رواية نوايا مخفية هي رواية رومانسية والرواية من تأليف اسراء ابراهيم في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية نوايا مخفية لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية نوايا مخفية هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية نوايا مخفية تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية نوايا مخفية من الفصل الاول للاخير بقلم اسراء ابراهيم
دخل لها المطبخ وقال باستغراب: إيه الأكل دا كله يا فاتن؟
فاتن بفرحة: أصل عزمت ماما يا عاطف
عاطف باستغراب: أمك؟! ماشي خلاص، كان عايز يقولها وليه ماعزمتش والدته هي كمان بس مارضيش يتكلم وطلع في الصالون
بعد ساعة كانت بتحط الأكل عالسفرة وعملت عصير وحطته في التلاجة، وجابت تليفونها تتصل على مامتها تشوفها اتأخرت ليه؟
وقبل ما ترن لقيت جرس الباب بيرن، جريت تفتح وعلى وشها ابتسامة وهي بتقول: ازيك يا ماما وحشتينا أوي
حماتها: ازيك يا فاتن، ودخلت بعد لما سلمت عليها
دخلت تنادي زوجها وقالت: تعالى يلا يا عاطف ماما جت، يلا عشان ناكل زمانها واقعة من الجوع
عند حماتها برا قالت بضيق وعوجة بوق: هي المكرونة البشاميل مالها محروقة كدا، ولا المحشي ماله يسد النفس ودي شوربة دي، وأنا أقول الواد نشف في هدومه ليه أتاريه من الأكل اللي مش يتاكل دا مش بيعرف ياكل
دخل عاطف وفاتن عندها واتفاجئ عاطف لما لقاها والدته وفرح جدا، هو كان مفكر إن مراته عازمه والدتها هي
راح يسلم عليها وهو بيقول: نورتي بيتك يا حاجة عاملة إيه؟
والدته وهي بتطبطب عليه قالت: منور بيك يا حبيبي أنت الخير والبركة، أنا كويسة وأختك بتسلم عليك وبتقولك مش بتروحلها ليه؟
عاطف: هي عامله إيه دلوقتي وحشتني أوي، وبعدين ما أنتِ باجي من الشغل مهدود حيلي، هبقى أخد فاتن ونروح ليها، المهم جيتي امبارح من عندها الصبح ولا بالليل؟
والدته: جيت الصبح جوزها جابني بعربيته وراح على شغله، طيب أوي وكان عايزني أقعد كمان معهم يومين بس أنت عارف مش برتاح غير في بيتي
عاطف: اها صح، طب يلا كلي وشوفي الأكل اللي ريحته تجنن دي
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
بصت والدته للأكل وقالت: لأ مش عايزه أكل
فاتن باستغراب: ليه يا ماما الأكل مش عاجبك؟ طب دوقي وشوفي دا طعمه حلو أوي
حماتها بسخرية: ما هو باين من شكله إنه حلو
بصلها عاطف باستغراب من طريقة كلامها وقال: اتفضلي يا أمي المعلقة أهي وكلي دا فاتن اكلها يجنن، وخدي كلي لحمة وجلاش أهو عارفك بتحبيه أكتر من المكرونة
كانت فاتن ملاحظة حركات حماتها من وشها، ومسكت المعلقة وحطت مكرونة في طبق وحطته قدام عاطف وجنبه لحمة وجلاش
وبدأوا ياكلوا فقالت حماتها: إيه الشوربة اللي ملهاش طعم دي يا فاتن حتى الشوربة مش عارفه تعمليها، إيه يا بنتي أمك مش علمتك حاجة ولا إيه ولا تكونش زيك مابتعرفش تطبخ وأكلها مش بيتاكل
بصت فاتن لجوزها عشان يتكلم أو يوقف والدته عن الكلام بس قاعد ساكت وبيبص في طبقه بيقلب فيه
فاتن: لأ الحمد لله أمي بتعرف تطبخ كويس وحتى دوقتوا أكلها يوم شبكتي وشكرتوا فيه، وكمان أكلي كويس يا ماما بس سيبك من الشوربة وكلي محشي وجلاش
وسابتهم ودخلت جوا، فبص عاطف لوالدته وقال: ****
↚
زوجها: إيه دا يا هانم مش تطبخي كويس عشان أمي تعرف تاكل
هي: أنت مش كان من شوية الأكل عاجبك إيه اللي حصل دلوقتي؟ في إيه يا كمال مش دوقته وقولت طعمه جميل ولا عشان مامتك قالت طعمه مش كويس
كمال: طالما مش عجب أمي يبقى أغير رأيي وأتفق معها
اقعدي يا أمي كلي وخلاص بعد كدا هخليها تعمل أكل كويس ولا أقولك تعالي اقعدي معنا وعلميها
وبص لمراته وقالها: ادخلي جوا اعملي حاجة نشربها وسبينا ناكل
دخلت والدموع في عينها، دي ماكنتش معاملته لما كانت والدتها هنا، لما والدته بتيجي بتتغير معاملته معها وبيهينها
كانت بتفكر تقول لأخوها عاطف يتصرف معه لكن بتسكت
على الجانب الآخر عند فاتن وعاطف ووالدته
دخلت فاتن المطبخ جابت العصير وصبته وحطت كوباية قدام حماتها وكوباية قدام جوزها وواحدة ليها، وقعدت تاكل معهم وهي سامعة همهمت حماتها عالأكل رغم إن طعمه حلو
بعد فترة دخلت حماتها تغسل فقال عاطف: تسلم إيدك عالأكل الجميل دا، حقيقي مفيش أحلى من أكلك ماتزعليش من كلام أمي أنتِ عارفه عايزه تعيش دور الحموات اعتبريها زي أمك
فاتن بابتسامة: هي أمي بالفعل يا عاطف وأنا مش زعلانة منها، هقوم بقى أدخل الأطباق
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
عاطف: ماشي
قامت تدخل الأطباق ودخل عاطف يغسل، وجابت فاكهة وحطتها عالتربيزة في الصالون، وبعدها دخلت وقالت: اتفضلي يا حماتي
حماتها باستغراب: إيه دي؟
فاتن بابتسامة وهي بتطلعها من الشنطة قالت: عباية سمرا بتمنى تعجبك
حماتها بفرحة: دي حلوة أوي وشكلها غالي
فاتن: ماتغلاش عليكي يا ست الحبايب، قسيها كدا نشوفها عليكي
حماتها: ماشي
ودخلت تقيسها وفضلت تلف قدام المراية وهي مبسوطة بيها وقالت في سرها: طلع ذوقها حلو إما أطلع أوريها ليهم
طلعت لهم وقالولها إنها حلوة وطلعت عايزه تظبيط بسيط
حماتها: شكرا يا فاتن عالهدية الجميلة دي
وقعدت معهم شوية ومشيت وعاطف راح يوصلها ودخلت فاتن تغسل المواعين
جالها اتصال رديت عالمتصل وقالت: آلو إزاي دا حصل؟
ياترى مين اللي اتصل وإيه اللي حصل؟
↚
فاتن: إزاي دا حصل دا مامتك كانت هنا وبتقول إنه بيعاملها كويس وبتشكر فيه
ندى بعياط: زي ما بقولك كدا يا فاتن، الأكل جميل وعجبه ولقينا مامته جايه وبتقول الأكل طعمه مش حلو وشوية صغيرة، بصي أنا صورتلك الأكل وبعته واتس شوفي كدا هل فعلا كلامها صح ومايتاكلش؟
فاتن: اهدي يا بنتي بس تلاقيه قال كدا عشان مامته ماتقولش حاجة وتقلب عليكي أكتر وهيصالحك بعد لما تمشي، وبعدين أنا تايهة عن أكلك يعني؟
ندى: طب ليه بتعمل كدا؟ دا أنا واقفة من الصبح بطبخ بكل حب وعملت الأكل اللي بتحبه
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
فاتن: ماتعيطيش بس ولو عندك مفرش سرير لسه ماتفتحش خديه اديهولها هدية وصدقيني هتفرح وهتسكت عنك
وقفلت معها وراحت ندى تعمل اللي مرات أخوها قالت لها عليه، اختارت أحلى طقم سرير عندها بعد لما غسلت وشها وطلعت من الأوضة
حماتها لابنها: هي مراتك دخلت جوا ليه؟ لتكونش مش حابة وجودي أقوم أمشي يعني ولا تكونش زعلت من كلامنا الحقيقي؟
ابنها باحراج: لأ تلاقيها بتعمل حاجة كدا ولا كدا هنادي عليها دلوقتي
كان لسه هينادي عليها لقاها داخلة وعلى وشها ابتسامة وماسكة الطقم في إيدها
قعدت جنب حماتها وقالت: اتفضلي يا ماما الطقم دا هدية مني ليكي أتمنى يعجبك
بصتله حماتها لقته جميل وباينله غالي، فقالت بفرحة: تسلمي يا بنتي دا جميل أوي دا ابني عمره ما عملها وجابلي وردة حتى، تسلمي يا ندى عجبني طبعا
ندى: طب هدخل أجيب عصير نشربه
حماتها: ماتتعبيش نفسك يا بنتي، كفاية تعبتي في الأكل تسلم إيدك طعمه طلع حلو
ندى بفرحة: بالهنا يا ماما، أنا مجهزاه وكنت حاطاه في التلاجة هقوم أجيبه
راحت تجيبه، وقالت حماتها لابنها: طلعت ذوق وبتفهم في الأصول ومش بتبخل عليا بحاجة كنت ظالماها ابقى اعتذر لها على اللي قولته
كمال: حاضر يا أمي
وخلص اليوم وحماة كل واحدة مشيت من عند ابنها مبسوطة وغيروا فكرتهم عن زوجات عيالهم وطلعوا كويسين وبيحبوهم غير ما كانوا بيسمعوا من جيرانهم
وكل واحد اعتذر من زوجته وخدها فسحها
"عامل الناس كما تحب أن تُعامل"