رواية قلبي ضد ارادتي هي رواية رومانسية والرواية من تأليف اسماعيل موسي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية قلبي ضد ارادتي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية قلبي ضد ارادتي هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية قلبي ضد ارادتي تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية قلبي ضد ارادتي من الفصل الاول للاخير بقلم اسماعيل موسي
كنت نايم على سريرى وكانت الساعه عدت نص الليل، سمعت تليفونى بيرن
اخدت التليفون من على الكرسى وبصيت فيه، كان رقم دولى غريب
الو مين؟
سمعت صوت اعرفه وبعد كلمتين همست علاء؟
ايوه انا علاء يا عم، يعنى مين هيكلمك بعد نص الليل ويقرفك غيرى؟
قولت يا عم انت تتصل فى اى وقت يعجبك، عامل ايه؟ وكيف اخبارك؟
علاء كان سافر دوله عربيه يشتغل فيها وليه اكتر من سنتين مكلمنيش خالص
همس والله الأحوال مش تمام، بس اانا مش بكلمك علشان كده، انا عايزك فى موضوع مهم يا ريت تصحصحلى كده؟
حسيت بقلق غريب، وان علاء واقع فى مصيبه اصل علاء من يومه بتاع مشاكل
قلت خير؟
قال انت عارف انك صاحبى الوحيد، احنا صحاب بقالنا اكتر من عشرين سنه واكتر من اخوات
_قلت فعلا معاك حق انت اكتر من اخويا إلى مولدتوش امى
همس علاء انا بقا عايزك فى معروف وخدمه ميعملهاش غير اخ لاخوة
_قلت علاء انجز انا قلقت
بص يا صاحبى انا عارف انه طلب تقيل اووى وغريب، بس الصراحه محدش يقدر ينجدنى غيرك ولا اقدر اثق فى شخص غيرك يعمله
همست بقلق ها؟
تعرف رودينه ؟
قلتله لا، رودينه مين؟
سكت علاء لحظات بعدها كمل، رودينه دى حب حياتى ومقدرش اعيش من غيرها ولا اتخيل حياتى من غيرها
وهى بتحبني اكتر من نفسها
__قلت ربنا يسعدكم يا علاء
انا بقا عايزك تتجوز ردينه يا ادم فى أقصى سرعه
الكلام وقف فى بقى وحسيت دماغى مهنكه، انت بتقول ايه يا علاء؟ حسيت انى مسمعتش الكلام صح
قال علاء عايزك تتجوز رودينة وقبل ما افتح بقى قال علاء
انا الظروف معايا مش تمام، ورودينة رفضت عرسان كتير علشانى لكن المره دى ابن عمها متقدملها وابوها راسه والف سيف يجوزها لابن عمها
انا عايزك تتقدملها وتتجوزها جواز رسمى لحد ما انزل مصر وتطلقها
علاء انت بتهزر صح؟
والله ما بهزر يا ادم ، انا عايزك تتجوز رودينه وتحافظ عليها لحد ما ارجع
اتأجرلها شقه وانا هدفع إيجار الشقه لو مش عايز تعيش معاها، ولو هتعيش معاها انا بثق فيك وعارف انك اخويا ولا يمكن تخونى
قلتله لحظه بس، جواز ايه إلى انت بتتكلم عنه وبعدين ايه ضمنك ان والدها يوافق عليه اصلا؟
__قال علاء، رودينه هتخليه يوافق، رودينه هتقول انها بتحبك ومش هتتجوز غيرك حتى لو دبحوها
انت اتقدم وسيب الباقى على رودينه ها ايه رأيك؟
سكت، معرفتش اقول ايه، عقلى كان بيضرب فى بعضه
همس علاء ارجوك يا ادم ابوس ايدك ورجلك وافق انت اخويا ومليش حد غيرك اقدر اطلب منه الطلب ده
دا موضوع كبير يا علاء ومش سهل، دا جواز ومصاريف وحجات كتيره
علشان خاطرى يا ادم انا مش هتأخر هبذل كل جهدى ان شاله اسرق وقبل مرور شهور هكون فى مصر واتجوز رودينه ودا جميل مش هنساه ليك طول عمرى، وافق ارجوك
لا انا محتاج افكر يا علاء ادينى يومين افكر لو سمحت
مفيش وقت يا ادم بقلك والدها عايز يجوزها لأبن عمها رودينه ممكن تعمل فى نفسها حاجه
قلتله طيب الصبح ارد عليك
دا هيبقى جواز كده وكده يا ادم يعنى مش حقيقى ارجوك ساعدنى بدل ما اقتل نفسى
قلتله طيب اصبر يا عم
همس أرجوك يا ادم ارجوك
قلتله طيب ماشى حاضر
تنهد علاء بعدها قال بس اوعى البت تعجبك يا ادم ودماغك تروح كده ولا كده
قلتله يا عم اسكت انا فى ايه ولا ايه
↚
قفلت مع علاء ودماغى مهنكه عقلى كأنه بيقولى ايه إلى عملته ده؟
حاولت انام معرفتش وقعدت اقلبها فى دماغى، قلت الصبح هكلم علاء واعتذرله
نمت بالعافيه، الساعه عشرة الصبح لقيت تليفونى بيرن
هسمت بغيظ علاء تانى؟
مكنش رقم علاء كان رقم تانى، فتحت المكالمه وقلت الووو
وصلنى صوت هامس ازيك يا استاذ ادم!؟
قمت من مكانى بسرعه وقعدت على السرير
قلت الحمد لله مين معايا؟
__انا رودينة
عقلى فضل دقيقه على بال ما جمع، رودينه خطيبة علاء؟
ايوه انا وحسيت بضحكه فى صوتها لأنى قلت خطيبة علاء
قلت اهلا وسهلا بحضرتك
فيه حاجه حصلت؟ علاء كويس؟
قالت علاء بخير الحمد لله انا بكلمك بخصوص الموضوع إلى كلمك فيه علاء، علاء حكالى كل حاجه وانا شايفه مفيش طريقه ولا حل غير اننا نعمل كده
انا طبعا متفهمه مخاوفك واوعدك انى هسهل الأمور عليك
احنا هنعيش مع بعض فعلا لأنه مينفعش نعمل غير كده
لازم نبان متجوزين حقيقى علشان محدش يشك خصوصا والدى ووالدتى
بس اوعدك انى اكون اخوك فى الشقه راجـ.ـل زى زيك مش واحده ست
لسه هقولها انا لسه بفكر
قالت انا فى ورطه حقيقيه والنهرده لو مجتش عندنا والدى هيجوزنى لابن عمى وانا مش ممكن اسمح بكده حتى لو انتحرت
قولت بسؤال طيب والدك يوافق ليه وازاى؟
قالت رودينه، انت بس تعالى اتقدم وانا هحل كل حاجه انا ممهده لماما وهتقف جنبى
هسمت ان شاء ابقى اجى
لا ارجوك همست رودينه انت لازم تلبس وتيجى فورا مفيش وقت، لو كنت فعلا بتحب علاء زى ما وعدته
غير هدومك وانا هستناك وهقول لوالدى ينتظرك، لكن لو مش ناوى قول دلوقتى؟
انتهت المكالمه وحسيت نفسى فى ورطه فعلا وخلاص مفيش مهرب، غيرت هدومى وروحت على العنوان بتاعهم
خبطت على الياب فتح لى شاب نفس عمرى رحب بيا وسألنى انت ادم؟
قلت ايوه
قعدت فى الصاله وبعد شويه ظهر والدها إلى كان صارم اووى
سألنى انت عايز تتجوز رودينه؟
قلت ايوه
بسرعه رغم انى كنت شارد رديت على اسألته الكتيرة المكرره المتزمته
طلعت رودينه وكانت اول مره اشوفها، كانت بنت متوسطة الطول بيضه جميله وقسمـ.ـا.تها ناعمه ورقيقه جـ.ـسمها مايل للنحافه
وسط الكلام والدها سألها انت موافقه على ادم ده؟
همست رودينه طبعا موافقه انا بحبه ومش ممكن اعيش من غيره وهو كمان بيحبنى
بابا أدم هو الشاب إلى هيقدر يريحنى ومع الوقت هتعرف انه راجـ.ـل جدا ويستحق بنتك!
خبط الراجـ.ـل على رجليه وقال تمام نقرا الفاتحه والدخلة الاسبوع إلى جاى
كانت كل حاجه بتتم قدامى وانا شارد كأنى مغيب، ارتفعت الزغاريد ورا بعضها والجيران دخلو يهنو العروسه ووالدتها
ومقدرتش الاقى نفسى غير لما خرجت من هناك وبقيت فى الشارع
كنت زى إلى بيتفرج على فيلم وفجأه لقى نفسه بطل من ابطاله
كلمنى علاء وشكرنى كتير وحلف انى ارجل صديق فى الدنيا كلها الاسبوع مر بسرعه وجه ميعاد كتب الكتاب والفرح
وفى خلال أسبوع واحد بقيت متجوز والفرح خلص وواحد مراتى إلى هى مش مراتى وطالع بيها شقتنا
↚
دخلنا الشقة وجـ.ـسمى متلبش، مش عارف هعمل ايه ولا هتصرف ازاى، معنديش فكرة عن اى حاجة، نبضات قلبى كانت سريعه، حاولت اكون طبيعى، قولت بصوت واطى، اتفضلى اعتبرى البيت بيتك!!
اول ما دخلنا الشقه رودينة جريت على اوضة النوم وقفلت الباب على نفسها، قلت احسن وفرت عليه الاحراج والدربكه
اخدت دش وغيرت هدومى وقعدت فى الصاله حاسس بكسوف ملوش اخر
كنت جعان طلعت أكل من التلاجه وسـ.ـخنته روحت اكل وحسيت بالاحراج اكل وحدى واسيبها؟
خبطت على الباب ببطيء وسمعت دربكة رودينة وخوفها منى
بعد شويه وصلنى صوتها عايز ايه؟
قلت مفيش انا هاكل، هتاكلى معايا؟
قالت لا شكرا انا شبعانه
قعدت اكلت وبعد كده مددت على الكنبه وحاولت انام لكن مجنيش نوم
وقعدت افكر ايه ممكن يحصل وازاى حياتى هتستمر فى الحصار ده
انا لازم أوضح كل حاجه من دلوقتى
عملت كوبيتين شاى وخبطت على رودينه وهمست من فضلك انا لازم اتكلم معاكى ضرورى
همست رودينه مش دلوقتى خليها وقت تانى
قلت مش هينفع، لازم نحدد طريقتنا فى العيش داخل الشقه
انتى اكيد عايزه تاكلى عايزه تشربى، عايزه تستخدمى الحمام مش معقول هتفضلى محبوسه جوه غرفتك
فتحت رودينه الباب كانت غيرت هدومها ولابسه عبايه كامله
قعدت بعيد عنى
قلتلها اتفضلى الشاى
همست تعبت نفسك ليه؟
قلت عادى
وانا بناولها الشاي ايدى لمست ايدها سرت رعشه فى جـ.ـسمى ورودنية كانت هتوقع الشاى
همست بسرعه اسف مكنش قصدى
بصى احنا هنعيش مع بعض زى اخ وأخته، يعنى لو عايزه حاجه يا ريت تقولى وانا كمان هقول
قالت تمام كلام كويس
انتى هتنامى فى اوضه النوم الرئيسيه وانا هنام فى الصاله او فى غرفتى ووقت استخدام الحمام الشخص التانى يكون فى غرفته
الاكل هناكل مع بعض عادى مفيش مشكله
ايه رأيك قالت تمام
تليفونى رن ببص لقيت علاء
ابتسمت ورديت اول كلمه قالها علاء بتعملو ايه؟قلت ايه كلامك إلى يعصب ده انت فاكرنى عيل صغير
رودينه فى غرقتها وانا قاعد فى الصاله وبعدين خلى عندك شوية ثقه مش كل شويه هتكلمنى
قفلت مع علاء ورودينه سألتني كدبت ليه؟ مقولتش احنا قاعدين مع بعض؟
محبتش اوترة يا رودينه مش هيقدر يفهم اننا قاعدين بنتكلم فى حجات مهمه
ودخل واحد غرفته ونمنا، الصبح قومت قبلها حضرت الفطار
وانتظرت تخرج لكن بابها فضل مقفول
اكلت وغيرت هدومى وخرجت مرجعتش غير بالليل
كانت زيارة عيلتها خلصت
ورودينه بتحضر عشا فى المطبخ قعدت فى الصاله وعيني جات عليها
كانت بتحاول تجيب طبق ومش قادره تتطوله
مشيت على المطبخ ووقفت رفعت ايدى وجبت الطبق
رودينه حست بوجودى فى المطبخ فجأه اتنفضت من الخضه ورجعت لورا
فى اخر لحظه بعدت عنها محصلش تلامس لكن مرت لحظه كسوف بينا
انسحبت بسرعه ورجعت مكانى مش عارف ايه إلى حصل لكن الزيت انسكب وولعت نار صغيره
رودينه صرخت انا جريت على المطبخ وطفيت النار
وبدون ما أشعر قعدت اضحك من منظر خوفها وخضتها
↚
شعرت بخجل رودينة من ضحكتى إلى خرجت غصب عنى، همست لو انتى محتاجه مساعدة ممكن تنادينى عادى :؟
قالت رودينه مفيش حاجه، انا بس متلخبطة شويه مش متعودة على وجود حد غريب معايا فى مكان واحد
للحظه حسيت الكلمه جرحتنى معرفش ليه لكن بعد تفكير قلت رودينه مقلتش غير الحقيقه ومفيش اى داع انى ازعل
وحسيت بزهق، قلت انا خارج ومش هرجع غير بالليل، تقدرى تقعدى فى الشقه براحتك
طلعت قعدت على القهوة وقابلت صحابى وفضلت لوقت متأخر برة البيت
الساعه ١١ بالليل تفاجأت برقم رودينه ظاهر على شاشة تليفونى
رديت بقلق خير يا انسه رودينه؟
واحد صاحبى قاعد جنبى لما سمع كلمة انسه رودينه عنيه برقت من الصدمه
بسرعه علشان ادارى على الموقف قلت ايوة يا حبيبتى
رودينه سكتت دقيقه متكلمتش، بعدها قالت الكهربة قطعت
وانا خايفه اقعد وحدى
قلت حاضر وبتردد همست يا حبيبتى
سبت صحابى، استأذنت منهم لان مراتى خايفه تقعد وحدها
وصحابى كأنه سمعو نكته
وهات يا تلقيح، هو فيه حد اصلا يسيب عروسته بعد يوم من الجواز ويجى يقعد على القهوة؟
ايه يا معلم هو انت منهم ولا ايه؟
خدت كلامهم بهزار ورجعت على الشقه وانا بفكر فى كلامهم
هو انت متعرفش ولا ايه؟ وضكهم وسـ.ـخريتهم إلى خدتها بضحك
خبطت على الشقه، رودينه فتحت من اول خبطه كانت مولعه شامعه فى الصاله
همست الحمد لله انك رجعت، انا كنت ميته من الخوف، هى الكهرب ه بتقطع دايما هنا؟
قلت لا، بس حظك بقا
دخلت وقفلنا باب الشقه وقعدنا فى الصاله بعيد عن بعض
من غير كلام ولا حتى همس، مفيش واحد فينا فتح بقه
اخيرا بعد نص ساعه، رودينه قالت تشرب شاى؟
قلت ايوه مفيش مانع
مشيت رودينه خطوتين ووقفت، بس الدنيا ضلمه فى المطبخ
قلت بسيطه يا ستى
شلت الشمعه ومشيت وراها، كانت بتعمل الشاى وحاسس ان جـ.ـسمها بيرتعش
قلت على فكره مفيش داعى انك تخافى منى، انا عند وعدى وعمرى ما حنت وعد اديته لحد
قالت رودينه انت فى التليفون كنت بتقول حبيبتى؟
لسانى وقف فى بقى لحظه وبسرعه قلت صحابى كانو قاعدين معايا وكان لازم مخليهمش يحسو بحاجه
انا اسف لو كنت ضايقتك
قالت لا عادى مفيش حاجه انا مش غـ.ـبـ.ـيه وفهمت طبعا
وصحابك قالو ايه كمان؟
كنت راجعين على الصاله وقعدنا فى اماكنا وكل واحد فينا فى ايده كوباية الشاى بتاعته
قلت قالو كلام كتير متشغليش بالك بيه!؟
يا سيدى هو حنا ورانا ايه؟، الكهربه قطعه ومش هينفع ننام
قلت كانو بيتريقو عليه لانى سايب عروستي وقاعد على القهوه تانى يوم الفرح، ميعرفوش انك زى اختى
ضحكت رودينه وشفت لمعان اسنانها فى ضوء الشمعه اتحمست اكمل كلامى وقلت من غير تفكير بيقولو هو انت متعرفش!؟
وش رودينه اتغير وظهر عليه الضيق والخجل وقامت بسرعه دخلت غرفتها وقفلت الباب
حسيت انى غلطت، غلط كبير اووووى واتكسفت جدا
انا ازى قلت كده بس؟
قعدت دقايق من غير حركه، بعدها خبطت على رودينه وقلت انا اسف مكنش يصح اقول كده، اسف بجد يا رودينة
مسمعتش رد ولا اى حاجه
كنت عارف ان غلطى كبير جدا، همست طيب على الأقل خدى الشمعه لانك بتخافى من الضلمه وممكن يطلعلك أشباح
فتحت رودينه باب الغرفه بسرعه واخدت الشمعه وقفلت الباب.
نمت على الكنبه وحطيت ايدى تحت دماغى وبعد شويه بداء النوم يداعب جفونى بين النوم والصحيان
سمعت الباب بينفتح ورودينه بتخرج منه فى ايدها اخر ضوء من الشمعه إلى خلاص هتخلص
معرفتش اعمل ايه، اتكلم ولا اسكت وانا بفكر سمعت صرخت رودينه إلى الشمعه لسعت ايدها وانطفت، الدنيا بقت ضلمه كحل وسامع انين رودينه وهى بتهمس ايدى وجعانى اوووى
↚
همست الف سلامه عليكى ورينى كده؟
مسكت ايد رودينة ونفخت فيها اكتر من مره، كانت ايدها ناعمه ورقيقه وملمسها ناعم جدا، ورغم انى فضلت ماسك ايدها محاولتش تشيل ايدها
جـ.ـسمى اتـ.ـو.تر، ايه بقيتى كويسه؟
همست رودينه بخجل ايوه متشكرة وشـ.ـدت ايدها بعيد عنى
قعدت رودينه ولقيت نفسى ببص عليها مستغل الضلمه بتركيز واعجاب
انا تعبانه جدا ممكن انام هنا جنبك لحد ما النور ما يجى؟
كان لسه كلامى البايخ إلى قولته من شويه بيدور فى دماغى
قلت بأدب طبعا، نامى ولما النور ما يجى هصحيكى تدخلى غرفتك
تمددت رودينه على الاريكة وكان شعرها بيلامسنى ومفيش دقايق وراحت فى النوم
الفجر النور رجع، صحيت رودينه دخلت غرفتها وانا نمت مكانى من الإرهاق والسهر
الصبح رودينه كانت فى المطبخ بتحضر الفطور صوت تقطيع الخضار وهدير غلاية الميه كان مالى المكان
مشيت على المطبخ وأثر النوم على وشى لابس قميص وشعرى فوضاوى وقفت ابص عليها وانا مبتسم
قلت بصوت خافت صباح الخير !
بصت رودينه وهى بتحط شرايح الطماطم على الطبق وهمست صباح النور انت لسه صاحى؟
حطيت ايدى على الحيطه وانا بتابع حركة ايدها، مقدرش انام كويس امبـ.ـارح اضطريت افضل سهران للصبح لأن فيه شخص خواف كان نايم جنبى
سرت حرارة خفيفه فى خدود رودينة تجاهلتها بسرعه
وهسمت بنبره محببة
شاى
ام
قهوة؟
قلت وانا باخد خطوة ناحيتها، شاى لكن خلينى اساعدك
انا بعرف اعمل شاي كويس جدا، احلى شاى ممكن تشربيه
اخدت الكوبايات من ايدها وقلت بعفويه
عارفه المكان بيبقى أجمل لما يشاركك شخص فيه
الوحدة قـ.ـا.تله جدا
بصت رودينه ناحيتى كأنها بتحاول تقراء شيء فى عيونى
بعدها رجعت لشغلها مغيره مجرى الحوار ادينى دقايق والفطار هيكون جاهز
بعد ما اكلنا خرجت ومرجعتش غير بعد المغرب
قعدت قدام التليفزيون اتفرج على فيلم وانا بفتش فى مجله قديمه
طلعت رودينه من غرفتها لابسه فستان بسيط، شعرها مرفوع بعفويه مش عايزة تثير الأنتباه
بصتلها وقلت بمزاح، انتى عندك حفله الليله ولا ايه؟
همست رودينه لا سهره ولا يحزنون
لكل شكرا للمجامله على كل حال ولما رفعت وشى ابص عليها رودينه جريت على غرفتها
الساعه عشرة خرجت رودينه من الغرفه فى ايدها كتاب تشرب ميه فى المطبخ وانا كنت لسه قاعد فى الصاله
رجلها تعثرت فى السجاده الكتاب طار فى الهوا ورودينه وقعت فوقى، سندتها بايدى وانا حاسس برعشة جـ.ـسمها وارتباكها
وبعدت عنها فورا، قلت انا هخرج اقعد فى القهوة شويه
همست رودينه انت كل يوم هتخرج تقعد فى القهوه؟
انا بزهق وانا قاعده وحدى وبعدين النور بيقطع
شعرت بسخونه فى جـ.ـسمى، قلت انا لازم اخرج دلوقتى ومش هتأخر وهـ.ـر.بت من الشقه
رجعت متأخر من بره فتحت الباب بشويش النور كان مصطفى مفيش غير نور التليفزيون وتفاجأت ان جسد رودينه الصغير ممدد على الأريكه، ملامح وشها كانت بريئه كأنها طفله
شعرها كان منساب على الوساده وايدها حاضنه الملايه الخفيفه إلى مغطيه جزء من جـ.ـسمها
فكرت اصحيها تدخل غرفتها لكن قررت اسيبها نايمه وحطيت ايدى اسحب الملايه واغطيها فتحت رودينه عنيها وهمست ادم انت رجعت امتى؟
قلت من شويه ليه مش نايمه فى غرفتك؟
نمت وانا بتفرج على التليفزيون شكرا لانك صحيتنى بلطف
الصبح
لما صحيت، رودينه كانت بتكلم علاء وبتحكيله بالتفصيل عن كل حاجه حصلت فى اليومين إلى فاتو وتفاجأت انها مغيره فى الكلام شويه ومطلعانى شخص قاسى متزمت من غير قلب ولا املك اى مشاعر
↚
قلت لرودينة بعد ما خلصت المكالمه بقا انا قاسى ومعنديش قلب ولا أفهم فى الاتيكيت؟
ضحكت رودينة وهمست هو انت خدت بالك؟
قلت ايوة
رفعت ايدها حدود وسطها، لازم اقوله كده، علاء بيكلمنى فى اليوم ستين مره، لو قولت اى حاجه غير كده هسيب الشغل وهيرجع من السفر يقعد فى مصر
قولت بضحك ما هو دا المطلوب على الاقل يبقى حل المشكله
مشكلة ايه؟ سألتنى رودينة بجديه
قلت مشكلتك يا رودينة هيرجعلك وتعيشو مع بعض
همست رودينة للدرجه دى مش طايقنى؟
يا سلام بقا انا الى مش طايقك ولا انتى؟ دا انتى كل ما تشوفينى تجرى على غرفتك كأنى هاكلك
رفعت رودينه حاجبها، تشرب شاى؟ انت لسه راجع من بره واكيد تعبان
قلت يا ريت
قالت شايك ايه؟
خفيف سكر زياده
حاضر همست رودينه وهى رايحه المطبخ
صرخت وراها بتعرفى تعملى شاى ولا اجى اساعدك؟
خليك مكانك اوعى تتحرك حذرتنى رودينة
قلت حاضر، هتحرك اروح فين يعنى؟
جابت رودينه الشاى وقعدت معايا مكنتش قاعده بعيد زى كل مره
حطت رجل على رجل وكانت شاردة بتفكر مرضتش ادخل نفسى فى خصوصياتها لكن كان ظاهر عليها القلق
ولعت سيجاره وقعدت اتفرج على التليفزيون
قالت رودينه متطفى السيجارة دى وتتكلم معايا شويه؟
رودينة انتى مش واخده بالك من نفسك؟ انتى مش هنا خالص، دماغك فى مكان تانى
قالت الصراحه اه، والدتى النهرده صدمتنى وفاجأتنى
قلت ازاى؟
همست رودينه مش عارفه اجبهالك ازاى انا محرجه
قلت بقلق قولى من فضلك
قالت والدتى سألتني يعنى كده وانا من غبائى قلت محصلش حاجه بينا
همست دى مصيبه
قالت رودينه وطبعا اضطريت اجيب السبب عندك!!
قلت عادى يعنى جات على دى؟
لا لا انت مش فاهم، والدتى عايزه تعرضك على دكتور او دكتوره
قعدت اضحك، انتى بتتكلمى بجد؟
قالت ايوه
قلت فكك منها بكره تنسى
سكتت رودينه شويه، لا مش هتسكت دى حجزت عند دكتور قريبنا ولازم نروح الكشف
سكت، اتصـ.ـد.مت من كلامها وقولت دى مصيبه فعلا
قالت رودينه واى مصيبه، دى مصيبه كبيرة وفكرت شويه الا اذا
قلت الا اذا ايه؟
قالت انك تجيب تحليل مزور ويكون فيه إنك ضعيف اوى حاجه من ده
ودا هعمله ازاى ان شاء الله؟
انا اعرف ممرضه صحبتي ممكن تساعدنا فى كده هتجيب تحليل من المستشفى عندها ونقول بتاعك
قلت كلام معقول معنديش مانع، لكن هنعمل ايه فى موضوع الدكتور؟
قالت رودينه هحاول اقنع والدتى تدينا شويت وقت لان العلاج بياخد وقت طويل بكده نكون حلينا مشكلة الوقت
قلت طيب كلمى والدتك كده
دخلت رودينة غرفتها كلمت الممرضه وكلمت والدتها وطلعت مره تانيه
ها حصل ايه؟
قالت صاحبتى هتساعدنى لكن والدتى مصره تعرضك على الدكتور قريبنا
ادم احنا كده هنتفضح انا خايفه اووى، ارجوك شوف حل
قعدت افكر بعدها همست انا لقيت حل، انا هحجز عن دكتور اعرفه وهصر ان الكشف يكون عنده مش عند الدكتور قريبكم
وهتفق معاه يزور كلامه، هفهمه اننا مش عايزين حمل دلوقتى وان حمـ.ـا.تى بتضغط علينا وهقدر أقنعه
همست رودينه طيب ممكن تكلم انت والدتى؟
قلت مستحيل اتكسف ومش هعرف اقول كلمتين على بعض
وقفت رودينه وحطت ايدها على كتفى معلهش علشان خاطرى اضغط على نفسك وحل المشكله قبل ما تكبر
مسكت التليفون وانا متغاظ ومكسوف قلت انا مش هفتح الموضوع مع حمـ.ـا.تى هسألها عن حالها وكده والستات مش بيعرفو يمسكو بقهم اكيد هتلقح عليه أو هتلمح
اول ما كلمت حمـ.ـا.تى لقيت نبرتها مش حلوة خالص بتتكلم بسخريه كده وطريقه كلها اسفاف وتلميحات
والى مش قادر على الجواز يجى يخبط على بيوت بنات الناس ليه؟ ومش عارف اصبريه وكلام خلانى اتعصبت جدا
قلت يعنى انتى عايزه ايه من الاخر؟ انا ولسه هقول سليم لقيت رودينه حطت ايدها على بقى
↚
كتمت انفعالى غضبى، شاعر بالحنق والإهانة، بصيت على رودينة وأدركت انى لازم انحى دوافعى بعيد جدا عشان خاطر علاء ورودينة، انا مجرد ممثل عليه يتقن دورة وانا قبلت الدور من البداية حتى لو كان دور مهين لازم اتحمل النتائج.
قلت وماله يا حمـ.ـا.تى، إلى تشوفيه، بكرة الضهر تمام هكون هناك
بتقولى ايه؟
ورودينة كمان؟
حاضر ماشى، هكون هناك انا ورودينة، أنهيت المكالمة وشى كان احمر من الغضب
رودينة همست، انا اسفة، انا السبب فى كل دة، كان لازم اقفل بقى واراعى كلامى، بدل كده سمحت لتـ.ـو.ترى وانفعالى انه يسببلك المشكله دى
كنت انانيه ومقدرتش كل إلى بتعمله علشانى
علشانى؟ مرت كلمة رودينة على طرف ودنى وتسللت بخفة وزحفت ناحيت قلبى
مقلتش علشانا : قالت علشانى، كتمت ابتسامه مسـ.ـر.وقة
وقلت حصل خير ''
اعملك شاى؟
كانت رودينة بتحاول تراضينى بأى طريقة، بعد ما عملت الشاى قالت رودينة انت مش هتعمل اى حاجه
مش هتروح لدكتور ولا يحزنون مش هسمح انك تتعرض للمهانه انا هعتذر لأمى بنفسى
همست لا، الخطه لازم تمشى زى ما هى، لازم اوصلك لبر الآمان، انا كده كده مقطوع من شجرة والموضوع ده مش هيأثر عليه، اكيد مراتى المستقبليه مش هتفتش ورايا وتدور عن حاجه زى كده
مرت لسعة حزن على وش رودينة دارتها بسرعه، اشرب الشاى طيب ولا ناقص سكر؟
همست لا كويس هشربه على اى حال
والنبى متزعلش منى يا ادم عارفه انى غلطانه جدا وضميرى بيعذبنى
انا كمان مقهورة مرتبكه ومتـ.ـو.ترة الوضع كله على بعضه مربك جدا
هارف يعنى ايه نعيش مع راجـ.ـل غريب فى شقه واحده
غريب وفى نفس الوقت جوزك وحلالك؟
همست فاهم والله ومقدر متزعليش نفسك بكره ربنا يحلها من عنده
صحتنى رودينة الضهر اكل وقالت انها هتغير هدومها لحد ما انا اتغدى
ولما خرجت من الغرفه كانت انيقه لدرجة محيرة، انيقة وجميله للحد إلى دفعنى اهمس انا ممكن اغير رأى على فكره ايه الجمال دا كله؟
غطت رودينة وشها فى التحجيبه بكسوف وهمست بس بقا
انت بتحرجنى يلا غير هدومك من فضلك
غيرت هدومى ونزلت انا ورودينة اول مره ننزل سوا
ومن سخرية القدر اننا كنا نشكل ثنائى ملفت جاذب متجانس
وكنا محط أنظار الماره فى الشارع وتلقفتنا العيون المتربصه بلمعة إعجاب
وقفت سيارة أجرة، فتحت الباب لرودينة وهمست اتفضلى
وقعدت جنبها
بـ.ـارتباك همست رودينة تعرف انى من زمان اووى مسمعتش كلام حلو زى إلى قلته؟
انطلق فمى بأبتسامه صادقه وقلت للأسف مقلتش كل الحقيقه، انا مخبى حجات كتير يا هانم
وقف التاكسى فى الطريق، الممرضه صديقة رودينة كانت فى انتظارنا خدنا منها التحليل المزور وكملنا ناحيت المستشفى
وصلنا قبل حمـ.ـا.تى وانفردت مع الدكتور قريبهم وطلبت منه يساعدنا
ترجيته يتفهم موقفى، الدكتور قال انا مينفعش اكدب
قلت مش هتكدب دا تحليل عليه أسمى كل إلى عليك تشرح التحاليل لحمـ.ـا.تى وتديها امل وبكده تبقى مكدبتش ومنحتنا الوقت والفرصه نحل مشكلتنا
قعدت قدام الدكتور وهو بيشرح لحمـ.ـا.تى التحليل زى التلميذ الغبى متحمل نظرات حمـ.ـا.تى القـ.ـا.تلة الساخرة
تحملت تلميحات حمـ.ـا.تى وسـ.ـخريتها وهمسها فى ودن رودينة
وصوتها المزعج لحد ما خرجنا من العيادة
اول ما عرفت ان حمـ.ـا.تى هترجع معانا على البيت استأذنت لان ورايا مشوار مهم
وانا فى الطريق كلمنى علاء، سأل عن الأخبـ.ـار وكان متردد فى كلامه لحد ما قال انا مضطر أأجل رجوعى مصر شويه
يعنى بترجاك تفضل فى التمثيل وقت أطول
حسيت بهم كبير زاد على همى، علاء طلب سنه كامله قبل رجوعه وانا مش هقدر اتحمل كل ده
وفى لحظة انفعال قررت ارجع الشقه كان لازم ابعد عن رودينة بعد ما شفتها بالجمال والاناقه دى مشاعرى تحركت ناحيتها
↚
وقفت على باب الشقة وتنهدت، اخدت نفس عميق وأخرجت المفتاح من جيب بنطالى وقبل ان اضعه فى ثقب الباب
سمعت صوت حمـ.ـا.تى، قلت كويس، لازم اسمعها شوية كلام فى عضمها ذى ما اهانتنى
رجعت مفتاح الباب فى جيبى ، شوفت انه من الأدب ان أطرق الباب
وصلنى صوت رودينة، يا ماما ادم شخص كويس جدا وبيعاملنى بطرية محترمه
انتابنى فضول اسمع دفاع رودينة عنى، وقفت بصمت اسمع
همست حمـ.ـا.تى ناولينى طبق العنب يا خيبتها
وانا اعرف ان الحماوات لا يحلو لهم بصق الكلمـ.ـا.ت الخبيثه إلا بفم ممتليء
هتفضلى كده زى البيت الوقف؟ الدكتور قالى مفيش فايده فيه...
همست فى سرى، الدكتور اللعين زودها اكتر من الازم
طول عمرى لم اتمكن من فهم طبيعة الأطباء، أشعر انهم فى عجاله من أمرهم ويتحدثون من طرف لسانهم كأنهم يتفضلون عليك بالنصيحة
يا ماما انا بحبه ومستريحه معاه ومش عايزه غيره
__صرخت حمـ.ـا.تى، خلى الحب يفقسلك طفل يا بت
الحب واحده مش كفايه لازم يكون راجـ.ـل كمان
ادم راجـ.ـل جدا يا ماما من فضلك متغلطيش فيه
أطلقت حمـ.ـا.تى ضحكة ساخرة وهمست وهى بتمضغ غلة عنب واضح جدا انه راجـ.ـل يا رودينة هانم
بصت حمـ.ـا.تى على رودينة، ابن عمك مستنيكى اطلبى الطـ.ـلا.ق انتى لسه بنت وحنفى هيموت عليكى
__مش عايزة اطلق يا ماما وياريت متفتحيش الموضوع دا تانى، كفايه الآهانه إلى اتعرضلها ادم النهرده
اسمعى يا بت انتى، المحروص بتاعك قدامه مهله اسبوعين لو معرفش يعمل حاجه هاجى بنفسى اخدك واطلقك منه
خبطت على الباب
صرخت حمـ.ـا.تى بصوت مسموع اهو المحروص وصل انا هقوم امشى مش طايقة ابص فى وشه
فتحت رودينة الباب وشها كان متغير قلت ازيك يا حبيبتى وبوستها على خدها
رودينة المخضوضه جـ.ـسمها ارتعش، ازيك يا حمـ.ـا.تى؟
عامله ايه؟ قلت بنبره بـ.ـارده
كويسه يا اخويا مالى يعنى زى الفل
قلت الحمد لله انك بخير
ققزت حمـ.ـا.تى من على الكنبة، انا هقوم اروح
قلت اتعشى معانا
مشتكره يا جوز بنتى لكن الراجـ.ـل.... جوزى مش بيحب يتعشى من غيرى
قلت ربنا يخليكم لبعض
وصلت رودينه حمـ.ـا.تى للشارع وركبتها تاكسى ورجعت على الشقه
كنت بدخن سيجارة
اول ما دخلت قالت والنبى متزعلش من امى؟
قلت متجاهل كلامها، تشربى شاى؟
ضحكت رودينة لا انت اقعد انا هعمل الشاى
القصه بقلم اسماعيل موسى
بسرعه جابت رودينة الشاى وبدأت الكلام انا عارفه ان اليوم النهرده كان صعب لكن الحمد لله عدى على خير وادانا وقت نفكر هنعمل ايه
قلت وماله..!
انت... انت، استغليت الفرصه على فكرة
قلت تقصدى ايه رودينتى ؟
حلوة رودينتى منك يا ادم
بتصميم قلت ها تقصدى ايه؟
همست اقصد اول ما دخلت الشقه !
اها، تقصدى لما سلمت على والدتك؟
ادم؟ وزمت رودينه شفايفها بلاش مراوغه، انت فاهم كويس جدا انا اقصد ايه
حطيت رجل على رجل وبصيت على عيون رودينة من غير مراوغه يا رودينتى اعتقد إلى حصلى النهرده كان يستحق مكفأه
دى مش مكفأه يا ادم دى سرقة
ما دافعتيش ليه عن نفسك طيب؟
احمر وجة رودينة وهمست منكنش ينفع اعمل كده قدام ماما
__ممممم يبقى انا ههعزم مامتك عندنا كل يوم
تتعشى؟ غيرت رودينة مسار الحوار ونهضت محركه قدميها بمشيه ملطخة بالانوثه
___انا هاجى اساعدك
اقعد مكانك ارجوك، انت تفضل كده قاعد زى الباشا الاكل هيجيلك لحد عندك
__قلت لازم اساعدك
والمصحف لو تحركت من مكانك ووقفت جنبى ما هعرف اعمل حاجه وهنام من غير عشا
رفعت ايدى وانا بضحك غصب عنى ورفعت صوتى علشان تسمعنى ها طبعا مامتك مبطلتش كلام فى الموضوع اياه؟
قالت رودينه لا إطـ.ـلا.قآ كن بنحكى مع بعض فى أمور تافهه
__ يعنى مطلبتش منك تتطلقى منى؟
بصت رودينة ناحيتى بوش غضبان، طبعآ لا انت ازاى بتفكر كده
رودينة؟ وسكت سامح للكلمه تلف فى الشقه، اسف لانى مش قادر اقدمك السعاده إلى كنتى بتحلمى بيها
سابت رودينه حباية الخيار إلى كانت بتقطعها على الرخامه وشردت بعقلها وهى بتبص على الحوض، ادم انت بتعمل اكتر من كده، انت بتبذل كل مجهودك وبتضحى بكرامتك عشانى انا المفروض ابوس ايدك على إلى بتعمله علشانى مش الومك؟
قلت اتفضلى بوسى كنت فجأه تحركت ووصلت عند رودينه من غير ما تشعر ومادد ايدى قدام فمها
↚
برقت عينى رودينة التى تشبة الخوخة وهمست، شيل ايدك بسرعة يا ادم وإلا مش هتلاقيها
سحبت ايدى ببطيء وانا بغمغم، انت قاسية
__ارجع مكانك يا ادم، سيينى اخلص ارجوك
__همست بضيق حاضر حركت قدمى خطوة واحده وسمعت
_استنى عندك، صرخت رودينة بصوت رفيع ناولنى الطبق ده وكانت واقفه على صوابع رجليها منتصبه لأخر حد مثل لوحة لجيوفانى يدها ممدودة ناحيت الرف، ورغبت ان أحتفظ بتلك الصورة فى عقلى أطول مدة ممكنة، فقد كانت لحظة مذهلة
فهذا الجسد الهائل يستحق أن يخلد فى بوتقة قلبى
_مالك مبلم ليه؟ سألت رودينة وقد سأها تأخرى
قلت مفيش حاجه، وكان فى داخلى كل شيء يتحرك حتى أنفاسى كانت متسارعة ولم أرغب فى شيء سوى احتضانها لاحظت رودينة شرودى
_خلاص يا ادم روح انت انا هتصرف
تركت مكانى، كنت حقأ راغب فى الهرب فلم اجادلها
جرت رودينة مقعد الى المطبخ وصعدت فوقه، كانت مستأه وسمعت صوتها الائم
مش عارفه ليه بيعملو الارفف مرتفعه كده اووى، يعنى هيحصل ايه لو بقيت وا.طـ.ـية؟
تناولت طبق وبعد تفكير اخدت طبق تانى، نزلت قدم واحدة تحرك المقعد تحتها، اختل توازنها، وسمعت ارتطامها بالبلاط دو دوم
صرخت رودينة، رجلى اه
كانت رجلها التوت تحت جـ.ـسمها، جريت عليها بخوف وفزع حقيقى، ساعدتها تقف، انتى قادره تمشى؟
قالت ايوه، لكن اول ما حركت رجلها صرخت من الوجع
شلتها بين ايديا ودخلتها غرفتها وسبتها تنام على السرير
هطلبلك الدكتور!
قالت لا
قلت يبقى هنروح المستشفى؟
قالت لا
هاتلى شوية ميه سخنين هدلك رجلى وهتبقى كويسه
سحبت اناء مليته مياه ساخنه واحضرت فوطه سبتها جنبها
لاحظت خجلها منى، فغادرت الغرفه وقفلت الباب
كلمت العشا وجبته ليها فى غرفتها، كانت حالتها احسن شويه
سبتها تاكل وطلعت فتشت فى الصاله عن مسكن
ودهان مضاد للتورم كنت يحتفظ بيهم لانى بلعب كورة قدم وبتعرض لاصابات كتيرة
اتعشيتى همست من باب الغرفه
قالت الحمد لله
طيب خدى المسكن ده وادهنى رجلك وهتبقى كويسه ولا ادهنهالك انا؟
بصت رودينة بغضب ناحيتى، هات الدهان؟ اتفضلى
اطلع بره واقفل الباب
قلت ماشى
احتاجت رودينة يومين علشان تقدر تمشى، يومين قعدتهم معاها فى الشقه
ولما مشيت مشيت بترنح ذى السـ.ـكـ.ـر.انة همست اجيبلك عكاز؟
بعد الشر عليه يا اخويا تف من بقك
ومشت تتعقص ملتويه مثل دودة حقل حتى وصلت الكنبة وقعدت وهى بتلهث
قلت كتر خيرك مشوار طويل
زمت رودينه بقها، حقك تسخر منى ما انت مش شاعر بالألم إلى فيه
ابتعلت ريقى، كنت حريص على كتم مشاعرى، فتلك المشاعر مهما كان صدقها مشاعر مسـ.ـر.وقه لانسان ليس من حقك
والبوح بها لن يخلف سوى متاعب وقلب متصدع
بجد يا رودينه انزل اجيب دكتور؟
انا ذى الفل يا ادم انا حتى بفكر انزل اتمشى شويه، كنت عارف انها بتمزح لكن الفكره عجبتنى
قلت ايه رأيك ننزل نتمشى فعلا؟
صمتت رودينه، والناس تشوفنا مع بعض؟ همست بنبره اتهاميه
جرحتنى الكلمه، قلت على فكره انتى مراتى قدام الناس
مفيهاش حاجه لو خرجنا تمشينا شويه وكنت زعلان من كلامه فصمت
بعد دقيقه همست رودينه يلا بينا هغير هدومى وننزل
نزلنا الشارع إلى كان خالى وكان الجو لطيف، رودينه كانت ماشيه ببطيء وكان دراعها فى ايدى، عبرتنا سيارة مسرعه وبعد مائة متر ظهر شبح بنتين ماشين ناحيتنا
اول ما قربو منا، واحده فيهم همست رودينة؟
وبعد ثوانى اختلطت الاحضان ببعضيها وبـ.ـاركت ليها على الجواز وبصت عليه دا جوزك صح؟
ايوه جوزى، خرجت من البنت ابتسامه
رودينه قالت هند بنت عمتى
قلت اهلا وسهلا
سألت رودينه هند ايه إلى جابك هنا؟
قالت إنها فى مشوار وبصت ناحيتى تانى وابتسمت ابتسامه صفرة
اخدت خطوتين بعيد عنهم لحد ما خلصو كلام ومشنيا واحنا ماشين سمعت ضحكت هند بنت عمها وهى بتهمس للبنت إلى معاها دا جوز رودينه إلى لسه مدخلش بيها لحد دلوقتى
سمعت الكلمه كويس، ورودينه سمعتها، تغير مزاجى تمامآ
رودينه قالت يلا نروح يا ادم انا تعبت
ومكنش عندى رغب اكمل مشى ولا حتى اروح، حمـ.ـا.تى بتبخ سمها فى حياتى لكن وصلت بيها تطلع أسرار بيتى وتفضحنى؟ مش بعيد بكره وانا ماشى الاقى الناس بتشاور على
وصلت رودينه الشقه وقلتلها انا خارج اقعد بره شويه
كنت عايز اهرب من الشقه، من رودينه وكل حاجه بتربطنى بيها.
↚
قعدت فى المقهى مده طويلة افكر فى ما على فعلة، تعددت الإهانات ولا شك أن فيه إهانات كتيرة قادمه ستضاف الى قاموسى، تذكرت همس ابنة عم رودينة، دى كانت قاصده انى اسمعها، اذا بنت مؤدبه تعمل كده؟
اتصلت بعلاء لكن علاء مردش عليه كنت مصر انى اكلمه
واصلت الاتصال لحد ما رد
قلت علاء انا خلاص مليت الحكايه دى كلها لازم تشوفلك صرفه
انتظرت علاء يصبرنى، يقولى انه هينزل لكن علاء فاجأنى
هى البنت عجبتك ولا أيه؟
قلت بغضب انت اتجننت يا علاء؟ ازاى بتقول كده
اصل انت وافقت تساعدنى ودلوقتي ممرش غير شهر وعايز تخلع ايه السبب!؟
اسباب كتير يا علاء مقدرش اقلك عليها لكن لازم ترجع وتشيل شيلتك انا خلاص مش قادر
همس علاء احكيلى حصل ايه
قلت لا
حلف علاء لازم احكيله
قلت اتكسف احكيلك يا علاء مينفعش
انت خنتنى يا ادم؟
صرخت اقفل بقك انت مـ.ـجـ.ـنو.ن فعلا
امال ليه مش عايز تحكى؟
سكت بعدها حكيت لعلاء كل حاجه حصلت
همس علاء بسيطه يا اخى، ادخل عليها
قلت انت بتقول ايه؟ انت وقح
حيلك حيلك همس علاء يمكر، هو انا مش راجـ.ـل هطلب منك كده؟
انت هتدخل كده وكده
قول انك دخلت عليها وانا هكلم رودينه واخليها تأكد قصتك
وبكده نكسب وقت أطول
شوفت بقا الحل بسيط ازاى
اصل مش كل راجـ.ـل يدخل بمـ.ـر.اته لازم تحمل
وبعدين انت قدامهم ضعيف جنسيا يعنى فرص الحمل ضعيفة ودا سبب لتأخير الحمل لحد ما انا ارجع
بلعت ريقى، فعلا كانت فكره كويسه رغم أنها مهينه واتفقت مع علاء على كده
خدت سهرتى ورجعت على الشقه، لقيت رودينه قاعده فى الصاله، شارده
قعدت من غير ما اتكلم
ايه مفيش مساء الخير حتى؟ سألتنى رودينه
قلت مساء الخير وتنهدت، علاء كلمنى
وكلمنى انا كمان يا ادم
قلت وايه رأيك؟
سكتت شويه بعدها ردت فكرة كويسه، تحس ان علاء قاعد هناك بيخطط بدماغ رايقه
قلت دماغ رايقه ومش حاسس بيه
قصدك مش حاسس بينا، انا كمان تعبانه من الوضع ده
لازم كلامنا يكون واحد مفيهش تناقضات
انا هقوم اعمل شاى ونفكر على رواقه
ودون إرداه منى بصيت على رودينه، كان مظهر جسدها وهى منتصبه بانحنائه امس لازال عالق فى ذهنى
فكرة ان يكون هذا الجسد ملكى لم تبـ.ـارح عقلى لحظه واحده
حسيت انى خاين، اشحت بوجهى للناحيه الأخرى
بص انا هقول لماما انه حصل، همست رودينه بعد ما قعدت جنبى، وانت هتأكد الكلام ده
بعدها نقدر نعيش حياة عاديه زى كل الناس
مردتيش قعدت ساكت
عارف؟ هقلك سر يا ادم
قلت اتفضلى
انا كنت هعمل كده حتى لو علاء مكنش طرح الفكره
انى اشوفك منكسر قدامى وقدام الناس حاجه مقدرتش استحملها
انتى بتتكلمى بجد +؟
كنتى هتعملى كده علشانى؟
واكتر من كده والله يا ادم، انت انسان محترم وتستاهل كل خير
همست متشكر يا رودينه
طيب افرد وشك شويه، شكلك بيبقى بايخ وانت مكشر بعدين ابقى سرح شعرك وانت خارج انت عايز يقولو ايه؟
يقولو رودينه مش مهتمه بجوزها؟
هو انا جوزك اصلا؟
ايوة جوزى همست رودينه بسرعه قبل ما تهمس قدام الناس على الأقل وتوردت خدودها اللبنيه
بصيت على رودينه بتركيز وشردت فى ملامحها
ادم؟
ايه يا رودينه
انت، انت هتاكلنى بعيونك؟
حسيت بخجل خلانى ارتعش ولمحت ابتسامة رودينه إلى حاولت تخبيها
انا، انا هقوم ادخل غرفتى، تحركت رودينه مشت بدلال ناحيت غرفتها لكن مسمعتش صوت الباب بيتقفل
الباب كان موروب ورمت نفسها على السرير
↚
لما شوفت رودينة نايمه على السرير تحرك صوت الشر داخلى، يا عم هى مراتك مش واحده من الشارع؟ محدش هيقدر يلومك ولا حتى يعاتبك!
وكدت ان استجب، ثم فكرت، انت هتكون فعلا الشخص إلى ياخد واحده غصب عنها حتى لو كانت مراتك؟
ارتج صوت ساخر جوايا، وكيف تتأكد؟ مش ممكن كمان هى كمان عايزه قربك!؟ فكرك يعنى سابت الباب مفتوح ليه وهى دايما بتقفلة؟
وعلاء؟ ومكالمة نص الليل؟ ثقته فيك على الانسانه إلى بيحبها وهتكون مـ.ـر.اته؟ هتقدر ترفع عينك فى وشه مره تانيه؟
وقفت من مكانى مشيت ناحيت الباب وبيد مرتعشة روحت اقفله
بتعمل ايه؟ همست رودينة متسأله
قلت بقفل الباب
لكن انا مش خايفه منك يا ادم؟ اعتقد اننا أكبر من حركات العيال دى، احنا عشنا مع بعض وعرفنا بعضنا كويس
قلت انا اسف هقفل الباب علشان تاخدى راحتك
خرجت للشرفه ضـ.ـر.بت سيجارة ورا سيجاره والولد الشقى جوايا بيهمس ويتحاور ويحكى
قلت لا مفيش فايده، نزلت قعدت على القهوه لحد ما عنيت قفلت وبنات رجعت نمت على طول..
ايه رأيك سألتنى رودينة واحنا بنفطر انا عايزة انزل ادور على شغل، لو اشتغلت وجودى فى الشقه
وجودنا مع بعض هيقل وهتكون فيه حاجه بشتغلنى
انا قصرت معاكى فى حاجه يا رودى؟
ضحكت رودينة وهمست لا
قلت طيب، طالما انتى فى عصمتى انا مش عايزك تنزلى شغل ولا تفكرى فى شغل
سألت ليه
قلت لأن مراة ادم مدكور مش هسمح ليها تشتغل، هكون عايزه ليا لوحدى
والأمر دا ينطبق عليكى لحد رجوع علاء من السفر وكل واحد مننا يروح لحاله
يعنى انت فعلا مش هتخلى مراتك تشتغل؟
قلت اه طبعا
يبقى انت انسان متزمت ورجعى يا سي ادم
قلت نعم انا إنسان رجعى
استقبلتني رودينه بضحكه لم افهمها، ماشى امرك يا معلم بس متجيش تشتكى من وجودى قدامك وبلاش تاكلنى بنظراتك ماشى؟
ابتسمت، لتانى مره رودينه تذكر نظراتى، ولما واحده تفتكر نظراتك وتركز فيها يبقى مهتمه
وعلى قدر سعادتى حسيت بقلق، شعرت ان الانجراف ليس من ناحيتى وحدى لكن من ناحيت رودينه كمان
قلتلها يلا نكلم علاء سوا، لازم نطمنه احنا معملناش كده ولا مره
اتصلت بعلاء، قلتله انا ورودينه قعدين بنجيب فى سيرتك
وقلنا لازم نكلمك
همس علاء ازيك يا رودينة عامله ايه؟
ادم كويس معاكى؟
زعلك فى حاجه؟
او حاول يقرب منك قالها بمزاح
لا يا حبيبى متقلقش من اى حاجه ادم انسان محترم بس انت حاول تنزل بقا كفايه كده
مش هقدر انزل دلوقتى يا رودينه لسه قدامى وقت طويل
انا... وسمعنا صوت خلص يا علاء
صرخت رودينه بصوت رفيع مين دى يا علاء ؟
دى زميلتى يا رودينه بتحذرنى لان المدير جاى انا مضطر اقفل سلام.
ساد صمت بينى وبين رودينه وكعادتى محاولتش اتدخل فى خصوصياتها، اى إلى كان بينها وبين علاء فدى حاجه تخصهم لوحدهم
وش رودينه معالمه كانت متغيره فيه ضيق وقلق وشرود
وعصبيه وعنيها كانت مبرقه جـ.ـا.مد
بتفكرى فى ايه؟ سألتها بحسن نيه
ملكش دعوة صرخت رودينه وهى بتقوم ناحيت غرفتها وبتقفل الباب بقوة
صعبت عليه نفسى، لأول مره احس باهانه حقيقية، دى حتى مقدرتش كل إلى عملته علشانها وعلشان حبيبها
كلمتنى كأنى واحد من الشارع بلا أدنى احترام ولا تقدير
ودا لا يمكن اقبله او اتحمله منها، اذا كنت قبلت انى اسمع كلام يسم البدن من والدتها وبنت عمتها فدا لانه كان غصب عنها رغم انه كان بسببها
لكن انا شخص اقدر اعرف حدودى وابين قيمتى قدام اى حد، من اللحظه دى هعاملها كأنها ولا حاجه
هحافظ على وعدى وهحافظ على كرامتى لانى من أنصار ان الشخص لازم يقدم قبل ما ياخد
عملت شاى وشغلت موسيقى وعشت حياتى القديمه، قعدت فى الشرفه اقراء كتاب
خرجت رودينه من غرفتها بصت عليه فى الصاله ملقتنيش
سعلت وخرجت بصت عليه فى الشرفه
تحركت فى الشقه رايح جاى، دخلت المطبخ حضرت اكل وقعدت مده طويله، جربت كل حاجه علشان اكلمها او أعرض عليها المساعده، لكن ادم بتاع زمان كان مـ.ـا.ت جوايا
انا هعيش حياتى القديمه هعيش لنفسى، خرجت رودينة رصت الاكل على الطاوله وقعدت
ادم الغدا جاهز
قلت بلا مبلاه انا مليش نفس مش هاكل
همست بدلع اومال خليتني ليه اتعب نفسى واطبخ؟
قلت هو انا طلبت منك تطبخى؟
انتى طبختى لنفسك، اتفضلى كلى انا عندى خطط تانيه
سبت الشرفه غيرت هدومى وسبت الشقه وخرجت.
↚
اخترت مطعم اعرفه جلست وطلبت ساندوتشات كفته وكبدة كان لية فتره باكل فى الشقه واشتقت لأكل الشارع وحبست بكوب شاى ساخن فى قهوة الحج عبد البـ.ـارى وتسليت بمتابعة مسلسل كورى اسمه حرب غوريو وخيتان ومرجعتش الشقه غير وش الفجر، فتحت الباب ودخلت كنت ناوى مولعش النور
لكن التليفزيون كان شغال ورودينه نايمه على الكنبة ورجليها مكشوفه، طلعت على الشرفه ولعت سيجارة وانا سامع نحنحنت رودينة واما خلصت دخلت غرفتى طفيت النور وشغلت إذاعة القرآن الكريم وروحت فى نوم عميق بعد ما صليت الفجر، قمت من النوم الضهر فضلت مريح على السرير شويه بعدها خرجت اخد شور، قابلتنى رودينة قاعده مبوزه قدام التليفزيون قلت السلام عليكم !
ردت وعليكم السلام واصلت طريقى ناحيت الحمام وانا سماع صوتها مصحتنيش ليه امبـ.ـارح؟
قلت واصحيكى ليه؟ وقفلت الباب خدت دش ساخن طويل ممتع وخرجت عملت كوباية شاى شربتها فى الشرفه
هتاكل؟
قلت لا متشكر
براحتك همست رودينة بضيق
مردتش مكنتش مهتم بالرد ولا حتى بالكلام إلى هيجى وراه
قعدت مده طويله مع نفسى قبل ما اقرر اخرج وقت العصر
انت خارج تانى؟
قلت ايوه
قالت مش هينفع كده، كل شويه خارج
قلت وايه المانع؟
انا عايشه معاك يا ادم مش معقول هفضل قاعده وحدى بين أربع حيطان، بزهق
قلت روحى عند والدتك، اتفسحى عيشى حياتك
همست حياتى؟
قلت ايوه حياتك وانتى حره فيها، كل واحد حر فى حياته
انت زعلان اووى بقا يا ادم
قلت هزعل ليه؟ ايه إلى حصل يخلينى ازعل؟
قالت انا عارفه؟ لكن واضح من طريقة كلامك انك مش طايقنى
قلت جيبتى المفيد انا فعلآ مش طايقك ولازم تعرفى انى مضطر للوضع ده فياريت كل واحد يخليه فى حاله لانك انتى كمان مش طايقانى ومجبره على العيش معايا، كل واحد فينا مضطر بطريقته فياريت نتحمل لحد ما الفتره الصعبه دى تعدى وكل واحد يروح لحاله
انا عارفه ان معاك حق يا ادم، وعارفه انى زعلتك واستحق عقابك لكن ارجوك بلاش انت كمان تبقى قاسى كفايه إلى عملاه الدنيا فيه
دى مكنتش كلمه فى لحظة غضب يا اخى
انا مش بلومك يا رودينه على فكره انا بلوم نفسى واستحق كده، لانى نسيت نفسى وفكرت فى لحظه ان ليه الحق اتدخل فى حياتك
اسكت يا ادم متكملش ارجوك، انت ليك الحق تتدخل
هو انا بس كنت متغاظه من علاء وجات فيك انت؟
وتيجى فيا انا ليه صرخت بزعيق، مش كفايه التضحية إلى بقدمها علشانكم؟
كمان هتحمل اهانتك
لو فيه حاجه بينك وبين علاء يا ريت تطلعى غضبك عليه
انا مش البديل بتاعه
رزعت الباب وخرجت وانا مرتاح مكنش عندى اى وخزة ضمير، تسكعت فى الشارع وقابلت صحابى ولعبنا كوره
ورجعت بالليل متأخر
كانت رودينه فى انتظارى المره دى ما اديتنيش فرصه اهرب منها
كانت دمـ.ـو.عها على وشها، همست ادم انا تعبانه مش هعرف اعيش بالطريقه دى
انت كنت مهون عليه وحدتى دلوقتى مش لاقيه حد اتكلم معاه وكل ما ارن على علاء الاقيه مشغول
قلتلك يا رودينه انا مش بديل علاء انسى دا خالص انا مش هرجع زى الأول ابدا
بس انا عايزاك ترجع زى الأول علشان خاطرى؟
انا غلطت واعتذرت ارجوك اقعد معايا نشرب شاى ونتكلم زى زمان
قلت اسف انا تعبان وداخل انام
همست ارجوك يا ادم ارجوك متسيبنيش خليك معايا شويه
ترددت لحظه، رودينه وقفت ارجوك؟
هعمل شاى ماشى؟
قعدت على الكنبه، دخلت رودينه عملت شاى ورجعت بسرعه
اتفضل احلى شاى فى الدنيا
حطت الشاى جنبى وقعدت والصنيه بينا كنت مفتقداك والله
قلت شكرا
طيب ايه؟ مش ناوى ترق شويه؟ القسوه مش لايقه عليك
قلت ههههه انتى متعرفنيش يا رودينه انا قاسى جدا لما احب
قالت ودلوقتي حابب ايه؟
قلت وبصيت عليها كانت عيونها جميله ولأول مره الاحظ انها لابسه قميص نوم
قلت مش حابب حاجه، انا لازم انام
وقفت رودينه قدامى، خليكى شويه طيب
قلت مش هينفع لازم انام، اقعد بقا يا اخى وزقتنى رودينه فى صدرى
وقعت على الكنبه وانا بقع مسكت ايدها اتسند بيها
↚
لم تتمكن رودينة من تمالك توازنها، وقعت وارتطمت فى صدرى بكل جسدها والتصق وجهى بوجهها تحت شعرها الطويل الذى تركته منساب.
بنفضة مرعوبه مرتعشة ما ان لمس جسدها جسدى هبت رودينة مفزوعة بعيد عنى وهى بتغمغم انا اسفة، اسفة مكنش قصدى
قلت محصلش حاجه، عاااادى
تورد وجه رودينة، ضـ.ـر.ب الوان وبقيت مش على بعضها، بصت على الأرض، ودخلت غرفتها بكسوف.
وكان امر عادى بالنسبه لى ما حدث، شيء عفوى غير مخطط ولا يحمل اى تلميحات أخرى، مجرد مزاح بريء فى منتصف الليل داخل شقتى
رمقت الشاى الذى انسكب ووسـ.ـخ السجادة، تنهدت بضيق
رشيت ميه وحاولت انضف السجاد بقماشة
نضفت كل حاجه، مكنش فيه حاجه تانيه ممكن اعملها، تركت باب غرفة رودينة المغلق كما هو ، وقصدت غرفتى، مرضتش ادخل نفسى فى متاهات، وكنت عايز انام، رميت جـ.ـسمى على السرير ولأول مره الاحظ ان جـ.ـسمى مش على طبيعته......
فى الصباح كان وجه رودينه متورد على طاولة الطعام كأن وردة نبتت فوق خدها، وكانت تتعامل معى بكسوف زائد عن الحد، وتقرب الأطباق منى بعنايه غير معتادة، وكلما نظرت ناحيتها ابتسمت بخجل وقصدت بوجهها بعيد عنى
قلت يا رودينة انا مش طفل اقدر اخدم نفسى على فكره
همست اسفه مخدتش بالى والله؟
ابتسمت انتى لسه نايمه ولا ايه؟
مش كده ! همست رودينه كنت سرحانة مش اكتر، الفطار عجبك؟
اعرف انها لم تخترع صنف جديد واعرف انها مثل بقية النساء تنتظر مدحى
قلت الطعام رائع تسلم ايدك
صوبت رودينة عيونها الواسعه بلون البندق ناحيتى حتى ظنيت ان بى خطأ ما، ثم نهضت فجأه ومشت تجاه الثلاجة
أخرجت طبق وأعادته مكانه مره اخرى، حركة حبة طماطم عاينت بيضه ثم صكت باب الثلاجه وعلى وجهها تساؤل
نمت كويس امبـ.ـارح؟
قلت اجل، نوم عميق
محستش بحاجه خالص؟ قلت لا كنت تعبان ونمت
غمغمت فى سرها يا راجـ.ـل، لم اسمعها لكن الحروف كانت واضحه لى فأنا اقراء همسات الشفاه
__يعنى انتى شعرت بحاجه؟
قالت رودينه بسرعه لا
وضعت يدى على دقنى، وهمست فى الحقيقه انا مش قادر افهم حسيت ايه بالظبط؟
ومحسيتش ايه!؟ هو فيه حاجه حصلت خلال نومى؟
بضيق وسـ.ـخريه ردت رودينة متشغلش بالك يا سيد ادم
قالت ماشى، يلا اسيبك انا هنزل
تنزل تروح فين، احنا لسه الصبح؟
قلت حاسس ان عندى طاقه لازم افرغها، هروح الجيم
مفيش جيم بيفتح الصبح يا ادم
قلت يمكن، يمكن يكون حظى حلو والاقى واحد فاتح
اذا كانت رودينه تريد أن تلعب معى تلك اللعبه سألعبها بطريقتى
عايزه حاجه من برة؟
ممممم، ايوه، هات معاك فرخه، ومتنساش الفاكهه والخضار
وهات جنبه موزاريلا بفكر اعمل نجرسكو
قلت ماشى
وهات جاتوة لأن احتمال صديقه تزورنى
حاضرر، فيه حاجه تانى؟
لو افتكرت حاجه هكلمك فى الفون انا مخى مش دفتر
اعطيتها نظرة عميقه متفحصه وفتحت الباب
ادم؟
قلت ايوه
علاء كلمك تانى
قلت لا
همست غريبه المفروض يعنى يكلمنى بعد إلى حصل مبـ.ـارح
ليه هو لسه قاعد فى الشغل من امس
قلت كيف اعرف، دى قدرات بتختلف من شخص لأخر
قدرات ايه يا ادم خاطبتنى رودينه بغضب
تحمل الشغل يا رودينه وتطبيق شفتين اتنين ورا بعض
دا بيحتاج مجهود جبـ.ـار
لكن انا رنيت عليه يا ادم ومردش عليه
رفعت ايدى بلامبلاه، من فضلك متدخلنيش بينك وبين علاء
انا مش هنحشر فى النص
كلميه تانى المفروض يهتم بيكى شويه لأنى شايف انه منفض خالص
تقصد ايه يا ادم؟
اقصد فى البدايه كان بيتصل كل شويه وقلقان
دلوقتى مش بيتصل غير لما احنا نكلمه
مش قادر اتصور راجـ.ـل.... زى ادم يكبر دماغه بالطريقه الغريبه دى وحب حياته عايشه مع صاحبه حتى لو كان بيثق بيه
لم انتظر رد، قفلت الباب ومشيت، كنت عارف ان كلامى بعيد الشرف وعن العهد الذى قطعته لعلاء، لكن كان داخلى شيء يطالبنى بإنهاء تلك المهزله بأى طريقه
خلال رجوعى ابتعت شيكولاته وجاتوه وحاجه ساقعه وورد
وفرخه ولحمه وفاكهه
طلبات رودينة إلى غمرتنى بيها من وقت خروجى
سبت الكياس على الأرض قدام الشقه وفتحت الباب بمفتاحى
ودخلت محمل بكل تلك الأغراض
كانت هناك فتاه شابه قاعده فى الصاله مع رودينه، وجهها يشبه الدميه اليابانيه، نحيفه بطريقه متوازنه
هبت رودينه ناحيتى تاخد الأكياس وصرخت الله انت جايب ورد يا حبيبى؟
ثم طبعت قبلة دافئه على خدى
↚
بعدت رودينة عنى بأستنكار ولطف وهمست انتى بتعملى ايه؟
لازم الناس تعرف اننا مبسوطين مع بعض ولا ايه واحده بواحده؟
سلمت على صديقة رودينة الخجولة، ما كان على رودينة ان تقبلنى فى وجود ضيفة شابه كان هذا اكثر ما ضايقنى
عرفت ان اسمها مروة وانها بتدرس فى كلية التجارة فى السنه النهائيه وانها كانت جارة رودينه وصديقتها
رفعت رودينه ايدها، خلصتو تعارف؟ اتفضلى يا هانم قدامى على المطبخ فهمت ان كان فيه اتفاق ان يطبخا الطعام معأ
شعرت براحه، فلا احب ان اجبر على حديث، أشعر بالخيانه
ثم إن هذا سمح لى بالتدخين والجلوس فى الشرفه بعيد عن صوت زوجتى وصديقتها الذى لم يتوقف ولا لحظه واحده
كانت قبلة رودينه لازالت على خدى لا يمكننى ان انكر حتى انى لمست خدى بيدى متخيل انها تزحف داخلى
ليه بتعملى كده يا رودينة ليه؟
وازاى واحده بواحده؟ هى بقيت لعبه بينا؟
الحجات دى مفيهاش لعب، ممكن قبله فى وقت غير ملائم تتبعها كوارث، وانا اعرف نفسى، اذا ضعفت......
هاتفت علاء رد بعد محاولتين
فيه حاجه سألنى؟
قلتله انت منفض كده ليه ومش بتسأل؟
انا عارف انك تقدر تدير امورك بشكل كويس يا ادم
قلت بسخريه ايه يا معلم هو انت دبستنى وصرفت نظر ولا ايه ؟
همس رودينه انسانه كويسه على فكره
قلت عارف
ادم انا مضطر اقفل دلوقتى
استنى لحظه يا علاء عايز تقفل ليه، انت راجع امتى؟
مش راجع دلوقتى يا ادم
قلت وضح كلامك يا علاء انت بتهزر صح؟
مش بهزر لكن الأمور جد فيها حجات جديده ويمكن مقدرش انزل دلقوتى خالص
قلت بهزار وانا اعمل ايه؟
طلقها يا ادم لو مش قادر تستحمل طلقها
انت فاهم بتقول ايه يا علاء؟
ايوه فاهم، طلقها واكيد الموضوع هياخد وقت على بال ما حد تانى يتقدملها
دا لو انت مش قادر تكمل طبعا لكن او قادر يبقى فله
علاء؟ انت بتحب رودينه فعلا؟
ايوه يا اخى طبعا، رودينه دى اول حب فى حياتى لكن الظروف صعبه
قلت علاء انا ممكن أضعف على فكره وكنت منتظر ثورته، غضبه، حميته إلى كانت فى اول يوم
همس علاء بلا اهتمام اقلك يا ادم اتصرف انت اعمل إلى انت عايزه يلا سلام
بتكلم مين يا ادم؟ وصلنى صوت رودينه من المطبخ
قلت بكلم واحد صحبى
لكن الصدمه خلتنى اسكت خالص، كنت فى حاله من عدم الاتزان محتاج افكر بعمق فى كلام علاء
علاء قال اتصرف انت، اعمل إلى انت عايزه، بيقصد ايه بالكلام ده؟
مقدرتش استحمل شكوكى وظنونى إلى كانت مولعه فى صدرى
كلمت علاء تانى بغضب
بقلك انى ممكن أضعف قدام حب حياتك، الامانه إلى شيلتهالى فوق كتفى تقلى اتصرف براحتك؟
انت ايه مش بتحس
زعلان همس علاء بصوت واطى انت هتعمل حاجه غلط دى مراتك
انت، انت صرخت بتقول ازاى كده؟
بقول الحقيقه يا ادم، رودينه بنت كويسه وتستحق السعاده
يعنى انت خلاص صرفت نظر عنها؟
انا مقلتش كده همس علاء، لكن الظروف صعبه وانا مش عارف ممكن ارجع امتى ومش عايز ضميرك يكون تاعبك لو حصلت حاجه
صرخت انت اتجننت خالص والله
عايزها ولا مش عايزها؟
همس علاء يعنى هتفرق؟
عدم رجوعى يساوى انى مش عايزها بالضبط
سمعت صوت بيصـ.ـر.خ خلص يا علاء كان نفس الصوت إلى سمعته قبل كده
الصوت الانثوى الناعم والنبره الغريبه
اسمع كويس همس علاء انا لازم اقفل دلوقتى، رودينه مراتك واى إلى يحصل انا مش هكون زعلان.
خلصت المكالمه، كلام علاء كان واضح جدا، يكونش علاء عاملى اختبـ.ـار مثلا؟
استنيت بفروغ صبر مروة صديقة رودينه تمشى، بعدها قلت لرودينه كلمى علاء كده يمكن يرد عليكى؟
اتصلت رودينه بعلاء عشرين مره ومردش عليه بعد كده وصلتنى رساله من علاء، خليها توقف اتصالات يا اخى سيطر على مراتك
قريت الرساله ومسحتها بسرعه، رودينه لو شافت الرساله ممكن تعمل فى نفسها حاجه
مالك مشغول فى ايه يا ادم؟ سألتنى رودينه بضحك
رفعت وشى وقلت من غير خجل بفكر فى قبلتك
بخجل همست رودينه ليه مالها
قلت كانت جميله
ادم؟ همست رودينه بخجل انت عارف انها كانت تمثيل زى قبلتك قدام والدتى
ولتهرب من عيونى مشيت رودينه على المطبخ، اكيد عايز تشرب شاى!؟
قلت فعلا محتاج اشرب شاى
انت واقف هنا ليه يا ادم؟ ترجع مكانك فى الصاله قلتلك وجودك بيوترنى؟
قلت حابب اشوفك وانتى بتعملى الشاى
مش هعمل حاجه وربنا، امشى يلا انت موترنى
قلت بثبات مش ماشى وقربت منها اكتر يلا اعملى الشاي متخفيش مش هعضك
↚
هو انتى ممكن تقبلى شخص تانى غير علاء فى حياتك؟
رفعت رودينه وشها وحدجتنى بنظرة من تلقى ضـ.ـر.بة بلطه فوق رأسة للتو، وعلى وشها نظرة مش مفهومة، نظرة صدمه على تبليم، إلى هو انت ازاى يعنى تسأل سؤال زى ده؟
انت بتقول ايه يا ادم؟
__بقول إلى سمعتية يا رودينة
__علاء دا حب حياتى، روحى، عارف الهوا إلى بتنفسه دا يبقى علاء ولم تقنعنى نبرتها وتعمدها الأطناب فى شيء فارغ
فعلاء مجرد رجل، وداخل كل رجل توجد شوائب ومنغصات تكرهها المرأه.
_ يعنى حياتك مش هتستمر من غير علاء؟
ابتسمت رودينة، أرادت ان تلقننى درس، قالت، هتستمر، اكيد هعيش زى اى شخص لكن من غير روح
لكن انت بتسأل الأسأله دى كلها ليه؟ وصبت رودينه الشاى الساخن داخل الكوب، خد
مديت ايدى واخدت كوباية الشاى وانا ماشى خطفت فرع نعناع غرقته داخل الكوب ، ولعت سيجارة واتكيت على درابزين الشرفه ارمق الشارع، الحياة دى غريبة جدآ ومؤذية ولا يمكن توقع حماقتها، أطلقت دفعه من الدخان الأزرق وتنهدت وبصيت على رودينة إلى كانت بتنضف الطاوله، محدش بيعرف انه مخدوع غير لما يتدبح.
علاء جاى امتى رفعت صوتى كى تسمعنى رودينة
__مش عارفه يا ادم انا برن عليه بقالى يومين مش بيرد عليه
ابتسمت بسخريه كيف تعتقد أن شخص لا يرد على مهاتفاتك ورسائلك باليومين والتلاته من الممكن ان يكون محور حياتك؟
كلمتى امك فى الموضوع بتاعنا؟ وكان هذا الأمر يشغلنى على الرغم من قدر الحرج الموجود فيه، فأن نظرة والدتها الساخرة ظلت تذبحنى أكثر من أسبوع وانا حتى لو لم أكن زوج ابنتها فى الحقيقه فأننى غاضب منها لدرجه مهوله
همست رودينة بصوت خافت، ايوة كلمتها
صدقتك؟
ايوه صدقتنى، هتكدبنى ليه يعنى؟
النساء يا عزيزتى يشكون حتى فى أكمام العبايات بتاعتهم
واننى شعرت بالخجل كيف نناقش موضوع فى غاية الاحراج بكل هذة الارتياحية دون وخزة ضمير؟ وان هذا يحدث من التكرار واننى ربما لو قلت كلمة مخجله ستمر مثل غيرها
بتفكر فى آيه؟
اتكأت رودينة إلى جانبى على الدرابزين فى يدها كوب الشاى وطالعتنى بنظرة من نظراتها المذهلة
__قلت ان والدتك صدقتك من غير ما تطلب تحقيق ومعاينه ومراجعه طبيب عالمى
اخص عليك يا آدم، والدتى طيبة والله، هى بس خايفه علية وعايز تتطمن
__واطمنت؟
ايوة اطمنت يا آدم
اليست هذة حماقه أخرى؟ كيف يطمأن جرح شخص شخص آخر؟
_المهم انها تكون مبسوطه وتبطل تلقيح كلام وتخلى سيرتنا على كل لسان انا لسه ما حسبتهاش لغاية دلوقتى على الكلام إلى اتنتور منها لحد ما وصل بنت عمتك ياعالم وصل مين كمان !!
رفعت رودينه ايدها وزعقت وتحاسبها ليه؟ بصفتك آيه؟
خطيئه أخرى، لكن هذة المره كنت انا فى كامل مزاجيتى
اسمعى __ يمكن أبدو ليكى انسان سلبى ضعيف الأراده قبل يتجوز حبيبة صاحبة، قبل يكون محلل او ممثل؟
لكن انا مش بسامح فى الاهانات إلى بتطولنى شخصيآ
فعلآ انا مش جوزك حقيقى، لكن عارفه لو كنت جوزك حقيقى؟ مكانك مكنش هيبقى هنا كان هيكون فى بيت والدك
لو كنتى انتى المتسببه والكلام طلع منك كنت هطلقك ولو كانت والدتك كنت هاحسبها ودا إلى هعمله
والدتك إلى جات هنا وفتحت بقها وخربت الدنيا لازم تعرف انه فيه عواقب انا مش هسمح ان صورتى تهتز قدام الناس وانا يدوبك بقدم مساعده
وطالما انتى فى عصمتى يا رودينه هانم مش هتحمل غلطك فيه دون عقاب
هو انتى عايشه فى الشقه دى بصفتك ايه؟
_مش فاهمه يا ادم
يعنى حضرتك عايشه معايا هنا بصفتك ايه؟ صاحبتى؟ عشيقتى؟
انا مراتك يا ادم انت بتقول ايه؟
مراتى؟ سامعه؟ انتى مراتى؟ حطى الكلام دا حلقه فى ودنك لحد ما حبيب القلل يرجعلك وياريت تكلمى علاء وتدينى ميعاد محدد اطلقك فيه
كل ده علشان زعلانه على آمى يا ادم؟
بطلى بقا _ اعرفى نفسك بتتكلمى ازاى واعرفى انى مش مضطر اسمع حماقاتك وانى استحق الشكر لمشاركتى فى المسرحيه الهزليه دى
هو انا هعمل ايه يعنى؟
اتصرفى يا رودينة، اتصرفى، انتى ليكى بق وبت عـ.ـر.في تتكلمى ووتوجهى إهانات، استخدمى بقك دا مع علاء
دا ان رد عليكى اصلآ!؟
تقصد ايه بكلامك دا يا ادم؟
مقصدش حاجه يا مدام رودينة، اه قصدى يا انسه رودينة
سبت الشرفه ودخلت غرفتى غيرت هدومى وانا واقف على الباب قلت يا ريت لما ارجع من برة يا رودينة تكونو توصلتو لحل.....
↚
لما رجعت من بره كانت رودينة قاعدة فى الصالة، حاضنة ركبها بين ايديها وسانده دماغها عليها، فى وشها نظرة ضايعه وتايهه، رميت السلام وقعدت على الكرسى، احترامآ لمشاعرها فضلت ساكت، خرجت تليفونى وقعدت اتفقد اخر الأخبـ.ـار
__علاء مش بيرد عليه همست رودينة بنبرة بائسة، حاولت اتصل بيه اكتر من مرة مرضيش يرد عليه
فضلت اتصل بيه اكتر من عشرين مره وعارف كان رد ايه؟
انا مش فاضى وقفل السكه فى وشى، اتصلت تانى تليفونه كان مقفول، تصور بيقفل التليفون فى وشى
دا معناه ايه يا ادم!؟ وادارت رودينة وجهها التعيس تجاهى
قلت معرفش، دا موضوع ميخصنيش يا رودينة، مشاكلك مع علاء تخصك وحدك!!
طيب ليه مش بيرد عليه؟
دا كان كل يوم بيكلمنى، ايه إلى حصل؟ نبرته لا مبلاته، غموضة بيدبحنى
آدم متجرب تكلمه انت؟
قلت انتى فاهمه بتقولى ايه؟ انا مالى اصلا، ايه إلى دخلنى فى حاجه زى كده
رودينه؟؟ انا مش مصلح اجتماعي، دى حياتك وانتى حره فيها
انا حاسه ان فيه حاجه غلط يا ادم، علاء شكله متغير واصلت رودينه كأنها مش سمعانى
انا داخل انام !! مشيت على غرفتى وسمعت همس رودينة انت هتسيبنى كده؟
قلت عايزانى اعمل ايه يعنى؟ ها؟
انا مهمتى محددة يا انسه رودينه واعتقد انها خلصت ومش ناوى امددها اكتر من كده
طيب، صرخت رودينه اتفضل ادخل نام، سبنى وقعدت تبكى حاولت أن أجد داخلى عطف تجاهها لكن لم أجد له مكان
دخلت غرفتى وقفلت الباب، وكان ضميرى يؤنبنى، لقد كنت قاسى رغم كل شيء، كان يمكننى إدارة النقاش بطريقه افضل
ما كان على وانا فى موقف قوة انا أظهر سخريتى ولا مبلاتى
اغلقت عيونى ابحث عن النوم، بعد نص ساعه سمعت طرق رودينه على الباب قلت تفضل
دخلت غرفتى وهى دامعه، وكانت اول مره تدخل فيها غرفتى، قعدت على طرف السرير ودمـ.ـو.عها مغطيه خدودها
ممكن انام جنبك؟
انا مش قادره انام وحاسه انى هتجنن، ارجوك؟
افسحت لها مكان وكان السرير كبير يسمح بنوم اكتر من شخص اعطيتها ظهرى وهمست اتفضلى نامى
رقدت على السرير بلا حراك انفاسها متسارعه نحيبها متواصل مثل طفله فقدت والدتها، علاء تخلى عنى، قلبى حاسس انه باعنى، اجهشت رودينة بالبكاء وارعش جسدها السرير
انا حاسه انى محطمه، ضايعه، اعتدلت رودينه للحظه ثم رقدت على جنبها واحاطتنى بذراعيها من الخلف
لم اتحرك، كنت اعرف انها ضعيفه، أشعر بكسرتها وخذلانها، أحس بتحطمها، أعرف كيف يفقد انسان حب حياته، تركتها تستكين وقد بللت دمـ.ـو.عها كمى، جسدها المرتعش، دقات قلبها المتسارعه، اغمضت عينى ورغم كل شيء نمت.
كان ذراعها فوق كتفى عنـ.ـد.ما فتحت عينى، ازحت ذراعها
ونهضت.
اخدت شور طويل، وصنعت شاى وقعدت فى الشرفه ادخن سيجارة، بعد ساعه او اكتر صحيت رودينه
كانت فى حاله مروعه، شعرها وجهها ملابسها، كل شيء فيها كان يبعث على الرثاء
همست مرحبا
قلت مرحبا
قالت شكرا لانك سمحت لى النوم جوارك
قلت على الرحب والسعه
انتظرت ان تهمس بأى شيء لكنها رحلت، اختفت داخل غرفتها بعدها غسلت وجهها وبدلت ملابسها وسرحت شعرها
وشربت فنجان قهوه ووقفت امام المرآه تحدد حواجبها وشفاهها بقلم روج وسمعت همسها انا جميله، جميله
هتفطر؟
قلت لا
همست عادى هى جات عليك
لم أرغب بخوض جدال عقيم ينضح بالمآسى مع شخص مجروح
قلت هفطر
لم ترد رودينه قصدت المطبخ وبعد نصف ساعه من الشرود خرجت بطبق بيض محروق
وجلست على الطاوله، محبتش اشوفها بالحاله دى
رغبت ان احترم خصوصيتها، ان امنحها المساحه لتخرج حزنها براحتها
خرجت وعنـ.ـد.ما عدت كانت حمـ.ـا.تى فى الشقه تتجول مثل خروف العيد الذى لا يعرف ما ينتظره
تتحدث مع رودينه التى ترد بالكاد اول ما لمحتنى برقت عنيها، صرخت انت مزعل رودينه ليه؟
مزعل بنتى ليه؟
قولت مش مزعل حد وكان غرضى ان ادخل غرفتى واكفى الشر
استنى عندك، البنت مقطعه نفسها من العـ.ـيا.ط، انت ضـ.ـر.بتها؟
مديت ايدك عليها؟
ورحمة امى لو كنت مديت ايدك عليها ما هيحصل خير
ابتسمت بسخريه وقلت اسكتى
↚
اسكت؟ صرخت حمـ.ـا.تة وبصت على رودينة وهى بتعمل إشارة إحتقار، شايفة جوزك المحروس بيقول ايه؟
__همست رودينة ماما ارجوكى ادم ملوش ذنب فى حاجه انا زعلانه لوحدى
صرخت والدة رودينة خايفه منه؟ خايفه تتكلمى وتقولى الحقيقه؟
_خايفه من واحد معرفش يدخل بيكى غير لما لفينا بيه على دكاترة مصر كلها؟
برقت عينى رودينه بصدمه، اسكتى يا ماما من فضلك اسكتى كفايه انا مش قادرة استحمل، ايه إلى بتقولية دة؟
جلس ادم على الأريكه واشعل سيجارة وبص على حمـ.ـا.ته يعاينها وهو يهمس امرأه قليلة حياء.
صرخت حمـ.ـا.ته يا برودك يا اخى وجايلك عين تقعد
اطلق ادم دفعه من الدخان الأزرق، وهمس اطلعى برة
صرخت حمـ.ـا.ته بتقول يا عيل انت
نهض ادم ورفع يده اطلعى بره قبل ما امسح بوشك بلاط الشقة
صرخت حملته، شايفه، سامعه جوزك بيقول ايه؟ بيطردنى من الشقه قدام عنيكى
سحق ادم عقب لفافة التبع وامسك حمـ.ـا.ته من قفاها العريض المتخم بالدهون
صرخت رودينه مش كده يا ادم ارجوك اهدى
انا هادى ولسه متعصبتش، الست دى مش هتخش الشقه تانى طالما انتى على عصمتى، بره يلا وجر حمـ.ـا.ته على باب الشقه
_ادم؟ صرخت رودينه دى امى، عيب كده والله عيب
انتى لسه هتمكسنى يا بت يلا لمى هدومك وتعالى معايا
ورحمة امى لجيب خواتك ونرزعه علقه ما اخدها طول عمرة
وقفت رودينة لحظة متردده، كانت الموقف برمتة مربك جدا
انا عارفة ان إلى عمله ادم غلط يا ماما لكن مش هقدر اسيب بيت جوزى من غير ما يسمحلى
اندفعت كلمـ.ـا.ت رودينة نحو أذنى مثل مسكنات الألم التى تدحض المرض، تركت حمـ.ـا.تى على باب الشقه، يلا بالسلامة واغلقت الباب بقوة
_ركضت رودينة على غرفتها، اغلقت الباب وسمعتها تبكى وتنوح، تنهدت لأخرج دفعات من الغضب كانت داخلى
رغبت ان اعلق تلك الجاموس_ة فى سقف الشقة والسعه بالضـ.ـر.بات حتى تصرخ مثل معزة.
أخرجت لفافة تبغ واشعلتها وانا اتمشى على الشرفه، لمحت حمـ.ـا.تى تقفز داخل سيارة أجرة والعربه تهتز
امرأه مثلها ينقصها تربيه، رغم ذلك شعرت ان ضميرى يلومنى ويؤنبنى، انها امرأه كبيرة ادم، قليلة عقل ما كان عليك أن تتهور، لكن جزء داخلى كان يضحك بأستمتاع فالبعض يعتبر أدبك وحسن تربيتك ضعف، انهم لا يعترفون الا بالجانب الشرير منك ولا يحترمون غيره
واصلت رودينه نحيبها، كنت سامعه وانا قاعد فى الصاله
تركتها حتى تهديء
ربع ساعه
نصف ساعه
ساعه
اكتفيت، طرقت باب الغرفه وفتحته، كانت رودينة متكوره على نفسها تبكى بحرقه
قلت اسف، لم يمكننى تلافى ما حدث مهما حاولت
انت ضـ.ـر.بت والدتى يا ادم، فاهم يعنى ايه ضـ.ـر.بت والدتى قدام عنيه؟
قلت معك حق، كان على ان اتحمل إهاناتها بصمت مثل كل مره؟
رفعت رودينه عينين دامعتين، مقلتش كده لكن إلى حصل صعب اوى يا ادم، صعب
انا مش هقدر ارجع بيتنا تانى، بأى وش هدخل عليهم؟
جلست على طرف السرير ربت على كتف رودينة برفق وحنان، فعلت ذلك لاننى كنت أشعر به لأنها كانت تستحق
اندفعت رودينة ناحيتى، القت بنفسها فى حـ.ـضـ.ـنى
حاوطتنى بذراعيها وقبضت على بقوة ورأسها على صدرى
انا خايفه وتايهة سبنى فى حـ.ـضـ.ـنك شويه ارجوك
بتردد حاوطتها بايديا راح جسدها يرتعش ويرتعش ثم بداء يهداء ببطيء
↚
بعد أن هدأت انسحبت رودينة من حـ.ـضـ.ـنى، قالت انا مش مسمحاك على إلى عملته فى ماما انا، انا كنت محتاجه اتحـ.ـضـ.ـن ودا ملوش علاقه بأى حاجه تانيه
نهضت وعلى وجهى ابتسامه بـ.ـاردة، تقصدى تقولى مهتمك خلصت؟
انا مخصماك يا ادم ومش هكلمك تانى
مشيت من الغرفه وانا أشعر بتـ.ـو.تر، كنت اتمنى ان تثور رودينه او تهدر مثل الموج او تعصف مثل الريح
ان ترحل مع والدتها، لكن ما فعلته حشرنى فى حيز ضيق
ان اكون ممتن لما فعلته، رفضها ترك الشقة رغم ما وجهته من إهانه لوالدتها جعل الأمور فى عقلى ترتبك
اليوم التالى اوفت حمـ.ـا.تى بوعيدها حضر حماى وولديه
رددت الصراخ بصراخ والاهانه بعشره والوعيد بوعيد
وكاد الأمر أن يتحول لخناقه حتى صرخ حماى فى أولاده اسكتو
تعالى يا رودينه، خرجت رودينه من غرفتها سلمت على والدها وباست ايده
اقعدى يابنتى، جوزك ضـ.ـر.بك؟ اهانك؟ انا عايزك تردى من غير خوف
انا مشفتش من ادم غير كل خير والدى
صرخ اخوها جبانه، عيله تافهه، سمحت ان امها تضـ.ـر.ب قدامها هتنتظر منها ايه
صرخ حماى اسكت قلتلك، انا مش هخرب بيت بنتى بأيدى
يا بنتى انتى عارفه ان بيتى مفتوح ليكى ومش هتخلى عنك قولى الحقيقه متخفيش
والله يا بابا ما ضـ.ـر.بنى ولا شتمنى
صرخ الابن الكبير، هو ما اهانش مـ.ـر.اته يا والدى ضـ.ـر.ب وشتم والدتى إلى هى مراتك، سيبك من رودينه دى باعت القضيه
انا مسامح رفع حمايا صوته
مسامح رجلى مش هتدخل الشقه دى تانى طالما انا حى
قمت من مكانى، سحقت عقب لفافة التبغ فى المنفضه حـ.ـضـ.ـنت حمايا وبوست ايده
لو كنت تقبل يا حمايا او اى واحد من أولادك أن يتقلك، انا معرفتش تدخل ببنتى وانك متعرفش واننا لفينا بيك على دكاترة مصر كلها وانك مش راجـ.ـل
فأنا قابل بحكمك
همس حمايا هى قالت كده
قلت اسال بنتك لو كنت بكدب
يلا بينا يا ولاد الكلام خلص.
بعد ما مشيو فضل الصمت بينى وبين رودينه رودينه وفت بوعدها وخاصمتنى
خرجت قعدت بره لحد اخر الليل ورجعت على الشقه قعدت قدام التليفزيون قبل ما أقرر انام
دخلت غرفتى ونمت، قبل الفجر انفتح باب الغرفه، تسللت رودينه إلى السرير واندست تحت الغطاء بعيد عنى وضهرها ناحيتى
صحيت مكنتش جنبى كان الوقت ضهر وكان فيه روايح جايه من المطبخ، رودينه كانت بتطبخ
اخدت دوش وقعدت فى الصاله اتفرج على التليفزيون
بعد شويه رودينه وقفت قدامى وسابت مطرمان صلصه عليه ورقه
افتحه من فضلك
قعدت اضحك فى سرى وفتحت المرطمان وسبته على الطاوله
اخدت رودينه المطرمان واختفت داخل المطبخ
فى بادرة تفاهم من ناحيتى كتبت ورقه
محتاجه مساعده؟ وسبتها على رخامه المطبخ
متشكرة وصلتنى ورقة رودينه قبل ما ترص الأطباق على الطاوله
قعدنا ناكل فى صمت ولمينا الأطباق بدون كلام وغسلناها فى حوض التشطيف وكل واحد عمل شاى لنفسه
انا اعتذرت على فكره يا رودينا ملوش لازمه إلى بتعمليه ده
اعتذارك مش كافى لازم تعتذر لوالدتى يا ادم انت شوفت بعينك والدى عمل ايه علشانك
قلت ماشى سيبيني افكر
قالت ولحد ما تفكر هفضل مخصماك ومتقربش منى
قلت انا اصلا مش بقرب منك
قالت ولما انام جنبك باليل فدا لا يعنى اى شيء انا بس بحتاج ونس
قلت نامى براحتك مش هضايقك
وفيه حاجه تانيه لازم تعرفها، علاء مش بيرد عليه وانا مش هرمى نفسى عليه الظاهر علاء غير رأيه ومصدق يخلص منى
انا اديته مهله اسبوع لو مردش عليه يبقى ليك الاختيار
وانا قابله بأى حاجه
↚
كنت بسمع كلام رودينة بأرتياب، فقد كان لكلامها أكثر من معنى وملمح، كنت اعتقد ان تخلى علاء عنها لا يعنينى من قريب أو بعيد، وان حبها كما ادعت رغم اننى لست واثق يمنعها ان تميل إلى اى شخص غيره، خاصه انا بالتحديد وحيث اننى لا يمكننى ان اتصور نفسى بديل محتمل فقد شعرت بالغيظ والحنق والتـ.ـو.تر منها ومن نفسى ومن كل الورطة التى وجدت نفسى فيها
قبل أن تشعر رودينة بشيء سألتها هل من المحتمل أن يميل قلبك لشخص اخر غير علاء وكان ردها لا
ان الامر معقد لدرجه كبيرة لم أكن استميل قلبها بالتأكيد او احاول حبها، كنت مشفق عليها واحاول منذ مدة طويلة ان استبق الأمور واجد حل لا يجرحها او يقضى عليها، كنت اعرف ان علاء تخلى عنها عنـ.ـد.ما توقفت غيرته عليها،قلت لرودينة جيد اسبوع كامل من الممكن أن يتغير كل شيء
وكنت اعرف ان لا شيء سيتغير، فحياتى تمشى بطيئه ومملة منذ يومها الأول، حياة غير متوقعه ولا نزيهه على الأطـ.ـلا.ق
تحاملت على نفسى واطلقت ابتسامه هزيلة، عز على ان افرح والحزن يكسو ملامحها
ان ما أرغب به هو ما يؤرقنى
حملت كوب الشاى وخرجت إلى الشرفة، كان الشارع عادى أكثر من الازم، المارة، السيارات، الباعه القطط والزباله، امرأه تمشى على الرصيف تجر طفل شقى من يدة، وصاحب دكان اقمشه يجلس على كرسى امام متجرة على الرصيف المرشوش بالماء، أعرف ما سيحدث لاحقآ لكنى لست مستعد له، وان كان سيحدث لابد أن يحدث على طريقتى
قلت وانا اطفيء سيجارتى ورودينه تجلس امام التلفاز، خذى كل وقتك رودينتى
ابتسمت رودينة تنطقها بطريقة مثيرة يا ادم كأننى ملكك؟
عاينت وجه رودينة كان صافى مثل الي قطعه من القمر
قلت هذا يضايقك؟
همست ان لا
قلت طيب يعنى على الاقل يسمح لى التلاعب بالكلمـ.ـا.ت؟
قالت اجل هذا لا يضايقني، الكلمـ.ـا.ت فقط
همست من يدرى!؟ وغمزت بعينى
اضطربت رودينة اعتدلت فى جلستها ثم نهضت بعدما جلست وهمست هظبط المطبخ، وتسللت إلى المطبخ تشطف الاطباق وتمسح الارضيه، قلت محتاجه مساعده؟
قالت هتعمل ايه يعنى؟ هتغسل الأطباق ببدل منى؟
ابتسمت بالطبع لا، هاراقبك بس
لا لا صرخت رودينة بدلال، خليك عندك
وكان الجو أكثر بروده او هكذا شعرت، احنا خلاص اتصالحنا صح؟
همست رودينه معنديش طريقه تانيه انت كمان ضحيت كتير يا ادم
وكنت على وشك لمسها وهى منحنيه فشعرت بلسعه كهربائية تسرى داخلى، انتفض جسدى وابتعدت عنها
انا خارج يا رودينه ومشيت تجاه الباب كأننى اركض.
فى الشارع كان الهواء بـ.ـارد، اكره لحظات ضعفى واكره ما تجره على من خسائر
حرقت سبع لفافات تبغ وكان جسدى يرتعش من البرد، نسيت معطفى وخرجت بملابس خفيفه ورغم انى اختفيت داخل المقهى الا ان البرد لم يرحمنى
جعلت كوب الشاى بين يدى حتى برد ورغم انى غير مستعد للعودة
رجعت للشقه كان جسدى مرتعش إرتديت معطفى وجلست جوار رودينه
انا هموت من البرد يا رودينه
مكنش لازم تنزل فى الجو البرد ده؟
اجيبلك بطانيه
لا خلاص هبقى كويس
هعملك شاى بسرعه، نهضت رودينة وعادت تحمل صنية الشاى وجلست قربى
شربت الشاى وبداء جسدى يشعر الدفيء، انا هدخل انام يا رودينه
دخلت واختفيت تحت البطانيه، ثم انفتح باب الغرفه
خدنى جنبك يا ادم.
↚
حينما سمعت صوت رودينة ادرت جسدى ناحيتها، كانت للتو وضعت قدمها على السرير وانسل جسدها النحيل إلى جوارى
همست رودينة، انا كمان بردانة!!
قلت بنبرة لا تخلو من خبث، بردانة بس ؟
حركت رودينة يدها كأنها تؤدى قسم جاسوسة، بص إلى فى دماغك يا دومى لا محل له من الأعراب انا بردانة ومحتاجه ونس ثم اردفت رودينة ان تنام فى الشتاء بمفردك على السرير يشبة ان تلقى بنفسك امام القطار وانت تأمل الا يستحقك.
قلت صفى لى القطار والطريق؟
بجدية همست رودينة ماذا تعنى؟
قلت طريق القطار؟ هل كان الوقت ليل؟ اكان هناك ضباب ومحطة قديمه؟
وماذا عن الحشائش التى تنمو جوار القطبان الحديديه
وان كان القطار المتعرج يشق الحقول الخضراء مثل أفعى
ثم قلت وانا أدير ظهرى تجاه رودينة، على فكره مفيش فرق :!
ساد صمت طويل ربما عشرة دقائق كنت اسمع فيها أنفاسى حتى قطعته رودينة، تقصد ايه بمفيش فرق؟
قلت ياه كل دا بتفكرى؟
قالت رودينة بضحك معلهش خدنى على قد عقلى
ماشى، بصى يا ستى، البرد سيظل برد طالما الجسد لا يشعر بدفيء الجسد الآخر
همست رودينة، مش فاهمه لكن حاسه ان الموضوع خطير.
كبرى دماغك يا رودينة انا هنام
وانا هناك كمان يا ادم
بعد شويه، على فكرة كلامك عن الطريق والقطار كان جميل حبيته
همست شكرا، لكن الحب وحدة لا يجلب الدفيء
شـ.ـدت رودينة البطانيه وحاصرت نفسها داخلها، ساعدها وزنها النحيل ان تفعل ذلك ثم بعد دقائق غرقت فى النوم.
روحت اسمع أنفاسها وهى تعلو وتهبط ببطيء، يـ.ـؤ.لمنى انها لا تعرف ما ينتظرها، ما سيحدث لها من علاء ومنى.
عنـ.ـد.ما تشعر بالضياع ولا تجد أمامها طريق يمكن أن تسلكه وحين تتمنى ان تعود هذة الليالى ولو حتى مرة واحدة، إن ما يحدث فى حياتنا لا يتكرر آبدآ مهما حاولنا
_قلت احلام سعيدة رودينتى
همست رودينة وانت كمان يا ادم
_افتكرتك نمتى
وانام ازاى وانت عمال تتحرك جنبى؟
_والله افتكرتك نمتى بجد
وانا مش بهزر مش هعرف انام وانت بتتحرك
_اسيب غرفتى يعنى عشان تعرفى تنامى؟
وتسيبها ليه، ما انا كل ليلة بدخل انام وبتكون هادى وساكن؟
_لأنك بتدخلى وانا نايم، مش بكون حاسس بوجودك جنبى كده وانا صاحى؟
خلاص يا سيدى هخرج وهرجع بعد ما تنام
_لا خليكى، هنام من غير حركه
ماشى، همست رودينة وهى تتثأب تصبح على خير
_وانتى من آهلة
ومضى على الوقت بطعم البرقوق والكرز والتفاح وانتحلت صفة السارق المتلصص بجدارة ولم اتمكن من إجبـ.ـار نفسى على النوم لكنى اجبرتها على السكون سمحت لها بالتخيل.
وردتنى رساله من علاء بعد يومين، رساله طويلة، ادم انا حاسس انى مش هقدر ارجع مصر تانى ومقدر حجم الورطه إلى حطيتك فيها، لكن يا سيدى الأمر فى النهايه واحد
رودينة كانت آمانة عندك لوقت رجوعى وكنت طلقها
دلوقتى تقدر تطلقها فى اى وقت لأن القصه انتهت سامحنى يا صاحبى وياريت تبلغ رودينة اعتذاري
طلعت فى البلكونه وقفلت الباب، كلمت علاء بغضب، وضحتله انى مش هكون مسؤل عن كيف ينهى علاقته
كلم انت رودينة وبلغها بنفسك
قال علاء ببرود حاضر يا ادم حاضر
هطلقها؟ ولا البنت عجبتك؟
كنت على وشك الصراخ، لكنى وجدت سؤاله منطقى ويستحق التفكير
قلت خليك فى حالك يا علاء وكفايه إلى حصلى من وراك
انا عملت بآصلى
طيب انت زعلان ليه يا ادم؟ مش ده الى انت كنت عايزة؟
طلقها وانا هكلمها واقولها قرارى
قلت علاء انا هخرج دلوقتى ومش هرجع غير لما تبعتلى رساله تقلى انك قلت لرودينه كل حاجه بصراحه
طلعت من الشقه كأننى هارب، مجرم مطارد من الحشرات والصراصير، اتلفت فى وجوة الناس واعبر بلاعات الشارع بسخريه، ساعدت امرأه عجوز على عبور الشارع وركلت كـ.ـلـ.ـب ركض خلفى وابتسمت لطالبة مدارس، كانت المسافات داخلى متباينه وكنت لست انا
مضى اغلب النهار وانا انتظر علاء افندى وبعد أن وصلتنى رسالته بت أكثر تـ.ـو.تر ورهبة
كيف سأواجه رودينه، ماذا سأفعل؟ كيف سأوسيها وكيف سأنظر إلى وجهها الشاحب
واتسأل ان كانت ستطلب منى الطـ.ـلا.ق احب هذة الفكره على الاقل ستوفر على الاحراج
طرقت باب الشقه، لم اتلقى اى رد، فتحت الباب ودخلت
ارجو من المتابعين العذر
القصه صعبه وضيقه فى المساحه وتعتمد على التحولات النفسيه، فمن الطبيعى ان يكون الفصل قصيرحينما سمعت صوت رودينة ادرت جسدى ناحيتها، كانت للتو وضعت قدمها على السرير وانسل جسدها النحيل إلى جوارى
همست رودينة، انا كمان بردانة!!
قلت بنبرة لا تخلو من خبث، بردانة بس ؟
حركت رودينة يدها كأنها تؤدى قسم جاسوسة، بص إلى فى دماغك يا دومى لا محل له من الأعراب انا بردانة ومحتاجه ونس ثم اردفت رودينة ان تنام فى الشتاء بمفردك على السرير يشبة ان تلقى بنفسك امام القطار وانت تأمل الا يستحقك.
قلت صفى لى القطار والطريق؟
بجدية همست رودينة ماذا تعنى؟
قلت طريق القطار؟ هل كان الوقت ليل؟ اكان هناك ضباب ومحطة قديمه؟
وماذا عن الحشائش التى تنمو جوار القطبان الحديديه
وان كان القطار المتعرج يشق الحقول الخضراء مثل أفعى
ثم قلت وانا أدير ظهرى تجاه رودينة، على فكره مفيش فرق :!
ساد صمت طويل ربما عشرة دقائق كنت اسمع فيها أنفاسى حتى قطعته رودينة، تقصد ايه بمفيش فرق؟
قلت ياه كل دا بتفكرى؟
قالت رودينة بضحك معلهش خدنى على قد عقلى
ماشى، بصى يا ستى، البرد سيظل برد طالما الجسد لا يشعر بدفيء الجسد الآخر
همست رودينة، مش فاهمه لكن حاسه ان الموضوع خطير.
كبرى دماغك يا رودينة انا هنام
وانا هناك كمان يا ادم
بعد شويه، على فكرة كلامك عن الطريق والقطار كان جميل حبيته
همست شكرا، لكن الحب وحدة لا يجلب الدفيء
شـ.ـدت رودينة البطانيه وحاصرت نفسها داخلها، ساعدها وزنها النحيل ان تفعل ذلك ثم بعد دقائق غرقت فى النوم.
روحت اسمع أنفاسها وهى تعلو وتهبط ببطيء، يـ.ـؤ.لمنى انها لا تعرف ما ينتظرها، ما سيحدث لها من علاء ومنى.
عنـ.ـد.ما تشعر بالضياع ولا تجد أمامها طريق يمكن أن تسلكه وحين تتمنى ان تعود هذة الليالى ولو حتى مرة واحدة، إن ما يحدث فى حياتنا لا يتكرر آبدآ مهما حاولنا
_قلت احلام سعيدة رودينتى
همست رودينة وانت كمان يا ادم
_افتكرتك نمتى
وانام ازاى وانت عمال تتحرك جنبى؟
_والله افتكرتك نمتى بجد
وانا مش بهزر مش هعرف انام وانت بتتحرك
_اسيب غرفتى يعنى عشان تعرفى تنامى؟
وتسيبها ليه، ما انا كل ليلة بدخل انام وبتكون هادى وساكن؟
_لأنك بتدخلى وانا نايم، مش بكون حاسس بوجودك جنبى كده وانا صاحى؟
خلاص يا سيدى هخرج وهرجع بعد ما تنام
_لا خليكى، هنام من غير حركه
ماشى، همست رودينة وهى تتثأب تصبح على خير
_وانتى من آهلة
ومضى على الوقت بطعم البرقوق والكرز والتفاح وانتحلت صفة السارق المتلصص بجدارة ولم اتمكن من إجبـ.ـار نفسى على النوم لكنى اجبرتها على السكون سمحت لها بالتخيل.
وردتنى رساله من علاء بعد يومين، رساله طويلة، ادم انا حاسس انى مش هقدر ارجع مصر تانى ومقدر حجم الورطه إلى حطيتك فيها، لكن يا سيدى الأمر فى النهايه واحد
رودينة كانت آمانة عندك لوقت رجوعى وكنت طلقها
دلوقتى تقدر تطلقها فى اى وقت لأن القصه انتهت سامحنى يا صاحبى وياريت تبلغ رودينة اعتذاري
طلعت فى البلكونه وقفلت الباب، كلمت علاء بغضب، وضحتله انى مش هكون مسؤل عن كيف ينهى علاقته
كلم انت رودينة وبلغها بنفسك
قال علاء ببرود حاضر يا ادم حاضر
هطلقها؟ ولا البنت عجبتك؟
كنت على وشك الصراخ، لكنى وجدت سؤاله منطقى ويستحق التفكير
قلت خليك فى حالك يا علاء وكفايه إلى حصلى من وراك
انا عملت بآصلى
طيب انت زعلان ليه يا ادم؟ مش ده الى انت كنت عايزة؟
طلقها وانا هكلمها واقولها قرارى
قلت علاء انا هخرج دلوقتى ومش هرجع غير لما تبعتلى رساله تقلى انك قلت لرودينه كل حاجه بصراحه
طلعت من الشقه كأننى هارب، مجرم مطارد من الحشرات والصراصير، اتلفت فى وجوة الناس واعبر بلاعات الشارع بسخريه، ساعدت امرأه عجوز على عبور الشارع وركلت كـ.ـلـ.ـب ركض خلفى وابتسمت لطالبة مدارس، كانت المسافات داخلى متباينه وكنت لست انا
مضى اغلب النهار وانا انتظر علاء افندى وبعد أن وصلتنى رسالته بت أكثر تـ.ـو.تر ورهبة
كيف سأواجه رودينه، ماذا سأفعل؟ كيف سأوسيها وكيف سأنظر إلى وجهها الشاحب
واتسأل ان كانت ستطلب منى الطـ.ـلا.ق احب هذة الفكره على الاقل ستوفر على الاحراج
طرقت باب الشقه، لم اتلقى اى رد، فتحت الباب ودخلت
↚
كانت رودينة مسترخية على سريرها فجأة اصدر هاتفها وميضآ، رسالة جديدة وظهر اسم علاء على الشاشة
التقطت رودينة انفاسها، شعرت بوخزة أمل مختلطة بالخوف. ارتعشت يداها وهى تفتح الرسالة، كأنها تدرك أن هذه الكلمـ.ـا.ت قد تحمل تغييرًا جذريًا في حياتها، تقراء فى سرها ، كلمة تلو الأخرى، وكلما مضت عيناها إلى السطر التالي، كانت كأنها تغرق أكثر في بحيرة من الوحل
"رودينة، لازم نكون واقعيين. أنا مش هرجع البلد تاني، حياتي هنا استقرت ومافيش مكان للعلاقة دي. الأفضل ننهي الموضوع من غير وجع أكتر."
بقيت عينى رودينة معلقة على الكلمـ.ـا.ت الأخيرة، كأنها تتأكد أنها قرأتها بشكل صحيح، تجمدت ملامح وجهها للحظة، وكأن جسدها يرفض استيعاب ما تراه،ثم، ببطء، سقطت يدها التي تحمل الهاتف إلى جانبها، وبقى الهاتف مستندًا على الفراش، والشاشة ما زالت مضيئة بالكلمـ.ـا.ت التي تشعر وكأنها خنجر يطعن قلبها مرارًا وتكرارًا.
راحت دمـ.ـو.عها تنزل بصمت، واحدة تلو الأخرى، بـ.ـاردة على وجنتيها، شاعرة بثقل لا يمكن وصفه في صدرها، كأن قلبها يُعتصر بقبضة قاسية
بداء عقلها في استرجاع صورهم معًا: لقاءاتهم الأولى، الضحكات التي شاركوها، الوعود التي قطعها على نفسه. كل هذه الذكريات الآن تتحول إلى شظايا مؤلمة تمزقها، تنغرس فى صدرها
التقطت رودينة الهاتف مرة أخرى، قرأت الرسالة مجددًا، عيناها مشوشة بالدمـ.ـو.ع، تربت بيدها على قلبها كأنها تحاول تهدئة الألم الذي يكاد يخـ.ـنـ.ـقها، تسأل نفسها بصوت داخلي: "ليه؟ ليه يسبني كده؟ بالشكل ده؟"
القت رودينة الهاتف على السرير بعصبية، نهضت واقفة تشعر بضعف في ساقيها، تعود للجلوس وتغطى وجهها بيديها، تملاء شهقاتها المكتومة الغرفة تمد يدها إلى خصلات شعرها، تعبث بها بعصبية، وكأنها تحاول أن تجد مخرجًا من هذا الكابوس.
نظرت إلى المرآة أمامها ترى وجهًا شاحبًا وعينين منتفختين من الدمـ.ـو.ع
انها لا تعرفها وهى ليست رودينة التى كانت منذ لحظه، غير مصدقه تحاول استيعاب الأمر
يعنى كل حاجه انتهت؟
هناك شيء داخلها مشوش، كانت تشعر بذلك ان ما يقـ.ـتـ.ـلها ليس الحب بل الخيانة، الخيانه التى لم تتوقعها
ارسلت رودينة إلى علاء، وصفته بالخائن القذر وطلبت منه ان كان يمتلك شرف ان لا يذكر امر الرساله إلى ادم
على الاقل سيكون فعل شيء صائب فى حياتة وتغلق الهاتف
سمعت صوت ادم امام باب الشقه يطرق الباب، ركضت نحو الحمام، غسلت وجهها وعادت بسرعه إلى الأريكه عند دخول آدم
السلام عليكم رفع ادم صوته
وعليكم السلام يا ادم، تشعر رودينة فى نبرة ادم بعض الحنيه
رفق مغلف، تلميح بالمواساه
اتراه يعرف؟ تسأل نفسها
تتعشى؟
_رفع ادم وجه متشكك وبدت على شفاهه ابتسامه، اه هتعشى
سارت رودينه تجاه المطبخ محاوله ان تبدو طبيعيه
لكنها لا تشعر انها طبيعيه حتى لو كانت كذلك
يهمس ادم محتاجه مساعده؟
_يعرف ادم الرد، خليك عندك اوعى تقرب منى
تلتفت رودينة وعلى وجهها ابتسامه لو كنت مصر مفيش مانع
يطـ.ـلق ادم ابتسامه
رسالة علاء تأخرت ولا ايه؟ ربما لم تصل بعد، ثم يقف لحظه على باب المطبخ وهو غير قادر عن منع نفسه من التساؤل عن سبب تغير عادات رودينه فجأة
داخل المطبخ وقفت رودينه حاطه صباعها على دقنها بتفكر
ادم ناولنى الطبق ده؟
رفع ادم ايده واحضر الطبق
اتفضلى
وده كمان وتشاور بيدها
_حاضر يهمس ادم بطاعه ثم يضحك اعترفى انك قصيره؟
زمت رودينه شفتيها وهى تحملق بوجه ادم رفعت حاجبها الأيمن،
وسع طيب انا هوريك
وقفت رودينه على أطراف قدمها وبانت قسمـ.ـا.تها داخل عبائه ضيقة تلك الانحنائات التى جعلت ادم يرتعش
يهمس ادم فى سره انها تشبه أحدا لوحات دافنشى الهاربه من متحف اللوفر
_ساعدنى يا رخم
يقف ادم على مقربه منها يرفع يده يلتصق جسده يجسدها للحظه، لم تهرب رودينة لكنها شعرت هى الأخرى بـ.ـارتباك
وسمحت لجسدها المنحنى ان يستقر فى حـ.ـضـ.ـن ادم لثواني قبل أن يحمر وجهها خجلا وتبتعد عنه
_قطع الطماطم يا ادم
امسك ادم حبات الطماطم ووضعها داخل طبق ثم بهدوء راح يقطع السلطات
_علاء كلمك النهرده يا ادم؟
لا رد علاء بسرعه، لن يجرحها، سيترك هذا الأمر لعلاء
يعرف ان علاء سيرسل رسالته فى اى لحظه
تعثرت رودينه وقبل ان تسقط أطلقت آنه، اه واستندت بذراع ادم وهى تهمس اسفه
كانت قطع الدجاج المخلوطه بالتوابل تغلى داخل الاناء والزيت يبقبق على النار
ابعد شويه يا ادم لحسن طرطشة الزيت تحرقك
تراجع ادم خطوتين وراح يتابع رودينه وهى تقلى قطع الدجاج فى الزيت
اعتصر قلبه الألم وهو يتأمل ملامح رودينه، عنـ.ـد.ما تصلها الرساله سيكون وجهها شاحب ودمـ.ـو.عها لا تنتهى
يشفق عليها فى داخله وهو يلمح الفرحه على وجهها
اتفضل حضرتك يا استاذ ادم على الطاوله، انتظر هناك
انا هجيب الاكل والحقك
↚
راقبت رودينة وهى تنتقل بين أغراض المطبخ، تنثر الملح والكمون وتقلب الخضار وتخلط السلطات وتتذوق الشوربة قبل أن تضع داخلها لسان العصفور، ثم غمست لقمة فى الملوخية بعد أن دلقت الطشه داخلها وكانت قطع الدجاجة تبقبق داخل الزيت، افتح الشباك علشان الريحه يا آدم
_قلت لكن الجو برد!!
صرخت رودينة، افتحه يهوى الشقه دقيقتين وبعد كده ابقا اقفلة.
وكنت اراقب رودينة بدقه متتبع ردود أفعالها وملامح وجهها طريقة الكلام، اى شيء يخبرنى ان كانت تلقت رسالة علاء من عدمه
لقد بدا لى غريب ومستبعد ان تكون رسالة الفراق وصلت إلى رودينة وتكون هذة ردت فعلها
نهضت فتحت الشرفه والنافذة، تسربت الرائحه نحو الشارع
وقفت دقيقه فى الشرفة
__يدى على الهاتف تتحرك بغضب، طلبت من علاء يبعت رسالة لرودينة، ليه تأخر؟
ليه يسيب البنت على عماها كده؟ دى خيانة وقلة ذوق
المفروض يمتلك الشجاعه ويقلها الحقيقة
يقلها انا مش عايزك ولقيت واحدة غيرك وحبيتها او لقيت مصلحتى معاها، واننا مش لبعض يا رودينة وانك هتكملى طريقك لوحدك
تنهدت ووقفت دقيقه احاول تخيل الموقف بعد ما ابعت الرساله لعلاء
ثم يقوم علاء بتبليغ رودينة الخبر، تخيلته الان، قبل أن نتناول طعامنا، وكيف ان الأطباق ستسحق على الأرض ويملاء الصراخ الشقة
فاجأنى الهاتف بوميض غريب، فشل ارسال الرسالة
بصيت على الرقم لاتأكد
كان رقم علاء، ثم اعدت الإرسال، لم يستدل على الرقم
اتصلت بعلاء وكان هاتفه مغلق او غير موجود بالخدمه
ايه اللخبطه دى بقا؟
هو علاء اختار يعمل النداله معايا انا كمان، يختفى ويجبرنى ابلغ رودينة الخبر، ابلغها بقرارة؟
حسيت بلخبطه غريبة، يبقى اكيد رودينة متعرفش حاجه علشان كده بتتصرف على طبيعتها
وفكرت طيب لو تليفون علاء فضل مغلق هسيب رودينة على عماها كده؟
علاء اكيد هيفتح التليفون بكرة او بعده على أقصى تقدير
رودينة؟ مش دى بنت عمك؟ قلت وانا بركز فى واحده ماشية فى الشارع
وقفت رودينة جنبى، اعتقد هى يا ادم
همست ايه إلى ممشيها وحدها فى الشارع فى وقت متأخر كده؟، وفيه شوية عيال صيع بيقفو على الناصية؟
معرفش قالت رودينة وهى بتفكر
هو عمك ساكن قرب من هنا؟
لا يا ادم مش هنا خالص
اصل دى تانى مره نشوفها هنا مش غريبه دى؟
بكرة هبقى اكلمها واعرف منها كان فيه ايه
رودينة؟ ولفيت وشى ناحيتتها، هو انتى كلمتى بنت عمك عاتبتيها بعد الموقف إلى حصل منها؟
تقصد الكلام إلى قلته واحنا ماشين مع بعضينا؟
قلت ايوة
__الصراحه لا يا ادم مجتش فرصة
اها، وشعرت داخلى بضيق، كنت اتمنى لو كانت رودينة دافعت عنى خاصه وانها تعرف اننى بريء، واننى كنت أفعل كل ذلك من أجلها
وغمرنى إحباط كبير، ألا تنطبق مقولة ان تعمل معروف فى غير اهله على رودينة؟ ام اننى استبق الأمور واحملها أكثر من طاقتها؟
لقد كنت بالنسبه لها مجرد بديل مقبول، انها لم تفكر فى ابدا بطريقه أخرى
ثم لاحظت ابتسامتها ويدها الممدودة نحوى التى تجذبنى نحو الطاوله وقلت فى سرى ما الذى تغير؟
جلسنا على الطاولة ولم أشعر برغبه فى تناول الطعام
وضعت لقمه فى فمى وقلت، رودينه انتى فكرت ولو للحظه ان علاء ممكن مينزلش مصر تانى؟
تغيرت ملامح رودينة، كأننى طعنتها بخنجر وهمست لا
__لكن دا احتمال وارد يا رودينة لازم تحطيه فى اعتبـ.ـارك
احطه فى بالى ليه؟ سألتني رودينه بنبره حاده، هو انت تعرف حاجه يا ادم؟
قلت لا
طيب ليه الكلام دا بقا؟
صمت لحظه، اكتم اسرارى داخلى، لأن الإنسان لازم يجهز نفسه لكل الاحتمالات يا رودينة
وانت مجهز نفسك لكل الاحتمالات يا ادم؟
قلت بعدم فهم ازاى؟
قالت فرضا يعنى، مجرد احتمال زى كلامك، لو علاء مش هينزل مصر، لو قرر يتخلى عنى فكرت هتعمل ايه؟
الصراحه لا يا رودينه مفكرتش
طيب انا بسألك اهو لو حصل هتعمل ايه؟ وقضمت رودينة قطعة دجاج مقرمشه فى فمها
قلت اتفاقنا كان واضح يا رودينة وانا مفكرتش فى اى احتمال تانى
وقفت رودينه سابت الاكل ومشيت
قلت ايه مش هتكملى اكلك؟
لا نفسى اسدت ابقى شيل الأطباق ونظف الطاوله انا داخله انام
قلت بهزار ليه مش هتنامى جنبى زى كل ليله؟
لا، هنام فى غرفتى تصبح على خير
وانا ادخن سيجارة حاولت أن افكر فى كلام رودينة، ماذا كانت تقصد؟ ما وراء كلامها؟
وهل حقآ قليها بداء يميل نحوى حتى فى وجود علاء؟
أكان تغيرها فى الكلام والمعامله تلميح بقبولى ليس كبديل
بل اقتراح محتمل، ثم ذهبت لابعد من ذلك
هل معقول ان قلبها بداء يدق نحوى؟
وان كان ذلك حقيقى فهل سأمنحها فرصه ام أسد الباب فى وجهها؟
وكان هاجس داخلى يتصاعد بأستمرار ام هل تراك انت معجب بها؟
انت من دق قلبك بحبها دون أن تدرى؟
كان من الصعب تفسير الاضطرابات النفسيه التى تدور داخلى
بين رفض وتردد غمرنى غموض وغبش وارتباك
نظفت الأطباق والطاولة، صنعت فنجان شاى وجلست امام التلفاز وانا متغطى ببطانيه على الكنبه فى يدى الريمود ابدل القنوات بلا اهتمام وشرود
سمعت بكاء رودينة، فى البدايه كان نحيب خافت، ثم تصاعد ليصبح صراخ مخـ.ـنـ.ـوق وضـ.ـر.ب فى الجدار
قلت انا لم أفعل اى شيء يستدعى ذلك وكان باب غرفتها مغلق عنـ.ـد.ما طرقت الباب، رودينة انتى كويسه؟
ايوه كويسه يا ادم شوية صداع مش اكتر
_طيب عايزه حاجه؟
قالت لا متشكرة
عدت مكانى تكورت على الكنبه ومددت جسدى نصف نومه على جانبى الأيمن امام التلفاز
انفتح باب غرفة رودينة، خرجت غسلت وجهها فى الحمام وقفت امام المرأه لحظه وسرحت شعرها
ثم بلا كلام رقدت امامى على الكنبه وغطت نفسها معى بالبطانية كان ظهرها تجاهى وكان جسدها ملتصق بى.
↚
كنت اسمع أنفاس رودينة وأشعر بحرارة جسدها، سكونها وتقوقعها داخلى كأنى احتويها
ورغبت ان احتضنها بقوة، ان اعتصرها واضمها إلى ثم أدركت اننى فى اللحظه التى سأحاوطها فيها بيدى لن يكون هناك اى فرصة للرجوع، سألتصق انا وهى ببعضنا إلى الآبد.
وكيف احتضن أنثى تعشق غيرى؟ ان رودينة ارتكبت جريمة العشق وانا لست قاضى عادل، قد تنسى المرأه اى شيء
لكنها لا تنسى حبها الأول، ثم انها حتى تلك اللحظه لم تبدى لى اى شيء، لم تصرح لى انها قد تتخلى عن حب علاء
او حتى ان تصبح حره لم تبدى اى إشاره على كرهه او نية الأبتعاد عنه.
منعت نفسى عن الحركه، تسمرت فى مكانى، كنت فى مأزق واعرف ان مقاومتى ستخور رغمآ عنى
كما اعرف انها ليست لى واننى لست لها وانها زوجتى
وان كل واحد منا سيشق طريقة اما اليوم واما فى الغد
فلأترك الصفحه بيضاء نظيفة ولا اوسـ.ـخها ان هذا اقل ما يمكننى فعله، ان لا اتسبب لها فى جرح انا الآخر.
الجو بـ.ـارد جدا همست رودينه وهى تتكور على نفسها
_قلت اعرف، انا ايضا أشعر بالبرد
لكن جسدك دافيء يا ادم؟
_لأننى كنت تحت الغطاء لفترة طويله جدا يا سيدتى
طيب امنحنى بعض الدفيء يا اخى؟ همست رودينه بمزاح
_ كان بودى قلت بنبره مازحة أيضآ
جذبت رودينه يدى فوقها ولصقت رأسها بصدرى، شممت عطرها ورائحة جسدها وتسللت إلى نعومة جسدها
شعرت بكل شيء دفعه واحده، قلت رودينه؟
قالت ماذا؟
_همست انا، انا
قالت تكمل كلمتى متـ.ـو.تر صح؟
__كلمة متـ.ـو.تر قليلة على ما أشعر به
ضحكت رودينة لكنها لم تحاول الهرب وأدركت انها تعرف شيء، تخفى شيء، ترغب بشيء
هل من الممكن أن يأتى يوم تحبنى فيه يا ادم؟
__قلت ولما قد يحدث ذلك؟ كلانا يعرف اننا لسنا لبعض
همست رودينة بضعف احب ان اعرف اذا كان لا يضايقك؟
لما لا يا رودينة؟
لا أحد يعرف ما ينتظره وما تخبأه الايام
ادم؟ وصمتت رودينه كأنها امام اعتراف سيحدد مصيرها إلى الابد
_قلت ماذا؟
قالت بحزن ونبرة تعيسه منكسره علاء تخلى عنى ثم صمتت حتى ظننت انها نامت
اليوم وصلتنى رساله منه، رسالة اعتذار، تستطيع أن تقول جواب نهاية خدمه
تصور بعد كل هذا الحب وكل تلك السنين قال لى احنا مش لبعض
ثم همست، انا حياتى تدمرت يا ادم، انتهت
لم أعرف ما على قولة، كيف اواسى انسان مذبوح؟
كنت تعرف صح؟ واصلت رودينه كلامها لكنك لزمت الصمت حتى لا تجرح مشاعرى
سبحان الله، رغم اننى أكن حب لغيرك وتزوجتك كى انتظر غيرك كنت انت اكثر حرص على منه
ادم؟ هل من الممكن أن تحبنى يوم ما؟
ايمكن ان تمنحنى فرصه للعيش معك
ثم قالت اعرف انك لا تحبنى، لكن اعرف أيضآ انه لا توجد امرأه فى حياتك؟
ادم لقد تعبت من كل شيء، من نفسى، من علاء، من الحياه
وجدت يدى تربت على كتف رودينة برفق
_لكنك بالطبع تسأل نفسك، كيف امنح امرأه تحب شخص آخر فرصه؟
معك حق، انا لا أستحق فرصه، انا استحق الموت
لكن إذا كانت لديك رغبه لتعرف وانا لا أقول هذا لأبررنى
لقد قسى على علاء وان حبه فى قلبى سيموت، مـ.ـا.ت، لا مكان له ابدا
ادم؟ ولمست رودينة وجهى بشفتيها، اذا كنت ستطلقنى ارجوك انتظر بعض الوقت
امنحنى بعض الوقت للتعافى فأنا اوشك على الموت كمدا
اعرف ان كل ذلك ليس ذنبك، أليست الحياه غريبه يا ادم؟
اعنى قصتنا، ان يجد شخص مثلك نفسه فى هذا المأزق التعيس مع فتاه كانت تحب غيره وتطلب منه عدم التخلى عنها
ادم؟ وهمست رودينه بيأس، أشعر اننى آنانيه ولا افكر الا فى نفسى
لكن وصمتت رودينه اذا لم أفعل ذلك لا أعرف ما يمكن أن يوصلني اليه عقلى
سكنت رودينة فى حـ.ـضـ.ـنى، كانت يدى تحيطها كلها وجسدينا ملتصقين مثل الفراء بالغنم
لا تخبرنى برأيك الأن يا دام، امنح نفسك الوقت وامنحنى بعض الحياه قبل أن تصدر امرك بقـ.ـتـ.ـلى
قلت بما تقولى ذلك يا رودينه؟
__قالت لأننى اعرف انك رجل
قلت وما علاقة كل ذلك بكونى رجل؟
_قالت لانك رجل حقيقى قد لا تقبل بفتاه فى حياتها قصة حب كتبت تفاصيلها بنفسك
استدارت رودينة لتواجهنى وأصبح وجهها فى وجهى وجسدها فى جسدى وكلها فى كلى
انت شخص رائع يا ادم، اننى لا أقول هذا الان فى تلك الحظه لأوثر على قرارك او مشاعرك
انا اقول الكلام الذى منعنى احترام حبى لعلاء من البوح به قبل ذلك
لكن الآن وقد بت حره ومذبوحه عليك أن تعرف اننى كنت اراقبك واننى كنت أعجب بكل حركاتك
كنت اتلصص عليك وفى أكثر من مره تمنيت أن تحتضننى مثل الأن
وعنـ.ـد.ما كنت فى المطبخ وكانت عيونك تلتهمنى كنت أشعر بذلك بل هناك أكثر من ذلك
الموقف البايخ، اعنى عنـ.ـد.ما شككت والدتى فى رجولتك
وطلبت تأكيد كدت اصرخ فى وجهها انت لا ت عـ.ـر.فين اى شيء
ادم ! ثم صمتت رودينه، خـ.ـنـ.ـقتها الكلمـ.ـا.ت وخانتها الشجاعه
همست مش لازم تبررى اى حاجه يا رودينه
لمست رودينه خدى بيدها الناعمه وابتسمت، هتسيينى يا ادم صح؟
انا كنت عارفه انك كنت منتظر رسالة علاء علشان تتحرر منى
ابسط يا عم، الفرصه جتلك اخيرا بقيت حر وبكره الشقه تفضى عليك من غير رودينه وتعيش فيها براحتك
ادم!؟ ثم قبلتنى رودينه بقوه، انسى كل حاجه انا قولتها ليك
انت مش مضطر تعمل اى حاجه عشانى
بكره الصبح انا هسيب الشقه، عايزاك بس تدينى شوية وقت الاقى سبب للطـ.ـلا.ق ما يسببش ليك اى خسائر
حطيت ايدى على فم رودينه، اسكتى متتكلميش تانى انا لسه هفكر، بفكر وقضمت اذنها بفمى
↚
اوفت رودينة بوعدها، أشرقت الشمس وعلت فوق سقف البناية، ولما فتحت عيونى لم أجدها فى حـ.ـضـ.ـنى او حتى قريبه منى، لم تكن رودينة موجودة فى الشقة كلها عنـ.ـد.ما تحركت لأصنع شاي الصباح
وضعت باكت شاى انجليش بريك فاست داخل ماء الكوب المغلى واحتويت الكوب بين يدى ثم وقعت عينى على ورقه
ورغم خطها السيء تمكنت من قرأتها
لقد رحلت يا آدم، تمتع بوقتك، ارجو ان تتذكرنى ولو حتى صدفه عنـ.ـد.ما تجلس فى الشرفة تدخن سيجارتك الصباحية وانت تراقب الباعة الجائلين، ان تفتقد حركتى المستمرة داخل الشقة من أجل إثارة انتباهك واخيرا طعامى اللذيذ الذى كنت اطهيه كل يوم
كان لذيذ لا تنكر.
قرأت الرسالة وانا ابتسم، وسألت نفسى ليه الرسالة توقفت عند تلك النقطة؟
ليه رودينه مذكرتش اى حاجه تانيه؟
وما الغرض من كل ذلك؟
أنهيت كوب الشاى وجلست امام التلفاز ولم اتخيل ان يتسرب إلى شعور الوحدة بتلك السرعة.
فى وسط شرودى انطرق باب الشقة، حدقت فى ساعة يدى القديمه كانت الحادية عشر صباحآ
انا مش منتظر زيارة ولا معارف لدى فى هذة الحاره العفنه
سحقت عقب السيجارة بيدى، معقول تكون رودينة عامله خدعة؟
فتحت الباب ثم تسمرت فى مكانى من الصدمه، قلت بشك
انتى؟
بنت عم رودينة همست وهى على الباب تحدق داخل الشقه
_قلت بسرعه رودينة مش هنا
قالت ليه طلقتها؟
للحظه سكت لسانى وتوقف عقلى، انتى بتقولى كده ليه؟
همست أصلها مش موجوده وبعدين احنا هنتكلم على الباب؟
ممكن ادخل؟
قلت اتفضلى
ايه سبب الزياره المفاجأه دى؟
قالت انا جايه اعتذرلك
_قلت تعتذرى ليه
قالت من الموقف البايخ إلى عملته معاك فى الشارع
فكرت فى سرى، اكيد رودينه كلمتها لما فتحتها فى الموضوع دا اول امبـ.ـارح
قلت محصلش حاجه، كان موقف وعدا
_حقيقى استاذ ادم انا اسفه جدا مش عارف ازاى قلت كده
قلت اسفك مقبول يا
قالت أسمى رزان
ماشى رزان اعتذارك مقبول، تشربى ايه؟
ابتسمت رزان بخجل، هو انا ممكن اطلب منك حاجه؟
قلت اتفضلى، قالت هشرب شاى بس ممكن اعمله بنفسى؟
استغربت طلبها
لكنها همست ارجوك؟ نفسى استخدم مطبخ رودينة
قلت ماشى مفيش مشكله وكان باب الشقه مفتوح ولا توجد اى خطوره
نهضت رزان وقصدت المطبخ
استاذ ادم فين الشاى؟
قلت فوق عندك
فين السكر؟
همست فى الدرج إلى تحت، بعدها وقفت ومشيت على المطبخ شاورت ليها على كل حاجه ورجعت مكانى
وصلت رزان بالشاى وجلست نحت حقيبة ظهرها جانبآ
وقالت متقلقش مش هضيع وقت كتير هشرب الشاى وامشى!
قلت بكسوف ولا يهمك لكنى كنت اتمنى ان ترحل
رزان تشبه رودينة ربما أكثر جمال وجسدها مضبوط فى عينيها نظره غريبه وغامضة
احتسيت الشاى مع رزان وشعرت بثقل فى رأسى وجسدى قلت رزان انا حاسس انى مش على طبيعتى ولازم انام قالت رزان اه عادى مفيش مشكله انا هقوم امشى.
فتحت عينى كنت نائم على السرير
حاولت أن اتذكر تلك المده المقطوعه من ذاكرتى اخر ما اتذكره ان رزان كانت راحله ولما اغلقت رزان باب الشقه
ذهبت لسريرى ونمت، كانت حاله غريبه لكن لم اشغل بالى أكثر
كنت مقرر اخرج اقابل صحابى، اخدت شور وبدلت هدومى ووقفت قدام المرايه افكر اكلم رودينة ولا لا؟
ويدوبك هخرج الباب خبط
قلت ايه اليوم الغريب ده؟
فتحت الباب بغضب وجدت رزان واقفه بأبتسامه تجر حقيبه خلفها
قلت ايه ده؟
ازاحت رزان يدى لبعيد وسط دهشتى ودخلت الشقه، فين غرفتى يا ادم؟
صرخت بهوس غرفة ايه؟ انتى فاكره نفسك فى فندق
همست رزان بنبره بـ.ـارده، مش عيب تقول كده لمراتك؟
↚
_سألت وانا أكاد اضحك، مراتى؟
ايوة مراتك يا سى ادم هو انا مشبهش ولا آيه، دفعت رزان يدى لتتحرك فأمسكت بها من كتفها دفعتها إلى خارج الشقة!
اسمعى يا بت انا مش ناقص جنان، انت كنتى عملتى مصيبة روحى حليها بعيد عنى
_انا مش مـ.ـجـ.ـنو.نه يا ادم، انا مراتك والله هو انت فقدت الذاكره ولا ايه؟
اتفضلى امشى من هنا بلا ذاكرة بلا زفت!! انتى فين اهلك اصلآ وازاى يسمحو ليكى تعملى كده؟
_ابتسمت رزان هو انا بعمل حاجه حـ.ـر.ام يا ادم انت اتجوزتنى على سنة الله ورسوله، اسمع لو كنت فاكرنى بنت شمال تقضى معاها ليله وتسيبها تبقى غلطان!
انت ناسى نفسك عملت ايه امبـ.ـارح؟
رفعت يدى لأصفعها، كنت قد وصلت النهايه واكتفيت من تلك المزحه
اندفعت رزان بعيد عنى، انت هتضرينى وأخرجت من جيبها ورقه القتها فى وجهى انا مش جايه اتبلى عليك، انا بنت ناس يا ادم ولا يمكن اعمل الغلط آبدآ
كان عقد زواج مؤرخ بتاريخ امس تفحصت الورقة بدت حقيقية
كانت رزان قعدت على الكنبه ها صدقت؟
صرخت، ايه اللعبه القذارة دى يا بت انتى، انتى مزوره العقد ده؟
اتصل بالشرطه! همست رزان وهى تخرج سيجارة من سجائرى وتدفعها فى فمها، انا عايزة اتحبس
قلت طبعا هكلم الشرطه وهكلم اهلك وهطربقها فوق دماغك
اتفضل :
رمت رزان تليفونها تجاهى، تليفون بابا مسجل عندك طربقها وشوف هيحصلك ايه
لم اتردد سجلت الرقم وهاتفت الرجل الذى بدا مزعور، قلت تعالى خد بنتك من عندى قبل ما ارميها فى الشارع
بنتك وصلت هنا وبتبلى عليه بتقول انها مراتى
قال الرجل انا جاى حالا، ارجوك متعملش فيها اى حاجه، سيبها عندك لحد ما اوصل
تنهدت بـ.ـارتياح وقعدت على الكنبه ولعت سيجاره وقلت بررود لرزان تولعى؟
قالت روان اه يا ريت، بس اوعى تقول لابويا انى بدخن ابويا ميعرفش انى بدخن
وقلت فى سرى هذة الفتاه مـ.ـجـ.ـنو.نه حقآ وعلى ان اخدها على قد عقلها لحين وصول والدها
تمددت رزان على الكنبه، همست تصدق الكنبه دى مريحه؟
الواحد ممكن يفكر ينام عليها ويسيب غرفته
ضحكت غصب عنى وبصيت على الساعه، والدك ممكن يوصل فى لحظه، قدام فرصه تهربى، تروحى اى نصيبه بعيد عنى
نهضت رزان تصدق كويس انك فكرتنى وفتحت باب التلاجه
هو انت عندك اكل يطبخ؟
اصل والدى بيحب الاكل جدا وسحبت لحمه نيئه ودخلت بها المطبخ
دى مـ.ـجـ.ـنو.نه حقيقى والأفضل ابعد عنها لحد ما ابوها يجى ياخدها
وبسرعه طهت رزان اللحمه وطبخت خضار وارز ثم عادت تجلس وهى متعرقه
لحظه وطرق باب الشقه، اندفع منه رجل خلفه شابان قويان
هى فين؟ ومسح بعينه الشقه
قلت بسخريه فى المطبخ بتعملك اكل
صرخ الرجل انتى يزفت، يا زفت فينك واندفع بغضب نحو المطبخ جر رزان من شعرها واسقطها على الأرض بتفضحينى على اخر ايامى يا رزان والله لاقـ.ـتـ.ـلك
صرخت رزان تقـ.ـتـ.ـلنى ليه؟ انا اتجوزت الراجـ.ـل ده على سنة الله ورسوله وعقد الجواز اهو
امسك الرجل الورقه وكانت وظيفته محامى على ما يبدو ثم بدأت ملامحه تهداء
امبـ.ـارح جيت هنا اعتذر لادم هو جوز رودينه بنت عمى على فكره، انفتح فم الرجل بصدمه
لكن رزان اردفت، كنت شككت فى رجولته قبل كده، سمعت من مراة عمى كلام مينفعش اقوله
انا عارفه انى غلطت انى دخلت شقة راجـ.ـل غريب لكن دا هو الى حصل
وادم بعد شويه حاله اتغير وحاول يتهجم عليه، حلول يثبتلى انه راجـ.ـل وان كل الكلام إلى اتقال عنه مكنش حقيقى
قاومت ومكنش قدامى حل غير انى اطلب منه أنه يتجوزنى ودا إلى حصل يا بابا
قلت البنت دى بتكدب
بنتك كـ.ـد.ابه العقد دا مزور
رفع الرجل يده، العقد سليم يا استاذ ادم
صرخت مستحيل انا هتصل بالشرطه
بلاش فضايح، صرخ اخ رزان، اختى غلطت لكن عقد الجواز صحيح
قلت وانا انهض واصرخ الحركات دى مش هتخيل عليه
اللعبه إلى بتلعوبها لا يمكن تتم
خد بنتك يا راجـ.ـل انت وامشى من هنا
تأدب صرخ اخ رزان الآخر مش كفايه انك تهجمت علي اختى وكنت هتغتصبها؟
وكلمه من هنا وكلمه من هنا تشابكنا با الايدى وضـ.ـر.بنا بعضنا وارتفع صوت صراخنا حتى حضر الجيران ووصلت شرطة النجده
ومعها سيارة إسعاف فقد تعرضت لاصابه فوق حاجبى الأيمن
نظف جرحى ووضع لاصق طبى فوقه
ثم اخذونا إلى إلى قسم الشرطه وراح ضابط المباحث يحقق معنا واحد تلو الآخر
فى المحضر اتهمت رزان وأهلها بالتزوير وطالبت ضابط الشرطه ان يثبت الحقيقه
اخرجنى ضابط الشرطه إلى الاستراحه واستمع لرزان وأهلها ثم طلبنى مره اخرى للتحقيق أمامه
قال الضابط انت عملت المحضر زى ما طلبت وعايز اساعدك
قلت ياباشا عقد الجواز مزور دى مش امضتى انا بطالب بعرض العقد على خبير خطوط انا متأكد ان الحقيقه هتظهر
قال الضابط ماشى، انت هتضطر تقضى الليله معانا فى الحجز لحد ما نعرض العقد على خبير خطوط بكرة
تمام ياباشا وبكره لما الحقيقه تبان لازم البنت دى واهلها ياخدو عقابهم
تمام يا استاذ ادم، يا عسكرى خد المتهم على الحجز
قلت لو سمحت يا باشا انا مش متهم، وبكره تعرف ان كلامى مفيهش ولا حرف كدب
معلهش يا استاذ ادم، انت متهم زيك زيهم إلى أن يفصل خبير الخطوط فى صحة العقد
قلت بغضب ماشى يا باشا ماشى
↚
جلس ادم وسط المجرمين والشمامين والحشاشين وضاربى الترامادول وسارق للمحافظ فى الاتوبيسات، الكل ينتظر موعد عرضه على النيابه لأن النيابة لا تعمل سداح مداح بل لها فترة صباحيه وفترة مسائيه وعلى المجرمين ومثيرى الشغب ان يحترمو مواعيد عمل وكلاء النيابه لأنهم ليس بشر عاديين.
احتاج ادم ان يشعل سيجارة لكنه تذكر أن علبة السجائر طارت أثناء الخناقة.
معك سيجارة؟ لكز ادم المجرم الذى يجلس جورارة
همس الرجل، لا والله، ثم ضيق الرجل حاجبه ، بص، اغمز الأمين حته بخمسين وهو يجيبلك علبة سجاير
مسك ادم حديد الحجز، ولوح للأمين، عايز علبة سجاير يا باشا ولما اقترب الشرطى دس ادم الخمسين جنيه فى يده وثم علبة السجاير.
اشعل ادم لفافة تبغ ومجها باستمتاع اول مره يدخل قسم الشرطه ولما يدخل المركز يزج به فى الحبس مثل المجرمين
لكن بكره هيطربق الدنيا فوق دماغ رزان وأهلها، الحق هيظهر العقد مزور
ثم شرد ادم وتذكر رودينه التى غادرتة صباح اليوم وهمس صدفه عجيبه
راح النعاس يطبق على جفني ادم ورأسه تهتز داخل حجره
ثم أشرقت الشمس على خير
وعنـ.ـد.ما آفاق وجد ان علبة السجائر قد سرقت
فى هذة البلد لا فرق ان تكون فى قسم شرطه او فى الشارع ستسرق على كل حال
تنهد ادم بغيظ، طيب إلى لفح علبة السجاير يحدفنى سيجاره؟
وردت عليه أنفاس متعبه متهالكه لا تعرف ما ينتظرها
الساعه عشرة صباحآ سمع ادم اسمه
__المتهم ادم على الفهرجى
تعالى يا متهم قابل النيابه
جلس ادم امام وكيل النيابه، شاب نحيل يرتدى بذة انيقه شعره مشذب بعنايه ويرتدى نظاره طبيه بعدسات لامعه
كان يلبس فى يدة ساعه ماركة روليكس وكل خمس لحظات يرفع كم بذته وينزله ويهز الساعه فى متلازمه لاحظهل ادم من اول دقيقه
اسمك وسنك وعنوانك
ادم على الفهرجى، 25 سنه، حى الحسين
انت بتتهم مراتك انها زورة عقد الزواج يا ادم؟
مش مراتى يا باشا لو مراتى هتهمها ليه !!
رفع وكيل النيابه عينه وطرف حاجبه الأيمن وهو يرمق ادم لثواني
سيد ادم ! انت بتتهم المدعوة رزان احمد فرغلى بتزوير عقد الجواز الخاص بك
ايوه يا باشا مظبوط
امس طلبت عرض عقد الزواج على خبير خطوط؟
مظبوط يا باشا
انت متأكد ان خبير الخطوط سيؤكد حجتك ان العقد مزور؟
تمام يا باشا
يعنى انت منتظر تقرير خبير الخطوط ومتأكد منه؟
ايوه يا باشا ومش عايز اى حاجه غيره
يوصل تقرير الخبير وحضرتك هتعرف كل حاجه بنفسك
ايه أقوالك فى اتهامك لوالد مراتك احمد فرغلى متولى وابنيه بالتعدى عليك داخل شقتك؟
يا باشا مش مراتى والراجـ.ـل ده انا اول مره اشوفه هو واولادة
اسمع يا ادم
انت متهم على زمة قضية
ومراتك وحماك متهم على زمة نفس القضيه
ولحين وصول تقرير الخبير رزان مراتك وانت متهم وحماك متهم وياريت متقاطعنيش مره تانيه إلا لو كان عندك اقوال جديده حابب تضيفها
رد على السؤال لو سمحت؟
همس ادم بخـ.ـنـ.ـق، كانت خناقه محدود نابعه من سوء فهم يا باشا، لما تظهر الحقيقه انا هتنزل عن المحضر ضد مقتحمى شقتى..
عندك أقوال تانيه يا ادم؟
لا يا باشا معنديش
طيب اتفضل، يا عسكرى؟ خده على الحجز
خارج غرفة التحقيق صادفت احمد فرغلى واولاده وبنته رزان
بص عليه الراجـ.ـل بغضب وحقد دفين ومكنش ناقص غير يقوم يضـ.ـر.بنى وانا همست فى سرى كمت أدب بنتك فى الأول مكنش حاجه من كل دا حصلت
فى الفتره المسائيه طلبونى تانى لكن فى مكتب ضابط المباحث وكان احمد فرغلى موجود وأولاده
اتفضل اقعد يا استاذ ادم، قلت لو سمحت يا يافنـ.ـد.م انا مش عايز اقعد معاهم
بصلى الضابط بقرف، اتفضل اقعد يا ادم متعطلنيش
قعدت غصب عنى، قال ضابط الشرطه بعد ما اشعل سيجارة
تقرير الخبير وصل
صرخت الحمد لله ظهر الحق
اسكت يا ادم صرخ ضابط المباحث بنبره متوعده
اخرج ضابط المباحث الملف وعينى تعلقت بالاوراق
كنت بصرخ فى سرى انطق اخلص
رفع الضابط عينه، تقرير الخبير بيقول العقد سليم
صرخت مستحيل إلى بيحصل دا تهريج
رفع الضابط ايده وصرخ أحترم نفسك يلا وإلا والله هحبسك بنفسى مش كفايه جاى هنا وعاملك هوجه على الفاضى؟
قلت يا باشا والله العقد دا مضروب؟
انت بتشكك فى ورق الحكومه يا ادم؟
قلت بسرعه لا يا باشا لا
همس الضابط طيب اسكت، نساييك وافقو يتنازلو عن المحضر تقدر تاخد مراتك وتروح شقتك
انصدمت حسيت الكرسى نزل بيا فى الأرض قلت لا لا
قلت اطلب حضرتك الشهود وهم هيقولوا الحقيقه
رفع الضابط عينه هو هستنى تعليمـ.ـا.ت سيادتك؟
الشهود أكدو ان العقد سليم
قلت طيب يا باشا لو هى مراتى بحق حقيقى وانا كـ.ـد.اب اكيد دخلت عليها طبعا
_كمل همس الضابط ببرود
انا عايز تحليل يا باشا، التحليل هيثبت انى ملمستش البنت دى
صرخ حماى احمد فرغلى ما تحترم نفسك يا جدع انت
انت بتقول اى كلام وخلاص؟
رفعت رزان وشها وقالت انا موافقه يا بابا
الضابط بص لرزان وبصلى ولو ان دا ملوش لازمه لان عدم دخولك على مراتك لا يعنى انها مش مراتك
فيه ناس كتير متجوزه بقالها شهور ومدخلوش على زوجاتهم
لكن علشان اريحك وبموافقة خصيمك فى المعرض انا ممكن أوافق اعمل التحليل
قلت انا مش عايز غير كده يا باشا وبعدها مش هفتح بقى تانى
الضابط خرجنا بره المكتب وبعد شويه بعت معانا امين شرطه وعسكرى على المعمل
↚
داخل المعمل اصريت ان ننتظر نتيجة التحليل، جلسنا فى غرفة الأنتظار وبعد شوية دخلت حمـ.ـا.تى زى العاصفه من باب المعمل تجر خلفها رودينة.
زعق صوت حمـ.ـا.تى _تعالى يا اختى شوفى جوزك بيعمل ايه /!
رفعت دماغى والتقت عينى بعينى رودينة التى تحمل حزن دفين
همست رودينة؟
آدم
وكدت انهض، استنى عندك صرخت حمـ.ـا.تى، انا مش جايبه رودينة علشان تتعرفو جوزك اتجوز عليكى يا حلوة
ومش اى حد، لا لا دا اختار بنت عمك أحمد، رزان
فتحت فمى لأشرح، صرخت حمـ.ـا.تى اسكت متفتحش بقك متأثرش على بنتى انا عرفت كل حاجه
__قلت محصلش
رفعت حمـ.ـا.تى صوتها، ابقى كدب الشرطه بقا يا معلم، ما انت بتاع مشاكل انا عارفاك
انا شوفت عقد الجواز بعينى، بقا يا فاجر تحاول تغتصب البت الغلبانة رزان ولما تفشل جوزها قال ايه ليله والسلام
لكن حاسب عندك احنا عيلتنا رجاله اووى وبصت على والد رزان واخويها
قلت بقلك محصلش الحقيقه هتظهر دلوقتى
الحقيقه ظهرت خلاص يلا بينا يا متهم، ياما تحت السواهى دواهى
بصيت لأمين الشرطه بغضب، صرخت انت بتهبب تقول ايه؟
انت بتتعدى على الشرطه يا متهم والله لأوريك
ورفع التحليل الذى اثبت فيه وجود الحمض النووي الخاص بى داخل رزان
يالهوى، يالهوى، بتلعب على البت وبت عمها، صرخت حمـ.ـا.تى طلق بنتى حالا دلوقتى
انت اتجوزت ودا شرع الله لكن اتجوزت من غير موافقة بنتى
يعنى بنتى هتاخد كل حاجه منك وهتاخد نفقه وربنا لاسجنك يافاجر
قبل كده ضـ.ـر.بتنى وبهدلتنى وجوزى سامحك لكن النهرده هاخد حقى تالت متلت
وقفت فى ذهول وانا أشعر بالعار والخزى اتأرجح بين نظرات حمـ.ـا.تى ونظرات والد رزان التى تنصب على مثل الماء المغلى
خلاص يا ماما كفايه كده همست رودينة بضعف
___اسكتى انتى يا هانم متفتحيش بقك، طلق بنتى يا ادم
ياماما خلاص بقا صرخت رودينه وهى تندفع خارج المعمل
جرنى امين الشرطه نحو القسم وجرا كل شيء كأننى مخدر
انسبائى تنازلو عن المحضر، قالو احنا أهل أصول ومش هنحبث جوز بنتنا
لكن حقنا هناخده كامل، انت اخدت بنتنا غصب ولازم تدفع التمن
خرجنا من قسم الشرطه، والد وقف عربيه وصرخ فى بنته اركبى معانا
رزان وقفت بثبات لا يا بابا انا هرجع بيت جوزى
كنت بسمع الكلام وانا فى حالة صدمه، والد رزان بيضـ.ـر.بها ورزان بتصرخ وتقول يابابا مش هينفع ارجع دلوقتى الناس تقول عليه ايه؟
خاطيه
لازم افضل هناك شويه قبل ما يطـ.ـلقنى
رجعنا على شقتنا كلنا، رزان وانا ووالدها وأخواتها، وسمعته بيقولها لو ضـ.ـر.بك او مد ايده عليكى كلمينى وربنا لأقـ.ـتـ.ـله
الشقه شقتك وهاخدهالك منه دى اقل حاجه يدفعها نظير انه تهجم عليكى واخدك غصب
دارت بى الدنيا، خرجت على الشرفه ولعت سيجاره وحاولت انسى كل الصراخ إلى كان حواليه
ازاى دا حصل؟
راجعت بالذاكره، رزان عندى بتعتذر، شربنا شاى، بعدها انا نمت، ثم رجعت رزان تدعى انها مراتى
الشاى؟
اكيد الشاى كان فيه حاجه، بصيت فى ساعتى كان مر اربعه وعشرين ساعه على وقت الحادثه
نزلت بسرعه وسط استغراب حماى وأولاده كنت متشبث بآمل اخير ادعو ان لا افقده
↚
كنت اعرف ان كل دقيقه ليها تمنها، وكنت اعرف ان على الانتقال من مكان لمكان بخفه وهدوء، بطلوع الروح تمكنت اخد تصريح نيابه اعمل تحليل دم فى معمل رسمى معترف به من قبل القضاء والشرطه وكان معى فرد من الشرطه، اخذت منى عينة الدم وانتظرت بفروغ الصبر ظهور النتيجه
بعد ساعه ظهرت النتيجه التى تسير لوجود بقايا ماده مخدرة داخل دمى، وكان على ان اتحدث لساعه الإقناع وكيل النيابه انه تم التلاعب بى وخداعى، همس امين وكيل النيابه انا هديك فرصه واحده وياريت متضيعهاش، حاول ترتب مع ضابط المباحث وتديله تحركاتك وخططك
أخبرت ضابط المباحث بخطتى ولم يمانعنى الرجل، لكنه حذرنى مش عايز مشاكل يا ادم...
قبل المغرب كلمتنى رودينة وطلبت تقابلنى، الصراحه انا كمان كنت عايز اقابل رودينة
اليومين إلى فاتو اكتشفت حجم الفراغ إلى سبته فى حياتى
وكنت حابب اشوفها جدا
كانت رودينة منتظرانى فى مقهى فى حى تاريخى اول ما شفتها ابتسمت ورودينة ابتسمت
قلت شوفتى إلى حصلى؟
همست رودينه شفت، بتتجوز عليه يا ادم، اردفت رودينة بمزاح
على فكره ان مش زعلانه من جوازك وعارفه انى مليش الحق ازعل
همست اسكتى بطلى هبل؟
__ رودينه حاضر
انتى مصدقه الكلام ده؟
لو مصدقه مكنش زمانى قاعده معاك يا ادم
رزان طول عمرها متهوره ومـ.ـجـ.ـنو.نه لكن مش قادره اعرف عملت كده ليه؟
ولا انا كمان يا رودينه، الموضوع غريب جدا
هتعمل ايه يا ادم؟ لازم تعرف انى هساعدك ومش هتخلي عنك ومش هسمح انى اطلق منك غير برضاك!!
قلت بنت أصول والله يا رودينه
قالت دى اقل حاجه أقدمها ليك يا ادم، انت عملت كتير عشانى
رودينه ينفع كده؟
ينفع ايه يا ادم؟
تكونى فى حـ.ـضـ.ـنى اقوم الصبح الاقيكى سبتى الشقه؟
ابتسمت رودينه بخجل، كنت قدامك فى الشقه من شهور وكل إلى فاكره اخر ليله؟
__لان اخر ليله قربنا من بعضنا اوى يا رودينه
رن هاتفى، رديت كانت رزان
كتمت الصوت وقلت شايفه البرود
رزان بتكلمنى
رد قالت رودينه بنبره غاضبه
رديت على رزان، سألتني انت فين وهتاكل ايه على العشا
خلصت مع رزان وقفلت
على فكره، قالت رودينه انت هتتعشى هنا معايا ومش هتروح غير وبطنك مليانه
اقلك مش هتروح خالص
بتغيرى عليه يا رودينه؟
ادم، همست رودينه انا محتاجه ارجع الشقه باقصى سرعه ارجوك حل المشكله دى
قلت متقلقيش انا شغال عليها، هسيبك دلوقتى وهكلمك لما اوصل لأخبـ.ـار حلوة
كان على ان اقابل شهود عقد الزواج وكيف شهدو فى الشرطه زور على
بعد أن توصلت لأرقام هواتفهم من محضر الشرطه ضـ.ـر.بت معهم موعد بعد أذان العشاء
كانا رجلين فى عمر الأربعين يظهر عليهم الريبه، قلت اعرفكم بنفسى انا ادم
ادم مين سألونى فى نفس واحد
قلت انتو متعرفونيش؟
قالو هنعرفك ازاى يا جدع انت هو احنا عمرنا شوفناك؟
قلت بغضب امال ازاى شهدتم على عقد جوازى من رزان؟
اول ما سمعو اسم رزان وشهم اتغير
الكلام خلص بينا يا جدع انت، احنا قلنا كل حاجه فى قسم الشرطه
قلت انا مش جاى أحقق معاكم انا هدفع
جلسو مره تانيه، هتدفع ايه
قلت هدفع ضعف المبلغ إلى دفعته رزان وكمان فيه حاجه تانيه، لو غيرتم اقولكم مش هيكون ضدكم اى اجراء قضائى
انا اتفقت مع وكيل النيابه وضابط المباحث انى مسامحكم
بقلق همس واحد فيهم احنا مش هنغير اقوالنا احنا قولنا الحقيقه
قلتلهم شايفين الراجـ.ـل إلى قاعد هناك ده؟
دا مخبر شرطه
وطلعت تليفونى من جيبى، كل الكلام إلى جرا بنا مسجل
وابقو اثبتو قدام ضابط الشرطه لما يسمع التسجيل انكم تعرفونى
انتم قلتم انكم اول مره تشوفونى؟
ترددو لحظه، طلعت الفلوس على الترابيزه وهمست خدو الفلوس هنوصل ربع ساعه القسم تقولو الحقيقه وكل واحد يروح لحاله
فى القسم غيرو اقوالهم وشهدو بالحقيقه
حمـ.ـا.تى والدة رودينة ورزان اتفقو معاهم يعملو كده ويمضو على العقد مقابل فلوس ياخدوها
↚
قبل الاخيره
كانت رزان فى الشقه متجهزة على سنجة عشرة لما وصلت، ريحة الآكل جايبة اخر الشارع، اطباق متنوعه تشعرك ان رزان طباخه بـ.ـارعة وليست كما تبدو، انت وصلت يا حبيبى؟
اه وصلت يا رزان، تأملت رزان وانا اضيق عينى ملابسها ملتصقه بها على نحو مغرى وشعرها الطويل جديلة سارحه فوق ظهرها بلا نوتة، وكان جسدها الرشيق يتحرك بانسيابيه حول الطاوله وفى المطبخ، الأكل جاهز يا ادم، اتمنى تكون جعان؟
قلت انا من الصبح على لحم بطنى وقعدت اكل، لزقت رزان فيه وانا باكل وكانت بتأكلنى بايدها، الحقيقه كنت سعيد لأول مره حد يأكلنى بأيده
ممكن اقعد هنا يا ادم واشارت رزان بايدها وعلى وشها ابتسامه عريضه
هنا؟
اه
قلت لا طبعا مش هعرف اكل وانا جعان
زمت رزان شفتيها ولما تغيرت قسمـ.ـا.ت وجهها أصبحت أجمل
__لكن انا عايزة كده
صمت لحظه وانا افكر كنت اعرف ما أفعله قلت مفيش مانع
ولم تجلس رزان بلا حركه وكنت احاول ان أبدو صامد لبعض الوقت...........
انت مستنى حد؟ قالت رزان لما سمعت طرق على الباب
قلت وانا اشعل سيجاره وكانت رزان جالسه تحت مقعدى
من الأفضل انك تغيرى هدومك بسرعه
همست بقلق ليه؟
قلت اسمعى الكلام يا رزان
قالت حاضر
ارتدت رزان عبايه تقيله وفتحت الباب كان امين الشرطه يقف على الباب خلفه اثنين من العساكر
انت عملت مصيبه تانيه يا ادم؟ سألت رزان بشك
سحبت نفس من لفافة التبغ، لا دول جايين علشانك انتى!!
عشانى انا ليه يا ادم؟
قلت مفيش ضابط الشرطه عايز يتكلم معاكى شويه
صرخ امين الشرطه يلا يا ابله متعطليناش وسحب رزان من ايدها
ادم انت مش هتيجى معايا؟
قلت هاجى وراكى على طول
اعترفت رزان بكل شيء تحت ضغط ضابط المباحث، عرفت ذلك عنـ.ـد.ما هاتفتنى رودينة تترجانى اتنازل عن المحضر إلى عملته ضد والدتها
قلت مش هتنازل غير لما تلمى هدومك وترجعى الشقه
ويجيبك والدك بنفسه
لم تمضى سوى ساعه وحضرت رودينه مع والدها إلى شقتى
الراجـ.ـل كان فى نص هدومه وعمال يعتذرلى ويتأسف قلتله خلاص يا عمى مفيش داعى للكل دا انا بس كنت عايزك تعرف الحقيقه، تعرف ان حمـ.ـا.تى اتبلت عليه كتير وانا صبرت
ايه رأيك نسيبها يومين تلاته فى الحجز تتربى؟
بصتلى رودينه بغضب، ادم خد ابويا على القسم وتنازل عن المحضر بسرعه
قلت حاضر، امرك يا مراتى، كله هطلعه منك يا رودينه
داخل القسم تنازلت عن المحضر بعد ما والد رزان احمد فرغلى وأولاده اعتذروا وتأسفو وباسو ايدى
كان عقد الزواج باطل لانه تم تحت تأثير ماده مخدره، رغم ذلك قبلت استجداء والد رزان ان لا افضحها وان اكتم السر امام الناس وان اكتفى بقول انى طلقتها لأنها لم تكن بكر وقت العقد اصلا
كانت رزان قد أخطأت مع شخص ووجدت حمـ.ـا.تى خطه يستفيد منها كل الأطراف
رزان تحظى بزوج يغطى على فضيحتها وفى نفس الوقت يمكن بنتها من طلب الطـ.ـلا.ق
امام القسم اخذت حمـ.ـا.تى علقه مياخدهاش حمار فى مطلع وعادت إلى بيتها تهز جـ.ـسمها التخين بالعافيه.
رجعت شقتى، كنت عشت يومين صعبين جدا لدرجة ان عقلى كان بيغلى
استقبلتني رزان على باب الشقه بقبلة امتنان طويله
مشتكره يا ادم، انت مش جايلك من ورايا غير المصايب ووجع الدماغ
قلت كله يهون وصمت
هزت رودينه دماغها، يهون ليه؟
قلت عادى الواحد لازم يعمل الخير ومينتظرش مقابل
قالت بغيظ ماشى ماشى
__لما دخلت الشقه شميت ريحة اكل يا ادم
وفى المطبخ فيه اكل كتير، انت اكلت مع رزان؟
قلت لا طبعا
_لمستها؟
قلت انتى بتهزرى مستحيل
اتكلمت معاها؟
_لا
نامت فى حـ.ـضـ.ـنك؟
لا
_ طيب، لكن انا مش مصدقك يا ادم
اعمل ايه يعنى يخليكى تصدقينى؟
همست رودينه انا هعرف بطريقتي
رودينه؟ ممكن كوباية شاى من ايدك؟
ابتسمت رودينه، طبعآ من يوم ما سبتك ومشيت مشربتش كوباية شاى عدله؟
طبعا، انا رجعتك علشان الشاى اصلا
__بغيظ همست رودينه، طيب خلى الشاى ينفعك
فى المطبخ اقتربت من رودينه، لفت رودينه دماغها انت لازق فيه ليه؟ امشى من فضلك
انتظر فى الصاله
↚
الاخيره
_ يا رودينه كيف تقبلتى فكرة تصريحى انى مش هتنازل عن المحضر ضد والدتك غير لما ترجعى الشقة؟
زعقت من الصالة، ما الفكرة التى تنططت فى عقلك؟
__مشت رودينه تحمل صنية الشاى النحاسيه التى يتراقص فوقها كوبين يرتفع البخار منهم
وكانت مشيتها مختلفه، ليست مشيه عسكريه كالمعتاد، لكنها سمحت لجسدها ان يأخذ راحته
مره اخرى أدرك ان الأنثى ليست سهلة على الأطـ.ـلا.ق حتى لو كانت مجرد رسمه فى لوحة، لا يمكنك توقع ردة فعلها
ربما هذا هو السبب الخفى ان اللوحات المشهوره معظمها لنساء
جلست رودينة وعلى وجهها ابتسامه صافية، فكرت انك محتاج خدامه تعملك الشاى والأكل ومش هتلاقى احسن منى!
_ مددت رأسى وهمست، ها؟
ترددت رودينة لحظه تزن الكلمـ.ـا.ت قبل أن تنطقها، اعتقد انك كنت بتلوى دراعى علشان ارجع
__اها، يعنى حضرتك مكنتيش ناويه ترجعى؟
كنت ناويه لكن مش دلوقتى كنت حابه امنحك الوقت تفكر براحتك
مكنتش عايزه أثر عليك فى قرارك ودا حقك
_قلت !! وايه المانع اخد وقتى وافكر وانتى موجوده هنا؟
وضعت رودينه قدم على قدم، لأن وجودى فى مكان يبعث سحر لا يمكن مقاومته
لا تنكر انك اشتقت لوجودى يا ادم، أعرف ذلك، أراه فى عيونك الجميله الغامضة
الأن وقد انتهى كل شيء ماذا تنتوى ان تغعل يا ادم؟
قلت ربما امنحك فرصه يا رودينه!
مش دا إلى عايزه اسمعه يا ادم، تكلم بصراحه، اسمعنى كلام احب ان اسمعه، كلام يرضى غرورى ولا يجعلنى انـ.ـد.م اننى منحتك فرصه اخيره
كان على ان اضحك، لكنى لم اضحك، عنـ.ـد.ما اضحك لا يعجبنى مظهرى ابدا
طوال حياتى حاولت أن اصور نفسى وانا اضحك وكنت فى كل مره امسح الصوره
_رودينه انا هتكلم بجد، لسه علاء موجود فى قلبك؟
ثم تنهدت وانا احمل ثقل الاجابه على عاتقى
_قالت رودينه ايوه موجود !
شعرت اننى فقدت كل شيء لكنها اردفت موجود لكنه ميت
علاء انتهى من حياتى يا ادم ولا يشكل أى عائق الان
قلت يعنى ممكن تحبينى؟
امتعض وجه رودينه، امسكت كوب الشاى ودفعتة فى وجهى
انت غبى لسه معرفتش انى بحبك؟
انا حبيتك من اول اسبوع سكنت فيه معاك، يمكن دا كان سبب عذابى الصراع إلى كنت داير جوايا بينك وبين وعد قطعته لانسان لا يستحقه
كان على ان أخبرها اننى احبها أيضآ، وان كل ما فعلته لم يكن من أجل عيون علاء
ربما فى البدايه كان علاء حاضر لكن بعدها كنت أفعل كل شيء من أجل رودينه لأجلها هى
قربى هنا
هنا فين؟ ردت رودينه بحده
قلت هنا يعنى هنا
قالت رودينه انت اتجننت دا مش ممكن يحصل
وعنـ.ـد.ما تخبرك أنثى ان ده مش ممكن يحصل اعرف انه حصل من بدرى
___قلت هتيجى ولا اجيبك بالعافيه
همست رودينه، طيب ليه العنف طاه؟
ادم انت مش هتزعلنى صح؟
رغبت رودينه فى تعهد، اعتراف صحيح لا يقبل اللبس
لكن هذا ما يقـ.ـتـ.ـل الحب تحديدا
فى الحب لا تلقى بكل اوراقك دفعه واحده، لا تسمح له ان يموت، كن مقتصد وواصل تقدمك
قلت اوعدك انى اعمل كل حاجه كويسه اقدر عليها وان لا اتعمد مضايقتك
وان !! وقبضت على رودينة فى حـ.ـضـ.ـنى، اعتصرتها بكل قوتى، اظل احبك، ساعه بعد ساعه يوم بعد يوم، سنه بعد سنه حتى يمل منى الحب
__سبنى يا ادم، انت بتوجع جـ.ـسمى
قبضت عليها أكثر، فهمست انا بحبك يا ادم، ودى مش خدعه
مررت يدى على خد رودينه وغمرنى شعرها
ثم جذبتها، نهضت مستسلمه ومشت خلفى ثم اغلقت باب الغرفه، ابعد عنى يا ادم هصرخ؟ هنط من الشباك
ها، ها، اختفت كل الأصوات، صمتت الشقه والشارع والكون احتوانا همس طويل وارتفعت أنفاس ضاجة
مضت الآيام بسرعه، فى الشهر الثالث انتفخت بطن رودينه وكانت اول زياره لنا إلى بيت حمـ.ـا.تى التى استقبلتنا بوجه عابس، لما لاحظت انتفاخ بطن رودينه قالت باستغراب ونبره متسألة وهى بتحط ايدها على بطنها انتى حامل؟
__قلت لا دا انتفاخ ونفست دخان سيجارتى الذى انطلق مثل البخور داخل الشقه
صرخت حمـ.ـا.تى، ابعد الزفت دا عن بنتى؟ انت مش عارف ان التدخين ممكن يضر الطفل؟
تصالحنا انا وحمـ.ـا.تى ذلك اليوم ووضحت لى المحاذير التى لابد أن اراعيها فى التعامل مع رودينه
بعد أن انجبت رودينه طفلنا الأول استقرت حمـ.ـا.تى عندنا فى الشقه لأنها حملت بعد شهور من الولاده وكان هذا بالنسبه لها وقاحه مفتعله وظلت أكثر من أسبوع بعد ما عرفت الخبر تصرخ فى وجهى انت معندكش صبر؟ انتو اتجننتو؟
اتضح فى النهايه انها امرأه طيبه وليست بمقدار الشر الذى توقعته
الشقه الان تضج بالصخب زوجتى تركض خلف الأطفال من مكان لمكان متوعده كل واحد منهم بالضـ.ـر.ب او منع المصروف
وحمـ.ـا.تى جالسه على الأريكه تقطع الملوخيه
وبعد أن منحانى بعض الوقت، جلست فى مكتبى، فتحت دفترى وشرعت اكتب القصه، قصتى انا ورودينه والحب الذى انولد وها انا اكتب اخر سطر فيها
تمت بحمدلله