رواية رايات العشق هي رواية رومانسية تقع احداثها بين ماجد وحياة والرواية من تأليف فاطمة الالفي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية رايات العشق لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية رايات العشق هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية رايات العشق تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية رايات العشق من الفصل الاول للاخير بقلم فاطمة الالفي
(بـ.ـاريس )
+
كان يجلس داخل مكتبه رجل فى العقد الخامس من عمره ، فقد كثا الشيب رأسه ولكن ملامحه مازالت لم تتبدل ، فزادته وسامه ..
هاشم الراسي السفير المصري بفرنسا يعمل بالسفاره منذ عشره اعوام .
""""
(السفير هاشم الراسي )فى العقد الخامس من عمره ، جاد الطباع ،ملامح وجهه قاسيه تعكس عن معاناته طوال عمره ولكن داخله قلب رحيم ، كثا الشعر الابيض لحيته واعطى لمظهره سحره الخاص ،وقورا وجذاب ، يعمل لدى السفاره المصريه بفرنساا ، منذ أن غادر وطنه الحبيب وهو بالسلك الدبلوماسي وظل يتنقل من بلد لآخر إلى أن أصبح سفيرا وعمل باكثر من دوله إلى أن استقر بفرنسا منذ ما يقرب من عشره اعوام ، كرث حياته لابنته وعمله فقط ، يحمل الجنسيه الفرنسية وابنته كذلك ، حاول كثيرا أن يجلب لابنته والده لكي تعتني بها وتعوضها عن غياب والدتها ولكن كان دائما يفشل بالاختيار وينفصل عنها بسبب عدم اهتمامها بابنته لذلك فضل أن يكون لها الاب والام معا ولن ينشغل عن ابنته مهما كان عمله ..
+
تنهد بعمق وهو يرجع بظهره للخلف ويمد يده ليسحب درج مكتبه ويخرج منه صوره تذكاريه جمعت بينه هو وعائلته الصغيره ، فقد مر على تلك الصوره أكثر من عشرون عاما .
ابتسم بحب وهو يضع يده على ملامح زوجته وأطفاله ويخرج تنهيده حارقه بسبب البعد ، فقد كانت اسره سعيده وفجاه انهدم كل شي وتفككت تلك السعاده فهذه اخر ذكرى تجمعهم معا ، احتفظ بتلك الصوره فلم يتبقي من الماضي سواها .
التقطت تلك الصوره بذكرى عيد مولد طفليه الاول ، كانت السعاده مرسومه على وجوههم جميعا ، يحتضن زوجته بحب وهو يضع يده على كتفها والإبتسامة تعلو ثغره ويحمل طفلته وزوجته تحمل الطفل الآخر ..
تنهد هاشم بحزن وشرد بالماضي باخر لقاء جمع بينه هو وحبيبته قبل أن يتفرقا ..
+
فلاش باك
كان يعمل بالسلك الدبلوماسي ولديه طموح بأن يصبح سفيرا بيوم من الايام ، ولم يتخلى عن حلمه ، فحاول الاجتهاد بعمله وكان داىم السفر والتنقل من بلد لآخر بحكم عمله ، إلى أن أتت إليه الفرصه ليذهب إلى رحله عمل ولكن هذه المره سوف تستمر لعده سنوات ، فعنـ.ـد.ما علم بالخبر عاد إلى منزله بفرحه ليخبر زوجته ماهو مقدم عليه ، وان حلمه أصبح على وشك التحقيق وسوف يصطحب عائلته الحبيبه معه ، قرر أن يعود من عمله لتشاركه زوجته تلك الفرحه ويستعدو للسفر ..
+
دلف من باب منزله وهو يصـ.ـر.خ باسمها والإبتسامة تنير وجهه .
- فريده ، ديدا انتي فين يا حبيبتي
كانت تخرج من غرفه الاطفال وتسير على أطراف اصابعها وتضع ابهامها أمام فمها وتشير إليه بالصمت
- هشش ،بس يا هاشم ماصدقت الولاد نامو
اقبل عليها يضمها بحب ويقبل رأسها وهو يهمس بصوت خافت
- اسف ياقلبي ، تعالي نتكلم بعيد عن اوضتهم عشان فى موضوع مهم جدا
سارت جانبه بهدوء إلى أن جلسوا بغرفتهم الخاصه .
فريده باهتمام : خير يا هاشم فى ايه
هاشم بسعاده : خلاص يا ديدا حلمي بدء يتحقق وجالي فرصه سفر لكندا لمده خمس سنين وقربت اوصل لطموحي وابقي سفير ، يااه يا فريده مـ.ـا.تصوريش سعادتي بالخبر ده قد ايه
نظرت له بحزن : هتسافر وتسبني أنا والولاد
اقترب منها بحب والتقط يدها يقبلها برقه : لا طبعا ياقلبي مااقدرش استغنى عنكم ، انتي روحي والولاد قلبي ازاى ابعد عنكم
فريده بضيق :امال بتفكر فى ايه
هاشم بجديه : هنسافر كلنا مع بعض ومن بكره هجهز باسبور للاولاد
أبعدت عنه بحزن : بس انا مش حابه اسافر يا هاشم ولا عيالي كمان يتبهدلو ويبعدو عن بلدهم ونروح بلد غريبه مانعرفش عنها حاجه عشان نعيش فيها ، أنا رافضه موضوع السفر
هاشم بصدمه : يعنى ايه يا فريده ، مش فاهم
نهضت من جانبه وتحدثت بغضب : عايز تسافر سافر لكن أنا وولادى لا مش مستعده اسيب بيتي واهلي وحياتي واروح اعيش فى بلد لا اعرف عادتهم ولا تقاليدهم ولا اعيش فيها واتاقلم على الوضع ده ، اسفه يا هاشم مش هقدر ، انت كل سنه فى بلد شكل وانا مش حمل بهدله قبل الولاد كنت بسافر معاك دلوقتي الوضع اختلف ، عيالي مش حمل تشتت كل شويا من مكان لمكان
هاشم بصدمه : فريده انتي عارفه انتي كده بتطلبي مني ايه
فريده بضيق : والله انت حر قرر انت عايز ايه ، شغلك وسفرك ولا أنا وولادك ، القرار ليك
جحظت عيناه بقوه غير متوقع ردها هذا ،كان يتوقع أنها تشعر بالسعاده لأجله وسوف تظل جانبه كما وعدته بأن تظل جانبا طوال العمر ولن تتخلى عنه ، فماذا حدث بعد أن بدء فى تحقيق أهدافه والسعى ورا تحقيقها تتخلى عنه بهذه البساطه .
تحدث بانفعال : انتي بتخيريني بين شغلي وحياتي معاكم ، إنتي اكيد اتجننتي
تنهدت بضيق : لا مـ.ـا.تجننتش انا فعلا بخيرك ، وانا مش هسيب البلد ولا اسافر معاك فى مكان تاني انا عايزه استقر فى حياتي بقى واعيش بطبيعتي أنا وجوزى واولادي مش كل شويا نغير طريقه حياتنا ، حقي احس بالراحه والأمان والاستقرار يا هاشم ، تقدر تعتذر عن السفر وخليك هنا جنبنا
هاشم باسي : ماينفعش اعتذر ببساطه كده يا فريده ، أنا لسه فى أول طريقي للنجاح ،وده اختياري من الاول وفضل اسعي عشان اوصل لحلمي ، أنني بنفسك كنت معايا خطوه بخطوه وبتشجعيني ايه جد وايه اتغير ، أنا مش هتخلي عن حلمي ولا هتخلي عن حياتي ، ولادي هم حياتي فاهمه وانا هكمل مشواري عشانهم وعشان حياتهم الجايه تكون احسن وهوفر ليهم الراحه والأمان والاستقرار ، عايزه تسافري معانا براحتك ، عايزه ترفضي بردو براحتك لكن ولادي هيكونو معايا مش هبعد عنهم إنتي فاهمه ، عندك يومين تفكري فيهم وتاخدي القرار اللى يناسبك
هم بمغادره الغرفه بحزن على ما توصلت إليه الأمور بينهم ولكن استوقفته كلمتها التي طعنته بقلبه للمره الثانيه بعد أن خذلته برفضها للوقوف جانبه .
- طلقني
تسمر مكانه بصدمه ونظر لها بألم يحاول تكذيب أذنيه ، احقا قالتها ،احقا تطلب الطـ.ـلا.ق والابتعاد عنه بعد كل هذا الحب ، فهي حبه الاول والاخير ، حب دام لخمس سنوات ، ثلاث سنوات قبل الزواج وعامين وهى زوجته بمملكته الخاصه ، حب أثمر عن ولاده طفليه التؤام .
تحدث بالم : عايزه تطلقي يا فريده وقدرتي تقوليها
فريده بحزن : انت السبب مش قادر تتخلي عن حلمك عشانا أنا والولاد ،لكن بتطلب مني انا أقرر وانا بقولك طلقني وولادي مش هيبعدو عني يا هاشم ، وانت سافر حقق طموحاتك وخليك متغرب من بلد لبلد
أراد أن يضغط عليها بالأطفال فهو مازال متمسك بها ولا يريد الانفصال عنها لذلك تحدث بقوه وصريخ عالي
- ولادي هيسافرو معايا يا فريده وهجهز جواز سفرهم وانتي براحتك وورقتك هتوصلك قبل سفري
اغلق الباب خلفه بعنف وجد طفلته تبكي أمام باب الغرفه وتنكمش على نفسها بخوف ، اهتز قلبه لرؤيه صغيرته بتلك الحاله .
اقترب منها يضمها لصدره بحنان وهو يمسد على خصلاتها الشقراء برفق ويهمس لها بصوت هادى
- مـ.ـا.تخفيش يا قلب بابي
تشبثت به الصغيره بقوه فحملها بين يده بحنان
غادرت الغرفه بعيون باكيه تفاجئت به مازال بالمنزل ويضم صغيرته بقوه ويهمس لها بصوت رقيق لتهدء
وجد ظلها خلفه فالتفت إليها وجدتها تبكي بصمت فوقف أمامها واعطاها الصغيره ولكن الصغيره لم تقبل الابتعاد عنه
حاولت فريده ضم ابنتها ولكن ظلت بأحضان والدها ، وجدها فرصه ليحاول تراجع زوجته عن فكره الطـ.ـلا.ق
ابتعد عنها بثبات : ايسل هتفضل معايا وبكره هعدي أخد
صرخت بعنف قبل أن ينهي كلمـ.ـا.ته : بنتي مش هتخرج من هنا انت فاهم ولادي هيفضلو فى حـ.ـضـ.ـني
تنهد بضيق ونظر لزوجته بعناد : انا والدهم ومش هخطفهم هم هيسافرو معايا وانتي عندك فرصه تتراجعي عن قرارك
فريده بانفعال : انت اناني ومابتفكرش غير فى نفسك
احتضن طفلته ونظر لها بعتاب : اناني عشان عايز اكبر وابص لقدام ، اناني عشان عايزك معايا انتى وولادي ، اناني عشان بفكر بمستقبل أفضل اولادي ، اناني عشان عايز ولادي يفتخرو بيه ، عشان كل واحد فيهم يتمسك بطموحه ويوصل ابقى اناني يا فريده عشان اتعاهدنا نكمل حياتنا سوا على الحلوه والمره ، وعدتيني هتفضل ايدك فى ايدي ونوصل سوا ، للاسف دلوقتي بتخلي بكل وعودك ، أنا هنفذ طلبك يا فريده بس ايسل هتكون معايا وانتي عشان مـ.ـا.تفضليش لوحدك أسر هيكون معاكي ، واظن ابقى كده مش اناني وخدت الاولاد
فريده بانفعال : لا مش هسيب بنتي ، ولادي هيفضلو في حـ.ـضـ.ـني
هاشم بحده : وانتي كده مش انانيه عايزه تحرميني من حياتي كلها ، أنا ايسل هتخفف عني غياب اخوها
غادر المنزل وهو يحتضن طفلته التى غفلت باحضانه وانسابت دمـ.ـو.عه بصمت على فراق زوجته وطفله وهدم سعادته وتركها خلفه تبكي بالم وتصرخ مناديه باسم طفلتها ..
باك ..
محى دمـ.ـو.عه المتساقطه وتنهد بحزن وقبل أن يضع الصوره مكانها قبل وجه طفله الذي لم يرا منذ أكثر من عشرون عاما .
دقت برقه باب مكتبه ودلفت بابتسامتها الرقيقه لتخرجه من حاله حزنه على الماضي ، دثر بعجاله الصوره ورسم ابتسامته ليستقبل طفلته باحضانه.
- داد
هاشم بابتسامه : قلب داد
اقتربت منه بفرحه تقبل وجنته وتجلس أعلى مكتبه تنظر له بسعاده ..
ايسل الراسي 23(تعني ضوء القمراو وجه القمر وهى حقا كالقمر بوجه مستدير وبشره بيضاء كالثلج ، ذات عيون واسعه باللون الفيروزي وأنف مستقيم وثغر رقيق وتمتلك شعر ذهبي يصل لأعلى كتفيها...
تقطن مع والدها بالعاصمة الفرنسيه(بـ.ـاريس)
شعر هو بفرحتها فتسال عن سبب سعادتها
- حبيبه بأبي فرحيني معاكي
ايسل بفرحه تتحدث الفرنسيه : اليوم استاذي جان هانري اختارني ضمن فريقه سوف اكون مساعده له داخل غرفه العمليات وانا سعيده للغايه
هز رأسه بفخر من أجل نجاحها بالطب وتحقيق اول أهدافها وان تصبح جراحه
هاشم بابتسامه نهض من مجلسه واقترب من ابنته طبع قبله حانيه أعلى جبينها : سعادتي لا توصف وفخور جدا بطفلتي الطبيبه الناجحه ،وفقك الله يا قطعه من روحي
ايسل بقلق: سوف اشارك استاذي عمليه جراحيه غدا ، ولذلك أشعر بالقلق
هز رأسه بالنفي : طفلتي قويه ولديه ثقه من نجاحها فلا تقلقي حبيبتي ، سوف تفعلي لا تهتمي الا بعملك داخل غرفه العمليات واياكي أن تهتز يدك ، فابنتي لا تعرف الفشل .
زفرت أنفاسها بقوه وهى تهز راسها بالموافقه وتتحدث بثقه : إذن انتظر الجراحه القادمه ايسل الراسي ، سوف تفتخر بها حقا
التقطها من أعلى المكتبه لتقف على اقدامها ويمسك بيدها لتسير جانبه وهو يحتضن كتفها : والدكِ دائما يفتخر بكِ
نظرت له بابتسامه : وانا افتخر كونك ابي ، افتخر بانني ابنته رجل مثلك
تنهد بحب : هل أحضرت أجين الطعام
هزت راسها بالايجاب : أجل
هاشم : إذا إلى الطعام يا محبوبتي فإني جائع
سارو سويا إلى حيث المائده وجلبت لهم الخادمه أجين الطعام وبدءو في تناول طعامهم بهدوء ..
************
+
على الجانب الآخر وبالتحديد بالقاهره ..
+
استيقظ من نومه بنشاط وابدل ثيابه ثم غادر غرفته ليلتقي بوالدته تعد وجبه الافطار ..
اقترب منها يقبل جينها : صباح الخير يا ماما
- صباح الفل يا حبيبي
نظر حوله بتسأل : امال على وعمر فين
- عندهم امتحان فى المجموعه وعشان كده خرجو بدري
اؤم برأسه بتفهم : ربنا معاهم ، وبابا فين
- لا لسه نايم ، راجع من المستشفي الفجر كان عنده عمليه
، اقعد انت أفطر يا حبيبي وانا هحضرلك النسكافيه
ابتسم لوالدته : لا يا ديدا مش هقدر يا حبيبتي ، انهارده لازم اكون موجود بدري فى المستشفي عشان دكتور راؤوف هيعلن عن تخصصنا انهارده ، سلام بقى
تنهدت براحه : طب خلى بالك من نفسك وابقى كل اي حاجه
نظر لها قبل أن يغادر المنزل : حاضر ، بس دعواتك يا جميل
رفعت يدها للسماء وهى تنظر لابنها بابتسامه
يارب يوفقك يا أسر يا بني وتحقق كل احلامك يا رب .
+
اغلق الباب خلفه ووقف قليلا يزفر أنفاسه بهدوء ثم سار فى طريقه إلى حيث سيارته استقلها ليتوجه بها إلى المشفى الذي يعمل به منذ تخرجه ،، واليوم سوف يحدد مصيره المهني أما أن يصبح جراحا مختص أو يختص بالجراحه العامه كما هو يرغب ....
+
أسرالراسي ذات الثلاث وعشرون عاما يمتلك عينان بندقيتين ورثهما عن والدته ،بشره بيضاء وملامح وجهه هادئه ، لديه غمازه تزيد من وسامته عنـ.ـد.ما يبتسم فهو بشوش الوجه ، يعمل طبيب بمشفى( نبض الحياه ) ..
+
"""""*****""""""
كان منكب على عمله داخل شركه السياحه الخاصه به ...
(ماجد زيدان الراسي )شاب فى الثلاثين من عمره يعمل بمجال السياحه ولديه شركه سياحه خاصه به ، منفصله عن شركه والده ، جاد بعمله وقاسي الطباع ، يمتلك عينان زيتونيه وحاجبين كثيفين ولديه لحيه قصيره منهدبه وبشره برونزية ،نادرا الابتسامه على عكس شقيقه الأصغر تماما ..
+
يتابع عمله باهتمام ويجيب على الايميلات الخاصه بشركته ،وقعت عيناه على ايميل مرسل من الفوج السياحي القادم من روسيا ، جحظت عيناه عنـ.ـد.ما ارادو تبديل موعد الحجز وتم تقدمه واخبره أنهم سوف يأتون الى القاهره بعد يومين بدل عن اسبوع .
زفر بضيق فشركته لم يكن لديها مترجم يتقن اللغه الروسيه ولكن رحب بقدومهم وتمنى لهم أقامه سعيده وسوف يكون بانتظارهم فى الموعد المحدد ، اغلق الايميل بضيق .
+
عاد بظهره للخلف ودار حول نفسه بالمقعد وهو يفكر بحل سريع لتلك الازمه التى تواجه شركته ، نهض من مجلسه ووقف أمام مكتبه وضغط زر الخاص بسكرتيرته يستدعيها بمكتبه .
- رنا تعالي عايزك
+
نهضت الفتاه من مجلسها والتقطت دفترها التى تدون به مواعيد رب عملها وطرقت باب مكتبه بهدوء ثم دلفت لداخل ..
تقدمت بثبات : تحت امرك يا افنـ.ـد.م
ضيق ما بين حاجبيه وهو يتسال بجديه
- مين المرشـ.ـدين المتواجدين فى الشركه دلوقتي
رنا بتذكر : سامي مع الفوج السياحى الايطالي فى الغردقه ، وعمرو فى شرم معاه الفوج الالماني ، وجنا فى الأقصر مع الفوج الاسباني
اخرج تنهيده حارقه : مين فيهم معاه لغه روسيه
رنا بتردد : مافيش يا افنـ.ـد.م
ماجد بحده : يعني ايه شركه الراسي للسياحه مافيهاش مرشـ.ـدين بكل اللغات
رنا بتـ.ـو.تر : حضرتك رفدت الانسه سيلين
تذكر تلك الفتاه التى أقبلت عليه بدلع ، ترتدي ثياب غير محتشمه وتتمايل بدلع وهى تضع مساحيق التجميل لتلفت إليها الإنتباه فقط وغير جاده بعملها ، فطردها قبل أن تستلم عملها فهو لم يقبل بشركته فتاه مثلها ولذلك يفضل عمل الشباب وليس الفتايات معه ، زفر بضيق عنـ.ـد.ما تذكر ذلك الموقف .
نظر لها بجديه : ومستنيه ايه يا رنا ، اعملي اعلان مطلوب مترجم على وجه السرعه ويكون شاب ومش لازم اشتغل قبل كده ممكن حديث التخرج بس المهم عندى اللغه ومنضبط بعمله ، لازم يكون موجود خلال يومين مفهوم ، الفوج الروسي نازل بعد يومين ، يلا على شغلك
اومت برأسها : حاضر يا افنـ.ـد.م .
+
غادرت مكتبه وهى تتنفس الصعداء ثم جلست بمكتبها وبدءت فى إعلان المنشور بالصفحه الخاصه بشركه السياحه ودونت المواصفات المطلوبه وضروره التواجد خلال يومين للعمل بالشركه ، ثم أغلقت الحساب وتابعت عملها ..
**********
داخل مشفى نبض الحياه ..
كان يرتدي ملابسه المخصصه بعمله وهى البذله الكحليه وساعدته الممرضه فى ارتداء مريوله زرقاء ووضع غطاء راسه الخاص به ، فهذه أول هديه جلبها له والده عنـ.ـد.ما التحق بكليه الطب ، مازال محتفظ بها ويستمد ثقته بنفسه عنـ.ـد.ما يكون مرتدي إياها واليوم لديه عمليه حرجه ، استعد لدخوله غرفه العمليات ، بعد أن ارتدى الجوانتي الابيض وتم تعقيمه وسار بطريقه لغرفه العمليات ، التقت عيناه بعين والده الذي ابتسم له ونظر له بثقه ، أشار إليه الاخير بهزه خفيفه من رأسه ثم توجهه على الفور لغرفه العمليات ..
(عاصي الشاذلي) شاب فى العقد الثالث من عمره طبيب جراح منذ خمسه أعوام وهو يمارس الجراحه العامه مارس مساعد جراح لمده عامين ثم أصبح جراح ،وأصبح طبيب مشهور رغم صغر سنه إلى أنه لم يفشل بعمليه فى مشواره القصير فى الطب ،يمتلك بشره بيضاء وعينان عسليتين بشعر اسود كثيف ولديه لحيه خفيفه ، ملامح وجهه بشوشه ولكن نادرا مايبتسم جاد بعمله ولا يعرف المستحيل داىم التحدي ويخوض عمليات حرجه دائما ويتفوق على نفسه .
مستقل بذاته رغم ان والده يمتلك المشفى التى يعمل بها ولكن يتعامل معه داخل المشفى بحدود العمل فقط ، يفصل بينه ابن لصاحب المشفى ووالده لديه الصلاحيات فى اتخاذ قرارات تخص العمل وليس بيده إلا أن يطيع قراراته دائما ، حتى إذا كان معارض لها ، فوالده لديه سلطه باتخاذ القرار الذي يخص مشفاه وهو مجرد طبيب عليه الانصياغ لأوامره..
""*****"
+
كان يتفحص السيارات داخل معرضه وقرر الذهاب لصديقه ليساعده فى تخليص اوراق الجمارك الخاص باستيراد السيارات الالمانيه الذي طلبها ، نهض من مقعده وهو يلتقط مفاتيح سيارته ويرتدي نظارته السوداء ليضعها أعلى عيناه ليحجب عنها رؤيه شمس الصيف الحارقه ، وقبل أن يغادر معرضه هتف مناديا إحدى العاملين بالمعرض ليهتم به إلى حين عودته ..
+
- صبري ، صبري
إتى إليه رجل فى العقد الرابع من عمره
- أوامرك يا معتز بيه
معتز بجديه : خلى بالك من المعرض ، أنا هوصل مشوار فى السريع كده مش هتاخر ماشي
صبري : من عنيه يا باشا
غادر معتز المعرض واستقل سيارته وسلك طريقه الى حيث مراده ..
(معتز زيدان الراسي ) الابن الأصغر لزيدان الراسي ، شاب فى أواخر العشرينات من عمره ، درس اداره اعمال وتخصص بمجال السيارات فهو يهوي السيارات منذ الصغر ورفض الالتحاق بالسياحه مثل شقيقه الأكبر ، عمل بالمجال المحبب لديه ، ساعده والده بتأسيس ذلك المعرض
ذات ملامح جذابه بشره بيضاء وشعر بني كثيف ، يمتلك حدقيتين باللون العسلي دائما الهزار والمرح والابتسامه لا تفارق ثغره ...
بعد مرور نصف ساعة كان يصف سيارته أمام قسم الشرطة بالمعادي ..
+
******
داخل قسم الشرطه كان يتابع الضابط المحضر الذي قدم فى تلك الفتاه من إحدى المولات الشهيره ، تتهمها بسرقه بعض الأغراض ..
وقفت الفتاه بعدم اكتراث لم هو موجهه إليها من تهمه ، تتحدث بلامبالاه .، وعنـ.ـد.ما طلب منها الضابط بطاقتها الشخصيه تفاجى بكونها ابنه لرجل الأعمال المعروف موسي الزيان ، وعنـ.ـد.ما سألها لم تنكر فهو والدها حقا ، لذلك طلب التحدث مع والدها اولا قبل عمل المحضر ، وعنـ.ـد.ما علم والدها بالأمر اسرع إلى قسم الشرطة ليحاول إنقاذ سمعته وسمعه ابنته من هذا الطيش ، فهى دائما تجلب له المشاكل ..
وقف أمام الضابط وأحضر معه المحامي الخاص به وقبل أن يدون المحضر ، تصالح المحامي الخاص به ونفى صاحب المول وقعه السرقه وتم التصالح .
نظر موسي لابنته بحده وصرخ بوجهها بانفعال
- انتي ناويه تعقلي أمته ، كل يوم والتاني استلمك من قسم شكل
تنهدت بضيق وابعد ت انظارها عنه
نظر للضابط الذي يتابع الموقف باندهاش : أنا بعتذر أصلها مريـ.ـضه
صرخت بحده : أنا مش مريـ.ـضه
اخرج تنهيده اسي : هيحبسوكي
تحدثت بلامبالاه : انا عايزه اتحبس
قبض على معصمها بقوه ونظر للضابط : نقدر نمشي يا سياده الرائد
هز رأسه بالايجاب : ايوه طبعا يا افنـ.ـد.م مافيش محضر مع السلامه
غادر القسم على عجاله وهو مازال ممسك بمعصمها ويعنفها بحده إلى أن وصل لمكان سيارته ، ادخلها بعنف وجلس جانبها وأبلغ السائق بالتوجه إلى فيلته ...
فى ذلك الوقت كان يدلف معتز لداخل القسم ويبحث عن صديقه ..
وجده بالاخير جالس بمكتبه بعد أن استأذن الدخول ، نهض الاخير ليصافحه ويطلب منه الجلوس .
- معتز حبيبي نورت
جلس معتز أمامه : حبيبي يا شيكو واحشني
نظر له شريف بغمزه : اي ريح طيبه حدفتك ههه
معتز بضحكه قويه : عشان مابقاش كـ.ـد.اب محتاجك فى خدمه غير انك واحشني طبعا يا مان
ابتسم شريف بود ونظر لصديقه باهتمام : تشرب ايه الاول وبعدين اكون تحت امرك
معتز بفضول : لا مافيش داعي للشرب ، بس فى موقف كده شـ.ـدني وانا داخل كان فى راجـ.ـل كبير خارج وماسك بنته تقريبا وعمال يزعق فيها ، هى ايه الحكايه
شريف بتنهيده : والله كل يوم يورد عليه اشكال والوان ، بس البنت دي جايه فى تهمه سرقه وكمان الصدمه بقى غنيه وبنت رجل اعمال معروف وليه اسمه ووزنه فى السوق ، لا وسرقه ايه حاجه تافهه خالص من المول ، بس والدها بيقول مريـ.ـضه
ضيق مابين حاجبيه : ممكن فعلا تكون مريـ.ـضه نفسيه ، عشان انت بتقول غنيه يعنى اكيد مش محتاجه تسرق
شريف : انا قولت كده بردو ، بس البنت بتجادل والدها وبتقوله أنا مش مريـ.ـضه وعايزه اتحبس ههه والله عالم مجانين
ابتسم معتز لصديقه : دنيا فيها العجب
شريف : على رأيك ، قولي بقى اقدر اخدمك ازاى
معتز بجدية : فى عربيتين جايه من المانيا ومتعطله فى الجمارك رغم الورق سليم وكل حاجه تمام ، محتاج استلمهم
شريف : معلش هو لازم شويا روتين كده ، بس انا فاضي دلوقتي هطلع معاك ونخلص ورقهم وتستلمهم يا معلم
معتز بابتسامه : حبيبي يا شيكو ، أنا قولت كده بردو ماحدش هينجدني غيرك يا بطل
شريف بخطوات سريعه : طب يلا بينا ، بدل مـ.ـا.تجيلي مهمه دلوقتي وساعتها ولا اعرفك ههه
معتز وهو يلحق بيه : اصيل يا شيكو من يومك ههه .
**********
عوده الى بـ.ـاريس ..
بعد أن خاضت اول تجربه لها وهى تعمل مساعده لعالم كبير ،انتهت العمليه بنجاح ،ابتسم لها استاذها وهنئها بنجاح التجربه وأنه يثق بها كونها طبيبه مجتهده واخبرها بأن لها مستقبل أفضل بالجراحه ، فرحت كثيرا بتلك الشهاده ووعدته أن تكون عند حسن ظنه بها .
دكتور هانري : سلمت يداكِ
ايسل بابتسامه : سلمت يداك استاذي
دكتور هانري : اريد أن اتحدث معكِ بمكتبي بعد أن أخبر أهل المريـ.ـض بنجاح العمليه
- امرك أستاذي
اخبر الطبيب عائله المريـ.ـض بنجاح العمليه وتخطى مرحله الخطر ثم توجه إلى مكتبه ينتظر طبيبته الشابه ليتحدث معها بأمر هام بالعمل ...
********
عادت للمنزل بسعادة وبحثت عن والدها لتخبره ذلك الخبر ليشاركها فرحتها ..
وجدته بغرفج مكتبه ، طرقت الباب برقة ودلفت لداخل تدور حول نفسها مثل الفراشة ، إلى أن وقفت أمام والدها ومدت يدها لتنزع عنه نضارته الطبيبه وتنظر لعيناه الساحرة التي ورثتهما عنه، فهي تحمل نفس لون العينين الفيروزيتين وغمزت له بطرف عيناها بمشاكسة
- داد لدي خبر سار
ابتسم هاشم : اعلم نجحت العملية
- أجل ولكن لدي خبر آخر
نظر لها باهتمام فتحدثت بفرحه
- دكتور هانري لديه عملية هامة بالقاهرة وسوف اكون برفقته داد ، ساعود إلى موطني ،سالتقي بعائلتي ، فرحتي لا توصف سوف اتعرف على عائلتك داد
تلاشت ابتسامته وجف حلقه وعلت الصدمه ملامح وجهه ولا يعلم بماذا يجيبها ، كل ما يشعر به الآن هو الخوف والقلق من المجهول ....
↚
بالقاهرة وبالتحديد داخل مشفى نبض الحياه .
داخل غرفه الاجتماعات كان يجلس دكتور راؤوف بمنتصف الطاوله ويجلس أمامه عدد من الأطباء ، وضع نظارته الطبيبه وهو ينظر للملف الذي أمامه باهتمام .
- طبعا كلكم عندكم خبر أن انهارده كل دكتور ودكتوره هيتخصص فى مجاله .
اسر مبروك عليك الجراحه العامه ، باسل جراحه عامه بردو مبروك
هتكونو مساعدين لدكتور عاصي .
ابتسم أسر بفرحه ونظر لصديقه الذي أرسل إليه غمزه
اكمل دكتور راؤوف حديثه
- عمر جراحه اطفال ، وسيله تخصص نساء وتوليد ، رفيف تخصص اطفال
زاهر مخ واعصاب .
كده كل دكتور عرف قسمه وتخصصه ، اتفضلو يا دكاتره على شغلكم والف مبروك وبالتـ.ـو.فيق للجميع .
نهضوا جميعا من أماكنهم ليغادرو غرفه الاجتماعات ومنهم العابث ومنهم الفرح بسبب تخصصه ..
غادر راؤوف الغرفه وعاد لمكتبه الخاص يجري بعض الاتصالات ليستعلم عن قدوم الفريق الطبي الفرنسي الذي سوف يشرف على حاله ابن الوزير فهو من طلب بنفسه إحضار طاقم فرنسي وبالتحديد البروفسير جان هانري الجراح العالمي المشهور لاجراء عمليه نقل قلب لابنه الشاب ...
بعد أن تأكد من كافه الاجراءات والتواصل مع المشفى الفرنسي الذي أخبره بقدوم الفريق الطبي بعد يومين ، نهض من مجلسه وتوجه إلى الحاله ليخبر الوزير بقدوم الطبيب خلال يومين ولكن عليهم ايجاد قلب يتوافق مع حاله المريـ.ـض لإجراء العملية على الفور . ....
+
عوده الى بـ.ـاريس .
شعر بفرحه ابنته وحماسها فى التقرب إلى عاىلتها التى حُرمت منها طوال عمرها ، لذلك لا يستطيع رفض عودتها للقاهره رغم خوفه الشـ.ـديد وحزنه على أبعادها عن أحضانه ولكن لا يريد رفض مطلبها .
ربت على كتفها بحنان : رغم مااقدرش اعيش يوم من غيرك يا قلبي ، بس مابعرفش ارفض ليكي طلب ، هتصل بعمك ينتظرك بالمطار وهتقعدي الفتره اللى هتقضيها فى القاهره فى بيت عمك وتت عـ.ـر.في على عيلتك براحتك
ايسل بحزن : الا تريد أن تأتي معي
تنهد بحزن : لا استطيع فلدي اعمال مهمه بالسفاره
عانقته بقوه : سوف أشتاق إليك كثيرا داد
شـ.ـدد فى ضمها لصدره : وانا ايضا طفلتي ، اريدك أن تظلي قويه وتتحدثي العربيه لا اريد لأحد أن يستضعفك ويظنك لا تتحدث العربيه ويستهزء بكي بأفعال حمقاء ، اريدك أن تتحدثي العربيه فقط
ابتسمت بحب : سأحاول أن أتحدث العربيه ولن أسمح لأحد أن ينعني بالحمقاء
علت صوت ضحكته وهو يضمها لصدره ثانيا : طفلتي ليست بحمقاء على الاطـ.ـلا.ق وافتخر بها دائما ..
*******
هاتف شقيقه وأخبره بعوده ابنته لموطنها من أجل خوض عمليه جراحيه لشخصيه مهمه بالقاهره وسوف تمكث بفيلته واوصاه أن يهتم بها ولا يخبرها شيا عن الماضي .
تفهم شقيقه الأمر وطمئنه بأن ابنته ستكون فى رعايته ولا يخشى عليها من شئ فهى مثابه ابنته رؤى ..
اغلق الهاتف وهو يشعر بالتـ.ـو.تر والقلق بسبب تلك السفره التى لم يكن يتوقعها بيوما من الايام ، بأن تعود ابنته بدونه ، ولكن حدث بالفعل الان ، حاول ابعاد تفكيره عن العواقب التى تنتج عن هذه العوده المفاجئه وقرر أن يحاول بأن يلحق بها لا يريد أن تشعر بالوحده بدونه وايضا يريد أن يبحث عن نصفه الاخر فحياته ناقصه بسبب ابتعاد طفله الآخر عن أحضانه ،ومرت أعوام ولم يعلم عنه شيئا ولا حتى كيف اصبحت ملامحه فلابد أنه شاب فى ريعان الشباب ولكن لم يلتقي به منذ ٢٢ عام ..
*******
أنهى العمليه الجراحيه وتوجه إلى مكتب والده ، طرق الباب بهدوء وعنـ.ـد.ما استمع بالاذن بالدخول .
دلف وعلى وجهه ابتسامه : حضرتك طلبتني
راؤوف بابتسامه : اخبـ.ـار العمليه
عاصي وهو يجلس أمامه : الحمد لله الامور تمام
راؤوف بجديه : تواصلت مع دكتور هانري وجاى بعد يومين هيتابع حاله "رامي الشيمي "ومنتظرين القلب اللى يتوافق معاه
عاصي بضيق : ولو القلب اتوجد قبل ما دكتور هانري يوصل هيكون لازم يتنقل فورا يا بابا مش هنستني حضور دكتور هانري ، انا اصلا مستغرب ليه الوزير مش عاجبه نعمل العمليه احنا نقدر وليه مُصر يجيب فريق طبي من فرنسا ،احنا قصرنا فى ايه وبعدين ليه مش سفره من الاول ليه جابه هنا مدام مش واثق فينا
راؤوف بزفير : دي رغبته يا عاصي واحنا هنا بنشوف شغلنا وبنعمل اللى علينا ، وأهل المريـ.ـض ليهم حريه الاختيار مين يتابع حاله ابنه ، المهم فى مساعدين هيكونو معاك بعد كده فى فريقك ، أسر وباسل
هز رأسه بالايجاب : تمام ، أنا هطمن على وضع رامي كده بعد اذنك
راؤوف : اتفضل
*******
دلفت لداخل شركه السياحه بتـ.ـو.تر ، تريد خوض الانترفيو رغم أنها تعلم بأنهم طلبو مرشيدن شباب وليس فتايات ولكن أصرت أن تخوض التجربه بدون ياس وهى مُصره على تحقيق حلمها ..
وقفت أمام السكرتاريه بثبات وهى تعطيها ال( cv ) الخاص بها
نظرت لها رنا بلهفه : معاكي لغه روسيه
هزت راسها بالايجاب : ايوه معايا ٣ لغات روسي وايطالي والماني غير الانجليزي طبعا
رنا بابتسامه : هايل
حياه بتـ.ـو.تر : بس الشركه طالبه مرشيدين رجال
رنا بضيق : ماحدش للاسف معاه روسي واحنا طالبين روسي ده ضروري ، ومستر ماجد عصبي جدا بسبب فى فوج جاى بكره ولازم نكون فى استقباله ، أنا هدخل ابلغه انتظريني
جلست حياه بـ.ـارتياح وهى تشعر بالسعاده فسوف تعمل بالاخير
******★
داخل المشفى كان يشعر بالغضب فقرر أن يتحدث مع مدير المشفى بعدما علم بأن عاصي أصبح له مساعدين داخل غرفه العمليات ، شعوره بالغيره والحقد جعله لا يستطيع السكوت ..
طرق باب مكتبه بهدوء ودلف عنـ.ـد.ما أتاه الاذن بالدخول
تصنع الابتسامه : فاضي يا دكتور راؤوف
راؤوف بجديه : اتفضل يا نزار
جلس نزار وتحدث بحنك : سمعت أن حضرتك وزعت الاختصاصات
- مظبوط فعلا ، فى حاجه ولا ايه
- تمام اوى ممكن اعرف مين بقى دخل فريقي
راؤوف باهتمام : فريقك انت مش معاك مساعدين يا نزار
نزار ببرود : مش كفئ ومحتاج كمان مساعد
راؤوف بضيق : طيب تمام أنا هتصرف في الموضوع ده
نهض من مجلسه وهو يبتسم بانتصار وغادر المكتب وسار فى طريقه لمطعم المشفى يريد تناول قهوته الان ..
***********
غادر راؤوف مكتبه وتوجه الى غرفه المساعدين ، طرق الباب بهدوء ،ثم دلف
ليجد بالداخل أسر يتحدث مع صديقه عن فرحته بأنه حقق حلم طال انتظاره
- تسمحولي بدقيقه من وقتكم يا دكاتره
نهضوا من مجلسهما ليقفوا احتراما لمدير المشفى الاب الروحي لهم
- تحت امرك يا دكتور
تنهد راؤوف وهو ينظر لهم بجديه : دكتور نزار محتاج مساعد ينضم لفريقه
نظر باسل لأسر بذهول ثم تحدث بقلق
- بلاش أنا والنبي دكتور نزار صعب التفاهم معاه
نظر راؤوف لأسر ينتظر إجابته
اسر بابتسامه محببه : اللى تشوفه حضرتك يا دكتور أنا ماعنديش اي اعتراض ، المهم اشارك فى إنقاذ مريـ.ـض
راؤوف بإعجاب : عمرك ماحذلتني يا أسر ، بالتـ.ـو.فيق ليكم
*""""""*
داخل شركه الراسي للسياحه .
وقفت رنا بتـ.ـو.تر وهى تخبره بأن المرشـ.ـده السياحيه التى تدقن اللغه الروسيه بالخارج ولا احد تقدم الا فتاه واحده ولديها كل المواصفات المطلوبة ..
نظر لها بجديه وتحدث بصوته الرخيم : خلاص يا رنا اتصرفي انتي معاهم ، للاسف مضطر اقبلها وانا بنفسي هتابع معاها الفوج الروسي وهتكون تحت عنيه ، بلغيها هتتسلم شغلها من بكره وهتكون تحت التدريب هل هتصلح تكمل معانا ولا لاء
رنا باستغراب : حضرتك مش هتقابلها
ماجده ببرود : بقولك اتصرفي أنا مش فاضي ومش هضيع وقتي فى التعرف عليها وانتى فهميها المطلوب منها
هزت راسها بالايجاب وغادرت مكتبه باستغراب ، رسمت الابتسامه وهى تتحدث معها وتخبرها بعملها بالشركه من الغد وسوف تكون تحت التدريب هل تصلح لإكمال عملها بالشركه ام لا
فرحت حياه وودعت رنا على موعد اللقاء في الغد ..
**
في ذلك الوقت كانت تجلس مع اصدقائها مجموعه من الشباب والفتايات وصوت ضحكاتهم تعلو وتصدع بالمكان وهى تسرد عليهم ما حدث معها داخل قسم الشرطه ..
ابتسم لها شاب وهو ينظر لها بتحدي
- ايه رايك بقى فى سرقه عربيه
جحظت عيناها بصدمه وابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر : ايه عربيه
ابتسم بمكر : ايوه ده تحدي قوي بقى هتقدري عليه
تحدثت فتاه بقلق : لا كده فيها حبس فعلا يا سمسمه اوعي تسمعي كلام المـ.ـجـ.ـنو.ن ده
الشاب بغمزه : الله مش هى اللى عايزه تكسر ابوها باي شكل وبعدين ده مجرد تحدي ، هتقدري عليه ياسمسمه ولا لاء
سماء بنظرات حاده : وانا قبلت التحدي يا غدير
أبتسم لها وهو يرمقها بنظرات عابثه : ايوه بقى ، كده متفقين ..
+
*******
داخل فيلا زيدان الراسي
كان يرتئس طاوله الطعام وينظر إلى ابنائه بجديه
- عمك هاشم بلغني أن ايسل طيارتها بكره ولازم نبقى فى انتظارها ، جهزتي اوضتها يا ديما عشان هتقعد الفتره دي معانا
ديما بابتسامه : ايوه يا حبيبي اطمن
تحدث معتز بفضول : يا اخيرا هنشوف بنت عمنا ونتعرف عليها ، أنا معاك طبعا يا بوب
رؤي بفرحه : وانا مبسوطه اوي ومشتاقه لوجودها عشان هتكون اختى
ابتسم زيدان بحب لابنته : خلاص ياستي اهى جتلك اخت لحد عندك تشاركك المصايب اللى بتعملها
رؤي بغمزه : دايما ظالمني يا زيزو
كان يتابع الحوار بجمود ولم يتدخل ، نظر له زيدان بحده
- وانت يا ماجد هتكون هتيجي معانا المطار أنا واخوك
ماجد ببرود : بعتذر يا بابا مش فاضي ولا هقدر اسيب شغلي عندي فوج روسي مهم وهنسافر اسوان
زيدان بضيق : مش هيحصل حاجه من نص ساعه بس
تنهد بضيق : بنت عمي مش غريبه لم اشوفها اوعدك هبق أرحب بيها ، بعد اذنكم
نهض من مجلسه وصعد لغرفته تحت أنظار عائلته
+
نظر زيدان لزوجته : هو ابنك ماله مش هيبطل اسلوبه المستفذ ده
ديما بمحاوله تهدئه زوجها : معلش يا حبيبي مضغوط بس من الشغل
نهض من مجلسه بانفعال : كلنا مضغوطين فى الشغل وعندنا هم ما يعلم بيا الا ربنا ومع ذلك لم ندخل البيت ده بنرمي كل حاجه ورا ضهرنا
معتز بحزن : ماجد ماكنش كده يا بابا بس اللى حصله هو سبب تغيره معلش ماجد كتوم ومابيحبش يبين اللى جواه ، واللى حصله مش سهل
تنهد زيدان بالم : زي عمه هاشم مابيحبش يظهر اللى جواه
تركهم بحزن وتوجه إلى مكتبه ليختلي بنفسه ويترك دمـ.ـو.عه الحبيسه فى الانسياب وهو يتذكر اخر لقاء جمعه بشقيقه والدمـ.ـو.ع المنهمره وكسره قلبه بسبب انفصاله عن زوجته وطفله ..
جلس أمام مكتبه ويتذكر مهاتفه شقيقه له من الخارج وهو يطلب منه البحث عن طليقته وطفله الآخر ..
(فلاش باك )
كان يتابع عمله داخل شركته وإذا برنين هاتفه يعلن عن اتصال من شقيقه الأصغر
اجاب زيدان بلهفه لسماع صوته
- حبيبي يا هاشم ، عامل ايه واحشني اوي
أتاه صوته الحزين : وانت والله يا زيدان واحشني جدا
شعر بمدا حزن شقيقه : عامل ايه يا حبيبي وحبيبه عمو عامله ايه
اجاب بانكسار: بخير الحمد لله ، مافيش اخبـ.ـار عن فريده وأسر
زيدان باسف : أنا وصلتلي معلومـ.ـا.ت عن فريده
تحدث بلهفه :: بتتكلم بجد ، طب عامله ايه كويسه وأسر كويس ، واحشوني جدا ومش قادر اعيش من غيرهم ، طمني عليهم يا زيدان ، أنا هرجع مصر واحاول مع فريده تاني يمكن تغير رأيها ، عدت علينا سنه من أصعب ايام حياتي ،وانا هنفذلها اللى هى عايزاه عشان خاطر أسر وايسل حـ.ـر.ام يفترقو عن بعض ، كمان ايسل محتاجه لوجود والدتها
زيدان بحزن : مابقاش ينفع ياهاشم خلاص ، فريده اتجوزت وعرفت انها سافرت دبي مع زوجها وأسر معاها
هاشم بصدمه : ايه اتجوزت وكمان سافرت بالسرعه دي قدرت تنساني وتتجوز غيري وكمان قبلت تتغرب معاه وانا رفضت تسافر معايا وطلبت الطـ.ـلا.ق ياااه يافريده لدرجه دي هونت عليكي وهان عليكي بنتك
+
اغلق الهاتف وهو يشعر بتحطيم قلبه ورفض الاستماع الى مواساة شقيقه ..
+
(باك )
+
محى زيدان دمـ.ـو.عه وهو يحدث نفسه ؛ لسه مش آن الأوان ترجع بلدك يا هاشم ،وكفايه بعد اكتر من كده ، أنا لازم احاول معاك ترجع بقى كفايه كل السنين اللى فاتت ، مافيش غير بنته هى اللى هتقدر تقنعه ينزل ويستقرو هنا ، ايوه ايسل هى نقطه ضعفه ولو عجبتها الحياه هنا هتقنعه يرجع وهو مش هيقدر يبعد عنها ، ايوه انا هرجعك تاني لحـ.ـضـ.ـني يا هاشم ،خايف حد فينا يجراله حاجه ومانشوفش بعض ، ربنا يرجعك ليا بخير يارب ..
+
**********
فى صباح اليوم التالي..
فى بـ.ـاريس .
داخل صاله المطار كان يودع ابنته والحزن مخيم على قسمـ.ـا.ت وجهه
وهى تبتسم له بحب وتحاول أن تطمئنه فهى سوف تلتقي بعائلتها ولم تكن وحيده ..
ودعت والدها بدمـ.ـو.ع الفراق ثم توجهت إلى الطائره بصحبه الفريق الطبي ، دكتور جان هانري واحدي مساعديه وهى المساعد الثانى له ..
استقلوا جميعا اماكنهم داخل الطائره وبعد مرور نصف ساعة كانت الطائره تحلق فى سماء بـ.ـاريس متوجهه إلى مطار القاهرة الدولي ....
استغرقت الرحله خمس ساعات إلى أن هبطت بمطار القاهرة ..
كان يوجد إحدى ضباط الحرس الخاص بالوزير لكي يستقبل الفريق الطبي ويقلهم إلى فندق خاص تم حجزه خصيصا من أجلهم للمكوث به إلى أن يحين موعد العمليه التى اتو من أجلها ..
ودعتهم ايسل وهى تخبرهم بأنها سوف تقيم بمنزل شقيق والدها وسوف تلتقى بها بالمشفى لمتابعه حاله المريـ.ـض ..
*******
كانت تغادر من صاله كبـ.ـار الزوار بعد أن انهت اجراءت خروجها وقفت تتطلع للوجوه باهتمام ، إلى أن وقعت فيروزتيها على وجه مألوف عليها فقد كانت تتحدث معه دائما فيديو كول وتحفظ ملامحه المألوفة عليها فهو يشبه والدها كثيرا ،اسرعت تركض إليه بفرحه ، استقبلها باحضانه بشوق وهو يضمها بقوه فهى قطعه مصغره من شقيقه ويشتم رائحه شقيقه بأحضان ابنته ..
حملها عن الأرض بسعاده لتستقر بين أحضانه لتشعر بالحب والالفه التى تفتقدها
- حمدلله على سلامتك يا حبيبه عمو ، بلدك نورت بيكي يا قلبي
انزلها برفق لتنظر له بابتسامتها الخلابه وتتحدث باللغه العربيه الفصحى التى ادقنتها لكى تتواصل مع عائلتها
- اشتاقت لرؤيتك كثيرا عمي
وضع يده على كتفها وهو ينظر لأبنائه
اعرفك على ولاد عمك ، معتز ورؤى
اقتربت رؤي منها بود لتقبلها وتعانقها بحب
وعنـ.ـد.ما ابتعدت عنها برفق نظرت لذلك الشاب المبتسم لها لتقترب منه وتقبله من وجنتيه وتضمه برقه
جحظت عين معتز فلم يتوقع أن تقبله وتعانقه أيضا ولكن ابتسم بود وحمل عنها الحقائب ليغادرو المطار
ويستقلو سيارته متوجهين الى فيلا زيدان الراسي ..
+
"""""''"""'''
داخل غرفه العنايه المركزه صدع جهاز القلب صفير قوي ، يخبرهم بتوقف القلب ..
+
عنـ.ـد.ما أستمع الأطباء لصوت التنبيه أسرع البعض منهم وعلى رئسهم دكتور راؤوف وابنه عاصي .
دلفوا لداخل العنايه ليصابو بالصدمه عنـ.ـد.ما توقف جهاز القلب عن الإشارات المنبعثه منه بان حاله القلب مازالت على قيد الحياه ولكن جحظت عيناهم بصدمه عنـ.ـد.ما استقام جهاز نبض القلب وتوقف نهائيا ليعلن عن فقدان الشخص ...
""""""""""
↚
حاله من الهرج والمرج داخل المشفى بسبب حاله ابن الوزير ..
+
مازالوا الأطباء داخل غرفه العنايه يحاولون انقاظ ذلك الشاب الممدد اعلى الفراش مستسلما لمصيره ..
أمسك عاصي بجهاز الصدمـ.ـا.ت ليصعق قلبه ليحاول ان يستجيب للحياه مره أخرى
عاصي بانفعال : صعق ١٢٣ ، صعق
يزداد سرعه الجهاز ليضعه اعلى صدر الشاب ويصعقه بقوه محاوله انعاش قلبه
بعد عده محاولات لن يستسلم ظل يحاول عده مرات الى ان استجاب مؤشر القلب وعاد النبض من جديد
تنهد بـ.ـارتياح ونظر لوالده باسي : لازم مانح للقلب فورا ، رامي عايش على الاجهزة لووقفنا الجهاز هيكون خلاص
راؤوف باستسلام : فى بلاغ لمستشفيات مصر كلها مطلوب مانح للقلب وعندهم صوره من تقارير رامي ، ومافيش أي جديد لحد دلوقتي .
زفرا بضيق : طب اتفضل حضرتك طمن سياده الوزير
غادر راؤوف غرفه العنايه وجد الوزير بانتظاره بقلق
- حصل ايه لابني ، ابني كويس
راؤوف بجديه : الحمد لله بخير قدرنا ننعش القلب واستجاب معانا ، بس ماخبيش على حضرتك لازم العمليه تتعمل باسرع وقت كل دقيقه تاخير مش فى صالح رامي نهائي
تحدث الوزير بأمل : دكتور جان هانري وصل وهيتابع حاله رامي
راؤوف بابتسامه : ربنا يطمنك عليه ، بس المشكله فى وجود القلب وأنا هحاول اتواصل تاني مع المستشفياات مره تانيه ، بعد اذن حضرتك أنا فى مكتبي
"""""""""
استقبلتها ديما بالاحضان وشعرت ايسل بالسعاده بوجودها مع عائلتها التى افتقدتهم، اصطحبتها رؤى لغرفتها لكي تمكث معها فكل منهما تفتقد لوجود شقيقه جانبها وشعرت كل منهما بالتقرب من الاخرى وبدءت رؤى فى الثرثره والاحديث المرحه وعلت أصوات ضحكتهم ليستمع إليها زيدان وهو يهاتف شقيقه ويطمئنه على وصول ابنته بأمان داخل عائله والدها ..
+
"""""""""
كانت تدلف لداخل شركه السياحه بتـ.ـو.تر وهى تنظر لساعه يدها ثم شهقت بصدمه عنـ.ـد.ما اصطدمت بجسد ضخم
رفعت عيناها البندقيه لتلتقى بحدقيته الزيتوني بغضب ، ثم ابتعد عنها وهو يهز راسه يمينا ويسارا وتركها فى صدمتها
تحدثت بصدمه : ده ماله ده ، ماكلفش خاطره حتى يقول كلمه يا ساتر على دي اشكال
+
سار من جانبها ولا يعنيه ما حدث ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ويجرى اتصالا هاتفيا بالسائق الخاص بالباص السياحي لكي يلحق به الى المطار ليكون بانتظار الفوج الروسي ، ثم استقل سيارته وعنـ.ـد.ما ادار محرك السياره تذكر أمر المرشـ.ـده ضـ.ـر.ب عجله القياده بقوه
- نسيت أمر المرشـ.ـده دي خالص وبعدين الوقت اتاخر
هاتف سيكرتيرته الخاصه
- رنا لم المرشـ.ـده الجديده تيجى ياريت تحصلني على المطار أنا لازم أتحرك وماعنديش وقت ، واكدي حجز الفندق ليله واحده بس وبكره هنطلع على اسوان مفهوم
اجابته بهدوء : مفهوم يا فنـ.ـد.م
أغلق الهاتف كعادته بوجهها دون ان يستمع لردها فقط يصدر الاوامر ويغلق بحده .
+
زفرت بضيق ونظرت حولها لتبتسم لتلك الفتاه البشوشه التى رفعت يدها بطريقه مرحه
- ازيك ياقمر
رنا بابتسامه : تعالى تعالى جيتي فى وقتك ، مستر ماجد بلغني لازم تلحقيه على المطار عشان الفوج الروسي ولازم تكوني موجوده عشان تترجمي بقى الحدث من اول وصولهم يلا مافيش وقت
حياه بجديه : حاضر خلاص ماشيه اهو سلام
رنا بتذكر : حياه استني خدي دي لازم تلبسيها شعار شركتنا والكارنيه بتاعك اهو اتعمل ، اتفضلي كده مستر ماجد هيتعرف عليكي من ده
ارتدت ذلك الشعار المدون به اسم شركه السياحه وكارنيه خاص بها وعليه صورتها الشخصيه وغادرت مبنى الشركه لتستقل سيارتها متوجه الى المطار لتكون باستقبال الفوج الروسي ..
""''""""""
بعد ان شعرت بالالفه والمحبه من افراد عائلتها ، تحدثت مع والدها عبر الهاتف لتنقل له سعادتها داخل منزل عمها وافراد عائلته اللذين يتعاملون معها بكل ود وحب واخبرته أيضا بانها تشتاق اليه ويحاول أن يأخذ قسطا من الراحه بعمله داخل السفاره وان يعود لموطنه لقضاء بعض الوقت مع عائلته ، وعدها بان يفكر بالأمر واغلقت الهاتف وهي توصيه بالاهتمام بصحته ثم اغلقت الهاتف ، ليصدع رنينه مره أخرى لتنظر له بترقب لتجد اسم المساعد سام
+
اجابت باللغه الفرنسية
- مرحبا سام
أخبرها سام بضروره الحضور الى مشفى الحياه لمتابعه الحاله اللذين اتو من اجلها لان وضعه متاذم وحرج للغايه
اغلقت معه الهاتف وهى تخبره بانها سوف تتقابل معه بالمشفى .
نهضت على الفور وابدلت ثيابها عبـ.ـاره عن تيشرت ابيض نصف كم يعلوه بلزر بني وبنطال جينز أزرق وانتعلت بوت بني ، وجمعت شعرها الاشقر لاعلى على هيئه دائره وحملت حقيبتها الشخصيه السوداء ووضعت بها متعلاقاتها الشخصيه ، وتركت الغرفه لتهبط الدرج وتتقابل بزوجه عمها .
- رايحه فين كده ياحبيبتى ومانمتيش ليه
اجابته بود : لا أستطيع النوم فلدي استدعاء من المشفي من اجل الحاله التى سوف نتولي امرها
نظرت لها ديما بعدم فهم واتت رؤى التى استمعت لحديث ايسل
رؤي بابتسامه تنظر لايسل : بس الجميل مايعرفش حاجه فى البلد ، خلي معتز يوصلك المستشفى
ديما بتدخل: يعنى رايحه المستشفى دلوقتي
-اجل
ابتسمت رؤى ونظرت الى والدتها : ماما ايسل بتتكلم عربيه فصحى واحده واحده هتفهميها يا قلبي وأنا بعون الله يومين بس وهقلبلها اللغه خالص وتتكلم بطريقتي
ضحك معتز بقوه : ربنا يستر بشويش عليها يا مـ.ـجـ.ـنو.نه دى تربيه فرنش مش أي هري والسلام
وقفت حائره بينهم ولم تفهم حديثهم ، ربتت رؤى على كتفها
- معتز وصلها فى طريقك قبل ما تروح المعرض بتاعك
معتز بابتسامه : أكيد طبعا ، يلا يا بنت عمي قدامي
ابتسمت ايسل وهى تودع رؤى ووالدتها وسارت بجانب معتز الى ان وصلت لمكان سيارته ، فتح لها الباب
لتستقل المقعد الامامي المجاور له وشكرته بامتنان
لينطلق معتز فى طريقه بعدما أخبرته باسم المشفى ..
''''"""""""''''''''
وقف بصاله المطار ينتظر قدوم الفوج الىوسي ويحمل يافته لترحاب به .
وينظر حوله بضيق ينتظر قدوم المترجمه ..
أتت من خلفه بعدما سالت أحدهم بمكان وجوده وعنـ.ـد.ما اقتربت عليه استجمعت قوتها لتتحدث بثبات
- مستر ماجد
نظر ماجد خلفه عنـ.ـد.ما أستمع لاسمه وزفر بضيق عنـ.ـد.ما وجد نفس الفتاه التى اصطدمت به امام الشركه عن عمد لتحظى بقربه ، وظن انها تحاول الالحاق به
تحدث بحده
- نعم ، افنـ.ـد.م
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما علمت انه نفسه هو الشاب حاد الطباع الذي اصطدم بها ولم يعتذر منها ولم يكترث لوجودها من الأساس ، حقا هذا الشخص هو نفسه رب عملها
عنـ.ـد.ما طال صمتها تطلع لهيئتها باستهزاء ولكن وقعت عيناه على شعار شركته الملتف حول عنقها وباخره كارنيه مدون اعلاه اسمها واسم شركته فايقن انها المترجمه ، ابتسم بسخريه وتحدث ببرود
- انتي المترجمه الجديده
هزت رأسها بالايجاب وتحدثت بثقه : حياة الشاذلي
- اهلا
قطع حديثهم اقبال الفوج الروسي واقترب ماجد برسم ابتسامته ليرحب بهم وظلت حياه جانبه لتستقبلهم بترحاب وتبادلهم الحوار باللغه الروسيه ، ثم اصطحبت الفوج ليستقلو باص الشركه لكي يقلهم الى الفندق الذي تم حجزه من قبل الشركه ..
اما ماجد عاد ادارجه الى سيارته وانطلق عائدا الى شركته وهو يزفر بضيق
- زيها زي اللى قبلها وشكلها مش هتطول فى الشركه
"""""""
امام مشفى نبض الحياه ، صفا معتز سيارته لتترجل منها ايسل وتنظر اليه بابتسامه
- ثانكس معتز
ابتسم لها بود : على ايه بس انتى اختي زي رؤى ، لم تحبي تروحي اتصلي بيه وأنا هاجي اوصلك معاكي الفون تمام
هزت رأسها بالايجاب وتحدثت مثله : تمام
أنطلق معتز فى طريقه الى معرض السيارات الخاص به ..
"""""
دلفت لداخل المشفى بكل ثبات لتتفاجئ بوجود دكتور هانري وسام لتنضم اليهم .
كان فى استقبالهم سياده الوزير شاكر الشيمي والد الحاله التى سوف يتولو امرها من الان ، و مدير المشفى وبعض الأطباء لترحيب بوجودهم ...
صافح شاكر دكتور هانري والمساعدين وأيضا أقبل عليهم دكتور راؤوف وتحدث بالانجليزيه
-مرحبا بكم فى بلدكم الثاني
أقترب نزار بجديه وتحدث بالفرنسيه : سعدنا بانضمامكم لفريق مشفى نبض الحياه
ابتسم هانري ونظر الى مساعدينه
- دكتور سام ، دكتور ايسل فريقي الخاص
اقترب نزار من ايسل وهو يتفحص هيئتها وينظر لها باعجاب : سعدنا برؤيتك
تحدثت بجديه : ونحن كذلك
سار هانري بجديه والمساعدين خلفه متوجهين الى غرفه الملابس ليرتدو ثياب المشفى ثم يتوجهون الى العنايه لمتابعه الحاله ..
"""""""""
كان عاصي يتابع الفريق الطبي عن بعد وهو يشعر بالضيق بسبب الاستعانه بهم ، كان يود ان يتولى أمر العمليه وحده دون الاستعانه باخرين ..
↚
داخل المشفى تم تجهيز غرفه العمليات على وجه السرعه وبدء الفريق الطبي فى التعقيم لاجراء تلك العمليه ..
+
تم فتح غرفتين العمليات غرفه بها حاله للمريـ.ـض الذي يحتاج لمنحه القلب ، وغرفه بها حاله الشاب المتوفى الذي سيعطيه قلبه ، وفريقين من الأطباء
الفريق الفرنسي ينتظر القلب والفريق المصري على رئسهم نزار رئيس قسم الجراحه يشرف على عمليه نقل القلب ومعه مساعديه اسر وعمرو وطاقم من الممرضات يلتف حوله ..
كان بعض الأطباء المتمرسين يشاهدون اجراء العمليه من اعلى ، يصوبون انظارهم داخل غرفه العمليات وبينهم لوح زجاجي ولكن يشاهدون ما يحدث لحظه بلحظه وامامها شاشات عرض تنقل لهم ما يجرء داخل غرفه العمليات .
+
- اسر اديهم خبر بانهم يخدرو رامي ، عشان هنخرج القلب دلوقتي
ابتعد اسر ورفع سماعه الهاتف داخل العمليات واجرء اتصال بالغرفه الآخر وابلغهم بما قاله دكتور نزار .
بدأ نزار بشق صدر الشاب المتوفى بعدما تم حقنه بماده للحافظ على حاله القلب ، تحسبا من ان يصيبه أي تلف وتفشل عملية النقل ، ثم اخرج القلب بعنايه تامه ووضعه داخل حافظه بها ماده طبيه ليضل القلب بها يعمل بحيويه كما انه داخل الجـ.ـسم .
حمل اسر الحافظه وتوجه الى الغرفه المجاوره ليعطيهم القلب .
كان الطبيب هانري يشق صدر رامي ليخرج قلبه التالف ، ويحقن الانسجه داخل صدره لكي تستقبل القلب الجديد ، أخرج اسر القلب بعنايه وإعطاء اياه وظل محافظا على ثباته وهو يشاهد ما يحدث حوله ، ولكن عنـ.ـد.ما وجه انظاره الى ايسل لمح عيناها الباكيه ، يعلم أن الأمر ليس بهين فهم الاثنان قد تحدثو مع اهل الشاب ولمس قلبهم حزنهم الدفين على فلذه كبدهم .
كانت تتابع استاذها بصمت وتخفي دمـ.ـو.عها لتهتم باجراء العمليه .
بعد مرور ثواني معدوده كان يضع القلب داخل صدره برفق وينظر لمساعديه بابتسامه
- وضعه مستقر ، لقد تم الأمر ، سلمت ايديكم يا رفاق
تحدث سام : سلمت يداك يا أستاذي
وجه نظره لايسل الصامته : ايسل قفلي المريـ.ـض
هزت رأسها بالايجاب ،
غادر هانري غرفه العمليات ليتحدث مع اهل المريـ.ـض ويطمئنهم على اتمام العمليه بنجاح .
+
وبدءت هى فى تقفيل جرح صدره بالخيط الطبي وفجاه ارتجفت يدها ، لاحظ اسر
اهتزاز يدها فالتقط منها الخيط وهو يبتسم لها بود
- هكمل أنا تقفيل الجرح
ظلت تتابعه الى ان انهى عمله ثم نظر إليها بقلق
- انتي كويسه
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت بصدق
- أشعر بالحزن من اجل عائلته
تفهم موقفها ونظر الى احدي الممرضات
- هتفضلي مداوبه معاه داخل العنايه يا كامله
هزت كامله رأسها بالايجاب : حاضر يا دكتور
تنهد بضيق وهو ينظر إليها واشار بيده : ايسل خلاص العمليه انتهت والحمد لله مرت بسلام وان شاء الله رامي بتقبل القلب ومايحصلش اى مضاعفات
تحدثت باصرار : يجب أن يتقبله جسده ، فيكفى الحزن الساكن بقلوب عائله المانح
غادرت غرفه العمليات تبحث عن عائله الشاب فلم تجد احد منهم ، كان اسر خلفها وعلم من احدى الممرضات بانهم استلمه جثمانه وغادرو المشفى على الفور ، بعد اذن تصريح الدفن ..
حدثها بحزن : ايسل اهل نور اخدوه عشان الدفن ، اكرام الميت دفنه
- بهذه السرعه
هز راسه باسى : العمليه استمرت خمس ساعات
هوت قدمها وهى تجلس بالمقعد فلم تكترث بمرور الوقت
جلس جانبها وهو يتحدث بلين ليخفف عنها :المفروض مـ.ـا.تزعليش ان قدرنا ننقذ شاب زيه من الموت ، عارفه رامي حالته بالشكل ده تقريبا داخل فى الشهر وهو عايش بس على الاجهزه وكان مستني أي مانح يتوافق معاه ، وربنا اراد ان نور يكون سبب فى حياه غيره .
- اعلم
- ممكن تقومي معايا اعرفك على صحابنا الدكاتره عشان مـ.ـا.تحسيش انك وحيده هنا
نهضت من مجلسها لتسير جانبه الى غرفه المساعدين .
دلف أولا ونظر لها بابتسامه
- اتفضلي واقفه ليه
دلفت خلفه تنظر لداخل الغرفه وهى تبتسم بود
نهض باسل من مجلسه وتقدم إليها وهو يغمز لها ويصافحها
- باسل يا قمر
وكزته وسيله بحده برسغه جعله يتاوه
- اه مش تحاسبي يا سيلا قلبي انتي
لوت ثغرها بضجر : لم نفس
همس لها برقه : يابت انتي القلب والعشق وربنا بس خفى ايدك عني شويا
نظرت له بضيق : تعالى كده على جنب ، ووقفت تنظر لايسل وهى تبتسم لها بحب
- أنا وسيله وممكن تقوليلى سيلا بس دكتوره نساء وتواليد
عاد باسل يتحدث : وأنا مساعد جراحه عامه بردو
ابتسمت لهم وهى تتحدث برقه : وأنا ايسل مساعده دكتور هانري ومصريه
نظر لها باسل بدهشه : بجد مصريه
- اجل
ضحك بقوه على حديثها ولكن تدخل اسر : باسل ، ايسل هنا زميله ولازم نحترمها فاهم وكمان هى عاشت واتربت فى فرنسا وعشان كده لازم تحاسب على كلامك وتصرفاتك معاها ، وبلاش تتريق على طريقه كلامها
ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر : ماكنش قصدي حاجه يا اسر
سيلا بابتسامه : ولا يهمك أنا هعلمك تتكلمي احسن مننا كمان ومن دلوقتي اعتبريني اختك ، صحبتك أي حاجه
ابتسمت لها بحب وشكرتها
سيلا بجديه : باسل يبقى خطيبي وابن خالتي وقدرنا واحد
باسل بضحكه : قصدها تقولك انها قدري هههه
دلف عاصي لداخل واستمع لصوت ضحكتهم ، جف حلق الجميع وتلاشت ابتسامتهم
رمق ايسل بلا مبالاه ونظر لباسل بجديه
- جهز نفسك عندنا عمليه
غادر الغرفه ولحق به باسل على الفور ، نظرت ايسل لهم بتسأل
- لما هذه المعامله القاسيه
سيلا : لا هو دكتور عاصي جاد اوى وماعندوش تهاون فى شغله ، مش قاسي ، مش انتي هتقعدي معانا فترة بردو ، أكيد هتت عـ.ـر.في عليه
سحبت شهيق ثم زفرته بهدوء وودعتهم لتبدل ثيابها ثم تغادر المشفى فهي بحاجه الى راحه
اسر بجديه : تحبي استناكي واوصلك
- ثانكس ولكن ابن عمي سوف ياتي ويصطحبني الى المنزل
هز راسه بتفهم وتوجهت هي لغرفه تبديل ثياب المشفى وارتداء ملابسها ومهاتفه معتز لكي ياتي كما أخبرها عنـ.ـد.ما تنتهى من عملها تهاتفه لكي ياتي إليها ..
"""""""
كان شاردا بما سمعه من صديقه بعدما هاتفه وطلب منه مساعدته من اجل العثور على تلك الفتاه ولكن صدم من رد صديقه عنـ.ـد.ما أخبرها انها هى الفتاه نفسها التى كانت بالقسم متهمه بالسرقه ووالدها اخبرهم انها مريـ.ـضه .
زفرا انفاسه بضيق
-معقول تكون فعلا مريـ.ـضه ، بس سرقه عرببه مش حاجه بسيطه ، طب والعمل يا معتز هتتصرف ازاى
، استنى لما اشوف شريف هيوصل لاي معلومه توصلني ليها
صدع رنين هاتفه ، اجاب على الفور كان يظن انه صديقه ولكن أستمع لصوتها الرقيق وهى تتحدث بلغتها المميزه
- مرحبا معتز ، لقد أنهيت عملي بالمشفى ، هل تستطيع ان تاتى لكي تقلني الى المنزل فلم استطيع الذهاب وحدي
اطلق ضحكته الخافته وهو يهمس : كنت ناسيكي خالص
- لم اسمعك ماذا تقول
نهض من مقعده والتقط مفاتيح سيارته وهو يخبرها بقدومه
- أنا جاي جاي مـ.ـا.تقلقيش يا ايسل ،سلام دلوقتي
قاد سيارته وانطلق الى حيث المشفى فقد نسى امرها تماما وانشغل بتلك الفتاه الغامضه .
"""""""""""""
مر بضع ساعات وهى تتجول مع الفوج الروسي بعده أماكن داخل القاهره ، فهم اصرو ان يذهبوا الى خان الخليلي والحسين قبل ان يسافروا الى اسوان وهى من تولت أمر الارشاد ، وكانت اعينه تتابعها بدقه وتمعن ، الى ان حل المساء وعادو جميعا الى الفندق ، ودعتهم بلباقه واخبرتهم بموعد الطائره فى صباح الغد الساعه العاشره .
سارت بخطوات ثابته لتتحدث معه بجديه : أنا كده أنهيت عملي ، اقدر اروح
تعمدت عدم نطق اسمه ، كما هو يفعل معها ويتعامل معها بتجاهل كما انها نكره ولم تفهم شخص مثله لماذا يتعامل معها بحده وهو شاب ناجح بعمله يمتلك شركه سياحيه ومن تخصص عمله ان يتعامل مع الجنس الآخر برفق ومجامله .
تطلع إليها بصمت وهو يضع يده داخل جيب بنطاله وتحدث وهو يغادر المكان
- تقدري تروحي ومـ.ـا.تنسيش معاد السفر بكره
نظرت لطيفه الذي رحل عنها بضيق وركلت بقدمها الأرض : قليل الذوق ولا جينتل مان ولا ليه علاقة بالتعامل مع الجنس الناعم ، بـ.ـارد
"""""""
بعد مرور ساعه كان يصف سيارته امام الفيلا وينظر الى ابنه عمه بابتسامه
- عملتى ايه فى المستشفى ، اتعرفتي على حد
- كان يوم شاق للغايه ولكن حظيت على اصدقاء جدد
ترجلت من السياره وهو أيضا
اتاه الاتصال الذي ينتظره
- ايسل ادخلي وأنا هرد على الفون ده واحصلك
هزت رأسها ثم دلفت لداخل الفيلا لتتقابل مع عمها
- مرحبا عمي
ابتسم بحب : حبيبه عمو ، معتز وصلك
- اجل ولديه مكالمه هاتفيه بالخارج
- طب ياقلبي تعالى عشان نتعشا ، ديما بتحضر العشا
اقتربت منه تقبل وجنته : ليس الان لابد وأن استحم اثر التخدير العالق بملابسي
- تمام هنتظرك
صعدت الدرج الى حيث غرفه رؤى ودلفت لداخل المرحاض لتنعش جسدها وتبدل ملابسها .
""""""
اما عن معتز فكان يتحدث بجديه
- لا يا شريف مش مقدم بلاغ بسرقه العربيه ، أنا هحل المشكله دي وبعدين بقولك ابوها صديق ابويا ماينفعش ، تمام تشكر يا صاحبي ، تعبتك معايا
مـ.ـا.تشغلش بالك مدام جبتلي خط سيرها خلاص هتصرف أنا
ماشي يا حبيبي ، مع السلامه
عنـ.ـد.ما أغلق الهاتف وجد من يضع يده اعلى كتفه
انتفض معتز ونظر خلفه
- ماجد هو انت نشفت دمي يا اخي
هز راسه باسى :واقف هنا بتعمل ايه
نظر معتز لهاتفه : كان معايا فون ، بلا بينا ندخل
سار سويا لداخل الفيلا
معتز بابتسامه : مسا مسا يا بوب
ابتسم زيدان لابنه ونظر بحده لماجد : بنت عمك وصلت لم تشوفها ترحب بيها
اخرج تنهيده قويه : حاضر ، ممكن اطلع اغير هدومي
أتت ديما وهى تنظر لابنائها بحب : كويس اوي انكم جيتو ، عشان العشا جاهز يلا
اقترب ماجد بهدوء ، قبل رأسها : أنا جعان جدا ، هغير بس هدومي وانزل حالا
سار زيدان الى حيث مائده الطعام ومعتز خلفه
- أنا بقى جعان ومش مغير هاكل الاول
ربتت والدته على ظهره بحنان : بالهنا والشفا يا حبيبي
نظر له زيدان بجديه : اصبر شويا لم اخواتك ينزلو ، قولي بقى وصلت بنت عمك المستشفى
التقط معتز الشوكه وهو يغرزها داخل قطعه لحم ليلتهمها بجوع ويقضمها داخل فمه ثم حدث والده
- ايوه وصلتها ورجعتها كمان وقالتلى اتعرفت على اصدقاء جديده ، اى اوامر تانيه يا بوب
زيدان بقلق : عايزك تخلي بالك منها ومعلش حاول تفضي نفسك لم تحتاجلك تلاقيك
معتز بجديه : اطمن يا بابا مش هتاخر عليها هى زي رؤى بالظبط وعارف انها غريبه ومش عارفه حاجه فى البلد ومستعد أكون السواق الخصوصي والمرشـ.ـد بتاعها كمان
شعر زيدان بالارتياح ونظر لقدومها هى وابنته
جلست رؤى بجانب معتز : ميزو حبيبي واحشتني
معتز باستنكار ' لا يابت على أساس بقالنا سنه ماشوفناش بعض
نظرت للواقفه امامهم بصمت : ايه يا ايسو مـ.ـا.تقعدي يا بنتي واقفه ليه
نظرت للمقاعد الشاغره : اين اجلس لا اريد ان اخذ مقعد احد
زيدان بابتسامه حانيه : اقعدي يا قلبي فى المكان اللى يعجبك
أتت ديما فى ذلك الوقت واجلستها بجانب عمها : اقعدي هنا يا حبيبتي ده مكاني جنب عمك بس هسمحلك بيه
رؤي بغمزه : ايوه يا عم ده مكان الست الوالده كان ممنوع حد يقرب منه
هزت رأسها بالنفي : لا لا سوف اجلس بمقعد اخر ، نظرت الى ديما بجديه
- لن تسمحي لاحد باخذ مكانتك
جلست بجانب رؤي
شعر زيدان بواقع كلمـ.ـا.تها بان شقيقه كان محق بعدم زواجه ، كان يريد جلب لها والده تعاملها كابنتها ولكن لم يجد زوجه تصلح بان تكون والدتها ، لذلك زواج شقيقه لا يستمر كثيرا ، فحقا تزوج عده مرات ولكن كان الزواج دائم الفشل فلا احد كان يعاملها بحب كابنته ..
فاق زيدان من شروده على قدوم ماجد
تنحنح ماجد وهو ينظر لهم : مساء الخير
نهضت من اعلى مقعدها وسارت اتجاه وهى تبتسم بحب وتتفوه باسمه
- إذا انت شقيقي الاكبر ماجد
عانقته بفرحه : سررت بلقاءك
تسمر مكانه ولم يبادلها العناق ، ابتعد عنها بفتور وهو يهز راسه بخفه : نورتي
همست رؤى بأذن معتز : انقذ الموقف قبل ما ابيه يطين الدنيا
تحدث معتز بمرح : يلا يا جدعان الاكل بقى ، تعالي يا ايسل دوقي كده الاكل المصري بتكاته وحركاته وشوفي ماما بتعرف تطبخ ولا بتخمنا
ابتسمت له وعادت تجلس مكانها ، وجلس ماجد بمقعده وبدء الجميع فى تناول الطعام ، وظلت رؤى ومعتز يتبادلون النكات ليجعلو ايسل تبتسم ، بعدما تـ.ـو.تر الجو بينهم بسبب فتور ماجد بالتعامل معها ..
كظم زيدان غضبه بسبب فعله ابنه ولم يكلف خاطره بالحديث ولو بالقليل معها ، فلم يتعامل من الأساس وكانها ليست بالمكان .
انهت الطعام واستاذنتهم لكي تصعد لغرفتها لكي تنام ، فلديها عمل بالمشفى فى الصباح
ولحقت بها رؤى أيضا .
اما ماجد كان يهم بصعود الدرج ولكن استوقفه صوت والده القوي
- ماجد
دار ماجد وجهه فى مقابله والده ، تحدث زيدان بغضب
- انت ايه مشكلتك مع بنت عمك ممكن افهم ايه اللى انت عملته ده
تحدث ببرود : عملت ايه العادي ، انا مش شايف ان اتصرفت اى تصرف غلط
هى لازم تتعامل معايا فى حدود ، وبلاش الاحضان دي احنا مش فى فرنسا هنا وكمان مش اخوات عشان اول لم اشوفها اخدها فى حـ.ـضـ.ـني
نظر الى زوجته : ارد عليه اقول ايه والنبي ، أنا اعصابي تعبت ، ردي انتي
معتز بتدخل : أنا هتكلم مع ماجد يا بابا بس ارجوك حضرتك تهدى مش كده
لحق معتز بشقيقه وطرق باب غرفته ثم دلف لداخل ، وجده ممدد بجسده اعلى الفراش وينظر لسقف الغرفه ، تقدم معتز وجلس بجانبه اعلى الفراش وتحدث بجديه
- ماجد ، ايسل تبقى بنت عمنا وزى رؤى ، فيها ايه لم تتعامل معاها زى اختك ايه المشكله فيها
نظر اليه بحده : يعنى ايه انت كمان
معتز بحزن : ايسل وحيده مالهاش حد غيرنا ، وكمان غريبه عن البلد مـ.ـا.تعرفش حاجه واحنا ليه نتعامل معاها بحده ولا نبعد عنها وهى محتاجه لينا ،. بص ليها على أساس انها اختك زيها زي رؤى واجبنا نخاف عليها ونقف جنبها ونحميها ، دي طيبه جدا ورقيقه مـ.ـا.تعرفش خبث بتتعامل بطيبه ومن قلبها
تعرف انها مساعد جراح ومتخصصه كمان فى الجراحه العامه ورغم انها مش اول مره تدخل العمليات لكن بتقولي انها اتهزت من جوه انهارده بسبب حاله صعبه .
تحدث باستنكار : لم هى رقيقه ومش هتتحمل شغلها داخل اوضه العمليات كانت بتتخصص جراحه ليه ، هى البنات كلهم تافهين ومش بيتحملو اى مسوليه ، اهى ارواح ناس متعلقه بايدها تقدر تقولي هتنقذهم ازاى مادام مشاعرها هى اللى بتحركها ، تبقي دكتوره فاشله ومـ.ـا.تستحقش تدخل اوضه العمليات ولا تمسك مشرط ،حياه الناس مش لعبه تتحكم فيها .
فتح فاه بصدمه مندهش لحديث شقيقه : هو ده اللى انت فهمته ، أنا بقولك انها حساسه بتحس بالم الناس ، وانت تقولي عديمه المسئوليه وفاشله ومش عارف ايه ، لا أنا اروح انام احسن ما اتعقد منك ، تصبح على خير ..
"""""""
توجه معتز الى غرفته ودلف لداخل الشرفه وجد نفسه يتذكر ملامح وجهها وابتسامتها الرقيقه ، ابتسم رغما عنه وهى يتطلع للسماء وجد نفسه يردد اسمها "سماء"
- اسمك لواحده حكايه ، بس هعرفها يا سمائي ...
""""""""
عاد عاصي بوقت متأخر من الليل وجد شقيقته فى انتظاره
- حمد لله على سلامتك يا دكتور
نظر لشقيقته بدهشه : - حياه انتى ايه مصحيكي لحد دلوقتي
اقتربت منه وهى تبتسم بسعاده : مستنياك كنت عايزه اقولك ان اول يوم شغل ليه انهارده فى شركه السياحه
عاصي بابتسامه : بجد ، ألف مبروك يا حبيبتي
- ولسه فى كمان مفاجاه ، عندي سفر اسوان بكره مع فوج روسي وهنقعد ٣ ايام
- ايه تسافري
حياه بابتسامه : أكيد طبعا يا حبيبي ، انت ناسي اختك مرشـ.ـده سياحيه ولا ايه يعنى هسافر اماكن كتير
عاصي بقلق : وبابا وماما موافقين
حياه بحزن : الله فى ايه يا عاصي ، مش شغلي وده مستقبلي
تنهد بضيق واقترب منها يرفع وجهها بيده وينظر لعيناها بخوف
- بقلق عليكي يا حياتي ، وبخاف عليكي اكتر من نفسي ، لم تقوليلى هتسافري وكمان تغيبي كام يوم ، هيكون صعب عليا طبعا ، فى حد يكون عنده اخت زى القمر زيك كده ومايخفش عليها بردو
ارتمت باحضان شقيقها ، وشـ.ـدد هو فى ضمها لصدره بقوه
- ربنا يخليك ليا يا احن واجدع أخ فى الدنيا
قبل جبينها وهو مازال محتضنها : ويخليكي ليا يا ارق وا.طـ.ـيب اخت وصاحبه ليا
ابتعدت عنه ونظرت له بجديه : قولي بقى اجبلك ايه معايا من اسوان
وضع يده اعلى كتفها وهو يسير وهى جانبه
- مش مطلوب منك غير تتصلي بيه تطمنيني عنك وتخلى بالك من نفسك وبس
رفعت كفها تضعها بجانب وجهها وهى تؤدي تعظيم سلام
- تمام يا افنـ.ـد.م ، اى اوامر تانيه
قرص وجنتها بخفه عنـ.ـد.ما وصل لغرفته ونظر إليها : لا ياقلبي روحي نامي وسبيني أنا كمان انام عندى عمليه بدري
- تصبح على اجمل وارق ابتسامه ،ثم طبعت قبله اعلى وجنته وتوجهت الى غرفتها لكى تذهب هى الاخرى فى النوم ..
""""""""
داخل فيلا زيدان الراسي وبالتحديد بغرفه رؤى .
قبل ان تذهب للنوم تحدثت بوالدها أولا لتخبره عن سعادتها وهى وسط عائلتها وعن ما مر بيومها ، واطمئنت على صحته ثم اغلقت الهاتف ، لتجد رؤى تنهض من الفراش وتنظر لها بابتسامتها الرقيقه
- علاقتك بعمو حلوه اوى
ابتسمت ايسل ودثرت نفسها بجانبها اعلى الفراش
- لا امتلك غير وجوده جانبي ، فهو اغلى ما في حياتي
- ربنا يخليكم لبعض ، عارفه أنا علاقتي ببابا كويسه بردو بس مش بحكيلو كل حاجه ، بس بحكي لماما اى حاجه مابخبيش عنها أي شيء
ايسل بجديه : حدثيني عن نفسك
سحبت شهيق ثم زفرته بهدوء وهى تنظر لها بجديه
- بس كده ده أنا هصدعك وهحكيلك تاريخ حياتي ، اسمعي بقى
نظرت لها ايسل باهتمام
- أنا رؤى بنوته كيوت وطيوبه وكمان حبوبه ، لسه بدرس فى هندسة تطبيقيه اخر سنه وعمري 21 سنه ، عندي هدف ونفسي احققه ، أنا ف قسم جرافيك ، وعايزه لم أتخرج أعمل شركه بقى لتصميم الجرافيك والديزين هو ده حلمي
ايسل بابتسامه : سوف تصبحين موهوبه ومصممه محترفه يوما ما ،ثقي بكلامي
داد دائما يقول لي ضعى هدفك امام اعينيكِ وسير فى طريقك اتجاه هذا الحلم لتحصلي علي بالنهاية ،اذا وثقتي بحلمك فلن يصبح سراب ، سوف تحظى به .
شعرت رؤى بالسعاده من وجود ابنه عمها جانبها وتدعمها ، و بعد عده احاديث من رؤى وهى تخبرها كيف تتحدث مثلها ، الى ان شعر كليهما بالتعب وذهبو فى ثبات . ...
+
"""""""""
عنـ.ـد.ما ترك غرفه شقيقه توجه الى غرفته ولكن لم يستطيع منع نفسه من التفكير بتلك الساحره التى جعلته فى حيره وهو يتذكر ملامح وجهها الرقيق ،ويهز راسه باسي على حالتها فهي فتاه فاتنه لم تفعل كل هذا
تذكر وجهها المستدير الذي يشع كالثلج وعيناها الزرقاء التى اخترقت حصونه عنـ.ـد.ما نزعت نظارتها السوداء التى كانت تحجب رؤيه بحور عيناها ، حفر ملامحها بقلبه ولم تتركه يستريح .
تنهد بضيق وهو ينظر لساعه يده ، عنـ.ـد.ما واجدها الواحده صباحا شعر باليأس ولكن اراد ان يتاكد من كونها مازالت بالمكان الذي أخبره به صديقه ولذلك غادر الفيلا على عجاله وهو يقود سيارته لينطلق الى حيث وجهته ..
"""""""
في ذلك الوقت كانت تشعر بالملل فقد تركوها وحدها بعدما اثبتت لهم انها فازت بالتحدي ومازلت السياره بحوذتها تنتظر بين الحين والاخر قدوم الشرطه لإلقاء القبض عليها كما تظن ، تريد أن تكسر والدها بافعالها الطائشه ولا تعلم بانها تاذى نفسها قبل والدها ..
بعدما شعرت باليأس قررت ان تستقل السياره وتعود الى الفيلا ولكن استوقفها قدوم سياره تاتى باتجاهها ، جعلتها تنظر لصاحب تلك السياره باهتمام ، ولكن عنـ.ـد.ما ترجلا منها صاحبها وحدقت النظر فرغت فاها بصدمه
- غدير
ترجل من سيارته وسار بخطوات غير متزنه فقد كان ثمل وترك باقى اصدقائه بالملهى ليعود إليها
اقترب منها بوقاحه وهو يصوب انظاره تفترس جسدها واخرج لعابه يحركه اعلى شفاه ومازال يقترب منها ، ابتعدت عنه بخوف من هيئته الثمله ، فقد كان يريد ان يقترب منها بجراءه وهى تعلم انه ليس بوعيه
جذبها بقوه لتقع باحضانه وهو محاوط خصرها بتملك ويقترب منها بانفاسه اللاهثه ويريد تقبيلها
ابعدته عنها بقوه وهى تدفع جسده ليترنح للخلف ثم ابتعدت عنه لتستقل سيارتها
- انت أكيد مش فى واعيك ، أنا لازم امشي من هنا
كانت تهم لتستقل السياره ولكن عاد إليها بشراسه وهو يدفعها بالعنف ليصطدم جسدها بالمقعد وهو ينوي الفتك بها ، ظلت تصرخ به وتبعده عنها وهى تركله بقدميها
- أبعد عني يا حـ.ـيو.ان ، انت فاكرني ايه
غدير باصرار على التقرب وهو يعنفها : يعني هتكوني ايه مزه ورخيصه زى غيرك ، مش انتي عايزه تكسري ابوكي ، سبيلي نفسك بس وأنا هكسرهولك
ارتجف جسدها اسفل قبضته القويه وانسابت دمـ.ـو.عها ومازالت تقاومه وتصرخ بوجه
وفجاه وجدته ابتعد عنها لتتنفس بـ.ـارتياح وهي ترا شخص اخر يحاول تسديد له بعض اللكمـ.ـا.ت ليبرحه ضـ.ـر.با ويظل طريح اعلى الرمال
ونظر إليها الشاب بقلق : انتي كويسه ، عملك حاجه الحـ.ـيو.ان ده ؟؟
ظل جسدها يرتجف ولن تسطيع التفوه بكلمه ، استقل جانبها السياره وهو يزفر انفاسه بصعوبه بعد تلك المشاجره وبدء فى قياده سيارتها لكي يبتعد عن تلك المكان الخاوي من البشر ، اوصلها الى حيث فيلا والدها فهو يعلم بعنوانها ونظر لها بحزن
- اتفضلي انزلي ، وخلي بالك من نفسك وبلاش تصرفاتك المتهوره دي بعد كده
ورفع مفاتيح السياره امام وجهها : وافتكر العربيه دي مـ.ـا.تخصكيش في حاجه ولا ايه
نظرت له بعينان تذفر الدمـ.ـو.ع وتشهق بقوه ، شعر بالاسف وحاول مشاكستها
- هى السماء بتمطر ولا ايه ، بلاش عيونك الحلوه دي تبكي
ترجلت من السياره ومازالت تحت تاثير الصدمه
نطق اسمها بهمس : سماء نسيت اعرفك باسمي ، معتز زيدان
وجدها تدلف ركضا لداخل فيلتها وبعدما تاكد من اختفائها ، عاد محرك السياره لينطلق فى طريقه هو يشكر القدر الذي ساقه إليها فى هذا الوقت ....
↚
فى صباح اليوم التالي
كان الجميع يلتف حول مائده الطعام .
تحدث زيدان بجديه بعدما علم بسفر ماجد فى رحله سياحيه لاسوان مع الفوج الروسي وهو يصوب انظاره اتجاه ابنه
- ايه رايك يا ماجد تاخد معاك رؤى وايسل منها يتفسحو ويغيرو جو وانت تخلي بالك منهم وكمان تشوف شغلك
+
صفقت رؤى بحماس وهى تصرخ بفرحه
- الله عليك وعلى افكارك يا زيزو يا حبيب هارتي
نهض ماجد من مجلسه وهو يتحدث بصرامه
- انا مش فاضي لشغل العيال ده ، فسح وتغير جو ماليش أنا في الجو ده ، عندهم معتز يخرجهم بعد اذنكم
غادر الفيلا قبل ان يستمع لتوبيخ والده ..
+
تنهدت رؤى باحباط وتحدث معتز بهدوء وهى يربت على كتف شقيقته
- أنا هخرجكم فى أي وقت تحبوه ونعرف ايسل على بلدها
ابتسمت ايسل بود : لا عليك معتز ، لدي عمل بالمشفى لم ينتهى بعد
زيدان بابتسامه : وقت لم تخلصي شغلك يا حبيبتي ، معتز موجود
نهضت تقبل وجنته : اعلم عمي ، نظرت الى معتز
- اتسمح لي باصطحابي بسيارتك الى المشفى
نهض من مجلسه بابتسامه : ده انت توامر يا جميل ، يلا بينا
رؤى بضيق : طب وأنا أعمل ايه زهقانه وماعنديش جامعه
رفع معتز احدى حاجبيه : هعملك ايه هتيجى تقعدي بين العربيات يعنى
زمت شفتيها بحزن : ماليش دعوه أتصرف
- خلاص تعالى معايا فى طريقنا اوصلك النادي ، روحي اعملي أي حاجه
ابتسمت اخيرا لشقيقها : تمام راشقه معاكم
سارو سويا الى حيث سياره معتز وجلسوا جميعا ثم استعد معتز بقياده السياره ، أوصل رؤى أولا النادي ، ثم أوصل ايسل للمشفى وودعها بابتسامته المعتاده وانطلق فى طريقه الى معرضه الخاص ..
""""""""""
داخل منزل حاتم خطاب
كانت تصرخ باعلى طبقات صوتها بداخل غرفه طفليها ..
تقف بالمنتصف بين فراش كل منهما
- علي اصحي يا حبيبي الساعه بقت عشره كفايه نوم
تحدث بكسل : اممم ، حاضر يا ماما
ومازال مغمض العينان
توجهت للفراش الآخر
- عمر قوم يا حبيبي ، يلا يا بابا كفايه كسل بقى
دثر وجهه بالغطاء : لسه بدري يا ماما كمان شويا
صرخت بنفاذ صبر
- انت يا ولد انت وهو ، كفايه نوم بقى وقومو ذاكرو ، أنتو ثانويه عامه ارحموني بقى من موال كل يوم
جلس كل منهما بالفراش بعدما استمعو لصراخ والدتهم
تافف عمر وتحدث بضجر
: مذاكره مذاكره د24 ساعه احنا بشر على فكره محتاجين نرتاح شويا عشان نقدر نكمل مش لازم نمسك الكتب دح دح من اول السنه ، الرحمه حلوه يا بشر
نظرت له فريده بسأم : تقدر تقولي يا عمر باشا كنت سهران ليه لوش الفجر
ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر ، ونظر الى تؤامه ليساعده على خلق الاكاذيب ، ابتعد علي عن انظاره ووجه نظره ناحيه باب الغرفه حيث قدوم اسر
تحدث عمر بكذب : كنت كنت بذاكر طبعا
اسر بقلق يقترب من والدته : فى ايه يا ماما انتي كويسه يا حبيبتي
- اخواتك هيجنوني يا اسر ، مابقتش قادر عليهم
تهرب عمر من نظرات والدته ونهض من اعلى الفراش
- خلاص صحيت اهو وهدخل اخد شاور
غادر الغرفه وهو يبتسم لشقيقه الاكبر : صباح الخير يا كابير
هز راسه يمينا ويسارا باسي : صباح النور يا عاقل
نهض علي هو الاخر واقترب من والدته قبل جينها : بلاش تتعصبي يا ست الكل عشان صحتك ، أنا آسف بس حضرتك عارفه نومي تقيل ، حقك عليا
ربتت على كتفه بحب وهى تبتسم له برضا : عارفه يا قلبي بس اخوك بيخرجني عن شعوري بسبب برود اعصابه
ضحك علي بقوه وشاركه اسر الضحك ، الى ان استوقفه سؤال والدته
- عمر كان سهران ليه ياعلي وعارفه كويس اوى ماكنش بيذاكر
صمت عن الضحك وتهرب من النظر الى والدته ، لكي لا تعلم بكذبه
وتحدث باقتضاب : ماعرفش أنا نمت قبله
تنهدت فريده ثم غادرت الغرفه : طيب يلا عشان تفطرو
نظر اسر لشقيقه الأصغر : علي فى ايه ، مخبي ايه انت وعمر ، قولي
عاد عمر فى ذلك الوقت والقى بالمنشفه على كتف علي
- أنا خلصت دورك انت بقى يا علولي
أمسك على بالمنشفه وغادر الغرفه بصمت وظل اسر ينظر لعمر وداخله شعور بالقلق من اجله ، اقترب منه بهدوء وتحدث بلين
- في حاجه مخبيها عليا يا عمر ، قولي ماحدش هيفهمك غيري يا حبيبي أنا اخوك الكبير ، طمني عليك
+
عمر بنفي : مافيش حاجه يا اسر ، انت مكبر الموضوع اوي
نظر اسر لساعه يده : للأسف هتاخر على المستشفى ولازم امشي ، على العموم يا حبيبي أنا موجود وقت لم تحتاج تتكلم اول واحد هيسمعك أنا
تركه ليبدل ثيابه ، ثم قبل يد والدته
- أنا متأخر يا ست الكل لازم أتحرك ، وبلاش تجهدي نفسك مع العيال دي ، صحتك عندنا بالدنيا
- قولها يا حبيبي عشان انا غلبت فيها
نظر اسر لوالده : صباح الخير يا بابا
حاتم بابتسامه : صباح الفل يا دكتور ، ألف مبروك عرفت من ماما ان حلمك اتحقق واتخصصت جراحه عامه زى ماكنت بتحلم
قبل والده بسعاده : الله يبـ.ـارك فيك يا حبيبي ، استنيت حضرتك امبـ.ـارح عشان ابلغك بالخبر ده بنفسي ، بس كنت مرهق ونمت
ربت على كتفه بحنو : ربنا يوفقك يا حبيبي ، كان عندي عمليه قلب مفتوح فى معهد القلب والحاله كانت حرجه عشان كده اتاخرت
+
- مقدر تعبك يا حبيبي ، سلام أنا بقي عشان ماخدش جزا
"""""""""""
عوده لغرفه الشباب
عمر بتـ.ـو.تر : علي اوع تكون عكيت الدنيا
علي بضيق : لا يا اخويا اطمن مافتحتش بؤقي ، بس اسر مُصر يعرف فى ايه وماما كمان حاسه اننا مخبين حاجه
عمر بلامبالا : سيبك منهم ، بس اوع اسر يوقعك بالكلام خلى بالك
علي بحده : خلي بالك انت ، ولازم تعرف انك غلط ومش راضي عن اللى بتعمله ده انت فاهم
اشار بيده بتجاهل لحديث توأمه : بقول ايه مالكش فيه ، كل واحد حر يعمل اللى هو عاوزه وانت معقد اصلا
هز راسه باسى وقبل ان يغادر الغرفه نظر له بحزن : اتقي الله مش هقولك اكتر من كده
ثم تركه بالغرفه وتوجه الى غرفه الطعام ليشارك والديه وجبه الإفطار وبعد لحظات لحق به عمر أيضا ليجلس كل منهما ويرمق الآخر بنظرات لم يفهمها سواهم ...
"""""""""""""
داخل مشفى نبص الحياه
بعدما ارتدت ثياب المشفى واعلاها المعطف الطبي وضعت السماعه الطبيه اعلى كتفيها ثم توجهت الى العنايه المركزه لتتابع حاله المريـ.ـض التى تم له زراعه القلب بالأمس ، فقد رحل الطبيب الفرنسي هو ومساعده بعد اجراء العمليه وتركوها لتتابع حالته وتظل على اتصال به الى ان يتعافى المريـ.ـض وتتاكد من سلامته ثم تلحق بهم ..
اقتربت من فراشه لتفحصه وظلت تتابع مؤاشرات جسده الحيويه وتفقدت نبضات قلبه
نظرت له برجاء : عليك أن تسترد وعيك ، لابد ان تستيقظ ، فاصبحت تملك قلبا قويا ينبض داخل صدرك
كون شجاع وانهض ، لن اسمح لقلبك بالاستسلام ، لن اسمح لك بالرحيل انت أيضا ..
+
عنـ.ـد.ما دلف لداخل العنايه تفاجئ بوجودها وتسمر مكانه يستمع لحديثها .
انسابت دمعه عالقه باهدابها ، اطلقت تنهيده قويه قبل ان تبتعد وعنـ.ـد.ما ادارت وجهها لترحل كادت ان تنصدم به
ابتلع اسر ريقه بتـ.ـو.تر : صباح الخير يا دكتوره انتي هنا من بدري
ابتسمت برقه وهى تجيبه : ايسل فقط لا داعي للالقاب اسر
بادلها الابتسامه وهو يصلط انظاره على الجسد الممدد امامه
- لسه مافقش ، مافيش أي استجابه
هزت رأسها باسي
- لم ينهض بعد
عاد يطالع وجهها ويبتسم رغما عنه وهو يهمس داخله
- اول مره اخد بالي من رقه قلبك ، مافيش جراح قلبه رقيق اوى كده غيرك
فاق من حديثه الداخلي على صوتها الرقيق
-ماذا بك اسر
هز راسه بالنفي : مافيش ، عندي عمليه مع دكتور نزار بعد اذنك
سارت جانبه وهم يغادرون غرفه العنايه ، ابتعد اسر عنها وتوجه الى غرفه التعقيم لكي يستعد لاجراء العمليه ، وسارت ايسل فى الجهه المعاكسه لتلتقى بعاصي يسير من جانبها دون ان يتطلع إليها .
وقفت مكانها والتفتت لتنظر لظهره وهى تتسال داخلها ، لماذا يتعامل معها هكذا ؟؟
ثم أكملت سيرها تتفقد المشفى واذا بوجود شخصا يرتدي كمامه ويتحدث بانفعال مع فتاه الاستقبال ، سارت اليه لتعلم ما الأمر ؟
وقفت امامه وتحدثت بهدوء : اهدئ لماذا تنفعل ؟
زفرا انفاسه بهدوء : جاي أعمل تحاليل والانسه بتقولي لازم أدفع مبلغ أد كده ، كل اللى طلبته مش عامل حسابي فى المبلغ ، تخليني بس أعمل التحاليل وأنا معاها هروح فين ههرب يعني ماانا موجود ، وبعدين ده مجرد تحليل
فتاه الاستقبال تنظر لايسل : يا دكتوره طالب يعمل تحاليل شامله وكمان ده السيستم عندنا بيدفع الفين جنيه تحت الحساب ولم يتعالج ويخرج فى فواتير وحسابات بتتقدم ممكن يدفع اكتر وممكن ياخد المبلغ المتبقي ، على حسب بقى
تفهمت ايسل الأمر ونظرت له بود
ووضعت يدها اعلى كتفه : لا عليك ، سوف اتولى امرك
نظر لها بعدم فهم : يعنى ايه يا بنتي
ابتسمت له عنـ.ـد.ما نعاها بابنته وتذكرت وجه والدها الحبيب ، فقد اشتاقت له
ثم حدثته بكلمـ.ـا.ت ثقيله علي نطقها : يعني تعالى معايا
الفتاه : والبيانات يا دكتوره
اقتربت منها ايسل وهمست باذنها : سوف اتولى حالته واسدد فتورته لا عليكي
ووضعت يديها داخل جيب المعطف الطبي وسارت بخطوات ثابته وهو يسير جانبها
اصطحبته إلى مطعم المشفى لتتحدث معه أولا
نظر الرجل حوله بقلق : يابنتي عاوز أعمل التحاليل
التقطت كف يده وهى تجلس امامه وتطلب منه الجلوس
انتفض بذعر عنـ.ـد.ما لمست كفه وابتعد عنها
نظرت له بغرابه : اجلس أولا وتناول مشروب دافئ يساعدك على الاسترخاء ، ثم أفعل لك ما شئت
جلس على مضض وحدثها بقلق : يا دكتوره أنا فى عرضك ريحي قلبي الاول ، انا مش جاي المستشفى هنا اضايف
علمت بانه قلق من أمر ما ، حدثته برقه : اخبرني لما القلق ، هل تشعر بتعب ؟
هز راسه بالنفي ولكن حدثها بحزن : أنا جاي من المطار على هنا ، كنت فى ماليزيا فى شغل واول لم إنتشر الفيروس ، قولت لازم انزل بلدي اولى بيه وفى الطياره طلبو نلبس الكمامـ.ـا.ت دي وان كل اللى على الطيارة اللى راجع من ماليزيا يعمل تحليل ويتاكد من سلامته وأنا مش خايف على نفسي ، أنا خوفت أكون حامل الفيرس ده وادخل على مراتي وعيالي بيه وأكون بدل مااجيب معايا الهدايا ، أكون جبتلهم المرض بايدي ، أنا عايز اطمن بس وخايف انقله لحد
شعرت بالحزن من اجله وتفهمت موقفه ونهضت من مجلسها لتعاود بمسك كفه بين راحه يدها وتبتسم له
- ما تقلقش الفيروس اللى بتحكي عنه مش بينتقل باللمس واطمن فانا اعقم يدي باستمرار فلا داعي لقلقك وانت مثل والدي وسوف أكون برفقتك واطمئنك ستكون بخير
ارادت ان تطمئنه فهي تعلم مدا خوفه
تبدلت حاله الخوف والقلق التى كان يشعر بها وادخلت الراحه والطائنينه على قلبه وسار بجانبها الى ان وقفت امام معمل التحاليل الطبيه الخاص بالمشفى .
القت التحيه على طبيب المعمل وطلبت منه ابره فارغه سوف تسحب هى عينه الدم بنفسها
ونظرت لهذا الوقور بحنان : اجلس لاسحب بعض من دمائك لفحصه
جلس امامها وشمر عن ساعده ، بحثت بدقه عن وريده وغرزت الابره بهدوء لكى لا تالمه وسحبت كميه الدم المطلوبه
ووضعت لاصقه طبيه اعلى الوريد لكى يكتم الدماء
وطلبت منه أملاء بيناته الشخصيه
- ما اسمك؟ ، وكم عمرك ؟
- اسامه الاباصيري ،عمري 50 سنه
- هل تعاني من امراض مذمنه ، مثل ضغط دم ، سكري ، او اخرى
- عندي الضغط عالي وباخد ليه اقراص
هزت رأسها بتفهم واجرت له فحص لقياس ضغط الدم
ثم نهضت بعدما اطمئنت باستقرار ضغطه ونظرت الى طبيب المعمل
أريد تحاليل شامله خلال ساعه من الان أريد اعلم بالنتيجه
هز راسه بالايجاب وغادرت هى المعمل برفقه العم اسامه ..
"""""""""
ضيق مابين حاجبيه وهو يشاهدها تغادر المعمل وتصطحب الشخص ، اراد ان يعلم ماذا تفعل بتلك المشفى ولما تتجاوز حدود عملها ، فهى لم تأتي الا لتتابع حاله واحده فقط ، لماذا تتدخل بشأن المشفى ؟
زفرا انفاسه بضيق وسار خلفها ، يريد انهاء تلك المهزله التي يراها امامه ..
وصرخ مناديا باسمها
- دكتوره ايسل
وقفت مكانها عنـ.ـد.ما أستمعت بنطق اسمها ودارت وجهها لتلتقى بعيناه الغاضبه
- تعالى ورايا مكتبي
- انتظرني بالمطعم وسوف الحق بك
هز اسامه راسه بالايجاب ودلف لداخل المطعم اما هى فسارت خلف عاصي الى حيث مكتبه
دلف بغضب ووقف امام الباب الى ان دلفت لداخل ، ثم أغلق الباب بقوه
سرت قشعريره باوصالها بسبب غلقه الباب بهذا الشكل ولكن نظرت له بثبات لتعلم ما سر هذا الغضب الساكن بعيناه ولم يتعامل معها بهذه الحده .
وقف امامها وهو يطالعها بريبه ولم يستطيع التحكم بانفعالات وجه فقد تبدلت ملامحه تماما
- انتي دورك هنا يختصر على متابعتك لحاله مريـ.ـضك وبس ، مالكيش انك تدخلي فى اى مريـ.ـض فى المستشفى ، عندك خطوط حمره يا دكتوره يا ريت مـ.ـا.تتعديهاش ولا تتعدي حدود اختصاصك ، مفهوم .
لوت ثغرها ورفعت فيروزيتها لتلتقى بعسليته الغاضبه وهى تنظر له بتحدي
- أنا طبيبه ومن واجبي اشفي اوجاع المرضى ولم يقتصر عملي على شخص بعينه ، فانا جراحه مثلك تماما ولن ادير وجهي لمريـ.ـض يطلب مساعدتي ، لن اتخاذل ولن اتهاون عن واجبي
غادرت غرفه مكتبه دون ان تنتظر منه تعنيفا اخر ، ولكن بحثت عن مكتب مدير المشفى وارادت ان تتحدث معه ..
"""""""
بعدما غادرت مكتبه كالاعصار ، ظل محدق بالفراغ وهو يهز راسه يمينا ويسارا ثم عاد ادراجه الى حيث المقعد وهوى بجسده يجلس أعلاه ويضع كفيه اعلى جبينه وداخل صدره حمم بركانيه تهدد بالاندلاع ..
اما هى فوقت امام مكتب مدير المشفى وطرقت الباب برقه وعنـ.ـد.ما اذن لها بالدخول ، دلفت بهدوء لداخل .
رفع راؤوف انظاره وابتسم بود عند رؤيتها : اتفضلي يا دكتوره ، حاله رامي عامله ايه دلوقتي
جلست امامه وهى تتحدث بهدوء : مازال جسده لم يستجاب حتى الان
تنهد راؤوف بحزن : بس لسه ٨٤ ساعه ماانتهتش وان شاء الله يستجيب للقلب ويفوق بدون اي مضاعفات
تحدثت مثله بامل : ان شاء الله
ابتلعت ريقها وعادت تنظر اليه : اريد التحدث معك بأمر اخر
راؤوف باهتمام : اتفضلي طبعا تحت امرك
- هل وجودي بهذا المشفى يختصر على متابعه حاله مريـ.ـضي فقط ، وليس من حقي اقدم المساعدة لمريـ.ـض اخر ، هل أكون تجاوزت حدودي والخطوط الحمراء
ابتسم راؤوف عنـ.ـد.ما استشعر حماسها وعلم بانها تريد مساعده الجميع ، لذلك سمح لها بالعمل كطبيبه بالمشفى مثل باقي الأطباء وعليها ممارسه المهنه دون تحفظ عليها ودون أي قيود ، مادامت فى صالح للمريـ.ـض أولا .
ابتسمت له بود وشكرته بامتنان على دعمه لها ، ثم استاذنت لتغادر مكتبه وهى تشعر بالانتصار فقد فعلت الصواب وليس من حق احد ان يقلل من شأنها او يستقل بها كطبيبه جراحه ..
""""""""""""""
لم يغمض لها جفن وظلت تتذكر احداث الليله الماضيه وينتفض جسدها بفزع ، فهي دائما تمثل القوه وداخلها هش ضعيف لن يتحمل الاذي ولا تتحمل حتى قرصه نمله ، تحاول فرض قوتها لكي يشعر بها الاخرين بانها قويه ولن يهزء بها احد ، تفعل حركات طائشه سوف تنقلب افعالها بالسوء على حياتها فهى لا تعاقب سوا نفسها فقط ، ما حدث معها البـ.ـارحه جعلها تعيد ترتيب حياتها ، واتخذت قرار صائب من اجل صدقاتها فسوف تقطع هذه الصله بعدما حدث معها لن تقبل بهولاء الاصدقاء بعد أن داخل حياتها ، سوف تتحرر منهم أولا وتسترد ما بقى من روحها .
شعرت بالطمائنيه تسري داخلها عنـ.ـد.ما تذكرت ما فعله هذا الشاب من اجلها وابتسمت بـ.ـارتياح ولكن تذكرت ما فعلته معه بسرقتها لسيارته من داخل معرضه وشعرت بالخجل من نفسها .
- ياربي دلوقتي يقول عليا ايه حـ.ـر.اميه ، أنا لازم اعتذرله وكمان اشكره أنا حتى امبـ.ـارح ماشكرتوش على اللى عمله معايا ، أنا لازم اروحله دلوقتي المعرض واعتذر واوضحله ان مش حـ.ـر.اميه واللى حصل كان غصب عني ، مجرد تحدي مع الوا.طـ.ـي غدير ، وربنا ماشي يا غدير الكـ.ـلـ.ـب ..
+
"""""""""""
كان يجلس بمكتبه داخل المعرض وينظر بهيام يترقب وصولها بين تاره واخرى ، ظل شارد بوجهها الملاكي وحاله الفزع التى كانت تواجهها ولم تستطيع التحدث معه بعد ما حدث ، شعر بالحزن عليها وكز على اسنانه بغيظ يريد الفتك بذلك الحقير مره أخرى ، يريد انهاء حياته لما كان سيفعله مع تلك السارقه لقلبه ومشاعره ، فظل هائم لا يتذكر الى سحر عيناها الاخذ عنـ.ـد.ما نظرت له منذ الوهله الاولى وهى حقا سارقه ، سارقه لهذا الساكن بين ضلوعه ، الساكن داخل صدره ، ينبض بعنف كلما تذكرها وتذكر ما حدث معها وفجاه وجدها محدقه به ببحور عيناها الزرقاء ، اغمض عيناه بقوه ثم عاد ليفتحها ثانيا ، ظن انها يتخيلها امامه ولكن وجدها حقا تقف امامه وتبتسم له برقه
- أنا ، أنا اسفه على اللى حصل ، بس والله انا مش حـ.ـر.اميه
علت الابتسامه ثغره باتساع وهمس برقه : عارف
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر : ومتشكره اوى على اللى عملته معايا امبـ.ـارح ، أنا كنت مضطربه ومش قادره اتكلم عشان اشكرك ، بجد مش عارفه أقول لحضرتك ايه
نهض من اعلى مقعده وسار اتجاهها وقف امامها ومازل تزين الابتسامة وجهه وهو يحدثها بهدوء
- أنا ماعملتش غير اللى لازم يتعمل ،والحمد لله انك بخير ، بس ليه بنوته زيك تعرف اصلا الاشكال دي وايه سبب يخليكي تاخدي العربيه وليه عايز يكسرك
نكثت بوجهها ارضا ولم تستطيع التفوه بكلمه
شعر بحزنها واراد ان يطمئنها : محتاج افهم عشان أقبل اعتذارك عن موقف العربيه ، ليه بنوته زيك تعمل كده
انسابت دمـ.ـو.عها التى حاولت اخفائها ولكن لم تفلح هذه المره بتصنع القوه فهى من الداخل ضعيفه هشه تنكسر من اقل فعل ، مثل القاروره تنكسر بسهوله ويصعب التصاقها كما كانت ...
↚
عنـ.ـد.ما وصل الفوج الروسي الى اسوان تبدلت معالم الدهشه والانبهارعلى وجوه الجميع ، من روعه اسوان وجمال الطبيعه الخلابه ومياه النيل العذبه ..
وبدءت حياه تحكى عن جو اسوان وسحر مياه النيل واصحطبتهم فى رحله نيليه ليستمتعو بجمال الطبيعة
+
كان ينظر إليها خلسه ووجدها جاده بالفعل بعملها ولم تكترث لما حولها .
كانت تبتسم بود وهى تخبرهم بتاريخ البلد ولما سميت بهذا الاسم ؟
كانت أسوان تعرف باسم «سونو» في عصور المصريين القدماء ومعناها السوق حيث كانت مركزا تجاريا للقوافل القادمة من وإلى النوبة.
+
ثم أطلق عليها في العصر البطلمي اسم «سين» وسماها النوبيون «يبا سوان».
+
وعرفت أيضا باسم بلاد الذهب لأنها كانت بمثابة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين. وكانت حدود أسوان تمتد قديما قبل الهجرة من أسنا شرقا إلى حدود السودان جنوبا وكان سكانها من النوبين ولكن بعد الفتح الإسلامي لبلاد النوبة سكن فيها بعض قبائل العرب.
+
واشارت بيدها لاهم معالم اسوان وهو السد العالي
وتقص عليهم حكايه شعب وكيف تم بناء السد ، وانتهت الرحله النيليه وودعتهم بالفندق واخبرتهم فى المساء سوف تصطحبهم لزياره بعض المتاحف والمعابد ..
+
كانت تهم بالدلوف لغرفتها فهى تشعر بالتعب والارهاق ، ولكن استوقفها صوته القوي
- انسه حياه
التفتت تنظر اليه بجديه : افنـ.ـد.م
وضع يده داخل جيب بنطاله : مطلوب من سيادتك تقدمي جدول بخطه التحرك هنا فى اسوان
اتسعت عيناها بذهول : نعم
تحدث ماجد بلامبالا : ايه كلامي صعب ، تعملى ورقه يا انسه بالوقت والمكان اللى الفوج هيزوره وأكون على علم بكل تفاصيل الرحله ، انا مش عايز أي تقصير مفهوم
تنهدت بضيق : مفهوم ، لم أجهز الورقه هسلمها لحضرتك ، بعد اذنك بقى محتاج ادخل اوضتي
لم تعد تتحمل ثمالاته وعجرفته معها بالحديث ، دلفت غرفتها على الفور وهى تركل باب الغرفه خلفها بعنف وتتحدث بانفعال
- ده انسان مش طبيعي ، مش ممكن يكون طبيعي ، ده بدل مايشكرني على المجهود بتاع اليوم عايز جدول تحركات حضرته ، هو فاكر نفسه فى رحله مع الروضه ده فوج سياحي ، مش ممكن يكون البنى ادم ده ناجح فى السياحه وكمان بيدير اكبر شركه سياحيه فى البلد .
القت بحذائها بـ.ـاركان الغرفه وارتمت بالفراش تنظر لسقف الغرفه وهى تزفر انفاسها بهدوء لتحاول استجماع قوتها وصمودها بهذا العمل مع ذلك الكائن المتعجرف الذي لا يدقن فن التعامل مع الجنس الناعم..
+
اما عن ماجد فسار بخطوات ثابته الى حيث مطعم الفندق ، يريد احتساء القهوة ، فهو يشعر بالصداع يفتك برأسه وتتراود الافكار عليه منما جعله يغمض عيناه بقوه ليجبر نفسه على عدم التفكير مطلقا ..
""""""""
+
عوده الى القاهره داخل معرض معتز
لم يستطيع أن يرا دمـ.ـو.عها ، شعر بالحزن والاسي على تلك المسكينه .
تقلصت المسافات بينهم ورفع كفه ليمح دمـ.ـو.عها المتساقطه وهو يبتسم لها ، ليرغمها على الابتسامة هى الأخرى
- بلاش دمـ.ـو.ع تاني ارجوكي ، تعالي نروح مكان هادي ونتكلم
هزت رأسها بالايجاب وسارت بجانبه دون اى رفض ، فهي مثل الغريق وتريد ان تتعلق به فهو طوق النجاه بالنسبه إليها ، وهى الان باشـ.ـد الاحتياج إليه ..
فتح لها باب سيارته لتجلس بصمت ، ثم توجه هو لمقعد القياده واستقل مكانه وانطلق الى حيث وجهته ..
""""""""
داخل المشفى
بعد ان تحدثت مع مدير المشفى وشعرت بالارتياح بكونها لها حق تقديم المساعده لاي مريـ.ـض ، عادت ادراجها الى معمل التحاليل لتتفقد حاله للمريـ.ـض التى تحدث معه واهتمت بامره ..
طرقت الباب ودلفت تتحدث بلكنتها التي تدركها
- اتسمح لي بالدخول
ابتسم الطبيب المشرف على عينه الدم ؛
- اتفضلي طبعا يا دكتوره
بادلته الابتسامة وهى تجلس بالمقعد المقابل له وتتسأل بقلق
- هل انتهيت من فحص الدم ؟
عاد ينظر الى عينه الدم تحت الميكروسكوب ثم نظر إليها بجديه
- انتظريني نص ساعه بس ، لسه بشتغل فيه
هزت رأسها بتفهم وفضلت الانتظار فى صمت
الى ان قطع ذلك الصمت قدوم وسيله وهى تدلف لداخل كالاعصار وتقترب منها لتسحب يدها
- انتي قاعده هنا وأنا عماله ادور عليكي من ساعه لم جيت ، ماسبتش مكان ماسالتش عليكي فيه ، تعالي معايا تعالي
ابتسمت على عفويته تلك الفتاه المرحه وسارت معها دون نقاش
وسارت بها الى غرفه المساعدين وجدت باسل يدرس حاله مريـ.ـض بجديه
- تعالي بقى عشان اعلمك اول دروس اللغه
رفع عينه عن الاوراق ونظر لخطيبته وجدها تقبض على معصم تلك الشقراء ، عاد ينظر لوسيله بمشاكسه
- يخربيتك انتي ناويه على ايه ، دي عود فرنسي رقيق مش حمل الكسر ههه
نظرت له بغيظ : بلاش انت اه بلاش
ارسل إليها غمزه : بس اسيبك انتي أنا ماليش غير فى البلدي يا قلبي
رمقته مره أخرى لتجعله يصمت عن تلك الثرثره
رفع يده باستسلام : خد راحتك يا وحش ، أنا مش موجود من الأساس
وعاد ينظر لتلك الاوراق ثانيا فهو يعلم بغضب معشوقته ولا يريد اغضابها ، يعشق مشاكستها ومجادلتها الدائم معه بالحديث ،ولكن لا يتحمل ان تغضب منه فهى عشقه الاول والاخير ، عشق أستمر لسته اعوام وتتوج الان بالخطبه ..
+
جلست وسيله وبجانبها ايسل وبدأت تحدثها بعده أمور عامه بالحياه والاخيره تنتبه إليها وتنصت لبعض الكلمـ.ـا.ت ، وتجحظ عيناها تاره باندهاش وتاره اخري بعدم فهم وتبسط لها وسيله الحوار وتحول الحديث الى تعارف على افراد عائلتي كل منهما .
+
فى ذلك الوقت أنتهى اسر من اجراء عمليته بمساعده دكتور نزار وعاد الى الغرفه ليتفاجئ بوجودها امامه وصوت ضحكتها الرقيقه يصدع داخل الغرفه على تلك الثنائي المـ.ـجـ.ـنو.ن ..
تسمر اسر لبعض الدقائق وهو شارد بتلك الضحكه ، فاق من شروده على صوت صديقه
- تعالي يا عم انجدني
ابتلع ريقه وتوجه اليهم بجديه
- فى ايه صوتكم عالي ، لو دكتور عاصي ولا دكتور نزار دخل هيبقى شكلكم وحش
باسل بضيق : فكرتني عندى حاله مع دكتور عاصي كل لم نحدد يدخل العمليه تحصل حاجه تقلب الدنيا خالص
اسر باهتمام : حاله مين وعمليه ايه
باسل : كان المفروض استئصال كليه ، لكن للأسف الحاله دلوقتي دخلتي فى الفشل ولازم غسيل لحد بقى ما يحصل على كليه متطابقه
ايسل : مافيش مانح من الدرجه الاولى ، اب ، ام ، أخ
زفر باسل بضيق : هى الحاله لراجـ.ـل عنده 55 ومالوش ولاد ومـ.ـر.اته الانسجه غير متطابقه ، بس عنده بنت اخوه هو اللى مربيها بعد وفاه اهلها ، بس هو رافض ياخد منها
ابتسمت ايسل : انه عشق الاب ، لا يتحمل ان يصيب احد ابنائه بمكروه
ضـ.ـر.بته وسيله بقوه على كتفها : فين يا هانم اللى علمتهولك يا خساره تعبك يا سيلا
على ضحكات الجميع عليهم ، وتحدثت ايسل بثقل
- لا تقلقي هبهرك
جحظت اعينهم بدهشه وتفوه : هبهرك
هزت رأسها بالايجاب : لقطها من ابن عمي
سيلا بضحكه عاليه: كمان لقطها ، لا أنا كده اطمنت عليكي ، انتي اصلا من بولاق هههه
شهقت بصدمه ووقفت عن مقعدها وهى تنصرف ركضا
- نسيت حاله مهمه
تحدث اسر بقلق : حاله ايه ، رامي
- لا حاله أخرى ، غادرت الغرفه وهى تسرع فى خطواتها الى معمل التحاليل .
طرقت الباب بهدوء ثم دلفت .
كان الطبيب فى انتظارها وعنـ.ـد.ما دلفت اقترب منها ليعطيها التقرير
التقطته بامتنان لتنظر اليه باهتمام وتتفحصه بدقه
+
- مش ممكن
تحدث الطبيب باسف : لازم يعمل مقطعيه عشان نتاكد مكانه وهل إنتشر فى جـ.ـسمه وفى اى مرحله
تنهدت بحزن وغادرت الغرفه ومازالت تحمل الفحص الذي يخص العم اسامه وتوجهت الى حيث المطعم لتتحدث معه .
عنـ.ـد.ما دلفت لداخل المطعم وجدته جالس منكث الرأس والحزن مغيم على صفيحه وجهه ، تقدمت اليه لتجلس امامه
نظر إليها بلهفه : خير يا بنتي طمنيني
جاهدت فى رسمه ابتسامتها ووضعت كفها برقه اعلى كفه تربت عليه باطمئنان
- اطمن مافيش فيروس كورونا
ابتسمت بـ.ـارتياح وهو يرفع وجهها ينظر للسماء
- اللهم لك ألف حمد وشكر لك يا رب
ثم نظر إليها وقرا عيناها الحزينه ، فيعلم بانها تخفي شئ
ابتسم بحنان وهو ينظر لها برضا : أي حاجه تانيه فى التحاليل مش مهم خالص ، المهم عندي مش اجيب الموت لولادي ومراتي يا بنتي ، قوليلى بقى التحاليل فيها ايه ومـ.ـا.تخفيش أنا راضي الحمد لله باللى ربنا قاسمه وكاتبه
اخفت دمعتها الخائنه وتحدثت برقه
- محتاج تعمل اشعه مقطعيه عشان نحدد التعب موجود فين بالظبط
- تقصدي عندي المرض الوحش
ابتلعت ريقها بصعوبه وهى تحاول التخفيف عنه
- التحاليل بتقول فى مشكله فى جهازك المناعي وعشان نحدد الضرر لازم مقطعيه ، اطمن أنا معاك
نهضت ومدت يدها لينهض معها ويمسك بكفها الممدود له
- كل مجايب ربنا فضل ونعمه
سارت جانبه بهدوء الى ان دلفت لغرفه الاشعه وطلبت من احدى الممرضات مرافقته ووقفت هى بجانب الطبيب المختص تشرح له الحاله ..
تمدد اسامه اعلى الفراش الطبي ودلف لداخل غرفه صغيره الحجم على شكل اسطوانه وهى تتابعه عبر الشاشه وتظهر امامها اعضاء جسده الداخليه بدايه من راسه الى قدميه ، توقف الجهاز عند منطقه الصدر يصدر اشارات مذبذبه بوجود خلل بهذه المنطقه ، وتم الفحص الشامل ..
دققت النظر لتلك البقعه السوداء التى توجد اعلى القفص الصدري لتعلم ما التشخيص ، ولكن قبل ان تتحدث معه عليها استشاره الأطباء ..
غادرت غرفه الاشعه وهى حاسمه الأمر على اخبـ.ـار دكتور راؤوف ولكن عنـ.ـد.ما دلفت مكتبه فلم تجده ، زفرت بضيق وسارت تبحث عن طبيب اخر لتتحدث معه ، ولم يكن امامها خيارا اخر غير ان تذهب لذلك الشخص الذي يعاملها بحده وكانه يكره وجودها داخل المشفى .
ولكن عليها ان تتحمله من اجل مريـ.ـضها
↚
اثناء وجودها داخل غرفه العنايه تتابع حالته وتنتظر باهتمام لجهاز القلب الموصل بصدره وكل شئ على ما يرام
تنهدت بضيق وهي تقترب منه تحاول فحص عيناه لتتاكد من عدم دخوله بغيبوبه كامله .
وفجاه وجدته يفتح عيناه بوهن ، ثم يعاود بغلقها ثانيا
اقتربت منه فرحه بتجاوزه مرحلة الخطر واستجاب جسده لذلك القلب
تحدثت امام وجهه : هل تسمعني ؟
ابتسم لسماع صوتها الذي يعرفه حق المعرفه ، فقد كان يستمع لتلك اللكنه داخل عالمه الخاص ، كانت نبره صوتها المُلح عليه دائما بان ينهض ويتجاوز تلك المرحله
تحدثت بقلق : هل تشعر بألم ؟ ماذا بك ؟
هز راسه بخفه وتحدث بصوت خافت وهو يحاول أن يبلل شفتيه التى جفت بلعابه
- عطشان
اسرعت تسكب له كوب من الماء وتقربه من فاه وتحمل براسه قليلا لتجعله يرتشف القليل من الماء ولكن الأخير كان يشعر بشـ.ـده العطش فارتشف الكوب باكمله
+
ظل انظاره متعلقه بها وهى تبتعد عنه لتضع الكوب الفارغ اعلى الكومود ثم تعاود بالاقتراب منه وهى تضع السماعه الطبيه باذنيها وتضع الطرف الآخر اعلى صدره لتتفقد نبضات قلبه التى ازدادت فجاه وعلمت بها عبر اللوح التى تنظر اليه وهو يعطي مؤاشرات القلب بعنايه
تنهدت بـ.ـارتياح بعدما فحصته ونظرت له وهى تبتسم بوجهه
- حالتك مستقره وقلبك الان بخير
بادلها الابتسامة وهو يتحدث بتعب
- لازم يبقي بخير بوجودك يا قمر
دلف اسر فى ذلك الوقت فاسرعت ايسل إليه لتخبره بايفاقه رامي
اقترب اسر منه أيضا وهو ينظر له باهتمام
- حمدلله على سلامتك
اجابه بوهن : الله يسلمك
- هخرج ابلغ والده واهاتف أستاذي ليعلم بالأمر
هز اسر راسه بتفهم ثم غادرت ايسل العنايه لتلتقي بوالديه وتخبرهم بتحسن حاله رامي واستجابه قلبه وهو الان بخير
فرحت والدته بشـ.ـده واقتربت من ايسل تعانقها بسعاده
- يعنى رامي فاق وبخير ، اقدر اشوفه
ايسل بابتسامه : بالطبع
تحدث الوزير وهو يخرج من جيب سترته دفتر شيكاته ومزق ورقه منه وعاد ينظر لتلك الطبيبه والابتسامه تعلو ثغره
- الشيك ده عشانك ممضي وتحطي فيه أي مبلغ ، تعبير عن سعادتي بنجاه ابني الوحيد ، وده بفضل ربنا وبفضلك عشان انتى سبب رئيسي فى اقناع اهل الشاب اللى اتـ.ـو.في الله يرحمه وقلبه دلوقتي بينبض جوه صدر ابني ، مهما اقدم لهم مش هوفيهم اللى عملوه ده ، حياه ابني لا تقدر بثمن
نظرت ليده الممدوه لها بالشيك وابتسمت له بود
- هذا واجبي ومن اختصاص عملي واذا كنت تود مساعده احد فعليك التواصل مع اهل نور رحمه الله
،واعتقد أيضا أن حياه نور لا تقدر بثمن ووفاته كانت بثمن غالي هو انقاذ حياة شخص اخر .
اعتذر لك لدي عمل الان
غادرت الغرفه متوجهه الى غرفه اسامه لتطمئن عليه ..
"""""""
بأسوان ..
+
انتهت الأمسية الليليه وعاد الفوج الروسي للفندق ..
دلفت غرفتها وهى تتسال نفسها ما سبب تبدل حاله أثناء حضورهم الفرح النوبي ، ثم اخرجت رابطه عنقه التى وقعت بيدها وظلت تنظر لها بتنهيده ، ثم وضعتها داخل حقيبه يدها ودلفت لتنعش جسدها تحت الماء لتزيل عنها تعب اليوم
وعنـ.ـد.ما انتهت من حمامها التقطت هاتفها لتهاتف شقيقها لتشاكسه بعض الشئ قبل ان تذهب فى النوم ..
"''''''''
كانت تجلس معه تتفقد وضعه وتطمئنه بان العمليه سوف تسير بسلام ولا داعي للقلق وتحاول اقناعه باخبـ.ـار عائلته ولكن ظل اسامه على رأيه ، لذلك احترمت ايسل رغبته وغادرت الغرفه بهدوء بعدما تاكدت بانه غفى بعد تناول ادويته ...
+
تفاجئت برؤيته ثانيا يبتسم وهو يتحدث بالهاتف ، هزت رأسها بعدم تصديق فمنذ ان التقت به وهو لا يبتسم ويتعامل معها بحده بل بقسوه لذلك استغربت ظهور ابتسامته واكملت سيرها فى طريقها لغرفه المساعدين .
+
وجدت اسر يجلس بالغرفه ، دلفت بهدوء وهى تجلس جانبه
نظر لها بابتسامه حانيه : وضع رامي مستقر ودلوقتي والده ووالدته معاه
هزت رأسها بتفهم وعادت بظهرها للخلف تتنهد بضيق
+
تسرب القلق داخله من رؤيه وجهها عابث
- مالك ، فى حاجه حصلت
اطلقت زفيرا بقوه : لا اعلم أشعر بشيأ غريب يقبض صدري
تسأل باستغراب : يعني حاسه بايه بخـ.ـنـ.ـقه مثلا
- جايز
- تحبي نخرج ، خلاص اطمنا على وضع رامي والامور تمام
+
- لا اريد ترك المشفى اليوم
نهض من مجلسه واستاذنها لجلب لها شيئا تتناوله ، وظلت هى مكانها تشعر بالقلق والضيق ولا تعلم ما السبب ورا تبديل مزاجها ، فتركت الغرفه أيضا وقررت التفتل بالمشفى لعل تتلاشي شعورها بالضيق ...
واثناء سيرها وجدت فتاه شابه تبكي امام غرفه أحدهم ، فاقتربت منها لتهدئها
وقفت خلف الفتاه وهى تتحدث بهمس
- ما بكِ لماذا تبكين ؟
كفكفت الفتاه دمـ.ـو.عها ونظرت لها بحزن
- مامته رافضه وجودي جنبه وأنا والله بحبه ومش هتخلي عنه
تسالت بعدم فهم : لا اعلم الأمر ولكن اود ان اساعدك
نظرت لها الفتاه بابتسامه عنـ.ـد.ما وجدتها ترتدي المعطف الطبي فعلمت انها طبيبه
- فعلا تقدري تساعديني محتاجه ادخل خمس دقايق بس اطمن عليه أصل بكره هيعمل عمليه خطيره
ربتت على كتفها باطمئنان : ارء العشق بعيناكي ولكن لماذا والدته ترفض وجودك وماهى العمليه التي سيخضع لها ؟
تحدثت بحزن : والدته اصلا من البدايه رافضه علاقتنا حتى بعد اصراره عليا وكمان اتخطبنا بس هى مُصره تبعدنا عن بعض وبتحملني سبب تعبه ، عشان يعنى أنا كان عندى كانسر واتعالجت منه وبسبب تعبئ اتعرفت على رمزي وقف جنبي واتمسكت بحبه وخصعت لإشعاع وعلاج كيماوي وهو فضل ماسك ايدي وماسبنيش غير لم خفيت نهائي ، أنا عملت كل التحاليل من شهر وكانت تمام ، لكن هو للأسف الكانسر رجعله تاني ، أصل أنا نسيت اقولك اننا اتقابلنا فى جلسات الدعم النفسي أثناء معالجة الكيماوي وقربنا من بعض وقتها ، والحمد لله قاومنا المرض وانتصرنا عليه لكن للأسف حصلت انتكاثه لرمزي ولازم يعمل عمليه نقل نخاع وعشان كده مامته طلبت نقطع علاقتنا ببعض عشان شايفه اني السبب لم قرب مني وارتبطنا رجع تعب تاني ، طب أعمل ايه احنا الجهاز المناعي عندنا ضعيف ومش بنقدر نقاوم أي مرض ليه تقضي كمان على حينا ليه ، ارجوكي ساعديني اشوفه واتكلم معاه ، مامته عنده دلوقتي .
ابتسمت لها بود وهزت رأسها بالايجاب : فهمتك كويس واطمني أنا معاكي ، بس ابعدي دلوقتي وأنا سحاول إخراج والدته لكى تلتقي به
بعد ان تاكدت من ابتعاد الفتاه عن الغرفه ووضعها بغرفه شاغره عادت الى غرفه رمزي لكي تجعله يغادر غرفته ويلتقي بخطيبته .
طرقت الباب بهدوء ثم دلفت لداخل الغرفه تقترب من فراشه
- اتسمح لي بفحصك
كان وجهه حزين وصامت لم يتحدث
تنهدت والدته بضيق وهى تزم شفتيها وتسغفر الله بصوت مسموع
استغفر الله العظيم يارب
وجهت ايسل انظارها لتلك السيده المتسلطه وجدتها تنظر لها بقوه ، ابتلعت ايسل ريقها بتـ.ـو.تر
ووضعت السماعه لتتفحص الشاب الصامت
ثم ابتعدت عنه
- سوف أجلب لك مقعد متحرك ، يجب عمل اشعه مقطعيه الان
تحدثت والدته بضجر : الله ويعمل اشعه ليه وهو خلاص متحدد له العمليه بكره
تحدث الشاب بحزن : وأنا مش عايز أعمل حاجه ، أنا زهقت وتعبت من كل حاجه ، وكمان اريحكم مش عايز النخاع من بابا وسبوني أموت بقي وارتاح
ضـ.ـر.بت السيده على صدرها بقوه : انت بتخرف تقول ايه ، كل ده عشان السنيوره ماسالتش عليك ، انساها انت كمان وفكر فى نفسك وصحتك وبس ماحدش هينفعك صدقني ، واهى سابتك فى وقت شـ.ـدتك دي مـ.ـا.تستهلش اصلا تفكر فيها وتوقف حياتك عشانها
عضت ايسل على شفتيها بصدمه فقد تيقنت انها اخبرت ابنها بغير الحقيقه فقد كذبت عليه وجعلته يتوهم بان حبيبته تركته ، زفرت بضيق وغادرت الغرفه لتطلب من احدي الممرضات جلب لها مقعد متحرك وبعد عده دقائق دلفت الغرفه ثانيا ولكن هذه المره كالاعصار وتلاشت الحديث مع والدته واقتربت من الشاب همست امام اذنه بصوت خافت
- اذهب معي وسوف تلتقي بمعشوقتك ، اطمئن
نظر لها بصدمه فامت براسها
نهض من فراشه بعدما امسكت ايسل بيده وعنـ.ـد.ما جلس اعلى المقعد وضعت له الكمامه ثم حركت المقعد تحت انظار والدته
وعنـ.ـد.ما غادرت الغرفه وجدت والدته تلحق بها ، ولكن استوقفتها ايسل بتهذيب
- عفوا سيدتي ولكن لا يستطيع أن تأتي لغرفه الاشعه عليكي الانتظار بالغرفه ريثما يعود
تاففت بضجر ثم عادت الغرفه ثانيا تنتظره .
اما عن ايسل فقد دفعت بالمقعد المتحرك الى ان دلفت به الغرفه التى تجلس بها حبيبته وتنتظر قدومه بقلق
اقتربت إليه الفتاه بلهفه عنـ.ـد.ما وجدته امامها ، استوقفتها ايسل وهى تعطيها كمامه لترتديها هى أيضا
نهض الشاب من اعلى المقعد واقترب من محبوبته باشتياق وترقرقت الدمـ.ـو.ع داخل مقلتيهما
تركتهم ايسل بعدما ابتسمت لهم بحب
- سوف انتظر بالخارج
تنهدت بـ.ـارتياح وجلست بالرواق تنظر حولها بترقب تخشي بان يراها أحد ويعلم بما حدث ..
""""""""
اما داخل الغرفه ضم حبيبته لصدره بشوق
- واحشتيني اوى يا اشراق ، كنت خايف ماشوفكيش تاني ، بجد كنت هتجنن من يوم مااتحجزت وأنا بسال نفسي كل يوم ليه ماجتيش اشوفك واطمن عليكي ، كنت خايف عليكي اوي تكوني انتكثتي انتي كمان ، وكلام ماما كان زي الخنجر بيدبحني ، احنا اتعودنا نفضل مع بعض ونهزم المرض مش هو اللى يهزمنا واحنا ايدينا فى ايد بعض ، خوفت تكوني اتخليتي عني ، كنت بكدب اللى بسمعه من امي وقلبي مش قادر يصدق انك تبعدي وقتها عرفت ان المرض هو اللى هينتصر عليه ، ماكنتش عايز اكمل علاج ولا حتى أعمل العمليه
شـ.ـددت فى احتضانه وهى تبكي بحرقه
- عمري مااقدر ابعد عنك بـ.ـارادتي يا رمزي ، مامتك للأسف مش قبلاني فى حياتك وطلبت مني انهى اللى بينا واقلع دبلتك من ايدي ، بس أنا رفضت ماقدرتش يا حبيبي اقلع دبلتك وكانت مانعه اشوفك ، لولا قابلت الدكتوره دي وساعدتني دلوقتي اشوفك مش عارفه كنت هعمل ايه والله
ابعدها عنه برفق ومحى دمـ.ـو.عها باطراف انامله وهو ينظر لوجهها بحب ويحفر ملامحها داخل قلبه
- انا مش عايز اشوف دمـ.ـو.عك دي تاني ، وان كان على كلام امي فانا هتمسك بالحياه وهفضل اقاوم لاخر نفس عشان افضل جنبك ومعاكي وساعتها مش هسمح لحد يفرقنا تاني ، بس قوليلي مستعده نتجوز وأنا بحالتي دي ، مش هدخل العمليات غير وانتي مراتي وايدك فى ايدي وده شرطي الوحيد وهضغط على بابا عشان يوافق دي اخر امنيه ليا واتمني يحققوهالي
- رمزي انت بتقول ايه ، اعمل العمليه الاول، صحتك الاهم دلوقتي وبعدين نبقي نفكر فى الخطوه الجايا مع بعض يا حبيبي
هز راسه بالنفي وارسل إليها غمزه بعينيه اليمنى : بحبك ومش هتنازل عن طلبي
"'"""""""
ظل يبحث عنها فلم يجدها تنتظره كما تركها
- هتكون راحت فين بس ، أنا دورت عليها عند رامي وعند الحاله الجديده مش موجوده ، ممكن تكون روحت ، أكيد لا هى مـ.ـا.تعرفش تروح لوحدها
جلس بضيق بعدما فشل فى محاولات ايجادها.
""'"""""""""
غادر الغرفه برفقه محبوبته وهو يحتضن كفها بين كفيه.
عنـ.ـد.ما وجدتهم امامها ، نهضت من مجلسها تقترب اليهم
قبلتها اشراق بامتنان وهى تشكرها على ما فعلته معهم
ابتسمت ايسل لهم
- اتمنى لكم الشفاء العاجل والسعاده الدائمه
رفع رمزي يده امام اعينها : طول ماادينا فى ايد بعض هنعدي أي محنه وهنقوه ببعض ومش هسمح لحد يفرقنا
شكر ليكي بجد ، وربنا يارب يسعدك وقلبك يدق وتعيشي الحب اللى بنعيشه دلوقتي
ابتسمت له بود ولكن استوقفته بصدمه عنـ.ـد.ما وجدته يسير بجانب اشراق ويعود الى عرفته
- انتظر فوالدتك بالداخل
ارسل غمزه إليها وهو يتحدث بفرحه : ماعدش ينفع اسيب ايدها تاني ، خلاص بقينا مرتبطين ببعض ومافيش حاجه هتفرقنا غير الموت وبس
ظلت تنظر لطيفهم الى ان اختفى وهى مازالت شارده بقصه عشقهم
- ثنائي رائع
ثم أكملت طريقها لتعود للعناية وتتفقد وضع رامي الان بعدما استجاب قلبه وهاد للحياه مره أخرى ..
"""""""""
جحظت عين والدته عنـ.ـد.ما وجدته يدلف الغرفه وهو محتضن بخصر خطيبته
وقفت تنظر لكليهما بصدمه فتحدث رمزي بابتسامه عذبه وهو يشـ.ـدد على احتضان معشوقته
وينظر لوالدته
- انا مش هعمل العمليه اللى واشراق مراتي
فتحت فاها بصدمه : نعم
تحدث بثبات : اللى سمعتيه يا ماما ، واعتبريها دي امنيتي الاخيره
دلف والده الغرفه بحزن وربت على كتفه بحب
- بعد الشر عليك يا حبيبي ، اللي انت عايزه أنا هعملهولك
ابتعد عن اشراق وارتمي باحضان والده الحنون الذي كان دائما رمز لقوته وصموده ، درع الأمان والحمايه له ..
"""""""""""""
داخل فيلا موسي الزيان
تحدثت زوجته بقلق أثناء تناولهم طعام العشاء
- موسي ابقى عدي على اوضه سمسمه اطمن عليها
نظر موسي لزوجته بغرابه : هي فى اوضتها ماخرجتش زي كل يوم
- لا وعشان كده خايفه تكون تعبانه ، بعتلها ديجا تتكلم معاها بس هى ماقالتش حاجه وانت عارف علاقتي بيها متـ.ـو.تره مش هتتكلم معايا أنا كمان ، لازم انت تقعد معاها وتطمن عليها
تنهد بضيق : حاضر يا نورا هطلع اشوفها و ربنا يهديها
- يارب
ترك زوجته وصعد الى غرفه إبنته ليتحدث معها لكي يعلم ما بها فهو قلق عليها بسبب حبسها بنفسها داخل غرفتها كعادتها عنـ.ـد.ما تكون بالمنزل تظل حبيسه غرفتها ولا تحتك بعائلتها ولا تجلس معهم مطلقا فمنذ وفاه والدتها وهى نتخذ لنفسها حيزا خاص بها منعزله عن الجميع وتحمل والدها اللوم وتحمله مسئوليه وفاتها كما تظن هى ...
↚
قاد سيارته مره أخرى متوجها الى منزله وهو يشعر بالصدمه وتتهاتف عليه الافكار الى ان صفا سيارته امام العقار الذي يقطن به وترجل منها مسرعا لداخل منزله ، تفاجئ بوجود والده .
دلف اسر بهدوء : بابا
اقترب منه حاتم بتسأل : عامل ايه يا حبيبي ، ماما قالتلي انك هتبات انهارده فى المستشفى
- لا ما الحاله مستقره ومافيش داعي استني
ابتسم والده : طب مش تبـ.ـارك لابوك
تحدث اسر باستغراب : على ايه يا بابا
حاتم بابتسامه : اتعينت رئيس معهد القلب ، عبقالك كده لم اشوفك رئيس الأطباء
اقترب منه يقبل راسه : ألف مبروك يا حبيبي ، وان شاء أكون عند حسن ظنك
شعر به حاتم بانه يخفي عنه شيء
- انت كويس يا اسر
لم يجيبه ولكن تسأل عن وجود والدته
- امال ماما فين
- أكيد نايمه ، الوقت اتاخر
هز اسر راسه بتفهم ثم نهض من جانب والده
- أنا كمان محتاج انام ، تصبح على خير يا بابا
- وانت من أهل الخير يا حبيبي
دلف اسر لغرفته واغلق خلفه الباب وهو يتنفس بضيق ، جلس اعلى الفراش وهو يحدث نفسه
- معقول ايسل تكون بنت عمي ، هى قالتلي قبل كده هى موجوده هنا فى بيت عمها، يعنى بنت عمى وكمان زيدان ده يبقي عمي !
ولا مجرد تشابه اسماء ، لازم اتكلم مع ماما فى الحكايه دي وليه هى بعداني عن عيلتي كل السنين دي ، فى حاجه غريبه ولازم اعرفها ، مش هعرف انام غير لم أعرف كل حاجه
لم يستطيع النوم وظل شاردا بحياته منذ أن علم بان والده حاتم ليس بوالده وانما هو زوج لوالدته ولكن عامله كابنه ولم يشعر يوما بانه ليس والده الذي انجبه ولم يفرق بينه وبين اشقائه ، تنهد بحزن وظل يهز راسه بعدم تصديق والان يريد تفسير من والدته عن سبب ابتعاده عن عائله والده ، فقد حُرم من والده وعائلته ايضا ولم يمتلك سوا عائلته الصغيره وهى والديه واشقائه التؤام ...
+
اما عن حاتم فنهض هو الاخر ودلف لغرفه ابنائه ليطمئن عليهم قبل ان يذهب فى النوم هو الاخر ، طرق الباب برفق وعنـ.ـد.ما دلف وجد عمر مازال مستيقظا ويتحدث عبر الهاتف بصوت خافت، وفجاه انتفض من مكانه عنـ.ـد.ما وجد والده ينظر له بحده
- انت لسه صاحي ، وبتكلم مين فى الوقت ده ؟
أغلق عمر الهاتف بتـ.ـو.تر
- كنت بكلم حمزه صاحبي بسأله على حاجه مهمه
جلس والده امامه على الفراش الخاص به
- بقي بتكلم حمزه صاحبك ، تمام ، اتفضل نام بقي عشان لم ماما تصحيك الصبح تقدر تفوق كده وتصحصح عشان تذاكر وتشوف مستقبلك أهم من لعب العيال اللى بتعمله كل يوم
دثر عمر نفسه بالغطاء
- تصبح على خير يا دكتور
هز راسه باسي : وانت من أهل الخير يا فاشل
نهض عمر يتحدث بمشاكسه
- مش فاشل اوي يعني يا بابا ، مش لازم البيت كله يبقي دكاتره أنا بس عايز اكسر القاعدة ههه
+
ابتسم حاتم وهو يغادر الغرفه ويغلق الاضاءه :
- طب نامي دلوقتي بدل مااكسر دماغك
عاد للنوم واغمض عيناه
- أنا خلاص نمت وبحلم كمان يا ابو قلب حنين
أغلق حاتم غرفه ابنائه وتقدم الى غرفته ، دلف بهدوء لكي لا ييقظ زوجته ودثر نفسه جانبها بالفراش وذهب فى ثبات عميق ..
""”"""""""'"
اما عن ايسل فصعدت الى غرفه رؤى مباشرهً بعدما فتحت لها باب الفيلا
نظرت رؤى لهروبها من الحديث معها بغرابه ، ثم لحقت بها ولكن لم تجدها بالغرفه وجدتها داخل المرحاض تنعش جسدها تحت الماء.
زفرت بضيق وجلست تنتظر خروجها لتعلم ما بها .
غادرت المرحاض وهى ترتدي منامه قطنيه باللون الاخضر بها خطوط صفراء وتضع المنشفه اعلى رأسها تجفف شعرها الاشقر .
نظرت لها رؤى وهى تتحدث بمشاكسه وتنهي حديثها بغمزه :
- القمر بتاعنا ماله ، راجع متأخر وحاله متغير ، ايه يا تري غير احواله
تحدثت ايسل بجديه وهى تتمدد اعلى الفراش
- تعبانه يا رؤى ومحتاجه انام ، بجد مش قادره اتكلم
صرخت رؤى بفرحه
- ايه ده بقي ده بقي ده ، بتتكلمي كويس اوى يا ايسو ، واضح ان كلامي معاكي اسفر عن نتائج مذهله ولسه اللى جاي احسن
تنهدت وهى تحاول اغماض فيروزيتها
- خلاص اتعلمت واستوعبت الدرس كويس ، ماينفعش طريقتي دي هنا
اقتربت منها بقلق
- بجد مالك يا قلبي ، حساكي مخـ.ـنـ.ـوقه ومضايقه ، أنا جنبك وبعدين مش احنا اخوات ولا ايه ومالناش غير بعض ولازم نهون على بعض ، قوليلى بقى مين مزعلك يا قمري أنا
- لا أستطيع الان
رمقتها باستنكار
- طب ليه عوجت اللسان دي تاني مش قولنا خلاص
- بحاول وسظل احاول ، الان تصبحين على خير
قبلتها رؤى اعلى وجنتها ونامت جانبها بصمت
- وانتي من أهل الخير يارب
""""""""""""""
مع اشراق شمس يوم جديد تحمل الكثير فى طياتها ..
ظل طوال الليل شاردا لم يغمض له جفن ، الى ان انتظر استيقاظ والدته وشعر بها ، غادرت غرفته على الفور ليتحدث معها ..
وجدها تقف بالمطبخ تعد وجبه الإفطار ، اقترب منها بهدوء وقبل جبينها
- صباح الخير على عيونك يا ست الكل
ابتسمت بحب وهى تجيبه
- صباح الفل والسعاده على قلبك يا حبيبي ، انت رجعت امته ؟
- متأخر كان حضرتك نايمه
وجدت وجهه شاحب فتسالت بقلق
- اسر مالك يا حبيبي انت مانمتش كويس
هز راسه بالنفي
- أنا مانمتش اصلا يا ماما
حدثته بقلق وهى تضع يدها برفق اعلى كتفه
- ليه يا حبيبي ايه شاغل بالك
التقط يدها بين يده وسار بها الى حيث غرفته ، ثم دلفوا سويا واغلق الباب خلفه
- محتاج اتكلم مع حضرتك فى اللى شاغل بالي ممكن
نظرت له بابتسامه حانيه
- طبعا يا قلبي
اجلسها اعلى الفراش وجلس امامها القرفصاء وهو ينظر لها ويمسك بكفيها
+
- ماما أنا محتار جدا ومحتاج تفسير لكل اللى بيدور فى دماغي
مسدت بكفها اعلى خصلات شعره بحنيه
- تفسير لايه يا حبيبي قولي وأنا اقولك
- ليه بعيد عن عيلتي كل السنين دي ، ليه حضرتك كنت مُصره مـ.ـا.تكلمنيش عنهم ولا اتعرف عليهم ولا حتى اعرف افراد عيلتي ، ليه دايما كنتي خايفه وقلقانه يعرفوني ويبعدوني عنك ، محتاج افهم ليه كل ده ، ليه عيشت 23 سنه محروم من عيلتي ، المفروض بعد وفاه بابا كان حقي اقرب من عيلتي عشان احس اني مش يتيم وليه اهل
ابتلعت فريده ريقها بصعوبه
- يتيم
تنهد بضيق : عارف ان بابا حاتم موجود وماحستش باليتم فى وجوده جنبي وعوضني عن حنان الاب وماحستش لحظه ان مش ابنه ، بس أنا عشت كاره عيلتي عشان حضرتك فهمتيني انهم هيخدوني منك ويبعدوني عنك عشان كده ماكنتش حتى أحب اسمع اسمهم ، لكن انهارده بس فى حاجات كتير جوايا اتغيرت
بدء صدرها يعلو ويهبط بتـ.ـو.تر ملحوظ وجف حلقها
شعر اسر بتـ.ـو.ترها ، نهض من مجلسه وجلس بجانبها اعلى الفراش ويضع يده يضمها له
- خرجي كل اللى جواكي واوعدك هتفهم موقفك ، بس أنا كبرت دلوقتي وحقي اعرف كل حاجه
اهتز صوتها بحجرجه : وايه اللى اتغير دلوقتي
زفرا انفاسه بقوه وتحدث باسي
- قابلت بنت عمي وماكنش اعرف انها بنت عمي غير لم وصلتها بيتها فيلا زيدان الراسي واتاكدت انه عمي مش تشابه اسماء لان اسم زيدان الراسي معروف جدا فى مجال السياحه وعملت سيرش وعرفت كمان بشركه ماجد ابن عمي ونفس اسمنا واحد مع اختلاف أنا ابويا هاشم وهو زيدان
نظرت له بصدمه : بنت عمك وقابلتها فين
- ده بقي موضوع كبير هبقى احكيلك عليه بعدين
هزت رأسها باعتراض : لا هو ده موضوعنا ، عايزه اعرف شوفتها فين وهى عرفتك زى ماانت عرفتها وليه دلوقتي بالذات عايز تعرف كل حاجه عن عيله باباك
شقت الابتسامة ثغره عنـ.ـد.ما شرد باول لقاء جمع بينه وبين ايسل
- بصراحه كده أنا من ساعه لم شوفتها وأنا مشـ.ـدود ليها ، اول مره تحصلي حاجه زي كده ، مش عارف افسر مشاعري ايه بالظبط بس أنا بحب اشوفها وبحب اشوف ضحكتها وبضايق جدا لم بشوفها زعلانه ، فى حاجه جوايا ربطاني بيها ، حاسس ان مسىول عنها من اول مره عينيه جت فى عينها وخصوصا لانها جديده هنا ومـ.ـا.تعرفش حاجه عن البلد لأنها عاشت واتربت بره مصر ، كانت فى فرنسا وجت مع فريق طبي عشان عمليه ابن الوزير عشان هى كمان جراحه ومساعده لدكتور جان ، وحاليا مقيمه عند عمها وهو عمي أنا كمان زيدان الراسي
تحدث بصوت مبحوح
- كانت عايشه فى فرنسا ومقيمه عند عمها ، اسمها ايه
- ايسل
شعرت بان الأرض تميد بها ، اغمضت عيناها باستسلام فلم يتحمل جسدها الصدمه وخارت قوتها فاقده للوعي .
صرخ اسر مناديا باسمها
- ماما ، ماما ردي عليا
نهض يبحث عن عطره ليساعدها على الافاقه وصرخ مناديا لوالده
ركضا حاتم وابنائه أيضا عنـ.ـد.ما أستمع كل منهما لصراخ اسر القوي
دلف حاتم الغرفه وتفاجئ بزوحته فاقده للوعي واسر يحاول نثر عطره يحاول افاقتها ، اقترب منهما بلقلق
وامسك بيد زوجته ونظر لساعه يده وهو يفحص عدد نبضات القلب وحدها فى تسارع
وقف علي وعمر مصدومين من منظر والدته
اراح اسر جسدها بالفراش واسرع يجلب جهاز قياس السكري بالدم من غرفه والدته ، ثم عاد ركضا وهو يخرج شريحه ويضعها بتـ.ـو.تر داخل الجهاز ويشك اصبع والدته بقلم الجهاز المخصص له ، ثم وضع نقطه من دماءها اعلى الشريحه لتظهر خلال ثواني معدوده القراءه
نظر لوالدته وهو يخبره بقلق
- 350 يا بابا ، سكرها عالي جدا
تحدث حاتم بهدوء ونظر لابناءه :
- اهدو كلكم وماما هتبقي بخير ، هتاخد انسولين والسكر هيتظبط وهتفوق تمام ، مش عايز قلق ولا أي تـ.ـو.تر عشانها فاهمين
أسرع اسر مره أخرى يجلب قلم الانسولين ووضع داخله جرعتها المطلوبه وعاد الى والدته ليحقنها بالانسولين ، ثم جلس جانبها يتحسس بشرتها الشاحبه بقلق
طمئنه حاتم بانها على ما يرام وسوف تستعيد واعيها خلال لحظات
ونظر الى تؤامه
- أنتو متسمرين كده ليه تعالو هنا جنب ماما مـ.ـا.تقلقوش
سار كل من عمر وعلي واقتربو من الفراش وجلسو اسفل قدم والدتهم وهم يشعرون بالقلق وداخل كل منهما عتاب لنفسه بانها تتحمل الكثير من اجلهم ولا تشتكي، فهم الان يخشو فقدانها ..
اما اسر فشعر بتانيب الضمير وعلم بانه المتسبب الوحيد فى تلك الغيبوبه السكريه التى اتتها أثناء شـ.ـده قلقها وتـ.ـو.ترها بسبب ما قاله ...
""""""""""
استيقظت ايسل وهى مازالت تشعر بالاختناق ، تريد أن تتنفس بـ.ـارتياح ولكن هذا الشعور مسيطر عليها جعلها لا تشعر باي شيء، تذكرت أمر العمليه التي سيخضع لها العم اسامه وكما وعدته بان تظل جانبه ولن تتركه ، لذلك اسرعت تبدل ثيابها وترتدي بنطال بيج على تيشرت بني واعلاه كنزه قصيره سوداء وحملت حقيبه كروس بيج وانتعلت حذاء بوت من خامه الشمواه باللون البني ثم غادرت غرفتها لتلتقى بافراد العائله على مائده الافطار ، تناولت طعامها بصمت ثم غادرت المنزل برفقه معتز كعادتها ...
↚
قبل ان تغادر المشفى ذهابا بلا عوده ، توجهت الى غرفه اسامه لتطمئن على صحته قبل ان تودعه ، دلفت غرفته بهدوء تنتظر استفاقته .
فتح عيناه بوهن فاسرعت تقترب منه
- زال البأس
ابتسم بتعب عنـ.ـد.ما وجدها تنظر له بحب ، تنهد بحزن وهو يتذكر ابنائه فقد اشتاق لهم ويشعر بالحنين اليهم .
اقتربت منه تمسد على يده برفق
- انت الان بخير
- الحمد لله ، قالها بتعب
شعرت بوحدته لذلك قررت ان تخبر عائلته لكي لا تتركه وحيدا ، غادرت الغرفه وهى عازمه على الاتصال بعائلته مهما كان رغبته بالرفض ولكن من حقه ان يسانده أثناء مرضه ...
"""""""
اثناء خروجها من المشفى استوقفتها تلك الفتاه التى ساعدتها بالأمس
- يا دكتوره
عنـ.ـد.ما ادارت وجهها تذكرتها ، وقفت مكانها الى ان اقتربت الفتاه منها بسعاده
- ت عـ.ـر.في ان أهل رمزي وافقو على جوازنا أخيرا ، عشان رمزي اصر مايدخلش العمليه اللى لم أكون مـ.ـر.اته وباباه وافق ، صحيح والدته لسه مش طيقاني بس مش مهم عندي اى حاجه تانيه غير رمزي
بـ.ـاركت لها ايسل هذا الخبر السعيد
- فرحت كثيرا من اجلكم
- عبقالك يا قمر ، صحيح ماعرفتش باسمك
- ايسل
- وأنا اشراق تشرفت بمعرفتك يا دكتوره ، لازم تحضري كتب الكتاب بقى
نظرت لها بعدم فهم
- ماذا عن هذا الكتاب
شهقت اشراق وهى تضـ.ـر.ب بجبينها
- اوبا ، أكيد مش هتفهمي كلامي ، بصي يعنى الجواز بس من غير زفاف يعنى مأجلين الفرح الكبير لم رمزي يقوم بالسلامه
هزت رأسها بتفهم : اتمنى لكم السعاده الابديه وزوال المرض ، ولكن اعتذر لكِ فعملي أنتهى بهذا المشفى
ودعتها بهدوء واستقلت سياره أجرة املت السائق بعنوان المنزل التى تقطن به ..
'''"''''
أتت عائله اسامه ركضا عنـ.ـد.ما اخبرتهم ايسل بمكوث والدهم بالمشفى منذ ايام وقصت عليهم كل شئ ، فاسرعت زوجته تبحث عن عرفته وابنائها لم يكفو عن البكاء منذ أن علمو بمرض والدهم ...
دلفت زوجته الغرفه بلهفه واقتربت من فراشه تنظر له بحزن
- سلامتك يا حاج، ألف سلامه عليك ، ياريتني كنت أنا وانت لا
ابتسم لها بحنان وامسك بكف يدها يمسد عليها برفق
- بعد الشر عنك يا ام البنات ، أنا بخير الحمدلله
دلفوا الثلاث فتايات ركضا الى والدهم ، يلتفو حوله من كل جانب ويقبلونه بشوق
ضمهم لصدره بحنان وشعر بتحسن حالته عنـ.ـد.ما التقى بعائلته
- مين اللى عرفكم بوجودي هنا
تحدثت زوجته : الله يكرمها دكتوره اسمها ايه يا روعه
تحدثت روعة إبنته الكبرى
- اسمها ايسل يا ماما
ابتسم اسامه بسعاده وأراد ان يشكرها على مافعلته من اجله ، فقد كان مخطى عنـ.ـد.ما اصر على عدم معرفة ابنائه بمرضه ، فقد أستمد قوته وصحته عنـ.ـد.ما وقعت عيناه على زوجته وبناته ، فهم مركز قوته وسوف يهزم مرضه من اجلهم ، من اجل ان يظل جانبهم فهو سندهم وعونهم الوحيد بعد الله عز وجل ...
""""""""""
+
داخل منزل حاتم خطاب ..
ظل بجانب زوجته يستمع إليها بانصات ويحاول أن يهدئها ..
- خلاص بقى يا فريده ، احنا ماصدقنا السكر ينزل ، اهدى انتى دلوقتي يا حبيبتي ، حاولي تنامي وأنا هخرج اطمن الولاد
هزت رأسها بالنفي
- مش عايزه انام يا حاتم ، هنام ازاى بس بعد كل اللى بيحصل ده
- تحبي تتكلمي مع اسر دلوقتي
تحدثت بحزن
- خايفه يلومني ان السبب ويحملني ذنب بعده عن ابوه واخته ، مش هستحمل منه أي عتاب
ربت على كتفها بحنو
- اسر كبر وبقى راجـ.ـل دلوقتي ولازم المواجهة يا فريده بلاش تسيبي ابنك يتعلق باخته اكتر من كده ، قولتلك زمان عـ.ـر.فيه كل حاجه كان هيفهم ويستوعب لم يكبر ، لكن خوفك وصلنا لكده ، الموضوع مش هيكون سهل لا على اسر ولا ايسل هتبقى صدمه ليهم ربنا يستر
انسابت دمـ.ـو.عها مره أخرى ولم تكف عن البكاء ولا تعلم بان الماضي سيظل يلاحقها الى ان تقص ما اخفته عن ابنها طوال الاعوام الماضيه ...
تركها حاتم ترتب افكارها لكي تخبر اسر بالحقيقه الكامله.
تسمر مكانه عنـ.ـد.ما وجد ابنائه الثلاثه يلتفون حول المائده وكل منهما بعالم اخر ، شارد وحزين .
اقتربت منهم بهدوء وهو يجلس بجانبها
- مالكم قاعدين كده ليه ، ماما كويسه مافيش داعي للخوف ده ، اطمنو وكل واحد يشوف ورا ايه ، أنا اجازه انهارده وهخلى بالي من مراتي ، يلا يا اسر وراك مستشفى ، وانتو وراكم دروس ومذاكره مش عايز ماما تتعصب بقعدتكم دي
+
- بس أنا بلغت المستشفى مش هقدر اروح انهارده يا بابا وماما تعبانه
+
- لازم تروح انت فى مرضه لازم تتابعهم وماينفعش طبيب يتخلى عن مسئوليته اتجاه المرضه لاي سبب وأنا هنا مع ماما
+
زفرا بضيق ونهض من مجلسه
- طب ادخل اطمن عليها الاول
+
قاطعها حاتم
- ماما نامت ، مـ.ـا.تقلقش بقى
استسلم اسر لاصرار والده على الذهاب لعمله بالمشفى وغادر المنزل متوجها الى المشفى .
+
نهض عمر أيضا من اعلى مقعده وهو يمد يده لشقيقه لينهض معه وينظر الى والده
- واحنا عندنا درس كمياء ، يلا يا علي
+
- ربنا معاكم
زفرا انفاسه بهدوء بعدما خلى المنزل من وجود ابنائه ، ثم دلف لداخل المطبخ ليعد شيئا ريثما يعودون ابنائه من الخارج ..
+
"""""""""""
كان يجلس بجانب خطيبته ويزفر انفاسه بضيق
شعرت به وسيله ووضعت يديها اعلى يده بقلق
- مالك يا باسل فى حاجه حصلت فى العمليات
لوى ثغره بضيق
- مش قادر افهم ليه دكتور عاصي طرد ايسل من غرفه العمليات وقدام الطقم كله ، بجد كان موقف محرج اوى
شهقت وسيله بصدمه وضغطت على شفتيها
- بتقول طردها ، طب ليه ، دي ايسل دكتوره ممتازه بشهاده دكتور راؤوف
هز راسه بضيق
- ماهو ده اللى مجنني ، مش قادر الاقى سبب يخليه يمنعها بالشكل ده من وجوده فى العمليه ، بقولك قالها كده صريحه
اطلعي بره وكررها اكتر من مره ، كنا كلنا فى حاله ذهول
شعرت بالحزن هى أيضا وهمت بان تنهض لتبحث عنها
+
- أنا لازم اشوفها فين واطمن عليها
+
قبض على معصمها لكي يمنعها من الذهاب .
- استني رايحه فين هي طلبت مني اهتم بحاله رامي وكمان الاستاذ اسامه وسابت المستشفى وأنا بصراحه ماقدرتش اتكلم معاها كان شكلها مضايق اوي
+
عادت تجلس مكانها بضيق
- طب اسر فين هو كمان وليه ماجاش انهارده
- مامته تعبت واتصل بيه يبلغني مش هيقدر يجي
- خساره لو كان موجود كان هون عليها اللى حصل
رفع احدي حاجبيه بدهشه: تقصدي ايه
+
ابتسم بغمزه : يعني مش واخد بالك ان فى استلطاف ، اعجاب ، كده يعني
+
- اه يا بنت اللعيبه وعرفتي ازاى
+
- زى ماعرفت يا حبيبي ، انت مش واثق في قدراتي ولا ايه
+
ضحك بقوه على جنونها وغمز لها بعشق : طب مـ.ـا.تركزي بقدراتك مع بيسو حبيبك
+
ابتسمت بخجل : بس عيب احنا فى مكان محترم مـ.ـا.تسبليش
+
- يا لهوى انتي بتتكسفي أول مره اخد بالي هههه
+
رمقته بغضب : باسل
ضحك بقوه : ايوه كده ارجعي لاصلك يا حبي
+
دلف اسر فى ذلك الوقت وقطع حديثهم
- السلام عليكم
تسمرت اعينهم على الواقف امامها
- مالكم ، وفين ايسل ؟
ابتلع باسل ريقه وجحظت عيناه عنـ.ـد.ما تسأل صديقه عن وجود ايسل
ثم اجابه بتردد
- وعليكم السلام ، انت جيت ليه ، قصدي يعني قولت مش جاي ووالدتك تعبانه ، هى عامله ايه
↚
دلفت تبحث عنه ، الى ان وقعت عيناها على وجوده يقف بجانب فتاه يتحدث معها والابتسامه تعلو ثغره منما زاده وسامه ، شعرت بالغيظ وعادت للخلف كادت ان تغادر المكان لولا ان اوقفها صوته القوي
- سماء رايحه فين ، قربي أنا دقايق وافضالك
اتكئت على اسنانها بغيط
- لا خد راحتك مش عايزه اعطلك
وقف يصافح الفتاه بلباقه وسار جانبها مودعا اياها ، الى ان غادرت المعرض ، وعاد يقترب من تلك الغاضبه برفعه حاجب
- ها بقى يا ستي كنتي بتقولي ايه
لوت ثغرها بضجر : ستي
ابتسم بقوه وظهرت انيابه وتحدث وهو يغمز لها بحب
- ستي وتاج رأسي كمان
خجلت من نظراته وطريقته في الحديث معها، وتناست لماذا أتت إليه
جذب لها مقعد لتجلس امامه
- اتفضلي اقعدي ، تشربي ايه
نظرت حولها بتردد : ينفع نخرج ، محتاجه اتكلم مع حد
- حد وأنا موجود عيب عليكي ، يلا بينا
ثم جلب متعلقاته من اعلى المكتب وسار بجانبها الى حيث سيارته واخبر العامل بالمعرض بان يهتم به ريثما يعود ..
""""""""""
بمنزل دكتور حاتم ..
نهض من الفراش بعدما استعاد وعيه ، ولكن يد والدته منعته من النهوض
+
- حبيبي خليك مرتاح دلوقتي
ابتعد عنها بهدوء : محتاج ابقى لوحدي
+
- بس انت تعبان وأنا اديتك مهدئ ومحتاج راحه
+
- أنا كويس يا با لم يكمل كلمته ثم نظر له بحزن
- أنا كويس حضرتك
- طب خد حد من اخواتك معاك
لم ينظر لوالدته فقط اكتفئ بابعاد عيناه عن عيناها
- مخـ.ـنـ.ـوق بجد ومحتاج افضل لوحدي
تحدثت بحزن : طب اجي معاك ونكمل كلامنا طيب
- كفايه اللى عرفته لحد دلوقتي مش مستعد اعرف أي حاجه تانيه على الاقل دلوقتي
+
غادر المنزل بضيق وسار بخطوات تائهه لا يعلم الى اين تخطى قداميه ، فقط سير بلا هوجاء .
بتطلع بصمت لمن حوله ويحدث نفسه بالم
" ابويا عايش واتحرمت منه سنين عمري كلها ، وسابني لواحد غيره يربيني ، سأبني أقول لغيره يا بابا ، وكمان ايسل اختي تؤامي كمان وماحدش فينا يعرف حاجه عن التاني ، طب ليه يعملو فين كده ، ذنبنا احنا ايه ندفع تمن اخطائهم ومشاكلهم ، ليه نفترق بالشكل ده ليه ، ليه انكتب عليا اعيش يتيم وهو حي يرزق ، رغم وجود بابا فى حياتي الا ان كنت حاسس بيني وبين نفسه انه مش ابويا وان ليه افضال كتير عليه ، كفايه انه هو اللى رباني وطلعني دكتور ناجح ، وايسل ذنبها ايه تعيش بعيد عن والدتها وتدوق إحساس الحرمان ليه يقسو علينا كده ليه ، مافيش مبرر للى هم عملوه معايا ومع اختي ، مافيش أي حق انهم يظلمونا بالشكل القاسي ده ، ومشاعري اتجاه ايسل كانت ايه ، أنا كنت ممكن أحب اختي واتعلق بيها بشكل مرفوض "
لم تعد قدماه تقدر على السير ، فجلس على جانبي الطريق ، اعلى الاريكه الموضوعه على جانب الرصيف وظل ينظر لحركه مرور السيارات امامه واكتفى بالصمت والتتطلع حوله بقلب شارد ...
+
"""""""""""
+
صفا سيارته اعلى جبل المقطم فهذا المكان من اختيارها .
نظر لها بقلق : ليه اصريتي نيجي هنا وفى الوقت ده ، احنا بالليل ولو حد شافنا هنتفهم غلط
ترجلت من السياره أولا فلحق بها .
وقفت اعلى الجبل تنظر للفراغ ثم عادت تنظر اليه بحزن
- بحب اقعد هنا كتير مع نفسي ، كل لم أكون مخـ.ـنـ.ـوقه باجي هنا وبخرج كل اللى جوايا
وقف جانبها بصمت لينصت لها
زفرت بقوه ثم طلبت منه الجلوس اعلى الرمال ، وجلسو سويا
+
استجمعت قوتها وهى تتحدث عن الوجع الساكن بقلبها
- سالتي قبل كده ليه بتصرف بتهور وليه عايزه اكسر بابا بتصرفاتي ، كنت غـ.ـبـ.ـي وأنا بتصرف بطيش بعمل أي حاجه عشان اوجع بابا واكسره بيه ، وأنا كنت باذي نفسي قبله ، عارف ليه ؟
تنهدت بحرقه وانسابت دمـ.ـو.عها :
- عشان بابا اتجوز على ماما وهى كانت مريـ.ـضه وفى اخر ايامها ، وهي ماستحملتش وبعد وفاتها جاب مـ.ـر.اته تعيش معانا وتاخد مكان ماما فى حياتنا بس أنا رفضت وسبت البيت وقعدت عند خالتي ، خالتي عرفتني ان هو سبب وفاه امي مش المرض ، أتخلى عنها فى اكتر وقت كانت محتاجه لوجوده جنبها يدعمها ويواسيها ويخفف عنها الوجع والالم ، مش يتجوز ويكسرها ويجرحها بالشكل ده ، عشت فتره عند خالتي وبابا رفض افضل عندها جابني بالاجبـ.ـار بيته واتحمله هو ومـ.ـر.اته وقتها قررت انتقم لموت امي ومن وقتها مش بحب اقعد فى البيت عشان كده اتعرفت على شله صحاب تافهه وطايشه وماحدش بيحاسبهم وبقيت أعمل اى غلطه عشان اتسجن وهو يخسر اسمه وسمعته ، وعشان كده اترهنت مع غدير على سرقه عربيه وأنا قبلت عشان السرقه هتكون كبيره ماينفعش حد يتنازل عن حقه وقتها ، وقابلتلك انت فى طريقي وفوقت لنفسي لم الحـ.ـيو.ان اللى اسمه غدير استغل الكره اللى جوايا لبابا وفكر ان بنت سهله وساذجه وحاول يعتدي عليا بس وجودي وقتها انقظني ، بجد أنا متشكره ليك جدا ، انت النور اللى ظهر فى حياتي فجاه ونور العكمه اللى كنت عائشه فيها .
+
التقط كف يدها بين راحه يده ونظر لها بحب
- عايزه اقولك ان جنبك مـ.ـا.تخفيش وهساعدك تغيري من نفسك وتنسي خالص البنت الطايشه اللى عايزه تنتقم من ابوها ، انتي لا يمكن تكوني بتكرهي ابوكي
+
- نفسي انسي الماضي بوجعه ، بس صعب اشوف الست اللى خدت بابا مني ومن ماما واتقبلها كده فى حياتي عادي ،كده هكون بخون ماما
+
- انتي واجهتي باباكي بكلام خالتك ده
- لا
- يبقي انتي غلط يا سماء لازم كنتي تتكلمي معاه وت عـ.ـر.في ايه وجهة نظره وليه عمل كده ، ممكن خالتك وصللتك غلط او تكون مش عارفه ولا فاهمه ايه اللى حصل ، بلاش تحرمي نفسك من وجود ابوكي فى حياتك وهو لسه عايش ، صدقيني هيجي وقت وتنـ.ـد.مي وتتمني بس قربه منك ثانيه ، هتتمني تحـ.ـضـ.ـنيه ولو لحظه وساعتها هتفوقي على صدمه خسارتك ليه هو كمان وانتي حتى ماحستيش بحـ.ـضـ.ـنه ولا حبه ، بلاش تضعي أجمل لحظات عمرك تعشيها بقرب ابوكي ، بلاش تعيشي اليتم ووالدك لسه موجود جنبك
+
ابتسمت له وهى تخبره
- ت عـ.ـر.في ان اول مره احس بحـ.ـضـ.ـن بابا ليا وخوفه وقلقه عليه ، امبـ.ـارح بابا حس بتغيري وحـ.ـضـ.ـني جـ.ـا.مد ، كنت كل مره هو يقرب مني أنا بصده وابعد ، لكن امبـ.ـارح كنت محتجاله اوى واتمسكت بحـ.ـضـ.ـنه اوي وماعملتش حاجه غير دمـ.ـو.عي نزلت وبس ، كمان ماسبنيش فضل جنبي ونمت فى حـ.ـضـ.ـنه
+
ابتسم لسعادتها : وأنا من رائي تتكلمي مع باباكي مش يمكن خالتك فهمتك غير الحقيقه
+
- وايه مصلحه خالتو تعمل كده
↚
اشرقت شمس يوم جديد ليعلن عن بدايه يوم جديد في حياة كل منهما ، سوف يحدث تغير جذري لبعض الاشخاص ...
+
عاد ماجد من اسوان وظل طوال رحلته على متن الطائرة وهو يتجنب النظر إليها او الحديث معها ، منما زادها غضبا من ذلك الشخص الذي يتجاهلها عن عمد ولا يكترس لوجودها ..
وعنـ.ـد.ما هبطت الطائره ودع الفوج الروسي واستقلوا حافله تقلهم الى الفندق وغادر هو المطار بسيارته الخاصه دون ان يعرض عليها ايصالها هى الآخرى ..
+
نظرت لاختفائه بسيارته وهى تهز رأسها باسي
- أنا بقول ان قليل الذوق من اول لم قابلته وكل تصرفاته تثبت ، يارب صبرني هتحمل الشغل معاه ازاى بعد عجرفته دي
غادرت المطار أيضا وهى تستقل اوبرا لتصل الى منزلها وتدثر نفسها داخل فراشها فهى بحاجه الآن للنوم بعد ما عانته بأسوان ....
"""""""""
احضرت حقيبه ملابسها واغلقتها ثم توجهت الى الأسفل لتودع عائلتها التى سعدت بقربها منهم خلال الايام القصيره التى عاشتهم بهذا المنزل الملئ بالدفء والامان والاحتواء والحب.
تركت رؤى تنعش جسدها داخل المرحاض وهبطت الدرج لتلتقى بزوجه عمها ، وجدتها بالمطبخ تعد طعام الإفطار ، كانت تراقبها بابتسامتها الرقيقه ، وفجاه استمعت لصوت اقدام تقترب ، لتجد ماجد يدلف لداخل الفيلا ويغلق الباب خلفه ويسير من جانبها دون ان ينظر لها وكانه لم يراها من الأساس .
نظرت له وهو يبتعد عنها ويصعد الدرج ، فقد تبدلت ابتسامتها لحزن ، ولكن ارادت ان تذهب اليه ونتحدث معه وتخبره بانها سوف تعود الى موطنها وحياتها بفرنسا من جديد ...
+
""""""
عنـ.ـد.ما دلف غرفته ، ترك حقيبه ملابسه بجانب الباب ونزع ساعته ووضعها اعلى منضده الزينه واخرج متعلقاته الشخصيه اعلى المنضده وهاتفه أيضا ، ثم القى بسترته اعلى المقعد وشمر عن ساعديه ليهوي بجسده اعلى الفراش ويزفر انفاسه باختناق ، فهو الان يشعر بالضيق ..
+
استمعت لطرقات رقيقه تصدر عن باب غرفته ليبتسم برضا فقد ظن بان تلك الطرقات تخص شقيقته الصغري ، فاعتدل عن الفراش وجلس ينتظر قدومها بابتسامه
" أكيد رؤى وهتدخل تعملي تحقيق زى المحقق كونان "
- ادخلي يا كونان
دلفت بهدوء تنظر له بتوجس ، وقفت امامه بصمت .
طالت النظارات بينهم وتحدث ماجد بحده
- انتي جايا اوضتي عشان تفضلي ساكته كده كتير ، فى ايه لتتكلمي لتخرجي .
+
ابتسمت له بحزن وانسابت دمعه حارقه من فيروزيتها عجزت عن اخفائها ، تلك الدمعه جعلت قلبه يرق لتلك الصغيره
فتحدث برفق : انتي بتعطي ليه دلوقتي ؟
- كنت اتمنى ان يكون لي شقيق اكبر وعنـ.ـد.ما أتت الى هنا علمت بوجود شقيقين ، تمنيت ان اصبح بمكانه رؤى داخل قلب كل منكما ، والتمس الفقد الذي عانيت منه طوال حياتي ، ولكن خاب الامل داخلي عنـ.ـد.ما لم تحتويني وتضمني لصدرك باول لقاء جمع بيننا ، علمت وقتها بأني غريبه عنك وسقف احلامي تبعثرت كما تبعثرت مشاعري أيضا ، كنت ارء بك الشقيق الاكبر الذي يغمدني بحنانه ويقترب مني ويستمع اليه واذا اغصبني احد يجلب لي حقي ولا يجعل دمعتي تزرف ويقولي لي ، لا تبكي أنا موجود جانبك ، لا تغصبي أنا معكِ ، لا تحزني ولا تجعلي الحزن يسكن قلبكِ ، تمنيت الكثير والكثير ولكن لم أجد كل هذه الامنيات لم تتحقق ولذلك أردت ان اودعك قبل اناغادر واعوده من حيث اتيت .
دارت وجهها لتغادر الغرفه بدمـ.ـو.ع صامته الى ان استوقفها صوته الحاني
تسمرت مكانها عنـ.ـد.ما أستمعت لتلك النبره الحانيه بصوته وهو ينطق اسمها لأول مره ..
- ايسل تعالي هنا
التفت لتنظر اليه قبل ان ترحل ولكن تفاجئت بانه يفتح لها ذراعيه ويبتسم لها وهو يرفع حاجبيه ويهز براسه بايمائه بسيطه ، دعوه صريحه منه بانه يريد احتضانها ..
+
علت الابتسامه ثغرها الرقيق وركضت لتعانقه باحتياج لذلك الحـ.ـضـ.ـن الدافئ ليعوضها عن كل ما عانته بتلك الايام الماضيه ، احتضنها بحنان اخوي فقد لمست قلبه بتلك الكلمـ.ـا.ت التى تفوهت بها وعلم بانه كان يقسو عليها وهى لن تستحق تلك القسوه الساكنه بقلبه فما ذنبها ليتعامل معها بغضبه وليس بحنانه فهى مثل صغيرته رؤى التى لم يتحمل رؤيه دمـ.ـو.عها تنساب بسبب معاملته لها .
شـ.ـدد فى احتضانها ومسد برفق على خصلاتها الشقراء ثم ابعدها عنه برفق لينظر لها بحنان
- أنا بضعف قدام دمـ.ـو.ع رؤى وانتي عندي زي رؤى ، مـ.ـا.تعيطيش تاني بسببي ، أنا آسف انتي مالكيش ذنب باللى بمر بيه ، حقك عليا ممكن مـ.ـا.تزعليش مني ومـ.ـا.تمشيش بسببي وبعدين أنا اخوكي الكبير فعلا
ابتسمت بسعاده بسبب تلك الكلمـ.ـا.ت البسيطه التى بدلت حاله الحزن التى سيطرت عليها لفرح
- أنا هسافر مش عشانك عشان ظروف عملي ، سوف اشتاق إليك
- وأنا كمان هشتاقلك ، بس قوليلى مين بقى مزعلك وأنا همحيه من على وش الدنيا حتى لو كان الجن الأزرق
جحظت عيناها بصدمه : من ؟
- أيه ده مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش الجن الأزرق ولا أنا وحياتك ، بس معناها أي كان مين زعلك انا مش بسامح فى حق اللى يخصني وبتحول فى ثانيه ، لازم ت عـ.ـر.في إن اخوكي بجد وفي ضهرك كمان ولو حد ضايقك هجبلك حقك حتى لو مين فاهمه
- لا يوجد احد هذا مجرد حديث
وضع كف يده اعلى رأسها وهو يحرك خصلات شعرها برفق
- خلي بالك من نفسك وأنا بنفسي هوصلك المطار ، هغير هدومي بس
غادرت غرفته وهى سعيده بعدما استشعرت الصدق بحديثه وعلمت الان بانها حصلت على اشقاء حقيقيين سيظلوا جانبها للأبد ...
""""""""""
اما عن حياه فعنـ.ـد.ما عادت لمنزلها وجدت شقيقها يهم بالمغادره
عنـ.ـد.ما راءها امامه شعر بالارتياح واقبل عليها يضمها لصدره
- واحشتيني يا يويو
- انت واحشتني اكتر يا دوك
ابتعد عنها ورفع يده يمسك بذقنها : قوليلى اخبـ.ـار الشغل مبسوطه فيه
تنهدت بقوه عنـ.ـد.ما تذكرت ماجد وابتسمت لشقيقها باطمئنان
- الحمد لله الشغل تمام وكمان اسوان بلد جميله جدا واستمتعت هناك اكتر من الفوج السياحي وربنا
- طيب يا حبيبتي ، انا عندي شغل ولم ارجع نبقى نتكلم
- تمام ، بابا وماما فى البيت
- لا بابا طبعا فى المستشفى ، لكن ماما موجوده ، سلام أنا بقى احسن بابا فى الشغل مايعرفنيش
+
- سلام يا حبيبي ، الله يقويك .
+
ودعت شقيقها لتدلف لداخل المنزل تبحث عن والدتها لتجدها تقف بالمطبخ دلفت بهدوء وهى تسير على اطراف اصابعها بعد أن خلعت حذائها واقتربت من والدتها باشتياق تعانقها بقوه من الخلف وهى تصرخ بسعاده
- واحشتيني يا مامتي اوووى
- حمدلله على سلامتك يا قلبي ، انتي اللى واحشتيني اوى وكان روحي ردت ليه دلوقتي ، البيت كان وحش اوي من غيرك يا حياه ، شوفيلك حل سفر تاني لا مش هفضل قلقانه عليكي طول الوقت يا بنتي
قبلت وجنتها وهى تبتعد عنها
- ماما حبيبتي ده شغلي ومعلش يا جميل مع الوقت هتتعودي
نظرت لها زينه بقلق وتحدثت بانفعال
- بقولك ايه تشتغلي زي ماانتي عايزه لكن هنا فى القاهره وبس سفر تاني ممنوع ، تبقى مرشـ.ـده على عيني وراسي لكن هنا فى البلد دي
↚
كانت تشعر بالحزن بعدما فارقتها ابنه عمها وجد نفسها وحيده فجلبت اغراض الرسم وجلست بالحديقه بعدما ثبتت الحامل الخشبي بالارض ووضعت أعلاه اللوحه الخشبيه وامسكت بالفرشاه وبدءت تنقش بعض الرسومـ.ـا.ت اعلى اللوحه بعشوائيه فقد كانت تعبث باللون وتشعر بالضيق بسبب رحيل ايسل ..
+
صفا سيارته امام الفيلا وترجل منها متجها للداخل ، نظر حوله بترقب ،فوقعت عيناه على فتاه منشغله بالرسم ، دقق النظر إليها ، وسار بخطوات ثابته ليتحدث معها ، عنـ.ـد.ما اقترب منها فلم تشعر به .
وقف خلفها يتطلع لتلك الرسمه وهو يضيق مابين حاجبيه وفجاه أستمع لصوتها الغاضب وهى تتحدث بحزن كادت ان تبكي
- ايه العك اللى أنا بعمله ده
+
شقت الابتسامة ثغره عنـ.ـد.ما أستمع لكلمـ.ـا.تها الغاضبه ، فرغم كونها غاضبه الى انها تحدثت بمرح .
+
تأفافت بضجر ولملمت خصلات شعرها البينيه المتناثره وعقصته لاعلى ووضعت به فرشاه الألوان لتمسك به وظلت تنظر لتلك اللوحه التى امامها وهى تتنهد وقررت ان تذهب لغرفتها تحاول اشغال نفسها باي شيئا اخر فليس لديها مزاج للرسم الان ..
وعنـ.ـد.ما ادارت وجهها لتسير فى طريقها ،شهقت بصدمه وارتدت للخلف
- ايه ده انت مين
+
لم يستطيع منع نفسه فابتسم على مظهرها ودقق النظر يفترس ملامحها البريئه
" فقد كانت تمتلك بشره بيضاء بوجه مستدير ،عينان زيتونيتين وتمتلك شعر بني طويل تتركه مموج خلفها "
شعر بالشبه بينها وبين شقيقته وتسأل داخله :
- هل تمتلك ملامح والدها فهي كثيره الشبهه من ايسل ، وهل ايسل تشبهه والدي أيضا ؟ فاذا كانت تشبهه والدها ، فهل هو أيضا لدي شئ مشترك بينهم ؟
+
عنـ.ـد.ما طال صمته ، عادت تنظر اليه بقوه ونتحدث بجديه
- انت مين وايه دخلك هنا ؟
فاق من شروده وهو يمسح على خصلات شعره
- أنا دكتور اسر مع ايسل فى المستشفي
عادت لمحه الحزن تسكن ملامحها عنـ.ـد.ما ذكر اسم ايسل وتحدثت بحزن
- ايسل سافرت
وقعت الكلمه عليه كالصاعقه ونظر لها بصدمه
- سافرت فين
- بـ.ـاريس ، رجعت لحياتها هناك
- ليه ؟
- هو ايه اللى ليه ، في حاجه يا دكتور ولا ايه
تحدث بحزن :
- ليه تسافر فى الوقت ده بالذات ليه ؟
شعرت بحزنه ولم تفهم بعد لم يرفض سفرها وظنت انه يكن لها مشاعر دفينه
- قولتلي اسمك ايه
- اسر
هزت رأسها بالايماء ونظرت له بتفحص هيئته وتذكرت عنـ.ـد.ما قصت عليها بانها تعرفت على اصدقاء جدد واخبرتها أيضا باسمائهم ولكن المحقق الذي داخلها جعلها تنظر اليه وتحاول استدراجه بالحديث .
- طب اتفضل اقعد يا دكتور ، واقف ليه اتفضل اتفضل
+
جلس بالفعل فلم يفق من صدمه سفرها بعد
+
وجلست هى أيضا بالمقعد المقابل له
- ايسل قالتلي فعلا انها اتعرفت على اصدقاء جديده بس مـ.ـا.توقعتش ان يكون فى حاجه اكبر من الصداقه
رفع حاجبيه باستغراب وعلم ما ترمي اليه من كلمـ.ـا.ت فما كان منه الا انه ضحك بقوه ، جعلتها تنظر له بصدمه وعدم فهم ، فما المضحك في ذلك ..
استرد انفاسه عنـ.ـد.ما انهى نوبه الضحك
- وانتي بقى تبقي بنت عمي ولا اختي انتي كمان وعادت نوبه ضحك أخرى
ولكن رؤى اتسعت عيناها بصدمه ولم تفهم عن ماذا يتحدث
- مين اخت مين ولا بنت عم مين مش فاهمه ، هو حضرتك تعرف ايسل بجد ولا جاي العنوان غلط
سحب شهيقا قويا ثم زفره بقوه اكبر واخرج من جيب سترته بطاقته الشخصيه والقاها امامها وهو ينطق باسمه
- اسر هاشم عبدالعزيز الراسي
- نعم
التقطت بطاقته وهى تنظر له فوجدته جاد بحديثه وبالفعل اسمه مطابق تماما باسم ايسل واسمها هى الأخرى مع اختلاف اسم الاب فقط
- ده بجد ، يعني انت فعلا اخو ايسل وابن عمي ، بس ازاي وايسل ماعندهاش اخوات هى وحيده ، طب هى تعرفك مش بتقول معاها فى المستشفي
لم يستطيع الاجابه على تسالاتها فقط اكتفئ بسؤاله
- ممكن أقابل عمي ؟
+
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر ولمحت داخل مقلتيه البندقيه الحزن فتنهدت بحزن وهى تهز رأسها باسي .
- بابا موجود اتفضل معايا
+
ظل واقفا مكانه
- لا افضل انتظر هنا لم تديلو خبر بوجودي
تركته بالحديقه لتدلف لداخل الفيلا ركضا وتنادي باعلى طبقات صوتها مناديا والدها
- باباااا. ، يا باااابااا بابا
تركت والدتها المطبخ واقبلت على ابنتها لتعلم لما تلك الثوره
فى ذلك الوقت خرج زيدان من غرفه مكتبه ينظر لابنته بقلق
- في ايه يا بنتي ، بتصرخي كده ليه ، حد جراله حاجه
وقفت تسترد انفاسها بهدوء ثم ا قتربت من والدها لتقف امامه وتحدثه باضطراب وهى تشير بيدها للخارح
-في واحد بره فى الجنينه عايز يقابلك
- كل الدوشه دي والغاغه اللى انتي عملاها عشان واحد عايز يقابلني
- ماهو مش أي واحد يا بابا ، ده بيقول انه اخو ايسل وابن عمي ، وكمان أنا شوفت بطاقتك وهو فعلا ابن عمي
جحظت عين زيدان وتحدث بصدمه
- اسر ابن هاشم
هزت رؤى رأسها بالايجاب
- ايوه يعني بجد بقى هو ابن عمي ، بس ازاى وليه ماحدش يعرف بوجوده
غادر زيدان الفيلا كالاعصار ليلتلقى بابن شقيقه ولحقت به زوجته وابنته أيضا ..
تنظر زيدان حوله بترقب فلم يجد احدا امامه ثم نظر الى إبنته
- رايح فين يا رؤى
- كان هنا والله يا بابا وطلب يقابلك وسبته هنا عند اللوحه اللى كنت برسمها
زفر بضيق ودار حول نفسه
- امال راح فين بس ، ليه مشي تاني
- لم عرف ان ايسل سافرت ملامح وشه اتغيرت وحسيت بحزنه اوي
اغمض عيناه بحزن وجلس مكانه ووضع كفيه تحتضن راسه وهو يتحدث بالم
- يعني اسر عرف كل حاجه ، الدور على ايسل لازم تعرف هى كمان
ربتت ديما بيدها على كتف زوجها
- اتصل على هاشم يا زيدان ، لازم الوشوش تتلاقى بقى ، عشان خاطر الولاد مالهمش ذنب فى البعد كفاياهم فراق بقى .
جلست رؤى بجانب والدها
- طبعا لازم اعرفه بس ليه اسر مشي من غير مااشوفه ليه ، يارب استرها معاه يارب
- بابا هو قالي ان كان مع ايسل فى المستشفي ، يعني ايسل عرفاه ، بس واضح من كلامه انها مـ.ـا.تعرفش انهم اخوات
نهض زيدان من مقعده ودلف لداخل الفيلا يختلي بنفسه داخل مكتبه بعدما اخبرهم بانه يريد ان يجلس وحده ولا احد يقاطعه ..
"""""""""""
اما عن اسر فبعد ان هاتفه شقيقه ليخبره بوضع والدته الصحي الذي تاذم وانتقلت للمشفى ، فترك منزل عمه على الفور ليقود سيارته بسرعه جنونيه متوجها الى المشفى كما اخبره شقيقه ...
+
"""""""
داخل مشفى نبض الحياه
+
نظر على الى شقيقه عمر بغيظ
- ايه الجنان اللى بتعمله ده ، ازاى تجيب اخوك بالطريقة دي
عمر بلامبالا
- اسكت انت مش فاهم حاجه ، كده أنا صح ، اسر مش هيزعل من ماما وهى تعبانه وكمان هنشوف اختنا يا مغفل ولا انت مش نفسك تشوفها
- نفسي طبعا ، بس مش بالطريقة دي
- ماما كمان من حقها تشوف بنتها، وكمان ماصدقت بابا نزل ونفذت كلامي على طول ، واول لم قولتلها بلاش تاخد جرعه الانسولين ونروح المستشفي عشان تقابل ايسل ، ماما عجبتها الفكره نفسها تاخد بنتها فى حـ.ـضـ.ـنها ، اتحرمت منها سنين ، خليك جنب ماما بقى وأنا هسال عليها تمام
نظر علي بحزن لوالدته الفاقده للوعي اثر ارتفاع السكري ولم تاخذ جرعتها المعتاده ، وجلس امام مقعدها يمسك بكفها يقبله بحب ويدعو الله بان تسترد وعيها
- يارب تقوم بالسلامة ومـ.ـا.تتاذيش يارب ، مش عارف ليه طاوعت المـ.ـجـ.ـنو.ن ده فى اللى بيفكر فيه .
↚
صباح جديد يحمل الكثير من المفاجئات منهم السار والصادم على بعضهم ..
+
بعد ان انهى حديثه مع صديقه عاد الى المشفى ليطمئن على الوضع الصحي لوالدته ، وجد والده نائم بجانبها اعلى الاريكه الموضوعه بالغرفه وبحث عن اشقائه فلم يجدهم ، ترك الغرفه وإجرا اتصالا هاتفيا بشقيقه وعلم بانهم عادو الى المنزل بأمر من والديهم ، أغلق الهاتف معهم وقرر اشغال نفسه بمتابعه عمله ، وبالفعل توجه الى غرفه رامي ليفحصه بعد أن ارتدي ملابسه الخاصه بالمشفى وارتدى المعطف الطبي وضع السماعه اعلى عنقه ووقف امام غرفه رامي يطرق الباب أولا ثم دلف بهدوء ..
- صباح الخير ، عامل ايه دلوقتي
+
كان وجهه عابثا واجاب باقتضاب وهو يزفر تنهيده قويه:
- تمام
اقترب اسر منه ليضع السماعه اعلى صدره ليفحص اسقرار نبضاته ، بعد لحظات نزع السماعه من اذنيه ونظر له بتسأل
- أنا مش من حقي ادخل بس واجبي كطبيب اعرفك ان الحاله النفسيه بتاثر على صحه قلبك ، وشايفك دلوقتي حزين رغم ان العمليه الحمد لله ناجحه وحضرتك بخير دلوقتي ، لو محتاج دعم نفسي هنا فريق متخصص فى المستشفى ويقدر يساعدك
رفع احدي حاجبيه باستنكار لحديثه
- بس أنا مش محتاج لدعم نفسي ، بس أنا مش عايز افضل هنا ، ينفع اخرج
- آسف مش هقدر احدد ده ، عشان مناعتك وحالتك الصحيه ممنوع تسيب المستشفى على الاقل كمان اسبوع
زفر بضيق وحاول اغماض عيناه ولكن ظلت ساكنه بين جفونه كلما أغلق عيناه يرا نظرتها الحزينه التى رمقته بها قبل ان تبتعد عنه ..
غادر اسر الغرفه وجد شابين يقدمو عليه برفقه احدي الممرضات
- دكتور اسر ، الاساتذه بيسئلو عنك
نظر لتلك الشخصين ثم نظر إليها
- شكرا يا كامله ، اتفضلي انتي
بعدما غادرت الممرضه تطلع له ماجد ومعتز باهتمام
تحدث اسر بجديه
- تحت امركم ، اقدر اساعدكم بايه
ابتسم له معتز وهو يمد يده يريد مصافحته ويخبره باسمه
- معتز زيدان الراسي
جحظت عين اسر وهو يصافحه بصدمه
وعنـ.ـد.ما اقترب ماجد لمصافحته اخبره باسمه هو الاخر
- وأنا ماجد ، احنا ولاد عمك ومش هينفع نتكلم هنا ، ممكن نخرج نروح اي مكان عشان نتكلم على راحتنا
هز راسه بتفهم واستاذنهم ليبدل ثيابه ويستاذن ادارة المشفى بذهابه ..
"""""""""
طرق باب مكتبه وبعدما اذن له راؤوف بالدخول
دلف لداخل وهو يشعر بالتـ.ـو.تر
تحدث راؤوف بجديه
- تعالى يا اسر ، طمني على والدتك ، عامله ايه
- الحمد لله يا دكتور بخير
- طب مالك قلقان كده ليه ، في حاجه
- كنت محتاج استاذن حضرتك ساعتين بس ، عندي مشوار مهم ولازم اعمله ، ده بعد اذن حضرتك طبعا
تفهم راوؤف الوضع
- حاتم قلي على اللى بتمر بيه دلوقتي
- ها
- مـ.ـا.تستغربش كده حاتم ده يبقي صديق عمري ، المهم أنا مقدر حالتك وممكن تاخد اجازه يومين تلاته ، تريح فيهم اعصابك وترجع لشغلك بذهن صافي كده وتركز يا حبيبي فى اللى جاي والماضي أرميه ورا ضهرك
- هحاول ، متشكر لحضرتك على تفهمك موقفي ، أنا فعلا مش قادر اركز ومحتاج اجازه
- خلاص مافيش مشكله اكتب اجازه وهمضيلك عليها واتفضل دلوقتي روح مشوارك
قرر شكره ثم غادر مكتبه وابدل ثيابه وتوجه الى حيث يوجد أبناء عمه ، ثم غادرو المشفى جميعا واستقلوا سياره ماجد لينطلق بها الى مكان ما على النيل بعيدا عن الجميع ليتحدثون بـ.ـاريحه ويتبادلون التعارف بينهم ، فالان اصبح لديهم فردا جديد بعائلتهم ...
"""""""
+
ببـ.ـاريس ...
+
ظلت طوال الليل تفكر بحديث والدها وانتظرت بزوغ الشمس لكي تتحدث معه لتعلم ما هو الماضي الذي يتحدث عنه ويخشي ان اعلم به ؟؟ ..
ولكن عنـ.ـد.ما ابدلت ملابسها وغادرت غرفتها لتلتقى به فى الصباح على مائده الافطار كعاده كل يوم ولكن تفاجئت بعدم وجوده ..
- اجين
أتت إليها اجين عنـ.ـد.ما استمعت لمنادتهه
- صباح الخير حلوتي
- صباح الخير اجين ، اين داد
- غادر قبل قليل وذهب الى عمله ، اجلسي لتتناولين طعامك قبل ان تذهب لعملك انتِ الاخرى
هزت رأسها بضيق
- لا اريد
شعرت اجين بحزنها فاقتربت منها تمسد برفق على شعرها
- ما بكِ يا صغيرتي
قبلتها من وجنتها قبل ان تغادر الفيلا
- لا يوجد شئ ، علي الذهاب الان ، الى اللقاء
حملت حقيبتها اعلى كتفيها وسارت فى طريقها الى ان استقلت بسيارتها لتقودها متوجهه الى المشفى وهى مازالت شارده بحديث والدها الغامض ...
"""""""
عوده الى القاهره
+
بداخل كافيه على النيل جلسوا ثلاثتهم حول الطاوله الى ان اتى النادل
- تحت امركم يا افنـ.ـد.م ، تحبو تطلبو ايه
+
تحدث ماجد بابتسامه وهو ينظر لاسر
- قهوتك ايه يا اسر
رفع مقلتيه البندقيه لتتعلق بمقلتيه ماجد الزيتونيه شعر داخلهم بالأمان فابدله الابتسامة
- مظبوط
عاد ماجد ينظر لتلك الشاب
- يبقى 3 قهوه مظبوط من فضلك
هزراسه بالايجاب وانطلق ليحضر القهوه
+
تحدث ماجد وهو يربت على كف اسر
- قولي يا اسر لم جيت تقابل بابا ليه مشيت من غير مـ.ـا.تقابله ، فى حاجه حصلت
تنهد بعمق وهو يخبرهم بتعب والدته المفاجئ واتاه اتصالا هاتفيا من شقيقه ليخبره بنقل والدته الى المشفى الذي يعمل بها
+
+
معتز بدهشه : انت عندك اخوات
ابتسم اسر وايمى براسه : علي وعمر تؤام 18 سنه
اكمل معتز بمرح : دي ايسل هتفرح اوي ، كان نفسها فى اخ ربنا رزقها بتلاته هههه ارزاق
ابتسم كل من اسر وماجد على حديث معتز
- فعلا ايسل كانت حاسه انها وحيده وماخبيش عليك يمكن لم شوفتها مااعتبرتهاش اختي ، بس امبـ.ـارح بس لمست قلبي بكلامها وانها شيفاني اخوها الكبير وأنا اكدت لها أن فعلا اخوها وانها مش هتبقى وحيده تاني
تحدث بانكسار : بقالها اسبوع قدامي واول لم تبعد اكتشف انها اختي ، قطعه مني ، تؤامي
- اسر احنا اخواتك احنا كمان ومعاك ولازم تعرف ان عيلتك موجوده واحنا بجد مبسوطين باننا عندنا ابن عم زيك ، عايز اقولك كمان قريب اوى هتشوف عمي هاشم وايسل ، بابا اتصل بعمي ووعده ان هينزل فى اقرب وقت ، بس لسه ايسل مـ.ـا.تعرفش حاجه ومستني يمهد لها الموضوع
- وأنا مبسوط ان عندي اخوات زيكم شرف ليا طبعا
نهض معتز من اعلى مقعده ووقف امامه جذبه لينهض هو الاخر ليعانقه بقوه وهو يهمس بقرب اذنه
- احنا ماحـ.ـضـ.ـناش ، نحـ.ـضـ.ـن بقى ههههه
تعالي فى حـ.ـضـ.ـن اخوك يا بنى عمي
شـ.ـدد فى احتضانهم والابتسامه تعلو ثغرهم بسعاده وبعد ان تناولو القهوه أستمر الحديث بينهم لعده ساعات وقرروا ان يتناولون طعام الغذاء معنا .....
↚
اقترب منها بخطواته المتبطئ ويحمل بيده ورده بيضاء ، وقف امامها مباشره وانظاره متعلقه بفيروزيتها الساحره ، ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر وعلت الابتسامة ثغره ورفع الورده البيضاء ليقدمها لها ..
- أنا يعتذر على التصرف الطايش اللى صدر مني والورده دي عشانك هى لون قلبك الابيض ، اللى واثق انه هيسامحني ويغفر لي خطئي ، ارجوكي اقبليها ..
تحدثت بغضب بسبب تهوره الدائم ، فهو غير مدرك بخطوره فعلته تلك ، فهو مازال لم يتماثل الشفاء وعليه الاهتمام بصحته اكثر من ذلك .
- لابد وانك مـ.ـجـ.ـنو.ن بالفعل ، لماذا اتيت الى هنا ؟ فمازال وضع قلبك بخطر ايها الاحمق ، انت لم تكترث لحياتك ..
اتسع ثغره بابتسامته العذبه فتلك المره الاولى الذي يراها غاضبه بهذا الشكل ، ورغم ما فعله الا انها تخشى عليه وقلقله بسبب اهماله لصحته
رفع سبابته امام وجهها الغاضب وحمره الغضب تحاوط وجنتيها منما زادها جمالا
- لأول مره بسمح لحد ينفعل عليا بالشكل ده وكمان اتهزء ، بس انتي متاح ليكِ تعملي أي حاجه وأنا راضي كمان
ضيقت عيناها وضغطت على انيابها بغيظ وتحدثت وهى تهز رأسها باسي
- انت مدرك بما تفعله الان ، الا تكف عن تلك الافعال المتهوره ، أنا أتحدث عن حياتك وانت تتحدث باشياء حمقاء
نظر رامي حوله ليتفقد المكان ثم صوب انظاره اليها.
- طب أنا تعبان وجاي من سفر وطياره وهيلمان عشان اقابلك واعتذرلك ، تكون دي مقابلتك ليا بردو يا دكتوره
انتي متعوده تعاملي المريـ.ـض بقسوه كده ، طب براحه عليا عشان قلبي لسه جديد ومش هيستحمل قسوتك عليه خالص
تسالت بدهشه :
- اتمزح معي ...؟
وضع كفه اعلى صدره لمكان قلبه وتبدلت ملامح وجهه واختفت ابتسامته
- اه قلبي مش قادر
اقتربت منه بقلق وامسكت ذراعيه لتجلسه باقرب مقعد وتنظر بتسأل عن شعوره الان .
- ما بك ،، هل تشعر بألم ؟
كان قريب منها ويرا القلق بمقلتيها وتضع يدها تفبض على معصمه تتفقد نبضه وهو شارد بتلك الفاتنه ولم يتحمل قلقها فضحك بقوه منما جعلها تنظر اليه بغضب وتبتعد عنه ولكن اقبض هو هذه المره على رسغها ليمنعها من الابتعاد
وضع الورده البيضاء اعلى خصلاتها الشقراء وثبتها بين خصلاتها برفق وتحدث بصدق
- قلبي هيتعبني بجد لو جاذفت بحياتي وخاطرت عشان بس اشوفك واعتذر بجد عن اللى حصل ، وبكرر اسفي ، أنا قبل لم اشوفك كنت فعلا طايش وبتصرف دون تفكير ، وماكنتش باهتم بصحتي دي خالص ، هتصدقيني لو قولتلك إن ماكنتش عايز القلب الجديد ده ولا عايز اكمل حياتي
- اترك يدي وسوف اصغي إليك
رفع تلك ذراعيه امامها
- سوري ، ثم تابع حديثه وهو يرسل إليها غمزه لتجلعها تبتسم على ذلك الاحمق كما نعته
ممكن ترضي عني ، قوليلي انك مش زعلانه خلاص
جلست جانبه وهى تصوب انظارها اتجاهه وتتفوه باخر كلمـ.ـا.ته بثقل
-مش زعلانه خلاص
- لا ده احنا عدينا بقى ، كمان بتتكلمي زي ، بس بصراحه طريقتك فى الكلام تاخد العقل
↚
سرد والدها على مسامعها كل شيء متعلق بالماضي وهى تنصت إليه غير قادره على الحديث .
فقط تنظر اليه بألم وتنساب دمـ.ـو.عها بصمت ، بعدما انهى حديثه جذبها لصدره ليخفف عنها حزنها ويطلب منها ان تتحدث ، تعاتبه ، تلومه ، تحمله ذنب كل شيء ، لا يريدها صامته بهذا الوضع المحزن ، الذي اوقد النيران داخل قلبه فلم يتحمل رؤيتها بهذه الحاله .
- اتكلمي يا قلبي ، قولي أي حاجه بلاش تسكتي كده ، سكوتك بيقـ.ـتـ.ـلني يا ايسل
حاسبيني عن اللى فات وأنا راضي .
ابتعدت عنه بلطف وكفكفت دمـ.ـو.عها وزفرت انفاسها بمراره الألم الساكن داخلها واعطته ظهرها لتتحدث بصوت مبحوح
- عايزه افضل لوحدي
+
انصاغ لمطلبها فهو يعلم بابنته إذا حزنت تختلي بنفسها ولا تتحدث لاحد وهذا الطباع ورثته منه ، غادر غرفتها بحزن وتوجه الى عرفته هو الاخر ليحاسب نفسه على ما توصلت إليه الامور ، يعلم بان اطفاله هم اللذين يجنو ثمار ما حدث بالماضي ، هم اللذين يدفعون ثمن الفراق الان ويتضرعو مراره الفراق ...
+
"""""""""""
ظلت تجوب الغرفه ذهابا وايابا غير مدركه فمازالت الصدمه عالقه بعقلها وترفض تصديق ما حدث قبل قليل ، الى ان استعابت فجاه لمصارحه والدها وجلست اعلى الفراش تحاوط وجنتيها بين كفيها وتنظر للأسفل بشرود ودمـ.ـو.عها تتساقط اعلى وجنتها بغرازه ، لم تتوقف عن البكاء بلا تزداد دمـ.ـو.عها وتزداد شهقاتها المكتومه ، تريد أن تستيقظ من هذا الكابوس ، تأمل بانها داخل حلم يقظه فهى لم تستوعب تلك الحقيقه القاسيه ..
"""""""
استعد لمقابلتها وارتدى بنطال اسود يعلوه قميص اسود أيضا ويشمر عن ساعديه ويترك اول ازاره مفتوحه ، هنـ.ـد.م ملابسه ومشط شعره ورفعه لاعلى قليلا ،ونثر عطره المفضل ، ثم حمل هاتفه وهو يغادر غرفته داخل الفندق واثناء سايره قرر مهاتفتها ليخبرها بانه قادم إليها ..
وضع الهاتف اعلى اذنه بعدما ضغط زر الاتصال ، أستمع لرنين الهاتف عده مرات ولم تجيبه ، فاكمل طريقه وغادر الفندق ليستقل سياره الاجرى التى تنتظره وينطلق السائق بعدما املى عليه العنوان ،، ليتوجه الى حيث تقطن محبوبته فقد تواعدو بالأمس بانه سوف يخرج معها للتنزه داخل شوارع العاصمه ، فى يوم عطلتها من المشفى واليوم هو اليوم الذى خطط من اجله كثيرا ، يريد ان يحدثها بمدا تعلقه بها ويامل بانها تبادله أيضا نفس المشاعر وانه تجاوز مرحله الصديق فهو يطمع بحصوله على رتبه عاشق داخل اسوار قلبها ..
كان طوال فتره مكوثه بالمشفى يلقنها دروس فى تعليم اللغه التى يتحدث بها الجميع ولم يتركها الا عنـ.ـد.ما اصبحت تتحدث مثله وبنفس طريقته ، ولا تتحدث الفصحى الا قليل ، علم وقتها بانه معلمها ويريد ان يصبح اكثر من ذلك ..
+
بعد مرور خمس عشر دقيقه كان يترجل من السياره ويعطى السائق نقوده ليغادر وهو دلف للأمام الى حيث حديقه الفيلا واخرج هاتفه مره أخرى ليعاود الاتصال بها ثانيا وكلما كف الهاتف عن الرنين يعاود المحاوله مرارا وتكرارا الى ان اتاه صوتها الخافت .
+
عنـ.ـد.ما صدع رنين هاتفها نشلها من حاله الحزن التى سكنت بها والتقطت الهاتف بانامله مرتعشه ، قرات اسم المتصل لتجيب عليه بصوتها الخافت الحزين
- رامي
+
اختفت ابتسامته عنـ.ـد.ما شعر بنره صوتها الحزين وانتابه القلق
- ايسل انتي كويسه ؟
- لا اعلم
ابتلع ريقه وشعر بانقباض قلبه وحاول سحب شهقيا بهدوء ثم زفرا بهدوء شـ.ـديد
- طيب أنا موجود عندك فى الجنينه ، مستنيكي
قال كلمـ.ـا.ته واغلق الهاتف ليتطلع حوله بقلق وهو يتنهد بعمق ويهمس داخله ماذا حدث لها ولما صوتها حزين بهذا الشكل ؟
"""""""
لم تبدل ثيابها فتركت غرفتها لتهبط الدرج وتغادر الفيلا متوجه الى الحديقه لتلتقى برامي ، شعر والدها بمغادرتها لغرفتها وعنـ.ـد.ما أسرع لتتحدث معها ، علم من اجين بانها تجلس بالحديقة مع الشاب المصري الذي أتت به الى هنا من قبل ، فعاد الى عرفته ليقف داخل الشرفه ليتطلع إليها بحزن
+
كان مصوب انظاره ينتظر قدومها الى ان اقبلت عليه بمنامتها الزرقاء ، جحظت عيناه بصدمه من اقترابها وقفت امامه وانسابت دمـ.ـو.عها بحرقه وارتمت باحضانه ليعلو صوت بكاءها ليمزق قلبه حزنا عليها وما كان منه الى ان يبادلها العناق بقوه ويربت على ظهرها برفق لكى تستكين وتكف عن البكاء .
- ليه الدمـ.ـو.ع دي ؟ ايه بس اللى حصل ؟
طمنيني انتي كويسه ؟
ظلت تشهق بقوه وهى متشبثه باحضانه ولم تقدر على التفوه بكلمه ، انتظر الى ان تهدى ثوره دمـ.ـو.عها ليتحدث معها برقه ويعلم الأمر ..
+
كان هاشم يراقب الموقف من شرفه غرفته وهو يعاتب نفسه ، فالان يرا تحطم إبنته امام اعينه ولا يستطيع أن يخفف عنها..
اما عن رامي فظل محاوطها بين ذراعيه وهو يهمس بصوت دافئ
- نهدى كده ونبطل عـ.ـيا.ط عشان افهم فى ايه ومين ابن مين فى فرنسا عشان يخليكي تنهاري بالشكل ده
اراد ان يمزح معها ليجعلها تبتسم .
ابتعدت عنه وهى تنظر له بعينيها الباكيه وتفوهت بحزن
- داد
عض شفتيه بدهشه عنـ.ـد.ما أخبرته بالمتسبب فى سقوط دمـ.ـو.عها ليس الا والدها ، هـ.ـر.بت الكلمـ.ـا.ت من بين شفتيه ثم تنهد بضيق وبلل شفتيه التى جفت بواقع كلمتها على مسامعه ، فهو يعلم بمدا العلاقه القويه التى تجمعها بوالدها ، لذلك مصدوم بانه المتسبب فى حزنها الآن ..
+
طال الصمت بينهم الى ان جذبها رامي وهو يمسك برسغها ليجعلها تجلس بالمقعد الموضوع داخل الحديقه حول الطاوله الصغيره وجلس مقابل لها ، ثم تحدث بهدوء .
-اقعدي كده واهدى وبعدين نتكلم
زفرت بقوه ووضع كفيها اعلى المنضده وهى تشبكهما بقوه وتزداد من الضغط عليهم منما جعل كفيها يصطبغ بالاحمر القان من شـ.ـده الضغط ، لاحظ رامي انها تحاول الهاء نفسها باي شيء ولا تعلم بانها بهذه الفعله تاذي نفسها ، قبض على كفيها ليجعلها تكف عن هذا
+
- ايسل انتي كده بتاذي ايدك وانتي مش حاسه ، ارجوكي اهدي وقوليلى حصل ايه لكل ده وليه زعلانه من باباكي
لوت ثغرها بضجر وتحدثت بمراره
- عشان فجاه بقى عندي ماما ، لا ومش بس كده عندي أخ تؤام كمان ، وأنا عرفت بكل ده من ساعه بس ، انت متخيل
احتلت الدهشه ملامح وجهه وجحظت عيناه بصدمه
- لا قولي كده تاني بالراحه عليه عشان استوعب
- انت لم تستوعب الأمر فماذا عنِ
- لا اتكلمي عربي عشان افهمك صح ، امال أنا بقالي اسبوع بحفظك ايه
قصت عليه ما قاله والدها إليها قبل لحظات وهى الى الان لم تستوعب حقيقه الأمر ...
""""""""""
بالقاهره
↚
منذ أن أتت الى منزل عمها وهى لم تتحدث ،، فظلت حبيسه الغرفه ، تحاول استجماع قواها عنـ.ـد.ما ترا شقيقها فماذا تفعل ؟
كانت متخبطه ومتشتته الذهن ، لذلك فضلت ان تختلي بنفسها ..
احترم رؤى رغبتها بعدم الحديث وتركتها لتهبط الدرج وهى تشعر بالحزن ، فقد تبدلت ايسل تماماً عن السابق ،، اختفت ابتسامتها ، رات شحوب وجهها وكانها لم تذق النوم منذ اعوام .
زفرت بضيق وهى تجلس بجانبيا اشقائها
- رافضه تتكلم وشكلها بجد صعب اوي ،، صعبانه عليه اوى ، حد فيكم يتكلم معاها يمكن تخرج اللى جواها
+
نظر معتز الى شقيقه : ماجد يطلع يتكلم معاها
رفع حاجبيه بدهشه : أنا
- ايوه انت يا ماجد ، هى نفس شخصيتك وماحدش هيفهمه زيك ،، انت اللى هتحاول تخرجها عن الحاله دي ، جرب كده ومش هتخسر حاجه ، مش انت خلاص بتعتبرها زى رؤى
+
- ايوه طبعا زي رؤى
نهض من مجلسه وهم بصعود الدرج الى حيث غرفتها ،لكي يتحدث معها ..
""""""""
اما عن غرفه المكتب فقد جمعت بين الاشقاء ليتبادلون اطراف الحديث ولم يكف هاشم عن الحديث الى شقيقه منذ لحظه قدومه ..
وبادله الآخر التسألات التى تدور بذهنه عن عودته ،، ومكوثه بالقاهره ،، وعن ما ينوي فعله عنـ.ـد.ما يلتقي بابنه ..
اجابه شقيقه على كل تسالاته الى ان صمت فجاه عنـ.ـد.ما حدثه شقيقه عن طفله الذي تركه وهو عمره عام واحد فقط ، والان يعود وهو شابا فى ريعان الشباب يبلغ من العمر ثلاث وعشرون عاما ..
انتابه الخوف والقلق بسبب تلك المواجهة
- تفتكر اسر هيتقبل وجودي فى حياته ، هيجري عليا ويخدني بالحـ.ـضـ.ـن ولا هيرفض الحـ.ـضـ.ـن ده ،، هيكون رد فعله ايه هيفرح ولا هيحزن لم يشوفني قدامه ،، زيدان أنا تعبان من مجرد صمت ايسل ودمـ.ـو.عها اللى شايفها فى عينيها ومش قادر اخفف عنها ،، دلوقتي مش هتحمل رد فعل اخوها كمان ،، لو رفضني أنا ممكن أموت فيها بجد مش هستحمل حزن وزعل ولادي
ضمه شقيقه وهو يمسد على ظهره بحنان
- بعد الشر عليك يا حبيبي ، الولاد بس مصدومين فى الاول ، لكن لم يستوعبو اللى حصل صدقني الامور هتتصلح وكان مافيش حاجه حصلت ،، وبعدين ماحدش فيكم غلطان لوحده ، انت وفريده غلطتو وده الوقت اللى تحاولو بقى تصلحو الغلط ده وتقربو الولاد من بعض وتقربو أنتم ليهم ، صدقني كل حاجه وليها حل ان شاء الله ، بس انت قول يارب
- يااا رب ..
""""""""""""
طرق باب غرفتها بهدوء ليستمع الى صوتها المبحوح من اثر البكاء تاذن له بالدخول ، ليدلف الغرفه ويتقدم منها لترفع هى اعينها لتلتقى بابن عمها .
حول ماجد رسم ابتسامته وهو يجلس بجانبها
- هتفضلي حابسه نفسك وحتى الكلام رفضه تتكلمي ، ليه كل ده ؟
عجزت عن البوح عما تشعر به داخلها ولكن هو تفهمها ، ليحاوطها بذراعه لتضع رأسها على صدره ويطبع قبله حانيه اعلى رأسها
- أنا حاسس بيكي وعارف انك دلوقتي متشتته ومش عارفه تعملي ايه ، عشان انتي دلوقتي بتفكريني بنفسي من خمس سنين
ابتعدت عنه لتنظر له بعدم فهم
- بفكرك بنفسك ازاى
تنهدت بقوه وتحدث بصدق
- من خمس سنين كنت لسه متخرج بقى وعندي طموح لازم احققها وطلبت من بابا استقل بشغلي لوحدي ، بابا فى الاول رفض وخاف عليه قالي ليه مش أفضل معاه فى الشركه واتعلم منه الاول ، كان شايف ان لسه صغير ومسئوليه زي دي كبيره عليا ، بس أنا رفضت واصريت على ان يكون ليه شركه خاصه بيه وكمان انافسه ، بابا فرح ان متحمس واستقلت بشغلي فعلا بعيد عنه .
فى الوقت ده كنت بحب ومتعلق باللى بحبها وعايز اثبت نفسي عشان اكون جدير بيها وهى تفتخر بيه ، المهم بعد لم شغلي بدء يمشي بقى فى السياحه قولت لازم بقى اخد الخطوه اللى كنت مأجلها ولازم اخطبها بقى وفعلا خدت عيلتي واتقدمنا وكل حاجه مشيت زى ماكنا مخططين ، اشترينا الشبكه وحجزنا القاعه وعزمنا المعازيم وكل حاجه تمام ، ويوم الخطوبه وانا وهى فى الكوشه واهلها واهلى موجودين اختفت السعاده وقتها
+
تسألت بقلق : ماذا حدث ؟
+
اكمل حديثه بحزن وانكسار :
- أعز صديق ليه كان بيشتغل فى الغردقه وجاي يحضر خطوبتي بقى وهو فرحان ليا ، اتصـ.ـد.م لم لقى البنت اللى فى الكوشه واللى هى تبقى خطيبتي ، كانت حبيبته اللى سابته عشان ظروفه الماديه وهو كان من عيله بسيطه ، مش قبلت بيه وبظروفه رغم انها من نفس المكان والظروف كانت واحده ، صاحبي مـ.ـا.تحملش وسلم عليا وكان قرر يسيب الخطوبه ويرجع شغله تاني فى الغردقه ،،
فلاش باك..
بداخل قاعه الافراح
بعد ان صافح صديقه وتفاجى بوجود الفتاه التى عشقها تجلس بجانبه ، اختفت ابتسامته وحاول الابتعاد مره أخرى ولكن لحق به ماجد .
- اياد ، استني يا بني رايح فين
+
تسمر اياد مكانه ولم يستيطع النظر داخل عينين صديقه لذلك قرر الهروب والعوده من حيث اتى ، لا يريد كسر قلب صديقه فقرر البعد
- أنا جاي ابـ.ـارك لك يا صاحبي وامشي على طول ، انت عارف شغلي بقى ، لازم أكون الصبح فى الغردقه ، ألف مبروك وربنا يتمم لك بخير
شعر ماجد بالحزن : انت يابني مش قولت هتفضل هنا يومين وبعدين مالك شكلك اتغير كده فجاه ، هو انت مش فرحانلي ولا ايه
ربت على كتفه بحب : لا وربنا فرحنالك اوي وانت عارف غلاوتك عندى يا ماجد ، انت مش مجرد صاحب ، انت أخ
حدثه ماجد بلوم : وعشان اخوك عايز تسيب خطوبتي وتمشي صح
+
- غصب عني ، انت عارف الظروف
+
لم يتركه ماجد وظل يحاول معه الى ان انسابت دمـ.ـو.ع زياد وعانقه بقوه ، منما ازداد القلق داخل قلبه
ابعده عنه برفق ونظر الى عينينه التى تزرف الدمـ.ـو.ع بصمت
- وده من ايه بقى ، قولي فى ايه بجد ، اوعى تخبي عني حاجه ، أنا مش اخوك اتكلم في ايه يا اياد
+
اخبره اياد بحزن بسبب علاقته السابقه مع تلك الفتاه التى تدعى ياسمين .
- ليه ماقولتليش انك خطبت ياسمين زميلتنا فى الجامعه
- قولت خليها مفاجأة
- مفاجاه ايه بس
تحدث ماجد بغضب : مالها ياسمين يا اياد ، انطق ، وليه لم شوفتها وشك قلب 180 درجه ، فهمني يا صاحبي ، مـ.ـا.تخليش الشيطان يلعب بدماغي
+
تنهد اياد بحزن وبتر كلمـ.ـا.ته بانفعال
- ياسمين مابتحبكش يا ماجد ، ياسمين دي اللى بسببها قررت أبعد عن هنا واشتغل فى الغردقه ،هى دي البنت اللى كسرتني وحسستني ان مش من حقي ان أحب عشان انا فقير ولا مستوايا اقل من اي حد ، حسستني ان قلبي مش من حقه يفكر يحب ولا يرتبط ، ياسمين من نفس منطقتنا وكانت جارتي وعشان كده بعدت عشان مش عايز اشوفها تاني
هز راسه بصدمه : ليه ماقولتليش انك بتحبها واحنا فى الجامعه
لوى ثغره باسي : كنت مغفل وخايف عليها ومش عايز حد يعرف بالعلاقه اللى بينا ، وهى طلبت ده كمان وأنا احترمت رغبتها ، ماكنتش اعرف انها بتستغفلني عشان تقرب منك ودلوقتي اهي معاك فى نفس الكوشه ، ماجد ياسمين مـ.ـا.تنفعكش ، انت مش تستاهل تنخدع زى ماانا اتخدعت ، انت صاحبي وأنا واجبي احذرك وانصحك .
تحدث ماجد بانفعال : أنا اللى اصريت عليك تنطق فى ايه ، يعني كنت هتمشي وتسبني مخدوع يا اياد فى الانسانه اللى حبتها واختارتها تكون شريكه لحياتي
وضع يده على كتفه برجاء : صدقني كنت هقولك بس مش دلوقتي ماكنتش عايز اكسر فرحتك
نثر يده بضيق وعاد الى حيث الكوشه لينظر لها بجديه
لتتبدل ملامح وجهها وتحاول رسم الابتسامة اعلى ثغرها لكى لا ينفضح امرها ، وهى تدعى الله داخلها ان تمر المطبخ بسلام..
اما اياد فغادر الحفل على الفور بعدما اخبر صديقه بكل شيء وقرر ان يعود الى الغردقه فى الحال ...
انهى ماجد الخطبه سريعا ، وعنـ.ـد.ما غادر المدعوين نزع دبلته والقاها بوجهها وسط صدمه العائله ..
↚
غادر اسر غرفه العمليات بعد أن انتهت العملية الذي كان يجريها بمساعده دكتور نزار وبعدما ابدل ملابسه عاد الى غرفتهم ليجد شقيقته بانتظاره ..
- قاعده لوحدك ليه ؟وفين وسيله ؟
+
- مستنياك ، وسيلا عندها حاله ولاده .
+
جلس جانبها وهو يبتسم لها بود
- وأنا ماصدقت العمليه تخلص ، جيتلك جري
+
- الحاله مستقره
اومأ براسه : الحمد لله تمام، قوليلى بقى هنعمل ايه
+
- أنا فكرت كتير ووصلت لقرار مهم
انصت إليها باهتمام
- وايه هو القرار ده
زفرت بقوه ثم تحدثت
- أنا سمعت لبابا وانت سمعت لماما وكل واحد قال وجهته نظره ، بس ماحدش فينا سمع الطرفين وده هنعله مع بعض ، يعني أحنا الاتنين نقعد مع بابا ونفهم منه وجهه نظره وممكن ننقاشه وكمان نعمل مع ماما نفس الشيء .
- طب تحبي نبدأ بمين ماما ولابابا
هزت رأسها بالنفي ونكثت رأسها بحزن
- ماعرفش ، أنا متردده من الخطوه دي وكمان مش عارفه نفسي اشوف ماما وفى نفس الوقت مش عايزه
التقط كفيها براحه يده : مـ.ـا.تخفيش وأنا جنبك ، احنا هنكون مع بعض ومافيش داعي للخوف ، أنا متقبل اي شي مدام لاقيت نصي اللى عشت عمري ادور عليه وأنا مش فاهم ان حاجه مهمه نقصاني ، ايسل انتي تؤامي عارفه يعني ايه ، يعني أحنا رغم المسافات اللى كانت بينا الا ان كنت دايما بحس بخـ.ـنـ.ـقه وحاجه جوايا ناقصه ومهما أكون فرحان ، فرحتي كانت ناقصه ومن يوم ما شوفتك والخـ.ـنـ.ـقه دي راحت وكأني كنت بدور عليكي ، كنت فاكر مشاعري ناحيتك اعجاب ماكنتش اعرف انك حته مني وكانت بعيده عني ورجعت ليا تاني ، التؤام مش شرط يكون نفس الملامح ، بس بيحسو ببعض وبيفهمو بعض وأنا متاكد اننا فاهمين بعض جدا وكمان بنحس ببعض ..
وأنا بقى عارف نفسك تقابلي ماما وطبيعي حاسه بخوف ، احنا هنبدا بماما وكمان عندي ليكي مفاجاه أكيد هتبسطك مستعده تسمعيها ولا تشوفيها احسن
اجابت بفضول
- اسمع عشان بخاف المفاجئات
- عندنا تؤام من الام ، علي وعمر هم عندهم 18 سنه وتؤام متشابه
جحظت عيناها بصدمه
- لدي اشقاء تؤام أيضا
- علي ده العاقل الحنين وعمر بقى العضلات واخد الدنيا قفش ، ومـ.ـجـ.ـنو.ن جدا عكس علي تماما بس بيكملو بعض
نهضت من مقعدها بحماس وهى تلتقط رسغه لينهض معها
-مستني ايه يلا عايزه اشوف ماما واخواتي
سار جانبها وهو ينظر لساعه يده
- دلوقتي ماما لوحدها فى البيت عندنا وقت نتكلم معاها قبل ما علي وعمر يرجعو من الدروس ماهم ثانويه عامه وماما عامله عليها حظر يلا بينا ...
"""""""""
+
قرر رامي العوده الى القاهره ثانيا بعدما علم بعوده ايسل ،، وقرر ان يترك لها فتره لكي تتاقلم على وجود والدتها وشقيقها بحياتها وبعد ذلك يظهر لها ثانيا ليعلم هل غيابه فرق معها أم لا ؟ وهل افتقدته بهذه الفتره وتشتاق اليه كما هو يشتاق إليها بعد غيابها عنه ليوم واحد , فماذا يفعل إذا طالت المده ..
ولكن عليه المجازفه من اجل معرفته مشاعرها أيضا ..
""""""
بالمشفي ..
بعد ان تم استدعائها من قبل رئيس القسم ،، طرقت باب مكتبه وانتظرت قليلا عنـ.ـد.ما اذن لها بالدخول ..
دلفت كامله بقلق وقفت امام مكتبه وهى تتسأل بتـ.ـو.تر :
- حضرتك طلبتني يا دكتور ، خير هو صدر مني حاجه ؟
تحدث نزار بهدوء : اهدي يا كامله ، ده موضوع بسيط ، اقعدي الاول
+
جلست امامه وهى تفرك كفيها بتـ.ـو.تر وتنظر له باهتمام
- طبعا انتي عارفه ان رئيس القسم هنا وفي حاجات كتير بتحصل بدون علمي ، وأنا ساكت بمزاجي ،، كل اللى مطلوب منك اى حاجه سواء كبيره او صغيره تحصل فى قسمي أكون على علم بيها وأنا مابثقش فى حد غيرك يا كامله ،. انتى هنا كمان كبيره الممرضات وممكن لم تثبتيلي كفائتك وولاءك ليه ، هصدر قرار بتعينك رئيسه الممرضات وهيكون فى زياده مرتب كمان
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر : أنا تحت امرك يا دكتور
زفر انفاسه بـ.ـارتياح : دلوقتي بقى على شغلك واي حاجه تحصل انتي عارفه هتعملي ايه
نهضت من مجلسها وهى تهز رأسها بالايجاب ثم تغادر مكتبه لتسترد انفاسها بهدوء وتتوجه الى اكمال عملها الان ...
""""''"
فى ذلك الوقت ، كان اسر قد وصلا الى منزله وصفا سيارته جانبا ، ثم ترجل منها وهو يدور حول السياره ليفتح لشقيقته الباب لكي تترجل هى الأخرى .
مد يده لتمسك بها وهى تبتسم له وتستشعر الدفئ فى معاملته لها وتلتمس حنانه ، غمرتها السعاده وهى تسير بقربه وداخلها يصـ.ـر.خ تريد ان تخبر العالم باكمله بانها الان تمتلك شقيق لا تريد البعد عنه ، شقيق حظت به بعد اعوام من الفراق ،تريد ان تصرخ من فرط سعادتها بما هى مقبله عليه الان ، فسوف تلتقي بوالدتها التى ظنت بانها فارقت الحياه منذ صغرها ولكن شاء القدر وتبدل كل شيء وأصبحت لديها أم وشقيق أيضا ..
وقف امام باب منزله ثم وضع المفتاح داخل المقبض ليدلف لداخل وينظر لها بابتسامه ويشير إليها بالدخول .
قرأ تـ.ـو.ترها وعلم بتزايد نبضات قلبها منما شعر هو أيضا بنفس ذلك التسارع داخل قلبه ،همس لها بحنان :
- أنا موجود عشانك ، انتي مش لوحدك فاهمه
تلاءلات الدمـ.ـو.ع داخل مقلتيها وهى تهز رأسها بالموافقه على كلمـ.ـا.ته التى تبث لها الطمائنينه .
بحث عن والدته بـ.ـارجاء المنزل وجدها داخل المطبخ تعد لهم طعام الغداء ، اقترب منها بهدوء لتشعر هى بوجوده وتتطلع إليه بقلق :
- اسر انت كويس يا حبيبي
تقدم فى خطواته ووقف جانها ليحاوطها من ذراعيها ويطلب منها ان تسير لغرفه الصالون فلدي أمر هام يريد ان يحدثها به ، رفض ان يعلمها بالأمر ، ليترك مشاعرها التى تقودها لمعرفه ابنتها .
- يابني انت ساحبني كده على فين ، مـ.ـا.تتكلم وتريح قلبي ، انت كويس
توجه بها الى غرفه الصالون ومازال محتفظ بصمته ، انساقت والدته الى حيث يوجهها ابنها لتجحظ عيناها بصدمه عنـ.ـد.ما وجدت فتاه شابه تنتظرها بداخل الغرفه ، وفى هذه اللحظه ترك اسر ذراعي والدته لتقترب من تلك الفتاه بلهفه ، وايسل أيضا تسمرت مكانها ومازالت اعينها متعلقه بها تتطلع إليها باضطراب داخلي ، وكأنها لم تقدر على الحركه ولا تصدر رده فعل .
اقتبرت فريده والدمـ.ـو.ع تنساب اعلى وجنتها دون توقف ، فقد أخبرها قلبها بمن تكون تلك الفاتنه ، وقفت امامها مباشرة تتطلع إليها بلهفه واحتضنت وجهها بين كفيها وهى تنظر لها وتتفحص ملامح وجهها الذي غاب عنها لاعوام ، تحسست باناملها وجهها البريء وهى تتفوه اسمها بلوعه
- ايسل ، بنتي
ضمتها بقوه لداخل صدرها وظلت متشبثه بها ترفض الابتعاد عن احضانها التى حُرمت منها منذ أعوام عده ،استشعرت ايسل الحنان التى افتقدته ، استشعرت الحب والدفء والامان بداخل احضان والدتها ورات الحب أيضا باعينها التى لم تكف عن البكاء ، فطوقتها هى الأخرى بقوه ، تتعانق أجسادهم باحتواء وقوه ترفض الابتعاد وتنساب دمـ.ـو.عهم بلوعه الفراق ، كل منهما يبكي بسبب حرمانه من ذلك الحـ.ـضـ.ـن الامن والحصن المانع من كل العثرات ..
ابتعدت عنها لتنهال على وجنتها بالقبلات وتعود تضمها لصدرها بقوه اكبر ، ترفض ابعادها ، واسر يقف يراقبهم والابتسامه تعلو ثغره بسبب ذلك الالتحام القوي منذ الوهله الاولى برؤيه ابنتها وهى لا تريد أن تترك احضانها .
اقترب منهم بهدوء ليحاوطهم الاثنان فى عناق اخر يخصه هو ويهمس لهم بحب
- ربنا يخليكم ليا يا أجمل بنات حياتي
ابتسمت ايسل على كلمـ.ـا.ته وابتعدت عن والدتها بهدوء لتنظر لشقيقها بابتسامتها الرقيقه
وتمسك بيده : سنظل معا للأبد
اومأ براسه : أكيد
ابتلعت فريده ريقها بتـ.ـو.تر وحاوطتهم الاثنان من الخلف لتجلس اعلى الاريكه ويجلس كل منهما بجانبها
- ربنا ما يحرمني منكم ويطول فى عمري لم اشوفك احسن الناس يارب واطمن عليكم
قبل اسر رأسها بحنيه : العمر طويل ليكي يارب
عادت تصوب انظارها الفرحه على طفلتها التى كبرت ملامحها وأصبحت فتاه فاتنه ورفعت اناملها لتضعها اعلى وجنتها وتتفوه بصدق :
- واحشاني يا روح قلبي ، عمري مانسيتك لحظه واحده فى حياتي ، فى كل وقت وكل مناسبه تعدي عليه بكون مفتقداكي وسعادتي ناقصه عشان روحي وحته مني بعيده عني ، عمر فرحتي ماكملت عشان كنتي نقصاني
تنهدت بحرقه وهى تكمل حديثها:
- الحمدلله ان شوفتك وربنا جمعني بيكي قبل مااموت
هزتها تلك الكلمه بقوه وكانها زلزال هز قلبها بقوه وترقرقت الدمـ.ـو.ع داخل مقلتيها لتحاوطها من جديد وهى تهمس بصوت مبحوح :
- لا تتحدثي عن الموت ارجوكي ، اطال الله بعمرك
ربتت على ظهرها بحنان واستنشقت عبيرها لتنعش رئتها برائحه طفلتها التى استردتها بعد سنوات .
فاقت فريده على صوت همسها وهى تتسأل ببحه :
- لما الفراق ؟
ابتعدت عنها برفق وهى تسحب شهيقا ثم زفرته بهدوء ، تعلم انها سوف تتعرض لتلك التسألات من قبل ابنائها ، والان عليها ان تجيب عن كل ما يدور بداخل ابنائها .
- غصب عني ،انا كمان مسئوله عن اللى حصل زمان واللى بسببه اتفرقنا كلنا عن بعض ، بس وقتها كنت شايفه ان خدت القرار الصح وهو الانفصال عن والدكم ، كنت شايفه ان مهتم بشغله وبطموحه وسفره اكتر مني ، الاول كنت بحب أسافر معاه اي مكان ،بس بعدين لم ولدتكم حياتنا كانت لازم تتغير وتستقر عشانكم وقتها كنت خايفه عليكم ولم حلم والدكم بدء يتحقق ولازم يسافر مده طويله قولت لا كفايه كده ورفضت السفر ، رغم ان كنت عارفه ان ده شغله وحلمه واللى عاش على امل تحقيقه ، وكنت معاه فى اى قرار ومن اول حياتنا لم بدءت مع بعض فعلا وعدته هفضل معاك على الحلوه والمره ونتحمب بعض ونقوي بعض وتفضل ايدينا فى ايد بعض ، وهفضل ادعمه واقف جنبه ، بس غصب عني خليت بالوعد ده ، وجودكم فى حياتنا غيرنا كتير ، أنا فعلا كنت صغيره ولسه بحاول اتحمل مسىوليه بيت واولاد وخلصت الجامعه بعد الجواز بسنه وماانكرش ان هاشم اتحملني كتير ووقف جنبي وساعدني ، ولم جيتو حياتنا بردو كان معايا ، بس وقتها هو اصر على السفر وأنا رفضت عشان الزمه يفضل معانا وكان رفضي بسبب خوفي عليكم من بلد غريبه وكمان كنت عارفه ان مش هنعرف نعيشكم فى استقرار هنفضل تتنقل من بلد لبلد ، هو اصر نسافر وقالي عشان مستقبلكم هيكون افضل وان بيعمل كل ده عشان يحقق حلمه وطموحه اللى عاش عشانه وعشان مستقبل افضل ليكم ، بس أنا كنت رافضه أبعد عن اهلي وبلدي وكل حياتي اللى عشتها هنا وطلبت الطـ.ـلا.ق ، وهو اصر ياخدكم مني ، بس أنا والله رفضت ، بس انتي يا ايسل كنت صغيره وفضلتي متعلقه بهاشم وقتها بجد رفضت ياخدكم مني واتحرم منكم وقولتله ان اناني وعايز يحرمني من ولادي ، عشان كده اتفرقتوا ايسل ماكنتش رافضه تسبب ابوها ، وهاشم قالي هنفذ رغبتك وهسيبلك اسر يكون معاكي عشان مش تقولي عليا اناني لكن ايسل عايزه تبقي معايا ، وابني هيفضل ملزوم مني وابعتله كل اللى يخصه وكل فتره هنزل عشان اشوفه ويشوف اخته .
تحدث اسر بحزن : يعني كل واحد فيكم بيحمل نفسه مسئوليه الطـ.ـلا.ق والفراق اللى حصل بينا ، اللى حصل ان عيله كامله اتفرقت ، اخوات اتحرموا من بعض وابن اتحرم من ابوه ، وبنت اتحرمت من امها ، يعنى أنا وايسل اللى بندفع التمن دلوقتي وكل واحد فيكم عاش حياته زى ماهو عاوز وزى ماقرر وعلى حسابنا احنا
انسابت دمعه حارقه من اعينها : داد قالي ان كان بيضغط على حضرتك بينا عشان عارف نقطه ضعفك ولادك وكان عنده امل تراجعي نفسك وتسافري معانا ، لكن حضرتك اصريتي على انهاء علاقتكم وقتها بابا اتجرح بسبب اصرارك على الاطـ.ـلا.ق ونفذ رغبتك ، بس لم سافرنا فرق معاه كتير البعد اللى حصل بينكم ومكناش عارفين نعيش من غيروجودك ووجود اسر فى حياتنا ، داد قالي ان فضلت فتره أسأل عن اسر وعن حضرتك لحد لم بطلت أسأل وكنت وقتها نسيت وداد ماقدرش يكمل وكان اخد خطوه فعلا ان ينهى عمله وننزل عشانكم لكن عمي بلغه ان حضرتك اتجوزتي وبقى ليكي حياه خاصه بعيده عننا وعشان كده داد رفض نرجع تانى مصر وكمان عرف ان حضرتك سافرتي مع جوزك واخدتي اسر معاكي ووقتها اتجرح اوي انك قبلتي السفر مع شخص تاني ورفضتي السفر مع داد ، حضرتك ماحبتيش داد عشان كده رفضتي السفر وانهيتي حياتك معه
↚
مازالت عيناه متعلقه بشقيقته التى تبتسم له بحب ليبادلها باخرى ثم يغمض عيناه بقوه ليستشعر ذلك الشعور الذي يفتقده ، فقد كان يتمنى ذلك العناق منذ أن علم بوجود والده على قيد الحياة وهو يشتاق للقاءه والان حظى به .
حاوطه هاشم بتملك وظل يشـ.ـدد على ظهره يرفض ابتعاده عن احضانه ، ليستنشق رائحه طفله الصغير الذي تركه بعمر عام واحد والان ينعش رئته براحته التى لم تتغير ، فهو مازال طفله قطعه من قلبه غاليه الثمن عادت إليه بعد اعوام من الفراق ..
بعد ان ابتعد عن ابنه بهدوء ، نظر الى شقيقه بفرحه
- اسر يا زيدان ، شوف كبر وبقى راجـ.ـل ما شاء الله
اقترب زيدان من اسر ليعانقه هو الاخر ويربت على ظهره بحنان
- أهلا بيك وسط عيلتك يا حبيبي ، انا ابقى عمك زيدان
اقتربت رؤى هى الأخرى لتصافحه بود وعلى ثغرها ابتسامه رفيقه
- رؤى بنت عمك ، سعيده جدا ان شوفتك
صافحها بود : أنا أسعد
نظر لوالده بابتسامه وهو يخبره بانه يريد التحدث عن معه
- ممكن نقعد نتكلم لوحدينا
اقترب هاشم منه بلهفه وحاوط كتفه بحب
- طبعا يا حبيبي
حاوط زيدان بذراعيه كل من ايسل ورؤى ودلف بهم لداخل الفيلا ليترك لشقيقه مجالا لتحدث مع ابنه ...
""""""""
جلس اسر بجانب والده .
- أنا وايسل لسه جاين من عند ماما ، وسمعنا وجهه نظرها وعايز اتكلم معاك من غير ايسل ، عشان فى حاجات جوايا محتاج لها تفسير وافضل نبقى لوحدنا
- أنا سامعك يا حبيبي قول كل اللى انت عاوز اقوله وأنا هنا عشان اوضحلك كل حاجه حصلت فى الماضي
+
مسح على ذقنه وعنقه وهو يتنهد بعمق قبل ان يتحدث بما داخل صدره
ابتسم هاشم على فعله ابنه فهو حقا يشبهه بكل تصرفاته وهذه الفعله خاصه به ولكن نظر لاسر باهتمام لكي يتحدث
- أنا من الحاجه الحلوه اللى فى شخصيتي ان بسامح ، مش عارف دي ميزه ولا عيب ، بس أنا شخص متسامح ، بس لأول مره أكون مسامح من قلبي وزعلان فى نفس الوقت .
تنهد بقوه وهو يتحدث بثقل بسبب الدمـ.ـو.ع المتساقطه بصمت داخل مقلتيه البندقيه ، التى جعلت قلب والده يهتز لرؤيته تلك الدمـ.ـو.ع ، ليرفع انامله ويمسح على وجنته برفق ويطلب منه الكف عن البكاء
- ممكن اتحمل منك اى حاجه الا ان اشوف دمـ.ـو.عك تنزل بسببي ،عارف انت عايز تقول ، أنا فعلا مسئول عن اللى حصل وبعدت عنك ، بس صدقني حاولت ارجع بس كانت الحاجه الوحيده اللى هترجعني لبلدي هى وجود مراتي وابني فيها ، بس وصلي خبر انكم مش موجودين فكانت الدنيا كلها اتقفلت فى وشي وفضلت أستمر فى غربتي ، عشان كان قلبي مجروح ومكسور لتاني مره ، الاولى فريده كسرتني بيها لم طلبت الطـ.ـلا.ق والتاني لم اكتشفت انها اتجوزت وخدت ابني وسافرت مع جوزها ، رغم ان سبب انفصالنا كان بسبب السفر
+
- ليه ما تمسكتش بيها ، هى غلطت فعلا لم طلبت الطـ.ـلا.ق ، بس حضرتك كمان غلطت لم قبلت ونفذت طلبها كده بسهوله وحياتنا اتدمرت من وقتها واتفرقنا ، كل واحد فيكم فكر فى حياته واللى يريحه وبس وانا وايسل اللى ضيعنا بينكم ، يمكن ايسل عانت اكتر مني بسبب عدم وجود والدتها فى حياتها ، لكن أنا ربنا بعتلي اب حنين عمري ماحسيت ان مش والدي ، وقف جنبي لم وصلني للى أنا فيه دلوقتي ، بس كنت عارف ان هو مش والدي وعشان كده مديون ليه والفضل يرجعه بعد ربنا فى ان بقيت دكتور وناجح بس برغم عدم تقصيره معايا الا ان كنت بحلم بوجود ابويا فى حياتي ، كنت دائما بفكر يا تري ملامحه زي ملامحى ولو كان موجود أكيد كان هيبق صاحبي مش بس ابويا ، كنت بحلم بحاجات كتير اعملها معاه ، نفهم بعض وتكون ضهر وسند لبعض .
- كنت عايزني أعمل ايه ، لم شريكه حياتك واول واخر حب فى حياتي ، الانسانه الوحيده اللى حبتها واخترتو تكملو حياتكم مع بعض ، وهتعيشو الصعب قبل السهل وهتتجاوز اى محنه وايدكم فى ايد بعض ، فجاه تطلب منك تبعد عنها وتتخلى عنك ومش عايزه تكمل حياتها معاك ، وانتو لسه فى بدايه الطريق ولسه الحياه قدامكم لازم تتعبو فى الاول ، كل ده حصل يا بني فى غمضه عين ، كل حاجه حلوه جوايا اتهزت من كلمه فريده واصرارها على طلبها ، رغم ان حاولت استغلكم عشان تفضل معايا ونسافر كلنا ، عارف انكم نقطه ضعفها وقولت لا أكيد هتارجع نفسه قبل السفر وفعلا لم اخدت ايسل عملت الباسبور بتاعك انت كمان مع ايسل ، كنت واثق انها هتغير رائيها ، لكن ماحصلش وكان نفسي انت كمان تكون معايا بس ماقدرتش اظلمها واخد ولادها منها ، ماقدرتش أكون اناني واحرمها منكم وكان عندي استعداد اسيب ايسل كمان معاكم ، عشان مش تتفرقو ، بس صدقني ماكنتش هقدر اتحمل بعدكم عني ، كفايه بعد فريده ، وانتو حته مني ، كان صعب اوى اكمل حياتي من غير روحي ، كنت عايش جسد بلا روح ، ايسل هونت عليا كتير ، من غير وجودها جنبي ومعايا ماكنتش هكون لسه في نفس لحد دلوقتي ، ماسبتكش بمزاجي يا حبيبي ، وكنت فعلا راجع اخدك فى حـ.ـضـ.ـني وأحاول مع فريده ترجع ونكمل حياتنا مع بعض ، بس للأسف عمك قالي مابقاش ينفع خلاص وفريده بقى ليها حياه تانيه ، لم تحب بجد وتعيش إحساس الخساره ووجع الفراق ، هتسامح ابوك اللى قلبه اتكسر من اقرب الناس ليه
، بس أنا هدعيلك تعيش الحب لكن مـ.ـا.تدوقش عذابه ولا جرحه ، يارب تبقى حياتك وحياه اخت افضل مني وتعيشو أجمل قصص الحب وربنا مايكتب ليكم الفراق ابدا ، ولازم اشوف الانسان اللى كبرك وعلمك ووصلك انك تبقى شاب ودكتور ناجح أنا بفتخر بيك وبتربيتك ، لازم اشكره على ان صان الأمانه ومش بس انت اللى مديون ليه ، أنا مديون ليه بعمري كله ان شايفك دلوقتي قدامي وانه زرع فيك الأخلاق والتسامح والطيبه اللى بتتكلم بيها
+مه اسر بقوه وهو يتحدث بصدق
-واحشني اوى اوى يا بابا ، وبعدين أنا اكتر حد محظوظ فى الدنيا عندي اتنين بابا .
انهى حديثه بضحكه خافته ليطمئن والده .
تنهدت بـ.ـارتياح عنـ.ـد.ما أستمع لتلك الكلمه التى بدلت حياته وربت على ظهره بحنان
- وانت واحشني اوى يا قلب بابا ، ربنا مايحرمني منك ولا من اختك
ابتعد اسر عنه وهو يبتسم له بحب
- ولا يحرمنا منك يا حبيبي ، آسف ان كلامي ضايقك وفكرك بالماضي ، من اللحظه دي هنقفل على الماضي بكل وجعه واحزانه ومش هنفكر غير فى اللى جاي
فى تلك اللحظه اقتربت ايسل من والدها لترتمي باحضانه وتشـ.ـدد بقوه وهى تحيط خصره
- اسفه ان بعدت عنك ، أنا لم اتحمل ان ارا حزنك ، سامحني داد
قبل رأسها برفق وهو يبتسم بسعاده بعوده طفلته لاحضانه ثانيا
- سامحيني انتي ان خبيت عنك
ضم اسر لاحضانه هو الاخر ليستنشق رائحتهم داخل صدره ، لتغمره السعاده بوجود ابنائه ...
""""""""""""
داخل المشفى ...
عنـ.ـد.ما أستمعت الاحاديث الدائرة بين الجميع ،اسرعت الى غرفه مكتبه لتنقل له ما سمعته لتو ..
طرقت الباب ثم دلفت لتسترد انفاسها والابتسامه تعلو ثغرها وهى تقترب من مكتبه بهدوء
رفع نزار مقلتيه لينظر لها باهتمام وعنـ.ـد.ما راء ابتسامتها ، ايقن بانها تحمل اخبـ.ـار جديده
- فى جديد يا كامله
- ايوه يا دكتور ، المستشفى كلها مالهاش سيره غير عن دكتور اسر والدكتوره ايسل
لوي ثغره بضجر : اممم وهو ده بقى اللى جابك دلوقتي
- حضرتك قولتلي أي حاجه تحصل لازم ابلغك بيها وده اللى المستشفى كلها بتتكلم عنه والكل مستغرب علاقتهم
عاد بظهره للخلف يستند بالمقعد وهو يزفر انفاسه بهدوء :
- ده مش جديد يا كامله ، أنا بنفسي شوفت اللى حصل انهارده الصبح وقصه الحب الجديده اللى اتولدت بالمستشفي بين الدكاتره
هزت رأسها بالنفي : لا يا دكتور حضرتك فاهم غلط ، ماكلنا كنا فاكرين زى حضرتك كده بالظبط قصه حب ، بس طلع الموضوع غير كده خالص ، دكتور باسل بنفسه اگد الخبر وهو ان دكتور اسر والدكتوره ايسل اخوات من نفس الاب ونفس الام
تحدث بصدمه : اخوات ، ازاى ده !
- والله زي مابقول لحضرتك ودكتور باسل قدم شكوى كمان فى بعض الممرضات عشان كانو سايبن شغلهم وقاعدين بيتكلمو عن اللى حصل ، راح مبلغهم بالحقيقة والكل كان فى حاله ذهول
- يمكن باسل حب ينهى الكلام وعشان كده أتصرف بالشكل ده ، عشان اسر صديقه وبيحافظ على شكلهم قدام المستشفي
- لا فعلا اخوات وأنا بنفسي اتاكد من ده ، وكمان جبت لحضرتك اثبات لكلامي ، اتفضل ده الكارنيه الخاص بدكتوره ايسل
التقط نزار منها الكارنيه الطبي وقرا المدون به اسفل صورتها الشخصيه وعلم بتطابق الأسماء بينها وبين اسر ، ولاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره وهو يعيده الى كامله ثانيا
- طب اتفضلي رجعيه تاني ، بس عايز اعرف قرار الموضوع ده ، وليه ماحدش عنده علم من اول لم دكتوره ايسل استلمت الحاله اللى جت من فرنسا عشانها ، أي حاجه ت عـ.ـر.فيها تبلغيني بيها ضروري ، ويلا اتفضلي على شغلك
- حاضر يا دكتور ، عن اذنك
""""""""
جلس اسر بجانب والده وافراد عائلته الى ان انتهت ديما من إعداد الطعام وعاد ماجد ومعتز من أعمالهم ، ليلتف الجميع حول مائده الطعام ويتناولونه فى جو اسري ، لا يخلو من بعض المشاكسات من ابناء عمه ، وبعد الانتهاء قرر ماجد اصطحاب اشقائه وابناء عمه ليجلسوا بالحديقه ..
تحدث ماجد بجديه وهو ينظر لهم
- ايه رايكم نسافر كلنا كام يوم كده مع بعض ونغير جو ونحتفل بوجود اسر وايسل وسطنا
سقف كل من معتز ورؤى بسعادة
- طبعا نسافر
-وفرصه هجيب سماء معانا كمان
نظر ماجد لاسر وايسل ليعلم برائهم :
- اسر ،ايسل ايه رائيكم ، نقرب من بعض ونتعرف على بعض اكتر ، احنا عيله واحده ولا ايه
ابتسم اسر ونظر الى شقيقته :طبعا عيله و أكيد احنا كمان معاكم
رؤى بتسأل : بس هنسافر فين
تحدث ماجد بجديه : دهب ، عندى فوج الماني وهستغل الفرصه ونطلع كلنا ، كلنا محتاجين للسفريه دي نغير جو
معتز بصدمه : دهب ، بس كده مسافه بعيده
ربت ماجد على كتفه : مـ.ـا.تقلقش أنا هظبط كل حاجه وهنسافر طيران شرم الشيخ ومن هناك فى باص خاص بشركتي هيوصلنا لدهب ، بس جهزو نفسكم السفر بعد يومين تمام
↚
فى صباح اليوم التالي .
استعد اسر لذهابه الى المشفى ليتابع عمله ، وقبل ان يتوجه للمشفى اراد الذهاب لاصطحاب شقيقته معه من اجل اجراءت عملها داخل المشفى ، بعد انهت عقدها بالمشفى الفرنسي وتولى أمر هذا صديقها سام ..
"""""
استيقظ ماجد باكرا وبعدما انهى طعامه مع عائلت،
استقل سيارته ليتوجه الى شركته لكى ينهى اعماله المتعلقه باستقبال الفوج الالماني ..
""""""
اما معتز فاعتدل عن الذهاب لمعرضه واراد ان يتوجه أولا لوالد سماء ليحاول اقناعه بمرافقتها لتلك السفره التى تخص اشقائه والتقرب من ابناء عمه ، لذلك حسم امره وأراد التحدث معه ..
صفا سيارته امام شركه الزيان ثم ترجل من سيارته وتقدم فى خطواته لداخل المبنى الى ان وصل امام مكتبه ثم طلب من سكرتيرته الخاصه ابلاغ رب عملها بوجوده ، وبعد لحظات كان يقف موسي الزيان يرحب به داخل مكتبه .
صافحه معتز ثم جلس امامه
- أنا آسف ان جت لحضرتك من غير ميعاد
ابتسم له موسي : انت تيجي فى اى وقت يا معتز ، انت ابني ، قولي الاول تحب تشرب ايه الاول
- لا مافيش داعي يا عمي ، أنا جاي اخد اذن حضرتك فى موضوع مهم قبل ما أوصل المعرض
- خير يابني ، ايه حددت مع سماء ميعاد للخطوبه
- الحقيقه لا أنا سايب الموضوع ده لسماء ، وشكلها هى لسه محتاجه وقت ، يعني تجهيزات البنات مش بتخلص ، أكيد بابا بلغك بوجود عمى واولاده
هز راسه بالايجاب : أكيد طبعا وعندي علم بكل حاجه ، أنا وابوك يا معتز اكتر من الاخوات وعارفين كل حاجه عن التاني ، بس ليه بتقولي الكلام ده دلوقتي
- ماهو ده أساس الموضوع ، بصراحه ماجد اقترح علينا نسافر كلنا دهب نقرب من ولاد عمي ونبقى كلنا مع بعض لمده كام يوم كده وأنا بستاذن حضرتك سماء تيجي معانا ، هى خطيبتي دلوقتي وأنا محتاجها معايا وكمان تغير جو ، وارجوك بلاش ترفض طلبي ، كمان ديجا ممكن تيجي مع سماء عشان حضرتك تطمن عليها اكتر وثق تماما ان هحافظ عليهم
- بص يا معتز ، صحيح أنا بخاف على بنتي ، بس عندي ثقه فيك ولو كنت بس مش مطمن ليك يا بني أنا ماكنتش وافقت على ارتباطكم من الأساس ، بس الموضوع ان سفر البنات وكمان يبعدو عني كام يوم ده اللى صعب عليا ، بس اوعدك هفكر فى الموضوع وارد عليك بالليل لم اقعد مع نورا والبناات
نهض من مجلسه وصافحه وهو يغادر مكتبه ثم شركته ليستقل سيارته وهو يشعر بالضيق بسبب عدم رغبته بالموافقه ولكن اراد ان يفكر بالأمر أولا ..
قاد سيارته وهو يتحدث بغيظ : هو أنا هخطفها دي خطيبتي وبعدين مش لوحدنا ، معايا اخواتي وولاد عمي ، اوف بقى شكل عمى موسي مش ناوي يسبلي فرصه اقعد مع خطيبتي ، امال لم نتجوز هيعمل فيه ايه ، ربنا يستر ..
""""""""
داخل المشفى ..
+
بعدما وصل اسر وايسل الى المشفى ، توجهو لمكتب دكتور نزار ليتحدث معه اسر ، وقف امام مكتبه يطرق الباب عده طرقات ، بعدما اذن لهم بالدخول ،دلف اسر أولا وايسل خلفه .
تحدث اسر بوجه باسم بشوش : صباح الخير يا دكتور
علت الابتسامة ثغره وهو ينظر لهم : صباح الفل يا دكاتره
تنحنح اسر قبل ان يحدثه بجديه : بصراحه يا دكتور طالب من حضرتك إجازة بس يومين تلاته مش اكتر
- بس انت لسه راجع من اجازه يا اسر وكمان فى عجز فى القسم وماصدقنا ايسل كمان تبقى موجوده معانا ، انت عارف فى دكاتره فى لندن بسبب المؤتمر وكمان جدول العمليات مليان الفتره دي
تحدثت ايسل بهدوء : ممكن نأجل العمليات الغير حرجه لفتره قصيره وانا مستعده ادخل العمليات من هذه اللحظه ونجرى اليوم العمليات الدقيقه التى لا تتحمل التأجيل
- فعلا يا دكتور مستعدين نبات انهارده فى المستشفى وماعندناش اى مشكله ننهي العمليات المستعجله ، ارجوك يا دكتور ده اول طلب بطلبه من حضرتك ، حضرتك أستاذي وكمان رئيس القسم ولازم اخد موافقه حضرتك
- والسفر طبعا ليكم أنتو الاتنين
- أنا حاليا لم استلم عملي بعد ولكن اشارك معكم العمليات لاجل الوقت
هز نزار راسه بالموافقه : تمام ، هبص فى الجدول واشوف الحالات اللى محتاجه تدخل فورا وبعد كده هرد عليكم ، اتفضلوا انتظروني فى اوضه المساعدين .
بعد ان غادروا مكتبه ، التقط سماعه الهاتف واجراء اتصالا بالاستقبال ، بضرورة إحضار الممرضه كامله لمكتبه ، ثم أغلق الهاتف وهو يضيق مابين حاجبيه وهو يفكر بأمر ما ..
عنـ.ـد.ما اتاها الاستداع ، توجهت على الفور لمكتبه ، دقت الباب بقلق ثم دلفت لداخل
- تحت امرك يا دكتور
- قوليلى يا كامله دكتور عاصي وصله خبر صله اسر بايسل ايه
- هزت رأسها بالنفي :ماعرفش يا دكتور ، بس دكتور عاصي مابيهتمش باي حاجه داخل المستشفى غير باخبـ.ـار المريـ.ـض وبس
- ومش عايز يوصله الخبر ده تحت اى ظرف مفهوم
- حاضر ، هو بعد اللى حصل من دكتور باسل والكل ألتزم بالصمت ، بس ليه حضرتك مش عايز دكتور عاصي يعرف حاجه زى كده
- مالكيش فيه يا كامله ، انتى مطلوب منك تنفذي وبس
- تمام اللى تشوفه حضرتك ، فى حاجه كده حصلت ومش عارفه تهم حضرتك ولا ايه
- قولي وأنا اللى اقرر ايه يهمني وايه مايهمنيش
- من فتره اول لم دكتوره ايسل جت المستشفى واستلمت حاله ابن الوزير ودكتور عاصي مش طايقها ، ولا طايق وجودها فى المستشفى ، وكمان هو سبب غيابها الفتره اللى فاتت
- تسأل باهتمام : ازاى وايه اللى حصل ، عاوز افهم
-كان فى حاله مريـ.ـض دكتوره ايسل كانت مسئوله عن الحاله دي ودكتور عاصي اللى كان هيعمل العمليه ولم دكتوره ايسل جت تدخل اوضه العمليات ، حصل موقف غريب من دكتور عاصي وهو رفض تكون مساعدته فى العمليه ومش بس كده ده طردها قدام الطاقم الطبي كله وبصراحه وقتها كلنا اتصـ.ـد.منا من رد فعله ده ومن يومها والدكتوره سابت المستشفى وبعدها عرفنا انها سافرت ورجعت بلدها ، لحد لم جت تاني مع دكتور اسر ، ولا حد يعرف سابته ليه وكمان رجعتله تانى ليه
- هو ايه ده
- المستشفى يا دكتور ، يعنى زى مافجاه عرفنا انها سافرت بردو فجاه كده وصلنا خبر رجوعها
- وازاى كل ده يحصل مااعرفش عنه حاجه ، هو أنا مش رئيس القسم ولا ايه ، طيب يا كامله روحي انتي استعدي عشان هتدخلي معايا العمليات انهارده
- حاضر يا دكتور
بعدما غادرت كامله مكتبه ، لمعت عيناها بفرحه وهو يتحدث بمكر
- حلو اوى كده ، لو عاصي شاف ايسل تاني قدامه ممكن يفقد اعصابه وساعتها أنا هستغل الموقف لصالحي ، ايسل مش هتقبل باي اهانه وممكن تقدم فيه شكوى لاداره المستشفى وبعدين نعمل اجتماع وناخد قرار ضده ودي هتبقى نقطه سوده فى تاريخه المهني وهيكون غير جدير بان يبقى مرشح لرئيس الأطباء وكمان هيكون ليا ان الاولويه وساعتها هكون طيرت عاصي من طريقي ويفضل تحت ادارتي أنا
ترك مكتبه بعدما نظر لقائمه المرضى المسئول عن حالتهم ووضع عده خطوات اسفل ثلاث حالات ..
""""""
داخل شركه الراسي للسياحه .
كان داخل مكتبه يحتسي قهوته ببطئ وينظر لتلك الفتاه الجالسه امامه وهى تطلع لشاشه الحاسوب باهتمام ، وهو ينظر إليها خلسه دون ان تشعر بمقلتيه التى تراقبها ..
+
تنهدت بـ.ـارتياح بعد أن انهت العمل المكلفه به ، ثم رفعت عينيها عن الحاسوب لتطلع اليه والابتسامه تضئ وجهها
- خلاص حضرتك كله تمام واكدت حجز الفندق وسيفن استارز كمان ، رغم ان موضوع الكامب ده هيكون جديد ومتعه كمان
اجابها بعمليه : بس ماينفعش الفوج الالماني لان الفوج ده عبـ.ـاره عن مجموعه مستثمرين عرب واجانب ، دول 6 اشخاص ومن اهمهم اتنين من أهم للمستثمرين فى العالم مش بس فى الشرق الأوسط ، ولازم تكون اقامتهم على اعلى مستوي من الاهتمام والالتزام والدقه كمان ، مش ينفع يحصل أي غلطه يا حياه مفهوم
فتحت فاها بصدمه : أنا ماكنتش فاهمه كل ده ، بس اوعد حضرتك انهم هيقضو احسن اسبوع سياحه فى دهب
- مـ.ـا.تنسيش كمان الطيران 8 تذاكر لينا والفوج وكمان هيكون معايا افراد تانيه من عيلتي ، بصي اكدي انتى 8 اشخاص ، وأنا هبقى اشوف الاشخاص التانيه هظبط أمورهم بنفسي
+
نهضت من مجلسها وهى تحمل الحاسوب وتستاذنه بالمغادره
- أنا كده خلصت شغلي ، فى حاجه تانيه
- لا اتفضلي انتي بقى على مكتبك خلصي المطلوب منك
غادرت مكتبه بهدوء وتوجهت الى حيث مكتبها وهى تتسال داخلها
'' يا ترى جايب مين معاه من عيلته ، يمكن اخواته ، اه أكيد ، عشان رنا قالتلي ان هو سنجل يعنى مش متجوز ولا خاطب ، بس ممكن يكون فى حياته واحده ، لا لا اشك ده زي الرجل المقنع وغامض كمان مافيش فى حياته حد ، وانتي ايه يخليكي متاكده اوى يا حياه ، ايوه لو بيحب ماكنش هيبقي جـ.ـا.مد كده فى التعامل وغامض وكانه بيتعامل مع كتيبه حرب ، مش فى شركه سياحه خالص ، بلاش تفكري كتير وتوجعي دماغك ، ياخبر بفلوس بكره مش بعيد هعرف كل حاجه فى وقتها ، اشوف شغلي احسن وابطل الفضول بتاعي ده شويا ''
+
""""""""""
كان هاشم يهم بمغادرته لفيلا شقيقه ولكن استوقفه صوت شقيقه القوي مناديا باسمه
- استني يا هاشم ، انت رايح فين كده على الصبح ، ايه رايك تقضي اليوم معايا فى الشركه
ابتسم له بحب وهو يربت على كتفه : معلش يا زيزو اعذرني انهارده ، أنا ناوي اشوف اسامه معلش خليها وقت تاني يا حبيبي
- ماشي ، بس هتيجي معايا اوصلك الاول وبعدين اطلع على الشركه ، وكمان هكلم معتز يجبلك عربيه تناسبك وتقضي بيها مشاويرك وكمان يختار لك سواق كويس هو بيتعامل مع ناس كتير وهيقدر يساعدك
استقل سيارته شقيقه وهو يتحدث بهدوء
- شوفلي موضوع الفيلا الاول ، ولازم تكون جنبك مش عايز أبعد عنك تاني وكمان الولاد يفضلو جنب بعض
- حاضر يا حبيبي ، مـ.ـا.تشغلش بالك ، بس قولي هو انت هتلاقي اسامه فى البيت مش عنده شغل ولا ايه
تحدث بحزن : لا اسامه تعبان ومابيخرجش من البيت ، حماه اللى قالي كده ، هو كمان اداني رقم فونه ، بس أنا حابب اشوفه كده
- ربنا يشفيه ويعفو عنه
- اللهم امين يارب .
قاد زيدان سيارته وهو عازم على ايصال شقيقه أولا لمكان مسكن صديقه ، ثم يذهب الى عمله ...
وبعد مرور نصف ساعة كان يصف السياره أسفل العقار ليترجل هاشم من السياره وهو يودع شقيقه ليكمل طريقه ويدلف لداخل البنايه ، ثم يستقل المصعد للطابق الثالث حيث يقطن صديقه ، وبعد لحظات وصل المصعد للطابق المنشود ليخرج منها وهو يتطلع امامه حيث الشقه ، وقف امامها ليدق الجرس وهو يزفر انفاسه بقوه .
↚
بعد ان اخبره بهويته ،وقف حاتم عن مقعده ليصافحه ويرحب به
-اهلا وسهلا بحضرتك ، شرفتني
- أنا آسف ان جيت كده من غير ميعاد سابق
- ايه اللى حضرتك بتقوله ده ، تشرفني فى أي وقت
جلس هاشم بالمقعد المقابل له ، تحدث حاتم بود
- نورتني ،تحب تشرب ايه
-ممكن قهوه مظبوط
رفع حاتم سماعه الهاتف وهاتف كافيه المشفى لكي يجلب له القهوه بمكتبه .
زفرا هاشم انفاسه بهدوء ثم تحدث بجديه
- أكيد حضرتك مستغرب وجودي دلوقتي ، بس أنا هنا عشان اشكرك على تربيتك لابني ووقوفك جنبه فى كل لحظات عمره اللى مر بيها وانت واقف فى ضهره وسانده وبتتدعمه ، مهما قولت مش هوفيك حقك انك ربيت راجـ.ـل ، أنا نفسي فخور بالتربيه دي وسعيد من كل قلبي ان اسر محظوظ بأب زي حضرتك ، أنا اللى خلفت بس انت ربيت وكبرت راجـ.ـل محترم ودكتور ناجح ، مش عارف اقولك ايه ولا اوفيك حقك ازاى ، أنا مديون ليك على اللى عملته وزرعته فى ابني
ابتسم حاتم بحب ونهض من مقعده ليجلس مقابل له وهو يربت على ارجل هاشم :
- أنا مش محتاج كلمه شكر على واجبي اتجاه ابني ، اسر ده ابني فعلا واول فرحتي ، والاب مهما عمل بيفضل جواه إحساس ان قصر مع ولاده ، ومافيش أي بيعمل حاجه لابنه وبيستني عليها مقابل ولا حتى كلمه شكر
انسابت دمعه حارقه وتنهد بحزن ولاحت شبه ابتسامه اعلى ثغره : انت فعلا والده وليك فيه اكتر ما ليا ، وعشان كده كان لازم اشوفك واتكلم مع حضرتك
- أنا تحت امرك
محى الدمعه العالقه باهدابه ونظر اليه برجاء
- أنا مش محتاج اوصيك على اسر لانه ابنك فعلا وعارف انك عمرك ماهتسيبه ولا هتخذله فى يوم ، عارف انك ضهره وسنده
قاطعه حاتم بود : ليه الكلام ده دلوقتي ، وجودك مع اسر هو السند والضهر دلوقتي ، اوع تفكر تبعد عنه تاني
استرد انفاسه بصعوبه : معلش ممكن مـ.ـا.تقاطعنيش وتسبني اخلص الكلام اللى جاي عشانه
- اتفضل
- اللى جاي عشانه وعارف انك هتعمل بكلامي وكمان هتنفذه ، أنا بطلب منك تخلى بالك من ايسل وتقف جنبها وتكون ليها الاب هى كمان ، ايسل من غيري هتحس انها وحيده رغم ان اخوتها وولادتها وكمان عمها وولاده هيكونو جنبها ، بس رغم كل عيلتها حواليها الا انها مش هتتحمل بعدي أنا عنها وهتحس بالوحده ، عشان انا وهى مرتبطين ببعض جدا ، وصعب حد يعيش بعيد عن التاني ، اوعدني انك تحاول تعوضها غيابي وزي ماكنت اب لاسر تكون اب ليها ووالدتها يا ريت تقرب منها اكتر وتعوضها عن كل اللى فات ، أنا مطمن على اسر فى وجودك ، لكن قلبي مش مطمن على بنتي
ابتلع حاتم ريقه ونظر له بعدم فهم : ربنا يخليك لاولادك وتطمن عليهم
- معلش اوعدني عشان قلبي يرتاح
- اوعدك هنفذ رغبتك ، بس محتاج افهم ليه ؟
نهض من مجلسه وهو يمد يده ويستاذنه
- بشكرك مره تانيه واسف لازعجاك ، تسمحلي امشي
صافحه بقوه ومازال ممسك بيده وينظر اليه باصرار لمعرفه سبب هذا الحديث
-انت عايز تسافر وتبعد عن ولادك تاني ولا خايف من حاجه تانيه ، صارحني عشان اقدر اساعدك ، انت تعبان بتشتكي من اى تعب ، قولي الحقيقه ، وبعدين اطمن دلوقتي كل حاجه وليها علاج بس عرفني ليه بتوصيني بالشكل ده على ولادك وانت موجود ربنا يديك الصحه
ربت على كتفه عده مرات وهو يهمس له بحزن
- ماعنديش أي اجابه فى الوقت الحالي ، اشوف وشك على خير ان قدر لينا اللقاء
غادر مكتبه تحت انظار حاتم الصادمه وهو يهز راسه بأسي ويعود يجلس امام مكتبه
- واضح ان العناد عندهم وراثه .
'"""""""""
رحلت الشمس عن المغيب وحل الظلام وهم مازالو بغرفه العمليات ..
+
انهى نزار تلك العمليه وهو يشعر بالارهاق ، فقد قضى طوال اليوم بهذه الغرفه ، تنهد بتعب بعدما انهى هذه العمليه ونظر الى اسر ليطلب منه إغلاق جرح المريـ.ـض ، ثم نشف حبات العرق المتساقطه من جبينه وهو يغادر العمليات ، وينزع الكمامه ليلتقى بعاصي .
نظر له عاصي بغرابه : ايه يا دكتور نزار ، دي تالت عمليه تدخلها انهارده ، هى الحالات حرجه لدرجادي
زفر بضيق ووجد انها الفرصه المناسبه لكي يخبره باجراء العمليه الأخرى
- كل ده بسبب اسر وايسل يا سيدي ، عايزين اجازه كام يوم وطلبو نعمل العمليات اللى تستدعي تدخل وماينفعش فيها تأخير وانت عارفني قلبي طيب ومش حابب اكسفهم ، وهم ماشاء الله عندهم حماس الشباب بقى ، بقولك ايه انت فاضي ماوراكش حاجه
- أنا خلصت شغلي ومريت على الحالات كمان اطمن عليهم وهروح
- ينفع تدخل العمليات بعد ساعه دي اخر حاله و زى ماانت شايف مرهق جدا ومش هقدر اكمل ، ممكن تاخد مكاني
- مافيش مشكله ، بس هل اسر وايسل هيقدرو يكملو ، أكيد تعبو هم كمان ، ومافيش ولا مساعد هنا ، باسل وزاهر روحو من بدري .
- مش هم اللى عايزين كده
- طب الحاله ايه ؟
- استىصال طحال
جحظت عيناه بصدمه ، فهو يعلم بان تلك العمليه أيضا تستغرق عده ساعات لذلك سوف تضعف قدرتهم على التحمل وقبل ان يعترض وجد نزار قد رحل من امامه ، ليزفر انفاسه بهدوء ثم يسير فى خطواته الى مكتبه لينتظر موعد اجراء العمليه ويحاول استجماع قوته لكي يتحدث معها وهذه الفرصه قدمت إليه على طبق من فضه وعليه ان يستغلها الان لصالحه...
+
"""""
غادر نزار المشفى فى ذلك الوقت بعدما طلب من كامله ان تنقل له الاوضاع داخل غرفه العمليات بغيابه ..
بعد مرور ساعه كامله كان يتم تعقيمهم لاجراء العمليه الاخيره ، نظر اسر الى شقيقته بحنان ووضع يده تحاوط ذراعيها بحنيه ويهمس بجانب اذنها : أنا جنبك مـ.ـا.تخفيش
ضحكت له برقه وهى تشاكسه : احنا جـ.ـا.مدين اوي ومايتخفش علينا
غمزه بعينيه : يا واد يا جـ.ـا.مد انت ، أكيد واخده الثقه دي مني
ضحكت بقوه : لا طبعا واخدينها احنا الاتنين من داد
حاوط عنقها وهو يضحك على كلمـ.ـا.تها : من واجبي كأخ انصحك بلاش تقولي داد تاني ، هيبتك كمساعد جراح هتروح كده يا بنتي صدقيني ، اسمعي الكلام
نظرت له بجديه وكفت عن الضحك وتسالت بجديه : ماذا أقول إذا ؟
ابتسم لم بحب وعلم بان شقيقته طفله صغيره مازالت تصدق أي شى يقال لها ، كان يمزح معها ويريد مشاكستها فقط ولكن هى مازالت تغفل عن إذا كان يتحدث بجديه ام يداعبها من اجل ان يرسم البسمه فقط على محياها وقبل ان يجيبها ، كان عاصي يقف امامها ويتحدث بجديه
- جاهزين
تحدث اسر : جاهزين يا دكتور
دلف عاصي العمليات وهم خلفه وبعد ان تم تخدير المريـ.ـض بدء فى اجراء العمليه .
حاولت ابعاد انظارها عنه ولكن تفاجئت عنـ.ـد.ما طلب منها ان تقف جانبه ويعطيها المشرط
- ايسل محتاجك جنبي هنا
رفعت مقلتيها تنظر له بصدمه ليمد كفه بالمشرط
- مستعده تقصي الشريان عشان نفصل الطحال
هزت رأسها بالايجاب وهى تلتقط منه المشرط : اجل مستعده
- اسر ، أجهز عشان تخيط الشريان وأنا هخرج الطحال
- حاضر يا دكتور
انهى كل منهما العمل المكلف به وانتهت العمليه بسلام ، رفع عاصي عيناه لينظر لهم بابتسامه
- الحمد لله الوضع مستقر ، ايسل قفلي انتي الجرح
لم يغادر غرفه العمليات ظل واقف جانبها يشاهد ما تفعله باهتمام ، اما ايسل فظنت انه لم يثق بها لذلك يقف ليراقب عملها وهذا ما جعلها تحزن داخلها بسبب عدم ثقته ، انهت عملها لتغادر الغرفه على الفور ، قبل ان يغادرها احد ..
↚
اراد ان يذهب إليها ويفاجئها بوجوده بعد عودته من فرنسا ، لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك فهو يشتاق لرؤيتها والحديث معها ومعرفه ماذا حدث خلال الايام الماضية ..
كان يدلف لداخل المشفى يبحث بعينيه بـ.ـارجاء المشفى عن وجودها ، الى ان استوقفه عاصي عنـ.ـد.ما وقعت عيناه علي
اقبل عاصي باتجاهه :
- رامي
عنـ.ـد.ما تطلع اليه تذكره وقف ليصافحه : ازيك يا دكتور
- الحمد لله بخير طمني على صحتك
- الحمد لله زي الفل ، أنا كنت بسأل عن الدكتوره ايسل ، هي مش موجوده ولا ايه
تسأل بضيق : محتاج حاجه اقدر اساعدك ؟
هز راسه نافيا : شكرا يا دكتور أنا فعلا كويس وصحتي الحمد لله تمام
حاول اخفاء شعوره بالغيره من هذا الشخص الماثل امامه واجابه باقتضاب
- دكتوره ايسل فى اجازه
اختفت ابتسامته وتنهد بضيق ثم هز راسه بتفهم
- شكرا يا دكتور ، وسعيد ان شوفت حضرتك
ود لو يلكمه براسه ليجعله ينسي أمر محبوبته ولا يعود ثانيا ليلتقى بها ولكن جاهد نفسه فى اخفاء ما يشعر به الان
ضغط على اسنانه بغيظ : أنا أسعد ، بعد اذنك عشان ورايا حاله لازم اتابعها
- اتفضل حضرتك
غادر رامي المشفى وهو يشعر بالضيق من عدم وجودها ، اما عن عاصي فدلف لمكتبه وهو يشعر بالنيران التى تحرق قلبه بسبب غيرته على الفتاه التى عشقها بكل جوارحه وياتي اخر للفوز بها ، ضـ.ـر.ب قبضته بقوه اعلى مكتبه وهو يتحدث بانفعال
- مستحيل تكون لغيري
انتشله رنين هاتفه من ثوره انفعاله لينظر لشاشته ليجد شقيقه هى التى تهاتفه فيديو كول
ليبتسم رغما عنه وهو يفتح المكالمه بينهم ليجدها تنظر اليه ونتحدث بسعاده عن المكان الساحر التى توجد به ، ليهدئ روديدا رويدا وهو يستمع لحديث شقيقته المرح الذي جعله ينسي غضبه ويسايرها الحديث ..
+
"""""
بدهب ..
بعد ان تعرفت على عائلته وابتعد قليلا لتهاتف شقيقها لتشاكسه وتصف له جمال المكان .
وعنـ.ـد.ما اجابها تحدثت بفرحه
- عصومي حبيبي ، دهب دي حكايه ، لازم تيجي يا عاصي ، بجد المكان تحفه والله تعالى هنا غير جو المرضه بتوعك بقى وشوف جمال وسحر الطبيعة ولا البحر يالهوووي
ضحك بقوه على جنونها : هو انتى طالعه شغل ولا طالعه تتفسحي وبتضحكي على مديرك ها ، اعترفي
ضحكت هى الأخرى وهى تصوب كاميرا هاتفها ليشاهد المكان
- طب بص بنفسك ، بذمتك شوفت جمال احسن من كده فين
كان يشاهد امامه البحر والرمال وأيضا صوبت الكاميرا على الكامب لتحجظ عيناه بدهشه عنـ.ـد.ما وقعت على تلك الفاتنه التى تضحك بسعاده وهى ترتدي ثوبها الزهري ، ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر وهو يطلب منها اعاده تثبيت الكاميرا عن الكامب لينظر لمعشوقته التى اقتحمت قلبه دون قيود
+
لتتحدث حياه بجديه : ها عجبك المكان
لاحت ابتسامه تعلو ثغره : جدا ، قولتلي شركه السياحه اسمها ايه
- الراسي للسياحه يا دوك ، انت بتنسى ولا ايه
- معلش يا حبيبتي ما انتي عارفه دماغ اخوكي كلها متعلقه بالمستشفي ، بس عندك حق أنا فعلا محتاج جو ليومين كده استجمام عندك فى دهب
- بجد هتيجي
- هظبط اموري كده وابلغك تمام
- اشطه يا باشا ، هستناك
أغلق الهاتف وهو يضحك بقوه ثم استرد انفاسه بهدوء وهو ينهض من مكانه ليغادر مكتبه ليتوجه لمتابعه بعض الحالات الخاصه به ويطمئن على استقرار صحتهم قبل ان يتخذ قراره وهو السفر الى دهب لقضاء يومين بعيدا عن العمل ويستمتع بصحبتها ، فلا يعلم بماذا أصابه عنـ.ـد.ما وقعت عيناه عليها ...
"'''""""""""
بدهب ..
داخل الفندق ، جلس ماجد برفقه الفوج الالماني ليتناولون العشاء ..
أقبل عليه شاب وسيمًا ، مظهره لا يعطي لسنه الحقيقي فقد كان فى العقد الرابع من عمره ، يرتدي حُله بيج واسفلها قميص أبيض يترك اوله مفتوح ، وقف امام الطاوله يرحب بهم بابتسامه خفيفة
- اهلا وسهل شرفتونا فى فندقي المتواضع
نظر ماجد ليده الممدوه له وصافحه : اهلا وسهل بحضرتك
- اكرم الفقي ،صاحب مجموعه فنادق الفقي
هز راسه وعلم لما ياسمين تزوجت من مالك هذا الفندق ، من المؤكد بسبب ثراءه الفاحش
- ماجد الراسي صاحب شركه السياحه
- نورتنا يا مستر ماجد وأتمنى اقامت الفوج تنال إعجابهم والاداره تحت امركم .
- أكيد ، شكرا لذؤق حضرتك
استاذنهم اكرم وعاد الى مكتبه ليجد زوجته تعانقه من الخلف وتقبل وجنته
- حبيبي واحشتني
دار وجهه إليها وهو يحاوطها من خصرها :انتي كمان يا قلبي واحشتيني اوى ، وهنقضي السهره مع بعض ، تحبي تسهري فين بقى
طبعت قبله رقيقه اعلى شفتيه : على ذؤق حبيبي
- اوك يلا بينا
مازال محاوطها بتملك لتسير جانبه ويغادر الفندق باكمله ، ليستقل سيارته متوجها الى ملهى ليلي لقضاء سهرتهم ...
+
اما داخل الكامب ..
جلسوا سويا ليخططو ماذا عليهم فعله الان .
اقترح معتز عليهم الذهاب إلى مطعم لتناول الاسماك
- انا جعان ، ايه رايكم اول حاجه نعملها نروح مطعم وناكل بقى اسماك وجمبري ونخربها مأكولات بحريه
تحدث كلاهما معا ، ايسل واسر : أنا عندي حساسيه من الاسماك
نظر لهم الجميع بغرابه ثم صدحت ضحكتهم بالمكان
تحدثت رؤي بمرح : ايه ده حتى فى الاكل لا واضح فعلا انكم تؤام بجد هههه
حك عمر عنقه وهو يخبرهم بشئ اخر
- أنا بقول ننتشر ونتوغل فى المكان ونكتشف دهب بقى واللى يحب حاجه يعملها
اعجب بعضهم بهذه الفكره ، والبعض الآخر غير مرحب بذلك الاقتراح .
التقط معتز يد سماء لتشاركه السير امام الشاطئ ، لحقت بهم ديجا بصمت
الى ان استوقفها معتز : ديجا حبيبتي محتاج اتمشي شويا مع خطيبتي ، فى عند سياتك اعتراض ولا حاجه
هزت رأسها بالايجاب: بابا قالي مااسبش سمسمه ابدا
ضـ.ـر.ب كفها بالاخر : هو أنا هخطفها ولا ايه
ضحكت سماء برقه وهى تنظر لذلك الجدل القائم بينهم
ومعتز يحاول ابعاد ديجا بكفا الطرق وديجا تشاكسه وتمرح معه ويبدو عليها السعاده
ارسلت اليه غمزه : تدفع كام
اتسعت عين معتز بفرحه : ايوه كده تعجبيني ، اللى تؤامري بيه يا قمر
تصنعت التفكير وهى تنظر للسماء تاره وللبحر تاره أخرى
- اخلصي الفجر هيشقشق كده وانتي لسه بتفكري
- عايزه ايس كريم مانجه
- نعم وأنا اجيبلك منين ايس كريم دلوقتي
ات عمر خلفهم واستمع الى حديث تلك المشاغبه التى لفتت انتباهه عنـ.ـد.ما راها بالمطار وارد ان يتحدث معها ، وجدها فرصه لتقرب منها ، لذلك وقف امام معتز وهو يربت على كتفه ليجعله ينظر اليه ، ثم تحدث
- أنا ممكن اجبلها الآيس كريم اللى هى عايزاه وانت تشوف نفسك يا عم
ابتسم معتز لعمر : حلو اوى ، بس متتاخرش
غمز له وهو يشاكسه : هاخدها لفها وارجعهالك ، ثم نظر إليها
- يلا ايه غيرتي رايك ولا ايه
سارت جانبه : جايه طبعا ، ثم عادت تنظر لشقيقتها وهى تلوح بيدها : باي سمسمه
تنهد معتز بـ.ـارتياح وهو ينظر لمعشوقته : ياساتر ، البت دي فصيله بشكل
ضحكت بقوه منما جعله يقترب منها ويفترس ملامح وجهها بحب
- بحبك يا سمائي
توردت وجنتيها بحمره الخجل : حلو المكان هنا مش كده
هز راسه نافيا : لا مش كده ، عشان انتى أحلى حاجه فى المكان
نظرت له بحب : معتز أنا بجد بحبك
شهق بصدمه وهو يلتقط بكفيها بين راحه يديه ويدور بها بسعاده
- وأنا بموت فيكي ، وصرفت نظر عن الخطوبه ، احنا نتجوز كده وش احسن
"""""""
سارت ديجا بجانب عمر الذي ابتعد عن الكامب الى ان وجدت نفسها بمكان مظلم ، نظرت له بقلق
- احنا كده بعدنا اوى يا عمر ، توهنا مش كده
- لا اطمني مـ.ـا.تهوناش ، مـ.ـا.تخفيش وانتي معايا
- خلاص يلا نرجع أنا مش عايزه ايس كريم ، أنا اصلا كنت بهزر مع ابيه معتز
تحدث بتسبيل وهو يغمز لها بعينه : ودي تيجي بردو يا قمر
انتابها الخوف من نظراته وتحدثت بصوت عال : انا عايزه ارجع الكامب
اقترب منها بهدوء وتحدث ببرود
- اتفضلي الصحراء قدامك اهى ، عايزه ترجعي ارجعي
نظرت له برجاء : هرجع لوحدي
هز كتفه بلامبالاه : مش انتى اللى عايزه ترجعي براحتك
وقفت جانبه وانسابت دمـ.ـو.عها : بس أنا خايفه ومااعرفش المكان
رق قلبه لرؤيه دمـ.ـو.عها : انتي بتعيطي ليه دلوقتي يا مـ.ـجـ.ـنو.نه ، قولتلك مـ.ـا.تخفيش
اقعدي طيب واهدي كده ، خلينا نتعرف على بعض .
جلس اعلى الصخور واشار بيده لكي تجلس جانبه ، كفكفت دمـ.ـو.عها وانصاغت لحديثه .
اخرج هاتفه وهو ينظر لها : قوليلى الاكونت بتاعك ايه
- ديجا المنشاوي
نظر لها بعدم فهم : نعم ياختي ، انتى مش اخت سماء موسي الزيان ولا ايه
هزت رأسها بالنفي : لا سماء بنت زوج عمتي ، بابا موسى يبقي زوج عمتي وهو اللى مربيني وماعرفش اب غيره
- اه فهمت
-هات الفون وأنا هعمل الاد
اعطاها هاتفه بعدما فتح الاكونت الخاص به ، نظرت له ثانيا
- عمر الخطاب
ابتسم لها وهو يهز راسه بالايجاب : مستغربه ليه ، أنا اسمي فعلا عمر حاتم الخطاب
- لحظه هو مش انت بردو ابن عم ابيه معتز ، بس الأسماء كده مختلفه
- لا مش ابن عمه ، ده موضوع كبير ابقى اشرحهولك بعدين ، قومي بينا نرجع
- والايس كريم
ضحك برقه : ايس كريم ايه فى الصحراء دي بس ، تعالى بس وادعي نوصل ومانتهوش ههه
سارت جانبه باضطراب ، تخشي ان تضل الطريق ولا يعلم طريقا للعوده ...
""""""""
انهى ماجد مقابلته مع الفوج ثم قرر العوده الى الكامب وبرفقه حياه ، التى لديها فضول لمعرفه شئ عن تلك الفتاه التى التقى بها فى الصباح ولكن لا تريد احراج نفسها ، تخشي ان يجرحها بحديثه لذلك فضلت الصمت ..
↚
عاد يجلس بجانب صديقه ، ليتحدث اسامه بجديه بعدما نجح فى التماسك وعدم اظهار دمـ.ـو.عه .
- هاشم أنا مش موافق على اللى انت عايز تعمله ده ، ازاى بس عندك اتنين دكاتره ورافض تعرفهم اللى عندك وكمان عايز تسافر وتبقى لوحدك وانت فى حالتك دي ، مافكرتش ايه ممكن يحصلك ,انت عايز تغلط نفس غلطي ، وأنا مش هسيبك تعمل كده انت فاهم
- مـ.ـا.تحاولش يا اسامه عشان انت عارف عنادي ممكن يوصل لفين
- يا صاحبي اسمعني ، مش أنا قولتلك ربنا بعتلي ملاك رحمه وقف جنبي وماسبنيش ، وعملت ليه جميله مش هنساهلها طول عمري ، جمعتني بمراتي وبناتي وأنا كنت على سرير الموت ، لم شوفتهم روحي ردت لجـ.ـسمي تاني ، ولادك هم روحك وحياتك يا هاشم ليه عايز تبعد عنهم وتقسي على نفسك وعليهم ، لو جرالك حاجه مش هيسامحو نفسهم العمر كله ،بلاش تظلم نفسك وتظلمهم ببعدك عنهم وانت محتجالهم اكتر ماهم محتاجين ليك
تحدث بحزن : يا اسامه انت مش فاهم حاجه ، ربنا كرمني وولادي الاتنين دكاتره لم يعرفو بتعبي وهم مش قادرين يخففوه كده هكون بعذبهم انهم بعد لم وصلو للمرحله دي مش قادرين يخففو وجع اقرب حد ليهم
- تقوم عايز تسافر عشان تموت لوحدك بعد الشر عليك ، ولو حصل هم بقى هيسامحو نفسهم ازاى انهم قصروا معاك
الوحده صعبه اوى يا هاشم صدقني ، انت قبل كده كانت بنتك جنبك ، لكن دلوقتي مختار تبقى لوحدك ، انت ليه مـ.ـا.تجوزتش يا هاشم حد يقف جنبك ويشاركك حياتك
-اتجوزت فعلا مرتين ، كنت عايز بنتي تحس بحنان الام وبحـ.ـضـ.ـنها وفى المرتين فشلت الاختيار وماكنش حد فيهم يصلح يكون ام لبنتي
- عشان كنت عايز ام لبنتك مش زوجه
- أعمل ايه قلبي ماحبش غير فريده ولا دخله غيرها ، بس هى اختارت صح ، ربنا يكرمه ربى ابني واهتم بيه ، اسر بيقولي ان هو محظوظ عنده اتنين اب ، عنده حق فعلا ، اللى حصلي ده من وقت لم عرفت بان فريده بقت لغيري ، قلبي اتكسر واتوجع اوى يا اسامه ، ماحستش بنفسي غير وأنا فى المستشفي وبفوق على صوت اجين كانت ممرضه فى المستشفي جتلي وقتها جلطه من الحزن اللى سكن قلبي والحمد لله الدكتور انقذني ، واجين فضلت مهتمه ببنتي ومش هتصدق انها سابت شغلها فى المستشفى عشاني أنا وبنتي ، ومن يومها بقت المربيه بتاعتها ، حنينه عليها اوى وبتحبها اوى ، كانت هتنزل معانا بس قالت تسافر تركيا تشوف اهلها وبعدين تحصلنا على هنا
- بتحبك يا هاشم ؟
- ماكدبش عليك هى فعلا حبتني ومـ.ـا.تقوليش ليه مش اتجوزتها عشان ببساطه خوفت اظلمها لانها فعلا حبتني مش زى اللى اتجوزتهم كان واخدين الجواز صفقه ومظهر بقي ، وكمان كنت خايف لو اتجوزتها تخلف وعلاقتها ببنتي تتأثر ، بس كده احسن مش عايز اعلق حد بيه وخلاص حتى حب فريده مش لازم يفضل فى قلبي ويمكن عشان كده قلبي بقى فيه عيله زى ما بيقوله لا قادر يحب ولا قادر يعيش
ربت على كفه بحب : مـ.ـا.تقولش كده ربنا كبير موجود واوعى تستسلم
- ونعم بالله ، الحمد لله ان عيشت لم خدت اسر فى حـ.ـضـ.ـني وشوفته قبل مااموت
- تاني هتجيب سيره الموت ، طب قولي قلبي تعب تاني ازاى مش قولت ان الجلطه ذابت ورجعت لشغلك وحياتك ، ايه اللى حصل وصلك لكده
- ابدا فعلا الدكتور وقتها انقذني من اضرار الجلطه لكن كان فى جزء فى القلب انضر فعلا وبقى تالف ، يعنى كانه مش موجود وكنت باخد ادويه مساعده على سيوله الدم ان يوصل كويس لباقي الجـ.ـسم ، لكن فى وسط سفري ومشاغلي من بلد لبلد واهتمامي ببنتي نسيت المشكله الاساسيه واكتشفت من سنه بس ان القلب بقى فى اضرار كتير مشاكل صمامـ.ـا.ت على ضيق شراين وفعلا باخد علاج بس مابيعملش حاجه لان عضله القلب بقت ضعيفه جدا مـ.ـا.تتحملش عمليه وعشان كده قولت اطمن على ولادي وارجع فرنسا اجافز بالعمليه واللى ربنا كتبه هشوفه وراضي بنصيبي نجيت منها هرجع وسط ولادي من تاني. ربنا استرد امانته أكون اطمنت ان ولادي مع بعض وسط اهلهم
- اسمع يا هاشم اللى بينا عشره عمر ومش هسيبك تعيش الألم ده لوحدك انت سامع وانا هكون جنبك وكمان ولادك ومش هتسافر واللى مكتوب ليك هتشوفه هنا وسط عيالك واهلك انت فاهم واياك تعترض على كلامي هتكون بتخسرني ومش بس كده هتتسبب فى اذي نفسي جـ.ـا.مد جدا لاولادك اللى هم فرحتك وسعادتك فى الدنيا ..
"""""""""
إنتشر الجميع فى البحث عن ايسل ..
اسر بضيق : كانت ماشيه فى أي اتجاه يا علي
على بقلق يشير الى اتجاه اليمين : من هنا
تحدث ماجد : خلاص البنات افضل هنا فى الكامب يمكن ايسل ترجع ، يبقى يبلغونا ، واحنا هندور عليها فى كل الأماكن اللى حوالينا واللى يلاقها يبلغ الباقي ، هنتفرق على كل الاتجهات تمام
أنطلق جميعهم فى البحث ، أسرع اسر ركضا وهو يصـ.ـر.خ مناديا باسمها ، وعلى وعمر اتخذو طريقا واحد للبحث عن شقيقتهم ، اما ماجد ومعتز اتجهو بالاتجاه المعاكس لاسر ..
+
سار عاصي باتجاه اخر كالمـ.ـجـ.ـنو.ن يبحث عنها بقلبه قبل عينيه التى تتوق لرؤيتها ويخشي فقدانها .
قادته قداما الى اعلى الجبل وظل ينظر حوله بتلفت ولهفه ويصـ.ـر.خ باعلى طبقات صوته باسمها ، الى ان هبط قليلا اسفل الجبل وكان يقف بين الصخور الى ان أستمع لصراخ قوي هز قلبه جعله يركض بإتجاه ذلك الصراخ
جحظت عيناه عنـ.ـد.ما وجدها ملاقاه بين الصخور وتمسك بقدمها وهى تصرخ بفزع اتجاه عقرب
أسرع إليها بخطواته لينحني عليها بلهفه ويمسك بقدميها التى تؤلمها وينظر لمقلتيها الخائفه يتسأل بنبره حانيه ، هل اصابك اذي وعيناه تصرخ بقلق
- انتي كويسه ؟ مال رجلك العقرب قرصك ؟
لم تستطيع التفوه بكلمه فقط انسابت دمـ.ـو.عها بصمت وعلى صوت شهقاتها التى تمزق قلبه ، ليقترب منها يحاول حملها بين ذراعيه لتهز رأسها بالرفض :
- شكرا ، اتصلي باسر
جحظت عيناه بصدمه عنـ.ـد.ما رفضت ان يحملها ليبعدها عن هذا المكان المخيف الذي يوجد به العقارب والثعابين ،
- طب قوليلى العقرب قرصك فين
- لم يلدغني
اخفى ابتسامته بسبب انفعالها علي ولكن اطمن قلبه بان العقرب لم يمسها ، عاد يجذبها برفق ليساعدها على الوقوف
- طيب على الاقل اقفي على رجلك عشان نبعد عن المكان ده
كانت قدميها تؤلمها بشـ.ـده ويبدو بان اصابها اذي اثر السقوط
لم تقدر على الحركه ولذلك لم يتحمل عاصي رؤيتها تتالم ، حملها بين ذراعيه رغما عنها وسار بخطوات ثابته بين تلك الصخور وهو مستمتع بذلك القرب ، كانت قريبه من قلبه الذي ينبض بحبها ، قطع تلك اللحظات وصول اسر الذي اقبل عليها بلهفه وهو يحملها من بين ذراعي عاصي
- ايسل مالك حصل ايه ياقلبي
تشبثت باحضان شقيقها وهى تهمس بصوت خافت : ساقي تؤلمني
سار بها برفق وهو يطمئنها الى ان وصل الكامب .
أسرع علي إليها وهو يتحدث بحزن : يا رتني ماسبتك تمشي لوحدك
ابتسمت له بحنان : أنا كويسه
عاد ماجد يتحدث بانفعال : ازاى تمشي لوحدك فى مكان مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش في حاجه
- كنت بكلم داد وفجاه قدمي انزلقت بين الصخور
جحظت اعين الجميع ، اقترب ماجد من اسر ليضع يده اعلى وجنتها وهو يتحدث بحنان : مـ.ـا.تزعليش مني ان انفعلت عليكي ، ده من خوفي ، المهم انتي بخير
عاد ينظر للجميع : الكلام ده للكل هنا ، بلاش تتحركو فى طريق أنتو مش عارفينه ومن الأفضل لو حد حس ان تاه او بعد يقف مكانه ويتصل باي حد فينا مفهوم عشان مايتقررش ده تاني ، اسر خد ايسل ترتاح
شهقت رؤى بصدمه وهى تقترب من ايسل : ايسل رجلي بتنزف
كانت حقا تتالم وتحاول اخفاء المها ، اراح اسر جسدها برفق ليتفقد قدميها التى تؤلمها وعنـ.ـد.ما نزع الكوتشي التى كانت تنتعله ، ازاح أيضا البنطال عن ساقها ليجد الدماء تسيل ويبدو بان جلدها تاذى بسبب الانزلاق وانزلقت رقعه من جلدها الرقيق لتسيل الدماء بتدفق ، جحظت عين عاصي الذي اقترب منهم ليتفحص وضع قدمها
- انا معايا أدوات طبيه فى شنطتي ، هجبهم واجيلك ، ريحها فى اوضتها
حملها اسر ثانيا ليدلف بها الى حيث الكامب الخاص بها هى ورؤى ولحقت به رؤى لتظل جانبها ، الى ان احضر عاصي ادواته وجلس عند قدميها ليحاول تطهير الجرح ليجد الضرر ويحاول معالجته ، اما ايسل كانت عيناها تبتعد عنه وابتعدت قدمها عنه وهى تخبره
- اشكرك ولكن اسر طبيب أيضا
نظر عاصي الى اسر وطلب منه إحضار بعض الادويه من احدي الصيدليات الموجوده بالمكان ، لينظر اسر الى شقيقته قبل ان يرحل
- اطمني يا حبيبتي مش هتاخر عليكي ودكتور عاصي موجود، و هبعتلك علي وعمر يفضلوا جنبك
كان يعلم لما ترفض مساعده عاصي لها ولكن ليس بيده فعل شئ فقد كان يهتم بتطيب جراح شقيقته ..
راقب عاصي تغييرات وجهها الرافضه لوجوده ولكن اراد ان يظل جانبها الى ان يطمئن قلبه ووضع انامله برفق يتحسس جرحها وهو يسكب المعقم برفق لتغمض عيناها بقوه من اثر الألم التى حتاجز ساقها ..
"""""
عاد اسر بعد قرابه خمسة عشر دقيقه وهو يحمل الادويه التى تحتاجها شقيقته واقترب من عاصي يمد له بحقيبه الدواء .
لف لها عاصي سافها بالشاش الطبي المعقم ونظر لها بتسأل ؛
- حاسه بالم فى اي مكان تاني ؟
نظرت الى شقيقها بتـ.ـو.تر ولم تجييه ، علم عاصي بانها تخفي الما اخر ، نهض من مكانه وقبل ان يغادر الكامب ربت على كتف اسر
- شوف ايه تاني اتاذي فى جـ.ـسمها من اثر الوقعه وعقمه كويس ولفه بالشاش عشان الجرح مايتلوثش واديها حقنه المسكن عشان ترتاح وتنام ، ألف سلامه عليها
- الله يسلمك يا دكتور ، شكرا بجد على تعبك معانا
- مـ.ـا.تقولش كده ، ابقى طمني عليها
غادر الكامب ليجد ماجد ينتظره بقلق
- هى عامله ايه يا دكتور ، كويسه
- اطمن الجرح بسيط وهياخد كام يوم بس وتبقى امام ، ألف سلامه عليها
نظر الى شقيقته : يلا بينا يا حياه
سارت بجانب شقيقها وهى تنظر له بمكر
- البنوته اللى كنت بتحكيلي عنها هى ايسل مش كده ؟
جذبها من يدها بقوه ليدخل خيمته : انتي مـ.ـجـ.ـنو.نه يا حياه ، عايز الكل يسمعنا ولا ايه
- انت مش عايز حد يعرف بحبك ليها غير لم هى بنفسها اللى تعرف مظبوط
جلس بضيق : واضح ان هتعب معاها اوي لحد لم تفهم مشاعري
تسالت بدهشه : حصل ايه بقى احكيلي بالتفصيل الممل ..
""""""
عوده الى خيمه ايسل
جلس اسر بالقرب منها يتسأل بقلق
ايسل حاسه بالم فى مكان تاني غير رجلك
هزت رأسها بالايجاب وانسابت دمعه حارقه : ضهري
- طب مـ.ـا.تخفيش ، رؤى ساعدي ايسل عشان اطمن على ضهرها
↚
كانت مستمعه وهى تبعث باناملها الرمال لتخرج القواقع الملونه وتضعهم داخل كفها لتنظر لهم باعجاب ، الى ان اتاها صوته المالوف عليها وهو يقف خلفها ويقول بنبره جاده
- أنا آسف
التفتت لذلك الشخص لتجده يتقدم بخطوات واثقه ويجلس جانبها بهدوء ، ثم تطلع إليها ليكمل حديثه
-انا عارف ان اعتذاري متأخر ، كان لازم اعتذر لك من اول لم شوفتك فى القاهره ، بس ما جتش فرصه ، رغم ان حاولت بس كنتي دايما بتبعدي
نظرت له باستغراب وهى تتفوه : حاولت .!
اومأ براسه : ايوه حاولت اتكلم معاكي اكتر من مره بس ماكنتيش بتديني فرصه
عادت تنظر لتلك القواقع الصغيره داخل كفها الرقيق : جايز
ابتسم على تلك الفعله ولكن عاد يتحدث معها برفق
- يعني قبلتي اعتذاري
حدقت بفيروزيتها داخل عينيه تبحث بهم عن اجابه
- اعتذارك عن أي شيء؟
ظلت عيناه تعانق عينيها التى انتشلته من بؤره جموده وجعلته يتخلي عن صرامته وقلبه الان هو الذي يقوده
+
- أنا آسف على اللى حصل مني فى غرفه العمليات ، وقتها كنت مضغوط جدا بسبب موقف ضايقني ، آسف كمان مره ان اتعصبت وانفعلت عليكي وطردك وانتي مالكيش ذنب فى رد فعلي ده
- إذا كان وضعك لا يسمح لاجراء عمليه بهذه الضغوط لا تفعل لكي لا تصيب المريـ.ـض باذي ، فما ذنب المريـ.ـض بحاله الطبيب الذي قدم روحه بين يديه
+
شعر بالخجل فهي محقه ولكن لايريد اخبـ.ـارها السبب الحقيقي وراء انفعاله ، يحب شهيقا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بثبات
- معاكي حق ، مشاكلنا واى حاجه شخصيه نتخلى عنها قبل ما ندخل غرفه العمليات عشان حياه المريـ.ـض فعلا ، بس عايز اعرف قبلتي اعتذراي
هزت رأسها بالايجاب : سوف اقبله إذا وعدتني بانه خطأ لن يتكرر داخل العمليات ثانيا
ابتسم بحب من اجلها فهي تمتلك قلب رقيق ، بريء : اوعدك الخطأ ده مش هيتكرر تاني وهتحكم فى اعصابي اكتر من كده ، حلو كده
شرد بابتسامته وتذكرت عنـ.ـد.ما كانت تقف بمكتبه تتسأل لما يكرهها وماذا فعلت من اجل تلك المعامله ، عبث وجهها عنـ.ـد.ما تذكرت كلمـ.ـا.ته والحديث الذي دار بينهم ولذلك شعرت بجرح لكرامتها فاخبرتها بانها تكرهه هو الاخر .
فاقت من شرودها على صوته القوي وهو يتسأل بقلق
- ايسل انتي كويسه ؟ حاسه بالم ؟
هزت رأسها نافيا وتحمالت على كفيها لتنهض من جلستها اعلى الرمال والتقطت الكوتشي بين يديها وسارت بإتجاه الكامب ولم تتفوه بكلمه .
جحظت عيناه وهو يتابع اختفاءها : مالها ايه اللى حصلها فجاه كده ، ممكن يكون الجرح بيألمها ، نهض هو الاخر والتقط القواقع التى تركتهم ايسل بين راحه يده ، دقق النظر اليهم وارتسمت ابتسامته اعلى شفتيه وهو يدسهم داخل جيب سترته ..
+
"''''""'
عنـ.ـد.ما وصلت الى كامب وجدت شقيقها الأصغر شارد الذهن ويتطلع للفراغ ، تقدمت اليه بخطوات متبطئ من اثر ألم ساقها التى تشعر به يزداد كلما ضغطت على قدمها .
- علي
نظر إليها على الفور ونهض من مجلسه يمسك بيدها ليساعدها على الجلوس
- تعالى يا ايسل ، اقعدي عشان رجلك
جلست جانبه وهى تتطلع اليه بقلق عنـ.ـد.ما قرأت الحزن والضيق مرسوم على صفيحه وجهه
- انت مضايق من حاجه صح علي
تهرب من نظراتها : انتي كويسه
- لا علي ، لا تغير الحديث ، ماذا بك يا صغيري ؟
ابتسم لها بحنان : أنا مش صغير يا ايسل أنا راجـ.ـل ويعتمد عليه كمان ومابخدش أي قرار الا لو كنت واثق فيه وعارف ايه النتايج المتربته على اى خطوه بخطيها
- لا اقصد صغير كطفل ولكن انت شقيقي الصغير واعلم بانك تخفي شئ ، الا تستطيع التحدث عما تشعر به لشقيقتك
تنهد بضيق : تقدري تقولي شـ.ـدين مع بعض أنا وعمر ، ولم بنزعل من بعض مابحسش بطعم اي حاجه ، مابعرفش أفرح من قلبي غير هو جنبي ، احنا روح واحده بس فى جسدين ، الفكر صحيح مختلف وكمان الشخصيه بس ماحدش يقدر يستغنى عن التاني عشان ببساطه هو بيكملني وأنا بكمله ، بس هو مستهرت ومش قادر يستوعب ان خايف عليه وبعمل كده لمصلحطه
- تمام ، ممكن اعرف بقى السبب عشان ماحدش يزعل من التاني هصالحكم
- ماينفعش يا ايسل ، اوعدك لو ماقدرتش الاقى حل للمشكله دي ، هطلب منك تدخلي وهقولك على السبب الرئيسي عشان هى تخص عمر ، مـ.ـا.تزعليش مني
مسدت على وجنته برفق وهى تبتسم له : مااقدرش ازعل منك يا علي
عانقته بحنان لتخفى تشتتها بسبب ذلك الطبيب الذي شتت تفكيرها وأصبحت لم تعد تفهم شيء بما حولها ..
"""""""
اما عمر فكان يشعر بالضيق بسبب مشاجرته مع شقيقه فهو عنيد للغايه ولم يقبل النصح من احد .
أتت ديجا تجلس امامه
- انت زعلت من كلامي معاك
- من فضلك حابب اقعد لوحدي
نهضت من امامه بضيق : على فكره بقى انت قليل الذوق وأنا غلطانه كنت جايه اطمن عليك عشان اتفقنا امبـ.ـارح نكون اصدقاء
ضحك بسخريه : مافيش صداقه بين بنت وولد ، وكمان علي كلامه كله مظبوط وخافي على نفسك مني وياريت تبعدي عني ومـ.ـا.تحاوليش تقربي مني تاني وده لمصلحتك ، عشان بعد كده مـ.ـا.تلوميش الا نفسك يا قمر
فرت من امامه بغضب بعدما استمعت لتلك الكلمـ.ـا.ت الجارحه من هذا الشاب المستهتر ..
+
القى بالحصى بقوه داخل مياه البحر وظل يتابعها الى ان تختفي ويعاود برمي الأخرى وظل على هذا الحال لا يكل ولا يمل ، لايريد ان ينظر الى شقيقه بعدما حدث بينهم ، يعلم انه اخطى بحق شقيقه ولكن عقله يأبى التصديق ..
"""""""""
غادر ماجد الفندق برفقه حياه والفوج الالماني ، توجهوا جميعا الى قطعه الأرض التى تبتعد عن الفندق بالاف الامتار ، ليتحدثو مع مالكهم من اجل شراء قطعه الأرض لاقامه عليها المشروع الضخم اللذين اتو من اجله ، تولت حياه الترجمه وظل ماجد يتابع احاديثهم والجدل القائم على شراء تلك الأرض .
كانت الشمس حارقه وشعرت حياه بالسخونه التى تلفح بشرتها اثر اشعه الشمس وتعرق جبينها وجف حلقها ، تريد ارتشاف الماء ولكن الجدل القائم امامها جعلها تنظر لماجد بتوسل ولكن هو لم يفهم تلك النظرات .
الى ان هاجمها الدوار وجعل الرؤيه معدومه امامها ليسقط جسدها ارضا ، ليكف الجميع عن الحديث ، ويركض ماجد ليحمل جسدها الضعيف بين يديه ويسرع بها الى سيارته ، بحث حوله بقلق على زجاجه المياه وعنـ.ـد.ما وحدها ألتقطها بتـ.ـو.تر ليفتحها ويسكب القليل منها على كفه ويمسح بها على وجهها ليعلم بانه اصيب بضـ.ـر.به شمس اثر اشعه الشمس الحارقه ليسكب الزجاجه باكملها على بشرتها الرقيقه ، لتشهق وهى تحاول النهوض
اسندها ماجد لتعتدل فى جلستها وتضع يدها اعلى جبينها تفركه بقوه من شـ.ـده الصداع التى تشعر به
أبعد ماجد يدها وهو ينظر لها بحنان
- ليه ماقولتيش انك تعبانه
- ماكنتش حاسه بأي تعب غير لم جينا هنا
رفع انامله ليمسد على جبينها برفق ويحركها يمينا ويسارا لعده دقائق تحت تظرات حياه الصادمه ، شردت بملامح وجهه عن قرب فقد كان شـ.ـديد الوسامه ، ابتلعت ريقها بصعوبه عنـ.ـد.ما التقت اعينهم بعناق صامت
ابتسم ماجد بهدوء وهوينظر لها : ها احسن دلوقتي
هزت رأسها بالايجاب : شكرا
تنهد بضيق وهو ينظر حوله : هم اصلا عالم مجانين ، ازاى شركه وماحدش فيهم بيسمع لكلام التاني كل واحد عنده وجه نظر مختلفه .
- هم راحو فين
- الباص خدهم الفندق ، واحنا كمان لازم نمشي عشان الشمس حاميه اوى ، وانتي محتاجه تاخد بيور
ابتسمت بايمائه : فعلا أنا عطشانه جدا
- هقف فى اول استراحه ،عشان تشربي عصير ولم نوصل لازم عاصي يطمن عليكي عشان مـ.ـا.تتعبيش تاني
- لا أنا بقيت كويسه ، هو بس مجرد هبوط والشمس شـ.ـديده والواحد كيوت ورقيقه زى ماانت شايف فلازم يتاثر
انهت حديثها بضحكه رقيقه ، نظر إليها ماجد بجديه جعل ضحكتها تختفي لتصدح ضحكته هى الأخرى بداخل سيارته وهو يخبرها : فعلا رقيقه زي البسكوته وبتدوبي من الشمس هههه
ضحكت على مشاكسته الى ان استردت انفاسها وهى تطلع للطريق حولها من نافذه السياره لتفتحها ويعصف الهواء داخلها ليجعلها تغمض عينيها لتستمع بنسمـ.ـا.ت الهواء ويتطاير شعرها البني خلفها ، لينظر ماجد الى تلك المـ.ـجـ.ـنو.نه التى تتبدل بين تاره واخرى ليستنشق عبيرها الفواح اثر لفحات الهواء ليبتسم بحب وينظر لطريق امامه وهو يكمل قيادته ..
""""""""
+
تحدثت سماء بصدمة بعدما قص عليها معتز بما ينوي عليه فعله فى زفافهم .
- ايه الجنان ده يا معتز ، فكره مـ.ـجـ.ـنو.نه طبعا .
- وليه يعني مـ.ـجـ.ـنو.نه بس جديده وماحدش عملها قبل كده ، وكمان فيها ايه يا روح قلبي لم نتجنن مع بعض ، أنا بحب الجنون
- طب اديني وقتي افكر ، أصل دي ليله العمر واخاف تبوظ بسبب جنانك ده
التقط يدها ليطبع قبله هادئه بباطن كفها : اوعدك انها ستكون ليله من ألف ليله وليله ومش هتنـ.ـد.مي ولا هتبوظ طبعا ، بس حليكي واثقه فى ميزو حبيبك
- أنا فعلا بثق فيك وبثق كمان فى ذؤقك وأنا معاك يا حبيبي فى اى جنان
صرخ بجنون : ايوه كده هو ده حبيبي يا ناس
"""""""
بعد ان عاشو المغامره فى قاع البحر وشاهدو الاسماك الملونه والشعب المرجانيه وانتهت المغامره وطفو على سطح المياه ، لينزع كل منها امبوبه التنفس وينظرو لبعضهم وعلى ثغرهم ابتسامه ساحره
- اتبسطي فى المغامرات حول البحار
تحدثت ومازالت الابتسامة تعلو ثغرها : جدا ، اول مره اعيش المغامره دي
ارسل إليها اسر غمزه وهو يمسك بيدها : ومش هتكون الاخيره
صعد اسر على متن المركب التى تنتظرهم بعرض البحر بعد الانتهاء من رحلتهم فى قاع البحر ، لتبحر بهم الى الشاطئ وامسك بيدها لتصعد هى الآخر خلفه ، ثم جلسوا سويا يتطلعوا لجمال الطبيعه من حولهم
نظر إليها على حين غفله : نفسك تعملي ايه تاني
تحدثت بحماس : نفسي اجرب قفز المظلات
- ماعنديش مانع نجربه مع بعض
- بجد
-اكيد طبعا مش هسيبك لوحدك
- ليه
ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر : عشان بنت عمي وماينفعش اسيبك لوحدك
لوت ثغرها بضجر : بس
قرأ ملامحها الغاضبه وكتم ضحكته : هو فى حاجه ولا ايه
تحدثت بيأس : مافيش
ثم ابتعدت بانظارها عنه وشردت بالمياه ، منما جعله يفهم تبديل حالها وهو يشعر بالسعاده التى تغمره بسب قربها ، ويشعر بشرارت الحب التى تشتعل بداخل كل منهما من اجل الآخر ولكن عليه التاكد من تلك المشاعر أولا قبل اتخاذ أي قرار متسرع فهو كثير التفكير ويتأنى بقرارته لكي يصل للقرار الصائب ..
""""""""
↚
فى صباح يوم جديد مليئ بالمفاجات ، منها الساره ومنها الصادمه والغير متوقعه ..
قررت حياه عمل لهم برجرام خاص بالاماكن التى يريدون الذهاب إليها ، وبعد تناول وجبة الإفطار فى مطعم شعبي خارج حدود الكامب ، نهضت عن مقعدها وهى تنظر للجميع
- احم احم ، الكل يبصلي هنا ، طبعا بعد الفطار هنبدا يومنا بقى ، فى هنا حمامـ.ـا.ت سباحه خاصه بالبنات منفصله عن الشباب طبعا فكلنا كده هنستمتع بمياه البحر داخل حمامـ.ـا.ت السباحه لأنها فيها شعب مرجانيه وانا عن نفسي حابه ده جدا ، يعني ننطلق بحريه
سعدت الفتايات بهذا الاقتراح ونهضوا بالفعل وهم يسيرو بجانب حياه التى ترشـ.ـدهم على هذا المكان ، وتركت الشباب يفعلو ما يحلو لهم ..
تحدث معتز بضيق : حمام سباحه ايه ما احنا زهقانين من البحر ، احنا نعمل سفاري ايه رايكم يا شباب
نظر ماجد لعاصي : ايه رايك
عاصي بجديه : والله أنا معاكم فى أي حاجه ، أنا هتخلى عن دوري كطبيب وجراح لمده يومين بس
فاكيد معاكم فى أي شيء
تحدث اسر بحماس : مابلاش سافري ونقدم فى السباق
أستمع عمر لحديث شقيقه : ايوه حلو اوى فكره السباق
علي بقلق : سباق لا وانت اصلا مابتعرفش تسوق يبقي ازاى هتدخل سباق
عمر بلامبالا : أنا حر
استوقفهم ماجد من هذا الجدل
- طيب يا جماعه خلينا دلوقتي ناخد قرار يوافق عليه الكل ، عشان احنا مش لوحدنا وعايزين كمان نستمتع بالصحبه الحلوه
بصو عندي فكره فى هنا بيعملو سفاري جمال وسفاري عربيات
معتز بفرحه : عربيات طبعا
عاصي : من راي معتز لأن الجمال طبعا بطيئ ومش هنوصل لحاجه
اسر بعدم ارتياح : بس ازاى نطلع سافري واحنا معانا البنات هنسيبهم هنا يعني ونطلع احنا
تطلع الجميع الى بعضهم فقد كان محق ، لم يستطعيون فعل هذا وترك الفتايات
- فعلا احنا نسيبنا خالص وجودهم
- طب هنعمل ايه احنا بقى ، فى هنا محميات طبيعيه
- أكيد البنات كمان نفسهم يشوفو المحميات دي ، احنا ننتظرهم يخلصو عشان كلنا نبقى مع بعض
اكد الجميع على اقتراح معتز وهو انتظار الفتايات ..
"""""""
داخل حمام السباحه ..
بعدما ابدلو ثيابهم باخري تخص السباحه ، قفزو داخل المياه ليستمتعو بجمالها ، وقفت ايسل تنظر اليهم تاره والى ساقها تاره اخري وزفرت انفاسها بضيق وهى تتحامل على جروح جسدها وقررت الاستمتاع فقط بهذا الوقت الممتع الذي لا يعوض ونزلت لداخل المسبح لتسبح وهى تشعر بالاسترخاء وتنسي الامها ...
مر من الوقت ساعه كامله الى ان غادرو المسبح وتوجه كل منهما لانعاش جسدها تحت المياه البـ.ـارده وابدال ملابسهم ويذهبوا الى الشباب للقدوم على الجوله الثانيه وهى التوجه الى المحميات الطبيعه ..
""""""
نزعت ايسل ااضماد الملتف حول ساقها وطهرت جرحها ثم وضعت ضماد اخر ،ثم ارتدي نظاراتها السوداء ووضعت الكاب اعلى رأسها ليحميها من اشعه الشمس الحارقه وسارت بخطوات ثابته الى حيث الشاطئ لتجد النقاش القائم الى الخطوه التاليه .
لا تعلم شيء لتشارك به فقط كانت تتابع نقاشهم بصمت
عنـ.ـد.ما صلط انظاره عليها خفق قلبه بشـ.ـده وهو يراها بهذه الطله الخلابه رغم اخفائها لمقلتيها الساحره الا انها كانت تتميز بجمال اخر ، فاق من تطليعه عليها يد شقيقته التى تربت اعلى كتفه
- مش يلا يا دكتور
نظر لها بعدم فهم : يلا على فين
ارسلت اليه غمزه وهى تهمس باذنه : عذراك يا حبيبي ماالبنت زى القمر وواخد عقلك كمان
- حياه
- طب يلا يا حمش على العربيات اللى هتوصلنا المحميات
استقلوا جميعا الباص الخاص بشركه ماجد سيارات ليقلهم الى المحميه ..
+
محميه نبق ..
بعد مرور ساعتين كانوا يترجلو من الباص وينظرون حولهم فى انبهار فقد توجد محميه طبيعيه من النباتات التى لا توجد باي مكان آخر سوا فى تلك المحميه وعلى مسافه متقاربه توجد محمية للحـ.ـيو.انات المختلفة مثل: الثعالب والابل النوبى والغزلان، والكثير من القوارض والزواحف ..
+
نظرت ايسل الى الجبال المهيب والطبيعة الصحراوية وتقدمت بخطواتها الى محميه الحـ.ـيو.انات المثيرة التى انجذبت إليها منذ أن خطت بقدمها المكان ..
+
اما اسر فيحب مغامرات الاستكشاف وعنـ.ـد.ما نظر الى الثقب الأزرق اتاه الفضول الغوص بداخله ولكن استوقفه احدى الغواصين وهم يخبره بان هذا الثقب يسمي بحفره الموت ولا ينجى منه الا القليل ، لذلك اعتدل اسر عن قراره ..
وبعضهم اعجب بسحر النباتات والاشجار .
+
""''
وقفت ايسل امام الغزلان وتقدمت بخطوات واثقه دون خوف ، اقترب من رجل وقور مسئول عن إطعام الغزلان
- تحبي تاكليهم بايدك
نظرت له بحماس : ممكن
فتح لها الباب الخشبي الصغير لتدلف داخل ساحتهم واعطاها الرجل الطعام الخاص بهم ، لتقف ايسل بمنتصف تلك الغزلان الصغيره وتضع لهم الطعام بكفها ليقترب منها واحده تلو الأخرى وتلتهم الطعام الموضوع بكفها لتولد الثقه بينهم ويقتربو منها دون خوف وهى تنظر لهم بسعاده وتضحك برقه وهم يداعون كفها الالمس بفاهم ..
كانت من هوايتها التقاط الصور وعنـ.ـد.ما وجدت ايسل داخل ساحه الغزلان التقطت لها العديد من الصور .
""""""
+
انتقلت الى الطيور البرية وجلست امام ذلك المغرور الذي ينفش ريشه الملون ويتبختر فى مشيته لتتامله لبعض الوقت ، ثم اقتربت من بيت الأرانب لتقدم لهم طعامهم وتداعب راسهم برفق ، كان يراقب تحركاتها عن بعد ويلتمس بشخصيتها شيئا اخر ،.
همت بمغادره المحميه ولكن شعرت بشئ صغير امام قدميها لتجلس وتلتقطت الكائن الضعيف التى وجدته فاذا لم تنتبه لوجوده فكانت سوف تؤذيه ، التقطت تلك السلحفاة الصغيره بين كفيها وهى تمسد على قوقعتها برفق وتقربها من فاها تقبلها برقه ، وقفت تنظر حولها لعلها تجد بيتها ، سارت بخطوات متبطئه وهى تتحدث مع الكائن الساكن بين كفيها
- وانتي يا قمر خارجه من بيتك ليه ؟
مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش ان فى هنا وحوش ممكن يفترسوكي ولا ايه ؟
ابتسمت بجنون على حديثها الخفي مع السلحفاة ولا تعلم بالمقلتيه المصوبه اتجاهها وهو يتطلع لها بحب ..
وجدت بيت الزواحف وجدت بداخله السلحفاة الام وحولها ثلاث سلاحف صغيره الحجم وضعت الصغيره التى كانت تحملها بين كفيها برفق وهى تودعها وكانها تفهم تلك الصغيره لغتها الخاصه .
غمرتها السعاده بسبب تلك الكائنات التى قضت معهم وقت ممتع وغادرت تلك المحميه لتتجه لمحميه النباتات .
""""""
قرر معتز استغلال الوقت وتحدث مع شخص اخر وطلب منه بانه يريد قفز المظلات والى اين يذهب ، دله الشاب على المكان الذي يوجد به المظلات ، اصطحب محبوبته وتوجهوا سويا الى المكان الذي بريده لينفذ رغبه سمائه فى القفز بالمظلات ..
"""""
تحدث ماجد الى حياه التى تحمل الكاميرا وتلتفط بعض الصور لها ولكل من بالرحله .
- هو انتى مش هتبطلي تصوري وتستمتعي بالمكان
ابعدت عدسه الكاميرا عن عينيها ونظرت له بابتسامه
- بس أنا مستمتعه لان دي هوايتي ، وبعدين المكان تحفه ، جنه على الأرض ولازم كل شبر يتصور
هز راسه بتفهم ثم تسأل بجديه
- المخطط الجاي على فين
↚
وعنـ.ـد.ما اقتربت ايسل من خط النهايه ليعلن عن فوزها ، فجاه تقدم الشاب الآخر يجتازها بسرعه فائقه ، ليتم الاعلان عن فوز الشاب
"ايهم الفقي "
+
نفذ البنزين فجاه لتقف السياره قبل خط النهايه بمتر واحد فقط ، كان يفصل بينها وبين الفوز ، لينتهى الوقود فجاه لتعلم بانه مجرد خدعه ليس الا ، فشعرت بالضيق بسبب الغش التى تعرضت اليه من قبل اداره السباق والقائمين عليه ،، لتترجل من سيارتها وتنزع عنها الخوذه وتحملها بين يديها لتتقدم الى وجود عائلتها ، لتجد الشاب يقف امامها وينزع الخوذه من اعلى راسه ويبتسم لها بسماجه ويمد يده ليصافحها
- احيكي على اصرار على الفوز ولكن خيرها فى غيرها
نظرت له وليده وتجاهلتها تماما وهمست له قبل ان تتخطاه
- وأنا لا احيك على هذا الفوز لأنه خدعه مدبره
ابتعدت عنه ليقف الشاب متسمرا مكانه ، فجاه انتبه الى الصوت المنادي باسمه من اجل الفوز بالسباق ليتقدم من والده المسئول عن هذا السباق ويبتسم له بثقه ليتم مصافحته وتقديم الجائزه المعلن عنها من اداره الفندق ...
اما ايسل فرفضت ان تتقدم وتصافح المسىولون عن هذا السباق المزيف ، أستغرب الجميع تصرفها هذا وظن منهم انها حزينه بسبب خسارتها لهذا السباق .
تقدم اسر ليضمها لصدره ويمسد على خصلاتها بحنان
- مش عايزك تزعلي يا حبيبتي ، ايه يعني مجرد سباق وكمان كفايه انك وصلتي للنهائي
- أشعر بالضيق بسبب استخفافهم بعقولنا كمتسابقين
اقترب منها ماجد يريد منها تفسير : تقصدي ايه يا ايسل مش فاهم
- هذا السباق قائم على الغش والخداع ، هذه ليست مسابقه نزيهه
تحدث معتز بدهشه : تقصدي عشان ابن اكرم هو اللى فاز بالسباق
جحظت عين ماجد ونظر الى شقيقه : ايهم ابن اكرم
هز راسه بالايجاب : ايوه ابنه
- من اكرم ؟
نطقت بها ايسل
أخبرها ماجد بانه القائم على السباق ومن احدى المسئولون عنه
هزت رأسها بتفهم : إذا فالامر واضح تماما ، يستغل السباق لفوز ابنه والنهايه محسومه من قبل
تحدث ماجد بضيق : فهميني اكتر ولو ليكي حق فى الفوز انا مش هسكت
نظر لها الجميع باهتمام وهى تتحدث بجديه
- هذا السباق الضخم من المؤكد انه تم فحص السيارات قبل دخولها السباق من قبل متخصصين اليس كذلك
- ده الاكيد
- إذا لماذا سيارتي نفذ وقودها قبل وصولي لنقطه النهايه بمسافه قصيره جدا ،لابد وان يكون بها وقود كافي ، فلماذا حصل هذا الا انها مقصوده ، أنا افهم بالسيارات وبالقياده والطريق بفرنسا سريع واتقن القياده لذلك اعلم بان هذا الحدث استخفاف بعقولنا جميعا ، اللذين شاركو بهذا السباق الخادع ..
+
لم يتحمل ماجد هذا التصرف فوجدها فرصه لكى يسحق بهم فهو يشعر بالغيظ بوجدها سعيده وتنعم بالحياه المرفهه وصديقه تحت التراب وهى المتسببه بكل ما حدث له ولصديقه ، فتقدم فى خطواته الى اكرم ووقف امامه يتحدث معه بحده
- لم شخص محترم زي حضرتك يعمل سباق يبقى يعمله بضمير ومايتسخفش بعقول الناس ، وبلاش الخدع عشان تنسبو الفوز لحد مايستهلش الفوز
نهض اكرم من مجلسه بعصبيه : انت بتقول ايه ، ايه الجنان ده يا ماجد ، انت مش عارف بتكلم مين ولا ايه ؟
- للأسف عارف
- انت مضايق عشان ابني اللى فاز بالسباق وعشان كده فاكر ان غشيت لا فوق لنفسك اكرم الفقي مش محتاج يفوز ابنه على حساب غيره
- وتسمي اللى حصل ده ايه ، مستحيل تكون غلطه ، لم سياره متسابق البنزين يخلص قبل وصولها لخط الفوز تسميه ايه حضرتك غير انها خدعه ، ولا ماحدش كشف على العربيات قبل السباق ، ولازم تعرف ان ممكن اوديكم فى داهيه واقفلك الفندق بتاعك ، عشان اللى حصل يا محترم كان ممكن ياذى السياره ويضر المتسابقه اللى جواها وأنا مش هعدي اللى حصل بالساهل ، عشان دي حياة اختى اللى اتعرضت للاذى بسبب استهتراكم وغشكم فى السباق
شهقت ياسمين ووضعت يدها اعلى كتف زوجها لكي تهدئه
- أكيد في حاجه غلط ، مـ.ـا.تتعصبش يا حبيبي
رمقهم ماجد بنظرات غاضبه وهم بالمغادره ولكن صوت اكرم القوي منعه من المغادره وهو يصـ.ـر.خ مناديا باسمه
- استني عندك ، كلامنا ماخلصش ومش أنا اللى أقبل بالاتهمـ.ـا.ت اللى بتتهمه ، السباق قائم على اعلى مستوي ومافيش اى غلطه ممكن اسامح فيها ولازم تفضل موجود لم نتاكد من كلامك واللى قصر فى السباق مش هسامحه
من المستحيل ان اجازف باسمي وسمعتي عشان مجرد سباق .
وقف ماجد يتطلع اليه ببرود : تمام نشوف سيادتك هتتصرف ازاى
صرخ اكرم بعصبيه مناديا على احدي الشباب المسئولين عن التنظيم واخر مسئول عن فحص السيارات ، ولم يقصر احد بعمله ، نظر الى ابنه بتسأل .
- وانت يا ايهم ، ممكن اعرف فوزت بالسباق ازاى ، انت ليك يد باللى حصل
ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر وهز رأسه بالايجاب : أنا اللى قللت البنزين من العربيه التانيه عشان انا اللى اكمل السباق وافوز بيه وده كله عملته عشانك
جحظت عين اكرم بصدمه وهو يقترب من ابنه : عشاني أنا
+
تحدث ايهم بانفعال : ايوه عشان اخد ولو جزء بسيط من وقتك ، وكمان اهتمامـ.ـا.تك ، تهتم بيه اكتر من كده مش أكون مهمش فى حياتك ، أنا ابنك الوحيد اللى مابتحاولش تقرب منه ولا تثق فيه ، دايما مشغول عني ومش فاضيلي ، وكمان انفصلت عن امي بسبب دي
اشار الى ياسمين الواقفه بجانب زوجها
- مراتك السبب هى اللى خدتك مننا وبعدتك عننا وكمان هى ما بتحبكش بتحب فلوسك وبس ، ماحدش ممكن يحبك قدي أنا وامي اللى ظلمتها وظلمتني بانفصالك عنها بسبب واحده مـ.ـا.تستهلش تحمل اسمك
رفع يده وهوى به اعلى وجنته ، صفعه مدويه بالمكان ، لتجحظ عين الجميع تأثيرا بما اصاب هذا الشاب
وضع ايهم كفه اعلى وجنته ونظر لوالده بمقلتين تملئهم الدمـ.ـو.ع
- اضـ.ـر.بني عشانها ، عشان تكون خسرت ابنك الوحيد ، بسببها ومتاكد ان حضرتك مخدوع فيها ومش عارف حاجه عن ماضيها ، مـ.ـا.تعرفش ان الهانم كانت مخطوبه قبل كده وخطيبها سابها يوم الخطوبه ، شوف انت بقى ليه خطيبها سابها ، أكيد عرف وقتها انها مستغله وبتاعت فلوس وبس ، اى حد ممكن يشتريها بالفلوس زي ماانت اشترتها كده
كان يحاول اساكته مره اخري وعنـ.ـد.ما رفع يده ، استوقفه يد ماجد التى حالت بينه وبين ابنه
- بس كفايه ، ابنك عنده حق ، المدام كانت خطيبتي قبل خمس سنين وفعلا سبتها يوم الخطوبه ولو عايز تعرف السبب ، تعرفه منها هى افضل
غادر ماجد الفندق وهو يمسك بيد الشاب : تعالى معايا
+
تحدث ماجد وهو يربت على كتفه : كمل معانا اليوم ، احنا هنرجع القاهره بالليل
- مش عايز اضايق حد وأنا آسف بجد على السباق ، ماكنتش اعرف ان ممكن اذي المتسابقه
تحدثت ايسل من خلفه : لا عليك
نظر الى ماجد ليبتسم له الأخير : حصل خير
""""""""
استقلو الباص من اجل الذهاب الى البزار لينهو تلك الرحله ، وذهب ايهم برفقتهم من اجل العوده معهم الى القاهره ..
""""""
بعد مغادره ابنه ، وجه انظاره الى زوجته بتسأل
- الكلام اللى قاله ايهم ده بجد وكمان ماجد اكد على كلامه ، وهو كان خطيبك السابق
شعرت بالتـ.ـو.تر وتعرق جبينها ولا تعلم بماذا تجيبه
- أنا ... فعلا اتخطبت قبل كده وماجاش فرصه احكيلك لان ده شي من الماضي
تحدثت بانفعال : وأنا عايز اعرف بقى ماضي الست اللى هي مراتي وشايله اسمي
- تحدثت بكذب وهى مازالت تشعر بالتـ.ـو.تر :
- عادي كنا زى اى اتنين مخطوبين واتعرفنا على بعض فى الجامعه ، هو كان فى اخر سنه فى سياحه وفنادق وأنا اول سنه وكان فى مشروع والفرقه الرابعه هى اللى بدربنا وحصل تعارف وبعدين اتخطبنا بعد فتره ويوم الخطوبه حصل خلاف بين اهله واهلي لانهم من مستوي اعلي مننا والخطوبه باظت
تسأل بجديه : بس بقى عشان فرق المستوي بين العيلتين وبس ، طب وجاين فى الخطوبه يكتشفو الفرق ده ،لو بتكدبي عليا يا ياسمين مش هسامحك ولا هغفر ليكي انتي فاهمه
غادر الفندق غاضبا ، استقل سيارته ليقودها بسرعه فائقه ولا يعلم الى اين هو ذاهب ..
اما هي فظلت تبكي فقد علمت بانها خسرته للأبد ، وتعاتب نفسها على كل ما حدث وعلمت بان هذه النهاية قريبه لا محاله
↚
انسابت دمـ.ـو.ع شقيقها هو الاخر وهو يشاهد محاربه شقيقته على إعادة النبض داخل قلب والدهم الذي يستسلم ...
وقف خلفها وهويحاوطها بذراعيه لتترك جهاز الصدمـ.ـا.ت من يدها
- قلب بابا استجاب يا ايسل
كانت كالمغيبه لا تسمع ولا ترا شيء حولها سوا والدها الراقد بالفراش بلا حراك .
دارها اسر لتنظر اليه وحمل عنها الجهاز التى كانت تقبض به بقوه ، ليضعه جانبا ثم عانقها برفق وظل يهمس لها بصوته الحاني ويطمئنها بوضع والدهم المستقر الان ..
تقدم عاصي ليفحصه بثبات بعدما تأثر من رؤيه لدمـ.ـو.عها ولانهيارها التام بسبب خوفها من خساره والدها ..
""""""
+
بالخارج كانت عائله بحاله من القلق والهلع بما يحدث بداخل العمليه الان ..
+
بعدما استقر وضع هاشم الصحي ، غادرو جميعهم العنايه .
كان عاصي يعطي اوامره لاحدي الممرضات بانها تلزم العنايه وتتققد وضع للمريـ.ـض باستمرار ، اما اسر فكان محاوط بشقيقته وهو يسير بها مبتعدا عن غرفه العنايه ، ليستقبلهم زيدان بقلق
- طمنوني يا ولاد هاشم عامل ايه
لم تستطيع ايسل التفوه بشئ واسر أيضا ولا يعلم بماذا حدث له ؟
اقترب عاصي من زيدان وتحدث معه بجديه
- الحمدلله وضعه دلوقتي مستقر
تسأل زيدان بلهفه : طيب هو ايه اللى حصله ؟ هاشم كان كويس ومابيشتكيش من حاجه
ربت عاصي على كتفه مطمئنا : جلطه فى القلب ، بس الحمدلله مااثرتش على القلب لان دكتوره ايسل لاحقتها واديته حقنه بتذيب الجلطه ، بس وضعه الصحي مش مستقر وهنعمل له كل الفحوصات عشان نطمن على القلب ونعمل المطلوب ،الف سلامه عليه
انهى كلمـ.ـا.ته ثم استاذنهم ليتوجه الى مكتبه ..
بعد مرور نصف ساعة كان عاصي ينظر لتلك الفحوصات التى امامه بدقه ويقرا تقرير الايكو الخاص بفحص قلب هاشم ، زفرا انفاسه بضيق ثم نزع نظارته الطبيبه والتقط الفحوصات بيده وسار موتجها الى غرفه المساعدين ليجد بها اسر الشارد بوضع والده وايسل الحزينه على ما يمر بوالدها .
دلف واغلق الباب خلفه لينظر كل منهما باتجاه الباب
جلس عاصي امامها ووضع الملف امام اعينهم لتلتقطه يد ايسل المرتجفه لتفتحه وتعلم ما به
لتغمص عيناها بعدم تصديق ، لتستفيق على صوت عاصي الرخيم
- دي مش اول جلطه تحصله ، بس واضح ان الجلطه اللى حصلت قبل كده من سنين واتسببت فى ضرر جزء بسيط فى القلب ، الا بسببه دلوقتي حصل ضعف فى عضله القلب ، غير الصمامـ.ـا.ت اللى حصل ليهم ارتجاع والدم مابيوصلش كويس لباقي اعضاء الجـ.ـسم غير ان القلب نفسه الدم مش قادر يضخه ، لازم تدجل جراحي فورا ونستبدل صمامـ.ـا.ت القلب بصمام معدني ، بس لازم الحاله تستقر قبل العمليه
نظر اسر لشقيقته بصدمه : بابا كان مريـ.ـض قلب ، كنتي عارفه بحالته
انسابت دمـ.ـو.عها وهى تهز رأسها نافيه ما تسمعه الان
- والجلطه اللى كانت قبل دي
تحدث عاصي بجديه : من سنين واكيد كانت صغيره ومش فاكره
رفعت ايسل مقلتيها المتلالاءه بالدمـ.ـو.ع وهى تنظر لاسر : أنا كنت بعيده عن داد اوي كده ، داد ماقليش انه يتالم ، لماذا اخفي عني مرضه ؟
تنهد عاصي بحزن ونهض من مقعده ليترك كل منهما يفيض بمشاعره للآخر ..
""""
عانقها اسر وظل يمسد على ظهرها برفق الى ان فُتح باب الغرفه لتطل منه والدتهم ، التى اسرعت تعانق ابنائها بحنان فهى تشعر بحزنهم والأمهم بسبب مرض والدهم ،، ..
+
وتوجها حاتم الى عاصي لمعرفه الحاله وقرر هو باجراء العمليه لهاشم فهو جراح القلب المشهور والكبير بتخصصه ، ورئيس بمعهد القلب ، ونقاش معه تفاصيل العمليه ، وانه يحتاج لعاصي .
وافقه عاصي الرأي ولكن يعلم بانها مجازفه الان بخوض تلك العمليه الان ، عليهم الانتظار الى ان تستقر حالته ، ولكن رفض حاتم الانتظار وأخبره بضروره تبديل الصمامـ.ـا.ت الان والتأجيل سوف يعرض حياته لاخطر اكبر ، بعدما علم بان قلبه وقف عن النبض لدقيقه فمن الممكن ان يعاد القلب للاستسلام ثانيا .
""""""
حاول اسامه الاتصال بصديقه ولكن دون جدوى فقد كان هاتف الآخر مغلق منما جعله يشعر بالقلق ولا يعلم بماذا عليه ان يفعل ...
+
""""
اما رامي فانتظر مهاتفه ايسل كما وعدته عند عودتها وانها سوف تلتقي به ولكن خاب ظنه وهى لم تهاتفه حتى الان ، منما شعره يشعر بالضيق وانها تتعمد مجاهلته لذلك حاول التحكم فى انفعاله وقرر ان يبدء هو ويهاتفها
حاول الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكن لم تجيب على اتصالاته ، زفر بضيق وهو عازم على قياد سيارته والتوجه الى المشفى مره أخرى ليلتقي بها هذه المره وقرر عدم العودة للمنزل الا عنـ.ـد.ما يلتقي بها ويتحدث معها ...
"""""""
جلس حاتم امام ايسل واسر ليتحدث معهم عن اجراء العمليه وعن مخاطرها التى على علم بها فهم أطباء ويعلموا بمدا خطورتها بالوضع الحالي ، ويعلموا أيضا بان الانتظار خطرا اكبر .
تنهدت ايسل بحزن وخرج صوتها بالم : لم اترك داد ، ساظل جانبه أثناء اجراء العمليه
تحدث اسر بحزن وهو ينظر لحاتم : أنا هشارك فى العمليه مع حضرتك
+
نظر حاتم لكل منهما بصدمه وحدثهم برفق : ماينفعش حد منكم يحضر العمليه ، ماحدش فيكم هيستحمل وكمان ممنوع وانتو عارفين كده كويس
تحدث اسر برجاء وعيناه تزرف الدمـ.ـو.ع : ارجوك يا بابا أنا هكون مساعد لحضرتك وأنا هقدر مـ.ـا.تقلقش عليا ، لكن ايسل بلاش مش هتسحمل
نظرت له ايسل بدمـ.ـو.ع حارقه وتحدثت باصرار : لم اترك داد سوف اظل جانبه وامسك بيده ، لم اتحمل رؤيه قلبه يتالم اعلم ، ولكن سوف ادعمه فقط ، لم انظر لما تفعلوه من إصلاح لقلبه ، سوف اظل جانب راسه وامسك بيده فقط .
زفر حاتم انفاسه بهدوء ونظر لهم بحنان فلا يستطيع حرمانهم من تلك اللحظه ، فمن المحتمل بانها تكون اللحظه الاخيره لوداع والدهم ، فلا يريد حرمانهم من هذا الوداع ...
- العمليات بتتجهز ، أنتو كمان قدامك نص ساعه .
"""""""
كانت حياه جالسه بمكتبها داخل شركه السباحه يبدو عليها الشرود .
فقد كانت تتذكر ما حدث بالأمس وانتابها الشعور بالغيظ والضيق معغ ، بسبب تلك الفتاه التى كانت خطيبته سابقا ، وتحدث نفسها بحيره ، ماذا حدث لكي يتركها يوم خطبتهم ، وهل كان يحبها حقا ؟ ولما لا وهو مازال اعذب وليس لديه أي علاقه بالفتايات .
تأففت بضجر من شـ.ـده تفكيرها ، الى ان دلفت رنا مكتبها وتخبرها بانها عليها متابعه الايميلات الخاصه بالشركه من اجل ترجمتهم واعاده ارسالهم .
- حياه ، مستر ماجد اتصل بيه وبلغني ابلغك تترجمي الايميلات بتاعه انهارده وتردي عليهم
ضيقت ما بين حاجبيها باستغراب : اتصل ... ليه هو مستر ماجد مش جاي الشركه
- لا مش جاي عشان عمه تعبان فى المستشفى
تسألت بقلق : عمه تعبان ؟
همت رنا بالانصراف وهى تحدثها بجديه :
- ايوه يا حياه أنا بقول ايه من الصبح ، يلا بقى ركزي كده عشان تشوفي شغلك وتنفذي اللى مستر ماجد طلبه ، عشان أي غلطات هو مابيسمحش فى اى غلطه تخص شغله ، وأنا كمان رايحه اشوف شغلي ، سلام ..
↚
تلاقت اعينهم بصدمه بعدما علموا بان العصب الحركي تضرر بسبب الجلطه التى تعرض لها والدهم ، اخبر اسر والده بهدوء بسبب ما حدث له ، تقبل هاشم الأمر بثبات ، وحمدلله كثيرا على نعمه فهو الان يتنفس دون ألم ويرا ابنائه بقربه فلا يطمع باكثر من هذا ، كان على مشارف الموت ولكن اراده الله جعلته يعود للحياه من جديد ليستمتع بالباقي من عمره بين اولاده ..
دلفت عائلته واحدا تلو الاخر ليطمن كل منهما على حالته ،عنـ.ـد.ما اشتدد عليه التعب ، حقنته ايسل بماده مسكنه داخل المحلول المغروز بوريده ، ليغمض عيناه خلال ثواني معدوده ، غادرت العنايه وهى مازالت انظارها متعلقه به ، تخشي الابتعاد عنه ، ولكن عليها متابعه عملها فالمرضى بحاجتها الان ..
+
"""""
ترجلا هو وابنته من سياره الاجرى امام المشفى ، ليسيرو سويا الى حيث وجهتهم ..
وقف اسامه يتحدث بفتاه الاستقبال يتسأل عن وجود دكتور اسر ، لتجيبه الفتاه بجديه وتخبره بمكان وجوده الان وهو داخل غرفه المساعدين ، ليسرع اسامه فى خطواته وابنته جانبه ،صعد الى الطابق الثاني وبحث عن تلك الغرفه ليجدها باخر الرواق ..
طرق بابها بهدوء ليستمع لصوت شاب قوي ياذن له بالدخول
دلف اسامه أولا ولحقت به إبنته
+
نهض كل من باسل واسر عنـ.ـد.ما أقبل عليهم اسامه
وقف امامهم يتطلع اليهم بابتسامه ودوده : السلام عليكم
- وعليكم السلام ، حضرتك عامل ايه كويس
هز راسه بالايجاب ومازالت ابتسامته تنير وجهه : الحمدلله يابني ، بس أنا كنت جاي أسأل على دكتور اسر هاشم الراسي
نظر باسل لصديقه ثم عاود ينظر لاسامه واشار بيده
- قدامك اهو يا حج دكتور اسر
تقدم اسر منه بتسأل : تحت امرك يا حج
تسمر اسامه مكانه وهو ينظر له بتفحص هيئته وتقدم بخطواته ليقف امامه ورفع يده يربت بها اعلى كتفه
- سبحان الله ، كأني شايف هاشم قدامي
غمرته السعاده عنـ.ـد.ما شبهه بوالده رغم اختلاف العيون وابتسم لهذا الشخص
- حضرتك تعرف بابا
زفرا انفاسه بهدوء : طبعا اعرفه صديق عمري ،قولي بقى يا حبيبي والدك فين بقالي كام يوم بحاول اتصل بيه موبيله مغلق وأنا قلقان عليه اوى
ثم ابتلع ريقه بصعوبه : هو مش قالك حاجه
ضيق حاجبيه باستغراب، وايقن بان هذا الشخص الوحيد الذي كان يعلم بمرض والده
- بابا تعب وعمل عمليه قلب مفتوح امبـ.ـارح ، بس الحمدلله وضعه مستقر
لم تعد قدامي قادره على التحمل فجلس وهو ينكث راسه بحزن واسي ينعى حال صديقه
شعر اسر بقربه لوالده ، جلس جانبه وربت على ظهره برفق
- تحب تشوفه
رفع انظاره بلهفه ليومى اسر براسه ويمد يده لينهض معه
ولكن استوقفته صوت تلك الرقيقه
- نحن هنا على فكره
نظر لها اسر بجديه ليتحدث اسامه وهو يخبره بانها إبنته ليصافحها اسر مرحبا بها ، طلب منها والدها انتظاره ريثما يعود ..
افسح لها باسل الغرفه لكي تجلس بانتظار والدها وتوجه هو لمتابعه مرضاه ..
""""""
اما عن ايسل فقد كانت تجلس بمكتب عاصي ليطلب منها متابعه حاله مشرف هو على علاجها ، اراد ان يشغل تفكيرها ويعلم بانها تخلص لعملها ، كان يشعر بالحزن لرؤيتها شارده حزينه بسبب مرض والدها الذي صدمها ، ود لو اقترب منها ليحاوطها بذراعيه يخفف حزنها وآلمها الذي يشعر به ، يعلم بما تخفي داخل فلبها ، ود لو يفصح لها عن مشاعره ليحتويها داخله ، ولكن لا يريد استغلال ضعفها فهو عاشق لها وسوف ينتظر الوقت المناسب للبوح بما يكنه داخل قلبه من مشاعر صادقه لتلك البريئه ..
كانت تنظر اليه باهتمام وهو يشرح لها الحاله دون ان تتفوه بكلمه ، ثم التقطت منه الملف وغادرت الغرفه بهدوء ، ليتنهد بحزن بعدما وجدها بهذه الحاله ، شاحبه ، جاده ، اختفت قوتها وعنادها وأيضا مجادلتها بوضع الحاله ، تعمد ان يخفي شي بخصوص المريـ.ـضه لكي يحاول أن تخرج عن صمتها وتطلب منه التوضيح ولكن اكتفت بما أخبرها اياه ...
"""""
+
بعد ان تم تعقيم اسامه ، دلف لداخل العنايه يتفقد وضع صديقه ، مسح على شعره بحنان واقترب منه يطبع قبله حانيه اعلى جبينه ولكن لم يشعر به هاشم فقد كان غائبا عن الوعي ،
- سلامتك يا صاحبي
وقف اسر يتطلع اليه بحنان فقد كان متأثرا بمرض والده بعدما قص عليه ما حدث معه لتنساب دمعه حارقه من اجل صديقه...
"""""""""
+
نزع نظارته الشمسيه عنـ.ـد.ما دلف للمشفى ، يعلم الى اين تخطى قداماه ، اراد ان يفاجئها ، فقد كان يغمره الشوق لها والحنين إليها ، غابت عنه فجاه ويريد استردادها ثانيا لتمكث داخل قلبه ليوصد عليها بالاقفال ، لكي لا ترحل عنه ..
""""
فى ذلك الوقت كانت جالسه بغرفه المساعدين تنتظر والدها ، شعرت بالملل فاخرجت هاتفها لتفتح تطبيق الفيسبوك وتتفحصه ريثما يعود والدها ..
+
فتح الباب برفق لتعلو الابتسامة ثغره وهو يجدها بالغرفه وتعطيه ظهرها ، ليتقرب منها بهدوء ثم انحنى براسه يهمس باذنها
- واحشتني اوي
لتنتفض من مكانها بفزع وتنظر بحده للشخص الذي اقتحم الغرفه دون استاذن
وهمت بانه توبخه ولكن شهقت بصدمه :
- انت تاني
انتابه الصدمه ونظر لها بقوه :
- انتي ايه جابك هنا ؟
لوت ثغرها بضجر واعطته ظهرها : وانت مالك
تافف بضيق فهذا اخر ما كان ينتظره بان يجد تلك الفتاه امامه كلما اراد ان يلتقي بمحبوبته
+
غادر الغرفه على الفور ، خشت بان يكون هذا الشخص طبيبا بذلك المشفي ، لذلك اسرعت فى خطواتها تبتعد عن تلك الغرفه وهى تنظر حولها بتـ.ـو.تر ولكن فجاه تسمرت مكانها وهى تتذكر كلمـ.ـا.ته " واحشتيني اوي " ليهتز جسدها بقشعريره ثم فاقت من اوهامها ووقفت مكانها تنتظر والدها ..
+
"""""
اما رامي فضـ.ـر.ب قبضه بقوه اعلى الطاوله وهو يشعر بالغضب ويتسال فى نفسه
- اين اختفيتي يا حبيبتي ؟
دلفت الغرفه وهى تلقى بالملف الذي تحمله بيدها اعلى المنضده لتتفاجئ بوجود رامي
- رامي ...
ابتلع ريقه بتـ.ـو.تر واقترب منها وعيناه تعانق عيناها بحب
- واحشاني اوى يا ايسل
جلست اعلى المقعد وهى تطلب منه هو الاخر الجلوس
- اتفضل يا رامي
جلس يتاملها بصمت وشعر بحزنها الذي انتقل إليه
- ايسل مالك ؟ أنا قولت ان هلاقكي مبسوطه وسعيده بسبب وجود اخوكي وكمان والدتك فى حياتك ، بس اللى شايفه بيقول غير كده خالص
التقط كفها يحتضنها بكفيه وهو يتسأل بقلق : مالك يا حبيبتي ايه اللى حصل
ابعدت كفها عنه بهدوء وهى تخبره بنبره صوتها الحزين بما حدث مع والدها خلال اليومين الماضيين ، ليعض على شفاه بقوه ويحدث نفسه بجنون
" ده ايه الحظ العالي اوي ده يا رامي ،البنت اللى بتحبها قدامك ومش قادر تقولها كلمه حلوه ، ولا حتى قادر تقولها بانك عايز تحول الصداقه لحب بقى وجواز ، بحبها ومش قادر اخد اى خطوه لقدام ، بس يا ترى يا ايسل أنا مكانتي عندك ايه لسه صديق بردو ولا اترقيت ولا ايه نظامك يا رامي "
تنحنح باحراج وهو يفكر بنفسه فقط ونسي أمر محبوبته وبما تشعر به الان .
- ان شاء الله بابا هيبقى كويس ، وبعدين بصي ليا كده مش أنا موجود قدامك اهو وعايش بقلب جديد بفضل ربنا ثم نور ثم بفضلك انتي كمان
زفرت بحزن وهى تنظر له باعين دامعه : الوضع مختلف ، لم تشعر بما أشعر به رامي ، والدي اخفي عني مرضه هل تستوعب ذلك ، كنت أعيش معه ومع ذلك بعيده كل البعد عنه ، لم يشاركني تعبه ، آلمه .
تحدث دون تفكير : بس هو خبي عنك اللى اصعب من كده وهو وجود والدتك واخوكي كمان
اراد ان يخفف عنها ولكن يبدو انه اخطئ دون قصد ، لتتحدث ايسل بحزن
- اسفه رامي ، ولكن لا استطيع التحدث الان ، أريد أن اظل وحدي
شعر بالحزن من اجلها وانصاغ لرغبتها لمغادره المشفى باكملها وعنـ.ـد.ما استقل سيارته وقبل ان ينطلق فى طريقه تذكر الهديه التى جلبها من اجل ايسل ، اخرج من جيب سترته علبه قطيفه حمراء صغيره الحجم ، فتحها ليلقي نظره على الخاتم الذي انتقاه بعنايه من اجل ان يزين اصبعها ، تنهد بضيق ثم دسه تاني داخل سترته وهو يحدث نفسه
- لسه مش آن أوانك بقى تتوج ايديها الرقيقه ؟
↚
عنـ.ـد.ما دلفت ايسل لداخل العنايه توجهت الى غرفه والدها لتتسمر مكانها عنـ.ـد.ما وجدت اجين المقربين الخاصه بها تجلس بمقعد مجاور لفراش والدها وتمسك بيده وتنساب دمـ.ـو.عها بصمت .
ظلت مكانها تتطلع إليها بدهشه ثم لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره لتترك غرفه العنايه بهدوء قبل ان تراها اجين ..
تقابلت بماجد امام العنايه ، اقترب منها بهدوء وحدثها بلطف
- عامله ايه دلوقتي يا ايسل
- الحمدلله تمام
- ايه رايك بقى فى المفاجآه اللى عند عمي
رفعت انظارها بدهشه : اجين ، هل تعرفت عليها ؟
هز راسه بالايجاب : طبعا انا اللى استقبلتها من المطار وانا اصلا كنت حاجزها قبل مانسافر دهب ، عمي كان بلغني احجز لها على شركتي ومااعرفكيش عشان تبقى مفاجاه ليكي ،ولم عمي تعب أنا كنت عارف موعد وصولها روحت استقبلتها ولم عرفت بتعب عمي اصرت تيجي على هنا الاول ، حتى لسه شنطه هدومها معايا فى العربيه
هزت رأسها بتفهم وزفرت انفاسها بهدوء ثم استاذنته لتتوجه ثانيا الى العنايه .
+
دلفت بهدوء ولكن هذه المره شعرت اجين بوجودها لتنهض من اعلى المقعد لتقترب منها تعانقها باشتياق
- اشتقيت إليكِ صغيرتي
عانقتها ايسل بقوه : وأنا أيضا اشتقيت إليكِ يا جميله
ابتسمت اجين بحب لتلك الفتاه التى عشقتها منذ أول لقاء جمعها بها ، وهى تتعاملها كابنتها التى لم تنجبها..
ابتعدت عنها برفق لتنظر إليها ايسل بحزن وهى تحدثها بألم : كنتِ تعلمين بمرض داد
هز راسه بالايجاب وهى تبادلها نظرات الحزن باشفاق : اجل اعلم ، احتضنت وجهها بين راحه يديها :
- لا تغضبي مني فقد قطعت عهدا بألا اخبرك
ابتسمت لها بحنان : لن اغضب ، ماجد ينتظرك بالخارج سوف يصطحبك الى منزلنا لتستريحي وتبدلي اغراضك وتجلبي لي معه ثياب فلا أستطيع ترك داد الان
- حسنا ولكن سوف اعود إليكِ ثانيا فلم اترككما بعد الآن
شردت ايسل قليلا تفكر بتلك الجميله التى ظلت جانبهم منذ أن كانت طفله بعمر عامين ولم تتركهم وظلت تتنقل معهم من بلد لاخرى ،اعطتها الأمان والحنان التى كانت بحاجه اليه ، اعطتها الكثير ولم تاخذ مقابل صنيعها .
اقتربت منها تحتضنها وتنظر لها بامتنان فقد قدمت لها الكثير وليس لها هى فقط بلا قدمت لوالدها أيضا الدعم والمساعدة وشاركته الاعتناء بابنته
- افتقدك كثيرا اجين
ربتت على ظهرها بحنان : وأنا كنت تائهه بدونكم واشعر الان بالراحه والسكون بقربكم يا صغيرتي ، لم اتاخر عليكِ
ودعتها بقبله رقيقه اعلى وجنتها وغادرت الغرفه لتعود الى المنزل برفقه ماجد ، وظلت ايسل بجانب والدها تترقب استيقاظه ..
""""""""
بغرفه علي ،، عاد حاتم ليطمئن على وضعه بعد افاقته ولم يتطلع الى عمر فتعد عدم النظر اليه فهو غاضب منه بشـ.ـده ولا يريد رؤيته ..
فاق علي بعد لحظات وتطلع حوله بوهن ليداهمه الدوار ثانيا وحاول اغماض عيناه بقوه وهو يتاوه بالم
- اه دماغي مش قادر
ربت والده على يده بحنان : سلامتك يا حبيبي ، معلش يا بني استحمل شويا فى الاول الصداع هيكون صعب بس انت بتاخد ادويه وهتتحسن ان شاء الله .
حاول الاعتدال فصرخ بقوه فلا يستطيع التحرك بسبب ضلعه المكسور
اقترب منه اسر وعمر بلهفه ليساعدوا على الجلوس كما يرغب وحدثه اسر بجديه
- علي حبيبي لم تحتاج حاجه بلاش تحامل على نفسك قولنا واحنا جنبك وهنساعدك
ابتسم له علي بحب : مـ.ـا.تحرمش منكم يارب
طبع قبله اعلى جبينه : ولا منك يا أطيب قلب
ابتلع ريقه بصعوبه وعاد ينظر لهم : امال فين ايسل
- يعني انت فاكر ايسل يا علي
- اه طبعا مش اختي
سعد الجميع لاستجاب علي ولم يصاب باضرر اثر الارتجاج ولكن كان مجرد توهان يشعر به لبعض الوقت ..
"""""""""""
دلفت كامله لمكتب دكتور نزار تقص عليه ماحدث داخل المشفى
ضغط نزار على انيابه بقوه وتحدث بغضب
- يعني ايه كل تخطيطي راح كده ولا ايه ، هو عاصي مش ناوي يجبها لبر ولا ايه
، مش كفايه دخل كمساعد لدكتور حاتم عشان خاطر عيونها ، عاوز كمان يضمها لفريقه ، لا ده لعب عيال بقى
ابتلعت كامله ريقها بتـ.ـو.تر : هو يعني حضرتك هتستفيد ايه لو كانو قريبين من بعض او على خلاف مع بعض
- انتي نستي نفسك ولا ايه ، مـ.ـا.تدخليش فى اللى مالكيش فيه ، أنا لا يهمني يحبها من يكرهه كل اللى يهمني المنصب مش يروح مني وبس
نهض من مجلسه كالاعصار غادر مكتبه متوجها لمكتب عاصي ، طرق الباب بحده ثم دلف
كان عاصي يتابع ملف حاله تخصه ، رفع نظره عن الاوراق ليلتقي بالواقف امامه بوجهه العابث
- خير دكتور نزار
تحدث نزار بانفعال : مش خير خالص يا دكتور عاصي ، هو مش أنا رئيس القسم ده ولا ايه
تنهد عاصي بضيق وهو يجيبه : ايوه حضرتك رئيس القسم
- لم أنا ابقي رئيس القسم وفى حاجات داخل قسمي تحصل بدون علمي ده يبقى مافيش أي اعتبـ.ـار لمكانتي ولا لوجودي فى المستشفى دي
- عاوز تقول ايه ، قول من غير لف ولا دوران يا دكتور
- سبق وبلغتك بانضمام الدكتوره ايسل المستشفي وخيرتك محتاجها فى فريقك ولا لأ ، رفضت وأنا احترمت رفضك وبقت معايا ومن ضمن فريقي ، ليه بقى حضرتك دلوقتي بتمسكها حاله تشرف عليها وبدون علمي
ضيق مابين حاجبيه : ومين بقى اللى بلغك ، واعتقد اللى بلغك مابلغكش الحقيقه كامله ، ايسل من دلوقتي فى فريقي أنا واي عمليه هشارك فيها هتكون مساعدتي ، واحب ابشرك ان دكتور عمرو ودكتور مهاب رجعو من المؤتمر ، يعني مافيش عجز فى القسم .
- انت بتتحداني يا عاصي ، ماشي
غادر الغرفه يشتعل بنيران الغضب ، ويتوعد له داخله ، وقرر ان يستغل نقطه ضعفه لصالحه ويجعله ينـ.ـد.م على اعصاء اوامره ..
""""""
اما عاصي فعاد يتابع عمله بجديه ولا يكترث لما حدث ..
"""""
جلست فريده بجانب عمر داخل حديقه المشفى ، تتحدث معه بجديه .
- أكيد عارف انك عملت حاجه غلط يا عمر وكمان حـ.ـر.ام ، عندك شك ان فى حد ممكن يحبك اكتر من والدك ووالدتك واخواتك
هز راسه نافيا
أكملت فريده حديثها بهدوء لكي تقترب من عقل صغيرها وتحاول ان تجعله يبتعد عن تلك العلاقات المحرمه ..
- عارفه انك كبرت وفى سنه المراهقه دلوقتي ومشاعرك بتحركك ، واللى انت فيه ده عاوز تثبت لنفسك انك كبرت وتقدر تعمل علاقه واتنين وتلاته وتصاحبهم فى نفس الوقت ، بس دي مش رجوله ولا معنى كده انك كبرت وعايز تعيش حياتك بين البنات ، هى دي الحياه اللى انت راسمها لنفسك ، عاوز تبقى صـ.ـا.يع تافه من غير اى طموح ، بدء مراهقتك بعلاقاتك الكتير مع البنات وبعد كده علاقه تطور لأكبر والمعصيه تكبر اكبر وأكبر لحد لم تقع فى الفواحش مش مجرد ذنب صغير لا رجلك فى حـ.ـر.ام هتمشي اكتر والشيطان هيصورلك كل لم تعمل حاجه بسيطه يلا كمل واتشجع واعمل الاكبر والاعظم لم رجلك خلاص تكون اتغرزت فى المعاصي وتبعد عن طريق ربنا والشيطان مصورلك انك حياتك كده احسن وهتكون سعيد ، بس مش صح ولا حقيقه ، كل ده بس الشيطان هو اللى مستحوذ على عقلك وكل تفكيرك بيه ، باعدك عن ربنا ، صلاتك قلت وبقيت مش مواضب عليها ، شاغل وقتك عن ربنا وبيقول كلم دي وصاحب دي وانزل قابل دي ، وخد صور دي واذي دي وافضح دي ، هو ده اللى شاغل كل وقتك مش كده وحتى المذاكره مافيش والدروس بتهرب منها عشان تروح تقابل البنات ، عاجبك حياتك كده ، الكدب اللى بقى على طول علسانك وثقه اهلك اللى بتستغلها، شوفت نتيجه اللى بتعمله اخوك كان ممكن يروح مننا يا عمر ، عارف نتبجه اللى بتعمله ايه ، ياترى عارف انك بتعمل حـ.ـر.ام وغلط ولا فاكر انك صح وكلنا ضدك ، انا بحبك وخايفه عليك يا حبيبي ، اتقي ربنا ياعمر وابعد عن الطريق ده اخرته وحشه اوى يا بني ، اخرته ضياع ، الحق نفسك ، توب واستغفر وابعد عن كل حاجه غلط عشان ربنا يعوضك بعدين ، بص لنفسك ولمستقبلك ، اقطعت علاقاتك نهائي واقفل الزفت الاكونت بتاعك واى صوره لبنت معاك تمسحها فورا ومافيش مقابلات ، خليك راجـ.ـل بجد ومسئول خاف على سمعتك وسمعه اخواتك ومـ.ـا.تنساش انت عندك اخت وممكن زى ماظلمت بنات يجى اللى يظلم اختك ، ترضي لاختك حد يظلمها بالشكل ده ، أنت جواك خير يا حبيبي وأنا تربيتي مـ.ـا.تزرعش شر ابدا ، فوق لنفسك ياعمر قبل فوات الاوان يا حبيبي ، غير من نفسك وارجع لربنا ومـ.ـا.تيتعجلش على العلاقه مع بنات ، بكره قلبك يحب حب صادق ، حب حلال وهتكون عايز الحب ده يكون فى النور قدام الناس كلها ، هو ده الحب اللى بجد يا حبيبي ومـ.ـا.تيتعجلش عليه ولا تلعب ببنات الناس عشان ربنا يختارلك الأحسن والانضف والاطهر ، قلب ماحبش غيرك قلب طاهر نقي ربنا يجمعه بيك فى الحلال ، قلب يستاهل تبعد عن كل الغلط ده عشان تفوز بيه انت وبس ، ولم ترجع عمر ابني اللى ربيته وبفتخر بيه هكون ساعتها رضيت عنك وبابا كمان رضي عنك وسامحك وقبل رضانا هو رضا ربنا عليك ده أهم حاجه ، ربنا يهديك يابني ويبعد عنك شيطان نفسك ، هدعيلك فى كل فرض ربنا يغفر لك ويتوب عليك ويهديك لنفسك ولعيلتك
- اوعدك يا ماما هكون عمر تاني خالص تفتخر بيه ، بعد اللى حصل لعلي بسببي مش هرجع لطريق ده تاني ، بس حضرتك ادعيلي
ضمته لصدرها بحنان : قلبي بيدعيلك في كل لحظه يا عمر، انت واخواتك يارب مايضرني فيكم ولا يحرمني منكم يا قادر يا كريم ..
+
" """""
فى اليوم التالي...
كانت جالسه بجانب والدها تمسك بكف يده الذي لم يعد يشعر بها وتقبله بحنان وتنظر لوالدها بثبات وهى تخفى دمـ.ـو.عها ، لا تريد أن يراها تبكي :
- داد فى جلسات علاج طبيعي هنشتغل عليها بعد شهرين من العمليه وان شاء الله سوف تشعر بتحسن كبير
ابتسم هاشم وهو يفرد ذراعيه يريد معانقه إبنته لتقترب منه ايسل برفق وتحاوط عنقه : اشتقت إليك ولكن لا اريد إلامك
مسد على خصلاتها بحنان : حـ.ـضـ.ـنك أماني عمره ماكان آلمي يا عمري كله
دلف اسامه فى ذلك الوقت لتجحظ عيناه بصدمه عنـ.ـد.ما تفاجئ بملاك الرحمه الذي لم تتخلى عنه أثناء مرضه ولم تتركه وحيدا واصرت على احضار عائلته لكي لا تتركه وحيدا ، لم يتوقع ان يلتقي بها فى هذا المكان فهى لم تكن غريبه عنه فقد كانت ابنه لصديق عمره ..
تقدم فى خطواته والابتسامه تعلو ثغره وهو ينظر لهم بسعاده
- ملاك الرحمه تبقى بنتك يا صاحبي
تطلع اليه هاشم بعدم فهم ،اما ايسل نهضت من جانب والدها لتقف امامه وهى تبتسم له بحب
-عمو اسامه لم اصدق عيناي
- ولا أنا مصدق ، بقى تبقى بنت صديق عمري وانا عمال تدور عليكي ، مديون ليكي بكتير
سحبته من يده ليجلس بجانب والدها وتنظر لهم بسعاده : إيوه أنا بنت هاشم الراسي وفخوره بيه جدا جدا
طبع اسامه قبله حانيه اعلى جبين صديقه : حمدلله على سلامتك يا حبيبي ويا زين ماربيت
""""""""
بعد مرور اسبوعان تعافي علي وعاد الى المنزل وتبدل عمر واصبح شخصا اخر جاد ، مجتهد بدراسته ومذاكرته ، فقد ابتعد عن كل شيء وعاد الى الله بقلب سليم ، ولكن مازال والده لم يتحدث معه دائما يتجنب الحديث او النظر اليه ، حاول عمر كثيرا ولكن كان رد حاتم دائما التجاهل ، الى ان فقد عمر الامل فى مصالحته مع والده ..
+
اما اسر فقد انتقل للعيش مع والده بعدما غادر المشفى اراد ان يظل جانبه فهو بحاجته هو وشقيقته ولم يتركهم وحدهم فانتقل للعيش معهم ، وافقه حاتم هذا القرار فمن حق والده ان يجد ابنه جانبه فى تعبه ..
+
""""""
فى ذلك الوقت انهى معتز توضيب شقته وتم تحديد زفافه بعد أسبوعين من الان
...
اما عن ماجد فقد شعر بمشاعر انجذابه لحياه وقد تخطى مرحله الاعجاب ولكن ليس لدي قوه لاتخاذ هذا القرار وهو الفصح عن مشاعره ، يرا انها تبادله تلك المشاعر ولكن مازال غير متيقن من مشاعرها ويخشي منها الرفض ، لذلك قرر أن يتمهد قبل تلك المواجهة ..
""'"
كان يتابعها باهتمام ويشعر بالسعاده بوجودها تعمل جانبه بغرفه العمليات ، ولكن لم يستطيع البوح عن مشاعره فقد كانت منشغله بمرض والدها وشارده طوال الوقت لا تفكر الا بوالدها ، قرر ان يتحدث مع شقيقها أولا من اجل تلك الخطوه التى يريد الاقدام عليها وهذا الانسب إليه. .
+
""""
منذ اخر شجار بينه وبين ابنه وهو غير سعيد يشعر بانه ينقصه شيأ ثمينا لا يقدر ، ابتعد عن زوجته فهو يعلم بانها مازالت تخفى عنه شيء ، لذلك اتخذ قرار وهو ان يتحدث مع ابنه ويحاول اكتساب ثقته والتقرب منه كما يرغب ابنه فهو وحيده ولا يريد ان يتحمل هو وحده انفصاله عن والدته ،، قرر العوده الى القاهره ليتوجه الى منزل والد زوجته السابقه لكي يلتقي بابنه فمنذ انفصاله عن والدته وهم يعيشون بمنزل جده ..
"""""
↚
فتحت عيناها باتساع عنـ.ـد.ما أستمعت لصوته المألوف عليها فهذه ليس بالمره الاولى التى يتفوه بتلك الكلمه التى تبدو بسيطه ولكن واقعها عليها لن ولم تكن بتلك البساطه التى يتحدث بها ..
- تاني رامي ،انت مابتزهقش
ارسل إليها غمزه وهو يجلس بقربها اعلى الاريكه :
- وازهق ليه مادام بحبك وعايز اتجوزك ، بس تصحيح بسيط اسمها مابستسلمش .
نظرت له بقوه وهى تشعر بالضيق بسبب اصراره على انهاء صداقتهم فهى منذ ان حدثها بأمر الحب والزواج وهى ترفض ذلك فلا تتحمل بجرح احد ولا كسر قلبه لذلك صارحته وبعد ذلك بدءت صداقتهم .
- هل تمزح معى ثانيا ؟
تمكن الحزن من قلبه وظهر على ملامح وجهه وتحدث بصدق :
- أنا لسه جاي من عند عمي هاشم ، كنت بطمن على صحته بعد ماساب المستشفي وبصراحه اتكلمت معاها بخصوص الارتباط وطلبت ايدك وجيت عشان اتكلم معاكي واخد رايك ، أنا كنت عارف انك مضغوطه الفتره اللى فاتت وعشان كده استنيت لم صحه عمي تتحسن واجدد طلبي تاني ، عندي امل ان صداقتنا تتحول لحب وزواج .
ابتلعت ريقها وهى تحدثه بصدق : لم اخدعك منذ أن تحدثت معي بهذا الامر ، ما الجديد رامي ؟ ماذا حدث فى صداقتنا ؟ أنا مشاعري لم تتغير اتجاهك فانت صديقي ومازالت صديقي واكن لك كل الاحترام والتقدير ، هل تريد انهاء صداقتنا ؟
التقط كفيها وهو يهمس لها بحب : ايسل أنا عاوز علاقتنا تقوي اكتر من الصداقه والجواز هيكون اقوي وأنا مشاعري بتزيد مش بتقل وكل يوم بحبك اكتر عشان بعرفك اكتر وبتقرب منك اكتر ، فكري بجد وبلاش تكسري قلبي
ابعدت كفيها بهدوء لتتحدث بجديه :
- كنت اخشي من ذلك وقولت لك سابقا لا اريد جرح مشاعرك ، لماذا لم تفهمني ؟ لا اريد الارتباط
- أنا بالتحديد ولا رافضه الفكره كلها
- رافضه الارتباط فشخصيتك تختلف عن شخصيتي ، انت متهور مندفع على عكسي تماما
-وعشان كده اختارتك عشان نكمل بعض ، عشان لو انتى متهوره زي كان مصير العلاقه الفشل ، لكن انتى هتكوني الطرف العاقل والجاد واكيد الحياه بينا هتكون استريت
لاحت ابتسامه حزينه اعلى ثغرها :
- داد كان شخص جاد وقوي وصبور لابعد حدود ولكن بلحظه عناد اتخذ قرار متسرع والى الان نعاني بسبب هذا القرار ، لا اريد تكرار اخطاء الماضي ، لم أشعر بالأمان بجانبك كونك شخصيه مندفعه ومتهوره ، بلا شك باول خلاف يدور بيننا سوف تنهى كل شي دون تفكير
- ايسل اوعى تقوليلى انك اتعقدتي بسبب انفصال والدك عن والدتك زمان ، ايسل انتى اقوي من كده بكتير ومش لازم حاجه من الماضي تأثر عليكي ،مـ.ـا.تخفيش مني عشان انا بجد بحبك ومااقدرش أتخلى عنك
- داد الى الان يعشق فريده ولم تدخل قلبه أخرى ولكن النهايه بائسه
اخرج من جيب سترته العلبه الحمراء ورفعه امام انظارها وهو يشاكسها :
أعمل ايه بالخاتم ده ، ده انا دافع فيه كتير
ابتسمت له بود : احتفظ به للانسانه التى تستحقه
تنهد بالم ودسه داخل جيبه ثانيا ثم نظر لها بحنان : انا بتمنالك السعاده من كل قلبي ، أنا سعيد بصداقتي بيكي ويارب تدوم ، انتي صعب حد يخسرك يا ايسل ، انتي غيرتي فيه حاجات كتير وانا موجود وقت لم تحتاجي لصديق تتكلمي معاه هكون واقف قدامك وبسمعك .
نهض من مجلسه وهو يودعها بابتسامته الهادئه ولكن استوقفته وهى تشعر بالحزن من اجله
- رامي أنا اسفه
هز راسه نافيا : مـ.ـا.تعتذريش عشان مش ذنبك خالص ان قلبي حبك واختارك انتي ، هتعدي يا ايسل مع الوقت هتعود مـ.ـا.تقلقيش عليه كله بيعدي ، يمكن اخد وقت بس مش عارف قد ايه ، بس اوعدك ان هحاول اشيل حبك من قلبي وهدعي ربنا كتير بان قلبي ما يختارش اللى يرفضه ، ادعيلي انتي كمان
هزت رأسها بالايجاب وظلت تنظر لطيفه المبتعد بحزن فلم تعيش تلك التجربه من قبل ولاتريد ان تحطم قلب احبها بصدق ولكن ليس على قلبها سلطان فهى أيضا من حقها ان تختار الشخص الذي يسكن قلبها وتشعر بقربه بالأمان ..
""""""'
ابتسم لا اراديا وهو يبتعد عن المكان قبل ان تراءه فقد سمع لذلك الحوار الذي كان يدور بينهم وغمرته السعاده وهو يستمع لرفضتها الارتباط من ذلك الشخص الذي يبغضه ، وعاد ادراجه وتوجهه الى مكتبه قرر أن لا يتحدث بالأمر الان سوف يعطي لنفسه فتره ليعلم بمشاعرها اتجاه أولا ثم يتحدث عن مشاعره بصدق ولكن يريد موافقتها أولا قبل ان يصارحها بحقيقه مشاعره ..
"""""""
اما عن حياه فمازالت تحت تاثير صدمتها بهذا التصريح الذي عصف بكيانها
توردت وجنتيها خجلا وشعرت بالتـ.ـو.تر بسبب نظراته المتفحصه لها وابعدت يدها بخجل ونهضت من امامه هاربه وقبل ان تغادر مكتبه ، كان هو الأسرع وهو يقبض على ذراعيها برفق ويدريها لتنظر لمقلتيه التى تعانق مقلتيها بحب صادق ، نابع من أعماق قلبه
- استني يا حياه مـ.ـا.تمشيش من قبل مااعرف ردك
تهـ.ـر.بت من نظراته وكان شخصيتها القويه تبعثرت امام مشاعره التى يفيض بها ، تود ان تصرخ بعشقه هى الأخرى ولكن ابت الكلمـ.ـا.ت ان تخرج من فاها ، ازدادت بحمره الخجل والاضطراب الذي سيطر على عقلها وقلبها الان
ولكن ماجد يبدو بانه مُصر على انتزاع تصريحا قويا منها بانها تكن له نفس المشاعر
- بقولك بصيلي مش تهربي مني ، طب هسئالك سؤال وتجوابيني بصراحه
يا تري الخجل اللى أنا شايفه ده عشان انتى كمان بتبادليني نفس الشعور ؟ يعني بتحبيني يا حياه زي ما انا بحبك ؟
" يا الهي ، يبدو بانه مُصر على فقدي صوابي ، ماذا أقول له ، هل اصرخ بوجهه وأقول تبا لك ايها المتقلب ، فانا اعشقك عشقا فاق عشقك لي ، الا تشعر بي ايها الاحمق ، الا تفضحني عيناي عنـ.ـد.ما تتعلق بعيناك ، الا تفهم بلغه العيون ايها العاشق "
ظلت تحدث نفسها بصراع داخلي الا ان تفوهت بضيق
- كل ده ومش فاهم يا ماجد ، بجد انت غريب اوي
فتحت الباب وركضت من امامه لتتوجه الى مكتبها ، حملت حقيبتها الشخصيه لتغادر الشركه باكملها وهى تشعر بانها فراشه تحلق بالسماء ، ظل صدي صوته يتردد باذنيها وهو يصارحها بحبه ، ياه لها من سعاده تعانق قلبها الذي لا ينبض الا بحبه هو دون غيره ..
+
صدح صوت ضحكته بـ.ـارجاء مكتبه وهو مازال واقف مكانه ، ثم غادر هو الاخر الشركه ليستجمع شتاته بعد لحظه جنونه هذه ، فقد حقا صوابه عنـ.ـد.ما شعر بوجودها جانبه تفهمه وتشعر به دون كلام ،، اتخذ قرار بعدم التطلع للخلف وعليه ان يمضى فى طريقه وسوف يسلك هذه المره الطريق الصائب ولن يتراجع بعد الآن . .
""""""""
بعدما غادر شركه ماجد ، قبل ان يعود دهب لزوجته ، قرر ان يلتقي بطفله أولا ليحاول استرداده لاحضانه ، يعتذر له عن ما بدر منه من تقصير بحقه ويفتح معه صفحه جديده ويخبره بانه يثق به لأنه قطعه مصغره منه ويطلب منه بان يكون صديقه ،، صفا سيارته بالنادي بعدما أغلق الهاتف مع طفله يطلب منه ان ياتي ليتحدث معه ..
+
"""""
بمنزل حاتم خطاب ..
+
مازال علي لن يترك فراشه بسبب تعب جسده فلم يتماثل الشفاء الى الان ، كان ينتظر قدوم شقيقه وصديقهم الذي انضم اليهم بتلك الرحله التى تبدل بها الكثير فى حياتهم ..
دلف عمر من باب المنزل ويصطحب ايهم خلفه
- ادخل ياعم ايهم ، مكسوف ولا ايه هى دي اول مره تعالي ادخل بس برجلك اليمين احسن ماما مبخره ههههه
+
التقطته والدته وهو يشاكس صديقه لتضـ.ـر.به برفق خلف عنقه : انت مافيش فايده فيك مش بتتغير ابدا ، حد يرحب بصحبه كده
نظرت الى الساكن خلف عمر بابتسامه حانيه
- اتفضل يا حبيبي ادخل سيبك من الهايف ده
ضحك ايهم بخفه لينظر له عمر بغضب : عجبتك اوى دي
ابتعد من خلفه فهو لم يسلم من عمر ووقف بجانب والدته التى شعر بطيبه قلبها والتمس حنيتها بالساعات القليله الذي يقضيها بهذا المنزل برفقه اصداقه ، فيشعر بشعور الراحه والطمائنينه بقرب تلك السيده الحنونه
- ازيك يا طنط
ربتت على كتفه بحنان : بخير يا حبيبي ، أنت عامل ايه
- الحمد لله
- ادخلوا احسن علي مستنيكم وقاعد زهقان
دلفا عمر ولحق به ايهم الى حيث غرفه علي واقترب منه يصافحه ويجلس بجانبه اعلى الفراش يشرح له ما فاته ، اما عمر فغادر الغرفه ليتوجه الى والدته ليتحدث معها .
- ماما هو بابا هيفضل واحد مني موقف لامته والله العظيم بقيت اركز فى مذاكرتي ودروسي وبس ، وحضرتك عارفه ان التزمت فى صلاتي وبعدت عن كل حاجه حـ.ـر.ام وغلط عملتها ، ساعديني بقى خلي بابا يرضي عني
ربتت على كتفه بحنان : حاضر يا عمر ، أنا هتكلم مع بابا مره واتنين وتلاته كمان ، ربنا يقدم اللى فيه الخير ، روح اقعد مع اخو ك وصاحبك على مااحضر الغدا وقول لايهم هيتغدا معانا
- قبل رأسها ثم غادر المطبخ : يخليكي لينا يا ست الكل
""""""
لم يصدق نفسه عنـ.ـد.ما انارت شاشه هاتفه باسم والده ، ليشعر بالحزن عنـ.ـد.ما تذكر الصفعه التى التقها من والده لأول مره بحياته ، شعر بجرح كرامته ينزف من جديد ، تغيرت ملامح وجهه للحزن واجاب على الهاتف و هو يرتدي قناع الجمود
ليغلق الهاتف بعد دقائق وينظر لعلي بدهشه ، ليتحدث علي بقلق
- مالك يا بني فى ايه فجاه وشك قلب ودخلت البلكونه ترد على المكالمه ، فهمني فى ايه
تحدث بدهشه : بابا يا علي لسه قافل معايا ومستنيني فى النادي ، عايز يشوفني ويكلمني فى موضوع مهم ، تفتكر يكون عاوز يكمل اللى بدء فى دهب
- لا يا ايهم أكيد الموضوع مش كده ، ممكن عايز يعتذرلك وعايز يتقرب منك عشان يفهمك
↚
بعد مرور اسبوع آخر ....
+
حاول رامي التغلب على صدمه بسبب رفض ايسل بالزواج منه وتكتفي بالصداقه ، لذلك حاول التغلب على مشاعره ونجح فى ذلك عنـ.ـد.ما عاد لعمله الذي يعشقه وابتعد عنه بسبب مرضه الان بصحه جيده فعاد الى طبيعته كالسابق يباشر عمله داخل مكتب المحاسبه الخاص به .....
+
"""""""
اصبحت العلاقه قويه بين ماجد وحياه بعدما صرح لها بمشاعره وتحدث معها عن كل ما يورق منامه ويالم قلبه ، اخبـ.ـارها عن علاقته المنتهيه بخطيبته السابقه لكي يكون صادق معها ويطوي صفحه الماضي ، لتتفهمه وتعلم بان قلبه الان لا يعشق سواها .
وقص لها أيضا علاقته القويه بصديقه الراحل والى الان يبكي مراره فقده ، وانه لا يمتلك صديقه غيره وبعد وفاته زهد كل شيء وتصنع الجمود وارتدي قناع القسوه حتى بالتعامل مع اقرب الاقربين وهم عائلته التى تحملت الكثير بتلك الاعوام الماضيه والان فاق لحياته ، فقد كان لاسمها نصيبا فى حياته القادمه فليس له حياه بدونها ، وقرروا بالنهايه اعلان خطبتهم فى جو عائلي يقتصر على وجود العائلتين فقط ....
+
""""""""""
+
كان يود اختبـ.ـار زوجته بصدق مشاعرها ولكن تفاجئ بانه تخبره عن حقيقه علاقاتها السابقه وانها لم تخبره بالحقيقه الكامله ، أستمع إليها بانصات الى ان قصت عليه كل شيء بعيون دامعه بعدما شعر بذنب وفاه شخصا اخر بسببها وهذا الذي يقلقها طوال الوقت وضميرها الذي يورق مضجعها فهى تحمل نفسها ذنب وفاته ، تعلم انها اخطئت ولكن كانت فتاه صغيره غير مدركه بمن حولها ، كانت تحلم يتغير واقعه وتهرب للقصص الخياليه التى كانت تستمع عنها وتقرا عنها داخل الروايات ، كانت تبحث عن عالمها الخاص وترسم احلاما ورديه ، لذلك اخطئت عنـ.ـد.ما استغلت ماجد ومن قبله اياد لكى توصل لتحقيق احلامها ولكن الان ينبض قلبها بالحب الحقيقي ، شعرت بالدفئ بين احضانه ورقته وطيبته بالتعامل معها ، شعرت بمشاعر غريبه عليها تشعر بها لأول مره بحياتها وتعيشها بصدق ، قصت عليه كل شيء وتركت له حريه القرار ، يكمل حياته معها أم يتركها بمنتصف الطريق ، ضائعه بدون .....
+
لم يغمض له جفن فظل فى صارع قائم داخله بين عقله وقلبه ، قلبه يطلب الصفح وعقله يرفض تصديقها ، أستمر الصراع الداخلى لعده ايام وهو منفصل عنها لكي يتاخذ القرار الذي يرضي كل منهما ، وبالنهايه رفض قلبه الخضوع لاوامر عقله وقرر العفو عنها والصفح فشعر حقا بانه لا يطيق حياته بدونها فهى نصفه الاخر الذي يكتمل بها ....
"""""""""
لم يجد وسيله ليكون بقربها دائما سوا ان يجلب لها ادوات الرسم التى تعشقها ويطلب منها بان ترسم ملامحه فاناملها الرقيقه ، يريد ان يحظى بقربها الوقت القصير الذي يكون به داخل المنزل ، وهى لن تمانع لانها عاشقه لملامحه الوسيمه ، واثناء الرسم كان يتبادلون الاحاديث عن كل شيء حولهم ، ليعرف كل منهما شخصيه الآخر ويتغلغل داخله ، كانت تلك اللحظات المسـ.ـر.وقه من الزمن من أسعد لحظاتهم معا ولكن مازال كل منهما يخفى مشاعره عن الاخر ..
+
""""""""
تعافي علي نهائيا والتأمت جراحه وحاول اقناع والده لكي يصفح عن شقيقه فهو بالفعل تغير واصبح شخصا اخر ملتزم ولكن لم يكف عن المشاكسات داخل المنزل ، وبالنهايه بعد اصرار افراد عائلته فقد قرر حاتم مسامحته فهو كان يلقنه درسا لن ينساء لكي لا يكرر تلك الافعال ثانيا ...
+
تشتاق لوالدتها دائما ولكن منشغله عنها بعملها الشاق داخل المشفى هى وشقيقها ، لذلك كانت مبتعده عنها طوال الفتره ، حقا بدلت من طريقه ثيابها وأصبحت ترتدي ثياب غير كاشفه لجسدها ولكن مازال ينقصه اكمال زينتها بالحجاب ، ولكن هى تحاول السير فى تلك الخطوه ، وتريد من يشجعها على ذلك القرار ، فلم تجد سوا رؤى ابنه عمها ، ظلت تتحدث معها لكي تتشجع منها وتفاجئت بالاخيره بانها أيضا تريد القدوم على تلك الخطوه ..
ولكن يبقى امرا داخلها منشغله بالتفكير به ولا تستطيع المضى اتجاهه ولو بخطوه ..
+
"""""""
بعد ما حدث لقُره عينه ، عاد ترتيب حساباته الشخصيه مع من حوله ، وقرر البدء بالاعتذار عن ما بدر منه من انفعال وعصبيه داخل المشفى وبالتحديد للاشخاص اللذين ساندو ابنه ولم يتخلون عنه ، وبالفعل تقبلت ايسل اعتذاره بصدر رحب وعاصي أيضا الذي مازال مذهولا عنـ.ـد.ما أستمع لصوته القوي يصدح بـ.ـاركان المشفى وهو يتحدث عبر المكبر الصوتي ويعتذر منهم بصدق والجميع يستمع له باهتمام .
وأراد أن يخفف عن طفله فقد تأثرت قدمه واصبح لم يسير عليها كما فى السابق فقد حدث بها "عرج " بنسبه بسيطه ولكن عنـ.ـد.ما ينظر لصغيره يشعر بالضعف والعجز اتجاهه وتنساب دمـ.ـو.عه بالم يمزق قلبه قبل عيناه التى تذرف بالدمـ.ـو.ع ، قرر اصطحاب طفله بعدما غادر المشفي بنزه طويله حول العالم ، يريد ان يضل جانبه باكبر وقت ممكن ليحاول تعويض صغيره عن انشغاله عنه ، وقرر ترك الحفلات المسىول عنها لعاصي لمتابعتهم خلال فتره غيابه وبدء ينظر للجميع بمنظور مختلف ...
""""""""
كانت منشغله بتجهيزات زفافها وتتسابق مع الزمن من اجل انهاء كل شيء يخصها فلم يبقي على الزفاف غير اسبوع واحد فقط ، ولم تتركها نورا وحيده فقد كانت معها خطوه بخطوه وتشرف على كل شيء يخص منزلها الجديد وهذا قوى العلاقه بينهم وشعرت سما بمدا حب تلك السيده لها ، لامت نفسها بانها لم تتقرب منها بالماضي فقد كانت دائما تصدها ولكن الان سعيده بوجودها جانبها وتشعر بان والدتها الان سعيده من اجلها ..
+
""""""
حرص اسامه على الذهاب الى صديقه والجلوس معه دائما لكى لا يشعر بالوحده بغياب ابنائه بسبب عملهم بالمشفى وظل يحاول اقناعه على تلك الخطوه التى تغير حياته ولكن اصر هاشم بالرفض وطلب منه شئ اخر .
فكل منهما اصبح بدون عمل وأراد هاشم بعمل مشروع يخصهم سويا ولكن مازال يبحث عن مشروع لذلك طلب من صديقه ان يقترح عليه عده مشاريع لكي يبدو بانشائه وممارسه العمل فكل منهما لا يطيق الجلوس بالمنزل بدون عمل ، وافقه اسامه هذه الفكره وأخبره بانه سوف يعمل بدراسه جدوى للمشروع المناسب لهم ...
↚
احترم صمتها بعد أن أخبرها بان عاصي يريد الارتباط بها ، ولم يكن متفاجئا من اجابتها فقد كان يتوفع ذلك لان الذي سببه لها عاصي من قبل جرحها واهانها داخل غرفه العمليات ويعلم بان شقيقته تخفي حزنها بعدما أخبرته بان عاصي يكرهها ويكره وجودها ، ولكن هو اليوم راء وجه اخر له وجه المحب ، المتلهف والعاشق لمحبوبته ، كانت عيناه تلمع بالحب الذي يشعر به لشقيقته ، هو عاشق أيضا ويمر بما يمر به عاصي وراء الصدق بعيناه وهمس بشوقه لها وهو يريد التقرب منها ، لذلك اسر الان يشعر بالحيره ولكن قرر الحديث مع شقيقته ثانيا فلن يترك الأمر هكذا ، سوف يحاول من اجلهم مرارا وتكرارا لكي يطلب من شقيقته التفكير بالأمر ...
""""""
لاحت ابتسامته وهو يتفحص ملفها المدون به جميع بياناتها الخاصه .
أمسك بقلمه وهو يضع عده خطوط اسفل اسمها وهو يهمس بنطقه بين شفتيه :
- روعه اسامه الاباصيري ...
زفرا بهدوء وعاد يتطلع للفراغ ثم رفع سماعه الهاتف الخاص بمكتبه ليخبر سكرتيرته الخاصه بموافقته على عمل هذه الفتاه واتصل بها لتاتي فى الغد ليلتقي بها وعمل الانترفيو ، ابلغها اسم الفتاه ثم أغلق الهاتف وهو مازال محتفظ بابتسامته ..
""""""
1
قص هاشم على ابنائه بما فعله مع شقيقه والتحدث معه بأمر خطبه اسر لرؤى وانهم سوف يتم اعلان تلك الخطبه بزفاف معتز ..
شعرت بالسعاده من اجل شقيقها واقتربت منه تعانقه : مبرووك اسر
- الله يبـ.ـارك فيكي يا قلبي
وبعدما عانق شقيقته ، اقترب من والده يقبل راسه بحنان : مـ.ـا.تحرمش منك يا غالي
تحدث هاشم وهو يربت على كتفه : عمك مستنيك بالليل أنا خلاص اتكلمت معاه فى كل حاجه ، بس تكلم حاتم ومامتك واخواتك عشان يقابلو زيدان وديما ويتعرفوا على خطيبتك وحاتم يطلبهالك بنفسه
تحدث اسر باستغراب : مش حضرتك طلبتها يابابا ، هطلبها مرتين
ابتسم هاشم وهو يرفع انامله ويمسك بذقن اسر : من حق حاتم يكون معاك ويحس بفرحه اليوم ده ، بعد لم كبرك ووصلك بقيت دكتور ودلوقتي عايز تاسس عيله لازم يشاركلك الفرحه دي هو ومامتك
- وحضرتك
- أنا حسيت الفرحه دي وأنا بتكلم فى موضوعك مع عمك ، ربنا يسعدك يا حبيبي
روح دلوقتي خد برأي والدتك ووالدك ماينفعش تبلغهم حاجه زى دي بالفون ، والمقابله بالليل الساعه 8 ، ربنا يتمملك بخير يارب وعبقال ماافرح بريحانه قلبي .
نظر اسر لشقيقته ثم همس باذن والده : والله ريحانه قلبك بترفض من غير تفكير ، ياريت حضرتك تقنعها تفكر كويس فى العريس اللى مستني موافقتها
- رامي كلمك انت كمان ؟
- لا مش رامي ، ده دكتور عاصي الشاذلي ، استاذنا فى المستشفي
- عاصي ابن راؤوف الشاذلي والد حياه
هز اسر راسه بالايجاب : بالظبط حضرتك أكيد شوفته فى خطوبه ماجد
نظر الى إبنته : وانتي ياقلبي ليه رفضتي من غير تفكير حتي ، خدي وقت فكري
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر وتهـ.ـر.بت من ذلك النقاش : أنا بلغت اسر ردي وياريت تبلغ دكتور عاصي برفضي ، أنا حاسه بـ.ـارهاق هطلع انام بعدم اذنكم
جلس اسر بجانب والده وبادله النظرات : بابا هى ايسل كانت بتحب قبل كده ، يعني عاشت قصه حب مع حد فى فرنسا وهى لسه متاثره بالحب ده
ضحك هاشم وهز رأسه نافيا : لا اختك لا عمرها حبت ولا عمرها كان ليها بالعلاقات دي وماعندهاش غير صديق واحد ودكتور زيها اسمه سام وصديقه لحبيبته سام ، بس هم دول بس وكمان من فتره جى رامي الشيمي فرنسا وبدءت صداقتهم
تحدث اسر باستغراب : رامي وقالت صديق وبس تمام ، لكن دكتور عاصي رفضت بدون اى حوار ونقاش ، بصراحه انا محرج ابلغه برفضها ، طب لو تقعد معاه مره يتكلمو وبتناقشو وبعد كده ترفض ، لكن دى رافضه حتى تفكر وتاخد وقت
- مـ.ـا.تبلغوش برفضها دلوقتي ، بلغه انها محتاجه وقت تفكر وبعدين ترد عليه ، ماشي
- هعمل كده فعلا عشان بصراحه شايفه يستاهلها وبيحبها وشخص ممتاز ، هو حصل بينهم كذا تاتش كده فى المستشفى ويمكن عشان كده ايسل واخده منه موقف ورفضاه
- يبقى تخلي فى الوقت ده يحاول يصلح اى خلاف حصل بينهم وانت الفت نظره الى بيضايقها وكده هو هيحاول يغير من الفكره اللى هى وآخدها عنه ، ايسل بتعامل اللى قدامها باول طباع اخدته عنه وعشان كده هى ملهاش اصدقاء
- حاضر هنفذ اللى قولته بس حضرتك بقى تقنعها تفكر تاني ويمكن تغير رأيها فعلا
- ربنا يقدم اللى فيه الخير ، روح انت بقى مشوارك وخلي بالك من نفسك
نهض من مجلسه مودعا والده ثم غادر الفيلا ليستقل سيارته متوجها الى منزل عائلته ليخبرهم الخطوه الذي هو مقدم عليها ...
""""""""""
أتت اجين تتحدث معه
- لماذا لا تريد أن تذهب مع اسر بالمساء ؟
زفرا بهدوء : تعلمين بان الموقف سيكون محرجا لحاتم عنـ.ـد.ما أتحدث أنا وهو والده أيضا ومن حقه ان يكون بجانب اسر مثلما فعل معه بجميع اوقات حياته
- ولكن انت أيضا من حقك انت ترا فرحة طفلك بنفسك
ابتسم برضا : اجين أنا حقا سعيد جدا لقرار اسر وأتمنى ان يطمئن قلبي على صغيرتي أيضا ، أريد أن ارحل فى سلام
تحدثت بحزن : لا تكن متشأئم
- هذا واقع اجين ، لم يبقي بعمري الكثير ، ولذلك أريد أن أحقق لكِ ما تتمنيه فقد كنت ِجانبي طوال رحلتي الشاقه من بلد لاخرى ، كنتِ نع السند والعون ، أريد أن اكفئكِ على كل ما قدمت ِ من اجلِ أنا وابنتي
انسابت دمـ.ـو.عها بصمت وهى تخبره : لم أفعل هذا من اجل مقابل ، فانتم أيضا عائلتي ، ولم انتظر شيئا ، اشكرك
نهض من مجلسه عنـ.ـد.ما راء دمـ.ـو.عها واقترب منها بود فهو يعلم كم تحبه تلك السيده التى ظلت جانبه باصعب ايام عمره ولن تتركه ، ولكن هو ليس لدي شيئا يقدمه إليها فقد كان قلبه ملك لزوجته السابقه ولا يريد ان يظلم اخرى وأيضا اصبح مريـ.ـضا فلا يريد حرمانها بابسط حقوقها فى الحياه ، فليس من العدل بان يتزوجها وهو بايامه الأخيرة ويتركها من بعده تعاني ، يريد ان يأمن لها عيشه هنيئه ليطمن قلبه عليها هى الأخرى .
رفع انامله ليمحي الدمـ.ـو.ع المتساقطه اعلى وجنتيها : اجين تعلمين بما أمر به ، لا اريدك ان تبكي ، فإنتي شخص غالي وعزيز على قلبي ، اعلم بصدق مشاعرك ولكن لا اريد ظلمك ، اجين انتِ بلسم لجميع جروحي ومهما اثنيت على ذلك فلم اوفيكِ حقك ، لا تحزني ولا تبكي من اجلي ارجوكي ، اريدك ان تعتني بنفسك وهذا ليس تقديرا لوجودك جانبنا أنا وابنتي ولكن هذا المشروع من حقك فانتي فردا من عائلتي ، ارجوكي اقبلي بهذا المبلغ لكي تنشئ المشروع التى تفضلى العمل به .
ازدادت دمـ.ـو.عها وهزت رأسها بالنفي ترفض التقاط الشيك وتحدثت بحزن : لم تعد بحاجتي سوف اعود الى بلدتي ، اسطنبول
حاوطها بذراعه ليمنعها من الرحيل ونظر لعيناها الباكيه : اجين لم اقصد ذلك ، لا تذهبي ابقى معنا فمازلنا بحاجتك
عانقته بحب وهى تتشبث به ،مسد على ظهرها بحنان ولا يعلم اهو بحاجتها ام هى التى بحاجته ولكن كل ما يعلمه بانه يريدها بحياته ...
كانت تنظر من اعلى الدرج واستمعت لحديثهم الذي جعلها تبتسم بـ.ـارتياح وتعلم بان الشئ الذي تفكر به صائب وعليها تنفيذه الان ،فكل منهما بحاجه للآخر ، وهذه الخطوه تأخرت كثيراً ولكن لن تجعلهم يتفرقا من جديد ..
"""""""""""
ظل اسر بمنزل حاتم وهو يخبرهم بحقيقه مشاعره من ابنة عمه وانه قرر خطبتها وبالفعل ذهب والده وحدث عمه بالأمر والان عمه ينتظرهم ويريد اصطحاب والده حاتم ووالدته واشقائه أيضا ،عمت السعاده بداخل المنزل وقرر حاتم الذهاب معه لايريد ان يخذله فسوف يحقق له كل ما يتمناه ، ولما لا وهو ابنه البكري وسعادته تهمه ..
+
فى المساء بفيلا زيدان ..
استقبلهم زيدان وزوجته بترحاب وجلسوا جميعا بالصالون يتحدثو بكل شي خاص بالعروسين وانتهت الزياره على تحديد موعد جلب الشبكه بعد يومين والخطبه سوف تتم بزفاف معتز وغادرو المنزل بسعاده من اجل فرحه اسر ..
""'
اما عن ايسل فقررت ان تظل بجانب والدها وتتحدث معه ..
دلفت لغرفته بهدوء ليتفاجئ بوجودها .
اعتدل من فراشه : حبيبتي ماروحتيش مع اسر ولا ايه
دثرت نفسها جانبه بالفراش : لا أنا قولت افضل مع حضرتك ، ممكن حـ.ـضـ.ـن
ابتسم لصغيرته وهو يضمها لصدره بحنان ويقبل خصلاتها ، لتتحدث وهى داخل احضانه
- داد ، ايه هو الحب ؟ واللى بيحب يعمل ايه لحبيبه عشان يفضل سعيد ومبسوط ؟
- الحب إحساس رائع وجميل بيقتحم القلب بدون اى مقدمـ.ـا.ت ، فجاه تلاقي القلب بيدق بقوه لم بيشوف اللى بيحبه وبيكون نفسه يعمل أي حاجه عشان يرسم بس البسمه على وجه حبيبه ، حب حاجات حلوه كتير يا ايسل ، الحب نفسه بيكون امان وانتى شايفه حبيبك ومطمنه من وجوده جنبك ، واللى بيحب بيعمل كل حاجه حبيبه نفسه فيها مايزعلوش ولا يخاصمه ويكون دايما سانده وداعمه حتى لو غلط بردو يكون معاه فى كل حاجه ويفهمه بالهدوء ايه اللى مفروض يعمله بدون عناد ولا عصبيه بالتفاهم كل حاجه بتتحل ، اللى بيحب مابيخونش حبيبه ولا بيكذب بيكون دايما صادق معاه فى مشاعره وفى كل حاجه .
ابتعدت عن احضان والدها وهى تنظر له بحب : وأنا اقتنعت بكلام حضرتك وقررت اجوزك
جحظ عين والدها بصدمه ظن انه لم يستمع لحديثها : بتقولي ايه
ضحكت برقه وهى تهز رأسها بالموافقه : اجوزك يا حبيبي ، اجين بتحبك وبتعمل كل حاجه عشانك وحضرتك كمان بتحبها وبتخاف على زعلها ومابتكذبش عليها ، يعني وجودها مهم بحياتك وحياتي أنا كمان وأنا بقول لازم تتجوزو بقى .
تحدث بصرامه : ماينفعش يا ايسل ، وبلاش كلام فى الموضوع ده ، ده مش للهزار
تبدلت ملامح وجهها للحزن : ده مش هزار داد ، بتكلم جد
اغمض عيناه بقوه لا يريد رؤية ابنة حزينه وهو المتسبب بذلك الحزن : أنا تعبانه ومحتاج انام ، تصبحي على خير
نهضت من جانبه ودمـ.ـو.عها تهدد بالسقوط ،تركت الغرفه بهدوء ، لتعود الى غرفتها وتترك العنان لدمـ.ـو.عها الحبيسه ...
"''""""""
عاد اسر بعدما ودع عائلته ، ركض الى غرفه والده أولا ليطمئن عليه ويخبره بما حدث ، وحاول هاشم اظهار سعاده وضمه لصدره مبـ.ـارك له ، ثم غادر اسر غرفه والده ليتوجه لغرفه ايسل ، عنـ.ـد.ما فتح بابها تفاجئ بشهقاتها العاليه ، ليسرع بخطواته إليها
- ايسل مالك بتعيطي ليه ؟
لترتمي بحضانه وتزداد شهقاتها وهو يحاول تهدئتها ويريد ان يعلم بماذا اصابها الى انها لم تتحدث عن شي وبعدما هدئت ثوره دمـ.ـو.عها أخبرها بما فعله بمنزل عمه لتبتسم بحب وتعانقه وهى تخبره بانها سعيده من اجله ، لم يترك غرفتها الا بعدما ذهبت فى النوم ، لينهض هو الاخر ويعود الى غرفته ليبدل ثيابه ويخلد للنوم هو الاخر ...
'""""""""""
+
فى صباح اليوم التالي قررت عدم الذهاب لعملها ، ظن اسر بانها تتهرب من رؤيتها بعاصي ولكن لم يعقب على قرارها ،، اما هي فقد اتخذت قرار التوجه الى منزل والدتها لقضاء اليوم معها ، فهى بحاجه لقضاء وقتا اطول بصحبطها هى واشقائها ..
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇