا كلها بس بوداع بكلمه حلوه لمراد وقولت: 
– أنا بحبك... اوي يا مراد.. خليك جنبي..مسبنيش دفيني في حضـ.نك أنا سقعانه ..
مراد خدني في حضـ.نه كان متشبس فيا بكل حب وخوف وقلق وقال:
متخافيش يا حبيبتي هتكوني كويسه اهدي كدا سقعانه !!!
اتكلمت بصوت وا.طـ.ـي وتعب: 
– لا خليك كدا معايا شويه عايزه اشبع منك كان نفسي اوي في الاحتواء ده من زمان  كان نفسي احس بالامان بس محستهوش غير معاك الله ريحتك حلوه يا مراد وحضـ.نك جميل أنا مش متخيله أن أنا مرات الدكتور اللي اتخانقت معاه ورميت القهوه السخنه عليه فاكر...
مراد ضحك بس قلبه من جوه موجوع وبيتالم عشاني وقال:
– أنا فاكر كل ثانيه قضيته معاكي انتي لو عاوزه ترمي برميل مايه أنا موافق عشان اشوف ضحكتك بس طب فاكره لما ربطتك في الشجره وسبتك أنا كنت سايبك عشان عقابك إنما أنا مقدرش اسيبك في حته مقطوـعه لوحدك بس انا اسف علي اللي عملته معاكي بس انتي مستفزه بردو خلتيني اتعصب عليكي ..
كنت بضحك بوجع وانا نايمه في حضـ.نه ومغمضه عيني وقولت:
– ممكن انام شويه محتاجه انام ..
مراد هز رأسه بخوف شـ.ـديد:
– لا لا مفيش نوم احنا نروح علي المستشفي يلا يا حور يلا يا حبيبتي..
اتكلمت وانا بتصارع مع نفسي وصوت النهجه مسمع في قلب مراد وكنت بغيب بالتدريج وقولت:
– لا أنا عايزه انام شويه خليني كدا معاك مسبنيش محتاجه حضـ.نك يلا أنا هنام يا حبيبي ...
مراد جسـ.مه كان بيرتجف قلبه وقع في رجله لما شافني رميت جـ.ـسمي عليه وسبته وروحي كأنها انسحبت وهنا مراد اتجنـ.نن وهز في جسـ.مي بخوف وفزع وقال: 
– لا ما انتي مش هتموـتي فاهمه انتي مش هتموـتييي أنا مش هسيبك لما صدقت الاقيكي بالله عليكي مسبنيش يا حور....حور قومي لو بتحبيني قومي بقااااااا يا حوووور!!!!
مراد كان في حالة انهيار تام، جسـمه بيرتجف، وقلبه واقع في رجله.
الإحساس بالعجز كان بيخـ.ـنـ.ـقه، والذعر مالي عينيه.
كان شايف روحه بتضيع قدامه وهو مش قادر يعمل حاجة.
صوته طالع من قلبه، مليان رجاء وألم، بيترجّاها تقوم، كأنها آخر نفس في حياته.
كل كلمة قالها كانت بتنز-ف وجع، وكان بيحـ.ضنها كأن حضـ.نه هو اللي هيرجع لها الروح.
و و ووووو يتبع 
مراد مكتفاش بالصريخ البواب سمع صوته واستغرب وجيه علي طول اتخض مره واحده والفزع مالي عينه وقال :
– يا بيه يا بيه لازم نوديها المستشفي بسرعه 
مراد وهو بيشاور بايده وحاسس أنه مش قادر يتكلم وبيقطـ.ع في كلامه وهو منهار وقال:
– كلم ...الإسعاف ... بسرعه بسررررعه أنا استحاله اخليها تروح مني ...
البواب بلع ريقه وقال بتـ.ـو.تر : 
– حاضر .. حاضر متقلقش يا بيه خير..
 الإسعاف وصلت وركبت العربية، صوت الإسعاف بيقـ طع في وداني، بس أنا مش سامعة… كل حاجة كانت بتهرب مني، حتى نبضي.
المسعفين اشتغلوا بسرعة، واحد منهم حط جهاز على قلبي، والتاني كان بيجهز الشحن، وقال بصوت قلق:
– النبض ضعيف جدًا... قرب يختفي.
مراد كان واقف عند الباب، عنيه مش بتتحرك من عليا، جـ.ـسمه متشنج، كأنه مش قادر يصدق اللي بيحصل.
المسعف قاله :
– يا باشا استنى برا لحظة، خلينا نركز!
لكن مراد كان بيهز راسه ببطء، وبيقول بصوت مضايق:
– أنا مش هسيبها…لوحدها دخلوني عشان معملش مشاكل واهد العربيه عليكوا كلها انتوا فاهمين؟؟؟ 
ركب معايا بالعافيه، قاعد جنبي، ماسك إيدي، وصوته بيترعش وهو بيهمس:
– أنا موجود يا حبيبتي… حور، سامعاني؟ لو سامعاني اضغطي على إيدي… أي حاجة افهم انك كويسه.
المسعفين بدأوا ينعشوا في قلبي، بصوت هادي بس سريع، التركيز مالي وشوشهم.
– لسه في فرصة… نبض خفيف جدًا… شحن دلوقتي.
مراد كان بيبص للجهاز، ووشه شاحب، بيحاول يتمالك نفسه بس كل حركة من المسعفين كانت بتكسـ ر فيه حاجة شحنة...ضغط...لحظة صمت…
مراد قال بصوت مرتجف وعالي:
– متسبهاش تموووـت والا هموـتكو كلكوا مش هقدر استحمل بعدها مش هقدر 
فجأة... الجهاز بدأ يشتغل من تاني، نبض خفيف… لكن موجود.
المسعف بص لمراد وقال بسرعة:
– رجع النبض... بس الحالة حرـجة جدًا، لازم نوصل المستشفى فورًا.
مراد نفَس ببطء، كأنه كان بيحبس روحه، وبصلي من غير ولا كلمة… بس دمـ.ـو.عه قالت كل حاجة.
الإسعاف جريت بينا، وأنا بين الحياة والموـت... بس في حضـ ن خوفه، كنت لسه عايشة.
  وقفوا قدام المستشفى، فتحوا الباب بسرعة، خدوني على نقالة وجروا بيا جوا.
مراد كان بيجري معاهم وماسك في أيدي،و عنيه متعلقة بيا، وصوته بيطلع مكـ سور:
– استحملي يا حور.. استحملي أنا عايزك ومش هقدر اعيش من غيرك متمشيش ..
الدكاترة دخلوني غرفة الطوارئ وقفلوا الباب، ومراد اتساب بره.
وقف في الممر… بيبص في الفراغ، ضهره محني، إيده بتترعش، وقلبه بيخبط في صدـره بجنـ ون.عدت دقايق…
ولا حد بيطّمن…
كل ممرضة تطلع يبص في وشها كأنه بيستجدي خبر.
قعد على الكرسي جنب الباب، كوعه على ركبته وراسه في إيده، بيهز رجله بسرعة…
كان الوقت بيعدي تقيل، وكل ثانية بتقطـ ع فيه.
لحد ما الدكتور خرج…
مراد قام بسرعة وقال بتلهف:
– هي كويسة؟ طمنّي؟
الدكتور بصله بنظرة فيها حذر وقال بصوت هادي:
– هي دلوقتي في أمان… بس الحالة كانت صعبة.
مراد قرب خطوة… ووشه اتغير:
– يعني إيه؟ إيه اللي حصل؟
الدكتور تنهد وقال:
– هي كانت في حالة انهيار عصبي حاد وضغط نفسي، مع وجود آثار حقن في أكتر من مكان في جـ.ـسمها… ودي نوع من الحقن بتستخدم في السيطرة على الضحية… بتسبب هذيان، تخريف، وفقدان للتركيز."
مراد عض شفايفه من القهر، وصوت أنفاسه علي.
الدكتور كمل:
– كمان كان فيه نزـيف من رجليها الشمال… مش جرـح واحد، كانوا كذا خدش أو أثر اعتداء ده غير أن جـ.ـسمها كان كله خدوش وكدمـ.ـا.ت من ايد المعتدي ربنا نجاها والله…  الحمد لله، سيطرنا علي كل ده 
مراد اتحرك خطوتين لورا، كأنه مخـ.ـنـ.ـوق…
– يعني… هي فاقت؟ بتتكلم؟
الدكتور هز راسه وقال:
– لسه تحت تأثير الحقن، ومرهقة جدًا… جـ.ـسمها محتاج وقت عشان يطرد المادة دي… بس اللي نقدر نقوله دلوقتي إن الحالة مستقرة…
مراد مسك صدـره بإيده، وكأن أنفاسه رجعتله شوية، وبص للدكتور وقال:
– "ممكن أشوفها؟… من بعيد بس… أطمن إنها حية."
الدكتور قال بهدوء:
_ استني عليها شويه وبعدين اطمن عليها بس متقلقش هي كويسه عن اذنك ..
مراد قلبه ارتاح شوية، ونفذ كلام الدكتور وقعد في الممر لوحده، ساب دماغه تغوص في الكلام اللي قاله له أبوه، بيحاول يفك الشفرة، يوصل لأي معنى… لكن للأسف، كل ما يقرب، يرجع يتوه من تاني. حس بالإحباط، قال في نفسه:
_يعني بعد كل ده… مش عارف ألاقي أخويا؟! اللي كنت فاكره ماـت؟!"
رجع راسه لورا، وسند على الحيطة، عينه غمضت من غير ما يحس، كأن عقله بيهرب من وجعه، وساب التعب ياخده.
نص ساعة عدت…
وفجأة، الممرضة هزته وهو نايم، فتح عنيه بفزع وبلع ريقه من الخضة، وهي بسرعة قالت:
– اهدَى يا أستاذ، مفيش حاجة.
مراد مسح وشه بضيق وقال بصوت غاضب:
– "هو في بني آدم بيتصحى بالأسلوب البهايم ده؟! بطلوا غباـء شوية بقى…"
الممرضة اتضايقت من طريقته وقالت باحترام:
– "حضرتك كنت نايم، والمريـ.ـضة صحيت وطلبتك، فكان لازم أصحيك… بس آسفة لو ازعجتك. عن إذنك."
مراد اتنهد بنـ.ـد.م، وسابها ومشي بسرعة للغرفة، فتح الباب وشافني نايمة بنص وعي، بصة عليه بتعب وابتسامة ضعيفة ماليه وشي.
هو دخل بخطوة بطيئة، عينيه كلها شوق ولهفة، قلبه بيزغرط من الفرحة، كأنه رجعله عمر كان ضايع.
قرب مني، مسك إيدي بإيده، وباـسها بشوق، ووشه بيتملى دمـ.ـو.ع وفرحة:
– أخييييراً… رجعتيلي… انتي حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي…
لو كان جرالك حاجة، أنا كنت هموـت…
ماكنتش هعرف أعيش من غيرك…
الحمد لله، ربنا كبير… رجّع روحي تاني برجوعك."
وبدأ يطبع بوساـته على كل حتة في وشي، بخفة ولهفة، كأنه بيطمن قلبه إني لسه حية.
بصيتله  بعين كلها حب، وقلت بصوت وا.طـ.ـي ومرهق:
– أنا عمري ما هسيبك يا مراد… حتى لو الدنيا بَعَدتنا، روحي وروحك مربوطين ببعض… للآخر."
مراد دمـ.ـو.عه نزلت وبين ضعفه ليها وقال :
_ أنا آسف… والله العظيم آسف،
كنت هقولك على كل حاجة، بس كنت خايف أخسرك…
عامر الـكلـ.ب هو السبب في كل اللي حصلي وحصلي…
هو اللي اتفق مع صحبتك شيماء عشان يأذوكي ويصوروا الفيديو الحقـ.ير ده،
وهو السبب في موـت أخويا…
هو اللي رجّعني لحياته عشان يوجـ.ـعني بيكي…
رجعني عشان أعيش في ناـر خوفي عليك وعلى أمي،
أنا آسف… أنا اللي معرفتش أحميكي زي ما وعدتك،
أنا اللي كنت بتهرب من المواجهة، كنت جبان زي ما قولتي…
بس أقسم بالله، من النهاردة… مش هفضل ساكت… مش هفضل خايف، هجبلك حقك… وحق أخويا… وحق أمي كمان،ولو على حياتي… أنا مستعد أدفـ.عها.
أنا اتسمرت فجأة... لما سمعت إن أبو مراد هو السبب في اللي حصلي عند شيماء، جـ.ـسمي اتجمد، وعيوني فضلت ثابتة، مش بتتحرك، الصدمة كانت أكبر من إني أستوعبها.
مراد لاحظ سكوتي، ودمـ.ـو.عه نزلت وهو بيقرب مني وقال بصوت مكسور:
– انتي ليه ساكتة كده؟ ردي… قولي أي حاجة! حتى لو هتزعقيلي… حتى لو هتكرَهيني… بس متسكتِيش!
مسك إيدي برجاء، عينه كلها وجع، ووشه قريب مني وقال وهو بيترجاني:
– حور بالله عليكي… اضرـبيني، ارميّني في السجن لو ده يرضيكي… أنا استاهل! بس ارجعيلي… سامحيني.
بصيتله وقلبي بيوجـ.ـعني وقولت بصوت وا.طـ.ـي بس حاسم:
– أنا لما كنت مخـ.ـطـ.ـوفة… سمعت حاجة مهمة سمعت أخوك… عايش، يا مراد! أخوك لسه عايش!!!"
عنيا دمعت وهو بيتجمد في مكانه، وأنا كملت وأنا بنهج:
– الحارس بتاع أبوك… هو اللي يعرف مكانه هو في الفيلا، في أوضة صغيرة على جنب…وانت خارج، كمل شوية هتلاقيها.
جواها باب حديد قديم، بينزل على سُلِّم طويل…
هناك… هناك مرمي علي الارض ألحقه قبل ما يموـت ، هو الوحيد اللي يقدر يدلك."
مراد قلبه بدأ يدق بسرعة، وعينيه مليانة قلق:
– وانتي؟! أنا خايف أسيبك… لو حصلك حاجة وأنا مش جنبك… أنا مش هسامح نفسي تاني 
قولت وأنا بتنهّد من التعب:
– انا موجوده متقلقش… مستنياك، ومش هروح في حتة.
روح انت… أسر محتاجك أكتر دلوقتي."
مراد على طول كلم أمه تيجي تقعد معايا، وقعد مستنيها بقلق، ولما جت، وصاها ما تسيبنيش لحظة، وبعدها خرج جاري على الفيلا.
وبالفعل، راح زي ما وصفتله، لكن أول ما دخل… حس بقُبضة في قلبه.
المكان كان مألوف، مرعـ.ـب، كأن روحه شافته قبل كده.
وهو بيقرب… دماغه بدأت تفتّح، يفتكر حاجات ماـتت من زمان مكنش فاكرها من تأثير المرض النفسي
وشاف قدامه نفسه وهو طفل صغير…
واقف في نفس الحتة اللي أنا كنت فيها… بيراقب!
وشاف عامر… أبوه.
شافه وهو ماسك أسر، بيهدده بعنـ.ف وهو بيصـ.ـر.خ فيه:
– لو فتحت بوقك بكلمة… هقـ.طعك حتت، ولا هتشوف يوم زيادة في حياتك، فاهم؟!"
أسر زقه بكره وقال بغل:
– هفضحك… قدام كل الناس!
انت راجـ.ـل واطــي، بتهـ...تك أعر...اض الأطفال…
البنت اللي كنت هتموّ....تها؟ أنا لحقتها منك في آخر لحظة!
بس المرة دي… مش هسكتلك و هقول لكله 
أسر حاول يهرب، بس عامر…
طعـ.نه في ضهره بكل قسو..ة!
مراد  جري وهو بيصـ.ـر.خ:
– أسررررررر!!
لكن قبل ما يتحرك خطوة… الحارس كان سبق وضرـبه بحـ.قنة في رقبته.
مراد وقع على الأرض، مغمي عليه.
مصحاش غير على صوت صريخ…
صوت أمه وهي بتعيّط بجنوـن، وصوت أبوه بيتخانق.
مراد حاول يفوق… مش فاهم حاجة.
وشه شاحب… ونَفَسه تقيل… وأمه وقفت قدامه بتنهار وقالت:
– اخوك ماـت يا مراد ماـتتت اهاااا يا ضنايااا ...
مراد قام وهو تايه ومش فاهم في ايه، جـ.ـسمه تعبان وعقله مش مركز كان بيحاول يستوعب، دخل الأوضة وهو بيوزع.
عينيه وقعت على الجثماـن الملفوف بملاـية بيضا… وقف مكانه، مصدوم.
قرب ببطء، ركع جنبه، والدمـ.ـو.ع نازلة من غير ما يحس.
وفجأة… لمحة رجعت له، طعنـ ة، صرخة، دـم.
افتكر!
همس بصوت مبحوح وقلبه محرـوق:
– عامر… هو السبب اكيد أنا فاكر أنا مش ناسي لا
 مراد كان بيصرّخ والشرار طالع من عنيه، دمـ.ـو.عه سايحة على وشه قام وقرب منه وقال بصوت مخـ.ـنـ.ـوق ومسك في بغل:
– إنت اللي موـتـه... أنا شوفتك... شوفتك بعنيا وانت بتطعـ.نه بالسكـ.ينة يا عامر، قتـ.لت أخويا… قتـ لت روحي!
عامر، بعنـيه اللي بتعرف تمثل الحنية، بدأ يهز راسه، والدمـ.ـو.ع الكذابة نازلة على خده وقال بتمثيل غـ.ـبـ.ـي:
– لا حول ولا قوة إلا بالله... ابني التاني اتجنـ.ن! يا ناس ده ابني بيتخيل!
ده هو اللي جاب أخوه الفيلا، وقالنا بنفسه إنه ماـت… واحد بلـ.طجي هو اللي خلّص عليه… وإنت فاكر إزاي؟ مش كنت مرمي على الأرض ومغمى عليك؟
بص لنفسك في المراية… وشّك كله متبهدل، متشوـه من الضرـب!
إنت معرفتش تحمي أخوك… سبتـه… سبتـه يموـت يا مراد، وواقف دلوقتي تتهمني؟
راح أسر… وراح مننا كلنا…
مراد لف وشه ببطء ناحية المراية… شاف نفسه، وشه فعلاً متشرّط ومتخرشم، حاجات كتير مش فاكرها… بس قلبه واجعه، ودماغه فيها صوت واحد بس… أنا شوفتك… إنت اللي قتـ لت أسر.
اتلفت تاني على عامر، ومسَكه من هدومه وصرّخ فيه بغلّ:
– كدّاب!!
إنت اللي عملت فيا كده!
إنت اللي شوّهتني، ضرـبتني، ونيمتني، عشان تمسح جرـيمتك!
أنا شوفتك وانت بتغدر بأخويا، شوفتك وانت بتطعـ.نه بإيدك يا وسـ خ!
إنت السبب في كل حاجة سوـدا حصلت!
مش هرحمك يا عامر… مش هرحمك، والله ما هسيبك تفلت من اللي عملته! وبعدين مراد كان بيضـ.رب أبوه بوجع متراكم، كل ضرـبة فيه كانت صرخة وجع، نـ.ـد.م، وحرقة سنين.
لحد ما عمه مسكه من وراه بصعوبة، وشـ.ـده بعيد، وصرخ فيه إنه يهدا، لكن مراد كان منهار... عقله مش في مكانه.
كان كل اللي شايفه في اللحظة دي صورة أخوه ملفوف بملاية بيضا، وهو اللي دفـ.نه بإيده.
فضل يعيش بعد اللحظة دي شايل في قلبه ذكرى موجـ.عة، كأنها خنجر مغروس في صدـره.
كان بيصحى في نص الليل مفزوع، يصـ.ـر.خ بــــاسم أسر ،
ويتنفس بصعوبة، يشوفه في كوابيسه، ويتمنى لو الزمن يرجع… يمكن كان أنقذه.
الصدمة كانت أعمق من كل شيء…
مفيش دليل، مفيش شهود… بس هو شاف، وعاش، ووجعه بيشهد.
بدأ ياخد علاج اكتئاب، لكن مفيش دواء بيعالج وجع القلب.
النوبات بدأت تجيله، عقله بيتعب، وجـ.ـسمه بيضعف…
لحد ما رجع للمكان ده، نفس المكان اللي اختفى منه كل شيء… ورجعله كل حاجه 
رجعله صوته… صرخة اسر الدـم، الطعـ نة، الخوف، الذل…
الذكريات انفجرت جواه، ودمـ.ـو.عه نزلت من غير ما يحس، بلع ريقه، وكان واقف متسمر، عاجز…
حاسس إن قلبه بيتقـ طع… حرفيًا.
لكنه ما استسلمش، مسح دمـ.ـو.عه، وشـ.ـد نفسه، وجرى بسرعة على الأوضة اللي وصفتهاله حور.
كل خطوة كانت بتفكره، كل باب بيفتحه بيرجع بيه لورا أكتر…
أخوه، وهو بيتوجع… وهو بينادي عليه… وهو بيموـت قدامه.
دخل، وفعلاً شاف الواد واقع على الأرض، شبه غايب عن الوعي،… هو ده اللي كان خاطف حور!
قرب منه، ولقى نبضه ضعيف، وشاف جـ.رح في بطنه، بس بسيط.
مراد سحب نفسه، وبدأ يعالجه في مكانه، لف الجـ.رح كويس،
وبعدين قومه، وربطه على كرسي.
جاب شوية ميه، ورشهم على وشه…
الواد اتشرق، وفضل يكح، ولما فتح عينه لقى مراد واقف قدامه ببرود قاـتل.
مراد قال بصوت جـ.ـا.مد، هادي… بس فيه ناـر:
– كلمة واحدة هقولها… لو عايز تخرج من هنا على رجلك، تجاوب على أسئلتي… غير كدا، ربنا وحده اللي يعلم نهايتك.
 الشاب كان بيرتعش من الخوف وقال بصوت متهته:
– والله العظيم أنا معرفش حاجة… ومش هفيدك باللي إنت بتدور عليه.
مراد نفخ بقهر وقال بنبرة بـ.ـاردة لكن كلها غضب:
– أهو بدأنا في الكدب والنفي والمسرحية السخيفة دي…
أنا مش فاضي للكلام الفاضي ده،
ولو اتعصبت، هرجعك للموـ.ت تاني بس المرة دي هتبقى انيل واصعب …
انت متعرفنيش… فاسلك معايا، وبلاش تستفزني، عشان ورحمة أهلي… مش هرحمك.
قوللي… أسر فين؟!!
الشاب بلع ريقه… عينه بتزوغ، وبيحاول يلاقي أي كذبة تنقذه:
– أسر مين؟… أنا معرفش حد بالاسم ده.
مراد مسك إيده المصاـ.بة، وضغط بكل قوته، لحد ما الشاب صرخ من الوجع، وقرب منه وشه وقال بصوت مخـ.ـنـ.ـوق بالغضب:
– مش قولتلك… مبحبش الكدب، ولا اللي بيلاوع؟
انطــق ياض!! أسر فين؟!!
ولا عايزني أموـ.تك هنا ومحدش هيسأل عليك؟
أنجز… قبل ما أغلط فيك!
الضغط زاد، وصرخة الشاب عليت:
– حااضر حاضر هقولك!
في مكان… لازم نروحه بالعربية… بعيد شوية عن هنا.
مراد فكه، بس مسكه من قميصه بغل، وقالله باحتقار:
– لو طلعت بتلعب بيا… هخليك تنـ.ـد.م على اليوم اللي اتولدت فيه.
خدوه سوا وركبوا العربية، وفعلاً الشاب دلّه على مكان في الصحرا.
مراد وقف العربية، ونزل، وشـ.ـده من دراعه بعصبية وقال:
– أنا شايف صحرا… مفيش أي حاجة، لو طلعت بتهزر،
والله ما هتشوف الشمس تاني…
فين المكان؟!
الشاب اتـ.ـو.تر، عينه بترتعش، وشاور بأيده المرتعشة:
– هناك… هناك في الكهف المفتوح ده.
مراد خد نفسه، وشـ.ـده معاه، ودخلوا الكهف.
فجأة، شاب تاني كان واقف جوه، شافهم واستغرب، عينه وقعت على زميله المضرـ.وب، وقبل ما يقول حاجة، هجم على مراد.
الضـ.ـر.ب اشتد…
مراد دافع عن نفسه برجولة، وبقوة غضبه، خلّى الشاب ينهار لحد ما وقع على الأرض ساكت… للأبد.
مراد كان واقف، بيتنهج، ووشه متغطي بالتراب والعرق، وبص بعينه المليانة غضب وقهر للشاب اللي كان مرعوب وقال بصوت مخيف، هادي… بس بيقـ.طّع القلب:
– فين؟!!!… أنطق قبل ما يكون مصيرك زيه.
الشاب شاور بإيده المرتعشة على جنب وقال بخوف:
– هناك… جوه القبو ده.
مراد قرب بخطوات متسارعة، قلبه بيخبط في صدره، ولما دخل… وقف مكانه متسمر.
أخوه "أسر" كان نايم على الأرض، شكله متبهدل، هدومه مقطعة، شعره كبير، دقنه طويلة، باين عليه التعب والسنين… كأنه كبر قبل أوانه رغم إنه أصغر منه.
دمـ.ـو.ع مراد نزلت غصب عنه، قلبه اتعصر لما شافه، ابتسامة باكية اتسحبت على وشه، وبدأ يقرب بخطوات بطيئة… نزل على ركبته جنب أخوه، وطبطب على كتفه وهو بيهمس:
– أسر؟… أسر، فوق يا حبيبي، مراد اخوك رجعلك 
أسر اتفزع مرة واحدة، بعد عنه بخوف، عينه كلها رعـ.ـب، وجـ.ـسمه بيترعش.
مراد رفع إيده بهدوء وقال بصوت حنين:
– اهدا… أنا مش هأذيك، أنا أخوك، مراد… مش فاكرني؟
كنا بنسهر نضحك، نتفرج على أفلام، وننزل الشارع نلعب كورة سوا… فاكر؟
أسر هز رأسه بنفي، وصوته كان مرعوب:
– لا… لا، مش فاكر… بس بالله عليك… متضرـبنيش، ارحمني اليوم ده بس.
دمـ.ـو.ع مراد نزلت أكتر، وقلبه اتوجع، بس حاول يبتسم:
– محدش هيقربلك طول ما أنا عايش،أنا مراد… أخوك اللي بيحبك،طب تعال نرجّع ذاكرتك شوية واكيد هتفتكر بص يعم …
مين حبيب أخوه؟
أسر بصله، حاول يركّز، وقال بتلقائية:
– أسر؟
مراد ضحك، ومسح دمـ.ـو.عه:
– ومين اللي دايمًا بيحمي أخوه؟
أسر ابتسم وقال:
– مراد.
مراد زود الضحكة وبص للأرض بابتسامه ورفع وشه تاني وهو بيهزر:
– ومين ينعل أبوه طول العمر ؟
أسر ابتسم ابتسامة كبيرة وقال:
– الكلـ.ب عامر
وفجأة أسر قام وحضـ ن مراد، حضـ.ن مليان وجع وخوف وشوق، وقال بصوت مكسـ ور:
– وحـ.ـشـ.ـتني يا مراد… وحـ.ـشـ.ـتني أوي،انت مشوفتش اللي حصلي،أنا كنت عايش في عذاب خمس سنين مشوفتش غير الوجع والألم بس ، كنت فين يا مراد ؟ليه سبتني؟ ليه نسيتني؟!
مراد حضـ نه أكتر، وهو قافل عنيه من الألم وقال بصوت مخـ.ـنـ.ـوق:
– كنت بحسبك ميـ.ت،
عامر الوسـ.خ ده ربنا ياخده، ضحك علينا كلنا،
قال إنك مـ.ت وان أنا السبب في موـتك ، وخلاني أدفنك بإيديا دول وعيشني في ذنب وتأنيب الضمير عشان معرفتش احميك…أنا عشت على وجعك سنين ،بس دلوقتي… خلاص، لقيتك،ومش هسيبك تاني…
هتفضل جنبي… لآخر نفس فيا.
أسر بعد عنه وقال بدمـ.ـو.ع :
ده كـ.ـد.اب انت فعلا دخلت علينا وشوفتني وهو بيموـتني أنا مش ناسي حاجه الذنب مش ذنبك يا مراد واللي رجعني من الموـت ابوك قالي أن الطعـ.نه كانت في حته مفيهاش خطـ.ر ولما عالجني اداني حقـ.نه منومه واظهرلكوا اني ميـ.ت ولما دفـ.نوتي رجعني علي طول ساعتها بعد ما مشيتوا وووو..
وفجأة وهما بيتكلموا ، الشاب اللي كان معاهم بص ناحية الحيطة، ووشه اتبدّل لفزع، صرخ بصوت عالي:
– إيييييه ده!!… دي قنـ.بلة!!!
مراد اتلفت بسرعة، وشاف فعلاً العدّاد الأحمر بيعد وفي خمس تمن دقايق والكهف هيدـمر كلي…
رجع يبص على أسر،
واتفاجئ إن رجليه متكتفة بسلاسل حديد تقيلة،
وشه اتبدل، عينه اتسعت، من الصدمة ووووو
الشاب بص فجأة نحية الحيطة، عينه اتوسعت، وصوته اتخرّج من زوره بصريخ مفزع:
– إييييييييييييييه ده!!! قنبـ.لة… القنبلة هتنفجر!!!
مراد اتلفت بسرعة، وعينه وقعت على العدّاد الأحمر… بيعد تنازلي… خمس دقايق!
اللحظة دي كانت كأنها صفعة على وشه، النبض زاد، النفس اتقـ.طع، والكهف كله بقى كأنه بيتنفس دخان.
بص على أسر، وشه اتبدل، ملامحه ارتجفت لما شاف إن رجليه متكتفة بسلاسل حديد تقيله ومقفولة بقفل صدّي.
– أسر!! متقلقش أنا هفكك! لازم نخرج دلوقتي حالًا!
أسر بصله بصدمة وقال وهو بيصـ.ـر.خ:
– لااااااا مش هتلحقني! سيبني اهرب انت… مراد اهرب بالله عليك… الكهف هينفـ جر!!
مراد بص له وعينه بتلمع غضب وألم:
– انت اتجـ.ننت؟ أسيبك؟ أقسم بالله ما همشي غير وانت معايا!
إيده كانت بترتعش وهو بيدور على أي حاجة يفك بيها السلسلة، مسك حجر صغير وبدأ يضرـب في القفل، والعرق بينزل من جبينه بغزارة ووشه مليان دـم، والعداد مستمر
الشرارات بدأت تفرقع من أطراف الحيطة… صوت غريب بدأ يخرج من الجدران كأنه تنفّس بركان…
الحرارة بتعلى، والناـر فعلاً بدأت تلعب على الحيطان، كأن اللهب بيجري جوه الشقوق، بيبلع الهوا… ريحة حريقة وبـ.ـارود مالية المكان…
مراد صرخ بعصبية:
– افتكر أي حاجه يا أسر! افتكر مفتاح، رقم، كلمه… أنا مش هسيبك تموـت تاني!
أسر كان بيعـ.ـيط، ومخه مشوش، بس فجأة صرخ:
– المفتاح في جيب الواد اللي ضرـبته في جيبه الوراني!!
مراد جري بسرعة وخرج، قلب جـ.ـسم الشاب، وفعلاً لقى المفتاح…
جري وهو بيترنح على رجله، وفك السلسلة بسرعة، وشـ.ـد أسر من إيده بكل قوته.
العداد استنزاـف الوقت ومفيش غير ثواني وهما
بدأوا يجروا، والكهف بيرتج، والسقف بيهتز…
الهواء بقى ناـر، والدـخان بيخـ.ـنـ.ـق، والشرار بينط من الجدران… صوت الانفـــ.جار بيقرب، وعداد النهاية بيجري…
في آخر ثانية قبل ما يخرجوا من فتحة الكهف…
انفجـــ ــار عنـ يييف هز الدنيا…
اتنطروا في الهوا من شـ.ـدة الضغط…
اترموا على الأرض، أجسا دهم طارت كأنها ورق في عاصفة.
مراد وقع على الأرض، بس وهو بيقع حس بحاجة حا دة غرـزت في بطنه…
كان جزء من سلك حديد قديم، طالع من تحت التراب، مصدّي ومتني، بس حا د كالسـ.يف، دخل شوية في جنبه، فتح له جرـح بسيط بس نازـف…
صوت أنينه خرج وهو بيضغط على الجرـح، بس أول حاجة عملها… بص على أخوه.
– أسر… أسر انت كويس؟
أسر حاول يقوم وهو بيكح من التراب، وبصله بعين خايفة ومليانة وجع:
– انت مجنوـن يا مراد… مجنوـن إنك رجعتلي…
مراد ابتسم وهو بيقع جنبه وقال:
– مجنوـن بحبك… ومش هسيبك تاني… مهما حصل.
أسر وهو بيحاول يقوم، إيده كانت بتترعش، وركبته مش شايلة جـ سمه… التراب مغطي وشه، والدمـ.ـو.ع خالطت العرق والدـم، قرب من مراد وهو بيزحف وقال بصوت مبحوح:
– مراد… انت بتنزـف… في دـم.
مراد اتحامل على نفسه، ضغط على الجرـح اللي في جنبه وقال بصوت متقـ طع:
– جرـح بسيط… بس انت… انت كويس؟
أسر هز راسه، ودمـ.ـو.عه نازله، قال وهو بيكتم شهقاته:
– أنا كويس علشان انت رجعتلي، بس انت… لو جرالك حاجه تاني، أنا اللي هموـت.
مراد ابتسم وهو بيكتم ألمه وقال بخفة دـمه المعتادة:
– ما أنا موـت قبل كده ورجعت… هتموـت تاني يعني؟! خلاص بقى خلينا نعيش شويه.
أسر ضحك غصب عنه وسط الدمـ.ـو.ع، وفضل ماسك إيد مراد جـ.ـا.مد…
– إحنا لازم نمشي من هنا، المكان كله باين عليه مش هيسكت، الأرض بتتهز، وفي حاجات بتتشقق حوالينا.
مراد حاول يقوم، بس تعثر، أسر سند عليه، وسحبوا بعض، وفضلوا يبعدوا عن الكهف، وكل خطوة بتمشي بيهم كانت كأنهم بيبعدوا عن الموـت ببطء.
بعد حوالي ربع ساعة مشي وسط الرمل والتراب… لقوا عربية مراد على البعد، أسر قرب منها بصـــدمــه:
– دي عربيتك صح ؟
مراد تنهد وهو بيتمسّك في الباب:
– اه ربنا ستر، الحمد لله انها متسرقتش… وده معناه إن لسه قدامنا فرصة نكمل… ونبدأ من جديد.
دخلوا العربية، ومراد كان مرهق، عينه بتفلت منه، بس أسر قال بحزم:
– أنا هسوق… إنت مش هينفع تمشي كده، سيبني أكون أخوك الكبير المرة دي.
مراد بص له بفخر واعتزاز وضحك بخفة:
– بقيت راجـ.ـل يا أسر… كبرت وأنا مش معاك… بس أوعدك من النهاردة مش هبعد تاني.
ركب أسر وبدأ يتحرك، والسيارة ماشية ببطء وسط رمال الصحرا… وفي الخلفية، بقايا الكهف بتتحول لتراب وناـر…
بس هما بقوا بعيد، وبقوا مع بعض.
الليل نزل، والسماء سوـدة، بس قلوبهم بتنور من جوه… لأن اللي ضاع منهم رجع، واللي اتكـ.سر جواه فرصة يتصلح.
مراد بص من الشباك، والدمع في عينه، وهمس لنفسه:
– واخيرا قصتي مع وجعي خلصت باقي اتخلص من عامر الكلـ.ب..
أسر وهو بيسوق باقصي سرعه كان بيطير عشان يشوف أمه وفي نفس الوقت عشان يلحق اخوه، وفعلا وصلوا والعربية وقفت على بوابة المستشفى، أسر طفى الموتور بسرعة، وخرج يجري وفتح الباب لمراد اللي كان بيكتم وجعه، ماسك جنبه، لكن عينيه مليانة لهفة…
أسر بقلق وهو بيشـ.ـد مراد وقال:
– لازم استدعي حد يجي يشوفوك .
مراد بإصرار ورفض وتعب:
– لا لازم اشوفها الاول أنا جاي عشان اطمن عليها .
أسر بــــاستغراب:
– هي مين دي ؟؟
مراد أبتسم ابتسامه باهته :
– مراتي اللي دلتني علي مكانك وانا انقذتك بسببها بص حوارات كتير تعالي ندخل الاول .
أسر بقلق :
– بس انت بتنزـف جـ.ـا.مد لازم تتعالج الاول بلاش كبر.
مراد هز رأسه بالنفي وابتسم بتعب:
– مش هدخل اوض الا لما ادخل اشوفها وبعدين بصله وقال ومامتك لازم تشوفك عشان تعرف انك عايش يلا تعالي .
أسر ملقهاش منه رجا ، وشاله من دراعه وسنده ، وساعده لحد لما دخلوا مبني المستشفي وقربوا من اوضتي كانت الأنوار هادية، صوت خفيف للقرآن بيطلع من جنب السرير…
أم مراد قاعدة بتقرأ في المصحف، جنب حور اللي نايمة بهدوء، ملامحها شاحبة، بس وشها مرتاح…
أم مراد رفعت عينيها على صوت الباب، ولما شافت مراد داخل، وشه باين عليه التعب، قامت بفزع وقالت بلهفة:
– ايه ده مال وشك ومتبهدل كدا ليه وبعدين بصت علي جنبه شافته بينزـف وضرـبت علي صدـرها بدهشه وقربت منه:
_ يلهوي ابني مالك بس يا دكتور يا دكتور ..
مراد بصوت هادي وألمه باين في نبرته، وهو بيحاول يطمنها رغم التعب اللي مالي جـ.ـسمه: – اهدي يا أمي، أنا كويس زي الحديد، وماسك طولي أهو... سيبك مني دلوقتي.
ابتسامة بسيطة طلعت على وش مراد، بس عنيه كانت باينه فيها الوجع، حاول يخرج من الجو بعفويته المعتادة، وقال وهو بيغزها هزار:
– بصي ورايا كده… متتخضيش، ده مش متسول من محطة رمسيس…
ضحك خفيف خرج منه رغم الألم اللي في جنبه.
أم مراد اتفزعت شوية، وبصت على الشاب اللي ورا مراد بنبذة خوف وحذر، وقالت بضيق وهي بتحاول تستوعب:
– بس يا ولد… عيب، معلش يا ابني، حقك عليا… هو هزارك تقيل كده ليه؟ بس شكرًا إنك جبته، خد يا حبيبي مشي حالك بيهم، وربنا يسترك ويكرمك في حياتك الجايه.
أسر رفع حواجبه بــــاستغراب ودايق من كلامها، وقال بصوت باين فيه الاستغراب والسخرية:
– خدي يا حجة! أنا مبشحتش… مستورة معايا الحمد لله… كمان طلعتني شحات في نظرها؟ منك لله.
مراد حاول يكتم الضحك، بس الألم كان باين في ملامحه، وقال بسخرية وهو بيبص عليه:
– خلاص، ولا تزعل نفسك يا باشا… اللي قدامك ده يا أمي مش متسول، ده الإنسان القديم، جاي من العصر الحجري… جبتهولك في الحقيقة بدل ما تشوفيه على النت.
وضحك مراد من قلبه رغم الوجع اللي في صدره، ضحكة فيها شوق وحب
أسر اتدايق بهزار مراد اللي ما بيخلصش، وقال بنبرة فيها ضيق مفتعل:
– لا كده كتير… مش هنخلص من التحفيل الممل بتاعك ده، وربنا ما أنا قاعد فيها! وخدي يا حجة فلوسك دي… هاتي علاج لابنك، محتاج يعالج الظرافة اللي فيه… راجـ.ـل كبير وتافه!
مراد بص له وهو بيضحك ومش قادر يوقف سخريته، وقال بصوت حازم بس فيه ضحكة صغيرة:
– خد ياض… رايح فين؟ أنا اديتك أوامر إنك تمشي؟ تعالي أعرّفك على أمك يا خروف.
لف لامه بابتسامة دافية، بس فيها وجع ودمـ.ـو.ع متعلقة في طرف عنيه، وقال:
– والآن، مع المفاجأة الكبرى… سمير سمكرة شعوره متنطورة!
ضحك مراد بصوت عالي، بس ضحكته كانت بتقـ طع من الألم اللي في جنبه، فضل ماسك جنبه بإيده وهو بيحاول يثبت نفسه، وأسر اتخـ.ـنـ.ـق بجد، وقال بنفاد صبر:
– مخدناش فعلاً من الظريف إلا الدـم التقيل… أنا ماشي يا عم!
بس مراد وهو حاسس بالدوخة بتزيد عليه، عينه راحت على حور اللي نايمة على السرير، كان نفسه يقوم ياخدها في حـ.ـضـ.ـنه ويحـ.ـضـ.ـن فيها الحياة اللي رجعتله، اتنهد بتعب وقال بصوت وا.طـ.ـي وموجوع:
– اللي قدامك ده أسر… ابنك.
هو ما طلعش ميـ.ت ولا حاجة… طلع عامر الكلـ.ب خطفه، بقاله خمس سنين!
واحنا طول الوقت ده… عايشين على كذبة ملهاش رجلين.
الحقيقة؟ ابنك أهو، قدامك.
قوليله الحمد لله على السلامة وعيشي معاه… السنين اللي فاتت لازم تتعوض.
ام مراد وشها اتسمر وكأن مايه بـ.ـارده نزلت عليها وجمدتها في مكانها ..
ام مراد وهي مش مصدقه :
– ده أسر ابني ؟؟؟
مراد وهو بيكتم الوجع وهز رأسه بصوت مخـ.ـنـ.ـوق:
– اه هو ياامي بس كبر وبقا راجـ.ـل يعتمد عليه .
أم مراد صرخت بصوت ما اتسمعش من سنين، ورمت نفسها في حـ.ـضـ.ـنه، وهي بتنهار من العـ.ـيا.ط، وحـ.ـضـ.ـناه جـ.ـا.مد كأنها بتحاول ترجعله عمره اللي راح وقالت:
_يا حبيبي يا بني يا حبيبي خمس سنين بدعيلك ربنا يرحمك وانت عايش يا ضنايا اااه يا حبيبي منك لله يا عامر منك لله..
مراد وقف يتفرج… ودمـ.ـو.عه بتنزل من غير ما يحس والوجع شـ.ـدت عليه اكتر وطبطب علي أسر وهو وشه بيعرق وبيحاول يتمالك التعب وقال:
– حمد الله على السلامه يا اخويا تتهني في بي...تك مراد مكملش جملته..و مسك دراعه و وقع علي الارض أغمي عليه وأم مراد اتخضيت هي وأسر ، عدت خمس ساعات، ومراد بدأ يفتح عنيه بتعب، حاسس بجـ.ـسمه تقيل والوجع لسه في كل حته، شاف الأجهزة مركبه في إيده، وبص حواليه، لقى أمه نايمه على الكرسي جنب السرير، وأسر نايم على الكنبة، مرهق من التعب.
استغل اللحظة، وقام بشويش، رجليه بتترعش وبيعرج بخطواته البطيئة، وخرج من الأوضة، قلبه بيرشـ.ـد خطاه… راح على أوضة حور.
دخل، وشافها نايمة على السرير، ملامحها هادية، لكن تعبانة. قرب منها، وقعد على الكرسي جنبها، عينه فيها حب ولهفة، وقال بصوت يسمعها:
– حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي يا حور… أنا رجعت، ومعايا أسر… بفضلك انتي. لو مكنتيش في حياتي، مكنتش هعرف إن أسر عايش أصلاً… انتي ربنا خلقك تكوني ليا، عشان تفتحيلي الطرق اللي كانت مقفولة… جيتي عليا بخير، بس لسه شايل ذنبك، ومش عارف هعوضك ازاي بعد اللي حصل… انتي ضحيتي بنفسك عشاني، وخدتي من عمرك وسعادتك… أنا فعلاً أناني.
أنا كنت سامعه، وقلبي بيرتعش، ولساني اتكلم وأنا مغمضة عنيا:
– إنك تفضل جنبي ومتسبنيش… وسعادتي هي سعادتك.
فتحت عيني بالبُطئ، وقولت:
– أنا عايزاك انت… حياتي هتتغير بيك… خليك جنبي.
مراد ابتسم وهو ماسك إيدي وقال بحب:
– عمري ما هسيبك… انتي وش الخير والسعد عليا… أنا بحبك ومقدرش اخليكي تروحي مني… وانتي متسبنيش… ونبني حياتنا بصفحة جديدة… موافقة؟
ابتسمت وقولت:– أكيد موافقة.
مراد فرح وقال:
– عايز أخدك في حـ.ـضـ.ـني...
أنا ضحكت بخجل وقولت وأنا بزق نفسي بشويش:
– تعالي جنبي…
مراد ضحك، وقام بوجع وكشر من الألم، وأنا خوفت عليه وقلت بسرعة:
– مالك؟ انت كويس؟ انت اضرـبت في وشك كتير كده… وماسك جنبك كده ليه؟
رد بهدوء، وهو بيخبي الألم بابتسامة:
– مفيش حاجة… أنا كويس أهو. هو المحارب لما يخش حرب بيطلع منها سليم؟ لأ، بيطلع مجروـح… بس أنا مش بموـت بسهولة، عندي سبع أرواح… زي القطط!
ضحك، وقرب مني، وخدني في حضـ.نه وهو مستمتع بريحتي وباـسني بكل حب في كل وشي وقال:
– نفسي اعبرلك بحبي بجد اللي بعمله مش كفايه عايزاكي تكوني مبسوطه بصي احنا نخرج من المستشفي بكرا ونطير علي بيتنا عشان مش قادر استحمل اكتر من كدا..
وشي احمر من الكسوف جـ.ـا.مد ،وقلبي دق جـ.ـا.مد ومراد حس بيا وقال بابتسامه:
– كفايه وشك ملامحه طارت من الكسوف اهدي ده انا لسه معملتش حاجه حتي اومااال لما اعمللللل بقااا هتختفي وانا ملزوم ادور عليكي تاااني عشان مضعيش مني بقولك ايه بوـسيني هنا..مراد شاور علي شفاـيفه وانا ضرـبته علي صدـره وقولت بضيق:
– بس بقا عيب ..
مراد علي صوته وقال بسخرية:
– عيببب ايه ياام عيييب ده حتي العيب لسه مجاش وو..
كتمت بوقه بايدي وقولت بحذر وصوت وا.طـ.ـي:
–بس اسكت اسكت فضحتنا ..
مراد اصر علي طلبه وقال بحزم :
– يبقا تنفيذي طلبي ولا هعلي صوتي اكتر وميهمنيش حد هاااا هتبوـسي ولا هعلي صوتي ؟
جزيت علي سناني ببرود وانا بقرب من وشه ومتـ.ـو.تره منه لاقيته بيضحك علي شكلي وقال:
بوـسي ...بوـسي يلا مستنيه ايه قربي اكتر ..
فضلت ابعد واقرب من وشه وانا مكسوفه منه مراد ملقاش مني عقاد نافع، واستغل قربي منه وقرب دماغي بايده جـ.ـا.مد، وباـسني وقعد كتير، كأنه بيعوض أيامه، وحبه، وشوقه وانتظاره، لفترات طويله، وسط الغموم، والمشاكل ،والعوائق اللي في حياته ولما صدق لاقي وقت الراحه ،بعد المسابقه في أحداثه المشغوله بحياته الشخصيه .
مراد بعد عني وهو بياخد في نفسه ومديني مساحه اخد نفسي ، أنا اتكسفت جـ.ـا.مد وقلبت وشي وقولت:
– انت قليل الادب قوم من جنبي يلا قوم..
زقيته بضيق على خفيف كده وأنا بتظاهر إني متضايقة، بس فجأة سمعته بيتأوه، وبصيت عليه لاقيته ماسك جنبه ووشه متعوج من الوجع.
قولت بقلق:
– مالك؟! أنا آسفة والله… انت اتمزقت في جنبك؟؟
مراد ضحك بوجع وقال وهو بيغمز:
– أهو ده آخر الحب عندكم… تمزيق بالأيد!
أنا أصلاً جلدي رقيق وجـ.ـسمي حساس… ده حتى دكتور التخدير زمان قالي: جـ.ـسمك بيتأثر من الهمسة!
ضحكت وأنا ماسكة ضحكتي بالعافية، وهو كمّل وهو بيعمل نفسه موجوع:
– انتي مزقتيني بايدك الناعمه دي… ده حتى الحرب العالمية ما عملتش فيا كده، وجيتي انتي جبتيني الأرض لا أنا تعبان تعبان اوي مش قادر اااه جنبي بموـت ..
أنا اتخضيت عليه معرفش أنه بيهزر وقولت:
– اجبلك الدكتور طيب انت كويس ؟؟
مراد وهو بيتظاهر بالوجع وقال بخبث:
– لا لا متجبهوش أنا مش عايز افتن علي مراتي أنها مزقتني هيقول عليكي ايه مفتريه وايديكي صلبه لا أنا مرضاش بكدا بس انا تعبان اوي مش قادر اااه..
شهقت بـ.ـارتباك وقولت بخوف:
– بطل هزار والدلع ده انت بتضحك عليا ..
مراد بردو مكتفاش من التمثيل وفضل يتألم قدامي لحد لما رجعت خوفت عليه وقولت :
– طب أنا هعملك ايه طب يا مراد أنا بجد مش قد الكلام ده بطل هزارك البايخ ده ياا مراد مراااد انت بتوه مني ليه مالك..
مراد قفل عنيه قدامي وهو بيتالم ومره واحده ساب جـ.ـسمه !
جـ.ـسمي ارتجف جـ.ـا.مد من الخوف والقلق وانا بزقه وقولت :
– مراد مراااد ... مراد قوم يا مراد لا لا انا لازم انادي علي الدكتور ؟؟! يا دك... مكملتش كلامي وشـ.ـدني في حضـ.نه وقال:
– انتي هايجه كدا ليه ده انا غفلت عيني عادي متخافيش أنا صحتي احسن منك ممكن عشره هدوء وننام شويه !!.
اتكلمت بضيق واضح :
– انت رخم اوي بجد الحاجات دي مفيهاش هزار أنا مش هصدقك بعد كدا
مراد ضحك جـ.ـا.مد وقال بسخرية :
– خايفه عليا ؟!
اتكلمت بضيق :
– اومال اخاف علي مين انا مليش غيرك دلوقتي انت حبيبي وجوزي واخويا وابويا انت ملجئي الوحيد جرـح منك تساوي عشره عندي وروحي هي روحك انت كل حاجه حلوه في حياتي مقدرش ابعد ثانيه حتي عنك .
مراد ضمني اكتر في حضـ.نه وقال:
وانا مقدرش ازعل حبيبتي مني تاني وعمري ما هضايقها ولا حتي اجي عليكي انتي حته مني يا حور بحبك ..
اتنهد مراد بحب وعدا اسبوع وكنا في البيت وبجهز في الاكل
مراد كان واقف في الصالة، لابس ترينج نضيف وبيبص على السفرة اللي مش عارف يرتبها، وكل شوية ينادي:
– يا بنتي يا حوور! الأكل اتحرق ولا اتحبس؟! أنا بحتضر جعان هنا.
أنا من المطبخ وبضحك:
– قربت يا باشا، ياريت تظبط السفرة بدل ما تفضل تصرخ زي جدتك لما بتلاقي الفاتورة!
مراد:
– أنا ظابط السفرة بس مش شايف فيها نفسي… ناقصها حبيبة القلب تطل وتنوّرني.
رنت جرس الباب، مراد فتح وهو بيقول:
– أهو الضيوف جم، أوعي تكوني نسيت العصير!
فتح الباب واتفاجئ… أسر واقف حالق دقنه وشعره لامم، لابس قميص ومكوي… شكله متغير خالص!
مراد بص له من فوق لتحت، وسكت 3 ثواني كأنه بيحاول يفهم اللي قدامه وقال بجدية:
– استنى كدا… إنت أسر؟ ولا محمود كهربا؟!
أسر ضحك وقال:
– يا عم أنا أسر! مش عاجبك شكلي؟
مراد وهو بيقفل الباب وبيبص له بتركيز:
– لا بس صراحة… هو انت حلقت ليه؟ ده شكلك كأنك طالع من إعلان مزيل عرق مش من كهف!
أسر حط إيده في جيبه وقال بضحك:
– يا عم قول إن شكلي حلو ومتغاظ.
مراد بتريقة وهو بيقرب من السفره:
– لا شكلك زي طالب تمريـ.ـض دخل أول يوم تدريب واتخض من المشرحة فحلق دقنه وهو بيعـ.ـيط.
أنا خرجت من المطبخ بالطبق وقولت بدهشه:
– إيه ده! أسر شكلك متغير! حلو يعني… بس متغير.
مراد وهو بيشاور عليا وبيقول بنرفزة هزار:
– حتى مراتي لحظت! يا عم الناس لسه بتتعرف عليك تاني، إرجع شكل الكهف الله يكرمك، كنت مرعـ.ـب بس كان ليك هيبة.
أسر وهو بيقعد على السفرة: – إنت اللي محتاج ترجع شكلك الطبيعي، شكلك لسه مضرـوب من فوق لتحت ولسه بتتحفل.
أم مراد دخلت وقالت:
– إيه الهزار ده يا ولاد، إنتو لسه خارجين من مصـ.يبة!
مراد وهو بيهزر:
– ما هو يا أمي ده بيعمل مصاـيب بشكل أنيق، اللي يشوفه يقول شغال موديل، واللي يعرفه يقول ده بيكهرب أي مكان يخشه.
الكل قعد يضحك، وأنا قاعدة بحب أبص على مراد، وهو بيهرج، وبشوف الضحكة راجعة لعينيه واحدة واحدة…
وفي وسط الضحك، مراد بصلي وقال بصوت وا.طـ.ـي وهو بيغمز:
– مش قولتلك، البيت ده ناقصه الروح… وهاهي رجعت يا روحي .
الجو هادي، ومراد بيبصلي وأنا بضحك، بس فجأة ملامحه جدّت شوية، وقام من على الكرسي بهدوء.
مراد:
– استنوا كلكم… في حد كده ناقص.
الكل بصله بــــاستغراب، وأنا بقول بفضول:
– ناقص؟ مين يعني؟ إحنا كلنا هنا!
مراد قرب مني، ومسك إيدي وقال بهدوء وبصوت وا.طـ.ـي:
– كنت وعدتك إنك مش هتعيشي لوحدك تاني… ولا حتى أوجاعك القديمة.
وأنا ببصله بــــاستغراب، لقيت جرس الباب بيرن.
قمت وأنا قلبي بيدق، ومراد وقف ورايا، فتحنا الباب…
ولقيت... بابا واقف! جنبه ماما، وأخويا!
أنا اتسمرت في مكاني، عيني دمعت قبل ما لساني ينطق ووو
ووووو يتبع
ولقيت... بابا واقف! جنبه ماما، وأخويا!
أنا اتسمرت في مكاني، عيني دمعت قبل ما لساني ينطق
أبويا واقف بصمت، وعينه فيها وجع سنين، مش عارف يقول إيه.
ماما بصتلي بحب، وخدتني في حضـ نها من غير كلام.
أخويا قال وهو بيضحك وبيكـ سر التـ.ـو.تر:
– إيه يا ست البنات… نسيتي أخوكي؟ ولا الأكل خلّى الذاكرة تسيبك؟
أنا عنيا مليانة دمـ.ـو.ع، وبصيت لمراد اللي وقف وراهم، ووشه كله حنية ورضا.
أبويا بصلي وقال بصوت مبحوح:
– سامحيني يا حور… كنت فاكر إني بحميكي، بس طلعت بأ.ذيكي، وانشغلت عنك بزيادة.
وأكتر حاجة وجعتني… إنك لقيتي اللي يستاهلك، وكنتي لوحدك.
بصيت عليه وانا متأثرا ، وقلبي وجعني وقولت:
– بابا ؟؟ ماما !! اخويا وحشتوني اوي
ابويا اتكلم بدمـ.ـو.ع وقال:
– وانتي كمان حشـ.ـتـ.ـيني و  الراجـ.ـل اللي واقف وراكي ده، هو اللي جمعنا بيكي، أنا بشكره والله وحقك عليا يا بنتي ،..
قولت بصوت مبحوح ومليان وجع:
– أنا غلطت… غلطت إني اتجوزت من وراك، وبتأسفلك على كده.
أبوها حاول يتكلم، لكن كملت وانا بكتم دمـ.ـو.عي:
– بس أنا اتجوزت لأنك خلّيتني أحس إن ما ليش حد، ولا ليا ضهر.
أنا كنت محتاجة حضـ نك، كنت عايزاك تقولي أنا جنبك
بس إنت دايمًا كنت بتسبقني بالإهانة.
كنت بتميز أخويا عني… بتحبه وبتفتخر بيه، وأنا؟ كنت ببقى شفافة في وجوده.
أنا بنتك برضو، ليّا قلب، وليّا مكان… حتى لو ما كنتش ابنك اللي بيجيبلك الفخر.
مراد كان ماسك إيديا وأبوها اتنهد، وعينه فيها دمـ.ـو.ع متحبسة وقال:
– عندك حق يا بنتي… أنا ظلمتك.
كنت فاكر إن الشـ.ـدة هتربي، ونسيت إن البنت لما تكبر محتاجة حنية…
أنا آسف، آسف على كل لحظة حسّيتِ فيها إنك وحدِك، وإنك قليلة…
وآسف إنك لجأتي لحد تاني عشان تحسي بالأمان.
أنا رميت نفسي، في حضـ ن أبويا، وهو حضـ.ني بحنان وقال:
– من النهارده… أنا هعوضك عن كل اللي فات انتي واخوكي واحد أنا عمري ما هفرق مابينكم يا حبيبتي ..
مراد سقف وقال بصوت عالي :
– يلا يا جماعه هنقضيها دمـ.ـو.ع ومناديل، شويه واشغل اغاني حزينه اتفضلوا ،والله نورتونا ،تعالوا اعرفكوا علي عيلتي الكريمه .
مراد خدهم وعرفهم علي بعض .
أم مراد قامت تسلّم على أهل حور بحرارة:
– منورة يا أختي، البنت دي بنتنا من قبل الجواز، وزي العسل
وانا ابتسمت بااحراج وقولت :
ربنا يخليكي يا ماما ..
مراد بص علي وشي وكان بيتامل بحب وفجاه أسر همس في ودنه وقال:
سرحااان في ايه يا بيه مش وقته نظرات الحب احنا مش في مسلسل نور ومهند ..
مراد لفله وضرـبه بهزار وقال:
انت مالك يا.ض خليك في حالك ..
أسر بألم مزيف :
اااه اوعا يعم وربنا هقول لامي اوعا يابـ.ـارد هقولها يا ما..اااه
مراد بعد عنه وقال بضيق مزيف :
– احسن ده انت يا.ض اسلوبك اتغير يخربيت تربيتك عايز تتربي من جديد أنا هربيك من تاني
أسر ببجاحه وضحك:
– انت عبـ.يط ولا ايه انت شايفني عيل صغير أنا كبير مش ما بينا غير اربع سنين ..
مراد بغيظ:
–اهو مهما كبرت هتفضل عيل في نظري لحد لما تعقل في كلامك يا جايف وتبطل حركات العيال دي ..
أسر شوح بايده ببرود :
– يعم روح اكبر علي نفسك..
مراد وسع عينه من كلامه واتغاظ وجاي يضرـبه ،اسر سقف بايده وتحمحم في صوته وقال :
– يلا يا جماعه ،عايزين نااااكل الشيطاـن هياكل الاكل كله ، مش هنلحق الطبق الكفته اللي هناك دي اصل أنا بحبها أوي أوي أوي .
أسر جري علي السفره ، ومراد بصله بوعد واتكلم بصوت مختفي وهو بيشاور علي رقبـ.ته وبيقول :
– هد.ـبحك استني بس .
واخيرا خلصوا الاكل وانا دخلت الاكل وبدأت اعمل عصير ومراد دخل عليا بهدوء وحضـ.ني وقال بدفء:
– حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي الكام ساعه دول ..
أنا شهقت جـ.ـا.مد ومراد كتم بوقي وقال:
– اهدي هتفضـ حينا مش كدا هيقولو علينا ايه الناس
كشرت زي الاطفال وقولت :
– انت كل مره كدا مش هنخلص من العيبك دي ..
مراد وهو بيدـفن وشه وقال بحب:
– اعيش والعب معاكي يا لولتي بقولك ايه علي موعدنا انهارده هااا ؟!
بعدت عني وقولت بــــاستغراب:
– تقصد ايه ؟؟
مراد برغبه وحنيه:
– انتي نسيتي أن دخلتنا انهارده ولا انتي رجعتي في كلامك؟؟
اتكلمت بتـ.ـو.تر وبلعت ريقي وقولت :
–لا منستش .. مراد قرب مني ومسح وشي بهدوء في وشي وقال بحب:
– يبقا السنيورة تجهز نفسها وعايزها عروسه انهارده..
فضل يقرب مني أكتر، وبدأ يبوّـس بخفة وحنية… وكل ما يبوـسني أكتر، قلبي يدق أسرع، والجو بقى هادي وناعم كأننا في فيلم رومانسي…
وفجاه قطـ.ع أسر دخل وقطـ.ع عليهم اللحظه وشهق بترقب:
– اييييه ده ؟؟؟ انتوا بتعملوا ايه ؟؟؟
أنا اتفزعت وزقيت مراد من صدـره وبعدته عني ولفيت ضهري ومراد جز علي سنانه بعصبيه وقال:
– انتتتت ايه اللي دخلك هنا اصلا؟؟؟ هنا مش الحمام يا وـاطي..
أسر وهو واقف مصدوم:
– أنا كنت داخل اجيب مايه وبعدين ده بردو مش مكان اوضه النوم يا دكتور..
مراد بعصبية ونرفزه :
– امشي ياااض اطلع برا والا اقسم بالله احطك في الخلاط وافرمك عيل غتت دايما بيبوظ اللحظه الرومانسيه ..
أسر وهو بيجري من عصبيته :
– خلاص خلاص يعم ، متتنرفزش أنا طالع مش مشكلتي انك بتختار المطبخ غير اوضه النوم كمل كمل الجو الرومانسي حب ولفلفه ياااارب احب واتحب واتجوز وبعدين جري..
مراد ضحك علي تصرفاته وقال بــــاستغراب :
– هتـ.جنن والله منه يلا فكك من العبـ.يط ده كنا بنقول ايه يا سنيوره ..
لفيت ضهري وقولت بكسوف:
– مراد يلا نطلع وقفتنا دي مش حاجه حلوه افرد حد دخل علينا تاني غير اخوك منظرنا مش هيبقى حلو .
مراد بصوت دافي :
– أنا مالي بحد انتي مراتي وكله عارف انا لا بعمل حاجه عيب ولا حـ.ـر.ام ودي شقتي ومراتي جنبي بس مفيش حاجه متكبريش الموضوع يا لولتي ..
بعدت عنه وحطيت العصاير علي الصينيه وقولت بابتسامه:
– بس الأصول بتقول أن مينفعش نسيب الناس قاعده لوحدها كدا واحنا هنا بنحب في بعضنا يلا يا روحي تعالي ..
أنا خرجت ومراد نفخ بزهق وطلع معايا وقدمنا العصير وقعدنا نضحك ومراد اتسغفل أسر وهو بيتكلم مع اخويا وضرـبه علي دماغه وقال بصوت حازم :
– بعد كدا متخشش علي حد غير لما تخبط مش فتحناها ملاهي هي ..
أسر بضيق وماسك رأسه :
– يعم بقا سبني في حالي هو أنا عملتلك حاجه اعملك ايه ابقا خدها يعم في اى حته مش لازم المطبخ يعني وبعدين في اوضه بردو وسرير ..مراد عنيه وسعت من كلامه وقال بدهشه :
– يخربيت شكلك اسكت اسكت انت بتقول ايه اخرس يا غبـ.ي فضحتنا بكلامك ..مراد بص لاخويا وقال بابتسامه:
– متسمعش كلامه ده مختل عقليا معلش اعذره وبعدين بص لأسر بضيق ونفاذ الصبر واليوم كان كله ضحك وهزار ومراد قام وخدني من أيدي و وقف قدام الكل وانا مستغربه من تصرفاته ولاقيته اتكلم وقال بتمهيد:
– أنا مجمعكم هنا عشان نفتح صفحه جديده وننسي كل اللي فات وعشان نكون عيله سعيده ومرتبطة مع بعض ولحد يزعل من التاني ولا حد يشيل من التاني اللي كان مفقود رجع واللي كان زعلان اتصالح واللي كان محتاج عياله يبقوا جنبه بقا موجودين واللي غلط في حق عيلته هيصلحه وبما أن كلنا متجمعين ومبسوطين قولت افرحكم بحاجه حلوه بص لأمه بحب، وبص لأبويا وامي باحترام بص لكل الباقين ، ورجع بعنيه عليا، وقال بثبات وعزيمة:
– اللي اتجوز مـ.ـر.اته في السر… جه الوقت يفرّحها في النور قدام الكل.
أنا قررت… أعمل فرح بسيط، بس من القلب.
فرح ليّها… لللي ضحت عشاني، واستحملت عشاني، وبقت نصي التاني أنا هتجوزك من تاني، يا حور… بس المرة دي وسط اللي بيحبونا.
أنا عنيا دمعت، وقلبي دق، بصيت له بكل حب، وقولت بصوت بيترعش:
– وأنا موافقة…
موافقة أبدأ حياتي من أول وجديد… بس وإنت جنبي.
حـ.ـضـ.ـنـ ته بحب، وهو لف دراعه حواليا بحنية، وقال بصوت وا.طـ.ـي في ودني:
– من النهاردة… ولا لحظة هسيبك.
أسر قطع اللحظة بصوت عالي وهو داخل فاصل هزار:
– لا لا لا… الكلام ده مفيهوش عدل، يعني إيه اتجوزتها وإحنا منعرفش؟ طب ما ترجعها لبيت أهلها، ونيجي نطلبها رسمي زي الرجـ.ـا.لة بقى؟!
مراد بصله بغيظ وهو بيضحك وقال:
– لا يا حبيبي هتفضل ،معايا مقدرش اقعد وهي مش جنبي ، وخليك في حالك اطفي يا ناـر، وبطلي حرـق في نفسك بدل ما تتقلبي رماد ..
الكل ضحك، وأم مراد وام حور فرحوا وقالوا:
– ربنا يسعدكم يا ولاد… قلبي بيرقص من الفرحة.
_ ربنا يفرحك يا بنتي يارب وأشوف عيالك.
أبويا قرب من مراد، وحضـ.نه وقال:
– أنا اللي آسف يا ابني… ولو دي كانت غلطتي زمان، فدلوقتي صلّحتها بإني سلمتك بنتي، وانت راجـ.ـل وقدها.
مراد بص له باحترام وقال:
– دي نعمة وربنا رزقني بيها… وإن شاء الله دايمًا على إيده الخير.
المزيكا كانت شغالة، وأسر دخل راقص وهو شايل السماعة فوق دماغه، بيهز كتافه وبيزعق:
–– يلاااااا بقىاااا! هو فين العريس اللي مستني؟ عاوزين نفرّح العيلة ونرقّص الحبايب!
مراد اتحرج منه وبص بذهول وقالي بكسوف :
– أنا قولت مش هيعديها مزاولني من اول الليله عنده فرط الحركة بطريقه مقولكيش ده غير كمان الرهاب الاجتماعي بيخاف منه ومن عـ.ـبـ.ـطـ.ه ربنا يستر علي الواد .
أنا ضحكت من كلامه..أسر دخل بيرقص بطريقة تهريجية وهو بيقول:
– يلا يا مراد! الليلة ليلة فرح مش مأتم… يلا نفرّح!
مراد بص له وهو ثابت مكانه، ووشه محمر شوية من الإحراج وقال بنبرة هادية:
– لا لا… مليش في الكلام ده، أنت عارفني يا أسر…
أسر قرب أكتر، وهو بيهزر وبيعمل حركات غريبة:
– يا عم قوم، الناس كلها بترقص! دا حتى أمك بدأت تهز كتفها! ولا ناوي تعجز بدري وتروح تحكي للأطفال عن أيام الشباب وانت واقف تتفرج علينا؟
أنا ضحكت على هزار أسر ومراد كان بيحاول يخفي الضحكة، بس واضح عليه الإحراج، خاصة لما أسر مسك إيده بالعافية وجره نحية نص القعدة، وقال بصوت عالي:
– العريس يا جماعةاااا! يلا نرقصه، ده مش جايبنا نلعب طاولة!
مراد حاول يفلت نفسه بلطف، وقال وهو بيبصلي بابتسامة متكسفة:
– أسر… بلاش الحركات دي، أنا راجـ.ـل تقيل، متفهمش الكلام غلط.
أسر قرب مني وقال بصوت وا.طـ.ـي:
– شوفي جوزك، بيخاف مني ومن عـ.ـبـ.ـطـ.ي…
أنا ضحكت من قلبي، ومراد أخيرًا استسلم، وبدأ يتحرك بإيده شوية، بس أسر شجّعه وبدأ يرقص جنبه، والعيلة كلها اتحمّست وبدأوا يرقصوا حوالينا.
وفجأة، أسر قرب مراد مني، ومسك إيدي في إيده بهدوء، وقال وهو بيغمز:
– يلا يا عروسة… الليلة بتاعتكم.
اتكسفت، بس مشيت معاهم، ولما بدأت أرقص بخجل، مراد بصلي… ونظرة عنيه كانت مختلفة، نظرة حب ولهفة ودهشة، وكأنه أول مرة يشوفني…
نسي الناس اللي حوالينا، ونسي نفسه… وبقى بيبصلي وكأن العالم كله وقف علينا، وكل حاجة حوالينا اختفت.
كان بيرقص بشياكة وهيبة… بس عينيه بتتكلم قبله، ووشه بيقول: أنا مش شايف غيرك.
فضل يتأمل ملامحي وإحساسي، وأنا كل ما أبصله أضحك وأكسف، وهو يضحك أكتر ويمد إيده بكل حب…
الدنيا كلها كانت فرح، بس قلوبنا كانت لوحدها في لحظة… كأن الليلة اتكتبت علشاننا.
اليوم عدي بسلام وامان ومفيش غيرنا أنا ومراد ودخلنا الاوضه وقرب مني بحب وهدوء وانتظار :
– اخيرا اليوم خلص نبدا بقا قصتنا ولا انتي رايك ايه !
اتحرجت منه وانا باصه في الأرض بكسوف :
– أنا شايفه أننا ناخد الخطوه بعد ما نعمل الفرح .
مراد بشوق كبير:
– لا يا حور ملهوش علاقه بالفرح انتي عارفه أن أنا مستني اليوم ده بعد اللي مرينا بيه في حياتنا أنا مش لسه هستني الفرح ده مجرد يوم اعوضك بيه زي اي بنت بتحلم بفرحتها ينفع تسبيلي نفسك وانا والله عمري ما هكسـ.رك في يوم وهخليكي اسعد واحده في الكون..
أنا لقلقت شويه من الخوف، وبفرك في أيدي ، ومراد لاحظ عليا وقال بحنيه :
– متخافيش خدي نفس واهدي خالص صدقيني هعوضك عن كل اللي فات بس انتي اديني فرصه ماشي ؟؟
هزيت راسي بالموافقه، وجوايا خوف جديد ،مراد ابتسم وخدني معاه، وقعدنا علي السرير، وبدأ يحسسني بالأمان ،
ويخفف من تـ.ـو.تري ،ونيمني علي السرير بهدوء ، وبدأ يدي لمساته بحنيه وحب، وانا استقبلت معاه ، وقلبي ارتاح من الخوف وفعلا كانت بيعوضني عن كل اذي و عن كل حب اتحرمته من اهلي وكل لمسه منه ، فيها طبطبه علي الجرـح، وفيها دفئ حقيقي..
مراد بعد عني وهو بيتنفس بسرعة، بيحاول يسيطر على تسرّع أنفاسه، بس عينه كانت ثابتة عليا بــــاستغراب، ووشه مش قادر يخبّي تـ.ـو.تره . قال بصوت مهزوز:
– حور… انتي… انتي كويسة؟
أنا ابتلعت ريقي، وجـ.ـسمي كان متخشّب من القلق، وقولت بصوت وا.طـ.ـي ومضطرب:
– آه يا مراد… في إيه؟ هو حصل حاجة؟
قرب مني، وبصلي بعينين مش مصدقين، وقال بحذر وصدمة:
– حور… انتي طلعتي بنت بنو،ت!
جـ.ـسمي اتجمد، وعيني وسعت من الصدمة، وقولت:
– مستحيل… مستحيل إزاي؟! طب أنا… أنا اتأذيت قبل كده…أنا طول عمري مصدقة إن جـ.ـسمي اتكـ.سر من زمان…
مراد مسك إيدي، وقال بصوت كله حنية وارتياح:
– بس جـ.سمك قال حاجة تانية… جـ.سمك بيقول إنك لسه طا.هرة، لسه زي ما انتي…اللي عمله فيكي الحيو،ان ده… ما قدرش ياخد منك أغلى حاجة…أنتي أنضف وأطهر من أي حد.
أنا كنت ببص له بذهول، ودمـ.ـو.عي نزلت غصب عني، كنت حاسة إني لسه عايشة، إني لسه ليا كرامة… كنت فاكرة إن كل حاجة ضاعت، بس الحقيقة… ربنا ستر.
– يعني… أنا لسه؟
قالها بدمـ.ـو.ع، مش مصدقة.
ومراد حضـ.نني حضـ.ن دافي وقال بهدوء:
– آه… لسه يا حور. وربنا رجّعلك اللي اتاخد، وطلعت اول واحد دخل عليكي لو حاسه بتعب قوليلي نروح الدكتور..
بصيت بدمـ.ـو.ع وفرح :
– لا مش تعبانه أنا عايزه اكشف بس عشان مش مصدقه..
مراد مسح دمـ.ـو.عي بحنان وقال بصوت مطمن:
– لو ده هيريّحك يا حور، قومي البسي وحضّري نفسك، ونروح نطمن سوا… أنا جنبك، ومش هسيبك لحظة.
هزيت راسي بهدوء، وقمت حضرت نفسي بسرعة، رغم التـ.ـو.تر اللي مالي قلبي. كانت مشاعري متلخبطة، بين الخجل والخوف والقلق، لكن وجود مراد جنبي خلاني أحس إن في أمان.
ركبنا العربية، الطريق كان هادي، ومراد ماسك إيدي طول الوقت، ساكت بس عنيه كانت بتتكلم… بتقولي: أنا معاكي… ومش هتأذَي تاني طول ما أنا عايش."
وصلنا عند الدكتوره، واستقبلتنا بابتسامة مطمئنة، وبعد شوية دخلنا للكشف.
مراد فضل جنبي أول دقايق، لحد ما الدكتوره طلبت منه يستنى برا شوية. بصلي، وسابلي إيده بحنية، وقال:
– هكون مستنيكي بره… ومطمن إنك كويسة زي ما إنتي.
ابتسمت رغم التـ.ـو.تر، وبعدها الدكتوره بدأت تكشف بهدوء شـ.ـديد، وبأسلوب مهني.
خلصت الفحص، ومسكت إيدي بابتسامة طيبة وقالت:
– متقلقيش يا حبيبتي، كل حاجة طبيعية جدًا.
علامـ.ـا.ت بتأكد إنه حصل تمز،ق حديث، لكن ده طبيعي جدًا وبيحصل بعد أول علاقة زوجية، والوضع سليم تمامًا.
سكتت لحظة، وبعدين كملت بلطف :
– مفيش أي آثار تانية تقلق، لا إصا،بات ولا حاجة، وده يطمنك إن كل حاجة كانت في إطار آمن وطبيعي.
أهم حاجة دلوقتي إنك ترتاحي، ومتفكريش كتير… جـ.ـسمك وعقلك محتاجين طمأنينة.
اتنفست براحة، ودمـ.ـو.عي نزلت من غير ما أحس… بس المرة دي كانت دمـ.ـو.ع فرح.
خرجت لقيت مراد واقف مستنيني بعينه اللي مش نايمة من القلق… أول ما شافني، قام بسرعة.
– طمنيني؟ إنتي كويسة؟
هزيت راسي بابتسامة هادية وقلت:
– أنا كويسة… الحمد لله ملمسنيش يا مراد أنا طلعت كويسه كل ده بحسب اني خلاص شرـفي ضاع وان حياتي انتهت .
حضـ.ني بحنية، وهمس في ودني:
– متقوليش كدا حتي لو انتي في اسوء ظروفك حياتك عمرها ما هتنتهي وانا موجود ، هفضل معاكي دايمًا… كويسين ببعض، ومش هخلي خوفك يزيد أبدًا...
عدي اربع تيام ومراد قاعد على المكتب في المستشفي، ووشه مشـ.ـدود من القهر والغضب. إيده ماسكة ظرف بني، شكله رسمي، وعنيه فيها دمـ.ـو.ع مخـ.ـنـ.ـوقة.
المحامي فادي دخل، وقفل الباب وراه.
فادي:
– طمني يا مراد… جاهزت الورق؟
مراد سلّمه الظرف وقال:
– ده تقرير الطب الشرعي بتاع الطفلة اللي كانت محبوسة مع حور…
– التقرير بيأكد إنها اتعر،ضت لاعتد،ـاء جـ.نسي قديم… والدكتور كتب إن العلامـ.ـا.ت بتثبت إنها كانت ضحية استغلال من سن صغير.
فادي فتح الظرف، قلب في الورق، وبصله بنظرة جدية:
– التقرير ده يهد جبل… ودي أول خطوة قوية تثبت إن الراجـ.ـل ده مش بس مخ،تل… ده مجر.م.
مراد قام وبدأ يتمشى بعصبية:
– أنا قابلت البنت بنفسي… بتترعش وهي بتحكي.
– كانت فاكرة إن سكوتها هيحميها، بس لما شافت حور وهي بتتحارب عشان تطلع، قالتلي: أنا كمان عايزة حقي
– وأنا وعدتها… وعدتها إنها مش هتعيش كل عمرها وهي شايلة العا،ر اللي هو سببه.
فادي وهو بيقفل الظرف:
– وهي هتشهد؟ قدام النيابة؟
مراد بحزم:
– أيوه… وهتشهد في المحكمة كمان لو هي معرفتش امها جنبها .
– وأنا مش هرحم أبويا… لا عشان حور، ولا البنت، ولا أخويا اللي رماه سنين، ولا أمي اللي كان بيضر،بها وهي ساكتة.
فادي بحماس:
– طيب نبدأ نجهز الملف… هنقدمه للنيا،بة مع الطلب الرسمي بضبطه وإحضاره من المستشفى، وفيه شهادة الطفلة، وتقرير الطب الشرعي، وأقوالك، وأقوال والدتك.
مراد بصله بعين كلها حسم وقال:
– واللي جي أصعب… يوم المحكمة مش هيكون يوم حكم، هيكون يوم فض،يحة للراجـ.ـل اللي مايعرفش يعطف ولا يحمي ولا يخاف ربنا.
عدي خمس تيام وجيه وقت يوم المحكمة...
القاعة كانت مليانة ناس، الصحافة، محامين، شهود…
مراد قاعد ماسك إيد حور، وعلى وشه حزن عميق، بس جواه نار غضب وسنين وجع.
دخل الأب متكتف، مكشر، بس مش قادر يرفع عينه…
كل نظرة حواليه بتقوله: إنت وحش، وإنت هتتحاسب.
القاضي بصله وقال بصوت جهوري:
– المتهم، أنت تواجه تهم:
– اغتصـ اب قاـصرات،
– إخفاء طفل عن أسرته،
– التعدي بالضرـب على الزوجة،
– خطف واحتجاز امرأة بالقوة،
– التهدـيد بالقـ تل،
– والشروع في القـ تل.
شهقات من الناس اتسمعت... حد قال بصوت عالي:
– يا ساتر يا رب… ده مش بني آدم!
القاضي وقف لحظة، وبعدين بصله بعين كلها قرف وقال:
– (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون).
– والنهاردة، المحكمة دي مش بس بتحاكمك بقانون البشر، دي بتحكم عليك بقانون ربنا اللي قال: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)
– (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).
مراد وقف وقال بصوت متكـ سر لكنه ثابت:
– اللي واقف قدامكم ده مش أب… ده كان سجان لقلوبنا… كـ سر أمي، هد حياة زوجتي، وحاول يدـفن أخويا وهو حي.
أسر بص لابوه بقرف وقاعد ساكت
ام الطفله بقهر:
– حق بنتي يجي يا سيد القاضي بنتي شرـفها ضاع منه وكذا عيله اتكسـ.رت مش بنتي بس ..ما تتكلموا يا ناس اشهدو ..كله اتفق مع كلامها واتكلموا مع بعض
الشهود اتكلموا واحد ورا التاني،
كلهم أكدوا:
– الأب ده مش بس مجر،م، ده شيطا،ن بسترة راجـ.ـل ..
القاضي بعد ما سمع كل حاجة، قال بهدوء صارم:
– المتهم… تدان وتحكم عليك بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وتجريدك من كل حقوقك المدنية رفعت الجلسه .
صرخة في القاعة: كانت من أم مراد… دمـ.ـو.عها نازلة، بس أخيرًا بتحس إنها اتنصفت.
مراد حـ.ـضـ.ـن أمه وحور، وقال بصوت وا.طـ.ـي:
– خلصنا… وربنا هو اللي جاب لنا حقنا.
مراد بص لأبوه وهو خارج من القاعة مكبل، وقال بصوت هادي لكن جارـح:
– مش هسألك ليه؟… لأني خلاص مش فارق معايا… اللي كنت خايف أقوله طول عمري، النهاردة الدنيا كلها سمعته وبعدين قرب منه وحط موـس في جيبه ، وهمس في ودنه بانتصار وقال:
– أنا عارف انك مش هتستحمل العذـاب ده وعشان كدا حضرتلك حاجه تساعدك وتخلصك من نفسك وانت قرارك وبعدين مراد ابتسم ابتسامه عريضه واستحقار وطلعنا.
أبوه مراد بصرـيخ :
مرااااد أنا مش هسيبك وعد مني هكبسك في احلامك مش هسيبك يا كلـ.ببب ااااااه سبونييي ..
رجعت أنا ومراد الشقه ولف بيا بفرحه وقال بانتصار:
– اخيرا جبت حقك وحق اهلي مش مصدق يا حور ، الوجع اللي كنت عايش بيه خلاص اختفي ، وهعيش أنا وانتي بسلام وامان، ومحدش يقدر يبعدنا عن بعض تاني .
ضحكت من الفرحه وقولت :
واخيرا يا حبيبي شوفت الفرحه في عينيك باذن الله الحزن مش هيعاتب بيتنا ابدا.
مراد طبع شفاـيفه بحب وقال بغمزه :
-أنتي حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي .
اتكلمت بشك:
– يعني ايه!!!! .. مراد شالني وقال بهزار :
_ يعني حشـ.ـتـ.ـيني و  يا هااانم ...
عليت بصوت عالي وضحك:
– لا لاااا.. مرررادد لااا عيبب بقااا.. مش كدااا... يا ماماااااا
بعد اسبوعين جيه وقت الفرح والجو هادي، الجزيرة كلها متزينة بنور هادي، ورود بيضا وذهبي ملفوفة على الشجر، والممر اللي داخل البيت مفروش بورود ناعمة. أنا كنت لابسة فستان أبيض بسيط، أنيق، كله نعومة وهدوء .. شعري مرفوع من الجنب، ومراد واقف مستني على آخر الممر، عيونه ما بتشوفش غيري ، قربت عليه وبابا ماسكني من دراعي وبعدين ابتسم بهدوء وانبساط .
– أنا بسلمك الأمانة...عارف إني اتأخرت أقول الكلام ده،
بس كمان واثق إنك حافظها وحاميها من قبل حتى ما أتكلم.
مد مراد إيده وخد إيدي من بابا برفق، وبصله باحترام وبعدين بصلي، ونبرة صوته كانت دافئة ومليانة إحساس:
– دي مش أمانة يا حاج...دي روحي اللي بين إيديا،
ولو يوم احتاجت عمري كله عشان تبقى بخير، مش هتأخر ثانية وبعدين بصيت لمراد بتـ.ـو.تر وحب ،وقدم قدام الناس ،وبعدين همس في ودني بحنيه واطمئنان وقال:
– أنا جنبك متقلقيش عايزاكي تكوني مبسوطه ، عشان ده يومك، يا جميل ..
مشينا بخطوات بطيئة وسط الممر اللامع، وكل اللي حوالينا بيصفقوا بحماس وفرحة، والورد بينزل من فوق كأنه مطر ناعم بيغسل الوجع من قلوبنا...
وصلنا عند الشاشة الشفافة اللي واقفة بين العواميد الذهبية، وأول ما وقفنا قدامها، اتسلط علينا الضوء، وساد سكون كأن الزمن وقف وفجأة...أسر وقف قدام الشاشة، لابس بدلته الفخمة وابتسامته البريئة ماليه وشه، رفع المايك وقال بمرح:
_ أنا مش هطول عليكوا .. بس جبتكلوا فيديو لامم ، كل الشخصيات اللطيفه اللي كلها حب ، واحتواء ، وموده ، بصوا الفيديو هيشرح كل حاجه وطبعا ، أنا أول واحد هظهر ،لان دي فكرتي وصاحب الأفكار طبيعي، هو اللي بيمهد مشروعه ،
وبعدين شاور بايده أنه يفتح الفيديو وظهر هو أول واحد
أسر وهو لابس بدله سوـده وبيضحك كالعاده :
– اخويا ، وحبيبي وسندي وكل ما ليا انهارده فرحك يا حبيب اخوك ، انت مش متخيل أنا فرحان قد ايه، ومش مصدق اني موجود في فرحك طبعا ده بفضلك أن أنا موجود ، احم معلش اتاثرت شويه ، اليوم ده مميز عشان في واحد مكنش حاطت في باله يحب ، أو يتجوز ، دلوقتي تشنكل بحبل حور ، اللي مش اى بنت تجذب لمراد ، هي عرفت تجذبه وتفك عقدته ، يلا الحمد لله وبعدين ضحك أن هو اتجوز...وبعد كدا كل المقاطع كانت علي أهله واهلي والفيديو وبعدين ،يظهر مراد في آخر الفيديو، لابس نفس البدلة اللي واقف بيها قدامي، بيبص للكاميرا بابتسامة حب خالص:
– شوفي، أنا ممكن أكتبلك دواوين شعر، وممكن ألف الدنيا وأقول للناس بحبك…
بس كل ده يهون لما أقف قدامك وأقولك:
في نفس اللحظة، مراد ركع في الحقيقة، بنفس الطريقة اللي في الفيديو…
– أنا بحبك، وحابب أبدأ من النهاردة أكون ليكي رسمًا وقلبًا وروحًا…ويا ست البنات…تقبلي جوازي؟
وهو بيخرج العلبة ويفتحها، وتلاقي فيها خاتم ألماس رقيق، محفور عليه من جوه حور قلبي
أنا بصـــدمــه، عينيا كلها دمـ.ـو.ع وفرحة، ووشي متلون، وبهمس بصوت مبحوح:
– طبعا ..اكيد أنا بحبك اوي ..
مراد لبسني الخاتم في ايدي، وقومته وحضـ.نته بقوه ،والناس كانت بتسقف ..مراد همس في ودني وقال :
– علي فكرا المفاجاه لسه مخلصتش ..
اتصـ.ـد.مت وانا بشهق بتأثير :
– هو لسه في تاني ؟؟؟
غمزلي بابتسامه وقال :
– لو اطول افاجئك ،كل دقيقه، هعمل كدا، يلا أنا هخبي عينك .. وبعدين حط أيده علي عيني، وايد التانيه بيسحبني بيها ،قربت علي خطوته، وشال أيده ،وشهقت بزهول وقولت:
– ايه ده ؟؟؟ طياره لينا!!! ...ابص علي الطياره، الاقي مكتوب فيها حب عمري حور بالذهبي ، عيطت اكتر ومش قادره من كتر الفرحه ، مراد جيه مسح دمـ.ـو.عي وقال بحنيه:
– خلاص بقا ، هنقضيها عـ.ـيا.ط ، وبعدين بردو لسه مخلصتش مفاجات امسكي قلبك كدا .. لسه كنت هرد، لاقيت صوت بشع ،وكنت هفطس من الضحك اتلفت بعيني لاقيت أسر ومازن اخويا بيغنه بعك وضحك ..
أسر وهو بيغني وبيرد عليه مازن :
– أنااا ... أناااا جاي ..جاي .. عشان.. أجامل اخوياااا ..واقوله..واقوله..يا عريس ... يا عريس ... وانا جاي.. ابـ.ـارك ليكي...يا عروسه ... يا عروسه ..
ومن هنا مراد اتصـ.ـد.م، من أصواتهم ،وحط أيده علي دماغه بخيبه..وقال:
– أنا كنت عارف والله ..دول مش هيسكوته ، لازم يجوده في العـ.ـبـ.ـط كسفوني ..
أنا فضلت اضحك.. علي مراد وبعدين خدته من أيده وقولت :
– تعالي .. شكلهم حلو اوي مضحك ..
مراد وهو بيمشي معايا وقال بتريقه :
_ دول مضحكين ؟؟؟ دول اغـ.ـبـ.ـيه تحسيهم فرقه من فرقه كابو اللي في فيلم الباشا تلميذ والله عيب احرجوني قدام الناس منهم الله ..
فضلت اضحك جـ.ـا.مد ، ونفسي هيق،طع من الضحك وبعدين قربنا منهم وسقفت وانا فرحانه بيهم واخيرا الوقت عدا ،
وقبل غروب الشمس، ودعنا اهلنا وقربنا قدام الطياره وقولت بتـ.ـو.تر :
– انت اللي هتسوـق ؟؟؟
مراد بجمود :
اها قالولك عليا خايب ولا ايه أنا علي طول بركب الطياره لما اعمل مصالح برا مصر يلا اركبي ..
أنا ركبت الطياره ،وجوايا خوف جـ.ـا.مد لان اول مره اركب طياره ، وبعدين مراد ركب وبصلي بهدوء وقال:
– جاهزه ؟؟؟ هزيت راسي ، وبعدين ابتسم ومراد طلع بالطياره ، وانا مسكت ايده بخوف اول لما طلع ، بص عليا وهو بيحاول يطمني وقال:
– متقلقيش بيتنا قريب ...
مراد قرب من البيت كنت شيفاه حلو اوي من بعيد في كل حته مركب نور ..واخيرا الطياره هبطت، ومراد نزل ، ونزلني معاه ، وبعدين قربنا من البيت كان فيلا بس جبـ.ـارة على البحر، كلها إز،از ومر،ايات، فيها لمبات نازلة من السقف بشكل خيالي، موسيقى هادية شغالة ..وانا لحد دلوقتي مش مصدقه عيني اللي بشوف بيها ، كنا واقفين علي الرمل
وفجأة... مراد رن على واحد في التليفون، قاله بكلمة واحدة وصوته فيه لمحة جدية:
– اضر,ب.
وفصل المكالمة بسرعة، وأنا كنت واقفة جنبه مش فاهمة حاجة، وقبل ما أتكلم، شـ.ـدني من وسطي بلُطف وقربني منه قوي وقال وهو بيبتسم:
– بصي فوق كده في السما، حور...
بصيت له بــــاستغراب، وبعدين رفعت عيني للسما وأنا بضحك:
– في إيه يا مراد؟ مفيش حاجــ...
وفجأة!
صواري،خ نورت السما كلها بألوان مبهرة، وقلبي كان هيقف من المفاجأة... بس اللي شفته خلاني أبكي من فرحتي...
اسمي… حــور وجنبه بخط ناـري جميل: مراد
اسامينا اتكتبت بصوارـيخ في السما!
أنا كنت متجمدة مكاني ودمـ.ـو.عي نازلة من غير ما أحس، وقلبي بيدق بسرعة. قربت منه وبحـ ضنه بكل قوتي وأنا ببعيط:
– مراد… بحبك، بحبك أوي…أنا مش مصدقة، أنت بتعمل كده علشاني؟ شـ.ـدني أكتر لحضـ.نه وهو بيهمسلي:
– علشانك انتي بس يا قلب مراد…يا كل حياتي.
فضلت أعيط من فرحتي، وأنا بدـفنه في حضـ.ني وكأني مش عايزة اللحظة دي تخلص، وبعدين بصيت في عينه وقولتله وأنا بضحك ببكاء:
– على فكرة…أنا كمان… عندي مفاجأة ليك.
استغرب وبصلي بتركيز:
– مفاجأة إيه؟
مسكت إيده وحطيتها على بطني ووشي كله فرحة ودمـ.ـو.ع:
– أنا حــامــل… يا مراد.
مراد اتجمد لحظة، وبعدين عنيه اتملت دمـ.ـو.ع وقال
– انتي بتتكلمي بجد؟؟؟؟
هزيت راسي بدمـ.ـو.ع وهو ساب كل حاجة، ولف بيا من الفرحة وأنا بضحك وبقول:
– براحة يا مجنو.ن… الجنين يا مراد.
وقف وهو بيبصلي بذهول وفرحة مالهاش وصف، وقال بصوت مبحوح:
– أنا… هبقى أب يلهوي أنا هبقا اب من نور عيني؟
أنا وانتي هنبقى عيلة؟ يااااه يا حور… ده أحلى يوم في حياتي.
حضـ ني تاني بقوة وهمس في ودني:
– أنا بحبك، وبوعدك… إنك هتعيشي أسعد حياة في حضـ.ني أنا…إنتي وقلبي اللي في بطنك ده بحبك اوي يا حور عيني . بتسمت بدمـ.ـو.ع وقولت :
– وانا كمان بعشقك يا روحي ..
وهنا وانتهت الرحلة بلقطة مفيش بعدها جمال…قلبين اتجمعوا بعد تعب طويل…حب حقيقي، مفيهوش تمثيل…
مراد وحور
نهاية قصة…
وبداية حياة.

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات