رواية شيطان العشق طائف وايات كاملة جميع الفصول

رواية شيطان العشق هي رواية رومانسية تقع احداثها بين طائف وايات والرواية من تأليف اسماء الاباصيري في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية شيطان العشق لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية شيطان العشق  هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية شيطان العشق  تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية شيطان العشق طائف وايات كاملة جميع الفصول

رواية شيطان العشق من الفصل الاول للاخير بقلم اسماء الاباصيري

تبدأ أولى مشاهد حكايتنا فى احدي اكبر شركات الاستيراد والتصدير فى الشرق الاوسط وتحديداً بجمهورية مصر العربية ... بل بالأخص بمكتب سكرتارية الرئيس التنفيذى للشركة .. نجد فتاة فى منتصف العشرينات ذو المظهر الجاد و الزي الرسمي المتمثل فى جيب سوداء بالكاد تصل لركبتيها يعلوها قميص ناصع البياض تغطيه سترة تماثل الجيب بسوادها القاتم ... "آيات" ... مثال للجدية والاتقان فى العمل ... ذو مظهر عملى بحت، عملها لا يشوبه شائبة، دائماً جاهزة بالاوقات الطارئة ... ذكاءها يفوق عمرها بمراحل ... وكثيراً ما انقذت الشركة من مواقف محرجة كادت تودي بسمعتها ... وطوال الاربع سنوات التى قضتها بالشركة لم يُسجل فى ملفها اية اخطاء مهما كانت صغيرة .

والآن فلتبدأ حكايتنا

نراها تجلس خلف مكتبها والذي امتلأ عن آخره بأوراق انكبت هى عليها تدققها بتركيز تنفيذاً لاوامر مديرها ليقاطعها صوت هاتفها المتصل بمكتب رئيسها

آيات بتذمر: تررررن تررررن ترررررن ... زن زن زن ... ايه مش بيزهق ؟ ... ده حرااااام ... ده اسمه انتهاك لحقوق الانسان، كل شوية تعالى يا آيات روحي يا آيات ... يخربيت آيات على اليوم اللى جت آيات فيه تشتغل فى المكان ده ... حسبى الله ونعم الوكيل

ثم همت برفع سماعة الهاتف لتجيب

آيات بهدوء مفاجئ: ايوة يا مستر هادي مع حضرتك ... تمام تمام ... انا شغالة على الورق ده ودقايق هيكون جاهز على مكتب حضرتك ... لا لا ولا يهمك تأخير ايه بس ما حضرتك عارف انى بحب شغلي جداً ... تمام اتفضل يا فندم

ثم اغلقت الهاتف بعد ان ألقى على مسامعها عدة اوامر اخرى اصابتها بصداع نصفي

آيات محدثة نفسها بغيظ: يعنى عشان الواحد ذوق وحابب شغله وبيحافظ عليه يسوق فيها حضرته ويطلع عيني معاه ... يدينى شغله عشان هو يروح بيته وانا اسهر بداله ... منك لله يا بعيد ... واهو يوم تانى اهو اكون آخر واحدة تروح من الشركة

ثم اكملت عملها بعد تذمرها اليومي المعتاد بسبب تكاسل رئيسها والقائه لمعظم واجباته على سكرتيرته الخاصة

بمكان اخر تحديداً بمطار القاهرة الدولى نجده يمشي بثبات، ملامحه جامدة لامبالية كالعادة وكأنه لا يوجود ما يثير اهتمامه على هذا الكوكب بأكمله ...عاد بعد رحلة عمل شملت عدة بلدان لتكون وجهته الاخيرة هى بلده ومسقط رأسه .. مصر ... يتجه نحو بوابة الخروج ليقابله سائقه والذي سارع بحمل الحقائب عنه مهلالاً فرحاً بعودة سيده الى ارض الوطن

السائق: اهلاً اهلاً يا باشا ... مصر نورت برجوعك يا طائف بيه

طائف بجدية: شكراً ... حط الشنط و اطلع بينا على القصر بسرعة

السائق: امرك يا بيه

ثم سرعان ما انتهى السائق من امر الحقائب ليفتح باب السيارة الخلفي لسيده والذي لم يبدي اى اهتمام لترحابه و استقل السيارة فى صمت مهيب

بعد ثلاث ساعات

آيات: واخيرااااا خلصت ... ثم سمعت اصوات غريبة تصدر من معدتها ... اشوف فيك يوم يا بعيد منك لله مأكلتش لقمة من الصبح بسببك

ثم نهضت وبدأت تعدل من هندامها واتجهت بخطوات واسعة الى خارج الشركة

وفى طريقها مرت على سوبر ماركت لا يبعد كثيراً عن منزلها لتشتري بعض احتياجاتها

البائعة بصوت حنون: ازيك يابنتي عاملة ايه ؟

آيات بحب: انا تمام الحمد لله ازيك انتى يا روءة وحشانى والله

البائعة بمرح: ايه روءة دي يا بت اتلمي امال ... اسمى رقيات ايه مفيش احترام للاكبر منك ولا ايه

آيات بغمزة: اكبر مني ايه يا جميل ده اللى يشوفك يديكى عشرين سنة ... اجي ايه انا جنب الشعر الاصفر الحرير ده ولا عيونك الخضر دول يوقعوا اجدعها راجل

رقيات: كلى عقلي بكلامك ياختى ... قوليلي متأخرة كده ليه النهاردة ؟

آيات: المخفي اللى اسمه هادي ده هو السبب ... تخيلي رامي الحمل كله عليا وهو ولا هنا مفيش دم ولا احساس بس اقول ايه منه لله

رقيات بشفقة: معلش يا بنتي استحملى ... انتى قدها انا واثقة فى كده

آيات: تسلميلي يا عسل انتى .. مليش غيرك يحس بيا ... ايدك بقى على طلبات كل اسبوع خليني الحق اروح اكل لقمة

نظرت اليها رقيات بحب وشفقة على حال تلك الصغيرة ... فهى يتيمة الابوين لا اقارب لها على حد قولها ... انتقلت منذ اربع سنوات الى حيهم هذا فى منزل وفرته لها شركتها لتكون قريبة من محل عملها

انتقت آيات ما تحتاجه لتتجه من فورها الى منزلها فالساعة قد تعدت الحادية عشر ليلاً

قرب منزلها بمسافة ليست بكبيرة وجدت آيات شيء ما متكوم ارضاً لم تستطع تبين ملامح هذا الشيء من شدة العتمة و همت ان تتجاهله و قررت السير على الجانب الاخر من الطريق لكن ما اوقفها ولفت انتباهها هو تحرك هذا الشيء ببطئ وصدور صوت شبيه بالهمهمة ... وبالطبع تغلب الجانب الفضولى بداخلها على خوفها وتوجسها منه لتتقدم عدة خطوات نحو الشيء الملقى ارضاً لتجد انه ماهو الا جسد بشري متكوم على نفسه ... عادت خطوتين للخلف وقد خمنت انه لابد ان يكون سكيراً او مخموراً وقد فقد وعيه فجأة لذا سارعت بالابتعاد خوفاً من استيقاظه فجأة والتعدي عليها لكن اثناء ابتعادها سمعت أنة ألم صدرت منه لتتوقف مكانها تطالعه بشغف

ثم عادت ادراجها نحوه لتقف امامه مباشرة و مع ذلك لم تستطع ادراك ملامحه لشدة العتمة

آيات بصوت مرتجف: انت ... انت سامعني ؟ ايه جابك فى المكان ده احسنلك تقوم تمشي عشان فى دوريات شرطة بتمر من هنا

لم تحصل على رد منه سوى همهات اخرى لم تفهم منها شيء سوى " ساعديني "

آيات بإستغراب: اساعدك ؟

ثم اقتربت منه اكثر تحاول فهم همهاته تلك لتشهق فور اتضاح الرؤية امامها فهذا الرجل لم يكن مخموراً او مريضاً حتى بل كان مصاب بشدة غارق بدمائه والتى على ما يبدو ان طلقاً نارياً كان السبب بها

آيات بفزع: يا نهار مش فايت ... ايه عمل فيه كده ؟ وايه اللى جابه هنا ؟ ... ثم التفتت نحوه تهزه ببطئ ... انت ؟ انت سامعني ؟ مين عمل فيك كده ؟ ... لكن لا رد ...
ياربي اعمل ايه فى المصيبة دي ... طب اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه ... اسيبه بدل ما يجيبلى مصيبة .. بس بس ده كده ممكن يموت ... انا اكلم الاسعاف وهما يتصرفوا مليش فيه بقى

همت بإخراج هاتفها لتجده يمسك بمعصمها فى وهن

...: اسعاف لأ ... هتوديني وهتودي نفسك فى داهية

آيات بتوتر: طب اعمل ايه؟ قولى اعمل ايه ؟ ماهو انا مش هقدر اسيبك هنا

لا رد

آيات بغضب: انت بتتكلم فى اوقات واوقات لا ... ما ترد عليا طب بص حاول تساعدنى انا هسندك لغاية مستشفى قريبة من هنا وهما يشوفوا حل معاك

لم يستمع الى حديثها بسبب شدة اصابته لكنه وجدها تساعده لينهض فتحامل على نفسه بأقصى ما يستطيع

آيات بصوت عال: غبية غبية غبية ... قولت مستشفى ايه جابني هنا دلوقتى وهعمل ايه فى المصيية دي

هتفت بهذه الجملة بمنتصف ردهة منزلها والتى وجدت نفسها امامه هى وذلك المجهول لتدلف الى الداخل وقد انهكها اسناده والسير به تلك المسافة القصيرة فماذا عن ايصاله للمشفى

توجهت نحو اريكتها والتى وضعته عليها فور وصولهم

آيات: بص اسمعنى خليك صاحي معايا والا هكلم البوليس واللى يحصل يحصل فوق كده وحاول تسمع هقول ايه

انتبه اليها فور اتيانها بذكر الشرطة لتجده يحاول فتح عيناه بصعوبة

آيات: جت سيرة البوليس فوقت ! ... شكلك عامل مصيية فعلاً ... المهم اسمعنى انا اخدة دورة تمريض ونجحت فيها يعنى ممكن احاول اساعدك ... هااااي انت هنا؟ ... سامعنى

اومأ ببطيء لتردف هى بهمس

آيات: المشكلة انك اول ضحية ليا ... ااقصد اول مريض ... ده غير انى اخدت الشهادة دي من خمس سنين

همست بكلامها هذا اثناء احضارها لادوات الجراحة والتى لحسن الحظ متوافرة لديها بالمنزل

بعد نصف ساعة نجدها تتهاوي ارضاً بجانبه وقد نجحت بالفعل وبعد عناء فى اخراج الرصاصة وتقطيب الجرح بعدها

آيات: مين يصدق ان آيات اللى كانت بيغمى عليها لو شافت نقطة دم هتعمل المعجزة دي

مضت ساعة اخرى امضتها بجانبه تراقب حالته بإهتمام وقد انتبهت بعدها عدم تناولها اى شيء طوال اليوم لتتحرك بتعب نحو مطبخها الصغير لتحضر وجبة سريعة قبل ان تعود مرة اخرى لمراقبته

قضت طوال الليل بجانبه تراقب حرارته التى ارعبتها فجراً بإرتفاعها المفاجئ لتقوم برعايته والحرص على خفضها حتى شقشق الصباح عليهم فنجده نائم بسلام على اريكة منزلها وهى بجانبه ارضاً تستند بظهرها على كرسي مجاور له تغط فى نوم عميق

تململ فى مكانه عده لحظات قبل ان يفتح عيناه بتثاقل لتتجول حدقتاه بتعجب فى سقف الغرفة قبل ان يعى انه بمكان غريب عنه ... انتفض من مكانه ليتألم فور حركته المباغته تلك لكنه تغاضي عن المه محاولاً استرجاع اخر ساعات يوم امس لكن دون فائدة

لمح اثناء اكتشافه للمكان جسد انثوي يفترش الارض بجانبه ... فتاة ملامحها رقيقة تنام بوضعية غريبة مضحكة للغاية ... لاحظ تململها هى الاخرى قبل ان تفتح عيناها وتتثائب بأريحية لتنظر بعدها نحوه وترمش للحظات

...: صباح الخير

آيات بتلقائية: صباح النور

ثم رمشت مرة اخري قبل ان تهب من مجلسها تهتف به

آيات بصراخ: انت ... انت ميييين ؟ وبتعمل ايه فى بيتي ؟ دخلت ازاى ؟ حرااامي اكيد انت حرااامي

تفاجأ هو من صراخها ذاك ليهب من جلسته بصعوبة يتجه نحوها ليغلق فمها بيده ويهتف بها

...: اولاً انتى اللى هتقوليلي انتى مين و ايه جابنى هنا ؟ ثانياً انا كل اللى فاكره انى كنت مصاب وغالباً انتى اللى ساعدتيني والمفروض يا انسة اكون انا اللى مش فاكر اللى حصل مش انتي

همهت بكلمات غير مفهومة ليبعد يده عنها

آيات: اه افتكرت انت المصيية اللى وقعت على دماغى امبارح ... ممكن تقولى يا استاذ انت مين ومين اللى عمل فيك كده

طالعها للحظات وكأنه يستشف ان كانت صديقة ام عدو ... انهى تفحصه لها ليتوجه بعد ذلك الى الاريكة يجلس عليها بهدوء ويردف بثبات: طائف ... طائف العِمري
تسمرت لحظات بمكانها فور تعريفه القصير بنفسه " طائف العِمري " لما تشعر بأنه اسم مألوف لديها ؟ هكذا حدثت نفسها

طائف بسخرية: طبيعي يكون اسمي مألوف ... مفيش حد فى مصر ميعرفش طائف العمري

طالعته بصدمة لتردف

آيات بذهول: انت ... انت ازاى عرفت انا بفكر فى ايه ؟ وبعدين ايه الثقة دي كلها ؟ تطلع مين سيادتك عشان مصر كلها تعرفك ؟

طائف بغرور وتملل: ازاى عرفت ومين انا .. ده كله ميخصكيش يا حلوة فى حاجة ... كل اللى حصل اننا اتقابلنا صدفة وساعدتيني وانتهى الامر ... ثم هم بالنهوض بصعوبة متجهاً الى باب المنزل يردف بعملية ... ده الكارت بتاعى تقدرى تقيمي ثمن اللى عملتيه معايا وتتصلى بيا ادفعلك اللى تطلبيه معنديش ادنى مشكلة مهما كان قيمته

مر بجانبها ملقياً الكارت الشخصي على المنضدة ليكمل طريقه الطويل بالنسبة لحالته نحو باب الخروج

تألم من حركته المفاجئة والتى كانت تتمثل فى رفع ذراعه نحو مقبض الباب لفتحه ... لتنتفض هي نحوه .. تقف امامه مانعة اياه من الخروج

آيات: اللى بتعمله ده اسمه جنون انت من امبـ.ـارح بس كنت مضروب بالرصاص مينفعش تتحرك دلوقتى خالص ده غير انك محتاج تروح المستشفى فوراً عشان يعاينوا حالتك بدقة ويتأكدوا انك كويس

اغمض عيناه يكتم ألمه وغيظه من تلك الثرثارة و التى تزيد من آلام رأسه والدوار الذي حل به

طائف: لتاني ولآخر مرة هقول ميخصكيش ... انتى قومتى بواجبك وانتهى الامر كفاية اوي لحد كده مش على اخر الزمن واحدة زيك تقول عليا مـ.ـجـ.ـنو.ن وتمشي كلامها عليا ... وابقى اتعلمي يا شاطرة ازاى تكلمي الاكبر منك

اشتعل وجهها باللون الاحمر غيظاً وغضباً من هذا المتعجرف لتصرخ به

آيات بصراخ: واحدة زيي ؟ شاطرة ؟ انت فاكر نفسك ميين عشان تكلمنى بالأسلوب ده ... بقى ده جزاء واحدة انقذتك من الموت وللاسف عندها انسانية وخايفة على حياتك ... يا اخى روح فى ستين داهية ان شالله تولع انا كان مالى ومالك يلا بالسلامة اتفضل من بيتى كفاية اوى لحد كده ... برة

كتم شتيمة بداخله وقد تحول بياض عيناه الى اللون الاحمر فهى قد اشعلت فتيل غضبه بصوتها العالى وتهكمها وسـ.ـخريتها منه لكن الان ليس وقت الجدال . هم بالبحث فى سترته عن هاتفه الجوال ليحادث مدير اعماله لكن لم يجده تسمر مكانه للحظات قبل ان يتذكر وقوع هاتفه منه اثناء احداث الامس ... شتيمة صدرت منه لم يستطع كتمها تلك المرة
فى حين طالعته هى من مكانها خلفه تقف عاقدة ذراعيها امام صدرها تهز احدى قدميها بتـ.ـو.تر و غضب وهو يوليها ظهره

آيات بتذمر: خير ... هنفضل اليوم كله على الوقفة دي .. مش حضرتك كنت عايز تتفضل تمشي واقف ليه؟

التف بهدوء ليواجهها وقد ظهرت معالم التعب والارهاق على ملامحه ولكنها لم تتأثر بها من شـ.ـدة غضبها

طائف محاولاً الثبات: مش لاقى تليفونى تقريباً وقع مني امبـ.ـارح

آيات بغضب مكبوت: و ؟

طائف بتملل: وبكده مش هعرف اكلم اللى شغالين عندي عشان يجو ياخدونى من هنا

آيات بسخرية: يخدوك ؟ ليه صغير حضرتك مش بتعرف تروح بيتك لوحدك ولا ايه ... نهايته ... اتفضل تليفوني اهو اتصل بأي حد بسرعة

مدت هاتفها نحوه لكنه لم يحرك يده قيد انملة بل طالعها بثبات ليجيب

طائف: مش هينفع لان كل الارقام متسجلة على تليفونى ومش حافظ نمرة حد

آيات وقد فاض بها الكيل: افنـ.ـد.م ؟ يعنى ايه ؟ يعنى مش حافظ نمرة اي حد خالص ... مامتك ؟ باباك ؟ اى حد من اخواتك ؟مراتك ؟

اسود وجهه للحظات قبل ان يهتف بجمود وهو يعود ادراجه ليستلقى على الاريكة مرة اخرى بكل اريحية

طائف: مش بحفظ نمر حد ... واحفظهم ليه طالما هما متسجلين

آيات: يا برودك يااخى انت فاكر نفسك فين آخد راحتك على الاخر وكأن البيت بيتك انت ا...

قاطعها رنين هاتفها لتنظر لهوية المتصل فتجدها سهام صديقتها وزميلتها بالعمل لتتذكر فجأة انها تأخرت بالفعل ساعة كاملة عن موعدها

آيات بغضب موجه نحو طائف والذي استلقى مغمضاً عيناه علّه يحظى ببعض الراحة: منك لله منك لله انت السبب .. هروح فى داهية بسببك

ثم سارعت بالتقاط المكالمة لتسمع تذمر صديقتها من تأخرها عن عملها لاول مرة

آيات بسرعة: اعمل ايه بس ... اسمعنى يا استاذ انت .. انا لازم اخرج دلوقتى لانى اتأخرت على شغلى عايزة ارجع ألاقيك مش موجود ... ثم تابعت متجهة الى غرفتها لتبديل ملابسها ... اعمل ايه ياربي ازاى هسيب واحد غريب فى بيتي واروح الشغل ... بس برضو مش هقدر اخد اجازة فى الفترة دي خالص ... ربنا يستر بقى

وفى الشركة وتحديداً مكتب الاستاذ هادي وهو شاب فى منتصف الثلاثينات من عمره متزوج ولديه طفلان بدأ عمله بالشركة كمدير مالي ثم ترقى ليصير المدير التنفيذي والمسئول الرئيسي عن الشركة فى ظل غياب صاحبها المستمر

آيات بغيظ: شكراً ليك يا مستر هادي متشكرة جداً لحضرتك

هادي بغرور: مفيش داعي للشكر بس ارجو ان تأخيرك يكون لاخر مرة وكفاية اوى لفت النظر اللى اتعمل فى ملفك وخصم يوم من مرتبك تقدري تتفضلي دلوقتى

آيات من بين اسنانها: عن اذنك يا فنـ.ـد.م

خرجت لتذهب الى مكتبها فتجد صديقتها سهام تطالعها بنظرات مشفقة

سهام: طمنيني يا يويو البنى آدم اللزج ده عمل معاكي ايه ؟

آيات بتنهيدة: لفت نظر زائد خصم يوم من المرتب

سهام بغضب: الحـ.ـيو.ان ... بقى اكتر واحدة ملتزمة فى الشركة يعمل معاها كده عشان ساعة تأخير ... منه لله معلش يا يويو متزعليش نفسك مجتش على يوم

آيات بحزن: انا اللى قاهرني الظلم اللى بيحصل ده .. يعنى غيري بيكون مش ملتزم ودايماً اخطاء مستمرة ومع ذلك بيتجاهلوا الموضوع وكأن ده الطبيعى انما آيات تغلط تبقى جريمة

سهام: معلش يا حبيبتى الدنيا كده حسبي الله ونعم الوكيل فى كل ظالم ... بس مقولتليش ايه اللى اخرك كده مش عوايدك يعنى

آيات بإرتباك: مفيش يا سوسو صحيت متأخر مش اكتر

سهام بنظرة مشككة: هعديها النهاردة بس عشان مزاجى رايق

آيات بتهكم: تلاقى حبيب القلب شرفنا بطلعته البهية

سهام بحب: بس يا بت بطلى تريقة عليه ده مز وسيد المزز كلهم

آيات: مختلفناش يا ستى ان سى مازن وسيم بس مش لدرجة الهيام اللى انتى فيها دي

سهام متجهة للخارج: اسكتى انتى بس بذوقك الغريب ده يلا الله يعينه اللى هتقعى من نصيبه سلام يا قطة خليني اروح اشوف المز بتاعى

آيات بضحك: قطة و مز ؟ بقى ده شكل موظفة فى شركة عالمية محترمة سلام سلام يا اختى

اما على الجهة الاخرى وبعد عدة ساعات نجده قد استيقظ من سباته القصير يشعر انه صار افضل تنهد بعمق وقد ادرك سكون المنزل من حوله نهض جالساً يتعجب من قدرته على النوم بعمق فى مكان غريب لاول مرة ... لحظات و سمع اصوات تصدر من معدته تصرخ طلباً للطعام تنهد مرة اخرى ليتحامل على نفسه ويهب واقفا فيبدأ تجوله بالمنزل باحثاً عن شيء يؤكل

طائف محدثاً نفسه: لما نشوف فى ايه يتاكل هنا ... مش عارف ليه حاسس انى مش هلاقي اى اكل آدمي هنا وهتطلع فى الاخر من آكلين لحوم البشر

ابتسم عند تذكره ملامحها الرقيقة عند نومها واختفاء تلك الملامح فور حديثها معه لتتحول لطفلة غاضبة مشعثة الشعر

طائف بإبتسامة: اه لو شافت نفسها فى المراية لما قامت من النوم ولا نومتها الغريبة دى ... مكنتش هتقدر تفتح بوقها معايا ... انسانة غير طبيعية فعلاً

واثناء حديثه هذا لمح نفسه بمرآة تواجدت بطول احد الابواب ليشهق ضاحكاً من منظره الفوضوي

طائف بسخرية من نفسه: وبتضحك عليها ... شوف نفسك الاول يا... يا بيه

ثم اكمل بحثه عن اى طعام يسد به رمقه

سهام بإبتسامة واسعة: اى اوامر تانية يا فنـ.ـد.م ؟

مازن بإبتسامة مماثلة: شكراً يا سهام كده كل الشغل خلص ... وبالمناسبة لبسك النهاردة شيك كده كالعادة

سهام بخجل: شكراً يا فنـ.ـد.م ده من ذوق حضرتك

مازن وقد تنبه لامر ما: قوليلي يا سهام مفيش اى مكالمـ.ـا.ت جاتلى خالص الفترة الاخيرة

سهام بعملية: كل المكالمـ.ـا.ت بلغت حضرتك بيها اول ما جيت

مازن: تمام يا سهام بما ان الشغل خلص النهاردة تقدري تروحي بدري مفيش داعى لوجودك

سهام بحزن: حاضر يا فنـ.ـد.م عن اذنك

وبعد فترة ليست بالقصيرة انتهت ساعات العمل وقد حمدت آيات ربها ان هادي لم يكلفها بعمل اضافى فقد اُنهكت تماماً من احداث الامس وصباح اليوم

وصلت منزلها لتدلف الى الداخل وفعلت روتينها اليومي بإلقاء احدى قطع حذائها بناحية والاخرى بناحية معاكسة اما سترتها فكانت نصيبها احدى مقاعد حجرة المعيشة ملقاة بإهمال لتتهاوى على الاريكة فى تعب

آيات بإنهاك: واخيراً شوية هدوء

طائف: حمد لله على السلامة

انتفضت من مكانها بفزع لترصد جسده الضخم يقف امامها بثبات يضع احدي يديه بجيب بنطاله والاخرى يمسك بها كوب فخارى يشرب منه شيء ما بهدوء واسترخاء

آيات بغضب: انت بتعمل ايه هنا؟

قلب عيناه فى تملل قبل ان يجيبها بهدوء يُحسد عليه

طائف: اظن ان ست ساعات مش فترة كافية انك تنسي واحد زيي

آيات: اكيد منستش انت مين بس برضو منسيتش انى قولت انى عايزة ارجع الاقيك مشيت

اتجه هو بهدوء الى احد المقاعد يجلس عليها وهى تراقبه بأعين متسعة ليجيب

طائف: واظن برضو انك منسيتيش انى قولتلك انى مقدرش امشي من هنا غير لما اتصل بحد من موظفيني

آيات بعصبية: و الحل ؟

حرك كتفاه لاعلى واسفل ليجيبها ببساطة

طائف: الحل هو انى افضل هنا لغاية ما اقدر اوصل لحد اعرفه

آيات بصراخ: نعم ؟
طائف: الحل هو انى افضل هنا لغاية ما اقدر اوصل لحد اعرفه

آيات بصراخ: نعم ؟

نظر نحوها بإنزعاج من صراخها المستمر

طائف ببرود: ليه الصوت العالي؟ ايه اللى فى كلامى مش مفهوم ؟

آيات بحدة: هو ايه اللى تفضل هنا لغاية ما توصل لحد ! ... انت فاكر نفسك مييين ؟ وفين ؟ ... ده بيت واحدة ست يا استاذ وعايشة لوحدها واذا كنت استضافتك يوم فيه فده مش معناه اني سيباه وكالة من غير بواب ... بلاش جنان يا ابن الحلال وشوفلك حتة تروح فيها انا مش فاتحة بيتي سبيل

واخيراً تنازل لينهض من جلسته يقف بشموخ مواجهاً لها

طائف بإستفزاز: اولاً و رداً على اسئلتك الكتير دي ... فاكر نفسي مين فسبق و عرفتك بنفسي طاائف العمري تقدرى بعملية بحث بسيطة على النت ت عـ.ـر.في اكون مين بالاضافة انى مستوعب تماماً انى فى ضيافتك من امبـ.ـارح و سبق و قولتلك ان كله بتمنه اطلبي اي مبلغ وتانى يوم هتلاقيه قدامك ... اما بقى باقي كلامك ... اكمل بسخرية ... فردي عليه هو اني مش شايف اى ست متواجدة قدامى حالياً اطـ.ـلا.قاً

آيات بغضب: ده انت مش بس بجح لا و وقح كمان ... انت ازا...

طائف مقاطعاً بتنهيدة: من غير اهانات وغلط كتير خلينا نقضي الليلة دي بسلام ومن بكرة هشوف حل للوضع ده ... ها ارتحتي ؟ ... ثم اكمل بفحيح غاضب ... و ا عـ.ـر.في كويس ان لولا انك انقذتى حياتك وانى مديون ليكي مكنتش ابداً سمحتلك بالتجاوز والتعدي فى كلامك معايا ... بس كله يهون عشان موقفك الشهم بتاع امبـ.ـارح يا ... يا قطة

ثم تركها تقف مبهوتة الملامح من تهديده لها فى حين تحرك هو بأريحية نحو المطبخ مرة اخرى

واخيراً قررت الاستسلام للوضع الحالي و ابقاء الوضع على ما هو عليه حيث ان لا طاقة لها للخوض فى جدال خر اصبحت على دراية تامة ان لا فائدة منه

اتجهت هى الاخرى الى غرفتها تغلق بابها خلفها موصدة اياه بإحكام لتبتعد عنه قليلاً وبعد لحظات من النظر نحوه بتوجس همت بتحريك الكرسي الخشبي الوحيد الموجود بالغرفة نحو الباب للاحكام من اغلاقه وضمان عدم استطاعة ضيفها الدلوف للداخل .. فحتى وان كانت تبدو كفتاة جريئة مقدامة فخوف الانثي بداخلها انبأها بضرورة اخذ الحذر

وفى مكان آخر نجد صف من الرجال يقفون بخذي امام شاب بأوائل الثلاثينات والذي على ما يبدو كان مستمراً فى تقريعهم فى حين كانوا يستمعون له بخنوع والاسف بادٍ على وجوههم

...: يعنى ايه يفلت منكم ... بقى بعد كل ده والتحضيرات اللى المفروض عملتوها يقدر يهرب منكم طب ازااااااي؟ خمس رجـ.ـا.لة زيكم راجـ.ـل واحد بس يقدر عليهم ويهرب لا والنكتة انه كمان يعلم عليكم ( يعنى اتصابو بسببه بإصابات تركت اثر )

احد الرجال: يا باشا حضرتك عارف اننا مقصرناش وان هو اللى ...

... بغضب: هو ؟ هو ايه يا بغل منك ليه؟ هااا

رجل آخر: يا بوس انت عارف اللى اسمه طائف ده مش سهل

... بحقد: مش سهل ؟ و مقصرناش ! ... ايه باعتكم تخلصوا من جن ولا ايه ماهو بشر زي اى حد بس الفرق انى مشغل معايا شوية اغـ.ـبـ.ـية مبيفهموش

الرجل الاول: يا باشا ...

... مقاطعاً: خلص الكلام ... سيبوا بقى موضوع طائف بيه ده ليا لما نشوف اخرتها معاه ... كنتوا قولتوا انه اتصاب مش كده ؟

احدي الرجال مسرعاً: اه ياباشا حصل انا شوفته بعيني الرصاصة صابته

... بشرود: ممممم كويس اوي ده معناه انه هيهدي اللعب اليومين دول اكون انا وصلت لحل ... ثم وجه حديثه لهم غاضباً ... اختفوا من قدامى دلوقتى مش عايز اشوف خلقة حد فيكوا يلااااااا

هموا جميعهم بالانصراف ليتركوه شارداً فى مصير هذا الطائف عدوه اللدود

انقضت هذه الليلة ببطيء شـ.ـديد على بطلتنا فى حين ان ضيفها المجهول مر عليه الليل سريعاً نائماً على اريكتها بهناء يُحسد عليه
وفي الصباح استيقظت بتأفف مبكراً فاليوم هو يوم عطلتها وقد اعتادت فيه على الاستيقاظ بوقت متأخر لكن بوجود هذا المتعجرف على حد وصفها فلم تستطع ان تنعم بنوم هانئ على الاطـ.ـلا.ق

خرجت من غرفتها بهدوء تستطلع ان كان قد استيقظ من سباته لتجد الهدوء يعم المكان لذا خمنت انه مازال نائماً حمدت ربها عنـ.ـد.ما تأكد ظنها برؤيته يغط فى نوم عميق على اريكتها العزيزة

آيات بهمس: خلاص احتل الكنبة (الاريكة) منك لله معيشنى فى قلق ورعـ.ـب وانت رايح فى سابع نومة

ثم اقتربت اكثر نحوه وسط تأملها لملامحه بهدوء لتعترف بداخلها كم هو وسيم ذو ملامح رجولية فجة تجبر اياً كانت على النظر نحوه والانجذاب له

آيات بعند: بس برضو بجح و وقح ولو كان توم كروز نفسه

لتتفاجئ به يمسك بها متلبسة اثناء اختلاسها النظرات نحوه حيث فتح عيناه فجأة وعلى شفتيه رُسمت ابتسامة جانبية اردتها قتيلة

طائف بصوت اجش ساخر: اعذريني لكن انا بعترض على مقارنتك ليا براجـ.ـل تانى حتى وان كان چورچ كلوني نفسه

آيات بغيظ تخفى به حرجها: مش انا سبق و قولت انك بجح و وقح خليني اضيف ليهم كونك مغرور وشايف نفسك ... واتفضل قوم بقى عشان تشوفلك حل فى وجودك هنا كفاية اوى لحد كده

هم بالرد عليها بعد ان استقام فى مجلسه ليقاطعه صوت هاتفها
التقطته سريعاً لتعقد جبينها بإستغراب من هوية المتصل وتجيب سريعاً

آيات: السلام عليكم ... ايوة يا مستر مع حضرتك خير ؟ ... لا يا فنـ.ـد.م الورق ده انا سلمته امبـ.ـارح لمستر هادي ... ازاى الكلام ده ! ... ثم استمعت لمحدثها للحظات قبل ان تغمض عيناها بنفاذ صبر تبعه تنشقها الهواء بصعوبة لتجلس من فورها على اقرب مقعد وتجيب بهدوء مصطنع ... اكيد طبعاً فاهمة يا مستر مازن ان الورق ده مهم بس صدقنى انا سلمته لمستر هادي حتى حضرتك ممكن تسأل سهام هى كانت موجودة ساعتها ... ايوة ايوة مع حضرتك ... ايه ؟ تيجي ؟ بس يا فنـ.ـد.م ... تمام تمام هبعت لحضرتك العنوان فى مسدج ... حاضر على ما حضرتك توصل هكون جهزته .. سلام يا فنـ.ـد.م

ثم اغلقت الهاتف تبعه ارسالها رسالة ما ثم نهضت لتهتف دون وعي

آيات بغضب وسرعة: معلش يا آيات ... عديها يا آيات ... ماهو انتى فاهمة الوضع يا آيات ... مستقبل الشركة وسُمعتها يا آيات ... طهقتوا آيات فى عيشتها ... انشالله تولع الشركة انا زهقت خلااااااص ... كله من المسخ اللى مسكوه الشركة عامل زي خيال المآتة ملوش اي لازمة غير انه يبوظ شغلى .. انا عارفة ازاى صاحب الشركة عين الكائن ده بدل منه ... بس هقول ايه ماهو اكييييد غـ.ـبـ.ـي زيه

طائف بحدة غريبة: هااا خلصتى؟

انتفضت هى إثر نبرته تلك وكأنها ادركت للتو ان ثمة من يشاركها المكان لتنظر له فى دهشة سرعان ما اندثرت ليحل محلها الغضب

آيات: وانت كان مالك ومالي يا اخى ولا هو حـ.ـر.ام اطلع الكبت اللى جوايا فى بيتي كمان

طائف بتوجس: هو انتي شغالة فين بالظبط ؟

آيات بإستفزاز: انت بجد متخيل انى ممكن اقولك اى معلومـ.ـا.ت عنى وعن حياتي بسهولة كده ؟

طائف بسخرية: كدة برضو يا يويو ده احنا بقينا عشرة وقضينا يومين حلوين مع بعض وفى بيتك معقول معلومة زي دي تستكتريها عليا

آيات بدفاع وغضب: يومين حلوين فى عينك وايه يويو دي ... الزم حدودك واعرف انت بتقول ايه وخليك فاكر انى دخلتك بيتي بسبب ظروفك اللى زي الزفت دي غير كده مكنتش رجلك عتبت خطوة واحدة بس جوا بيتي انت بتكلم واحدة محترمة مش واحدة من الشارع

طائف بهدوء وقد ادرك خطأه: احم آسف على كلامي مقصدتش بيه حاجة بس حقيقي سؤالي له سبب ... ثم اكمل بخبث ... يعنى يمكن اكون اعرف حد من شركتك يقدر يوصلنى باللى شغالين معايا

آيات بحيرة: وايه اللى يخلي حد من شركتي يعرفك ؟

طائف بعقلانية: انا رجل اعمال واكيد ليا علاقاتي

آيات بشبه اقتناع: ممم ممكن على العموم انا شغالة فى شركة ال ...

قاطعها صوت جرس باب منزلها يعلن قدوم احدهم

آيات بتذمر: يوووووه اعمل ايه ياربي ملحقتش احضر الورق اللى هو عايزه ... ثم وجهت حديثها بحدة نحو طائف ... كله منك كله منك اتفضل بقى ادخل المطبخ ولا اى حتة ومتخلهوش يلمحك فاااهم .. مش ناقصة فضايح انا

وبعدها اتجهت لتفتح الباب لاستقبال ضيفها بتـ.ـو.تر و خوف نظراً لادراكها ان وجود رجل غريب بمنزلها يعد امراً غير مقبول بالمرة

آيات بإبتسامة مرتبكة: مستر مازن اهلاً وسهلاً بحضرتك اتفضل ادخل

مازن بإستعجال: معلش يا آيات مستعجل لو ممكن الورق من فضلك عشان لازم امشي

آيات بتـ.ـو.تر: ثوانى يا فنـ.ـد.م هحضرهم لحضرتك

تركته آيات عند مدخل المنزل واتجهت من فورها الى الداخل لتحضير تلك الاوراق اللعينة فى حين هو انتظرها لفترة ليست بالقليلة ليتأفف بوقفته قبل ان يهتف بإسمها عدة مرات لكن دون رد لذا هم بدخول المنزل فى اللحظة ذاتها التى مل فيها طائف المكوث فى المطبخ وضـ.ـر.ب بطلبها عرض الحائط ليتوجه هو الاخر الى الخارج فيقابله وجه مازن المصدوم ليهتف كلاً منه بصدمة

مازن: طائف ؟!

طائف: مازن ؟
نظر كلاً منهم للآخر فى ذهول لتظهر آيات فى تلك اللحظة وترى اسوء كوابيسها امامها ... تباً ماذا سيظن مازن بها ! ... تُخفي رجل غريب بمنزلها وهى فتاة غير متزوجة ذات سُمعة لم تشوبها شائبة حتى تلك اللحظة .. لكن الان انتهى كل شيء

آيات بتـ.ـو.تر: مستر مازن ارجوك متفهمش الوضع غلط ... ده ده ...

مازن مقاطعاً و متجاهلاً آيات: طائف ؟! انت بتعمل ايه هنا ؟

نظرت له ببلاهة ثم نقلت انظارها نحو طائف لتجد ذهوله قد انقشع ليحل محله ابتسامة انتصار وتشفي ... لكن لما ؟

طائف بغموض: ظروف حصلت معايا واضطريت ابقى فى ضيافة ... آيات

لم ينتبه مازن وسط دهشته لنطق طائف المتعمد اسم آيات مجرداً دون القاب ليكمل

مازن: ظروف ايه يابنى دي ؟ وبعدين انت مش المفروض ترجع الاسبوع الجاى ... جيت بدرى ليه ؟ ايه حصل ! وليه مقولتش ليا على وصولك ؟

طائف بملل: قولت ظروف يا مازن يبقى خلاص ظروف ... مش وقته الرغي بتاعك ده ... و كويس اوى انك جيت عشان من امبـ.ـارح مش عارف اوصل لحد تبعي ... خلينا نمشي بقى

اومأ مازن دون تفكير لحديث صديقه ليجد من هبت من مكانها تطالب بتفسير

آيات بإندفاع و حدة دون وعي: ممكن اعرف بقى انتوا تعرفوا بعض ازاى ؟

طالعها مازن بإستهجان لحدة حديثها لتتنحنح قائلة

آيات: احم احم مقصدش ... بس يعنى اقصد انى اتفاجئت انكم تعرفوا بعض

مازن دون اهتمام: ده طائف العمري ويبقى صاحب ال...

طائف مقاطعاً: صاحبه ... انا ومازن صحاب من زمان

طالعه مازن فى ذهول ليتلقى نظره منه اخبرته ان يصمت ويجاريه فى الحديث

مازن: اه فعلاً صحاب من زمان اوى

اومأت هى دون اقتناع و اكملت برسمية

آيات: ده الورق اللى حضرتك طلبته بس انا بعيد كلامي لحضرتك تانى انى سبق وسلمت الورق ده امبـ.ـارح لمستر هادي

مازن بضيق: عارف يا آيات عارف بس مستر هادي ضيع الورق

آيات و طائف بإستهجان: ضيع الورق ؟

نظرت له نظرة تعنى و ما دخلك انت ؟ فى حين هو اكمل تفحصه لمازن

مازن بتبرير: ماهو دايماً كده يا آيات مستغربة ليه دلوقتى ؟

آيات: دايماً كده اه لكن انا مش هقدر استحمل اكتر من كده ... يا افنـ.ـد.م لو ورق خاص بأي صفقة او بشئون حساسة خاصة بالشركة ضاع برضو من مستر هادى انا هقع فى مصيبة وهينتهي مستقبلي عشان كده انا بفكر انى اقدم استقالتى واللي يحصل يحصل

مازن بسرعة: استقالة ايه بس يا آيات صلى على النبي كده ... احنا مستحيل نقبل ان الشركة تخسر موظفة بكافأتك واخلاصك ... اكيد هلاقى حل غير موضوع الاستقالة ده

طائف بغموض: فعلاً هنلاقى حل وبعدين استقالة ايه بس ده اللعب ابتدى يحلو

آيات بحدة: افنـ.ـد.م ؟

طائف لمازن: يلا يا مازن خلينا نمشي

امتثل مازن اخيراً لحديث صديقه فسبقه للخارج فى حين تلكع هو فى طريقه ليهديها نظرة تَشفي وابتسامة احتارت هى فى تفسير معناها

واخيراً خرج ليحتل المقعد المجاور لصديقه بالسيارة ليهتف فى وهن

طائف: اطلع بينا على المستشفى بتاعتي

زوى مازن ما بين حاجبيه قائلاً فى قلق

مازن: مستشفى ؟ ليه ؟ انت كويس يا طائف ؟

طائف بتأفف: اخلص يا مازن وبعدين هحكيلك

مازن: حاضر حاضر

انطلق مازن سريعاً نحو مستشفى العمري الخاصة ليتم استقبال حالته بسرية تامة و بعد معاينة دقيقة علم انه بخير حال بفضل اسعافات تلك الصغيرة ولولاها لأصبح فى خبر كان

بجناح خاص فى المشفى نجده جالس بأريحية على سرير ما يجاوره صديقه وقد انهال عليه بالاسئلة والعتاب

مازن بغضب: ممكن تفهمني بقى ايه اللى حصل معاك بالتفصيل

طائف: فخ

مازن بإستفهام: افنـ.ـد.م

ارجع رأسه للخلف ليستند على ظهر الفراش فيعيد احداث اليوم السابق ويبدأ بسردها على صديقه

فلاش باك

بعد وصوله للمطار واستقبال سائقه له احتل سيارته والتى من المفترض بها ان تقله لقصره ... انشغل ببعض اخبـ.ـار العمل على هاتفه النقال ليرفع نظره نحو الخارج بعد فترة ليجد نفسه فى طريق مختلف عن طريق قصره بل بطريق خال تماماً من الناس تحيطه الرمال من الجانبين

طائف بريبة: انا مش قولت تطلع على القصر ايه جابنا هنا

السائق بغموض: اصل فى ناس طالبة تشوف حضرتك اول ما توصل

طائف وقد ادرك ما يحدث: اه والناس دي مكنش عندها الجرأة تجيلى لغاية عندي وتطلب مقابلتى ... ايه ميعرفوش ان طائف العمري مبيروحش لحد ؟

السائق وقد اوقف السيارة على احدى جوانب الطريق: اللى حصل بقى ... على العموم احنا وصلنا والبشوات منتظرينك تحت

ابتسامة سخرية: ممممم طب كويس اوي انهم على الاقل انتظرونى مش انا اللى انتظرت

هبط السائق من السيارة واتجه لسيارة اخرى تحمل عدداً لا بأس به من الرجال ..توجه خصيصاً لاحدهم وبدا انه رئيسهم

السائق: الامانة وصلت و فى العربية ... كده انا خلصت دورى ايدك بقى على المعلوم ( بيطلب اموال مقابل شغله )

الرئيس بسخرية: اه وماله بس تجيبهولنا هنا معلش

السائق بتبرم وبعد تفكير: و مالو ميضرش

ثم التف متجهاً عائداً الى سيارة طائف مرة اخرى لتناله طلقة خائنة منهم اردته قتيلاً فى الحال لتستفز هذه الفعلة القابع داخل السيارة ويندفع خارجها نحو هذا الملقى ارضاً فى المسافة بين سيارته وسيارتهم ورغم علمه بخيانته الا انه لم يقبل ان تكون نهايته على ايديهم ... واثناء فحصه له شعر بهم يحيطون به من كل جانب فسارع بإخراج سلاحه الشخصي على حين غفلة واستطاع اصابه بعضهم به الا ان البعض الآخر قد تمكن منه وبعدها لا يتذكر كيف استطاع الهرب منهم

نهاية الفلاش باك

مازن بغضب: ولاد ال*** ... بس برضو مفهمتش ازاى وصلت لبيت آيات

طائف وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه: ما هى اللى لاقيتني ( عثرت علي ) وعملتلى الاسعافات وطبعاً بما ان تليفونى ضاع مني ومش حافظ رقم حد بالاضافة ان محدش من الصحافة يعرف بوصولى فاضطريت انى مظهرش فى اى مكان الا لما اتصل بحد تبعى وموثوق فيه

مازن: مممم فهمت ... طب ودلوقتى ناوي علي ايه ؟ انت اكيد عارف مين اللى عمل معاك كده

طائف بجمود: طبعاً عارف واللى ناوي اعمله هو اني ارد الجميل لشخصين

مازن بحيرة: ترد الجميل ؟ ولشخصين ؟ ده اللى هو ازاى يعنى مش فاهم

طائف بغموض: هتفهم ... مسيرك هتفهم

فى منزل آيات وبعد رحيل مازن وطائف

آيات لنفسها: واخيراً خلصت من الهم ده ... بس ازاى يكون صاحب مستر مازن ! ... انا مالي صاحبه ولا مش صاحبه المهم انى خلصت من المصيبة دي ... ثم اكملت بمرح ... طب والله حـ.ـر.ام يتقال على المز ده مصيبة ... مز اه بس عليه كمية برود .. استغفر الله العظيم ... يلا انا مالى خليني اخلص باقى الشغل بدل ما يطلع عيني بكرة مع الفقري هادي

باليوم التالى وبعد وصولها الشركة وجدتها على قدم وساق وكأنها خلية نحل لم يبقى شخص واحد دون عمل على غير العادة لكنها لم تهتم وفى طريقها لمكتبها مرت على صديقتها سهام لتجدها هى الاخرى يصحبها التـ.ـو.تر والقلق.

آيات: صبح الخير ايه مالك مش على بعضك ليه ؟

سهام: صباح الخير ياختى وبعدين ايه السؤال ده يا بـ.ـاردة ؟ .. يعنى مش عارفة اللى بيحصل فى الشركة ؟

آيات بتساؤل: ايوة بقاااا ايه اللى بيحصل فى الشركة ؟ ... من امتى الهمة والنشاط اللى دبت فى الشركة دي ؟

سهام: سبحان الله ده انتى المفروض انك اول واحدة تعرفى الخبر

آيات: خبر ايه ؟ ما تخلصي يا بت

سهام: صاحب الشركة

آيات بإستهزاء: ماله المخفي ؟

سهام: رجع

آيات: حمد الله على سلامته ... شرف و نور ... اعمل ايه يعني؟

سهام: خدي دي بقى ... طرد هادي وهيمسك الشركة بداله

هبت آيات من مجلسها وصرخت فرحاً

آيات بفرح: احلفي ... لا بجد بتتكلمى جد ؟ يعنى اللى اسمه هادي ده مشي خلاص ... يعنى مش هيطلع عيني فى الشغل تانى هييييييييه

سهام بإمتعاض: بس يا هبلة .. مالك فرحانة كده ليه ؟ دول بيقولوا عليه شـ.ـديد ده غير انه متطلب جداً فى شغله يعنى مش بعيد يطلع عينك في الشغل اكتر من سي هادي ده

آيات بحماس: يا بنتي يطلع عيني وهو فاهم غير لما يطلعها وهو مش فاهم اى حاجة ... يلا هطير انا بقى اشوف مديري الجديد ... سلاااااام

سهام بضحك: سلام يا ختى سلاااام

دلفت آيات الى مكتبها بهدوء لتجد مازن يخرج من غرفة هادي ... تباً آيات لم تعد كذلك

مازن بإبتسامة واسعة: صباح الخير ... ازيك يا آيات ؟

آيات: صباح الخير مستر هادي انا كويسة الحمد لله وحضرتك عامل ايه ؟

مازن: انا تمام اوى الحمد لله ... اكيد سمعتى باللى حصل وان هادي مشي وجه بداله طا... احم احم جه بداله صاحب الشركة

آيات بإبتسامة واسعة: اه يا فنـ.ـد.م سمعت

مازن: تمام اوي ... هو مستنيكي جوة على فكرة ... بالتـ.ـو.فيق ... سلااام

آياات بفرح: سلااام

مازن بهمس: الله يكون فى عونك يا بنتي

طرق على الباب تلاه دخولها لغرفة صاحب الشركة المزعوم ... لم تجده خلف مكتبه لتتجول بعيناها فى ارجاء الغرفة فتجده يقف بشموخ يواجهها بظهره فى حين يتأمل هو الواجهة الخارجية لمكتبه .. اجلت صوتها لتهتف برسمية

آيات بإبتسامة رسمية: حضرتك طلبتني يا فنـ.ـد.م ... انا آيات رأفت كنت سكرتيرة مستر هادي وهكون سكرتيرة حضرتك ان شاء الله

ساد الصمت لحظات جعلتها تظن انه لم يستمع لما قالته فعزمت على تكرار حديثها مرة اخرى لكن قاطعها صوته

...: مظنش ( لا اظن )

ارتعدت مفاصلها لنبرة الصوت لتهتف بداخلها

آيات لنفسها: لالالالا مستحيل يكون هو ... ايه اللى هيجيبه هنا ده مستحيل

لكن قـ.ـتـ.ـل امانيها وأملها حين التف نحوها ليقابلها وجهه الساخر بإبتسامة ملتوية زادت من كراهيتها نحوه

آيات بذهول: انت ؟ انت بتعمل ايه هنا ؟

طائف ببرود: انا فى مكتبي و فى شركتي ... وانتي؟

آيات ببلاهة: مكتب ايه ؟ وشركة ايه ؟ ثم اكملت بإبتسامة اكثر بلاهة بعد ادراكها لاحتمالية انه هو نفسه صاحب الشركة ... بتهزر مش كده ؟ اكيد بتهزر

طائف: اهزر ؟ ومعاكي ؟ مظنش خالص

آيات بحدة: ماهو يا اما بتهزر يا إما انا بحلم ... بحلم ايه ده كابووووس ... مستحيل اسمح انك تكون رئيسي ... انت انت ...

لم تجد كلام يصف ما تشعر به فصمتت بوجه محتقن فى حين اتجه هو ليجلس بهدوء خلف مكتبه

طائف بتهديد: مممم كابوس ؟ اظن ان اللى هيحصلك بعد كلمتك دي هو اللى كابوس خصوصاً لمستقبلك المهني

رمشت بعيناها لحظات قبل ان تعي ما يعنيه بكلامه

آيات: لا

طائف: لا ؟

آيات بإبتسامة صفراء: اقصد لا .. اكيد يعني حضرتك مش هتعمل عقلك بعقلي ... مش كده ؟

طائف بإبتسامة مستفزة: ومين عارف ... انت مش كنتي شايفة انى مستحيل ابقى رئيسك ما يمكن ده لاني عقلي اصغر من عقلك فعلاً

آيات بنفاذ صبر: قولى عايز مني ايه ...و لو ... لو عايزنى اقدم استقالتي فأنا معنديش مانع ثوانى وهتكون على مكتبك

ارجع ظهره للخلف ليستند على ظهر معقده بأريحية ليهتف

طائف: وانتى فاكرة بقى ان بعد كل الاهانات دي انا هكتفى انك تقدمي استقالتك ... تؤتؤتؤ اللى انتي عملتيه ده هيتكتب فى ملفك وحضرتك هتاخدي رفد ... وابقى قابليني لو فيه شركة قبلت بيكي بعد كده

آيات بخوف ورجاء: حضرتك انا بحب شغلى جداً وصدقنى بأديه على اكمل وجه وممكن تسأل كل اللى فى الشركة .. اما اللى حصل بينا ده فكان سوء تفاهم مش اكتر ... يعنى اكيد مقصدش انى اهين حضرتك بأي كلمة

صمت ... صمت ... صمت

طائف بعد فترة: اسبوع

آيات بتوجس: افنـ.ـد.م ؟

طائف بترفع واستفزاز: اسبوع هختبرك فيه عجبتيني ...كان بها ... هتستمرى فى الشغل معجبتنيش يبقى بالسلامة وا عـ.ـر.في اني عملت ده لاني مديون ليكي بحياتى ... اعتبريه رد لجميلك معايا لاني مبحبش ابقى مديون لحد

آيات لنفسها: تختبرني ؟ بقى اكتر واحدة عارفة شغلها فى الشركة واللى انقذتها قبل كده بدل المرة عشرة هتختبرها ... منك لله يا بعيد ... ثم ايه عجبتيني دي .. اعجبك بتاع ايه ... اسمها عجبني شغلك ... وبعدين رد جميل ايه ده شغلى اصلاً يعنى مش بتمن عليا بيه ... ااااااه لو يسيبوني عليه كنت عرفته ازاى يتكلم مع الناس

طائف بحدة: وهت عـ.ـر.فيني ازاى بقى اتكلم معاهم ؟

انتفض جسدها اثر حدته لتناظره فى دهشة ... كيف علم بما تفكر ؟

طائف وقد فهم استفسارها: ولتاني مرة حاسبى على كلامك وبما انك مش بتعرفى تسيطرى على لسانك فحاولى تسيطرى على افكارك

ناظرته بدهشة ليجيبها بتأفف

طائف: حضرتك فكرتي بصوت عالي ... ودلوقتى ... يلاااا على مكتبك ... ثم هتف فى حدة ... اتفضلى

ليختفي طيفها سريعاً من امامه بخطوات خرقاء و تغلق الباب خلفها فتسمح له ليغرق بضحكاته المجلجلة والتى لم تخرج منذ دهر هاتفاً

طائف بضحك: مـ.ـجـ.ـنو.نة ... بس هنستمتع سوا ... وعد مني اننا هنستمتع يا ...

يا قطتي...
يخربيت جمالك يا أخي .. هو فيه كده .. قال وانا اللى كنت بعاكس مستر معتز ... اجي اشوف الاخ اللي قاعد جوة ده ... بت يا آيات قوليلي انتي بتتعاملي مع الكائن ده ازاي ؟

هتفت سهام بتلك الكلمـ.ـا.ت عقب خروجها من مكتب رئيس مجلس ادارة الشركة
لتنظر لها آيات بإمتعاض مستنكرة مبالغتها في اعجابها ذاك

آيات بإستنكار: انا مش فاهمة مُغرمين اوي بسي طائف ده ليه ... ما هو عادي يعني زيه زي اي راجـ.ـل

سهام بدهشة: "زيه زي اي راجـ.ـل" يا شيخة اتقي الله ده يجي بقالنا شهر شغالين معاه وبرضو متعودتش على وسامته و بريستيجه ... ثم تنهدت بهدوء لتردف ... يا بختها اللى هيبقى من نصيبها

آيات بغيظ: مجربتيش بروده و استفزازه ... و انتى هتجربيه ازاى وهو بيخزنهم كلهم ليا انا

سهام: يا اختى لو الاستفزاز من النوع ده فيا أهلا بيه .. يلا اسيبك بقى و أطير اروح اشوف الشغل اللي ورايا ... سلام

آيات بهدوء: سلام

اعتدلت فى جلستها عقب خروج صديقتها لتشرد للحظات فى احداث الفترة السابقة ... شهر مضى على بداية عمله بالشركة ... شهر أستمرت فيه سلسة من الاستفزازات و الانتقادات ... صبرت و صبرت و صبرت ... حتى انها لا تصدق كونها تمكنت من التحكم بما تتفوه به امام استفزازاته تلك لكن الى متى !
قاطع شرودها ذاك و كالعادة رنين الهاتف يستدعي اياها الى مكتبه ...لتفعل ما تعودت عليه بالفترة الاخيرة قبل الدخول الى مكتبه ... هيأت نفسها لأي تعليق قد يصدر منه ... و برغم استعدادها كل مرة الا انه يأتي بما لم تتوقعه على الاطـ.ـلا.ق

دلفت الى الداخل لتراه يجلس خلف مكتبه .. تقدمت لتقف امامه و هتفت برسمية

آيات بهدوء: حضرتك طلبتني

نهض من مقعده فور حديثها ليدور حول المكتب يطلب منها الجلوس فأمتثلت لطلبه ليجلس هو الاخر على المقعد المقابل لها مضت ثواني من الصمت قطعها هو بنبرة جدية

طائف: زي ما أنتي شايفة عدى شهر على شغلنا مع بعض ... و اسبوع على عرضي ليكي ... و أظن ان دي هي المدة اللى طلبتيها عشان تفكري فى العرض بتاعي

نظرت له فى دهشة ... أيمزح ام ماذا ؟ عن اي عرض يتحدث هذا ؟

آيات: سبق و رديت على حضرتك بخصوص عرضك ده وقلت رأيي فيه

اعتدل بمكانه ليعود بجلسته الى الخلف يضع قدماً فوق الاخرى... يلتقط سيجاراً فيشعله فى هدوء ... و يُخرج الدخان من فمه بلا اهتمام ليردف بهدوء مميت

طائف بثقة: وانا مقبلتهوش واديتك وقت تفكري كويس

آيات برسمية: رغم انه مفيش داعي للتفكير مرتين فى العرض ده و مع ذلك انا برفضه للمرة التانية

طائف بغرور: رفضك مش مقبول

كفى ... الى هنا و كفى ... لن تتحمل غروره و عجرفته بعد الآن ... ستخرج ما بداخلها و ليذهب كل شيء الى الجحيم

انتصبت فى جلستها لتردف بثبات

آيات: حضرتك عرضت عليا عرض و المفروض ان قدامي خيارين يا أما أقبل يا أما ارفض

طائف ببرود: مش صحيح ... انا فعلاً عرضت عليكي عرض بس عرضي ده ملهوش اختيارين ... هو اختيار واحد بس ... و الرفض عندي مش مقبول

هبت واقفة تنظر له بدهشة لتهتف بغضب

آيات: ده يبقى اسمه أمر ... لكن اللى حضرتك مش اخد بالك منه ان وظيفتي ان انفذ خدمـ.ـا.ت الشركة مش رغباتك الشخصية

واخيراً شعرت به يستجيب لجدية الموقف فتراه يقف مواجهاً لها يكمل بهدوء

طائف بسخرية: وانا مظنش اني طلبت انك تنامي معايا

الى هنا و كفى ... حتماً ستنفجر بأية لحظة ... وجهها احمر دامي ... حركات جسدها اصبحت لا ارادية ... اندفعت نحوه و دون وعي ارتفعت يدها لتهبط على احدى وجنتيه بصفعة سمعت صدي صوتها بأرجاء الغرفة لكن لم تكتفى بذلك ليعقبها صراخها بوجهه

آيات بصراخ: وقح اناني قذر سـ.ـا.فل قليل الادب ... انت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايا بالطريقة دي ... ايه عشان رئيسي يعنى... خلاص خلصنا ... حضرتك مبقتش رئيسي ولا ليك كلمة عليا .. اذا كان على الشغل فأنا مستقيلة ... عن إذنك

ثم تحركت من فورها نحو الباب تعتزم الخروج من الغرفة بل من الشركة بأكلمها وبداخلها اقسمت ان لا تخطو قدميها داخلها مرة اخرى

لما لا يفتح الباب هل اغلقه هذا الهمجي دون وعي منها لكن لا ... هي لا تتذكر شيء كهذا ... لحظات حتى ادركت حقيقة الوضع و هو انه خلفها يغلق الباب بيده يمنعها من الخروج فى حين هى تقف بين ذراعيه وجهها للباب وظهرها له

التفت بحدة لترى وجهه والذي لم تجرؤ على النظر اليه وتفحصه بعد صفعتها تلك لتشهق فور التفاتها ورؤية احتقان عينيه و احمرار وجنته اثر صفعتها المدوية ... يستحق ذلك... هتفت بها بداخلها قبل ان تهتف

آيات بحدة: انت فاكر نفسك بتعمل ايه ... هتمنعني مثلاً من الخروج ... وريني هتقدر ازاى!

لم تجد رد من ناحيته سوى ازدياد صوت تنفسه السريع و هبوط وارتفاع صدره اثر انفعاله

لينتفض جسدها فور نطقه كلمـ.ـا.ت جمدتها بوقفتها

طائف بشراسة: هتدخلي و تقعدي وتسمعي كلامي لغاية ما ينتهي و الا قسماً بالله يا آيات لهيكون ليا تصرف تاني معاكي مش هيعحبك ... و القلم ده هيتردلك مكانه عشرة ... فاهمة ؟

نطق آخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعي وتومأ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة

طائف: اسمعك بتقوليها ... فاهمة ؟ ... انطقي

آيات برعـ.ـب: فاهمة فاهمة

...: لو سمحتى كنت بدور على بيت الانسة آيات ... عرفت انه فى المنطقة دي

نظرت آيات بتمعن لهذا السائل والذي يبدو كشاب بأواخر العشرينات او ربما اكبر بعدة سنوات ... تُرى لماذا يسأل عن آيات و من يكون ؟

رقيات: و تبقى مين حضرتك ؟

...: انا ابقى قريبها من بعيد

رقيات: بس اللى اعرفه ان آيات مقطوعة من شجرة و ملهاش قرايب انت بقى تبقى مين ؟

ارتبك الشاب لثواني قبل ان يكمل بجدية وثبات

...: آسر ... اسمي آسر ... الحقيقة انا مش قريبها بس تقدري تقولى اني زي اخوها بالظبط و كنت مسافر بقالي فترة كبيرة فعشان كده معرفش هى ساكنة فين او عايشة ازاى ... ممكن بقى تساعديني لانك واضح انك ت عـ.ـر.فيها فعلاً

قامت رقيات بتخمين ان كان حقاً يعرف آيات و كونه كأخ لها ام لا ... فهى فتاة وحيدة يتيمة و كُثُر من يستغلون فتاة مثلها لصالح اغراضهم اياً كانت

رقيات: مقدرش اقولك هى ساكنة فين او اي حاجة عنها لغاية اما أسألها هي شخصياً متآخذنيش يا بيه بس دي الاصول و آيات دي فى مقام بنتي بالظبط

آسر بإبتسامة ودودة: ولا يهمك يا هانم انتي كده طمنتيني عليها كونها فى حمايتك ورعايتك ... مفيش اي مانع اني اقابلها فى وجودك عشان نمحي اي قلق وتتأكدي انها زي اختي ... لو تتفضلي حضرتك تبلغيها بوجودي

رقيات بإعجاب: والله يا ابني هى حالياً فى شغلها و بتخلص متأخر شوية

آسر بإبتسامة: كمان بتشتغل والله و كبرتي يا يويو ... طب حضرتك مت عـ.ـر.فيش شغلها ده فين على الاقل اطمن انا كمان

رقيات: اه هي كانت قالتلى انها شغالة فى شركة استيراد وتصدير باين ... اسمها ... اسمها ... والله يابنى ما فاكرة

اومأ لها بإبتسامة واتجه منصرفاً بعد ان أكد عليها ضرورة ابلاغ آيات بحضوره وترك لها رقم هاتفه لتعاود آيات الاتصال به

طائف بهدوء مريب: هاااا هديتي شوية ولا لسة ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة و اومأت بخوف لتسمعه يعاود الصراخ مرة اخرى

طائف بحدة: قولت ايه ... مش قولت بلاش شغل الصم و البكم ده و تردي عليا

آيات مصطنعة بعض القوة: انت بتزعق ليه ... يعنى انت اللى غلطان وبتزعق ... ده بدل ما تعتذر

هب من مقعده يقف بحدة ويتجه نحوها بخطوات سريعة قبل ان ينحني عليها فى مقعدها ويصـ.ـر.خ بها

طائف: أ ايه ؟ أعتذر ... حضرتك منتظرة مني اعتذار ... مش كفاية القلم ده ولا تحبي اردهولك عشان ت عـ.ـر.في تقيمي كويس اذا كان كفاية ولا لا

عادت هى للخنوع مجدداً لترد بخفوت

آيات: ما أنت اللى قلت كلام مينفعش يتقال

اعتدل فى وقفته وابتعد عنها قليلاً ليردف

طائف: احمدي ربك اني فعلاً اتعديت حدودي فى الكلام والا مكنش هيبقى فيه مبرر للي عملتيه و ساعتها كانت هتبقى نهايتك على ايدي

اقشعر جسدها لتهديده ليكمل بعد ان عاود الجلوس لكن امامها تلك المرة

طائف: ممكن اعرف عرضي مش عاجبك فى ايه ؟

رفعت انظارها نحوه تطالعه بدهشة وكأنه اخبرها بثامن عجائب الدنيا السبع

آيات: انت حقيقي بتتناقش معايا فى طلبك ده لا وكمان مش عارف ايه سبب اعتراضي

طائف: الحقيقة انا مش فاهم ايه المشكلة فى انك تجيلي البيت

آيات بحدة: ما تحترم نفسك يا جدع انت ... ايه تجيلي البيت دي

طائف بحدة: آيات ... اعدلي لسانك و لاحظي انى عديت ليكي كتير ... انتي عارفة اقصد ايه بكلامي ... انا قررت ارقيكي وتبقى المساعدة بتاعتي بدل ما انتى مجرد سكرتيرة ... والمساعدة بتاعتى طبيعي شغلها يتضمن انها تيجي البيت و تنظم لي وقتي خارج الشركة

آيات: مش كل المساعدات بتعمل كده ... مش شرط حكاية البيت دي

طائف بجدية: و الله انا اللى احدد مش حضرتك

آيات ببرود: بسيطة و انا مش موافقة

عم الصمت للحظات قبل ان يردف بهدوء

طائف: على شغلك

آيات: أفنـ.ـد.م ؟

طائف: اتفضلي اطلعي ... روحي كملى شغلك

آيات بفرح: يعنى صرفت نظر عن الموضوع ده

طائف بلامبالاة: آيات اطلعى برة ... صدعتيني

آيات بضحك: حاضر حاضر ... طالعة اهو ... انا مش هنا اصلاً

وخرجت بخطوات راكضة خارج الغرفة ليتبعها هو بضحكات بذل قصارى جهده ليخفيها عنها

طائف: والله لاسعة ( مـ.ـجـ.ـنو.نة ) مش طبيعية ... بس هنشوف يا آيات ... يا أنا يا انتي

...: يعنى ايه مش لاقينهم ... داخلين في اسبوعين مش عارفين زمايلكم فين ... ده اسمه ايه ده ان شاء الله

احد الرجال: يا باشا اختفوا ... انا مسيبتش حتة ( مكان ) الا لما دورت عليهم فيه لكن مفيش فايدة كأن الارض انشقت و بلعتهم

...: ايه اتعملهم عمل ( سحر ) ولا ايه ... فص ملح ودابو ... بلاش هبل وزود الرجـ.ـا.لة اللى بتدور معاكم يعنى ايه اربعة من رجالتي يختفو فجأة كده

احد الرجال: ياباشا فى داهية ... عندنا بدل الواحد ألف وكلهم خدامين جنابك

...: مش انت اللى تقول فى داهية ولا لا رجالتى وهيظهرو والا هتحصّلوهم بس على الاقل هنبقى عارفين انتو فين ... تحت التراب

احد الرجال برعـ.ـب: اوامرك مطاعة يا باشا

...: لما نشوف اخرتها ايه معاكم

آيات بصراخ: آآآآآسر ... فين و امتى وازاى ؟

رقيات بصدمة: يا بت ابلعي ريقك ... يطلع مين سي آسر ده اللى نطيتي اول ما جت سيرته

آيات بحنين: آسر ده عشرة عمر وصديق الطفولة ... مصايبنا دايماً كانت مع بعض ... كل وحد بير اسرار للتاني ... ياااااه فين ايامك يا آسر ... قوليلي يا روقة جه امتى وقال ايه .. سابلك اى معلومـ.ـا.ت توصلني ليه ... عنوان .. رقم تليفون اي حاجة ... ما تتكلمي يا رقيات بقاااااا

رقيات: اتهدي شوية وسيبيلى فرصة ارد ... اه يا ستي سايبلك رقم تليفون وقالى اخليكي تتصلي بيه اول ما توصلى

آيات بفرح: هاتيه بسرعة

تناولت منها رقم الهاتف وقامت بإتصال تلاه اخر ثم اخر لكن كل مرة يأتيها ان الهاتف مغلق او غير متاح

آيات بإحباط: مغلق ... شكله قافله ... وبعدين بقى

رقيات: ولا قبلين افضلى وراه لغاية ما يفتحه

آيات بإبتسامة: ان شاء الله

مر اليوم وجاء الصباح بأحداث جديدة استيقظت من نومها على رنين هاتفها لتجد ساعة استيقاظها لم تحل بعد واذ برقم طائف يحتل شاشة هاتفها لتعقد حاجبيها فى قلق و تشرع بالاجابة ليصلها صوته الضعيف

آيات: طائف بيه ؟ خير

طائف بتعب و وهن: آيات ... معلش تطلبيلي مازن ... بحاول اكلمه من الصبح مبيردش ولو ت عـ.ـر.في تخلى سهام توصله بأي طريقة

آيات بتعجب: مستر مازن ؟ خير يا افنـ.ـد.م فى حاجة

طائف بتعب: مفيش تعبان شوية و مفيش حد في البيت معايا

نهضت جالسة بإنتباه فور سماعها لحديثه لتهتف فى قلق

آيات: تعبان ؟ خير ان شاء الله ... ثوانى و هكلم مستر مازن ... سلام دلوقتى يا فنـ.ـد.م

اغلقت معه لتعاود الاتصال بمازن لتجد هاتفه غير متاح لتقوم بالاتصال بسهام فتجدها هي الاخرى كذلك

آيات بتذمر: ايه حكايتكو كل ما اكلم حد يديني غير متاح يوووووه اعمل ايه دلوقتى

اعادت الاتصال بطائف لتجد صوته اسوء من ما كان من قبل لتقرر فوراً ما ستفعله وبدون تردد

آيات: طائف بيه مستر مازن مش بيرد غالباً قافل تليفونه و سهام نفس الوضع حضرتك خليك مكانك دقايق وهكون عندك ممكن بس تبعتلي العنوان

طائف بتعب: اكيد

ثم سارع بإغلاق الهاتف لتنظر هى الى هاتفها بدهشة قبل ان تتجاهل هذا وتنهض بإتجاه الخزانة لتشرع بتبديل ملابسها

فى حين على الطرف الاخر نجده يجاهد نفسه حتى يتوقف عن موجة الضحك التي دخل فيها فور اغلاقه الهاتف ليهتف وسط ضحكاته

طائف: والله و هتجيلي لغاية عندي يا قطة ... هتنوري قصر العمري بطلتك البهية ... سبق وقولتهالك يا أنا يا أنتِ وبما اني مبحبش الخسارة فللأسف انتي الخسرانة يا ... يا قطتى
جف حلقها و اتسعت حدقتاها ذهولاً لما تراه عيناها فور وصولها للعنوان المنشود ... ڤيلا كبيرة ... بل قصر ... حتى ان وصفه بالقصر قليل عليه ... عانت بشـ.ـدة لتقنع سائق الأجرة انها هى بمظهرها المزري ذاك قاصدة قصر العمري بالعنوان الذي اعطته اياه والذي لم يكن بحاجة اليه لمعرفة الطريق ... و ها هي الآن تقف مشـ.ـدوهة بفخامة ما تراه

آيات بدهشة: ده ولا قصر رئيس الجمهورية نفسها ... يخربيته جاب ده كله منين ...يخربيته ده ايه بقى بالذمة البيت ده ممكن يتخرب ... طب والله حـ.ـر.ام يتقال عليه بيت ... ده انا شقتي كلها متجيش اوضة من القصر ده ... جرى ايه يا آيات انتي هتحسديه ولا ايه قولي ما شاء الله ... بس هما الناس دول بيتحسدو زى بقية البني آدمين ... أشك

انتهت من همسها هذا لتتقدم عدة خطوات فتصل للبوابة الرئيسية للقصر فتجدها مغلقة ... همت ان تهاتفه لكنها وجدت رجل يبدو فى العقد الخامس من عمره يُقبل عليها من احدى جوانب البوابة ويشرع سريعاً فى فتحها مرحباً بها

...: اهلاً يا هانم نورتي الباشا فى انتظارك جوة

عقدت ما بين حاجبيها بحيرة ... ألم يذكر كونه وحيداً بالمنزل ام ماذا ؟!

تجاهلت ملاحظتها تلك لتكمل سيرها للداخل حتى وصلت لبوابة ضخمة اخرى خمنت انها مدخلها لعالمه وققت امامها وقبل ان تهم بطرق الباب وجدته يُفتح لتقابلها وجه شابة سرعان ما رحبت بها هى الاخرى وكأنها كانت فى انتظارها

...: اهلاً يا هانم نورتي ال...

اكملت آيات بتهكم: الباشا فى انتظارك جوة

ابتسمت الفتاة برسمية قبل ان تومئ و تكمل

...: فعلاً الباشا جوة مستني حضرتك

آيات بتهكم: جوة فين ؟ ... و طالما انتو موجودين يبقى ليه مطلبتوش له دكتور

نظرت لها الفتاة فى حيرة قبل ان تعود اليها الجدية فتكمل

...: الباشا فى انتظارك فى غرفة الطعام اتفضلي معايا

ثم تحركت سريعاً من امامها لتجبرها على السير خلفها متمتمة

آيات بتأفف: أتفضل و مالو ... لما نشوف اخرتها

اتبعت خطى تلك الفتاة لتمر على عدة غرف منها المغلقة و منها المفتوح فتنبهر بكل ما تراه وقد غفلت تماماً عن سبب قدومها الى هذا المكان ... استيقظت من شرودها ذاك على صوت الفتاة تحدث شخصاً ما ألتفتت سريعاً لترى هذا الشخص فما كان هو سوى ... طائف

تلبستها الدهشة و الذهول ... تراه يجلس بأريحية تامة على رأس مائدة طويلة سبق ورأتها فقط فى المسلسلات التليفزيونية والتى ظنتها غير واقعية بالمرة وما هى الا مبالغة فى وصف الترف و الثراء ... كان يناظرها بإبتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه ... حاله افضل من اي يوم سبق و رأته فيه ... هل هؤلاء الاشخاص يصبحون بوجه اكثر اشراقاً عند مرضهم ؟... أيصبحون اكثر وسامة وجاذبية عند اصابتهم بالسوء ؟... ربما !

سمعت صوته يصرف الفتاة والتى خمنت وقتها بكونها خادمة بقصره استيقظت من سباتها ذاك لتهتف بتلقائية

آيات: ألف سلامة على حضرتك

فور انتهائها من التلفظ بجملتها تلك حتى انتابته هستيريا من الضحك المبالغ فيه لتراه بصورة جديدة اخرى لم تراه عليه من قبل ... لكن بداخل قصره ذاك والذي تراه كفجوة زمنية نقلتها للعالم الاخر ربما ... فكل شئ وارد ولا مجال للتعجب

تماسك بصعوبة من نوبة الضحك تلك ليتحدث وسط انفاسه المتقطعة

طائف: مش معقول يا آيات كنت فاكرك اذكى من كده ... معقول صدقتي!

آيات بتوجس: صدقت ايه يا افنـ.ـد.م مش حضرتك تعبان برضو زي ما قولتلي ؟

اعتدل فى جلسته اكثر ليكون شبه ممدد بتكاسل فيجيب

طائف: تعبان؟ مين قال كده بس ... ده انا فى افضل حالاتي النهاردة... ده حتى كفاية انى اصطبح على وش زي القمر كده

آيات بحيرة: طب ليه حضرتك كلمتني و قولت انك تعبان ... ده حتى حضرتك معترضتش لما قولت انى جاي...

قطعت حديثها لتستوعب خطته الحقيرة للاتيان بها الى منزله وبرغبتها هى دون ارغام

آيات بهجوم: كنت قاصد كل ده عشان تنفذ كلامك وتخليني اجي برجلي لغاية عندك... كل دي كانت خطتك مش كده؟

طائف ببراءة: الغاية تبرر الوسيلة ... فى الحرب كل الطرق مشروعة

آيات بغضب: حضرتك استغليت حسن نيتي اسوء استغلال

طائف بتملل: بلاش شعارات وكلام فارغ اديكي جيتي بيتي و مكلتش منك حتة بل بالعكس ناوي اعزمك على الفطار كمان ... اكيد مأكلتيش حاجة قبل ما تيجي ... ها تحبي تطلبي ايه بقى؟

آيات بدهشة: انت ... انت ازاي كده ؟ فاكر نفسك مين عشان تمشي كل حاجة على مزاجك ؟ ايه مفيش فى الكون غيرك ! ... انا خلاص اكتفيت منك واستقالتي هتكون على مكتبك النهاردة

التفتت لتغادر فوجدت من يمسك بمعصمها بقوة أٌنت بسببها و خرجت منها آهة ألم تجاهلها هو وزاد من شـ.ـدته ليهتف بنبرة ارعـ.ـبتها

طائف: مش طائف العمري اللى يتقاله لأ على حاجة فاهمة ؟ ... دلوقتى هتقعدي زي الشاطرة وهتفطري وبعدها هتقوليلي بالذوق ايه جدولي النهاردة وبعدها هنتحرك سوا للشركة و كل ده هيتعمل و على وشك ابتسامة من الودن للودن ... فاهمة يا قطة

آيات بشراسة: لأ ... محدش بيقولك لأ ... اديني قولتهالك اهو ...لأ ... خلاص شطبنا ... معدش ليك عندي حاجة ... شغل بينا مش هيحصل... يا سيدي واحدة وطهقت خلاص مش طيقاك سيبني فى حالي بقى وشوفلك سكرتيرة غيري ... وخد بالك لو كنت قطة فالقطط بتخربش برضو فأحذر من خربشتى يا باشا

لم يصلها رد من ناحيته لترفع نظراتها نحوه فتجده ينظر لها بإبتسامة واسعة ... يتأملها بهدوء ... تباً ألا يهتم لما قالته ؟ ... ما باله هذا الأبله هل هو معدوم المشاعر و الاحساس ؟

رقت يداه المتشبثة بمعصمها حتى تركها تماماً لتمسك هى به تمسده بتألم فى حين اعتدل هو فى وقفته واضعاً يداه فى جيوب بنطاله ليهمس بهدوء وتلك الابتسامة التى صارت تمقتها ما زالت مرسومة على شفتيه

طائف: أنا بقول اومليت وتوست و مربى فطار مناسب جداً ولا أيه رأيك؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لا تصدق ما سمعته أيأخذ رأيها بالافطار ؟ ... هل جن هذا الرجل ؟

آيات بإبتسامة متهكمة: أنت مريـ.ـض ؟ مـ.ـجـ.ـنو.ن ؟

ليتحرك هو ببطئ ساحباً اياها معه يجلسها بجواره على رأس الطاولة ويشرع فعلاً فى طلب الطعام و الذي سرعان ما رُص على الطاولة امامهم فى حين امتعنت هى عن تناول اي شيء ليهمس اثناء تناوله الطعام بهدوء مميت

طائف: آيات ... كلي يا آيات كلي احسن ليكي يا ماما ... مفيش استقالة ولا غيره... واضح انك ناسية الشرط الجزائي اللى مضيتي عليه فى العقد ... ده غير انى مش هقبل استقالات اصلاً ... مش فاضي انا ادور على واحدة جديدة و افهمها الشغل ... صدقيني مش فى مصلحتك نهائي انك تعصي اى امر ليا و تخديني عدو ليكي ... ف كلي يا آيات على الاقل استفادي من شغلك ده بوجبة افطار معتمدة

نظرت له بإستعطاف لتهمس بإستسلام

آيات: انت عايز مني ايه ؟ ليه بتعمل كده ؟

طائف بشرود: لسة محددتش ... كل الموضوع انى عاجبني وجودك ... داخل دماغي ... يمكن بعد كده اعرف هعمل معاكي ايه ... ثم اكمل بسخرية ...
و منكرش انك مسلية جداً خصوصاً وقت غضبك وتهورك فى الكلام

جزت على اسنانها بغيظ و غضب تقسم بداخلها ان تريه ايام بسواد شعر رأسه لذا فلينتظر مصيره

فى الشركة

مازن: بقى يا مفتري تتصل بيا ستة الصبح عشان تقولى اقفل موبايلك وخلى سهام تقفله هى كمان ... يا عديم الدم و الاحساس ... وبعدين ده طلب ده ... مش فاهم انا انت بتفكر ازاى

طائف بملل: بطل هيصة بقى مكنتش مكالمة دي ... وبعدين انت مالك انا اعمل اللى انا عايزه

مازن بغيظ: يخربيت برودك يا شيخ و بعدين تعالى هنا قولى عملت ايه لآيات ... البت قاعدة برة على اخرها

طائف بغيظ: و انت مالك ومالها يا اخي وبعدين ايه آيات دي انت هتصاحبها ... اسمها آنسة آيات

مازن بضحك: وانت مالك بقى ... كانت اشتكت لك ... اذا كان هى نفسها معترضتش

طائف بغيظ: مااااااازن حل عن دماغي الفترة دي و قولى عملت ايه فى اللي طلبته منك

مازن بجدية: تم يا صاحبي و الرجـ.ـا.لة وضبوهم على الاخر ناقص بس اوامرك عشان ننهي الموضوع

طائف بشر: كويس اوي كده ... خلصوا عليهم وابعتوهم لصاحبهم مع رسالة شكر و تقدير ... و انجز يا مازن خلينا نخلص من غير شوشرة

مازن بجدية: اوامرك يا بوص

آيات بمرح: مش مصدقة انك فعلاً هنا يا أُوس بجد وحـ.ـشـ.ـتني جداً ... ست سنين يا مفتري ولا حد يعرفلك طريق

ضحك آسر الممتثل امامها بحنين ليهتف بحب

آسر: تصدقى بقالى كتير محدش نداني بأُس دي و الله ليكي وحشة يا يويو ... حقك تقولى اللى انتي عايزاه وتزعلي مني كمان بس و الله شغل و شغل مهم اوي مكنش ينفع اسيبه آسف بجد يا يويو

آيات بضحك: خلاص يا سيدي تقبلتو

آسر: " تقبلتو " انتي يا بت لسانك اتعوج كده ليه

آيات: الله براحتي بقى وبعدين دي قدرات اشعرفك انت

آسر بضحك: قدرات ؟ يا اختي اتنيلى ... صمت ينظر حوله بتمعن يتفحص شقتها بإهتمام ... انتي بجد عايشة هنا لوحدك؟

آيات: اه ... ماانت عارف اللى فيها ... بعد موت بابا و ماما مبقاش ليا حد ... و لولا ان الشركة وفرت ليا سكن مكنتش عارفة هعمل ايه

آسر بنـ.ـد.م: انا السبب ... ازاى اغيب عنك كل ده و مسألش ... حقك عليا يا آيات بس اوعدك كل ده هيتغير و من بكرة هتيجي تعيشي معايا

آيات بضحك: اعيش مع مين يا عم انت ... و بصفتك ايه ان شاء الله ... انا واحدة ست و مليش غير سُمعتي

قالت جملتها الاخيرة بدرامية ادخلته بنوبة ضحك شاركته فيها عدة دقائق قبل ان تهتف

آيات بجدية: آسر انا عارفة انك عايز تطمن وتريحني بس دلوقتى احنا مبقيناش صغيرين ... مينفعش اعيش معاك .. و أديك شايف انى مستقرة اهو الحمد لله فى شغلى و فى شقتى يعنى مفيش داعي للقلق ... ده غير انك دلوقتى موجود وساعة ما هتحاجك هطلبك على طول ... و لا ايه؟

تطلع نحوها بتردد قبل ان يومأ بغير رضا

آسر: ماشي يا آيات بس هاخد منك وعد انه لو حصل اي شيء معاكي او اي مشكلة هكون انا اول واحد تفكري فيه ... اتفقنا؟

آيات بمرح: بيس يا مان

آسر بدهشة: " بيس يا مان " انا لله و انا اليه راجعون ... انتي خلاص اتبرمجتي على لغة العصر ... ربنا يهيدكي يا بنتي

آيات بضحك و سخرية: يارب يا جدوووووووو

آيات برسمية: و بعد كده عندك عشاء عمل مع عملا من شركة الناصري ... كده خلصت الجدول اليومي ... حاجة تانية يا فنـ.ـد.م ؟

انهت آيات سرد الجدول اليومي على مسامع طائف اثناء تناوله الطعام و الذي رفضت مشاركته به متحججة بتناولها الافطار بمنزلها صباحاً قبل قدومها اليه

فور انتهائها من حديثها رفعت انظارها نحوه لتجده يطالعها بتفحص ... قبل ان يهتف

طائف: مش شايفة ان الجيب دي ضيقة و قصيرة شوية

رمشت عدة لحظات تحاول استيعاب ما تفوه به ... أيعلق الآن على ملابسها ؟ أحقا يفعل؟ ... بغيض ... هتفت بها بداخلها لكنها اقسمت انها لن تُفرحه بغضبها او تهورها فى الحديث فكما قال من قبل انها تسليته ... فأجابت بجدية

آيات بإبتسامة جاهدت فى رسمها: حضرتك ده لبسي الرسمي اللى بحضر بيه كل يوم

امعن فى نظراته نحوها مرة اخرى و كأنه يتأكد من صحة حديثها ليردف محركاً شوكة طعامه بيده يميناً و يساراً معترضاً

طائف: لالا مش صحيح الجيب النهاردة ضيق فعلاً و الا بقى تبقى زدتي فى الوزن

آيات بتهور: أفنـ.ـد.م ؟ مين دي اللى زادت فى الوزن ان شاء الله انت عارف اصلاً انا وزني كام ثم بأي حق بتتكلم وتعلق على لبسي المفروض يا استاذ ان ده شيء ميخصكش و...

قاطع كلامها نظرته الساخرة وابتسامته المقيتة لتدرك فوراً استدراجه لها بتلك الطريقة ونجاحه فى ذلك لتشتم نفسها بداخلها فتسمعه يهتف

طائف: و اخيراً رجعتي ... حمد الله على السلامة ... كانت غيبة طويلة

آيات بغيظ: أفنـ.ـد.م؟

طائف: لا مفيش ... بس الفترة اللى فاتت كنتي مملة بشكل لا يُطاق ده انا حتى فكرت انى اقبل استقالتك و اعفيكي من الشرط الجزائي كمان

آيات بقهر و بؤس: و طبعاً بإنفجاري دلوقتى ضاعت الفرصة دي مش كده؟

اومأ هو و ابتسامته تزداد اتساعاً قبل ان يتحرك ببطيء ليتناول معطفه مشيراً له ان تتقدمه للذهاب للشركة فى حين اردف هو

طائف: بس ده ميمنعش انى عند رأيي وان الجيب فعلا ضيقة ... متتلبسش تاني فاهمة؟

ثم تقدمها تلك المرة ليتركها تنظر فى اثره بصدمة لتهتف بحقد بعدها

آيات: هتتلبس تاني وتالت ورابع و وريني هتعمل ايه يا

يا أبن العمري
سهام: غريبة ... اول مرة يعني اشوفك لابسة بنطلون فى الشركة

نظرت لها صديقتها بيأس و حقد ... تتذكر ما فعله هذا الاحمق باليوم التالي بعد تحذيره لها بإرتداء هذا الجيب لتعانده وتأتى به مجدداً فيقرر ارسالها مرة اخرى للمنزل لتبديلها الى شيء صالح كما اخبرها

آيات بغيظ: متفكرنيش يا سهام بقى و حلي عن دماغي الساعة دي ... ثم اكملت بتهكم ... اصل الجيب كانت ضيقة و قصيرة

انفجرت سهام بالضحك لتهتف

سهام بمرحة: ضيقةو قصيرة ؟ احلفى كده ... هههههههه لا انتي بقيتي غير طبيعية

آيات بتهكم: و الله فى دي بقى تقدري تسألي البيه اللى جوة

مشيرة لمكتب طائف فتزوي صديقتها حاجبيها بإهتمام قبل ان تعتدل بجلستها لتسأل

سهام: لا ثوانى بقى و ايه دخل المز في كلامنا دلوقتى

آيات بإستنكار: مز ؟ اهو المز ده يا اختي قال ان الجيب ضيقة ولا تصلح لمكان عمل محترم

سهام بتعجب: بتهزري ؟ ... طب ماانتي بقالك شهر ونص تقريباً قدامه و بتلبسي نفس اللبس كل يوم .. ايه الجديد بقى ؟

آيات بغضب: بتسأليني انا ... أسأليه هو بقى

غمزتها سهام لتهتف بهمس

سهام: يكونش بيغير عليك يا عسل انت

تسمرت لحظات تناظر صديقتها بدهشة قبل ان تتحدث بهدوء و دون اية ملامح على وجهها

آيات: سهام حبيبتي ... على شغلك يلا

سهام بمزاح: يا بنتي بتكلم جد يمك...

آيات مقاطعة بصراخ: يلاااااااااا

انتفض جسد سهام من صراخها ذاك لتقفز مغادرة الى عملها ... فيتلو ذلك نداءه من داخل المكتب يطلبها بتعجل

... بخوف: باشا فى اخبـ.ـار جديدة اظن انها تهمك

...: فى ايه يا مؤنس .. وصلت لحاجة تخص رجالتنا ؟

ابتلع مؤنس ريقه بصعوبة ليجيب

مؤنس: لقيناهم يا باشا بس ...

...: بس ايه ؟ اخلص

مؤنس: انتهو يا باشا رجالتنا اتخلص عليهم ... راجعين لينا جثث

انتفض سيده من مكانه بحدة يسقط بيديه على سطح مكتبه بعنف قبل ان يهتف به

...: راجعين ايه ؟ مين اتجرأ و عملها ... مين اتجرأ يرفع ايده عليهم

مؤنس: مش عارف يا بيه بس فيه صندوق لقيناه معاهم و مكتوب انه لساعدتك ... اتفضل

...: صندوق ايه ده وريني

التقط منه صندوق اسود ليس بكبير و ليس بصغير ليفتحه بهدوء فينتفض للخلف فور رؤيته لمحتواه ينظر له بإشمئزاز رهيب جعلت مؤنس يتساءل عن فحواه فيتقدم منه ينظر به فيفاجئ بأصابع بشرية موجودة به والتى عَلِم انها تخص رجالهم المقـ.ـتـ.ـو.لين فلقد وجدو اصابع ايديهم و ارجلهم مبتورة ... لاحظ مظروف اخر بداخل الصندوق ليلتقطه و يقدمه لسيده الذي تناوله منه و مازالت ملامح الصدمة تعتلى صفحة وجهه

لينفحر ضاحكاً بعد قراءته للمكتوب ويحدث مؤنس بسخرية

...: ده .. ده ماضي بأسمه فى اخر الجواب ... بيعرفني انه هو اللى عمل كده ... " مش قد النار متلعبش بيها ... المرة دي كنت رحيم بيهم و صعبوا عليا لكن المرة الجاية غير ...

طائف العمري"

تهالك على مقعده بعد قراءته للرسالة ليهتف بغضب

... بغل و حقد: يا جبروتك يا أخي انت ايييييييه شيطان

بمكتبه وجدته يطالع عدة اوراق بإهتمام ليتحدث بعملية دون رفع مستوى نظره اليها

طائف بجدية: عندنا سفرية بكرة لايطاليا فياريت تستعدي

آيات بجدية: مش هينفع يا افنـ.ـد.م

طالعها بتعجب ليسأل

طائف: هو ايه اللى مش هينفع ؟

آيات: مش هينفع اسافر مع حضرتك

وضع احدي يديه تحت وجنته بتملل

طائف: و ده ليه بقى ان شاء الله ؟ ... ايه ... اهلك مش هيوافقو ؟

طالعته بغضب و تأنيب ليجيبها

طائف: متبصيش ليا كده انتي اللى بتجيبي الكلام لنفسك ... ايه يمنع واحدة عايشة لوحدها و بتكرس كل حياتها للشغل من انها تسافر مع مديريها

آيات: اديك قولتها بنفسك مديرها ... مينفعش اسافر مع حضرتك لوحدنا

طائف بسخرية: ما أنتي بتجيلي البيت و لوحدك

آيات بغضب: احترم نفسك انت عارف ان الناس اللى شغالين عندك بيبقو موجودين

انتفض من مجلسه ليهتف بغضب مماثل

طائف: ايه احترم نفسك دي ! متنسيش انك بتكلمي مديرك ... دي اهانة

آيات بحدة: و الله مديري لما يتعدى حدوده معايا يبقى يستاهل الاهانة

طائف بملل: بس بس ايه مش بتفصلي ابداً ؟

وضعت احدي يديها بخصرها لتناظره بسخرية

آيات: و الله اخر مرة كان الموضوع ده تسلية بالنسبة ليك

ابتسم هو لرؤيتها على تلك الوضعية ليجيب

طائف: لا اطمني الفترة الاخيرة دي كل تصرفاتك كانت مسلية بالنسبة ليا و الحقيقة ده السبب الرئيسي لكونك هتطلعى معايا السفرية دي ... يلا بقى تقدري تروحي دلوقتى عشان تحضري شنطتك انا حجزت على اول رحلة و هتبقى بكرة على تسعة الصبح كده

آيات بإعتراض: بس اا...

طائف بحدة: آياااااااات ... خلصنا خلاص ... اتفضلى روحي بيتك

طالعته بغضب لتتحرك نحو مكتبها ثم الى خارج الشركة تنفيذاً لاوامره المبجلة

بمنزلها نجدها تجلس هي و صديقتها سهام والتى دعتها الى منزلها لتساعدها بحزم الحقائب و تحكي لها ما فى مكنونها اتجاه رئيسها الاحمق

سهام ضاحكة: طب و ربنا انتى فقرية ... حد يطول يسافر مع طائف بيه العمري و يرفض ... يارتني مكانك يا اختى

آيات: ياريتك والله بدل الهم اللى انا فيه ده

سهام: هم ؟ ده انتي عبـ.ـيـ.ـطة ... يابنتي ده مز المزز كلها ده ا...

آيات: بلاش الفاظك السوقية دي و النبي اللى يسمعك مش هيصدق شغلك فى شركة محترمة

سهام بإعتراض: سوقية ايه بس امال لو سمعتى لغة الناس اللى فى الريسبشن هتقولي ايه ... بس قوليلي بقى بذمتك مجتش لحظة كده شوفتيه وسيم و جنتل و قمور

نظرت آيات لها نظرة جانبية قبل ان تحرك حدقتيها بجوانب الغرفة بتـ.ـو.تر و ترفع كتفيها للاعلى فتعود وتخفضها مرة اخرى بلا حيلة

آيات: مممم .. مقدرش انكر انه طبعاً وسيم و جذاب بطريقة مستفزة بتخليني انا اللى مش طيقاه بقعد ابحلق فيه بالساعات ... ماهو مش ذنبي بقى انه ربنا خلقه حلو كده ... ثم اعتدلت لتقابل وجه صديقتها بإهتمام لتهتف مبررة شعورها هذا ... طريقة كلامه و شغله و اكله و لا الابتسامة المستفزة اللى على طول راسمها على وشه ... كل ده بيخليني عايزة اموت و امسك فى زومارة رقبته ... ما هو الصراحة الكائنات اللى زي دي خطر على البشرية ... متبصيش ليا كده اينعم انا مش طيقاه بسبب تحكمـ.ـا.ته و تريقته عليا بس انا برضو بني آدمة وعندي احساس مش زيه معدومة المشاعر

لم تستطع سهام اخفاء ضحكاتها بعد حديث صديقته لتنفجر ضاحكة وتهتف وسط ضحاتها

سهام: ده انتي طلعتي مصيبة ... يابت ده انا كنت قربت اشك فى ميولك و اقلق منك ... هههههههههه بس الحمد لله طلعتي طبيعية زينا

آيات بضحك: انتي بتضحكي ... لا والمصيبة عايزني اسافر معاه ... قال وانا اللى اقوله مش عايزة فيفتكر اني قلقانة على نفسي منه ميعرفش انى قلقانة عليه مني انا

سهام: بس بس ده انتي طلعتي مصيبة بجد

آيات: الله انا مالي بقى مش هو اللى مز

سهام بإستنكار ضاحك: مز ؟ بيئة اوي

لتنفجر ضاحكتان على حالهما ذلك و يكملا بقية الليلة على هذا الوضع من الضحك و المزاح فغداً سيحدث الكثير و الكثير

مازن: بس برضو خد بالك يا طائف انا مش مرتاح

هتف بها مازن بقلق لصديقه على الطرف الاخر من الهاتف فيجيب طائف

طائف: متقلقش يا مازن انا عامل احتياطاتى

مازن بتأفف: مش فاهم انا ليه مصر تاخد آيات معاك طالما فى قلق كده ... من امتى بندخل ناس تانية ضمن شغلنا !

طائف: الله جرالك ايه يا مازن مانت عارف انها السكرتيرة بتاعتي

مازن بغضب: السكرتيرة بتاعتك فى الشركة مش فى شغلنا احنا ... بلاش تخلط الامور ببعض

طائف بإنزعاج: آيات المساعدة بتاعتي كمان مش بس السكرتيرة ... وبعدين مش شغلك الكلام ده

مازن: ماشي يا طائف لما نشوف اخرتها معاك ايه

طائف بشرود: خير ان شاء الله متقلقش انت... يلا سلام عشان هنتحرك بدري بكرة

مازن بإستسلام: سلام

فى صباح اليوم التالي نجدها تجلس بالطائرة بجانبه على وجهها علامـ.ـا.ت التـ.ـو.تر و الفزع ليلاحظ هو شحوبها

طائف: ايه مالك ؟ تعبانة ؟ فيكي حاجة ؟

آيات: عايزة اروح البيت

طائف بدهشة: افنـ.ـد.م ؟ هو انا آخد بنت اختى افسحها ... ايه عايزة اروح دي

آيات بشبه بكاء: خايفة

طائف بتفهم و هدوء: اول مرة تركبي طيارة ؟

اومأت هى بخوف ليهتف بإبتسامة بعد تأملها للحظات

طائف: تصدقي انك فعلاً تخنتي شوية

زوت ما بين حاجبيها بإعتراض لتهتف به

آيات: افنـ.ـد.م ... انت فى ايه ولا فى ايه ... و بعدين ايه تخنت دي ... انا بقالى اسبوعين ماشية على نظام رجيم

طائف بإستمتاع: يعنى صدقتيني قبل كده لما قلت انك تخنتي

آسات بتـ.ـو.تر: لا طبعاً انا كنت عايزة اقلل من وزنى ... اللى مزادش اصلاً

طائف: ايوة ايوة اكيد

آيات: ايه بتاخدنى على قد عقلي يعنى

طائف: انا ؟ لا سمح الله ... انا اقدر برضو !

آيات بتأفف: انا اصلاً اللى غلطانة انى برد عليك

طائف بضحك: و الله لو مكنتيش رديتي كنتي هتفضلي قلقانة من الطيارة

آيات بذهول و قلق: اه صح ... الطيارة

طائف: اهدي اهدي احنا فى الجو اصلاً

آيات بصراخ لفت انتباه الركاب: نعم ؟

طائف: اهدي يخربيتك هتفضحينا ... ده ذنبي يعنى انى حبيت اشغلك لغاية ما الطيارة تطلع الجو

طالعته بدهشة قبل ان تذفر براحة لتفهمها ان تعليقه ذاك على وزنها لم يكن سوى لصرف انتباهها عن خوفها و قلقها لتصبح شاكرة له بداخلها لكن لن تعترف له بإمتنانها هذا ابداً ... ابداً

وصلا بعد ذلك الى مطار روما ليتحرك كلاً منهم بعد ذلك الى احدى الفنادق

فى الاستقبال وجدته يتحدث بالايطالية بطـ.ـلا.قة مع موظف الاستقبال لتنظر له بفخر قبل ان يلتفت لها يخبرها بما جعلها على وشك فقدان اعصابها من الغضب

آيات بدون فهم: أفنـ.ـد.م ؟ مش فاهمة

طائف بإنزعاج: هو ايه اللى مش فهماه بقولك انه مفيش اوض فاضية غير جناح واحد بس

آيات: ازاى الكلام ده انا بنفسي حاجزة جناح حضرتك و اوضة للمرافق

طائف: اضطرو ياخدو اوضة المرافق و خصوصاً اننا وضلنا متأخر ساعة فكانو على وشك يلغو الحجز اصلاً

آيات بتـ.ـو.تر: خلاص نحجز فى فندق تانى

طائف: مينفعش لان العملا اللى هنقابلهم هيكونو هنا على بليل

آيات: ايوة يعنى مش فاهمة ... ايه الحل ؟

تنهد طائف استعداداً لما سينطق به

طائف: نقعد انا و انتي فى الجناح

آيات بغباء: ده اللى هو ازاى ؟

طائف: آيات مش ناقصة غباء ... و قبل ما تبدأي فى الاعتراضات بتاعتك فالجناح هنا كبير فى اكثر من اوضة يعنى نقدر نضبط حالنا

آيات: بس يا اف...

طائف: من غير بس ... ده شغل مش لعب ... صدقيني مش هزعجك و هتحسي كأنك فى اوضة لوحدك

وافقت آيات مرغمة على هذا الوضع ليتجها معاً الى الجناح المنشود فتجده فعلاً متعدد الغرف كما اخبرها ... و الان بعد ان كانت اقصى امانيها الحصول على حمام دافئ فبوجوده ووجود حمام واحد بالجناح لن تستطع فعلها ... لينقذها هو من افكارها تلك قائلاً

طائف: فى شوية مشاوير لازم اعملها الاول قبل مقابلة العملا فأنا هتحرك دلوقتى وارجع على بليل ... خدي راحتك فى الجناح و اعملى اللى انتى عيزاه ... اه صح وانا تحت هطلبلك اكل يوصلك الاوضة

اومأت له شاكرة قبل ان يتحرك هو مغادراً

قررت فور مغادرته استغلال الوقت لاخذ حمام منعش لذا اتجهت من فورها نحو حقيبتها تخرج ما ستحتاجه من ملابس و ما الى ذلك حتى سمعت صوت طرق على الباب ابتسمت بتعجب ... هل وصل الطعام بتلك السرعة... تركت ما بيدها من ملابس و اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

...: جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

...: حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً ... فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف
ببراءة

...: الموضوع مش هياخد وقت كبير ... غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين
ترقد على الفراش بهدوء و بملامح شاحبة اشفق عليها هو الجالس بجوارها يعتريه النـ.ـد.م و الذنب لتركها وحيدة تعاني و تعيش مثل تلك المأساة ... هو من اقحمها في ذلك متجاهلاً تحذيرات صديقه لتقع ضحية بريئة اخرى بعالمهم المخيف ذاك

شعر بتململها بالفراش ليمنحها اهتمامه و كل حواسه اتجهت نحوها فيراها تجاهد لفتح عيناها و استطلاع ما حولها ... مرت ثواني قليلة على هذا الوضع قبل ان تلاحظ بزوغ النهار مما يدل على يوم جديد ... ثم ما لبثت وتذكرت كل تلك الاحداث المخيفة مساء أمس فتنهض بفزع تنظر حولها بذهول ثم تبكي بقوة و اضطراب فور رؤيتها لوجهه فتدرك كونها ما زالت على قيد الحياة

راقب هو تصرفاتها بإمعان وتركها فترة تحاول مواجهة تذكرها للاحداث السابقة لكن و مع شروعها بالبكاء لم يستطع الاحتمال فتقدم نحوها يجلس بجانبها ويحيط كتفاها بيديه محاولاً تهدئتها

طائف: اهدي اهدي ... انتي بأمان ... كل ده عدى خلاص مفيش خطر ... خلاص بقى يا آيات انا معاكي اهو

حاولت الحديث للتعبير عن ما عاشته تلك اللحظات القليلة من خوف و رعـ.ـب لكن كلما همت بالحديث رُبط لسانها و زادت دمـ.ـو.عها بالمقابل

رأي حالتها تزداد سوء ... جسدها زاد ارتعاشه ... علا صوت بكائها و اصبح اقرب لكونه عويل و صراخ ... فلم يجد مفر من احتوائها بأحضانه يُمسد شعرها بهدوء و حنان ليهمس لها

طائف: خلاص والله كل حاجة بقت تمام و مش هسيبك لوحدك تاني رجلك على رجلي فى كل مكان بس اهدي شوية بقى ... محدش هيجي جنبك طول ما انا موجود ... على جثتي لو حد اذاكي

لتجيب هى بصعوبة وسط شهقاتها

آيات: ده ... ده ق... ده قـ.ـتـ.ـله ... قـ.ـتـ.ـله قصاد عيني ... دم ... كان كله دم

زاد من احتضانها يغمض عيناه بغضب لرؤيتها مثل هذا المشهد

طائف: انسي ... انسي يا آيات ... امحى كل ده من ذاكرتك ... صعب انا عارف بس حاولي تنسي عشان ترتاحي

بقيا فترة على هذا الوضع لتهدأ هى من نوبة بكائها تلك فتستيقظ على حقيقة وجودها بين ذراعيه ... تململت بحرج لتبعده بهدوء و قد امتثل هو لرغبتها فلا داعي لاثارة غضبها الآن ... مرت فترة من الصمت ليقطعها هو بنبرة هادئة

طائف بإبتسامة: تحبي اطلبلك اكل ولا عايزة ايه ؟ ... أؤمري اوامرك كلها مُطاعة النهاردة

نظرت نحوه للحظات قبل ان تردف

آيات: مش عايزة غير حاجة واحدة ... عايزة افهم ايه اللي حصل ... و ليه حصل كده معايا ؟

نهض من مرقده ليتحرك بعيداً قليلاً عن الفراش فيجلس بهدوء و استرخاء على احدى الارائك الموجودة بالغرفة ... و يردف

طائف: مفيش داعي للكلام فى الموضوع ده عشان تقدري تنسي اللى حصل و تتجاوزيه

آيات بحدة خفيفة: و مين قال انى عايزة انساه ... انا عايزة افهم مين ده وكان عايز ايه ... اظن ده من حقي

طائف ببرود: و بعد ما ت عـ.ـر.في ؟

آيات: مش فاهمة ؟

طائف مفسراً: اقصد بعد ما ت عـ.ـر.في يا آيات ... ناوية على ايه ؟

آيات بهجوم: اكيد مش هفضل ثانية واحدة فى الشغل ده ... اللى حصل ده اكد لي انك متورط فى بلاوي ... و انا معنديش اي استعداد انى اتورط معاك ... ده جالي بالاسم ... كان عارفك و عارف اني السكرتيرة بتاعتك

نهض من مكانه متجهاً لخارج الغرفة

طائف: يبقى مفيش داعي انى افسرلك اى شيء بما انك استنتجتي و قررتي خطوتك الجاية كمان

تحركت بحدة لتغادر الفراش ... تهتف له بخوف

آيات: تعالى هنا انت رايح فين ؟ انت قولت مش هتسيبني لوحدي تانى و تخرج

ابتسامة صغيرة رُسمت على وجهه لم تراها هى حيث ان ظهره هو ما كان يواجهها ... سرعان ما مُحيت تلك الابتسامة فور التفاته لها ليهتف بجمود مصطنع

طائف: متقلقيش اوي كده مش رايح فى حتة انا معاكي فى نفس الجناح لو تفتكري

ثم تركها بالفعل متجهاً للخارج لتعاود هى الرقود بفراشها حيث ان التعب ما زال يحتل جسدها

مازن بعنف: ما انا قولتلك ... بس انت بتستهبل و آخدها معاك فى وكر الدبابير

هتف بها مازن على الجهة الاخرى من الهاتف ليأتيه صوت صديقه المُنهك

طائف: و النبي يا مازن ما ناقص الكلمتين بتوعك دول ... خلى لسانك جوة بوقك و سمعني سكاتك

مازن بغيظ: و لما انت عايز تسمع سكاتي بتتصل تحكيلي ليه !

طائف بعصبية: بطل بقى استفزاز انا مش ناقص

مازن ببرود: من بعض ما عندكم

طائف بغضب: تصدق انا اللى غلطان انى حكتلك ... غور يلا من هنا

مازن بهدوء حاول استحضاره: طب خلاص خلاص اهدى شوية ... متزعلش مني يا صاحبي بس دي ارواح ناس ... عارف انك معندكش دم و احم يعني معدوم الانسانية بس دي روح بريئة و الصراحة بقى آيات دي انا بعزها جداً

استشاط طائف من حديث صديقه ليهتف به فى ضيق و حدة

طائف: ما تحترم نفسك بقى ايه بعزها جداً دي

انفجر مازن ضاحكاً ليهتف بمرح

مازن: يعني اللى ضايقك كلمة اني بعزها و مش انى قولت عليك معدوم الدم و الانسانية

طائف بسخرية: و انت قولت حاجة غلط يعني

مازن: نهايته ... محكتليش يعني ايه اللى حصل معاها بالظبط

تنهد بضيق قبل ان يجيب

طائف: مش عارف ... انا كنت برة بظبط امور الشغل بتاع مصر و لقيت الفندق بيكلمني انه اغمى عليها و فى حد ضـ.ـر.ب نار على موظف الرووم سيرڤس ( room service )

مازن بتنهد: طب هى عاملة ايه دلوقتى ... فاقت ؟

طائف: اه بس مفتحتش معاها الموضوع عشان حالتها متسمحش دلوقتى ... على العموم ... عايزك تعرفلي ايه اللى حصل و اللى جه ده تبع مين ؟ و انا برضو من هنا هشوف هقدر اوصل لحاجة ولا لا

مازن: تمام يا بوص اعتبره تم ...ثم اكمل بمرح ... و ابقى سلملي على يويو

طائف بغيظ: غور يا مازن احسن لك غوووور

ثم اغلق الهاتف بوجه صديقه حانقاً عليه بسبب مرحه المتواصل فى احلك الاوقات

آسر بإبتسامة: ازيك يا هانم يارب تكوني بخير

رقيات مرحبة: تسلم يا ابني انا الحمد لله تمام كويسة اوي ... وانت اخبـ.ـارك ايه؟ اتفضل اتفضل اقعد

امتثل هو لعرضها و ترحيبها بسعة صدر

آسر: الحمد لله انا تمام ... اسف لإزعاجك بس بقالي يومين بحاول اوصل لآيات تليفونها مقفول و لما روحت لبيتها ملقيتش حد

رقيات: آيات ؟ آيات مسافرة يا ابني ... هي مقالتلش ليك ولا ايه !

آسر بتعجب: مسافرة ؟ لا الحقيقة مقالتليش ولا جابت سيرة ... غريبة دي

رقيات بإبتسامة مبررة: معلش متأخذهاش ... هى سافرت سفرية تبع الشغل و المدير بتاعها مطلع عينها كل يوم بحالة .. و جبلها حكاية السفر دي فجأة ... دي يا حبة عيني ملحقتش تجهز نفسها حتي

آسر بغضب: و يبقى مين بقى الاستاذ ده و يطلع عينها بتاع ايه ... انا عارف آيات طول عمرها بتعمل اللى عليها و زيادة ... يبقى يطلع عينها ليه بقى ... اسمه ايه مديرها ده ؟

رقيات بتذكر: و الله يا بني ما فاكرة ... اه تقريباً اسمه هادي ... هى دايماً كانت تقولي مستر هادي عمل كذا ... مستر هادي سوا كذا ... الله يسامحه بقى

آسر بوعيد: مممم هادي ... ثم هم من مقعده مودعاً اياها ... طب عن اذنك بقى يا هانم مضطر امشي ... و آسف مرة تانية لإزعاجك

رقيات بحنان: ازعاج ايه بس ده يكفى انك معرفة الغالية ... نورت يا ابني

خرج من السوبر ماركت يجري اتصالاً ما اصدر فيه عدة اوامر اهمها كان

آسر: و اعرفلى الشركة اللى شغالة فيها آيات رأفت حلمي ... و رئيسها بيكون واحد اسمه هادي ... عايز كل اللى يختص بيه ... اصله و فصله .. فى اقرب وقت فااااهم

ثم اغلق هاتفه متوعداً لهذا الذي يعذب طفلته ... اياً كانت اسبابه

آيات بتذمر: انا جعااانة

سمع صوت متذمر من خلفه اثناء مشاهدته للتلفاز بعد انتهائه من بعد الاعمال الكتابية ليلتف برأسه فيراها كطفلة مشعثة الشعر تقف على عتبة الغرفة على وجهها حنق طفولي و كأنه قد إلتهم طعامها و لم يُبقي على شئ تتناوله ... ضحك بداخله من هيئتها تلك قبل ان يشير لها بأصبعه ان تتقدم نحوه تأففت ثم امتثلت لأمره بغيظ ... وصلت لمكان جلسته تعقد يديها امام صدرها و تناظره بغضب

طائف بمرح: بمنظرك دلوقتى ده ضيعتي هيبتك و الرسمية اللى كنتي رسماها قدامي طول الشهر و نص اللى عدو على شغلنا سوا ... و يمكن كمان مش الفترة دي بس لا و طول فترة حياتك المهنية كلها

نظرت له بغيظ لتتجاوزه فتجلس على احدى المقاعد الموجودة بالغرفة و تجيب

آيات ببرود: و الله حياتي المهنية كلها فى كفة و اللي حصل فى السفرية دي فى كفة لوحدها

فور اتيانها بذكر ما حدث تحولت ملامحه للجدية ليهتف

طائف: اطلبلك اكل ؟

آيات بسخرية: عرفتها لوحدك دي ... ولا انت دايماً كده بتفهمها وهي طايرة ؟

طائف متعجباً: حقيقي محسساني انى بعذبك معايا ... لا ونظرتك دي كأني باكل اكلك

آيات بمسرحية: انت ؟ لا سمح الله ... حد يقدر يقول كده برضو

طائف بدهشة: انا اول مرة اشوف واحدة بتعامل مديرها كده ... مش شايفة انك اخدة راحتك على الآخر ؟

آيات: و الله لما يكون اول مرة ينزل فى السوق مديرين زي ساعدتك يبقى توقع اي نوع من السكرتارية ... اكيد مش هينفع مع اللي زيك سكرتيرة طبيعية و الا هيكون مصيرها حاجة من الاتنين ... مستشفى الامراض العقلية او المقابر

اتسعت حدقتاه بدهشة لما تقوله فيردف بحيرة

طائف: انتي مش خايفة من اي اجراء اخده ضدك ؟

تحركت من مكانها متجهة نحو غرفتها لتعدل من هيئتها المزرية قليلاً واثناء سيرها توقفت لحظات لتجيبه وهي تحرك كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة

آيات: مش عاجبك .. ارفدني

ثم اتجهت للغرفة تغلق الباب خلفها تاركة اياه ينظر بأثرها ثم ما لبث ان انفجر ضاحكاً على جملتها الاخيرة تلك .. عند تذكره لاحدى الجمل فى فيلم عربي لاحمد حلمي ... " مش عاجبك طلقني " ... ليزيد من علو ضحاته فيهتف وسطها بصعوبة

طائف بضحك: انا مشغل واحدة مختلة معايا ... مستحيل تكون طبيعية ... ده انا اللى نهايتي هتكون المصحة مش انتي

ثم هم بعدها بطلب الطعام لها و أكد على سرعة التوصيل

بعد عدة دقائق ليست بالقليلة خرجت من الغرفة لتجده ما زال على وضعه لكن بإختلاف وجود حاسبه النقال امامه على طاولة ما قد حركها من مكانها لتكون محاذية له بجلسته ويبدو من عقدة جبينه انه يقوم بمراجعة شيء ما بغاية الاهمية ... ظنت انه لم ينتبه لخروجها لتجده فجأة يُحدّثها و مازالت عيناه ترتكز على الحاسوب

طائف: الاكل وصل هتلاقيه وراكي

التفتت لتجد عربة الطعام قد وصلت بالفعل حركتها لتضعها هى الاخرى موازية لاحدي المقاعد فتكون جلستها بجواره

آيات بهدوء: حضرتك مش هتآكل ؟

نظر لها بدهشة ليلتوي فمه بسخرية قبل ان يجيب

طائف: حضرتك ؟ انتي بعد اللي حصل من شوية ده خليتي فيها حضرتك ... ده انا حسيت اني انا اللي شغال عندك مش العكس

اجلت حلقها قبل ان تهتف

آيات: احم احم ما حضرتك اللى بدأت

طائف: اللي بدأت ؟ ... كلي يا آيات كلي الله يهديكي

آيات: يعني مش هتآكل معايا؟

طائف: لا انا سبقتك

مضت دقيقتين او أكثر بقليل لتهتف فجأة بذهول

آيات: الاجتماع ؟ الاجتماع كان امبـ.ـارح بليل

طائف بهدوء: لغيته ... بعد اللي حصل امبـ.ـارح كان لازم يتلغي

مضت عدة لحظات و مازال نظره معلق بحاسوبه و عنـ.ـد.ما لم يشعر بأي حركة بجانبه نظر لها بقلق ليجدها تبكي بصمت وقد اغرقت الدمـ.ـو.ع وجهها

طائف بقلق: حصل ايه ؟ موجوعة ؟ فيكي حاجة ؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لتزيده حيرة ... بقى لحظات يحاول استيضاح ما يدفعها للبكاء حتى ادرك انه اتى على ذكر ما حدث بالامس ليردف

طائف: اللى حصل امبـ.ـارح ؟

اومأت له بنعم ليكمل

طائف: لو حكيتي هترتاحي ؟

نظراتها اوحت له انها لاتعلم ليجيب هو بدلاً عنها

طائف بحنو: خلاص احكي يمكن ترتاحي ... و متنسيش اني معاكي و مش هسمح لأي حد انه يأذيكي ... تمام؟

اومأت بهدوء قبل ان تبدأ بسرد ما حدث

فلاش باك

اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

...: جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

...: حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً ... فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف ببراءة

...: الموضوع مش هياخد وقت كبير ... غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

مضت ثواني قليلة اثناء انتظارها ذاك لتسمعه يشتم ببذاءة فتحت عيناها فوجدته يتجه بأنظاره خارج الغرفة حركت عينيها الخائفة هى الاخرى اتجاه ما ينظر اليه لتجده عامل الفندق الآتي بالطعام و الذي سبق طائف و أن اخبرها انه سيطلبه لها فى طريقه للخارج ... وجدت آيات هذا العامل هو حبل النجاة لها لكن سرعان ما خاب املها عنـ.ـد.ما وجدت هذا الراجـ.ـل المجهول يوجه سلاحه نحو هذا العامل المسكين ليردعه قتيلاً غارقاً بدمائه امام عيناها فتصرخ هي فى فزع صرخة ادرك هذا القـ.ـا.تل انها ستثير جميع من حولهم و قبل ان يقوم بإسكاتها بطلقة اخرى من سلاحه حتى عمت ضوضاء و صراخ ليسرع هو بالفرار تاركاً اياها تسقط ارضاً وقد احاطها الظلام من كل جانب

نهاية الفلاش باك
انتهت من سرد تلك اللحظات المرعـ.ـبة تصاحبها شهقاتها العالية و بكاء مرير لم تفلح معه اياً من محاولته لتهدئتها سوى بعد فترة ليست بالقصيرة ليعم الصمت ارجاء الغرفة قبل ان تقفز من مكانها تناظره بدهشة لتهتف

آيات: انا ... انا ازاي قاعدة بحكيلك اللى حصل و نسيت ان كل ده كان بسببك ... ده سألني اذا كان الجناح ده ليك و اني السكرتيرة بتاعتك ... كل ده كان بسببك انت ... بص انا مش عايزة اعرف هو كان عايز ايه ... ده ميخصنيش .. بس انا مش هقدر اعيش فى الرعـ.ـب ده تاني و عشان كده انا بستقيل ... و وعد مني مش هتشوف وشي تاني ولا هطالب بأي تفسير بس سيبني اروح لحالي و خلينا نشوف حل مناسب للشرط الجزائي ده ... لو ينفع يعني ادفعه على دُفعات.


انهت حديثها لتراه يجلس بأريحية ينظر لها في هدوء و كأنها لم تكن تصرخ بوجهه منذ لحظات ... همت بالحديث مجدداً قبل ان تجده يصفق لها بكلتا يداه ... على وجهه ابتسامة صفراء ليردف

طائف: براڤو ... لا حقيقي براڤو ... حضرتك عايزة تسيبي الشركة و كمان فكرتي في حل للشرط الجزائي ... كل ده جميل و ممكن كمان اوافق عليه حتى من غير ما اطالبك بأي فلوس ... بس لازم يكون في سبب مقنع لكل ده

آيات بحيرة: مش فاهمة ... يعني ايه الكلام ده

طائف: يعنى ايه السبب اللي عشانه عايزة تسيبي شغلك يا آنسة

جحظت عيناها .. لا تصدق انه يسألها عن السبب

آيات: سبب ؟ عايز سبب ؟ مش مكفيك اللي حصلي و الراجـ.ـل اللي مـ.ـا.ت ... ثم تحولت نبرتها الى تهديد ... بص ما هو يا إما توافق على استقالتي يا إما هطلع على السفارة المصرية و اقولهم ببساطة ان فى حد خبط على باب اوضتى و كان عايز يقـ.ـتـ.ـلني و بدل ما يقـ.ـتـ.ـلني انا قـ.ـتـ.ـل العامل بتاع الرووم سيرفس ... و طبعاً مش هنسى اسمك وسط الكلام الحلو ده

علت ضحكاته الصاخبة و انتشر صوتها بأرجاء الجناح كله ليزيدها هذا دهشة فوق دهشتها فتجده يجيبها بثقة لا تعلم مصدرها

طائف: السفاااارة مرة واحدة ... لا بجد انا بهنيكي على ذكائك ... بس لما تروحلهم بقى هتقوليلهم ايه ... هاااا ؟ اذا كان اصلاً مفيش حد مـ.ـا.ت ولا حد شاف حاجة من اللي انتي قولتي عليها دي

آيات بصدمة: يعني ايه ؟

طائف بثقة: زي ما بقولك كده ... مفيش حد اتقـ.ـتـ.ـل ولا في حد هددك حتى

آيات: بس ... بس ده مش صحيح ... انت عارف ان فى حد مـ.ـا.ت ما هو انا مش مـ.ـجـ.ـنو.نة انا شفت ده كله بعيني ... و الفندق ... ادارة الفندق عندها علم باللي بقوله و هي هتصدق على كلامي

طائف بسخرية: good luck

لحظات حتى ادركت انه تم محي احداث ما حدث فلا شرطة اتت او بُلغ حتى على الحادث ... شلتها الصدمة حتى اصبحت قدماها لا تقوى على حملها فخرت جالسة ارضاً تنظر له فى ضعف و حيرة

آيات بإستسلام: انت مين ؟

انحنى هو نحوها ليصبح رأسه قريباً من خاصتها ليردف بثقة

طائف بهدوء و همس: طائف العِمري رئيس مجلس ادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير ... خلي ده فى بالك و بس مش اكتر ... و انتي ... انتي آيات رأفت ... سكرتيرة رئيس مجلس الادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير

حركت رأسها يميناً و يساراً اعتراضاً على حديثه

آيات بضعف: لا ... مستحيل تكون كده و بس ... حـ.ـر.ام عليك انا مش هقدر اعيش فى رعـ.ـب حتى من الشخص اللى شغالة معاه

امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك ... يقف كلاً منهما فى مواجهة الاخر ... هى تنظر ارضاً بإستسلام ليضع احدى كفيه اسفل ذقنها يرفعه لاعلى فتقابله عينيها الضائعة فى حين كفه الاخرى ما زلت تمسك احدى كتفاها ليهتف بها فى هدوء

طائف بثبات: انتي تبعي انا ... تخصيني ... وانا مستحيل أأذي اللى يخصني ... ولا اسمح لحد انه يأذيه ... بس ... بس اوعي للحظة تفكري تبقى من اعدائي ساعتها بقى حقك تخافي على نفسك لاني وقتها مش هرحمك ... فاهمة ؟

ثم ابتعد عنها ليتحرك نحو الحمام واثناء ذلك هتف بها

طائف: ساعة بالكتير و تكوني جاهزة عشان الاجتماع اللى اتلغى امبـ.ـارح ... انا هسبقك و اخد شاور سريع بعدها تحصليني انتي

لم ينتظر لسماع موافقتها على حديثه ليدلف للحمام سريعاً فى حين تسمرت هى بمكانها تحاول تقبل وضعها ذاك و الاكتفاء بكونه رئيسها بالشركة فقط

مر الاجتماع على خير ليفاجئها بعودتهم السريعة على اول رحلة متجهة الى مصر ... لم تسطع شمس يوم جديد الا و كانا على ارض الوطن ... و لكرمه الشـ.ـديد سمح لها بأخذ يوم عودتهم كعطلة تستريح فيها من عناء السفر بل انه امر سائقه و الذي كان بإنتظاره على بوابة المطار بإيصالها اولاً الى منزلها تلى ذلك توديعه لها عند وصولهم متجهاً هو الاخر الى قصره

فور دلوفها لداخل المنزل رن هاتفها لتتأفف بتعب و تجيب

آيات: الو

آسر بتأنيب: حمد لله على السلامة يا ست آيات

آيات بتعجب: آسر ؟

آسر: ايه مش مسجلة نمرتي عندك كمان

تحركت نحو اريكتها المفضلة لتسترخي عليها قبل ان تجيب مدافعة

آيات: لا والله يا آسر بس لسة واصلة و هلكانة حتى مبصتش للرقم ... قولي بقى ايه اخبـ.ـارك ؟

آسر بعصبية: زفت ... اخبـ.ـاري زفت يا آيات ... ينفع برضو تسافري من غير ما تسيبيلي خبر و اعرف بالصدفة

آيات بحدة: ماانت كنت مختفي لست سنين ... كنت عرفت حد حاجة عنك يعني

آسر: قولت انى اتنيلت و غلطت مش هتعلقي ليا حبل المشنقة يعني و بعدين انا قولت اني كنت فى شغل مش بلعب يعني

آيات: و لا انا كنت بلعب برضو

حل الصمت بينهما للحظات قبل ان ينفجر كلاً منهما ضاحكاً

آيات بحنين: و الله زمان مش كده

آسر: اه و الله اخر مرة كانت من سنين

آيات بتأنيب: ست سنين .. مش كده برضو

آسر بضحك: قلبك اسود انتي ... اه يا ستي ست سنين متعاركناش و الكلمة بكلمتها بالشكل ده ... المهم متتوهنيش عن الموضوع اللى عايزك فيه

آيات بإنتباه: خير .. بس انجز عشان تعبانة

آسر: لا مينفعش على التليفون كده لازم اشوفك حالاً

آيات بتذمر: بقولك تعبانة

آسر: يبقى اجيلك

آيات: ممم ماشي هستناك بس بسرعة عشان هموت و انام

آسر: مسافة السكة ... يلا سلام

آيات: سلام

مازن بضحك: حمد الله على السلامة يا كبير

نطق بها مازن القابع بقصر العمري لصديقه فور دلوفه الى الداخل

طائف: يخربيت فقرك ... انت دايما بتنط لي فى كل حتة كده ... بقولك ايه قول اللى عايزه بسرعة عشان انا على اخري

مازن: مالك بس ... المزة زعلتك ولا ايه ؟


طائف بحدة: مازن لآخر مرة هقولهالك احترم نفسك و بلاش اسلوبك اللى زي الزفت ده ... و ملكش دعوة بآيات

مازن: اوبااا ... ومين قال بقى انى اقصد آيات ... الا بقى لو لا سمح الله انت شايفها مزة

طائف: انت شكلك فاضي و جاي تتسلى عليا ... بقولك ايه غور من وشي احسنلك

مازن: خلاص خلاص شكلك قفشت جـ.ـا.مد ... انا جايلك فى المهم اهو ... مش كنت سألتني عن اللى ورا اللى حصل فى روما

طائف بتلهف: وصلت لحاجة ؟

مازن: عيب عليك ... طبعاً وصلت لحاجات ... بص يا كبير واضح كده ان الباشا معجبتهوش الهدية بتاعة اخر مرة و لسة عايز يتظبط

طائف: تقصد انه يكون ا...

مازن: بالظبط كده آسر الرفاعي

آيات: أؤمر ... اي خدمة ؟

آسر: بقى دي طريقة ترحبي بيها بضيفك ... وسعي كده خليني ادخل

هتف بها آسر بمرح عقب وصوله لمنزلها مزيحاً اياها جانباً ليخطو الي داخل المنزل

ضحكت بخفوت قبل ان تغلق الباب و تتبعه الى حيث ذهب

آيات: انجز و حياة ابوك احسن انا على اخري خالص ... هموت و اخد السرير بالأحضان

آسر: انا اللى استاهل عشان خايف عليكي ... تصدقى مبيطمرش فيكي

آيات بحماس: يبقى الموضوع فى مصلحة ... قوووول بقى

آسر بجدية: لا انتي اللى هتقوليلي ...مين هادي ده ؟

آيات بحيرة: هادي ؟ هادي مين ؟

آسر بتهكم: مديرك فى الشغل

آيات: مديري ؟ بس انا مديري مسمهوش هادي ... اااااه لا يا سيدى هادي ده كان مدير مؤقت لغاية ما صاحب الشركة رجع

آسر: و مين بقى رئيس الشركة ده

آيات بقلق: بتسأل ليه ؟

آسر: انجزي يا آيات ... قولى مين صاحب الشركة ؟

آيات بتـ.ـو.تر: اسمه ... اسمه ط...

قاطعها رنين الهاتف لتلتقطه سريعاً فتجد رقم رقيات

آيات: ايوة يا روقة وحشانى والله ... أمال مين ... ثم اكملت بقلق ... ماشي يا رامي خليك عندك ثواني و هجيلك ... اهدي بس وانا هتصرف ...سلام دلوقتى

آسر: مالك حصل ايه ؟ ومين رامي ده ؟

آيات: رقيات تعبت فجأة و رامي ده بالصدفة كان جنب المحل وهو معاها دلوقتى ... آسر والنبي خلينا نتحرك بسرعة و نروحلها

تحركت نحو باب المنزل يتبعها آسر

آسر: ماشي ماشي البسي بس حاجة عليكي و انا معايا عربيتي برة ناخدها و نروح اي مستشفى

مازن: ساكت يعني ؟

طائف: لو الموضوع ده فيه آسر يبقى الخطر لسة موجود و الحكاية لسة مخلصتش

مازن: الصراحة عندك حق ... طائف هو ايه كان رد فعل آيات بعد اللى حصل ؟

طائف: مفيش تعبت و انهارت شوية و بعدين زعقت وقعدت تخترف بكلام عن الاستقالة و كده

مازن: طب ما هو الحل موجود اهو ... خليها تسيب الشغل و تستقيل

طائف بحدة: شغل ايه اللي تسييه يا مازن انتى بتستهبل انت كمان

مازن: بلاش مكابرة يا طائف انا و انت عارفين انها مكنتش المقصودة و انها اتعرضت لكل ده بسبب كونها السكرتيرة بتاعتك

طائف بعند: انسى موضوع الاستقالة دي او انها تبعد عني

مازن بتعجب: تبعد عنك ؟ ده الموضوع بقى مش موضوع شغل و بس

لم يأتيه رد من صديقه

مازن بتحذير: طائف يا صاحبي انت عارف لو آيات بقت تخصك ده هيعرضها لخطر اكبر

طائف بتنهيدة: عارف

مازن: هو ايه اللى عارف ؟... طائف بلاش جنان بقى ... آيات مش قدك و لا حمل العالم بتاعنا

طائف: مازن امشي يلا على بيتك انا تعبان

مازن: مش همشي يا طائف مش همشي الا لما تتصل بآيات و تبلغها متجيش بكرة الشغل و انك استغنيت عن خدامتها خلاص

طائف: فى شرط جزائي لسة المفرو...

مازن: طااااااائف بلاش حجج فارغة يلا اخلص

الطبيب: اطمنو يا جماعة كل الموضوع ان الضغط وطي فجأة و ده سببلها هبوط ... هى هتفضل معانا النهاردة لغاية ما نظبط الضغط و تقدر تروح معاكم ان شاء الله اخر النهار

آسر و آيات: ان شاء الله

ثم غادرهم الطبيب ليبقى كلاً منهما امام الغرفة التي ترقد بها رقيات

آسر: روحي انتي بقى عشان ترتاحى من السفر شوية وانا هفضل معاها لغاية ما تصحى ولو حصل جديد هبلغك

آيات بإعتراض: اروح فين ... لا طبعاً مستحيل اسيبها لوحدها ... هى ان شاء الله تفوق و نروح سوا ... ممكن انت تروح شغلك انا عارفة انك متعطل النهاردة

آسر: بس مش هينفع اسيبك هنا لوحدك

رن هاتفه و كانت المرة الثالثة التى تهاتفه فيها سكرتيرته تخبره بضرورة حضوره بالشركة

آيات: شوفت ... يلا امشي من هنا بقى على شغلك يا استاذ ... يلا يلا .. هنرش مية

آسر بضحك: لا لا انتي المفروض تشوفى حل لنفسك ... بقيتي بيئة اوي بصراحة

آيات بغنج: ملكش دعوة ... انا بيئة و انا واثقة فى نفسي

آسر مودعاً: طيب يااختي يلا سلااام و ابقي كلميني لو احتجتي حاجة

آيات: ماااشي سلاااام

ودعته ثم اتجهت للداخل لتجلس بجانب رقيات النائمة بهدوء مر بعض الوقت لتجد هاتفها و الذي حمداً لله لم تنسى اخذه معها قبل الخروج من المنزل يرن برقم طائف ... تـ.ـو.ترت للحظات قبل لن تعقد العزم على الرد ... جاءها صوته جـ.ـا.مد

طائف: الو ... اتمنى مكنش صحيتك من النوم

آيات: احم لا انا صاحية ... خير ؟

طائف: حيث كده بقى فأنا قدام البيت ممكن نتكلم دقايق بسيطة

أنتفضت من مقعدها لتقف هاتفة

آيات: بيت ؟ بيت مين ؟

طائف: بيتك .. هيكون بيت مين يعنى ؟

آيات بتوار: اه بس انا اصلاً مش فى البيت

سمعت تأففه على الجهة الاخرى قبل ان يردف

طائف: امال فين ؟

آيات: فى المستشفى

طائف بلهفة: مستشفى ... مستشفى ليه ؟ انتي كويسة ؟ ايه اللى حصل ؟

آيات: انا كويسة بس ا...

طائف مقاطعاً و قد هم بتشغيل سيارته: مستشفي ايه ؟

املته اسم المشفى ليتجه بأقصى سرعة لرؤيتها وقد قرر بداخله ان ما شعر به فور ابلاغها له انها بالمشفى يُبعد اي فرصة لابعادها عنه لذا فليذهب تعقله الي الجحيم

بعد فترة

آيات بتـ.ـو.تر: مكنش فى داعي ان حضرتك تيجي بنفسك

واخيراً شعر بالراحة فور رؤيته لها تقف امامه سليمة معافاة بعد ان عصفت بأفكاره اسوء الاحتمالات

طائف: احم احم محصلش حاجة المهم انتي بخير ؟

آيات: اه دي واحدة قريبتي تعبت شوية فأضطريت اجي بيها هنا

طائف: الف سلامة عليها

قاطع حديثهم الرتيب هذا .. الطبيب موجهاً حديثه الودي لآيات و هو الامر الذي لم يعجب طائف لسبب ما هو شخصه لا يعلمه

الطبيب بإبتسامة لزجة: الست رقيات فاقت و ممكن تخرج فى اي وقت حمد لله على سلامتها يا آيات ... واي حاجة لحد ما تخرجو انا فى الخدمة ... انتي عارفة مكتبي فين ... انا تحت امرك في اي وقت

آيات برسمية: شكراً ليك يا دكتور عن اذنك

وتركت كلاً من طائف و الطبيب يقفان يناطح كلاً منهما الاخر بالنظرات و سرعان ما انسحب الطبيب منهزماً امام نظرات طائف القـ.ـا.تلة

تلى ذلك و بعد فترة خروج رقيات و آيات من الغرفة ليقابلهم طائف يعرض عليهم توصيلهم للمنزل فيلزم ذلك تعريف رقيات بطائف و العكس لتغير الاولى رأيها تماماً بشأن طائف نظراً للطفه المفاجىء فى التعامل معهم و الذي تراه آيات لأول مرة

اوصل طائف رقيات اولاً الى منزلها و عرضت آيات عليها البقاء معها لبقية اليوم حتى لا تبقى بمفردها ولكن عرضها هذا قوبل بالرفض وانها تستطيع الاعتناء بنفسها ولا داعي للتعب لتتحرك بعد ذلك هى و طائف ليوصلها هي الاخري الى منزلها

و فى السيارة

آيات: حضرتك كنت عايز تتكلم معايا فى موضوع ؟

طائف: لغيته

آيات: افنـ.ـد.م ؟

طائف بغضب: كان فيه موضوع و غيرت رأيي فيه ... عندك مانع ؟

آيات بغيظ: لا براحتك

تعجبت هي لغضبه غير المبرر لكن لا شأن لها به ... بقيت سنة واحدة لها حتى ينتهي العقد الذي يربطها بشركته و بعدها ستترك هذا العمل دون رجعة لذا فلتتحمل هذه الفترة و تمضيها دون اسئلة ... ستقـ.ـتـ.ـل فضولها المعتاد ذاك و الذي يوقعها دائماً بالمصائب

لحظات قضاها الاثناء فى الصمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل ... اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل ... و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه .
لحظات قضاها الاثنان فى صمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل ... اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل ... و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه


ثوانٍ بل اقل من ثوانٍ وكان الباب يُطرق بعنف من طرفه ليجدها بعد لحظات تفتحه ... تطالعه بنظرات مستنجدة ... ليذفر اخيراً انفاسه في راحة بعد ان اُحتبست بداخله قلقاً و رعـ.ـباً بسبب صراخها منذ لحظات ... مستمراً فى تحديقه بوجههاً مطالباً إياها بتفسير ما فتقابله عيناها الدامعتين ... لم يشعر بنفسه وقتها الا وهو يجذبها بين احضانه ... ليشعر بإرتعاش جسدها بين ذراعيه ... فيلعن نفسه على غبائه و تهوره عنـ.ـد.ما طافت عيناه انحاء المنزل ليجده مقلوباً رأساً على عقب بفوضوية و جنون مما يدل على اقتحام احدهم له رغبة فى القاء الخوف فى نفوس ساكنيه ... لمعت عيناه بغموض و مرر يداه على رأسها بهدوء عند سماعه لشهقاتها تزداد

توجه بها الى اريكتهم المفضلة فيجدها هى الاخرى فى حالة يرثى لها ... قام بتعديل وضعها واثناء ذلك لم يجرؤ على ابعادها انش واحد عن احضانه ... جلس كلاهما بهدوء لتمر عدة دقائق شعر بعدها بجمودها بين ذراعيه قبل ان تهب من مكانها كالعاصفة تقف و بعينيها نيران متقدة ... تشير نحوه بأصبعها فى حدة

آيات بجنون وصراخ: انت ... انت اللى قلبت حياتي وبكل بجاحة ليك عين توريني وشك ... عايز مني ايه ...عايزين مني ايه انا طول عمري في حالي لا عمري اذيت حد ولا حد اذاني ... انت مييين و عايز مني ايه ... كفاااااية كفاااية حـ.ـر.ام عليك سيبني فى حالي بقى

قام يواجهها بوقفته ... اقترب منها ماداً كفيه نحوها فى محاولة منه لتهدئتها .. لتصفع كفه بحدة و وتهم هي بدلاً من ذلك بالتقدم نحوه تضـ.ـر.به بكلا كفيها بصدره فيتقهقر للخلف عدة خطوات نتيجة لذلك لتصرخ بإنهيار

آيات: متلمسنيش ... انت ايه يا اخي مبتفهمش ...قولت سيبني فى حالي... اطلع برة ... برررررة

نفذ صبره و انتهى الامر ... يكفى انهياراً الى هذا الحد ... امسك بكفيها ليجذبها نحوه بقسوة ينظر فى عيناها بثبات قبل ان يردف

طائف بصراخ مماثل و نفاذ صبر: اهدي بقى ... اهدي شوية و اسمعيني ... ليه بتقولي اني السبب يمكن يكونو مجرد حـ.ـر.امية دخلو و حاولو يسـ.ـر.قو البيت

آيات: و الحـ.ـر.امية دول هيسيبو ليا دي

مدت يداها نحوه بورقة صغيرة لم ينتبه لوجودها بحوزتها عنـ.ـد.ما كانت بأحضانه ... التقط منها الورقة بقلق لتنقلب ملامحه الى غضب مخيف من فحواها ... فقد كانت عبـ.ـارة عن تهديد صريح من عدوه اللدود و الموجه له من خلالها ... تلى ذلك تلفظه بشتيمة بذيئة عقدت هى حاجبها بإستهجان بسببها

اغمض عيناه مستدعياً بعضاً من الهدوء المعروف به ... ليقبض يداه الممسكة بالورقة بقسوة و يردف

طائف: هنفذلك اللى انتي عايزاه ... عايزة تسيبي الشغل ... انا موافق معنديش مانع ... بس بشرط

آيات بحدة: شرط ايه ؟ قصدك الشرط الجزائي؟

طائف: لا مش عايز منك فلوس ... عايز حاجة تانية

آيات: ايه الحاجة دي ؟

طائف: شهرين ... هتفضلي لمدة شهرين بس لغاية ما الاقى سكرتيرة مناسبة تفهم الشغل ... Deal ؟

دقيقة مرت الى ان نطقت بإستسلام

آيات: Deal

بعدها تحرك هو بصمت نحو الخارج تاركاً اياها تطالع مكانه الفارغ بقلق و تعجب من موافقته على رحيلها

آيات لنفسها: ملكيش دعوة و احمدي ربنا انك هتنفدي بجلدك ... بس هروح فين بعد ما اسيب الشغل و هعيش ازاى

ثم هبت من مكانها بذعر لتهتف

آيات: دول ممكن يطردوني من الشقة كمان هعمل ايه وقتها ...كان لازم اتسحب من لساني يعني و اطلب امشي من غير ما الاقي مكان تاني ... ثم تنهدت بتعب ... ربنا يستر بقى

بڤيلا آسر الرفاعي نجده هو و يده اليمنى مؤنس يخططان لامر ما

آسر: عملت ايه فى الموضوع بتاع البت دي ... نفذت اللي قولت عليه ؟

مؤنس: تم يا باشا بس يعني ...

آسر بتأفف: بس اييه ؟ حصل ايه تاني ؟ متقوليش الحوار ده كمان فشل زي موضوع روما

مؤنس: لا ياباشا مش القصد ... بس يعني حضرتك مكنش فى داعي تقوم بأي حركة احنا رقابتنا سدادة ونقدر نتعامل مع الكتكوتة بسهولة

عقد حاجبيه بعدم فهم ليردف

آسر: مش فاهم ... حركة ايه ؟ و كتكوتة مين ؟

مؤنس بتوضيح: اقصد يعنى انك تروحلها و تجر ناعم معاها و ...

آسر مقاطعاً: اروح لمين و اجر ناعم مع مين ... هو انا كنت اعرف مين دي اصلاً

مؤنس بإعتراض: الله ... ازاى الكلام ده ياباشا ... ده حضرتك كنت معاها النهاردة ... الولا اللى بعته عشان يراقبها بلغني بنفسه

آسر بتهكم: تلاقي الولا بتاعك احول ولا حاجة ... قال كنت معاها قال... غوووور يا مؤنس من قدامي و خلى رجالتك يشوفو شغلهم عدل بدل ما اخليهم انا يتعدلو بمعرفتي

هم مؤنس بالمغادرة ليعود آسر الى مباشرة العمل قبل ان تخطر له خاطرة جعلته يصـ.ـر.خ برجله ان يتوقف ... ثم تحرك من خلف مكتبه متوجهاً نحوه

آسر: استنى هنا ... انت قلت ان الولا ده قال اني كنت معاها النهاردة

مؤنس: متآخذهوش يا باشا انا هظبطه و اخليه يفتح عينه و يشوف شغله كويس ده عيل ا...

آسر مقاطعاً: اسمها ايه ؟

مؤنس بغباء: هي مين دي يا باشا ؟

آسر بإنفعال: البت سكرتيرة طائف اسمها ايه ... اخلص ؟

مؤنس: اه اه اسمها آيات يا باشا ... آيات رأفت

شلل اصابه ... ينظر لمؤنس بعينان مفتوحتان على وسعهما ... تحرك جسده بصدمة ليتراجع عدة خطوات الى الخلف كرد فعل لصدمته .. ليتهاوى بعدها على مقعد خلفه ... بقى لحظات على هذا الوضع ينظر الى اللاشئ قبل ان يوقظه صوت مؤنس

مؤنس بقلق: حضرتك كويس يا باشا ... تحب اطلب الدكتور !

استيقظ على هذا الصوت لينظر نحوه لثوان هب بعدها واقفاً متجهاً للخارج تجاوز مؤنس و الذي راقبه بتعجب قبل ان يجد سيده يردف بتحذير

آسر: تنسى اي شيء خاص بأذية آيات ... محدش يجي جنبها او يفكر يلمسها و تكلم الولا اللي بيراقبها انه هناك لحمايتها يعني لو حصل اي حاجة معاها يتصرف و يبلغني فوراً فااااااهم ... محدش يمسها بسوء

ثم تحرك مسرعاً الى الخارج يسب و يلعن نفسه على تهوره و اهماله الذي كاد ان يُفقده اغلى و انقى ما يملك بحياته

و بمنزلها نجدها تتحرك يميناً و يساراً تعيد كل شيء الى مكانه و تلملم بعض من الزجاج المحطم تكاد تذرف دمـ.ـو.عها حسرة على ما اصاب منزلها العزيز ... تعاونها في ذلك صديقتها سهام و التي هاتفتها خصيصاً لمساعدتها فى خضم هذا الجنون ... واخيراً انتهو تقريباً من اعادة ترتيب المنزل حتى و ان لم يعد كما كان لكن يمكن الان القول انه صالح للاقامة به ... استلقت سهام بإنهاك على فراش صديقتها والذي اختتمت مهمتها بفرشه

سهام: دي ولا قصة الف ليلة و ليلة ... بقى كل ده يحصل و متحكليش

آيات بتأفف وهى تعيد رص ملابسها بالخزانة: انتي هبلة يا بت انتى ما قولتلك لسة راجعة مصر النهاردة و بعدها تعب رقيات و منظر البيت لما رجعت ... كل ده مخلنيش عارفة افكر اتصرف ازاى و اكلم مين

سهام: يالهوي يا بنتي يومين بس و اتقلب حالك كله ... الله يكون فى عونك

آيات: لا و انتى الصادقة ده شهر ونص مش يومين

سهام بحزن: يعنى خلاص ... هتسيبي الشغل فعلاً

آيات بحزن مماثل: ماانتى شفتى اللى حصلي من ورا الشغل ده ... فكرك يعني سهل عليا اسيبه ... بس اعمل ايه غصب عنى


سهام: طب و مستر طائف ؟

آيات بإضطراب: ماله ؟

سهام بخبث: يهون عليكي ... اقصد يعني هتسيبيه و الشغل كله هيبقى فوق دماغه

آيات بتلعثم: ما هو .. ما هو هيكون لقى سكرتيرة و هتفهم الشغل ماشى ازاي

سهام: طب و انتي ؟

انتهت من رص الملابس لتجلس هى الاخرى على الفراش امام صديقتها

آيات: انا ايه ؟

سهام: سهل عليكي تسيبيه ؟

تنهيدة عميقة صدرت منها قبل ان تردف بتعب

آيات: معرفش ... مش عارفة انا حاسة بأيه ... زعلانة ولا فرحانة .. حقيقي مش عارفة ... اه كنت بزن عليه اني عايزة استقيل يمكن من تاني اسبوع شغل معاه بس مش عارفة ليه لما وافق بقيت محتارة وتايهة كده

سهام: انا قولت هتستهبلى و تقاوحى بس اديكي قولتي اللى جواكي

آيات بحيرة: قصدك ايه ؟

سهام: قصدي انك زعلانة عشان هتمشي ... مش عشان هتسيبي شغلك لا ... عشان هتسيبي طائف ... عشان هتبعدي عنه صح ولا غلطانة ؟

آيات بإستسلام: صح كلامك و معرفش ليه ؟

سهام بضحك: عشان معجبة بيه

آيات بصراخ قافزة من مكانها: نعم ... لا طبعاً انتي اتجننتي مستحيل

سهام بمرح: بلاش جنان واسمعيني ... انا مقولتش بتحبيه انا قولت معجبة بيه ... يعني هو كشخص راجـ.ـل وسيم و چنتل .. مستواه المادي خرافي ... يعنى حاجة كده تزغلل عين اي واحدة

آيات بتهكم: لا و نسيتي اهم حاجة ... انه متورط فى مصيبة وصلت ان فى ناس عايزة تخلص منه

سهام بضحك: احنا منعرفش اصل الحكاية ... بس بغض النظر عن اخر حاجة قولتيها فهو عريس لقطة

آيات بضحك: و الله انتي مصيبة ومفيش فايدة فيكي

سهام: يا ستي مصيبة مصيبة بس متنكريش انك فعلاً معجبة بيه صح

همت بالاجابة عليها الى ان قاطعها جرس منزلها لتنظر لصديقتها بقلق

آيات: ده مين اللي هيجي فى الوقت ده الساعة عدت عشرة

سهام: غريبة فعلاً بس قومي نشوف مين و كويس اني معاكي

آيات متجهة للخارج لترى الطارق: ربنا يستر

وصلت لباب المنزل لفتحه لتجد

آيات بدهشة: آسر

وجدته يطالعها بقلق و سرعان ما تقدم خطوة نحوها يمسك بكفيها الاثنين يسألها بتـ.ـو.تر

آسر: آيات انتي كويسة ؟ جرالك حاجة ؟ حد لمسك ؟ انا اسف ... اسف

آيات: اهدى يا آسر فى ايه مالك ... ادخل ادخل تعالى

سحبته خلفها داخل المنزل فى حين كانت عيناه معلقتان بها بنـ.ـد.م و خوف حتى انه لم يلحظ تواجد سهام والتى كانت تطالعه بريبة و تعجب

آيات وبعد ان جلسا: قولى بقى مالك فى ايه ؟

تـ.ـو.تر لحظات اثر سؤالها ... فماذا يقول ... بعثت برجالى لقـ.ـتـ.ـلك دون علمى من انتِ ... فكر سريعاً ليجد اقرب اجابة اليه وان كامت غير مقنعة

آسر: يعنى عشان سيبتك لوحدك فى المستشفى الصبح و متصلتيش بيا تاني فافتكرت ان فيه حاجة حصلت

آيات بعدم اقتناع: يعني كل القلق ده عشان كده ... ونازل فى الساعة دي جى تتطمن عليا بسبب ده ... متأكد ان مفيش حاجة فعلاً ؟

اومأ لها بإبتسامة قبل ان يلاحظ وجود سهام معهم ليتنحنح بحرج فتقوم آيات بمهمة تعريفهم ... ليتلو ذلك اعتذاره على ازعاجهم و مغادرته بعدها فتبقى الفتاتان معاً وحدهم مرة اخرى

سهام: مين المز ؟

آيات: نفسي فى مرة تشوفي واحد و متقوليش عليه مز

سهام: ذنبي ايه يعنى انهم كلهم مزز .. بس مقولتليش مين ده بجد و بتاع ايه انه يجيلك فى الوقت ده و تدخليه بيتك عادي كده

آيات بتنهد: هحكيلك يا ستي

و بدأت بإخبـ.ـارها حقيقة علاقتها الاخوية بآسر ومدي تقاربهم لتردف صديقتها بشك

سهام: بس ده واضح انه جاي و عارف ان حصل معاكي حاجة فعلاً

آيات: و هيعرف منين يعنى ده انا حتى محكيتلهوش اللي حصل فى روما

سهام بتأكيد: معرفش بس سي آسر بتاعك ده وراه حاجة و بكرة تقولى سهام قالت.
آيات بدهشة: أسيب شغلي ؟

نطقت بها آيات بذهول رداً على اقتراح آسر المفاجئ و الذي ألقاه بوجهها فور دلوفها للمطعم المدعوة اليه من طرفه للحديث بأمر ما

آسر: و ايه المانع طالما فى شغل تاني مستنيكي و تقدري تختاريه كمان ... سواء سكرتيرة او غيره !

آيات بتساؤل: طب و ليه ده كله ما انا شغالة و مستقرة فى شغلي ؟

آسر بتبرير: بس قولتى ان مديرك مطلع عينك و مش مرتاحة ... وبعدين بصراحة بقى انا مش شايف انه طبيعي كونك تشتغلى عند حد غريب وانا موجود

آيات بتـ.ـو.تر: محدش مطلع عيني ولا حاجة ... ده كان مدير مؤقت و مشى و دلوقتي صاحب الشغل كويس و شايف شغله تمام ... و بصراحة بقى كده انا مش بحب جو الوسايط ده

آسر: وسايط ايه .. انا عارف كويس جداً اني مش هلاقى حد كفؤ زيك .. ده هيبقى مكسب ليا و لشركتي لو وافقتي تشتغلي معايا

اضطربت آيات بعد مدحه لعملها و جديتها فبتلك الطريقة يضعها بموقف لا تُحسد عليه ... حاولت ايجاد حجة ما لرفض عرضه بلطف ... لكن لما الرفض و هى على وشك ترك عملها بالفعل ؟

آيات بقلق: بس انا اتعودت على شغلي و الناس اللي شغالين معايا

آسر بإندفاع و نفاذ صبر: مسيرك يا آيات تتعودي على محيط شغلك الجديد و بصراحة بقى انا مستحيل اسمحلك تكملى فى شركة العمري لحظة واحدة بعد كده

زوت ما بين حاجبيها بتعجب

آيات بريبة: بس انا مقولتلكش انا شغالة فين ... عرفت منين اني شغالة فى شركة العمري ... و ايه المشكلة انى افضل اشتغل فيها ؟

تـ.ـو.تر عند ادراكه نتيجة اندفاعه و تسرعه ليتعثر بالرد

آسر بتـ.ـو.تر: عرفت و خلاص ... ثم استعاد بعضاً من ثقته الواهية ...مش موضوعنا عرفت منين ... المهم اني مش شايف اي داعي انك تشتغلي فى شركة حد غريب و شركتى موجودة

طالعته بشك ... ادركت تهربه من الاجابة لتزيد حيرتها من طلبه تركها للعمل ... لكن ما لبثت ان اجابته بعد تفكير

آيات بهدوء: خلاص من غير ما تتعصب كده ... سيبني فترة افكر و كمان اقول للشغالة معاهم عشان يعملو حسابهم لو نويت اسيب شغلى الحالي ده لو نويت هااااا... اتفقنا؟

آسر بإبتسامة واسعة: اتفقنا

سهام: احب اقولك و بكل بصراحة انك بتستهبلي

آيات بدهشة: وطي صوتك مستر طائف جوة ... وبعدين انتي ايه اللي جابك مكتبي مش وراكي شغل و لا ايه ؟

سهام: و هو بعد اللي قولتيه ده هعرف اشتغل... آيات انتي بتستهبلي

حدجتها آيات بنظرة جعلت الاخري تهتف فى سخط

سهام: ايه ضايقتك بتستهبلي دي ... خلاص يا ستي متزعليش .. بتستعـ.ـبـ.ـطي ... ها عجبتك ؟

تجاهلتها آيات مستمرة بترتيب بعض الاوراق على مكتبها

سهام بصراخ: آياااااااات

هبت من مقعدها تضع يدها على فم تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة تمنعها من الصراخ

آيات: بس بس ... يخربيتك قولتك مستر طائف جوة

ابعدت الاخرى يدها لتهتف بغيظ

سهام: سيبك دلوقتي من مستر زفت ده و قوليلي ... جتلك فرصة من دهب ... شغل جاهز و مع حد ضامنة انه مش هيجي فى لحظة ويقولك مع السلامة استغنينا عن خدمـ.ـا.تك ... انا مش فهماكي انتي فى امس الحاجة للشغل ده ...يا بنتى ده انتي من يومين بس كنتي مصدعاني انهم هيخدو منك الشقة و انك مش هتلاقي مكان تعيشي فيه ... يبقى ازاى ترفضي فرصة زي دي

آيات: يا سلام ... مش انتي اللي قولتي ان آسر وراه حاجة

سهان بتهكم: و انتي اسم الله عليكي لما صدقتى .. قولتلك كلمتين و قولتي آمين ...مش ده اللي قعدتي ليلتين كاملين تشرحيلي اد ايه انه لطيف و ظريف و بيخاف عليكي و على مصلحتك ... حصل و لا محصلش ؟

آيات بإستسلام: حصل

سهام: يبقى كان عندي حق لما قولت انك بتستهبلي

آيات: معرفش بقى بس اهو اللي حصل ... لما عرض عليا اني اشتغل معاه معرفش ليه حسيت ان فيه حاجة غلط

سهام: ايه الغلط فى انه يحب انك تشتغلي معاه بدل ما تشتغلي مع حد غريب ... كلام مقنع

آيات: لا انا مش شايفة ان الغلط فى اني اشتغل معاه

سهام: أمال ايه ؟

لم تحصل على رد من صديقتها لتكمل

سهام مستنتجة: قولتيييييلي ... الغلط مش فى انك هتشتغلي مع آسر لكن الغلط اللي بجد انك هتسيبي شغلك مع طائف

التقطت سهام حركة صديقتها و التي ترفع كتفاها للاعلى و للاسفل دليلاً على قلة حيلتها

سهام بدهشة: يخربيتك يا آيات ... ده الموضوع مش اعجاب بقى ... انتي ... انتي بتحبيه ؟

تنهيدة عميقة صدرت من آيات أكدت تماماً على صحة حديث صديقتها

همت سهام بالحديث ليقاطعها دخول مازن فتعتدل بوقفتها لتهتف

سهام بتـ.ـو.تر: مستر مازن حضرتك وصلت امتى ؟

مازن بحدة موجهاً نظراته اتجاه آيات: من نص ساعة و لو حضرتك يا آنسة على مكتبك مكنتيش هتضطري تسألي سؤال زي ده

سهام بإحراج: آسفة يا فنـ.ـد.م ... حالاً هكون هناك

ثم خرجت سريعاً متجهة الى مكتبها فى حين توجه مازن بحديثه نحو آيات

مازن بفظاظة: انتي لسة عندك بتعملي ايه ؟

آيات بدهشة: أفنـ.ـد.م ؟ حضرتك تقصد ايه ؟

مازن بتأفف: طائف جوة ؟

آيات: اه يا افنـ.ـد.م فى انتظارك

لم تكمل جملتها الا و كان قد دخل بالفعل لغرفة رئيسها لتهتف

آيات بحيرة: و ده ماله ده كمان ؟

اما بالداخل فكان الاخر يستلقي بتعب على اريكة موجودة بأحد اركان غرفته ... سترته ملقاه بإهمال على احدى المقاعد فى حين كان هو بعالم آخر حتى انه لم يلحظ دخول صديقه

مازن: ممكن افهم آيات لسة هنا ليه ؟

انتفض جسد طائف كرد فعل من مفاجأة وجود شخص ما معه بالغرفة ليعتدل بجلسته

طائف بجمود: مش شغلك

مازن: افنـ.ـد.م ؟

طائف بحدة: ايه مبتسمعش ... قولت مش شغلك

استشعر مازن سوء مزاج صديقه لتتغير نبرته من عتاب الى اهتمام

مازن: مالك بس ؟ حصل ايه ؟

مسح وجهه بكفيه بنفاذ صبر قبل ان يتحرك من مكانه نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء و ثبات ليردف

طائف: وصلت بوسطة النهاردة

جلس مازن على احدى المقاعد ليجيب بدهشة

مازن: بوسطة ؟ و ايه الجديد ما هى بتوصل كل يوم

طائف بملل: من ايطاليا يا مازن ... بوسطة من ايطاليا

اسود وجه الاخر للحظات قبل ان يجيب بإقتضاب

مازن: و المطلوب ؟

القى طائف مظروف ما بوجه صديقه ليتناوله الاخر بقلق ثم هم بقراءة فحواه لتتسمر عيناه على حروف المكتوب ... لحظات حتى استيقظ من صدمته تلك ليهتف بصديقه

مازن: ليه ؟

تحرك من مقعده بعنف يدور بغرفته كوحش مُثار

طائف بشراسة: عايزين ينضفو ورا اللى عمله الباشا ... عايزين الموضوع يتمحي تماماً و كإنه محصلش

مازن بعنف: و انت ؟ هتنفذ ؟

توقف بمكانه ليلتفت نحو صديقه

طائف: لو انا منفذتش في بدل الواحد ألف يقدر ينفذ

مازن: و الحل ؟

تنفس بعمق ... يشـ.ـد بيده على شعره بتـ.ـو.تر ... ليجيب بضياع و عذاب

طائف: مش عارف ... مش عارف

آسر: مفيش اخبـ.ـار من ايطاليا ؟

مؤنس: لحد دلوقتي لسة موصلناش حاجة ... بس مظنش انهم عرفوا باللى حصل

آسر بسخرية: معرفوش باللي حصل ... و في ايطاليا ... مستحيل

مؤنس: تفتكر هيعملو ايه يا باشا

آسر بإنزعاج: انت هتحكي معايا ... روح شوف الراجـ.ـل بتاعك اللي زارعه فى شركة العمري وصل لأيه و بلغني

مؤنس متجهاً للخارج: حمامة يا باشا

آسر بإهتمام: استنى هنا

مؤنس: امرك

آسر بقلق: زود الحراسة على بيت آيات و عليها هي شخصياً و عاوز تقرير يومي لكل تحركاتها ... كلمت مين خرجت مع مين راحت فين ... كل حاجة توصلي ... خليهم يفتحو عينهم كويس اليومين دول

مؤنس: اعتبرة تم يا باشا

مازن بمكر: طائف بصراحة انا مش فاهم انت ايه اللي مانعك من التنفيذ ... مش طائف العمري اللي يتردد فى حاجة زي دي

طائف بدهشة: انت سامع نفسك بتقول ايه ... دول عايزين يصفوها ... عايزني اخلص عليها

مازن: و ده المطلوب .. زيها زي اي حد شاف حاجة المفروض مكنش يشوفها

طائف: مش ذنبها ... انا اللى اخدتها معايا ... دي غلطتي انا

مازن: غلطتك ولا غلطتها هى عرفت اكتر من اللي المفروض تعرفه يعني خلاص مينفعش ت...

طائف مقاطعاً: معرفتش ... هى معرفتش حاجة يبقى مفيش داعى انها تموت

مازن: بس انت قولت انها شكت فى كونك متورط فى حاجة

طائف: شكت مش اتأكدت

مازن: و احنا هنستنى لما توصل للحقيقة

طائف: انت ... انت ازاى بتفكر كده... مش دي آيات اللى كنت عايز تبعدها عن اي خطر ... دلوقتى موافق انها تموت

مازن: ايه مشكلتك مش فاهم ... بقى طائف العمري ... اللى بيتقال انه شيطان المافيا يتردد بخصوص قـ.ـتـ.ـل حتة موظفة عنده عرفت زيادة عن اللى المفروض تعرفه ... جرالك ايه ؟

طائف: مش هتموت يا مازن ... آيات مش هتموت ... على جثتي لو ده حصل

طرق على الباب قطع حديثهم هذا ليسمح طائف للطارق بالدخول

طائف بتـ.ـو.تر: خير يا آيات فى ايه ؟

آيات بقلق: مفيش يا افنـ.ـد.م انا جيت ابلغ حضرتك اني خلصت شغلي و مروحة ... محتاج حاجة تانية مني ؟

طائف: لا تقدري تمشي انتي ... مع السلامة

بقيت بمكانها للحظات لتجد مازن يهتف

مازن: خير يا آيات فى حاجة تانية ؟

آيات: لا بس يعني ...

طائف: فى ايه يا آيات ؟

آيات بتـ.ـو.تر: حضرتك مش هتروح ... اقصد يعنى انك تعبت النهاردة فى الشغل و الوقت اتأخر و ...

مازن بنزق: و يهمك فى ايه بقى اذا كان يروح لا لا ... خليكي فى شغلك و ملكيش دعوة بمديرك يروح وقت ما يحب و بعدين انتي...

طائف مقاطعاً بحدة حديث مازن: شكراً يا آيات على اهتمامك انا فعلاً تعبت جداً النهاردة روحي انتي دلوقتى عشان الوقت اتأخر و احنا هنحصلك حالاً ... خلى بالك من نفسك

آيات بإبتسامة باهتة من اسلوب مازن: تمام يا افنـ.ـد.م ... عن اذنكم

ثم تحركت للخارج تاركة طائف ينظر شذراً اتجاه صديقه

طائف بحدة: انت جرالك ايه ازاى تكلمها كده ؟

مازن: انت اللي جرالك ايه من امتى بقيت حنين كده و بتتساهل مع الموظفين بتوعك ؟

نفخ طائف بضيق ليتحرك سريعاً نحو نافذة المكتب يطالع الخارج بإهتمام قبل ان تلتقط عيناه سيارتان مريبتان تقفان امام مبني الشركة

طائف بقلق: انت جايب معاك حراسة ؟

مازن بلا مبالاة: لا ... تلاقيهم اللي بيراقبوها ... آسر باعتهم من فترة حواليها... ما انت عارف

طائف برعـ.ـب: عارف عارف ... بس دول مش رجـ.ـا.لة آسر

آيات بمكتبها: بيزعق و يشخط و ينطر ... كنت شغالة عندك انا ولا شغالة عندك ... هو فاكرني سهام عشان يتكلم معايا بالشكل ده ... ماشي يا سي مازن كنت نقصاك انت كمان

اخذت تثرثر بإنزعاج اثناء استعدادها للمغادرة الى منزلها وسرعان ما انتهت لتتجه سريعاً خارج المكتب تقف امام المصعد تنتظر وصوله ...لحظات حتى وجدت باب المصعد يُفتح لتدلف اليه و تضغط زر الطابق الاول ثم همت بترتيب ملابسها و مكياجها بمرآة المصعد ليكون ظهرها مقابل للباب واثناء ذلك سمعت صوت هاتفها يصدر من داخل حقيبتها توقفت عن تعديل مكياجها لتبحث فى حقيبتها عن هاتفها لتشعر بتوقف المصعد بإحدي الطوابق ... لم تهتم لتوقفه فربما احدى الموظفين ما زال بالمبني و فى طريقه للمنزل هو الاخر ... مازالت تبحث عن هاتفها بتأفف من عدم ايجادها له ... تلى ذلك فتح باب المصعد من خلفها ودخول احدهم بنفس اللحظة التى وجدت بها هاتفها النقال لترفع نظرها نحو المرآة لكن قبل ان تلمح هيئة من شاركها المصعد كانت قد ضُربت بقوة اسفل رقبتها ضـ.ـر.بة اسقطتها مغشياً عليها.
بغرفة مظلمة لا يدخلها نور الشمس تبدو و كأنها قبو لاحدى المنازل نجد جسدها الصغير ملقى ارضاً و ما زالت فى غيبوبتها تلك منذ ان ضـ.ـر.بها هذا المجهول و الذي على ما يبدو انه كان من نقلها لهذا المكان ... لحظات تلتها اخرى ثم اخرى قبل ان نجدها تجاهد لفتح عينيها لتنجح اخيراً فى الاستيقاظ و النظر حولها بذعر دب فى اوصالها حين وجدت ان ما يقابلها لاشيء سوى الظلام

حاولت الاعتدال بجلستها لكن لم تستطع بسبب تكبيل كلتا يديها خلف ظهرها لتتأوه من مجرد المحاولة فتستلم لوضعيتها القديمة نفسها ... حاولت اصدار اي صوت لكن بدون فائدة ففمها كان مغلق بشراطة لاصقة تضمن عدم خروج اي صوت منها سوى همهمـ.ـا.ت مزعجة ... زاد رعـ.ـبها عند تذكرها للاحداث السابقة فى المصعد لتدرك انه بالفعل تم اختطافها من قبل مجهول ... لكن من ؟ و لما ؟

قطع تساؤلاتها تلك دخول احدهم الى الغرفة لينتفض جسدها و تنظر برعـ.ـب نحو الباب المفتوح والذي لم تستطع اكتشاف وجوده الا الان ... حاولت تبين ملامح هذا الشخص لعلها تتعرف عليه لكن و للاسف الشـ.ـديد فكان ظهره بإتجاه الباب ... مصدر الضوء الوحيد بالمكان ... لذا فلا فائدة من محاولة التعرف عليه ... شعرت به يقترب نحوها بخطوات بطيئة لتزداد نظرة الرعـ.ـب بعينيها الواسعة ... توقعت ان يعتدي عليها او يضـ.ـر.بها كما فعل من قبل لكن لم يفعل ... بل وجدته يركع على ركبتيه ليكون بمستواها و كرد فعل منها حاولت الابتعاد لكن محاولتها باءت بالفشل لتشعر به يمسك بها من كتفاها يُعدّل من جلستها ليجعل ظهرها يرتكز على احدى جدران الغرفة ... ثم تلى ذلك دخول شخص آخر من الخلف يهتف بصديقه

الرجل الثاني: مش الباشا قال محدش يجي جنبها لحد ما يوصل

تركها الرجل ليلتف نحو صديقه يجيبه بهدوء

الرجل الاول: دخلت أشقر عليها لقيتها فاقت قولت اعدلها بدل النومة اللي كانت نايماها دي

الرحل الثاني بتهكم: يا حنين

الرجل الاول: بطل تريقة ... الباشا قال نبقى نشقر عليها كل شوية لغاية ما يوصل ... ها مفيش اخبـ.ـار ؟

رن هاتف الرجل الثاني ليجيب سريعاً ببعض الكلمـ.ـا.ت المقتضبة ثم انهى المكالمة ليهتف بصديقه

الرجل الثاني: الباشا وصل ... ثم نظر من فوق كتف صديقه نحو تلك التي تطالعهم برعـ.ـب و خوف ... بالإذن يا مزة

ليهتف صوت غضب من خلفهم جعل اجسادهم تنتفض برعـ.ـب خاصاً تلك القابعة بالداخل

...: المزة دي تبقى امك

مؤنس بغضب: نهاركم اسود ... يعني ايه مش لاقيناها ؟

سؤال القى به مؤنس على رجاله عند اخبـ.ـارهم له بإختفاء آيات

احدى الرجال ( سامي ): يا باشا البت دخلت شغلها اول اليوم وكنا متابعينها كويس اوي ... و كالعادة على الساعة ٨ او ٨ ونص بيكون ميعاد المرواح بتاعها و كنا فى انتظار نزولها لكن محدش لمحها مروحة

مؤنس بصراخ: انتو بتستهبلو ... يعني ايه محدش شافها ... ايه الارض انشقت و بلعتها

سامي: يا باشا النهاردة بالذات الحراسة زادت يعنى لو واحد ولا اتنين ماشفوهاش اكيد الباقي هيشوفها ... لكن البت مظهرتش اصلا برة الشركة

مؤنس بغضب: يعني عايز تفهمنى انها لحد دلوقتى فى الشركة ... الساعة ٤ الفجر

سامي: يا باشا ماهو ...

مؤنس مقاطعاً: انت تخرس خالص فاهم ... آسر باشا لو عرف هتبقى ليلتكو سودة

احدى الرجال بتهكم: وتبقى مين بقى السنيورة دي ان شاء الله ؟

مؤنس بصراخ و غضب اسكت جميع من بالغرفة: مش شغلك يا روح امك ... مش شغلك ... ايه هتحكي و تسأل الباشا الكبير عن شغله و لا ايه ... سامي ضبطلي الواد ده خليه يفهم هو شغال مع مين و ايه يتقال و ايه ميتقالش ... فاهم

سامي بشر: عيوني يا باشا

مؤنس بقلق: و البت تظهر يا سامي ... تتصرف و تلاقيها ولو من تحت الارض ... عشان البت دي لو مظهرتش كلنا هنروح فى شربة مية ... انت فاهم

سامي بتصميم: هنلاقيها يا باشا ... هتظهر يعنى هتظهر

... بعنف: شيل اللي على بؤها ده و فك ايدها ... اخلص

تحرك احد الرجلين نحوها لينفذ ما امره به سيده

...: سبونا لوحدنا دلوقتى

خرج الرجلان من الغرفة ليتركا آيات معه

آيات بذهول: انت ؟

...: مفاجأة مش كده ؟

آيات: هو .. هو ايه اللي حصل ؟

تنهد بنفاذ صبر قبل ان يزرع الغرفة ذهاباً و اياباً

...: اللي حصل ان في امر بقـ.ـتـ.ـلك

شل الرعـ.ـب اطرافها وامتلأت عيناها بالدمـ.ـو.ع ... اخذ صدرها بالارتفاع و الانخفاض بسرعة

آيات برعـ.ـب: ليه ؟

...: بيقولو عرفتي زيادة عن اللي مفروض ت عـ.ـر.فيه

حركت رأسها بسرعة يميناً و يساراً لتهتف برعـ.ـب

آيات: انا معرفتش حاجة ... ولا سمعت حاجة

...: واضح انهم و للاسف مش فاهمين ده

آيات بخوف: هما مين ؟

...: اللي شغال معاهم

آيات بتـ.ـو.تر واندفاع: يعني ايه عرفت اكتر من المفروض ؟ وانتو مين ؟... هى سايبة تقـ.ـتـ.ـلو اي حد ... ملكوش كبير ... ايه يعنى هو شغل مافيا ؟

... بضحك: مش قولتلك عرفتي زيادة عن المفروض

آيات: انت قصدك انك ... ؟ مش ممكن

...: بما ان كل الاوراق بقت مكشوفة فأحب اعرفك بنفسي بطريقة صح المرة ده ... طائف العمري ... رجل اعمال و صاحب شركة العمري للاستيراد و التصدير و ...و رئيس المافيا فى مصر

فى صباح اليوم التالى

نجد سهام على مكتبها تباشر عملها بإجتهاد لعل رئيسها يغفر اهمالها بالأمس واثناء ذلك وجدته يدلف الى المكتب

مازن بجدية: صباح الخير ... طائف وصل ؟

سهام بقلق: لا يا افنـ.ـد.م لسة

مازن بتعجب: معقول يتأخر فى يوم زي ده ...طب بلغي آيات تقولك اول ما يوصل

ثم هم بالدخول الي مكتبه لتوقفه جملتها

سهام: بس آيات مجتش النهاردة

تسمر مكانه ليلتفت اليها سريعاً

مازن بتـ.ـو.تر: غريبة مش كده ... ان آيات تغيب

حركت كتفاها للاعلى و لاسفل بحيرة

سهام: غريبة فعلاً ده انا حتى حاولت اكلمها اول ما وصلت بس مردتش عليا

مازن بقلق: كلمتيها على البيت ؟

سهام بتعجب: لأ

مازن بلهفة: اتصلي حالاً

تضايقت من لهفته الظاهرة ... لما يهتم بحضور آيات او عدمه ... أيمكن انه ...

قاطعها صوته يحثها على اجراء الاتصال

مازن: اتصلي يلا مستنية ايه ؟

سهام بضيق: حاضر هتصل اهو

اجرت سهام الاتصال لكن لارد

سهام و قد انتابها القلق هي الاخرى: محدش بيرد ... غريبة فعلاً

مازن بريبة: طائف ... حاولي توصلي لطائف بأي طريقة

سهام بتفكير: يمكن هى عند مستر طائف فى بيته

مازن: افنـ.ـد.م ؟

سهام بتـ.ـو.تر: اقصد يعنى انها من ساعة ما بقت المساعدة بتاعته و هى بتعدي عليه الصبح و ...

مازن مقاطعاً: من غير رغي كتير ... حاولى توصلي لطائف و خليه يكلمني

سهام وهي تجز على اسنانها: حاضر يا افنـ.ـد.م

ثم تركها متجهاً الى داخل مكتبه

طائف: صباح الخير

سمعتها فور استيقاظها من نومها والذي استغرقت فيه بشـ.ـدة وكأنها لم تحظى بنوم هانئ منذ سنوات ... فتحت عينيها على وسعهما فور رؤيته لها يشرف عليها من علو ... اعتدلت بجلستها فوراً تضم الغطاء على جسدها بتوجس ... لحظة غطاء ؟ ... نظرت لمكان استلقائها لتجده فراش وثير مريح لتسرع عيناها فى تفحص المكان حولها فتجدها غرفة واسعة نظيفة يبدو عليها الترف ... على النقيض تماماً من الغرفة اللى استيقظت بها سابقاً ... لحظات حتى كادت ان تظن ان ما حدث من قبل ما كان سوى كابوس مزعج لكن عند عودتها للنظر الى وجهه ... و بتواجده بجوارها ادركت انه لم يكن كابوس بل واقع أليم.

اما هو فأستمر فى مراقبة ردود أفعالها المختلفة ما بين الخوف و القلق و الحيرة ... يقف واضعاً احدى يداه فى جيب بنطاله فى حين ان الاخرى يُمسك بها سيجاره

واخيراً وجدها تعود بنظراتها اليه بعد تفحصها لما حولها ... سمع صوتها الخائف يهتف بشجاعة مصطنعة

آيات: ممكن افهم ايه اللي بيحصل

طائف ببراءة: بصبح عليكي

آيات بتهكم: شوف وانا اللى كنت فاكراك خاطفني عشان تقـ.ـتـ.ـلني

طائف وقد اعجب بتخليها عن خوفها حتى وان كان للحظات: لا دي نقرة و دى نقرة تانية خالص ... كوني خاطفك و عايز اقـ.ـتـ.ـلك ده ميمنعش اني اصبح عليكي

تحركت سريعاً لتهبط من الفراش و تقف امامه

آيات: ممكن كفاية تريقة و تفهمني انت عايز مني ايه

طائف: اظن اتكلمنا امبـ.ـارح فى الموضوع ده

زوت ما بين حاجبيها بحيرة ونظرت حولها بضياع

آيات بتذكر: انا ... ايه اللى حصل امبـ.ـارح و ازاى جيت هنا ؟

طائف بضحك متجهاً نحو الشرفة

طائف: محصلش حاجة بس واضح انك فعلاً مكنتيش متخيلة انى مافيا و اغمى عليكي من الصدمة

آيات: و ليه جبتني هنا ... المفروض انك .. انك هتقـ.ـتـ.ـلني مش كده ؟

ظل على صمته يوليها ظهره لتقترب نحوه بغضب لتهتف

آيات: مش بترد ليه مش بكلم...

توقفت الكلمـ.ـا.ت بحلقها فور رؤيتها للمشهد خارج الشرفة ... الثلج يغطى كل المنازل و الطرقات لتهتف دون وعي

آيات: احنا فين؟ انت جبتني فين ؟ ... مستحيل نكون فى مصر

التفت اليها اخيراً بإبتسامة واسعة

طائف: تركيا ... تحديداً انقرة ... ايه رأيك منظر تحفة مش كده ؟

نظرت له آيات بجنون و كأنها تطالع رجل قد فقد عقله

آيات بصراخ: تركيا ؟ ازاى خرجتني برة مصر ... ازاى جبتني هنا ... و ليه ؟

تنهد هو بضيق من كثرة الاسئلة

طائف: ممكن تسكتي شوية و كفاية اسئلة ... ثم امسك بكفها و اتجه بها الى الداخل ... اجلسها على الفراش مرة اخرى و احضر مقعد و قربه نحوها ليجلس مواجهاً لها

طائف: الموضوع ابتدى بسفرية روما و اللى حصل هناك ... المفروض مكنتيش تشوفي اللى حصل ... ثم تنهد بإستسلام ... بس اللي حصل بقى ... الاخبـ.ـار وصلت لهم و قرروا بالاجماع انهم يصفوكي ... انتفض جسدها فور اعترافه بنيتهم لقـ.ـتـ.ـلها ليشـ.ـد على يدها مطمئنا اياها ربما ... المفروض ان الامر جالى انا و المفروض انا اللي انفذ و ...

آيات مقاطعة بخوف: و انت جبتني هنا عشان تنفذ مش كده

طائف بعنف: لا ... انا جبتك هنا احميكي

انتفضت من جلستها لتهب واقفة تنظر له بعتاب

آيات بصراخ: تحميني ؟ ... انت خاطفني و جبتني اخر الدنيا و بتسمي ده حماية

هب هو الاخر يقف امامها ... يبرر موقفه

طائف بصراخ: لو معملتش كده هيوصلولك و لو منفذتش الامر فى غيري هينفذو ... الناس دي مش بتلعب وانتي مش قدهم

آيات ببكاء: انت السبب ... انت السبب لو مكنتش خدتني سفرية زفت روما مكنش ده حصل

طائف بصراخ: و عشان كده مقدرتش انفذ الامر و اقـ.ـتـ.ـلك

آيات بعتاب: عشان كده بس ؟ ... يعنى لولا انك انت السبب كنت مترددتش لحظة و قـ.ـتـ.ـلتني مش كده؟

طائف: شغلنا مفيهوش صداقة ولا اهتمام ... اللي غلط بيتعاقب و اللي بيخون نهايته الموت

آيات: مستحيل تكونو بنى آدمين ... انتو حـ.ـيو.انااات حـ.ـيو.انااااات

تقدم نحوها سريعا يضم كتفاها بكفيه ... ينظر اليها بثبات مردداً

طائف بعنف: بني آدميين او حـ.ـيو.انات متفرقش كتير المهم انهم عايزين يقـ.ـتـ.ـلوكي و اياً كان السبب فى الوضع ده فأنا بحاول اساعدك و مش هقدر اعمل ده الا لو اتقفنا ان هدفنا واحد وهو انك تختفي من تحت عنيهم

آيات بضعف: لحد امتى ؟

تركها ليلتف مولياً اياها ظهره

طائف بضياع: معرفش ... معرفش لحد امتى ... بس على الاقل كده هنقدر نكسب وقت لغاية ما نلاقي حل للوضع ده ... ثم التفت نحوها مرة اخرى ... بس الاول فى شوية حاجات لازم نتفق عليهم ... لازم تنفذي كلامي بالحرف الواحد ... محاولة انك تخرجة من هنا لوحدك مستحيلة ... اي اتصال بأي حد ت عـ.ـر.فيه ممكن يخليهم يوصلولك بسهولة ... انتي هتعيشي هنا معززة مكرمة بس ملكيش اتصال بأي حد مهما كان و ده لمصلحتك انتي

آيات بتهكم: و الناس اللي مبتلعبش دي متقدرش توصل للمكان اللي احنا فيه ده بسهولة ؟

طائف بثقة: المكان ده محدش يعرف عنه حاجة حتى مازن ميعرفش بوجوده

آيات بصدمة: مازن ؟ مستر مازن كمان ؟

طائف: خلصنا يا آيات ... حاولى تتقبلى الوضع الجديد لغاية ما نلاقي حل ... و كفاية اسئلة ... ودلوقتى تقدرى تخدي دش و هتلاقي هدوم جاهزة فى الدولاب ده ... الفطار جاهز تحت ياريت متتأخريش

ثم تركها وحيدة وغادر فى حين مازالت هى تحاول استيعاب كم المعلومـ.ـا.ت و الاوامر التي القاها بوجهها كأمر واقع لا مفر منه.
مازن بقلق: ها يا سهام مفيش اخبـ.ـار؟

سهام: لا يا افنـ.ـد.م للاسف موبايله مقفول و حاولت اوصله على الفيلا ... بس اللي شغالين هناك قالو انه مظهرش من امبـ.ـارح

هب من مكانه بفزع ليردف

مازن بصراخ: يعني ايه مظهرش من امبـ.ـارح وازاي محدش بلغنى؟

انتفض جسدها لصراخه فتلعثمت فى الحديث

سهام: مممااااا معرفش يا افنـ.ـد.م ده كلامهم ... بس ان شاء الله خير مفيش داعي للقلق ده

نظر لها للحظات شرد فيها بأمر ما ثم ما لبث ان عاود الجلوس بهدوء مرة اخرى يردف بتفكير

مازن: و آيات ؟

سهام بغباء: مالها؟

نفخ بنفاذ صبر

مازن بغضب: هيكون مالها يعنى ... اقصد لسة مظهرتش ؟

سهام: معرفش يا افنـ.ـد.م حضرتك طلبت مني اوصل لمستر طائف فمعرفش اذا كانت وصلت الشركة ولا لأ

نظر لها بغيظ قبل ان يصـ.ـر.خ بها

مازن: امشي يا سهام اختفي من قدامي دلوقتي انا هتصرف

نظرت له بغيظ لحدته معها فما ذنبها هي فى غياب السيد طائف او ايات

ذفرت بضيق قبل ان تمتثل لامره وتتجه خارج الغرفة ليهمس هو فور خروجها

مازن بقلق: لما اشوف حل انا بقى فى المصيبة دي

انتهت من الاستحمام لتخرج على استحياء من الحمام المرفق بغرفتها تفحصت بعيناها انحاء الغرفة و وجدت نفسها ما زالت وحيدة ذفرت نفساً عميقاً قبل ان تتحرك بحرية نحو الجهة التى اشار اليها سابقاً كونها ستجد بها ما ترتديه ... لتجدها غرفة مُعدة و مُرتبة لتكون مخصصة لإحتواء كل ما قد تحتاجه اي امرأة من ملابس و احذية و ما الى ذلك

همست بدهشة

ايات: لحق يجهز كل ده ؟ ... ثم اكملت بغيظ ... ولا تلاقيه متعود يجيب الستات بتوعه هنا

حاولت تجاهل تلك الخاطرة و اتجهت تنتقى ما ترتديه ومازالت ملامح السخط على وجهها

تناولت بنطال من الجينز يعلوه شيميز ازرق اللون وتركت شعرها القصير والذي لا يتعدى طوله كتفيها حراً طليقاً

تحركت نحو مرآة كبيرة موضوعة بأحد اركان الغرفة لتعدل من هيئتها ثم اخذت نفس عميق و اخرجته قبل ان تتحرك لخارج الغرفة

فور خروجها من الغرفة وجدت امامها ممر طويل سارت به لترى بآخره سلم نزلت منه و عيناها ما زالت تتفحص المكان الى ان هبطت للاسفل فوجدت امرأة سنها لا يتعدى الثلاثون تنظر لها بإبتسامة ووجه بشوش

المرأة: مساء الخير يا هانم ... انا علا ... هكون فى خدمة حضرتك طول الفترة الجاية

نظرت لها آيات بريبة و تساءلت هل تعلم سبب وجودها بهذا المكان ... هل تعلم بشأن طائف و من يكون ؟

اومأت بخفة لتتحرك المرأة امامها و منها فهمت وجوب تتبعها

سارت خلفها بصمت حتى وصلتا الى غرفة من هيئتها علمت انها غرفة الطعام و وجدته يجلس بإنتصاب ينظر الى اللاشيء يفكر فى أمر ما بتركيز شـ.ـديد و على ما يبدو انه لم ينتبه لوجودهم حتى الان

تنحنحت علا ليلتفت نحوهم بحدة و سرعان ما ارتخت ملامحه لكنها ما زلالت جافة بـ.ـاردة ... صرف الفتاة ليوجه حديثه نحو آيات

طائف: اقعدي يا آيات

نظرت له بسخط و كم رغبت بمعارضته لكن لا داعي لذلك فهي تعلم ما سيؤول اليه الوضع ان لم تتناول الطعام حيث انها لم يدخل جوفها اي شيء منذ غداء الأمس

تحركت بهدوء لتجلس على احدى المقاعد ... ثم عادت علا مع بعض الخدم لرص الطعام امامهم و سرعان ما غادر الجميع الغرفة ما عدا طائف و آيات

بدأ كلاهما بتناول الطعام لتتوقف هى للحظات تنظر اليه بتوجس

آيات: ممكن اعرف انت قولت للناس اللى شغالين هنا انا ابقى مين ؟ عشان التمثيلية تبقى واضحة

طائف بغرور: مفيش داعي لأى تمثيليات الناس اللى شغالين هنا صم و بكم يعى لا بيشوفو حاجة ولا بيسمعو حاجة وعارفين اللى بيخالف الكلام ده هيجراله ايه فمفيش داعى للقلق

آيات بسخرية: واضح ان جينات الجريمة فى دمك

طائف: هعتبر كلامك ده مدح ... لمصلحتك

آيات بتهكم و قد عادت لتناول الطعام: مصلحتي ؟ لا واضح فعلاً

طائف ببرود: آيات ياريت بلاش الاسلوب ده معايا و ارجو انك تراعي كوني مقدر ظروفك الحالية و حالتك النفسية .. غير كده مكنتش هسمح ابداً بطريقتك دي

وكأنها وجدت الفرصة للانفجار لتهتف بإندفاع

آيات بإنفعال وصراخ: حالتي النفسية ؟ طريقتي ؟ انت واضح انك مش اخد بالك انك السبب فى ان حياتى اتقلبت و على وشك انها تدمر دا اذا كانت اصلاً متدمرتش ... انت ايه يا أخي مبتحسش ... جايبني لاخر الدنيا و تقولى مصلحتى ... ده اسمه خطف و اوعدك مجرد بس ما تجيلي الفرصة ههرب من هنا على اقرب قسم او حتى السفارة و هبلغ عن كل بلاويك

لا تدرى كيف ومتى حدث كل ذلك .. ففى غضون ثوان وجدت كل ما كان فوق طاولة الافطار ملقى ارضاً لتنتفض بمكانها و تعود للخلف عدة خطوات تحمى نفسها كرد فعل طبيعي لما حدث ... التفتت نحوه بعد ان انتزعت عيناها بصعوبة من مراقبة ما حدث منذ لحظات ... وجدته يقف في وضع استعداد كالفهد يراقب فريسته ... وجهه المكفهر و عيناه الحمراء كانتا كفيلتان لبث الرعـ.ـب بداخلها تحرك اخيراً بخطوات واسعة فى حين كانت اقدامها قد تيبست من شـ.ـدة الخوف ... ليصبح امامها و ينحنى نحوها يردف بهدوء مخيف

طائف بهمس: لا واضح انك انتي اللي مش اخدة بالك انتي بتكلمي مين ونسيتي نفسك ... ثم اكمل بتهديد ... اقسم بالله يا آيات لو صوتك علا تاني ولا نطقتي بكلمة معجبتنيش لتشوفي وشي التاني ... وش طائف العمري اللي لسة مت عـ.ـر.فيهوش ... وش الشيطان ... سامعة ؟

مازالت تحدق به ببلاهة ... فم مفتوح و عينان مفتوحتان على وسعهما و دماء جفت بأوردتها ... ظلت هكذا لثوان قبل ان يهتف بها

طائف: سامعة ؟

اومأت سريعاً و بقوة لتسمعه يصـ.ـر.خ بغضب مخيف

طائف بصراخ: انطقي ... اسمع صوتك

آيات برعـ.ـب: سامعة ... سامعة

اعتدل بوقفته قبل ان يصـ.ـر.خ مرة اخرى لكن تلك المرة يستدعى الخدم

طائف: علا ... اشرف ... محسن

تجمعو امامه سريعاً ليهتف بهم واحداً تلو الاخر

طائف بصرامة: اشرف و محسن ... هتوصلو الهانم لاوضتها و متغيبش عن عنيكو لحظة فاهمين ... وانتي يا علا قوليلهم ينضفو المكان و تحصليني على المكتب ... ثم صرخ بهم ... اتحركوووو

انتفضو جميعاً لصراخه ذاك ثم تحركو سريعاً لتنفيذ ما امرهم به

آسر لسكرتيرته: منال شوفيلي مؤنس فين وابعتهولى حالاً

منال: حاضر يا افنـ.ـد.م ثواني و يكون عندك

بعد فترة

مؤنس بتـ.ـو.تر: اؤمر يا باشا

آسر بتهكم: لا الحقيقة انت اللى تؤمر ... رايح جاي بمزاجك و ماشي بدماغك محدش قدك

مؤنس: العفو يا باشا قولى بس اوامرك وانا رقبتي سدادة

آسر بغضب: قولت يا مؤنس ... قولت و منفذتش

مؤنس: ما هو اصل يا باشا ااااا...

آسر: هتقولى اصل و فصل ... اخلص ... مش قولت تجيلي بتقرير عن تحركات آيات و تجبلي قرار طائف والناس بتوع روما

مؤنس بخوف: اااا اصل فيه اخبـ.ـار جديدة من روما

آسر بلهفة: وساكت كل ده ... انطق

مؤنس: جه امر بالتنضيف

آسر بقلق: تنضيف ؟

مؤنس بإضطراب: عايزين ينضفو اللى فشلنا فيه ... كأنه محصلش

ابتلع آسر ريقه بصعوبة و تـ.ـو.تر

آسر: تصفية ؟

اومأ مؤنس بقلق ليهب آسر من مكانه بعصبية و يتجه نحوه يمسك به من تلابيبه بغضب

آسر بغضب: انت اتجننت ... انت عارف كلامك ده معناه ايه

ثم تركه فجأة ليلتف حول نفسه بضياع ... يضع كفيه على رأسه ... يشـ.ـد على شعره ينظر حوله بذهول

آسر برعـ.ـب: عايزين يقـ.ـتـ.ـلوها ... يقـ.ـتـ.ـلو آيات

مازال يعدو بالغرفة كالليث الحبيس ليعود الى مؤنس و يمسك به مرة اخرى

آسر بغضب و جنون: كله بسبب غبائكم ... لولا غبائكم ده كان زماني خلصت من طائف ... و دلوقتى عايزين آيات ... يبقو يفكرو يقربولها ... كله الا آيات كله الا هي ... ثم اكمل بخوف ... هي .. هي فين ؟ فين آيات دلوقتى ؟ فى بيتها صح؟

مؤنس: ما ماهو ياباشا ده الموضوع التاني اللى كنت هبلغك بيه

آسر: ايه تاني انطق

مؤنس بخوف: اصلها مختفية خالص ... مظهرتش من امبـ.ـارح

حدق به بصدمة للحظات قبل ان ينهار ارضاً يهتف بإستنجاد

آسر بضياع: آيات ...

على الهاتف

مازن بغضب: انت بتستهبل يا طائف ... انت فاهم انت عملت ايه ... دول مش بعيد يخلصو عليك انت كمان

طائف بثقة: مش كل الطير اللى يتاكل لحمه ... محدش يقدر يلمسنى ... كلهم عارفين انا ابقى مين

مازن بتهكم: و البوص الكبير كمان ؟

تنهد بتعب قبل ان يتحرك نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء ليهتف

طائف: و ايه اللى هيوصل الحكاية له بس

مازن: طائف البت عايزينها ... عايزين يخلصو منها و حضرتك خالفت الامر وخفيتها واختفيت معاها ده انت حتى مش عايز تقولى انت فين

طائف بثبات: كده احسن ... أأمن ليك

مازن برجاء: طائف بلاش جنان و قولى على الاقل انت فين ... اجيلك و نشوف حل سوا ... لكن ده انتحار ... متضيعش نفسك عشان واحدة مـ.ـا.ت...

طائف مقاطعاً بحدة: مازن لم لسانك ... مش دي آيات اللي قعدت تشكر فيها طول فترة شغلنا معاها ... كلمة كمان و مش هتعرفلنا سكة نهائي انت سامع

مازن بهدوء حذر: طب خلاص خلاص انا مقصدش حاجة بس مش قادر اشوفك هتضيع نفسك عشانها كفاية اللى حصل قبل كده

طائف مزمجراً: ماااااازن غووووور اقفل يلا سلام

ثم اغلق الهاتف و القى به ارضاً بعنف نـ.ـد.ماً على اتصاله بصديقه المزعج ذاك و ما تفوه به من تراهات

طرق على الباب قطع افكاره ليسمح للطارق بالدخول والذي ما كان سوى علا

طائف: تعالي يا علا ادخلي

علا: امرك يا طائف باشا

حدجها بنظرة لوم لتتنحنح بحرج وتصحصح

علا بإبتسامة: اقصد خير يا أبيه كنت محتاجني فى حاجة

طائف: ايوة كده يا علا متنسيش انك زى اختى الصغيرة ... باشا و بيه دول لما نكون مش لوحدنا

علا بإبتسامة: حاضر يا ابيه

بادلها بإبتسامة صغيرة قبل ان يعود لجموده و يهتف بعملية

طائف: علا ... آيات مسئوليتك زي ما سبق وقولتلك ... من معرفتي بيها فأحب اطمنك هى هتعتبرك صاحبة ليها بدل ما تكونى مساعدة فعشان كده عايزها تثق فيكي ولو كانت هتثق فى شخص واحد فى البيت ده فأحب انه يكون انتى ... فاهماني

علا: اكيد يا ابيه متقلقش هتكون فى عيني

طائف: وحاجة كمان ... عايزها متغيبش عن عينك ... علا .. آيات وجودها هنا لحمايتها فاهماني ... يعنى اى اتصال بيها مع اي حد او كونها تخرج من هنا فده بيساعد انها تبقى فى خطر

علا و قد فهمت تلميحاته تلك لتردف بإبتسامة واثقة

علا: متقلقش يا ابيه ... مش هكرر غلطتى تاني ... لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين
علا: متقلقش يا ابيه ... مش هكرر غلطتى تاني ... لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

تنهد طائف بتعب ليردف

طائف بهدوء: لسة برضو بتفكري بالطريقة دي ... قولتلك بدل المرة ألف انه مش ذنبك

علا بتهكم: انا مش لسة العيلة الصغيرة اللي مش فاهمة اللي بيحصل حواليها ... عمري ما هنسى انى كنت السبب فى اللى حصل بس انا اخدت جزائي و مازلت باخده ... اللي تاعبني بجد انى ورطتك معايا و خليتك تخسر اقرب الناس ليك

اقترب منها يحيطها بذراعيه بحنان ... يقبل جبينها بلطف ليهتف بعدها

طائف: ولا ورطتيني ولا خسرته ... كل حاجة هترجع زي ما كانت و احسن ... كلها حكاية وقت و كل شيء هيرجع لأصله .. الصبر

احاطت خصره هى الاخرى لتشـ.ـد على عناقه بعد طمأنته لها بأن كل شيء سيعود يوماً ما كما كان

مرت الليلة السابقة كالجحيم ... يكاد يجن من فرط قلقه عليها ... مختفية منذ يومان ... لا فكرة لديه عن اي مكان يُحتمل تواجدها به ... قضى الليل بغرفة مكتبه ... لم يذق طعماً للنوم .. يفكر و يفكر عله يصل لأمر ما يطمئنه انها على خير ما يرام ... يكاد يبكى قلقاً و نـ.ـد.ماً على ما اقترفه بحقها ... لم يكفيه محاولته الحمقاء لقـ.ـتـ.ـلها دون معرفة من تكون بل تسبب ايضاً بمطاردتها من قِبل المافيا ... انتفض من مكانه عند توصله لتلك النقطة و قد عزم على ايجادها بنفسه و افتدائها بروحه ان لزم الامر

و بعيداً ... في تركيا

طرق على الباب اجفلها فى الفراش قبل ان تعتدل فى جلستها داعية الطارق للدخول لتجدها تلك الفتاة و التى سبق ان اخبرتها انها المسئولة عن خدمتها ... دخلت علا بهدوء و ابتسامـ.ـا.تها الواسعة مازالت مرسومة على وجهها اجبرت الاخرى على مبادلتها بإبتسامة وان كانت صغيرة متحفظة

علا: اتمنى اكون مأزعجتكيش

آيات: لا ابداً بالعكس انا زهقت من وجودي هنا لوحدي ... ثم اكملت بتهكم ... في حبسي الانفرادي

تقدمت علا عدة خطوات للداخل لتستقر هى الاخرى على طرف الفراش و كعادتها لم تستغنى عن ابتسامتها

علا: حبس انفرادي ايه بس ... ما انا معاكي اهو ... اديني جتلك نرغي سوا شوية ... ده اذا كان ميضايقكيش و مكنتش بتعدى حدودى

نظرت لها آيات بشك ... ما بالها تلك العلا ؟ أتحاول مصادقتها و كسب ثقتها لصالح طائف ام انها مجرد فتاة لطيفة سعدت بوجود فتاة اخرى معها بالمنزل

آيات بفضول: هو انتي شغالة هنا من زمان ؟

علا بصدق: هو الحقيقة انا مش شغالة هنا بالمعنى اللى فهمتيه بس تقدرى تقولى اني عايشة هنا ضيفة و فى مقابل وجودي هنا بحب اهتم بالبيت فى غياب صاحبه و بهتم بصاحبه لما بيزوره

آيات بدهشة: ضيفة ؟ يعنى انتي مش من الخدم ؟

حركت رأسها نافية

آيات بحرج: سوري بس بجد افتكرتك شغالة هنا اقصد انك بتناديله بألقاب و آ...

ضحكت علا بمرح لتجيب

علا: ماهو انا مش بحب اناديه بأسمه عشان الشغالين هنا ميعرفوش علاقتنا ببعض و معرفتنا القديمة ... فاللقب ده قدامهم وبس

آيات بغيظ: واضح انكم تعرفو بعض من زمان

اعتدلت علا بجلستها لتصبح اكثر اريحية و كأنها شبة مستلقية قبل ان تهتف

علا: يااااااااه من زمان اوي ... انا اعرف طائف من و احنا لسة فى الحضانة

اشتعلت النيران بداخلها و بدون تفكير تلفظت بما جاء بخاطرها

آيات: طب و متجوزتوش ليه بقى ولا انتو اصلاً ...

انفجرت علا ضحكاً على سؤال آيات و مخيلتها الواسعة لكنها سرعان ما لاحظت ملامح الاستنكار المرسومة على وجه آيات و كأنها تُعنفها على سخريتها من حديثها

علا بإعتذار: سورى بجد مقصدش اضحك كده بس اصل سؤالك غريب ... معقول انا و ابيه طائف نتجوز ... عمرى فى لحظة ما تخيلت اننا ممكن نكون فى علاقة من النوع ده ... طائف اخويا

آيات: اعذريني يعنى فى سؤالي بس وجودك هنا غريب شوية

علا بجدية مفاجئة: الحقيقة فى حاجات كتير انتي مت عـ.ـر.فيهاش عني و عن طائف و اتمنى انك ت عـ.ـر.فيها قريب و منه هو شخصياً بس كل اللي اقدر اقولهولك ان سبب وجودي هنا مشابه الى حد ما سبب وجودك

اومأت آيات بآلية لتردف بتساؤل حذر

آيات بتـ.ـو.تر: هو انتي عارفة طبيعة شغل آسر ... أقصد يعني بيشتغل فى ايه و كده ؟

علا: الاستيراد و التصدير ؟

ثم سكتت لثوان فهمت خلالها آيات جهل علا بحقيقة طائف لكن سرعان ما تغير ظنها عند تكملة الاخيرة حديثها

علا: و لا قصدك شغله التاني ؟

قفزت آيات من مرقدها لتهتف بهجوم

آيات بهجوم: يعني عارفة ؟ ويا ترى بقى حضرتك شغالة معاه و لا صفتك ايه بالظبط

وقفت هى الاخرى لتجيب بهدوء حذر

علا: رد فعلي لما عرفت كان مشابه ليكي جداً ... ثورة ورفض و تمرد ... بس اتمنى نهاية حكايتك متبقاش زي نهايتي ... ثم تنهدت بهدوء لتتجه نحو باب الغرفة لتتوقف امامه ملتفتة نحوها مرة اخرى ... نكمل كلامنا بعدين ارتاحي دلوقتى ... عن اذنك

ثم خرجت وتركتها وحيدة مازالت تحاول ايجاد معنى كلامها الاخير

سهام: ازيك يا روقة ... وحشانى والله

رقيات بلوم: يااااااه سهام عاش من شافك يا استاذة ... لسة فاكرة تسألي

سهام: حقك والله بس اعمل ايه ما انتي عارفة الشغل و تعبه غير اللي فى البيت عندي ... ابويا قاعدلى على الواحدة و مش بيردى يخليني اروح لحد غير آيات

رقيات بحنان: الله يكون فى عونك و يخليلك والدك ... ده بيعمل كده من خوفه عليكي

سهام بتنهيدة: عارفة والله ... المهم قوليلي هي آيات عدت عليكي امبـ.ـارح ولا النهاردة ؟

رقيات بدهشة: لا ... بتسألي ليه ؟

سهام بقلق: لا ده كده الموضوع مقلق بجد ... آيات مش باينة ... بقالها يومين مجتش الشغل ... جيت اشوفها النهاردة فى شقتها محدش فتح

رقيات: بسم الله الرحمن الرحيم ... استهدي بالله و ان شاء الله خير ... طب حاولتى تتصلي بيها ؟

همت سهام بالرد لكن قاطع حديثها دخول احدهم الى المتجر والذي لم يكن سوى آسر

آسر: السلام عليكم ... صباح الخير

حدقت كلاً من سهام و رقيات بآسر بدهشة من هيئته المزرية و المتعبة فلقد ظهر عيه افتقاده للنوم و تعبه و قلقه الواضحان ... همهة صدرت من كلتاهما رداً للتحية

آسر: ازي حضرتك يا مدام رقيات ... ثم اكمل بلهفة ... مت عـ.ـر.فيش آيات فين ؟ شوفتيها اخر مرة امتى ؟

رقيات بخوف: لا اله الا الله هو انت كمان بتدور عليها

آسر بتعجب: انا كمان؟

تحركت رقيات بنظرها نحو سهام ليفعل هو المثل ... لحظات حتى تعرف هو عليها و تذكر رؤيتها سابقاً برفقة آيات ليهتف بسرعة

آسر: انتي ... انتي صاحبتها مش كده ؟

سهام بتـ.ـو.تر: ايوة ... حضرتك استاذ آسر سبق و اتقابلنا فى شقة آيات

توجه نحوها و دون تفكير امسكها من مرفقها ليهتف بها

آسر: ايوة ايوة انتي صاحبتها ... ت عـ.ـر.في فين آيات ؟

شهام بخوف: لا يا افنـ.ـد.م انا جيت اسأل عليها لانها بقالها يومين مجتش الشغل بس ملقيتهاش فى شقتها

رقيات برعـ.ـب: هتكون راحت فين بس دي يا حبة عيني ملهاش حد

سهام: انا خايفة بس يكون لا قدر الله جرالها حاجة فى الشقة ومحدش حس بيها

رقيات بخوف: بعد الشر ... لا اذا كان كده يبقى لازم نشوف لنا حد يفتح الشقة ... ارجوك يا ابني اتصرف

قاطع حديثهم هذا رنين هاتف سهام لتتأفف و تجيب

سهام: ايوة يا مستر مازن ... اسفة على التأخير بس كنت بشوف آيات فين و بطمن عليها ... لا ملقيتهاش ... بس يا افنـ.ـد.م ... لا اقصد ... طيب طيب مسافة السكة يا افنـ.ـد.م مع السلامة

رقيات بلهفة: ها يا بنتي فى جديد ؟

سهام بغضب: لا يا روقة ده مديري قالب الدنيا عشان اتأخرت شوية ... بقاله يومين على اعصابه عشان مستر طائف مش باين هو كمان

التقطتت اذناه اخر ما تفوهت به سهام ليهتف فجأة

آسر: طائف مش موجود هو كمان ؟

زوت ما بين حاجبيها متسائلة عن سبب سؤال آسر ذاك و كأنه على معرفة سابقة بطائف

اومأت بهدوء لتشتعل بعيناه النيران قبل ان يستأذن سريعاً مغادراً المتجر

سهام: هو ماله ده كمان ؟

رقيات: معرفش يا بنتي ... انا قلقانة على آيات ليكون حصلها حاجة بعد الشر ... استر يااارب

بشركة العمري للاستيراد و التصدير

جلبة و ضوضاء استحوذت على انتباه مازن بمكتبه و الذي وصله اصوات مزعجة جعلته يتأفف متجهاً للخارج ليرى ما يحدث فيجد افراد الامن يحاولون منع احدهم من اقتحام مكتب طائف والذي لم يكن سوى آسر

مازن بصوت عالٍ وتهكم: آسر الرفاعي بنفسه مشرفنا ... خير ان شاء الله ايه سبب تشريفك لينا بالزيارة دي؟

اشار للأمن بالسماح له بالتقدم للداخل فأنسحبو جميعاً تاركين كلاً من آسر و مازن يقفان كلاً منهم نداً للآخر

آسر بإندفاع و صراخ: فين طائف يا مازن ... وديتو آيات فين ؟

مازن بدهشة: أفنـ.ـد.م ؟ ... طب طائف و فهمناها ... مالك ومال آيات بقى

آسر: تخصني ... آيات تخصني يا مازن ... كله الا هي

مازن: مش فاهم

آسر: مش لازم تفهم ... قولي وديتو آيات فين و الموضوع هيخلص

مازن ببرود: مش قبل ماافهم عايز منها ايه و ايه علاقتك بيها

آسر: مش شغلك يا اخي انت هتشاركني

مازن: يعني ايه مش شغلي ايه عايزها عشان تخلص عليها بجد المرة دي ... اطمن طائف هيقوم بالمهمة دي نيابة عنك

وبلمح البصر كان آسر يمسك بتلابيب مازن يهتف بشراسة

آسر: هقـ.ـتـ.ـله وراها ... هقـ.ـتـ.ـله لو لمس شعرة واحدة منها انت فاهم ... المرة دي مش هسامح فيها ... رقبته هتكون قصاد موتها ... وصله كلامي ده و فهمه اني مش بهزر ... ساااااااااامع

ثم القى بمازن ارضاً و خرج فى حين كان مازن بعالم آخر يحاول استيعاب تصرف آسر و عصبيته المفرطة اتجاه اذية آيات ... فما علاقته بها و لما يهتم ... و كيف يهتم بسلامتها فى حين كان هو من ارسل لقـ.ـتـ.ـلها

هب واقفاً ليلتقط هاتفه سريعاً محاولاً الاتصال بطائف لاخبـ.ـاره بجديد الامور لكن وجد هاتفه مغلقاً

مازن: يووووووه يا طائف وقت ده تقفل تلفيونك فيه

اما فى تركيا

بعث لها علا لتخبرها انه بإنتظارها على طاولة الغداء ... ومرة اخرى استعدت للنزول للاسفل وعند وصولها الى حجرة الطعام وجدت الوضع كما كان فى الافطار ... هو يجلس بهدوء على رأس الطاولة والتى رُص عليها اشهى انواع الطعام ... تحركت دون دعوة تلك المرة نحو احد المقاعد وسحبته لتجلس عليه و تشرع بتناول الطعام بهدوء و اتزان لتجده هو الاخر بدأ بتناول الطعام و شاركتهم علا تلك المرة الجلوس

تناولوا الطعام بصمت وانتهو منه ثم رفع الخدم الاطباق لتكون اشارة للجميع للذهاب كلاً الى طريقه ... آيات لغرفتها و طائف لمكتبه و عمله و علا لرعاية المنزل لكن كانت هى من اعترضت تلك المرة

علا: ابيه من فضلك كنت حابة نقعد سوا احنا التلاتة نتكلم شوية

رفع احدى حاجبيه بتعجب عند ملاحظته تخليها عن الالقاب فى وجود آيات لكن لم يعلق على هذا بل اردف

طائف: نتكلم ؟ خير فى حاجة

راقبت آيات حديثهم بصمت و كم كانت تتوق ان يرفض طائف دعوتها تلك فهى لا ترغب بشيء الان سوى ان تذهب لغرفتها تحتمى بها من بطشه

لكن نظرة من علا نحو طائف فهمها هو و اومأ بإستسلام غريب اثار تعجب آيات
طائف: تمام خلينا نقعد شوية نتكلم على الاقل ناخدو على بعض و علشان نتأقلم كلنا على التعامل سوا

اتسعت ابتسامة علا لتصفق بيداها بسعادة كالاطفال

علا: تماااام ... يبقى فيلم ممتع و فيشار و بيبسي ... ثوانى و هيكونو جاهزين

فغرت فاها عند استماعها لاقتراح تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة من وجهة نظر آيات على الاقل

سمعت نحنحة بجانبها لتجده ينظر لها بإهتمام وكأنه ادرك تعجبها من تصرف علا ليهتف مفسراً

طائف: احم ... علا قضت فترة كبيرة هنا لوحدها فتلاقيها بتتحمس لاى تجمع لأي نشاط ... عشان كده ياريت تحاولى تتأقلمي على اسلوبها و تفهميها

ثم توجه الى غرفة ما و دخلها لتتبعه هى بأنظارها قبل ان تتحرك نحو نفس الغرفة فتجدها حجرة واسعة تحتوى على اريكتان متقابلتان و تليفيزيون لوحي كبير يتوسط الغرفة

جلس على احدى الارائك ومازلت هى تقف منتصبة بمكانها لينظر لها نظرة بمعنى ان تأخذ لها مكان على احدي الاريكتين وبالفعل جلست على الاريكة المقابلة له

ساد الصمت للحظات قبل ان يقطعه هو بصوته الاجش لكنه بدا لها متـ.ـو.تراً الى حد ما

طائف: بخصوص اللي حصل النهاردة الصبح ... انى اتعصبت عليكي و كده كنت عايز آآ...

قاطعته هى ببرود

آيات: محصلش حاجة ومفيش داعي انك تبرر اللى حصل الصبح

طائف بإستنكار: ابرر؟ لا انتي فهمتي غلط .. انا مش مُلزم اني ابرر اصلاً كل الموضوع انى كنت حابب احذرك ان كلامك الكتير ده والتجاوز لو حصل تانى فموعدكيش اني هقدر اسيطر على نفسي ساعتها

ها قد عاد البركان للاشتعال بداخلها مرة اخرى بعد ان بذلت كل السبل لاخمادها و لو لفترة مؤقتة ... تباً له و لعجرفته تلك ... من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل

فى حين كان هو بداخله صراع حول ما كان على وشك التفوه به و ما نطق به بالفعل ... لا يدرك لما لا يمكنه التحكم بنفسه و بأفعاله فى وجودها ... هو لم يكن سيبرر لها ما حدث بل كان على وشك فعل ما لم يفعله بحياته ... كان على وشك الاعتذار منها لما بدر منه سابقاً لكن حديثها استفزه واخرجه عن طوره

كان على وشك العدول عما تفوه به و الاعتذار لكن قاطعه صوت تحطم زجاج ما ... هب من مقعده تتبعه آيات بفضول ليخرجا من الغرفة فيجدا علا تقف مسمرة مكانها وقد سقط منها طبق الفيشار وتحطم الى اجزاء صغيرة وتناثرت محتواياته ارضاً فى حين هى كانت تنظر له بصدمة ليتحرك نحوها يقف امامها فيلاحظ هاتفه بين يديه ... ساوره القلق لحظات ليسألها

طائف: علا فى ايه مالك ؟ تليفوني بيعمل ايه معاكي

نظرت له علا وقد وامتلأت عيناها بالدمـ.ـو.ع لتهتف بضعف

علا ببكاء: آسر ... اخويا
تسمر مكانه للحظات يطالعها بنظرات جـ.ـا.مدة قبل ان يتقدم نحوها عدة خطوات ليتناول الهاتف من بين اناملها و يرفعه على اذنيه ويردف و مازالت عيناه القلقة لا تحيد عنها

طائف: ألو ايوة يا مازن حصل ايه ؟

مازن بتـ.ـو.تر: آآآ طائف ... محصلش حاجة بس يعنى اصل آآآ...

زمجر طائف بصوت مسموع قبل ان يصـ.ـر.خ قائلاً

طائف: اخلص يا مازن و انطق ماله آسر

مازن بخوف: بصراحة بقى آسر عمل حادثة بعربيته و هو فى المستشفى دلوقتى و شاكين انها بفعل فاعل

اتسعت عيناه دهشةً لما قاله صديقه و تلى ذلك اغلاقه اياها عدة لحظات مسيطراً على اي مشاعر ساورته و محافظاً على جموده فى حين كان هناك من يراقب انفعالته بعينان كالصقر .. محاولة تشفي حقيقة ما يحدث من حولها ... من آسر هذا و ماذا حدث له ؟

اما الاخرى فقد زاد انهيارها فور رؤيتها لملامح طائف و قد ادركت ان مصابهم كبير ليعلو صوت بكائها و يعم رجاء المكان

مازن بجدية: طائف .. الموضوع باينله كبير .. قبل الحادثة آسر كان هنا

طائف مقاطعاً بدهشة: هنا فين ؟ فى الشركة ؟

مازن: ايوة جه هنا ... انا كمان اتفاجئت بيه لا وتخيل جاي ليه ... جاي يدور على آيات زي المـ.ـجـ.ـنو.ن و بيهددنا ان لو حصلها حاجة مش هيسكت

تدحرجت عيناه نحوها .. يطالعها بجمود لتبادله هي بنظرات تحدي و عناد

تنهد بصوت عالٍ قبل ان يتحرك لينفرد بنفسه في غرفة مكتبه ... تبعته علا بلهفة ليلتفت نحوها و يشير لها بيده ان تتركه وحده

دخل لغرفته و اغلق الباب خلفه ليقطع مراقبة آيات له فتتوجه هي بنظراتها نحو تلك المنهارة من البكاء ... تقدمت نحوها و فور ما اصبحت امامها ارتمت تلك الاخيرة بأحضانها و قد زاد نشيجها و ارتجاف جسدها تفاجأت آيات من فعلتها هذه لكن لم يكن هذا وقت الاندهاش لذا تداركت الموقف سريعاً و لم تجد مفر سوى ان تبادلها العناق و تشـ.ـد عليه فى محاولة لاحتوائها و تهدئتها

اما على الجهة الاخرى نجده ما زال يحادث صديقه بإهتمام

طائف بجدية: وهو حالته ايه دلوقتى ؟ حالته حرجة و لا ايه ...و بعدين هو عايز ايه من آيات ؟ يعرفها منين اصلا ً ؟ و يهمه فى ايه انها متموتش

مازن بحيرة: هو لسة فى العمليات و مش عارف و لا فاهم حاجة بخصوص سؤاله عن آيات و حاولت اتصل بيك كتير اول ما مشي من الشركة بس لقيت تليفونك مقفول و لما جمع معايا و عرفت اوصلك لقيت علا بترد عليا و صممت تعرف فى ايه

تنهد بتعب ليتهاوي على احد المقاعد .. احدى يديه تمسك بالهاتف والاخرى يضغط بها على الجزء العلوى من انفه ما بين عينيه المغمضتين ... فتحها بعد لحظات ليهتف بتصميم

طائف: مازن .. عايز اخبـ.ـاره لحظة بلحظة .. حالته عاملة ايه و عدى مرحلة الخطر و لا لا ... خليك متابعه و بلغني بكل جديد ... اما بخصوص سبب الحادثة فخلي رجالتنا تدعبس ورا الموضوع ده و يعرفو ايه الحكاية

مازن: تمام ... بس هو انت مش هتنزل مصر بقى ... انت شايف الوضع و آآآ...

طائف مقاطعاً بغضب: انزل مصر ايه دلوقتي انت مش شايف القلق و الجو عامل ازاى ... ده غير موضوع آيات اللي لسة مخلصش ده

مازن بمكر: طائف ... انت ملكش يد فى اللي حصل لآسر مش كده ؟

طائف بغضب و صراخ: انت اتجننت يا مازن ما انت عارف اني مستحيل افكر أضره او أأذيه

مازن بحيرة: بصراحة من ساعة حوار آيات و انت متغير يا صاحبي و مبقتش اتوقع افعالك

تنهد طائف بتـ.ـو.تر فصديقه محق بذلك لقد اصبح حاله حال شخص غريب هو نفسه لا يفهم ما يحدث له من تغيرات في وجودها

طائف بهدوء: نهايته ... تابع الاحوال اللي عندك و بلغني بالجديد اول بأول

مازن: تمام يا بوص ... سلام

طائف: سلام

اغلق الهاتف ليرميه على مكتبه بغضب ... عيناه نار مشتعلة و عقله لا يهدأ او يكل من التفكير و محاولة تفسير الاحداث من حوله و ايجاد حل لتلك المشاكل التي لا تلبث و تتعقد اكثر

و بأحدى غرف الفيلا كانت قد اصطحبت آيات علا بها لتهدئتها فنجد كلتاهما تقبعان فوق الفراش و قد هدأت علا قليلاً من نوبة البكاء لتنظر لها آيات بإبتسامة

آيات: ها هديتي شوية

اجابتها علا بصوت مبحوح من شـ.ـدة البكاء

علا بحزن: الحمد لله

آيات: الحمد لله على كل حال ... ثم اكملت بفضول لم تستطع التغلب عليه... هو .. هو حصل ايه ؟ اقصد يعني كنتي بتعيطي ليه ؟

علا بقلق: اصل اخويا حصلتله حادثة و مازن كان لسة مبلغني

آيات بدهشة: اخوكي ؟ انتي عندك اخ غير طائف ؟

علا بتوضيح: طائف يبقى اخويا فى الرضاعة لكن آسر اخويا من بابا و ماما الله يرحمهم

آيات: الله يرحمهم ... آسر ؟ اسمه آسر ؟

اومأت علا بهدوء وتنتفض بعدها بسبب طرق على باب الغرفة تلاه دخول طائف لتقفز نحوه تسأله بلهفة عن حال اخيها

علا: ابيه الله يخليك طمني آسر عامل ايه دلوقتى ؟

احتواها بحنان بين ذراعيه ليشـ.ـد على عناقها مطمئناً اياها فى حين كانت حدقتا آيات تكاد تخرجان من مكانهما لرؤيتها مثل هذا المشهد الغير مألوف بالنسبة لها

طائف: متقلقيش يا حبيبتي مازن متابعه اول بأول و هيبلغنا بكل جديد و ان شاء الله هيبقى تمام

اقشعر جسدها لنطقه بكلمة " حبيبتي " بتلك النبرة الحنونة المهتمة و تخيلت كونها هي من تتلقى مثل هذا الحنان و الاحتواء ... كم حسدت علا على وجودها بين احضان من يهتم و ينعى بها فى حين هي لم تجد مثل هذا الشخص و تلك الرعاية ... استيقظت و تنبهت لمجرى تفكيرها و تساءلت بدهشة ... أتحسد علا لوجود من يهتم بها فقط ام أنها تحسدها على كون هذا الشخص هو طائف تحديداً ... قاطع تساؤلاتها هذه صوت علا المطمئن لتنظر لها آيات بإهتمام

علا: معلش يا آيات خضيتك و تعبتك معايا بس آسر ده كان نصي التاني وتوأمي رغم اننا كنا مش فى نفس السن بس كأننا روح واحدة

زوت آيات حاجبيها بتعجب فهي لم يفوتها استخدام لفظ "كان" و " كنا " بمنتصف حدثها ... و تساءلت فى نفسها عن السبب

كادت ان تهم بترجمة حيرتها تلك الى سؤال لكن قاطعها طائف و الذي على ما يبدو انه مصمم على اصابتها بالجنون اليوم من تصرفاته وسلوكه الحنون الغير مألوف لها

طائف بتذمر طفولي: توأمك و نصك التاني ؟ و لمايكون سي آسر كده انا بقى ابقى ايه بالنسبالك ؟

ضحكت علا مرح قبل ان تحتضنه بحنان و تحتضن وجهه بكفيها لتردف بإمتنان

علا: انت اخويا و ابويا و حبيبي و صاحبي و سندي ... ربنا ما يحرمني منك يا طائف و يفرح قلبك يا رب

اخوة ؟ ... حقاً اخوة ؟ ... اذا لما كل هذه الاحضان و هذا التودد ... ان كانو اخوة حقاً فمشاعرهن بداخلهم معروفة لما اظهارها بهذا الآ... بهذا الاستفزاز ؟... ولما عليها رؤية مثل تلك المشاعر المبالغ بها ؟

تأففت بصوت عال جذب انتباههم لينظروا لها بدهشة من ضيقها الظاهر فتنحنحت بحرج و نهضت اخيراً من الفراش

آيات: احم ... عن اذنكم انا هروح اوضتى حابة ارتاح شوية ... ربنا يطمنك على اخوكي و يقوم بالسلامة ان شاء الله

و تحركت نحو باب الغرفة متجاوزة اياهم و مازالا على نفس الوضعية لتهتف بهمس فور خروجها من الغرفة

آيات: ايه عاجبهم الوضع ده اوي ... لازقين فى بعض زي الغرا ... ده لو كل الاخوات مسهوكين كده يبقى الحمد لله انى معنديش اخوات

ثم نفخت فى ضيق و اتجهت بعدها نحو غرفتها

فى حين بداخل الغرفة كان كل من طائف و علا تعتلى ملامحهم الدهشة لكنها اختفت من على وجه علا سريعاً لتستبدلها بإبتسامة واسعة

طائف: هي مالها ؟

هتف بها طائف بتساؤل و هو ينظر لمكان آيات الفارغ لتبتعد علا اخيراً عن احضانه و تهتف بمرح

علا بضحك: لا لا متخدش في بالك ... فترة و تعدي

نظر لها بدهشة قبل ان يفكر بداخله بإستسلام انه لو حدث و توصل الى فهم كل علوم الدنيا لن يستطع قط فهم تفكير النساء

في مصر و بإحدي المستشفيات الخاصة نجده يقبع فى جناح خاص و قد انتهى منذ ساعات من جراحته والتي لم تكن بالخطيرة ليظل بعدها عدة ساعات اخرى تحت تأثير المخدر و اخيراً افاق منه منذ وقت ليس بطويل

يستلقي بتعب على الفراش يحاول جاهداً بكل مـ.ـا.تبقي له من قوة اقناع الطبيب بضرورة مغادرته المشفي بأسرع وقت وسط معارضة شـ.ـديدة من الاخر واخيراً فاض الكيل به ليهتف بضيق

آسر: مش انت اللي تقولى اقعد ولا امشي ... انت واعي اصلاً انت بتكلم مين

الطبيب بعناد: و الله يا آسر بيه كونك مين دي فمليش دخل بيها ... انا هنا الدكتور و حضرتك مريـ.ـض يبقى هتنفذ كلامي و مش هتتحرك من هنا

نفخ آسر بضيق ليردف بهدوء

آسر: انت مش فاهم اللي بيحصل ... في واحدة حياتها فى خطر بسببي ولازم الحقها قبل ما يحصلها مصيبة

الطبيب: حضرتك اللي مش فاهم اللي بيحصل ... انت لسة طالع من عملية مش بسيطة و عايزني اسمحلك بخروج ... ده يبقى جنان

آسر: هكتبلك تعهد بإنك ملكش اي دخل بأي شيء يحصلي

الطبيب: انا مسئول انى احافظ على حياة المرضى بتوعي و اقسمت على ده ... الموضوع مش تقضية واجب و السلام

هم آسر بالاعتراض مرة اخرى لكن لم يسمح له الطبيب بذلك

الطبيب: انتهى الموضوع ... اسبوع وتقدر تخرج ... عن اذنكم

خرج سريعاً من الغرفة متجاهلاً صراخ آسر وتذمره

و اخيراً تدخل مؤنس المتابع لكل ما يحدث بصمت

مؤنس: حمد لله على سلامتك يا باشا ... متقلقش احنا هنقلب الدنيا عشان نلاقي الهانم بس لازم حضرتك تستريح وتاخد وقتك

تأفف آسر بضيق ليجيب

آسر: مفيش جديد عنها ؟

مؤنس: عيب يا افنـ.ـد.م اكيد فيه

آسر بلهفة: و ساكت كل ده ... انطق ... عرفت آيات فين ؟ هى كويسة ؟

مؤنس: الحقيقة يا باشا كل اللي وصلناله انها مع طائف و الظاهر كده انه لسة منفذش المراد

آسر بحيرة: يعنى ايه منفذش ؟ امال هما فين ؟ و اختفو ليه ؟

مؤنس: علمي علمك يا باشا بس الجماعة متضايقين اوي منه و شكلهم هيقلبو عليه قريب بسبب الموضوع ده

آسر محدثاً نفسه: و ايه اللي هيخليه مينفذش ... طائف مش بيتردد فى الحجات دي و سبق و عملها كتير ...ثم وجه حديثه لمؤنس ... و عرفت توصل لمكانه ؟

مؤنس: لا ياباشا للاسف دي لسة موصلتلهاش ده حتي باينله مقالش لمازن هو فين ... الولا اللي زرعته هناك فى شركتهم بيقول كده

آسر بأمر: خليك ورا الموضوع و متسيبهوش

مؤنس: تمام يا باشا بس هو احنا هنسيب اللي عمل العملة دي كده من غير حساب

آسر: قصدك ايه ؟

مؤنس: طائف ... اكيد هو اللي ورا اللعب في فرامل عربية سعادتك

آسر بتفكير: لا .. طائف ميعملهاش

مؤنس: و هو في غيره يا باشا

آسر بثقة: قولتلك مش طائف اللي ورا العملة دي

مؤنس: متآخذنيش يا باشا بس هيكون مين غيره يعني

آسر: يا غـ.ـبـ.ـي و هو من امتى طائف هو اللي بدأ بالشر ... ما انت عارف انه كان بيرد على اللي بعمله بس

مؤنس: نفسي افهم يا باشا ايه سر العداوة بينكم

تحولت ملامح آسر من اللامبالاة الي الغضب و الاشتعال ليجيب بحقد

آسر: حساب قديم بايت بينا ... ومسيره يقع بين ايديا ... ساعتها مش هرحمه

مش هرحمه

بتركيا

كانت تزرع غرفتها ذهاباً و اياباً غيظاً و حقداً منذ رؤيتها لهم بهذا الوضع الحميمي الاخوي

آيات لنفسها: اخوات ؟ دول حيالله اخوات فى الرضاعة ... ايه لازمة الاحضان بقى و السهوكة دي ... ثم هتفت تؤنب نفسها ... وانتي مالك يا آيات .. صحيح انا مالي و مالهم ان شالله يتجوزوا ولا يولعوا حتى ... بس برضو كانو مزودينها اوي .. يعنى هما كل الاخوات كده .. لا طبعاً ده انا ليا زمايلي مش بيطيقو يقعدو مع اخواتهم ساعة واحدة ... بس طبعاً اخ زى طائف يتلزق فيه اصلاً ... ممتاز ... برافو يا آيات ... دلوقتى بقيتي تشكري فيه وشيفاه يستاهل ... مبروك عليكي الجنان يا آيات ... ثم وقفت بمكانها لتهتف بغيظ ... لا ماهو انا مش هفضل بين اربع حيطان كده و بكلم نفسي ... مش هيتحرق دمي لوحدي ... انا انزل له واشوف اخرة الوضع ده ايه

خرجت من الغرفة متجهة نحو غرفته ... طرقت الباب لكن لا رد لذا خمنت انه بغرفة مكتبه ... تحركت للاسفل حتى وصلت الي الغرفة و قبل ان تطرق الباب سمعته من خلف الباب يهتف بغيظ ...

طائف: و ده وقت تقفل فيه موبايلك يا مازن ... لما اشوف المستشفى بنفسي بقى

طرقت الباب ليجيب اثناء اجرائه الاتصال

طائف: تعالي يا علا

زمت شفتيها بضيق لتهتف قبل دلوف الغرفة

آيات بغيظ هامسة: و هو مفيش غير علا معاك فى البيت ده

دلفت للداخل لتجده يوليها ظهره و يضع الهاتف على اذنه ... همت بالحديث ليقاطعها صوته الجـ.ـا.مد

طائف: مساء الخير كنت حابب أسأل على مريـ.ـض فى جناح 5 ... ايوة بالظبط الاستاذ آسر الرفاعي ... هو حالته ايه دلوقتى ... هو يبقى اخويا ... تمام ... تمام ... شكراً لتعبك ... لا مفيش داعي تبلغيه انا هكلمه بنفسي ... سلام

اغلق الهاتف ليتنهد بإرتياح قبل ان يلتفت ليجدها مسمرة بمكانها تنظر له بذهول فاغرة فاها ليهتف بتوجس و قلق متجهاً نحوها

طائف: آيات ... مالك ؟ في ايه ؟ ... لم تجب مما زاد من قلقه تقدم نحوها اكثر و امسك بكلتا يداها ليجدهم بـ.ـاردتين كقطعتا ثلج ... آياااات فى ايه ؟ بردانة كده ليه ؟ ... ثم سبح بعقله بعيداً للحظات ... علا فيها حاجة ؟

امتلأت عيناها الدمـ.ـو.ع ليفزع اكثر ... سحبها من يدها و توجه بها للأريكة ... احضر لها كوب ماء التقطته بأنامل مرتجفة

شربت الماء ليلاحظ ان الدماء عادت تضج بوجهها فتنهد براحة وسمعها تهمس

آيات: آسر

زوي حاجبيه بعدم فهم

طائف: ماله ؟

نظرت نحوه لتهتف دون وعي

آيات: هو نفسه آسر

طائف: مش فاهم ... ماله آسر و ايه جاب سيرته دلوقتى؟

شردت للحظات تنظر امامها فى اللاشيء ولم تجبه ليهتف هو

طائف بتفهم: اكيد علا صدعتك بآسر بسبب قلقها بس اطمني هو كويس

التفتت نحوه بحدة قبل ان تقفز واقفة و تهتف بفزع

آيات: بسببي ... اللي حصله ده بسببي

هب ليقف هو الاخر ينظر لها بدهشة

طائف: هو ايه اللي بسببك ؟ انتي الظاهر اعصابك تعبانة

امسكت بمرفقيه بكلتا يداه لتهتف به

آيات: انت مش قلت انهم مش هيهدو الا لما يقـ.ـتـ.ـلونى ... اكيد أذوه لما عرفو علاقتي بيه

اسودت ملامحه واكفهر وجهه لما نطقت به ليهتف بقسوة و صراخ مخيف

طائف: علاقتك بيه ... وانتي ايه علاقتك بيه ان شاء الله ؟

لم تعطي بالاً لسؤاله و تحركت بجنون بالغرفة تهتف دون وعى و ببكاء

آيات: كله بسببي كله بسببي انا ... لازم ارجع لازم ارجع مصر لازم اشوفه

تحرك نحوها ليقف امامها يسد طريقها و يمنعها من التحرك بجنون ... امسك بها من كتفاها واخذ يهزها بعنف و جنون

طائف: انتي هتنطقى و تقولي ايه علاقتك بيه ولا ...

قاطعته بغضب و نفضت كفاه عنها بحدة لتضـ.ـر.به بصدره عدة مرات

آيات بجنون: كله بسببك انت كله بسببك ... حياتى اتدمرت و مكفكش كده و بس لا كمان بتدمر حياة اللي بحبهم ... انت السبب انا بكرهك بكرهك

امسك بكفاها يمنعها من ضـ.ـر.به ليهتف بها بجنون هو الاخر

طائف: هو اللي دمر حياتك هو اللي كان هيقـ.ـتـ.ـلك وهو اللى خلاهم يفكرو يخلصو عليكي

ذهول شل اطرافها منعها عن الحركة و حبس الكلام بحلقها ... تنظر له بذهول و دهشة ... لا لن تصدق ما يتفوه به ... هو فقط يدافع عن نفسه برمي اللوم على الاخرين و الا فما ذنب آسر و ما دخله بما حدث لها

اكمل طائف موضحاً

طائف: هو اللي بعت ناس يخلصو علينا فى روما

حركت رأسها بقوة يميناً و يساراً تنفي بشـ.ـدة كلمـ.ـا.ته السامة ليهتف

طائف: هو اللي قلب البيت بتاعك وهددني من خلالك ... هو اللي فتح عيونهم عليكي و خلاهم يأمرو بقـ.ـتـ.ـلك ... هو السبب مش انا ... هو اللي كل همه عداوته معايا و مش حاطط فى اعتبـ.ـاره اي حد او شيء تاني

آيات بصراخ: كدااااااب كدااااااب ... آسر مستحيل يعمل كده ... مستحيييل سااااامع ... ثم اكملت بتساؤل ... انت انت تعرفه منين و عداوة ايه و ليه ... ليه آسر يشوفك عدو ليه ؟

صدح صوت باكي من خلفها يهتف بضعف ونـ.ـد.م و حسرة

...: بسببي ... بسببي انا
ساد الصمت ارجاء المكان و توقف كلاهما عن الصراخ لتجد آيات نظر طائف موجه بحدة الى ما خلفها فتلتفت هى الاخرى و ترى علا تقف على عتبة الغرفة تنظر لهما بنـ.ـد.م و حسرة ... وجهها تغطيه الدمـ.ـو.ع و جسدها لم يتوقف عن الارتعاش

كان طائف اول من استيقظ و ادرك حالة علا ليتجه نحوها سريعاً يتلقفها بين ذراعيه يهدهدها كالطفل الرضيع فى حين كانت هي تحاول الابتعاد عنه بلا فائدة ... حاولت مراراً و تكراراً الحديث وتبرير موقفها هى و طائف لآيات و التي اصبحت تراقبهم بدهشة تحولت الي غضب و انفعال بمرور الوقت ... واخيراً قطعت آيات هذا الجو المشحون و تلك النهنات التي اثارت اعصابها

آيات: ممكن افهم بقى ايه بيحصل هنا ؟ و كان قصدك ايه انك السبب

حدجها هو بنظرة غاضبة و كأنه يخبرها ان سؤالها ليس بوقته لتبادله هي نظرة تحدي و اصرار

آيات بغضب: متبصليش كده مش كفاية ورطت آسر فى شيء ملوش اي علاقة بيه لا و كمان بترمي بلاويك عليه

طائف بنبرة مكتومة و مازالت علا بأحضانه تبكي بألم: انا مش برمي بلاويا على حد لكن الظاهر انك شيفاني الشيطان الوحيد اللي فى اللعبة

آيات: لانك فعلاً كده ... شيطان و عايز تأذي اللى حواليك بأي ثمن و أي وسيلة

طائف بصراخ: ليه مريـ.ـض ... مـ.ـجـ.ـنو.ن ؟

همت بالصراخ هى الاخرى لكن تولت علا تلك المهمة ... دفعت بطائف جانباً لتصرخ بهم ببكاء

علا بصراخ: كفاااااية كفاية كده ... آيات طائف مغلطش ... آسر فعلاً هو اللي كان بيحاول يقـ.ـتـ.ـل طائف و كان السبب فى اذيتك انتي كمان ... ثم صمتت للحظات قبل ان تردف بحسرة ... و كله بسببي انا .. كله عشاني ... ثم كررت بهستيريا ... انا السببب ... انا السبب

فى ايطاليا

بأحدى قصور مدينة روما نجد شاب بالثلاثينات من عمره ذو ملامح مختلطة ما بين البشرة البيضاء و العيون الزرقاء اللون و ما بين خشونة و فحالة الشرق يقف بإحترام و ثبات امام رجل يبدو و كأنه بأواخر العقد الخامس من عمره ذو ملامح اجنبية خالصة يجلس على كرسي مزخرف و كأنه صُنع خصيصاً لاحدى الملوك ... بأحدي يديه يمسك عصا خشبية يعلوها مجـ.ـسم صغير لتنين مجنح

طرق الرجل بعصاه ارضاً لينظر نحو الشاب بغضب و انزعاج و ينطق بلهجة مصرية ضعيفة

الرجل الكبير: لغاية امتى ؟ لغاية امتى هصبر ؟ اظن اني استنيت كتير و مفيش جديد

الشاب: يا بوص انت عارف ان اكيد في سبب للانتظار ده

الرجل الكبير: مليش دعوة بالسبب انا اللي يهمني هو ان اوامري مش بتتنفذ ... يعني ايه أؤمر ان البنت تموت و الاقيها اختفت فى نفس اليوم لا و المسئول عن قـ.ـتـ.ـلها اختفى معاها ... الظاهر طائف اتجنن يا طوني و انت عارف نهاية الجنون ده ايه

طونى بتبرير: يا بوص طائف عمره ما خالف امر ليك ... اكيد عنده مبرر لاختفاؤه ... اوعدك ان مش هيطلع عليا صبح الا و هكون وصلتله و عرفت هو ناوي عليه

الرجل الكبير: يكون احسنله ... ثم حدجه بنظرة تحمل تهديداً له ... و احسنلك

تنفس طونى الصعداء ففى حين اختفى صديقه الصدوق و رفيقه طائف بصحبة فتاة مُطالب بقـ.ـتـ.ـلها يقوم هو الان بالدفاع عنه و تبرير افعاله لدى رئيسهم

تنحنح ليردف بتساؤل

طوني: احم ... طب و بخصوص آسر يا بوص تؤمرني بأيه ؟

الرجل الكبير بسخرية: آسر ... الشاب الطايش بتاعنا ... سيبه دلوقتي فى حاله و هشوف بعدين هتصرف معاه ازاى ... كفاية قرصة الودن اللي خدها

طوني بضحك: مش فاهم يا بوص ... حقيقي انت ليه امرت رجالتنا يعملو معاه الحركة دي

الرجل الكبير بغضب: الباشا اتجرأ و كلمني ... بيهددنى لو مسيبتش البت فى حالها هيوريني شغلى كويس

اتسعت عينا طونى دهشة و قلق

طوني: اتجنن ده و لا ايه و بعدين مش هو اللي خالف الاوامر من الاول و لسه شايف طائف عدوه

الرجل الكبير بضحكة صفراء: ماهو اللي عمله طائف برضو مش شوية

طونى بمكر: ما هي كانت اوامرك يا بوص

حرك كتفاه لاعلى و لاسفل ببراءة مصطنعة

الرجل الكبير: و انا مالي ؟ كنت قولتله انه يقـ.ـتـ.ـل اخته ؟

ظلت بحالة هستيرية لفترة ليست بالقليلة و طائف يحاول تهدءتها فى حين ملت آيات من مراقبتهم لتتركهم بعد فترة متجهة بغضب نحو غرفتها

هدأت علا بصعوبة و تمالكت نفسها لتردف بهدوء

علا: طائف انا شايفة انك لازم تفهمها كل حاجة و تعرفها اللي بينك و بين آسر لانها من الواضح انها على علاقة بيه فعلاً

طائف بغضب: مفيش داعي انها تعرف اي حاجة ... باين اوي انها كانت بتخدعنا كلنا و مش بعيد تكون بتستغفلنا و بتعمل كل ده لصالح آسر

علا: معقول انت اللي بتقول كده ... مانت عارف وضعها ايه دلوقتى و كان هيحصلها ايه فى روما

تنهد بحيرة و تحرك بتـ.ـو.تر ذهاباً و اياباً بالغرفة

طائف: مش عارف ... حاسس انى متلغبط وان فى حاجة غلط فى الموضوع ... آسر يحاول يقـ.ـتـ.ـلها و يهددها و بعدين يروح لمازن و يبلغه ان لو حد مسها ولا أذاها مش هيرحمه و دلوقتى هى بتقول انها تعرفه و مش قادرة تصدق انه السبب فى كل ده

علا: حاجة تحير فعلاً بس يمكن هو مكنش يعرف انها هى اللي بتشتغل معاك

نظر لها طائف بتفكير

طائف: تفتكري ؟

اومأت بهدوء

علا: مفيش تفسير للي بيحصل الا ده

اومأ هو الاخر ليسود الصمت المكان قليلاً و يجلس بجانبها يردف متسائلاً بحذر

طائف بفضول و قلق: تفتكرى ايه ممكن تكون العلاقة بينهم ؟

نظرت له علا محاولة تشفي سبب سؤاله و القلق الظاهر عليه

علا بمكر: آيات و آسر ؟ مش عارفة ... بس كون آسر راح لمازن و هدده انه يأذيها فأظن انها تهمه جداً

طائف بضيق: قصدك انها ممكن تكون ...

علا: بيحبها ... ممكن تكون حبيبته

قفز كالملسوع فور نطقها بلفظ "حبيبته" و كأنها بكلمتها تلك قد جعلتها ملك لآسر للابد

ليهتف بعنف

طائف بعنف: على جثتي ... يبقى يقربلها و لا يفكر حتى فيها مجرد تفكير

وقفت علا لتهتف بإعتراض

علا: و لوطلعت هى كمان بتحبه ... هتعمل ايه بقى... طائف بلاش جنان الله يخليك و اهدى شوية

طائف دون وعي: آيات بتاعتي انا انتي فاهمة

تهللت اساريرها لترتسم ابتسامة واسعة على ثغرها جعلته يدرك ما تفوه به بإندفاع و دون تفكير

علا: انا كنت ملاحظة ده بس كل مرة بقول يمكن احساسه بالواجب و انه اللى اتسبب انها تبقى فى الوضع ده هو اللي بيخليه تحميها و يفضل جنبها بس طلعت صح

التفت سريعاً يوليها ظهره محاولاً التحكم بأعصابه و ترتيب افكاره فور اعترافه بملكيته اياها ... لما هذا الاضطراب ولما الغضب و الثورة فور تخيله انجذابها لآسر بل لأي رجلاً آخر أيعقل انه...

علا: بتحبها

التفت نحوها مرة اخرة ليهتف بحدة

طائف: مستحييييل انتي اتجننتي

علا بإستمتاع: امال بتسمي حالتك ايه لما قالتلك انها تعرف آسر و على علاقة بيه و لا لما قولتلك انهم احتمال يكونو بيحبو بعض

طائف بتـ.ـو.تر: آآآ...

علا: طائف لو كدبت على اي حد تاني او حتى على نفسك فمش هتكدب عليا انا اختك و حفظاك كويس اوي وشايفة اهتمامك بيها و الدليل هو انك خالفت الاوامر عشانها و عشان تحميها منهم ... عشان كده بقول انها لازم تفهم كل حاجة و تعرف المستخبي كله ... مش هقول انها هتشوفك ملاك بس على الاقل مش هتشوفك الشيطان الوحيد فى الحكاية

نظر لها بتفكير محاولاً تقبل وجهة نظرها من حيث مشاعره نحو آيات و التي لم يكن هو نفسه على دراية بها حتى تلك اللحظة

مازن: حمد لله على السلامة

نطق بها مازن فور دلوفه لغرفة آسر بالمشفى لينظر له آسر بغضب و يعتدل جالساً على الفراش

آسر بغضب: جاي ليه ؟ تشمت فيا

مازن بسخرية: تؤتؤتؤ ليه بس الظن الوحش ده ... بقى ده جزاتي ... شوف وانا اللي قولت ان عيب تكون فى المستشفى عامل حادثة و مجيش اشوفك

آسر بتهكم: لا فيك الخير ... اخلص و قول عايز ايه

مازن بجدية: ايه علاقتك بآيات ؟

آسر بإهتمام: ميخصكش يا مازن ... قولتك تخصني و بلغ طائف بده احسن له

مازن بغضب: ما تشيل طائف من دماغك بقى و كفاية غل و حقد

آسر بغضب: غل و حقد ... امال لو مكنتش عارف ايه سبب عداوتنا كنت قولت ايه

مازن بدفاع: غلطة و نـ.ـد.م عليها يا اخي ايه مبتغلطش

آسر: غلطته مش هترجعلى اختى و لا سنين الوجع اللي شوفتها من بعد موتها ... و لو نـ.ـد.مان فعلاً خليه ميكررش غلطته و يسيب آيات

مازن بمكر: ياااااااه للدرجة دي تهمك

آسر: و اكتر من كده ... ثم اكمل بهدوء ... بلغه يا مازن كفاية كده كفاية اوي لان المرة دي مفيش نـ.ـد.م ولا رحمة ... المرة دي مش هفتكرله لحظة واحدة كان فيها اكتر من اخ ليها ... المرة دي مش هشوف غير شخص حرمني من البنت الوحيدة اللى قلبي دق ليها

مضت تلك الليلة الصعبة على الجميع ببطئ ليأتي صباح جديد بآمال جديدة عله يبعث بداخلهم بعضاً من الراحة و الهدوء

تململت بفراشها بعيون منتفخة من شـ.ـدة البكاء لم تذق طعماً للنوم بعد احداث الامس و كم المعلومـ.ـا.ت التي صدمتها بأقرب الناس اليها ... آسر صديق طفولتها دائم الترحال ... قضت الليلة السابقة فى تذكر فترة طفولتها علها تجد ما قد يجعلها تُكذب ما قيل بالامس لكن بلا اية فائدة فلقد تباعدو كثيراً فى فترة معينة خصيصاً اخر سبعة سنوات ... تذكرت اتيانه على ذكر اخته الكبرى و التي قضت سنوات عمرها كاملة بالخارج ... فقط هو من كان يستطيع مرافقة والده عند زيارته مصر لمراجعة اعماله بها ... تنهدت بتعب قبل ان تعتدل جالسة و مازال عقلها شارد تحاول استيعاب ان تلك الشقيقة ما هى سوى علا شقيقة طائف بالرضاعة ... دائرة مغلقة معقدة ... لكن لما تتواجد بجانب طائف لا آسر و ما سبب تلك العداوة بينهما ... أيمكن حقاً انه اراد اذيتها ؟ قطع سيل تساؤلاتها تلك طرق على باب غرفتها لم تجب الطارق لرغبتها بالانفراد بنفسها لكن عاد الطرق مرة اخرى و قد زاد اصراراً لتسمح له بالدخول فتجدها علا تنظر لها بإبتسامة صغيرة

علا: صباح الخير ... ممكن ادخل ؟

تجاهلتها و لم تجب لتتنحنح تلك الاخيرة قبل ان تدخل بالفعل الى الغرفة و تغلق خلفها الباب

تطلعت آيات نحوها بدهشة لتراقبها تتجه نحو الفراش بخطوات بطيئة و تجلس على طرفه

علا بهدوء: ممكن نتكلم شوية ؟

آيات بحدة: مفيش بينا اي كلام

علا: ما هو مش معقول هنفضل كده طول فترة وجودنا سوا

آيات: اطمني الفترة مش هتكون طويلة زي ما انتي متخيلة

عقدت حاجبيها لتهتف بتساؤل

علا: يعني ايه؟ مش فاهمة

آيات: يعنى انا هطلب من طائف بيه اني ارجع مصر و بعد كده هكون مسئولة عن سلامتي بنفسي

علا: بلاش تهور يا آيات الموضوع مش لعبة زي ماانتي متخيلة الناس دي مبتهزرش ... فى لحظة هتلاقي نفسك بين ايديهم و هيخلصو عليكي

آيات بحسرة: هما ولا آسر ؟

علا بحزن: آسر مش عايز يأذيكي الموضوع كله كان سوء تفاهم

آيات بتهكم: سوء تفاهم كان هيتسبب فى موتي

علا: تهوره هو السبب لكن صدقيني هو هيتجنن عليكي و اظن انتي ادرى بعلاقتكم

آيات: علاقتنا؟ لا الواضح انى الوحيدة اللي طلعت غـ.ـبـ.ـية

علا: صدقيني مش لوحدك ... انا حسيت بنفس احساسك ده فى يوم من الايام

نظرت لها آيات دون تصديق لتكمل

علا: دلوقتي او بعدين لازم ت عـ.ـر.في الحقيقة فأفضل ت عـ.ـر.فيها مني احسن ... زمان عيلتي و عيلة طائف كانو اصحاب جداً عشنا طول حياتنا فى امريكا .. الفيلا بتاعتنا كانت جنب فيلا العمري .. عيلة طائف ... اتربينا سوا طائف اكبر واحد وانا اصغر منه بسنة الا شهر ... رضعنا على بعض و بقينا اخوات ... رغم فارق السن الصغير بس دايماً كان طائف اكبر من سنه حسسني انه اكبر مني بسنين ... المهم بعد خمس سنين بقى ليا اخ تاني ... آسر ... جه آسر و اتوليت انا تربيته بعد وفاة ماما اثناء الولادة بقيت انا امه و اخته و طبعاً كل ده بمساعدة طائف... كبرنا سوا و شوية شوية كل واحد انشغل بحياته و مستقبله لغاية ما قررت ادخل كلية الحقوق لقيت معارضة كبيرة من بابا و والد طائف بس طائف و آسر كانو معايا و اقنعوهم ... طائف دخل هندسة و آسر زيه ... اتخرجنا و من هنا اتغير كل حاجة

بدأ طائف و آسر يشتغلو مع بابا و ابو طائف كانو دايماً يتعاركو و فى مشاكل مستمرة لغاية ما جت فترة و بعدنا خالص عن بعض كل واحد خد جنب من التاني ... مكنتش فاهمة ايه بيحصل ... عدت الفترة دي و انتهت المشاكل فجأة وبعد سنة سمعت بابا بالصدفة البحتة بيتكلم فى التليفون

فلاش باك

ابو علا: انت بتستهبل يا معاذ ... لا طبعاً مينفعش ادخل الشحنة لوحدي ده انا اروح فى الرجلين كده ... لا مينفعش .. طائف و آسر لسة عضمهم طري مش قد شحنة زي دي ... لالا اتصرف و كلم البشوات يشوفو حل .. البوليس عينيه مفتحة اليومين دول و دي صفقة اسلحة و هيروين مش لعب عيال ... تمام كلمهم و بلغني بالجديد ... سلام

نهاية الفلاش باك

علا ببكاء: ساعتها حسيت ان الارض بتتهز تحتيا ... تايهة ... بابا قدوتى ومثلي الاعلى ... اخواتي وسندي .. كلهم مجرمين ... لقيت كل الابواب بتتقفل قصادي كنت لسة صغيرة و مش قادرة استوعب حجم المصيبة ساعتها افتكرت اعتراضهم على دخولى كلية الحقوق وازاى كان مبيعجبهمش انتقادى للمهربين و الخارجين عن القانون ... فهمت كل حاجة و اتكسرت .. كنت طول عمرى البنت اللى اخواتها فى ضهرها لا حد اذاها ولا عمرها اتخدعت او اتجرحت وساعة ما تيجي الضـ.ـر.بة تكون من اقرب الناس ليكي ... اتسمرت مكانى معرفتش اتصرف ... اول حد جه فى بالي كان طائف جريت عليه و رده كان انه مجبور على الوضع ده و وعدني انه لفترة معينة و الكابوس هينتهي و ان ده كان سبب المشاكل المستمرة فى اول شغله مع باباه و بابايا حاول يهديني و فضل معايا لغاية ما حاولت اتقبل الوضع وان كان من غير ما اقتنع

بعدها حصل بالصدفة ان آسر عرف انى عرفت ... وقتها فهمت منه ان بابا و ابو طائف هددوهم بيا و ان لو رفضو يشتغلو معاهم الكبـ.ـار هيصفونا كلنا وقتها شوفت الدنيا سودا قدامي و كان كل غضبي و كرهي متوجه لبابايا و ابو طائف و ده خلانى اتهور واخد اكتر قرار نـ.ـد.مت عليه

آيات ببكاء و صدمة: قرار ايه ؟

علا ببكاء: ابلغ عن الشحنة

شهقت آيات بفزع من تصرف علا و جرأتها لتهتف علا سريعاً

علا ببكاء و انهيار: غصب عني مكنتش بفكر غير في انه دمر حياتى و حياة اخواتى و مكنش قدامي غير اني اعمل كده وخصوصاً اني اتأكدت انهم مش هيكون ليهم علاقة بالشحنة دي

آيات: و ايه حصل ؟

علا: بلغت و اتقبض على الشحنة بس ساعتها حصل اشتباك مع البوليس و بابايا و ابو طائف مـ.ـا.تو

ازداد بكاءها عند تذكرها تلك الاحداث الصعبة لتنظر آيات نحوها بصدمة

علا: كنت فاكرة ان الحكاية انتهت و كان التمن موتهم ... تمن غالي هفضل انـ.ـد.م عليه طول عمري بس ياريت كانت دي النهاية

نظرت آيات لها بتساؤل لتحاول علا تمالك اعصابها و تكمل

علا: عدت ايام بعد الجنازة و كل واحد فينا اخد جنب ... آسر و طائف كانو عارفين انى اللى بلغت لان مكنش فى حد غيري عرف بالشحنة ... و فى يوم انفجر آسر فيا و بين كلامه قالها صريحة انى اللي بلغت عن الشحنة و ده كان فى وجود مراقبة من العصابة ... ضحكت بسخرية ... او اللى كنت فاكراهم مجرد عصابة مش مافيا .. المهم ... الاخبـ.ـار وصلتلهم و امروا اني سبب خسارتهم و خطر عليهم فلازم اموت

سكتت لحظات لتهتف آيات

آيات: بس انتي عايشة مموتيش

علا: بفضل طائف ... طائف كان عارف انهم مش سهلين و مستحيل يتغاضو عن اللى حصل عشان كده بلغهم انه هيكون المسئول عن قـ.ـتـ.ـلي وانه هينفذ بنفسه انتقاماً مني للي حصل لابوه

آيات بتوجس: و آسر ؟

تنهدت علا بضيق

علا: آسر ... آسر كان بين نارين ... كان لسة صغير متهور و طايش ... كان تايه ... و طائف كان عارف و متوقع ايه هيبقى رد فعله لو عرف بقرارهم .. عشان كده خبى عنه و مجبش سيرة بخصوص موتي ... كل ده تم وانا معرفش اي حاجة ... كنت لسة تايهة بين موت بابا و تسببي فى موت ابو طائف و اتهام آسر ليا لغاية ما حصل انى نمت فى يوم و صحيت لقيت نفسي هنا ... فى الفيلا دي ووقتها فهمت كل حاجة من طائف و انه دبر الموضوع كله و عمل مسرحية عشان يظهرلهم اني مت

آيات: و آسر ميعرفش انك لسة عايشة ؟

علا: لو عرف مش هيسكت والنتيجة موتنا كلنا

آيات بحدة: فالافضل انه يفضل كاره طائف و بيتعذب بسبب موتك و ممكن فى لحظة ينجح انه يقـ.ـتـ.ـله عشان ينتقم منه ليكي

علا: طائف عامل حساب لكل حاجة

آيات: كان يقدر يبلغ عنهم وقتها و مكنش فى داعي لكل ده .. كان ممكن يعترف بكل حاجة للبوليس بعد ما مسكو الشحنة

علا: طائف كان عايز ينتقم لموت ابوه و ابويا ... كان عارف انهم هيقدرو يخرجو منها زي الشعرة من العجين ... دول ناس واصلة و مش سهل يقعو

آيات بإنهيار: و انا ؟ ذنبي ايه فى كل ده ؟ ليه دخلتوني فى الدوامة دي

علا: آسر كان هدفه طائف و بس مكنش يعرف ان سكرتيرته معاه ولما عرف مكنش يعرف انك هي

آيات: و دلوقتى ايه الحل ؟ مش معقول هفضل هنا للابد ولا اخوكي هيفضل يحميني منهم على طول

علا: اطمني طائف عمره ما هيتخلى عنك زي ما عمره ما اتخلى عني

آيات بإندفاع: انتي اخته

علا دون وعي: و انتي حبيبته.
علا دون وعي: و انتي حبيبته

لم تتلقى اي رد من آيات لتنظر لها و قد ادركت فداحة ما قالته لكن لم تجد اي دهشة او رد فعل منها رمشت عدة مرات لتهتف بقلق

علا: آيات .. انتي كويسة

طالعتها آيات بدهشة

آيات: انا كويسة انتي اللى فيه ايه سكتي مرة واحدة

علا بحذر: معلش سرحت شوية كنا بنقول ايه

آيات: كنتي بتقولى ان طائف مش هيتخلى عني زي ما هو متخلاش عنك ... بس زي ما قولتلك انتي اخته و بعديها سكتي

علا بفرح: سكت ... يعنى انا مقولتهاش بصوت عالي

آيات بإستغراب: مقولتيش ايه بصوت عالي ... فى ايه ؟

علا بفرح: مفيش مفيش متخديش فى بالك ... المهم ان طائف مستحيل يمل ابداً من حمايتك

آيات: و لغاية امتى الوضع ؟

علا: لغاية ما ربنا يحلها من عنده ... كل اللي طلباه منك انك تحاولي تهدي شوية و كفاية عراك مع طائف

آيات: بتدافعي عنه و كأنه مش السبب فى اللي احنا فيه ... سواء راضي بالوضع او لا بس هو مش ملاك و فى نظري هو مجرم

تنهيدة حارة خرجت من علا لتهتف

علا: الحياة مش قفش يا آيات مش كل حاجة يا غلط يا صح فى وسط بينهم

آيات: انا اتربيت على ان مفيش وسط ... اتربيت ان الحياة يا ابيض يا اسود
و حياة طائف كلها اسود فى اسود

حركت علا رأسها بيأس لتهتف

علا: طب ممكن تقومي تاخدي دش كده و تفوقي شوية و انا هنزل عشان احضر الفطار و ارجوكي بلاش تحتكي بطائف النهاردة بالذات

عقد حاجبيها بحيرة متسائلة

آيات: واشمعنى النهاردة يعنى ؟

علا: الظاهر كده الناس اللى شغال تحت ايديهم صبرهم بدأ ينفذ و هيتحركو

نظرت لها آيات بتـ.ـو.تر

آيات: يعني ايه ؟ هيبعتو حد عشان يقـ.ـتـ.ـلنى

علا: محدش يعرف مكانا هنا...القلق على طائف اللي لازم يظهر ويحاول يبرر اختفائه و اختفائك كمان والا هيعتبروه خاين و آآ...

آيات برعـ.ـب: و ايه ؟

علا بقلق: عقاب الخيانة الموت

شهقت بفزع لتتسع حدقتاها فى خوف و قلق

آيات: ده جنون ... هما فاكرين نفسهم مين ... احنا في غابة ولا ايه

علا: عشان كده بقولك متحتكيش بيه النهاردة لانه مش حمل اي جدال او نقاش ... خليه يعرف يفكر فى حل لوضعنا ده

اومأت آيات على مضض لتتنهد علا براحة قبل ان تتجه مغادرة الغرفة فى حين ظلت آيات على وضعها تفكر فى وضعهم ذاك و خطورته عليهم جميعاً

طوني: مازن ده مش وقت لعب ... اندريه صبره نفذ و عايز طائف يظهر من تحت الارض

مازن بتـ.ـو.تر: قولتلك يا طوني معرفش راح فين بقاله يومين مش ظاهر

تأفف بصوت عال و تحرك بغرفته محاولاً ترتيب افكاره و توقع اين قد يكون صديقه ليهتف بمازن على الطرف الاخر من الهاتف

طوني: عايز تفهمني يا مازن انك متعرفش فين اراضيه و لمدة يومين ... ده انت اقرب صاحب ليه

مازن: مش هكون اقرب منك ليه و هقولهالك تانى انا معرفش عنه حاجة

طوني بإقتضاب: طب و البت ؟

مازن بغباء مصطنع: بت مين ؟

طوني بحدة: ماااازن

مازن بإستسلام: مالها يا طوني مالها آيات ؟

طوني: يا سلام يعني مش عارف انها مختفية

مازن: طوني انت عايز ايه ؟

طوني بغضب: عايز الحق طائف عشان واضح انه اتجنن و هيودي نفسه في داهية ... خفيتو البت فين يا مازن و تطلع مين دي عشان الباشا يخاطر بنفسه عشانها ... لا ومش كده و بس لا آسر كمان يهدد اندريه لو مسبهاش فى حالها

مازن بدهشة: انت بتقول ايه ؟ آسر هدد البوص

طوني: عايز تفهمني انك كمان متعرفش بده ... مازن الموضوع بيكبر و لو طائف مظهرش و خلص على البت دي مش هعرف اساعده ... انا بحاول اكسب وقت ... بلغه بكده و قوله طوني بيبلغك ان الوقت لسة مأزفش ... فاهمني يا صاحبي

مازن بقلق: فاهمك يا طوني و هبلغك لو كلمني او عرفت عنه حاجة

تنهد طوني بيأس من محاولة انكار مازن معرفته بمكان صديقه

طوني: مفيش فايدة يعنى مش عايز تنطق وتقول هو فين ... على العموم انا عملت اللي عليا ... سلام

مازن: سلام

ثم اغلق الهاتف ليردف لنفسه بقلق

مازن: و بعدهالك يا طائف نهاية اللي بتعمله ده ايه يا صاحبي

بالمشفى

آسر بدهشة: تركيا ؟

مؤنس: ايوة يا باشا انا اتأكدت بنفسي انه سافر من يومين و بطيارته الخاصة

آسر: كان لوحده ولا معاه حد

مؤنس: ياباشا دي كانت معجزة اننا وصلنا لمعلومة سفره فأكيد مقدرناش نعرف اذا كان فى حد معاه ولا لا

تنهد آسر بقلق ليشرد بعد ذلك فى امر ما و قد تسرب اليه القلق و الريبة

آسر: فيه حاجة غلط ... طائف مش غـ.ـبـ.ـي عشان يسيب وراه اثر زي ده و يخلينا نعرف نوصله بسهولة

مؤنس تأففاً: سهولة ايه ياباشا ده انا طلع عيني لغاية ما وصلت لمكانه

آسر مؤكداً: لو طائف عايز يخفي مكانه فأنت لو وقفت على ايدك و رجلك مستحيل تقدر توصله

مؤنس: تقصد ايه يا بوص

آسر بغموض: طائف عايزني اوصله ... بس ليه ؟

مؤنس: اسمحلي ياباشا بس هو لو كان قاصد يسيبلك دليل على مكانه فالبشوات الكبـ.ـار هيبقى سهل عليهم هما كمان انهم يوصلوله و ساعتها هيبقى مفيش داعى لكل اللي هو عمله و اختفاؤه ده

آسر بمكر: كلامك صح الا اذا كان بيتحكم فى المعلومة اللي بتتسرب و كونها بتتسرب لمين

مؤنس: يعنى ايه ؟

آسر: يعنى طائف هو اللي زق حد عشان يبلغك انت مخصوص بمكانه و حدد ايه اللي يتقال و ايه اللي ميتقالش

مؤنس بحيرة: بس ليه كل ده ؟ ليه عايزك توصله

آسر بتفكير: مش عارف ... مش عارف

ثم اردف بعد فترة آمراً

آسر: مؤنس احجزلى على اول رحلة لتركيا فوراً و حاول تعرفلي هو موجود فين تحديداً

مؤنس بعزم: عينيا يا بوص

ثم غادر تاركاً رئيسه يحدق بالفراغ و يهمس بغموض

آسر: طول عمرك عامل حساب كل حاجة وبتحسبها بالورقة و القلم يا ترى بتفكر في ايه يا طائف و ايه غرضك فى اني اوصلك

بتركيا

علا بإبتسامة: صباح الخير يا ابيه

نطقت بها علا فور دلوفها لغرفة طائف فتجده ينهى ارتدائه لملابسه و يرش القليل من عطره الرجولى

نظر لها ليجدها تتأمله بإبتسامة ليبادلها اياها قائلاً

طائف: صباح النور ... مش ملاحظة انك امبـ.ـارح استغنيتي عن ابيه دي و كنتي بتناديلي طائف ... رجعتي ليه تقوليها تاني .. دي هي سنة واحدة يتيمة بيني و بينك

تقدمت نحوه لتقف امامه و تعدل من ياقة قميصه قائلة بمرح

علا: و لو ... حتى لو كنت اصغر مني بسنين هتفضل برضو الكبير و هفضل اقولك يا ابيه على طول

نظر لها بحنان لتزين الابتسامة وجهه و يرفع احدى كفيه يلمس به وجنتها ... قبل ان يبتعد عنها ليجلس على الفراش يرتدي حذاءه

تنحنحت فجأة لتردف بجدية

علا: احم ... طائف كنت عايزة اقولك حاجة

همهم يحثها على اكمال حديثها دون النظر ناحيتها

علا بتـ.ـو.تر: انا حكيت لآيات كل حاجة

توقف عن ربط حذاءه لينظر نحوها بحدة و قد اختفت معالم الارتياح و الحنان من على وجهه

ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر ونظرت نحوه بقلق

علا مبررة: كان لازم تعرف يا طائف و انا شايفة انك متردد تحكيلها عشان كده اخدت انا الخطوة دي

اومأ لها بهدوء ليبعد نظره عنها و يحدق امامه بشرود ويهتف بعد فترة بصوت هادئ و ان كان يشوبه بعد القلق

طائف بتلعثم: وآآآ ... و ايه كان رد فعلها ؟ قالت ايه ؟

تنهدت بصوت عال قبل ان تقترب منه لتقف امامه و وضعت يدها على احدي كتفيه و كأنها بهذا تقدم له الدعم

علا: اتفاجئت و مكنتش مصدقة ان كل ده حصل ... كنت شايفة فى عينيها تعاطف مع اللي حصلنا كلنا بس آآآ...

طائف مقاطعاً بتهكم: بس ده مغيرش من انها شيفاني مجرم

علا بسرعة: طائف حبيبي ده طبيعي و خصوصاً انها متعرفكش كويس بس لو عرفتك و عرفت ده جواه ايه ... مشيرة الي قلبه ... اكيد هتغير فكرتها عنك ... متنساش انا كنت عاملة ازاى اول ما عرفت الحقيقة

امسك بيداها الموضوعة على كتفه لينظر لها بجمود ادركت هى ما وراءه من قلق و نـ.ـد.م

طائف: بس سامحتيني ... مش كده ؟

اجابته بإبتسامة حنونة و احاطت وجهه بكفيها لتهتف بتفهم

علا: و هي كمان هتسامحك يا طائف ... مسيرها تعرف باللي جواك و تسامحك

طائف بجمود: صعب

علا: مفيش حاجة صعبة على ربنا ... بس لو تطاوعنى يا طائف و تقولها على اللي حاسه ناحيتها

ابعد يداها عن وجهه لينهض متجاوزاً اياها و قد عاد لمزاجه الحاد

طائف: اقولها على ايه ... انتي صدقتي اللي قولتيه امبـ.ـارح ده ... ده مش حب يا علا ... ممكن مسئولية او نـ.ـد.م بس مش حب ... هي متنفعنيش ولا انا انفعها ... مش دي اللي تملك طائف العمري

ثم تركها مغادراً الغرفة لتنظر هي فى اثر و تهتف بغيظ

علا: اهدي و ألين هنا الدنيا تبوظ فى الناحية التانية ... مسئولية و نـ.ـد.م ؟ ... ماشي يا طائف ... استلقى وعدك بقى من اللي هتشوفه قدام ... و ساعتها مش هبقى فى صفك ... مستحيل اخد صف اخويا ضد اخويا التاني ... وقتها هي اللي هتختار

فى غرفة الطعام

دلفت آيات للداخل لتجدهما فى انتظارها تنحنحت و اجلت صوتها قبل ان تلقى عليهم ولاول مرة تحية الصباح لينظرا لها .. هو بدهشة وعلا بإبتسامة فيجيب هو التحية بخفوت و تهتف علا بفرح

علا: صباح الفل يا يويو اقعدي يلا تلاقيكي واقعة من الجوع

نظرت لها آيات بإبتسامة هادئة ثم جلست بهدوء تتناول افطارها فى صمت ... بعد لحظات و اثناء انشغالهم جميعاً بالطعام هتفت مرة اخرى على استحياء

آيات بتلعثم: احم ... آآآ ... انا كنت عايزة اعتذر يعنى عن اللي حصل مني امبـ.ـارح ... انا كنت متفاجئة باللي عرفته وآآآ يعنى معرفتش اتحكم فى ردة فعلي

دهشة سيطرت على كلاهما فعُلا لم تظن على الاطـ.ـلا.ق انها ستقدم على الاعتذار من طائف بل اقصى طموحاتها كان ان تتجاهله و تحاول تجنب التعامل معه ... فى حين كانت حالته هو لا تقل دهشة عن حال شقيقته

نقلت علا انظارها ما بين اخيها و آيات قبل ان تهمهم بخفوت و تستأذن للذهاب للقيام بأمر ما لينفرد كلاً منهم بالاخر

عم الصمت المكان ليزيد من تـ.ـو.تر آيات و تفكيرها انها ربما اخطأت بالاعتذار و كان من الافضل تجنبه فقط كما اخبرتها علا لكنها سمعته يقطع الصمت قائلاً

طائف بصوت عادي: محصلش حاجة ... طبيعي ان دي تبقى حالتك بعد اللي عرفتيه

ثم اكمل تناول طعامه بهدوء لتراقبه بغيظ ... فقط هكذا ... هذا هو رده على اعتذارها

آيات بحدة خفيفة: مش شايف انك محتاج تقول حاجة انت كمان

رفع انظاره نحوها متسائلاً عما تقصده من حديثها لتجيب هي تساؤله ذاك

آيات: يعنى ... مثلاً انك تعتذر

طائف بإستنكار: اعتذر ؟

آيات: مش شايف انى مش الوحيدة اللي غلطت وان غلطي ده كان نتيجة اسلوبك معايا

طائف: اسلوب ايه مش فاهم

آيات: يعنى لو فكرنا بهدوء فكوني انسانة عادية خالص كانت عايشة حياتها بهدوء و سلام فجأة اكتشفت ان حياتها فى خطر و ممكن تموت فى اي لحظة و السبب هو حضرتك تفتكر ايه رد فعلى الطبيعي اتجاهك ... لا وياريت الموضوع كان كده و بس لا انت كمان كنت كل ما تشوف وشي تتعصب عليا و كأني انا السبب فى الوضع ده

انهت حديثها بأنفاس متقطعة لتجده يراقبها بإستمتاع و قد ارتسمت ابتسامة صغيرة على فمه

طائف: ها خلصتى ؟

آيات بعصبية: انت بتستخف ب...

طائف مقاطعاً: آسف

نظرت له آيات بدهشة و بأعين متسعة

آيات: ايه ؟

طائف: هو ايه اللي ايه ... مش كنتي عايزاني اعتذر ... اديني اعتذرت ... اتمنى اني اكون حليت المشكلة اللي بينا بإعتذاري ده

لما تشعر ان هناك شيء خاطئ ... طائف يعتذر لها و يقر بصحة حديثها ... هل عاد زمن المعجزات ام ماذا ؟ ... ربما هى حقاً لا تعرفه حق المعرفة و ربما هذا جانب اخر من شخصيته لم تره بعد ... ربما قد صدقت علا بحديثها و انه ليس ذاك الشيطان ... قاطع افكارها صوته يحدثها بجمود

طائف: كملى اكلك و بعد كده تعالي اوضة المكتب محتاج نتكلم فى شوية حاجات و من اللحظة دي بما اني اعتذرتلك فالمفروض ان مفيش اي عداوة بينا يعنى اقول الكلمة تتنفذ فوراً بدون نقاش ده لو عايزة تحافظى على حياتك و تتقي شري

آيات بغيظ: انت مفيش فايدة فيك ابداً هتفضل كده على طول شايف نفسك على ايه مش فاهمة انا ... قال وانا اللي كنت بحسب انك اتغيرت بإعتذارك ليا

نهض من مقعده و تحرك مغادراً الغرفة قائلاً

طائف: مش ذنبي انك فهمتي اعتذاري بطريقة غلط .. انا عايزك متفاهمة معايا و تسمعى الكلام ولو ده كان تمنه اعتذار فأديني اعتذرت

آيات بغضب: يعنى اعتذارك مكنش عشان عرفت انك غِلطت

عاد ادراجه نحوها ليقف امام مقعدها ويميل نحوها فلا يفصل بينها سوى إنشات قليلة ...ليهتف بهمس

طائف: مش طائف العمري اللي يغلط وحتى لو غلط مفيش حد يستحق انه يعتذرله

ثم نظر للطعام و عاد بعدها بإنظاره نحوها ليهتف بإستمتاع

طائف: خلصي اكلك ... و اتغذي كويس عشان هتحتاجي طاقتك في اللي جاي

ثم اعتدل بوقفته و تحرك مغادراً الغرفة لتتنهد بتعب فور خروجه محاولة التنفس بإنتظام فحديثه و قربه منها قد خطف انفاسها و تركها بحالة لا تحسد عليها

فى المشفى

مر يوم اخر و اثناء تحضير آسر حقيبته مغادراً المشفى للسفر الي تركيا وجد مؤنس يقتحم غرفة المشفى يهتف بأنفاس متلاحقة

مؤنس: طائف هنا

عقد آسر حاجبيه بتساؤل

آسر: هنا فين ؟ فى المستشفى ؟

حرك مؤنس رأسه نافياً

مؤنس: فى مصر ... وصل امبـ.ـارح و دلوقتى هو فى الشركة بتاعته

تحرك آسر نحوه ليسأله بلهفة

آسر: و آيات ؟ آيات فين ؟

مؤنس: معرفش ياباشا ... الولا اللي ذارعه هناك مبلغني حالاً ان طائف لسة واصل الشركة و فى مكتبه

تحرك آسر بالغرفة ذهاباً و اياباً ليهتف بعصبية

آسر: ازااااي ؟ يعنى ايه اللي بيحصل ده ؟ معقول عملها ... معقول قـ.ـتـ.ـل آيات

هتف بتساؤلاته تلك بجنون قبل ان ينطلق خارج الغرفة مغادراً المشفى بأكمله و وجهته واحدة ... شركة العمري

بالشركة تحديداً مكتب طائف نجد مازن يزرع الغرفة ذهاباً و اياباً بتـ.ـو.تر ليهتف بحنق

مازن: انت عايز تجنني يا طائف ... معناه ايه وجودك هنا دلوقتى ؟ و آيات عملت معاها ايه ؟

استند طائف على ظهر مقعده بأريحية ينفخ دخان سيجاره ببرود

طائف: ممكن تهدى شوية و بلاش الهيصة اللي انت عاملها دي ... انا دماغي مش ناقصة

مازن بتهكم: لا الف سلامة عليك ... ثم اكمل بقلق ... طائف انت متخيل حجم المصيية اللي احنا فيها ... حياتك و حياتى معرضة للخطر و بتقولى اهدى

طائف: مين قال كده ؟

مازن: انت جرالك ايه ... فقدت الذاكرة ... موضوع آيات و قـ.ـتـ.ـلها ... ثم حدق به بدهشة ليهتف ... مصيبة لتكون عملتها و البت مـ.ـا.تت فعلاً

طائف: مش ده اللي كنت عايزه يحصل ... مصيبة ليه بقى

ارتمى مازن على احد المقاعد ليهتف بصدمة

مازن: قـ.ـتـ.ـلتها ؟

هم طائف بالاجابة لكن قاطعه صوت جلبة بالخارج لترتسم ابتسامة واسعة على محياة و يردف بثقة

طائف: و اخيراً وصل

راقبه مازن بدهشة و هم بسؤاله عما يقصده لكن سبق ذلك دخول احدهم كالاعصار مقتحماً الغرفة وسط اعتراضات من افراد الامن ليقف طائف من جلسته مشيراً لهم بالانصراف ... هتف مازن بقلق

مازن: آسر

تحرك آسر فور رؤيته لطائف امامه فيلكمه بشـ.ـدة و يمسك به من تلابيبه فيكيل له لكمة اخرى تتبعها اخرى و اخرى فى حين كان طائف مستسلماً تماماً له و قد نزف فمه دماً ليصـ.ـر.خ مازن بآسر ان يتوقف و اتجه نحوه يبعده عن صديقه وقد نجح بصعوبة

آسر بصراخ: و ديتها فين ... فين آيات يا طائف عملت ايه فيها ؟

مسح فمه بظهر يده لينظر نحوه و يردف بهدوء

طائف: لسة زي ما انت ... متهور و متسرع ... ايدك سابقة عقلك

آسر بصراخ: هقـ.ـتـ.ـلك يا طائف هقـ.ـتـ.ـلك لو منطقتش و قولت هي فين

طائف ببرود: و انا قدامك اهو اتفضل ... اقـ.ـتـ.ـلنى ... خلص الجديد و القديم ... اتفضل

استفزه بهدوءه و بأقل من ثانية كان قد دفع بمازن بعيداً ليستل سلاحه من خصره و يرفعه موجها اياه نحو طائف

آسر بصياح: هقـ.ـتـ.ـلك يا طائف هقـ.ـتـ.ـلك و اخد حق علا و آيات منك

كاد ان يضغط على الزناد و ينهي حياة طائف ثائراً لحق شقيقته و آيات لكن اوقفه صوت يعود لآخر شخص توقع حضوره تلك اللحظة يهتف بإسمه فى ذهول

...: آسر !
صرخة ألجمته عما كان على وشك فعله لتتجه جميع الانظار الي مصدر الصوت و يخفض هو سلاحه ملتفتاً بحدة للخلف فيراها امامه تطالعه بأعين متسعة وتتحرك عيناها نحو يده الممسكة بمسدسه

تقدم نحوها بلهفة و عيناه تتفحص كل إنش بها بقلق ليتأكد من سلامتها
احاط وجهها بكفيه ليسألها بتـ.ـو.تر

آسر بقلق: آيات ... انتي كويسة ... حد لمسك او عملك حاجة ... كنتي فين الفترة دي كلها

ثم و بدون وعي حاول احتوائها بين احضانه لكنها تراجعت بفزع الى الخلف تنظر له بدهشة و ترقب

اجلت صوتها لتهتف بهدوء

آيات ببساطة: انا كويسة الحمد لله... هيكون جرالي ايه يعنى ... مالك بس و بعدين هو ايه اللي بيحصل هنا ؟

وجهت سؤالها الاخير لجميع من بالغرفة ليطالعها مازن بدهشة و قد عقد لسانه من المفاجأة فى حين كان طائف يراقب الوضع بملامح غاضبة منزعجة

تنهد آسر براحة و اعاد سلاحه لمكانه سريعاً ينظر لها بتركيز وثبات

آسر: آيات احنا محتاحين نتكلم يلا بينا نمشى من هنا

نقلت آيات نظراتها ما بين آسر و طائف بتـ.ـو.تر لتجيب

آيات: امشي فين بس يا آسر انا ورايا شغل لازم اعمله

آسر بحدة: افنـ.ـد.م ؟ شغل ايه ده... انتي خلاص بقى ملكيش صلة بالمكان ده بعد النهاردة

آيات بإعتراض: يا آسر اسمعنى بس

آسر مقاطعاً: هسمعك بس لما نخرج من المكان ده

نظرت نحو طائف برجاء و كأنها تطلب منه التدخل و مساعدتها ليلبي هو رجاءها ذاك و يهتف بصوت جهوري من الخلف

طائف: واخد سكرتيرتي و رايح على فين يا آسر ... ايه هى وكالة من غير بواب

التف آسر بجسده يواجهه بعصبية

آسر: اطلع منها انت يا طائف و كفاية اللي حصل لغاية دلوقتي بسببك ... انا مش همشي من هنا من غيرها

ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه لتصبح ضحكة مجلجلة انتشر صداها بأرجاء الغرفة لينظر نحوه الجميع بدهشة و يردف قائلاً

طائف: واثق ؟ بس ياترى جايب الثقة دي كلها منين ... مش تعرف رأيها الاول

هنا تدخل مازن فى الحوار ليهتف بحكمة

مازن: آسر .. آيات شغالة هنا من فترة و اذا كانت هتمشى او هتفضل فده قرارها هي ... ثم وجه انظارها نحوها ليكمل ... مش كده ؟

تعلقت جميع الانظار نحوها ليردف آسر بتوجس

آسر: و انتي رأيك ايه يا آيات ؟

نظرت نحوه بعجز قبل ان تردف بهدوء

آيات: ممكن نتكلم لوحدنا

تنهد بعصبية لتكمل

آيات: عشان خاطري يا آسر

نفخ بتذمر ليهتف

آسر: ماشي يلا بينا

آيات برجاء: مش دلوقتى ممكن نتقابل بعد الشغل ... هم بالاعتراض لتقاطعه قائلة ... عشان خاطرى يا آسر الفترة اللي فاتت اتراكم عليا شغل كتير ولازم الحق انجز اكبر كم

نظر لها بعدم رضا ليهتف بعد لحظات من التفكير

آسر: ماشي ... هستناكي فى الكافيه اللى جنب الشركة

نظرت له بإبتسامة صغيرة ليتحرك نحوها و ينحنى ليصير بمستواها و يهمس بشيء ما لها ويكون حوابها ابتسامة صغيرة ثم ما لبث وان ترك المكتب مغادراً ... فى حين عقد طائف حاجبيه بإنزعاج من تقاربهم هذا لكن حاول كبح جماح غضبه حتى لا يفسد الامر تماماً

فى ايطاليا

اندريه: ها يا طوني طمني ... اتأكدت من كلام طائف بخصوص البت دي

قالها اندريه لطوني بترقب ينتظر التأكد مما علمه من معلومـ.ـا.ت بخصوص آيات

تنحنح طونى ليردف بثبات و ثقة

طوني: اه يا بوص الكلام اكيد ... و طائف فعلاً كان عنده حق

اندرية بتفكير: ده معناه ان البنت دي كنز ... لو كنا خلصنا عليها كانت هتبقى مصيبة

طوني بتأييد: كويس ان طائف عرف يتصرف و لحق الحكاية قبل ما تكبر

اومأ اندريه بتأكيد ليهتف بعد لحظات

اندريه: بس برضو خليها تحت عينك ... احنا منعرفش هى بتفكر فى ايه و هتوصلنا لفين

طوني: اكيد يا باشا ... متقلقش البت متراقبة من ساعة ما رجعت مصر

اندريه بإعجاب: ممتاز ... ممتاز يا طوني طول عمرك جاهز و فاهم هأمر بأيه من قبل ما اتكلم

ابتسم طوني بغموض ليهتف بفخر

طوني: تلميذك يا بوص

فى الشركة

بعد مغادرة آسر الغرفة استأذنت آيات للذهاب لعملها فى حين بقى كلاً من طائف و مازن معاً

تحرك طائف ليجلس خلف مكتبه بهدوء وسط تحديق صديقه به ليهتف بعد ان فاض به الكيل

مازن: ممكن افهم ايه اللي بيحصل و ازاى آيات لسة عايشة

طائف: الاوامر اتغيرت و كل حاجة هترجع زي ماكانت

تحرك مازن ليجلس امام طائف ... ينظر له بذهول

مازن: بسهولة كده ... الاوامر اتغيرت ... انت عايز تجنني ... ايه اللي ممكن يغير امر خرج من اندريه و بإجماع من الكل كمان

حرك كتفاه لاعلى و لاسفل ليجيب ببساطة

طائف: معرفش و ميخصنيش ... المهم ان الموضوع ده اتقفل ومش عايز كلام تاني فيه

مازن بحيرة: طب و آيات ؟

طائف بملل: يووووه مالها آيات ؟

مازن: هى مش كانت ناوية تسيب الشركة ... يبقى ليه مرضتش تمشي مع آسر

نظر له طائف بصمت و قد تحرك برتابة يشعل سيجاره و يتلذذ به ثم ينفخ الدخان بهدوء ... نظر لصديقه ببرود قائلاً

طائف: اسئلتك كترت و انا بدأت اتضايق

مازن بغضب: ماهو انا لازم افهم ايه اللى بيحص...

قاطعه طرق على الباب ليسمح طائف له بالدخول فيجدها آيات ... اشار لها بالتقدم لتتحرك هي نحوه بعملية وملامح جـ.ـا.مدة ... وقفت امامه قائلة

آيات: ده ورق محتاج امضة حضرتك

استلم منها بعض الملفات و بدأ بقراءتها سريعاً ثم تلا ذلك ترك توقيعه عليها ... كل ذلك و مازن يراقبهم بجنون ليهتف فجأة

مازن: ممكن افهم ايه الجنان ده ... ثم وجه حديثه لآيات و خصها به ... طب سيبك منه هو و قوليلي انتي ... هو ايه اللى بيحصل انتي مش كنتي ناوية تسيبي الشركة و اخدتى قرار بده

نظرت له بصمت ثم عادت بأنظارها نحو طائف مرة اخرى و الذي اردف بجمود

طائف: كلامك يبقى معايا انا ملكش دعوة بيها

مازن بصدمة: افنـ.ـد.م ؟

طائف: زي ما بقولك كده ... و بعدين انت هتفضل طول اليوم قاعدلي هنا ... ايه مفيش وراك شغل ... اتفضل على مكتبك يلا و ابعتلى سهام عايزها

نهض مازن من مكانه يهتف بهم فى غيظ

مازن: تصدق انا استاهل ضـ.ـر.ب الجزم عشان كنت قلقان عليكم الفترة اللي فاتت دي و كنت بغطي غيابكم ... روح يا شيخ ان شالله تولعو ... انا كان مالي ومال جنانكم ده

ثم تحرك مغادراً الغرفة فى غضب

عاد الصمت ليحتل المكان مرة اخرى ... هو يدقق بالاوراق و هى تنظر نحوه بهدوء فى انتظاره ان ينتهي

قطعت هي الصمت قائلة

آيات: هو انت مش هتحكي لمستر مازن عن اللي حصل

اجاب دون رفع عيناه نحوها

طائف: لا محدش هيعرف بأي حاجة حصلت او اتقالت

آيات معترضة: بس يعني انا كنت بقول ان ...

نظر لها فجأة ليقطع حديثها و يهتف بهدوء و قد استقام بجلسته

طائف: هتروحي تقابلي آسر امتى ؟

تفاجأت من سؤاله لتتنحنح و تجيب

آيات: بعد الشغل ان شاء الله

اومأ بهدوء ليبعد بأنظاره عنها محدقاً بنقطة ما فى الفراغ
ثم عاد يسأل من جديد

طائف: قررتي هتقوليله ايه ؟

آيات: لازم احكيله كل حاجة عشان يفهم وضعى و يقتنع بيه

طائف: ولو مقتنعش و صمم انك تمشي

آيات: انا مش هسيبك مهما حصل

نظر لها طائف بقوة و تمعن فيها ليومأ بهدوء

طائف: تمام ... و زي ما انتي عارفة هو معندهوش اي علم بموضوع علا

اومأت بتفهم و اردفت

آيات: هو انت هتخبي موضوع علا لامتى ماهو مسيره يتعرف

طائف بتنهد: زي ما موضوعنا مسيره يتعرف برضو ... بس خلينا نفكر فى النهاردة و نأجل التفكير فى بكرة شوية

آيات بفضول: طب و حكاية البوليس ؟ اكيد هما مش هيتطمنو الا لما يتأكدو من الكلام اللى انت قولته

طائف بحدة: قولتلك اكتر من مرة انى هتصرف يبقى خلاص قفلى على الموضوع ده

آيات: و انا وانت فى مركب واحدة دلوقتى و حقى اعرف كل اللي بيحصل

طائف بتحذير و صراخ: آيااااااات

دبت الارض بقدماها كالاطفال و قد ارتسم على محياها غضب طفولي يراها به للمرة الاولى ... كتم ابتسامته بصعوبة ليسمعها تهمس

آيات: حاضر ... اديني سكت اهو ... اي اوامر تانية

حرك رأسه نافياً و اردف بثبات

طائف: لا تقدري تتفضلى و لما سهام توصل انتي عارفة هتديها انهى ورق و تطلبي منها ايه ... انا حابب ارتاح شوية فمتدخليش ليا اي حد

اومأت لتتحرك مغادرة الغرفة و تتركه ينال قسطاً من الراحة بعد هذا المجهود المضنى

بمكتبها و بعد مرور بعض الوقت فوجئت بسهام تقتحم المكان تعانقها بشـ.ـدة قائلة بنبرة شبه باكية

سهام بعتاب: كنتي فين يا آيات حـ.ـر.ام عليكي من ساعة ما اختفيتي وانا مش بنام ولا عارفة اتلم على اعصابى

ثم ابتعدت عنها قليلاً تتفحصها فى قلق

سهام: انتي كويسة صح ؟ محصلش حاجة وحشة ... يوووه ما تنطقى يا آيات سيبتي اعصابي

آيات بضحك: ماهو لو تديني فرصة اتكلم هعرف اطمنك ... انا يا ستى تمام الحمد لله و محصليش اي حاجة اسفة انى قلقتك يا قلبي ... مكنتش اعرف انى غالية عليكي اوي كده

سهام بغضب: انتي بتضحكى... تصدقي انتي معندكيش دم ده انا و رقيات دمنا اتصفى من القلق عليكي واننا مفيش فى ايدينا حاجة نعملها ... كنتي فين يا هانم ؟

آيات بجدية: مفيش يا ستي كنت مسافرة فى شغل مع مستر طائف

سهام بحدة: نعم يا اختى سفرية شغل ؟ و محدش يعرف عنها حاجة ؟ ده يبقى ازاى ده ان شاء الله

آيات بتـ.ـو.تر: السفرية جت فجأة ومكنش ينفع تتأجل

سهام بشك: طب و متصلتيش بيا ليه و كنتي قافله تليفونك و مستر طائف كمان ... ايه السبب بقى

آيات بحدة مصطنعة: يووووه يا سهام جرا ايه هو تحقيق ولا ايه ... بصى انا مش فضيالك خالص دلوقتى .. ورايا شغل اد كده ... خدي الورق ده سلميه لمستر مازن و خليه يمضيه و بعدين نزليه لشئون العمال تحت

اندهشت سهام من حدتها تلك لتصرخ بها آيات بغضب

آيات: مالك متسمرة كده يا سهام اتحركي يلا خلينا نخلص

سهام بضيق: حاضر يا آيات هانم طلباتك اوامر عن اذنك

وغادرت متجهة الي الخارج فى حين نفخت آيات بضيق من تصرفها مع صديقتها لكن اعصابها لا تتحمل هذا الشـ.ـد و الجذب او القيل و القال

انتهى الدوام و ها هي تتجهز للمغادرة فوجدت باب مكتبه يُفتح و على ما يبدو انه فى طريقه للخارج ... وقف يراقبها للحظات قبل ان يتقدم نحوه و يقف امام مكتبها ليردف

طائف: خلصتي ؟

اومأت بهدوء و اكملت وضع حاجياتها بحقيبتها ليردف

طائف بإنزعاج خفي: هتروحي تقابليه دلوقتي ؟

آيات: اه هو اتصل و قال انه وصل الكافيه

تنهد بنفاذ صبر ليجيب

طائف: انتى متأكدة انك هتقدرى تشرحيله الوضع ... تحبي اجى معاكي ؟

طالعته بدهشة أيقلق عليها حقاً ام ماذا ؟ تجاهلت ملاحظتها تلك لتجيب بهدوء
آيات: مفيش داعي ... انا عارفة آسر كويس و واثقة انه هيفهم الوضع

اومأ لها على مضض قبل ان يشير لها ان تسير امامه لتمتثل لامره و تجده يردف بهدوء

طائف: هتركبي معايا و هوصلك

همت بالاعتراض لكن قاطعها قائلاً

طائف: مفيش اعتراض ... هوصلك و همشي ... انتهى الكلام

تنهدت بإستسلام لتومأ له موافقة

وبالفعل استقلت سيارته معه تلك المسافة القصيرة ليقف بها امام المطعم ... هبطت من السيارة وهو يتبعها بهدوء ... نظرت نحوه بإستفهام ليتوجه بنظره نحو نقطة ما داخل المطعم .. نظرت الى ما ينظر له لتجد آسر يطالعهم بغضب .. التفتت مرة اخرى نحو طائف قائلة

آيات: مش قولت هتوصلنى و هتمشي ؟

تنهد بعصبية ليتحرك عائداً الى سيارته وسط مراقبتها له و سرعان ما كان ينطلق بها تاركاً فراغ خلفه

اخذت نفساً عميقاً و اخرجته قبل ان تلتفت بجسدها نحو المطعم تدلف اليه متجهة فوراً نحو آسر القابع هناك منذ فترة

رحب بها بفتور لتجلس امامه بتـ.ـو.تر

آسر: تشربي ايه يا يويو

نطقه ب " يويو " ذهب بالقليل من تـ.ـو.ترها لتشعر ببعض الراحة و الالفة ... ابتسمت برحابة صدر قائلة

آيات: ياريت لمون فريش

طلب لها المشروب و انتظر حتى اتى به النادل ليبدأ حديثه

آسر: ها يا آيات ممكن افهم ايه اللي بيحصل معاكي ؟

آيات: قصدك ايه بالظبط ؟

آسر: آيااااات

آيات مقلدة اياه: آآآسر

تنهد بتعب

آسر: آيات انتي متخيلة حجم القلق اللي كنت فيه لما لقيتك اختفيتي فجأة كده من غير اي مقدمـ.ـا.ت من غير ما تقولى لأي حد

آيات بنـ.ـد.م: انا عارفة اني غلطت و كان لازم اقولك او اقول لسهام او رقيات على الاقل اسيب خبر بس صدقنى السفرية جت فجأة و انشغلت جداً بيها

آسر: سفرية ؟

اومأت له بهدوء لتردف

آيات: سفرية شغل اضطريت انا و طائف ... اقصد مستر طائف اننا نطلعها سوا فجأة

آسر بغضب: سفرية محدش فى الشركة يعرف عنها حاجة ... حتى مازن ؟

تـ.ـو.ترت لهجومه المفاجئء لتهتف به

آيات: شغال اسئلة اسئلة و مجاوبتش على سؤالي ... ايه اللي كان بيحصل الصبح فى مكتب الشركة ؟

آسر بغضب: آيات متحاوليش تغيري الموضوع و اختفائك ده مكنش سفرية شغل زي ما بتقولى انا وانتي عارفين سبب سفرك و اختفائك كان ايه .. يبقى ليه الكدب ؟

آيات بهجوم: والله لما الاقي اللى قدامي بيكـ.ـدب فأنا مش مطالبة اني اقول الصدق

آسر بتـ.ـو.تر: ق قصدم ايه يعنى ... انى بكدب ؟

آيات: مش قصدى حاجة يا آسر بس طالما انت بتتهرب من سؤالي يبقى متطلبش مني ابقى كتاب مفتوح قدامك

آشر بحدة: انتي ايه اللي حصلك ... من امتى وانتي بتتكلمى بالطريقة دي من امتى كان ده اسلوبك

آيات: من ساعة ما عرفت ان علاقتنا كلها كدب فى كدب من ساعة ما عرفت انك كنت بتخدعنى طول الفترة دي كلها

آسر بدفاعة: ده كلام طائف ... هو اللى زرع فى دماغك كل الكلام ده

آيات: و ادي حاجة تانية كدبت فيها ... علاقتك بطائف و مازن

حدق بها بذهول ليهتف بصدمة

آسر: انتى عرفتي ايه بالظبط ؟

آيات: اللى المفروض كنت اعرفه من زمان بس للاسف المصدر مكنش انت

آسر بقلق: آيات اياً كان اللي طائف قالهولك فصدقيني انا مليش ذنب فى اي حاجة ... انتي لازم تبعدي عن طائف واللى حواليه لازم تنفدي بجلدك وتقطعي اي صلة تربطك بيه

آيات: مش هقدر

آسر بغضب: يعنى ايه مش هتقدري ... هو هددك ؟ ... آيات متقلقيش من اي حاجة انا معاكي و مش هخليه يقربلك

آيات: صدقني مش هقدر يا آسر مش هقدر اسيبه

آسر بجنون: ليه ليه ؟ عشان هددك مش كده ... عشان خايفة منه

آيات بدفاع: لا لا ... عشان بحبه
آيات: لا لا ... عشان بحبه

تلونت وجنتاها اثر اعترافها لتنظر ارضاً خجلاً مما نطقت به .. تعض على شفتيها نـ.ـد.ماً ... اما هو فكان يحدق بها في ذهول و صدمة ... الفتاة الوحيدة التي دق قلبه عشقاً لها تخبره بمشاعرها نحو رجلاً آخر ... و ليس اي رجل بل آخر شخص يمكن ان يُسلم له او يخسر امامه

اكفهر وجهه و تحولت ملامحه من ذهول الي غضب و حقد ليهتف بها بصراخ لفت انتباه جميع من بالمطعم

آسر بغضب: انتي اكيد اتجننتي ... انتي واعية للي بتقوليه ده ... ملقيتيش غير طائف اللي تحبيه

رفعت انظارها نحوه تطالعه بذهول و احراج من صوته العالي

آيات بإمتعاض: آسر انت اتجننت وطي صوتك هتلم الناس علينا ... ثم اكملت بعناد ... وماله طائف بقى ان شاء الله و ايه المشكلة فى اني احبه

آسر: ماله طائف ؟ انتي عارفة هو مين و شغال ايه ... عرفتيه اد ايه عشان تحبيه

آيات بعناد: عرفته اد ايه فأنا بقالى شهرين معاه اما بخصوص شغله ... نظرت له بعتاب و احتقار لتردف... فمظنش انه يختلف عن شغلك فى حاجة

آسر بصدمة: سيبك مني دلوقتى ... يعنى انتي عارفة انه مجرم و شغال فى المافيا ومع ذلك بتحبيه

آيات بإستسلام غريب: عارفة انه غلط و حياته كلها مشاكل بس ... بس انا بحبه و هو كمان هو كمان قالي انه بيحبني

نهض فجأة من مقعده و هتف بها بصراخ

آسر: انتي اكيد اتجننتي ... مستحيل تكوني آيات اللي انا اعرفها ... تبقي عارفة كل ده عنه و ترضي ... لا وتقوليلي هو كمان بيحبك ... صدقتيه بالسهولة دي

نظرت حولها بحرج لتنهض هي الاخرى تجيب بحدة

آيات: انت الظاهر مش واعي لنفسك بتقول ايه ولا واعي اننا وسط ناس ... بص انا هقولهالك يا آسر لأول و لآخر مرة انت عزيز عليا اه و بعتبرك اخويا ممكن لكن تتدخل فى حياتي او في حياة الشخص اللي بحبه فأنا مش هسمحلك بده ... ثم تناولت حقيبتها تستعد للرحيل ... سلام و لما تهدى شوية و تعقل نبقى نكمل كلامنا

ثم تركته و غادرت المكان سريعاً بخطوات غاضبة ليقف يحدق بمكانها الفارغ بذهول أكانت تلك حقاً آيات صغيرته ... منذ متى اصبحت بتلك الحدة و الشراسة ... ثم همس لنفسه

آسر بحزن: مكفكش انك حرمتني من علا ... كمان بتاخد مني الانسانة الوحيدة اللي حبيتها ... و بعدهالك يا طائف ... بس انسى .. انسى اني استسلم بالسهولة دي ... آيات بتاعتى انا ... بتاعتي انا و بس

سارت بتـ.ـو.تر حتى اصبحت خارج المطعم لتتنفس الصعداء اخيراً و ترفع رأسها للسماء تهتف بعذاب

آيات: سامحني يارب و قويني على اللي جاي

ثم تحركت تُوقف سيارة اجرة لتأخذها الي المنزل

بفيلا العمري

وصل منزله ليدلف الي الداخل فيجد صديقه بإنتظاره حدق به بدهشة قبل ان يتحرك بهدوء ... يفك ازرار قميصه بتعب ليسترخى بعدها على احدى المقاعد و يهتف بسخرية

طائف: انت مش كنت مقموص و على وشك انك تقطع علاقتك بيا ... ايه اللي جابك هنا

مازن بمرح: عيب عليك يا صاحبي مين ده اللي يقطع علاقته بيك هو انا اقدر برضو

رفع احد حاحبيه بسخرية قائلاً بلا مبالاة

طائف: اخلص و قول عايز ايه ؟

مازن: دايماً فاهمني كده ... بص يا سيدي واضح كده انك انت و المزة ... حدجه طائف بغضب ليتنحنح بحرج و يصحح ... اقصد آيات يعنى متغيرين و طبعاً انت ميرضكش ان ميزو حبيبك يبقى زي الاطرش فى الزفة

طائف ببرود: معاك سجاير ؟

همس مازن بغيظ: يخربيت برودك يا اخي ... ثم اجابه بصوت عال و ابتسامة ... معايا طبعاً يا كبير ... اتفضل

ثم اخرج احد سيجاره و الذي نظر له طائف بإزدراء ثم تناوله يشعله مرغماً ليردف قائلاً

طائف: نفسي افهم بتشرب القرف ده ازاى

مازن بغيظ: معلش اصلي مش وش السيجار الفخم بتاعك ...ثم اكمل بفضول ... ها بقى مش هتقولي على الحوار اياه

طائف: هتعرف ... كل حاجة فى وقتها

هم مازن بالاعتراض ليقاطعه صوت رقيق ملقياً السلام ... حرك رأسه ببطأ نحو مصدر الصوت ليجدها امامه و قد اكتسى وجهها بالخجل فى حين طالعها هو بذهول من تواجدها بهذا المكان فى مثل تلك الساعة لتنظر نحو طائف برجاء

مازن: انتي ... انتي بتعملي ايه هنا ؟

تحرك طائف من مكانه متجهاً نحوها ليلف يده حول خصرها يشـ.ـدها نحوه فى حين اتسعت عيناها بذعر و تصلب جسدها اثر فعلته تلك لكن حاولت التماسك قدر الامكان شهقة صدرت من مازن و اتسعت حدقتاه بذهول ليهتف

مازن بتلعثم: انتو آآآآ ...

طتئف بهدوء: مش كنت عايز تعرف ايه اللي حصل

ثم شـ.ـد على عناقها اكثر ليهتف بإبتسامة

طائف: ده اللي حصل

بفيلا الرفاعي

وصل منزله و مازالت الشياطين تتراقص امام عيناه و فور دلوفه للداخل صرخ بعلو صوته

آسر بغضب: مؤنس ... مؤنس يا زفت

اسرع مؤنس بالذهاب لسيده ليصبح امامه بعد ثوان لا تُعد

مؤنس بأنفاس مقطوعة: اؤمر يا باشا

آسر بعصبية: عرفتلي ايه الاوامر الجديدة و لا برضو لسة نايم على ودانك

مؤنس بتـ.ـو.تر: اوامر ايه ياباشا ؟

آسر بصراخ: فوق معايا احسنلك يا زفت ... البشوات ازاى سابو طائف و آيات يرجعو

مؤنس: آآآ اصل ياباشا الاوامر اتلغت و فى اوامر جديدة

آسر بصراخ: نعععم ... ازاي يرجعو فى قرار زي ده ... دي عمرها ما حصلت

مؤنس: معرفش يا بوص بس هو مش ده اللي حضرتك كنت عايزه

آسر: هو فعلاً انا كنت عايز ده يحصل بس فى حاجة غلط ... مش بالسهولة دي الامر يتلغي و يصرفو نظر عن الموضوع ... مؤنس .. تابع الحوار ده و اعرفلى التفاصيل و كلم طوني خليه يكلمني ضروري

مؤنس: عيوني ياباشا

بفيلا العمري

استأذنت آيات للذهاب للاعلى بإحدى الغرف و التي جُهزت خصيصاً لها لينفرد مازن بصديقه يهتف به فى ذهول

مازن: يعني عايز تفهمني ان انت و آيات آآآ...

طائف بهدوء: مالك مستغرب اوي كده مش ده اللي كنت بتلمح له من فترة

مازن: يعنى انتو دلوقتي اصحاب اقصد انكم مع بعض ... يووووووه انت فاهم قصدي

اومأ طائف بهدوء ليكمل مازن قائلاً

مازن: و دلوقتى هى وافقت تعيشو سوا ... كده من غير اي مسمى لعلاقتكم دي

طائف بلامبالاة: ايه المشكلة هى بتحبني و انا كذلك يبقى ليه لا؟

مازن بذهول: و آيات رضت بكده ... وانا اللي كنت فاكرها مختلفة و محترمة

طائف بغضب و صراخ: ما تحترم نفسك يا مازن

مازن بإعتذار: معلش اعذرني يا طائف طلعت غصب عني دي ... لم تتغير ملامح طائف الغاضبة حتى بعد اعتذار صديقه ليحاول مازن مراضاته قائلاً بمرح ... خلاص بقى يا طيفة عديها ... ده كله من الصدمة ... الصراحة متوقعتش تقع كده على جدور رقبتك

نظر له بإشمئزاز من وقع نطقه ل " طيفة " ذاك ليهتف به

طائف بحنق: مين ده اللي وقع على جدور رقبته ... عيب عليك .. طائف العمري طول عمره يقع واقف

مازن بضحك و سخرية: ما خلاص بقى ده كان زماااان واللي كان كان ... وبعدين معاك بقى مش هنتعشي فى الليلة الفل دي

نهض طائف من جلسته متجهاً الى الاعلى

طائف: طول عمرك همك على بطنك ... استنى هنا لما اشوفها اتأخرت ليه

مازن بضحك و صوت عالى: ماشي ماشي بس متطلعش و تنساني تحت احسن انا عارفك بتنسي الدنيا و اللي فيها فى المواضيع دي

تناول طائف احدى الوسائد ليلقيها نحو صديقه بحنق قائلاً

طائف: اخرس يلا

صعد الدرج المؤدي لغرفتها و هم بطرق الباب ليسمعها بعد لحظات تسمح له بالدخول

دلف الى داخل الغرفة ووجدها قد انتهت من تبديل ملابسها الى ملابس النوم .. و تجلس على الفراش بهدوء

عقد حاجبيه بدهشة ليردف

طائف: طالما خلصتى و غيرتي هدومك منزلتيش ليه

آيات: انزل فين ؟

تقدم طائف الي داخل الغرفة ليقف بمنتصفها قائلاً

طائف: انا و مازن مستنينك عشان نتعشى سوا

زمت شفتيها بضيق لتهتف بإعتراض

آيات: مش عايزة ... ممكن تتعشوا انتو انا مش جعانة

طائف: نفسي تبطلى تعترضي على كل حاجة ... مرة واحدة بس ريحيني و وافقي من غير اعتراض

آيات: انا نفذت كل حاجة قولتها لحد دلوقتى و كفاية اوي انى رضيت اجي اعيش هنا معاك

طتئف: يبقى كملى اتفاقنا للاخر

آيات: و ده اللي انا عملته ... رجعت شغلى و حكيت لاسر اللي اتفقنا عليه و ووافقت اعيش هنا رغم اني مش مقتنعة بخطتك الجهنمية دي

طائف: و الخطة مش كلام و بس لازم تنفيذ ... لازم الكل يفهم و يصدق اننا بنحب بعض و انك اخترتيني فوق اي شيء و اى حد تاني

نفخت فى ضيق لتهتف بتذمر

آيات بغيظ: و ده هيحصل لما اتعشي معاك انت ومازن

طائف ببرود: بالظبط كده ... يلا انا هنزل وهستناكي تحت متتأخريش

التفت يوليها ظهره و يتحرك بإتجاه الباب لتهبط من الفراش متجهة نحوه تتبعه

آيات: ملوش لزوم استني انا نازلة معاك

التفت نحوها مرة اخرى يتفحصها من رأسها الى اخمص قدميها ليهتف مشيراً لرداء نومها

طائف: انتي فاكرة نفسك رايحة فين بمنظرك ده

تخصرت بيدها لتهتف بإستنكار

آيات: و مالو بقى منظري ان شاء الله

طائف بخشونة: انتي مش شايفة نفسك لابسة ايه

آيات ببساطة: بيجامة ... وحضرتك واقف من ربع ساعة ترغي معايا و معلقتش عليها يبقى ايه المشكلة انى انزل بيها

طائف بإعتراض: من غير رغي كتير اللى انا اشوفه عليكي غيري ميشوفهوش و خصوصاً لو كان بالمنظر ده ... ثم اشار نحوها بيديه من الاعلى للاسفل و اردف قائلاً ... يلا غيري اللي لابساه ده و حصليني على تحت

التفت مغادراً ليسمعها تهتف بغيظ

آيات: انت بتكدب الكدبة و تصدقها و لا ايه ... بلاش تعيش الدور بزيادة .. ده كله تمثيل فى تمثيل

ابتسم بسخرية و هو موليها ظهره قبل ان يكمل طريقه لخارج الغرفة فى صمت

وفور ان خرج قامت بحركتها المعتادة عند الغضب ... ضـ.ـر.بت الارض بقدماها و زمت شفتيها بطفولية لتنفخ بعدها فى غيظ

آيات: ماشي يا ابن العمري بقى راسم الدور عليا و عاملي فيها سي السيد ... لما نشوف بقى انا ولا انت

هبط طائف للاسفل تبعته آيات بعدها بدقائق صغيرة فتجدهم ينتظرونها على المائدة

توجه بأنظاره نحوها ليفعل صديقه المثل ... ومن ثم تقدمت نحوهم بعفوية لتجلس بجانب مازن ليهتف هو بها قائلاً

طائف بإستفزاز: يويو حبيبي ... تعالي اقعدى جنبي هنا

لو كانت النظرات تقـ.ـتـ.ـل لكان سقط قتيلاً من نظراتها نحوه بعد جملته تلك لكنها كبتت غضبها و توجهت نحوه بصمت تجلس بجانبه فى حين كان مازن يراقب ما يحدث بقلق لا يعلم مصدره لكن شيء ما بداخله يخبره ان الجو مشحون لسبب مجهول

اتت الخادمة ترص الطعام و بدؤا جميعاً بتناول الطعام لتهتف آيات فجأة

آيات بدهشة مصطنعة: معقول منى ( الخادمة ) مخدتش بالها .. ازاى تحط الاومليت قدامك و هي عارفة انك مش بتحبه ... طفطف حبيبي خد البيض بتاعي انا مليش تقل عليه

غص مازن بطعامه ليسرع بشرب الماء و ينظر نحو طائف بقلق فى حين حول هو نظراته نحوها ليجدها تنظر له بإستفزاز و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة ليقابلها هو بإبتسامة مخيفة و نظرات مهددة يهمس لها وهو يجز على اسنانه

طائف: طفطف ؟

اومأت له و مازالت تلك الابتسامة المغيظة على محياها ... رافعة حاحبيها بإستفزاز

لم يستطع مازن كبت ضحكاته بعد الان لتخرج مجلجة بأرجاء الغرفة مما زاد من حنق طائف فى حين شاركته آيات الضحك على استحياء ليصـ.ـر.خ به طائف بعد فترة

طائف: مازن يا ابن تهاني خلص اكلك و من غير مطرود

مازن بصعوبة بين ضحكاته: الله انا مالي يا طائف بتجيب سيرة امي ليه دلوقتى كنت انا اللي ناديتك طفطف

نطق ب " طفطف " ليدخل بنوبة اخرى من الضحك الهستيري ليجد طائف قد نهض بغضب من مكانه متجهاً نحوه وامسك به من كتفيه يدفعه نحو خارج الغرفة ثم الي خارج المنزل بأكمله ثم عاد بأدراجه الى تلك الموجودة بالداخل

فى حين كانت هى تتناول طعامها بسرعة تثير الضحك لتشعر به يدخل الغرفة فتنتصب بوقفتها ومازال فمها ممتليء بالطعام ... نظرت نحوه وجدته يشمر عن ساعديه و كأنه يستعد لتلقين احدهم درساً اتسعت حدقتاها و رفعت يديها تمنعه من الاقتراب ... و في ثوان كانت قد فرت هاربة من امامه تصعد الدرج بسرعة و كأن وحش ضاري يطاردها فى حين وقف هو بمكانه يراقب افعالها الطفولة ليضع يداه بخصره و يحرك رأسه يميناً و يساراً قائلاً

طائف: طفلة يا ربي ... وقعت فى طفلة ... ليه يا ربي كده ليييه
في صباح يوم جديد نجده يهبط الدرج بهدوء متجهاً نحو غرفة الطعام فيجد منى الخادمة توليه ظهرها و ترص الافطار بعملية شـ.ـديدة ... التفت يميناً و يساراً يبحث عنها بعيناه لكن لا اثر لها تنحنح بصوت عال لتنتبه منى لوجوده و تلتفت نحوه و قد رسمت ابتسامة على ثغرها

منى: صباح الخير يا بيه

طائف بجمود: صباح النور ... فين آيات هانم .. لسة مصحتش ولا ايه ؟

منى: الحقيقة هى اتأخرت النهاردة فى النوم و حاولت اصحيها بس مفيش فايدة لسة نايمة برضو

عقد حاجبيه بتعجب فليس من طبعها النوم لوقت متأخر ... اومأ مشيراً لها بالانصراف قبل ان يعود ادراجه مرة اخرى الى الاعلى نحو غرفتها

وصل امام الغرفة ليطرق الباب بهدوء لكن لم يتلقى اي رد .. اعاد الطرق مرة اخرى لكن النتيجة نفسها ... هم بفتح الباب و النظر بداخل الغرفة فوجدها ما زالت ترقد على الفراش دون حراك ... تحرك نحوها حتى اصبح يشرف عليها من الاعلى و مد يده يهز كتفها بهدوء هاتفاً

طائف: انتي ...آيات ... اصحي .. مش هنقضي اليوم كله نوم

لكن لا رد منها سوى همهمـ.ـا.ت ضعيفة ... ساوره القلق من منظر وجهها الشاحب و انفاسها الغير منتظمة ... و بتلقائية شـ.ـديدة مد يده يتحسس جبينها ليجده يشتعل

اقترب منها سريعاً و جلس بجانبها على طرف الفراش يتحسس باقي وجهها و جسدها ليجدها حقاً تعاني من حُمى شـ.ـديدة ... اضطرب للحظات يفكر فيها بما يتوجب فعله في مثل هذه الظروف ليتوصل الي اسهل الحلول بالنسبة اليه و هو اخذها للمشفى ... نظر لما ترتديه بغير رضى فمن غير اللائق اخذها بتلك الصورة الى خارج الغرفة حتى فما بال الخروج بها للمشفى ... تنهد بضيق قبل ان يعيد محاولة افاقتها لتبديل ملابسها

مرر يده على وجنتيها يصفعها برفق لتفتح عيناها بصعوبة و تبدو كالمغيبة عن الواقع

طائف: آيات فوقي معايا شوية انتى تعبانة ولازم اخدك المستشفى ساعديني و حاولى تقومي تغيري هدومك دي

همهت بضعف و عادت تغلق عيناها مرة اخرى لكن فهم من همهمـ.ـا.تها انها ترفض فكرته

طائف: طب خلاص استنى ثوانى و هجيب منى تساعدك

هم بالنهوض من جانبها ليجدها تمسك بيده مرددة

آيات: مستشفى لا

طتئف بقوة: هو ايه اللي مستشفى لا انتي مش شايفة نفسك عاملة ازاى

آيات بضعف و بكاء: عشان خاطري المستشفى ... بكرهها ... ثم اخذت تردد دون وعي ... مستشفي لا ... مسشفى ل...

نفخ بضيق قبل ان يتجه لخارج الغرفة ينادي على منى لتأتي نحوه ركضاً

منى: امرك يا بيه

طائف بعصبية: اتصلى بالدكتور وليد حالاً خليه يجي ... يلاااااا اتحركي

منى بتـ.ـو.تر: حاضر يا بيه حاضر

ثم ركضت مبتعدة لتهاتف الطبيب فى حين عاد هو الى الداخل يجلس بجانبها مرة اخرى و ينظر نحوها بقلق و تـ.ـو.تر ...و لاول مرة يجد نفسه في مثل هذا الوضع ... سمعها تهمهم بأمر ما فأقترب بأذنيه نحوها ليسمعها تهتف بإسم آخر شخص توقع ذكره الان

آيات بهمس: آسر

اكفهر وجهه و نهض بعنف من جانبها يطالعها بملامح منزعجة غاضبة قبل ان يشق طريقه سريعاً الى الخارج

فى حين كانت تراودها عده مشاهد من حياتها السابقة حين كانت مريـ.ـضة بإحدى الايام و التي صادف فيها وجود آسر بالبلاد

فلاش باك

كانت ترقد بالفراش بغرفتها تراودها حمى شـ.ـديدة اعتادت عليها كلما تغير المناخ فى حين كانت والدتها تعد لها العصيدة بالمطبخ ... كانت بنصف وعيها حين سمعت رنين جرس باب منزلهم ليعقبه صوت محبب اليها

الام: آسر حبيبي اتفضل تعالى ادخل ... جيت امتى و ازاى مسيبتلناش خبر

آسر: ازيك يا طنط معلش حبيت اعملها مفاجأة ليويو ... ثم دار بعينيه ارجاء المنزل ليهتف بلهفة ... امال آيات فين مش شايفها يعنى ؟

الام بحنان: دي يا حبة عيني تعبانة وراقدة فى السرير من امبـ.ـارح مانت عارف بقى الشتا داخل

آسر بقلق: طب هي كويسة ؟ ممكن ادخلها

نظرت الام نحوه بحنان و دفئ فهو رغم بلوغه سن السادسة عشر و عدم احقيته للدخول لغرفة فتاة تقاربه السن لكنها تجده اخ لها لذا نظرت نحوه بإبتسامة

الام: اكيد يابني استنى بس اشوفها و اديها خبر

اومأ لها بسرعة لتتحرك نحو غرفة ابنتها لترى انها بهيئة مناسبة ثم تسمح له بالدخول اليها

فور ان دلف الى الغرفة وجدها ترقد بالفراش ناظرة نحوه بشوق و فرح ليتوجه سريعاً نحوها يجلس بجانبها على طرف الفراش و يمد يده يتحسس وجنتيها بحنان

آسر: يويو الف سلامة عليكي ... هو انتي دايماً كده حساسة زيادة عن اللزوم ... نايتي خالص

آيات بحنق طفولي: بطل بقى تقول نايتي دي ومش ذنبي اني بتحسس من تغير الجو ... اعمل ايه يعنى ربنا خلاني كده

آسر بضحك: طب خلاص خلاص يا ستي متزعليش اوي كده ... انتي مش نايتي انا غلطان و اديني يا ستي جيتلك النهاردة و هقضي اليوم كله معاكي

ابتسمت بإتساع لتحاول الاعتدال بجلستها بصعوبة قائلة

آيات: بجد يا آسر ... و بكرة كمان ؟

آسر: و بكرة و بعده كمان ... اي خدمة يا ستي

آيات بهتاف: هيييييييييه يعيش آسر يعيش آسر يعيش ... أنا بحبك اوي يا آسر ... ثم همت بإحتضانه بعفويه ليصدم هو من فعلتها تلك و لكن سرعان ما بادلها العناق بتـ.ـو.تر و قد ارتسمت ابتسامة دافئة على محياه

نهاية الفلاش باك

ارتسمت ابتسامة هادئة على ثغرها اثناء تذكرها لمثل هذه الاحداث و هي ضائعة بين الماضي و الحاضر

فى ايطاليا

اندريه: طوني ... عايز حراسة على الشحنة اللي نازلة مصر ... خلى الناس يتابعوها اول بأول

تعجب طونى من طلب رئيسه ليهتف متسائلاً

طوني: اعتبره تم يا بوص بس اشمعنى المرة دي ؟

اندريه: مش عارف بس مش مطمن الفترة دي و حاسس ان هيبقى فيه قلق ... و متنساش ان البوليس مركز الفترة دي اوي

طوني: عندك حق يا بوص خلاص انا هظبط الرجـ.ـا.لة و هرسيهم على الحوار كله

اومأ اندريه برضا و مازال بداخله بعض القلق من شحنة الاسلحة و التي ستُنقل من روسيا الي مصر خلال ايام ... ضـ.ـر.ب بعصاه الارض ليردف بحذر

اندريه: و اخبـ.ـار طائف و البت بتاعته ايه ... مفيش جديد ؟

طوني: واضح انها مش نزوة و السلام طائف باينله البت عجباه ... ده حتى اخدها تعيش معاه فى بيته

اندريه بدهشة: للدرجة دي ؟ واضح فعلاً ان الموضوع المرة دي جد ... بس ده مش كويس لينا

طوني: ازاى يا بوص ماانت عارف الحكاية كلها و كون آسر ضامن البت دي فمفيش قلق بالعكس احنا كده فى الامان

حرك اندريه رأسه برفض ليردف

اندريه: واضح ان طائف واقع على الاخر و لو البت دي فكرت تلعب بديلها مظنش انه هيعرف يتعامل معها صح

طوني: ازاى بس يا بوص و هي هتلعب بديلها ليه دي باعت الدنيا عشانه ... انت ناسي هى رفضت تشتغل مع مين عشانا

اندريه مصححا: عشانه هو ... عشان طائف يا طوني مش عشانا احنا

طوني: واضح انك مش مآمن للبت دي فعلاً

اندريه: مش حكاية مش مآمن ... بس في شغلنا ده لو مخونتش اخوك تبقى تستاهل اللي يجرالك

اومأ طوني بتفهم ليردف مطمئناً

طوني: متقلقش يا بوص هتفضل تحت عيني و كله هيبقى تحت السيطرة

اومأ له ليهتف بهمس بلغته الايطالية الام

اندريه: اتمنى ذلك

جاء الطبيب لفحصها و قد اخبر طائف بأمر اصابتها بحمى شـ.ـديدة و حاجتها للراحة لعدة ايام ... ارجع هو سبب اصابتها لتغيير المناخ ما بين تركيا و مصر ليشكر الطبيب و يطلب من منى مرافقته للخارج و يتوجه هو مرة اخرى نحو غرفتها و يدلف فيجدها تجلس و قد استعادت قليلاً من وعيها ... تقدم نحوها حتى صار يقف امام الفراش مباشرة

وضع يداه بجيبوب بنطاله و اردف بجمود

طائف: حمد لله على السلامة

احابت بصوت ضعيف

آيات: الله يسلمك

طائف: الدكتور قال انك محتاجة راحة يومين فإعتبري نفسك فى اجازة و بمجرد ما تتحسني تقدري تنزلي الشغل

اومأت له بهدوء و تعب لتهمهم شاكرة ... نظر لحالتها و قد استاء من هدوئها و تعبها الظاهر ليتنهد بضيق قبل ان يستأذن مغادراً الغرفة و يتركها لتنال قسطاً من الراحة

مضى يومان حاول فيهم آسر الوصول الي آيات لكن دون فائدة فهو لم يجدها بمنزلها و محاولاته بالحديث معها عبر الهاتف باءت بالفشل فهاتفها مغلق طوال تلك الفترة ... لم يجد امامه سوى ان يذهب الى الشركة ليري ما بها

كان فى طريقه لمغادرة المنزل و الذهاب اليها ليقطع مؤنس طريقه قائلاً

مؤنس: باشا حضرتك امرتني اشوفلك الاوامر اتغيرت ليه

آسر بإهتمام: ها عرفت ؟

اومأ مؤنس بفخر ليردف قائلاً

مؤنس: طبعاً يا باشا ... الموضوع كله خلص بكلمة من طائف

آسر بدهشة: يعني ايه ؟

مؤنس: يعنى هو بلغهم انها تخصه و فى حمايته

آسر: نعم؟ و هما بالسهولة دي صدقو

مؤنس: ده اللي وصلي يا باشا ... الكل بيتكلم فى الموضوع ده و الرجـ.ـا.لة بيوصلو الكلام لبعض ... البت تخص طائف فبقت فى حمايته

آسر بغضب و صراخ: طب مانا قايل قبليه انها تخصني ... مفيش اوامر اتلغت ولا زفت

مؤنس: متآخذنيش يعني ياباشا بس طائف كلمته مسموعة

آسر بغضب: قصدك ايه يا زفت

مؤنس بخوف: مقصدش ياباشا مقصدش

آسر بغضب: اختفي من قدامي دلوقتى ... غوووووور

ثم هتف مرة اخرى به

آسر: استنى هنا انا مش قولتلك تخلى طوني يكلمني

مؤنس بقلق: حصل يا باشا و بلغته بس اللى قاله انه مشغول بصفقة مهمة اليومين دول و هيكلمك اول ما يفضي

آسر بغظ: اهو ده اللي ناقص ... آسر الرفاعي بقى يستنى اللى تحت منه عشان يفضو يكلموه ... غور غور جتك القرف

ثم اكمل طريقه الى الخارج وبداخله براكين مشتعلة من الغضب و الغيظ

فى شركة العمري

اليوم هو موعد عودتها للعمل بعد غياب ثلاثة ايام ... صباحاً لم تقابله على الفطور لتخبرها الخادمة انه قد سبقها للشركة و طلب منها موافاته هناك و ها هي قد وصلت مكتبها تعد له البريد و بعض الاوراق التي تتطلب توقيعه عليها

طرقت على باب مكتبه لتسمعه يسمح لها بالدخول ... دلفت للداخل فوجدته منهمك بتدقيق ملف ما ... تنحنحت بهدوء ليرفع انظاره نحوها سريعاً و يردف بلامبالاة

طائف: وصلتي ؟ حمد لله على السلامة

نظرت له بغيظ من لامبالاته تلك و كأنه لم يكن نفسه من يتسلل كل ليلة للاطمئنان عليها ظناً منه انها نائمة

آيات: الله يسلمك

عاد بأنظاره نحو ما كان يدقق به لتضع امامه الاوراق التى بيدها و تهتف بعملية

آيات: فى شحنة هتوصل المينا النهاردة و لازم حد يشرف عليها فهروح بنفسي

لم يهتم بما قالته لتهتف بسخط

آيات بصوت عال: بكلمك انا على فكرة

رفع انظاره لها يحدق بها بغضب و عصبية قائلاً

طائف بصراخ: حاسبى على كلامك يا أستاذة و اتفضلي على مكتبك

تسمرت فى مكانها بعد صراخه عليها ليكمل بعصبية

طائف: انتي لسة واقفة ... يلاااااااا

هرولت برعـ.ـب نحو الخارج بعد صراخه لتغلق الباب خلفها تتنفس الصعداء قبل ان تتجه نحو مكتبها تحاول استعادة هدوءها فى خين كان هو بالداخل يصارع شياطينه حتى قاطعه صوت هاتفه ليجيب بحدة

طائف: ايوة مين ؟

طوني: ايه اللي مطلع زعابيبك كده ما براحة علينا شوية

نفخ طائف بنفاذ صبر

طائف: اخلص يا طوني عايز ايه ؟

طوني بتهكم: عايز سلامتك يا سيدي ... مش كنت كلمتك انا من يومين قولتلك اني عايز تفاصيل الصفقة ... ولا تعب المزة نساك

عقد طائف حاجبيه بتوجس

طائف: تعب ايه و مزة ايه؟

طوني: مش عليا يا طائف ... دبة النملة بتوصلي ... المهم مش ده موضوعنا ... ابعتلى الورق على الفاكس محتاجه ضروري

تنهد طائف بتعب

طائف: ماشي يا طوني دقايق و هيوصلك

طوني بضحك: تمام ... سلام يا ... يا طفطف

ثم اغلق الهاتف فى حين اتسعت حدقتا طائف دهشة ليبعد الهاتف عن اذنيه و ينظر له بذهول مردداً

طائف: هي وصلتلك كمان

مرت عدة ساعات لتجد هاتفها يرن برقم آسر تنهدت بقلق قبل ان تجيب

آيات: الو ؟

آسر: و اخيراً رديتي

آيات ببرود مصطنع: فى ايه يا آسر خير ؟

آسر: كنتي فين اليومين اللي فاتو يا آيات ؟

آيات بتهرب: تاني يا آسر ... رجعنا لنظام التحقيق ده تاني

سمعت تنهده على الطرف الاخر

آسر: طب خلاص ... ممكن نتقابل ولا ده كمان مش من حقي

تنهدت آيات بتعب لتردف

آيات: النهاردة صعب عندي شغل كتير و رايحة مشوار بعد ما اخلص ... ممكن بكرة بعد الشغل

آسر بإستسلام: ماشي اتفقنا

آيات: يلا سلام

آسر: سلام

فور ما انهت الاتصال جهزت نفسها للخروج و لم تعطى بالاً للاستئذان من طائف فما فعله اليوم و اهماله لها لا يغتفر

خرجت من الشركة متجهة نحو الميناء و المقرر وصول الشحنة له و فور وصولها وجدت حركة غير طبيعية بالمكان ... توجهت نحو احد الاشخاص تسأله عما يجري ليتساءل بوقاحة عن صفتها و سبب تواجدها

آيات بحدة: ما تتكلم عدل و اعرف مين اللي قدامك ... انا الاستاذة آيات سكرتيرة مستر طائف ... ممكن افهم بقى ايه اللى بيحصل هنا ؟

تبادل الرجل النظرات مع رفاقه فور تعريفها بنفسها ليعود الرجل بحديثه نحوها

الرجل: متآخذنيش يا هانم بس الجو متكهرب و لازم نعمل احتياطتنا

نظرت له دون فهم و جالت بإنظارها فى المكان

آيات: جو ايه اللي متكهرب و احتياطات ايه ... ثم وجهت انظارها نحو رجل يقف بجوار آخر يبدو من عمال الميناء يتبادلا بعضاً من الاوراق المالية لتتسع حدقتاها و تتحرك متجهة نحوهم قائلة

آيات بحدة و صراخ: ايه اللي بيحصل هنا ده ؟ انت بتعمل ايه منك ليه

فزع العامل من صوتها فى حين تدخل الرجل الاخر بخشونة و حدة دافعاً اياها بحدة للخلف

الرجل: و انتي مال اهلك انتي ... ثم انتي دخلتى هنا ازاى ... ثم هتف ببعض من اصدقائه قائلاً ... شوفو الكتكوتة دي تبع مين و ظبطوها

نظرت له بشراسة و تحدي قبل ان تجد من يكبل يداها بقسوة لتنظر خلفها فتجد رجلان كلاً منهما يمسكان بها من كتفاها يقيدان حركتها ... حاولت التملص منهم بقوة لكن دون فائدة ... ثم ما لبثت و ان سمعت اصوات سيارات الشرطة تداهم المكان لتنتشر حالة من الذعر التـ.ـو.تر و تجد الرجلان الممسكان بها يستلان اسلحتهم و يستعدان للهجوم ... ثم دقائق بعدها ووجدت المكان بأكمله يعج بأصوات الطلقات النارية اما هي فظلت بالوسط و قد دب الخوف و الذعر فى اوصالها
قبل ساعة بشركة العِمري

كان يجلس بتعب و مازال مُنهمك بمتابعة عمله بتركيز قاطعة طرق على الباب ليتأفف بضيق ومازالت انظاره على الاوراق

طائف بصوت عال نسبياً: تعالي يا آيات

فُتح الباب لتدلف الى الداخل فى حين كان هو متجاهلاً النظر نحوها ... شعر بها تتحرك بهدوء لتقف امام مكتبه و تتنحنح بتـ.ـو.تر

سهام: احم احم ... مستر طائف ؟

رفع انظاره نحوها بحدة وقد ضاقت عيناه و حدق بها بدهشة

سهام بتـ.ـو.تر: احم ... آآآ... آيات طلبت مني اتابع مع حضرتك و اشوف لو محتاج حاجة

طائف بضيق: و هي راحت فين ؟ ... ايه سابت شغلها بدري و حضرتك بتغطي عليها و لا ايه

سهام بسرعة: لا لا يا افنـ.ـد.م مفيش الكلام ده ... دي قالت انه مشوار شغل و انها قايلة لحضرتك عليه

طائف بغضب و صراخ: محصلش ... و كمان بتكدب و ياترى بقى فين مشوار الشغل ده

ابتلعت سهام ريقها بتـ.ـو.تر و خوف من صراخه و عصبيته لتهتف مدافعة

سهام: المينا ... قالت ان في شحنة هتوصل ولازم اشراف عليها فراحت بنفسها

اتسعت عيناه بذعر و انتفض واقفاً ليتحرك بسرعة نحوها يمسك بمرفقها بعنف

طائف: من امتى الكلام ده

سهام بذعر: مش عارفة ... آآآ تقريباً من ساعة كده

القى بها من بين يديه بعنف لتسقط ارضاً فى حين تحرك هو مسرعاً يلتقط سترته و شيئاً ما من درج مكتبه ثم انطلق خارج الشركة

بقيت سهام مكانها ارضاً تنظر فى اثره لتشهق بعنف واضعة احدي يديها على فمها هامسة برعـ.ـب

سهام بذهول: ده ... ده اخد مسدس معاه

و على الجهة الاخرى نجدها تقف خلف احد الحاويات بالميناء و قد اتخذتها ساتراً لها من الطلقات النارية التى يعج بها المكان بعد ان كانت تحيطها الرصاصات من كل الجهات

تتنفس بصعوبة و ذعر ... تراقب بعضاً من الجثث تسقط هامدة امامها فى مشهد مأساوي لم ترى مثله من قبل ... ينتفض جسدها من الخوف و تفكيرها ينحصر فقط فى انها ستكون واحدة من هذه الجثث الممددة ارضاً ليزيدها هذا رهبة و قلق و رعـ.ـب ... حاولت التحرك عدة مرات متسللة الى خارج المكان كلما هدأ صوت الرصاص لتطالها طلقة مفاجئة اما خلفها او امامها او بحانبها ولا يفصل عنها سوى انشات قليلة او اقل لتتراجع عن فكرتها بالتحرك و تبقى مسمرة مكانها

مضى بعض الوقت على وضعها هذا حتى وجدت ان الاجواء هدأت لفترة لا بأس بها لتتشجع اخيراً و تنوي التحرك نحو حاوية اخرى مقابلة تماماً للتى تحتمي بها بل و تجعلها قريبة اكثر من بوابة الخروج ... اخذت نفساً عميقاً و تحركت بالفعل لكن ما لبث وان عاد صوت الرصاص ينتشر بالمكان دب الخوف بداخلها لتقف بمكانها و تصبح مرة اخرى وسط هذا الجنون لكن وجدت فجأة من يجذبها بقوة نحوه وبعيداً عن مرمي النيران ... حاولت التملص منه لكن قبضته كانت قوية شـ.ـديدة تأبى تركها استمر بسحبها نحوه ظهرها يقابله صدره الواسع ... حتى استقر كلاهما خلف تلك الحاوية التي ارادت الوصول لها ... لحظات حتى سمعت صوته المألوف الغاضب

طائف: اهدي يخربيتك فرهدتيني خالص ... اهدي ده انا ... طائف ... ثم اردف بصراخ و غضب من حركاتها المـ.ـجـ.ـنو.نة والتى لم تهدأ حتى بعد طمأنتها ... يخربيت جنانك اثبتي بقي

لم تهدأ او يسكن جسدها سوى بعد سماعها صراخه المعتاد لتقف امامه ساكنة و التفت نصف التفاته تطالعه بخوف و حذر و كأنها تتأكد من كونه هو طائف ... ذفرت انفاسها براحة و قد تحررت دمـ.ـو.عها اخيراً و بدأت بالهطول فتسمعه يهتف بها فى غضب

طائف: انتي اتجننتي ولا جرا لعقلك ايه ... ايه اللي جابك هنا ... انتي ايه غـ.ـبـ.ـية ... عايزة تموتي

نظرت له بغباء ... لا تستوعب صراخه عليها او سببه ... كل ما يفسره عقلها الان انها كانت على وشك الموت و هو أتى ... أتى لانتشالها من وسط كل هذا الجنون و يوصلها لبر الامان ... لما واثقة بهذا لا تعلم

آيات بتلعثم: انت ... انت ... انا قولتل...

طائف بصراخ وهو يطالع الاجواء حوله: انتي تخرسي خالص لغاية ما نشوف حل فى الورطة اللي وقعتينا فيها دي

راقب المكان بتركيز ليحاول ايجاد ثغرة ما يستطيعان من خلالها الخروج من المكان بأقل خسائر ممكنة حتى وجد احداها ... طريق مخفي مليء بالحاويات المتراصة جنباً الى جنب يغطي تحركهم و يمهد لهم طريق الى الخارج

توجه نحوها بأنظاره ليجدها تطالعه بقلق و تـ.ـو.تر فيردف قائلاً

طائف: اسمعيني كويس ... هتنفذي اللي هقوله من غير نقاش عشان نخرج من الورطة دي ... شايفة الطريق ده هنمشي فيه بسرعة لغاية المخرج اللى فى اخره هتكونى ورايا و انا هعاين الطريق ... بلاش تهور ولا اختراعات و افكار غريبة هتنفذي من غير تفكير ... فاهمة ؟

اومأت له بقوة لينظر نحوها بقلق ... لا يثق بها و بأفكارها و تهورها ... يشعر انها بلحظة ستقدم على شيء يُلقي بهم الي الجحيم لكن لا بديل له سوى المخاطرة و الثقة بها

اومأ لها ثم اشار لها ان تتبعه و بالفعل سارا معاً فى هذا الطريق بحذر و كلما انتقلا من خلف احدى الحاويات الى التالية لها يسمعان طلق ناري يوقفهم مكانهم ثم يعاودان التحرك مرة اخرى ...و حين قاربا الوصول الي المخرج وجدها قد تباطأت قليلاً ليهتف بها ان تسرع من حركتها ليشعر بها قد امتثلت لامره ... وصلا اخيراً الي المخرج ليجدا من يعترض طريقهم و يشهر سلاحه بوجههم ليسارع طائف بإخراج سلاحه و اصابته بثبات ... صرخت آيات بفزع و تسمرت بمكانها راقبها طائف بتأفف قبل ان يتوجه نحوها يحملها على كنفه مسرعاً الى الخارج ... ظل يسير بها لبعض الوقت حتى ابتعدا اخيراً عن الميناء و قد وصلا لسيارته ليشعر اخيراً بالارتياح

شعر بها ساكنة فوق كتفيه ليساوره القلق ... هم بإنزالها بهدوء و رفق ليجدها فاقدة الوعي فسارع بفتح باب السيارة الامامي ليضعها به وقد انحنى نحوها يفحصها بقلق ... ظنها في باديء الامر قد فقدت وعيها مما رأته و مرت به منذ قليل لكن ما رآه بعد ذلك اكد له سوء ظنه ... وجدها تنزف من خصرها بغزارة لتتسع عيناه فزعاً و اضطراباً فور ادراكه حقيقة اصابتها بطلق ناري ... مرر يداه على وجهها ليجده قد اصبح ابيض اللون بـ.ـارد كالجليد

هتف بإسمها فى فزع و خوف

طائف دون وعي: آيات... آيات ... حبيبتي ردي عليا ... لالا مش دي النهاية ... مش هتروحي مني .. مش بالسرعة دي

ثم استقام بوقفته ينظر نحوه بضياع ليجد ان ما حوله كالصحراء الجرداء نظر عالياً نحو السماء يهتف بتوسل واضعاً يداه فوق رأسه

طائف: يارب اعمل ايه ياااارب

ثوانٍ قليلة حتى استعاد عقله و تحرك يستقل سيارته و يتحرك بها سريعاً نحو المشفى

وصل المشفى ليهبط من سيارته يتجه نحوها يحملها بين يداه كالجثة الهامدة متجها داخل المستشفى يهتف بالجميع

طائف بصراخ: حد يجي هنا يلحقنا ... هتموت مني ... انتو يا حـ.ـيو.اناااااات

فزع الجميع لصراخه فيتعرف الموجودين على شخصه و يتحرك الجميع كخلية نحل لانقاذ المصابة

فى ايطاليا

اندريه بغضب و صراخ: طوووووووني انت يا زفت

طوني بقلق و خوف: اوامرك يا بوص

اندريه بغضب: انت خليت فيها اوامر ... ماخلاص كله راح و ضاع كل حاجة باظت ... الشحنة ضاعت و وديتنا فى داهية

طوني: ياباشا و انا ذنبي ايه كنت اعرف منين ان البوليس هيطب علينا

اندريه: تعرف ... المفروض تعرف ... فى خاين وسطينا و المفروض تكون عرفت بده قبل ما تقع الفاس فى الراس ... بس بعد ايه ... ضيعتنا كلنا

طوني: ياباشا الخاين هيتعرف و هيشوف ايام اسود من شعر راسه بس احنا ولا ضعنا ولا حاجة ... شحنة و اتمسكت مش نهاية العالم و العيال اللي مسكوهم مستحيل يفتحو بوقهم دول حتى ميعرفوش ان الشحنة تخص طائف يبقى هيوصلولنا ازاى

اندريه بغيظ: لالا مش انا اللي اتضـ.ـر.ب على قفايا مش انا اللي يتضحك عليا ... الخاين يتجاب يا طوني هاتهولي وانا اللي هتعامل معاه بنفسي ... عايزه قدامي عشان ادوس عليه بجزمتي فااااااااهم

طوني: فاهم يا بوص بس انت هدي اعصابك وكله هيبقى تمام

اندريه و قد هدأ قليلاً: البشوات عرفو باللي حصل

طوني: لا ياباشا لسة وبعدين يعرفو ليه الشحنة دي تخص معاليك متخصهمش بحاجة

اندريه بمرارة: فعلاً تخصني انا و الخسارة كمان تخصني انا و بس

طوني بإبتسامة: تتعوض يا بوص ... تتعوض

بالمشفى

يجلس امام غرفة العمليات و القلق يعصف به مضت ساعة و لم يخرج اى احد يطمئنه على حالها ... وسط انتظاره ذاك وجد من يتقدم نحوه بهرولة و يقف امامه يهتف بأنفاس متقطعة

...: طائف بيه ... وانا اقول المستشفى نورت ليه

نظر له طائف ببرود ليقف قائلاً

طائف: مش وقت ترحيباتك دي ... اكمل ... المريـ.ـضة اللي جوة دي تخصني و لو حصلها اي حاجة و مبقتش سليمة زيي زيك كده قول على نفسك يا رحمن يا رحيم و ابقى انسي ان المكان ده يستمر

ابتلع أكمل مدير المستشفى ريقه بصعوبة و قد ادرك اهمية تلك المصابة لشخص مثل طائف العمري ... لذا فإن مستشفاه قد اصبح على حفى الهاوية بل هو شخصياً اصبح فى خطر

اكمل بقلق: اطمن يا طائف بيه انا بنفسي متابع الحالة واللي وصلي ان الانسة حالتها مش خطر و الاصابة سطحية

طائف بتهجم: امال حجزينها ساعة فى العمليات ليه

اكمل بإبتسامة صفراء: احتياطات يا باشا و زيادة تأكيد على سلامتها

نظر له طائف بتبرم قبل ان يتقدم نحو باب غرفة العمليات تاركاً هذا الاكمل خلفه فكل ما هو بحاجته الان هو رؤيتها امامه سليمة معافاة .. لا ينسي لحظات الرعـ.ـب التي عشاها منذ اخبـ.ـار سهام له عن وجودها وحدها بالميناء ثم تلى ذلك سماعه لتلك الطلقات النارية قبل دلوفه للداخل و سقوط قلبه بقدماه وهو يتخيل وجودها وحيدة بالداخل وسط كل هذا ... ثم شعوره والذي لا يستطيع وصفه بالكلمـ.ـا.ت عند رؤيته لها غائبة عن الوعي غارقة بدمائها ... ليتأكد اخيراً مما كان يقلق منامه منذ ايام ... يحبها ... نعم اخيراً يستطيع قولها بأريحية لا مكان للشك هو يحبها بل يعشقها ... يعشق جنونها و عنادها ... يعشق اعتراضاتها الدائمة لكل ما يتفوه به ... يدوب شوقاً لنظراتها الطفولية الغاضبة ... و اخيراً ... اخيراً استطاع ترجمة ما كان يخالجه من مشاعر و احاسيس غريبة لم يكن يجد لها اي تفسير

استيقظ من افكاره على صوت أكمل يخبره بنقلها الي غرفة خاصة و استقرار حالتها و ما هى سوى عدة ساعات لتستيقظ

اومأ طائف بهدوء قبل ان يردف

طائف بجدية: تمام و مش عايز شوشرة بوليس و الحوارات دي

أكمل بإعتراض: بس يا بيه مينف...

طائف بتحذير: أكمل ... كل عيش و اسكت

أكمل بخضوع: امرك يا باشا

طائف بلامبالاة: تمام روح انت دلوقتي

انصرف أكمل مغادراً فى حين تحرك هو سريعاً الي الغرفة والتي مُقرر نقل آيات لها

بشركة الرفاعي

يجلس آسر بمكتبه شارد بأمر ما ليقطع شروده ذاك مؤنس قائلاً

مؤنس: اسف يا باشا على ازعاجك

آسر بتأفف: خير يا مؤنس و احسنلك يبقى خير عشان انا استويت خلاص

مؤنس بتـ.ـو.تر: و الله يا باشا مش عارف ... بس هو في واحدة طالبة تقابل حضرتك مستنية برة

زوي ما بين حاجبيه قائلاً

آسر: واحدة ... و دي تبقى مين ؟ ... مقالتش؟

مؤنس: لا ياباشا بس قالت انها تبع البشوات

آسر بفضول: طب دخلها لما نشوف تبقى مين دي كمان

انصرف مؤنس ليسمح للضيفة بالدخول فى حين كان آسر يساوره الفضول لمعرفة من تكون تلك الضيفة

لحظات حتى وجد احدهم يدلف الي الغرفة ليرفع انظاره نحو القادم فيجدها فتاة اقل ما يقال عنها انها فاتنة ... قامة متوسطة ... قوام ممشوق ... وجهها ذو ملامح صغيرة اكبر ما بها هي عيونها البنية الواسعة والتي اكتفت بتكحيلها فقط لابراز جمالها ... اما ملابسها فكانت تشمل فستان انيق قصير لا يتعدى ركبتيها و حذاء ذو كعب عالٍ ربما هو ما ساعدها على الظهور بقامة متوسطة ... شعرها غجري مموج طويل يماثل عيناها فى بنيته وقفت امامه تنتظر انتهائه من تحديقه الواضح بها قبل ان ينتبه هو لحاله و يتنحنح بحرج داعياً اياها للتقدم نحو الداخل اكثر

تقدمت نحوه حتى وصلت امام مكتبه فتميل نحوه تمد يدها للامام لمصافحته قائلة بصوت ناعم انثوي

...: إلينا الحناوي ... جاية من طرف اندريه

نهض ليلتقط يداها برسمية قائلاً

آسر: اهلاً آنسة إلينا انا ...

إلينا بإبتسامة جانبية و ثقة: آسر الرفاعي غني عن التعريف ... ثم جسلت تضع احدى قدماها فوق الاخري قائلة ... و انا إلينا من غير القاب ... ثم اكملت بدلع ... او "لينا" افضل

عاود الجلوس هو الاخر يطالعها هذه الشخصية بإعجاب واضح

آسر: طب ممكن اعرف ايه سر الزيارة دي يا ... لينا

امالت برأسها تنظر نحوه و مازالت تلك الابتسامة على فاها لتردف

لينا: سمعت انك طلبت من طوني انه يكلمك وهو اعتذر بسبب انشغاله بشوية امور تانية فأنا جيت بداله

آسر بسخرية: يعنى طوني مكلفش نفسه انه يعمل مكالمة واحدة بس فى مقابل ده بعتك عندي هنا

لينا بثقة و بساطة: الحقيقة هو مبعتنيش ... كل الموضوع انه حكالى عن اللى حصل و انا شوفتها قلة ذوق انه آسر الرفاعي بنفسه يطلب من حد اقل منه انه يكلمه و الحد ده يعتذر فأنا لقيت انه اقل شيء ممكن اعمله كإعتذار هو اني اجي بنفسي من روما لحد هنا عشان اعرف حضرتك محتاج ايه

نظر لها يحاول تشفي سبب هذه الزيارة حقاً و صدق حديثها من عدمه

آسر: مفيش داعي لحضرتك دي بقا ... واضح انك بتفهمي فى الاصول اكتر من سي طوني

لينا بلؤم: شهادة اعتز بيها ... ها بقى ممكن اعرف كنت عايز طوني فى ايه

آسر بمكر: مش لما اعرف الاول انتي تبقى ايه و صفتك ايه فى شغلنا

لينا بحزن مصطنع: تؤتؤتؤ واضح ان مفيش ثقة خالص بينا بس و مالو مسيرنا نتعامل سوا و الثقة تيجي بعدين ... انا ابقى مساعدة اندريه زيي زي طوني بالظبط

آسر: غريبة اني مسمعتش عنك قبل كده

لينا: شغلى كله فى اميريكا يعني بظبط شغل اندريه هناك

آسر متفهماً: ممم يمكن عشان كده

لينا: فعلاً ... ها بقى ايه المطلوب مني اظن كده انت اتطمنت

اومأ بهدوء ليردف مباشرة

آسر: ايه اللي غير الاوامر بالنسبة لآيات

لينا بتساؤل: آيات ؟

آسر: سكرتيرة طائف ... اكيد عارفة طائف يبقى مين

لينا بإبتسامة: طبعاً عارفاه هو فى حدي ميعرفهوش ... بخصوص السكرتيرة بتاعته فاللى عرفته انه ضمنها عند اندريه و قال انها تخصه

آسر بفضول: و اندريه عدى الموضوع بسهولة كده

لينا بجدية: مكدبش عليك اني انا كمان استغربت بس اهو اللي حصل بقى

آسر بغيظ: طب ماانا كمان قولت لاندريه كده ليه مغيرش رأيه بعدها

لينا: متزعلش من اللي هقوله بس طائف رصيده اكبر بكتير من رصيدك عند الكبـ.ـار كلهم مش اندريه بس ... و اظنك عارف السبب

آسر بغضب: لا الحقيقة معرفش ممكن ت عـ.ـر.فيني

هزت كتفاها ببساطة قبل ان تردف

لينا: كلمة واحدة ... علا

اكفهر وجه آسر ليطالعها بوجه قد استحال للسواد

آسر بحقد: طب و مجاش فى دماغ اندريه انه يكون عامل كل التمثيلية دي حماية ليها مش اكتر

لينا: اكيد ده احتمال بس اللي اعرفه انك مصلحتك ان اندريه و البشوات ميشكوش فى كلام طائف ... لانى عرفت انها تهمك انت كمان ولا ايه

نظر لها بتفكير لتكمل قائلة

لينا: آسر متخدش الموضوع كأمر شخصي انا ببلغك باللي بيحصل و انت مفيش فى ايدك حاجة حالياً الا انك تهدى و توزن افعالك شوية

نظر لها آسر بغضب لتحرك رأسها يميناً و يساراً قبل ان تنهض لتستأذن بالذهاب فيقابلها رد منه بإماءة بسيطة

فور خروجها اقتحم مؤنس المكان بأنفاس متقطعة قائلاً

مؤنس: خبر بمليون جنيه يا بوص وليا الحلاوة

آسر: فى ايه يا زفت

كؤنس: طائف يا بوص

آسر بإهتمام: ماله طائف انطق

مؤنس: كان بيظبط شحنة لاندريه و البوليس طب عليهم فى المينا و عينك مـ.ـا.تشوف الا النور

آسر: و طائف ؟

مؤنس: لسة ياباشا النيابة بتحقق

آسر لنفسه: طائف مش هيقع بسهولة و لا رجالته هتنطق بإسمه ... ثم وجه حديثه لمؤنس ... مؤنس

مؤنس: عيوني يا بوص

آسر: اخلق اسم طائف فى التحقيقات ... عايز العيون تتفتح عليه و من غير شوشرة

مؤنس بشر: اعتبره حصل يا باشا

فى المشفى

كان يجلس بجانبها يراقبها بإهتمام و مازالت لم تستعد وعيها بعد من المخدر ... للحظة حركة اصابعها تلتها حركة جفناها و كأنها تجاهد لفتحهما ... تقدم نحوها حتى اصبح يرقد بجانبها على الفراش يمسك بيداها بلهفة قائلاً

طائف: آيات... آيات سامعاني ؟ ... حاسة بإيه؟

فتحت عيناها اخيراً ليطالعها وجه القلق المهتم والذي تراه لاول مرة اغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات قبل ان تعي مكان وجودها و اصابتها لتهتف بتعب

آيات: انا فين ؟ هو ايه اللي حصل ؟

طائف بإبتسامة: انتي فى المستشفى ... اتصابتي اصابة خفيفة كده ... ربنا ستر

آيات بحنق: و مالك مبتسم كده ليه ايه فرحان فيا ؟

نظر لها بذهول احقاً تعاتبه على الابتسام فرحاً بسلامتها ... أهي بوضع يسمح لها بالاعتراض ... حتى وهي بتلك الحالة ... لتزداد ابتسامته اتساعاً قائلاً

طائف: خدي نفسك و شـ.ـدي حيلك الاول وبعد كده ابقي جري شكلي براحتك

آيات بغضب: قصدك ايه اني بخلق مشاكل يعني

طائف: يا ربي يابنتي ابلعي ريقك الاول و خلى يعدي كام ساعة على اللي حصلك واعملى اللى انتي عايزاه بعد كده

لم تستمع اليه بل حاولت الحركة بعصبية فتوجعت اثر فعلتها تلك ليتوجه هو نحوها يثبتها بمكانها صائحاً

طائف: اتهدي بقى يخربيتك انتي ايه مصممة تموتي نفسك

آيات بغضب: ملكش دعوة بيا ... مش كفاية كل ده حصلي بسببك

طائف: يا سلام هو انا اللي كنت قولتلك تروحي المينا و تودي نفسك فى داهية

آيات: ناقص تنكر كمان اني بلغتك بأني رايحة قبلها

طائف بذهول: انتي كمان هتتبلي عليا

آيات بغضب: تصدق انك واحد معندو...

طائف بحدة: آياااااات ... الزمي حدودك احسنلك

انتفض جسدها بعد صراخه بها لتشعر بلسانها وكأنه رُبط و قد وقفت الكلمـ.ـا.ت بحلقها لتنظر لها بغضبها الطفولي المعتاد

لم يستطع كبت ضحكاته على منظر وجهها المحمر و نظراتها الحانقة لينفجر ضاحكاً فى حين نظرت نحوه بذهول فالأول مرة تراه بتلك الحالة. .. يضحك بحرية دون جديته الدائمة و عصبيته المفرطة

تجاهلت قلبها و الذي زادت دقاته جنوناً اثر رؤيتها له بتلك الحالة وهتفت بحنق

آيات: ممكن افهم ايه اللي يضحك اوي كده ؟

تماسك بصعوبة ليجيبها بجدية مصطنعة

طائف: لا مفيش ... بس مش ملاحظة حاجة ؟

آيات بإضطراب اثر تغيره: ايه ؟

طائف بجدية مصطنعة: انك ما شاء الله ومن غير حسد تطلعي من مشكلة تدخلى فى مصيبة

آيات بحقد: البركة فى حضرتك

طائف بضحك: مسمعتيهمش بيقولو ان المنحوس منحوس من يومه

آيات بغضب: قصدك ايه هاااا؟

طائف بمرح: مقصدش يا حبيبتي ... كنت نطقت انا ولا قولت حاجة

تسمرت نظراتها و تجمدت ... تنظر نحوه بذهول ... هل ما سمعته حقيقة ام خيالاتها من تؤثر بها و مازال تأثير المخدر بداخلها ... لا هي سمعته يقولها بوضوع ... حبيبتي ... حقاً قالها ... هتفت به بذهول

آيات: انت ... انت قولت ايه دلوقتي ؟

نظر نحوها ببراءة ليحرك كتفاه لاعلى و لاسفل بهدوء و قد ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ليردف ببساطة

طائف: انا ؟ ده انا بقولك حمد الله على السلااااااامة
فى اليوم التالي

طوني: ايه يا لينا فيه جديد؟

هتف بها طوني عبر الهاتف ليأتيه الرد بعد تنهيدة عميقة

لينا: زي ما كنا متوقعين مصدقش نص الحقيقة اللي قولناله عليها ... انا مش فاهمة ليه اندريه مش عايز يعرف حد عن اللي حصل

طوني: هو مش عايز قلق و لا عايز حد من الكبـ.ـار يحس ان البوليس وصلولنا

تحركت حافية الاقدام بفستانها البيتي القصير فى ارجاء منزلها البسيط و الذي يغلب عليه الطابع الحديث لتستقر اخيراً فوق السطح الرخامي لمطبخها تتناول بعضاً من الشيكولا السائلة بإستمتاع لتردف بتفكير

لينا: ممممم ممكن برضو ... طب و الحل مع آسر شكله مش مقتنع باللي اتقاله و مصمم يعرف الحقيقة ده غير ان عداوته مع طائف ممكن تخليه يتهور

تنهد طوني بضيق قائلاً

طوني: و طائف مش عايز يهدي اللعب شوية معاه و مصمم على التجاهل

لينا بمرح: طائف ده دماغ لوحده محدش يقدر يقوله تلت التلاتة كام

طوني: يا ستي براحته بس ميودناش انا و انتي فى داهية مقابل ده

آيات بغضب: ماهو انا همشي يعنى همشي ؟

تصلب جسده للحظات مولياً اياها ظهره ليلتفت نحوها ببطئ و ينظر الى طعامها امامها والذي لم تمسه بعد ليهتف ببرود و بإبتسامة مستفزة

طائف: كلي

ابعدت الطعام عنها قليلاً لتُكتف يداها امام صدرها تنظر نحوه بعناد

آيات: طالما انت مش هامك المصيبة اللي احنا فيها فلازم حد فينا يصحصح شوية والا هروح انا فى الرجلين

تقدم نحوها بملامح غامضة ليهتف بهدوء مستفز

طائف: و مصيية ايه بقي اللي احنا فيها؟

نظرت نحوه بذهول لا تصدق انه يسألها مثل هذا السؤال

آيات: مصيبة ايه ؟ شحنة امبـ.ـارح اللي اتمسكت دي مش خايف البوليس يطب علينا هنا و يقبضو عليك

تحرك طائف نحو احد المقاعد الموضوعة بالغرفة ليجلس عليها بأريحية هاتفاً بثقة

طائف: اولاً محدش يعرف اننا موجودين هنا ... دخولك هنا كان فى منتهى السرية يعنى حتى متذكرش فى سجلات المستشفى ... اما بقى موضوع الشحنة فمحدش هيفتح بقه و يجيب سيرتي فى حاجة ... اتطمني ... و كملي اكلك

صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة قائلة

آيات: انت شغال مع البوليس؟

نظر لها بعيون جاحظة و قد تجمد جسده اثر سؤالها الغير متوقع قبل ان يتمالك نفسه و ينخرط بعدها بموجة ضحك لتكمل هي بحنق

آيات: ما هو ده التفسير الوحيد المنطقي ... ثقتك الزيادة دي و اتفاقنا بتاع تركيا ... كل ده ملهوش تفسير غير انك شغال معاهم

ثم عادت بأفكارها الى ما حدث بتركيا

فلاش باك فى تركيا بآخر ليلة لهم قبل العمودة الى مصر

بعد انتهاءها من الافطار والذي قد اعتذرت وقته الى طائف و بادلها برده السخيف و اعتذاره الصوري ... توجهت الى غرفة مكتبه امتثالاً لامره لتدلف الى الداخل بعد سماحه لها بالدخول فتجده يجلس خلف مكتبه مشيراً لها بالجلوس ... لتجلس هي على مضض

آيات بحنق: افنـ.ـد.م

حدق بها للحظات قبل ان يمسح وجهه بيداه ليردف مصطنعاً الهدوء

طائف بجمود: علا بلغتني انها حكتلك عن تفاصيل كتير تخصنى انا و علا و آسر و اظنك عرفتي حقيقة وضعها هنا و ... وضعك

نظرت له بهدوء و لم تجيب لتحثه على اكمال ما يريد قوله

طائف: بس انتي ظروفك غير ظروف علا ... ثم تحرك من مقعده ليدور حول المكتب و يجلس امامها قائلاً

طائف: علا اتسرعت بعد ما عرفت الحقيقة و اخدت قرار و مكنش فيه رجوع لكن انتي ... انتي عرفتي الحقيقة و بس

آيات بغيظ: صدقنى لو كان بأيدي اني اخد خطوة و اخلص من شركم كلكم كنت عملت كده

تجاهل حديثها ليكمل

طائف: كونك مأخدتيش اي خطوة ده اداني فرصة اني افكر فى حل لوضعك ... قدامك تلات اختيارات. ... الاول انك تستسلمي للامر الواقع و انفذ المطلوب مني بقـ.ـتـ.ـلك ... نظرت نحوه برعـ.ـب و ذعر ليكمل هو ببرود ... او تختاري انك تفضلي هنا طول حياتك لغاية ما يحصل اي جديد زيك زي علا ... وجدت تلك الفترة اقل رعـ.ـباً و اكثر اماناً بالنسبة لها لكن ما هو الاختيار الثالث ... او انك توافقي على الخطة اللي فكرت فيها و اللى بيها تقدري ترجعى لحياتك الطبيعية تاني بس بعد شوية تغييرات بسيطة ... ها ايه رأيك ؟

آيات بتساؤل: خطة ؟

طائف بمكر: افهم من كده انك اخترتي الاختيار التالت

آيات: افهم الاول ايه الخطة دي

تنهد طائف بتملل قبل ان يومأ لها

طائف: الخطة تشمل اننا نضمن رضا الكبـ.ـار عليكي

عقدت حاجبيها بدهشة

آيات: و ده يحصل ازاى بقى ان شاء الله دول عايزين يقـ.ـتـ.ـلوني

طائف بمكر: بس لو قولنا انك ليكي فضل عليهم فده يخليهم يتمنو رضاكي

نظرت نحوه بدهشة ليكمل مفسراً

طائف: ياريت تسمعيني من غير ما تقاطعيني ... اولاً لازم نمثل اننا بنحب بعض ... همت بالاعتراض لكن اوقفها بإشارة من يده ... مفيش اي حل غير كده

آيات بعدم رضا: مش فاهمة

طائف: البوليس بقاله فترة مركز جداً مع تحركاتنا سواء انا او غيري من اعضاء مافيا روسيا و اللي ليهم ايادي فى مصر ... و الكبـ.ـار عارفين بده فكل اللي هنقولو انهم قدرو يوصلو ليا و بيحاولو يوقعوني ... و انتي ضمن خطتهم ... نظرت نحوه بدهشة ... هما تحرو عنك كويس جداً بس لحسن حظنا مقدروش يوصلو لمعلومة اننا فى علاقة و بكده مكنش عندهم اي مانع انهم يضموكي لصفهم

اكملت آيات بتفكير: وانا بلغتك بكل ده و اصبحت انت اللي بتتحكم فى اللي بيوصلهم عنك

اومأ نحوها بهدوء لتهب واقفة قائلة

آيات بإعتراض: ده فيلم عربي و مكشوف كمان ... انت مفكر انهم هيصدقو التخريف ده و لو افترضنا انهم صدقو .. ممكن بسهولة جداً يكشفو ان اساساً مفيش حد حاول يجندني لصالحه و حكاية البوليس دي كلها كدب فى كدب ... انت اتجننت بتتبلا على البوليس كمان

طائف: مش شغلك ... انا هتصرف و هغطي على الموضوع ... انتي مش متخيلة قلقهم من تحركات البوليس الاخيرة اد ايه ... ده هيخليهم ميفكروش بإتزان و هيشوفوكي كنز ... وحتى لو كانو شاكين فى الحكاية فمستحيل يخاطرو انهم يقـ.ـتـ.ـلوكي و فيه احتمال ان البوليس عينه هتبقى عليكي

نظرت له آيات بقلق و حيرة ليهتف بها قائلاً

طائف: الاختيار ليكي بس عايزك تفهمي ان مفيش مخلوق هيعرف بالتفاصيل دي حتى علا و ... وآسر

نهاية الفلاش باك

استيقظت من افكارها تلك على شيء بـ.ـارد لامس شفتاها لتتسع عيناها من الصدمة فإذا به يجلس مباشرة امامها يمسك بملعقة الطعام موجهاً اياها ناحية فمها لتتراجع فوراً الى الخلف

آيات بتـ.ـو.تر: انت ... انت بتعمل ايه ؟

طائف ببراءة مصطنعة: بأكلك ... عمال انادي عليكي و انتي ولا هنا ... اللي واخد عقلك

آيات بتلقائية: سلامة عقلك

ترك ملعقة الطعام لينظر لها بدهشة

طائف: افنـ.ـد.م؟

آيات: آآآ اصل بصراحة انت آآ...

طائف: قولي ... عايزة تقولي ايه ؟

آيات بتـ.ـو.تر: بصراحة بقى انت متغير من امبـ.ـارح وانا بدأت اقلق

ابتسم نصف ابتسامة لينظر لها متسائلاً

طائف: متغير ازاى بقى ؟

آيات: يعني چنتل كده و هادي و كيوت

نظر لها بإستنكار هاتفاً بحدة و خشونة

طائف: كيوت ؟

وهب واقفاً مبتعداً عن الفراش يهتف بها بجمود

طائف: طب خلصي بقى اكلك خلينا نخلص

آيات بدهشة: نخلص ؟

طائف: مش قارفة دماغى من ساعة ما فوقتي عايزة اروح عايزة اروح مبحبش المستشفيات ... اهو عشان انا چنتل و هادي و كيوت هروحك البيت

ثم تركها وحيدة متجهاً للخارج فى حين همست هي لنفسها قائلة

آيات بدهشة: ده اتجنن ده ولا ايه

اما بالخارج فكان يستند بظهره على باب غرفتها يهتف بحنق

طائف: على اخر الزمن طائف العمري يتقاله كيوت ... ثم ابتسم بسخرية ... شكلها هتطلع عليك القديم و الجديد يا طائف

بإحدى مراكز الشرطة

...: انت هتستهبل منك لبه يا روح امك ... يعني ايه مش عارفين الشحنة تبع مين ؟

صرخ بها المقدم حازم نشأت للرجال المقبوض عليهم اثناء مداهمة الميناء بالليلة الماضية و الامساك بشحنة اسلحة كانت ستدخل البلاد من خلالهم

ظلو جميعاً على صمتهم ليهتف بهم مرة اخرى

حازم: ورق مفيش ... عُمال كلهم اتصفو ... ايييييه ملكُمش كبير لا و مش كده و بس كمان بتضـ.ـر.بو نار علينا ده ايه الجبروت ده فاكرينها سايبة.. ده انتو ليلتكم سودة معايا

هتف احد الرجال بضعف وخوف مصطنع

احد الرجال بخبث: انا هقول كل حاجة ياباشا بس ارحمني

نظر باقى الرجال ناحيته بترهيب و تحذير ليهتف بهم

حازم: اييه ما تضـ.ـر.بوه احسن ... ولا فاكرين كل الناس اغـ.ـبـ.ـية زيكم بتفدي ناس مش هتفكر فيهم للحظة ... ثم اتجه بأنظاره نحو الرجل ليردف بهدوء ... ها بقى قولي تبع مين الشحنة دي

الرجل بخبث: هقول يا باشا ... الشحنة تبقى تبع طائف بيه

حازم بحيرة: طائف بيه مين ؟

الرجل بلهفة: طائف بيه يا باشا ... طائف بيه العمري

اتسعت حدقتا حازم بدهشة ليتسمر مكانه محاولاً استيعاب خطورة ما تفوه به هذا الرجل

آيات بخجل يغلبه ضيق مصطنع: ممكن تنزلني بقى

هتفت آيات معترضة على حمل طائف لها والذي فاجأها بفعلته تلك فور استعدادها للرحيل ليضع يديه الاثنتان احداها تحت فخذيها و الاخري خلف ظهرها رافعاً اياها نحوه فى حين لفت هى يدها بتلقائية حول عنقه خوفاً من السقوط ارضاً

حاولت الاعتراض مراراً و تكراراً لكن تجاهلها تماماً و سار بها حتى اصبحا الان خارج المستشفى فى انتظار السائس لاحضار السيارة من موقف السيارات التابع للمشفى

سمعت زمجرته لتجده بعدها يهتف بضيق

طائف: اهدي بقى... لو نزلتك و استنيت .. على مشيتك دي مكناش طلعنا من المستشفى الا بكرة

آيات بصراخ: بتتريق حضرتك ما هو كله بسببك

هم بالصراخ عليها لكن قاطعه وصول سيارته ليسلمه السائس المفاتيح ويتجه هو نحوها حاملاً آيات ثم يضعها بحذر فى الكرسي الامامي و يتجه هو بعد ذلك نحو مقعد السائق و يبدأ بالقيادة

ظلت تراقبه بعيون متقدة حتى لفت انتباهها صوت رنين هاتف ما يشبه رنين هاتفها انتبهت لما تسمعه حتى سمعته يتأفف بضيق لتعقد حاجبيها بدهشة

آيات: ده ... ده صوت موبايلي

التفت نحوها بنظره يحدث بها لثوان ثم عاد بكامل انتباهه للطريق متجاهلاً اياها

توقف الرنين ليعود مرة اخرى ليضع احدي يداه بداخل سترته مخرجاً هاتفها لتنظر نحوه بغيظ

آيات: ايه اللي جاب موبايلي معاك ... هات

مدت يدها لتخطفه منه فى حين نظر هو سريعاً لهوية المتصل ليجده آسر اكفهرت ملامحه و شـ.ـد على كفه الممسكة بالهاتف ثم ما لبث ان ألقاه من نافذة السيارة

وجدها لتصرخ به بشـ.ـدة

آيات: انت ... انت اتجننت ؟ انت ازاى تعمل كده ... وقف العربية قولت وقف العربية

طائف بصراخ اجفلها: اخرسي خالص دلوقتي مش عايز صداع

ربط لسانها و التزمت الصمت و قد شعرت بعودة طائف القديم

آيات بهمس: انا قولت انك مستحيل تتغير ... هتفضل جلف زي ما انت

حدجها بنظرة مخيفة ليجعلها تبتلع كلمـ.ـا.تها و تزم شفتيها بقوة لتوضح له نيتها للصمت
آسر بغضب: انت فين يا زفت مش بترد على تليفونك ليه

هتف بها آسر بإنزعاج اثناء قيادته للسيارة ... لا يري امامه سوى الغضب و القلق ... يهاتفها عدة مرات دون رد منها و في الاخير ينقطع الاتصال و بعده تغلق الهاتف نهائياً .. ينهشه القلق و الخوف من فكرة اصابتها بأي سوء ... واخيراً جد مؤنس يجيبه بخوف

مؤنس: آسف يا باشا كنت بتكلم مع الرجـ.ـا.لة و بشوف ايه اخر الاخبـ.ـار

آسر: حسابك معايا بعدين يا مؤنس ... ها عرفت هي فين دلوقتي ؟

مؤنس بتـ.ـو.تر: آآآه يا باشا

آسر بلهفة: ها إخلص ... فى بيتها ؟

مؤنس: لا ياباشا هما طلعو من المستشفى على بيت طائف

ضغط فجأة على فرامل السيارة لتتوقف بقوة و يرتد جسده قليلاً الى الامام ... اكفهر وجهه و شابه الغضب و الغيظ ليهتف قائلاً

آسر بصراخ: مستشفى ايه ؟ و ايه اللي يوديها بيت طائف ؟

مؤنس: معرفش يا بوص بس باين انها كانت محجوزة فى المستشفى من امبـ.ـارح و بعدها راحو على فيلا العمري ... ثم اكمل بتـ.ـو.تر و حذر ... و بيتهيألي يعنى يا باشا انها كانت هناك الفترة اللي فاتت دي

آسر بصراخ و جنون: طائف طائف طائف ... ايييييه مش هخلص منك انا

ثم اغلق الهاتف ليلقيه على المقعد بجانبه و يشـ.ـد بيده على عجلة القيادة ثم يعيد تشغيل السيارة .. يقودها بعصبية و وجهته معروفة ... يقسم ان يعيد كل شيء الى سابق عهده بأي وسيلة

بفيلا العمرى

وصلا الي المنزل ليهبط بعصبية من سيارته متجهاً نحوها و يفتح الباب المجاور لها فجأة حاملاً اياها مرة اخرى ... همت بالاعتراض لكنه وجه اليها نظره الجمتها و جعلتها تبتلع كلمـ.ـا.تها ... دخل بها المنزل ثم توجه بها نحو غرفتها ليضعها بحذر على الفراش و يعتدل بوقفته ينظر اليها بصمت محاولاً استرجاع بعضاً من هدوئه ... لا يريد حدوث شجارات بينهم لا طائل منها سوى افساد علاقتهم و تخريبها اكثر ... يريد التقرب منها و معرفة حقيقة مشاعرها نحوه و فكرتها عنه لكن يخشى التسرع و انقلاب الامر عليه لذا يجب التريث و التفكير و تحسين الاوضاع بينهم ... يكفى بتلك الفترة ان يُحسن من صورته امامها و الحصول على رضاها و بعده يكون لكل مقال مقام

طائف بهدوء: اسمعيني كويس حركة كتير مش عايز ... منى موجودة اي حاجة تحتاجيها اطلبيها منها انا منبه عليها تاخد بالها منك

آيات بتوجس: طب و الشغل ؟

طائف بحدة غير مقصودة: شغل ايه فى الحالة اللي انتي فيها دي ... انا وافقت انك تطلعي من المستشفى عشان اعتراضك انك تفضلي هناك و اللي الظاهر كده انك عندك عقدة منها ... بس الجرح لسة جديد و محتاج راحة فياريت تنفذي كلامي و الا هرجعك المستشفى و هما يتصرفو معاكي

نظرت له بخوف من حدته و عصبيته المبالغ بها لتبتلع ريقها بقلق و تومأ له بهدوء

ذفر بضيق ... لا يعجبه استسلامها و خوفها منه .. يريدها عنيدة مستفزة كما كانت من قبل ... لكن يبدو ان خوفها سيخدمه هذه الفترة فهو لا يريد منها معاندته بخصوص سلامتها و صحتها

قطع افكاره طرق على باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول

طائف: خير يا منى ؟

منى بتـ.ـو.تر: آسفة لمقاطعتكم يا باشا بس فى ناس تحت مستنيين حضرتك

عقد حاجييه بتعحب

طائف: ناس مين دول ؟

منى بتلعثم: ممم مش عارفة يا بيه بس باينلهم بو... بوليس

حجظت عينا آيات لتنظر له بخوف و قلق فأسوأ كوابيسها مؤخراً يتحقق

نظر نحوها بصمت يدرك مخاوفها و هو الاخر يتعجب لحضور الشرطة الي منزله لكنه يعلم استحالة ان يشي احد رجاله به لذا ما سبب مجيء الشرطة ... تنحنح بقوة قبل ان يسمح للخادمة بالذهاب فتتركهم سريعاً متجهة الي الاسفل

هم بالحديث لكنه وجدها سبقته لتهتف فى قلق

آيات بحدة: البوليس تحت ... انا قولتلك اننا روحنا فى داهية مصدقتنيش ... اشرب بقى

طائف بهدوء: انا مش فاهم انتي قلقانة اوي كده ليه انا واثق ان محدش يقدر يفتح بوقه و لا يجيب سيرتي و لنفرض انه حصل انتي ملكيش اي دخل ... انتي لا شوفتي حاجة ولا ت عـ.ـر.في بأي شيء حصل ... ثم اتجه ناحية الباب يهم بالخروج قائلاً ... زي ما قلت تفضلي فى السرير ومش عايز عناد ... هشوف ايه الحكاية و هرجعلك تاني

راقبته يخرج بهدوء من الغرفة و يغلق الباب خلفه لتنظر هي الي سقف الغرفة و تتنهد بعمق

آيات: نفسي يبقى عندي نص برودك ده يا أخي ... انت اييييه تلاجة

هبط الدرج بهدوء و ثبات ليجد افراد الشرطة ينتظرونه بالاسفل ... اتجه نحوهم يحدق بهم ببرود و غرور فيتقدم منه احدهم قائلاً بإحترام

العسكري: طائف بيه .. آسفين على ازعاج حضرتك بس معانا استدعاء لحضرتك من النيابة

لم تتغير ملامحه و بقى على صمته ليتنحنح الرجل بتـ.ـو.تر و ينظر الى رفاقه بحيرة ليتكرم هو اخيراً و يبدأ بالحديث

طائف: استدعاء ؟ ليا انا ؟ خير ان شاء الله

العسكري: و الله يا افنـ.ـد.م انا معنديش اي معلومـ.ـا.ت ممكن افيد بيها حضرتك بس الواضح ان اسم سعادتك اتذكر فى تحقيق ما و حضرتك مطلوب عشان توضح سوء الفهم ده

طرق للحظات يحلل خلالها كلام الرجل ليرى ان ( افنـ.ـد.م - حضرتك - سعادتك ) و اخيراً ( سوء فهم ) يوضح ان وضعه مطمئن فإن كانو قد كشفوه فحينها لن يكون لأي من تلك الكلمـ.ـا.ت وجود فى حديثهم ... لذا نظر نحوهم بثبات قبل ان يومأ بهدوء مردفاً بإبتسامة دبلوماسية

طائف: و انا تحت امر الشرطة فى توضيح اي سوء فهم

انفرجت اسارير الرجل و رفاقه و عاد اليهم هدوئهم ليهتف نفس الرجل قائلاً

العسكري: طب لو تسمح يا باشا تتفضل معانا دلوقتى

طائف: اكيد مفيش مشكلة بس اظن ان معندكوش اي مانع انى اروح بعربيتي

العسكري بترحيب: لا يا افنـ.ـد.م على راحتك خالص

اومأ له طائف ليشير لهم بالذهاب و يتجهو جميعاً خارج المنزل نحو مركز الشرطة

وصل اخيراً الى وجهته ليواجه رفض لدخوله من افراد الامن على البوابة الخارجية فيثير ضجة بالخارج و التي على اثارت انتباه تلك القابعة بغرفتها لتحاوب الهبوط من فراشها و الاتجاه للاسفل

نجحت بصعوبة فى الوصول الي اخر درجات السلم لتنتبه اليها الخادمة فتتجه نحوها سريعاً مساعدةً اياها فى الجلوس على احدى الارائك

منى: ايه اللي قومك بس من سريرك يا هانم

آيات بتوجس: فين طائف ؟ و ايه الدوشة اللي برا دي ؟

منى: طائف بيه خرج مع الناس اللي جم و الدوشة دي بسبب واحد عايز يدخل و الامن مانعينه

آيات: واحد ... واحد مين ده و ليه الامن يمنعوه ؟

منى: مش عارفة يا هانم و الله بس الظاهر هو واحد بينه و بين طائف بيه مشاكل

سارت بعض الشكوك بداخلها حول كينونة هذا الشخص لكنها نحتها جانباً و قررت عدم التدخل

آيات: طب قولوله ان طائف مش هنا ؟

منى بقلق: قالوله بس مفيش فايدة ده حتى قال انه مصمم يدخل عشان يقابلك

آيات بدهشة: نعم يقابلني انا ؟

اومـ.ـا.ت منى بأضطراب لتزداد الشكوك بداخل آيات و تقرر اخيراً قائلة

آيات: طب قوليلهم يدخلوه

اتسعت حدقتا مني بذهول

منى: بس يا هانم د...

آيات بإصرار: ملكيش دعوة انتي خليهم يدخلوه ... انا اللي بقولك

نظرت لها الخادمة بحيرة قبل ان تومأ بتردد متجهة الى خارج الفيلا لتنفيذ اوامر سيدتها

بإحدى مراكز الشرطة نجده يجلس بثقة و غرور بمكتب لاحدهم فى انتظار حضوره ... مرت عدة دقائق حتى وجد باب الغرفة يفتح و يطل منه شاب يقاربه السن يبدو مألوف بالنسبة له ... يرتدى زيه الرسمي و الذي تعّرف منه على رتبته كعقيد

تقدم منه الشاب و مازال هو جالس بمقعده حتى وجده يتحرك ببطئ نحو مقعد خلف مكتبه يجلس عليه و على وجهه ابتسامة ملتوية ... شبك اصابعه ببعضها البعض و نظر نحو طائف بسخرية ليردف

حازم: ياااااااااه طائف بيه العمري قدامي دلوقتى ... اد ايه الدنيا دوارة

عقد طائف حاجبيه بدهشة مصطنعة فقد تذكره بعد ثوان قليلة من التحديق به ... حازم نشأت صديق قديم له .. كانا كالإخوة حتى اجبره والده على قطع اي صلة به لتجنب اية مشاكل بأعمالهم المشبوهة كون حازم قد التحق بالشرطة فى حين التحق طائف بعصابات المافيا ... لكن الطريقة التى انهت علاقتهم سوياً لم تكن من فِعل طائف على الاطـ.ـلا.ق بل كان القدر له اليد العليا بها ... فما ذنبه هو ان الفتاة الوحيدة التي وقع صديقه لها وقعت هى فى غرامه.

تنحنح طائف ليردف بثبات

طائف: حازم نشأت ... دي ايه الصدف دي

حازم بتهكم: ربك لما يريد بقى

اومأ طائف بسخرية ليكمل

طائف: و ياترى بقى ايه سبب استدعاءك ليا يا ... سيادة المقدم

تقدم حازم مستنداً بيداه على سطح مكتبه ليضيق عيناه بتركيز قائلاً

حازم: اسلحة يا طائف ... طب طالما قلبك جـ.ـا.مد كده ما تغطي بقى على شغلك كويس

ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره قبل ان تزداد اتساعاً و بعدها تعالت ضحكاته منتشرة بأرجاء الغرفة لينظر نحوه حازم بدهشة ... و بعد ثوان قليلة هدأ فجأة ليردف بثقة

طائف: اسلحة ؟ اسلحة ايه يا سيادة المقدم ... انا شغلى استيراد و تصدير يعنى اخرى اجيب هدوم ابعت جزم استلم اجهزة ... لكن اسلحة ... ثم غمز قائلاً ... صعبة دي

هب واقفاً يضـ.ـر.ب بيداه على سطح مكتبه بعصبية ليردف بصراخ

حازم: طائف بيه انا مش جايبك تهزر هنا

طائف بهدوء: اعصابك يا حازم ... اه سوري اقصد يا سيادة المقدم ... ممكن اعرف ايه دليلك على اتهامك ده

حازم بثقة: واحد من رجالتك اعترف

طائف: مممم رجالتي ... و هو اي حد يتبلى عليا هتجيبني هنا و تحقق معايا ... ثم نظر نحوه بتهديد قائلاً ... ياريت متنساش انت بتكلم مين يا حازم بيه ... انا ابقى طائف العمري و مش كلمة من عيل صغير تخليني فى موضع اتهام

ثم هب واقفاً يعدل بدلته مستعداً للذهاب

طائف بغرور: و مرة تانية قبل ما تطلب مني اجي هنا ياريت تبقى محضر ادلة تديني فعلاً

حازم بوعيد: ساعتها مش هيبقى امر استدعى ... ساعتها هيبقى امر بالقبض عليك

نظر طائف نحوه بسخرية غامزاً بإحدى عينيه

طائف: Buena suerte

ثم خرج من الغرفة تاركاً حازم ينظر فى اثره بغيظ و حنق

آيات: آسر ؟

هتفت بها آيات فور السماح للضيف بالدخول فتتأكد ظنونها فور دلوفه للداخل

وجدته يتقدم سريعاً نحوها يفحصها بعيناه قائلاً

آسر بقلق: آيات ؟ انتي كويسة ؟

آيات بدهشة: الحمد لله انا تمام ... مالك قلقان كده ليه و بعدين انت ايه اللي جابك لفيلا طائف ... و عرفت منين مكاني

آسر بغضب: و الله انا اللى المفروض اسألك انني بتعملي ايه هنا ؟

آيات بتـ.ـو.تر: تاني يا آسر هنرجع لاسئلتك دي تاني

آسر: تاني و تالت و عاشر ... من امتي يا آيات بتقبلي تقعدى فى مكان مش مكانك ... من امتى تقبلي على نفسك يتقفل باب عليكي انتى و واحد غريب

آيات بدفاع: طائف مش غريب آآآ انا قولتلك اننا بنحب بعض

آسر: كدب كل ده كدب

اتسعت عيناها فور هجومه ذاك ... هل ادرك حقيقتهم و ان علاقتها ما هى سوى كذبة

آسر: مستحيل اصدق انك تربطك علاقة مع طائف ... ثم اتجه نحوها يمسك بيداها و يردف برجاء ... صح يا آيات ... كل ده كدب مش كده ... انتى و هو قولتو كده عشان يحميكي صح ؟

نظرت نحوه و قد استعادت بعضاً من هدوئها عند ادراكها ان كلامه لا يستند الى اي دليل و ماهو الا تكهنات

آيات: انا مش فاهمة ايه مشكلتك فى اني اكون انا و طائف فى علاقة

آسر بصراخ و استسلام: عشان بحبك ... عشان كنت مستني الوقت المناسب اللى اقولك فيه عن مشاعري ... كنت مستني انضف و ابعد عن شغلى الزبـ.ـا.لة ... كنت عايز حياة نضيفة و هادية ... عايز متتلوثيش بالقرف اللى انا فيه ... كنت عايز اعترف باللي جوايا من واحنا اطفال صغيرين... عايز حياة معاكي ... ثم اردف بشراسة ... بس بعد كل ده و انتظاري السنين دي كلها الاقيكي بتحبي غيري و مستسلمة له ... لا وياريته شخص ممكن أئتمنه عليكي لا ده اخر شخص ممكن اخلى بينك و بينه اي علاقة ... مستحيل فاااااهمة

انتهى من صراخه ليجدها ترتجف بين يداه من شـ.ـده بكائها ... كيف لم تدرك او تستشعر احسايسه و مشاعره نحوها أكانت غـ.ـبـ.ـية الي تلك الدرجة

نظر نحوها بحنو و حزن ... يقـ.ـتـ.ـله بكائها و يفطر قلبه منظرها ذاك ليردف قائلاً

آسر: آيات انا مش بلومك ولا بعاتبك انا كنت براعي انى مبينش اي مشاعر جوايا ليكي الا لما يجي الوقت المناسب وقررت جوايا طالما مش عارف اطلع من المستنقع ده فأنا اللي هسلمك بنفسي للشخص المناسب اللي يستاهلك بس ... بس صدقيني طائف مش هو الشخص المناسب ... مش هو الشخص اللى تثقي فيه ... ده ممكن يبيع اقرب الناس ليه

تمالكت نفسها لتردف وسط بكائها

آيات: قصدك عليك انت و اختك ... علا

فور نطقها بإسم شقيقته احتلت ملامح الحزن و الاسى وجهه ليكمل

آسر: عرفتي منين ؟

آيات بتـ.ـو.تر: هو ... هو قالي ... و قالي كمان ان كل اللي بيعمله ده لحمايتي

آسر برجاء: آيات عشان خاطري طاوعيني و امشي معايا من هنا مش عشان اعترافي ليكي و مش عشان عاوزك ليا ... لا عشان انا و انتي عارفين ان ده مش مكانك ولا ده العالم اللي هتقدري تعيشي فيه

آيات بحيرة: بس بس ان...

آسر: اوعدك يا آيات ان القرار هيكون ليكي سواء هتقبلي بمشاعري دي او لا ده غير انك هتكوني فى حمايتي و محدش هيقدر يقربلك بس انتي وافقى

نظرت نحوه بحيرة تفكر جدياً بحديثه ... فمن هو طائف ذاك الذي فضلته على صديق طفولتها و قررت وضع كل ثقتها به ... لكن هو فعل الكثير لحمايتها و انقاذها ... ليجيب عقلها قائلاً انه هو المتسبب الرئيسي لوضعك هذا و ربما اراد اشراكك بالفعل بأعمالهم القذرة حتى لا تستطيعي افشاء سره ... ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار
ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار

آيات بإستسلام: حاضر يا آسر همشي من هنا بس ...

آسر مقاطعاً بلهفة: بس ايه ؟

آيات بحذر: لازم الاول ابلغ طائف بمشياني ده هو برضو مهما كان عمل كل ده لمصلحتى انا

نظر آسر نحوها بشك و عدم اقتناع لتلاحظ هي نظراته تلك فتهتف بقوة

آيات: بلاش تبصلي بالطريقة دي انا لو كنت بكدب او مش عايزة امشي من هنا فكنت هقولهالك صريحة .. مفيش حاجة تجبرني اني اوافق

تنحنح هو فى حرج ليردف

آسر: مش قصدي اللي فهمتيه بس بصراحة بقى كل ثانية بتعدي عليكي و انتي فى بيته انا ببقى هموت من القلق عليكي

آيات بتأفف: هنعيده تاني يا آسر ... ثم اكملت بجدية ... زي ما قولتلك هكلم طائف و لما اجي امشي من هنا هكلمك ... امشي بقى دلوقتى عشان لو طائف جه و لقاك هنا الدنيا هتولع اكتر

تنهد بنفاذ صبر قبل ان ينهض من جلسته يستعد للمغادرة لكن عاد بأنظاره نحوها مرة اخرى يسألها بإهتمام

آسر: مقولتليش صح ... كنتي فى المستشفى ليه و بعدين قعدتك غريبة مش مريحاني ... فيه حاجة وجعاكي ؟

آيات بتـ.ـو.تر و كذب: لا ده انا اتعورت فى جنبي تعويرة بسيطة كده بس طائف اصر اننا نروح المستشفى

نظر نحوها بشك قبل ان يومأ لها دون اقتناع متوجهاً الى خارج الفيلا لتذفر هى انفاسها براحة و تنادي على منى لمعاونتها فى العودة الى الفراش قبل رجوع طائف للمنزل

فى حين كان هو يقود السيارة بعصبية ليتناول بعدها هاتفه يجري اتصال ما ... انتظر لحظات حتى جاءه الرد ليهتف بقوة و غضب

طائف: مازن ركز معايا شوية ... فى واحد ** *** جاب سيرتي فى تحقيق تبع شحنة امبـ.ـارح عايزه عندي فى خلال ساعات

مازن بدهشة: مين ده اللي اتجرأ و عملها و بعدين انت بتقول تحقيق و بوليس يعنى اكيد محجوز عندهم اجبهولك ازاى ده

طائف بعصبية: مااااااازن اقسم بالله لو الولا ده مبقاش قدامي النهاردة هيطلع كل اللي عمله عليك انت ... ثم ضـ.ـر.ب مقود السيارة بكفه ليكمل بصراخ و جنون ... اتصرف احسنلك يا ماااازن انت فاااااااهم

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من صديقه ملقيا بهاتفه بجانبه

شعر بغضبه يسيطر عليه و يجعله غير قادر على مواصلة القيادة ليوقف السيارة الى جانب الطريق محاولاً استدعاء بعضاً من هدوءه فيجد هاتفه يعلن عن اتصال اخر ... تجاهله ظاناً انه لابد ان يكون مازن محاولاً كسب بعض الوقت لكن معاودة الهاتف للرنين مرة اخرى اخرجه عن شعوره ليمسك الهاتف بعصبية و يجيب قائلاً

طائف بغضب: انا قولتك اللى عندي يا مازن بطل زن

احد رجاله: طائف بيه انا مصطفى من امن الفيلا

عقد حاجبيه بقلق و خوف من حدوث امر ما بمنزله يستدعي اتصال من الامن ... هل اصابها مكروه ؟

طائف بسرعة: خير يا مصطفى الهانم حصلها حاجة ؟

مصطفى بتـ.ـو.تر: لا يا بيه الهانم كويسة ... على حد علمي ... بس فى حاجة تانية حصلت و كان لازم ابلغ سعادتك بيها ضروري .. انا حاولت اكلمك من شوية بس تليفون حضرتك كان مقفول

طائف: مكنتش فاضي ... اخلص و قول فى ايه

مصطفى: أصل سعادتك يعنى ... آسر بيه كان هنا من شوية

ضاقت عيناه ترقباً لما يقُال

طائف: مممم و بعدين بلغتوه انى مش موجود

مصطفي: بلغناه يا افنـ.ـد.م بس هو اصر انه يدخل و يقابل الهانم

طائف بعصبية: و انهي حمار فيكم اللى بلغه انها موجودة فى الفيلا ... و اوعى تقولى انك اتهفيت فى عقلك و دخلته

مصطفى بخوف: محدش قاله ياباشا انها جوة الظاهر هو كان جي و عارف ... احنا منعناه كتير انه يدخل بس فى الاخر جالنا امر من الهانم اننا نسمحله يقابلها

طائف بترقب: و قابلها ؟

مصطفى: ايوة يا باشا حصل ... قعد نص ساعة و مشي

طائف بقلق مخفي: مشي ؟ لوحده ؟

مصطفى: ايوة ياباشا لوحده

طائف بتـ.ـو.تر: و الهانم ؟

مصطفى: على حد علمي ياباشا هى جوة ... محدش خرج غيره

طائف براحة و جدية: طب اسمعنى كويس بقى لو خايف على اكل عيشك ... مفيش نملة تدخل ولا تخرج من الفيلا لحد ما اوصل ... فاهمني ولا تحب افهمك بطريقتى

مصطفى بخوف: فاهم ياباشا فاهم

ثم وجد سيده يغلق الهاتف بوجهه دون اى كلمة اخرى

فى حين كان هو على الطرف الاخر يكاد يجن من تـ.ـو.تره و عصبيته ليهتف بحدة

طائف: هلاقيها منك يا آسر ولا من حازم ... و ياترى يا قطتى ناوية توديني على فين

ثم اعاد تشغيل سيارته مرة اخرى ليتجه مباشرة نحو منزله و يرى ما حدث بغيابه

بعد نصف ساعة من مغادرة آسر لفيلا العمري وجظت الخادمة منى تدلف بهدوء الى غرفتها قائلة

منى: آيات هانم فى تليفون عشان ساعدتك تحبي احولهولك على هنا

آيات بتعب: ياريت يا منى ... بس مين اللى على التليفون

منى: واحدة بتقول انها زميلة حضرتك

آيات بتخمين: دي تلاقيها سهام بس عرفت منين انى هنا

تنحنحت منى لتجذب انتباه سيدتها قائلة

آيات: خير يا منى في حاجة تاني

منى: اصل طائف بيه كان مقرر انى اجازة من اول بكرة و ان كل الخدم ممكن يرجعو بيوتهم فكنت بستأذن حضرتك اننا نروح

آيات: غريبة يعنى مقاليش ... ثم همست لنفسها ... و انتي تبقى مين يعني عشان يقولك ... اردفت بعدها بصوت عالٍ ... بس مفيش مشكلة يا منى تقدرو تمشو

منى بإبتسامة: تسلمي يا هانم ... ثوانى و هحولك المكالمة على الاوضة

ثم ذهبت سريعاً للخارج لتستقبل آيات الاتصال

آيات: الو ؟

علا: يويو حبيبتي حشـ.ـتـ.ـيني و  جداً ... عاملة ايه و طائف عامل ايه؟

آيات بدهشة و صوت عال: علا ... ثم اخفضت من نبرة صوتها لتكمل ... انتي ازاى بتتكلمي هنا .. ده مش خطر عليكي؟

علا بضحك: متقلقيش يا ستي فيلا العمري مش متراقبة لدرجة التليفونات ... قوليلي بس ايه اخبـ.ـارك مع طائف ؟

آيات بتـ.ـو.تر: هيكون ايه يعنى .. زي ما احنا

علا: ناقر و نقير يعنى معقول طائف لسة مستحمل الوضع ده

آيات بنزق: زي ما انا مستحملاه ولا هو يعنى كان احسن مني

علا بضحك: مش قصدي والله بس كنت بحسبه نطق

آيات بتساؤل: نطق ؟

علا بمكر: لا متخديش فى بالك ... المهم بقى ... انتي ايه اخبـ.ـارك الامور تمام عندكم ؟

آيات: اه و خطة طائف ماشية تمام لغاية دلوقتى ... بيتهيألي يعنى

علا: طب و آآ ... و آسر عامل ايه ؟ بقى كويس من بعد الحادثة ؟

آيات بإبتسامة: اطمنى يا علا هو كويس جداً ده كان لسة معايا من دقايق

علا بدهشة: معاكي ؟ فين ؟ فى فيلا طائف ؟

آيات: ايوة كان جاي يقنعني انى اسيب طائف و ابقى فى حمايته هو

علا بقلق: و انتي قولتيله ايه ؟

صمتت للحظات تفكر ان كان من الجيد اخبـ.ـارها بقرارها لتجد انها على اية حال ستخبر طائف به

آيات بتنهيدة: انا وافقت ... انا اعرف آسر من زمان لكن طتئف معرفتي بيه محدودة جداً

علا بذعر: يعني هتسيبي طائف يا آيات ... بعد كل ده هتسيبيه ... معقول محستيش بأي حاجة لغاية دلوقتى

آيات: حاجة زي ايه ؟

علا: يعنى عايزة تفهميني انك مش حاسة بتغير طائف معاكي ... مش حاسة اد ايه انتي مهمة بالنسباله و وجودك اد ايه مهم

آيات: و لو... ده مش هيغير حاجة

علا: متأكدة يا آيات ... متأكدة انه مش هيغير حاجة

آيات: قصدك ايه يا علا انتي بتلمحي لأيه فهميني

علا: مش بلمح لحاجة يا آيات بس مش كل حاجة لازم تفكري فيها بعقلك ... شاوري قلبك كمان و شوفي مين اللي يستاهل انك تفضلي جنبه

آيات: انتي غريبة فعلاً مش ملاحظة انك اخدة صف طائف اللى هو المفروض مش اقرب لك من آسر شقيقك

علا بثقة: عشان شايفة ان آسر مش الراجـ.ـل اللى يكفيكي ... مش بقلل منه ولا حاجة بس انتو اللى الاتنين مش هتقدرو تكملو بعض

آيات: مش اخدة بالك برضو انك ودتينا فى منطقة تانية خالص

علا: هى دي المنطقة اللي انتي فيها دلوقتى يا آيات و اللي بتحاولى تهربي منها ... على العموم انا مش هقدر اطول معاكي اكتر من كده بس هقولهالك تاني شاوري قلبك بجانب عقلك يا آيات عشان متخسريش ... سلام

آيات بتفكير: سلام

رن هاتفه برقم مجهول اثناء تناوله طعام الغداء ليجيب سريعاً ظناً منه انها آيات

آسر: الو

لينا: آسر ازيك ... يا ترى فاكرني ولا لا ؟

آسر بدهشة: لينا ... اكيد فاكرك طبعاً ... بس غريبة يعنى الرقم مش دولي

لينا: و مين قال انه المفروض يبقى دولي انا فى مصر لسة و مسافرتش

آسر: و ايه سر مكالمتك دي يا ترى فيه جديد؟

لينا بدلع: و هو عشان اكلمك لازم يبقى فيه جديد ... انا كنت حابة اعزمك مرة على العشا نتعرف اكتر على بعض ده لو مكنش عندك مانع يعنى

آسر بإبتسامة: ده شرف ليا ان ليدي جميلة زيك تحب تتعرف عليا ... اختاري المكان و الزمان وانا تحت امرك

لينا: تمام اتفقنا هظبط جدولي و اكلمك

آسر: تمام ... سلام ؟

لينا بإبتسامة: سلام

ثم اغلق الهاتف ليردف هامساً

آسر: لما نشوف اخرتها ايه معاكي يا ست لينا

بفيلا العمرى

وصل الى منزله و توجه مباشرة الى غرفة منعزلة عن فيلته والتى يتواجد بها افراد الامن ... القي عليهم كلمـ.ـا.ته القاسية و التى تحمل الكثير من التأنيب و التحذير ليتركهم بعدها متجهاً الى الفيلا نفسها

دلف الى الداخل ينادي احد خدمه لكن لا رد ... توجه بعد ذلك الى المطبخ لكن وجده فارغاً تماماً .. دب الذعر بأوصاله ليتحرك مسرعاً الى الاعلى نحو غرفتها و يقتحمها بعنف فيجدها تجلس بهدوء على الفراش تنظر نحوه بصدمة و دهشة من دخوله بتلك الطريقة لتهتف به

آيات: في ايه ؟ داخل بزعابيبك كده ليه

تنفس الصعداء لرؤيتها سليمة تماماً تعاتبه على اقتحام غرفتها ... تنحنح محاولاً استعادة هدوءه بل بروده ليردف

طائف: امال فين منى و الباقى

نظرت نحوه بدهشة لتهتف

آيات: الله ... انت مش كنت مديهم اجازة ... هما استأذنو و مشيو

ضـ.ـر.ب جبينه بيديه متذكراً ليردف

طائف: يووووه ده كان من شهر ... بس الظروف اتغيرت دلوقتى

رفعت كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة لتجده يتجه نحو الاريكة الوحيدة الموجودة بالغرفة و يجلس فوقها بأريحية

آيات بحدة: أنت بتعمل ايه ؟

طائف بتعب: آيات و حياة ابوكي سيبينى فى حالى انا بقالي ليلتين منمتش

نظرت نحوه بحنق و صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة

آيات: عملت ايه مع الناس اللى جم الصبح ... ثم اكملت بتوجس ... عرفو حاجة ؟

طائف بلا مبالاة مصطنعة: ده موضوع اهبل و خلص خلاص متحطيش في بالك

وجهت نحوه نظراتها المليئة بالشك ليقابلها بأخرى مطمئنة

تنهد بقوة قبل ان يهتف بوجه متذمر

طائف: انا جعان

طالعته بدهشة و اعين متسعة قبل ان تجيب

آيات: جعان ... انزل كل

طائف بحيرة: اكل ايه ؟ مفيش حد تحت يعمل اكل

آيات: و هو انت لازم حد يحضرلك اكل ... ليه .. طفل حضرتك

طائف بتهكم: و الله اللي زيي مش محتاجين يحضرو لنفسهم اي حاجة

آيات بحنق: اللي زيك ؟ طب شوفلك حل بقى بعيد عن اللي زيي انا

تحرك من مكانه متجهاً نحو فراشها بخطوات بطيئة ليصل بعدها اليها و يجلس بجانبها على طرف الفراش لتبتعد هى بتلقائية عن جلسته هاتفة بتـ.ـو.تر

آيات: ايه ؟ فى ايه ؟ مالك ؟

طائف بنبرة غريبة: بقى يرضيكي برضو يا يويو طفطف حبيبك يكون جعان و تسيبيه كده

حدقت به بذهول و دهشة و قد رُبط لسانها تماماً لتجده يهتف مرة اخرى بعيون متلاعبة

طائف: ده حتى مبقاش فى غيرنا فى الفيلا ... يعنى انا و انتي و ... الشيطان تالتنا

هتفت به فى ذهول

آيات: انت ... انت بتقول ايه ؟

هم بالاجابة عليها و مازالت نظراته تخترقها بعبث لتقاطعه دافعة اياه فجأة للخلف و تهب هى واقفة مبتعدة عن الفراش

آيات: ابقى خلى بقى الشيطان يحضرلك الاكل

ثم انطلقت مسرعة الى خارج الغرفة لترتسم ابتسامة واسعة على محياه و يرتمي بجسده بتعب على الفراش

طائف: البيت صفصف علينا يا آيات و هوقعك يعنى هوقعك ... يا انا يا انتي

ثم تحرك بعدها مغادراً الغرفة هو الاخر ... هبط الدرج بهدوء يبحث عنها بعيناه لكن لا اثر لها بأية غرفة من الغرف ... خمن وجودها بالمطبخ ليتوجه نحوه و يصدق ظنه ... فها هى تقف امام الثلاجة تلتقط شيئاً ما منها و تضعه بفمها ثم تعيد الكرة مرة اخرة بسرعة و كأنها تخشى الامساك بها

طائف بحدة مصطنعة: آنسة آيات ... بتعملي ايه عندك

اجفلها صوته لتسقط قطعة مما كانت بيديها ارضاً فتنظر نحوها كألاطفال بحسرة على ضياعها ... و ارتفعت بأنظارها نحوه بغيظ

آيات: انت مش لوحدك اللي متغدتش ... و بعدين شايف عملت ايه

ثم اشارت الى ما سقط منها لينظر هو الاخر اليه فيجده قطعة شيكولا دائرية الشكل

طائف بتهكم: شيكولاتة ... بتتغدي شيكولاتة

آيات: الجيش قالك اتصرف ... و بعدين انا مفييش حيل اني اقف اعمل اي اكل لنفسي ... انا واحدة لسة مضروبة بالنار و جرحي جديد و محتاجة راحة ... مش ده كلامك

اتجه نحوها يمسك بها من مرفقها ليسير معها نحوه احد المقاعد و يجلسها عليه ليتحرك هو بحرية مشمراً عن ساعديه مرتدياً مريول المطبخ

آيات بدهشة: أنت .. أنت بتعمل ايه ؟

طائف بغرور: شايفة ايه ؟

آيات: لا متقولش انك هتتجن و تعملها

طائف بحنق: شايفة حل تاني ؟ الجيش قالك اتصرف ... قال جملته تلك بغمزة لتردف هي

آيات: انت مش بتعرف حتى تحضر الاكل لنفسك .. عايز تطبخ ؟ طب اقولك خلينا نطلب اي اكل جاهز

طائف: واضح انك مخدتيش بالك الفيلا موجودة فى منطقة عاملة ازاى ... مفيش حد هيكلف نفسه و يوصل اى اكل دليفري لحد هنا

آيات: يعنى خلاص مفيش حل تاني ... ربنا يستر بقى و بعد اكلك ده مرجعش للمستشفى تاني

طائف بفخر: عيب عليكي

بدأ بإعداد الطعام و قد ظهر اخفاقه فى خطواته الاولى لكن حاول تدارك الامر بصعوبة لتكتم هى ضحكاتها بداخلها على تصرفاته الخرقاء و التي تراه بها لاول مرة

و اخيراً يبدو انه قد انتهى تماماً من التحضير و حالياً ينتظر نضج الطعام ... توجه نحوها ينظر اليها بغرور و تكبر

طائف: شوفتى

آيات بضحك: العبرة بالنهاية

اومأ هو بغرور ليجدها تنظر نحوه بإبتسامة غريبة ليسأل

طائف: ايه ؟

آيات بنفس الابتسامة: ايه انت ؟

طائف: بتبصيلي كده ليه ؟ هو انا عارف اني مز بس توقعتك لاحظتي ده من زمان

آيات: بصراحة ده سبب انى ببصلك فعلاً ... من امتي بنقعد انا وانت كده

طائف: كده ؟

آيات: بهدوء ... لا و طائف بيه العمري بيهزر و يضحك براحته خالص ... كإنك شخص تاني

طائف بتفهم: مفيش انسان جد على طول

آيات: اتعودت انك تكون استثناء ... عمري ما توقعت رد فعلك

طائف بإبتسامة: ولا انا ... نظرت له بإستفهام ليوضح ... ولا انا توقعت رد فعلك

آيات فجأة: آسر كان هنا النهاردة

تجهمت ملامحه فجأة و لكن مازال متمسكاً بهدوءه

طائف: مش قولتلك عمري ما توقعت رد فعلك ... ها و بعدين ؟

آية بتعجب: متفاجئتش يعني

طائف: مظنش انك متخيلة انى مش هعرف حاجة زي دي و خصوصاً انها حصلت فى بيتي

اومأت بهدوء لتكمل

آيات: طلب مني امشي معاه و اسيب هنا

طائف بهدوء مصطنع: و انتي ايه رأيك ... هتمشي

هدوءه اجفلها و تسبب فى تـ.ـو.ترها ... بهذه السهولة يسألها ان كانت ستقبل بالذهاب ام لا ... وجدت نفسها تلقائياً تجيبه قائلة

آيات: قولتله يديني فرصة افكر

طائف: و فكرتي ؟

الى هنا و كفى ... هتفت به بحدة

آيات بقوة: ايه عايزني اقبل و امشي ... خلاص بقيت حمل تقيل على حضرتك .. طب ايه رأيك بقى اني مش رايحة فى حتة و هفضل على قلبك ... متنساش يا بيه انك انت السبب فى اللي انا فيه

اتسعت ابتسامته لينظر لها بخبث و مكر فتدرك هي تحقيقه لمراده فها هي قد اتخذت قرارها بالبقاء دون تفكير ... اخذ كلاً منهما يتبادلا النظرات حتى اصبح استنشاق الهواء امراً صعباً ... ظناه بسبب وضعهما و افكارهما و التى اتخذت منحنى اخر و لكن كانت هى اول من انتبه لما يحدث لتجد المكان قد امتلأ عن آخره بالدخان لتهتف بصراخ

آيات بصراخ: الاكل ... الاكل اتحرق ... هتولع فينا عشان ناكل

انتفض اثر صراخها ذاك ليتوجه نحو الموقد محاولاً انقاذ ما يمكن انقاذه لكن قد فات الاوان على ذلك

نجدهم بعد فترة يتناولان بعضاً من البيض المقلي و انواعاً مختلفة من الجبن

آيات: و ادي اخرتها ... كنا هنولع مع البيت و فى الآخر رست على بيض و جبنات

طائف بتذمر: كلى وانتى ساكتة

انتهيا من تناول الطعام ليطلب منها الانتظار للحظات ... توجه للخارج ليعود و بيده شيئاً ما مُغلف كهدية ليناولها اياه

آيات: ايه ده ؟

طائف: ده ليكي... شوفيه بنفسك

تناولته منه بهدوء و بدأت فى فتحه لتجده هاتف احدث طراز

آيات: موبايل

طائف: بدل القديم

آيات بعتاب: قصدك بدل اللي رميته

طائف: انسي بقى ... ساعتها كنت متعصب

تنهدت بإستسلام و همهمت شاكرة قبل ان تستأذن منه لتستريح بغرفتها بعض الوقت ... اومأ بهدوء ليخبرها انه هو الاخر سينعم ببعض النوم بعد تعب يومان دون راحة

و اتجها كلاً منهما نحو غرفته للراحة و النوم

دلفت الى غرفتها بهدوء و جلست على فراشها تفكر بحيرة ... هل تسرعت بإتخاذ قرارها بالبقاء و هل جاء كرد فعل على حديثه ام نتيجة لاقتناعها بداخلها ان بقائها معه هو الحل الامثل ... ظلت فترة على حيرتها تلك لتردف بعدها

آيات: متكذبيش على نفسك يا آيات ده كان اختيارك فعلاً ... ده غير انك مكنتيش حاسة براحة لما قولتى لآسر انك هتمشي و حكاية انك هتفضلي لغاية ما تبلغي طائف ده كانت حجة ... طب و آسر ؟

ظلت تفكر بطريقة ما لاخبـ.ـاره بقرارها ذاك لتصل اخيراً الى انها ستبعث به كرسالة له ... فعلت ما توصلت اليه لتغلق هاتفها بعدها و تخلد الى النوم بسلام

بفيلا الرفاعي

آسر بصراخ: مؤنسسسسس انت يا زفت

مؤنس بخوف: اوامرك يا باشا

آسر بوعيد: احسن رجـ.ـا.لة عندنا تحضرهوملي عايزهم قدامى بسرعة ... ورانا مشوار مهم ولازم يخلص

مؤنس بتـ.ـو.تر: عيوني يا باشا

آسر: غور من قدامى اتحرك ... يلااا

انصرف مؤنس ليمسك آسر بهاتفه مرة اخرى يعيد قراءة تلك الرسالة والتى بعثت بها آيات منذ لحظات

" آسر انا آيات

انا آسفة للي هقوله بس انا فكرت فى الموضوع مرة تانية و لقيت اني مرتاحة اكتر هنا ... مع طائف ... و بخصوص اللي بينا فأنت هتفضل اخويا و سندي اللى عمري م اقدر استغنى عنه

آسفة "

آسر بغضب: ليه يا آيات ليييييييييييه ... بس يا ويلك مني يا طائف لو كان كل ده بسببك و كنت انت اللى اجبرتها على كده

شعر بهاتفه يهتز بين يداه ليجده اتصال من لينا ... قطع الاتصال بضيق ليهتف

آسر: مش وقتك انتى كمان دلوقتى

مرت عدة ساعات نعم فيها بنوم هانيء ليفتح عيناه بكسل ... ينظر لسقف غرفته بشرود فيبتسم ابتسامة واسعة عند تذكره حديثها و اختيارها له للبقاء بجانبه ... بعد لحظات تحرك من فراشه بهدوء متجهاً الى خارج الغرفة نحو غرفتها للاطمئنان عليها ... طرق الباب برفق لكن لا رد ... توقع استغراقها فى النوم ليفتح الباب بهدوء و يدلف الى الداخل لكن لم يجدها بالفراش ... عقد حاجبيه بدهشة ليترك الغرفة باحثاً عنها بالاسفل

و بعد لحظات من البحث بجميع ارجاء الفيلا ... لا وجود لها ... ظل يهتف بإسمها بصراخ لكن لا رد ... بدأ شعوره بالقلق يتفاقم ليتحول هدوءه الى سراب و يظل يهتف و ينادي كالمـ.ـجـ.ـنو.ن... توجه من فوره الى غرفة الامن لعلهم قد رأوها اثناء خروجها من المنزل لشراء غرض ما لكنه تسمر بمكانه عند دلوفه لغرفتهم ... فلم يكن بإستطاعته سؤالهم اذ كانو جميعاً مدرجين بدماءهم ... لم يصبحو سوى جثث هامدة و قد تيقن ان الامر جلل و احتمال كونها بخطر اصبح شئ مؤكد

نهش القلق و الذعر قلبه ليتوجه من فوره الى شاشات المراقبة المتواجدة بالغرفة و بدأ بإسترجاع اخر ساعات قد لقطتها الكاميرات ... ظل يراقب و يراقب بتحفز ... يشعر بجسده الذي يرتجف و لاول مرة قلقاً و خوفاً من اصابتها بمكروه ... لكن لابد من تماسكه و محاولة استعادته لبعض من الهدوء و هو ما اصبح مستحيلاً فور رؤيته اقتحام بعضاً من رجال آسر منزله ... كان التعرف عليهم سهلاً فهم خيرة رجاله المعروفين ... ضـ.ـر.ب بيداه شاشات المراقبة لتقع ارضاً مُحطمة تماماً ليذئر فى غضب

طائف: آسر عديتلك كتير اوي بس خلاص ده اخرك معايا بعد كده ملكش عندي دية

ثم انطلق خارج الغرفة متجهاً الى الفيلا مرة اخرى ليلتقط هاتفه و يجري اتصالاً بالشخص الوحيد القادر على رصد تحركات آسر و ادراك مكانه الحالي

طائف بوعيد: عايز مكان آسر دلوقتي ... من غير كُتر كلام عايزه فى رسالة

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من الطرف الاخر

استيقظت من نومها لتفتح عيناها ببطئ و ترمش عدة لحظات تحاول التعرف على محيطها لتدرك خلال ثوان انها ليست بغرفتها بفيلا طائف ... انتفضت تجلس بمكانها تتفحص المكان حولها لتجد انها بغرفة ليست بالنظيفة ولا المتسخة لكن يمكن القول انها قابلة للعيش بها و ها هي ترقد على فراش ليس بوثير لكن مقبول ... وباقي الغرفة فارغة ... وجدت باب الغرفة يفتح ليطل منها هو بملامح جـ.ـا.مدة سرعان ما لانت فور رؤيتها مستيقظة

آيات بدهشة و قلق: آسر ؟

آسر: مالك قلقانة كده ليه ؟ ايوة آسر يا آيات

آيات: أنا .. انا جيت هنا ازاى و امتى و انت بتعمل ايه هنا

آسر: اهدي يا يويو انا اللى جبتك هنا ... كنت مستحيل اسيبه يأثر عليكي اكتر من كده

آيات بحدة: هو مين ده اللى بيأثر عليا ؟ طائف ؟

آسر بغضب: و هو فيه غيره ... اكيد هددك بإنك لو مشيتي و سيبتيه مش هيسكت

آيات: محدش هددني يا آسر ده كان قراري انا

آسر و قد اقترب منها اكثر: آيات حبيبتي هو مش هنا مش هيقدر يعملك حاجة قوليلي الحقيقة متخافيش

نظرت نحوه بقلق و خوف و آثرت الصمت على مجاراته فى الحديث فهو يبدو بحالة غير طبيعية

آيات: آسر خلينا نمشي من هنا و رجعني مكان ما اخدتني ... صدقنى طائف مش هيسكت و كفاية اوي العداوة اللي بينكم متزودهاش

آسر بحدة: محدش هيمشي من هنا يا آيات لا انا و لا انتى و بخصوص العداوة فهي موجودة من زمان و هو اللي بدأ

ظلت تنظر نحوه بضعف و قلق ... لأول مرة تهابه و تقلق فى وجوده .. لطالما كان الاخ و الصديق لطالما كان سندها و الان هو مصدر خوفها و قلقها ... ظلت تراقبه للحظات حتى تعلقت انظارها بشيء ما خلفه لتتسع عيناها ذعراً و قلقاً هاتفة بأسمه

آيات: طائف

التفت سريعاً للخلف ليجد طائف يقف بثبات مُشهراً سلاحه بوجهه و ينظر نحوه بغضب و كره رآه لاول مره بعينه

آسر بقلق: ازاى عرفت المكان ... و ازاى قدرت تدخل هنا ... و رجالتي ؟

طائف بتهكم: رجالتك فى خبر كان ... شكلك نسيت انت بتتعامل مع مين ... غريبة يا آسر ده انت اكتر واحد عارفني و انت اللي ادتني لقبي ... الشيطان فاكر؟ ... فى شيطان بقى ميعرفش يوصل للشياطين الصغيرة

آسر: عايز ايه يا طائف عايز ايه مش كفاية اللي حصل زمان ... عايز تعيده تاني

طائف: اللى حصل زمان حصل و انتهى خلاص احنا فى دلوقتي

آسر: آيات تخصني يا طائف ... بتاعتي انا

اشتعلت النيران بداخله ليهتف بها

طائف بصراخ: آيات تعالي هنا جنبي

اجفلت من صوته لتتحرك بذعر متجهة نحوه لكن قاطع طريقها آسر ليسحبها نحوه يحيط عنقها بذراعه مُشهراً سلاحه نحو رأسها ليصـ.ـر.خ طائف به

طائف بتـ.ـو.تر و صراخ: انت اتجننت يا آسر ... ايه خلاص عقلك طار ... سيبها ... سيبها بقولك

آسر بجنون: لو مبقتش ليا مش هتبقى لغيري

آيات ببكاء: طاااائف

طائف: آسر بلاش جنان سيبها و هنتفاهم انا و انت ... ثم اكمل بصراخ ... متداريش ورا الستات متبقاش جبان و ***

استفزه كلامه ليضغط على الزناد بتسرع فتنطلق رصاصته و تستقر بصدر طائف فيسقط ارضاً غارقاً بدماؤه

جحظت عيناها بصدمة و ذهول لتصرخ بإسمه بجنون محاولة التخلص من ذراع آسر التى تكبلها فتشعر بها ترتخي عن عنقها اثر صدمته هو الاخر لما حدث

قفزت نحو طائف لتجلس بجانبه واضعة رأسه بأحضانها و تهتف بإسمه ببكاء

آيات: طائف لا يا طائف ابوس ايدك فوق متروحش مني ... طااائف لالااااا متغمضش عينك عشان خاطري

حاول الحديث و طمأنتها لكن دون جدوى

فى حين كان الاخر يقف بذهول محدقاً فيما يحدث ... ليستيقظ على صوتها ترجوه بخوف و ذعر ان لا يتركها فيعود جنونه و يتجه نحوه و مازال مشهراً سلاحه نحو طائف

آسر دون وعي: خلاص خلصت الحكاية يا طائف خلاص جت نهايتك و هتدفع تمن كل اللى عملته

آيات برجاء باكي: آسر ابوس ايدك كفاية كفاااااية بقى حـ.ـر.ام عليك

اخفض يداه الحاملة لمسدسه لينظر نحوها بصدمة صارخاً بها

آسر بصراح: حـ.ـر.ام عليا و مكنش حـ.ـر.ام عليه اللى عمله زمان ... مكنش حـ.ـر.ام عليه يحرمني من اختي ... دي كانت اخر حاجة بقيالي ... بس خلاص مش هسمحله يكرر اللى عمله تاني مش هسمحله يخدك منى انتي كمان مستحيييييل

ثم اعاد رفع مسدسه و توجيهه نحو الملقى ارضاً لانهاء الامر فيقطعه صوتها تصرخ بإنهيار و انفعال

آيات بصراخ: لا لا لا مقـ.ـتـ.ـلهاش والله العظيم ما قـ.ـتـ.ـلها اختك عايشة .. عُلا عايشة ... ابوس ايدك كفاية كفاااااااية حـ.ـر.ام عليك سيبنا فى حالنا بقي
آيات بصراخ: لا لا لا مقـ.ـتـ.ـلهاش والله العظيم ما قـ.ـتـ.ـلها اختك عايشة .. عُلا عايشة ... ابوس ايدك كفاية كفاااااااية حـ.ـر.ام عليك سيبنا فى حالنا بقي

حدق بها بصدمة و غير تصديق ... أيعقل ان تكون على قيد الحياة ... هل تفوهت بكذبة لتحميه ... لكن هذا جنون ... هو احتمال ضعيف و شبه مستحيل لكن شقيقته ربما تكون حقاً حية ترزق

عاد يخفض يداه مرة اخرى ليسقط منها سلاحه فى حين تسمر بمكانه يحدق بهم بشرود

اما هى فلم تهدأ من نوبة البكاء التى تملكتها و انهيارها الواضح لتستمر بهز جسده بجنون صارخة بإسمه من وسط شهقاتها

آيات ببكاء: طائف ... طائف عشان خاطري فوق خليك معايا ... اعاد فتح عينيه بصعوبة بالغة لتشهق بإبتسامة صغيرة ... ايوة ايوة خليك صاحى متغمضش عينك ... ثم التفتت نحو هذا الذي يقف كالتمثال محدقاً فى الفراغ لتهتف بصراخ ... انت واقف كده بتعمل ايه ساعدني خلينا ناخده لاي مستشفى ... آسر ساعدني عشان خاطري وانسى اي حاجة تانية بينكم ... استمر بشروده ذاك لتصرخ به ... آآآسر

استيقظ اخيراً من افكاره على صوتها تهتف به لينظر نحوها هى و طائف المسجى ارضاً فيتحرك جسده اخيراً نحوه يساعده على النهوض ليرتكز الاخر بجسده على جسد صديقه فى حين تحركت هى لتسنده من الجهة الاخرى ويتوجها سريعاً الى خارج الغرفة ... فور ان خرجا من المكان توجه آسر سريعاً نحو سيارة ما كانت تقف على جانب الطريق ليضع طائف بها و تسرع هى الاخرى فى الصعود بجانبه فى حين توجه آسر لمقعد السائق و بدأ بالقيادة ليصل بصديقه الى اقرب مشفى بإستطاعتها انقاذه

وصلا الى مشفى ما يبدو بحال متواضع للغاية لكن لا بديل امامهم تحرك آسر شبه حاملاً لجسد طائف نحو مدخل الطوارئ فى حين كانت الاخري تتبعهم بسرعة ليستقبلهم المسعفين بعناية واهتمام طمأن حال آيات قليلاً من حيث كفاءة المكان

دقائق حتى نقلوه سريعاً الى غرفة العمليات لاجراء جراحة عاجلة فى حين انتظر كلا من آسر و آيات بالخارج

مضى بعض الوقت لنجدها تجلس على احدى المقاعد الموجودة خارج الغرفة المتواجد هو بداخلها تبكي بصمت على حاله فى حين كان آسر يجلس بجانبها فى حالة من الضياع ليتوجه نحوها بسؤال

آسر: آيات انتي ... انتى قولتى ان ان علا اختى ممـ.ـا.تتش صح ... هى عايشة مش كده

نظرت نحوه بلوم و عتاب

آيات بحدة: شايف ان دلوقتى وقت مناسب لسؤالك ده

آسر بتـ.ـو.تر: آيات كل اللى حصل دلوقتى كان بسبب اللى طائف عمله مع اختي عايزانى افكر فى ايه ولا اقول ايه

آيات بتنهيدة: ايوة يا آسر علا عايشة وانا بنفسي قابلتها بس يكون فى علمك لو حد عرف بالموضوع ده مش هتلحق تقابلها من اللى هيعملوه فيها

آسر بنفى: لا لا انا مستحيل انطق ... بس بس ازااااى طائف قـ.ـتـ.ـلها انا متأكد ان...

آيات مقاطعة بتعب: هو عمل كل ده عشان يوهمهم انها مـ.ـا.تت و يقدر ينقلها فى مكان امان ... انا معرفش ايه اللى حصل بالتفصيل بس ده اللى هى قالتهولى

امسك بكفاها ليهتف بلهفة و حماس

آسر: و هي .. هي فين دلوقتى كويسة ؟

اومأت بتعب لتكمل

آيات: صدقنى هي كويسة و بخير بس مش هقدر اقولك على مكانها هتعرفه بنفسك من ... ثم اكملت و قد عادت الدمـ.ـو.ع تترقرق بعيناها ... هتعرفه من طائف لما يبقى كويس ان شاء الله

اومأ لها ليشـ.ـد على يديها الموضوعة بكفيه

مرت ساعتان حتى وجدا الطبيب يخرج من غرفة العمليات ينظر نحوهم بإنهاك و تعب لينتفضا من جلستهم متجهين نحوه

آسر: طمنا يا دكتور حالته ايه ؟

نظرا نحوه بلهفة و قلق ليجيب الطبيب مطمئناً اياهم

الطبيب: الحقيقة الظاهر ان الاستاذ ربنا بيحبه و كتبله عمر جديد لانه لولا انه مولود بعيب خلقي خلى القلب موجود فى الجزء الايمن بدل الايسر كان زمانه توفى بس الظاهر انه مكتبوله يعيش ... اطمنو يا جماعة الحمد لله حالته الى حد ما مستقرة بس ادعو له لانه فى احتمال يدخل فى غيبوبة بسيطة وممكن يتجنبها خالص و ده كله هنعرفه بعد مرور ٤٨ ساعة ان شاء الله ... عن اذنكم

تنفس كلاً منهم الصعداء .. هى لسبب غير معلوم يجعلها غير قادرة على التنفس قلقاً و ذعراً من كونه بحالة خطرة ... اما هو فخوفاً و رعـ.ـباً من كونه كاد ان يقـ.ـتـ.ـل صديق عمره و اخيه بلحظة سيطر فيها عليه جنون الانتقام

قاطع تفكيرهم صوت الطبيب يعود اليهم مرة اخرى قائلاً بإهتمام

الطبيب: اه نسيت ابلغكم ان الحالة جاية بطلق نارى ولازم المستشفى تبلغ البوليس عشان يجي يحققو ... عن اذنكم

انصرف الطبيب مغادراً فى حين ظلا الاثنان يحدقان ببعضهم البعض بقلق لتهتف هى

آيات بحزم: آسر اسمعنى انت لازم تمشي حالاً قبل البوليس ما يوصل لان ساعتها هتبقى مشكلة و مش هنعرف نتصرف

آسر بتـ.ـو.تر: بس ازاى هسيبك و هسيب ط...

آيات مقاطعة: آسر مش وقت كلام دلوقتى اديك اتطمنت عليه و هو ان شاء الله هيبقى تمام و بعدين انا معاه هنا ولو فيه حاجة هبلغك

نظر نحوها للحظات يحاول التفكير بحديثها قبل ان يومأ بإستسلام لتكمل

آيات: آسر علا ميتة فاهم؟ مفيش حاجة اتغيرت ... متخلنيش انـ.ـد.م اني قولتلك

اومأ لها بثبات قائلاً

آسر: اطمني يا آيات لو كنت مرة مقدرتش احمي اختى فمستحيل اكررها و اكون السبب فى اني اخسرها تاني

اومأت بإبتسامة لتحثه بعدها مرة اخرى على الذهاب قبل مجيء الشرطة فيمتثل لطلبها مغادراً المشفى بأكمله و تتجه هى الاخرى للاستعلام عن الغرفة التى سينقل لها طائف بعد خروحه من حجرة العمليات

تم نقله بعد فترة الى غرفة العناية المركزة لمراقبته حتى مرور الوقت اللازم لإستقرار حالته ... فى حين ظلت هى مسمرة امام الغرفة تنتظر افاقته ترجو الله ان يستيقظ قريباً من سباته ذاك ليطمئن قلبها

مرت فترة كبيرة على انتظارها حتى اشرقت شمس يوم جديد و اصبح الوقت ملائم على اخبـ.ـار احد ما بإصابته واول من خطر ببالها كان صديقه مازن

كان يغط بنومه عنـ.ـد.ما وجد هاتفه يهتز منبئاً بورود اتصال له ... تأفف بضيق قبل ان يتقلب بفراشه ماداً يده لالتقاط الهاتف و الاجابة دون النظر الى هوية المتصل

مازن بنعاس: ايوة يا رزل ايه مفيش وراك غيري ولا ايه

آيات بصوت ضعيف: مستر مازن ؟ اسفة انى ازعجت حضرتك بس ه...

فور سماعه لصوتها الغير متوقع انتفض جالساً و ابعد الهاتف عن اذنه ليطالع الاسم فيجده اتصال من صديقه طائف ... اذاً لما تحدثه آيات

قطع حديثها سريعاً ليهتف بتساؤل قلق

مازن: آيات ... خير و بتكلميني ليه من تليفون طائف ... ثم اردف بقلق اكثر ... و بعدين فين طائف ؟

آيات ببكاء: مستر مازن ارجوك ممكن تيجي مشتشفى ال...

هم واقفاً لتبديل ملابسه فور هتافها بإسم المشفى

مازن بفزع: مستشفى ؟ ماله طائف ؟ ايه حصل ؟

آيات: طائف اتضـ.ـر.ب بالنار بس الدكتور قال انه ان شاء الله كويس ممكن حضرتك تيجي بقى عشان انا مش عارفة اتصرف وانا هنا لوحدي

مازن بسرعة: ماشي ماشي مسافة السكة و هكون عندك ... ثم هتف بقلق ... آيات اوعي تسيبيه خليكي جنبه و انا دقايق و هكون عندك

ثم اغلق الهاتف و كان قد اكمل تبديل ملابسه لينطلق نحو المشفى بأقصى سرعة فى حين كانت هى على الطرف الاخر تنظر للهاتف بوجوم هامسة

آيات ببكاء: مش هسيبه ... مقدرش اسيبه مقدرش

فى ايطاليا

كان اندريه مكفهر الوجه وهو يتلقى الترقيع و التوبيخ من رئيسه الاعلى ميشيل ليهتف بإعتراض

اندريه: يا بوص مش ذنبي ان آسر متهور و مـ.ـجـ.ـنو.ن و بعدين حضرتك عارف ان البت دي لو خلصنا منها هتبقى خسارة لينا و ضـ.ـر.بة جـ.ـا.مدة

ميشيل بحزم: يبقى تتصرف يا اندريه تتصرف و تشوف حل ... احنا مش ناقصين نوسع العيون علينا اكتر من كده وكله بسبب سوء تصرفك و غباءك ... ثم اكمل بصراخ ... مش عارف تتعامل سيبني انا اشوف حل جذري للوضع ده

اندريه بحقد: ياريت يا بوص حضرتك اللى تاخد القرار عشان انا مبقتش فاهم ايه سر تمسكك بآسر و طائف ... الطرفين دول لو خلصنا من واحد منهم المشاكل هتخلص

ميشيل: مش قولتلك غـ.ـبـ.ـي ... لما نخلص من طائف مين هيعرف يمشيلنا الشغل فى مصر بعده و آسر لو جينا جنبه طائف هيقلب علينا انت عارف انه دايماً ورا ضهره

اندريه: واديه كان على وشك انه يقـ.ـتـ.ـله

ميشيل مزمجراً: اسمع يا اندريه الموضوع ده يتلم و بعد ما طائف يفوق تبعتهولى هو و آسر لهنا و انا هتصرف

اندريه: سمع و ينفذ يا بوص

ميشيل بعد صمت قصير: و البت دي كمان ... عايزها عندي معاهم

اندريه بدهشة: تمام يا بوص

حازم: آنسة آيات ؟

رفعت انظارها نحو هذا الغريب والذي اقتحم خلوتها بردهة المستشفى لتطالعه بتساؤل اجابه هو بالتعريف عن نفسه

حازم: احم احم انا المقدم حازم نشأت المسئول عن التحقيق فى قضية طائف اقصد الاستاذ طائف

آيات بتساؤل: قضية طائف ؟

تدراك نفسه ليصحح قائلاً

حازم: اقصد يعني بخصوص التعدي عليه و اصابته

أومأت بهدوء ليكمل

حازم: انا عرفت ان حضرتك كنتي موجودة اثناء الحادثة ممكن اسأل حضرتك شوية اسئلة يمكن تفيدنا فى التحقيق

نظرت نحوه برهبة و قلق و لسبب ما شعرت بعدم الارتياح ناحيته لكن لا مفر من اجابته فإن فعلت و تهـ.ـر.بت سيشك فى الامر

آيات بقلق: تمام انا تحت أمر حضرتك

و بعد فترة من الاسئلة و الاجوبة

حازم بعدم اقتناع: يعنى انتي بتقولى انك اتخطفتي من فيلا طائف و كانو ناس متعرفهمش و لا ت عـ.ـر.في هما تبع مين ولما طائف جه ينقذك هما اللي ضـ.ـر.بوه بالنار

اومأت بتـ.ـو.تر لتؤكد القصة التى اخبرته بتفاصيلها و قد تجنبت ذكر اسم آسر تماماً

تنهد حازم بحنق فهو ظن انه قد حصل على طرف خيط جديد قد يوصله الى امر ما بخصوص قضية الميناء و تورط طائف بها

هب واقفاً مستئذناً للرحيل على وعد بالعودة مرة اخرى لأخذ اقواله بعد افاقته

لينا: آسر ؟

هتفت بها لينا فور اقتحامها لغرفة مكتبه بالشركة و ذلك بعد امتناعه عن قبول استضافتها

آسر بحدة: انتي ازاى دخلتى هنا انا مش قولت مش عايز ازعاج من حد

تقدمت نحوه لتجلس بجانبه حيث كان يرقد على احد الارائك قائلة

لينا بتفهم: وانا مش هزعجك انا حابة نتكلم سوا شوية بس

آسر: وانا مش عايز اتكلم و اتفضلي لو سمحتى سيبيني لوحدي

لينا: عصبيتك و انك تكون لوحدك مش هيحل المشكلة

انتفض من جلسته ليهتف بصراخ

آسر: وانتي ايش عرفك انتي بمشكلتى و ايه اللى يحلها ثم انتي ازاي تسمح...

لينا مقاطعة: طائف

نظر نحوها بحدة لتكمل

لينا: حالتك دي بسبب طائف واللي حصله مش كده ... نـ.ـد.مان و كاره نفسك انك كنت على وشك تقـ.ـتـ.ـل صديق عمرك و مابين حبك و كرهك ليه بسبب اللي عمله

آسر بتـ.ـو.تر: انتي ... انتي عرفتي ازاى ؟

تحركت من جلستها نحوه تنظر اليه بهدوء

لينا: مش انا لوحدي اللى عرفت يا آسر انت ناسي انت شغال مع مين

نظر نحوها بقلق لتكمل

لينا: صدقني يا آسر انا عذراك وفاهمة انت حاسس بأيه بس تفتكر سكوتك و وجودك هنا حل .. لازم تفكر و تتصرف بسرعة عشان تلاقي مبرر تقدمه ليهم عن اللى حصل هما مش هيعدوه بسهولة

ثم التقطت حقيبتها مستعدة للرحيل قائلة

لينا: فكر يا آسر و بسرعة ... عشان جالك استدعاء من ميشيل ذات نفسه انت و طائف لما يفوق ... فكر و لو محتاج اي مساعدة انا موجودة ... كصديقة .. بعيد عن الشغل و مشاكله

ثم تركته يحدق بالفراغ محاولاً اعادة ترتيب افكاره

و بالعودة للمشفى نجدها مازالت تقف امام غرفة العناية المشـ.ـددة ليقبل عليها مازن بمشروب ساخن و يناولها اياه قائلاً

مازن: اتفضلي يا آيات لازم تشربي اي حاجة بعد تبرعك لطائف بالدم ... تناولت الكوب منه بصمت ليردف ... انا مش متخيل الصدف اللى تخلي فصيلة دمك نفس فصيلة دمه النادرة ... وجودك وفر علينا تعب كبير

اومأت له بصمت ليذفر قائلاً

مازن: آيات مفيش داعي للقلق انتي سمعتي بنفسك كلام الدكتور وان حالته بقت مستقرة دلوقتى

نظرت نحوه بأمل قائلة

آيات: برضو مينفعش ادخله ؟

تنهد بقلة حيلة ليكمل

مازن: طب اشربي اللى فى ايدك وانا هروح اشوفهم يمكن يرضو يدخلوكي ليه

اومأت بقوة ليقابلها بإبتسامة صغيرة و يتحرك نحو احدى الممرضات ليتفاوض منها بشأن دخولها له

واخيراً و بعد مفاوضات و اعتراضات وافقت احدى الممرضات على دخولها لرؤيته لتشرق ملامح آيات بحماس و لهفة

الممرضة: ابوس ايدك هما خمس دقايق بس عشان مروحش فى داهية وبلاش كلام كتير من فضلك

اومأت آيات بلهفة قبل ان تتناول الملابس المخصصة لدخول الغرفة و ترتديها بسرعة فائقة

دلفت الى الغرفة بتـ.ـو.تر لتلمح جسده العريض مسجى على فراش ابيض اللون و متصل به بعض الاسلاك غريبة الشكل والتى ترصد بدقة مؤشراته الحيوية

تنفست بتـ.ـو.تر لتخرج الهواء من فمها قبل ان تتقدم اكثر نحوه لتتأمل ملامحه الهادئة والتي مازالت تحمل القوة و الحزم و بعضاً من الحنان الظاهر

تقدمت اكثر حتى اصبحت بإستطاعتها مراقبته بوضوع ... وجهه اصبح شاحب اللون و قد ذهبت اشراقته و حيويته لتمتلأ عيناها بالعبرات ... مالت نحوه لتضع احدى كفيها على جبينه بحنان لتهتف

آيات هامسة: كلهم كانو بيلمحو و بينبهوني للي ممكن اكون حساه ناحيتك وانا بغبائي كنت بنفي كلامهم و استخف بيه ... كنت بقاوح و بكابر و اقول مغرور و شايف نفسه و فى الاخر بقيت اقول مجرم وقتال قـ.ـتـ.ـلة ... ثم اكملت بإبتسامة حزينة ... وانا لسة عند كلامي انت مغرور و شايف نفسك و م ... قاطعها صوت جهاز دقات القلب بصوته المزعج والذي ينبأ بحدوث خلل ما ثم سرعان ما عاد الي معدله الطبيعي لتهتف بنفس الابتسامة الحزينة ... خلاص خلاص مش شايف نفسك يا سيدي ... ثم اكملت بحنان ... بس اتضح انى برغم كل ده كنت خلاص وقعت ... رغم قسوتك و جفائك معايا و نهاية حياتك اللي مش مضمونة بس بحبك ... بحبك يا طائف ... عشان خاطري خليك معايا و متستسلمش ... مش هتسيبني انت كمان كفاية اللي سابوني زمان ... المرة دي مش هستحمل روحي تتاخد مني ...ثم اكملت بمرح مختلط بالحزن ... يرضيك يويو حبيبتك تتعب و تتكسر تاني

اكملت سلسة توسلاتها له بالاستيقاظ و عدم الاستسلام قبل ان تقاطعها الممرضة و تطلب منها الخروج فوراً قبل مرور الطبيب لمعاينة حالته

خرجت من الغرفة ليهفو اليها مازن سريعاً

مازن: ها يا آيات حالته ايه ؟

آيات بأمل: هيبقى كويس ... ان شاء الله هيبقى كويس

مازن بحرج: آيات متزعليش مني بس انتى لازم تروحي يعنى هدومك و شكلك مش مناسبين تفضلي بيهم كده

نظرت نحو ملابسها بدهشة لتجد انها مازالت ترتدي منامتها فهى لم يتوفر لها الوقت بتبديلها لتومأ بتردد قائلة

آيات: بس طائف ...

مازن: هي مسافة السكة انا كلمت السواق بتاعى هياخدك يوصلك تغيري و يرجعك تاني وانا موجود مع طائف اهو

اومأت له على مضض لتمنثل لاقتراحه و تتوجه معه الى خارج المشفى

وبالفعل اوصلها السائق الى الفيلا لتدلف اليها لكن ثبتت بمكانها فور دخولها

آيات بتوجس: انت مين و دخلت هنا ازاى؟

وجهت حديثها الى من وجدته يقف امامها بتحفز فور دخولها للفيلا .. لتجده شاب طويل مفتول العضلات ينظر نحوها بحذر ... فور صراخها به هم برفع يديه بوضع استسلام قائلاً

طوني: انا طوني و ابقى صاحب طائف و زميله فى الشغل ... انتي آيات مش كده

اومأت بقلق ليهتف مطمئناً

طوني: اتطمني انا مش جي أأذيكي انا بس عرفت اللي حصل لطائف و جيت ازوره ...ثم اكمل بحذر ... وكمان معايا ضيفة

ليظهر من خلفه شخص ما فتتسع عينا آيات فور رؤية هذا الشخص

لتصرخ بذهول

آيات: علا ؟
ظلت تحدق بدهشة و اضطراب من تواجد هذا الغريب لتتقدم منها علا تقطع دهشتها تلك متسائلة بقلق

علا: طمنيني يا آيات طائف عامل ايه و حالته وصلت لإيه ... لسة فى خطر على حياته ؟

ظلت على سكونها و لم تعطي بالاً لتساؤلات علا لتهتف الاخرى بنفاذ صبر

علا: ما تردي يا آيات و طمنيني

لكنها وجدت هذا الغريب يهتف فى علا بنبرة حانية

طوني: اهدي يا علا ما انا قلتلك ان حالته استقرت

واخيراً خرجت عن صمتها لتهتف بحدة

آيات: مين ده وازاى يعرف بموضوعك وانك لسة عايشة ... ثم انتي ازاى قدرتي تيجي مصر .. ايه مش خايفة يوصلولك

طوني بثقة: بوجودي هنا فمفيش داعي ليهم عشان يحطو اى مراقبة

آيات بثقة مماثلة: ايوة مفهمتش برضو حضرتك تبقى مين ؟

علا بنفاذ صبر: طوني يبقى اقرب واحد لطائف بعد آسر و هو ساعدنا كتير عشان نغطي على موضوعي ... و موضوعك

آيات: يعني انت آآآ...

طوني: ابقى الدراع اليمين لاندريه و مساعده

اتسعت حدقاتها لمقابلة مثل هذا الشخص بل و معرفته الخاصة بطائف و قربه منه لكن ظل بداخلها هاجس انه ربما يخدعهم فأمثاله لا يمكن الوثوق بهم

تنحنحت لتردف مطمئنة تلك القلقة

آيات: طائف الحمد لله احسن بس للاسف لسة مفاقش انا جيت ابدل هدومي وراجعة المستشفى تاني

تنفس كلاهما الصعداء ليردف طوني قائلاً

طوني: تمام وانا هخلص شوية مشاوير كده و هحصلك على هناك وانتي يا علا هتستني هنا و متتحركيش

نظرت آيات نحوه بقلق وتحركت نحو الدرج للذهاب غرفتها و تبديل ملابسها سريعاً لتجد علا تهتف

علا بحزن: انا للاسف مش هعرف اشوفه ولا اروحله بس هبقى على اتصال معاكي عشان اتطمن عليه ...ثم اكملت بتساؤل حذر ...آيات هو حقيقي آسر هو اللى عمل كده فى طائف

التفتت آيات نحوها لتومأ على مضض فتتحول نظرات الاخرى الى نـ.ـد.م و حزن دفين وتكمل آيات طريقها الى الاعلى بصمت

فى غرفتها و اثناء تبديلها لملابسها وجدت رنين هاتفها يتصاعد لتلتفت فى الغرفة بحثاً عنه حتى وجدته ملقى بإهمال ارضاً التقتطه لتجد ان آسر يهاتفها تنفست بهدوء لتجيب بعدها

آيات: ايوة يا آسر

آسر بلهفة صادقة: طائف عامل ايه دلوقتى يا آيات طمنيني

تنهيدة عميقة خرجت منها لتجيب بإبتسامة صغيرة

آيات: قلقان عليه يا آسر على العموم هي حالته استقرت الحمد لله

آسر بضعف: صدقيني يا آيات لولا اللى فرق بينا زمان مكنش ده هيبقى حالنا دلوقتى

آيات بحذر: متأكد ؟ يعنى دلوقتى معندكش اي سبب للعداوة اللي بينكم

آسر: عداوة لا ... انا دلوقتى اتأكدت ان طائف لسة زي زمان متغيرش و لسة اخويا بس ... بس ده مش معناه انى هستسلم

آيات بتساؤل: تستسلم ... تستسلم لأيه بالظبط

آسر: مش هسلمك ليه يا آيات ... انتي ليا انا ... هو صاحبي و اخويا بس ده ميمنعش انى ابقى منافس ليه ... وهعمل كل اللى فى ايدي عشان اكون انا اختيارك

آيات بحزن: سلام يا آسر لازم اقفل دلوقتى

آسر بتفكير: سلام

اغلقت هاتفها لتنظر لنقطة ما بالفراغ هامسة

آيات بإبتسامة: بس انا خلاص اخترت يا آسر ... ثم وضعت يداها ناحية قلبها لتكمل ... ده خلاص اختار ... انا آسفة

ثم تحركت سريعاً الى خارج الغرفة لتعود مرة اخرى لمرافقة من انتقاه قلبها

وصلت الى المشفى واتجهت نحو غرفة العناية المشـ.ـددة تنظر بداخلها لتجد الحجرة فارغة فتصيبها حالة من الفزع و الرعـ.ـب و تبدأ بالبكاء و النحيب ... و اثناء هي على هذا الحال وجدت مازن يهرول ناحيتها بملامح قلقة لتسرع اليه هاتفة

آيات ببكاء: طائف فين جراله ايه ؟

مازن بهدوء: اهدي اهدي يا آيات كل الحكاية انه الحمد لله فاق و نقلوه اوضة عادية ... يااااه كل ده عشان ملقيتهوش فى الاوضة ... خضتيني يا ستي

تحولت حالتها تماماً لتهتف بسعادة

آيات: يعنى هو فاق و كويس ؟ طب هو فين عايزة اشوفه ؟

مازن: حاضر يا ستى هتلاقيه فى اوضة رقم ... انا هروح للحسابات وارجع اغير و اجي

اومأت بسعادة لتتجه سريعاً نحو غرفته حتى وصلت امامها ... وقفت قليلاً بالخارج تمسك بمقبض الباب فى تـ.ـو.تر و قلق و قد زادت وتيرة انفاسها ثم حزمت امرها لتطرق الباب فتسمع صوته الضعيف يسمح لها بالدخول .. ادارت مقبض الباب لتدلف الى الداخل

وجدته يجلس نصف جلسة على فراشه وفور دخولها رفع انظاره نحوها لترتسم ابتسامة خبيثة على محياه بمجرد رؤيتها تدلف لغرفته ... فى حين ظلت هى مسمرة مكانها اسيرة لرؤيته بخير معافى و قد عادت ابتسامته الخبيثة الماكرة والتي اعتادتها منه مؤخراً

صدح صوته المتعب يردف

طائف بصوت أجش: تعالي واقفة عندك كده ليه ... قربي

ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر ... و بعد ان كانت تتلهف لمقابلته ها هى الان تقف بتردد على عتبة باب الغرفة

اومأت بهدوء لتتحرك ببطئ نحوه وسط مراقبته لها حتي وصلت الى فراشه تقف بجانبه بصمت

طائف: ايه ساكتة ليه ؟ مالك؟

اجابت بتردد

آيات بتلعثم: حم ... حمد لله على السلامة

ابتسم بإتساع ليردف بمرح

طائف: الله يسلمك ... بس ايه يعنى ؟ بتردهالي ؟ ( قصده لما ناداها فى المستشفى قبل كده حبيبتي و بعدها قال انه بيقولها حمد الله على السلامة ^_^ )

نظرت نحوه بتساؤل ليوضح قائلاً

طائف: اصلي بيتهيألي انى سمعت كلام تاني اتقال غير حمد لله على السلامة

عقدت حاجبيها دون فهم

آيات: كلام تاني ايه ؟

طائف بجدية زائفة: يعنى كلام عن اني مغرور و شايف نفسي ... ثم هتف بمكر قائلاً ... وايه تاني يا طفطف ... اه وانى مجرم و قتال قـ.ـتـ.ـلة و ...

آيات مقاطعة بخجل وقد احمرت وجنتاها: و اني بحبك

نظر نحوها بصدمة فبرغم ما سمعه اثناء غيبويته عن مشاعرها و توسلاتها له بالاستيقاظ لكنه توقع نفيها لكل ما قيل و عودتها لمشاكساتها و عنادها الدائم

حدق بها بدهشة ليجدها اصبحت كحبة الطماطم فى احمرارها لتتسع ابتسامته ويمد يداه بضعف يمسك بكفها فيشـ.ـدها اكثر نحوه قائلاً بحنو

طائف: يعني مكنش تهيوءات

نفت بحركة من رأسها لتهمس

آيات: ولا تخاريف

ضحك بصوت عالٍ قليلاً ليكرر

طائف: ولا تخاريف

اومأت بهدوء ليظل يحدق بها بحب لفترة فى حين كانت هى تنظر ارضاً بخجل ... زادت فترة تحديقه بها و صمته لتنظر نحوه بتـ.ـو.تر متسائلة

آيات: ساكت ليه مش المفروض تقول حاجة ؟

طائف بغباء: حاجة زي ايه ؟

آيات بغيظ: يعنى اي حاجة ترد بيها عليا ... ولا هو ايه البعيد مبيفهمش

اطلق سراح كفها ليحدق بها بذهول هاتفاً

طائف: بسم الله الرحمن الرحيم انتى ايه يا بنتي بابور بتهبي فجأة كده

آيات بغيظ: ماهو انت اللي ساكت ... واحدة اتكلمت واعترفت انها بتحبك الرد الطبيعي انك يا تقبل يا ترفض

طائف: والله فى حالتي حالياً و كونك انتي اللى مستنية الجواب فالرفض شيء اخاف من توابعه .. وبعدين يا هانم الراجـ.ـل هو اللى بيعترف والست هي اللى بتقبل او ترفض

آيات بغيظ: ما انا قولتلك ... اصل البعيد مبيفهمش فلازم انا اللي انطق

طائف بتهكم: لا اله الا الله ... تصدقي بوظتي ام الجو الرومانسي

نظرت نحوه بحقد و غضب لتحاول التحرك للخارج فيفاجأها بحركة سريعة و يمسك بكفها صارخاً بألم اثر حركته المتهورة تلك لتتقدم اكثر نحوه هاتفة بقلق

آيات: ايه مالك ... ثواني هنادي الدكتور ارتاح وثواني وراجعة

حاولت سحب كفها منه لكنه شـ.ـدد علي مسكته له

طائف بألم: متتحركيش من هنا

ثم حاول التنفس بهوء ليقل المه بعد لحظات قضتها هي بالتحديق به فى قلق وبعد ان زال الالم قليلا وجدته ينظر نحوها بجدية هاتفاً

طائف: البعيد بيفهم و بيقدر بس مستني الوقت المناسب عشان يكون ساعتها يستاهلك فعلاً ... حالياً مقدرش اربطك بيا بكلام ووعود الا لما حياتى تبقى احسن ... لكن دلوقتى انتي عارفة ايه اللي جوايا

آيات بتفهم ولكنها ارادت مشاكسته: يعنى لو حد سبقك و شاف انه يستاهلني و ...

طائف مقاطعاً بحدة: هقـ.ـتـ.ـله ... واللى عمله آسر معايا عشانك هيكون نقطة فى بحر اللى هعمله فى اي حد يحاول يقرب منك او يخدك مني حتى لو كان آسر نفسه ... انتي هتفضلي معايا و ليا لحد ما يجي الوقت المناسب ... فاهمة

اومأت بإبتسامة ليكمل هو بمرح

طائف بوعيد: بقى انا مغرور و شايف نفسي

اومأت بخبث قائلة

آيات: طبعاً وانا لسة عند كلامي ومستحيل اغيره الا لما تتغير ... شوف نفسك من شوية قلت ايه يابني دي كمية تحكم و غرور مشوفتهاش فى حد ... الله يكون فى عوني بقى من اللى هشوفه

طائف بغمزة: بس على قلبك زي العسل مش كده

آيات بخجل اخفته بمشاكساتها: ماشاء الله متواضع اوي حضرتك

طرق على الباب اجفلهم ليعتدل هو بجلسته فى حين سحبت يدها من كفه ... سمح للطارق بالدخول ليجده الطبيب المشرف على حالته و قد جاء لفحصه

الطبيب بإبتسامة: تمام اوي كده ماشاء الله انت جـ.ـسمك قوى و بيتعافى بسرعة هنحتاجك معانا يومين كمان و تقدر تخرج بعدهم ان شاء الله

اومأ بهدوء و ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها قبل ان يكمل الطبيب حديثه قائلاً

الطبيب: كان فيه ضابط جه عشان التحقيق لما وصلت المستشفى بس ساعتها حالتك مكنتش تسمح لكن حالياً انا بلغتهم انك مستعد عشان تديهم اقوالك ... هما فى الطريق

ابتلعت ريقها بصعوبة فى حين نظر طائف نحو الطبيب بهدوء وصمت ليومأ بعدها وينصرف الطبيب بعدها لمتابعة عمله

نظرت نحوه بصمت لتجده شارد بأمر ما ... تنحنحت بهدوء لتلفت انتباهه لها قبل ان تردف

آيات: بخصوص التحقيق ... كان فيه ظابط جه وسألني شوية اسئلة وانا جاوبته

طائف: اسئلة ايه ؟ وبعدين مقولتليش ازاى قدرتى تجيبيني هنا لوحدك ... و آسر فين ؟

آيات: آسر هو اللي ساعدني انقلك للمستشفى ... نظر نحوها بصدمة قبل ان تكمل هي ... بعد ما قولتله ان علا عايشة

طائف بصراخ: نعععععععم

لينا بدهشة: معقول آسر باشا بنفسه مشرفني فى بيتي المتواضع

هتفت لينا بتلك الجملة بعد ان كلنت تجلس بمنزلها بهدوء محاولة اعداد شيء ما لتتناوله على الغداء لتجد من جاء بزيارة لها فتفتح الباب و تتفاجيء بآسر يواجهها

تنحنح و تململ بوقفته قبل ان يردف بتساؤل حرج

آسر: هنفضل واقفين على الباب كده

لينا: اسفة اتفضل اتفضل

افسحت له الطريق ليدلف الى الداخل متفحصاً بعيناه المكان فيجدها تسير خلفه تدعوه للجلوس

لينا بترحيب: قهوة ؟

اومأ لها لتتحرك نحوه مطبخها و تعود بعد فترة و بيدها فنجان ساخن من القهوة تضعه امامه

جلست بالمقابل له بصمت ليردف هو بهدوء

آسر: اسف اذا كنت جيتلك بدون ميعاد بس كنت ... كنت محتاج نتكلم شوية

لينا بإبتسامة: وانا تحت امرك فى اي وقت

تناول فنجانه ليرتشف منه القليل ثم يُرجعه لمكانه مرة اخرى

آسر بهدوء: كنت محتاج شوية معلومـ.ـا.ت عن اندريه و ميشيل و افهم ايه شبب الاستدعاء المفاحيء دن ... بس قبل كل شيء ممكن افهم انتي ليه بتعملى كده

لينا: بعمل ايه بالظبط مش فاهمة

آسر: ليه بتقربي مني

لينا بإبتسامة: بيتهيألي انت اللى فى بيتي دلوقتى

آسر: و قبليها اقتحمتي مكتبي

نظرت نحوه بصمت لتردف بعد لحظات

لينا بهدوء: انا كنت متبعاك من فترة و اخبـ.ـارك كلها بتوصلي من طوني .. اكيد يعنى مفيش حد ميعرفش مين آسر الرفاعي ... اعجبت بشخصيتك و اصرارك انك تنتقم لأختك بس مشكلتك الوحيدة هى التسرع و التهور ... وتلخيصاً لكل ده فتقدر تقول اني معجبة بيك وبحاول اتعرف عليك اكتر و اقرب منك ده اذا مكنش عندك مانع

ظل يستمع اليها محدقاً بها بدهشة لكنه اثر الصمت و قد قرر بنفسه انها فرصة قد اتت اليه دون بذل اي جهد يُذكر ... رسم ابتسامة صغيره على محياه ليردف
آسر: اكيد معنديش اي مانع فيه حد يقول للقمر لا برضو

بادلته بإبتسامة ماكرة و تدعو اياه بعدها لاكمال قهوته

حازم: يعني ايه يا فنـ.ـد.م القضية تتسحب مني ... هو لعب عيال

كمال ( رئيسه ): حازم اتكلم عدل و متنساش انى رئيسك و بقولك خلاص ملكش دخل بقضية المينا او طائف العمري ... انا مش عايز مشاكل

حازم: ياباشا مينفعش كده القضية دي انا بذلت فيها جهد كبير جداً ... مينفعش مجهودي ده يروح لغيري

كمال: و مينفعش برضو ندخل مشاكلنا الخاصة فى الشغل يا سيادة المقدم

حازم: بس ياباشا ...

كمال مقاطعاً: حازم النقاش انتهي و القضية مبقتش بتاعتك ... اتفضل على مكتبك

حازم بغضب مكبوت: علم و ينفذ يا افنـ.ـد.م

ثم قدم له التحية العسكرية مغادراً الغرفة الى مكتبه

آياتبعد مغادرة الشرطة: مكنش هو ده

طائف: مين ؟

آيات: الظابط ... مكنش ده اللى حقق معايا

طائف: اياً كان المهم ان كلامنا واحد وخلاص و مجبناش سيرة آسر و تهوره فى الحكاية

آيات: بس تعرف ده احسن .. الظابط التاني ده مرتحتلهوش

طائف بغضب: عملك حاجة ؟ جه جنبك ؟ ضايقك ؟

نظرت نحوه بعدم تصديق لتهتف مازحة

آيات: بقى آسر هو اللي متسرع ... لا يا سيدي معملش حاجة بس هو تحسه منفعل زيادة كده و عدواني

طائف بتفكير: مت عـ.ـر.فيش اسمه ؟

بدا عليها التفكير للحظات قبل ان تهتف يدون ثقة

آيات: اسمه تقريباً حازم ... اه صح المقدم حازم نشأت

نظر نحوها بدهشة ليردف

طائف: اهاااا قولتيلي بقى عشان كده

آيات: ليه هو انتو تعرفو بعض

طائف: ده اللى بعتلى استدعى قبل كده يوم ما خرجتى من المستشفى

همت بالحديث لكن قاطعها طرق على باب الغرفة لتتحرك تفتح الباب فتجد هذا الغريب الذي سبق ان قابلته بفيلا طائف

طوني: ممكن ادخل ولا برضو مش مصدقة انى صاحبه

نظرت نحوه للحظات قبل ان تفسح له الطريق للدخول فيدلف الى الداخل و هي تتبعه لترى رد فعل طائف على مجيء هذا الشخص و التأكد من كونه صديق لا عدو

فور رؤية طائف لطوني انتصب جسده لينظر نحوه بقلق هاتفاً

طائف: طوني ... انت بتعمل ايه هنا ... وجيت امتي ؟

طوني بمرح: استنى بس و مش وقته تتفاجئ دلوقتى ... ياريت الاول تفهم اللى هتاكلنى بعنيها دي انى صاحبك فعلاً و مش ناوي اخطفك ولا اقـ.ـتـ.ـلك

نظر طائف نحو آيات ليجدها تحدج صديقه بنظرات نارية ابتسم على اثرها قائلاً

طائف: آيات احب اعرفك ... طوني صديقى الصدوق و هو اللى ساعدني عشان اعرف مكانك بعد اللى آسر عمله

اومأت بهدوء لتردف

آيات: و كمان على علم بحكاية علا و جه معاها هنا

طائف: علا ؟ و جه معاها هنا ؟

طوني: علا قلقت بعد اللى حصلك و صممت ترجع مصر فوراً و شبطت فيا

طائف بتهكم: وانت قلبك رهيف و جبتها معاك ... ثم اكمل بحدة ... انت بتستهبل يا طوني

طوني: اهدى بس و اطمن كله متظبط و متأمن ... بلاش قلق بقى

تنهد طائف بقوة ثم نظر لصديقه فرأي بعيناه انه يريد الانفراد به للحديث بأمر ما ليردف

طائف: آيات ... ممكن تجيبلنا حاجة نشربها و تطلبيلى الدكتور عايز اسأله فى شوية حاجات

تبادلت النظرات نحوه هو و طوني لتومأ على مضض متجهة لخارج الغرفة

ظل كلاً من طائف و طوني على صمتهما حتى تأكدا من ذهابها ليبدأ طائف بالحديث

طائف: ايه الاخبـ.ـار ؟ عرفو ؟

طوني: الاخبـ.ـار وصلت كاملة و الكل عرف باللى حصل معاك و مع آسر

طائف: و آسر ؟ هيقع فى مشكة مش كده ؟

ذفر طوني بنفاذ صبر ليردف

طوني: انت مبتزهقش من حمايتك له... كفاية بقى

طتئف بتحذير: طوني ... كل حاجة وليها مقابل ولا ناسي

طوني: مش ناسي يا سيدي و فاهم ... شغلك معانا قصاد حماية علا و آسر و اظن انضم ليهم آيات دلوقتي كمان مش كده

اومأ طائف بهدوء ليكمل

طائف: و الباقي ؟

طوني: اتطمن كله متظبط و جاهز للتنفيذ اخر شحنة دي هتبقى اكبر واحدة تدخل مصر ولو حصلت اي مشاكل الكل هيروح فيها ... الميعاد هيتحدد بكرة و هبلغك بالجديد اول بأول

طائف: و آآ ...

طوني: اطمن ... كمال بيه عرف بكل التفاصيل دي و هيعرف بالجديدة كمان ... هانت يا صاحبي هانت و ننضف من كل ده بقى .
ايات: طائف بلاش تهور انت معداش عليك يومين هنا و عايز تخرج ده جنان

هتفت بها ايات بإعتراض محاولة ايقاف ذاك الذي استعد فعلياً للرحيل و قد اتم ارتداء ملابسه ليهتف بهدوء

طائف: انا مش فاهم عاملة كل الهيصة دي ليه مانا قدامك اهو زي الفل

ايات هامسة: قصدك زي القرد

طائف: افنـ.ـد.م ؟

تنحنحت بهدوء لتكمل

ايات: طب ممكن افهم ايه الحاجة المهمة اوى دي اللى مخلياك مش طايق تقعد هنا اكتر من كده و مصمم تخرج وانت جرحك لسة جديد

تنهد بتعب ليعاود الجلوس على طرف الفراش وينظر نحوها باهتمام قائلاً

طائف: حاجات كتير اولهم انى لازم اجهز مكان كويس و بعيد لعُلا اللى مكنتش متوقع رجوعها دلوقتى غير انى لازم الحق الدنيا قبل ما تقوم فوق دماغ اسر وده كله كوم و اني...

ثم توقف عن الحديث لتنظر نحوه بتساؤل

ايات: انك ايه ؟

مد يداه نحوها يدعوها للاقتراب فتمتثل هى الى طلبه ذاك مقتربة نحوه فيمسك بكفها بين يديه هامساً

طائف: غير انى الصراحة يعنى مش عارف استفرد بيكي هنا ... شوية طونى وشوية مازن غير الدكتور الفقري و الممرضات المزز ... بصراحة حاجة صعبة

نظرت نحوه بحنق تلكزه بكتفه فيصـ.ـر.خ متألماً اثر فعلتها تلك لتتحول نظراتها من الغضب الى القلق

ايات: اسفة اسفة نسيت ان الجرح بيوجـ.ـعك ... ثم اكملت بغيظ ... بس ما هو انت اللي بتجيبه لنفسك تستاهل

نظر بعيناها بخبث ليغمز ضاحكاً

طائف: و يرضيكي طفطف حبيبك يتوجع

احمرت وجنتاها اثر نطقه باللقب الذي سبق و اطلقته عليه لاثارة غضبه لكن و كما يبدو انه اصبح يستلطفه آتياً على ذكره كلما اراد المزاح معها

نظر نحوها بدهشة مصطنعة

طائف: معقول ... ايات بنفسها بتتكسف و وشها بيحمر ... لا وكل ده عشان قولت طفطف حبيبك ... لاااااا انتى المفروض تتعودى على كده ده احنا لسة بنسخن

ايات بحنق: شكلك عايز ضـ.ـر.بة كمان عشان تتكلم عدل

طائف: يا ساتر يارب خلاص ياستي بلاه الكلام الحلو كنا خدنا منه ايه يعني يلا خلينا نتحرك فى حاجات كتير لازم نعملها

اومأت على مضض قبل ان تتحرك بجانبه ليستند عليها ويسيرا ببطيء الى الخارج

فور خروجهم من باب المشفى وجدوا مازن بسيارته الخاصة في انتظارهم و فور رؤيته لهم توجه نحوهم ليساعده على التقدم نحو السيارة و استقلالها

بدأ مازن بالقيادة نحو المنزل حتى ووصلو جميعاً ليردف طائف فجأة بعد ترجله من السيارة

طائف: مازن .. علا وطوني فى مصر .. عايزك تشوفلى مكان يختفو فيه ويكون امان

مازن بدهشة: علا هنا ... طوني اتهف فى عقله ولا ايه

طائف بتململ: مش وقته دلوقتي ... عايزك تنجز فى المكان ...هستنى منك خبر كمان نص ساعة

مازن: نعععم ... طائف بلاش جنان .. متعمليش زي موضوع الولا اللي اتكلم فى التحقيقات

طائف بتذكر: اه صحيح عملت ايه معاه ؟ هو فين ؟

مازن: فى الحفظ و الصون يا سيدي خلص امورك وبعدين نتفاهم

اومأ بهدوء ليتحرك مازن بسيارته ويتركهم يقفان وحدهم خارج باب الفيلا ... نظر نحوها فوجدها تحدق به بذهول لتردف بتهكم

ايات: مافيا مافيا يعنى مش اي كلام

حدق بها بصمت للحظات للتتنهد بعدها و تقترب نحوه مرة اخرى تساعده على السير و الدخول للمنزل و اثناء سيرهم هتفت

ايات: ولا مين ده و تحقيقات ايه ؟

نظر على يساره اتجاهها للاسفل محدقاً بها ليجيب بعد فترة

طائف: عيل جاب سيرتي فى تحقيق بخصوص الشحنة اللي اتمسكت

شهقت بقوة و توقفت عن السير ليتوقف معها

نظرت نحوه بدهشة و قلق ليجيب بهدوء

طائف: بلاش البصة دي ... محصلش حاجة هو معهوش اي دليل يثبت بيه كلامه يعنى كلامه قصاد كلامي

حدقت به بخوف لتهمس

ايات: بس ...

احاطها بذراعه ليردف بحنان

طائف: مفيش بس ... مش عايز النظرة دى فى عينك انا موجود معاكي يعنى مفيش داعي للخوف او القلق و بعدين يا ستي متقلقيش انتي ملكيش اي علاقة بالقصة دي كلها

هتفت باستنكار

ايات: انت ... انت ازاى تفكر فى كده ... فكرك انى خايفة على نفسي ... انا .. انا خايفة عليك انت ... مرعوبة من اللى ممكن يحصلك لو حد عرف حاجة ... انا عارفة ان الطريق ده كله غلط والغلط نهايته وحشة ... حاسة كأني فى كابوس ... كأن فى قنبلة و متوقعة تنفجر فى اي لحظة

حدق بها بحب و امتنان ... مضى وقت طويل على رؤية مثل هذا القلق و الاهتمام بعين احدهم ... ظل وحيداً لفترة طويلة حتى نسي معنى وجود شخص ينعى به

تنهد بـ.ـارتياح و حب ليردف

طائف: اهدي يا ايات انا مش هسمح ان نهاية الحكاية تبقى سبب دمعة واحدة من عيونك .. كفاية اوي اللى شوفتيه معايا و صدقيني ... صدقيني هعوضك عن كل اللى عدى ... و عشان كده النهاية هتكون فى صالحنا احنا تأكدي من ده... ثم هتف بمرح ... بس قوليلي هنا منين كنتي مش اخدة بالك من حبك ليا و منين كل الكلام الحلو ده دلوقتى ... ايه ماسورة حب انفجرت

ايات بشرود متجاهلة سخريته: مكنتش حاسة ... كنت دايماً حواليا ... كنا دايماً ناقر و نقير .. محستش انى مفتقداك او انى ممكن اخسرك ... الواحد فعلاً مبيعرفش قيمة الحاجة الا لما تضيع منه ... ثم نظرت نحوه بحب ... بس انا ربنا كان لطيف بيا و مخلهاش تضيع مني ... مخلكش تسيبني لوحدي

كوب وجهها بكفيه ليردف مطمئناً

طائف: و مش هسيبك ... مستحيل اسيبك

اجابته بابتسامة ليبادلها اياها و يسرحان معاً بعالمهم الخاص الذي سرعان ما قاطعه نحنحة خشنة اجفلتهم معاً و جعلتهم يبتعدان عن بعضهما البعض لينظرا نحو مصدر الصوت فيجدوه يقف امامهم

طوني: اسف على المقاطعة بس تقريباً انتو المفروض كنتو تدخلو من فترة ... بقالنا ساعة مستنيين و اللي جوة دي هتموت و تطمن عليك

تنحنح طائف بحرج في حين هي قد احمرت وجنتاها خجلاً من رؤية طوني لهم بهذا القرب ثم تحركا معاً بهدوء نحو الداخل

دلفا الى الفيلا لتقابلهم عاصفة من القلق و الهتاف يصاحبها البكاء فرحاً ... كل هذا كان استقبال علا الخاص بطائف بعد اصابته و قلقها المبالغ به عليه ... شعور ارق بال ايات و جعلها تتساءل عن حقيقة علاقتهم ... فعُلا تبدو اكثر قرباً لطائف عن اسر و هذا يبدو محير ... اسر يكون شقيقها بالدم فى حين ان طائف ليس كذلك

حاولت اخفاء امتعاضها من تصرفات علا المبالغ بها لكن لاحظ طائف ملامحها الغامضة وصمتها المقلق بالنسبة له

لينادي باسمها عدة مرات وهى مازالت على شرودها حتى انتبهت اخيرا لهتافه باسمها و نظرت نحوه بتساؤل عما يريد

طائف: علا و طونى ماشيين ... لو ممكن توصليهم للباب

اومأت بهدوة لتتحرك معهم نحو الخارج حتى وصلو جميعاً الى باب الفيلا فيسبقهم طونى للخارج فى حين توقفت علا قليلاً تحدق بآيات لتردف

علا: متشكرة اوي يا ايات انك اخدة بالك من طائف و بتهتمي بيه ... انتى عارفة ظروفي ولولا انى لازم مظهرش دلوقتى كنت فضلت معاكم

ايات بضيق: مفيش داعى تشكريني ... انا بعمل ده باختياري مش مغصوبة على حاجة وبعدين مفيش حد هيهتم بطائف قد مانا ههتم بيه

علا بدهشة: مش فاهمة قصدك ايه ... ثم اردفت بلهفة ... هو ... هو اتكلم ؟

ايات: مش فاهمة

علا بفرح: لالا ولا حاجة واضح ان كل حاجة بقت تمام ومفيش داعي اقلق فعلاً لان مفيش حد هياخد باله منه زيك

اومأت ايات بابتسامة مقتضبة قبل ان تتحرك علا الى الخارج فى حين اغلقت هي الباب لتستند عليه بظهرها هامسة بحنق مقلدة لهجة الاخرى

ايات: مفيش داعي اقلق لان مفيش حد هياخد باله منه زيك ... وانتى تقلقي ليه اصلاً

طائف بمرح: حبك ليا جننك للدرجة دي ... بقيتي تكلمى نفسك يا ايات .. عليه العوض و منه العوض

انتفضت فزعاً لرؤيته امامها فجأة لتنظر نحوه بضيق قائلة

ايات بحنق: مش بكلم نفسي ولا حاجة ده انا كنت بكلم اختك و بطمنها عليك ... ثم اردفت بضيق ... الا يعنى علا مطلبتش انها تشوف اسر يك ... هو مش اخوها والمفروش اقربلها منك

طائف بتفهم: علا هتموت وتقابله بس مش عايزة تطلب مني انا دلوقتى عشان فاكرة انى مش طايق سيرته بسبب اللي عمله معايا

اومأت بتفهم لتكمل

ايات: طب و هما دلوقتى هيروحو على فين

طائف: مانتى لو كنتي منتبهة معانا واحنا قاعدين كنت اخدتى بالك ان مازن اتصل و دبرلهم مكان ... ايه شاغلك؟

حركت رأسها تنفي وجود امر ما

ايات: مفيش بس يمكن تعبانة شوية من قلة النوم ... خليني اساعدك تطلع اوضتك وبعدين هحضر الاكل عشان تاخد علاجك وبعدين ننام شوية

اومأ بتفهم لتتحرك بالفعل نحوه تعاونه على السير ليستند عليها باستسلام وقد ارتسمت على وجههة ابتسامة رضا و امتنان

باحدى المطاعم الراقية على النيل

لينا بضحك: بتهزر ... معقول جاتلك الجرأة تعمل كده عشان تسافر مصر مع باباك

هتفت بها لينا بمرح اثناء تناولها وجبة الغداء برفقة اسر بعد دعوته له ... ففي اليومان الماضيان تقاربا و كثر حديثهم و حكاويهم و نمت علاقتهم بشكل ملحوظ

اسر بمرح: كنت صغير و نزول بابا مصر كانت احلى فسحة ممكن اروحها

لينا بتفهم: عشانها مش كده ؟

تنهد قائلا بابتسامة حنونة

اسر: ايات اكتر واحدة بتفهمني و بفهمها كنا زي التوأم رغم اننا دايماً كنا بعاد عن بعض بسبب سفري المستمر ... بس كانت على طول متابعاني وانا كنت متابعها بكل طريقة

لينا بهدوء: و دلوقتى ؟

اسر بحزن: مفيش حاجة بتفضل على حالها.. بعد اللى حصل من خمس سنين مقدرتش انزل مصر و بعدنا عن بعض الفترة دي كلها ... اهلها اتوفو ومكنتش جنبها ... هي اتغيرت وانا كمان اتغيرت

لينا بفرح خفي: يعنى خلاص استسلمت ؟

اسر: اكيد لا بس لازم الفترة دي اهدى شوية خصوصاً بسبب تعب طائف ... عايز المنافسة تكون شريفة المرة دي ... عايزه بصحته

لينا: ولو كان اختيارها انها تفضل معاه

اكفهر وجهه و اسودت عيناه ليهتف

اسر: لازم الاول اخد فرصتي كحبيب مش كأخ زي ماكنت بالنسبالها طول الفترة اللي فاتت ولو بعدها اختارته فمش هقدر اتدخل اكتر من كده

لينا: و طائف ؟

اسر: ماله ؟

لينا: لسة مصمم على الانتقام لو هى اختارته ... هتقدر تأذيها بأذيتك له

نظر اليها بدهشة ... لم يفكر بالامر من تلك الناحية ... ليس لانه لم يتوقع ان ايات ستختار طائف بل لانه لم يتخيل انه حقاً يستطيع اذيته او قـ.ـتـ.ـله كما كان يهدد ... ضغطه على الزناد وقتها و اصابته كانت لحظة جنون و تهور ... يعلم انه ان كان بكامل وعيه لم تكن ستأتيه الجرأة لفعلها ... اذاً حمداً لله ان شقيقته مازالت على قيد الحياة والا كان سيكره نفسه على عدم استطاعته الاخذ بثأرها

اسر: مش عارف ... مش عارف

مضى هذا اليوم بأحداثه ليأتى يوم جديد بأحداث اخرى

بشركة العمري

دلفت الى الداخل لتجده يقف مولياً اياها ظهره و يمسك الهاتف يحادث شخصاً ما ... انتبهت لتسمع حديثه بدقة

مازن: يعنى انت تمام دلوقتى ... مانا قولتلك يابني بلاش تطلع دلوقتى من المستشفى ... يا طائف دي رصاصة و فى صدرك لولا لطف ربنا كنت ممكن لاقدر الله تروح فيها ... طيب ياسيدي عيش براحتك ... ماشي ماشي متقلقش .. يلا سلام

اغلق هاتفه ليلتفت من فوره فيجدها تقف بمكانها تنظر نحو ببراءة فيهتف بها

مازن بحدة: ايه يا ست سهام انتى هنا من امتى ... وبعدين اخيراً شرفتينا بحضورك ... ممكن افهم مكنتيش على مكتبك الصبح ليه لما جيت ؟

سهام بتـ.ـو.تر: اصل ... اصل بصراحة كنت ... اه كنت فى الحمام

نظر نحوها بشك .. تبدو غريبة الاطوار بالفترة الاخيرة خصيصاً بعد غياب ايات المتكرر

مازن بجدية: طب من غير رغي كتير خدى الورق ده و ابعتيه لمحسن خليه يراجعه و بعد كده خليه يبعته للشركة الفرنسية

سهام: تمام يا افنـ.ـد.م عن اذنك

مازن: اتفضلي

تخرج من الغرفة لتتنفس الصعداء فور وصولها لمكتبها فتجد هاتفها يرن بإلحاح لتلتقطه سريعاً تجيب

سهام بتـ.ـو.تر: الو ... ايوة ياباشا ... لا لما دخلت كان بيتكلم فى التليفون ... تقريباً مستر طائف ... لا كل اللى قاله انه مكنش ينفع يخرج من المستشفى ... صمتت قليلاً تستمع اليه ليمتعض وجهها بعد ثوان وتجيب بضيق ... حاضر ياباشا ... حاضر هحاول ... سلام

اغلقت هاتفها لتذفر فى ضيق قبل ان تهمس محدثة نفسها

سهام: كان مالي انا ومال الغلب ده لما نشوف بقى اخرتها ايه

بفيلا العمري

اثناء وجودها بمطبخ الفيلا تعد الطعام بهدوء وراحة بال فى حين كان هو بغرفة مكتبه يتابع اعماله على حاسوبه وجدت جرس الباب يعلن عن قدوم زائر .. ذفرت بضيق قبل ان تترك ما بيدها متوجهة لرؤية شخصه ... فور فتحها الباب قابلتها فتاة حسناء ممشوقة القوام ذو جمال تُحسد عليه ... تفحصتها ايات بدهشة وتعجب لتردف بعد فترة

ايات: ايوة اي خدمة ؟

...: مش دي فيلا مستر طائف العمري

تغيرت نظرات ايات لتشوبها بعض الحدة لتهتف

ايات: ايوة مين حضرتك ؟

فور تفوه ايات بانه بالفعل منزل طائف اقتحمت الفتاة المكان ودلفت الى الداخل دون استئذان .. تنظر للارجاء باحثة عن شيء ما او ربما شخص

تبعتها ايات تنظر نحوها باستهجان لتهتف بها

ايات: تعالى هنا انتى فاكرة نفسك رايحة فين ؟

...: امال هو فين ؟

عقدت ايات ساعديها امام صدرها لتهتف بحدة

ايات: هو مين ؟

...: طائف

ايات: و حضرتك تبقى مين عشان تسألي عليه ؟

طائف بدهشة: لينا ؟

التفتت الفتاة فور نطق طائف لاسمها لتتوجه نحوه سريعاً و على وجهها ابتسامة واسعة

لينا: طائف واحشنى جداً ... حمد لله على السلامة

طائف: لينا ... الله يسلمك يارب... يابنت الايه جيتي امتى ؟

لينا: ياااه من زمان ... طونى مقالكش

طائف: ولا جاب سيرة الندل

تنحنحت ايات بضيق و حنق ليلتفتا اليها الاثنان وقد نسيا مشاركتها اياهم المكان ليردف هو

طائف: ايات اعرفك دي لينا .. صديقة ليا من زمان و شغالة مع طوني ... لينا اعرفك دي ا...

لينا مقاطعة: ايات ... اشهر من نار على علم مش محتاج تعرفني بيها

رفعت ايات احدى حاجبيها بتهكم واضعة احدى يديها بخصرها و رسمت ابتسامة ملتوية على شفتيها قائلة

ايات: تشرفنا

لينا بثقة: الشرف ليا

ثم وجهت حديثها نحو طائف

لينا: طائف محتاجين نتكلم سوا ... ثم نظرت اتجاه ايات قائلة ... لوحدنا

نظر طائف نحوها ليومأ بتفهم فى حين كانت الاخرى ترجو ان لا يصرفها و يجعل تلك الحرباء تنتصر عليها فى تحدى لا تعرف هي نفسها اساسه لكن خاب املها حين سمعته يقول

طائف: ايات معلش ممكن تعمليلنا حاجة نشربها ... لو مكنش يتعبك

نظرت نحوه بجنون وغضب لتهتف بحدة

ايات: لا تعب ايه ... تعبكم راحة ...have fun

ثم تحركت سريعاً نحو المطبخ فى حين نظر هو نحو لينا قائلاً بجدية

طائف: اتفضلي اقعدى

اومأت بهدوء لتجلس على احدى الارائك و يجلس هو مقابلاً لها ليردف

طائف: خير بقى ؟

لينا: اخر حوار حصل بينك وبين اسر الناس عرفت بيه وعاملين مشاكل ... واخيراً الكلام وصل لميشيل نفسه

طائف باهتمام: و بعدين

لينا: و بعدين ؟ هو طوني مبلغكش ولا ايه ؟

طائف بتساؤل:مقاليش ايه ؟

تنهدت لتردف

لينا: طائف.. ميشيل عايزك بنفسك فى بـ.ـاريس و اسر كمان

اومأ هو بهدوء ليردف

طائف: كنت متوقع طلبه ده ... بقاله فترة هادى

لينا بحذر: بس مش كده و بس

طائف: ايه تاني ؟

لينا: هو طالب يشوف ايات كمان

انتفض واقفاً ليهتف بحدة

طائف: نعععم ... مستحيل .. ينسي انه يلمحها حتى

هبت واقفة هى الاخرى لتنظر نحوه بثبات

لينا: انا كنت متوقعة رد فعلك و اظن طونى كمان عشان كده مرضاش يقولك ... طائف انا معاك انها مش صح انها تقابله بس ايه الحل ... حاول تتصرف وتلاقي مبرر لرفضك طلبه ده لانه مش هيسكت ولا هيسمح بكلمة "لا" خصوصا الفترة دي

نظر نحوها بصمت ومازال بداخله يشتعل غضباً و قلقاً من مثل هذا الطلب الاخير

لينا: انا مضطرة امشي دلوقتى بس انجز يا طائف انا معطلاه لغاية دلوقتى بس بعد كده مش هعرف اساعدك

اومأ لها لتتحرك هى بعد ذلك للذهاب و تتركه وحيداً ينظر للفراغ

قاطع شروده ذاك صوتها الساخر

ايات: هى راحت فين ؟ ايه لحقتو تشبعو من بعض

نظر نحوها بدهشة

طائف: افنـ.ـد.م ؟

ايات بغيرة: انت و السنيورة

تحرك نحوها ليقف امامها ينظر اليها ويرفع يداه يمسك بوجنتاها قائلاً بمرح

طائف: يويو يا قلبي انتى بتغيري يا بطة

ابعدت يداه لتنظر نحوه بغضب

ايات: بطل هزار الله يرحم ساعة ما كانت التكشيرة مش بتفارق وشك

نظر نحوها بحب ليمسك يداها بصمت و يجرها وراءه يجلسها على الاريكة ويجلس بجانبها ومازال كفها بيده

طائف بجدية اثارت قلقها: ايات خلينا نتكلم جد شوية

ايات بقلق: خير في ايه؟

طائف: ايات انتى واثقة من اختيارك ... اقصد انك تبقى معايا مهما حصل؟

ايات: طائف متقلقنيش فى ايه ؟

طائف باصرار: جاوبيني بس

اومأت بقوة

ايات: طبعاً متأكدة في ايه بقى ؟

طائف بتنهيدة: فاكرة فى المستشفى لما قولتلك انى هأجل اعترافي باللى انا حاسه ناحيتك لغاية لما اكون استاهلك فعلاً

اومـ.ـا.ت ليكمل

طائف: ايات المواضيع اتعقدت ولازم ناخد خطوة عشان نقدر نواجه اللى هيحصل

ايات: طائف بلاش مقدمـ.ـا.ت كتير وقول على طول فى ايه

نظر نحوها لحظات ... صمت مريب عم المكان قبل ان يحدق بعيناها بقوة و يردف بثبات

طائف: ايات ... احنا لازم نتجوز
رمشت بعيناها عدة مرات فى محاولة لإستيعاب ما نطق به منذ ثوان لينظر نحوها بتساؤل قلق
طائف: ايات ... سكتي ليه ؟
حدقت به بدهشة لتهتف
ايات: مش شايف انك نطيت للجواز على طول ... مش المفروض يكون فى خطوات قبلها
طائف بتـ.ـو.تر: انا عارف انى فاجئتك بس انا ليا اسبابي اللى دفعتني لكده
هبت واقفة لتنظر نحوه بجنون قائلة

ايات بحدة: اسبابك ؟ و ياترى ايه اسبابك ... اقولك انا ... قبولي بوجودي معاك فى بيتك ... قبولي اني اقعد مع واحد غريب فى بيته ... اسبابك هي اني نطقت وقولتلك عن مشاعري ناحيتك قبل ماانت تتكلم ... خلاص افتكرتني سهلة و رخيصة مش كده
قفز واقفاً يواجهها بعيون متقدة ليصـ.ـر.خ بها مقاطعاً
طائف: آيااااات ... انتي اتجننتي ... الظاهر دماغك فوتت ... انتى واعية للي بتقوليه
آيات بدمـ.ـو.ع: واعية ... للاسف انا دلوقتي بس اللى بقيت واعية للي بيحصل ... حبي ليك كان عاميني عن الصح و الغلط بس كل ده هيتصلح
ثم تحركت سريعاً من امامه متجهة الى الاعلى نحو غرفتها ليتبعها بغضب هاتفاً بها
طائف: انتي رايحة فين كده ... ايااات
وجدها تدلف الى غرفتها ساحبة احدى حقائب السفر و تشرع بملئها بملابسها بحركات سريعة غير عابئة بترتيبها
نظر نحوها بقلق ليهتف
طائف: انتي بتعملي ايه .. ممكن افهم ؟
تجاهلته تماماً و مازالت ترمي مسلتزمـ.ـا.تها فى الحقيبة بعصبية ليتجه نحوها يمسك بها من مرفقها هاتفاً بغضب
طائف: لما اكون بكلمك تنتبهيلي و تردي عليا انتي فاهمة
توقفت عما تفعله لتحرر مرفقها من بين يديه بقوة لتنظر نحوه بغضب يراه بعيناها لاول مرة
ايات بتهكم: اسفة يا طائف بيه الظاهر انى نسيت نفسي ... ازاى طائف العمري بنفسه يكون بيكلمني و مردش عليه ... اؤمرني يا بيه
طائف: من غير تريقة يا ايات ... ممكن افهم بتعملى ايه .. مشيتي وسيبتيني قبل ما اخلص كلامي
ايات بغضب: و هو لسة فيه كلام بعد اللي قولته
طائف: لسة فيه السبب ... سبب انى طلبت اننا نتجوز
ايات بتهكم: و ياترى هو ايه ؟
طائف: حمايتك ... رئيسي طالب يشوفني انا و اسر و طلبك انتي كمان وانا قلقان من الطلب ده ... لازم حاجة رسمي تربطنا عشان محدش يقدر يقربلك
نظرت نحوه بصمت بعد انتهائه من حديثه لتدخل بعدها بنوبة ضحك هستيرية لينظر نحوها بدهشة و تعجب
ايات بعد لحظات: ده بقى سبب طلبك عشان نتجوز
اومأ دون تفكير لتهتف بحسرة
ايات: ده انت حتى معترفتليش بحبك .. مقولتهاش صريحة .. و ساعة مافكرت تعرض عليا الجواز كانو ناس تانية هما السبب ... مش قولتلك .. انا اللي رخصت نفسي
ثم همت بإكمال ما بدأت به حتى انتهت لتغلق الحقيبة بعشوائية و تسحبها وراءها مغادرة الغرفة لتسمعه يهتف بجمود
طائف: ا عـ.ـر.في يا ايات لو خرجتي من هنا مفيش رجوع
ابتسمت ابتسامة حزينة لتلتف نحوه قائلة
ايات: تفتكر هبقى على حد شايفنى مجرد لعبة فى ايده
ثم التفتت مرة اخرى لتكمل طريقها الى الخارج لكن قبل خروجها من الغرفة وجدته قد سبقها بخطوات واسعة يغلق باب الغرفة امامها... التفتت نحوه بدهشة و حدة
ايات: انت بتعمل ايه ؟
ظل يتقدم نحوها لتعود هى بخطواتها الى الخلف حتى اصطدم ظهرها بالجدار ليحاوطها هو بذراعيه من كلا الاتجاهين و ينحنى نحوها هامساً بحدة
طائف بخشونة: لسة متخلقتش اللي تمشي كلامها على طائف العمري مهما كانت اهميتها عندي ... و الظاهر زي ما انتى قولتى ... شكلك نسيتي نفسك و نسيتي انا ابقى مين ... فوقي لنفسك يا ايات و ا عـ.ـر.في مين اللي قدامك و ايه اللى يقدر يعمله و مش كوني سكت على حاجات عملتيها قبل كده و تجاوزاتك الكتير معايا انى هسكت دلوقتى على لعب العيال اللى بتعمليه ده ... مشيان من هنا مفيش و جواز هنتجوز ... برضاكي او غصب عنك هنتجوز فلايميها كده و هدي اللعب عشان انتي مش قدى
ثم اقترب اكثر نحو وجهها حتى اختلطت انفاسهم و زاغت انظارها إثر قربه المميت منها ... ظنت انه على وشك تقبيلها وقد كان حقاً مقدماً على ذلك لكن تراجعه بآخر لحظة اجفلها لتنظر نحوه بضياع و يهتف هو بصوت مملوء بالرغبة حاول جعله اكثر تماسكاً و جدية
طائف: عشان ت عـ.ـر.في... لو شايفك سهلة زي ما بتقولي كنت مستحيل اتراجع فى اخر لحظة رغم كل اللى جوايا ليكي ... اعقلي يا آيات و افهمي الوضع اللي احنا فيه
حركت رأسها بنفي و اعتراض لتهمس بضعف
آيات: كفاية اوي لحد كده ... لغاية امتى هتفضل تقلل مني ... عشان مليش اهل ... عشان بحبك
طائف بحدة: لا عاش و لا كان اللى يقلل من ملكية لطائف العمري ... انتي تخصيني واللي يخصني كرامته تبقى من كرامتي
آيات بشراسة: مغرور
نظر نحوها بإبتسامة ليكمل اثناء تحركة باحثاً عن شيء ما
طائف: و شايف نفسي و مجرم و قتال قـ.ـتـ.ـلة ... حفظتها خلاص ... ثم امسك بهاتفها قائلاً ... و اخيرا لقيته ... اعذريني بقى يا زوجتي العزيزة مش مآمن ليكي الصراحة انه يكون معاكي فهحتفظ بيه مؤقتاً
ثم اتجه مغادراً الغرفة ليغلق الباب خلفه بالمفتاح و يحتفظ به لحين عودته من الخارج
فى حين كانت هى تراقب تصرفاته بدهشة و جنون
آيات: ده خلاص عقله فوت ... ماشي يا طائف يا انا يا انت لما اشوف اخرتها ايه معاك
تحرك هو الى الخارج و اثناء ذلك اجرى اتصالاً هاتفياً بمازن صديقه ليردف فور اتيانه صوت صديقه
طائف: هو فين ؟
كان بمكتبه يفكر بالقادم و ما سيفعله عند رؤية رئيسه ميشيل ليتفاجئ بضجة صادرة من خارج الغرفة يتبعها اقتحام احدهم لمكتبه و شخص ما يسقط ارضاً
كان هذا طائف .. قد جاء برجل آسر و الذي وشى به لدى الشرطة فبعد تعذيب و ضغط من ناحيته اخبره بعمله لدى آسر ليمسك به و يذهب بعدها الى فيلته مقتحماً غرفة مكتبه وسط اعتراض من مؤنس و رجاله
نهض آسر فجأة هاتفاً
آسر: طائف !
طائف بتهكم: و الراجـ.ـل بتاعك ... ايه هترحب بيا لوحدي ولا ايه
نظر آسر نحو رجله الملقى ارضاً غارقاً بدمائه و التي تركت اثراً واضحاً على ملابس طائف
تنحنح آسر بضيق ليشير لرجاله بأخذ هذا الملقى ارضاً و مداواته ليتركوه هو و طائف على انفراد
تحرك طائف بحرية ليجلس على احدى الارائك قائلاً بهدوء
طائف: اقعد ... اقعد يا آسر
نظر نحوه بتـ.ـو.تر ليتحرك و يجلس بالمقعد امامه لا يستطيع رفع عيناه بعين صديقه
آسر بخفوت: طاااائف ... آآآ... حمد لله على سلامتك
طائف بتهكم: الله يسلمك ... فى مثل بيقول يقـ.ـتـ.ـل القتيل و يمشي فى جنازته
آسر بتـ.ـو.تر: طائف انا ...
طائف: اسر انا مش جي اعاتب او اقلب فى اللي عدى ... انا جي اوضح الامور و ارتبها معاك اظن بكفاية اوي اللي حصل و في نفس الوقت مينفعش الجو يهدى مرة وحدة لازم تمهيد
اومأ آسر بجدية ليردف بتفهم
آسر: قصدك بخصوص اللي عرفته
طائف: بالظبط كده و كمان بخصوص ميشيل
آسر: طالبنا عنده
طائف: مش احنا بس
عقد آسر ما بين حاجبيه بتساؤل ليردف الاخر قائلاً
طائف: آيات كمان
آسر بفزع: ايه ؟
طائف بجدية: ده اللى وصل ليا ... طلبنا كلنا وانت عارف ميشيل محدش يقدر يتوقع اللى فى باله
آسر: مستحيل نسمحله يقرب منها
طائف: الا اذا كانت فى حماية حد فينا
آسر بضيق: هي حالياً فى حمايتك
طائف: كلام بس ... وانت عارف ميشيل ملوش كلمة فى الامور اللى زي دي
آسر: يعني ؟
طائف: يعنى لازم رابط رسمي يلزمه بقوانين المافيا ... و محدش بيتعرض لزوجة اي عضو ... خصوصاً لو العضو ده كان VIP
كمال: معقول العقيد ادهم التوهامي بنفسه مشرفني
ادى المدعو ادهم التحية العسكرية لسيده فيأخذه الاخر محتضناً اياه بشوق و ابوة
ادهم: الشرف ليا يا افنـ.ـد.م بمقابلة حضرتك
كمال: افنـ.ـد.م و حضرتك ... لا لا واضح ان شغلك غيرك يا سي ادهم الله يرحم فى بداية شغلك لما كنت بتناديني يا اونكل
تنحنح ادهم بحرج ليردف بمرح
ادهم: ماهو حضرتك مازلت اونكل برضو
ضحك كمال بقوة ليردف بجدية
كمال: و الله و ليك وحشة يا ادهم ... خمس سنين مرجعتش مصر فيهم غير كام مرة و معرفتش اشوفك فيهم
ادهم بجدية: الشغل بقى ياباشا
كمال: بخصوص الشغل ايه الاخبـ.ـار ؟
ادهم: كله تمام يا افنـ.ـد.م واخر حاجة وصلتني بلغتها للجهاز و هما حالياً بياخدو الاجراءات اللازمة
كمال بإيماءة: وصلني كل ده بس عايزين الجديد عايزين اللي يوقعهم يا ادهم ... خلينا نخلص بقى
ادهم: اللي قاهرني ياباشا اننا رغم كل الوقت ده موصلناش للراس الكبيرة و اخرنا ميشيل بس
كمال: انت مستقل بيه .. ده بلوة ... و بعدين انت بتتكلم عن سلسلة كبيرة ... ده شغل الانتربول مش شغلنا
اومأ بحسرة ليردف بجدية
ادهم: و فى حاجة كمان ياباشا
كمال: حاجة ايه دي ؟
ادهم: فى حد بيدور ورا طائف و شكله هيبوظ الدنيا
كمال بدهشة: حد مين ؟
ادهم: اسمه حازم ... فى الوحدة هنا ... مجند سكرتيرة مازن تنقله الاخبـ.ـار اول بأول
كمال بغضب: حازم تاني ... ماشي يا ادهم متقلقش انا هظبط الامور
اومأ ادهم لينهض مستعداً للرحيل
ادهم: معلش بقى اعذرني يا باشا لازم امشي دلوقتى ... سلامي للاسرة الكريمة
نهض كمال هو الاخر ليردف
كمال: يوصل ان شاء الله ... خلاص هتسافر ؟
اومأ الاخر ليردف
ادهم: خلاص ياباشا لازم ارجع زي ما كنت ... واستغني عن كوني ادهم تاني و ارجع ك طوني دراع اندريه اليمين
هتف كمال بثقة واضعاً احدى كفيه على كتف الاخر ليردف
كمال: بالتـ.ـو.فيق يا ابني ووصل سلامي لطائف و لينا

كمال: تمام يا افنـ.ـد.م ... عن اذنك
عاد للفيلا اخيراً واتجه من فوره نحو غرفتها للاطمئنان عليها لكن بطريقه استمع لضجة تصدر من المطبخ ليعود ادراجه و يغير طريقه اليه ... تحرك بتوجس و قلق سرعان ما انقلب الى دهشة وحيرة فور رؤيته لها تعد طعام العشاء بهدوء و استجمام ليهتف بدهشة
طائف: انتي ازاي ... ازاى طلعتي من الاوضة .. انا قافل عليكي بنفسي
التفتت نحوه تطالعه بسخرية قبل ان تخرج دبوس شعر من رأسها و ترفعه نحوه تخبره انه كان وسيلتها للفرار من زنزانته ليبتسم بإعجاب
طائف: لا ده الواحد يقلق منك بقى
ابتسمت ابتسامة ملتوية و كادت ان تهم بإكمال ما بدأت به لولا انتباهها لبقعة من الدماء مازالت عالقة بملابسه لتتسع عيناها بقلق و تتحرك نحوه بسرعة
آيات بفزع: دم ... ايه اللى حصل ... حصلك حاجة .. الجرح فتح تاني
طائف مطمئناً: اهدي اهدي ده مش دمي
نظرت نحوه بإستهجان لتبتعد عنه بحدة
آيات: نعم ؟
طائف بلا مبالاة: واحد غلط واخد اللى فيه النصيب ... ثم اكمل بتهديد .. فخافي على نفسك بقى
آيات بسخرية: لا تصدق خوفت
تحرك يجلس على مقعد موجود بالزاوية و يردف بجدية
طائف: ها فكرتي فى اللى قولت عليه ؟
آيات بغباء: و انت كنت قولت حاجة عشان افكر فيها
طائف بغيظ: الجواز
نظرت نحوه بضيق
آيات: لما تشوف حلمة ودنك
اكمل بإبتسامة
طائف: ولما ده رأيك .. ايه اللى خلاكي تفضلي هنا رغم انك قدرتي تطلعي من الاوضة
نظرت نحوه بحنق و غيظ
آيات: ايه عايزني امشي ... خلاص زهقت
طائف: انا قلت انا عايز ايه .. الدور عليكي
آيات بتحدي: و انا مش موافقة ... شوفلك حل تاني
ظل ينظر لها بصمت قبل ان يحرك رأسه يميناً و يساراً بقلة حيلة ثم تركها مغادراً غرفته دون كلمة
لتظل هى تنظر فى اثره بدهشة و تردف قائلة
آيات: ايه ده هو مش هيزن عليا كعادته ... طيب يا طائف شوف مين اللى هتعبرك بقى هاااا ... ثم تركت ما تعده من طعام هاتفة بحنق ... ومفيش اكل كمان خليك تموت من الجوع
بعد يومان
ميشيل: Bonjour à Paris Taïf ( مرحباً بك فى فرنسا .. طائف )
هتف بها شاب يبدو بمنتصف العقد الثالث من عمره ذو ملامح رجولية فذة وجسد رياضي جذاب و بنية صحية تتهاتف عليها النساء .. جذب مظهره ذاك انظار كلاً من طائف وآيات واللذان بمجرد وصولهم الى بـ.ـاريس اصطحبهم شخص ما من المطار ليوصلهم مباشرة الى قصر ميشيل ... فور دلوفهم للداخل انبهرت آيات بما تراه من فخامة و ضخامة المكان بينما كان الاخر يراقب المكان بحذر و توجس ... واثناء انشغالها بتفحص المكان حولها جاءها صوت من يفوق جماله كل ما رأتها عيناها منذ قدومها الى هذا البلد الخيالي
انتصب طائف بوقفته ليشـ.ـد على كف آيات الموضوع بين يداه مراقباً لخطوات ذاك الذي رحب بهم فور وصولهم للقصر وهاهو الآن يسير بأريحية اتجاههم
تقدم نحوهم لينقل انظاره من طائف الى آيات ثم يمد يده ليلتقط كفها الحر منحنياً نحوه يقبله برسمية و ود
ميشيل: Bonjour belle Bansta (مرحباً آنستي الجميلة )
اشتعلت النيران بعينا طائف ليجز على اسنانه بغيظ و ضيق هاتفاً
طائف مصححاً: madame ( سيدة )
رفع ميشيل انظاره نحو طائف ومازال كف آيات بيده والتي ذهبت بعالم اخر إثر ما يدور حولها من شـ.ـد وجذب
ميشيل: désolé ! ( عذراً )
سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة
طائف: آيات ... مراتي
سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة

طائف: آيات ... مراتي

رفعت انظارها نحوه بدهشة لتجده يحدق بالآخر فى غضب و غيظ لتسمع ميشيل يهتف بدهشة

ميشيل: مراتك ؟

عدل طائف من وضعيتهم معاً ليجعلها تقف بجانبه فى الجهة البعيدة عن ميشيل ... يحيطها بذراع واحدة في حين ان انظاره مازالت معلقة بالآخر ليهتف بتصميم

طائف: بالظبط كده ... مراتي ... فرحنا كان امبـ.ـارح

امتعض وجه ميشيل لينظر نحوه بغيظ و احباط ... واخيراً نجح في رسم ابتسامة صفراء على وجهه ليردف

ميشيل: félicitations ( مبروك )

طائف بغيظ: merci ( شكراً )

راقبت الاجواء المحيطة بوجل و تـ.ـو.تر .. تنقل انظارها فيما بينهم فتجد هذا الغريب يرمقها بنظرات متفحصة مريبة لم ترتح لها لتقترب اكثر من جسد طائف محاولة الاحتماء به

تنحنح ميشيل ليردف

ميشيل: بما ان آسر لسة موصلش فيشرفني انى استضيفكم فى بيتي المتواضع لحين وصوله

آيات بهمس: كل ده و متواضع الله يرحم يا آيات .. بيتك كله مكنش يجي ركنة فى المكان ده

نظرا نحوها بتساؤل عما تهمس به ...ميشيل لم يستطع سماعها فى حين كان طائف قد استمع لكل حرف خرج منها ليبتسم بداخله على تعليقها المفاجئ ذاك فلا المكان او التوقيت مناسبان لمثل تلك الافكار ... همس بداخله " مـ.ـجـ.ـنو.نة "

عاد بأنظاره نحوه ميشيل ليجيب عرضه بجدية

طائف: اعذرنا مش هنقدر نقبل عرضك المتواضع ده ... شـ.ـدد على كلمة المتواضع تلك لتفهم آيات استماعه لحديثها و تبتسم فى خبث و تسمعه يُكمل ... زي ماانت عارف عرسان جداد بقى ... ده غير ان الفيلا بتاعتي هنا جاهزة و فى انتظارنا

نظر ميشيل نحوه بحقد و غيظ اثار غضب الاخر ... اومأ لهم قائلاً

ميشيل: زي ما تحبو و على العموم آسر هيوصل بكرة .. يبقى اجتماعنا هيكون بكرة ... و طبعاً حضرتك هتشرفينا بوجودك

ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر لتنظر نحو طائف بحيرة و قلق فيشتد هو على احتضانها قائلاً

طائف: تمام ... عن اذنك

ثم تحركا معاً نحو الخارج لتبتعد عنه فور خروجهم هاتفة

آيات: فرحنا كان امبـ.ـارح ؟ شهر عسل ؟ طائف ... انت وعدتني انه كتب كتاب بس و الفرح بعدين

اكمل سيره بصمت ليتجها نحو السيارة والتي اتت بهم من المطار الي القصر ... هتف قبل الصعود

طائف: كان لازم يبقى فيه سبب عشان ارفض استضافته لينا ... ثم نظر بإتجاه السائق و اعاد انظاره نحوها مرة اخرى ... نكمل كلامنا لما نوصل

ثم تحرك ليستقل المقعد الخلفي للسيارة و تبعته هي الاخرى لتفعل المثل .. واثناء رحلتهم تلك الى فيلته عادت لاحداث اخر يومان لهما بالبلاد

فلاش باك

استيقظت فى اليوم التالى من عرضه للزواج منها و رفضها المستمر ... تحركت بخفة لتأخذ حماماً ساخناً اتجهت بعده الى الاسفل لتفاجأ بعودة الخدم و على رأسهم منى لتتقدم نحوها هاتفة

منى بإبتسامة: صباح الخير يا هانم

آيات: منى ؟ انتي رجعتي امتى ؟

منى: طائف بيه كلمني و طلب مننا نرجع فرجعنا

اومأت آيات بلا اهتمام لتردف بتساؤل

آيات: طب هو فين ؟ فى المكتب ؟

نفت منى بحركة من رأسها لتجيب

منى: الباشا راح الشركة من بدري و طلب منى اسلمك دي

نظرت لما تمسك به لتجده صندوق اسود متوسط الحجم مربوط بشريطة حريرية سوداء ... تطلعت نحوه بفضول قبل ان تلتقطه و تتجه به نحو غرفتها لفتحه فى حين تحركت الاخرى لاستكمال عملها بإبتسامة غامضة

و بغرفتها بدأت بنزع الشريطة و فتحه ليطالعها فستان قصير اسود اللون و بجواره جميع مستلزمـ.ـا.ته من اكسسوارات و مكياج و الحزاء الخاص به

وقفت تطالع محتويات الصندوق بدهشة و تعجب لتلاحظ ورقة صغيرة بداخله التقطتها لتقرأ ما دون بها

" ياترى ممكن اكون محظوظ لدرجة انك تقبلي عزومتي على العشا الليلة ! "

طالعت الورقة بذهول و فرح فى باديء الامر لترتسم ابتسامة ملتوية على فاها بعد فترة قائلة

آيات: فكرك كده هقبل يعني .. بس فيه تقدم ... كويس انه مخلاش العزومة امر واجب التنفيذ

مر الوقت سريعاً و لم تراه بالفيلا طوال اليوم لتستعد اخيراً لموعدها معه و بعد انتهائها وجدت مني تستأذن للدخول

منى بإعجاب: ما شاء الله يا هانم زي البدر فى تمامه يا بخت طائف باشا بحضرتك

طالعت آيات نفسها بالمرآة لتهتف بخجل و تـ.ـو.تر

آيات: بجد يا منى ... طالعة حلوة

مني: تجنني يا هانم ... يوووه نسيت ابلغك ان طائف باشا فى انتظارك تحت

زاد تـ.ـو.ترها و اضطرابها لتعيد النظر لهيئتها للمرة الاخيرة قبل ان تلتقط حقيبتها متجهة الى الاسفل

كان بإنتظارها اسفل الدرج يرتدى هو الاخر حلة انيقة سوداء اللون اعجبت بها فور رؤيتها عليه لتظل تحدق به لفترة مبهورة بوسامته و جاذبيته القـ.ـا.تلة فى حين كان هو بعالم اخر لا يرى امامه سوى حورية سقطت من السماء لتكون ملكاً له وحده دون شريك

لاحظت نظراته و تحديقه بها لتكتسي وجهها حمرة الخجل و تردف بصوتها الرقيق والذي اصابه وقتها فى مقـ.ـتـ.ـل

آيات: احم احم ... مش هنمشي بقى

اومأ بهدوء ليتحرك نحوها ممسكا بكفها واضعاً اياه على ذراعه ... و اتجها معاً الى وجهتهم المجهولة بالنسبة لها

ظل يقود السيارة بصمت و لفترة ليست بالقصيرة حتى وقف امام مرسى لليخوت لتنظر نحوه بدهشة

آيات: احنا ايه اللي جابنا هنا ... مش قولت عشا؟

نظر نحوها بغموض قائلاً

طائف بمرح: متخافيش هأكلك مش معقول اسيبك جعانة

ثم ترجل من السيارة و دار حولها ليفتح الباب لها فتترجل هى الاخرى منها

امسك بكفها و سار بها قليلاً حتى وقفا امام يخت ضخم الى حد ما و توجه نحوه ... صعد اليه اولاً ثم ساعدها هي الاخرى على الصعود ... ظلت تحدق بالمكان بإعجاب حتى وجدته يسحبها الى درج صغير صعدته برفقته لتجد طاولة معدة برومانسية شـ.ـديدة و على ضوء الشموع تحوى اكلاتها المفضلة و التى ظنت انه على جهل بها

تسمرت بمكانها تطالع الطاولة و الجو المحيط بها بدهشة لتجده يسحبها معه و يبعد احد المقاعد ليسمح لها بالجلوس و قد فعل المثل هو الاخر

طائف بهدوء: بتحبي النيل مش كده ؟ عارف انك بتحبي البحر اكتر بس للاسف احنا فى القاهرة يعنى نيل و بس

ظلت تحدق به ببلاهة ليكمل

طائف: اكلاتك المفضلة بيتزا و شاورما ... حقيقي ولاول مرة مكنتش عارف اتصرف ازاي ... يعنى المفروض عشا رومانسي و فى الاخر ... بيتزا و شاورما ... ثم همس ... مـ.ـجـ.ـنو.نة ... حسبي الله و نعم الوكيل

آيات بغيظ: سمعتك على فكرة

طائف بغيظ: يعنى ساكتة على شرحي للي عملتهولك و مسكتي فى اخر كلمتين

تنهد بإستسلام ليكمل بهدوء

طائف: ناكل بقى

اومأت بقوة و فرح ليبتسم لطفولتها و التى تظهر فقط بوجود احدى قطع البيتزا او الشاورما ... لاحظ عشقها لهاتين الوجبتين خصيصاً اثناء فترة تواجدها معه بمنزله لذا قرر استغلال ذلك فى مهمته الليلة

انتهو من تناول العشاء لينهض بنفسه لإحضار شرابهم

آيات: هو مفيش حد هنا ولا ايه ؟

عاد طائف بكأسين من العصير يمد بإحداهما نحوها و يعاود الجلوس

طائف: مفيش غيرنا هنا

اومأت بهدوء لتتحرك من مكانها نحو حافة اليخت تراقب حركة الماء الهادئة لفترة ... وجدته بعدها يتقدم نحوها بهدوء يحمل شيئاً ما بيده

نظرت له بذهول تلتقط ما بيده ساخرة

ايات: ياااااه بوكيه ورد ... لا و كمان بتلات وردات بس ... كتير عليا والله

نظر نحوها بصمت لتراقب هي الورود بدهشة زادت حين لاحظت ذبول احداها الواضح و الثانية يلزمها بعض الوقت للذبول هى الاخرى فى حين كانت الثالثة تمتاز بجمالها الاخاذ و لونها الاحمر الزاهي

التقط طائف تلك الوردة الذابلة ليردف بهدوء

طائف: دي وردة دبلانة بسبب اهمال و قسوة و كره و حقد و ظروف ملهاش اي ذنب فيها ... اتحطت فى مكان مكنش مكانها بس حاولت تعيش لكن زي مانتي شايفة ... كانت دي نهايتها

ثم التقط الوردة الاخرى ليردف

طائف: ودي ... دي بتحاول تعيش و لسة عندها امل تفضل موجودة وترجع زي الاول ... بتقاوح و تعافر بس محتاجة اللي ياخد بإيديها و يسقيها عشان تفضل موجودة

ثم التقط افضل الورود والتى فور اخراجه لها من الباقة لاحظت تدلي شيء لامع منها ... و الذي ماكان سوي خاتم ؟

طائف: و دي ... دي نتيجة الاهتمام و الحب .. نضفت من لونها الدبلان الاسود ... رجعت زي الاول و احسن ... بس من غير مساعدة و حب مكنتش هتبقى كده

آيات بحيرة: طائف انت ... انت قصدك ايه ؟

طائف بهدوء: آيات ... الوردة الدبلانة دي الماضي بتاعي بكل سواده ... و دي
ثم التقط الوردة الثانية قائلاً

طائف: دي الحاضر بتاعي ... دي انا دلوقتى... و وجودك هو السبب اللي خلاني مبقاش زي الاول

ثم التقط بعدها الوردة الثالثة و حرر منها الخاتم ليكمل بحب

طائف: اما دي بقى ... دي مستقبلي ... مستقبلنا سوا ... حياة نضيفة و جديدة بعيد عن الماضي و الحاضر ... بعيد عن كل السواد ده ... و كل ده هيتحقق بكلمة منك دلوقتي ...ثم انحني على احدى ركبتيه قائلاً بحب ... آيات ... تقبلي تتجوزيني ؟

نظرت نحوه بذهول و شرعت ببكاء لا يعلم احداً سبباً له لتومأ بقوة دليلاً على موافقتها على عرضه لينهض من فوره معانقاً اياها بقوة مردداً بمرح

طائف بفرح: بحبك ... بحبك يا مـ.ـجـ.ـنو.نة ... طلعتي عيني معاكي بس وماله هطلع كل اللي عملتيه ده فيكي اصبري عليا بس

اخذت تلكمه بصدره وسط بكاءها فى حين ازدادت ضحكاته صخباً ... لتفاجأ بعدها بحضور المأذون و مازن و معه احد الرجال لعقد القرآن و سط صدمتها من فعلته تلك

نهاية الفلاش باك

استيقظت على صوته ينبئها بوصولهم للفيلا لتنظر نحوه بحب هامسة

آيات: مـ.ـجـ.ـنو.ن

بإحدي فنادق بـ.ـاريس

آسر: ممكن افهم انتي ليه رفضتي اننا نروح لميشيل النهاردة و ليه اجلتيها لبكرة ؟

هتف آسر بإعتراض على قرار لينا بإخفاء حضورهم الى فرنسا بنفس يوم حضور طائف و آيات لتردف مبررة

لينا: ممكن تهدى شوية ... اهو عشان عصبيتك دي انا اجلت المقابلة ... آسر انت مش شايف نفسك مش طايق كلمة من حد من امبـ.ـارح ... ممكن اعرف مالك؟

تنهد بحزن ليردف بعد فترة

آسر: آيات و طائف

لينا بحزن: مالهم ؟

آسر: امبـ.ـارح كان كتب كتابهم

انفرجت اساريرها فرحاً لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اردفت محاولة مواساته

لينا: عشان كده متعصب من امبـ.ـارح ... آسر ممكن تسمعني شوية

نظر نحوها بإنتباه لتردف

لينا: انا هفترض معاك انك بتحبها فعلاً وقبل ما تعترض على كلامي انا قولت نفترض لإن فى احتمالات كتير للي انت حاسه ناحيتها ... ممكن حب فعلاً بس ممكن برضو يكون اخوة ... مسئولية ... صداقة ... فى مسميات تانية غير الحب ... بس فالنفترض انه حب ... هل هتقبل على نفسك انها تكون معاك و هى قلبها مع غيرك ... و متقنعنيش انها مش بتحب طائف

احتلت عيناه معالم الحزن و الانكسار لتتحرك نحوه تمسك بيداه فى حنان و عطف

لينا: انا مش بقول كده عشان اجرحك بس ... بس كل واحد فينا ربنا خلق له اللى يكمله و آيات شافت ان طائف هو اللي بيكملها مش انت ... وده مش عيب فيك بالعكس .. انت ... انت مليون واحدة تتمناك بس برضو فى المليون دول مش هتلاقي الا واحدة بس هى اللى هتكملك ... فاهمني

نظر نحوها بصمت و قد استعاد بعضاً من هدوئه ليردف بعد فترة

آسر: انتي ليه بتعملى كل ده رغم ... رغم انك اكتشفتى انى كنت بحاول استغلك الفترة اللى فاتت

لينا بحب: لاني اكتشفت انك انت اللى بتكملنى ... و بخصوص الاستغلال فإنت قررت فعلاً من اول مرة جيت ليا فى بيتي ... شوفتها فى عينيك ... بس ده محصلش

آسر: مقدرتش ... كنتي ... كنتي ...

لينا بإبتسامة: كنت ايه ؟

نظر نحوها بصمت و اردف بإستسلام بعد لحظات

آسر بهدوء و ارتياح: ملاك ... كنتي ملاكي

كمال: كام مرة طلبت منك تطلع طائف العمرى من دماغك يا حازم ؟

حازم بكذب: كتير و حصل ياباشا

كمال: حااازم ... فكرك انى معرفتش اللي بتعمله من ورا ضهري مع البت اياها سكرتيرة مازن

حازم بدهشة و تبرير: ياباشا طائف ده وراه مصيبة كبيرة و هيوصلنا لناس جـ.ـا.مدين اوي

انتفض كمال من جلسته يضـ.ـر.ب بكفه سطح المكتب

كمال: حااااازم ... لاخر مرة هقولهالك طائف العمري لأ

حازم بتسرع: من امتى ياباشا بنغطي على ناس عشان مركزهم و مكانتهم

كمال: سيادة المقدم ... اعرف مكانك و اعرف انت بتتكلم مع مين ... متخلنيش اخد تصرف مش هيعجبك

حازم بغضب: يعنى ايه يا افنـ.ـد.م ؟

كمال بصرامة: يعنى حضرتك موقوف عن العمل لأجل غير معلوم ... اتفضل سلم شارتك و سلاحك

حازم بذهول: يا افنـ.ـد.م

كمال: نفذ الاوامر يا حضرة المقدم

حازم بغيظ: اوامرك يا افنـ.ـد.م

ثم هم بإخراج شارته و سلاحه واضعاً اياها على المكتب ثم ادي تحيته متجهاً الى الخارج ليجد هاتفه يرن برقم سهام ... ذفر بضيق ليغلق الهاتف تماماً هامساً

حازم: كنت ناقصك انتي كمان

ابدلت ملابسها لترتدي ملابس بيتية مريحة مكونة من بنطال قصير ( برمودا ) و تيشيرت قصير و رفعت شعرها القصير لاعلى رأسها بإهمال ... خرجت من غرفتها و التى استقرت بها بمجرد وصولها لفيلته الخاصة ببـ.ـاريس ... و فور خروجها من الغرفة اخذت تتجول بأنحائها حتى وصلت لغرفة المعيشة لتجده هناك يتابع شيئاً ما على حاسوبه النقال ... اتجهت نحوه و جلست بجانبه تنظر نحوه بصمت ... ظلت تنتظر اي التفاتة منه اليها لكن دون جدوي تنحنت بغيظ لتردف

آيات: طائف

همهم يحثها على الحديث و مازال يحدق بحاسوبه

آيات: انت بتعمل ايه؟

طائف بإقتضاب: شغل

اجابها ثم عاد الى صمته لتزم شفتيها بضيق طفولي لتردف بعد تفكير محاولة نشأ حوار بينهم

آيات: هو احنا لما نرجع مصر هرجع شغلي تاني صح؟

و اخيراً رفع انظاره عن جهازه ليوجهها نحوها قائلاً

طائف: لا

آيات بإعتراض: ليه بقى يعنى اكون موجودة و تعين واحدة غيري و بعدين انا مقدمتش استقالتي ولا اترفدت

طائف وقد اعاد انظاره نحو حاسوبه مرة اخرى: بسيطة ... ارفدك حاضر

نفخت اوداجها بغضب لتعتدل بجلستها تطالع ما امامها بغيظ ... ثم سرعان ما عادت بأنظارها نحوه لتهمس من جديد

آيات: طائف

همهم بنفاذ صبر لتجيب

ايات: هو احنا هنقعد هنا قد ايه ؟

طائف دون النظر نحوها: بكرة هنعرف لما نقابل ميشيل

ايات: هو انت تعرف ميشيل ده من قبل كده ؟

طائف: من سنة

آيات: هو ده رئيسك بقى يعنى هو المسئول عن كل حاجة ؟

طائف: تقريباً

ايات: طب هو ميشيل ده م...

قاطعها بإغلاقه الحاسوب بقوة ناظراً اليها بحدة لتبتلع باقي كلامها

طائف: انتي ايه حكايتك بالظبط ؟

آيات بخوف: حكاية ايه ؟

طائف: اسئلتك كترت عن ميشيل ؟ ايه معجبة حضرتك ؟

طالعته بدهشة و سكون ليهتف بها

طائف بصراخ: ايه ؟ معجبة بجد ولا ايه ؟

ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر و رمشت بعيناها عدة مرات لتحرك رأسها تنفي ما قاله

ظل يحدق بها بصمت ثم تنهد بضيق و ابعد عيناها عنها للحظات ... شعر بعدها بتحركها فى محاولة لمغادرة المكان و بالفعل تركته وحيداً بالغرفة ليذفر بضيق و تحرك هو الاخر بحثاً عنها ليجدها بعد فترة تعد شيئاً ما بالمطبخ توليه ظهرها و الذي من انتفاضته استنتج حقيقة بكائها

فى حين كانت هى تتنفس بصعوبة اثر بكائها من عصبيته المفاجئة و صراخه عليها لتهمس وسط شهقاتها

آيات: بتاع كلام و بس لكن فعل لأ ... ثبتني بكلامه عشان اوافق على الجواز و بعدين رجع زي ما كان ...

وسط تذمرها ذاك شعرت بمن يحيط خاصرتها من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً بأذنها

طائف بنـ.ـد.م: آسف

ازدادت شهقاتها ليلفها نحوه فيرى وجهها و الذي اكتسى باللون الاحمر لا غضباً او خجلاً بل بسبب حزنها و بكائها مما فعله ليمد يده يمسح دمـ.ـو.عها و يهمس برجاء

طائف: ششششش دمـ.ـو.ع لا عشان خاطرى ... بلاش عـ.ـيا.ط ... انا اسف انى زعقت جـ.ـا.مد بس انتي جننتيني بصراحة يعنى عايزانى اسمعك بتسألي عن راجـ.ـل تاني و اقعد عادي كده و بعدين كله الا ميشيل ده

آيات بإغاظة: ليه يعنى عشان هو مز و قمور ؟

طائف بحدة: اهو شوفي ... انتي اللي بتجيبيه لنفسك و ترجعي تزعلى لما اتعصب

آيات: تستاهل عشان انت غلس و سايبني لوحدي عمالة اكلم نفسي

طائف بخبث: اخس عليا معقول اسيبك لوحدك كده ... ده حتى يبقى عيب فى حقي

ثم زاد من اقترابه منها حتى صارا متلاصقين تماماً لتهتف به بخجل

آيات: طااائف ... ابعد عني انت بتعمل ايه ؟

انحنى نحوها ليهمس بجوار اذنها

طائف: الله .. يعنى ابعد تقولى سايبك .. اقرب تقولى ابعد ... دوختيني معاكي

ثم ابتعد عن اذنها قليلاً ليطبع قبلة طويلة على وجنتها لتزداد اشتعالاً فوق اشتعالها من قربه المميت ... ظل يطبع قبلات متفرقة على وجهها حتى وصل الي شفتيها ليتذوق من شهدها فترة غابا فيها عن عالمنا ذاك لينتقل من بعدها نحو عنقها فيزداد اشتعالاً و تُنتزع هي من عالمها ذاك بفزع لتدفعه عنها بقوة

ابتعد عنها اثر دفعها له لينظر نحوها برغبة و ذهول مما كان سيقدم على فعله فى حين كانت هي تنظر ارضاً بخجل و تـ.ـو.تر لتسمعه يهمس بخشونة

طائف: على اوضتك

رفعت انظارها نحوه بدهشة ليعيد حديثه

طائف: على اوضتك يا ايات و متورنيش وشك قبل بكرة ... يلاااا

فرت من امامه سريعاً كالاطفال ... راقبها حتى دلفت لغرفتها ... ليمسد شعره بيداه بعصبية هامساً بتعب

طائف: و بعدهالك يا طائف حتة عيلة بتعمل فيك كده ... ثم رفع انظاره للاعلى هامساً بتضرع ... صبرني يااااارب

باليوم التالي استعد الجميع للذهاب للمقابلة و تلقي الاوامر الجديدة و قبل خروجهم من الفيلا نجده يهاتف شخص ما

طائف: انت فين ؟

طوني: لسة واصل بـ.ـاريس دلوقتى ... عملت اللي قولتلك عليه؟

طائف: كله تمام متقلقش

طوني: و آيات ؟

طائف: مالها ؟

طوني: لسة مقولتلهاش

طائف بتنهيدة: قلقان ... آيات متسرعة ... ذكية اه بس مش هنسى لما قالت لآسر على موضوع علا ... فى لحظة تسرع ممكن كل حاجة تبوظ

تنحنح طوني بتـ.ـو.تر ليردف

طوني: احم ... بخصوص علا ؟

طائف بقلق: خير ؟ علا كويسة ؟

طوني بسرعة: لا هي كويسة متقلقش بس يعنى ... بصراحة علا معايا

طائف بغباء: معاك ؟ معاك فين ؟

طوني: هنا فى بـ.ـاريس

طائف بصراخ: انت بتستهبل يا ادهم ... جايبها لحد عنده

طوني: اعمل ايه هي لما عرفت بوجود آسر هنا قالتلى مش هصبر كل ده و عايزة تقابله

طائف: انت مش هتهدى الا لما نروح فى داهية

طوني: متقلقش انا مأمن الجو هنا

طائف بتبرم: لما نشوف ... المهم انت هتبقى معانا اول بأول مش كده

طوني: متقلقش انا متابعكم كلكم ... يلا سلام لازم اقفل دلوقتى

طائف بتنهيدة: سلام

اغلق هاتفه ليتحرك خارج الغرفة فيجدها امام الباب ... نظرت نحوه بتـ.ـو.تر ليردف بهدوء

طائف: انتي هنا من امتى ؟

آيات: لسة جاية ... مش يلا ؟

طائف: يلا

ثم سبقها بعدة خطوات و هى تتبعه فى هدوء لتردف من خلفه متسائلة

آيات: طائف ... مين ادهم ؟

علا: قالك ايه؟

طوني: اتنرفز عليا كالمتوقع و كان رافض وجودك هنا

علا بحزن: تلاقيه متضايق مني اصلاً عشان عايزة اشوف آسر رغم كل اللي عمله

طوني: مش ده تفكير طائف وانتي عارفة ... و بعدين هو قلقان عليكي مش اكتر

تنهدت علا بحيرة لتهمس

علا: يمكن ...ثم اكملت بقلق ... ادهم ... تفتكر الحكاية هتخلص بجد و كلنا هنرجع زي ما كنا

طوني مطمئناً: اطمني يا علا كل حاجة هترجع زي الاول ماعدا حاجة واحدة بس

نظرت نحوه بتساؤل ليردف

طوني بإبتسامة: لقبك من الانسة علا الرفاعي لحرم العقيد ادهم التوهامي

نظرت نحوه بخجل و تـ.ـو.تر لتبادله ابتسامة صغيرة خجولة و ايماءة بسيطة زادت من اتساع ابتسامته

ساد المكان جو من التـ.ـو.تر و القلق فور رؤيتها لآسر بإنتظارهم بمنزل ميشيل ترافقه تلك الفتاة و التى سبق ان رفعت لها ضغط دمها عند زيارتها السابقة لفيلا طائف

ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر عند رؤيتها تقدم طائف ناحية آسر ماداً يده له بالسلام ... بقيت يداه معلقة بالهواء لثوان قبل ان يمد آسر يداه هو الاخر لمصافحته

كل هذا وسط مراقبة ميشيل الصامتة و الذي دعى الجميع بعد ذلك للجلوس

ميشيل: وصلني اخبـ.ـار من فترة عن شوية مشاكل بتحصل فى مصر بين اتنين من اهم و اكبر افرادنا فقولت لازم استضافة عندي عشان اعرف فين المشكلة .. خصوصاً و ان المشاكل دي كانت هتنتهي بموت واحد فيهم

استمع الجميع لحديثه بصمت ... هم بإكمال ما بدأه لكن قاطعه دخول احدى الخادمـ.ـا.ت توزع على الجميع مشروبهم و اثناء مناولتها لآيات الكوب سقط بمحتوياته على ملابسها لتنتفض واقفة محاولة تنظيفها ... عاونها طائف لكن دون فائدة لتهتف الخادمة بإعتذار بلكنة فرنسية صحيحة تبعها قول ميشيل

ميشيل: مش هينفع كده ... تقدري تروحي معاها للحمام تنضفيها على راحتك

نظرت نحو طائف تستشيره فى الامر ليومأ لها على مضض و تتوجه برفقة الخادمة نحو الحمام فى حين عاود الجميع الجلوس لاستكمال حديثهم

ميشيل: نرجع لموضوعنا ... و سؤالي هو ... هل في اي مشكلة سببت عداوة بينكم فى الفترة اللي فاتت

لم يتلقى اى رد من احدهم لتردف هي

لينا: كان فيه يا بوص .. بس حالياً الامور بقت تمام

ميشيل: هتغاضي عن السبب و هدخل فى المفيد على طول ... نظر الجميع نحوه بتركيز ليردف ... شحنة كبيرة هيروين و اسلحة و ادوية منتهية الصلاحية كلها هتدخل مصر من عدة اتجاهات عشان كده مش هينفع تدخل عن طريق شركة طائف و بس انا عايز لها مساحة اكبر و حماية اقوى ... عشان كده هتتقسم عليكم انتو الاتنين و لازم اضمن انتهاء اي عداوة بينكم ... لان الخيانة من فرد واحد هتغرق المركب بكل اللي فيها
انتهت من تنظيف ملابسها بمعاونة الخادمة لتستأذن منها بعدها للذهاب و استكمال عملها بالخارج

اومأت آيات لتتركها الاخرى وحيدة تعيد التعديل من زينتها لتنتهي بعدها و تتحرك متجهة الى الخارج

فور خروجها اصدمت بقوة بأحدهم لتتمتم بإعتذار و تعود عدة خطوات الى الخلف قبل النظر الى هوية هذا الشخص

سمعت صوت رجولي خشن يهتف بإعتذار

ميشيل: désolé (اسف)

رفعت انظارها نحوه بحدة لتفاجأ به يقف امامها بثبات و ترتسم ابتسامة ملتوية على ثغره ... شعرت برجفة تسري بأوصالها قبل ان تتمالك نفسها سريعاً و تهتف بثبات مصطنع

آيات: ça ne fait rien ( لاتهتم)

ازدادت ابتسامته اتساعاً قائلاً

ميشيل: و بتتكلمي فرنساوي كمان ... Formidable (رائع)

آيات بإبتسامة مصطنعة: شغلي كسكرتيرة لطائف يلزم معرفتي و اتقاني لأكتر من لغة

اومأ بإعجاب واضعاً كفيه بجيوب بنطاله

ميشيل: بمناسبة طائف ... مبروك الجواز

آيات: merci .. الله يبـ.ـارك فيك

همت بالتحرك من امامه فمجرد الحديث معه بسطحية جعلها تشعر بإستنفاذ معظم طاقاتها لاستكمال باقي اليوم ... لكنه اوقف طريقها هاتفاً بوقاحة

ميشيل بخبث: و ياترى بقى ... مبسوطة مع طائف ؟

طالعته بدهشة لفظاظته هاتفة بحدة

آيات: كوني مبسوطة او سعيدة معاه مظنش انه يهمك

ميشيل بسرعة: ارجوكي متفهميش سؤالي غلط كل الموضوع اني ... اني شايف واحدة ست جميلة و ذكية و... شرسة زيك تستحق دايماً الافضل

آيات بثقة: و طائف اكتر من اللى انا استحقه بمراحل

ميشيل: واضح ليا انه جواز عن حب !

آيات: و واضح ليا انه شيء ميخصكش

ميشيل بإبتسامة صفراءة: مش قولتلك شرسة

ثم اقترب نحوها عدة خطوات لتعود هي الاخرى مثلها الى الخلف ليصطدم ظهرها اخيراً بالحائط ... نظرت نحوه بخوف و قلق حاولت اخفاءهم و قد نجحت الى حد ما .. لينحني هو نحوها ماراً بأصابعه على احدى وجنتيها فتتحرك مبتعدة عنه تلقائياً

ميشيل: وانا بحب الست لما تكون شرسة ... بيكونو زي القطط البرية كده ...بيبقو مثيرين جداً و مفيش راجـ.ـل بيقدر يقاومهم .. بس فى نفس الوقت محتاجين ترويض و مش اى حد يقدر عليهم .. يمكن طائف سبقني بس ده ميمنعش انى لسة قدامي فرصة ولا ايه ؟

التفتت نحوه تحدق به بتقزز و استحقار لتدفعه عنها بقوة هاتفة بشراسة

آيات: حقير و وا.طـ.ـي وفاكر كل البشر زيك ... ده انت لسة قاعد مع جوزي و حاطط ايدك فى ايده ولا صحيح اللي زيك معندوش اصل ولا مروءة

ميشيل بإبتسامة: اللي زيي ... متنسيش اني انا و طائف عينة واحدة

آيات بشراسة: اخرس ... متجمعش طائف معاك فى نفس الجملة

ميشيل بإعجاب: و اخلاص كمان ... انتي عارفة ان محدش كان يتجرأ يتكلم معايا كده ... بس انتي ... ثم طالعها بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها قائلاً بنبرة ذات معنى ... انتي غير ... و هتبقى غير الكل بس لو قبلتي نكون سوا .. و اوعدك هتكوني الtop و محدش هيقدر يقولك لأ

آيات بثبات و غرور: عرضك الحقير مرفوض سوري بس مقبلش اكون مع شخص عنده عقدة نقص و بيبص للي فى ايد غيره

نظر لها بإعجاب لتبادله هى النظرات بأخرى تحمل تحدي و تصميم ... و فجأة قاطع تلك النظرات صوته الجـ.ـا.مد

طائف: آيات ؟ في مشكلة ؟

تحولت نظراتها الى احتياج و اطمئنان و همت بالاجابة ليسبقها صوته البغيض هاتفاً بثقة اغاظتها

ميشيل: مشكلة و انا موجود ... معقول تشكك فى حسن ضيافتي !

طائف و قد ارتاب من نظرات زوجته نحوه ليتوجه نحوها محيطاً اياها بذراعه بإحتواء

طائف بتهديد خفي: لو في شيء ضايق آيات او داس لها على طرف فأنا ممكن اشكك فيك شخصياً... ثم اكمل بإبتسامة مصطنعة ... اعذرني بس كله الا آيات

ميشيل بوقاحة موجهاً نظره نحوها: عاذرك فعلاً دي تستحق تحرق الدنيا عشانها ... عن اذنكم

فور رحيله خانتها قدماها لتوشك على السقوط ارضاً لكن التقطتها يداه .. ينظر نحوها بقلق و توجس

طائف: آيات مالك ؟ تعبانة ؟ ... عملك حاجة ؟ لمسك ؟

تشبثت بذراعه بكلتا يداها تنظر للأمام بإضطراب و خوف

آيات بهمس: الراجـ.ـل ده مش سهل ... مجرد الكلام معاه رعـ.ـبني منه ... ثم وجهت انظارها نحوه برجاء ... طائف خلينا نمشي انا مبقتش مستحملة افضل هنا لحظة كمان

طائف بغضب: هنمشي بس فهميني عملك ايه ؟ حاسة بحاجة ؟ نروح مستشفى؟

حركت رأسها نفياً لتردف

آيات: معملش حاجة يا طائف انا اللى حسيت نفسي تعبانة و كلامه معايا خلاني اتـ.ـو.تر مش اكتر ... نروح بس و مع شوية راحة هكون احسن

نظر نحوها بشك و ريبة و اومأ بعدها ليتحركا معاً الى الخارج حيث يتواجد الجميع يإنتظارهم ... اعتذر طائف منهم للرحيل لينهض آسر و لينا معه متجهين جميعاً كلاً الى منزله

فور خروجهم من القصر اوقف آسر آيات مطالباً بالحديث معها بأمر هام على انفراد توجهت بأنظارها نحو طائف لتظل ملامحه جـ.ـا.مدة لفترة ثم اومأ لها على مضض فى حين اكفهرت ملامح لينا والتي لاحظ طائف تغيرها فور طلب آسر ليبتسم ابتسامة صغيرة سرعان ما اخفاها و فضل الانتظار بالسيارة فى حين كانت عيناه لا تحيدا عن مراقبتهم

تحرك كلا من آيات و آسر بعيداً عن الباقين حتى اصبحوا بمكان لا يستطيع الاخرين سماع حديثهم به

نظر آسر نحوها بتـ.ـو.تر و اضطراب فبرغم تحضيره لحديث طويل الا انه الان لا يذكر منه حرف واحد تنحنحت بهدوء لتبدأ هى بالحديث

آيات: احم ... انا عارفة ان فى كلام كتير المفروض يتقال بس صدقنى اللى حصل الفترة اللي فاتت كان ملغبطني و ... آآ بخصوص جوازى انا و طائف فكان المفروض الاول افهمك حقيقة اللي انا حساه بس مجتش فرصة لده فأنا اسفة

آسر: انا اللي آسف .. انا اللى المفروض اعتذر ... الفترة الاخيرة بطلت افكر و كنت ماشي ورا مشاعري و مش عامل اي اعتبـ.ـار للى انتي حساه ... بس صدقيني ده كان نابع من حبي و خوفي عليكي ... خفت عليكي تبقى فى الوضع اللى انتى فيه دلوقتى ... آيات انتي مينفعش تكوني هنا النهاردة .. كل ده غلط

آيات مقاطعة: بس انا ...

آسر: انا عارف انه اختيارك بس بحكم العشرة و اللى بينا انا بقولك وجودك هنا غلط ... رغم انى عارف ان طائف هيحميكي بحياته لو لزم بس برضو ده ميمنعش انى اقلق عليكي ... ميشيل مش سهل

آيات: عارفة انه مش سهل

آسر: قصدك ايه ؟

نظرت حولها تتأكد من عدم سماع طائف لحديثهم لتردف

آيات: آسر انا مقدرتش اقول لطائف لانه ممكن يعمل مشكلة بس ميشيل اتعرضلي و عرض عليا اسيب طائف و ابقى معاه

آسر بدهشة: نعم ؟ يعني ايه ؟

آيات: يعنى اللي فهمته ... وانا طبعاً رفضت بس مظنش انه هيسكت

آسر بقلق: لمسك ولا عملك حاجة ؟

آيات: ملحقش .. طائف جه فى الوقت المناسب ... بس انا خايفة و قلقانة ليحط طائف فى دماغه و يأذيه

آسر: متقلقيش ... ميقدرش يعمل حاجة الا لو مسك غلطة عليه و ده صعب مع طائف

اومأت بهدوء لتسمعه يهتف بتردد

آسر: آيات ... مفيش اي اخبـ.ـار عن علا ؟

آيات: طائف قالي انها هنا مع طوني

آسر: طوني؟ طوني عارف انها عايشة ؟

حركت كتفاها لاعلى و لاسفل قائلة

آيات: هو عارف بس ازاي و ليه معرفش

آسر برجاء: آيات عايز اشوفها محتاج اشوفها ... انتى بتطمنيني عليها بس عايز اتأكد بنفسي

اومأت بهدوء لتردف بإبتسامة

آيات: متقلقش هكلم طائف و هخليه يدبر الموضوع فى اقرب وقت

اومأ لها بإمتنان لتستأذن منه متجهة مرة اخرى نحو طائف تصعد السيارة بجانبه بصمت و يتحرك هو بعدها دون التفوه بكلمة

لينا بحدة غير مقصودة: خلصتو كلام ؟

نظر نحوها بدهشة لتتمالك نفسها قائلة بهدوء

لينا: نمشي بقى !

و تحركت نحو السيارة لتجده يمسك بذراعه موقفاً اياها التفتت نحوه متسائلة ليردف

آسر: ممكن افهم متضايقة ليه ؟

لينا: مين قال متضايقة

آسر: امال افهم اسلوبك ده ازاى

تنهدت بتعب لتردف

لينا: اسفة ... ممكن نمشي بقى

اومأ بإبتسامة

آسر: هنمشي حاضر بس مش على الفندق

لينا بدهشة: اومال فين ؟

تحرك نحو سيارته ساحباً اياها معه

آسر: هت عـ.ـر.في لما نوصل

ظل على صمته طوال فترة قيادته لسيارته برفقة آيات و التي كانت تراقبه بوجل و تـ.ـو.تر من صمته المريب هذا ... بقيا على هذا الوضع لفترة ليست بالقصيرة حتى ملت من صمته لتهتف بتساؤل

آيات: طائف ممكن افهم احنا رايحين فين ... على ما اتذكر ده مش طريق الفيلا

لم يقابلها رد من طرفه سوى علو صوت تنفسه لتدرك ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث ... عادت للصمت مرة اخرى حتى وجدته يوقف السيارة امام بناء شاهق يتعدى الخمسين طابق ... لم تتعرف على كينونته سوى بعد قراءة اسم العمري بالفرنسية اعلاه

وجدته يأمرها بالترجل لتمتثل لامره و يفعل هو المثل متوجهاً نحوها

امسك بذراعها بقوة يسحبها معه للداخل وسط تفاجؤ الجميع بحضوره و ترحيبهم به

تجاهل الجميع متحركاً بخطوات واسعة حاولت هى مجاراته بها حتى استقلا معاً المصعد لتجده يضغط على رقم الطابق الحادي و الخمسون ... تنفست بعمق ظانة انه الطابق المخصص له ... ظلت تراقبه بقلق حتى وصلا الى الطابق المطلوب لتجده يكمل سحبها معه الى الدرج المخصص للطواريء

آيات: يا طائف استني و قولى رايح على فين ؟

تجاهل هتافها به و اكمل سيره و هى وراءه متذمرة من طريقته الفظة

لحظات حتى وجدت نفسها معه على سطح البناية ... يوليها ظهره فى حين كانت هي يلفح جسدها بالكامل الهواء البـ.ـارد لتنكمش على نفسها و تمد يدها والتى حررها اخيراً من اسر كفيه لتلفها حولها محاولة الحصول على بعض الدفيء

آيات: ممكن افهم احنا هنا بنعمل ايه ؟

قابلها الصمت لتذفر بنفاذ صبر و تهم بالحديث و التذمر مرة اخرى لكن وجدته يسبقها قائلاً بصوت جـ.ـا.مد

طائف ببرود: كان عايز منك ايه ؟

تفاجأت من سؤاله الصادم قبل ان تتمالك نفسها و تجيب

آيات بحذر: كان بيتأسف عن اللى حصل منه قبل كده و طلب مني اكلمك عشان يشوف علا

التفت نحوها يطالعها بعيون جـ.ـا.مدة ارتعشت فور رؤيتها لها

طائف: ميشيل ؟

آيات بغباء: افنـ.ـد.م ؟

طائف: ميشيل كان عايز منك ايه ؟

زاغت بأنظارها إثر تـ.ـو.ترها و قلقها من سؤاله وحاولت التحلى بالقوة

آيات بتلعثم: ما آآنا قولتلك اتكلم عادي و كان بيرحب بينا و بيعتذر عن اللى حصل من الخدامة

تقدم نحوها عدة خطوات ليردف

طائف: انتى مقولتيش حاجة ... كل اللى قولتيه انك تعبانة و هو خلاكي تتـ.ـو.تري ... ممكن افهم ايه اللي وترك فى كلامه ؟

ابتعدت عنه قليلاً و اولته ظهرها لتهتف

آيات: يعنى .. انت عارف انى كنت قلقانة منه من قبل المقابلة دي و هو آآ...

توجه نحوها حتى اصبح امامها يمسك بذراعها بحدة هاتفاً

طائف بحدة: آيات انتي مشوفتيش وشي التاني ... مشوفتنيش لما بتعصب بجد و اكتر حاجة بتعصبني هى الكدب عشان كده قولى اللى حصل بالظبط ... قالك ايه ؟

نظرت نحوه بتـ.ـو.تر لتبلتع ريقها فى خوف ثم نقلت انظارها ارضاً

آيات: كان ... كان بيقول انه ... كان بيسألني اذا كنت سعيدة معاك و لو يعنى كنا اتجوزنا عن حب

اشتدت يداه القابضة على ذراعها و اسود وجهه من الغضب ليهتف بشراسة

طائف بصراخ: و هو ايه دخله بده ... يخصه بأيه ؟... و قال ايه تاني ؟ انطقي

آيات بإستسلام وصراخ: قال انه معجب بيا و عرض عليا اسيبك و ابقى معاه هو ...ها ارتحت

لفظها من بين يده بقوة ليبتعد عنها نحو حافة السطح يقف بصمت و قد اشتعلت البراكين بداخله

طائف: كنت عارف ... ميشيل مستحيل يسيب حاجة تعدي من تحت ايده ... ثم نظر نحوها ليهتف بغضب ... عمل كده وانتى مراتي و ملكي فما بالك بقى لو كنتي ملكيش اي علاقة بيا

توجهت نحوه قلقاً من غضبه و عصبيته المفرطة لتردف بهدوء

آيات: وانت عارفني ... فكرك سكت له يعنى و لا عديت كلامه ده

طائف بسخرية: وانتي فكرك كده خليتيه يصرف نظر عن اللى في باله ... بالعكس انتي كده عجبيته اكتر ...ثم مرر يده على شعره بعصبية يشـ.ـد عليه بغضب هاتفاً ... مراتي عاجبة راجـ.ـل غيري وانا بنطقها بلساني ... بس على جثتي يلمس شعرة منك ... ثم اشتعلت عيناه فجأة و احمر وجهه غضباً ليمسك بها من كتفاها بقسوة هامساً بجنون ... ولا يكون لمسك ولا جه جنبك ؟

تذكرت هى قربه المقزز منها و لمسه لوجهها لتومأ نفياً

تركها مرة اخرى ليسير بالمكان بجنون ليصـ.ـر.خ

طائف: هقـ.ـتـ.ـله و ديني لأقـ.ـتـ.ـله لو فكر يمس شعرة منك

هتفت هى بالمقابل

آيات: و انت متعرفش هو بيفكر فى ايه .. يمكن صرف نظر خالص عني لما هزقته

طائف: مستحيل ... انا فاهمه كويس و عارف هو بيفكر ازاى .. لانى .. ثم اكمل بمرارة ... لانى زيه ... انا و هو شبه بعض

توجهت نحوه سريعاً تحيط وجنتيه بكفيها هامسة بحنان

آيات: اوعى اوعى فى لحظة تشبه نفسك بيه .. انت مش هو ... طائف العمري مش شبه حد ولا فى حد شبه ... انت لا شبه ميشيل ولا شبه آسر ولا حتى مازن ... مش شبه اى راجـ.ـل تاني لأن ده ... ثم اشارت على قلبها لتكمل ... عمره ما دق لأي راجـ.ـل غيرك ... يمكن انا معرفش كل حاجة عنك ... معرفش غير طائف مديري فى الشغل معرفش غير طائف العصبي المغرور ... وكمان معرفش انا حبيتك امتى ... حبيتك لما كنا كل يوم بنبدأ يومنا بعراك و لا حبيتك لما انتقدت لبسي و اجبرتني اغيره ولا حبيتك لما لقيت نفسي فى يوم و ليلة فى حمايتك ... حبيتك لما لقيتك سندي و اكتر حد بثق فيه ... ولا يمكن حبيتك من اول لحظة شوفتك فيها متصاب فى الشارع و بين الحياة و الموت ... معرفش حبيتك ليه و ازاى و فين و امتى ... بس لو انت زي ميشيل تفتكر كان زمانى واقفة معاك دلوقتى و بقولك كل الكلام ده و لا كنت زمانى معاه و بيعتك فى لحظة زى ماهو كان عايز

ظل يحدق بها بذهول و دهشة ... رغم اعترافها بحبها له سابقاً و نطقها لها قبله الا انها لم تعبر عما بداخلها كما فعلت بتلك اللحظة ... و الان فقط ادرك مدي عشقها نحوه ... شعر ان كلمة " بحبك " لم تكن كافية لغرز الثقة بداخله كما فعل حديثها معه الان

مد يده ليضعها فوق يداها المحيطة بوحنتيه ليهتف بتساؤل هاديء

طائف: رغم معرفتك بالحقيقة و انى متورط فى كل ده

اجابته بإبتسامة بسيطة لتردف

آيات: لو حد من شهرين بالظبط كان قالى انك هتحبي مجرم ... و لو كان حـ.ـر.امي غسيل حتى .. كنت اتريقت عليه و قولت من عاشر المستحيلات انه يحصل ... يمكن انت متعرفش انا امي و ابويا مـ.ـا.تو ازاى ... الاتنين اتقـ.ـتـ.ـلو عشان دخلو فى قضية اكبر منهم ... ومن ساعتها وانا بيني و بين اى مجرم طار و مستحيل اتنازل عنه ... بس انت ... انت رغم كل اللى متورط فيه مقدرتش ابعد و استغنى عن وجودك فى حياتي ... ثم اكملت بمرح للتخفيف من حدة حديثهم ... متعرفش بقى غباء .. هبل .. سوء حظ بس اهو قدري ومفقدرش اعترض عليه

بادلها ابتسامة و حب ليردف بجدية بعدها

طائف: آيات ... فى حاجة مهمة لازم ت عـ.ـر.فيها ؟

نظرت نحوه تحثه على الحديث ليردف مكملاً

طائف ببساطة و ابتسامة غامضة: انا شغال مع البوليس

لينا بدهشة: نععععععم

هتفت بها لينا بعد حديث ألقى به آسر بوجهها فور دلوفهم الى مطعم ما لتناول الغداء

آسر: بس بس يخربيتك هتفضحينا

لينا: يخربيتي و هفضحك ... ده انت مش هتتفضح .. انت هتروح فى داهية

آسر: الله يطمنك

لينا بجدية: اومال انت فاكر ايه ... عايز تسلم نفسك للبوليس ... انت اتجننت يا آسر

آسر: بالعكس انا عقلت ... اوزنيها بعقلك كده ... لو حصل و سلمت نفسي و زودت البوليس بكل المعلومـ.ـا.ت اللى اعرفها عنهم ده مش هيعفيني من العقوبة بس على الاقل ممكن يخففها و انا ارتاح

لينا: ترتاح ؟ طب سيبك من اللى هيحصلك ... طائف و آيات ... متقنعنيش انك مش هامك اللى هيحصلهم

آسر: اكيد طبعا يهمني ... وانتي كمان

لينا: انا ؟

آسر: ايوة طبعاً انتي ...لينا انتي لازم تسيبي شغلك ده ... و متقوليش انك مرتاحة و مبسوطة باللي بتعمليه

لينا بتـ.ـو.تر: اكيد طبعاً لا بس انى اسيب كل حاجة مش سهل زي ما انت متخيل

آسر: عارف و فاهم بس هنحاول نلاقي حل .. اكيد قبل ما اخد اى خطوة

لينا بحذر: طب و طائف ؟

آسر بتفكير: لازم اتكلم معاه .. انا واثق ان طائف عايز ده اكتر مني و متأكد انه ناوي ينفذ فى يوم من الايام

حدقت به بتفكير و قلق من اي خطوة قد يتخذها هذا المتهور و من شأنها افساد كل ما خططوا له طوال خمس سنوات

لينا: بس لازم لازم تبلغني قبلها باللى ناوي تعمله

اومأ لها بقوة ليردف بإبتسامة

آسر: اكيد يا لينا ... انتى اكتر واحدة بثق فيها دلوقتى

بادلته الابتسامة بأخرى يشوبها بعض القلق و التوجس

فى فيلا طائف العمرى ببـ.ـاريس

طائف بدهشة: ممكن افهم انتى مقموصة ليه ... ده بدل ما تفرحي و تطمني

آيات بغضب: افرح ؟ افرح انك كنت بتشتغلني طول الفترة دي و مخليني على اعصابي ان فى اى لحظة ممكن يتقبض عليك ... ولا افرح انك مش واثق فيا لدرجة انك تقولى حاجة زي كده

طالعها بدهشة ليهتف بعصبية

طائف: آيات بلاش غباء ايه مش واثق فيكي دي ... انتي مقدرة خطورة الشغل اللى بعمله ... السرية كانت اهم عامل فيه ... الموضوع مش حكاية ثقة بس ممكن فى لحظة تسرع او ضعف تقعى بلسانك ... فكرك ايه اللي هيحصل بعد كده ... و بعدين بصراحة بعد اللى حصل و اعترافك لآسر ان علا عايشة انا اقتنعت اكتر انى مجبلكيش سيرة نهائي

آيات بتبرير: لانه كان هيقـ.ـتـ.ـلك ... دي كانت الطريقة الوحيدة اللى كنت اقدر اوقفه بيها

طائف: عارف و فاهم ده ... بس ان سر زي شغلى مع البوليس يتعرف .. ده ممكن يودينا كلنا ورا الشمس

هتف بها طائف بصراخ لتنظر آيات بصدمة الى نقطة ما خلفه و من ثم عادت بأنظارها نحوه تبتلع ريقها بخوف و تـ.ـو.تر ليلتفت لما خلفه و تتسع عيناه قلقاً و خوفاً من رؤيته امامه و استماعه لحديثهم ليهتف دون وعي

طائف: آسر ؟
طائف بذهول: آسر
ظل آسر على صمته و صدمته من سماع ما تفوه به طائف منذ لحظات ليتمالك الاخر نفسه و يعود لتماسكه قائلاً
طائف: آسر .. انت هنا من امتى .. ودخلت ازاي ؟
ابتلعت آيات ريقها بقلق و خوف و تحركت نحو طائف تتمسك بذراعه فى تـ.ـو.تر لينظر لها بثبات ثم سرعان ما يعيد انظاره الى آسر والذي اخيراً تدارك نفسه ليقول
آسر: الخدامة فتحتلى و قالتلى انكم هنا
طائف بهمس غير مسموع: غـ.ـبـ.ـية

آسر: مش عايز تقول حاجة ؟
تحرك طائف برتابة حتى جلس بهدوء على احدى المقاعد فى حين ظلت آيات بمكانها تراقب الوضع بحذر
طائف: اقول ايه ؟
تحرك آسر مقترباً منه
آسر: مثلاً بخصوص اللي سمعته من شوية
اسودت عينا الاخر ليهتف بلامبالاة مصطنعة
طائف: مش فاهم
آسر بحدة: بلاش لف و دوران انا سمعت انت قولت ايه كويس ... شغلك مع البوليس؟
همت آيات بالحديث
آيات بتـ.ـو.تر: آسر ... طائف كان يقصد انه آ...
طائف مقاطعاً بحدة انتفضت على اثرها
طائف: آياااااات ... ثم اردف بهدوء مفاجئ ... ممكن تقوليلهم يعملولنا حاجة نشربها ... وجه حديثه لآسر يسأله ... قهوة مظبوط زي ما انت صح ؟
نظر له آسر بغيظ من بروده ليومأ بنفاذ صبر و يتحرك ليجلس هو الاخر على مقعد مواجه له

اومأت هى بتـ.ـو.تر لتهرول للخارج هرباً من هذا الجو المشحون
ظل الصمت رفيقاً لهم بعد خروج آيات ليحيطهم جو من التـ.ـو.تر و الشـ.ـد العصبي يقطعه آسر بنفاذ صبر
آسر: ممكن تفهمني بقى يعني ايه اللى سمعته ده ؟
اشعل طائف احدى سجائره بهدوء لينفخ الدخان بلا مبالاة قائلاً
طائف: يهمك ؟
انفجر آسر غيظاً من بروده
آسر: طائف بلاش اسلوب البرود ده معايا انا عارفك كويس و عارف انك لما تتـ.ـو.تر او تبقى قلقان بتخفيه ورا برودك و سيجارك
اطفأ سيجاره لينحنى للامام قائلاً بتركيز بعد فترة

طائف: مش عايز تنضف ؟
ارتسمت ابتسامة على محياه لتتسع شيئاً فشيئاً لتصبح ضحكات عالية ... نظر نحوه طائف بدهشة ليتوقف الاخر عن الضحك قائلاً بتهكم
آسر: عااايز انضف ؟ ثم حدق بطائف بسخرية ليكمل ... انا مش عايز فى حياتى كلها غير ده
كانت تقف بالشرفة المخصصة لجناحهم بالفندق تنظر للامام بشرود و حزن .. لا تدري متى يمكنها التحرر من هذا الاسر .. ملت و استاءت من وضعها فلم تعد تحتمل نفيها بعيداً عن احبتها طوال هذه السنوات ... اكتفت من اشتياقها لهم و حرمانها من حنانهم.

شعرت بمن يقطع خلوتها و يقف بجانبها يطالعها ببسمة حانية اغرمت بها منذ خمس سنوات ... تتذكر اتيانه مع طائف و مقابلتها له ... حينها كانت بصدمة موت والدها و بعدها كان ضرورة ايهام الجميع بموتها و اخفاؤها بعيداً عن الاعين ... تذكرت حديثه الجدي معها لكن رغم جديته شعرت بإنجذاب خفي نحوه ... كان يشرح لها حقيقة وضعها الجديد و ضرورة الالتزام بالاوامر حينها ظنت الامر بسيط و سيستمر لفترة قصيرة لكن خاب ظنها عنـ.ـد.ما كانت تمر السنة تلو الاخرى و هى بمنفاها وحيدة ... فقط هو من كان يأتيها كل فترة للاطمئنان عليها و طمأنة طائف على حالها ... لم تدرك من هو او ما عمله .. كل ما كانت على علم به هو انه يدعى طوني و يعمل برفقة طائف فتتدمر احلامها و تنهار ... لتتضح الحقيقة مع قربهم و كثرة حديثهم ويفاجئها هذا بإعتراف بحبه لها ... صدمت و انهارت و نبذته بعنف فهو طوني وهي علا محمد الرفاعي ... رفضته مرة تلي الاخرى و هو مازال على جهله لسبب رفضها له رغم عشقه و الذي يراه بعينيها طوال الوقت ... حتى نفذ صبره ليهتف بها.

طوني بصراخ: بلاش جنان و فهميني ليه لأ انا بحبك ... وانتى... انتي بتعشقيني ... يبقى ليه لا
علا بصراخ: ليه لا ؟ اقولك انا ليه لا ... انت اسمك ايه ... طوني ... وانا انا اسمي ايه ... علا محمد الرفاعي ... طوني و محمد ... فهمت
ظل يحدق بها بذهول بأعين متسعة و فم مفتوح ليدخل بعدها بنوبة من الضحك طالعته هي بدهشة على اثرها ليتوقف عن الضحك و يضطر اخيراً لشرح الامر بأكمله لها بعد تردد عدة مرات لكن اليوم لن يدع سره هذا يقف بطريق حبهم ... و هكذا بدأت حكايتهم و التي ينتظران بفارغ الصبر لبدئها بطريقة صحيحة بالعلن
استيقظت من شرودها على يده تربت على كتفها بقلق
طوني: علا مالك ... بكلمك من فنرة و مش بتردي ؟

نظرت نحوه بحب لتردف
علا: مفيش بس سرحت شوية
طوني بغموض: طب ممكن تدخلى تغيري هدومك فى ضيف مستنيه و لازم تقابليه
عقدت ما بين حاجبيها بقلق و دهشة
علا: ضيف واقابله ... انا ؟
اومأ مكملاً
طوني: ده هو جاي مخصوص عشانك
علا: مخصوص عشاني؟
نظر نحوها بمكر لتتسع عينيها فور ادراكها لهوية هذا الضيف لتهتف بتوجس
علا: قصدك انه ... ثم اردفت بصراخ و بكاء ... آسر ؟

اومأ لها بفرح لتتحرك نحوه و بدون وعي احتضنته بسعادة مقبلة احدة وجنتيه فى حين تصلب جسده من المفاجأة و قبل ان يهم بلف ذراعيه حولها انطلقت هى نحو غرفتها مبتعدة عنه بسرعة ليهتف
طوني بوعيد و غيظ مضحك: بقى كده ... مااااشي يا بنت الرفاعى ان مطلعتش كل ده على جتتك مبقاش ادهم التوهامي ... صبرك عليا بس
تم اللقاء وسط فرح و بكاء و حنين لتظل داخل احضانه لفترة لم يعلمها احدهما ربما دقائق و ربما ساعات ... انسحب ادهم بهدوء فور حضور آسر ليترك لهم المساحة الكافية
ظل آسر بأحضان اخته الكبرى علا لتسمعه يهتف
آسر بحنين: مش قادر اصدق بعد كل ده انتى معايا و فى حـ.ـضـ.ـنك ... متتخيليش ايه حصلي فى بعدك

مسدت شعره بحنان لتردف
علا بنـ.ـد.م: عارفة يا آسر ... اخبـ.ـارك كانت بتوصلي اول بأول ... كنت بتقطع من اللى بيحصلك بس اللى كان مطمني ان طائف كان دايماً فى ضهرك
ابتعد بهدوء عن احضانها لينظر امامه بشرود
آسر بتنهيدة: طائف
علا: ايوة طائف يا آسر
آسر بوهن: طلعت غـ.ـبـ.ـي اوي ... صدقت انه حرمني منك و نسيت انك روحه من قبل ماانا اوعى على الدنيا
علا: انسى يا آسر انسى و اعرف كويس مين عدوك ومين صديقك ... انا متأكدة ان طائف مستحيل يكون شايل منك

ابتسم بسخرية
آسر: شايل مني ... طائف وسـ.ـخ نفسه عشانا يا علا ... رضا بوضعه ده عشان يحمينا ... عمي ابو طائف سلم نفسه و اعترف بكل حاجة وكان شغال مع البوليس قبل ما يموت ... بس الاستاذ ابونا رفض ينضف زيه ... وبعد ما مـ.ـا.تو ... بعد ما مـ.ـا.تو طائف كان برة الدايرة دي ... واحنا كنا وسط النار انا فى نار البوليس و انتى فى نار المافيا ... قِبل يدخل الدايرة عشان عارف ثقة الكبـ.ـار فيه و فى نفس الوقت كان مع البوليس مقابل خروجنا بأقل الخساير ... ثم اردف بعيون دامعة ... تفتكري انا استحق اخ ذي طائف يا علا ... ندل زيي يستحق ؟

اعادته بقوة الى احضانها لتردف بثقة
علا: تستحق يا آسر ... تستحق ... انت نضيف من جوة و طائف عارف ده ... طائف عارف انك اخوه الصغير الطايش المتهور اللي دايماً كان يعمل المصيبة و يستخبي ورا ضهره ... ولا نسيت
زاد من عناقه لها ليردف
آسر: منستش يا علا بس فوقت متأخر اوي
علا بحنان: لسة فيه وقت يا آسر ... لسة فيه وقت تقف فى ضهره و تبقو سند لبعض ... لو عايز تردله حاجة من اللي عاملها معانا
اومأ بهدوء ليشرد بأنظاره مردداً بإصرار
آسر: هيحصل ... هيحصل يا علا ... ولو كان التمن عمري .. هيحصل
آيات: انت كويس ؟
هتفت بها علا بعد مغادرة آسر لمنزلهم ... فمن حينها جلس طائف شارداً بأمر ما و احتل الصمت المكان لتقطعه هى بسؤالها عن حاله
تنهد بتعب ليفاجئها فجأة واضعاً رأسه على قدميها و انحنى بباقى جسده على الاريكة ... حركته اجفلتها لكن سرعان ما اعتادت الوضع ممررة يدها على شعره بهدوء ليتنهد بعمق

طائف: قلقان
آيات: ان آسر عرف ؟
حرك رأسه بنفى ليردف مغمضاً عيناه
طائف: بالعكس حاسس كأنه حمل و انزاح او على الاقل حد ساعدني فى شيله ... بس الهدوء ده مش طبيعي
آيات: قصدك ايه ؟ ... ثم تساءلت بحذر ... ميشيل؟
فتح عيناه فجأة يطالع السقف و يردف بغموض
طائف: سكوته مش طبيعي ... اللي اعرفه عنه انه مش بيستسلم بسهولة
آيات: يعني هيعمل ايه ؟ انت مش قولت ميقدرش يعملنا حاجة بما ان فى ناس اكبر منه ممكن يقفو له
طائف: اللى اكبر منه ميعرفوش اي حاجة عن المشاكل اللى بتحصل ... هما ميعرفوش غير بشغلنا معاهم

هتفت بعد صمت
آيات: طائف حبيبي ؟
نظر نحوها من الاسفل ليردف بحب
طائف بإبتسامة: عيونه ؟
بادلته ابتسامة قلقة لتردف
آيات بخجل: تسلم يا رب ...ثم اردفت بحذر ... هو انت بعد ما كل ده ما ينتهي ... ناوي على ايه ؟
نهض جالساً ليطالعا بتساؤل فتكمل هى موضحة
آيات: اقصد شغلك و حياتك
تنهد بتفهم قائلاً
طائف: زي مانا
آيات: يعنى ايه ؟ ... طائف انا يمكن متكلمتش معاك فى ده قبل كده لكن انا مش هبدأ حياتى بفلوس و املاك كلها حـ.ـر.ام فى حـ.ـر.ام
طائف: حـ.ـر.ام ؟
آيات بقوة: ايوة طبعاً حـ.ـر.ام ... حتى لو شغلك كان مع البوليس متقدرش تنكر ان فى فلوس حـ.ـر.ام دخلتلك و بطرق غير شرعية

طائف: انا مش مستغرب من كلمتك قد ما مستغرب من تفكيرك ... يعنى اقصد موضوع الحـ.ـر.ام و الحلال
آيات بدهشة: ليه شايفنى ايه قدامك ... ممكن اه مكونش ملتزمة و متزمتة بس الحمد لله بعرف ربنا و مداومة على الصلاة ... عارفة انه مش كفاية بس بإذن الله هحاول اغير من نفسي
راقبها بصمت و هدوء لتردف بقلق
آيات: طائف انا عارفة اني ممكن اكون ضايقتك بكلامي بس انا مش هتنازل عن رأيي ... مينفعش تكمل حياتك زي زمان ... لازم وقفة ببداية جديدة
تحرك من جلسته متجهاً نحو غرفته الخاصة وسط مراقبتها له و غيظها من تجاهله و همت بالتذمر و البدء بالصراخ لكن قاطعها خروجه من الغرفة حاملاً صندوق فضي متجهاً نحوها
عاد لجلسته امامها و بيده الصندوق لتهتف بتساؤل

آيات: ايه الصندوق ده ؟
طائف بإبتسامة غامضة: صندوق الدنيا ... هيكون صندوق ايه يعنى ... افتحيه
مد لها الصندوق لتلتقطه فى وجل و تهم بفتحه لتطالعها عدة اوراق و مجلدات نظرت نحوه بتساؤل عن ماهية تلك الاوراق ليستمر فى صمته ... تنهدت بقلة حيره والتقطت احدى الاوراق تقرأها بتركيز لتجدها اوراق بحسابات بنكية تحوى الملايين ... التقطت اخرى تلو الاخرى لتجدها كذلك ... اخذت تتنقل بين الاوراق بجنون و صدمة لتلتقط اخيراً الملفات الاخري فتجدها تخص صفقات للاستيراد و التصدير مسجلة بإسم شركات العمري ... طالعته بدهشة
آيات: ايه دول ؟
طائف بإبتسامة: الحلال
آيات: نعم ؟
طائف موضحاً: دي حياتى و جهدي ... دي بداية حياتنا الجديدة ... ثم اردف بسخرية و غرور ... رغم اني مظنش انه ينفع تتقال عليها بداية
آيات: يعنى ايه ؟
طائف: دي كل الصفقات و الاملاك اللي كسبتها بشغلى النضيف ... اكيد مكنش كل شغلى تبع المافيا و كان ليا شغل خاص بيا ... رغم ان شركات العمري كانت ستار لحجات تانية بغض النظر عن شغلى مع البوليس بس برضو كانت ليها شغلها الخاص الطبيعي و الشغل الخاص ده فلوسه هي اللي بتعامل بيها.

آيات بعيون باكية: يعنى مفيش فلوس حـ.ـر.ام
ادخلها بأحضانه ليهتف بمرح و سخرية
طائف: يااااااه يا آيات بتفكيرك القديم ده انا شكلى اتخميت ... مفيش فلوس حـ.ـر.ام ... او على الاقل الفلوس ده كانت بتروح للبوليس على دفعات ... يعنى دخلت خزاين الدولة ... واللى يدخل جيب الحكومة
صمت لتكمل هى ببكاء و مرح بنفس الوقت
آيات: ميخرجش حتى بالطبل البلدي
طائف: بالظبط كده يا يويو
آيات هامسة: فى داهية ... مش عايزين منه مليم واحد
اومأ بهدوء لترتفع بإنظارها نحوه هامسة بحب
آيات: بحبك يا طائف ... بحبك يا ابويا و يا امي ... بحبك يا سندي ... بحبك يا اوسم و احلى و انضف راجـ.ـل فى العالم
شـ.ـد عليها بأحضانه ينظر نحوها بحب و لهفة ليقرب وجهها من وجهه شيئاً فشيئاً لتختلط انفاسهم معاً ... حتى اتت اللحظة و التى فيها لم يعد بإستطاعته تمالك نفسه ليزيد من اقترابه منها ملتقطاً شفتيها بشوق و جوع ... فى حين تفاجئت هي فى باديء الامر من انتهاك احدهم لعذرية شفتيها ثم سرعان ما تجاوبت معه تبادله قبلته على استحياء ... ظلا هكذا لفترة ليست بالقصيرة لتشعر به يحملها فجأة متجهاً نحو غرفته استفاقت من غيبوبتها اللذيذة عليه يضعها بحنو فوق الفراش منحنياً نحوها محدقاً بها برغبة ... حاولت الاعتراض.

آيات بهمس: طائف... احنا اتفقنا على ايه ؟
طائف بلهفة: سيبك من الاتفاقات دلوقتى و اقفلى بوقك ده
آيات بتذمر: لا مينفعش يا طائف ... بعد الفرح
طائف بغياب عقل: هعملك احلى فرح بس بطلى كلام دلوقتى
انحنى نحوها ليلتقط قبلة قاطعتها هى بتذمرها
آيات: بس لازم اشهار
هتف بنفاذ صبر مكبلاً يدها التى استمرت بإبعاده
طائف: مازن و علا و آسر و ادهم ... اشهار ده و لا مش اشهار ... اتهدي بقى دوختيني معاكي
همت بإعتراض آخر لكن امـ.ـا.ته هو بقبلة اخذتها لعالم اخر بعيداً عن اى اعتراضات او حواجز ... ليسبحا معاً منعزلين عن واقعهم ذاك ... محلقان بسماء العشق و الغرام ... ليصبحا اخيراً زوجان قولاً و فعلاً
و بمكان اخر بعيداً قليلا عن بطلانا
آسر: تفتكر الموضوع ده هيخيل عليهم ... ميشيل مش سهل
طوني: مقدمناش حل غيره ... لازم البضاعة تتمسك بالجرم المشهود ... يعنى لازم طائف وانت تكونو موجودين فى المكان و يتقبض عليكم و بكده تقدرو توصلونا لاندريه و ميشيل
علا بقلق: يتقبض عليهم ؟ امال شغلهم معاكم لازمته ايه
نظر طوني نحوها بإبتسامة مطمئنة

طوني: ده جر رِجل بس ... احنا هنفضل متحفظين عليهم فترة لغاية ما نقدر نوصل لميشيل و اللى تحته و بعد كده هما بيقومو بالباقي
آسر بتفهم: قصدك يعترفو على بعض
طوني بتفكير: مش كلهم ... فى اللى بيعرف انه كده كده ميت و فى اللى بيخرج عن شعوره و دماغه بتقف ... فأول حاجة بيتجهلها هو الاعتراف و تلبيس كل بلاويه لغيره
آسر: اندريه مش هيستحمل و هيجيب رِجل ميشيل
طوني بإيماءة: و ميشيل هو العاقل اللى هيكتفى بالصمت و للاسف مش هنعرف نوصل للى فوقيه
اومأ آسر و عم الصمت لفترة لتهتف علا بتساؤل
علا: بس بخصوص القبض عليهم ... هيحصل ازاى و هما هنا و فى روما ... يعنى برة حدود مصر
طوني بتوضيح: ده فعلاً فكرنا فيه و حاولنا ننزلهم مصر لأي سبب و للاسف اي تصرف مش مقنع من ناحيتنا ممكن يخليهم يشكو ... بس الحمد لله عرفنا نتواصل مع الانتربول و هيساعدنا فى عملية تحويلهم هنا

اومأوا جميعاً بصمت ينتابهم القلق و التـ.ـو.تر من القادم لكن قطع صمتهم صوت طوني قائلاً بتردد
طوني: آسر معلش كنت عايزك فى موضوع كده
آسر بقلق: خير
طوني: لوحدنا
اتجهت الانظار نحو علا لتتنحنح بحرج متجهة الى الخارج متمتمة
علا: عن اذنكم
خرجت ليلتفت آسر نحو طوني بقلق
آسر: خير يا طوني
طوني: ادهم ... العقيد ادهم التوهامي
آسر بحرج: اعذرني لسة متعودتش... خير يا ادهم
طوني بتـ.ـو.تر: الحقيقة يعنى و بدون اي مقدمـ.ـا.ت او لف و دوران ... انا طالب القرب منك فى علا
صمت حل بالمكان تبعه خوف و قلق بداخل ادهم ليردف بعد لحظات

طوني: ساكت ليه ... بص يا آسر انا عارف انك مش بالع وجودى الكتير معاها و دماغك ممكن تروح لبعيد بس صدقنى انا بحب اختك و انا طبعى انى بحافظ على الحاجة اللي بحبها لغاية ما تبقى ملكى و تخصني ... واقسملك انى حافظت على الامانة ... ثم اردف بحرج ... رغم يعنى صعوبة ده عليا
طالعه آسر بصمت ليهم ادهم بالحديث لكن سرعان ما قاطعه الاخر قائلاً بسخرية
آسر: اخيراً نطقت
طوني بدهشة: يعنى ايه ؟ كنت عارف
آسر: اكيد يعنى هعرف بعد الهمزات و اللمزات دي ... وبعدين طائف كان حاسس و لمحلي ... عارف لو كنت مشيت النهاردة من غير ما تنطق كنت علقتك و ذليتك عليها
طوني بتوجس: يعنى افهم من كده ايه ... موافق ولا لا ؟
آسر بتنهيدة: لو هى موافقة فأنا معنديش اي مانع ... بس نخلص من الموضوع ده و كل حاجة هتبقى تمام
طوني بسعادة: هيخلص متقلقش ... هيخلص و كل حاجة هتبقى تمام
انتهى اليوم بسلام ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة
استيقظ على صوت هاتفه يرن بإلحاح ليلتقطه بعد تأفف و يجيب دون النظر لهوية المتصل
آسر بنعاس: الو
وصلها صوته الباكي تصرخ به و تسبه بمختلف الشتائم لينهض فجأة يجلس على فراشه و يبعد هاتفه لينظر الى هوية المتصل ثم يعيد الهاتف لاذنه هامساً بجدية
آسر: ممكن تهدي و تفهميني في ايه
لينا ببكاء: فى انك معندكش دم و لا بتحس بحد غير نفسك
آسر بغضب: الله ما تقولى فى ايه بقى بدل مانتى داخلة بزعابيبك كده و نازلة تهزيق فيا
لينا: كنت فين من امبـ.ـارح يا استاذ ... تليفونك مقفول و لما فتحته كلمتك كتير و مردتش عليا
آسر ببرود مفتعل: كنت نايم
لينا بصراخ: بطل برود و استفزاز
آسر بحدة: ليناااا
لينا بجمود: انت فين دلوقتى ؟
آسر: فى اوضتى و لسة صاح...
قاطعته بإغلاقها الهاتف ليبعده عن اذنه ينظر اليه بصدمة ... و سرعان ما استيقظ من صدمته تلك على طرقات على باب غرفته ليتحرك بتكاسل لفتحه فيجدها تقف امامه بأعين حمراء منتفخة يحيطها السواد و الارهاق

نظر لها بصدمة و سحبها من كفها الى الداخل ... اجلسها على احدى المقاعد قائلا ومازال كفها اسير يديه
آسر: ممكن افهم ايه حصل لكل ده
طالعته بعيون غاضبة متقدة ليردف بتحذير
آسر: و بهدوء عشان مش هسمحلك بأي تجاوز
نظرت نحوه بدهشة يتبعها بكاء حار ازعجه بل جعله يستشيط غضباً و اوجعه بداخله ليردف بحنو
آسر: اهدي عشان خاطري و بلاش عـ.ـيا.ط .. انا آسف
لينا ببكاء: قلقت عليك ... خفت يعملو فيك حاجة ... افتكرتك سلمت نفسك بجد
آسر بمكر: و فيها ايه لما اسلم نفسي ... يا حضرة المقدم نهي السيوفي
صمت يليه صمت ... تنظر له بأعين متسعة جاحظة و فاه مفتوح لا
تستوعب ما قاله... أنعتها للتو بهويتها الحقيقية ؟ لتردف بصدمة

لينا: انت ... انت عرفت ازاى ؟

آسر بضحك: بتبرقي لي و فاتحة بوقك و تقولى عرفت ازاى ... بقى ده برضو رد فعل طبيعي لعميل سري اتكشف ... لا انتى كده هتقلقيني عليكي فعلاً ... ملكيش انتي فى الشغل ده

رمشت عدة مرات تعيد ترتيب حديثه لتعقد حاجبيها و تضيق عيناها بتركيز

ثم ما لبثت ان قفزت بمكانها كمن لدغته افعى

لينا: انت بتقول ايه مقدم ايه و نهى مين ؟

صفق بيداه وسط ضحكاته ليجيب بسخرية

آسر: ايوة هو ده ... بس جه متأخر شوية ... الحقيقة انا حابب ارد على اول سؤال ... عرفت ازاى

ثم هم بالصمت للحظات زادت بها وتيرة انفاسها

آسر: طوني ... او ادهم التوهامي ... سمعتي عنه ؟

ابتلعت ريقها بوجل و اخفضت انظارها للاسفل فيبدو انه صار على علم بالحقيقة بأكملها

عاودت الجلوس بجانبه لتجده يردف بهدوء

آسر: ادهم هو اللى حكالي بنفسه

تنفست الصعداء لكن مازال هناك ما يؤرقها و مازالت تخفي عيناها عن عيناه ليمد هو يداه اتجاها يرفع رأسها اليه

آسر: ممكن افهم ساكتة ليه

لينا: هقول ايه ؟

آسر: طب بلاش ساكتة ليه ... بتداري عيونك مني ليه ؟

لينا بدهشة: انت مش متضايق ولا زعلان مني ؟

اخفض يداه عنها ليتنهد بتعب

آسر: اتصـ.ـد.مت و اتضايقت مش منك بس ... منهم كلهم ... تقريباً كل اللى يهمني امرهم كانو عارفين كل حاجة الا انا بس منكرش ان زعلي منك كان غيرهم كلهم و فى الحقيقة مكنتش فاهم ليه

نظرت له بإستفهام لحثه على الحديث

آسر: قولت لنفسي يمكن عشان انتي اكتر حد كنت بثق فيه الفترة الاخيرة

لينا بخوف: كنت ؟

آسر متجاهلاً تعليقها: و يمكن برضو عشان انتي اكتر حد كنت برتاح معاه

طالعته بنـ.ـد.م ليكمل

آسر: بس لاقيت ان السببين دول مش كفاية للي حاسه و فضلت طول الليل بفكر فى السبب ... عشان كده مكنتش برد على مكالمـ.ـا.تك

لينا بحزن: و وصلت للسبب ؟

حرك رأسه اتجاهها يومأ بالايجاب و على وجهه ابتسامة غامضة تراها لأول مرة

آسر: لاني اكتشفت ان بين المليون بنت اللي بيتمنونى ... انتي بس اللى ممكن تكوني نصي التاني و اللى يكملنى

تململت بالفراش اثر مداعبة اشعة الشمس لجفونها و ملامحها الطفولية لتمد يداها الاثنتان بجانبها تستشعر وجود احدهم يجاورها لكن ... لا احد ... استمرت بإغماض اعينها عاقدة حاجبيها تعيد تحسس جانبه الفارغ لكن دون فائدة و اخيراً فتحت عيناها بضيق تبحث عنه بأرجاء الغرفة لكن لا وجود له ... زمت شفتيها ناظرة للسقف لتردف

آيات: امال فين صباحية مبـ.ـاركة يا عروسة و كنت سهران اتأملك و لا مش هسيبك تقومي من السرير طول اليوم ... الله يخربيت الروايات اللي لحست عقلنا

جاءها صوته الاجش قائلاً

طائف: يعنى طلعتي زي بقية البنات التافهة اللي بيقرو روايات

انتفاضة حلت بجسدها اثر صوته المفاجئ لتنظر بإتجاه باب الغرفة فتراه بهيئة خفق لها فؤادها ... شعره المشعث و نصف العلوى العاري و وقفته المائلة مستنداً على جانب الباب

هبت جالسة تغطى جسدها شبه العاري بمفرش السرير تنظر ناحيته فتجده متجهاً نحوها بهدوء حتى وصل اليها و جلس بجانبها

طائف: متزعليش يا ستى صباحية مبـ.ـاركة يا عروسة ... اما بخصوص انك مش هتقومي من السرير النهاردة فده شيء مفروغ منه

احمرت وجنتاها خجلاً من سماعه اياها تهتف بهذا الكلام ... ليستلقي بجانبها ساحباً اياها بأحضانه لتزداد خجلاً فوق خجلها

ظلا على هذا الوضع لفترة هو محتضناً اياها بقوة مشتماً عبيرها و يمسد خصلاتها بحنان فى حين هى تدفن رأسها بصدره ... سمعها تهتف بإسمه ليهمهم

آيات: طائف

طائف: ممم

آيات: هو احنا هننزل مصر امتى ؟

توقف عن اللعب بخصلاتها ليشرد لحظات ثم يجيب بصوت جـ.ـا.مد

طائف: لسة شوية مش دلوقتى

ابتعدت قليلاً عن احضانه لتهمس

آيات: ازاي ... و الشحنة الي اتكلمتو عليها ؟

تنهد بضيق ليعتدل بجلسته

طائف متأففاً: الكلام اتغير ... الشحنة هتخرج من هنا

جلست هي الاخرى تقابله بتعجب

آيات: طب وليه ؟ ايه الفرق ؟

طائف: معرفش الاخبـ.ـار جاتلي من شوية

آيات: طب و طوني عارف ؟

طائف: بلغته ... بس فيه حاجة غلط .. مش طبيعي الكلام يتغير فجأة كده

آيات بقلق: تفتكر ايه السبب ؟

طائف: مش عارف بس لازم ناخد بالنا

نظرت له بقلق و تـ.ـو.تر لتهم بإحتضانه بقوة

فاجأته فعلتها تلك ليرفع يداه يحيط جسدها بهدوء شارداً بأفكاره ليردف فجأة

طائف: آيات ... انتى لازم ترجعي مصر

حازم: انتي بتستهبلي يابت انتي ... يعنى ايه طائف مسافر و متقوليش

صرخ حازم بتلك القابعة امامه بإحدى المطاعم لتنظر نحوه بقلق و تردف بثقة مزعومة

سهام: ياباشا كنت بكلمك ومكنتش بترد عليا مش ذنبي بقى و بعدين كان مالى انا و مال الهم ده

حازم: بت انتي ... تتكلمي عدل انتي فاهمة

ابتلعت باقي كلمـ.ـا.تها لتسمعه يتساءل

حازم: و البيه مسافر فين ؟

سهام: بـ.ـاريس ... اه و مستر طائف كلم مستر مازن النهاردة طلب منه يجيبله ورق و يحصله على هناك

حازم بلهفة: حلو اوى ... و مازن مسافر امتى ؟

سهام بتذكر: على اول طيارة ... ثم نظرت لساعتها قائلة ...هتكون تقريبا كمان ساعتين

طوني: فى حاجة غلط

علا: قصدك ايه ؟

طوني: كون ميشيل يطلب ان طائف و آسر يشرفو على الشحنة من هنا فده مش طبيعي

علا: تفتكر شك فى حاجة ؟

طوني بحيرة: مش ممكن ... ازاي بس ... لالا مستحيل

علا: طب و بعدين ... كده كل حاجة هتقف ؟

طوني بتصميم: مينفعش ... دي فرصتنا الاخيرة ولازم ننفذ

علا بقلق: ربنا يستر

بعد عدة ساعات و بفيلا طائف ببـ.ـاريس

مازن بغيظ: ممكن تفهمني جايبني على ملا وشى كده ليه

طائف ببرود: شغل ... جبت الورق اللي طلبته منك ؟

مازن: اتفضل اهو

التقط منه الورق اللازم لاتمام خروج الشحنة من بـ.ـاريس و بنفس الوقت دلفت آيات الى الداخل بيدها كأسين من الشراب ... مدت بأحدهما نحو مازن مرحبة به فى حين التقط طائف الاخر

مازن: اخبـ.ـارك يا آيات ؟

نظرة من طائف نحوه جعلته يتنحنح بحرج مصححاً

مازن: اقصد آنسة آيات ؟

وضع طائف كوبه على الطاولة بقوة مصدراً صوت عالٍ

طائف: اعدل لسانك و عدي ليلتك

مازن بخنوع: اخبـ.ـارك يا مدام ؟

ظلت لحظات تراقب الوضع .. تكتم ضحكتها بصعوبة لتخرجها اخيراً بعد نعته لها مدام

آيات بضحك: الحمد لله يا مستر

ظل الصمت حليفهم ليقطعه طائف بعد تفحصه للاوراق هاتفاً

طائف: كده حلو اوي ... مازن ... عايزك تنزل مصر و آيات معاك

آيات بإعتراض: طائف

طائف بقوة: انتهى الكلام ... هتنزلى معاه ... مش هكون مطمن عليكي لوحدك هنا

آيات: لوحدي ليه ... مستر مازن معايا اهو

مازن: انت نويت خلاص ؟

اومأ طائف بهدوة لتحدق بهم آيات فى دهشة

آيات لمازن: كنت عارف ؟

اومأ الاخر ليردف طائف

طائف: مازن محدش يعرف بشغله معايا هو كان بيساعدني لكن شغل رسمي معايا لا

اومأت بهدوء لتردف بحذر

آيات: قررت ايه ... عشان خاطري يا طائف و هنفذ كلامك اول بأول بس خليني هنا

نظر لها للحظات يفكر بالأمر فى حين كانت تطالعه برجاء و تصميم ليذفر فى استسلام موافقاً على بقاءها

مر هذا اليوم ليأتى صباح جديد تأهبوا له جميعاً

استعد طائف صباحاً للتوجه الى الميناء المفترض خروج الشحنة منه ... كان يستعد بغرفته لتدلف آيات اليه تراقبه من الخلف اثناء وقوفه امام المرآة يعدل من هيأته

لاحظ وجودها خلفه ليلتفت نحوها ماداً يده لها يدعوها للاقتراب

اقتربت منه فى صمت تمسك بيداه بقوة ... حتى صارت امامه مباشرة يحيط وجنتاها بكفيه قائلاً بحنان

طائف: حشـ.ـتـ.ـيني و 

آيات بدمـ.ـو.ع: هتوحشني

طائف بإبتسامة: مش مسافر على فكرة

آيات: هتبعد عني

طائف: فترة صغيرة و ان شاء الله لما ارجع حاجات كتير هتتغير

آيات ببكاء: ان شاء الله

طائف: ششششش بلاش عـ.ـيا.ط بقى ... ثم اردف بجدية ... آيات مهما حصل مش هتخرجى من هنا .. انا مش عارف ازاى وافقت انك تفضلي .. هتسمعي كلام مازن و تنفذيه مش عايز جنانك ده يشتغل

اومأت و قد ازداد بكاءها و نشيجها

طائف: لو حصل و اترحلنا لمصر ادهم هيقوم باللازم عشان ترجعو انتو كمان ... انتى و علا ... و مازن برضو هيكون معاكم ... تمام؟

آيات بحزن: تمام ... ثم نظرت له برجاء ... خلي بالك من نفسك عشاني

طائف: وانتي كمان ... لا اله الا الله

آيات ببكاء: محمد رسول الله

ثم سمع نداء مازن يحثه على الخروج ليكون هناك بالميعاد المحدد ... اجابه ثم سرعان ما اتجه نحوها مقبلاً اياها بعمق كوداع مؤقت تلاه تحركه الى الخارج

لينا: سلاحك معاك ؟

نظر لها بدهشة اثناء استعداده للرحيل

آسر: اول مرة اشوف فرد شرطة بيأكد على مواطن طبيعي انه يشيل سلاحه معاه

لينا: مواطن طبيعي ... انت لا مواطن و مستحيل تكون طبيعي

آسر: اعتبر كلامك ده مدح

لينا بقلق: اعتبره زي ما تعتبره المهم بلاش تهور ... لو حصل اي اشتباك حاول متشاركش فيه احنا هنتدخل و نغطيكم

آسر بتهكم: و لو حد قالى تعالى اديك حاجة حلوة مروحش معاه

لينا بضيق: انت بتتريق

آسر واضعاً سلاحه ببذلته

آسر: انتي اللى كلامك غريب كأنك امي و خايفة اتوه

اقتربت منه تنظر نحوه بقلق

لينا: آسر خد بالك من كل حاجة حواليك احنا منعرفش الاوامر اتغيرت ليه

اومأ لها بهدوء ليردف متسائلاً

آسر: انتي هتشاركي بنفسك فى العملية دي؟

لينا: لازم غصب عني ... احنا القوة اللى معانا هنا مش كبيرة و الانتربول مش داعمنا كفاية

نظر نحوها بقلق لتردف سريعاً

لينا: متفكرش حتى توجهلى اي نصايح ... وفرهم لنفسك

اقترب منها بسرعة ليفاجئها بمحاصرة رأسها بين يديه طابعاً قبلة عميقة على جبهتها هاتفاً بعدها

آسر: فى أمان الله

لينا بتنهيدة: في أمان الله

وصلو جميعاً الى الميناء ليبدأ كلاً من طائف و آسر الاجراءات اللازمة لدخول الشحنة على دفعتين كلاً منهم يشرف على احداها ... تم الامر و كان من نصيب طائف شحنة الاسلحة فى حين كان فى نصيب آسر الهيروين ... مضى كل شيء بسلاسة اثارت القلق بنفس طائف ليصلو الى اخر خطوة قبل التحرك بالشحنتين ... التفتيش لاخر مرة و فحصها ... والتى من المقرر ان يتم القبض عليهم بعدها

بدأ ايقافهم و الشروع بفحص الشحنتين و النتيجة كانت ...

شحنة من الملح الانجليزي من نصيب آسر بدلاً من الهيروين المتفق عليه

و شحنة تحوي اسلحة حقاً لكنها عبـ.ـارة عن لعب اطفال كانت من نصيب طائف ؟

تجمد الجميع و ساد التـ.ـو.تر الجو لفترة ثم سرعان ما تم السماح للشحنتين بالتحرك و اكمال الاجراءات الباقية

نظر كلاً من آسر و طائف لبعضهم البعض و قد تأكدا اخيراً من كشفهم لدي ميشيل و ربما من يعلوه مكانة

توجه طوني و الينا نحو آسر للحديث و محاولة احتواء الموقف فى حين بحثوا جميعاً عن طائف بلا جدوي

تحرك هو بجنون نحو مكان واحد ... قصر ميشيل ... ليقتحمه بهوجاء و اعصاب فقدها لأول مرة ... ففرصته الوحيدة للنجاة و بدء حياة جديدة قد فسدت تماماً بكشفهم جميعاً بل و تلك الرسالة التى قد وصلته بخبر وقوع آيات بين يدي ميشيل كان لها الفضل الاكبر بفقده لآخر ذرة من تعقله

فور دلوفه للداخل ادرك اخيراً عدم ممانعة اياً من افراد الامن له حتى وصل لداخل القصر ... وقف بمنتصفه يصـ.ـر.خ بميشيل ليأتيه هذا الاخير هابطاً الدرج بهدوء مستفز و على وجهه اكبر ابتسامة

طائف بغضب ناري: ميشيل

ميشيل: اتأخرت ... كنت متوقع توصل من عشر دقايق ... بس المهم انك جيت

حدق به طائف بشراسة و غضب ليتجه سريعاً نحوه يمسك بتلابيبه هاتفاً بصراخ

ميشيل: فين آيات ... مراتي فيييييين ؟

الجميع بمنزل طائف

طوني: انت بتستهبل يا مازن يعنى ايه خرجت ... وازاى اصلاً تسمحلها تخرج ؟

مازن: جالها مسدج من ساعة بالظبط و اتـ.ـو.ترت فجأة و بعدين قالتلى انها من طائف و طلب منها تقابله

آسر بغضب: و انت غـ.ـبـ.ـي عشان تصدق حاجة زي كده

لينا: ياجماعة ممكن تهدو شوية عشان نعرف نتصرف و بعدين ما يمكن فعلاً هي مع طائف

طوني: وادي التاني كمان مختفي و مش عارفين له سكة

علا: حاول معاه تاني كده يا ادهم يمكن يرد

اخري اتصال اخر بطائف لكن دون رد

طوني بغضب: مفيش فايدة برضو مبيردش

لينا بتفكير: تفتكر ميشيل له دخل

آسر: مفيش غيره اصلاً بعد اللى عمله معانا فى المينا

همت بالوقوف قائلة

لينا: يبقى مفيش حل غير اننا نروح و نتأكد بنفسنا

آسر: و انا معاكي

طوني: انا هفضل هنا و ابلغكم لو فى اى جديد

اومأ الجميع ليتحرك كلاً منهم الى خارج الفيلا و قبل ركوب السيارة و جدت من يهتف بإسمها

لينا: حازم ؟

اتجه نحوها لا يصدق رؤية حبيبته بمثل هذا المكان

حازم: لينا ... انتى انتي بتعملي ايه هنا ؟

لينا: انت اللى بتعمل ايه هنا ؟

آسر: حازم ؟

حازم: آسر ؟

لينا: انتو تعرفو بعض

آسر: كان هو و طائف صحاب

حازم: انتي بتعملى ايه هنا ؟

لينا: قضية

حازم: فى بيت طائف ؟

لينا: مش وقته يا حازم هفهمك بعدين ... لازم نتحرك دلوقتى لازم نلاقيها

حازم: السكرتيرة بتاعته ؟

انتبه الاثنان لحديثه ليردف مكملاً

حازم: فى عربية جت خدتها من هنا

نظر لينا و آسر لبعضهما البعض

لينا: متعرفش على فين ؟

حازم: انا استغربت من اللى بيحصل و حسيت ان فى حاجة غلط فمشيت وراهم ... راحو لمخزن قديم

آسر بسرعة: يبقى تعالا معانا و كفاية تضييع وقت

استقلو السيارة جميعاً لتتحرك لينا و تبدأ بالقيادة و بنفس الوقت اجرت اتصالاً بطوني

لينا: عرفت مكان آيات ... ميشيل خاطفها و اكيد طائف عنده ابعتلى قوة و روحله انت

ابعد ميشيل يد طائف عن ملابسه ليردف ببرود

ميشيل: تؤتؤتؤ ينفع كده برضو ... مش عيب تمد ايدك على اسيادك برضو

طتئف بغضب: اسيادي ... الظاهر انك صدقت نفسك ... ده انا افعصك تحت جزمتي ... واضح انك نسيت طائف العمرى يبقى مين و اللى يجي على حاجة تخصه ممكن يعمل فيه ايه

ميشيل: ومين قال انى جيت على اللى يخصك ... كل الموضوع انى عايز مبادلة

طائف: مبادلة ؟

ميشيل: آيات قصاد حياتك و اني اعفو عنك و عن شغلك مع البوليس ولا فاكرني نايم على وداني

طائف بسخرية و غضب: و المفروض انى اقبل و اتمني العفو و السماح

ميشيل: التمنى ملوش داعي ... ثم اردف بخباثة ... آيات كفاية

طائف: عند امك

ميشيل بصدمة: افنـ.ـد.م ؟

طائف: فين آيات ؟ عايز مراتي و اللي عندك اعمله

تحرك ميشيل ببرود ليجلس بأريحية

ميشيل ببساطة: يبقى مسيبتليش خيار تانى

شعر برجال ميشيل يحيطونه بالاسلحة من كل جانب ليحاول ان يستل سلاحه من خاصرته لكن اوقفه تقدمهم اكثر نحوه مهددين اياه بتصوبيه ان هم بأي حركة

طائف: طول عمرك جبان ... عمرك ما بتواجه راجـ.ـل لراجـ.ـل

تحرك ميشيل من جلسته ليقترب نحوه و يقف امام طائف قائلاً

ميشيل: مش بقف الا قدام اللى يستاهل ... لكن اللي زيك ... ثم استخدم كلامـ.ـا.ت طائف قائلاً ... افعصه بجزمتى ... آيات ليا و انت للموت

فاجأة طائف بلكمة اسقطته ارضاً لينقض بعدها عليه و يكيل له الكثير و الكثير منها وسط تأهب الرجال لاطـ.ـلا.ق النار فى حين علت صرخات مختلطة من رجاله تخالطها اصوات اخرى تهتف بتوقف الجميع عن الحركة ... هدأ الجميع و جذب هذا الهدوء اهتمام طائف ليتوقف عما يفعله و يلتفت للخلف فيجد طوني و معه قوة من الشرطة تحتل المكان ...

طوني: كله مكانه ... المكان كله متأمن و محاصر اي حركة بموتكم كلكم ... ثم وجه انظاره لميشيل الملقى ارضاً غارقاً بدمائه ليردف بسخرية ... الظاهر ان حظك وحش اوي برغم فشلنا معاك بس برضو وقعت

وقف طائف ينظر لطوني بتساؤل ليجيبه بتحركه ناحية ميشيل ليرفعه واضعاً يده خلف ظهره بقوة هاتفاً

طوني: حضرتك متهم بخطف السيدة آيات رأفت حرم السيد طائف العمري تورطك بأعمال مشبوهة لا تعد ولا تحصى ... من حقك تتكلم فى وجود محاميك ... ثم اردف بسخرية ... رغم انى مظنش انه هيجي بفايدة ... حكم الاعدام مستنيك

ميشيل بغضب و ثوران: ملكوش سلطة هنا كل ده باطل

اشار طوني بإتحاه افراد الشرطة ليردف

طوني: شايف دول ... دول الانتربول بنفسهم ... شوفت بقى انت مهم ازاى عندنا

ثم دفعه بقسوة ليتحرك الى الامام ... ظل طائف يقف بمكانه يراقب الوضع بذهول فكيف تم اصدار الامر بالقبض عليه رغم فشلهم بخطتهم و كشفهم لكن سرعان ما فاق من صدمته معترضاً طريقهم بقوة هاتفاً

طائف: آيات ... مش هيمشي من هنا غير لما اعرف مكانها

طوني مطمئناً: اطمن عرفنا مكانها و هي دلوقتي فى الفيلا

بفيلا طائف

مدت علا بكأس من شراب دافئ نحو آيات لتلتقطه الاخرى بأيدي مرتجفة شاكرة

جلست كلاً من علا و لينا بجانبها فى محاولة لتهدئتها

علا: خلاص يا حبيبتي كل حاجة انتهت و انتى فى امان

ارتشفت آيات القليل من الشراب لتهتف بعدها بقلق

آيات: طائف ؟

آسر بحنان: اطمنى ... ادهم لسة مكلمني و طمنى انه بخير و انهم قبضو كمان على ميشيل

نظرت نحوه بدهشة لتردف

آيات: ازاى بعد اللى حصل ؟

لينا: و احنا فى الطريق ليكي رئيسنا كمال بيه اتصل و بلغني انهم مسكو شحنة حاول اندريه انه يهربها بنفسه من ايطاليا و بعدها حاول يهرب من هناك ... شكله عرف بخصوص كون طوني من البوليس و اتـ.ـو.تر ... الغـ.ـبـ.ـي اتمسك فى المطار فى نفس الوقت اللى الشحنة بتاعته اتمسكت فيه

علا: و طبعاً بغباءه اعترف بكل حاجة و جاب سيرة ميشيل

آيات بدهشة: معقول بالسهولة دي

لينا بضحك: ربنا مش بيسيب ... سبحان الله

سمعت صراخه بإسمها بمجرد دلوفه الفيلا لتنتفض تاركة الكوب من يدها متجه نحو الصوت و فور ما رأته امامها سليم معافى ارتمت بأحضانه باكية ليشتد هو على عناقها و قد احتلت ملامحه الراحة و الهدوء لوجودها اخيراً بين ذراعيه بأمان

بعد عودة طائف بسلام و مراقبة الجميع لهم بأحضان بعضهم البعض همس آسر للينا بالخروج معه للحديث ... امتثلت لأمره و استأذن كلاهما للذهاب

خرجا معاً ليستقلا السيارة ... قادها لفترة حتى توقف بمكان ما ... و اتجه نحوها بحديثه ليردف بجدية

آسر: ممكن بقى يا انسة نهى و بكل هدوء كده افهم ايه علاقتك بحازم؟

لينا بثقة: كنا زمايل فى الكلية و كان بيحبني

آسر: و انتي ؟

لينا: كان شعور من طرف واحد بس

آسر بتوجس: افهم من كده ان مكنش فيه اى حاجة من ناحيتك

حركت رأسها بالنفي متجاهلة وقوعها حينها بحب طائف و تسببها بخلاف بينهم و كراهية من طرف حازم نحو طائف استمرت حتى هذا اليوم ... ظل ينظر نحوها بقلق لكن نظرة الثقة و التى وجدها بعيناها وضعت بداخله ثقة مماثلة ان ما تنطق به هو الحق

تحول قلقه لابتسامة واسعة قبل ان يعيد تشغيل السيارة مردفاً بحماس

آسر: عايزك اول ما ننزل مصر تخديلي ميعاد من السيد الوالد عشان نحدد ميعاد الفرح

نظرت نحوه بدهشة لتردف ببلاهة

لينا: نععععم ؟

اخيراً انتهي الامر ليبقى امر واحد هو اخذ اقوالهم بمجرد العودة الى البلاد ... غادر الجميع لتظل آيات بأحضانه قبل ان تجده يبعدها عنه قليلاً هاتفاً بتأنيب

طائف: ممكن اعرف بقى انتي ايه اللى وداكي لميشيل ؟

اخفضت انظارها ارضاً لتتحرك بعدها ملتقطة هاتفها حتى فتحت رسالة ما به و دفعت به اتجاه طائف

قرأ طائف فحواها لينظر نحوها بغضب

طائف: وانتي زي الهبلة صدقتي

آيات بدفاع: عايزه يقولى انك فى ايده و ممكن يإذيك وانى السبيل الوحيد فى مساعدتك و ارفض

طائف بتهكم: لا .. تروحي ترمي نفسك فى النار

ظلت تنظر له بأسف لتعود لاحضانه هامسة

آيات: المهم اكون معاك

طائف: ده جنان ... رغم انى حذرتك اكتر من مرة لكن مفيش فايدة فيكي

آيات برجاء: خلاص بقى

تنهد بإستسلام ليحيطها بذراعيه مقبلاً اعلي رأسها هامساً ... مسترجعاً مشاعره و خوفه الذي تملكه لاول مرة من فقدان احدهم ... اغمض عيناه بقوة ثم سرعان ما فتحهم و قد امتلأتا بالدمـ.ـو.ع

طائف: بحبك يا مـ.ـجـ.ـنو.نة ... بحبك

زادت من عناقه لتردف

آيات بإبتسامة: و انا كمان يا حبيبي ... بحبك يا طفطف

ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه سرعان ما انمحت فور سماعه لها تردف فجأة بتساؤل

آيات: هننزل مصر امتى بقى ؟

ابعدها عن عناقه ليردف بغيظ

طائف بغيظ: ده وقت مصر ده ... حسبي الله و نعم الوكيل ... عملت ايه ياربي فى دنيتي عشان تبتليني بواحدة زي دي ...ثم اكمل بعناد ... انسي مصر دلوقتى خاااااااالص ... مفيش رجوع ... انتهى
مر يومان عليهم ببـ.ـاريس بقوا جميعاً دون العودة الى الوطن بناءاً على اوامر من طائف و قد امتثل ادهم و نهى لطلبه

لم يمنع بقائهم تسليم اندريه و ميشيل للجهات المصرية و التحفظ عليهم لبدء التحقيق معهم

بفيلا طائف ببـ.ـاريس

استيقظت من نومها لاتدرى كم الساعة او كم بقيت بأحضانه فباليومين الماضيين لم يفعلا شيئاً سوى تعويض ما فاتهم من عشق و نعيم ... لم يتركها طائف تنعم بالراحة او الانفراد بنفسها .. تتذكر تصميمه على عدم مغادرتها للفراش طوال اليومين بالكامل فكان يأتى لها بالطعام و الشراب ليكون احتياجها للذهاب للحمام هو مخرجها الوحيد للتهرب منه

فتحت عيناها لترى مشهد اعتادت عليه بالأيام الاخيرة وجهها مدفون بصدره العاري و ذقنه المستندة على رأسها فى حين يداه كانت كالعادة تحيط بجسدها بقوة و تملك وكأنه يخشى فقدانها حتى بأحلامه ... رفعت انظارها ببطئ لتتأمل وجهه الناعم والذى فقد جديته الدائمة و خشونته الجذابة ليصبح اكثر جاذبية بمنظرى البريئ الطفولى ... حركت يداها تمررها على ملامحه الرجولية ... جبينه .. حاجبيه .. انفه الحاد ... ثم ما لبثت ان انتهت بتحسس شفتاه بخجل و استحياء لتجده فجأة يقبض عليها بالجرم المشهود ممسكاً يدها المارة على وجهه و دون فتح عيناه ارتسمت ابتسامة ملتوية على شفتيه ليردف بصوت اجش ناعس

طائف: مش اد اللعب بتلعبي ليه ؟ ثم انك مش لازم تستنى انام عشان تتأمليني انا متاح ليكي فى اي وقت

توقع تململها بين يديه لكن لا رد ولا حركة صدرت منها مما جعله يفتح حدقتاه العسلية اللون ليراها تنظر نحوه بحب و ابتسامة حالمة ليردد

طائف: ايات ؟

مدت يدها تتحسس وجنتيه بحنان

ايات: روح ايات

نظر لها بدهشة رافعاً احدى حاجبيه بدهشة

طائف: مالك يا حبيبتى ايه جرالك ؟

ايات: جرالى انى بعشقك

طائف بأبتسامة: وده من امتى ؟

زادت ابتسامتها اتساعاً لتردف

ايات: يااااااااااااه ده باينله من زمان

طائف بسخرية: ده انتى كنتي واقعة بقى

ايات: واقعة دى كلمة قليلة اوي عن اللى كنت فيه ... تعرف

طائف: ايه؟

ايات: انا بحب اوي لما بتناديلي قطتى ... من اول يوم عرفت انك مديري فى الشركة سمعتك فى مكتبك بتقولها

طائف بأبتسامة: ت عـ.ـر.في ؟

ايات مقلدة اياه: ايه ؟

طائف: وانا بحب دلعك ليا

أيات بدهشة: طفطف؟

اومأ بأبتسامة ليردف

طائف: بس ده بيني وبينك مش قدام امة لا اله الا الله يا اما هتشوفى منى اللى عمرك ماشوفتيه

مدت يدها لرأسه تداعب خصلاته برفق

ايات بتلاعب: تصدق خوفت

نظر لها بأبتسامة ضاماً جسدها نحوه بتملك ملتقطاً شفتيها بقبلة عميقة لعدة دقائق فتدفعه بعدها طلباً للهواء

ايات بخجل: ايه مش بتشبع ؟

دفعها فجأة لتصبح اسفله و هو يعتليها ... يتنفس بصعوبة اثر رغبته ليردف

طائف: و لا عمرى هشبع ممكن تسكتي خالص بقى ولا اقولك انا اللى هسكتك بطريقتى

ثم عادا معاً لتذوق ما غرقا به طوال اليومان الماضيان غافلين عن من يكادوا يستشيطوا غضباً و حقداً من نعيمهم ذاك

ادهم: لا ماهو كده بقى كتير الصراحة يعنى عشان اخوكي يتهنى و يشوف نفسه يطلع عين امى انا

هتف بها ادهم بوجه علا بأعتراض وسط تواجد لينا و اسر

علا بضحك: و انا كان مالى ... كنت قولتله يربطنا جنبه هنا

ادهم: انا مش فاهم احنا بنعمل ايه هنا يعنى مصالحنا كلها متعطلة و كمال بيه شغال زن على دماغي اننا لازم نرجع و الباشا نايم فى العسل ... ما تقول كلمة انت كمان يا أسر و لا انا لوحدى اللى عايز اتجوز

اسر بمرح: طب وهو حد ماسكك ما انا عملت اللى عليا ووافقت اديك اختى

ادهم بغيظ: و الست هانم اختك تقولى تطلبني من اخويا الكبير ... كنت ناقص انا ... ده البـ.ـارد مش راضي حتى يفتح تليفونه ناهيك بقى عن مقابلته

نهى: يا عم استنى شوية يعنى صبرت خمس سنين و مش قادر تصبر كام يوم كمان

ادهم: تعبت يا عالم جبت اخرى ... كنت ناقص سي طائف كمان

علا بتأنيب: بطل بقى تتكلم على ابيه طائف كده

ادهم بعصبية: علا متعصبنيش

علا بنفاذ صبر: ادهم كفاية بقى كلها كام يوم و تتكلمو ... الدنيا مش هتطير

ادهم بعصبية: يعنى انتى شايفة كده

علا بغضب: ايوة شايفة كده و لو زودت فى طريقتك دى مش هتبقى محتاج لموافقة طائف لانى انا نفسي اللى هرفض

ادهم بغضب: بقى كده

علا بعناد: ايوة زي ما سمعت

ادهم بغضب: ماشي يا ستى انا غلطان ... خليكي مع اخوكي خليه ينفعك

ثم هم بالوقوف مغادراً جلستهم بمطعم الفندق ليهتف أسر

اسر: يابنى اقعد بلاش جنان

نهى: علا مش كده اومال

ادهم وعلا معاً: انا قولت اللى عندى وانتهى الامر

ثم تحرك مغادراً بالفعل تاركاً اياها تنظر بأثره فى غضب سرعان ما تحول الى حزن و اعين دامعة ثم شرعت بعدها ببكاء مريرليهتف اسر بعصبية

اسر: يخربيت جنانككم ... كنا ناقصين ... ده احنا لما صدقنا خلصنا من المشاكل

فى حين كانت نهى مشغولة بتهدئة علا من نوبة البكاء الهستيري التى شرعت بها

بمبنى مديرية أمن القاهرة

حازم: حضرتك طلبتني يا باشا؟

اومأ كمال بهدوء ليشير لحازم بالجلوس

كمال: اقعد يا حازم

امتثل حازم لأمره قائلاً

حازم: خير ياباشا ؟

مد كمال يداه بأحد ادراجه ثم سرعان ما اخرج السلاح الخاص بحازم و شارته ووضعها امامه

كمال: اتفضل يا حضرة المقدم ... تم رجوعك للخدمة

حازم: بالسرعة دي ياباشا

كمال: اظن انك فهمت كان ايه سبب ابعادك الفترة اللى فاتت رغم انها مجاتش بفايدة برضو

تنحنح حازم بضيق ليكمل الاخر حديثه

كمال: قضية طائف كان بقالها تقريباً خمس سنين ... خمس سنينمتجند معانا عشان نقدر نخلص من ناس صعب الوصول ليهم ... من يوم وفاة باباه روحتله بنفسي و طلبت منه يبعد عن عيلة الرفاعي ... دي كانت وصية ابوه ليا... ساعتها رفض و قال انه ميقدرش يبيع اخواته وفضل يكمل فى السكة دى فى سبيل حمايتهم... حازم .. انت اكتر واحد عارف طائف و عارف معدنه كويس تفتكر اياً كان سبب عداوتك ليه يخليك تحاول تلبسه اي تهمة و السلام

حازم: يا افنـ.ـد.م انا ...

كمال مقاطعاً: حازم انا عارفك كويس يعتبر مربيك على ايدي ... وعايز افهمك كويس اوى ان مينفعش تخسر صديق عمرك عشان خاطر بنت ... وقبل ما تسأل عرفت منين فأحب اقولك ان نهى بنتى مش بتخبي عنى اى حاجة ... انا عارف ان اللى حصل بينكم من زمان و اظن اخر حوار ليك معاها فهمك انا اقصد ايه ... ودلوقتى اتفضل استلم حاجتك و تقدر ترجع الخدمة من بكرة

هب حازم واقفاً مؤدياً التحية لسيده ثم تحرك الى الخارج بوجوم مسترجعاً حديثه الاخير معها و الذي اتت للمطار خصيصاً للحديث بشأنه قبل سفره

فلاش باك

كان النداء قبل الاخير لطائرته يصدح بأرجاء المطار فهم من مقعده بهدوء مغادراً ليقاطعه صوتها هاتفة بأسمه ليلتفت سريعاً لمصدر الصوت فيجدها تقف امامه تلتقط انفاسها بصعوبة اثر عدوها للحاق به

تقدم نحوها سريعاً

حازم: نهى؟

نهى بأنفاس متقطعة: الحمد لله انى لحقتك ... كان لازم نتكلم... فى وقت ؟

حازم بحماس: ولو مفيش اخلي فيه

نظرت نحوه بأبتسامة فبادلها اياه ليتوجه بعدها برفقتها نحو احدى كراسي الانتظار و كله اذان صاغية للسماع لها

اخذت نفساً عميقا سرعان ما ذفرته بعمق لتردف

نهى: انا جيت دلوقتى عشان كان لازم اوضح سوء فهم حصل من سنين و كانت ليه نتايجة اللى فضلت حتى الان... بخصوصك انت و .. وطائف

حازم مقاطعاً: نهى ده موضو...

نهى بأصرار: ارجوك يا حازم سيبني اكمل ... انا لما انت جيتلى و اعترفتلى بمشاعرك منكرش انى وقتها كنت بحمل مشاعر اعجاب لطائف و ساعتها افتكرتها حب عشان كده رفضت عرضك... لكن بعدها و بعد ما بغبائي قولتلك ان فى حد تاني و بعد اصرارك على معرفته اعترفت انه طائف روحت له و قولتله باللى حساه ناحيته

حازم: رغم معرفته بمشاعرى ناحيتك

نهى: بالظبط ... كان عارف و اتصـ.ـد.م وقتها بكلامي و رد عليا بعنف مكنش مبرر ليا...رفضنى رفض تام و حاول يبعدنى عنه و قاهالى صريحة مش انا اللى اخون صاحبي و اطعنه فى ضهره... وقتها رغم اعجابي بيه زيادة عرفت انه مستحيل يبقى فيه بينا حاجة ومن ساعتها المضوع انتهى بالنسبالى بس اللى عرفته بعد كده انكو لسه فى بينكم عداوة

حازم ... طائف مقربش منى عشان اعجب بيه ولا خانك و ضحك عليك.. انا عارفة ان فى ناس وقعت بينكم و كانت من مصلحتها تعمل كده

حازم: قصدك مين ؟

نهى: باباه وقتها كان عايز يبعكم عن بعض بسبب طبيعة شغله و شغلك ... و هو اللى سلط ناس يفهموك انه لف عليا و خلانى احبه بس اقسملك انه مش صح

حازم بدهشة: انا ... انا مش قادر اصدق

نهى: للاسف ده اللى حصل و ابو طائف بنفسه هو اللى قال كده لبابا لما اعترف على نفسه قبل ما يموت

حازم: معقول كل ده كان كدب و خسرت صاحبي بسبب غبائي

نهى: المهم تنهى العداوة دي بعد ما عرفت الحقيقة و كفاية اوى لحد كده

اومأ بهدوء لتكمل بحزن وحرج

نهى: صدقنى يا حازم انت انسان كويس و الف احدة تتمناك بس للاسف انا حظى مش حلو اوى كد عشان اكون منهم

حازم بتفهم: اسر

اومأت بخجل ليردف

حازم: انا فهمت من نظراتك ليه و محبتش اتدخل المرة دي و اكيد بعد معرفتى باللى حصل زمان مستحيل ابوظ حياتك سواء انتى او طائف و اى حد يخصه

نهى: بخصوص طائف انا فهمته انك انتى اللى ساعدتنا فى اننا نعرف مكان ايات و صدقنى هو ممتن ليك فوق ما تتخيل و اظن ان رجوع علاقتكم زي ما كانت مبقتش مستحيلة

اومأ لها بتفهم ليردف

حازم: ان شاء الله

نهى بتساؤل: لسة مصمم تمشي ؟

اومأ بهدوء ليردف

حازم: لازم ... انتى عارفة انى سايب والدتى لوحدها

نهى بتفهم و ابتسامة: ربنا يخلهالك

حازم بشرود: امين يااارب

نهى: حازم ممكن سؤال محيرنى ؟

حازم: اكيد اتفضلي

نهى: انتى عرفت مكان فيلا طائف ازاى و ازاى عرفت ان في حاجة هتحصل

حازم بابتسامة: كنت مجند سكرتيرة مازم معايا .. بنت هبلة كده جننتنى معاها المهم عرفت منها بسفر مازم و من ساعتها وانا وراه لغاية ما وصلت لطائف

اومأت بهدوء لتردف بأعجاب

نهى: طول عمرك مبتسيبش اى حاجة ققرت توصلها ... حتى بعد ايقاف بابا ليك

حازم بضحك: ده الحج فاضحنى بقى

نهى: عيب عليك طول عمرك اخبـ.ـارك بتوصلى اول بأول

حازم: يا فضحتك يا حازم

ثم سرعان ما انخرطا بالضحك و المزاح ليتحدثا بعدها بشتى المواضيع حتى اتى النداء الاخير لطائرته مغادراً الى ارض الوطن

نهاية الفلاش باك

استيقظ من افكاره تلك على صوت احد العساكر يبلغه بأمر ما ليسأله

حازم: معلش يا محسن كنت بتقول ايه؟

العسكري: كنت بقل لحضرتك ان فى واحدة جت سألت عليك صممت تقابلك و لما قولتلها ان حضرتك مش موجود مرضيتش تمش الا لما عرفت عنوان بيت ساعدتك و قالتلى انها شغالة معاك بخصوص قضية مهمة

حازم بدهشة: مقالتلش اسمها؟

العسكري: لا قالت يا بيه ...ثم حاول التذكر للحظات ليهتف فجأة ... اه اه سهام اسمها سهام

انطلق الى منزله والتى ما كانت سوى فيلا صغيرة فهم من عائلة متوسطة الثراء ... دلف الى الداخل بهدوء ليسمع صوت ضحكات والدته و التى حرم من التمتع بها منذ مدة ليست بالقصيرة ... تعجب من هذا فوالدته تسكن معه وحدهما ترافقها فقط ممرضه ترعاها بغيابه ... دلف الى حجرة والدته ليجدها تفترش الفراش كعادتها فى حين تجاورها اخرى تجلس بأريحية و كأنها سيدة المنزل

تنحنح لينبههم على حضوره لتلتفت الضيفه نحوه فجأة

حازم: انتى؟ ... انتى بتعملى ايه هنا؟

والدته: بقى دي طريقة برضو ترحب بضيوفك بيها

حازم بتـ.ـو.تر: يا ماما دي ...

سهام: سيبيه يا ماما انا متعودة منه على كده

والدته: بس دي قلة ذوق يا بنتى

سهام: اللى في طبع بقى

حازم: بت انتى اتلمي

سهام بخبث: شايفة يا ماما شايفة بيعاملنى ازاى

حازم بدهشة: ماما

والدته: ايوة يا حازم انا اللى طلبت من السكرة دى تناديني ماما مش الكشرية اللى مقعدها معايا طول اليوم دى

نظر لوالدته بقلة حيلة ثم توجه بانظاره ناحية تلك الاخرى التى تطالعه بخبث

حازم: عن اذنك يا ماما ... تعالى معايا

تنحنحت سهام بهدوء

سهام: عن اذنك يا ماما

والدته: اتفضلي يا بنتى و عايزة اشوفك تانى ياريت متقطعيش بيا

طالع والدته فى دهشة فيبدو انه قد فاته الكثير

توجه برفقتها الى غرفة مكتبه ليسأل مباشرة

حازم: ممكن افهم بتعملى ايه هنا؟

سهام: روحت لك الشغل كذا مرة ... مرة يقولو مسافر ومرة اجازة

حازم بتأفف: مكنتش فاضي خير؟ عايزة ايه؟

سهام: هو ايه اللى عايزة ايه ... عايزة اعرف راسي من رجلى و لذا كنت خلصت شغلك معايا

حازم: خلاص شغلك خلص و المضوع انتهى

سهم بفضول: طب ولا مؤاخذة يعنى مسكتو حاجة على طائف بيه؟

حازم بحدة: وانتى مالك انتى

سهام: الله مش لازم اتطمن على نفسي و مستقبل شغلى .. يعنى لو مسكتو حاجة عليه ده معناها ان اكل عيشي اتقطع

تأفف منها بصوت مسموع ليردف بنفاذ صبر

حازم: ممسكناش حاجة .. كان سوء فهم و خلص ...و شغلك فى امان ممكن بقى تطريقينى لانى خلاص تعبان و مش قادر

سهام: طيب طيب خلصنا ... ثم تحركت لخارج الغرفة لكن توقفت لحظات قائلة ... اه صحيح والدتك طلبت منى انى اجي ازرها كل يوم ... فبعد اذنك يعنى هبقى اجى اتطمن عليها يوميا بعد الشغل ... عن اذنك بقى

ثم اتجهت للخارج تاركة اياه ينظر فى اثرها بجنون و نفاذ صبر ليردف

حازم: اه يا مـ.ـجـ.ـنو.نة يا بنت المجانين

كان يأخذ حمامه الصباحى فى حين كانت هى تجلس على السطح الرخامي بمطبخ الفيلا تتلاعب بقدماها الحافية فى الهواء و ترفع شعرها للاعلى بأهمال ... لا ترتدى شيئاً سوى قميص ابيض اللون يخصه و بيدها كوب عائلي من الشيكولا تمد بمعلقتها به واضعة اياها بفمها مستلذة بطعمها المغري ... ظلت فترة على هذا الوضع الخلاب لتسمع بعدها رنين هاتف يصدرمن مكان ما ... هبطت ارضاً من جلستها تتطلع حولها باحثة عن مكان الهاتف لتجده اخيراً بعد عناء و تجيب سريعاً

ايات: الو

اسر: واخيراً دليل انكم لسة عايشين

ايات: اسر ؟

اسر: اخيرا حد عبرنا و رديت على اهالينا

ايات معتذرة: مش ذنبي والله ده طائف ...

اسر: عارف انه زفت

ايات: مظنش انك هتحب يسمعك بتشتمه

اسر: احم احم ... قلبك ابيض يا يويو

ايات: ولا انك تناديني كده

اسر: لا وحياه اهله انا ليا فيك اكتر ما ليه

طائف: و حياة اهلك انت لهتشوف منى ايام سودة

اسر: حبيب قلبي ... كده برضو يا ايات تستغفليني

طائف: ملكش دعوة بيها و خليك معايا انا ... عايز ايه اخلص

اسر بدهشة: عايز ايه ؟ يابنى انت موقفنا كلنا و موقف مصالحنا ... الولا خلل من كتر القعدة جنب اخك و اخرهم اتخانقو سوا

ايات: علا و ادهم ... ايه حصل بس

اسر: الراجـ.ـل اتخـ.ـنـ.ـق من جوزك ... موقف الدنيا عشان مزاجه ... طائف اتصرف الولا هيسيبها و اختك هتعنس

جاءه صوت علا بصراخ

علا: مين دى اللى هتنعس طب انا بقى مش موافقة... خليه يشوفله واحدة غيري

اسر: سامع اختك و جنانها اشرب بقى

طائف: بطلو صداع غور دلوقتى و بكرة ابقو تعالو وامرى لله بس حسك عينك بقية اليوم النهاردة اسمعلكو صوت ... مقابلة بكرة هتتأجل اسبوع و قول لأدهم يلم نفسه و يعرف علا تبقى اخت مين

اسر: لا هو هيبقى زي الفل لما يعرف اننا اخدنا افراج ... كلنا هنبقى زي الفل .. اللهي يعمر بيتك يا شيخ

طائف: يلا غور

ثم اغلق الهاتف دون سماع بقية الحديث لينظر نحو تلك التى تراقبه بابتسامة

نظر لهيأتها و قد كانت عاودت الجلوس بنفس وضعيتها السابقة ليتجه نحوها واقفاً امامها محيطاً اياها بذراعيه من كل جانب

طائف: شيكولاتة؟

استمرت بتناولها باستمتاع لتهمهم

ايات: روعة يا طائف ... تحب تجرب ؟

طائف: احب اوي

غرستالملعقة بالكوب و همت برفعه باتجاه لتجده فجأة يضع يداه على كفعا خافضاً ياها مرة اخرى همت بالاعتراض لينقض على شفتيها متناولا بقايا الشيكولا المتراكمة على حواف فمها ... ظلت مسمرة بمكانها و قد تجمد جسدها اثر تبك المفاجأة ثم سرعان ما انـ.ـد.مجت معه و قد تعمق بقبلته لتضع الكوب من يدها رافعة ذراعيها محيطة برقبته ... تتحرك اصابعها متلاعبة بخصلات شعره ... ثم سرعان مت وجدته يحملها عادته نحو غرفتها لتهم بالاعتراض لكن دون جدوى ... تحرك بها حتى وصلا الى باب خرفتهم يحملها بين يديه كالطفلة لتفاجئه بتمسكها بكفيها الاثنتين بحافة الباب رافضة للدلوف الى الغرفة

ايات صارخة: لا يا طائف كفاية حـ.ـر.ام عليك انا زهقت من الاوضة

طائف: بلاش جنان و سيبي الباب

ايات: مش سايباه على جثتى ادخل الاوضة دى قبل بليل ... حـ.ـر.ام عليك متمتعتش ببقية الفيلا ولا حتى شوفت شكل الشوارع بقالى يومين

طائف: بعدين

ايات بعناد: لا دلوقتى ... انا عرفاك بحالات ممكن تقلى نرجع مصر فجأة من غيلا ما اتمتع بالمكان هنا

طائف: هنرجع وقت ما تختاري

ايات: لا يعنى لا ... كفاااية اوي اليومين اللى فاتو

تنهد بحزن مصطنع: خلاص زي ما تحبي

نظرت نحوه بنـ.ـد.م لتسببها بحزنه لتترك حواف الباب و تحيط بوجنتيه قائلة

ايات: حبيبي من غير زعل بس بجد خلينا النهاردةبرة الاوضة نتفرج على فيلم او نتكلم فى اى حاجة ... تغيير يعنى

لم تعى ان اثناء حديثها قد دخل بها الغرفة لتستيقظ على اغلاقه الباب بقوة بقدميه لتهتف بصراخ

ايات: عااااااااااا ... بتشتغلنى يا ابن العمرى ... بتستغل طيبتي

طائف بسخرية: طيبتك ؟ يا شيخة اتقى الله انتى طيبة انتى

وضعها على السرير برفق لتتحرك سريعاً قافزة منه فتقف بالطرف الاخر هاتفة

ايات: طائف بلاش جنان ... خلنا نخرج النهاردة انا متفسحتش من ساعة ما جينا

طائف: بعدين

تحرك نحوها سريعا لتسبقه هى بالقفز على السرير

ايات: طب نخرج نتغدى بس بة و نرجع

طائف: بلاش لعب عيال و انزلى

ايات: طب نروح السينيما

طائف بتفكير: سينيما

اومأت بقوة لتنتظر رده و الذي سرعان ما فاجأها بأنقضاضه عليهالتتسطح على الفراش و هو فوقها

حاولت التحرر من قيده لكنه سارع بتثبيتها جيداً مانعاً اياها من الحراك

ايات: انت بتخم و ربنا

طائف: بخم؟ ...انتى متأكده انك خريجو كلية ... ايه بتخم دى

ايات بضحك: يعنى سيبت كل الكلام و مسكت فى دى... ابعد بقى

طائف: تؤتؤ

ايات بدلع: طاااائف

طائف بوله: عيونه

ايات: عايزة اروح السيني...

اقتنص قبلة من شفتيها مقاطعاً كلمتها ليردف برغبة

طائف: هجبهالك لغاية عندك ... بس بعديييييين

مضى اليوم على الجميع بسعادة ليأتى اليوم التالى و تم لقاءهم جميعاً وسطجو من الفرح و المرح بين الفتيات و المشاغبة بين الرجال ... تم الصلح بين علا و ادهم فور موافقة طائف على زواجهم فبمجرد نطق طائف بالقبول سارع ادهم بالتوجه نحو علا و احتضانها فجأة امام الجميع لتحمر خجلاً تدفعه بعيداً عنها و قام كلاً من اسر و طائف بابعادة بالقوة عنها

كان سبب طلب طائف بقاؤهم دون العودة الى البلاد هو رغبته بأقامة حفل زفافه على ايات ببـ.ـاريس ففي خلال اليومان الماضيان كان قد امر رجاله و موظفيه باتمام كافة الاجراءات اللازمة للحفل و قد اعده ليكون حفل ثنائي يشاركه فيه ادهم و علا فى حين اصرت نهى و بعد حديث اسر مع والدها ان يكتفيان بعمل خطوبة عند عودتهم للبلاد فهى حتى الان لديها بعض الشكوك بحقيقة مشاعره نحوها

بعد اسبوعان

تم الزفاف على اكمل وجه لتتوج اخيراً قصة حب كلاً من ادهم و علا بالزواج و يوفي طائف بوعده لايات باقامة حفل زفاف مناسب يعلنها امام الجميع حرم طائف العمرى دون اي سرية او كذب

تم دعوة الجميع الى حفل الزفاف و لم يكن وجودهم ببـ.ـاريس عائق على الاطـ.ـلا.ق اذ كانت كل دعوة للزفاف ترافقها تذكرة طيران مدفوعة الاجر لبـ.ـاريس وعلى الطائرة الخاصة بطائف العمري

حضر الحفل كلاً من رقيات و سهام برفقة حازم و اللذان فاجأا الجميع بخبر خطبتهم فى حين تم ارسال دعوة للسيد كمال والد نهى و اسرة ادهم بأكملها ...

بعد الزفاف بأسبوع عاد الجميع الى ارض الوطن و تمت الاجراءات الاخيرة الخاصة بأقوالهم بالقضية ثم سرعان ما عاودا السفر لقضاء شهر العسل فى حين اهتم مازن بعمل الشركة بغياب طائف و ايات

بعد خمسة اشهر

اسر: ممكن افهم لغاية امتى هفضل مستني ... ايه لغاية دلوقتى يا نهى مش واثقة فى حبي ليكي

نهى: لا مش كده ... انا اه مقدرش انكر ان ده كان سبب رفضي فى الاول اننا نتسرع فى الجواز بس دلوقتى بصراحة فى موضوع شاغلنى ومخوفني من الخطوة دي

اسر: موضوع اي ممكن اعرف لانى بصراحة ابتديت اشك

نهى: تشك ؟

اسر: انك يعنى من بعد ما اتعاملتى معايا على الطبيعة و قربنا اكتر اكتشفتى انك اتسرعتى

نهى: اتسرعت ... انت بتهزر ... انا لو فى حاجة اتغيرت جوايا بعد ملا قربت منك فهو ان حبى ليك زاد اكتر من الاول

اسر: طب ممكن افهم ايه اللى مخوفك

نهى بتردد: بصراحة قلقانة من انك تطلب منى اسيب شغلى ... وده حياتى كلها عشت طول عمرى نفسي احقق حلمى و اكون زي بابا و اخيراً حققته ... خايفة تشترط عليا انى اسيبه بحجة خوفك عليا او غيره

طالعها بابتسامة ليردف بعد صمت

اسر: تبقى لسة متعرفنيش او مش فاهمة حبي ليكي معناه ايه ... نهى انا حبيتك لينا البنت اللى شغالة فى المافيا والدراع اليمين لشخص مهم فيها بعدها زاد حبي ليكى وانتى المقدم نهى ... تفتكرى لما احب ارتبط بيكى همحى كل ده ة احطك فى حيز ومكان مش مكانك... اقـ.ـتـ.ـل سعادتى بايدى فى سبيل راحتى و اطمئنانى عليكي ... منكرش انى نفسي تسيبي الشغل ده عشان يبقى قلبي مطمن ... لكن هستنى ده بعد ما تخدى كفايتك و تشبعى من تحقيق حلمك... ثم صمت لفترة ليردف بعدها ... ها قولتى ايه

نهى بابتسامة: قولت تكلم بابا تاخد منه ميعاد عشان الفرح

ايات: يووووووووووووووه قولتلك خليهم يأجلوه مينفعش اروح الفرح بالمنظر ده الناس تقول عليا ايه؟

طائف بضحك: يأجلو ايه ده انا لو جبت لاسر سيرة التأجيل دي كان ولع فيا ... و بعدين مال شكلك يا قلبي مانتى زي العسل اهو بكرشك ده

ايات بجنون: كرش ... مسمي ابنك كرش ... تصدق خساره فيك انى مستحملة قرفه عشانك

طائف بدهشة: قرفه؟ عشانك؟ فى واحدة تقول على انها قرف ... امال فين حنان الام و بعدين انا مالى عشانى ليه

ايات: طبعاً عشانك هو مش ابنك

طائف بغيظ: هو انا كنت جيبته لوحدى

ايات ببكاء: كمان مش طايقنى و مش مستحمل كلمة مني يعنى انت و منظرى ده كمان... اعمل ايه ياربي

انهت صراخها لتشرع بعده فى الدخول بنوبة بكاء مرير اعتادها منها مؤخراً فمزاجها منذ حملها اصبح يؤرقه و يجعله يفقد صبره معها على غير عادته

تقدم نحوها يتلقفها بيداه محتضناً اياها رغم انه اصبح صعب احتوائها بين ذراعيه لكبر حجم بطنها ... اخذ يهدهدها كطفل صغير

طائف: شششش حبيبي بلاش عـ.ـيا.ط وبعدين ماله الفستان مانتى طالعة زي القمر اهو و الناس هتعاكسك و شكلى هرتكب جريمة النهاردة ... يلا يا يويو يا حبيبتي خلينا نخلص لبس اتأخرنا عليهم

نظرت نحوه بقوة محاولة ان تستشف صدق حديثه

ايات بطفولة: بجد شكلى حلو

اومأ لها بايتسامة لتتسع ابتسامتها هى الاخرى و تتحرك لاكمال استعدادها للحفل فى حين ذفر هو براحة ماسحاً العرق عن جبينه ليردف بعدها بهمس

طائف: احمدك يااارب ... تمت المهمة بنجاح

علا بصراخ: ادهم ااااااادهم

جاء ركضاً الى غرفتهم ينظر نحوها بذعر هاتفاً

ادهم: ايه ايه هتولدي خلاص ؟

علا بضحك: اولد ايه بس فى واحدة بتولد فى الرابع

ادهم بغيظ: امال فى ايه صفيتي دمي

علا: السوستة ... عايزاك تقفلى السوستة

تحرك نحوها يغلقها

ادهم بمرح: السوستة ... الله يرحم لما كنتي بتتكسفى تلبسيني القميص... لالا يا علا اتغيرتي ... بقيتي منحرفة

التفتت نحوه تضـ.ـر.به بكفها فى كتفه

علا: اتلم

ادهم: اتلمينا يا ستي .. ثم نظر لما ترديه ليصفر باعجاب ... بس ايه الجمال ده اخاف عليكي تتخطفى منى يا مزة

علا بدهشة: مزة ... فى واحد يقول لمـ.ـر.اته يا مزة

ادهم: ماهى لما تكون مزة المزز لازم يتقالها كده

علا: مزة المزز ... مفيش فايدة فيك الظاهر شغلك بقى يأثر فى الفاظك يا سيادة النقيب ... يلا يلا هنتأخر خلينا نمشي

ادهم بمرح: وراكي يا مزتى

بأحدى افخم قاعات الزفاف كان يتم عقد قران كلا من نهى و اسر اخيراً وسط مبـ.ـاركة من الجميع

وقف كلاً من طائف برفقة ايات و علا و ادهم يراقبان العروسان بسعادة

طائف: شايفة اسر طاير من الفرحة ازاى

ايات بتعب: اه فعلاً

علا: و نهى كمان شكلها زي القمر ما شاء الله

ايات: اه اه

ادهم: لا و الفرح جبـ.ـار ... كنت فاكره مش هيبى قد كده بس اسر كان مظبط كل حاجة

ايات بصوت اعلى: اه اه اه

ادهم: مش بيرجعك للذي مضى يا قلبي

ايات: ااااه

ادهم بانتباه: هو ايه اللى اه يا ايات انا بكلم علا

التفت بانظاره نحوها ليلاحظ ملامح الالم التى تكونت على وجههل ليردف بقلق

ادهم: ايات انتى كويسة

انتبه طائف لهم لينظر نحوها و قبل ان يسألها عن حالها قاطعته بصرخة لفتت انظار جميه من بالحفل

ايات: ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه بوووولد الحقوني

تجمع الحضور حولهم على رأسهم اسر و نهى فى حين كان طائف ينظر نحوها بفزع

طائف بخوف: ايات

ادهم: اتحرك يا طائف بسرعة اطلب الاسعاف

اسر: حسبي الله و نعم الوكيل ... الفرح باظ

نهى: ده وقته بردو يا اسر

ايات بصراخ: مش قاااادرة بولد خلاص همووووت

علا: خلاص يا حبيبتى الاسعاف فى الطريق امسكى نفسك

ايات بصراخ: امسك نفسي ؟ انتى بتستهبلى ... يااارب تولدى دلوقتى عشان تدوقي اللى انا فييييييييييه

ادهم: الله ما تسكت مراتك يا طائف عايزة مراتى تولد فى الرابع

اسر: يلا خليها تكمل بقى بولادتها هى كمان

جاء صوت من خلفهم يخبرهم بحضور الاسعاف ليحملها طائف سريعاً مهرولا الى الخارج وسط صراخ ايات و دعوات الجميع

نهى: يلا بينا

اسر: على فين ؟

نهى: هو ايه اللى على فين ... وراهم طبعاً

اسر: نعم يا اختى ... و الفرح ... مفيش مرواح فى حتة

نهى بتصميم: خلاص بقى كمل الفرح لوحدك ثم تركته متجهة هى الاخرى خلفهم فى حين ظل هو يقف مكانه ينظر فى اثرها بغضب ليهتف بصراخ

اسر: حسبي الله و نعم الوكيل منك لله يا طائف باصصلي فى ام الجوازة دي انتى و مراتك

تمت...

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات