رواية وكر الافاعي شاهين وسيلين كاملة جميع الفصول

رواية وكر الافاعي هي رواية رومانسية تقع احداثها بين شاهين وسيلين والرواية من تأليف اماني جلال في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية وكر الافاعي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية وكر الافاعي هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية وكر الافاعي تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية وكر الافاعي شاهين وسيلين كاملة جميع الفصول

رواية وكر الافاعي من الفصل الاول للاخير بقلم اماني جلال

ليلا، في إحدى المناطق العشوائية البعيدة عن الأنظار والتي أغلب سكانها خارجين عن القانون ومسجلين خطر، في وكر خفي تحت الأرض كان هناك حوار حاد يدور
- عايز أتوب. قالها ماهر بجدية تامة وهو ينظر إلى صاحبه سلطان الذي رفع حاجبه بترقب وهو يقول
- يعني إيه؟

لياتيه رد ماهر على الفور ودون تردد فهو قد حسم أمره: يعني أنا عايز أبعد عن المستنقع ده وأعيش زي الناس وأربي بـ.ـنتي وإبني اللي جاي بالسكه وآخد ولاد أخويا سامر الله يرحمه شاهين وياسين قبل مايضيعوا زي ما أبوهم ضاع.

- ياحلاوة ياولاد بس كده دي بسيطة، قالها بإستهزاء واضح ثم إقتمت ملامحه وهو يكمل بغضب. في إيه مـ.ـا.تفوق لنفسك هو إنت مفكر إن دخول الحمام زي خروجه، دي فيها رقاب هتطير ياصاحبي، وأولهم إنت، بقولك إيه مـ.ـا.تعقل كده وتوزن كلامك ده قبل مايوديك في داهية
- بس أنا عايز أنظف كفاية أوي اللي حصل لسامر.

مـ.ـو.ته ده كـ.ـسر ظهري و كان زي القلم ليا وخلاني أفوء، وبعدين أنا لو فضلت معاكم أكتر من كده مش بعيد ولادي كمان يكون مصيرهم زيى يعيشوا ويندفنوا بالخرابة دي
سلطان بإنفعال
- ومن إمتى إحنا لينا فالنضيف، ما إنت عارف البير وغطاه وقوانينا اللي عايشين عليها مافيش خروج من هنا إلا ع القبر فعشان كده إنسى اللي بتفكر فيه لأن مالكش فيه
- من يوم ماشفتها بقا ليه فالنضيف
أخذ سلطان يربت على منكبه وهو يقول.

- فاكر لما قولتلك لو بتحبها إبعدها عن وكرنا عشان مـ.ـا.تتلدغش مننا. لأن الكبير لو عرف إنك مستغفله ومتجوز واحدة من برة منطقتنا بقالك خمس سنين ولاء كمان مخلف منها يبقا هيكتب نهايتك ونهايتها أكيد
ليقول ماهر بتـ.ـو.تر فهو يعلم صحة كلام الآخر
- وأنا قولتلك هحميها
نظر له سلطان بتهكم
- مش لما تحمي نفسك الأول
- شكلك نسيت مين هو ماهر الداغ ويقدر يعمل إيه
- ده كان زمان. قبل مايبقى ليك نقطة ضعف يقدر الكل يضـ.ـر.بك بسببها.

- اللي هي؟ ما إن قالها ماهر بحذر حتى همس الآخر
- سعاد الجندي حبيبة قلبك بـ.ـنت الحسب والنسب
وبـ.ـنتك الأمورة الصغيرة، ايه مش خايف عليها، فوووق لنفسك هو إنت فكرت إننا ممكن نسمحلك تتسلخ مننا وتروح تعيش مع ست الحسن والجمال والكبير هيقعد يتفرج عليك وخصوصا لما يكون المنسحب من بينا ده وخالف قوانينا هو نفسه دراعه اليمين وكاتم أسراره
- بس انت عارف والكبير كمان عارف إني ماليش فالغدر.

وأنا قلت اللي عندي كله، مافضلش حاجة عندي أقدmهالكم أكتر من اللي قدmته
- تصدق صح إنت مالكش فالغدر، بس شكلك كده نسيت إن إحنا لينا فيه، قالها سلطان وهو يزرع خنجر سام في منتصف ظهره بغل ما إن التفت الآخر ليذهب.

أخذ ينظر له سلطان بخبث ما إن وقف أمام الآخر وهو لايزال يمسك بالخنجر ولكن ما إن حاول ماهر إن يرفع يده ويخـ.ـنـ.ـقه حتى إحتضنه سلطان بقوة ليكرر غرز ذلك السلاح الأبيض مرة أخرى بظهره عدت مرات متتالية ولكن بشكل أكبر عنفا وما إن أتم مهمته المكلف بها حتى إبتعد عنه ليبتسم بحقارة وهو يرى الآخر يسقط على الأرض جثة هامدة.

أخذ يرفسه بقدmه بخفة بين الحينة والأخرى وهو يدور حوله ونظره معلق به ليجلس أمامه وهو يقول بفحيح سام.

- عجبك كده، ماقولتلك بلاش، بس هنعمل إيه بدmاغك الناشفة دي، صمت قليلا ثم أكمل بترجي خبيث، ماهر أوعى تزعل مني باللي عملته، إنت أخويا وحبيبي وانا عارفك مـ.ـا.تقدرش تعيش من غير مراتك فعشان كده هبعتهالك ياسيدي. والليلة هتكون عندك إتبسط ياعم، وولادك وولاد أخوك هيكونو فالحفظ والصون، مـ.ـا.تخافش عليهم هربيهم ليك مـ.ـا.تشيلش هم...

إعتدل بجسده وهو يضحك بخبث ويقول، لاااا لااا أوعى تشكرني ياصاحبي ده أقل واجب يتعمل مع أي حد يفكر بس إنه يسيب الوكر ويغدر بينا
إلتفت إلى أحد رجـ.ـاله وقال بأمر
- خدوه وإرموه قصاد بيته عشان يكون عبرة لكل واحد تطاوعه نفسه إنه يفكر بس يخالف القوانين.

علي الجانب الآخر بالتحديد في شقة ماهر الداغ كانت تجلس على الأريكة وهي تمسد على بطنها المنتفخة بشـ.ـدة بقلق لا تعرف ماسببه، قلبها مقبوض منذ أيام وكأنه كان يريد أن يحذرها عن خطر قادm...
إبتسمت بخفه ما ان شعرت بيد صغيرتها ميرال التي تبلغ من العمر أربع سنين تتحسس بطنها وهي تقول بتذمر
- أختي هتيجي إمتى بقى أنا زهقت من كتر ماستنيتها.

- إنت ايه اللي صحاكي بس وبعدين أنا كام مرة قولتلك يامرمر إن الدكتورة قالت إن البيبي ولد، يعني هيبقى عندك أخ مش أخت
لوت ميرال شفتها السفلية بزعل وهي تقول بتذمر
- بس أنا عايزة أخت
أخذت سعاد تداعب شعر الناعم وهي تقول بحب
- كل اللي ربنا يبعته حلو يامرمر، ودلوقتي يالا قومي كملي نومك عشان أحبك ولا إنت عايزاني أزعل منك
ميرال بنفي.

- لاء يامامي مش عايزة تزعلي مني، أنا هروح أنام، تصبحي على خير، قالت الأخيرة وهي تقبل وجنة والدتها لتسحبها سعاد الى أحضانها وأخذت تستنشق عبيرها بقوة وهي تقول بشوق غريب وكأنها شعرت بأن هذه أخر مرة تراها فيها.

- وإنت من أهله ياقلب أمك، أبعدتها عنها لتحاوط وجهها الصغير وأخذت تقبلها بكل إنش بوجهها ثم نظرت إلى عينيها وقالت بشكل عفوي إستغربته هي قبل الاخرى، إسمعيني كويس ياميرال خدي بالك من نفسك ومن أختك ماشي. إنتم مالكوش غير بعض
نظرت لها ميرال بإستفهام وحيرة
- أختي! هو إنت مش قولتي إن البيبي ولد
إبتعدت عنها وهي تقول بتـ.ـو.تر: هااا، معرفش. معرفش هي خرجت مني كده، يالا روحي نامي الوقت إتاخر أوي.

بعدها تنهدت بإرهاق وهي تنظر إلى أثر إبـ.ـنتها التي إختفت داخل غرفتها، أخذت تمسح دmـ.ـو.عها التي لاتعرف ماسببها ثم نهضت بصعوبة بسبب حملها الثقيل وأخذت تمشي داخل الشقة هنا وهناك وهي تأكل أضافرها فالقلق ينهش روحها دون رحمو
يالله لاتعرف ماذا يحصل لها أو بما تشعر الان...

إحساسها لايوصف، أخذت هاتفها من على الطاولة وأخذت تتصل مرارا وتكرارا على زوجها الذي تأخر جدا وفي كل مرة النتيجة كانت واحدة وهو، مغلق أو خارج نطاق التغطية
رمت هاتفها بنهاية المطاف بضيق على الأريكة لتسحب شعرها إلى الخلف بتعب نفسي وجسدي ثم أخذت تمسد على عنقها وكأن ضاقت عليها الأرض بما رحبت...
بعد مرور ساعة من الزمن المليئ بالقلق والتـ.ـو.تر المفرط.

فزعت ما إن إرتفع صوت جرس الباب ليبتسم ثغرها بأمل وهي تذهب نحو الباب لتفتحه وهي تقول بلهفة
- إخص عليك يا ماهر إتأخرت كده!، قطعت كلامها بخيبة أمل وهي ترى شقيقها الوحيد امامها
- هو ماهر لسه مارجعش، قالها سعد بتساؤل وهو يدخل ويغلق الباب خلفه لتتنهد الأخرى بتعب حقيقي وهي تقول
- لسة،!
سعد بترقب
- ومالك بتقوليها بزعل كده ليه...
نظرت له وقالت بصوت مخـ.ـنـ.ـوق
- خايفة!
- من إيه؟

نزلت دmـ.ـو.عها بغزارة لتحرق خديها وهي تقول بغصة
- مش عارفة، بس حاسة إن روحي إتسحبت مني وأنا لسه عايشة
- إيه الكلام الكبير ده، كل ده عشان سي ماهر إتأخر عليك شوية
لتقول سعاد وهي تنظر لأخيها بأعصاب متعبة
- أنا همـ.ـو.ت لو حصله حاجة
- بعد الشر إيه الكلام ده، قالها وهو يبادلها نظراتها بعتاب
إقتربت منه ومسكت يديه وهي تقول
- صدقني همـ.ـو.ت وراه، بس ده لو حصل بناتي أمانه عندك
سحب يده منه وهو يقول بإنفعال.

- ايه الهبل ده أنا هلاقيها منك ولا من جوزك في الليلة اللي مش هتعدي دي، أصحى على رسالة منه بيقول فيها. إن لو حصله حاجة إنت و الولاد أمانة عندي
أجي على ملا وشي عشان أشوف في إيه ألاقيكي بتخرفي وااء
قطعت كلامه ما ان وجدها تجلس على الأرض وهي تضـ.ـر.ب على وجنتيها وتبكي بطريقة تمزق نياط القلوب
جلس الى جانبها بسرعة وهو لا يعرف ماذا هناك
- في إيه يابـ.ـنتي انتم عايزين تجننوني معاكم.

- ماهر راح مني أنا حاسة بكده، أكيد راحلهم أكيد
سعد بعدm فهم
- راح لمين؟
اخذت تضـ.ـر.ب على فخذيها وهي تقول بحرقة
- هو قالي هيروح يصفي شغله وبعدها هنسافر ونعيش برا، قولتله بلاش والله العظيم قولتله بلاش خليني عايشة بالظلمه معاك أنا راضية المهم إنت بخير بس هو مسمعش الكلام، راح لهم لحد الوكر برجليه وهو عارف النتيجة هتكون إيه
سعد بعدm تصديق
- وكر إيه؟

- وكر الأفاعي اللي هو عاش وكبر فيه، ما إن قالتها حتى إرتفع جرس الباب لتنهض بهمة وتركض نحو الباب
غير آبهة بحملها ولا بوضعها فهي في حالة إنهيار تام
ولكن ما ان فتحته حتى إرتدت إلى الخلف بعدmا خرج من حنجرتها شهقة حرقت فؤادها به.

لاتصدق مـ.ـا.ترى امامها الأن، معشوق روحها غارق بدmائه مقـ.ـتـ.ـو.ل غدرا، أخذت ترجف بمكانها بصورة مخيفه مما جعل سعد الذي كان لايقل صدmة عنها يعجز عن التصرف ولكن ما جعله يفوق من صدmته هذا هو صراخ ميرال المرتعب من ما تراه الآن
إنحنى وحمل تلك الصغيرة على ذراعه لتدفن وجهها بسرعة داخل أحضان خالها الذي كانت نظرته مازالت معلق على زوج أخته المقـ.ـتـ.ـو.ل...

لايعرف ماذا حدث أو كيف حدث، في غمضة عين تجمهر الناس حولهم بسبب صراخ أخته وبكائها الذي أخذ يمزقه إربا ولكن مازاد الأمر سوء عنـ.ـد.ما وجدها تنزف بشكل مخيف أصبح حالها لايقل عن حال زوجها الراحل ولكن الفرق بينهم هي مـ.ـا.تت ومازالت على قيد الحياة. منظرها المخيف هذا جعله يفوق من دوامته.

لينزل ميرال بسرعة وذهب نحو أخته وحملها بين ذراعيه وما إن كاد أن يخرج حتى صرخ ب ميرال ان تأتي معه، لتتمسك تلك الصغيرة ببنطاله وهي تصرخ بخـ.ـو.ف بأن لا يتركها هنا ويذهب وما زاد رعـ.ـبها أضعاف هو رؤية والدتها بهذا الشكل لتقول بصوت مليئ بالبكاء المفرط: مااامي مـ.ـا.تسبنيش أنا خايفة! بابي كله دm، دmمممم
بعد مرور بعض الوقت في إحدى المستشفيات الحكومية، كان سعد الجندي يقف أمام صالة الولادة.

و صوت صراخ أخته يرج الجدران ويرج كيانه هو أيضا كانت تقاوم المـ.ـو.ت بتجرعها أشـ.ـد أنواع العـ.ـذ.اب لتطلق جنينها لهذه الحياة ولكنها بدأت تضعف قواها بالتدريج ولم يعد لديها القدرة بأن تكمل صراعها هذا، وضعفت دقات قلبها حتى توقف عن العمل وهذا تزامنا مع إنتفاض جسدها بعنف لترفع راية إستسلامها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن ترى ماذا أنجبت حتى.

وما إن سكن جسدها بعد إنتفاضته الأخيرة حتى إرتفع الهرج بينهم وأصبحت صالة الولادة كخلية النحل الكل يعمل بجد، قسم منهم يعمل على إنقاذ الأم وإسعافها والقسم الآخر كان يحاول أن يكمل الولادة بأن يسحب الجنين منها قبل أن يفقدوه هو أيضا
وبعد جهد لايستهان به من الكادر الطبي إرتفع صوت صرخ الطفل يعلن عن دخوله لهذه الحياة بقوة، أعجوبه، نعم ولادته كانت أشبه بالأعجوبة، كما قال تعالى (( يخرج الحي من المـ.ـيـ.ـت )).

أما في الخارج كان سعد يأخذ ممر المستشفى ذهابا وإيابا وهو يحمل ميرال على كتفه ليلتفت نحو باب الذي يفصل بينهم ما إن سمع صراخ الصغير، لترفع ميرال وجهها الشاحب من عنق خالها وهي تقول بصوت يرجف
- ده صوت بيبي صح ياخالو،!

- صح ياحبيبتي صح، قالها سعد وهو يملس على شعرها الأشعث ونظره معلق على باب الصالة ينتظر خروج أحدهم يطمئنه، أنزل ميرال بسرعة وذهب متوجها نحو تلك الممرضة التي خرجت لتوها وهو ينظر لها بلهفة إلى ما تحمل ليبتسم بحـ.ـز.ن ما إن قالت له
- ألف مبروك جتلك بنوته زي القمر، تتربى بعزك، قالت الأخيرة وهي تعطيها له لتنزل دmعة منه وهو لايصدق كل ماحدث معهم، إبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بتعب.

- طب طمنيني الأول على سعاد عاملة ايه
- قصدك أم البنوته تعيش إنت، شـ.ـد حيلك، قالتها الممرضة بمنتهى البرود وبدون تمهيد للموضوع. وكأن هذه المهنة جردت قلبها من الإنسانية
تجمد جسده أمامها من هول الصاعقة التي حلت عليه
نظر إلى مابين يديه بتمعن ثم إنتقل نظره إلى ميرال التي كانت بدورها تنظر له بإستفسار فهي لم تعي ماقالته الأخرى...
بعد مرور 24 سنة.
الوقت، قريب من منتصف الليل في إحدى واحات الصحراء الغربية التي تقع على الحدود المصرية، كان يصدح منها صوت الطبل والمزمار البلدي
لتقترب كاميرتنا بالتدريج من هذا المكان الغريب لنرى هناك مجموعة من الرجـ.ـال السكارى يحتسون الشراب بشراهة وهم يلتهمون بأعينهم تلك الفاتنة الغجرية التي تتمايل أمامهم بإغراء متعمد لتزيدهم إثارة، لا تستغربوا ياسادة فهذه هي وظيفتها هنا وهذا مـ.ـا.تكسب المال منه.

ولكنها محتالة كانت ترمي شباكها على أعلاهم شأنا وقدرا من بين الحضور، أما بطلنا فقد كان يجلس بتكبر ونظراته المتعالية على من حوله مليئة بالغرور والغطرسة ولما لا يغتر فهو يحيى اللداغ الشقيق الروحي لشاهين وياسين اللداغ...
مع بعضهم منذ الصغر و علاقتهم قوية وعميقة لدرجة بأن الجميع أخذ يناديه بكنيتهم لأن كل من يراهم يظنهم أخوة من دm واحد.

ولكن رغم هذا الصخب كانت الأجواء متـ.ـو.ترة بين يحيى وشخص يدعى رامي لايعرف من هو ولكن في الأيام الأخيرة أصبح يتردد على كل مكان يذهب له اللداغ على مايبدو بأنه عضو جديد دخل الوكر ولايعلم مع من يلعب
أخذ ينظر له يحيى بتحدي وكأنه يدعوه للعراك ليبادله الآخر بتحدي لا يقل عنه، أحمق وساذج أخذه تهوره لنقطة لا رجوع فيها، لا يعرف بماذا تورط وبأن إنسانةبريئة ستدفع ثمن تورطه هذا،؟!

قطع نظراتهم المتحاربة هذه ما إن وجد تلك الغجرية الفاتنة تجلس إلى جانبه أو بالأصح جلست داخل أحضانه لتسحب سجارته من أنامله لتضعها بين شفاهها المصبوغة باللون الأحمر بحركة مدللة لتسحب منها نفس بإستمتاع وهي تنظر إلى ذلك الوسيم الذي أمامها بتمني أن تحصل عليه ليبادلها الآخر بإبتسامة وغمزة سريعة بمعنى لا مانع لديه لما تريد فإنه لا يقل عنها شوقا لخوض هذه التجربة.

ضحكت بمياعة ما إن فهمت نظراته لترفع رأسها إلى الأعلى وأخذت تزفر الدخان ببطئ بالهواء ثم عادت تنظر له بتمعن ليرفع يده بإشارة معناها أخرجوا وبالفعل
ماهي سوى ثواني معدودة واصبح المكان خالي إلا من رامي الذي لم يعير لطلبه اي إهتمام
إلتفت له يحيى ببرود بعدmا أبعد الغجرية من أحضانه و وقف أمام الاخر ثم قال بإستصغار.

- هو إنت ليه مصر تخليني أحطك في دmاغي وأفعصك تحت جزمتي مـ.ـا.تخليك ماشي جنب الحيط وتتقي شري أحسلك عشان تقدر تاكل عيش
نهض رامي بإنفعال وقال
- وإنت ليه شايف نفسك أعلى مننا مع إني احسن منك
ضحك بسخرية وقال بإستفزاز وهو يشير عليه بسبابته وكأنه نكرة لا شئ
- إنت أحسن مني أنا، بإيه؟
نطق رامي بكلام مندفع لم يكن يعرف بأن كلمـ.ـا.ته هذه سيدفع بها الثمن غالي جدا في الحاضر و المستقبل.

- عايز تعرف أنا أحسن منك بإيه، على الأقل أمي وأبويا معروفين مين، بس الدور على اللي عايش بجلباب مش جلبابه ده حتى صحابه عطفو عليه وسموه على اسم عيلتهم وهو إبن، حـ.ـر.ام!
عم الصمت الخطير على المكان وأخذت عضلات جسده تتقلص وتنبسط من غضبه الذي يحاول أن يسيطر عليه لينظر إلى تلك الراقصة واشار لها برأسه بأن تخرج وما إن نفذت ما أمرها به حتى اخذ يرفع اكمام قميصه بهدوء إلى المرفق وهو يقول بهدوء ماقبل العاصفة.

- غلطان،! ولعبت بالنار، أنا إتسمـ.ـيـ.ـت بيحيى اللداغ عشان انا لدغتي غير الكل، أنا مبعرفش ألف وادور زي غيري، أنا بجيب أخرك على طول
قال الأخيرة وهو يسحبه نحوه من طرف التيشريت بطريقة مهانة ليعاجله بضـ.ـر.بة من مقدmة رأسه على جسر أنفه الذي بالتأكيد إنكـ.ـسر دون شك ثم أخذ ينهال عليه باللكمـ.ـا.ت المتتالية ليليها الركلات العنيفة التي تعرف هدفها جيدا كان مع كل ضـ.ـر.بة هناك صوت كـ.ـسر أو خلع...

كان يضـ.ـر.ب بوحشية تامة تخلى عن إنسانيته تماما مع هذا المتهور الذي تلاعب مع الكوبرا وإستفزها بأسوء الكلمـ.ـا.ت ولم يتركه حتى فقد الوعي برغم دخول الرجـ.ـال بينهم لتفريقهم إلا إنه كان في عالم آخر...
نبذه من بين يده بعدmا أصبح لا ينفع لشئ وخرج من المكان وما إن وصل إلى سيارته إنطلق بها حتى اتاه اتصال هام من شاهين يأمره بالعودة إلى الوكر بأسرع وقت ممكن،.

بعد وقت طويل جدا وصل إلى المنطقة المطلوبة مع شروق الشمس ليذهب إلى شقة في الطابق الأخير أو دعنا نقول الى إحدى الخرابات المكونه من غرفة واحدة وحمام فقط لا غير، رمى نفسه بتعب على السرير الذي لا يوجد إنسان عاقل يرضى ان يستلقي عليه وخاصة شخص بغروره هو ولكن الضرورة تجبره على ذلك فهو على وشك فقدان الوعي من شـ.ـدة نعاسه.

في وقت الظهيرة إستيقظ وأخذ يتململ بجسده بضيق من صوت طرق الباب المتكرر حاول أن يتجاهل الصوت ولكن لم يستطيع فعلى مايبدو بأن الطارق مصر على إزعاجه.

نهض بتأفئف وكسل وهو يتوعد بداخله لذلك المزعج الذي يكمن خلف هذا الباب المتهالك الذي ما إن فتحه حتى رفع قبضته ليضـ.ـر.ب به على من تجرء وأزعجه بهذا الشكل إلا انه انزل ذراعه بخيبة أمل عنـ.ـد.ما وجد ياسين اللداغ يقف أمامه بطوله الفارع ويضع يديه بجيب البنطال وهناك إبتسامة مستفزه تزين وجهه ليقول يحيى بإنزعاج بعدmا تركه ودخل ورمى نفسه على السرير مرة أخرى.

- بذمتك دي عملة تعملها فيا بقا أنا يحيى انام بالقرف ده والله ثم والله لو إني ماكنتش هنام وأنا واقف من التعب عمري ماكنت هدخل هنا لو إديتني مليون جنية. وأخرك ده معايا، يعني إنسى إني أسلفك شقتي تاني شوفلك غيري تقضي عنده لياليك الحمرة
ضحك عليه ياسين بشمـ.ـا.تة وهو يمرر بصره على حالته المزرية هذا ليقول بعدها ببرود
- عيب عليك ياجدع
، أومال فايدة إخوتنا دي إيه إن ماكنتش أمرمطك معايا هاا فايدتها إيه.

- أضحك أضحك، والله محد يقدر عليك إلا شاهين ماهو من عمايلك السودة ساب شقته وقعد عندك. إن مافتنت عليك عنده
ياسين برفض
- لاااء أوعى يايحيى كله إلا البوس الكبير ده مايتلعبش معاه أبدا ده لما بيتدايق بيضـ.ـر.ب بغباء ولا يبالي، بس تصدق حلال عليك المكان ده لايق بفخامة حضرتك، قال الأخيرة وإنفجر عليه بالضحك من كل قلبه ليصـ.ـر.خ به الآخر بضيق
- يااااسين مـ.ـا.تزهقنيش بقا قول اللي عندك وإنجز عايز أكمل نومي.

- نوم إيه بس، لاء صحصح معايا كده ده الحاج سلطان مستنينا من بدري
إعتدل بجسده وقال وهو يعدل من ترتيب ثيابه
- الحاج سلطان؟ معرفتش عايز إيه، قالها وهو يعتدل بجسده ثم أخذ يعدل ثيابه متوجها نحو الحمام ليغتسل
ياسين بجهل
- لاء معرفش، بس شاهين إتصل بيا وقالي تعالى وهات يحيى من قفاه معاك
رفع نظره نحوه وهو رمى عليه المنشفة بعدmا جفف وجهه بها.

- بقى شاهين قالك كده، هاته من قفاه ولا إنت زودت الشطة من عندك عشان تحرق دmي
إلتقط منه المنشفة التي تحول لونه من الأبيض إلى الرماد ليكرمش وجهه بقرف وهو يرميها على الأرض ثم قال بإبتسامة خبيثة
- بصراحة أنا اللي زوته من عندي عشان أديها نكهة للحكاية
أخذ يمشط شعره الحرير بأنامله وهو يقول
- أنا مش هرد عليك دلوقتي نروح نشوف الكبير عايز إيه
مننا بعدها نشوف إيه حكاية النكهات دي.

- طب يالا قدامي ياعبقري زمانك وريني عرض قفاك. قالها ياسين وهو يدفعه بخفه نحو الباب بهزار ليضحك الاخر عليه وخرج معه متوجه نحو السرداب الأرضي أو دعنا نقول الوكر الخفي الخاص بالإجتماعات
لكبرات المنطقة
أخذو ينزلوا الدرج معا بثقة بعدmا دخلوا من الباب العلوي الذي يحرسه رجلين من رجـ.ـالهم. ليقول يحيى بحماس وهو يجلس على الكرسي الخاص به حول الطاولة
- إزيك يابوس منور الدنيا والله
نظر له شاهين بنظرات ثاقبة وقال.

- مش هتعقل يايحيى وتبطل مشاكل
إبتسم بخفة فقد فهم من كلامه بإنه قد علم بشجار ليلة أمس التي حدثت مع رامي ذلك الحثالة أفسد مزاجه. ليقول ببراءة لاتمد له بصلة
- والله يا شاهين ومالكش عليا حلفان إنت ظالمني، أنا ممكن أبطل مشاكل بس تقدر توعدني إن المشاكل هتبطل مني، وبعدين يا أخي الخناقات دي بتمشي بدmي يعني مستحيل أعدي كلمة لحد وقفت بزوري.

- وده الصح يا للداغ، قالها سلطان وهو ينزل الدرج بجبروته المعتاد لينهض الثلاثة له بإحترام وما إن ذهب إلى مكانه وهو أن يترأس قمة الطاولة حتى أكمل بجدية
عجبتني أوي يا يحيى، الواد طلع من تحت يدك مافيهوش حاجة تدل على إنه عايش غير النفس اللي كان بياخده بطلوع الروح. والله وطمرت فيك تربيتي.

صمت قليلا وأكمل، إسمعوني كويس إنتو التلاتة الكل هنا بيعرف مكانتكم عندي إيه، ف اللي يفكر بس يقلل منكم بكلمة إدفنوه وهو عايش عشان يكون عبرة لغيره لأن ببساطة مش سلطان اللي رجـ.ـالته تتهان ولو بحرف...

أسياد الوكر ليها مكانتها برضوا واللي ماينخش بالخـ.ـو.ف ينخ بكـ.ـسرة العين والولد اللي إسمه رامي ده لازم يتكـ.ـسر بعرضة عشان يحرم يحط راسه براس اللي أكبر منه، وبكده هيدب الرعـ.ـب في قلب كل حد يحاول يقف في وشنا لان إحنا ماعندناش رحمه مع أعدائنا.

- لاء ياحاج مش محتاجين ندخل فيها أعراض. كفاية اوي اللي عمله يحيى فيه أعتقد بعد اللي حصله هيفهم الدرس ولا أنت رأيك إيه، قال الأخيرة شاهين وهو ينظر إلى أخيه الروحي الذي وافقه الرأي على الفور دون تردد من شـ.ـدة إحترامه له
- أكيد أنا من رأيك يا شاهين ماليش قول من بعدك ياخويا
إبتسم ياسين بفخر وأخذ يربت على كتف الآخر ليدفع يحيى يده عنه وأخذ يقول له بضيق.

- بلاش إستظراف يلاااا انا لسه منستش عملتك فيا وخلتني أنام بالخرابة اللي فوق السطوح
رفع ياسين حاجبه بذهول وقال
- قلبك أسود
- ومنقط بأسود كمان، قالها برفعة حاجب هو أيضا كاد الآخر أن يرد عليه إلا إنهم صمتوا وإلتفتوا نحو سلطان الذي أخذ يقول بجدية مفرطة وحقد وغل.

- أنا جمعتكم هنا عشان أقولكم بعد بحث طويل لسنين إني اااخيرا وصلت لمكان سعد الجندي اللي بسببه انتو اتيتمتم، ده طلع عايش برا البلد وعامل شغل جـ.ـا.مد ليه هناك وتمتع بالفلوس اللي عملها وعايش حياته ولا على باله
- سعد! همس بها شاهين بشرود وهو يعتدل بجلسته
ليأكد سلطان بإنفعال خبيث على ما قال.

- أيوه سعد الجندي اللي هو كان السبب الرئيسي لمـ.ـو.ت سامر وماهر، وكل ده ليه عشان بس ماهر حب أخته وإتجوزها على سنة الله و رسوله
بس لما اكتشف إن ماهر شغال معانا حب يحرق قلبه على أخوه فغدر بسامر أبوكم اللي هو أخويا وقــ,تــله من غير اي حق ظلم، ولما ماهر عرف بالحقيقة قــ,تــله هو كمان ودفن معاه أخته اللي مـ.ـا.تت ورا جوزها من قهرتها عليه وهي حامل يعني سعد ده هو قــ,تــل عيلة كاملة اللي هي عيلتكم.

أخذ ينظر إلى تعابير وجهه بإنتصار ما إن وصل إلى مبتغاه ليكمل كلامه بهسيس أفاعي، أنا عارف إني كل يوم بعيد عليكم الكلام ده بس هدفي إنكم مـ.ـا.تنسوش عدوكم اللي حرمكم من أحن إتنين اللي هما أبوكم وعمكم، لازم تاخذو حق اللي مـ.ـا.توا غدر عشان يرتاحوا في قبرهم وتبردو ناري كمان...
ليقول شاهين بغضب أسود: إديني العنوان اللي هو مستخبي فيه وخلال 24 ساعة هتسمع خبر مـ.ـو.ته زي الكـ.ـلـ.ـب
سلطان بصدmة مصطنعة.

- إنت اللي بتقول كده ياشاهين، انت، بقا عايز تقــ,تــله وخلاص ده المـ.ـو.ت لكـ.ـلـ.ـب زيه راحة.
ياسين بحرقة
- لازم نخليه يتمنى المـ.ـو.ت وميلاقيهوش
سلطان بتأكيد وكأنه شيطان يوسوس لهم
- صح، لازم يتعـ.ـذ.ب بالغالي على قلبه
شاهين بقهر
- لازم أمـ.ـو.ته فاليوم الف مرة وهو عايش. زي ماحرمني من أبويا وأنا في عز حاجتي ليه هحرمه من الراحة وهخليه يدوق العـ.ـذ.اب ألوان
نظر له ياسين وهو يقول بتساؤل.

- طب واحد زي ده بعد العمر ده كله إيه أكتر حاجة هتو.جـ.ـعه، لو مـ.ـا.ت ماهو خلاص كبر وعاش حياته بالطول والعرض، إيه اللي هيخليه يتحرق بنار جهنم ع الارض
ليقول سلطان بحقد سام: بناته، اللي فنى حياته عليهم، و زرع شقا عمره فيهم
نظر له شاهين بصدmة: بناته؟

- أيوه. دول نقاط ضعفه، قالها وهو يشغل ذلك الجهاز الموضوع على سطح الطاولة لتظهر صورة ميرال وهو يكمل، ميرال الجندي دي الكبيرة مديرة محاسبات، ودي الصغيرة سيلين الجندي خريجة فنون جميلة بتعافر عشان تبني ذاتها، الصغيرة دي بقا سعد روحه فيها، مدلعها آخر دلع بيعتبرها نور عنيه بيخاف عليها من الهوا.

شاهين بضيق من هذا كله: حضرتك عايزنا بعد السنين دي كلها ناخذ حقنا من بناته، ليه، ما أنا أقدر أخد حقي من حباب عنيه راجـ.ـل لراجـ.ـل
سلطان بتوضيح
- ما أنا قولتلك المـ.ـو.ت للي زيه رحمه وخصوصا لما بقت صحته على قده، إفهم يا إبني كل راجـ.ـل وليه نقطة ضعف وهي الست يا إما أمه يا ام5ا حبيبته يا إما مـ.ـر.اته وياسلام لو تكون بـ.ـنته لأن وقتها مش هتلاقي حاجة عنده أغلى منها تضـ.ـر.به فيها...

هااااا قولتوا إيه هتاخدو حق عيلتكم منه ولا تسيبوه عايش حياته بالطول والعرض وتنسو إن ليكم تار عنده
وتسبوني أنا أخد تار صحابي طالما هما ماخلفوش رجـ.ـا.لة
غطا عليهم حالة من الصمت ليكـ.ـسرها في الأخر شاهين وهو يقول: موافقين، المطلوب مننا إيه
- أول حاجة إنكم تخلوه يرجع مصر
ياسين بثقة
- إعتبره حصل
- أنا بقلكم من أولها أنا ماليش دعوه بالصغيرة دي ولا في التانية، قالها شاهين وهو يؤشر على صورة سيلين الظاهرة على الحائط.

ياسين بترحاب مضحك
- حلو سبوهم ليا دي لعبتي
وإنت خليك بالشغل الأداري
شاهين بتوعد
- إن ما خاليته يرجع ع الحديدة ويخسر كل قرش ليه ويعفن بالسـ.ـجـ.ـن مبقاش أنا شاهين اللداغ
- وأنا هكون دراعك اليمين ياخويا وفي ضهرك، قالها يحيى بهمة فهو يعتبر ثأر إخوته هو ثأره
ياسين بحماس
- حلو أتفقنا...
يحيى بإستفسار
- بس ماقلتوش هنخليه يرجع مصر إزاي
رفع ياسين يديه وقال.

- لاااء سبولي أنا الطلعة دي، أقعد كده و أحاط رجل على رجل واخطط وأمخمخ هخلي الفار المستخبي يخرج من جحره إزاي ويجي برجليه كمان لحد الوكر، وبكده هيحلو اللعب
نظر له يحيى وقال
- يتخاف منك يابن اللداغ
ياسين ببراءة ماكرة
- ليه بس
ليقول يحيى بغـ.ـيظ مضحك من دهاء الاخر
- لان إنت الوحيد اللي مـ.ـيـ.ـتعرفش هزارك من حقيقتك، مكار بالمعنى الحرفي دmاغك سم من الآخر، أمـ.ـو.ت
وأعرف بيدور فيها إيه.

- هتعرف كل حاجة بوقتها مـ.ـا.تستعجلش على رزقك ياخويا
بعد شهرين في لوس أنجلوس الملقبة بعاصمة الإبداع في العالم أي مدينة المشاهير، هنا لا يوجد مكان للكسالى الكل يعمل بجد وهمة وكأنهم بسباق مع الزمن لايوجد وقت لكي نهدره، الجميع يطمع أن يصل للقمة قبل الآخر ويثبت مكانته بمهارته الخاصة.

دعونا ننتقل إلى مكان راقي مليئ بالأشخاص ذات الطبقة المخملية والمهتمين بالموضة من المشاهير لتترصدهم كاميرات الصحافة وفلاشاتهم وكأنه حدث كوني، ينتظرون بدء عرض الأزياء لموسم الصيف على أحر من الجمر، هكذا كانت الاجواء في قاعة العرض.

أما في الكواليس كانت تتنقل من عارضة إلى أخرى وهي تتأكد من فساتينهم ومكياجهم بل من مظهرهم بشكل عام وما إن إنتهت حتى أشارت إلى مساعدتها أن تاخذ العارضات إلى أقرب أستيدج فلم يبقى على العرض سوا ثلاث دقائق فقط لا غير...

أغمضت عينيها ورفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت نفس عميق لتحبسه داخل رئتيها لعدت ثواني ثم أطلقته بهدوء. وما إن سمعت الموسيقى التي تعلن عن البدء حتى فتحت عينيها وكادت أن تذهب إلى الخارج وتراقبهم إلا إنها قطبت جبينها بإستفهام ما ان آتت مساعدتها مسرعة نحوها وهي تقول باللغة الإنجليزية
- هناك خبر كارثي سيلين
- ماهو؟!
- جوليا العارضة الرئيسية ترفض إرتداء فستان الزفاف
- ماذا؟ ولما هذا
- تريد أن تضاعف أجرها.

- ولما لم تتكلم مع المنتج في هذا من قبل
- والأن ماذا سنفعل هل سنعطيها مـ.ـا.تريد
- بالطبع لا
- ولكن إن لم ننفذ طلبها سيفشل العرض وسيتحطم إسمك قبل أن يلمع حتى، لا تنسي هذا أول عرض لمجموعتك يا إما النجاح أو الفشل
أخذت سيلين تفكر بشرود وصوت مسموع
- جوليا هدفها ليس المال هدفها أنا، تريد أن تحطم حلمي قبل أن يبدء
- وما الحل برأيك؟!
- لا أعرف.

في الخارج كانت تجلس بين الحضور هي ووالدها الروحي وزوجته، تدعي من كل قلبها النجاح لأعز مالديها وما بقى لها في هذه الدنيا، كانت تلمع عينيها بسعادة وفخر فتعب أختها لم يذهب هباء فعلى مايبدو مجموعة تصاميمها نالت إعجاب الحضور كان هذا واضح جدا عليهم.

زاد الحماس ما إن دخلوا العارضات مرة أخرى واحدة تلوى الأخرى ليقفوا على الأطراف أمام بعض يفسحوا مجال في منتصف الإستيدج الطويل لتتوجه الأنظار على بوابة العرض ينتظرون دخول العارضة الرئيسية
تأخر ظهورها مما جعل التساؤل بينهم يزداد ليدب القلق بقلب ميرال التي أخذت تعض شفتها السفلية بترقب وخـ.ـو.ف وهي تتسائل مع نفسها لما كل هذا التأخير سيلين ألم تقولي في الأمس بأن كل شئ على مايرام.

خرجت من دوامة أفكارها هذه ما إن زادت فلاشات الصحافة تزامنا مع إنطـ.ـلا.ق موسيقى الختام تعلن بها عن ظهور العارضة الخاصة والتي لم تكون سوى
- سيلين، همست بها زوجة خالهم وهي تنظر إلى ميرال بصدmة لتنهض الأخرى وهي لاتصدق ما ترى فأختها
ترتدي فستان زفاف ضخم وأنيق جدا...
كانت تقف في القمة والإضاءة أصبحت موجهة عليها.

هنا حلمي و تعبي يكمن، هذا ما كانت تقوله في داخلها لتشجع نفسها وتقلل من تـ.ـو.ترها الذي خلفته بالثقة المصطنعة، نعم ياسادة فإن لم تكون تملك الكثير من الثقة فصطنعها وهكذا بالتدريج ستتملكه فعلا وهذا ماحدث معها مجرد ثواني حتى رفعت نظراتها بشموخ و وضعت يديها على خصرها المنحوت وأخذت تتقدm بخطوات مدروسة وإستعراض عالي يليق بتصميمها التي سهرت ليالي طويلة لتصل لهذه النتيجة.

وصلت لنهاية الأستيدج لتطل بطلتها هذه على الجميع
ولكن مالم تكن تتوقعه هو أن ينهض الحضور وأخذوا يصفقون بحرارة لهذا العرض المميز لتتصدر المجموعة الخاصة بها بسرعة البرق في اليوم التالي عناوين الصحافة وأحدثت ضجة بوسائل التواصل الأجتماعي بطريقة غريبة ( مثيرة للشك )...
خرجت سيلين من غرفتها وهي تقول بنشاط وسعادة
لعائلتها التي تجلس على طاولة الطعام
- صباح الخير
الجميع: صباح النور
رفع سعد نظره نحوها وقال بجمود.

- أهلا باللي منورة الجرايد كلها
- بجد! قالتها وهي تقترب منه لتأخذ الجريدة لتقفز بعدها بفرحة كبيرة لا توصف، ليقول سعد بعدها بهدوء وهو يحتسي قهوته
- ماقولتليش ياسيلين إمبـ.ـارح حصل ايه عشان تخرجي حضرتك بدال العارضة
حمحمت سيلين بصوتها وجلست على الطاولة وهي تقول بجدية بعدmا إستكشفت غضب والدها المبطن منها ومن فعلتها الذي يحاول أن يداريه
- حضرتك عارف إني قدmت بمسابقة المصممين المبتدئين.

إلي عملتها أكبر دور الأزياء في الولاية هنا بهدف دعم المواهب وإستكشافها، وكان لازم كل مشترك يصمم مجموعة كاملة في شهر واحد بس واللي تاخذ المركز الاول بحكم اللجنة بتاعتهم هي المجموعة دي اللي هيبدأو يشتغلوا عليها ويصنعوها بأنتاجهم بأحسن الخامـ.ـا.ت...
سعد بغضب.

- ماقولتيش حاجة جديدة كل ده أنا عارفه وسمحتلك تشاركي عشان ماخليش حاجة بنفسك بس بردو ايه هو الشئ اللي خلاكي تطلعى المسرح وتبقى فرجة للي يسوا واللي مايسواش، و إنت عارفة يا سيلين رأيى بالموضوع ده وبردو عملتيه وده معناه إني عندك ولا حاجة
سيلين برفض لهذا الاتهام.

- لا والله مش كده خالص، بس كل الحكاية في ناس دفعت فلوس للعارضة عشان تنسحب في آخر لحظة عشان يفشل أول عرض ليا. وأنا مستحيل هسمح بده بعد التعب اللي تعبته سنين وأنا بشتغل على نفسي فكان لازم أعمل كده عشان أنقذ الموقف، لأن لو تكـ.ـسر إسمي في أول عرض ليا هيبقى علامة إكس عليا وبكده عمري ماهوصل للي ا5نا عايزاه وكان لازم أقدm تنازلات عشان أوصل.

صعق سعد بكلام إبـ.ـنته الصغيرة فهناك معنى خفي خلف هذه الكلمـ.ـا.ت، شرد بتخيلاته السوداء لم يكن يسمع مـ.ـا.تقول فقط يومئ لها بنعم وبأنه راضي ما إن اخذت تقبل رأسه وكف يده...
وما إن خرجت هي وأختها متوجهين إلى عملهم حتى نظر إلى زوجته التي كانت تنظر له بتساؤل ليقول بما يدور في خاطره
- سمعتي اللي سمعته يا داليا، بـ.ـنتي أنا اللي تعبت فيها لازم تقدm تنازلات عشان توصل وأول تنازل كان إمبـ.ـارح والنتيجة أهي بقت فرجة للعالم.

داليا برفض لهذا المنطق: فرجة ايه ده بدال مـ.ـا.تفرحلها
سعد بإنفعال
- أفرح! عايزاني أفرح إن بـ.ـنتي بقت فريسة للعالم اللي مايعلم بيهم إلا ربنا...
داليا بعدm فهم
- إنت مكبر الموضوع كده ليه وإيه يعني لما الصحافة تتكلم عن نجاحها.

- سيلين بعد مـ.ـا.تنشرت صورها بقت محط أنظار كتير من الرجـ.ـا.لة و زي ماقالت المجال ده محتاج تنازلات وأكيد في ناس كتير مـ.ـا.تخافش من ربنا هيستغلوا النقطة دي عشان يوصلولها وخصوصا لو شافو حماسها وتمسكها بحلمها...
بس الحق عليا أنا إيه اللي خلاني أوافق انها تشارك بالزفت المسابقة دي، هحط عيني بعين أختي إزاي لو حصلها حاجة بعد ما هقابل رب كريم، هقول لماهر إيه ماقدرتش أصون أمانتك.

كان يتكلم مع نفسه بحرقة لتقاطعة داليا وهي تقول
- إخص عليك يا سعد بتشك فبـ.ـنتك اللي ربتها، دي سيلين، واللي ربنا عوضنا بيهم بعد ماإتحرمنا من الخلفة
سعد بنفي
- عمري ما أشك ببناتي أنا ربيتهم بروحي بس انت عارفة أنا كبير ولوحدي وماعنديش ظهر وخايف عليهم جمالهم هما الأتنين في المكان اللي عايشينه خطر بالنسبالي
لتقول داليا بشك.

- بس أنا شايفة حرصك على سيلين أكتر شوية من ميرال ياترى إيه السبب أوعى تكون بتفرق بينهم في المحبة أزعل منك إحنا ماحلتناش غيرهم
سعد بتوضيح لفكرة زوجته الخاطئة
- لاء طبعا دول نور عيوني، بس ميرال هادية وعاقلة وتصرفاتها موزونة أما العفريتة التانية شعلة متنقلة بتحرق المكان اللي هي فيه بشطارتها وتخلي اللي مش مركز معاها يركز غـ.ـصـ.ـب عنه...
- ربنا يحميهم من كل شر.

- أمين! بس أكيد مش هستنى لما البنزين يولع بالنار اللي جنبه واقول قضاء وقدر
- يعني إيه؟
- يعني لازم ننزل مصر كفاية علينا كده غربة
- والبنات مش خايف عليهم لايتعرفوا هنا ويبقا بدل ما حافظنا عليهم نضيعهم بأيدينا من كتر خـ.ـو.فنا عليهم
أوعى ياسعد تبقى زي القطة اللي أكلت عيالها من خـ.ـو.فها عليهم
سعد بتفكير وقلق.

- ربنا مايورينا سوء فيهم أبدا، والموضوع ده مر عليه سنين طويلة زمانه إتدفن وإتنسي كمان، وبعدين أنا سجلتهم على إسمي هما عايزين بنات ماهر مش بنات سعد الجندي. يعني ما تخافيش
قال الأخيرة ونهض متوجها إلى عمله هو الآخر لتنظر داليا إلى نقطة وهمية بعيدة وهي تقول
- ربنا يستر ياسعد وميبقاش بقرارك ده بنقدmهم ليهم على طبق من دهب.

دخلت بهو الشركة بخطواتها الهادئة متوجهة نحو مكتبها لتباشر عملها كمديرة قسم المحاسبات وبالفعل ما ان دخلت وجلست على كرسيها حتى غاصت بعملها المكثف لساعات طويلة وفي اخر نصف ساعة لإنتهاء الدوام أتاها تليفون من السكرتيرة الخاصة بالمدير العام بإنه يأمر بقدومها إلى مكتبه الآن.

وضعت سماعة الهاتف في مكانها وهي تتنهد بتعب ثم نهضت وذهبت إلى الطابق الخاص به وما إن وصلت حتى وجدت المكان خالي لتتقدm من الباب وتطرقه ليأتيها صوته الرخيم يأذن لها بالدخول
فتحت الباب وتركته مفتوح على وسعه وتقربت منه بحدود المعقول وقالت بعملية: طلبت رؤيتي
ترك قلمه وسند جسده على ظهر الكرسي بإسترخاء ونظره يتنقل بضيق بينها وبين الباب المفتوح ثم قال بعد مدة زمنية لا يستهان بها.

- طلبت حضورك لكي أسمع موافقتك على عرضي للزواج منك...
ميرال بضجر
- لكني لست موافقة بالإقتران بك
نهض من مكانه واخذ يقول: لما، ما المانع أنا رجل جذاب وسيم وغني لما ترفضيني، أمركم غريب ياشرقيات توددت لك فتمنعتي، طلبت أن نمارس الحب معا ولكنك رفضتي بشـ.ـدة، والآن أتيتك أقدm عرض زواج منك بشكل رسمي ولم أفعلها من قبل مع أحد غيرك لما ترفضين ماهو السبب لهذا النفور.

- هل تحبني، هل أنت واقع في غرامي، ما إن باغتته بسؤالها هذا حتى مط شفتيه بإستغراب ثم قال بنفي
- بالطبع لا، نحن في زمن لايوجد الحب فيه، ولكني أقر لك بأني راغب جسدك حتى الثمالة أطلبي مـ.ـا.تشائين مني وسأنفذه على الفور في مقابل أن أحصل عليك حتى لو كانت لليلة واحدة فقط أنا راضي بها بإمتنان.

أنت مريـ.ـض، قالتها ميرال وهي ترمقه بإشمئزاز لتستدير مقررة أن تخرج من هنا بسرعة فكلمـ.ـا.ته هذه أثارت غثيانها ولكن ما إن إلتفتت حتى سحبها من مرفقها نحوه بهدف أن يقبلها أو يحتضنها ولكنه قبل أن يفعلها فاجئته بصفعة عنيفة منها لتقول بعدها بغضب حاد فهو بفعلته هذه جعلها تستغنى عن البرود التي كانت تتسلح به طوال هذه الفترة، لترفع سبابتها بوجهه وهي تقول بغضب أنثى حرة.

- إياك ثم إياك أن تلمسني مرة أخرى، وهذا آخر يوم لي هنا فأ نا أستقيل فلتذهب أنت وشركتك إلى الجحيم
قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة وهي تذهب نحو مكتبه لتكتب على ورقة بيضاء طلب أستقالة وما إن إنتهت حتى رمت القلم بإهمال وتوجهن نحو الباب وما إن تخطته حتى همست بغـ.ـيظ
- مغفل!
ذهبت إلى مكتبها وأخذت حقيبتها وخرجت من هذه البناية التي تقسم بأن جدرانها أصبحت تطبق على أنفاسها.

وما إن خرجت بالفعل حتى شعرت بدmـ.ـو.عها بللت وجنتها أخذت تمشي بسرعة وهي تمسحهم بضعف ولكنها عجزت عن تمالك نفسها لتجلس على الرصيف وتنفجر بالبكاء بعدmا غطت وجهها بكفيها لتزداد شهقاتها الخافته ومن حسن الحظ كان الشارع خاليا من الناس
بعد فترة من هذا الإنفجار شعرت بأحدهم يجلس إلى جانبها لتلتفت بتفاجئ ما إن سمعته يقول بخفوت ساحر
- عفوا على تطفلي ولكن لما كل هذا البكاء.

أخذت تنظر له بإستغراب وهي تمسح وجنتيها الحمراء بل الملتهبة والمجـ.ـر.حة بدmـ.ـو.عها وأخذت تبتلع لعابها بترقب من هذا الغريب، ولكن ما زاد إستغرابها هو عنـ.ـد.ما مد يده لها وهو يعرفها على نفسه بإبتسامة بسيطة
- ياسين اللداغ وإنت!
- ياسين اللداغ وإنت؟
نظرت بعيون حمراء حزينة إلى يده الممدودة نحوها ولكن ماهي سوى ثانية واحدة فقط حتى قست حدقتيها وهي تزوي مابين حاجبيها بضيق من تطفله هذا لتنهض من مكانها بهمة وذهبت بعيدا عنه لتستأنف طريقها دون أن تنطق بحرف واحد حتى لينهض هو الآخر وأخذ يتتبعها بإبتسامة ماكرة، مستمتع بهذه المطاردة وهو يقول بصوت مسموع لها
- لما كل هذا الغرور سيدتي، أنا كل غايتي هو المساعدة.

ليس أكثر. إن كنتي تعتقدين بأن جمالك هذا وإحتشام ثيابك هو الذي أثارني حد الجنون ودفعني أن اتعرف عليك، ف أحب أن أقول لك بأن إعتقادك هذا، صحيح
قال الأخيرة و إنفجر بالضحك بصوت رجولي بحت ما أن رأها تلتفت له بصدmة ممزوجة بغضب من وقاحته ومازاد غـ.ـيظها هذا هو ثقته الواضحة من نفسه.

جزت على أسنانها بضيق ثم إلتفتت وكأنه نكرة وهو بالفعل هكذا بالنسبة لها فهي لاتعرف هذا اللزج من يكون، أسرعت بخطاها إلى الشارع العام لتستأجر إحدى سيارات الأجرة متوجهة إلى منزلها، تاركة خلفها ذلك الذي ينظر إلى أثرها بتربص وتوعد خطير
في الوكر دخل هو وأخيه ليجلس على الأريكة بإسترخاء وهو ينظر للآخر بسخرية وهو يقول
- كفارة يا يحيى تعيش ويتعلم على قفاك كمان وكمان
يحيى بغـ.ـيظ.

- إضحك إضحك، إن ماخليته يقول أنا مرة قدام المنطقة كلها مبقاش يحيى اللداغ...
أخذ يمرر باطن كفه على وجهه بإختناق ثم سحب شعره إلى الخلف ليتشنج فكه بغضب وهو يكمل بعدm تصديق، بقا أنا يترمي في عربيتي حتة حشيش ويتبلغ عليا و أنام ليلة كاملة في الحجز؟ وده كله حصلي من تحت راس واحد مايتحسبش ع الرجـ.ـا.لة، بس قولي قبلها إنت متأكد إن اللي عمل العملة دي و بلغ عليا هو رامي بتاعنا.

- تخيل! قالها وهو يرفع حاجبه بشمـ.ـا.تة ليعض يحيى شفته بتوعد ليقول بعدها
- لاء ياشاهين وغلاوتك عندي يا أخويا أنا هسيبه هو اللي يتخيل أنا هعمل فيه إيه
شاهين بلامبالاة
- معاك كل الصلاحيات اعمل مابدالك بس إنجز هااا، بسرعة يعني، لأني عايزك تركز بشغلك إحنا مش فاضين للعب العيال ده، ورانا هم مايتلم بضاعة كاملة من السلاح الأسود هتدخل الحدود اليومين دول و لازم تتوزع في أقل من أسبوع.

- إعتبره حصل يابوس، ما إن قالها يحيى بجدية و همة وهو يجلس أمامه حتى أتاه رد أخيه النافي محذرا
- لاء، مش عايز كلام وبس، وريني شغلك
يحيى بإستغراب
- في إيه يا شاهين هي أول مرة ولا إيه
شاهين بجدية
- مش معنى إنها مش أول مرة هنتساهل بدخولها وتوزيعها الثقة حلوة ااااه أنا معاك في كده.

بس الحذر واجب وغرورك ممكن يودينا في حته إحنا مش حمل متاهتها وشغلنا ده بالذات عايز عنين مفتحة، فعشان كده عايزك تقلل عصبيتك دي وتوزن عقلك
أومئ له برأسه وقال: مـ.ـا.تخافش أنا مفهم الرجـ.ـاله ع المطلوب ومراقبهم كويس أوي وده اللي هما عارفينه بس اللي مش عارفينه إني هكون معاهم خطوة بخطوة عشان قبل ماحد منهم يفكر بس إنه يماطل في شغله هيلاقيني جايبه من قفاه ومعلمه الصح
شاهين بإطراء.

- تعجبني وإنت بتشتغل بمزاج عالي، وعلى العموم أنا مش هسيبك لوحدك وهكون معاك بخطوات الشحن أسهلك الطريق.

- عفارم عليكم يا أولاد اللداغ، قالها الحاج سلطان وهو يدخل عليهن وأخذ يقترب منهم ليجلس أمامهم بهيبته المعتادة، سند ذقته على عصاه الذي يتكئ عليها ثم أكمل، دmاغكم سم، أهو كده أنا أرفع راسي بيكم وأقول إن تعبي عليكم مارحش هدر. وإصراري إن إنتم التلاته بالذات إني أخليكم تتعلموا وتوصلو مراحل عالية من التعليم، كانت خطوة صح...
شاهين بتدخل
- بس اهم حاجة يايحيى أوعى غرورك ينسيك أصلك إنت لسه عودك أخضر...

سلطان بتأكيد
- بالضبط كده، خليك زي شاهين أهو بقى أكبر محامي في مصر كلها ومافيش حيلة وثغرة في القانون مايعرفش يعملها وده سهل لينا شغلنا بشكل كبير لدرجة بقينا منقدرش نتحرك بأي خطوة من غيره
ومنقدرش ننكر كمان تعبك إنت و ياسين عملتم من ولا حاجة عظمة، وهي أكبر شركة إستيراد وتصدير في مصر ليها سمعتها وبقيتم معروفين بسوقها وهنا بقى عندنا درع نقدر ندارى ورا إسمه.

إنت عارف انا5 بقولك ده كله ليه؟ عشان تعرف إن الدmاغ لازم تكون شغالة دايما ومش بس تفكر بالنهاردة لاء لازم تفكر وتخطط ل30 سنة لقدام زي ماعملت أنا، و أوعى تنسى إنك تبص للماضي عشان تتعلم منه...

وخلي قصاد عينك أسوء الإحتمالات ودايما إوهم عدوك بالأمان و إوعى تعاديه وش لوش لا خليك صاحبه وقرب منه عشان يديك الأمان وتقدر تكتشف نقاط ضعفه بسهولة لو عملت اللي قولتلك عليه صدقني هتفعص أي حد مهما كانت قوته تحت جزمتك لو حاول يفكر بس إنه يأذيك أو يحط راسه براسك زي رامي
يحيى بغل
- رامي إيه بس ياكبير ده عيل فرحان بنفسه وأنا هقرصلك ودنه عشان يتعلم الدرس ميغلطش تاني مع أسياده
سلطان بنفي قاطع وصوت صارم.

- لاء، النوع ده ماينفعش معاهم قرصة ودن، ده لازم تتكـ.ـسر عينه
إوعى تخلي ضـ.ـر.بتك لعدوك بسيطة، ده هيخليه يتمادى معاك، إمشي على مبدأ إقطع عرقه وسيح دmه
- أقطع عرقه وسيح دmه! قالها يحيى بشرود ثم أخذ يبتسم بخبث وهو يقول، تصدق بالله ياحاج أنا كل مابقعد جنبك بتعلم منك حاجات
فعلا أنا كان لازم أعمل كده من زمان بس أوعدك المرة دي هسرق منه اغلى ماعنده وهكـ.ـسر عينه فيها وهخليه يتنـ.ـد.م ع اليوم اللي إتولد فيه.

- ده بقى ابني اللي أنا ربيته فعلا، طمرت فيك التربية
قالها سلطان وهو يستقيم بجسده بشموخ ثم نظر
إلى شاهين الذي كان يقطب جبينه بضيق فعلى مايبدو أن كلامهم هذا ليس على هواه لينظر إلى يحيى وأشار له بكفه المجعد بأن يخرج ويتركهم لوحده وبالفعل نفذ الآخر أمره على الفور...
وما إن أغلق الباب خلفه حتى عاد سلطان بصره نحو ذلك الهجين الذي يجمع صفات الثعبان والصقر شاهين.

يملك عقل نشيط جدا يجمع بين الدm البـ.ـارد والقوة طباعه ممزوجة بين الحيلة والشجاعة والهدوء والحزم والغدر والوفاء، فشخصيته جوزاء كل شئ ونقيضه
اقترب منه وسحب كرسي ليضعه أمامه تماما وما إن جلس عليه وإلتقت عينيه بخاصة الآخر حتى قال
- شاهين
- نعم
- كلامي مع يحيى مش عجبك صح
زفر أنفاسه بضجر ثم مط شفته وقال بمراوغة
- عاجبني ومش عاجبني
سلطان بضجر لا يقل عن الآخر لأنه لا يستطيع قراءة أفكاره
- فزورة دي ولا إيه.

مال شاهين بجذعه العلوي ليسند ساعديه على فخذه وأخذ يقول بجدية بعدmا تنهد
- حضرتك عارفني كويس، أنا لو ليه حق عندك هاجي اخده من حباب عنيك وهوريك النجوم في عز الظهر وهكرهك فاليوم اللي إتولدت فيه، بس مستحيل هروح وأخده من ولايا
نظر له سلطان بمغزى وهو يقول بخبث
- إنت طيب أوي ياشاهين، أنا قولتهالك زمان وهرجع أعيدهالك، لو عايز تكـ.ـسر حد بجد وتجيب مناخيره الأرض إكـ.ـسره بعزيز قلبه...

وصدقني يابني محدش يقدر يكـ.ـسر الراجـ.ـل غير الست بتاعته، خدها مني و خليك ناصح زي أبليس لما حب يحارب أبونا آدm طرده من الجنة عن طريق وسوسته ل حواء
شاهين بعدm إقتناع
- بس إنت عارف إني ماليش فالطريق ده
رفع سلطان كفه أمامه وهو يقول
- وأنا ماجبرتكش عليه، ألعب باللي يجي على هواك وسيب الباقي يلعب زي ماهو عايز
- بس اللعب ليه قواعده وأصوله
- ده عندك إنت، بس عندنا إحنا كل شئ مباح
صمت قليلا بترقب ثم قال بتساؤل وترقب.

- ياسين غاطس فين بقاله أكتر من شهرين مسافر ومش عارف هو بيعمل إيه وكل مابكلمه بيلف ويدور وبيقولي إنت ليك النتيجة
- والله ياسين ده داهية، ده راضع مع الجن الأزرق.
ده قاعد يلعب بسعد وبناته زي العرايس والخيوط كلها في إيده عمال ياخدهم شمال ويمين وكأنه ماصدق إنه عتر فيهم عشان يدوقهم الويل بألوانه
- هيرجع إمتى؟

- ياسين بيقول قريب جدا وساعتها هتنزل إنت ع الملعب ياوحش مع إني بختلف معاك فالأسلوب بس انا عارف ان محدش هيبرد قلبي في سعد غيرك
شاهين بتوعد وعينيه تلهب بنار الإنتقام
- هو ينزل بس مصر وهيبقى اللعب مني ليه والضـ.ـر.ب في اللي زيه حلال
ضحك سلطان بإنتصار خفي وقال بإعجاب بكتلة الشر الذي أمامه
- يعجبني فيك حنيتك مع أعدائك يا إبن سامر...

لوس انجلوس، مساء في أحد الأبراج العالية بالتحديد بشقة سعد الجندي كانت ميرال مستلقية على بطنها وهي تحتضن وسادتها ونظرها شارد في نقطة وهمية بعيدة الهدف وعقلها كان يعيد ماحدث معها اليوم في الشركة وكيف إضطرت أن تستقيل لتضع حد لذلك الحقير
ااااااخ تأوهت بضعف وأخذت تمسد على مقدmة رأسها بألم فقد تعبت حقا من كثر التفكير وماذا ستقول لوالدها ماهو سبب تركها للعمل وهل سيقتنع بأسبابها الكاذبة.

أخذت تفكر وتفكر حتى نهضت بتأفف وكسل من مكانها وذهبت تنظر إلى وجهها الباهت بالمرآة لترفع خصلات شعرها المشعثه بإهمال إلى الأعلى ثم توجهت إلى الصالة بإستغراب ما إن سمعت صوت سيلين العالي أتي من الخارج، خرجت من غرفتها بإستغراب وهي تقول: في إيه بس يا سيلي صوتك عالي كده ليه؟
إلتفتت نحوها سيلين بإنفعال: تعااااالي إسمعي أبوك بيقول ايه؟

فتحت ميرال فمها بصدmة من إنفعال أختها الغير مدروس هذا لتتجاهلها تماما وتذهب نحو والدها الجالس يراقب الأخرى بصدmة لا تقل عنها لتقول بتريث
- خير يا بابي
سيلين بغضب
- خير ااايه بس، ده عايزنا نسيب هنا ونرجع مصر، بذمتك ينفع يقرر كده فجأة، وإحنا لازم ننفذ مش كده
قاطعتها ميرال بنظرات تحذير وهي تقول من بين أسنانها: أكيد بابا ليه أسبابه اللي لازم نسمعها قبل مـ.ـا.تنتفضي كده، صح!

سيلين بصوت أعلى من سابقه: عايزة تجننيني انت كمان ولا إاايه، أسباب إيه اللي هتخليني أسيب حلمي بعد ما إتحقق
- وتسبيه ليه إنت ممكن تشتغلي هناك بس قبلها ماعرفناش ليه بابي خد القرار ده، ما إن قالتها ميرال حتى نهض سعد من مكانه وهو يقول بغضب يرعد وقهر كبير لا يوصف وعينين يزينهم الخذلان.

- سبيها يا ميرال عايز أشوف تربيتي فيها وصلت لفين دي أخرة تعبي فيك ياسيلين! تعلي صوتك عليا! ومـ.ـا.تحترميش وجودي و وجود مامتك، هي دي جزاتي، هي دي جزاتك ل خالك
جفلت بمكانها و إبتلعت لعابها بصعوبة وكأن كلامه هذا جعلها تفوق من ماكانت عليه لتستوعب فظاعة خطئها
لتقول بتـ.ـو.تر وتردد وهي تنظر إلى عنينه الغاضبة
- بابي أناااا
رفع سبابته أمامها يرفض بأن يسمعها.

- مش عايز أسمع صوتك ولا أشوف وشك قدامي لحد مـ.ـا.تتعلمي الإحترام الأول، ياخسارة، سامحيني يا سعاد سامحيني معرفتش أربي بناتك صح. ياخسارة...
نظر إلى زوجته داليا من طرف عينيه وقال بأمر...
جهزي نفسك على أخر الأسبوع ده إحنا مسافرين واللي عايزة تجي معانا أهلا وسهلا واللي مش عايزة تنسى إن ليها خال، قال كلمـ.ـا.ته الأخيرة ثم تركهم وخرج من الشقة بأكملها.

لتنظر سيلين إلى أختها و والدتها الروحية ودmـ.ـو.عها عرفت طريقها على وجنتيها: شفتم قال إيه؟
أومأت لها ميرال برأسها بضيق من تهورها وهي تقول
- أنا شفت صوتك العالي وطريقتك بالكلام اللي زي الزفت وقلة احترامك لينا كلنا
رجفت شفتيها عدت مرات لتنفجر بالبكاء بعدها وهي تقول.

- مش قصدي والله أزعله، أنا في الأول فكرته بيهزر بس لما أكدلي إنه بدء يجهز أوراقنا برج من نفوخي طار وإن تعبي في السنتين اللي فاتو هيروح كده كان لازم يقدر موقفي ويفهمني، مش يزعل مني بالشكل ده
جلست داليا إلى جانبها وأخذت تملس على شعرها وهي تقول بعتاب طفيف وزعل.

- مقهورة ياسيلين على تعب سنتين من عمرك يروح كده، طب إحنا نعمل إيه دلوقتي لما شفنا إن تعب عمرنا كله راح لما وقفتي في وشه وعليتي صوتك عليه وفضلتي شغلك وحلمك على راحت والدك، ومحترمتيش حد فينا
كان ممكن تقعدي معاه وتتكلمي بهدوء مني كلمة ومن ميرال كلمة على كلمتين منك وحبة دلع كنا هنقدر نغير فكرته بس تهورك ده خلانا أمام أمر واقع ولازم ننفذ لإني أنا عارفة سعد مستحيل يتراجع بعد اللي حصل...

كنت ضد فكرته بس بعد اللي شفته أنا أول واحدة هشجعه ع القرار ده لأنه صح، إحنا لو مرجعناش إنت هتضيعي مننا يا سيلين. إن كنا لسة في أول الطريق وفضلتي شغلك علينا بكره لما تكبرى شوية كمان إحتمال كبير ترمينا لو وقفنا عائق لطريق وصولك
- أنا أسفة، قالتها بشهقات متفاوتة وهي تمسك يدها
- أسفك مرفوض، إنت مش صغيرة عشان تغلطي وإحنا نسامح من غير مـ.ـا.تتحاسبي بس أقول إيه بدلع سعد ليكي...

واااآه على فكرة نزولك معانا مصر إجبـ.ـاري مش إختياري زي ماقال باباكي. أنا بناتي مايعيشوش بعيد عني في بلد غريب، قالتها داليا ونهضت متوجهة إلى غرفتها وما إن أغلقت الباب خلفها حتى إقتربت ميرال من أختها وقال بهدوء
- ت عـ.ـر.في إن بابا عنده حق بقراره ده، إحنا لازم ننزل مصر كفاية علينا كده هنا
نظرت لها سيلين بإستغراب من بين دmـ.ـو.عها
- ليه بتقولي كده؟
رفعت منكبيها بحيرة وقالت بشرود.

- لأني مش مرتاحة هنا، ومن يوم ماجيت ع البلد دي وأنا عايزة أرجع
وبرغم السنين دي كلها عمري ماحسيت بالإنتماء للأرض دي ولا عرفت أتأقلم معاها
- طيب، دلوقتي قوليلي أصالح بابي إزاي
نظرت ميرال بتساؤل
- أفهم من كلامك إنك إخترتي رضا بابي على حلمك
سيلين دون تردد
- أكيد طبعا،!
ضـ.ـر.بتها على كتفها وقالت: وطالما أكيد عملتي الغاغة دي كلها ليه.

- رد فعل من الصدmة مش أكتر واللي حصل من شوية كانت ساعة شيطان ربنا مايعيدها. وبعدين سمعتي مامي قالت إيه أنا هسافر معاهم بمزاجي او غـ.ـصـ.ـب عني وإنت عارفة هي عمرها ما هتسمحلي أبقا هنا لو عملت إيه دي مش بعيده تسحبني من شعري لحد المطار
- والله تسلم يدها لو عملت فيكي إيه لأن محدش قادر عليكي غيرها وبتخليكي على الصراط المستقيم
- بصراحة يتخاف منها...

- ماهو لازم تحمر عينها عليكي وتاخد دور القسوة طول ما بابي مطلع عينك بدلعه اللي يشوفك يقول عندك 17 سنه بتصرفاتك دي مش 24 سنة
- وأنا جازيت تعبه صح مش كده، قالتها بدmـ.ـو.ع جديدة وهي تعض شفتها نـ.ـد.ما على فعلتها النكراء بحق والدها
نهضت ميرال وقالت
- كلنا بنغلط، حاولي تعتذري منه
سيلين بترقب
- وياترى هيسامحني لو إعتذرت
ميرال بتأكيد
- بابا بيحبك أكتر من روحه، ااااكيد هيسامحك، قومي نامي وبكرة الصباح رباح
سيلين برفض.

- نوم إيه وبابي و زعلان مني لاطبعا أنا هستناه عشان اصالحه
توجهت نحو غرفتها وقالت: براحتك، تصبحي على خير
- وانت من أهله. قالتها بشرود وأخذت تنتظر عودة والدها بعد ساعات من الإنتظار الطويلة غفت على الأريكة ليقترب منها ما إن دخل الشقة و وجدها بهذا الشكل لينظر لها كيف تنام، نفس أول مرة رأها فيها نائمة. هي صغيرته لم تكبر بنظره أبدا.

يخاف عليها بجنون يقسم بأنه يشعر بأبوته لها وكم كان يتمنى بأن تكون إبـ.ـنته بالفعل، حقا لا تعرف سبب قراره هذا، هي، لا يتحمل أن يرى سوء يمسها...
رفع يده ليبعد شعرها عن وجهها خـ.ـو.فا بأن تلك الخصلات تزعج نومها ولكنه قطب جبينه بحـ.ـز.ن ما إن رأى أثار دmـ.ـو.عها لتداهمه ذكرى وقوفها بوجهه وصراخها العالي عليه وإعتراضها.

أنزل يده ونهض بإختناق وذهب إلى الشرفة ليجلس على إحدى الكراسي وهو يحارب نفسه بأن لا يذهب ويوقظها ويحتضنها ثم يعنفها ثم يحتضنها مرة أخرى
يالله كيف سينام براحة الأن وصغيرته نامت وهي حزينة
بقى الحال على ماهو عليه حتى أشرقت الشمس لتتململ.

سيلين بإنزعاج وعدm راحة وما إن فتحت عينيها بنعاس حتى كرمشت ملامح وجهها بإستغراب وهي تعتدل بجسدها لتتحول نظراتها إلى الحـ.ـز.ن عنـ.ـد.ما أعاد عقلها أحداث ليلة أمس إستدارات لتدخل غرفتها ولكن قبل أن تدخل لمحت والدها يجلس بالشرفة يعطيها ظهره
إقتربت بسرعة من الشرفة ولكنها وقفت بمكانها قبل أن تدخل، لاتعرف ماذا سيكون رده إن إعتذرت منه وياترى هل سيتقبل منها أم سيعنفها،؟

لا مشكله إن عنفها أو حتى ضـ.ـر.بها ولكن ما أو.جـ.ـعها حقا هو إنكاره لأبوتها وهذه أول مرة في حياتها يفعلها...
أغمضت عينها بو.جـ.ـع عند هذه النقطة، رفعت رأسها إلى الأعلى ثم تنهدت مهمة وذهبت نحوه لتجده نائم أو هذا ماظنته لتجلس أمامه على الأرض بهدوء لتمسك يده وتقبلها وهي تقول بنـ.ـد.م حقيقي
- بابا أنا أسفة.

فتح عينيه ونظر إلى السماء لا يود أن ينظر لها لكي لا يضعف أمامها ويسامحها على الفور، تنفس بعمق ما إن قالت ببكاء أو.جـ.ـع فؤاده: سامحني على غلطتي مش هعمل كده تاني صدقني، بلاش تزعل مني أرجوك...
بابا بوصلي، وما إن رفض أن ينظر لها حتى زاد بكائها أضعاف وهي تقول، والله أنا آسفة، والله أنا أسفة...

قالت الأخيرة وسندت جبهتها على ركبته وأخذت تبكي بنـ.ـد.م ولكن سرعان ما رفعت وجهها له بلهفة ما إن وضع يده أعلى رأسها وقال بحنانه المعتاد الذي طغى على محاولته بالقسوة عليها
- كفاية يابـ.ـنتي عـ.ـيا.ط
شهقت بفرحة وإحتضنته وهي تقول
- أيوة أنا بـ.ـنتك، والله أنا بـ.ـنتك ومش هكون بـ.ـنت غيرك...
قبل جانب رأسها وأخذ يملس على شعرها بحنية تسع العالم وهو يقول
- ربنا يحميكي من كل شر
- ويحميك ليا كمان يا بابي.

- وشغلك ونجاحك وحلمك، قالتها داليا وهي تقف عند مدخل الشرفة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها لينظر سعد بترقب إلى إبـ.ـنته التي أخذت تمسح دmـ.ـو.عها لتقول بجدية
- بعد زعل بابا ده واللي أول مرة يعملها معايا إكتشفت إن الدنيا كلها في كفة ورضاه هو عندى بكفة تانية وبعدين أنا ممكن أشتغل فمصر عادي زي ما ميرال قالت ولا إيه؟

- هعملك كل اللي إنت عايزاه بس بحدود المعقول هو أنا عندي أغلى منك إنت وأختك. قالها سعد بحب وهو يقرص وجنتها بخفة
لتشهق داليا بصدmة مصطنعة: طب وأنا روحت فين يا سعد، إخص عليك
- هي الغيرة إشتغلت ولا إيه ياست مامي، قالتها ميرال بمزاج وهي تقبلها من وجنتها لتذهب نحو والدها وتحتضنه من خلف وقبلته من وجنته هو الآخر
- إنت مكانك هنا، قالها سعد وهو يؤشر على قلبه بالخفاء لتقول ميرال بمشاغبة وهي تغمز أختها.

- لااا يابابي قلبك ده مكانا إحنا
- أيوة إحنا بس
- خلاص يا داليا بناتك شطبوا على قلبي مابقالكيش فيه مكان...
داليا بتوعد
- بقا كده، طب شوفوا مين اللي هيفطركم
- لاااا كله إلا الأكل، قالوها بصوت واحد وركضوا نحوها واحتضنوها لتضحك عليهم ثم سحبتهم معها إلى المطبخ وهي تقول
- طب قدامي منك ليها ع المطبخ إشتغلوا بلقمتكم.

كادو أن يعترضوا إلا إنهم ركضوا بسرعة ينفذو أوامرها ما إن رفعت حاجبها عليهم بحدة، وما إن دخلوا حتى سحبها سعد من معصمها وقال
- وانا اعمل ايه يا دودو عشان ترضي عني
- إنت بقا حسابك معايا في الأوضة، قالتها بهمس وهي تغمزه ليضحك عليها من كل قلبه ليمسكها من وجهها ليقبل أعلى جبهتها وهو يدعوا الله بقلبه بأن لا يحرمه من حب عمره.

جلسوا كعائلة صغيرة جميلة دافئة حول الطاولة ليبتسم سعد براحة وهو يراهم حوله بهذا الشكل لينظر إلى زوجته بحب وقال بمشاكسة
- داليا
- أيوه ياحبيبي
- أنا عزمت شريكي ع الغدا النهاردة عايزك ترفعي راسي
- شريكك الجديد مش كده
- هو بعينه
نظرت له ميرال بإستغراب: غريبة يا بابي من إمتى بتعزم شركائك بالشغل عندنا في البيت دي أول مره تعملها
سعد بتوضيح.

- لأن ببساطة شريكي الجديد مصري زينا وبصراحة أنا نازل مصر مخصوص عشان إتفقنا أنا و هو نفتح شركة هناك مع بعض
حمحمت ميرال حنجرتها وقالت بترقب
- طب في مكان ليا أشتغل معاك فيه
سعد بعدm تصديق ممزوج بفرحة
- ده بجد، عايزة تشتغلي معايا، مش كنتي رافضة المبدء ده و بتقولي إنك عايزة تشتغلي بعيد عني وتبني نفسك بنفسك ومش عايزة تعتمدي عليا
ميرال بعملية.

- أنا وصلت مديرة مكتب المحاسبات بمجهودي بعيد عنك ودلوقتي مش عايزة منصب أكتر من اللي وصلتله بمجهودي في شركة حضرتك، إلا إذا كنت رافض شغلي معاك ياسي بابا
إبتسم لها وقال بترحاب
- الشركة كلها تحت أمرك يا قلب أبوكى ونور عيونه إنت
- ااااحممممم نحن هنا، قالتها داليا وسيلين بغيرة بنفس الوقت لتضحك ميرال من كل قلبها عليهم لتنظر إلى والدها وهي تقول لوالدتها
- بتغيري عليه مني يا مامي
داليا بحب كبير.

- هو أنا عندي أغلى من ابوكم عشان مغرش عليه
سيلين بتأكيد ممزوج بحب وتملك
- صح إحنا معندناش أغلى منه وهو ماعندوش أغلى مني أنا
- ربنا مايحرمني منكم ولا من لمتنا دي
- امين، قالها الجميع ثم نهضت داليا ونظرت إلى ابـ.ـنتيها وهي تقول
- يالا يابنات ورانا غدا بلاش لكاعة هيجينا ضيوف.

نهضوا وهم يتأففون بضيق ليمر الوقت عليهم بين الضحك والمرح والعمل وبالطبع لم يكن خالي من التعب حتى جاء الوقت والموعد المنتظر ليرتفع صوت جرس الباب لتنظر داليا الى ميرال التي خرجت من غرفتها للتو وهي بكامل أناقتها لتقول لها
- ميرال، روحي إفتحي الباب لحد ما أروح أغير هدومي بحاجة شيك.

- حاضر ياحبيبتي، قالتها وهي تذهب نحو الباب الرئيسي للشقة وما إن فتحت الباب حتى تسمرت بمكانها من الصدmة لينطلق في المقابل صوت صفير خافت يدل عن مدى إعجابه بتلك التي أمامه ليقول لها بخفوت وقح وهو يمرر نظره إلى قامتها ببطئ أثار غضبها
- فاتنة ومغرية كقهوة الصباح كأنها إدmان مهما ارتشفت منها يطلب جسدك بالمزيد.
- فاتنة ومغرية كقهوة الصباح كأنها إدmان مهما ارتشفت منها يطلب جسدك بالمزيد
ختم كلامه بغمزة وقحة من طرف عينيه وإبتسامة واسعة أخذت تزين وجهه الوسيم هذا، يااالله كم هو مستفز لدرجة الإمتياز حتى كادت أن تغلق الباب بوجه إلا أن سرعان ما إبتسمت له بتصنع عنـ.ـد.ما سمعت صوت والدها الذي أتى وصافحه مرحبا به
- أهلا وسهلا ياسين باشا، واقف ع الباب ليه ده البيت بيتك، إتفضل!

- كنت مستني الآنسة تدخلني، قالها وهو ينظر إلى ميرال التي أشارت له بالدخول وهي تقول بعملية
- ضيوف بابا يتفضلوا من غير إستئذان
- ميرسيى يا أنسة، ألا الجميل إسمه إيه؟ قال الأخيرة لها وهو يدخل بهمس خافت جدا ثم تخطاها ودخل خلف والدها بثقة عالية لاتعرف من أين يأتي بها.

- مغرور، قالتها وهي تغلق باب الشقه بضيق وما إن إلتفتت لتدخل إلى غرفتها حتى قطبت جبينها عنـ.ـد.ما لفت إنتباهها نظراته النارية الحاقدة الموجهة لوالدها ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه إلى الإبتسامة اللعوبة ما إن رأها تقف أمامه وتراقبه. كان تغيره هذا بسرعة البرق لدرجة ظنت بأنها خيل لها
وبين الشك واليقين دخلت إلى الصالة وجلست أمامه تماما و وضعت ساق على أخرى ومازال بصرها معلق به وكأنها تريد أن تستكشف مايخفيه...

فضولها هذا ما جعلها هنا فهي كانت تنوي على دخول غرفتها وعدm التواجد مع هذا اللزج من وجهة نظرها ولكن هناك شئ بداخلها يخبرها بأن عليها الحذر منه فهذا الشخص غير عادي...
أخذت تراقب المواضيع التي يتناقشون بها بتركيز تام ولكن لاتعرف كيف ومتى تحول من تركيزها بكلامه إلى تركيزها بشكله الجذاب لتشرد رغما عنها بشخصيته التي تعتبر بالنسبه لها لغز تتمنى أن تفك رموزها وتفهمها
وااا.

قطع سيل أفكارها الغير منطقية هذه هو دخول والدتها وسيلين، لتجده ينهض ليصافحهم بطريقة كلاسيكية مزين بكلام منمق يليق بمركزه الإجتماعي
قلصت ميرال عينيها وأخذت تتفحص رد فعله ما إن وصل لسيلين، إن رأته ينظر لأختها كما ينظر لها فهذا الشخص زير نساء من الدرجة الأولى، يحب أن يتذوق جميع النساء كالذئب يسيل لعابه على كل غزالة عابرة من أمامه.

حمقاء، لاتعرف أن الذي أمامها ثعبان ماكر فهم ما تفكر به وما يدور برأسها وعلى الفور تغيرت خطته ليصافح سيلين ببرود ثلجي ورسمية، وما إن خرجوا حتى
جلس بعدها بمكانه مرة أخرى وهو ينظر إلى غريمته بقوة ممزوجة بإعجاب وكأنه يود أن يقول لها ذكية أعجبني تفكيرك ولكنك لم تصلي لدهائي وسرعة بديهتي...

- ميرال،! ممكن تجي ثانية، قالتها سيلين وهي تبتسم بمجاملة لهم ولكن سرعان ما إختفت هذه الإبتسامة عنـ.ـد.ما خرجوا لتمسك أختها من ساعدها وأخذتها بعيدا قليلا لكي لا يسمعهم أحد
سيلين بإستفسار
- إنت ت عـ.ـر.في الشخص ده؟
- أعرفه منين، ما إن قالتها ميرال بنفي حتى ذمت الاخرى شفتيها بتفكير وقالت
- أومال مركزة معاه كده ليه!
ميرال بإنكار وتـ.ـو.تر خفي: أانا، أبدااا، بيتهيئلك.

نظرت لها سيلين بإستنكار: بيتهيئلي إيه ده حتى بابا لاحظ ده وعلى فكرة شكله إتدايق من نظراتكم لبعض كنتم مفضوحين اوي
أعادت خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تقول بتهرب
- مافيش حاجة أنا بس كنت بشبه عليه. مـ.ـا.تكبريش الموضوع
- اااه قولتيلي بتشبهي عليه، طب يلا يا حبيبتي تعالي نكمل تجهيز السفرة قبل ما ماما تقــ,تــلنا ووقتها هنحتاج حد يتعرف على جثتنا إحنا.

أومأت لها برأسها ثم ذهبت معها لتساعدها ولكن عقلها كان بمكان أخر وما إن جهزت كل شئ معهم على الطاولة حتى أخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت من الشقه بأكملها لتتصل على والدها الذي أجاب على مكالمتها بإستغراب
- ميرال إنت فين؟
- أسفة يابابا الشركة كلمتني وكنت لازم أنزل ضروري عشان أسلم الملفات للي هيستلم مكاني
سعد بضيق
- والموضوع ده ماكنتيش تقدري تأجليه
- لاء، ما إن قالتها بإختصار حتى رد عليها بتنهيدة.

- طيب خدي بالك من نفسك
- حاضر، سلام، أغلقت الخط وخرجت من البرج الشاهق التي تقنط فيه وأخذت تمشي دون هداوة أو حتى هدف كل ما كانت تريده هو الهروب من مكان يجمع بينهم...
هذه ثاني مرة تلتقي به ولكنه ذات تأثير قوي عليها وكأنه يسحرها بوجوده قربها، أخذت تفكر ما الشئ.

الذي يميزه عن غيره من الرجـ.ـال، عند هذه النقطة أخذ عقلها وقلبها معا يسرد صفات شكله التي يناقض عن ما حولها، أسمر، ولكن سماره ليس برونزي كما ترى هنا ولاااا قاتم بطريقة مزعجة بل لون بشرته ناتجة من أشعة الشمس.

تعطيه لمحة رجولية ونظراته الجادة مع الجميع إلا معها تتحول إلى سفـ.ـا.لة يعلوها حاجبين معقودتين بغضب، وأنف حاد نوعا ما مع شفاه مزينة بشارب وذقن مهذبة جدا مع جسد قوي معضل ولكن عضلاته هذه لم تكون ناتجة عن ممارسة الرياضة في الجيم لا بل يعود هذا إلى طبيعة حياته في الوكر فهناك يوجد رياضة من نوع خاص، يعني بإختصار صفاته لاتوجد بالرجل الغربي التي كانت تنفر منهم...

كانت كالزورق الصغير في وسط بحر هائج يأخذه هنا وهناك هذا كان حالها بين أفكارها المشتتة، يالله كيف ومتى إستطاع أن يستحوذ على تفكيرها بهذا الشكل، مر وقت طويل عليها وهي تتمشي بشوارع لوس أنجلوس المزدحمة، ومع غروب الشمس أخذت تعود أدراجها لتعود لعشها الدافئ وسط عائلتها المحبة.

فتحت الباب الرئيسي لتجد سعد يجلس على الأريكة على مايبدو كان ينتظر قدومها لتقترب منه وهي تنظر له بإستغراب لتقول بعدmا رمت متعلقاتها الشخصية وذهبت لتجلس إلى جانبه
- غريبة قاعد لوحدك ليه؟
- مامتك وأختك نزلوا يجيبوا شوية حاجات
- مارحتش معاهم ليه
- كنت مستنيكي، عايز أشوف عملتي إيه في شغلك
- كله تمام، مـ.ـا.تشغلش بالك.

رفع سعد يده وأخذ يملس على شعرها بحنان وهو يقول: إذا كنت مشغلش باللي عليكم هشغله على مين هو أنا عندي أغلى منكم
نظرت له بحب ودون تردد رمت نفسها بأحضانه وهي تحتضنه بقوة وأخذت تريح رأسها الذي سينفجر بالتفكير على صدره الحنون، لتبتسم بحب وأخذت تمرمغ نفسها داخل أحضانه وهي تقول
- ربنا مايحرمنا منك يا بابا
ليقول سعد بإبتسامة حزينة وهو يرفع حاجبيه.

- بابا! ياااااااه ياميرال فاكرة فضلتي سنين طويلة رافضة تقوليها ليا، ده حتى كنتي بتتخانقي مع سيلين لما تناديني بيها وتقوليلها ده خالو مش بابا مع إنها كانت صغيرة مش فاهمة حاجة...
وياما إتحايلت عليكي وقولتلك إوعي تقوليلها إني مش باباها وداليا مش مامتها عشان مـ.ـا.تتقهرش و تزعل ومع كده أول ماكبرتى شوية وفهمتى روحتي وخليتي صورة سعاد وماهر في إيدها وقولتيلها دي مامي وبابي وهما عند ربنا.

أكملت ميرال بحـ.ـز.ن لايقل عنه: ووقتها سيلين تعبت جـ.ـا.مد وخصوصا لما حضرتك أكدت كلامي، طب ليه أكدت كلامي كان ممكن تكدبني وهي كانت هتصدقك
- لأنك صح بغض النظر ع الطريقة اللي قولتيها بيها بس إنت ماقولتيش غير الحقيقة اللي أنا إتمنيت إني أخفيها للأبد، أيوة إتمنيت ده متستغربيش. جت عليا فترة من حبي وتعلقي بسيلين ماكنتش عايزها تعرف إن ليها أب غيري ده أنا حتى إتمنيت إنك تنسي إنتي كمان وأبقا أنا أبوكم فعلا...

بس إنت دايما كنتي بتفكريني إنى مش أكتر من خال. صح مكانة الخال كبيرة ومش شوية بس أنا كنت طماع فيكم وعايزكم تكونوا بناتي أنا وبس
نظرت له بدmـ.ـو.ع تهدد بالنزول: لسه شايل فقلبك لأني قلت لسيلي إنكم مش باباها ومامتها الحقيقين...

- لاء، يمكن إتقهرت آه لأنك زي ماعارفة إني إتحرمت من الخلفة، بس مزعلتش لأن ده حقها إنها تعرف، وبعدين أزعل منك إزاي و ربنا عوضني فيك وفي أختك، وبعدين مـ.ـا.تنسيش إن تصرفاتك العدائية كانت ناتجة عن تعبك الجسدي والنفسي باللي شفتيه وقعدنا شهور طويلة تتعالجي عن دكتورة عشان ت عـ.ـر.في بس تنامي بشكل طبيعي من غير كوابيس
عضت شفتيها ونزلت دmعة منها هاربة من مقلتيها وما إن مسحتها حتى أخذت تقول بصوت يرجف.

- تصدق لو قلتلك إني لسة فاكرة يوم الحادثة بتفاصيله والدm في كل مكان و، وااء
- هشششششش خلاص إهدي ياقلب أبوكي، قالها وهو يشـ.ـدد من إحتضانها ويقبل جبهتها ثم أخذ يكمل وهو يملس على خصلات شعرها الأسود الناعم وكأنه يطبطب على جروحها التي مازالت تنزف برغم مرور دهر عليها...

إبتلع لعابه وقال بإبتسامة باهتة، عارفة إنت قريبة من قلبي اوي بهدوئك ورزانتك وأقدر أعتمد عليك في كل حاجة واثق جدا في تفكيرك، عارفة عاملة زي إيه، زي النسمة البـ.ـاردة اللي بتمر عليا في حر الصيف، مش زي أختك اللي واكله عقلي بدلعها وشاغله قلبي بشقاوتها ومرورها عامل زي الرعد والبرق لازم تعمل كارثة مع كل لمسه ليها
ضحكت على تشبيهه لتلك الشقية، ولكن تحولت ملامحها إلى التردد وهي تقول بعدها.

- بابا هو في سؤال دايما بيخطر في باللي؟
سعد بترقب
- اللي هو؟
إبتعدت عن أحضانه وجلست إلى جانبه بإعتدال ومسكت يده وهي تترجاه بنظراتها بأن لايخفي عنها شئ لتقول بعدها بحيرة وتساؤل وعلامـ.ـا.ت إستفهام كثيرة تدور في خاطرها
- مين اللي قــ,تــل بابا ماهر،؟ وليه دايما ببتهرب من سؤالي ده،؟ وليه سمتنا على اسمك،؟ وليه سبنا بلدنا وهربنا،؟ طب أنا ليه عمري ماشفت لبابا أهل أو حتى سمعت عنهم،؟

صمت لبرهة من الزمن ثم أخذ يقول بمزاح باهت لعله يكـ.ـسر هذا الجمود الذي سيطر على إبـ.ـنته
- إيه ماسورة الأسئلة اللي إنفجرت في وشي دي، والمفروض إني أجاوب عليها كلها، صح!
- صح، ما إن قالتها بنفس جمودها حتى إعتدل بجلسته هو الأخر وقال
- أولا، أنا قولتلك إن باباكي كان عليه تار فعشان كده قــ,تــلوه وااا
قاطعته بضيق
- بابا أنا كبرت دلوقتي الكلام اللي كنت بتضحك عليا بيه زمان مش هياكل معايا دلوقتي.

سعد بحدة نوعا ما: ميرال،! أنا لا بضحك عليكي ولا بكدب، كل اللي حصل أختي حبت واحد مقطوع من شجرة وأنا رفضت ومن كتر حبي ليها لما شفتها بتتعـ.ـذ.ب وكل يوم ببتترجاني إني أوافق...

وافقت عشان خاطر عيونها وياريتني ماوافقت، خمس سنين ماشفتش على ماهر غلطة كان معيش مامتك أحسن عيشة وكانوا طايرين بيكي عمري مالفت إنتباهي حاجة غلط غير إن ماشفتش حد من قرايب أو حتى صحاب، ودايما كان بيقول إنه مقطوع من شجرة ومالوش حد ويتيم...
والله يسامحها أختي كل أما كنت بسأله فالموضوع ده عشان أفهم تسكتني وتقولي إوعى تزعله وتفتح جروحه وتحسسه إنه ملوش أهل، ودايما كانت تقولي أنا أهله وكل عيلته...

ميرال بحـ.ـز.ن
- حبهم لبعض كان حلو أوي. بس مع الأسف إنتهى بمأساة...
- الحمدلله على كل شئ، قالها بشرود ثم أكمل...
ويوم مـ.ـا.توفى عرفت إن كان عليه تار ومامتك وباباكي وصوني عليكم لأن زي مافهمت إن اللي قــ,تــلو ماهر أكيد هيوصلو لشقته وهياخدوا بناته.

فعشان كده أخدتكم مكان بعيد عن الدوشة دي و سجلتكم بإسمي أنا عشان أقدر اسافر بيكم ونعيش بأمان، دفعت دm قلبي عشان بس أخليكي إنت يامفعوصة تبقي على إسمي، قال الأخيرة وهو يسحبها من وجنتها بقوة لتتأوة بألم إبتعدت عنه وأخذت تدلك وجنتها وهي تقول
- إشمعنى أنا بس وسيلين؟

- لا أختك شغلتها كانت سهلة وصغيرة، يعني قرشين من تحت الترابيزة لمدير المستشفى طلعلي بيان ولادة اسم الأب سعد الجندي والأم داليا الدسوقي، ودلوقتي فهمتي بقا أنا ليه عملت كل ده
- فهمت، طيب ليه هنرجع
- لأن خلاص على ما أعتقد اللي ليهم تار عندكم ضاع مع السنين اللي فاتت وإنتم كبرتم وبقا خطر هنا أقوى من هناك، عشان كده لو نزلنا هنعيش هناك عيشة حلوة.

الشقة دي تجيب أحلى فيلا في مصر والشركة الصغيرة هنا هتعملها شركة محترمة ليها وزنها هناك، عايز أتطمن عليكم و أجوزكم وأخلص من همكم بقا وأعيشلي يومين مع حبيبتي
- مين حبيبتك دي ياسعد إن شاء الله، قالتها داليا وهي تدخل من الباب وبيدها أكياس كثير لتدخل خلفها سيلين وهي تقول بضحكتها الجميلة
- أنا طبعا اللي حبيبته، صح يابابي، قالت الأخيرة وهي ترمي مافي يدها وتذهب نحوه لتقبل وجنته بقوة.

سعد بتأكيد وهو يداعب شعرها بإبتسامة محبة
- طبعا إنت
نظرت لهم داليا بزعل مصطنع ثم تركتهم وذهبت إلى المطبخ لترتيب المشتريات ليلتفت سعد إلى بناته وهو يقول بصدmة
- إيه ده! دي أمكم زعلت يابنات
سيلين بجبروت وكأنها لم تكون هي السبب بهذا
- ماهي معاها حق، قاعد تدلع فيا وسايبها، أنا لو مكانها أولع فيك
- آااه ياحقنة، قالها بغـ.ـيظ وهو يقرصها من أنفها
تدخلت ميرال وهي تقول بخـ.ـو.ف مصطنع.

- طب مـ.ـا.تدخل تصالحها بسرعة قبل مـ.ـا.تقلب علينا وتشيلنا الليلة
رفعت سيلين ساقيها وهي تجلس على الأريكة بشكل مضحك وأخذت تقول بتأييد: آه بالله عليك يابابي صالحها بسرعة وأطلب لينا بعدها عشا محترم كده بدل مانقف فالمطبخ وإحنا راجعين تعبانين. صدقني دي هتكون أحلى هدية لأي ست إنك تريحها من شغل المطبخ الخنيق ده
نظر الى إبـ.ـنتيه بتخمين
- إنتو رأيكم كده؟

- أاااااااه كده. ما إن قالوها بصوت واحد حتى نهض وأخذ يفرك يده ببعضها بهمة ونظره معلق نحو المطبخ وقبل أن يدخل عليها إلتفت لهم وقال بضحك
- يعني أدخل بقلب جـ.ـا.مد إنتم في ظهري مش كده
ميرال وسيلين معا
- ولا نعرفك...
- لاء إذا كان كده أدخل بقلب جـ.ـا.مد بقا، قالها ودخل عليها ليجدها تعطيه ظهرها وهي تضع المشتريات في باب الثلاجة.

إقترب منها بخفه وفي غمضة عين كانت مقيدة بذراعين قويتين من خلف لتجفل من فعلته هذه ولكنها سرعان ماضحكت بخجل عنـ.ـد.ما قبلها من وجنتها وهو يقول
- زعلانه مني يادودو
داليا بدلع
- ليه بتسأل، هو إنت عملت حاجة تزعل
سعد بحب كبير
- بصراحة اه، بس قوليلي قبلها أصالحك إزاي وأنا عنيا ليك
إلتفتت له وأخذت تلاعب شعره بأطراف أناملها وهي تقول برقة.

- عايزة تحبني أوي ومـ.ـا.تسبنيش أبدا ياخيمة بيتي وأنيس حياتي وشريك طريقي اللي عمري ماهعرف أكمله من غيره...
قبل جبهتها بقوة وقال
- ربنا مايحرمني منك ياحبيبتي
- ولا يحرمني منك، ما إن قالها حتى إنتفضوا معا مبتعدين عن بعض عنـ.ـد.ما وجدو الفتاتين يقولون من خلفهم
- ولا يحرمنا منكم يارب
إلتفت إليهم سعد وهو يضحك: آاااه ياولاد الكـ.ـلـ.ـب أنا مش عارف أستفرد بمراتي بسببكم
ركضت سيلين نحوه وإحتضنته وهي تقول بهمس مشاكس.

- بذمتك أنا ولا مامي. بتحبني أنا أكتر صح؟
ضـ.ـر.بها بخفة على وجنتها عدت مرات وهو يقول بغـ.ـيظ من بين أسنانه
- ده أنا لسه مصالحها ياسوسة
سيلين بعبث
- لوعايزني أسكت أطلب لينا دليفري
لينظر لها سعد بعدm رضا: إستغلالية
- بابانا ومن حقنا نستغله لأخر دولار في جيبه، قالتها ميرال وهي تحتضن ذراع والدتها التي أيدتها بسرعة
- ياريت والله ياسعد ماليش مزاج أطبخ الليلة
- آاااه إنتم شكلكم إتفقتم عليا
الثلاثة معا
- بالضبط كده.

- بس إنتم عارفين إني مش بحب أكل برا ولا بدخله البيت، أنا مش بستنضفه، إنتم بتاكلوه إزاي، ده مضر بالصحة مابلاش أحسن، قالها ونظر لهم لعلى وعسى أن يغيروا رأيهم إلا انه وجد الترجي الشـ.ـديد في عينيهم ليتأفف بضيق وأخرج هاتفه الخاص من جيب البنطال وهو يقول بضجر
- خلااااص إنتو هتشحتوا، هطلب أهو.

سيلين ببراءة لا تمد لها بصلة: لااااء يابابي مـ.ـا.تتعبش نفسك أنا طلبت كل حاجة وعشر دقايق بالكتير وهيوصل بس اللي عليك تدفع الفاتورة. وبس
سعد بصدmة
- ااااايه!

- إجري يابت يخربيتك قبل مايغير رأيه ويطفحنا العشا قبل ما ناكله، قالتها سيلين وهي تدفع أختها إلى خارج المطبخ بسرعة وما إن إختفوا من أمامهم حتى ضحكت داليا من كل قلبها عليهم وهي تذهب نحو زوجها الذي كان مايزال في حالة الصدmة ليضحك بقلة حيلة وهي يضـ.ـر.ب كفيه ببعضهم ويقول
- شفتي العفريتة!
إحتضنته وسندت رأسها على كتفه وهي تقول
- شفت ياحبيبي باباها وبتدلع عليك
سعد بمعنى
- طب إيه
- إيه!

- والبابا ده مش من حقوا يتدلع زي مابيدلعكم. قالها وهو ينحنى نحوها ليقبلها إلا إنه إبتعد عنها بسرعة ما إن أدخلت سيلين رأسها وقالت بصوت عالي مشجع
- أيوااااا يامامي يااااااجـ.ـا.مد ثبتي بقا بابا كده لحد مايوصل الأوردر
- آااه يابت الجزمة
(هههههههه والله سعد ده مضطهد مع البت سيلين دي).

الوكر، في احدى السهرات، كان يجلس في صدر المكان وهو ينظر بعيدا في الفضاء المظلم لينفث الدخان سجارته بتكبره المعتاد، ولكن عقله لم يكن معهم كان في عالم أخر، خرج من شروده على صوت أحد صبيانه وهو يقول
حودة
- جبتلك كل تحركاته
سحب نفس أخر من سيجارته وتجرع كأسه كله دفعة واحدة ثم قال دون أن يلتفت له: اللي هي.!
أومئ له الآخر بتفهم ثم أخذ يسرد له ماعرفه حديثا عن حياة رامي ألد اعداءه
قطب يحيى جبينه وقال بإنتباه.

- مين البـ.ـنت دي اللي هيمـ.ـو.ت ويتجوزها
الصبي بنفي
- لاااء ماخلاص بقا هي دلوقتي بقت بحكم خطيبته، قاري فتحتها
يحيى بلامبالاة
- أيوة يعني هي مين أهلها مين!
- وحده يتيمة الأب وأمها مشلولة وعايشين مع خالها بعيد عنك راجـ.ـل زبـ.ـا.لة وصاحب مزاج وطماع أوي أول ما الزفت رامي رمى قرشين قدامه باعله بت أخته من غير ما ياخد رأيها حتى.

- عرفت إزاي ياولاااا ياحودة إنه ماخدش رأيها، إيه كنت عايش معاهم وأنا معرفش ولا إيه يا هفأ، قالها بسخرية وهو يضـ.ـر.به بقوة على خلف عنقه (قفا) ليدلك الآخر مكان الضـ.ـر.بة بألم وهو يقول
- ده كان تخميني يا لداغ مش أكتر، لأن ببساطة البـ.ـنت قمرين مش من العقل هتبص لواحد شبه البرص رامي
- إممممممم قمرين! قالها بإبتسامة خطيرة ثم إلتفت إلى الآخر وقال بتساؤل، قولتلي إسمها إيه؟
حودة بسرعة
- غالية، اسمها غالية،!

ظهرت إبتسامة واسعة على محياه حتى بانت كل أسنانه البيضاء بخبث وهو ينهض من مكانه ويقول بشر بعدmا رمى سجارته على الأرض ودعسها بحذائه بعنف
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك ياغلا على دخولك الوكر
(ربنا يستر من دmاغك انا كأماني مش متفائلة ).

في القبو الخاص بالإجتماعات كان يجلس خلف مكتبه ونظراته الحادة كالسيف مرتكزة على شاشة الحاسوب المتنقل، يدرس العقود والبنود التي بعثها له ياسين لكي يأسس الشركة التي إتفق عليها مع سعد الجندي...
بعد وقت لايستهان به ضغط على زر الإرسال ليسحب سماعة البلوتوث ووضعها بأذنه وإتصل ب...
- أيوة يا ياسين، أنا بعتلك كل الأوراق اللي طلبتها وكل شي نظامي وقانوني فيها.

- حلوووو، أهي وصلت. إستنى أما أفتحها، قالها ياسين وهو ينظر إلى حاسوبه هو الآخر وما إن حمل الملف وفتحه حتى أخذ يدقق ورقة تلو الأخرى ليبتسم بإنتصار وهو يقول
- الله ينور ياشاهين، بجد الله ينور، بس إنت كده هتوديه ورا الشمس
- صدقني أنا لسه معملتش حاجة.

- يا ابن اللعيبة نقلت خطوط النقل و شغلنا الوسـ.ـخ على الشركة دي وهتخليه يشيل الليلة كلها وبتقول معملتش حاجة أومال لو عملت هيحصل فيه إيه، شاااهين ده إحنا لسه بنقول ياهادي خف اللعب شوية مش عايزك تشوط من أولها، عايز ألاعب بـ.ـنته على مزاج عالي وأتمتع بجمالها مش عايزك تقفلي الليلة أوام أوام
تجاهل كلامه ولم يرد عليه وكأنه لم يقول شئ
ليسأله بجدية
- هينزل مصر إمتى أنا صبري قرب ينفذ.

وده مش من مصلحتك وإنت عارف ده كويس
- على نهاية الإسبوع هيكون نزل الملعب يابوس
شاهين بتحذير
- مش عايز تأجيل أو أي غلط
- عيب عليك إنت مع ياسين، وبعدين متقلقش أنا كملت كل الأوراق بتاعتهم وحجزتلهم كمان
- مش شاهين اللي يقلق لو غلطت! إنت اللي لازم تقلق لو حصل حاجة، لأنك ساعتها مش هتفلت من إيدي كل الشهور اللي فاتت وأنا صابرهم عليك هطلعهم من عنيك ساااامع.

قال الأخيرة وهو يرمي سماعته بضجر بعدmا أنهى المكالمة ليرجع بجسده إلى الخلف ليستند على ظهر الكرسي بإسترخاء وهو يدلك عنقه المتشنج
ثم إعتدل بجلسته وأغلق الحاسوب و وضعه بإحدى الخزانات المخفية الخاصة به وما إن إنتهى حتى أغلق مكتبه وخرج ولكن قبل أن يصعد تجمد بمكانه ما إن شعر بجسد ناعم يحتضنه من خلفه ويدين أخذت تتحسس صدره برغبة وشفتيها بدأت تقبل كل إنش بظهره لعلى هذا يجعله يرغب بها كما ترغب به هي.

ولكن توقفت عن مـ.ـا.تفعله بخيبة وضيق لفشل خطتها ما إن رفع رأسه إلى الأعلى وقال بضجر
- وبعدين بقا فالأسطوانة المخرومة بتاعت كل يوم دى هو إحنا مش هنخلص ولا إيه
تركته وإلتفتت له لتظهر أمامه إمرأة أيقونة بالجمال
أبدع الرحمن في خلقها ولكن مع كل هذا لم تستطيع أن تحصل عليه، لتصرخ بحرقة بوجهه
- إااايه مالك؟ إنت أكيد حجر صح، قولي أعمل إيه اكتر من اللي عملته عشان أولعك زي ما إنت مولعني كده وأخليك تلف حولين نفسك.

رمقها شاهين بإشمئزاز: بذمتك مش مكسوفة من سنك وإنت قدامي كده وأنا من دور عيالك
زينة بدلع
- بس أنا معنديش عيال عشان تبقا من دورهم
- طب إتكسفي على مكانتك وإنت مرات الكبير يقولو عليك إيه الرجـ.ـا.لة وإنت داخلة هنا والحاج سلطان مش موجود
شهقت وأخذت تحرك شفتيها بعدm رضا
- مرااات مين! والله وماليك عليا حلفان أنا بوست جزمته عشان يكتب عليا بس رفض شكله كده بيمـ.ـو.ت في الحـ.ـر.ام وعمره ماكان ليه فالحلال، بعيد عنك بيمـ.ـو.ت فيه.

- اللي هو إيه،؟
ضحكت زينة بدلع
- الحـ.ـر.ام ياعنيا
نظر لها شاهين بإستخفاف لما ترتديه
- ألا قوليلي إنت بقى عندك كام سنة
زينة بمراوغة
- لاااا ازعل منك، بقا ياسيد الرجـ.ـا.لة ده سؤال تسأله لست قمر زيى
- أنا أقولك إنت عندك 50 سنة
- عرفت إزاي، ما إن صرخت بها بصدmة حتى صمتت لتكمل بعدها بتـ.ـو.تر، قصدي اللي وصلك الكلام ده كدب وإشاعة صدقني وبعدين بصلي وشوف مش أحلى من بـ.ـنت عشرين سنة، السن ده مجرد رقم...

إقتربت منه وأكملت بدلع وعينيها مليئة بتمني، تعرف إن بجمالي ده جبت راس أكبرها كبير فيك يابلد إلا انت معاند معايا وشايف نفسك عليا ومع ده كله معشش هنا
قالت الأخيرة وهي تؤشر إلى دmاغها
ليقول شاهين بإهانة فهو يكره النساء بشـ.ـدة
- عايز أجاملك بجد، بس أعمل إيه كل ماأبصلك معدتي بتقلب، لحمك رخيص ومتاح للكل، بصراحة بقرف آخد حاجة حد أخدها قبلي.

قال الأخيرة وهو يكرمش لها أنفه بنفور متعمد ثم تركها وأخذ يصعد الدرج المؤدي إلى الخارج وكأنها غير موجودة مماجعل الأخرى يجن جنونها لتصرخ بإنفعال مـ.ـجـ.ـنو.ن من رفضه المستمر وإستحقاره لها
- اللي يسمعك يقول ابن باشا مش تربية سلطان عااارف إيه يعني سلطان منبع الفساد والقرف وااا
أكمل طريقه ولم يعطيها أي تركيز ليذهب إلى منزله الذي ما إن دخله حتى رمى نفسه على سريره بتعب وإرهاق جسدي شـ.ـديد.

في صباح اليوم التالي في منطقة شعبية بالتحديد بشقة قديمة مهددة بالسقوط أو هكذا يظهر على هيئتها من الخارج...
كانت تعد فطور بسيط لوالدتها المريـ.ـضة وما إن إنتهت حتى حملته لتذهب به لها ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ما ان قطعت طريقها زوجة خالها وهي تقول
- واخده الأكل ده على فين
- أفطر امي هكون واخداه على فين يعني
- طب خدية ومتنسيش تغسلي هدوم العيال بعد مـ.ـا.تخلصي عشان أنا ضهري واجعني.

- شوفي يامرات خالي إصطبحي وقولي ياصبح وبلاش تخلي جناني يطلع عليكي وبدل ماضهرك يوجـ.ـعك يبقا جـ.ـسمك كله
لتقول تحية بصوت عالي: طب اعملها كده ياغالية ومدي إيدك عليا تاني وأنا هخلي خالك يدغدغك زي المرة اللي فات، هوووو ااايه مافيش حد مالي عينك ولا إيه
غالية بقوة.

- أيوة مافيش حد مالي عيني، وبعدين وماله لما خالي يضـ.ـر.بني عشان مـ.ـر.اته العقربة، الخال والد برده، قالتها وهي تضع الفطار على أقرب طاولة لها ثم إنحنت إلى شبشبها وحملته بيدها وما إن إعتدلت حتى كملت بغل، بس لما أربي مـ.ـر.اته الأول...
بعد مدة دخلت على والدتها المقعدة لتقترب بإبتسامة هادئة لتضع الفطار أمامها وهي تقول
- يلا ياحبيبتي إفطري عشان أديكي الدوا قبل مايفوت معاده
والدة غالية.

- إتخانقتي مع مرات خالك زي كل يوم مش كده، ليه بس كده يابـ.ـنتي
- أومال عايزاني أسكت لها مش كفاية أخوكي من يوم مـ.ـو.ت بابا جا عندنا وكتم على نفسنا بحجة إننا ولايا ومش هينفع يسيبنا لوحدنا، قال راجـ.ـل أوي
وشوية شوية إحتلوا شقتنا وبقينا إحنا اللي عندهم ضيوف مش العكس وبقوا بيحاسبونا ع اللقمة، ده حتى محل بابا كوش عليه، ااااخ لو تسبيني عليهم كنت ربيتهم.

- غالية عشان خاطري امك ياقلب أمك إنت، مـ.ـا.تقفيش في وش خالك ده شراني وممكن يأذيكي، ومن كتر مشاكلك مع مـ.ـر.اته حالف ليجوزك
ده حتى قرى فتحتك
- فتحة إيه،! نقراها على قبره قريب قادر ياكريم قولي آمين
- غااالية
- نعم يا ام غالية
- إنت لسان بس يابـ.ـنت بطني، عودك لسة طري بلاش تفتحي صدرك لريح هتكـ.ـسرك لازم ساعات نطاطي عشان المركب تعدي.

- عنها ماعدت، قالتها وهي تشوح بيدها بضيق لتدmع عين والدتها بقهر وعجز لتلتفت لها غالية بسرعة وهي تقول بلهفة
- بتعيطي ليه بس ياست الكل
- خايفة عليكى من بعدي هيحصلك إيه عايزة أتطمن عليك
- ربنا يطولي في عمرك
- خالك راكب راسه المرادي وحالف ليجوزك الخميس اللي جاي، وقالي أكلمك واعقلك، وافقي يابـ.ـنتي
لتقول غالية بذهول من طلب والدتها
- أوافق إيه؟

- يابـ.ـنتي ياحبيبتي، أنا خايفة عليك خالك قال إنه كويس وشاريكي بالحلال وبيحبك
- مين ده اللي كويس ده جربوع الحتة ده صـ.ـا.يع، وبعدين إذا كان هو شاري فأنا بقا بايعة وبالرخيص كمان
- ليه غاوية تتعبي قلبي معاكي، كل بـ.ـنت مسيرها للجواز
- أتجوز وأسيبك لمين للعقربة اللي برة مستحيل
- متشليش هم ربنا موجود بس المهم أتطمن عليك ريحي قلبي بقا...
غالية برفض وعناد
- وأنا مش موافقة يعني مش موافقة.

في أسفل هذه الشقة يوجد ورشة ميكانيكا صغيرة كان يجلس رجل أمامها وهو يحتسي الشاي بصوت مزعج وعينيه تراقب الناس
أنزل الشاي من يده ونظر الى جهة اليمنى بإستفهام ما إن وجد شاب وسيم وأنيق يجلس إلى جانبه وقبل أن يسأل حتى وجد رجل آخر يبدو على وجهه الإجرام يجلس على الجهة اليسرى
ليقول خليل بإختناق من دخولهم المباغت هذا: متشرفناش
- ده يحيى باشا اللداغ وأنا حودة
خليل بإستغراب
- يا أهلا وسهلا، خير
يحيى بتوضح.

- كل خير، جيتلك عشان غلا واااء
قاطعة خليل
- غلا مين؟
حودة بتدخل سريع
- الباشا قصده الآنسة غالية بـ.ـنت أختك
خليل بإنفعال لايطاق
- مالها مقصوفة الرقبة
يحيى بإختناق من سذاجة الآخر
- بص ومن الآخر لأن ماليش بجو المماطلةده أنا عايز أكتب على بـ.ـنت أختك غلا
خليل بإستفزاز
- ااالله، ماقالك غالية
يحيى بعدm إهتمام
- مش مهم
خليل برفض
- طلبك مرفوض البـ.ـنت مخطوبة وفرحها الخميس الجاي
يحيى بثقة
- تتفسخ عادي
خليل بغضب.

- إنت بتقول إيه أفسخ إيه ده جايبلها شبكه ب 10 الف جنية ده انا أروح فيها بداهية
ليقول يحيى بفحيح أفعى: إسمع مني بس، إفسخها وجوزهالي وليك عندي خمسين ألف جنية
خليل بعدm تصديق: كاااام!
حودة بتأكيد
- قالك خمسين ألف جنية
إلتفت خليل نحو يحيى وقال بطمع
- لاااا ء طبعا إنت عايزني أبيع بـ.ـنت أختي اللي ماليش غيرها بمية ألف جنية.

يحيى بتلاعب لا يستهان به: مية! وماله نخليها مية، وبعدين بيع إيه هو إحنا بتوع الكلام ده كفى الله الشر، ده مهرها، حقها شرعا ولا إنت عايز تخالف الشرع
- إذا كان مهرها ماشي، إيدك عليهم بقا وحلال عليك البت، قالها بحقارة وهو يفتح يمد يده له ليصافحه الآخر وهو يقول
- مش لما نكتب الكتاب الأول
خليل بطمع
- قوموا بينا نكتبه دلوقتي خير البر عاجله
حودة بصدmة من هذا الانسان الجشع الذي أمامه.

- مش لما تاخد رأيها الأول وتسأل عن يحيى اللداغ يكون مين ابن مين
- أسأل عن مين! يحيى باشا غني عن التعريف، والبـ.ـنت موافقة من غير ماسألها لأني أنا خالها وزي والدها مالهاش رأي من بعدي أنا ربيتها على كده
- إذا كان كده تمام، يومين كده وهاجي ومعايا المأذون هكتب واخدها بس أنا ماليش في جو الأفراح والزغاريط
- وماله ده حقك
- اااه كمان اللي أوله شرط أخره نور، أول مـ.ـا.تبقت غلا على إسمي تنساها تماما مش عايز و.جـ.ـع دmاغ.

- ولا أعرفها أنا معنديش أخت من أساسه
نظر له حودة بإستحقار وقال: أصيل ياخليل
خليل بلهفة كـ.ـلـ.ـب
- يبقا كده إتفقنا مش كده
- على بركة الله، قالها يحيى وهو ينهض بغرور وغطرسته التي لاتنتهي
ستوووووووووووووب
وووووووولع ناااار وشرار
يحيى وغالية هيحثل معاهم ايه؟
ياسين و ميرال
ميرال وسعد
سيلين وسعد وداليا
شاهين و سيلين هيلتقوا امتى، الجواب البـ.ـارت القادm.
في صباح يوم غائم جزئي، هبطت الطائرة على الأراضي المصرية بالتحديد في مطار القاهرة الدولي، أخيرا أتى اليوم المنتظر، نظرت سيلين من شباك الطائرة بعدmا نزعت الهيتفون من أذنها لتنزل دmعة حارة على وجنتها بقهر هل مـ.ـا.تعيشه الآن حقيقة، مسحت وجهها بسرعة قبل أن يراها والدها ويحـ.ـز.ن لاتعلم بأن والدها كان يتمزق فؤاده عليها فهي طوال المسافة لم تجف دmـ.ـو.عها.

كان يسمعها تبكي كل ليلة على حلم لم تهنئ بعيش تفاصيله بعدmا حققته بعناء ولكن خـ.ـو.فه عليها طغى على كل شئ، نعم قراره كان قاسي عليها ولكن لمصلحتها، كم يتمنى أن يأتي يوم وتتفهم مايشعر به الآن من مسئولية نحوها...
تنهد بهمة ونهض بعدmا بدء المسافرين بالنزول ليمد يده نحو صغيرته وهو يقول
- يلا ياحبيبتي.

نظرت إلى كف والدها ثم له لتبتسم بحـ.ـز.ن وهي تضع يدها بيده وهي تنهض معه دون أن تنطق بحرف فهي تشعر بأن هناك غصة كبيرة تخـ.ـنـ.ـقها تمنعها من الكلام.

أخذت تمشي خلف عائلتها بآلية وهي تكمل الإجراءات تشعر بالغربة وعدm الإنتماء فهي عاشت وترعرعت بالخارج لايربطها ببلدها هذا سوا اللغة التي أصر والدها أن تتقنها ومنع تكلم الإنجليزية في المنزل بأي شكل كان أو حتى بكلمة واحدة وهذا بغض النظر عن العادات والتقاليد التي أصر أيضا ان تتبعها وان لا تتبع مايفعلن صديقاتها ومن ضمن هذه القوانين هو ممنوع منعا باتا مصادقة أي شاب وكان دائما تعاملها مع جنس الآخر بحدود الدراسة أو العمل، لاتنكر بإن والدها افرط بدلالها ولكن كانت هناك قوانين صارمة غير قابلة للنقاش وضعها لها هي وأختها.

خرجت من شرودها ما إن وصلوا صالة الخروج على صوت والدها الذي قال بإبتسامة
- ياسين باشا أهو!
- ده إيه اللي جابه هنا، قالتها ميرال بتفاجئ لوالدتها بعدmا خفق قلبها وإنتفض ما إن سمعت بأسمه ورأته أمامها دون إنذار سابق
داليا بتوضيح
- ماهو رجع مصر قبلنا لأنه ملتزم بشغل هنا، ده اللي قاله لباباكي.

أومأت لها ميرال وهي تجمع شعرها على طرف واحد بتـ.ـو.تر ثم أخذت تتقدm معهم بهدوء على عكس إضطراباتها الداخلية التي لاتعرف ماسببها كلما جمعها مكان واحد مع هذا المخلوق المتعجرف
تقدm منهم ياسين بإبتسامة مشرقة ومرحبة
- حمدلله ع السلامة سعد باشا نورت مصر
- الله يسلمك، مصر منورة بأهلها، قالها سعد بفرحة كبيرة وهو يتنفس بعمق فهو لايصدق بإنه أخيرا عاد إلى وطنه
إلتفت ياسين نحو أخيه وقال بتعريف.

- أحب أعرفك، المحامي شاهين اللداغ، أخويا
جمد سعد بمكانه لااااا بل صعق بالمعنى الحرفي ما إن وقع بصره على نسخة، ماااااهر، يااالله كم يشبهه
، وكأنه هو! نعم يوجد إختلاف بينهم فهذا الذي يقبع أمامه أضخم من الآخر ولكن الشبة فظيع بينهما
لينطق لسانه رغم عنه بما يجوب بعقله
- سبحان الله يخلق من الشبه أربعين
نظر له ياسين بغل خفي وقال بترقب
- في حاجة؟
سعد بنفي.

- لاء مافيش بس المتر شاهين أخو حضرتك فكرني بصاحبي الله يرحمه، تصدق حتى اسم العيلة نفسه، اللداغ، تقول ابنه!
كلمـ.ـا.ت سعد هذه البسيطة أشعلت ألسنة نيران الإنتقام والحقد بعين شاهين الذي مد يده ليصافحة وهو يقول بحدة حاول على قدر المستطاع ان يتحكم بها
- زي ماحضرتك قلت يخلق من الشبة أربعين.

- فعلا، الله يرحمه كان غالي عليا، قالها سعد وهو يصافحه بالفعل وإبتسم بحنية لهم والحـ.ـز.ن سكن روحه وكأنه عاد إلى الماضي ليصفعه الحاضر بواقع مر...
قطب ياسين جبينه وحاول أن يتدارك الموقف ما إن رأى بأن اخيه بدء يفقد أعصابه وأخذ ينظر للآخر بكره يكفي العالم بأسره حتى قال بإبتسامة زائفة أتقنها بإحتراف.

- إحنا هنفضل واقفين هنا كتير ولا إيه، إتفضلوا أوصلكم الفيلا بنفسي ويارب يعجبكم، ذوقي، قال الأخيرة وهو ينظر إلى ميرال بشوق كبير مماجعلها تتـ.ـو.تر رغما عنها ليذهب نحوها ومد يده ليأخذ منها عربة الحقائب وهو يقول لها بهمس بعدmا خرج سعد وداليا برفقة شاهين
- هاتي عنك.

ظن أنها ستشكره أو حتى ستمنعه بخجل ولكن ما جعله يذهل حقا هو عنـ.ـد.ما إبتعدت عن العربة وهي تعطيه مكانها برحابة صدر لم يتوقعه منها ثم تركته وخرجت بخطواتها الأنثوية وتركته خلفها وكأنه عامل لديهم لا أكثر من هذا...
في الخارج وقفوا عند سيارة شاهين، وما إن كادو أن يصعدوا حتى نظر سعد حوله وقال بتساؤل لزوجته
- سيلين فين؟
داليا بإستغراب هي الأخرى: كانت معانا جوا معرفش مخرجتش ليه لحد دلوقتي.

- أهي جت، قالتها ميرال وهي تنظر نحو بوابة الخروج ليلتفت الآخر بشكل تلقائي ليقع بصره على تلك
المهرة الشامخة التي خرجت وهي تدفع حقائبها وخصلات شعرها الطويلة المموجة ترقص خلفها بفعل نسائم الهواء،
قلص مابين حاجبيه واخذ يركز بها من خلف نظاراته الشمسية.

كانت ترتدي بنطال أسود مطاط يظهر قوامها الممشوق بفتنة مع جاكيت رياضية مفتوح وأسفله توب صغير كان لونه أسود أيضا، أخذ يتردد سؤال في عقله. هل هذه هي سيلين الصغيرة التي رأها بالصورة
نعم هي نفسها ولكن مايراه الان بعيدا كل البعد عن كونها صغيرة بل هي أنثى جامحة متكاملة في كل شئ، لقد ظنها مراهقة ساذجة.

إقتربت منهم وأخذت تعتذر من والدها على التأخير ما إن عاتبها بمحبة ولكن صاحبنا كان مايزال غارق بها فقد لاحظ إحمرار عينيها وأنفها الصغير المنتفخة من كثرة البكاء لتزين وجهها الجميل هذا بنظرتها الحزينة التي تدل عن حرقة قلبها
إقترب ياسين من شاهين بعدmا لاحظ سرحانه بتلك الأيقونة التي لاتقل جمالا عن أختها ليقول بخفوت ماكر: بص أنا هاخدهم فعربيتي وهحط الشنط في عربيتك ماشي.

نظر شاهين إلى أخيه من طرف عينيه ثم أخذ يربت على كتفه وما إن إلتفت نحوهم حتى قال بجدية
- يلا ياجماعة إركبوا معايا وياسين هو اللي هيتكفل بالشنط
فتح ياسين فمه بصدmة بل كاد أن يصاب بسكتة قلبية وهو يرى أخيه ينطلق بهم تاركه خلفه ليصـ.ـر.خ بغـ.ـيظ مضحك وهو ينظر إلى كمية الحقائب الموجودة
- هما مفكرين إني الفلبيني اللي شغال عندهم ولا إيه
في الحارة الشعبية
- كتب كتاب مين اللي هيبقا النهاردة. هي عافـ.ـية.

إنت اكيد إتجننت، ما إن صرخت بها غالية بإنفعال حتى عالجها خالها بصفعة تركت علامة واضحة على وجنتها، شهقت والدتها وهي تسحب إبـ.ـنتها لتجلس إلى جوارها لتحتضنها بسرعة إلى احضانها وهي تقول بغضب
- مش كده ياخليل براحة ع البت
خليل بصوت عالي وجبروت: عايزاني أعمل إيه ماهي اللي لسانها أطول منها وناقصة رباية، وبعدين زعلانة ليه ياختي، ده انا هجوزها جوازة مـ.ـا.تحلمش بيها...

ده يحيى باشا اللى أي بـ.ـنت تحلم يبصلها مش يتجوزها ولا هي وش فقر ولا إيه حكايتها بالضبط
فتحت عينيها على وسعهما وهي تنظر إلى خالها بصدmة وكأنه كأئن فضائي لاتفهم مايقول لتلتفت إلى والدتها التي كانت لاتقل عن حالتها لتقول وهي تضحك بعدm استيعاب
- سامعة اخوكي بيقول إيه، يحيى مين ده كمان هو مش كان الزفت رامي.

- رامي إيه بس اللي هجوزه ست البنات، ما إن قالها بقرف حتى أكمل بهدوء بعدها وهو يجلس أمامهم لعله يستطيع إقناعها، ياااابت إفهميني أنا زي والدك وبيهمني مصلحتك، إنت صغيرة و يتيمة يعني أمانه في رقبتي ولازم أأمن مستقبلك وأسلمك في يد أمينة وأنا مطمن عليكي...

وبعدين تعالي هنا مش كنتي رافضة جوازك من رامي أنا بصراحة أخدت بكلامك وشفت إنه فعلا مايستاهلكيش، وقلت أسيبك على راحتك عشان مـ.ـا.تقوليش خالي متاقل مني ولا حاجة لا سامح الله بس لما يجي ليك نصيب ماكنتيش تحلمي بيه لازم أفوقك لإني أنا ادرى بمصلحتك.
إستدار موجة كلامه إلى والدتها، وإنت بلاش تعومي على عومها وعقلي بـ.ـنتك أحسن ليها وليك. ده يحيى اللداغ مش أي حد يعني بصريح العبـ.ـارة عريس مايترفضش...

نهضت غالية وهي تكتف يديها وتهزر قدmه وهي تقول بإصرار
- حتى لو كان كويس ومافيش زيه أنا مش عايزة أتجوز
إنتفض هو الآخر مستقيم بجسده وسحبها من عضدها ليغرز أصابعه بعنف بلحمها وهو يقول بإنفعال
- إسمعي يابـ.ـنت انت بمزاجك، غـ.ـصـ.ـب عنك، هتتجوزيه سامعة، ثم رماها على والدتها وأكمل بتحذير وهو يشهر سبابته في وجههم.

كلميها وعقليها وخليها تفوق لنفسها بلاش تجبرني أطلع جناني عليها هااا بلاش، الليلة هيتكتب كتابه عليها وهياخدها معاه
صرخت والدتها بعدm فهم و رفض
- إيه! ياخدها معاه من غير فرح ليه إن شاء الله! هي لعبه وبعدين مش لازم يبقا في فترة خطوبة يتعرفوا على بعض فيها
خليل بإجرام
- خطوبة إيه اللي عايزاها إنت كمان شكلك كده خرفتي بدري...
نظر إلى غالية وإستأنف كلامه بأمر وتهديد صريح.

شوفي يابـ.ـنت إنت يا إما تتجوزي يحيى بيه الليلة بإحترامك ومن غير دوشة أو هرميكي لرامي بإيدي دي، فكري كويس وقرري مصيرك بنفسك عشان مـ.ـا.تقوليش عليا دكتاتوري أهو سبتلك الإختيار مابينهم
نزلت دmـ.ـو.عها عنـ.ـد.ما خرج أخيها وأغلق الباب خلفه بعنف لتستدير بجذعها العلوي نحو إبـ.ـنتها التي سرعان مارمت نفسها على صدر والدتها التي أخذت تقول بعجز وهي تطبطب عليها
- خلاص يابـ.ـنتي إرضي بنصيبك وإتجوزي وإخلصي من العيشة دي.

رفعت رأسها وقالت بإستنكار لما سمعت
- عايزاني أرمي نفسي بالنار
أخذت تمسح على رأسها بحـ.ـز.ن وهي تقول
- بعد الشر عليك ياقلب أمك، خالك قال إنه عريس لقطة وإن شاء الله يطلع إبن حلال و يراعي ربنا فيك
باست كف والدتها وقالت: وإنت يا حبيبتي أسيبك إزاي
إبتسمت بلا روح وهي تقول لإبـ.ـنتها.

- دي سنة الحياة، إذا مكنش النهاردة هيبقى بكرة، ربك معايا، وخليل صح بيبان عصبي وكده، بس معايا مافيش زيه ده أنا أخته وهيخلي باله مني مـ.ـا.تقلقيش بس المهم إني أتطمن عليك في بيت عدلك
سحبت غالية شعرها إلى الخلف ثم أخذت تضـ.ـر.ب فخذها بحرقة وهي تقول: والله اللي بيحصل ده مالوش لازمة انا من شهر بس تمـ.ـيـ.ـت ال 18 سنة مستعجل على جوازي كده ليه بس أنا مش عارفة.

- نصيبك جا نقول ايه بقا، يلا قومي خدي دوش وجهزي نفسك وإنسي كل حاجة وافرحي واضحكي اوعي تحرميني من إني أفرح بيكي وإنت عروسة
غالية بنظرة إنكسار
- إنت بتتكلمي جد؟
- آه جد، وعشان خاطري بلاش تبصيلي كده وتحسسيني بالعجز أكتر من اللي أنا فيه أنا مش حمل خالك ده ممكن يرميكي فعلا للكـ.ـلـ.ـب التاني قصاد عيني ومش هقدر أعملك حاجة...

قطعت كلامها وأخذت تبكي بقهر وعجز على ما يحصل لبـ.ـنتها الوحيدة التي سرعان ما إحتضنتها وأخذت تقبلها من وجنتها ويدها ثم رفعت رأسها لوالدتها وقالت بقبول فعلى مايبدو بأن هذا هو نصيبها
- حاضر، هعمل اللي هيريحك ويريحكم كلكم، بس وحياتي عندك بلاش تعيطي وتزعلي تاني، وبعدين أنا عايزة بدل الدmـ.ـو.ع دي زغروطة، زغرطيلي يا ماما، ده النهاردة فرحي، ولا أنا ماستاهلش إني أفرح يعني
- يا خبر وأدي أحلى زغروطة لست البنات...

لوووووووووووووليييييي
مساء في الوكر بالتحديد بالقطاع الخاص للأسلحة السوداء المستعملة والمعطلة، كان يجلس على كرسي خشب وأمامه طاولة طويلة وبيده سلاح بدء يفك أجزائه واحدة تلو الاخرى حتى أصبح معدات صغيرة لا تصلح لشئ ثم أخذ ينظفه بتركيز وما إن إنتهى حتى أعاد تركيبه بدقة وإحترافية شـ.ـديدة وسرعان ما رفعه وأطلق منه رصاصة لنقطة بعيدة.

ليصفق يحيى وهو يدخل عليه المكان مع سلطان الذي كان ينظر إلى ذراعه الايمن بإعجاب ثم قال
- مش حاجة جديدة ده العادي بتاع شاهين
شاهين بتساؤل
- رجعت إمتى؟
ليقول سلطان وهو يمسح على شاربيه
- من ساعتين بس، تصدق السفرية دي رجعتلي شبابي. زينة دي سرها باتع معايا
يحيى بمشاكسة
- أوووبا سامع ياشاهين، رجعتله شبابه، عقبالنا يارب.

- ما انت هتتجوز الليلة ولا هو أكل وبحلئة، ما إن قالها سلطان حتى شحب لون يحيى عنـ.ـد.ما وجد شاهين يرفع رأسه لهم بسرعة وهو يقول
- من ده اللي هيتجوز!
يحيى بترقب
- أنا
ترك ما في يده ونهض و وقف أمامه بجسده الضخم وقال: مين؟ وليه أنا معرفش
- خطيبة رامي، ما إن نطقها حتى إنقض عليه الآخر وهو يصـ.ـر.خ به بغضب بـ.ـارد خطير
- ليه يا دكر تدخل الحريم في شغلك، ليه مـ.ـا.تسمعش الكلام، ولا عاجبك تدارى فيهم.

- البت عجبتني، ما إن قالها بكذب مكشوف للآخر حتى إبتسم من طرف شفتيه بتهكم وأخذ يربت على منكبه بقوة
- إحنا مش بتوع جواز وإنت عارف ده
سلطان بتدخل
- لاء أزعل منك، إحنا بتوع كله ياشاهين، وبعدين هو حب يكـ.ـسر عين غريمه بخطيبته وأخدها منه يتمتع بيها يومين تلاتة وبعدها يرميهاله لو عايز...
نظر شاهين الى أخيه الروحي وعض خده من الداخل بغـ.ـيظ ثم قال
- والتاني سكت، سابك كده تاخد منه خطيبته ومعملش حاجة.

يحيى بتـ.ـو.تر لايظهر إلا أمام البوس
- ماهو أنا لفقــ,تــله تهمة ورمـ.ـيـ.ـت فالسـ.ـجـ.ـن من أسبوع
- لاء شاطر، عفارم عليك، بس كلها يومين وهيخرج وبعدها هيجي ويشرب من دmك وهيبقا من خناقة رجـ.ـا.لة لخناقة على ست، قال الأخيرة بقرف واضح من تدنى المستوى
يحيى بتوضيح.

- صدقني البـ.ـنت دي هي اللي هكـ.ـسره فيها بجد وهحرق قلبه عليها، ومش بس كده ده انا هخليه يسف التراب، يعني هحاربة نفسيا وجسديا عشان يعرف إن مش أنا اللي يتلعب معايا ومش أنا اللي انام فالحجز ليلة كاملة بسبب واحد مايسواش...
وأهو زي ما إنت شايف الليلة اللي نمتها نام هو بدالها أسبوع، ده غير إنه لما يطلع ويلاقي حبيبة القلب بقت في حـ.ـضـ.ـني، مش هقولك هكون علمت عليه إزاي...

صدقني يا اخويا كل شئ مباح عندنا هنا. مافيش قوانين مافيش مبادئ مافيش أخلاق. إعمل أوسـ.ـخ حاجة في عدوك بكده صدقني الكل هيهابك. والبقاء للقوة، قال كلمـ.ـا.ته هذه ثم تركهم وخرج متوجها إلى تلك التي تنتظر مصيرها المجهول
- شفت أفكارك وصلتهم لفين، قالها وهو يلتفت لسلطان الذي بادله إنزعاجه هذا بلا مبالاة ما إن قال.

- ما تسيبك دلوقتي من الحكاية دي، يحيى مش صغير وعارف هو بيعمل إيه كويس بلاش تعكر مزاجي على حاجة تافة زي دي، ودلوقتي ركز معايا أنا...
- في إيه؟
جلس سلطان على أحد الكراسي وقال بمغزة مليئ بالشر
- سمعت إن حبيبك وصل
صمت وإنتظر تعليق الآخر ولكن ما إن طال هذا الصمت بينهم حتى أكمل، هتعمل إيه معاه!
- ولا حاجة، قالها ببرود وهو يعود إلى تركيب أدوات الأسلحة مما جعل سلطان يغتاظ منه وهو يقول
بغضب
- شاهين!

توقف عن ما يعمل ونظر له: نعم!
سلطان بضيق من برود الأخر
- ناوي على إيه؟
ليقول شاهين بإبتسامة سامة: على كل خير
رفع سلطان حاجبه وهو يقول: بقا كده
إستقام شاهين بطوله وهو يقول بجدية وقوة ممزوجة بغضب أسود نادر الظهور: مـ.ـا.تشغلش بالك معايا يا حاج لأنك كده هتتعب ومش هتوصل لحاجة، التار تاري أنا، واللي عليك عملته وبلغتني مكان سعد فين وبكده يبقا كتر ألف خيرك و الباقي سيبه عليا وعلى ياسين
نهض سلطان وقال برفض غاضب.

- لاء يا إبن اللداغ لاء يا إبن سامر، التار تاري كمان ده أبوك وعمك كانوا ليا أكتر من إخوات
- والمطلوب مني إيه دلوقتي، ما إن قالها شاهين بضيق
حتى أتاه الرد أو بمعنى أصح قالها بأسلوب أمر
- إنك ترسيني على اللي هتعمله خطوة بخطوة
نظر له من طرف عينه وقال بترقب
- وده هيفرق معاك في حاجة
- أكيد.

ليرد عليه شاهين بصياعة: تؤ، مش هتفرق، المهم بالنسبالك هي النتيجة هتكون إيه ومن الناحية دي خلي في بطنك بطيخة صيفي ومـ.ـا.تخافش، مش اللداغ اللي يسيب حق أبوه وعمه يروحو هدر، ولو حتى مر عليه سنين
صمت و رفع كفيه إلى الأعلى بحركة إستسلام وهو يكمل قبل أن يتركه ويخرج، وأظن كده عداني العيب، سلام يا حاج.

كانت نظرات الآخر كثعبان البامبا السوداء الى باب القطاع الذي إختف من خلاله وهو يجز على أسنانه ليتشنج فكه بعنف ليرفع يده إلى أعلى مستوى وضـ.ـر.ب عصاه على الطاولة وهو يرمي كل ماعليها ثم أخذ يتنفس من أنفه
- بقا يتخاف منك يا شاااااهين. بقا يتخاف. بس على مين إن ماخليتكم تاكلوا في بعض مبقاش كبير وكر الأفاعي.

في فيلا صغيرة وجميلة بموديل عصري راقي كان يجلسون بحديقتها بقرب حمام السباحة، ما إن إنتهى سعد من توقيع العقود الخاصة بالفيلا حتى أخذها منه ياسين وهو يقول
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك.
سعد بإبتسامة
- الله يبـ.ـارك فيك
ياسين بتوضيح
- هاخدهم معايا عشان شاهين يسجلهم في الشهر العقاري بكرة الصبح
أومئ له بنعم وهو يقول
- بإذن الله
- طب أستأذن أنا، ما إن قالها وهو ينهض حتى نهض سعد أيضا وهو يقول
- ما لسة بدري
ياسين بضحك.

- بدري إيه بس أنا فاضلى أنام عندكم
ضحك الآخر وقال
- بيتك ومطرحك
- الله يخليك، تصبح على خير
- وإنت من أهله
في الأعلى كانت مـ.ـا.تزال ترتب ثيابها بالدولاب وما إن إنتهت حتى رمت نفسها على السرير وهي تغمض عينيها بتعب لتغفى دون شعور ولكن جفلت بعد مرور عدت دقائق عنـ.ـد.ما إرتفع رنين هاتفها.

سحبته من على الطاولة التي بجانب السرير لتنظر إلى الشاشة بتساؤل من الذي يتصل بها الأن وهي لم يمر سوا ساعتين على تفعيلها لرقمها هذا، ضغطت على زر الإجابة وهي تقول بصوت مبحوح ناعس
- الو
- كنتي نايمة؟، ما ان قالها وهو يستلقي بإسترخاء على أريكة منزله لتنتفض الأخرى من فراشها وهي تهمس بصوت خافت
- ياسين
رفع ذراعه وسنده على جبينه وقال بعبث
- الله! ده إنت حافظة صوتي بقا ياقمر
عبس وجهها من تجاوزه معها لتقول بضيق.

- جبت رقمي ده منين ومتصل ليه
تنهد وهو يفتح أزرار قميصه و يقول
- الرقم مافيش أسهل منه. ومتصل ليه؟ برأيك إنت ليه!
ميرال بضيق أكبر من سابقه فالذي معها على الخط مراوغ من الدرجة الاولى
- ممكن أعرف حضرتك عايز مني إيه، لا إنت صغير ولا أنا فبلاش الحركات اللي ملهاش لازمة دي
رفع جذعه العلوي قليلا وما إن تخلص من قميصه ورماه بإهمال حتى إستلقى مرة أخرى وهو يقول.

- بإختصار يا أنسة إنت عجباني أوي، وبتشـ.ـديني أوي، كل لما بشوفك ببقا مش عايز أبص لحاجة غيرك، مقدرش أنكر إن السبب هو إنك حلوة، وحلوة أوي كمان بس مش ده اللي بيجذبني ليك لأني أنا شفت اللي أحلى منك بكتير ومحركوش شعرة مني...
ضحك بخفة مع نفسه ما إن وجدها تنصت له وهذا يعني بأنه إستطاع أن يلمس مشاعرها وعلى مايبدو إنه أخذ يلعب على أوتارها الحسية أيضا، ليكمل كلامه بهمس مثير.

بس من لما لقيتك قاعدة ع الرصيف وبتعيطي وماقولكيش وقتها عملتي فيا إيه يابـ.ـنت الناس لما بصيتيلي بعنيكي اللي مليانه دmـ.ـو.ع وقتها كان نفسي أمد يدي و أمسحهم واحدة واحدة كنتي عاملة زي البنوتة اللى عندها أربع سنين كنتي صغيرة أوي و ناعمة أوي عايزة اللي ياكلها أكل
إبتلعت لعابها الجاف بصعوبة لتقول بعدها بهروب
- تصبح على خير، و ياريت يا أستاذ ياسين إتصالك ده مايتكررش تاني وتحترم الحدود اللي مابينا.

قالت كلامها الأخير هذا ثم أنهت المكالمة دون أن تنتظر رده ومن شـ.ـدة تـ.ـو.ترها اغلقت الهاتف بشكل نهائي ورمته بعيدا عنها ثم سحبت فراشها عليها لتغطي نفسها كليا وصدى كلمـ.ـا.ته كانت تتردد بذهنها ولا تعلم كم مر من الوقت عليها وهي هكذا تائهة بين السماء والأرض من مجرد حروف جميلة نطقها إستطاع بها أن يسحرها وكأنها تعويذة وألقيت عليها...

كانت تجلس إلى جانب والدتها وهي ترتدي فستان حرير أوف وايت بسيط محتشم جدا تزينه بحجابها من نفس اللون، أغمضت عينيها وهي تدعى من كل قلبها بأن لا يأتي وبهذاسوف يكون لديها سبب وجيه بأن ترفض هذا الزواج أو دعنا نقول مايسمى بالزواج فهو أبعد مايكون عن الزواج الحقيقي
تأخر ساعة من الزمن كادت أن تطير فرحا لأنها ظنت بأن دعائها إستجاب ولم ياتي ولكنه أتى مع الاسف
عقلها مشوش لاتعرف هل مـ.ـا.تفعله صواب أم خطأ.

تنفست بضيق وضجر ما إن وجدت زوجة خالها تحيه وتدخل عليهم الغرفة وهي تزغرط بحماس لتقول بعدها بحسد وهي ترفع فمها بعدm رضا
- يابختك يابت من يومك تقعي وإنت واقفه ده العريس مافيش زيه ده قمر، لاااااء قمر إيه ده طوله يهبل وعرض كتافه تتوهي في وسطهم وياااختي على شعره و يخرب بيت برفانه اللي يتوه ده، هو في كده!
لتقاطعها والدة غالية بتأنيب: مـ.ـا.تتلمي ياتحية وإتكسفي هاااا اتكسفي، عيب كلامك ده، عيب
تحية بعدm رضا.

- الله! هو في إيه عشان تهبى في وشي كده ليه حـ.ـر.ام يعني اقول رأي في نعمة ربنا اللي بعتها لينا، بس الحق عليا إني جيت أطمنك وأفرحك إن العريس حاجة نظيفة أوي ولا بتوع التلفزيون شياكة اااايه وشخصية ااايه جتني وكسة على بختي الهباب
- واحد زي ده إيه اللي رماه عليا، يارب أسترها معايا، قالتها غالية مع نفسها لتشرد بعدها في عالم مظلم فكلام الأخرى لم يزيدها سوا قلق على قلقها.

خرجت من الحرب العالمية الثالثة التي كانت تقام في داخلها حتى كاد عقلها ينفجر عنـ.ـد.ما مسكت تحيه يدها وذهب بها إلى الصالة وهي تزغرط لتجعلها تجلس على أحد الكراسي المهترئة ما إن ناداها خليل بأن تأتي بالعروسة
تمت إجراءات كتب الكتاب دون أن ترفع عينيها بإتجاه عريسها ليس خجلا كما يظهر للحاضرين ولكن كان نفور نابع من داخلها على كل مايحدث حولها.

مسكت القلم وأخذت تخط إسمها بآلية أسفل الورقة لتصبح حلال شخص لاتعرف عنه شئ سوا إسمه فقط، كادت أن تصرخ وتبكي ولكن إن فعلت هذا أو لم تفعل فهو لم يغير من الحقيقة شئ
وما إن انتهى كل شئ وخرج المأذون مع الشهود حتى رفعت رأسها بتفاجئ عنـ.ـد.ما وجدت عريس الغفلة يخرج حقيبة سوداء تحتوى على مبلغ محترم جدا ويضعه أمام خالها وهو يقول وكأنه يتفق على شراء بضاعة
- وده المهر اللي إتفقنا عليه.

مهر! كادت أن تضحك بشـ.ـدة لااا بل تبكي لاتعرف ماذا تفعل أو ماذا يجب أن يكون رد فعلها لأنها تعلم جيدا بأن هذا المال ليس مهرها بل هو سعرها!
، يالله كم الحقيقة مؤلمة، فقد باعها خالها الآن أمام عينيها لمن دفع أكثر، نعم هذا ماحصل، لقد تم الآن صفقة شرعية و قانونية، هي لم تكون سوى مجرد صفقة رخيصة لا أكثر، بعيد كل البعد عن الزواج، ولكن ما.

جعلها تفتح فمها بذهول ما إن جائتها الطعنة الأخيرة التي جعلت لسانها يعجز عن النطق
- كده عداك العيب، خدها مبروك عليك، قالها خليل وهو يضع يده على ظهرها بعدmا جعلها تقف إلى جانبه كالدmية ليدفعها بخفة نحو الآخر الذي إقترب منها ومسك يدها الصغيرة بقوة ثم خرج بها من منزلها
بسرعة لتحاول أن تسايره بخطواته الواسعة دون
حتى أن تودع والدتها التي كانت تنتظر دخولها بلهفة
لاتعرف بأن إبـ.ـنتها الوحيدة قد ذهبت إلى المجهول.
كانت تجلس على سريرها تنتظرهم وما إن فتح الباب حتى نظرت خلف زوجة أخيها الذي دخلت منه الآن لعلها ترى خلفها إبـ.ـنتها وعريسها لتقبلها وتشمها وتهنئها، وترى زوج غاليتها لتوصيه عليها وتجعلها أمانة في عاتقه تسأله عنها يوم القيامة، ولكن كسى الحـ.ـز.ن وجهها وهي تسألها
- غالية فين، أكيد قاعدة مع عريسها برا صح
تحية بفظاظة
- مين دي اللي برا، دي زمانها وصلت بيتها ودخلت كمان
لتقول بو.جـ.ـع قلب
- راحت من غير مـ.ـا.تسلم عليا!

- معلش شكل العريس كان مستعجل شوية، ختمت كلامها وهي تضحك بمغزى وقح ثم خرجت وهي تتدلع بمشيتها
رجف فكها ولمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها بقهر ثم أخذت مسبحتها لتبدأ بالتسبيح والإستغفار ودmـ.ـو.عها تنزل تغسل روحها المعـ.ـذ.بة قبل وجهها لعل هذا يهون على قلبها المسكين حـ.ـز.نه وبداخلها تلهث بالدعاء لغاليتها فهي تعلم بأن إبـ.ـنتها سيدة العناد والتحدي...

علي الجهة الأخرى عند غالية كانت تجلس إلى جانبه بداخل سيارته الفاخرة لا تعرف أين سيذهب بها ولكن تملكها إحساس غريب مخيف جعل أطرافها تتخدر وكأن قلبها يعلمها بأنها تورطت بشئ كبير ولكن ماهو بالتحديد لاتعرف.

تبلدت مشاعرها تماما وكأنها جثة هامدة تنتظر بهدوء إستيقاظها من هذا الكابوس التي تعيش به الآن، أي فتاة أخرى في مكانها كانت ستبكي وهذا الشئ الطبيعي، هذا الذي يجب أن يحدث إلا أنها كانت كالتمثال تحاول أن تستوعب أو تفهم ماحدث حولها...

الصمت كان سيد الموقف لم ينطق بحرف معها قط. مما جعل هذا الهدوء أعصابها تسترخي نوعا ما، كانت متناقضة كل دقيقة يتبدل حالها، ولكن ماعكر مزاجها حقا فوق ضيقها الواضح منه هو رائحة السجائر التي كادت أن تخـ.ـنـ.ـقها فهو ما إن يطفئ واحدة حتى يشعل أخرى غيرها بإختصار كان كمصنع ملوث للبيئة.

نظرت له خلسة بقرف من طرف عينيها وهذه أول مرة تراه فيها وأخذت تقيمه، امممم لابأس به فهو كان حنطي البشرة بجسد ضخم لا بل كان عملاق بالنسبة لقامتها هي، مع أن طولها مناسب ولكن بالمقارنة معه كانت أشبه بالقزم أمامه
لاحظت بروز عظام وجهه وخاصة منطة الفك الذي يكسيه ذقن مهذبة مع شفاه غليظة يعلوها أنف حاد كالسيف و شامخ للأعلى...

وعينان بنية لامعة ولكن ماكان يفسد جمالها هي تلك الهالات التي تحيط بهما كالباندا، لاحظت نزول شعر ناعم كالحرير وأسود كالليل على جبينه ولكنه طويل بعض الشيء يحتاج إلى قص ولكن رغم هذا لاتنكر بإنه يليق به ويحمل من الوسامة وقدرها
أما يحيى كان في عالم آخر تماما عنها أخذ يقود سيارته وكل مايشغل تفكيره هو أين يذهب بها؟ هل يستأجر شقة أم يذهب إلى فندق او يعود بها إلى الوكر.

ولكن كيف يعود والوكر مكان لايناسب لفتاة مثلها
فكل النساء هناك عبـ.ـارة عن بنات ليل متاحين للجميع
أمسك صدغه بتعب ثم أعاد شعره إلى الخلف، اااخ ماذا يفعل بهذه المعضلة التي لم تخطر على باله...
ولكن ما لم يستطع أن يتجاوزه حتى الآن هو صدmته ما إن رآها ترتدي الحجاب مع ثياب فضفاضة محتشمة.

فهو كان يتوقع بإنها اااء، لااا هو لم يرسم بمخيلته كيف سيكون شكلها بل هو لم يفكر بهذه النقطة. هذا لأنها ببساطة لاتفرق معه كل ما أراده هو أن ينتقم من ذلك الحثالة بها...
يعني بإختصار هي لاتهمه ولا تعني له شيئا بتاتا ولهذا السبب سيذهب بها إلى شقته في الوكر وسيمنعها من الخروج منه لكي لايراها أحد وهكذا سيستطيع أن يعيش حياته كما كانت دون أن يضطر أن يغير شيء لأجلها.

هذا الحل الذي وصل له بعد تفكير عميق. أدار الدركسيون ليغير المسار، وبعد وقت لايستهان به وصل لمكان مقطوع بعيد عن تجمعات الناس حتى ظنت بإنها خرجت من العاصمة بأكملها
مما جعلها تنظر حولها والرعـ.ـب بدأ يسكن مقلتيها.

ظلام دامس يغطيهم، الطريق خالي من السيارات، كادت أن تلتفت له وتضـ.ـر.به على رأسه وتصرخ به يا أيها المعتوه أين ستذهب بي؟ ماهي حكايتك؟ من تكون؟ ولكن سرعان ماضاعت خطتها بالهجوم عليه ما إن وجدته يقترب من مكان غريب بمنطقة عشوائية كبيرة من الخارج مظهرها عبـ.ـارة عن أنقاض وبقايا منازل قديمة مهجورة لاحياة فيها ولكن ما إن إقتربوا أكثر حتى وجدت بأن كل هذه الأشياء لم تكون سوا سور أو تمويه لما في الداخل.

كان يوجد قطاعين طرق أو هذا ما ظنته عند المدخل الذي كان عبـ.ـارة عن مجموعة صفائح من الحديد الصدئ ولكن قبل أن يقترب منهم وجدت ذلك الذي يدعى زوجها يضع يده على رأسها من خلف وأنزلها بقوة إلى الأسفل وهو يوجه لها الكلام لأول مرة بأمر صارم
- إداري تحت كويس مـ.ـا.تخليش حد يشوفك ولا يسمعلك صوت
إحتضنت نفسها بسرعة بذراعيها بحماية وأغمضت عينيها وأخذت تدعي بهمس خافت بالكاد هي سمعته.

- يارب إحميني وأسترني بسترك وإحفظني من الناس الغريبة دي...
صمتت ورجفت بشكل تلقائي وهي تضع كفها على فمها تكتم أنفاسها ما إن وجدته رفع كفه لهم كسلام عنـ.ـد.ما مر بسيارته من عندهم ليرحبوا به جميعا
- أهلا يالداغ، نورت
ليرفع بعدها هاتفه وأخذ يقول بأمر بعدها
- إسمع ياحودة تعالالي عند شقتي وإستناني تحت.

أنهى المكالمة ليقف بعدها عند عمارة بابها الرئيسي مكـ.ـسور، نزل من السيارة وفتح الباب الخلفي وأنزل حقيبتها ثم توجه نحوها وفتح الباب الذي يجاورها ليراها مـ.ـا.تزال محشورة تحت الكرسي لينحنى ويمسكها من معصمها ثم سحبها بقوة لتنزل معه متوجها بها بسرعة لداخل العمارة ليجعلها تقف تحت الدرج بمكان مظلم ثم أعطاها حقيبتها لتحملها.

لحقت به حتى كادت أن تنادي عليه عنـ.ـد.ما وجدته يتركها ويخرج ولكن سرعان ما رجعت إلى مكانها ما إن رأت شخص شكله كالمجرمين يقترب من زوجها المبجل الذي قال وهو يرمي له المفتاح
- خد العربية ورجعها الكراج، بس أوعى يتخدش منها حاجة دي عهدة أروح فيك بداهية
- إعتبره حصل ياعريس، ما إن قالها حودة نظر خلفه حتى فهم يحيى بإنه رآها وهي تدخل معه، ليقول بعدها وهو يهز برأسه
- طب يلا أتكل و وريني عرض قفاك
حودة بهزار.

- طبعا هتزحلقني يا باشا الليلة ليلتك
يحيى بتنهيدة
- مابلاش قر أمك ده، ويلا إخفي من هنا، ومش عايز أنبه عليك
- في بير طبعا من غير مـ.ـا.توصي ولا كأني شفت حاجة
ربت يحيى على كتفه وقال بإبتسامة: جدع ياض
أما غالية إحتضنت حقيبتها الصغيرة ما إن رأته يدخل و يقترب منها ليسحبها معه إلى الأعلى وكأنها دmية يحركها كيفما يشاء، كانت شقته بالطابق الثاني وصل إلى بابها وفتحها ليدخلها قبله أو بالمعنى الأصح دفعها أمامه.

أخذت تنظر إلى المكان كانت الأرضية سيراميك أبيض ولكن قد تحول لونه من عدm التنظيف إلى تصبغات الرمادي الممزوج بالبني، كان يوجد غرفة واحدة وصالة وحمام ومطبخ مساحتة صغيرة.

علي ما يبدو بأن هذا المكان مهجور لم يسكنه أحد منذ شهور، ولكن سرعان ماغيرت رأيها ما ان رأت ثياب نوم باللون الأحمر مرمية على أريكة الصالة عند هنا قطبت جبينها بإشمئزاز وهي تمرر نظرها على صاحب هذا المكان وكأنها تقارن مابينه وبين منزله ياترى أيهما أكثر قذارة بالتأكيد هو سيفوز بهذه المنافسة...

تنهدت بصبر مع أن الصبر ليس من شيمها، ذهبت وجلست على الأريكة بعدmا رفعت أمامه تلك الثياب من طرف أصابعها ورمتها بعيدا بإهمال
أما يحيى لم يعلق على فعلتها فهو متعب الآن، تركها وذهب إلى الغرفة ليخرج له ثياب نظيفة ثم توجه إلى الحمام ليزيل عنه عبق اليوم الطويل الذي مر به.

وما إن خرج حتى وجدها مـ.ـا.تزال جالسة بمكانها ولم تغير ثيابها بعد، ليتجاهلها وكأنها غير موجودة ودخل إلى الغرفة ورمى نفسه على السرير بإرهاق ونعاس فهو لم ينم منذ يومين بسبب الشحنة التي وصلت أمس.

والآن حان وقت النوم هذا ماقاله عقله وهو يغمض عينيه بإستسلام تلقائي وراحة لا توصف، فعلته هذه جعلت غالية تقف مصعوقة، هل ينام؟ كيف ينام ويتركها هكذا أخذت تقرص وجنتها هل هي الآن مستيقظة أم نائمة لأن ببساطة كل مايحدث الآن غير منطقي على الإطـ.ـلا.ق، لماذا تزوجها هذا الكائن الغريب ماذا يريد منها؟

بعد مرور ساعتين من التساؤلات لم تجد لها أجوبة سحبت حقيبتها وأخرجت لها ثياب مريحة لتذهب إلى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها وما إن خرجت حتى إرتدت أسدالها وفرشت سجادتها وجلست عليها تنتظر أذان الفجر. ولكن الغريب لم تسمع صوت أي أذان مع إن الوقت قد فات!
نهضت وأدت فرضها ثم نظرت نحو باب الغرفة هل تذهب وتوقظه للصلاة أم تنتظره ينهض من نفسه
ولكن ما إن تأخر الوقت وبدأ النور يشق الظلام نهضت.

من مكانها ودخلت عليه لتقف إلى جانب السرير تتأمله
كان ينام في وسط الفراش على بطنه وهو يفرد ذراعيه إلى الأعلى، يرتدي بنطال قطني رياضي أسود مع تشيرت ربع كم أسود. كان هناك شخير بسيط يصدر منه على مايبدو بإنه لم ينم جيدا منذ أيام
إنحنت نحوه وأخذت تناديه: يحيى، إصحى صلاة الصبح هتفوتك، يحيى الصلاة خير من النوم. يلا قوم
عشان ربنا يبـ.ـاركلك في يومك.

كان تتكلم بصوت هاديء مريح للأعصاب وبرغم نومه العميق إلا أن نغمتها الناعمة أيقظته و.جـ.ـعلته يفتح عينيه وهو يرفع وجهه لها ويقول بصوت مبحوح وناعس
- هي الساعة كام
- مـ.ـا.تخافش لسه في وقت ع الشروق هتلحق صلاتك
قالتها وهي تظن بإنه سينهض ولكنها إندهشت ما إن عاد إلى نومته بعدmا صرخ بوجهها بإنزعاج
- إخفي من وشي أحسلك.

- عديم الذوق، تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة ثم توجهت إلى الأريكة لتستلقي عليها بتعب لتغمض عينيها بإختناق وهي تحاول أن تهرب من تفكيرها المستمر إلى النوم
أشرقت الشمس تعلن عن يوم جديد لتستيقظ بإستغراب على صوت صراخ يأتي من الخارج وهو ينادي على ذلك المغفل الذي ينام في الداخل ولكن قبل أن تذهب نحو الشرفة لتجد من هذا الذي يصـ.ـر.خ فصوته مألوف بالنسبه لها، حتى وجدت يحيى يخرج من داخل الغرفة.

ويذهب نحو الشرفة بسرعة ولكن سرعان ما إن إبتسم بانتصار ممزوج بخبث عنـ.ـد.ما رأى غريمه يحترق بنار لا آخر لها،
كان رامي يقف في منتصف المكان يعلن عن وجوده
والرجـ.ـال المسؤلون عن أمن الوكر تكتفه وتمنعه بأن يصعد
للآخر...
هذا المنظر جعل يحيى يرتوي غليله ويتحمس لما هو قادm، إلتفت إلى الداخل وأغلق باب الشرفة ثم توجه نحو الباب لينزل ولكنه إلتفت الى تلك التي تقبع بالصالة ليرفع سبابته لها بتحذير.

- حسك عينك حد من اللي برا يلمح ضلك
ختم كلامه وخرج لينزل على السلم وما إن وصل للتجمع أمام العمارة حتى قال بصوته الخشن وهو يمشط شعره المبعثر بأنامله الطويلة
- سيبوه هو طور عشان تكتفوه كده
صرخ رامي بغل شـ.ـديد وهو يحاول أن يخلص قيده من هؤلاء
- مـ.ـو.تك على إيدي ساااامع على إيدي
ضحك يحيى بحقارة وإنتشاء لم يشعر به من قبل.

- أكيد وصلك الخبر صح، طب إيه! مافيش مبروك. تؤ تؤ تؤ، قالها وهو يغمز له من طرف عينيه ثم إقترب منه وهمس له عند أذنه، ده حتى إمبـ.ـارح كانت دخلتي ياجدع.

بحركة مباغته وقوية حرر نفسه منهم ليلكمه بعنف على فكه، فكلمـ.ـا.ته كانت عبـ.ـارة عن بنزين تم سكبه على النار، حاول أن يضـ.ـر.به أكثر إلا أن رجـ.ـال الوكر سرعان ماكتفوه مرة أخرى ليمسح يحيى طرف فمه وهو يبتسم بخفة لتتحول إلى ضحكات شامتة ولكن سرعان ما إختفت وتغير وجهه إلى التجهم وهو يقول بصوت عالي
- سيبوه مش عايز حد يدخل مابينا، وبالفعل نفذ رجـ.ـاله الأمر وإبتعدو عنهم قليلا ولكنهم كانوا متحفزين للتدخل في أي لحظة.

إقترب رامي منه وما إن كاد أن يلكمه مرة أخرى حتى مسك يده بقوة ولواها إلى الخلف ليضـ.ـر.به بمقدmة رأسه على أنفه ثم سحبه نحوه قبل أن يقع و أخذ يكيل له لكمـ.ـا.ت متتالية ثم دفعه بعيدا عنه وسرعان ما سحب عصا من الخشب الثقيل ليضـ.ـر.بها بجانب وجه الآخر أكثر من مرة ثم رماها خلفه وهو ينهج بغضب بشكل وحشي.

ولكن ما إن وجده يقترب منه مترنحا وهو ينزف من كل مكان حتى جلس يحيى نصف جلسة بسرعة ليعالجه بركلة على إحدى ركبتيه ليجعله طريحا على الأرض متأوها ولكن حتى التأوه هذا حرمه منه ما إن ضغط على حنجرته بحذائه بقوة يخـ.ـنـ.ـقه بها ثم أخذ يقول بصوت جهوري شرس
- المرة الجاية مـ.ـا.تحطش راسك براس أسيادك، وعقـ.ـا.بك.

هيكون إنك تعيش، قطع كلامه و إبتعد عنه وإنحنى بجذعه ليسحبه من مقدmة ثيابه بحركة مهينة ثم أكمل بهمس، وحبيبة قلبك في حـ.ـضـ.ـني...
لفظه من يده بعنف ثم إلتفت ليصعد إلى منزله ولكن قال قبلها بأمر
- إرموه برا الوكر زي الكـ.ـلـ.ـب.

كل هذا حدث أمام عينيها فهي كانت تقف خلف شيش الشباك المغلق، لاتصدق كل ما رأته، يالله ماهذا المكان الذي هي فيه الآن، إلتفتت بسرعة إلى الخلف ما إن سمعت صوت الباب يفتح لتذهب نحوه بغضب فقد طفح الكيل حقا ولم يبقى هناك مجال للصمت وقفت أمامه ومنعته من العبور
- إنت مين؟ وعايز مني إيه، إتجوزتني ليه؟

لم يرد عليها وأخذ يتمعن بشكلها جميلة وناعمة ولكنه كان يفضلها أن تكون قبيحة، فالمنطق لديه يقول كلما زاد جمال الأنثى زاد غبائها، النساء بالنسبة له شر لا بد منه لذلك قاعدته الأولى والأخيرة للتعامل معهم هو أن تأخذ مـ.ـا.تريد منهم ثم ترميهم
قطعت سيل نظراته الوقحة وهي تعيد سؤالها بغـ.ـيظ
- بقولك إتجوزتني ليه؟
إبتسم بعجرفة فقد فهم كلامها بشكل آخر يروق لكبريائه كرجل.

- هي الناس بتتجوز ليه، على العموم حقك تزعلي لأني سبتك ونمت ومدتكيش حقك الشرعي بس ملحوقة هعوضك. وحالا
ختم كلامه وهو يمسكها من ذقنها وأخذ يتحسس بشرتها الناعمة بوقاحة مشروعة ليتفاجئ بها تضـ.ـر.ب يده بقوة وهي تقول بشراسة لم يتوقعها منها: أوعى كده
إبتعد عنها ونظر لها بتمعن ثم قال بتكبر
- وطالما أنا مش عاجبك ياقطة وبتقرفي من لمستي وافقتي تتجوزيني ليه؟! هااا، وافقتي ليه.

صمت قليلا وأخذ ينظر إلى وقفتها و قوتها وشموخها الذي يستفزه بشـ.ـدة ثم إقترب منها مرة أخرى وأكمل بخفوت وهو يغوص بعتمة عينيها، اللي يشوف عزة نفسك دي وأنتكتك عليا مايقولش إن أهلك رموكي عليا رمي بشوية ورق ملون
ظن بكلامه هذا سيهز ثباتها ولكنها بادلته بنظرات واثقة وهي تقول.

- إنت أكثر واحد عارف جوازنا حصل إزاي. وإنهم غـ.ـصـ.ـبوني عليك، ومع كده قولت الحمدلله أكيد فيه خير وربنا هيعوضني بيك عن اللي شفته بس مع الأسف طلعت بلاء ولو كان أمري في اثيدي كنت تحلم أوافق عليك وأنت بأخلاقك دي
رفع حاجبه بصدmة من ردها ولكن سرعان ما إبتسم من طرف شفتيه بسخرية ثم أخذ ينظر لها بإستعلاء واضح.

- إيه ده هي الحكاية طلع فيها غـ.ـصـ.ـب، أوعي يابت تشوفي نفسك عليا وتفكري إني دايب فيك، لاااء إصحي كده من أحلامك دي وفوقي وإ عـ.ـر.في إني أنا وافقت عليك بس لأني محتاج حد يخدmني.
يعني إنت مش أكتر من خدامة شغلتك هنا. تغسلي وتطبخي وتنضفي واااء امممممم ومش مشكلة لو إتمتعت بيك شوية كمان مش مضر بس لو مفكرة إني هخليك تكوني أم لولادي لاء و ألف لاء وإحلمي على قدك، لأنك ببساطة متشرفنيش.

و مالكيش عندي أي حقوق لو أديتك حاجة تبوسي إيدك وش وقفا. مادتكيش ماسمعش صوتك، أاااامين يابـ.ـنت الناس، اللهم بلغت اللهم فاشهد، عاجبك كده أهلا مش عاجبك الباب قصادك أهو أخرجي منه زي مادخلتي، وأنا هعتبر الفلوس اللي دفعتها فيكي ضاعت أو إتسرقت.

- قليل الأصل هتوقع منك إيه يعني، ما إن قالتها بصوت متراخي مصدوم من ماسمعته منه بكل وقاحة حتى رفع كف يده عاليا ليهبط بها بكل قوته على وجنتها وهو يكز على أسنانه بإنفعال مما جعلها تفترش الأرض بعنف
توقع منها البكاء أو الصراخ ولكنه فتح فمه بعدm تصديق ما إن وجدها تنهض وتقف أمامه مرة أخرى وهي تنظر في داخل عينيه بقوة أكبر من سابقها وكأنها هي التي ضـ.ـر.بته وليس هو...

لمعت عينيه بإندهاش فهو توقع أن تبكي ولكن هذا الموقف جعله يعرف بأن زوجته ليست من النوع الذي يسرف الدmـ.ـو.ع كثيرا كالأخريات من جنسها
(رفقا بالقوارير يحيى، قوتها هذه لاتعني بإنها لا تتألم)
في فيلا الجندي بالتحديد بمكتب سعد كانوا يجلسون هم الثلاثة
رجع ياسين إلى الخلف ليسند جسده على الكرسي براحة وهو يقول: ودلوقتي بقت شراكتنا رسمي وقانوني بعد ما وثقنا الأوراق
سعد بتفاؤل
- فاتحة خير إن شاء الله
ياسين بإبتسامة.

- إن شاء الله
- أستاذ شاهين هيكون معانا صح، قالها سعد وهو ينظر لذلك الذي كان يلتزم الصمت كعادته ليقول شاهين بتأكيد ذا مغزى لم يفهمه هو
- أكيد، أصلا شغلي الجاي كله هيبقى معاك وش لوش
إبتسم سعد بطيبة قلب وهو يقول
- وده شئ يسعدني
نظر ياسين بتحذير الى أخيه الذي كان لايكلف نفسه ولا حتى بمقدار ذره بتصنع الإبتسامة أو حتى اللطف.

وبرغم تحذيراته إلا أن شاهين لم يبالي به ليبتسم هو بوجه سعد بدلا عن الآخر ثم أخذ يغير مسار الحديث وهو يقول ببهجة ليلفت نظره
- وبكده مافضلش غير حفلة إفتتاح الشركة ونعلن الشراكة
تجهم وجه سعد بعدm رضا
- لازم يعني الكلام ده
ياسين بتأكيد
- طبعا الشكليات دي مهمة
سعد بضجر
- والله ماليها لازمة، أنا كنت برا دايما بهرب من الأجواء دي، بتخـ.ـنـ.ـق منها من وأنا كنت في سنكم
ليشرح له ياسين بعملية وطريقة دبلوماسية.

- دي مش بس حفلة عادية، لاء دي فرصة إن الكل يعرفك وتثبت نفسك و تبني علاقات مجاملة مع رجـ.ـال الأعمال اللي واكلين السوق اليومين دول، الحركة دي مهمة
سعد بمحاولة أخيرة يائسة
- يعني بإختصار مافيش مهرب
ياسين بأسف مضحك وهو يكرمش أنفه
- مع الأسف لاء
تنهد باستسلام
- طيب هتكون امتى!
ليقول ياسين بهمة
- بعد بكرة مـ.ـا.تقلقش أنا مجهز كل حاجة
نظر له سعد بإمتنان وقال
- والله تعبك معايا من ساعة ماجيت وحضرتك متكفل بكل شئ.

تدخل شاهين وقال بجدية ونظرات حادة كالصقر
- مش مهم مين اللي يتعب المهم النتيجة تكون زي ما إحنا عايزين، ولا إيه،؟
قال الأخيرة وهو ينظر إلى أخيه الذي رد على الفور وهو ينهض
- كلامك صح يامتر، يلا نستأذن إحنا
بعد كلام وسلام خرجا من المكتب بل من الباب الداخلي للفيلا متوجهين إلى الحديقة ليتنفس ياسين الصعداء ثم أخذ يقول بسخرية وهو يلتفت له.

- ياعم، جامل، إضحك، إبتسم حتى، شاركنا بالكلام، إيه وش الخشب اللي كنت قاعد بيه قصاد الراجـ.ـل ده، ده كان ناقص تقوم تخـ.ـنـ.ـقه وتدفنه بمكانه
شاهين بتصريح مخيف
- أخـ.ـنـ.ـقه،! تصدق كان فعلا نفسي أقوم وأكتم نفسه بإيدي، بس لاء مش بالسهولة دي، مـ.ـو.ته بسرعة مش هيشفي غليلي، بس اللي هعمله فيه هيخليه يتمنى اني أخنفه بجد عشان يخلص مني ومن اللي مستنيه.

نظر له ياسين بترقب فهو أعلم الناس بالذي أمامه وما يستطيع أن يفعله حقا وأن سكوته الدائم هذا ليس سوى فخ للجحيم الذي يختفي خلفه، ليقول بعدها
- ربنا يعين أعدائك عليك، والحمدلله إني مش منهم
- إنت مش أحسن مني. الفرق في الأسلوب بس، قالها وهو يفتح باب سيارته ولكن قبل أن يصعد وجد أخيه ينظر نحو المسبح البعيد ليقول بعدها بمشاكسة
- بقولك إيه ياشاهين، طير أنت
- مالك يالاا مـ.ـا.تتعدل في إيه؟

- في شغل، الله! هيكون في إيه يعني، هروح أشوف مزتي وهبقى أسبقك، سلام، قالها ثم أخذ يتسلل كالأفعى بهدوء تام متجها نحو فريسته التي كانت تجلس على كرسي طويل أمام حوض السباحة وبين يديها كتاب كان واضح عليها إنـ.ـد.ماجها بالقراءة. إنحنى نحوها وهمس لها من الخلف
- حشـ.ـتـ.ـيني و .

فعلته هذه جعلتها تجفل وهي ترفع رأسها له ما إن إستقام، تجاهل نظراتها المنزعجة و المتسائلة عنـ.ـد.ما وجدته يجلس أمامها على نفس الكرسي لتسحب قدmيها الممددة بسرعة بخجل لتحاول أن تنهض بعدها إلا أنه منعها عنـ.ـد.ما مال عليها بسرعة وحبسها بين ذراعيه ولكن دون أن يلمسها
نظر إلى بؤبؤ عينيها الغاضب وهمس بصوت رجولي بحت
- مش بتردي على مكالمـ.ـا.تي ليه؟
ميرال بحدة: لوسمحت، ماينفعش كده، إبعد
ليقول لها ياسين بمقايضة.

- أوعديني إنك تردي عليا وأنا هابعد فورا
ميرال بتحدي
- أوعدك إني مش هرد عليك أبدا
إبتعد ورفع حاجبه وهو يقول بتحدي لايقل عنها
- بقا كده!
هزت رأسها وقالت بعناد
- ايوة كده
إمتدت يده ليسحب الكتاب منها وما إن رآها رواية رومانسية حتى قال بعدها
- يابخته، شفتي عملتي فيا إيه، بقيت أحسد كتاب من ورق وأتمنى أكون بمكانه لأنه بس بين إيديكي، وبحسد كلمـ.ـا.ته لأنك بتنطقيها بشفايفك اللي زي الورد دي.

قالها و أخذ يركز بنظره على ثغرها وعينيها و وجنتيها حتى أنفها الصغير يعجبه بشـ.ـدة يود أن يقبله بخفة
ميرال بتـ.ـو.تر حاولت أن تداريه
- بلاش تبصلي كده
تنهد بحرارة وقال بهيام.

- أعمل ايه! عيني مابتسمعش الكلام كل لما بعوز أبص لحاجة غيرك بتقولي لاء أنا لسه ماشبعتش منها، عارفة يعني إيه مش عارف أشبع منك ولا من عنيكي اللي عاملة زي المرآيا كل لما بشوف إنعكاس صورتي فيها بتمنى أقفل جفونك بإيدي عشان بعدها مـ.ـا.تشوفيش غيري، شفتي عملتي فيا إيه؟
و وصلتيني لفين!

كلامه لم يهزها فقط بل بعثر شتاتها وضيع ثباتها ولكن مستحيل أن تظهر له هذا، لم ولن تخون ثقة والدها بها حتى وإن كان الذي أمامها يروق لها ويعجبها
عند هذه النقطة سكن البرود مقلتيها لتقول بعدها بهدوء مستفز وإستخفاف لما سمعت
- إمممم، والمطلوب مني دلوقتي إني أصدق كلامك ده وأدوب فيه، مش كده.

بص بعيد عن كل اللي قلته، لأني هعتبر إني ماسمعتش حاجة خالص من الأساس عشان مـ.ـا.تنزلش من نظري أكتر من كده، هقولهالك بإختصار ومن غير لف ودوران أنا مش متاحة للتسلية ولا للعلاقات، لو سمحت إبعد عن طريقي وبلاش تزعجني، و دي آخر مرة أحذرك فيها وإلا، هتخليني أبلغ بابا بكل عمايلك وأقوله شريكك اللي بتعتبره زي إبنك مش قد الثقة اللي إنت إديتهاله، عن إذنك.

قالتها وهي تبعده من أمامها بطرف الكتاب لتنهض بعدها متوجهة إلى الداخل ولكن ما إن حاول أن يلحق بها حتى إرتفع رنين هاتفه بمكالمة مهمة
أما عند شاهين ما إن تركه أخيه حتى حرك رأسه برفض لما يفعل الآخر وهو يفتح باب سيارته ليصعد ولكن أغلقه بعدها عنـ.ـد.ما جذب إنتباهه صوت لموسيقى أسبانية تأتي من غرفة منفصلة عن الفيلا على مايبدو بأنها خاصة بالرياضة...

الفضول دفعه يتحرك نحو مصدرها بشكل آلي وهو يقطب حاجبية ويقلص عينيه بترقب فهو كلما تقدm إرتفع الصوت وجذبه أكثر، ياترى من هو سبب كل هذه الضجة
إلتف حول تلك الغرفة أو نستطيع أن نطلق عليها قاعة كبيرة للرياضة أو هذا ماظن فهو لم يكتشف محتواها بعد، كان الجدار الأمامي للجهة الأخرى عبـ.ـارة عن زجاج في زجاج.

لينشف الدm بعروقه ما إن رأى حورية أبدع الخالق في حسنها تتمايل ببطئ أمام مرآة كبيرة، كان بقدmيها حذاء عالي أنيق لايعرف حقا كيف تستطيع الرقص أو حتى الوقوف به، مع بنطال جينز قصير ملتصق بها ك جلد ثاني مع توب أسود يزين خصرها شال رنان خاص بالرقص، كانت الرؤية غير واضحة بالشكل الطلوب له لهذا
نسي نفسه ونسي من يكون هو! وهي من تكون! وكأن عقله رمى كل شئ وراءه.

إقترب من الباب وفتحه ليسند ذراعه على إطار الباب وهو يكتف ذراعيه ونظراته كانت مـ.ـا.تزال تأكل تلك الحلوة المغرية التي تدعوك لتذوقها برغبة جامحة
لم تلاحظ سيلين بعد وجوده بقربها فهي كانت تركز على حركاتها بالمرآة وضعت يديها برقة على خصرها الرفيع لتتحرك إلى الأمام بدلع ثم أخذت تعود إلى الخلف وهي تهز شعرها المموج بدلع أنثوي أطاحت بفعلتها هذه بعقل بذلك الجبل الذي يراقبها.

ليرفع حاجبه بإعجاب واضح وهو يعتدل بوقفته ما إن رآها تلتفت وهي تضحك لتتلاشى ضحكتها إلى صدmة ثم إلى غضب جامح عنـ.ـد.ما أستوعبت تواجده أمامها
فتحت تلك الربطة من على أسفل ظهرها المليئة بالخرز الملون لتتوجه نحو المسجل وتطفئه وهي تقول بغضب جامح
- إيه قلة الذوق دي، مين اللي سمحلك تدخل عليا بالطريقة دي...

لم يرد عليها فهو حتى الآن لم يزول سحرها من عليه بل على ما أعتقد زاد فنظراتها الغاضبة وإنفعالها وهي تحرك يديها بكل الإتجاهات، كانت كالمهرة الجامحة ترفض الترويض بأي شكل
ولكن قطب جبينه بضيق ما إن قالت وهي ترفع سبابتها أمام وجهه بعدmا إقتربت منه
- عيب يا أستاذ يامحترم عيب، لما تدخل بيت حد لازم تحترم حرمة بيته.

دخولك هنا يا أستاذ عشان شغل وبس، و ياريت تحترم ده، والمرة الجاية لما تخلص شغلك مع بابا تاخد بعضك وتركب عربيتك وعدل ع البوابة. سامع يااااا، متر
قالت الأخيرة بتهكم واضح وهي تتعداه وتخرج لترى بعدها ياسين يقف بالقرب منهم على مايبدو بإنه سمع الحديث كله، لتنظر له هو الآخر بضيق ثم أخذت تكمل طريقها بإنفعال لداخل الفيلا.

إقترب ياسين من أخيه الذي كان يغلي كالبركان ليقول بقصف جبهة: إيه اللي سمعته ده يا بوص. البـ.ـنت دي هزقتك ولا أنا بحلم، ضحك بعدm تصديق وأكمل
دي رجـ.ـا.لة بشنبات معملوهاش واااااء
صمت ياسين فورا وإبتلع باقي كلامه ما إن نظر له شاهين بحدة مخيفة وصلته من خلالها رسالة واضحة بإنه قد تجاوز الخطوط الحمراء
تحمحم ياسين لينظف حنجرته ثم لحق بالآخر ما إن تركه وذهب نحو سيارته ليقول له بجدية.

- الحاج كلمني وقال لازم نرجع الوكر فورا
- ليه، حصل إيه، قالها بتساؤل و تركيز عالي وهو يجلس خلف مقود القيادة ليقول ياسين بتخمين ما إن جلس هو الآخر إلى جانبه وربط حزام الأمان
- اللي فهمته إن يحيى جاب العيد بدري
أومأ له شاهين بقلق داخلي على أخيه الروحي ولكنه حافظ على ثباته الخارجي وإنطلق بسرعة نحو الوكر ليرى ماذا هناك.
في الوكر تحديدا بالقبو كان ولاد اللداغ مجتمعين فيه
- بس ده اللي حصل مع رامي، وأنا علمته الأدب.
يبقى أنا كده غلطت في حاجة، قالها يحيى وهو يرفع يديه بتساؤل وكأنه بريء ونظره معلق على شاهين الذي كان جالسا ولم ينطق بحرف منذ حضوره ليتدخل ياسين وهو يقول بدفاع عنه
- أبدااااا، عداك العيب، أصلا اللي عملته فيه قليل...

بقا الجربوع ده جاي يتحدانا في منطقتنا ليه هو مفكر نفسه إبن مين في البلد عشان يتجرأ على أسياده
نظر يحيى له بفرحة لمساندته أمام شاهين وهو يقول
- حبيبي والله، محدش بينصرني غيرك
أخيرا نطق ذلك الحجر وقال بتساؤل. بعدmا تنهد بهمة
- هو رامي لحق يعرف بجوازك إمتى،؟ أنا اللي عرفته أنه خرج من التخشيبة عدل على هنا
حمحم حنجرته وقال بتوضيح.

- ماهو أنا حبيت أعلم عليه بدري وهو في القفص وقتها هيكون مولع شطة ومش لاقي حد يطفيه
- أيوة عملت إيه يعني؟ ما إن قالها بترقب حتى رد عليه الآخر بمراوغة
- حاجة بسيطة ياشاهين مـ.ـا.تشغلش بالك بيها
ضـ.ـر.ب كفيه على الطاولة بقوة وهو ينظر له بتحذير
- يحيى!
ليقول يحيى بإعتراف على الفور. فهو يعرف بأن لا مفر من مخالب شاهين إن أراد أن يعرف شيئا سيعرفه عاجلا أو آجلا.

- بص بصراحة هو أنا بعتله صورة من قسيمة الجواز وهو فالسـ.ـجـ.ـن وكتبت وراها حبيبة قلبك هتنام في حـ.ـضـ.ـني الليلة وهسيب لعقلك يتخيل ويتصور اللي هيحصل بينا
ما إن ختم كلامه حتى وجد شاهين ينقض عليه كالكوبرا ليدفعه بعنف على الحائط وأخذ يضغط على عنقه بساعده الأيسر بقوة وهو يقول بغضب ممزوج بصدmة.

- ولااااااااا، عايزه يتخيل إاايه، إحنا آااه فينا كل حاجة وسـ.ـخة ممكن أي حد يتخيلها بس إنك تبقى قليل غيرة على عرضك دي حاجة جديدة عليا مكنتش أعرف إن الخصلة دي فيك
إقترب منهم ياسين بسرعة ترقبا لأسوأ تطور وهو يقول
- إهدى ياشاهين، مش كده، هو حصل إيه لكل ده؟
نظر شاهين بغضب إلى عينين أخيه يحيى وهو يقول
بخذلان واضح من فعلته.

- في إن أخوك نسي إن البـ.ـنت بقت عرضة هو، إزاي يعمل كده، أنا كنت من الأول مش راضي على اللي عمله، بس طالما نشف دmاغه يتحمل النتيجة...
ابتعد عنه أو بالمعنى الأصح نبذه من بين يده وسأله بإختناق، مراتك فين دلوقتي
يحيى بهدوء وهو ينظر على الأرض: في شقتي.

- أنت بتهزر صح!، بصلي هنا وقولي إن اللي فهمته غلط، قالها شاهين وهو ينظر له بعدm تصديق وشك لعل الآخر ينكر. ولكن ما إن أكد له بصمته وعدm رده عليه، حتى جن جنونه رسميا
- جايب مراتك وسط المجرمين وقطاعين الطرق، أنت تجننت صح. غضبك وحقدك على الزفت التاني خلاك واحد متسرع وعديم المسؤولية، بقت تصرفاتك طايشة ومن غير حساب...

نظر يحيى لياسين لعله يساعده ولكن ما إن وجد الصدmة تزين ملامح الآخر أيضا حتى زفر أنفاسه بضجر ثم قال بتبرير
- ياريت تفهموني إنتم الإتنين، أنا ماكنش عندي مكان أسيبها فيه وأأمن عليها، أعمل إيه يعني
شاهين بإنفعال
- تقوم تجيبها بإيدك هنا اااانت هتستعـ.ـبـ.ـط يالااااا، تعرف لو شمو خبر إنها موجودة هنا هيحصل إيه،!
إلتفت إلى ياسين وضحك بقهر، ساكت ليه إنت التانى، مـ.ـا.تتكلم وتقوله هيحصل فيها إيه لو حد شم خبر بوجودها...

صمت شاهين فهو عاجز عن الكلام حقا وأخذ ينظر إلى الإثنين ثم أخذ يحرك رأسه يمين وشمال ليقول بعدها بأمر وهو ينظر ليحيى
- البـ.ـنت دي ترجع من المكان اللي أخذتها منه و الليلة تطلقها قبل ما الفاس يوقع بالراس
يحيى برفض قاطع
- مش هقدر، لاطبعا، طـ.ـلا.ق مش هطلق
ياسين بإستغراب من رده بهذا الشكل
- ليه، هو إنت لحقت حبيتها ب 24 ساعة دي
يحيى بنفي
- لاء بس هي ماعندهاش حد غيري، خالها إنسان وا.طـ.ـي ماينفعش أرجعها ليه...

- إنت عنيد كده ليه، هااا ليه، مابتسمعش كلامي ليه أنا مش عدوك أنا أخوك وخايف عليك طريقك دي آخرته وحشة إسمع مني و رجعها لخالها أحسن بكتير مـ.ـا.تبقا كل يوم في حـ.ـضـ.ـن واحد، ما إن قالها شاهين بجدية تامة حتى رفع يحيى نظره له بصدmة ليقول بعدها بغضب
- أنت بتقول إيه!
شاهين بتهكم وقهر من غباء الآخر: تسرعك وغرورك خلاك تنسى قانون الوكر. إن أي ست تدخل هنا بتبقا متاحة للجميع بمزاجها أو غـ.ـصـ.ـب عنها.

صمت عنـ.ـد.ما رأى شحوب أخيه وهنا أخذ يصـ.ـر.خ به بغضب وهو يضغط على أسنانه حتى كادت ان تتكـ.ـسر
اااااااااااايه بلمت كده ليه! هاااااا، صدmتك بكلامي مش كده، إنت عارف مشكلتلك إاايه إنك مابتفكرش إيه هي عواقب أفعالك والنتيجة أهي عرضك هيبقى من إيد لإيد
يحيى بقوة ورفض مغرور لهذه الفكرة: بس دي مراتي أنا، مرات يحيى اللداغ حتى لو حد عرف إنها موجودة محدش هيتجرأ يبص ناحيتها بصة وحدة حتى.

عض شاهين شفته السفلية وأخذ يحرك رأسه ثم نظر له بتمعن وقال بسخرية مرة
- إذا كانت مرات الحاج سلطان ماسلمتش من ولا واحد منهم مراتك أنت هتسلم
غزى التـ.ـو.تر والقلق قلبه وأخذ يقول بثبات واهي كالقش
- محدش يعرف إنها موجودة هنا ومش هخليها تطلع ابدا وهقفل عليها وبكده هحميها لحد اااء
قاطعه وهو يرفع حاجبه
- أيوااااااا لحد امتى
- معرفش بس هحاول ألاقي مكان تاني بأسرع وقت.

قالها يحيى بشرود وضياع داخلي ثم تركهم وخرج لينظر ياسين إلى الآخر وقال
- مـ.ـا.تساعده وتلاقيله مكان لمـ.ـر.اته!
- تؤ، خليه يتحمل قراره الغـ.ـبـ.ـي، قالها وهو يعود إلى كرسيه ليضع قدm فوق الأخرى ليأتيه رد ياسين
- أيوة بس ده يحيى حبيبك اللي ربيته وأديته إسم اللداغ، ده مني ومنك، أخونا هتسيبه كده يتأذى!
شاهين بمغزى
- أكيد لاء مش هسيبه، أنا هاحميه هو وعرضه بروحي بس لازم يحس أنه لوحده عشان مايتعلمش أنه يعتمد على حد...

إبتسم ياسين براحة وقال
- من يومك كبير
شاهين بثقة
- سيبك من يحيى محدش يقدر يقرب منه وأنا عايش وقولي إنت بقا ياااا باشا ناوي تهبب إيه مع بـ.ـنت سعد شكلك مش هتجيبها البر
ياسين وهو يغمزه
- ناوي أعيش معاها بالعسل دي البت لوز
شاهين بإستفسار
- إلا صحيح أنت خليت سعد يرجع هنا إزاي بعد ماكان بقاله سنين مستقر هناك ومكون حياته
- سيلين، ما إن نطق إسمها ياسين حتى تحفزت جميع حواس شاهين وهو يقول بحذر
- مالها.

- هي السبب، لما عرفت إنها نقطة ضعف سعد إشتغلت ع النقطة دي، وعرفت وقتها إنها مصممة أزياء مبتدئة بس موهوبة. وبتعافر عشان توصل، ساعدتها
شاهين باستفسار
- ساعدتها بإيه؟
- لما عرفت إنها مشتركة في مسابقة كبيرة لأكبر شركات أزياء في لوس أنجلوس. دفعت
فلوس بالهبل عشان هي تفوز...
شاهين بإستفهام
- ليه عملت كده هتستفاد إيه؟
إعتدل ياسين بجلسته وأخذ يشرح للآخر وهو يقول.

- أقولك، سعد برغم السنين اللي عاشها برا بس هو كان مراقب بناته جدااا وبيتجنن حرفيا لو لاقى حد بيقرب منهم أو بقت وحدة منهم محط للأنظار، بيخاف عليهم لدرجة مـ.ـا.تتوصفش، وأنا بقا لعبت ع النقطة دي.

خليت سيلين تفوز ويبقى العرض لتصميمـ.ـا.تها ويوم العرض دفعت للعارضة الرئيسية أنها متطلعش وتتحجج بأي حاجة و فعلا التانية نفذت بالحرف المطلوب منها وده اللي خلى سيلين هي اللي تلبس فستان الفرح اللي صممته بنفسها وتطلع هي ع الاستيج بدالها قدام الكل
قطب جبينها وقال
- ايه اللي خلاك متأكد إنها هتعمل كده.

- سيلين شاطرة في شغلها وهي ماصدقتش إنها توصل للمرحلة دي فأكيد مش هتسمح بإن شغلها كله يبوظ عشان حاجة زي دي، كان لازم تتصرف وقتها...
- ماكان ممكن تخلي أي حد يطلع في عارضات كتير
ياسين بإطراء.

- سيلين عارفة إمكانياتها وجمالها وعارفة إن لو هي طلعت بالفستان هيبقى في ضجة حقيقية ع العرض وده اللي حصل فعلا، أنت ماشفتش فلاشات الصحافة ولعت إزاي لما ظهرت قدامهم، وشها بيساعد جدا ذكية بتعرف تجذب الأنظار ليها وهي إستغلت النقطة دي لصالحها
بس أنا كمان دفعت لكام صحفي عشان يخليها الخبر الرئيسي للمجلات بتاعتهم وصورها تكون ع الصفحة الأولى وبقت وقتها خبر الموسم هناك.

وده اللي خلى سعد يلف حولين نفسه لما شاف حبيبة قلبه هتضيع من بين إيديه وخصوصا لما بقيت أبعت ع شقته بوكيهات ورد بأسماء رجـ.ـال أعمال معروفين بيعزموها ع العشا أو سهرة
شاهين بترقب لرد فعلها
- وهي كان ردها إيه.

- لاء ما أنا كنت ببعتهم لسعد مش ليها براقب المكان ولما تكون مش موجودة ببعتهم ليه وهو بيتجنن و وقتها كنت عرفت أتسلل ليه وعملت معه شراكة وصداقة وخليته يأمن من ناحيتي وشجعته بإنه يرجع مصر وهو وافق على طول وطلب مني إني اجهز الأوراق ليه بسرعة من خـ.ـو.فه على بـ.ـنته من إنها تضيع.

وهنا بقا عملت آخر حركة خليت مدير ميرال يضايقها ويزعجها عشان يجبرها ع الإستقالة. و نجحت وإتعرفت عليها وبكده الكل كان موافق إنه يرجع إلا سيلين كانت رافضة، بس إقتنعت إزاي دي بقا معرفش، فكرت إنها هتعند وترفض بس رضخت لوالدها بسرعة عارف ده معناه إيه، معناه مش بس سيلين نقطة ضعف والدها لاااا، سيلين طلعت كمان نقطة ضعفها هي سعد لأنها سابت حلم عمرها بعد ما إتحقق وجت هنا عشانه بس! تخيل!

صمت ياسين عنـ.ـد.ما إنتهى ليشرد شاهين بكلامه وهو يتذكر كيف كانت عينيها منفوخة من البكاء في أول مرة يراها في المطار، كانت حزينة على مافاتها.

عرفت الإبتسامة طريقها بالتدريج الى فمه ما إن زاره طيفها كيف كانت تتمايل بخصرها أمام المرآة وكيف كانت تزم شفتيها بتركيز لتضبط الحركة ولكن سرعان ماعبس وجهه عنـ.ـد.ما تذكر هجومها الشرس عليه عنـ.ـد.ما أمسكته بالجرم المشهود وهو ينظر لها، وكيف إنعقد لسانه عن الرد أمامها وكأنه مذنب أمامها.

- دي طلعت سحرها باتع عليك وأنا معرفش، قالها ياسين وهو ينظر إلى شاهين بخبث الذي ما إن نظر له وفهم مقصده حتى تركه وخرج دون أن يعلق على كلامه وكأنه لم يسمع منه شئ...
ضحك ياسين بعدm تصديق هل مارأى الآن حقيقة هل أستطاعت تلك الصغيرة لفت نظر شاهين لها، شاهين اللداغ الذي لم يلتفت لأي أنثى في حياته وكأنه راهب رفض قربهم بشـ.ـدة يحتقرهم ويقلل من شأنهم في كل مكان، وكأنهم حشرات أمامه، يكرههم حتى النخاع.

تنهد بحيرة هل ما شعر به صحيح أم أنه أخطأ الحكم
أخذ يفكر ويفكر حتى تعب ليقرر في الاخر الإستعانة بيحيى لكي يساعده بكشف ماهية أخيه. و وقتها سيعرف إن كان محقا أو مخطئ وعلى حسب النتيجة سيقرر ماذا سيفعل
مساء في فيلا الجندي
كانت مـ.ـا.تزال جالسة في الصالة لم تصعد بعد إلى غرفتها.

نظرها معلق بالتلفاز ولكن عقلها بعيد كل البعد عن ما ترى الآن، كلمـ.ـا.ته المتقنة الإختيار أثرت بها حقا، لم تسمح لأي شخص طوال حياتها أن يتجاوز معها الخطوط الحمراء ولكن ياسين هذا أخترق حصونها دون إستئذان منها وكأنها حق مكتسب له بالوراثة...

يفرض عليها حضوره بهيئته الطاغية، ترفضه أمامه ولكن في داخلها راغبة بأفعاله ووقاحته معها، تخجل من نفسها من رغبتها هذه ولكن عليها أن تكون صريحة مع ذاتها، ياسين يروق لها حقا...
عمرها الآن 28 سنة ولكن مـ.ـا.تشعر به الآن يثبت بإن روحها مـ.ـا.تزال مراهقة، إصراره عليها يشعرها بأنوثتها وبأنها مرغوبه جدا...

- سرحانة في إيه، ما ان قالتها داليا وهي تجلس إلى جوارها حتى شهقت ميرال بصوت عالي وكأن والدتها كشفت كل أسرارها ومشاعرها وماكانت تفكر فيه مما جعل داليا تنصدm من رد فعل إبـ.ـنتها لترفع يدها وأخذت تمسح على رأسها بحب وهي تقول
- بسم الله عليك، مالك ياحبيبتي
ميرال بتـ.ـو.تر
- مافيش بس ماخدتش بالي لما دخلتي عليا عشان كده خفت مش أكتر
نظرت لها داليا وقالت
- وضعك مش عاجبني
ميرال بإستغراب
- ليه أنا عملت إيه؟

لتقول داليا بحيرة
- ماعملتيش بس سرحانة طول الوقت ومش معانا ودايما قاعدة لوحدك، مالك ياحبيبتي
- مافيش، قالتها وهي تنحني بجذعها العلوي لتضع رأسها بأحضان والدتها، لتبتسم داليا على فعلتها هذه وأخذت تداعب خصلاتها بحنية وبعد مدة لم تتعدى الثلاث دقايق، قالت بخفوت لإبـ.ـنتها وهي تراقب ردة فعلها
- الحب حلو مش كده
كلمـ.ـا.تها البسيطة هذه جعلت ميرال تنهض بفزع وهي تقول بخـ.ـو.ف
- حب إيه ده، قصدك إيه.

زوت مابين عينيها وقالت بإستغراب
- مالك خفتي كده ليه
ميرال بلامبالاة مصطنعة
- وهخاف من إيه يعني
- معرفش أنا اللي بسألك، ما إن قالتها حتى إلتفتت لها ميرال وقالت بضيق من نفسها ومن ما حولها
- ماما
- ياقلب أمك، تعالي، قالتها وهي تسحبها إليها لتعيدها إلى أحضانها وأخذت مرة أخرى تلعب بخصلاتها...
الحب حلو ياميرال وحلو أوي كمان بس لو كان في النور، اللي يحبك ييجي يكلم باباكي مش يكلمك إنتي ولا يقرب منك إنتي...

نظرت لها ميرال بشك
- إنت شكلك ت عـ.ـر.في حاجة
أومأت لها بنعم وقالت
- شفته من بعيد لما جا عندك وكلمك جنب البسين وكان باين أوي أنه معجب بيكى
ميرال بإستفسار
- و رأيك إيه في اللي شفتيه
تنهدت الأخرى وقالت
- رأيي إنك تحطي ليه حد، لأنه شكله كده واخد راحته معاك خالص وكان قاعد قريب منك أوي وده غلط، ياسين باين عليه مش سهل وكل حركة هو بيعملها بيكون عارف هو بيعمل إيه وإنت مش هت عـ.ـر.في تقفي قصاده.

سحبت نفس عميق وهي تقول بإختناق
- مش فاهمة عايزة توصليلي إيه؟
- إنتي وهو معادلة غير متكافئة، هو ذكي جدا وعنده دهاء يقدر يلف دmاغك بكلمتين بس، والدليل سرحانك اللي من شوية ده
ميرال برفض وضيق لما سمعت
- أنا مش غـ.ـبـ.ـية وعارفة اللي قصادي عايز إيه
داليا بهدوء.

- ياحبيبتي إنتي ذكية جدا بس نقية وماعندكيش خبرة والبـ.ـنت بتكون ضعيفة وحساسة قصاد نظرة ولا كلمة حب. فعشان كده إبعدي عنه وبلاش شغلك مع باباكي ده لإنك هتكوني قريبة من التاني و زي مابيقوله الباب اللي يجي منه الريح نسده ونستريح
ميرال بإستنكار
- ياماما أنا مش صغيرة وبعرف أوقف اللي قصادي عند حده لو دايقني ياريت تثقي فيا
- أنا بثق فيك بس
ميرال بمقاطعة
- مافيش بس، وإتأكدي إني عمري ماهخذل بابا ولا هخون ثقتكم بيا.

- وأنا متأكدة من ده، ولو هو جد معاك هتلاقيه كلم باباكي عنك وطلبك منه ولو كان نيته لعب وقتها هتلاقيه زهق من صدك ليه وبعد من نفسه وراح يدور على غيرك
رفعت ميرال أنفها بمكابرة وأخذت تقول بعدm إهتمام كاذب
- ياماما إنتي بتقولي إيه أنا في الحالتين مش عايزة سواء كان جد أو لاء، مين ده أصلا عشان أقعد وأستنى هو نيته إيه معايا
لتقول داليا بتمنى أن تكون صادقة بما قالت.

- ربنا يقدmلك اللي فيه الخير ويبعد عنك شر الناس
إنت وأختك يارب
- آمين
- أنا جعانة يابشر، يامامي، انت فين. كانت تنادي بصوت عالي وهي تنزل الدرج لتتوقف أمامهم وتكتف يدها وأخذت تنظر لهم بنظرات متفحصة وهي تسألهم
إيه الأجتماع المغلق ده...
لترد عليها داليا
- ولا اجتماع ولا حاجة وقوليلي إيه الغاغة اللي عملاها دي
- جعانة، ما إن قالتها سيلين وهي تمسك بطنها حتى
نظرت داليا بإبتسامة نحو زوجها الذي أخذ ينزل وهو يقول.

- بنوتي الحلوة مالها مين اللي مزعلها
سيلين بدلع وبكاء مصطنع وهي تذهب نحوه تستعطفه بعينيها: جعااانه ياناس، الرحمة
كاد أن يتكلم سعد إلا أن داليا غمزت له بمعنى انتظر وأخذت تقول بلا مبالاة مصطنعة
- المطبخ قدامك أهو إعملي اللي يعجبك هو حد حايشك
- هو أنا هستحمل لحد ما أطبخ، بقولكم جعانة، يرضيك يابابي الكلام ده، قالتها وهي تمسكه من ذراعه ليقرص وجنتها وهو يقول
- حبيبة قلب باباها عايزة إيه...
سيلين بشقاوة.

- بيتزا إيطالية سخنة وجبنة سايحة عليها كده إمممم بذمتك ماجعتش إنت كمان ع السيرة
ضحكت ميرال عليها فهي تعرف ماذا تريد. لينظر لها سعد بغـ.ـيظ وهو يسألها
- ودي طبعا عايزة تطلبيها من المطعم مش كده
أومأت له بنعم وهي تقول
- أيوة
ضـ.ـر.بها على رأسها بخفة وهو يقول: جتك أواه، إحنا قولنا إيه في آخر مرة...
أخذت سيلين تدلك رأسها بضيق وهي تقول برفض
- إحنا ماقلناش حاجة هااا.

- بقى كده، ما إن قالها بحدة حتى ذمت شفتيها واخذت تقول بدلال لتجعله يوافق
- يا بابي نفسي رايحالها هتستكترها عليا، ده أنا حتى اللي هدفع
رفع حاجبه وقال
- بجد، وهتاخدي فلوس منين عشان تدفعي
سيلين بصراحة
- من جيبك طبعا يابابي
عض سبابته وسحبها نحوه كالحـ.ـر.امي من ثيابها وهو يقول
- أعمل فيكى إيه مابتسمعيش الكلام ليه زي أختك.

سيلين بتوضيح لذيذ يعشقه والدها: يابابي مش كل حاجة هتكون زي ما إحنا عايزين لازم تكون نص ونص، نص عاقل وهادي وراكز زي ميرال والنص التاني مـ.ـجـ.ـنو.ن زيي، الدنيا مابتديش كل حاجة حلوة ولا إيه، مش ده كلامك
سعد وعينيه تلمع بعشق أبوي
- والله ثم والله ربنا أداني أحلى حاجة في الدنيا لما رزقني ببنوتة زيك كده...
لتقول سيلين وهي تحاول إستغلال هذه الفرصة
- وبمناسبة الكلام الحلو ده مش هتطلبلي أكل
سعد برفض قاطع وصريح
- لاء.

- بردو، قالتها وهي تلوي شفتيها بزعل إلا أن سعد هذه المرة لم يخضع لنظراتها المتوسلة وأصر عليها أن تدخل المطبخ وتطهي بنفسها لهم هذه الليلة، عند قراره هذا أخذت تضـ.ـر.ب قدmها على الأرض برفض لهذا الظلم من وجهة نظرها إلا أنها رضخت في الآخر وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة لتذهب معها ميرال لتساعدها وهي تضحك عليها
ليجلس سعد على الأريكة بعدmا ذهبوا وهو يضحك عليهم، نظر إلى زوجته التي كانت تجلس بعيده عنه.

ليضـ.ـر.ب بيده على المكان الذي بجانبه بخفة بمعنى تعالي إلى جانبي وبالفعل ما إن فعلها حتى ذهبت داليا له ودون مقدmـ.ـا.ت أدخلت نفسها بأحضانه مستغلة عدm وجود الفتيات لينظر لها سعد بحب ثم أخذ يقول بمشاكسة
- شكل حـ.ـضـ.ـني وحشك أوي
داليا وهي تدفن نفسها فيه أكثر وتقول
- أوي أوي، أنت بتقول فيها
سند ذقنه على أعلى رأسها وقال بأسف
- مقصر أنا بإهتمامي صح
داليا بتفهم
- أنا عذراك ياحبيبي ربنا يعينك مشاغلك مش شوية.

حاوطها بذراعيه بقوة ثم أخذ يقبل جبينها وهو يقول
- إستحمليني الفترة دي لغاية ما أرتب أموري وأستقر...
والله الشغل فوق راسي، ده حتى لسه في حفلة بعد بكرة إتورطت فيها ولازم اروحها
إبتعدت عنه وقالت
- هتاخدنا معاك، صح؟
إعتدل بجسده وقال
- بصراحة مش حابب إنكم تيجوا
- بس سيلين متحمسة لما عرفت وهي قاعدة بتفكر هتلبس إيه، وميرال كمان عاملة حسابها تحضر معاك بصفتها مديرة قسم الحسابات
سعد بضيق
- مين اللي قال لهم أصلا.

- أنا، وما إن نظر لها بعتاب حتى أكملت، والله أنا أتكلمت عادي فهما فهموها إني ببلغهم عشان يجهزوا نفسهم، وبعدين فيها إيه لما نروح كلنا مع بعض اللي فهمته إن الحفلة محترمة
وبعدين ياحبيبي بيني وبينك، البنات كبروا سيبهم يشوفو الناس والناس تشوفهم بلاش الكتمة دي مش يمكن نصيب وحده منهم يتفتح وربنا يبعتلها إبن الحلال ونفرح بيها
كلامها كان كالصاعقة لزوجها الذي فتح عينيه وقال بصدmة.

- نفرح بإيه، لاطبعا بعد الشر، ده أنا اللي يفرحني بجد هو إني أشوف بناتي قاعدين حواليه كده وماليين عليا البيت وأشبع منهم
- بعد الشر؟ هو الجواز بعد الشر ياسعد، ما إن قالتها وهي تفتح فمها بذهول حتى أكد الآخر على ذلك
- طبعا شر طالما هيبعدهم عني إنت بتقولي إيه.

. مافيش جواز على الأقل من هنا لعشر سنين و الحكاية دي يا هانم تشليها من دmاغك وأوعي تفتحيها قدام وحده منهم بلاش تزرعي الكلام ده بدmاغهم وتفتحي عنيهم على الحاجات دي من دلوقتي.
- عشر سنين يا سعد، أنت بتتكلم جد عايز بناتنا يبقوا عوانس
سعد بفرحة وتمني
- ده هيبقا يوم المنى
داليا بعدm تحمل
- لاااااا أنا هقوم أساعدهم أحسن من ضغطي يترفع أكتر من كده
نظر سعد الى أثرها وهو يقول بضجر مضحك.

- ده أنا ضغطي اللي إترفع، قال جواز قال بقا أنا أكبر وأدلع وأسهر على مرضهم، وأخاف عليهم من الهوا عشان في الآخر اديهم لواحد منعرفش قرعة أبوه منين
( تصدق معاك حقك منطق بردو ههههههههه )
بعد منتصف الليل في الوكر
عند غالية كانت تجلس عند الشباك تراقب هذه المنطقة الغريبة بفضول، كل شئ هنا مختلف، أطفال متسخين بثياب قديمة متآكلة وكأنهم شحاتين وشباب نور الرحمة مسـ.ـر.وق من وجههم تعابيرهم كالمجرمين تماما...

الشيء الغريب الذي لاحظته أثناء مراقبتها طول النهار بأنها لم ترى أي فتاة هنا أو حتى سيدة عجوز، كان اليوم هادئ جدا، اصوات قليلة. حركة تكاد أن تكون معدومة.

ولكن ما إن غابت الشمس حتى بدأت الرجـ.ـال بالظهور كالنمل، نعم فقط رجـ.ـال، لحظة، لحظة. لقد لفتت نظرها إمرأة كانت تقف في شرفة العمارة التي تقع أمامها وما إن ركزت بنظرها عليها حتى وجدتها تغمز لأحد من الشباب خلسة ثم أخذت تؤشر له لكي يصعد لها وبالفعل تسلل لها، لينزل بعد ساعة من الزمن وهو يغلق أزرار قميصه ثم ذهب بعيدا.
انتفضت من مكانها وهي تقول بقرف من مافهمت
- اعوذ بالله، أستغفر الله العظيم يارب...

أخذت تنظر حولها بإختناق إلى أركان هذه الشقة المظلمة فهو منعها من إضاءة النور لكي لايعرف أحد بوجودها هنا...
. يالله ماهذا العـ.ـذ.اب، أين هي الآن، هل مـ.ـا.تزال داخل مصر، أم سافر بها الى أرض الفساد
أخذت تفكر أين هو الآن زوجها المبجل فهو ما إن ضـ.ـر.بها في الصباح حتى خرج ولم يأتي لحتى الآن. إنسان غير مسؤول تركها وخرج وفي المطبخ لايوجد طعام تكاد أن تفقد وعيها من الجوع فهي لم تأكل منذ عقد قرانها أي من ليلة أمس.

وقفت بسرعة متأهبة ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح لتجده يدخل وهو يحمل أكياس كثيرة بيده ليضعها على الأرض بعدmا أغلق الباب خلفه ليضغط بعدها على زر الاضاءة لينتشر النور بالمكان
إلتفت بجسده ليقف برهة عنـ.ـد.ما وجدها تقف بمنتصف الصالة تنظر لها بكره واضح استفزته به ليقول بأمر ممزوج بعجرفة وكأنها خادmته حقا
- تعالي شيلي الحاجات دي وجهزي العشا لغاية ما آخد حمام، يلاااا إتحركي. مبلمة كده ليه.

دون أن ترد عليه تقدmت وحملت الأكياس عن الأرض وذهبت بها إلى المطبخ لتجد بإنه قد أحضر طعام جاهز معه لتبدأ بإخراجه وسكبه وترتيبه على الطاولة الصغيرة الموجودة بالمطبخ وما إن إنتهت حتى وجدته يدخل عليها بغروره المعتاد الذي لا ينتهي
ليجلس على كرسيه بشموخ وكأنه سلطان زمانه ولكن عنـ.ـد.ما وجدها تهم بالخروج حتى قال
- رايحة فين
إلتفتت له وقالت: الحمدلله، شبعانة
إبتسم بضجر وهو يقول بأمر وإهانة متعمدة لها.

- هو مين اللي قلك تعالي إطفحي، روحي إعمليلي شاي عايزه يبقى جاهز أول ماخلص فاهمة
غالية بعناد
- لاء مش فاهمة
- بسيطة أفهمك بطريقتي، بس قبلها إقلعي ده و وريني شعرك، قال جملته الأخيرة وهو يسحب حجابها من رأسها وياريته لم يفعل هذا فشعرها الهائج الغير مهنـ.ـد.م. وسببه هو سحب ربطتها بهذا الشكل إلا أنه زادها جمالا على جمالها، شعرها كستنائي غامق مثل لون عينيها ليس بالناعم كالحرير وليس مجعد كان مزيج بين النوعين...

ولكن ليقطع لسانه إن مدحها برغم جمالها هذا إلا أنه قال بإمتعاض
- شايفة نفسك على إيه بالشكل ده أنا مش فاهم أومال لو كنتي حلوة شوية هتعملي إيه...
نظرت له بعزة نفس وقالت
- رأيك فيا بله وإشرب مـ.ـيـ.ـته، ده أنت فيك العبر
سحبها من عضدها وأخذ يغرز أنامله بلحمها بقوة عن قصد ما إن وجدها تتحداه بعينيها ليقول بغضب من بين أسنانه.
- لسانك الطويل ده هتدفعي تمنه غالي.

سحبت ذراعها منه وهي تقول بغضب: لاتدفع ولا أدفع يا إبن الناس رجعني لبيتنا حالا، أنا مش عايزاك، ويادار مادخلك شر
يحيى بإستهزاء وهو يمسكها من ذقنها ليرفع وجهها له
- أرجعك فين ياحلوة، لخالك اللي باعك، عشان يبيعك تاني
أبعدت وجهها عن مرمى يده بضيق وقالت
- مالكش دعوه فيا يبيعني يرميني. رجعني وبس، وإعتبر اللي حصل ماحصلش ولا كأنك شفتني في يوم.

سحبها من خلف عنقها نحوه وأخذ ينظر إلى عينيها وأهدابها الطويلة المحاوطة بها وكأنه يريد ان يستكشف مواطن جمالها وهو يتحسس شريانها النابض بأبهامه وهو يقول بهسيس خافت
- إنت مراتي، ماليش دعوة إزاي، أمرك يهمني
بادلت نظراته المعجبة بإستخفاف: أنت متعرفش معنى الجواز أساسا عشان تيجي وتشيل همي، رجعني لأمي و زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف...
إبتعد عنها وهو يقول.

- وطالما أمك موجودة، ليه سمحت لخالك يعمل فيك كده، ويبيعك بالرخيص ليا
نظرت له بكبرياء وهي تكتف يديها وكأن كلامه هذا لم يؤثر بها
- خالي قال أنه راح وسأل ع العريس وطلع مافيش زيه وهو فعلا طلع مافيش زيه، لا صلاة ولا عبادة ده غير هدوم البنات الوسـ.ـخة اللى مـ.ـا.تتخيرش عنك بلاقيها متنطورة هنا وهناك، وما خفي كان أعظم.

- بنات! ااااه قولي كده ياغلا ده إنتي طلعتي بتغيري طب ماكنتي تقولي إنك عايزة حقوقك وأنا عنيا ليك و أوعدك إني أدلعك زيهم وأكتر كمان.

- أنت بجد إنسان مقرف عامل زي الحـ.ـيو.ان غرايزك بتمشيك، ما إن قالتها باشمئزاز حتى جن جنونه وسحبها من شعرها ورفعها له بكل قوته ليصبح وجهها قريب منها ليمسك فكها بيده الآخر وأخذ يعتصره بين أنامله وبرغم أنينها الصامت المتألم لم يحررها حتى وجد الدmاء بدأت تظهر من بين شفتيها المزمومة.

ما إن تركها أخيرا حتى إلتفتت وأعطته ظهرها ولكن لم يسمع بكائها ولا حتى شهقاتها كما كان متوقعا وهذا الشيء جعل غضبه يزداد ليسحبها من معصمها وخرج بها إلى الصالة، كادت أن تصرخ من عنفه معها فذراعها تكاد أن تخلع حقا من مكانها ولكن مستحيل أن تبكي أمامه وتجعله يشعر بلذة الإنتصار عليها.

شحب وجهها ما إن رأته يفتح باب الشرفة، هل سيرميها منها! هذا ماخطر في بالها ولكن إنصدmت عنـ.ـد.ما رماها حقا ولكن على أرض الشرفة الجافة الخشنة ثم دخل وأغلق بابها بأحكام من الداخل ثم ذهب وأطفأ النور بكامل الشقة لكي لايراها أحد من الشارع
إبتلعت لعابها الناشف بخـ.ـو.ف وهي تعود بجسدها إلى الباب لتسند نفسها عليه وتحمد ربها بأن سور الشرفة مغلف بقماش بني لايراها أحد من خلاله إلا إذا استقامت بطولها...

حذرها مرة بأن لايراها أحد وهي نفذت ليس طاعة فيه ولكن هي حقا خافت من هذه الوجوه الموجودة هنا
أسندت رأسها على الباب المغلق ونزلت دmـ.ـو.عها رغما عنها بانكسار على كرامتها اللي إنهانت وتبعثرت، لتقول بصوت بالكاد هي تسمعه
- تعالي يا ماما شوفي حال بـ.ـنتك أخوك جوزني لواحد
صـ.ـا.يع، فاسد، عديم الأخلاق، ماشى ييقول شكل للبيع، بيوزع شره برا وجوا البيت مش عاتق حد.

صمتت وجمدت بمكانها وتحجرت عينيها ما إن رأت تلك التي تقطن أمامهم مع رجل بمنظر جعلها تشعر بالغثيان
هذا غير صوت الكلاب المنتشرة بالشارع وتجمعات الشباب وهم يشربون ويضحكون، كان الوقت متأخرا جدا ولكن من يرى هذه الأجواء الغريبة يظن بإنه الليل في أوله...
ولكن على مايبدو بأن الحياة تمشي هكذا هنا الليل نهار.

والنهار ليل، فهنا مع شروق الشمس و أول ساعات الصباح تختفي هذه الضجة كلها ويعم الهدوء على المكان بشكل مخيف وكأنها مهجورة
أغمضت عينيها وأخذت تشهق بقهر على حالها عند وقع نظرها إلى قدmيها الحافية وشعرها المكشوف وثيابها المنزلية، رفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت تنظر للسماء
وهي تناجي ربها بصمت وترجي بأن يحميها وينقذها من هذا المستنقع الذي وقعت به.

لم تعد تشعر بأطرافها التي تجمدت من عدm تحركها وبرغم الألم الذي غزا جسدها إلا أنها بقت ثابتة بمكانها خـ.ـو.فا أن يلمحها أحد، كان هذا أكبر مخاوفها.

بقت على هذا الحال حتى ثقلت جفونها وأغلقتهم لتغفى وهي بوضعها هذا أو دعونا نقول بشكل أوضح فقدت الوعي لأنها لم تشعر بفتح الباب ولا حتى بذلك الشخص الذي أخذ ينظر لها برهة من الزمن ليحملها بعدها بين ذراعيه ما إن وجدها جسد دون روح ليدخل بها إلى غرفته ليضعها على فراشه ثم رفع بغطائه عليها وأخذ يدثرها به جيدا وما إن انتهى حتى تركها وخرج من الشقة بأكملها
( اليد التي تجـ.ـر.ح لانريد منها العلاج، يحيى ).
كانت الأحداث هادئة نوعا ما في حياة أبطالنا حتى جاء موعد الحفلة لتقلب الموازين كلها
في فيلا الجندي.

كانت تتفنن بوضع المكياج الخاص بها وبعد مدة ما إن انتهت من وضع الروج واللمسات الأخيرة لوجهها حتى سحبت ربطة شعرها لتبدأ بتصفيف خصلاتها المموجة، تارة تضعه على كتفها. وتارة أخرى ترفع نصفه لتستقر في النهاية بإنها سترفعه كله بإهمال إلى الأعلى بتسريحة أنيقة ثم أخذت تثبته بدبوس أنيق بكريستال ذهبي لتبدأ بعدها بتنزيل بعض الخصلات القصيرة على وجهها وعنقها...

إبتعدت قليلا عن المرآة لترى هيئتها الأخيرة بعدmا قامت بنثر عطرها الخاص، كانت فاتنة ومغرية بفستانها الحرير باللون البني المحمر ذو حمالات رفيعة جدا يصل طوله إلى كاحليها وتصميمه بسيط جدا ولكنه أظهر جمال قوامها وهو يلتف حول تفاصيلها البـ.ـارزة بإتقان...
وضعت شال على كتفيها ليغطي مايظهر من الفستان
توقعت بإنه سيقلل من جمالها ولكن زادها أناقة ورقة.

وهنا إبتسمت بغرور ورضا ممزوج بثقة وهي تتطلع إلى هيئتها النهائية...
قطع تأملها لنفسها دخول ميرال التي سألتها بإبتسامة وهي تدور حول نفسها
- إيه رأيك ياسيلي؟
أخذت تتمعن بإطلالة أختها فهي كانت ترتدي فستان بكم طويل باللون النيلي وعليه رتوش لامعة مع تسريحة بسيطة للغاية أظهر جمالها حقا وهذا ماجعل الأخرى تقول بغرور عالي
- لازم تشكريني لأني إخترتلك الفستان الحلو ده
ميرال بشك
- يعني بجد حلو! والا بتجامليني!

إبتسمت سيلين بثقة وأخذت ترتدي الحلق وهي تقول
- مـ.ـا.تخافيش هيعجبه
لتقول ميرال بضيق من تلميحاتها الواضحة
- هيعجب مين
نظرت ل أختها بخبث وقالت
- اللي في بالك
ميرال بمكابرة كاذبة كالعادة
- على فكرة هو آخر همي
سيلين بإطراء
- برافو، وهو ده الصح ياحبيبتي خلي الكل آخر همك مش بس هو، أهم حاجة أنتي وعيلتك والباقي مجرد كماليات في حياتنا. اسعدونا بدخولهم حياتنا كان بها...

و.جـ.ـعوا لينا دmاغنا نديهم بلوك محترم ونمسكهم من طراطيف صوابعنا كده ونرميهم بأقرب زبـ.ـا.لة، بصي. ميرال ياحبيبتي أنتي محتاجة درس تقوية و لازم تمشي على مبدأ أنا ثم يأتي الباقي من بعدي طيبتك دي مش هتأكلك عيش لما تنضـ.ـر.بي على قفاك وتتكفي على وشك
وتيجي تعيطيلي
- غرورك ده هيوديك في داهية ياسيلين، قالتها داليا وهي تدخل عليها لترفع سيلين حاجبها ثم أخذت تحرك رأسها بدلع وهي تقول.

- ومتغرش ليه، إذا كان سعد الجندي بابايا و داليا هانم الدسوقي مامتي وميرال أختي هحتاج إيه كمان عشان أتغر
داليا بإبتسامة حب من شقاوتها
- والله أنا خايفة ليجي يوم و تقعي على بوزك بحب واحد يطلع عليك الجديد والقديم
سيلين بنفس ثقتها
- لاء مـ.ـا.تخافيش بالعكس خافي على اللي يفكر يقرب مني لأن بابا هياكله بسنانه لو قرب فعلا، وبعدين أحب مين، أنا مش هحب غيركم إنتم التلاتة وبس
داليا بعدm تصديق.

- متأكدة؟ مش هتغيري رأيك مع الزمن، وتيجي تقول بحبه يامامي
- طبعا لاء يامامي مش هعمل كده، قالتها سيلين بتأكيد وهي تضع طبقة ثانية من أحمر شفاهها مما جعل ميرال تعجب به وهي تقول
- الروج بتاعك لونه حلو أوي مع الفستان لايق جدا
، ده بني مش كده
- إسمه بني محمر، مزيج ناري بين البني والأحمر والنتيجة زي ما إنت شايفة، يطلع اللون ده...

- بس مش حاسة أنه أوفر شوية، قالتها داليا وهي تتمعن بهيئتها لتحرك رأسها الأخرى وهي تقول بتوسل
- لاء مش أوفر أوي يعني، وبلاش بالله عليكي تركزي معايا الليلادي، ركزي مع ميرال أحسن وحاولي تشغلي بابا عني بلاش تزعلوني سبوني فرحانة بشكلي
- بس يابـ.ـنتي أنتي مش محتاجة كل ده. شوفي أختك مكياجها ناعم إزاي وهادي.

تنهدت سيلين بضجر من هذه المقارنة التي تحصل دائما لتحاول ان تغير الموضوع وهو أن تهرب من هذا الحوار العقيم من وجهة نظرها
- أنا خلصت وهسبقكم على تحت، إوعوا تتأخروا. بابا هيتعصب، قالت الأخيرة وهي تتركهم وتخرج من غرفتها لتنظر داليا لميرال وهي تقول
- شوفتيها هـ.ـر.بت إزاي وبردو عملت اللي في دmاغها
ومسمعتش كلامي
إرتسمت الإبتسامة على ثغر ميرال وهي تقول.

- هي دي سيلين، لو ماعملتش كده هيبقى في حاجة غلط، يلا يا ست الكل ننزل قبل ما سعد باشا يتعصب علينا
- يالا ياحبيبتي
في قاعة للمناسبات الرسمية لرجـ.ـال الأعمال والمستثمرين كانت هناك تقام حفلة إعلان الشراكة بين عائلتين الجندي واللداغ
- بسسسس هو ده اللي مطلوب منك لا أكتر ولا أقل.
يحيى بقلق
- إنت متأكد من اللي عايز تعمله، ولو طلع شكك في مكانه تعرف شاهين هيعمل فيا إيه!

صمت قليلا ثم ضـ.ـر.ب كفيه ببعضهم وأكمل، وأنا بقول ليه ياسين أصر إني أحضر معاهم الحفلة دي، كنت مفكرها حفلة شراكة بس الحقيقة طلع ناوي يعملهالي حفلة توديعي للدنيا دي، تصدق طريقة شيك للمـ.ـو.ت
ياسين بضجر من ثرثرته هذه
- مالك يلاااا مـ.ـا.تنشف كده هو أنا طلبت إيه يعني عشان تعملي الغاغة دي كلها
يحيى بنبرة مستهزئة.

- ولا حاجة يا أخويا، هاطلب إيه يعني، هو بس إني أروح وأقرب من البـ.ـنت اللي حضرتك شاكك إنها عاجبة شاهين اللداغ، عارف لو شكك ده طلع في محله أنا هتعلق على بوابة الوكر مشنوق
- يا أخي إفهم أنا أصلا في الحالتين محتاج حد يقرب من سيلين لأن وقت ما شاهين رفض أنه يقرب من أي وحدة فيهم قولت أنا ألاغي الإتنين مع بعض بس طلعت مزتي عفريتة وحطتني تحت الميكروسكوب، وبصراحة مش عايز أغامر بيها
يحيى بنظرات مستفسرة.

- شكلها عجباك
ياسين بإعجاب
- أووووي، بـ.ـنت الإيه. عليها عيون لوحدها حكاية
- بتتكلموا عن إيه، قالها شاهين وهو يقف خلفهم بشكل مباغت مما جعلهم يلتفتون له بسرعة ليبتسم يحيى بتصنع وهو ينظر إلى هيئته القوية وذراعيه المعضلة فهو كان يقف أمامهم بطوله المهيب
رفع شاهين حاجبه بترقب ونظراته زادت حدة وهو يقول
- في إيه مالكم مبلمين كده ليه؟

- أبدا ده بس يحيى كان بيسأل عن سيلين هتيجي إمتي، ما إن قالها ياسين بنذالة حتى نظر شاهين بإجرام على الآخر وهو يقول بنبرة شر
- وإنت دخلك إيه بيها...
كاد أن يرد عليه إلا أن ياسين أكمل عنه بحقارة
- هو أنت متعرفش بإنها عاجباه واااء
قاطعة يحيى وهو يمسكه من كتفه وهو يقول بهمس
- إسكت يخرب بيتك بلاش تولعه أنت مش شايف إتحول ازاي، ده هياكلني على دفعة واحدة.

إرتفع رنين هاتف ياسين برقم سعد وما إن رأه حتى قال بإستئذان
- ده سعد، أنا هروح أشوفه. شكل عيلة الجندي وصلت أخيراااا، مش هوصيك على سيلين يايحيى عايز البـ.ـنت مـ.ـا.تشوفش غيرك من الآخر تاكل عقلها أكل
فجر ياسين قنبلته الأخيرة بمنتهى الخباثة ثم تركهم وذهب متوجها نحو بوابة الدخول بهدف إستقبالهم
ليلتفت يحيى لذلك الغول الذي كان ينظر له بتوعد وهو يقول بتهديد
- لو لمحت ضلك قرب منها أو عينك جت عليها
ليقاطعه يحيى بسرعة.

- ولا أعرفها أصلا، ده ياسين جابني هنا على عمى عيني، بس قولي قبلها.
البـ.ـنت دي تخصك. صح
شاهين بجمود
- مالكش فيه خليك في حالك
- حقك يابوس، بس هو صحيح بنات الجندي حاجة ماحصلتش زي ماياسين قال؟
- بقولك إيه، قالها وهو يحاوطه بقوة، لا بل بالمعنى الأصح كتفه ليبتلع يحيى رمقه بصعوبه ثم قال بعدها بصوت خافت
- إيه
أخذ شاهين يربت بقوته كلها على ظهره وأكتافه وكأنه يبعد الغبـ.ـار الوهمي عن بدلته وهو يقول.

- مـ.ـا.تروح لمراتك بدل ماعينك تروح ع سيلين بالغلط وقتها هرجعك البيت بإيدي بعد ما أفقعلك عينك
- الله! دي طلعت عجباك فعلا
شاهين بتحذير
- يحيى
- نعم، ما إن قالها يحيى بخـ.ـو.ف مضحك حتى إبتسم له أخيه إبتسامة واسعة جدا ولكن لا تبشر بخير وهو يقول
- أنت قولت حاجة ياحبيبي
يحيى بهروب
- قولت أنا لازم أروح البيت.

- شاطر، يالا إتكل. كان يتكلم مع أخيه إلا أنه صمت و أخذ ينظر نحو المدخل عنـ.ـد.ما وجدها تدخل بأناقتها التي على مايبدو أنها جزء هام من شخصيتها
لم يزحزح نظراته عنها بل أخذ يتنقل بين الحضور بهيبته وعينيه الحادة تراقبها من بعيد بين الحينه والأخرى ثم بدأ كالأفعى يتسلل إليهم بالتدريج إلى مكان وقوفهم...

كانت تقف مع عائلتها تحتضن ذراع والدها بغرور وكأنه لايوجد على هذه الأرض أنثى سواها، ولكن، السؤال هنا؟ لما عليها أن تحتضن والدها لما لاتقف بعيدا عنه قليلا، هذا ما كان يدور برأسه وهناك رغبة عارمة وغاضبة بداخله يتمنى لو يذهب نحوهم وينتزعها منهم حتى لو بالقوة...
تلاشى غضبه ليحل مكانه إبتسامة هادئة وحالمة رغما عنه ما إن وجدها تضحك من كل قلبها، أخذ يقترب أكثر منهم وعينيه مـ.ـا.تزال تسافر في ملامحها الساحرة.

وقف معهم بعدmا ألقى السلام وهنا إلتقت عينيه بخاصتها لتتحول ضحكتها إلى غضب وحقد غير مبرر من وجهة نظره...
لاحظ ياسين هذه النظرات ليقرر حالا إبعاد سعد عنهم وهو يقول
- إتفضل معايا ياسعد بيه أعرفك على أهم رجـ.ـال الأعمال الموجودين
ولكن قبل أن يرد عليه وجدو أحد العملاء المهمين في هذا المجال يقف إلى جانبه.

- أنا جيت بنفسي عشان أتعرف، قالها هذا الرجل ونظره معلق بسيلين مما جعل الكل يقطب جبينه بإنزعاج. والدها والأخوين اللداغ
مد يده لها بعدmا صافحهم جميعا وهو يقول بإعجاب
- متعرفناش بالآنسة، أنا غالب منصور رجل أعمال
وضعت يدها بيده وهي تقول بإبتسامة مجاملة
- سيلين سعد الجندي ديزاينر (مصممة)
- تشرفت يافنـ.ـد.م، قالها وهو ينحنى ليدها وقبلها بطريقة نبيلة مما جعل شاهين يغلي من غضبه.

إستغرب من نفسه ووضعه و ضيقة المفرط هذا...
و أخذ يسأل نفسه لما كل هذا الضيق من تكون هذه بالنسبة له حتى يغضب من أجلها بهذا الشكل لدرجة أراد أن يكـ.ـسر يده التي أمسكت بها وأن يحرق شفتيه التي تذوق بهما نعومة بشرتها
نظر ياسين إلى يحيى من بعيد وأشار له بالتدخل لكي يبعد هذا اللزج من هنا قبل أن يحدث شئ لن يحمد عقباه أحد.

أومأ يحيى برأسه وتقدm نحوهم ليبدأ ياسين بتقديمه لسعد بأنه الأخ الثالث لهم، ثم بعدها إستطاع يحيى أن يذهب بسعد وغالب إلى مكان بعيد لمناقشة آخر تطورات البورصة ومناقشة سعر الأسهم بعدmا أعلنت بعض الشركات إفلاسها
وهنا نظر ياسين بإندهاش إلى أخيه العاقل الرزين الذي يدرس كل خطواته قبل أن يخطوها كيف تحول إلى عكس ذلك تماما ما إن وجده يسحب سيلين من يدها وتوجه بها نحو الباب الخلفي.

أخذ يضحك بعدm تصديق وهو يرى أثر شاهين يختفي من امامه وهو يقول
- والله وجاه اليوم وشوفتك تلف حولين نفسك يابوس، وقال إيه ماليش أنا فالصغيرين
ده أنت طلعت مالكش غير فالصغيرين
صمت وإعتدل بوقفته عنـ.ـد.ما وجدها تختلس النظرات له، كانت فتاته شقية نوعا ما فهو كلما أراد أن يقترب منها وجدها تذهب لمكان آخر، على مايبدو بأنها تعشق المطاردة والمراوغة.

إبتسم لها بحب وما إن بادلته الإبتسامة بخجل حتى فتح عينيه بعدm تصديق ودون تردد ذهب نحوها فهي كانت تقف عند إحدى الطاولات، ليقف إلى جوارها لتلتف ذراعه بخفة حول خصرها المنحوت وهذا ما جعلها تشهق بتفاجؤ من جرأته
ميرال بخـ.ـو.ف
- إبعد، ماما لو شافتك هتولع فينا
- هششششش، متخافيش محدش واخد باله مامتك مشغولة مع باباك
ميرال بصرامة
- ياسين لو سمحت مـ.ـا.تخلنيش أستخدm أسلوب مش حلو معاك إبعد، ده أنت جرئ أوي.

- تعالي، قالها وهو يذهب بها إلى وسط القاعة وما إن وقف حتى سحبها من خصرها بيديه الإثنين وأخذ يتمايل معها على أنغام الموسيقى الهادئة...
نعم هذه حفلة، حفلة عمل لايوجد بها رقص، ولكن إبن اللداغ كان له رأي آخر ما إن بدأ يرقص مع فتاته
أمام الحضور مما دفع البقية أيضا بتنظيم الرقص على شكل ثنائيات
كانت متعثرة تائهة تماما بين مخالبه السامة، نظرت له بضيق وهي تقول بكذب
- أنا مبعرفش أرقص.

- مش مهم، حطي رجلك على رجلي. قالها وهو يقف عن الحركة ليجعلها تضع قدmيها على خاصته وما إن فعلت ذلك حتى إرتفعت بقامتها أكثر وأصبح وجهها أمام وجهه ليبتسم لها بجاذبية لم تستطيع مقاومتها
سحبها نحوه أكثر بل ألصقها به وعينيه كانت تأكل كل إنش من ملامحها المثيرة لرجولته، إحتضنها بإحتواء وسند ذقنه على مكنبها و أخذ يهمس لها عند أذنها
- سبيلي نفسك، مـ.ـا.تخافيش مني، عمري ماهجـ.ـر.حك.

- على فكرة ماينفعش كده، بابا بيبص علينا، قالتها وهي تدفعه بيدها محاولة أن تنقذ نفسها من سحره إلا أنه كان كالحائط غير قابل للحراك
كان سعد دmائه تغلي كالمرجل من ما يرى أمامه ليغمض عينيه بمحاولة أن يهدئ من روعه عنـ.ـد.ما سمع زوجته تهمس له
- مـ.ـا.تتعصبش ع البـ.ـنت ياحبيبي دي أكيد وافقت ترقص معاه من باب المجاملة بإنه شريكك
أومأ لها برأسه وهو ينظر إلى ابـ.ـنته ويعتصر قبضته بإختناق من هذا الوضع أمامه.

عند ياسين كان يتنفس عطر بشرتها بجرأة قـ.ـا.تلة للتي بين يديه، ليناديها بهدوء وكأنه لا يود أن يصحى من حلمه الجميل هذا
- ميرال بصيلي، ولكنها لم تفعل ليكرر ندائه بحب
أكبر، يابت بلاش تتعبيني معاك أكتر من كده
لم تصغي له وأخذت تبعد نظراتها عنه أكثر بغضب جامح لأنه عنيد يرفض أن يطـ.ـلق سراحها، ووالدها يراقبهما بالتأكيد ستحدث مشكلة لها ما إن تعود إلى المنزل...

- مرمر، ما إن نطق اسمها بدلال وهو يقرص إنحناء خصرها بأنامله خلسة حتى نظرت له بسرعة وكأن
أفعى لدغتها وفاضت عينيها بالدmـ.ـو.ع لتقول بصوت مخـ.ـنـ.ـوق ورفض قاطع
- بلاش تناديني بالإسم ده
ياسين بتساؤل
- ليه؟
- مالكش دعوة، و أوعى كده أحسلك، قالتها بحدة وهي تمسك يده لتبعدها عنها ثم تركته وذهبت إلى المرحاض فهي تريد الهروب من الجميع...

دخلت وأغلقت الباب خلفها لتنزل دmـ.ـو.عها بو.جـ.ـع فهو ضغط على الوتر الحساس وفتح جروحها دون أن يعرف
(مرمر) اسمها المدلل كانت والدتها تناديها به دائما ومنذ وفاتها حرمت هذا الإسم عليها ترفض وتكره من يناديها به...

رغما عنها داهمتها ذكريات تلك الليلة المشئومة وكيف إستيقظت من نومها لتجد والدها الحنون الذي كان يغرقها بالدلال، جثة هامدة، كان عبـ.ـارة عن بركة دmاء و والدتها تصرخ كالمذبوحة وتضـ.ـر.ب نفسها كالمـ.ـجـ.ـنو.نة لتجد نفسها بعدها بين ليلةوضحاها وحيدة مع أختها حديثة الولادة لايوجد لديها أحد سوا خالهم الذي عوضهم الله به.

ذهبت إلى المغسل وفتحت صنبور الماء وأخذت ترمي الماء على وجهها عدة مرات لعل هذا يجعل عينيها تتوقف عن البكاء، نظرت إلى إنعكاس صورتها وبدأت تمسح مكياجها بالمنديل الورقي وهي تقول لنفسها
بتشجيع
- أنا قوية، أنا قوية، والحمدلله على كل شئ.

أما على الجهة الأخرى عند أختها سيلين كانت في قمة ذهولها ما إن وجدته يمسكها من يدها ويأخذها معه جبرا إلى خلف القاعة وفي غمضة عين وجدت نفسها عند حمام سباحة داخلي، كان المكان مغلق، كل هذا حدث لها في لحظات فقط لم تستطع أن تستوعب وقتها ولكن ما إن توقف حتى إنفجرت به
- إاااايه الجنان ده، حضرتك مفكر نفسك مين عشان تسحبني كده، مين اللي سمحلك إنك تمسك إيدي
نظر لها شاهين بغضب ليقول بغيرة ساخرة.

- ماهو مسك إيدك ياحلوة
وباسها كمان، جت عليا
لتقول سيلين بتفاجئ من طريقته و كلامه هذا...
- هو إنت طبيعي، لاا بجد جاوبني، إنت طبيعي
عقلك بيشتغل زينا يعني ولا ليه ييستم خاص فيه
إستطاعت بكلمـ.ـا.تها هذه أن تجعل نيرانه تلتهب أكثر ليصـ.ـر.خ بإنفعال: إتعدلي وإنتي بتتكلمي معايا وإسمعيني كويس.

- لااااا أنت اللي لازم تسمعني ياربع متر أنت، ما إن قالت الأخيرة بسخرية واضحة منه حتى صمتت عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها لدرجة خطيرة وعينيه أصبحت تحرقها حرفيا لتقول وهي ترفع أصبعها أمامه بقوة واهية تحاول أن تداري بها تـ.ـو.ترها من قربه هذا
- آخر مرة تتجاوزى حدودك معايا. مفهوم
مسك إصبعها وأنزله بعنف آلمها به وهو يقول بهدوء خطير
- يعني إنت مش شايفة نفسك غلطانة
بادلته النظرات بتحدي.

- لاء، وحتى لو غلطانة ده شئ مايخصكش يا أستاذ، إنت مين أصلا
- شاهين اللداغ، ما إن قالها بثقة جبـ.ـارة حتى أتاه ردها مباشرة
- مـ.ـا.تشرفتش بصراحة بمعرفتي بيك، وياريت تحرمني من شوفة طلتك البهية دي...
- إممممم مش عايزة تشوفيني بس عادي إنك تشوفي غالب منصور صح...
لتقول سيلين بمكابرة فهي لاتعرف الآخر ولكن غـ.ـيظا بالذي أمامها
- وليه لاء على الأقل هو إنسان محترم وذوق، مش عامل زي البرابرة.

ليقول شاهين بغيرة قـ.ـا.تلة ممزوجة بسخرية
- شكله دخل مزاجك ومش بعيد بعد يومين تقولي أنه ده هو نصك التاني
- نصي التاني! قالتها وإبتسمت بعدm رضا لما سمعت لترفع أنفها الصغير بشموخ ثم أخذت تسرد مقولة سمعتها في يوم وأعجبتها...
أنا لست أنثى ناقصة لكي أبحث عن شخص آخر لكي يكملني، و إن دخل أحد في حياتي فهو ليس أكثر من نجم لامع في سمائي وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية...

هدأت أعصابه وأخذ ينظر لها بهيام داخلي فهي تروقه حقا. ليقول بخفوت هامس وهو يلمس خصلاتها المتناثرة
- مغرورة و شكلك بتحبي نفسك أوي
أبعدت خصلاتها عن مرمى يده وقالت
- قصدك بقدرها، كل الناس بتحب نفسها بس ماعندهمش تقدير لذاتهم...
وضع يديه بجيب بنطاله وقال وهو مايزال ينظر الى عينيها بتركيز عالي: تعجبيني
سيلين بتكبر
- نفسي أجاملك وأقول وأنت كمان
اقترب من وجهها وقال بتوعد.

- أنتي محتاجة ترويض وصدقيني ده هيحصل على إيدي
- بليزززز، مـ.ـا.تخلنيش أضحك الترويض محتاج لرجـ.ـا.لة
هاااا رجـ.ـا.لة، مش شوية عضلات، قالت الأخيرة وهي تؤشر بيدها إلى عضلات صدره البـ.ـارزة مما جعل الآخر يمسك يدها بقوة كبيرة وأخذ يقول من بين أنفاسه الغاضبة
- تصدقي بالله إنت عايزة تتربي عشان تفكري مـ.ـيـ.ـت مرة قبل مـ.ـا.تتكلمي قصادي، و إعتبري ده هيبقى أول درس لترويضك سيلينة!

نظرت له بإستنكار من لفظه لأسمها بهذه الطريقة ولكن ما جعلها تفتح فمها وعينيها بصدmة هو عنـ.ـد.ما وجدته يحاوط وجهها بكفيه بشكل مباغت لينحنى بسرعة البرق إلى شفتيها يلثمها بعطش وجوع فهي كانت تستفزه بأحمر شفاهها المغري هذا
أخذت تقاومه بغضب من اقتحامه لها ولكن عن أي مقاومة نتكلم، فهما كانا مثل طاووس و أفعى الكوبرا أي لا مجال هناك للمقارنة بينهما، عرف كيف يكتم أنفاسها ببراعة.

ضعفت معافرتها له ما إن قيد معصميها ليبتعد بعد مدة ببطئ ممـ.ـيـ.ـت فعل بهما الأفاعيل وما إن حرر شفتيها المنتفخة تماما حتى طبع قبلة سطحية طويلة عليهما
ثم اخذ حرر يديها بهدوء
لترفع كفها بسرعة لتضـ.ـر.به كعقـ.ـا.ب على فعلته ولكن كان هو أسرع منها ومسك يدها ولكن هيهات أن تسكت فهو ما إن مسك يدها حتى عالجته بكف أقوى بيدها الآخر...
ثم أخذت تقول وهي تضـ.ـر.ب سبابتها بصدره بقوة: مافيش حد يلمسني إلا بموافقتي، سامع، إلا بموافقتي.

أنهت كلامها وهي تدفعه من طريقها وذهبت الى المرحاض بسرعة تشعر بإنها ستفقد وعيها حقا من ما عصف بها من احاسيس غريبة، ولكن ما إن كادت أن تفتح الباب حتى وجدته ينفتح ولم تكون سوا أختها ميرال...
وقبل ان تتكلم واحدة منهم بصدmة حتى سمعوا والدتهم تقترب نحوهم وهي تقول بضيق.

- كنتم فين بقالي ساعة بدور عليكم. باباكم طين عيشتي لما ما شافكمش قريب منه وحملني المسؤلية لأنكم غبتم عن عيني، يالا الوقت إتأخر ولازم نرجع...
تحركوا خلف والدتهم بهدوء على عكس مابداخلهم لتشهق سيلين وإحمرت وجنتيها بخجل ما إن همست لها أختها بعدmا مدت لها منديل ورقي
- إمسحي شفايفك بسرعة قبل ما حد ياخد باله
( تمسح إيه؟ يخربيتك ياشاهين عملت في البـ.ـنت إيه وأنا اللي كنت فكراك مؤدب ).

في الوكر عند غالية كان يومها كالتالي، نامت حزينة وإستيقظت حزينة فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت شوقا لوالدتها، وأما الآخر زوجها، سبب عـ.ـذ.ابها، من تلك الليلة التي حبسها بالشرفة أصبحت تتجاهله تماما وكأنه غير موجود وهو الآخر يتعامل معها وكأنها خادmة لدية حقا.

أصبحت تنتظر خروجه لكي تنزع عنها ثيابها وتأخذ راحتها، فهي خلال الفترة التي يتواجد بها في المنزل، ترتدي ثيابا فضفاضة وحجاب وأحيانا تلتزم بالإسدال عنـ.ـد.ما تلاحظ نظراته الوقحة لها وما إن يخرج حتى تتحرر من كل هذه القيود.

وبما أنه مختفي ولم يظهر اليوم كله وبما أنه أيضا لا يوجد لديها في سـ.ـجـ.ـنها هذا أي وسيلة للتسلية بدأت بتنظيم الشقة وتغيير ديكورها وبرغم بساطة المكان والأثاث إلا أنها إستطاعت أن تضع لمساتها الأنثوية
وما إن انتهت بعد وقت لا يستهان به حتى ذهبت بتعب إلى الحمام لتأخد دش دافيء يفك عضلاتها المتشنجة ولكن المفاجأة عنـ.ـد.ما دخلت وجدت أمامها ثياب متسخة بنطال وقميصين لزوجها المبجل.

زمت شفتيها واخذت تحرك قدmها بضيق لتتأفأف بقلة حيلة وهي تنحني نحو الثياب فهو لايملك غسالة وهي لا تقوى حقا على غسلها بيدها...
عند هذه اللحظة ابتسمت بخبث، لتذهب وتملئ الحوض بالماء ثم رمت بداخله الثياب ورشت عليه القليل من مسحوق الغسيل والكثير من المعطر وتركتهم عشر دقائق ثم شطفتهم وما إن انتهت حتى أخذت توزعهم على الأريكة في الصالة وهي تقول مع نفسها بصوت مسموع مضحك.

- والله ده اللي عندي، نظفت على كده أهلا وسهلا مانظفتش عز الطلب ده أصلا صاحبهم مقرف مش هتيجي ع الهدوم يعني
أخيرا إنتهت من كل شئ وإنتهت معها طاقتها لتستلقي على السرير مستغلة عدm وجوده لتغمض عينيها بنعاس شـ.ـديد ولكن لاتعرف كم مر من الوقت حتى شعرت بأحد يوقظها بعنف وهو يقول بأمر ما إن رآها تفتح عينيها بنعاس
- غلاااا قومي إعمليلي لقمة أكلها، يلا قومي.

- إسمي غالية مش غلا. إحفظه بقا، وبعدين مـ.ـا.تروح تطفح هو حد حايشك صغير أنت وعايز اللي يوكلك بإيده، قالتها وهي تحرك يدها بإنزعاج لتنهض بعدها وهي تتثاءب لتجده ينظر لها وهو يكرمش وجهه بزهق ليقول بعدها بإستفزاز
- أعوذ بالله من الخبث والخبائث جتك القرف في شكلك هو ده شكل بـ.ـنت...
أغلقت عينيها قليلا باستغراب وهي تقول مع نفسها
- ماله ده كل مايشوفنى يطلع فيا مية عيب يكونش بيغير لأني أحلى منه وضفري خسارة فيه...

تركته وخرجت وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وبيديها أخذت تجمع خصلات شعرها المشعثة لأنه ببساطة كان شعرها معاكس لإتجاه الجاذبية ولكن غاليتنا جميلة في كل حالاتها
تجاهلت طلبه للطعام لتتوجه مباشرة للحمام بعدmا أخذت ثيابها فهي من تعبها لم تستحم، وبعد مايقارب
النصف ساعة خرجت وهي تجفف شعرها لتتأوه بألم عنـ.ـد.ما وجدته يسحبها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب
- هو أنا مش قولت عايز سم
غالية برفض لأوامره.

- لما تطلب بأدب هبقى أعملك...
غير كده إنسى
- أدب؟ أنا ماليش فالأدب، ليا في قلة الأدب إيه رأيك، هممممم، همهم بالأخيرة وهو يرفع يده الممسكة بشعرها ليستنشقه كالمدmنين فرائحتها جميلة حقا، إبتعد قليلا ثم قال
- جهزيلي العشا، يا إما هتعشا بيكى والقرار ليكى، قالها ثم تركها ليستحم هو الآخر أما غالية ذهبت إلى المطبخ مرغمة لتحضر له الطعام وهي تدعي بأن يختنق به ويمـ.ـو.ت أو حتى يتسمم...

مر بعض الوقت وما إن انتهت من ترتيب الطعام على الطاولة حتى توجهت إلى الغرفة لتأخذ بطانيتها من الدولاب لتنام ولكن وجدته يدخل خلفها وهو يرتدي بنطال قطني فقط باللون الرصاصي وشعره الطويل مبلل وقطرات الماء تنزل منه تسير على صدره العريض
- عشاك في المطبخ
يحيى بسفـ.ـا.لة
- لاء ما أنا خلاص غيرت رأيي وعايز أتعشى بيك
قطبت جبينها بضيق فهو حقا وقح لوقوفه هكذا أمامها.

وما إن كادت أن تتركه وتخرج حتى أوقفها وهو يقول بمغزى صريح ونظراته المتفرسة تحرقها من الأعلى للأسفل
- إيه رأيك يا غلا تكون الليلة ليلتنا!
التفتت له و رمقته بنظرة رافضة ثم قالت بستخفاف
- بأخلاقك دي، ولا بأحلامك
إبتسم يحيى إبتسامة صفراء رفعت ضغطها بها ليقرصها من وجنتها بقوة وإنحنى وقبل وجنتها الأخرى بعمق هدفه من هذه القبلة هو الإهانة لا أكثر. ثم أخذ يقول.

- وماله نستنى ياجميل لحد ما أخلاقي دي تعجبك وتجيني بمزاجك، لأني أنا مابحبش آخد الحاجة دي بالذات غـ.ـصـ.ـب، لأن طعمها أحلى بكتير لما تكون بالتراضي، وأنا أصلا تعبان يعني وفرتي عليا، بس من هنا لغاية مـ.ـا.تجيني بنفسك هتتعاملي زي مـ.ـا.تستحقي، و دلوقتي يالا إطلعي برا
- حقير،! همست بها وهي تحمل بطانيتها وتخرج ولكن تفاجئت ما إن سحبها منها ويرميها على الأرض بإهمال وهو يقول.

- لا ياحلوة مافيش غطا، هتنامي كده، عشان تتأدبي، ولو بردتي تعالي ليا أدفيكي فحـ.ـضـ.ـني غير
كده مافيش
تركته وخرجت خالية اليدين دون أن ترد عليه لتجلس على الأريكة وهي تقول بغـ.ـيظ
- وقح، طعمها أحلى بالتراضي؟ ااااااكيد مجرب الحاجات دي السـ.ـا.فل، وقال إيه هيستنى لحد ما أروحله برجلي جات كـ.ـسر رجلي لو فكرت أروحلك بيها...

المشكلة إن الأخ واثق من نفسه أوي، والله ولا في أحلامك إني أكون ليك، ولو في البني آدm ده ميزة واحدة بس هتكون أنه محاولش يفرض نفسه عليا وماجبرنيش عليه.

تنهدت بقهر وهي تنهض لتذهب نحو حقيبتها وأخذت ترتدي أكثر من بنطال وجاكيت لتستطيع النوم فالجو الآن بدأ يبرد في الليل، إستلقت على الأريكة وجمعت أطرافها نحو بعضهم البعض كالجنين وهي تغمض عينيها بتعب نفسي حقيقي و بعد مدة زمنية غطت أخيرا بنوم عميق غير واعية مثل كل مرة عنـ.ـد.ما خرج الآخر وهو يحمل بطانيتها الخاصة ليغطيها بها وما إن تأمل وجهها الطفولي لبرهة حتى نهض ودخل غرفته وأغلق الباب عليه.

(حيرتني معاك يا يحيى! إنت طيب ولا شرير ولا إيه حكايتك بالضبط،؟! ).
الوكر، بالتحديد. في مستودع مظلم لاينيره سوا أشعة الشمس التي تدخل له عبر إحدى النوافذ العالية...
هذا المكان خاص بالبيج بوس مليئ بالأدوات القتالية القديمة والحديثة فهو يعشق أن يجمع مختلف أنواع الأسلحة من العادية الى الخطيرة، هواية غريبة ولكنها مميزة كصاحبها، هذا غير أنه ايضا يعشق ممارسة الرياضة العنيفة فهي كالمنفذ يخرج من خلالها جميع ضغوطاته النفسية والجسدية.

وكلما غضب من شئ أتي الى هنا، و ها هو الآن يقف في المنتصف يرتدي بنطال أسود فقط لاغير وترك جذعه العلوي عاري يلمع بقطرات العرق بشكل مفرط بسبب المجهود الذي يبذله بالتدريب، اما يديه كانت ملفوفة حتى ساعدية بلفاف أبيض يعمل كواقي لها، فهو يصب الآن جام غضبه على كيس الملاكمة المسكين هذا الذي وقع بيد من لا يرحم، أخذ يضـ.ـر.ب ويضـ.ـر.ب ومع كل لكمة يزداد تجهم وجهه بشكل مخيف.

وهناك سؤال واحد يطرحه بعقله مرارا وتكرارا دون أن يرحمه هل ماحصل البـ.ـارحة كان حقيقة، هل هو تلقى صفعة منها حقا،! كيف تجرأت، كيف؟

عند هذه النقطة زادت ضـ.ـر.باته قسوة ياالله كم يتمنى لو كانت رجلا لكان وقتها تفنن بضـ.ـر.بها بدل هذا الكيس ولكنها فتاة وليست أي فتاة بل هي قنبلة كلما رأته انفجرت بوجهه بكل غرور، وكل هذا لما؟ لأنه تذوق شهد ثغرها اللذيذ رغما عنها، وإن يكن. لما كل هذا؟ ألا تعلم بإنها ملكه يفعل بها مايشاء. حمقاء ألا تعلم بإنها أصبحت حق مكتسب له منذ الحظة التي وقع بصره عليها.

اااااااااخ كم يود لو أنه يمسكها ويصفعها بشـ.ـدة أكثر من مرة ثم يسحبها ويقبل شفتيها التي يقسم بأنه لايزال يشعر بطعمهما الشهي حتى الآن ثم بعدها سيحتضنها بعنف ولن يتركها حتى يكـ.ـسر أضلاعها...
وهذا كله سيفعله ليس حبا فيها ولكن عناد و رغبة
. نعم ياسادة، رغبة أو هذا مايتمناه. فهو الأن ولأول مرة في حياته يشعر بإنه يحتاج لأنثى في حياته وهذه الأنثى لم تكون سواها، سوا ابنة عدوه. لطالما.

كره معشر النساء لما هذه بالذات عقله يصر عليها
توقف عن الضـ.ـر.ب وأخذ ينهج بتعب وهو ينظر من طرف عينيه الحادة نحو المدخل فهو سمع صوت فتح الباب والذي لم يكن سوا يحيى الذي قال
- انت هنا والحاج قالب الدنيا عليك برا، عايزك في حاجة مهمة!

اما الاخر لم يكون رده على أخيه سوا نظرة بـ.ـاردة على عكس ماكان عليه منذ قليل ليبدأ بفتح الفاف عن معصميه ثم توجه بعدها نحو حمام داخلي ليستحم وبعد خمس دقائق خرج وأخذ يرتدي ثيابه المرمية على كرسي من الحديد وما إن أخذ يغلق أزرار قميصه حتى نطق أخيرا باستفسار
- معرفتش عايز إيه
رفع يحيى منكبيه بعدm معرفة وقال.

- لاء، بس ياسين كمان هناك عنده، على ما أظن إن في حاجة جـ.ـا.مدة أوي خلت سلطان يلف حولين نفسه ويضـ.ـر.ب أخماس في أسداس
مط شاهين شفتيه للأمام بتفكير وهو يومئ له ثم خرجا سويا متجهين نحو القبو تحت الأرض الخاص بالإجتماعات وما إن وصلوا حتى ابتعد الحرس من امامهم وفتحوا الباب ليربت شاهين على كتف أحدهم كالإطراء.

- أخيراااا ال هجين وصل، قالها سلطان ل ياسين وهو يعتدل بجلسته ما إن وجد شاهين ينزل الدرج بهيئته الصارمة هو والآخر
( ستووووب، لقب شاهين. ال هجين، فهو يجمع بين صفات الصقر والثعبان ليكون مزيج خطير بين الصالح والطالح ولكن بالتأكيد يملك سم قـ.ـا.تل سواء في لدغته او في مخالبه في كلا الحالتين عدوه مـ.ـيـ.ـت لا محالة، تم اطـ.ـلا.ق هذا اللقب عليه من قبل سلطان )
جلس على الأريكة وسند جسده عليها براحة ثم قال مباشرة: في إيه؟

ياسين بتوضيح: في إن البضاعتنا دخلت الحدود زي كل مرة بس هجان شكله كده مش عايز يجبها البر معانا وبدأ يصطاد بالمية العكرة
شاهين باستفسار: عمل إيه بالضبط؟
سلطان بغل: الجربوع نسي نفسه انه كان صبي عندنا وفكر انه لما يعمل شغل لوحده هيبقا قدنا، ده بدأ يلف ع تجارنا ويكلمهم عشان ياخدو بضاعته بدل بضاعتنا وهيعملهم خصم في السعر.

- والمطلوب مني إيه، قالها شاهين وهو يفرد ذراعيه على أطراف الأريكة ثم أرجع رأسه للخلف ببرود مما جعل سلطان يغتاظ منه بشـ.ـدة ليرفع صوته وهو يضـ.ـر.ب سطح المكتب الذي يجلس خلفه ويقول
- هجين، بلاش برودك ده دلوقتي، أنت عارف المطلوب منك وهو إنك تقرص ودن التاني عشان يعرف.

إن مش احنا اللي يتلعب معانا، و أوعى تخيب ظني فيك و تكون فعلا البدلة اللي بتلبسها وأنت بتأدي دورك كمحامي نستك أصلك، لااااء فوقوا انتوا التلاتة أنا اللي عملتكم وأنا اااء
قطع كلامه وصمت بخـ.ـو.ف داخلي ما إن وجد شاهين ينتفض بغضب أسود وهو يضـ.ـر.ب سطح المكتب وكأنه يعيد له حركته ثم أخذ يسند كفيه عليه ليكون أمامه تماما وجها لوجه وهو يقول بصوت يرعد يضاهى الآخر.

- واحنا مش مقصرين في حاجة عشان نسمع الكلام ده منك، كل حاجة ادتها لينا أخذت قصادها أضعاف
فبلاش النقطة دي بالذات تكلمني فيها عشان وقتها هافتح الدفاتر كلها ونتحاسب إيه اللي لينا وايه اللي علينا وأظن كده حضرتك هتطلع مديون لينا، وبرودي ده اللي مش عجبك أهون بكتير من ناري فبلاش تعيش دور أنا اللي عملت وأنا اللي سويت.

ليرد عليه سلطان بتـ.ـو.تر خفي: شاهين يابني أنا مش قصدي اللي فهمته، أنتم التلاتة أولادي، و ولاد الغالي، أنا بس متـ.ـو.تر ومش عارف أعمل إيه
اقترب ياسين من أخيه و وضع يده على ذراعه وقال وهو يحاول أن يعيد مسار الحوار لأصله
- سيبونا دلوقتي ياجماعة من كل ده وقولونا نعمل إيه بجد، هجان ده عامل زي البالونة أكيد في حد نفخه علينا وهو حب أنه يعيش الدور ويتحدانا
تدخل يحيى في الحوار وقال بتوضيح.

- تصدق صح، لأني عرفت إن رامي الزفت بعد ما طردته من الوكر آخر مرة راح لهجان وبقا من رجـ.ـالته وعلى ما اعتقد هو اللي خلى الحكاية دي في دmاغه لأن طول عمره هجان متجنب احتكاكه فينا وماشي جنب الحيط
اقترح عليهم ياسين بجدية وقال: بصو هو في حلين مافيش غيرهم، يا إما هنسيبه يهوهو كتير لحد مايزهق بس وقتها هيبقى عملنا دوشة والعيار اللي مايصيبش يدوش أو إننا نرميه بطوبة على دmاغه ونفتحهاله عشان يحرم ويكون عبرة.

سلطان بشر: الحل التاني طبعا هو ده سؤال برضو
نقطع عرقه ونسيح دmه، هو احنا ناقصين و.جـ.ـع دmاغ عشان نتحمل دوشتهم
- أنا كمان مع الرأي التاني، قالها شاهين بتأييد وهو يقف ثم أخذ يكمل بتوعد، هو مش عايز يضـ.ـر.بنا بشغلنا، أنا بقا هخلي بضاعته مـ.ـا.تعديش الحدود أصلا وإن ماخليته ييجي بنفسه لحد عندي هنا ويشتري مننا عشان يسلم للناس اللي متفق معاها في معادها بدل مارقبته تطير و وقتها هبيعله بضاعتنا.

بسسسس السعر ضعفين وتلاتة عشان يتعلم الدرس ويعرف أنه مش احنا اللي يتلعب معانا
ياسين بابتسامة خبث لهذه الفكرة
- وبكده هيدفع السعر المطلوب ورجله فوق رقبته
يحيى وهو يكمل الكلام عن الآخر: ومن غير حتى ماينطق بحرف، معلم من يومك يابوس
- هجين بصحيح، هما دول ولادي اللي ربيتهم للعوزة
والحمدلله ماضاعش تعبي فيهم، قالها سلطان وهو ينظر لهم وما ان تركوهم وخرجوا شاهين ويحيى حتى اقترب سلطان من ياسين وقال باستفسار سام.

- أخوك عمل إيه مع سعد الجندي وبناته؟
رفع ياسين حاجبه بترقب وقال
- وماسألتش شاهين ليه
سلطان بضيق: ومن امتى أخوك بينطق حرف من غير ماينشف ريقنا الكلام عنده زي القطارة ولو نطق بيتفجر علينا زي ما حصل من شوية
نظر له ياسين بجدية: شغل شاهين أنا ماليش فيه زي ما أنت عارف مش بيقول حاجة بس أحب اطمنك أنه شغال على التقيل، و هيودي سعد ورا الشمس
- وأنت
ياسين بعدm فهم: أنا إيه!
همس سلطان بفحيح خبيث.

- هتجيب بنات سعد هنا امتى
فتح ياسين عينيه بصدmة: نعم! أجيبهم فين
- ماهو أنت مش هتاخد منهم اللي عايزه وترميهم لأهلهم ما إن قالها سلطان وهو يغمزه حتى أكد ذلك وهو يقول: أيوه.

سلطان بتخطيط شيطاني: أنا بقا عايز منك فعلا ترميهم بس هنا في الوكر، حـ.ـر.ام، الرجـ.ـا.لة هنا بتتعب واحنا لازم نفرحهم بحاجة نظيفة وطرية وتكون مستوردة من برا، وعلى ما اعتقد مافيش أنظف من بنات الجندي وبكده مش بس هتاخد حق أبوك وعمك لاء أنت كده هتكون مـ.ـو.ته بالحيا زي ماعمل معاكم وخلاكم تعيشوا باليتم طول عمركم وهو عايش حياته مع عيلته جا الوقت اللي تاخد حقك وحق أخوك منه ومن عيلته ومن كل واحد بيشيل نفس دmه.

( يرموك في نار جهنم ياقادر ياكريم، قولوا آمين
قال ترميهم هنا قال )
في فيلا الجندي، كانت تتقلب على فراشها كالسمكة التي خرجت من الماء للتوا فهي لم تنم طوال الليل كلما أغمضت عينيها شعرت به يكتم أنفاسها كما فعل بها تماما، كان المشهد يتكرر معها وكأنه حقيقة لتعيش تفاصيله مرة أخرى بحذافيره ف عقلها الباطن هذا لم يرحمها.

يالله! هذه أول مرة في حياتها تضعف بهذا الشكل وأمام من؟ ذلك البرجوازي المختل عقليا، لطالما سمعت عن تأثير القبلة الأولى في حياة الفتاة وبأنها لن تنسى هذه اللحظات الى الأبد...
رمت غطائها بعيدا عنها باختناق ونهضت بكسل لتخرج من غرفتها فهي تريد الهروب من نفسها حقا، أخذت تنزل الدرج بخمول لتبتسم بحب بشكل تلقائي ما إن رأت والدتها تجلس أمام التلفاز.

ذهبت نحوها وكأنها رأت ملاذها وأمانها لترمي نفسها بأحضانها دون مقدmـ.ـا.ت لتتنهد براحة لامثيل لها فهي الآن تنعم بأحضان أحن شخص عليها من بعد والدها
داليا بحب: حبيبتي عاملة إيه
اغمضت عينيها وهي تتمنى راحة البال
- الحمدلله يامامي
داليا باستغراب: مالك زعلانة ليه
- مخـ.ـنـ.ـوقة، ما إن قالتها حتى سألتها والدتها بأهتمام
- من إيه.

لتقول سيلين بصوت عالي مليئ بالضجر والقهر والزعل: من كل حاجة، أنا مش مرتاحة هنا عايزة أرجع لوس انجلوس ماليش دعوة، حياتي كلها هناك احنا إيه اللي رجعنا بس
دخل عليهم سعد وهو يقول بضيق فهو سمعها كيف تتذمر: مافيش حاجة اسمها حياتي هناك، حياتك ياسيلين معانا احنا عيلتك، وفين مانكون تكوني
نهضت وهي تنظر لوالدها لتقول باحتجاج
- بس يابابي أنا مش مرتاحة هنا
سعد بمسايرة- ده العادي في الأول بس بعدها هتتعودي.

سيلين برفض وعناد: مش عايزة اتعود. مش عايزة...
صرخ بها سعد بغضب من عنادها هذا
- يبقا تصطفلي، أنتي مش صغيرة عشان أفضل اتحايل عليك، سفر مافيش وأقفلي الموضوع على كده، فاااااهمة
- فاهمة، قالتها بصوت مخـ.ـنـ.ـوق بالبكاء ولكنها كابرت على و.جـ.ـعها امامهم والتفتت وصعدت الى غرفتها مرة أخرى وما إن دخلت واحتضنت وسادتها حتى اطلقت العنان لدmـ.ـو.عها المدللة بالنزول لاتعرف مابها هي حقا لا تعرف.

في الأسفل كان مايزال ينظر بقهر الى المكان الذي اختفى أثرها فيه، وما إن جلس بصمت وشرود حتى باغتته زوجته بسؤال بنبرة هادئة
- مالك ياحبيبي، مش عوايدك يعني إنك تزعق لحبيبة قلبك كده
- تعبت يا داليا البنات كل مابيكبروا بيكبر معاهم همهم والأمانة بقت تقيلة عليا أوي وده غير خـ.ـو.في عليهم اللي هيجنني.
- أنت لحد دلوقتي موضوع امبـ.ـارح مأثر عليك صح
سعد بغيرة: أكيد هيأثر. عايزاني أشوف بـ.ـنتي بحـ.ـضـ.ـن شريكي و أبقى عادي...

- ما أنا قولتلك دي أكيد اتكسفت تقوله لاء. بعدين دي كانت بترقص معه مش في حـ.ـضـ.ـنه في فرق
سعد بلا مبالاة: الاتنين واحد عندي
لتقول داليا بذهول من رده هذا
- مين يصدق إنك عشت برا بتفكيرك ده
سعد بانفعال من استفزازها: ماله تفكيري ياهانم،! وايه يعني عشت برا لازم ابقا عشان أعجبكم
صعقت داليا بتفاجؤ من ألفاظه: سعد مش كده الله...
نظر حوله وقال بضجر- فين ميرال عايز أكلمها امبـ.ـارح طلعت نامت على طول ماقدرتش أكلمها.

- كانت مخـ.ـنـ.ـوقة وطلعت تتمشى شوية، صمتت قليلا وأخذت تنظر الى زوجها الغاضب لتتنهد بعمق ثم أخذت تقول بعدmا نهضت وجلست الى جانبه ومسكت يده بكفيها
- حبيبي الحكاية مش مستاهلة العصبية دي كلها وبصراحة كده رد فعلك أوفر شويتين
- مافيش أب محترم بيرضى حد يقرب من بناته...

- خلاص بقا عديها المرادي، ياستااار منك لما دmاغك دي تقفل على حاجة بتقلب علينا كلنا، وبعدين راعي مشاعرهم البنات مش واخدين ع الجو هنا واديك شايف وحدة حابسة نفسها بأوضتها وعايزة ترجع تسافر والعاقلة فيهم طفشت برا البيت من صباحية ربنا
تنهد سعد بعدm اطمئنان: بناتنا يا داليا مابقوش زي ماهما في حاجة شغلاهم، أنا حاسس فيهم بقالي مدة بس ياترى مالهم واي اللي شاغلهم.

طبطبت عليه وقالت: فيهم كل خير بس أنت روق عليهم وارجع دلعهم زي زمان واقعد معاهم وتكلموا
زفر أنفاسه بقوة وقال وهو يومئ لها بنعم
- حاضر إن شاء الله بكرة بالليل لما أرجع من الشركة عايزك تكوني مجهزالنا قعدة كده حلوة على فيلم أو أي حاجة
- وليه بكرة؟
- الليلة معزوم ع العشا عند غالب منصور
- ومين ده
- مستثمر وعنده شركات ومعامل يعني ربنا فاتحها عليه من واسع
اقتربت داليا منه اكثر وسألته بمكر مبطن ذا مغزى.

- عزمك لوحدك ولا قالك هات العيلة
- بصراحة هو عزمنا كلنا
داليا بفرحة: حلووو أوي، أهي جت لحد عندنا، إيه رأيك نيجي معاك وتبقى دي فرصة عشان البنات يغيروا جو ايه؟
- لاء، ما إن رفض على الفور حتى استغربت رده السريع هذا وهي تقول: ليه لاء
نظر لها سعد بحدة: في إيه ياداليا هو تحقيق ولا إيه وبعدين من امتى أنا باخدكم معايا عند صحابي.

داليا بأنفجار: أنت اللي في إيه، هناك كنت خايف علينا وحابسنا بس دلوقتي في إيه حـ.ـر.ام عليك عايزين نتنفس نشوف الدنيا ده احنا من يوم ما جينا وأنت دافنا في الفيلا ماخرجناش غير امبـ.ـارح وطلعتها من عنين اللي خلفونا، بس أنا خلاص جبت آخري معاك، ومن الآخر كده احنا هنيجي معاك وخلصنا على كده
صرخ بها سعد بغضب مصطنع
- وافهم من كده ان ده أمر والا طلب،؟
نظرت له داليا بقوة: أمر طبعا...

أبتسم رغما عنه من غضبها الذي يعشقه ليقول بعدها بمهاودة: لاااء اذا أمر لازم يتنفذ طبعا
داليا بصدmة: ايه ده يعني موافق نيجي معاك
حرك رأسه بنعم وقال- موافق، بس مـ.ـا.تاخدوش على كده
داليا بموافقة ممزوجة بدلع: حاضر ياسي السيد
نظر لها سعد بأستياء: سي السيد إيه بس. ده أنتي بعد الردح اللي ردحتهولي برستيجي خلاص اتمسح بالبلاط.

ضحكت داليا وقالت: فشر. مين ده اللي برستيجه اتمسح بالبلاط، ده أنت سيد الرجـ.ـا.لة، تعالى بس فوق معايا وأنا هروقك آخر رواق وألمعلك برستيجك اللي زعلان عليه ده
- مش عايز، ما إن قالها سعد بتمنع مصطنع حتى مالت عليه بجسدها وهي تقول بمكر أنثوي
- متأكد
نظر لها سعد بضعف وقال بتراجع مضحك
- مش أوي بصراحة
حاوطت عنقه وقال- طب شيلني.

- لا ياحبيبتي الوزن ده مايتشالش، تعالي بس ربنا يهديكي، قال الأخيرة وهو يحتضنها تحت ذراعه وأخذ يصعد معها للطابق العلوي، كلامه هذا جعل زوجته تتوقف عن الصعود وهي تقول بصدmة
- قصدك اااايه ياسعد، أنا سمينه!
ضحك عليها وسحبها معه ليكمل طريقه وهو يقول: ومالك مصدومة ليه ما أنتي عارفة ده
نظرت له بزعل: طب حتى جاملني وقولي أنتي ملبن
سعد بصدق: وأجاملك ليه ما أنتي ملبن فعلا وعاملة زي رسمة الكركاتير.

- يعني عجباك، ما إن قالتها بهيام وهي تمسك مقدmة قميصه حتى أومأ لها بنعم وقبل مابين عينيها وهو يقول: من يومك يادودو عجباني و أوي كمان
التفت برأسه نحو غرفة ابـ.ـنته المشاغبة المتعبة وتنهد بحـ.ـز.ن ثم نظر لزوجته وكرمش لها وجهه بعشق وقال
- اسبقيني ع الأوضة ياروح قلبي وأنا شوية و هاجي وراكي
داليا بابتسامة تقدير لذاته فهي تعرف طيبة قلب زوجها: هتروح تصالحها صح
سعد بحـ.ـز.ن: وأنا من امتى أقدر على زعلها.

- ربنا يخليكم لبعض
- ويخليكي لينا ياحبيبتي
- يالا روح بس اوعى تتأخر
- وأنا أقدر، قالها وهو يقرصها من ذقنها الناعم بخفة فهو دائما ما يدللها كا بناته فهي زوجته وحب عمره ايضا طفلة بالنسبة له ويحرص دايما على إرضائها
عند سيلين كانت تجلس عند النافذة تنظر الى الخارج بشرود وهي تضم ركبتيها نحو صدرها وتسند رأسها على الحائط الذي ورائها، التفتت برأسها نحو الباب ما إن سمعت طرقه للباب ليليه دخول والدها.

ما ان رأته أمامها حتى لوت شفتيها بتهديد صريح بإنها على وشك الانفجار بالبكاء وماهي سوا ثانية حتى نهضت وركضت نحوه لتزرع نفسها بأحضانه بلهفة وحب، كل هذا حدث بغمضة عين فهي ما إن وجدته
يفتح ذراعيه لها حتى لبت ندائه دون تردد
سيلين بترجي: بالله عليك يابابي مـ.ـا.تزعلش مني
ده أنا بحبك
قبل صدغها وهو يقول: وأنا بحبك يقلب ابوكي...
نظرت له بفرحة وقالت: يعني مش زعلان.

- لاء مش زعلان بس بلاش حكاية إنك عايزة ترجعي تعيشي برا دي
سيلين برضوخ: ماشي، هحاول
ليقول سعد بصرامة بعض الشئ- مافيش حاجة اسمها هحاول في حاضر، لأن الموضوع ده مش قابل للنقاش
- حاضر
- شاطرة ياحبيبتي ودلوقتي كلمي أختك خليها ترجع عشان تجهزوا نفسكوا بالليل معزومين ع العشا عند واحد اتعرفت عليه امبـ.ـارح بالحفلة وشكله كده عايز يعزز علاقته بينا ويدخل معانا في الشغل
- مين ده؟

- أنتي ت عـ.ـر.فيه على ما أظن، اسمه غالب منصور اللي سلم عليك لما كنتي واقفة معايا
انصدmت من معرفة هويته ولكنها ادعت غير ذلك وقالت بكذب: مش فاكرة كان في ناس كتير ماركزتش
- طيب ياحبيبتي مش مهم أسيبك بقا تجهزي نفسك
- ماشي يابابي. قالتها وهي تبتسم له ولكن سرعان مـ.ـا.تلاشت لحقد ما إن خرج وأخذت تفكر هل الآخر سيأتي هو ايضا أم لا، يالله كم تمقته هي لم تكره احد في حياتها مثله...
( وما الحب إلا بعد عدواة سيلينا ).

علي الجهة الأخرى عند ميرال ما إن استيقظت من نومها في الصباح الباكر حتى غيرت ثيابها وخرجت تتمشى في شوارع القاهرة تريد ان تستكشف معالم هذه المدينة الجميلة ولكنها فشلت فهي لاتعرف شئ هنا.

جلست على أحد المقاعد الحجرية امام نهر النيل ما إن تعبت وشردت عينيها بالمراكب التي تبحر على سطح هذا النهر، المنظر عادي مثل كل يوم ولكنها رأت فيه حب الناس لبعضهم وطيبتهم هذا الشئ لم تكن تراه في الخارخ فهناك لا أحد يساعدك دون مقابل. الجميع يقول نفسي، نفسي...
كانت تسافر بعيدا بمخيلتها ونظرها معلق بنقطة وهمية بعيدة غير واعية لذلك الذي أخذ يقترب منها ليجلس الى جانبها ويقول وهو ينظر إلى مـ.ـا.تنظر له.

- ليه ادايقتي لما قولتلك مرمر
خرجت من دوامتها والتفتت له بتفاجؤ
- أنت عرفت مكاني منين
التفت لها برأسه وغمزها وهو يقول بشقاوة
- هو انت مت عـ.ـر.فيش ان قلبي دليلي، تنهد وأكمل بتساؤل ما ان وجدها تتجاهله، ماردتيش عليا زعلتي امبـ.ـارح ليه
- مالكش فيه
- تؤ، ليا، أي حاجة تخصك ليا فيها
ولكن ما ان نظرت له بغضب واضح بعينيها الواسعة
حتى رفع يده أمامها وهو يقول بضحك
- ابوس خدودك الحلوة دي بلاش تبصيلي كده أنا مش قدهم.

- اللي هم إيه
- عنيكي يامرمر
ميرال بزعل حقيقي: يااااسين عشان خاطري بلاش الدلع ده
ياسين بمشاكسة: يخربيت ياسين على سنين ياسين
ياسين بينهار أصلا بسببك يامفترية، هو أنا اسمي حلو فجأة كده ليه ياجدعان، وبعدين زعلانة ليه يامزة ما انت فعلا مرمرتي حالي وأحوالي
ميرال بضجر: عشان خاطري بقا
ياسين بستغلال- موافق بس بشرط
ميرال بستنكار: بتتشرط كمان؟
ياسين بتأكيد: طبعا
لتقول ميرال بإنصات: اللي هو ايه.

ليرد عليها بستغلال اكبر: نقضي اليوم مع بعض...
ميرال برفض: لاء ماينفعش
- بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها له وما إن أسر عينيها بخاصته حتى أكمل، قولي موافقة وفرحيني، طال الصمت بينهما ولكن لغة العيون لم تصمت بل أخذت تصرح بالمحظور
مسك يدها وخلل أنامله بخاصتها وشـ.ـدد عليها ونهض وسحبها معه ولكنه وجدها تمنعه وهي تقول برفض واهي: إيه ده على فين أنا لسه ماوافقتش.

- بس عينيك وافقت وده المطلوب، قالها وهو يرفع يدها لفمه وقبلها بسرعة وأنزلها قبل أن يرى الناس فعلته، وهذا ما جعلها تضحك عليه ليهيم بها عشقا وينطق لسانه بتلقائية وهو يقترب منها بشـ.ـدة ويهمس لها
- بحبك...
احمرت وجنتيها خجلا وأخذت تنظر حولها وكأن كل الناس سمعت ما قال، نظرت له وقالت بضيق كاذب
- انت مـ.ـجـ.ـنو.ن وعديم الرومانسية هو في حد يعترف كده.

- ايوة أنا بعترف كده، عارفة ليه، قالها وهو ينظر لسواد عينيها الذي لا قاع له لتبادله النظرات بمنتهى الرقة وهي تقول
- ليه
- لأن احنا بنختلف عن الآخرين يامرمر، قال الأخيرة وضحك لتنظر له بعتاب وهي تقول
- بردو مرمر دي
ياسين بمشاكسة- ايوه وخدي من ده كتير، عندك اعتراض
ميرال بسخرية: قال يعني لو عندي اعتراض هتسمعه
ياسين بجبروت: ولا هاخد بيه أصلا
- شوفت.

ياسين بتوعد مبطن: ايوة شفت، بس أنتي اللي لسه ماشفتيش حاجة معايا
- ربنا يستر منك عقلي مش مطمنلك بس هاجي معاك
ليقول ياسين بمشاعر جياشة: انا قولتهالك وهقولها تاني، مـ.ـا.تخافيش مني، عمري ماهضيعك ده أنا ماصدقت لقيتك، ثقي فيا
نظرت له ميرال قليلا بصمت ثم قالت بجدية
- الثقة بتجي بالأفعال مش بالكلام، لو عايز ثقتي فعلا اكسبها بفعلك
ابتسم لها ياسين بثقة وقال.

- هيحصل وهتشوفي، ودلوقتي تعالي نفطر سوا لأني متأكد إنك لسه مافطرتيش...
لتقول ميرال بدلال عفوية: لا أنا عايزة غدا مابحبش الفطار
- بس كده يقلبي، ده أنتي تؤمري وأحلى غدا لأحلى بنوته عنيا شافتها. قالها وهو يتحرك بها لتتبعه كالمنومة مغناطيسيا وهي تنظر له بإعجاب واضح وابتسامة حالمة واخذت تنسج أحلام وردية التي بيعيدة كل البعد عن الواقعها.

لتقضي اليوم بطوله معه ومع كل دقيقة تمر عليها وهو الى جانبها كانت تغرق أكثر وأكثر في بحره العميق
ولكن ما أنهى يومهم هذا هو اتصال سيلين لها تخبرها بإنها يجب أن تعود الى المنزل فورا بطلب من والدهم
في منطقة شعبية بالتحديد داخل شقة أم غالية
- قلبي واكلني على غالية ياترى كويسة ولا تعبانة...
خليل باستنكار لما سمع: تعبانة ايه ياولية! دي بـ.ـنتك أتجوزت راجـ.ـل ماكنتش تحلم بيه طول عمرها عايزة إيه تاني.

لتقول امها بشوق- عايز أشوفها واضمها كده لصدري واشم ريحتها دي وحشاني اوي ده أنا محيلتيش غيرها
حس بيا
صرخ بها خليل بتهرب: يوووووه افضلي كده اندبي ع بـ.ـنتك وخلي جوزها يطفش، شكلك عايزاها تطلق مش كده
- بعد الشر عليها تف من بقك. بس هو هيطفش ليه. ده أنا عايزة أبـ.ـاركلهم بس واطمن عليها زي كل أم. إيه مش من حقي، ده حتى أخدها واختفى، مافيش حد بيعمل كده.

- انت الكلام معاك مالوش فايدة، قالها وهو يتركها ويخرج من الشقة بأكملها
اخذت تضـ.ـر.ب على فخذها وهي تقول بقهر
- يااااناس قلبي موغوشني عليها مش بايدي
حركت تحية زوجة خليل فمها بعدm رضا وبشهقة خفيفة قالت: اطمني يا اختي، وحطي في بطنك بطيخة صيفي، بـ.ـنتك بقت مرات يحيى اللداغ. يااابختها مش زي
والدة غالية بمحاولة مستمـ.ـيـ.ـتة: طب ما تخلينا نعزمهم بمناسبة جوازهم وأهي حركة حلوة مننا بردو.

- اعزم ايه هما فاضيين لينا، دول عرسان في شهر العسل عايزة تنكدي عليهم ليه، وبعدين اعزمهم بإيه هو انا حيلتي حاجة
ترد عليها بلهفة: انا عندي، أعزمهم على حسابي
تحية بفرعنة: حساب مين يا أم حساب ده أنتي قاعدة واكلة شاربة ببلاش، قال على حسابي قال هو أنتي حيلتك حاجة، تركتها وخرجت وهي تتكلم كلام تكرهه الأذن وتشمئز منه الروح لدنائة أصحابها.

نزلت دmـ.ـو.ع الاخرى بعجز وهي ترى كيف تركتها وخرجت غير آبهة بها ولا بلوعة قلبها، رفعت كفيها للأعلى وأخذت تشكو و.جـ.ـعها وضعفها وقلة حيلتها لله عز وجل وتدعوه بتذلل بإن يحفظ لها ابـ.ـنتها الوحيدة من كل شر
في مطعم راقي وفخم لا بل كان أشبه بالقصور الضخمة دخل من البوابة سعد وعائلته ليكون في استقبالهم صاحب المكان وهو غالب منصور وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يصافحهم
- اهلا وسهلا سعد بيه
- اهلا بيك...

- نورتي ياهانم، قالها وهو ينظر الى داليا ويصافحها باحترام حتى ردت عليه بمجاملة
- تسلم ده نور حضرتك
- النور الحقيقي هنا، قالها بخفوت وهو يصافح سيلين ليرفع يدها له وقبلها وهو ينظر الى عينيها بتمعن، مشهد الحفلة انعاد أمام شاهين فهو لتو دخل هو وياسين ليتوقف عند هذا المنظر كز على أسنانه وتقدm منهم
ليبتعد غالب عن سيلين وأخذ يرحب بحضور الأخوين اللداغ، ليتفاجئ بهما سعد فهو لم يتوقع بأن يكونا مدعوين ايضا.

بعد ترحاب وسلام طويل توجه نحو الداخل و عند اقترابهم من المدخل اقترب شاهين من تلك التي تتجاهل وجوده وقال بخفوت
- ممكن أعرف كل الأناقة دي عشان مين؟
- مش هقولك وأنت مالك، لأني اكتشفت إنك مريـ.ـض نفسي، ريح نفسك و روح اتعالج وريح اللي حوليك من العـ.ـذ.اب ده، قالتها وهي تنظر له بحقد صريح ثم تخطته بثقة لتلحق بعائلتها.

وما إن وصلوا الى طاولة طويلة حتى رفعت حاجبها باستغراب حاولت ان تخفيه بابتسامة مجاملة ما إن وجدت غالب يسحب لها الكرسي الذي بجانبه حركته هذه كادت ان تفقد شاهين صوابه ولكن كان رد فعل سعد أسرع منه ما إن قال
- سيلين بابا تعالي اقعدي جنب مامتك
أومأت له وذهبت وجلست بين والدتها وأختها وما إن أخذت تعدل جلستها ورفعت رأسها حتى التقت عينيها بذلك الصقر الغاضب الذي جلس أمامها...

نظراته لها قـ.ـا.تلة حرفيا ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود تماما وانـ.ـد.مجت بتناول الطعام ما إن تم تقديمه ونجحت في ذلك نوعا ما مما أدى الى جنون شاهين رسميا...
اما ميرال انـ.ـد.مجت بالحديث معهم عن العمل وكيفية ادارته فهي لديها خلفية لايستهان بها في هذه المواضيع.

نظر ياسين بفخر الى فتاته الذكية التي استطاعت أن تجذب اتباه الجميع لها برزانتها وحكمة كلمـ.ـا.تها وما إن التقت نظراتهما حتى غمزها بخفة حركته الوقحة هذه جعلتها تقطع كلامها و تصمت بعدmا تلعثمت بتـ.ـو.تر لتقترب منها سيلين وهي تقول بهمس
- هو في إيه بالضبط، دي الحكاية باين إنها مطورة
ع الآخر مع الأستاذ وبقا فيها غمزات وحركات
ضـ.ـر.بتها بعكسها وهي تقول من بين أسنانها
- مالكيش دعوة
- بقا كده.

اقتربت منها ميرال وقالت بمراوغة: ايوه كده وحدة بوحدة. مش انتي خبيتي عليا حكاية الروج إيه اللي عمل فيه كده أنا كمان هعمل زيك
فتحت سيلين عينيها بفزع من أن يسمعها أحد: هششششششش يخربيتك اسكتي هو ده وقته...
ماشافهمش وهما بيسـ.ـر.قوا شافوهم وهما بيتحاسبوا.

- تصدقي عندك حق، قالتها ميرال وهي تبتسم بخفة لتبتسم الأخرى معها وما إن رفعت وجهها حتى وجدت غالب لا ينظر لها فقط لا. بل هو كان تائه فيها وبضحكتها، ليتحول بصرها بشكل تلقائي نحو شاهين الذي كان كالوحش المفترس يتوعدها
أنزلت نظرها على طبقها لترفع كأس الماء لتتجرعة دفعة واحدة ثم نهضت مستأذنة لتذهب الى الحمام.

وما ان اختفت من المكان حتى رمى شاهين المنديل بغضب ونهض هو أيضا. كاد أن يسأله غالب عن السبب أو دعنا نقول شك بإنه سيلحق بالأخرى ولكن كان له ياسين بالمرصاد الذي أخذ يمطرهما بوابل من الأسئلة هو وسعد ليشغلهما عن غيابهم الغير مبرر.

في داخل الحمام كانت تقف أمام المرآة وهي تتنفس بعمق لتحبسه لثواني ثم تزفره ببطئ، كررت هذه العملية ثلاث مرات، لتستطيع أن تهدئ أعصابها ف الأجواء متـ.ـو.ترة وذلك الحثالة الوقح الذي تجرأ معها أمس يتعامل معها اليوم وكأن شيئا لم يكن، لاااا بل يتصرف معها وكأنه...
قطع سلسلة أفكارها دخوله عليها بشكل مفاجئ لتلتفت له بصدmة، كانت تعرف بإن رزانته وهدوءه ليسو سوا غطاء على جنونه الحقيقي هذا الذي تراه أمامها الآن.

أما عند شاهين كان يوجد بعقله كلام لاينتهي لها ولكن ما إن وجدها كيف تنظر له بتفاجؤ من دخوله عليها، كم كان مظهرها جميلا وفاتنا، تلاشت الحروف من على لسانه لتتركز عينيه على شفتيها المنفوخة لتداهمه لحظة تذوقهما
أبعد نظره عنها وهو يبتلع لعابه بصعوبة ولكن قطب جبينه عنـ.ـد.ما وجدها تقول: بغض النظر عن إنك وقح ومـ.ـجـ.ـنو.ن إلا إنك مديون لي بأعتذار.

شاهين بصدmة لاتقل عن صدmتها منذ قليل فهو توقعها ستصرخ لأنه اقتحم عليها المكان ولكن كلامها جعله يقول بترقب: اعتذار؟
أومأت له بنعم وهي تقول: أيوه
شاهين باستنكار: انا! أعتذر، على ايه بالضبط
كتفت سيلين ذراعيها وقال بجدية
- تعتذرلي على سرقتك لعذرية شفايفي وقلة ادبك معايا.

- عذرية ااااايه؟، قالها بتفاجؤ وكأن هناك من سكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء، ولكنه ضحك بخفه ما إن وجدها تكرر بخفوت وهي مستغربة ردة فعله
- شفايفي
تلاشى غضبه وانفعاله منها وحل الحب فقط في عينيه لها واكتشف في هذه اللحظة أن التي أمامه برغم لسانها السليط وغرورها إلا أنها بريئة، عض شفته السفلية ثم قال باستمتاع وهو يراوغها
- أعتذر ليه؟ ماهو بصراحة مش ذنبي اللي حصل
رفعت حاجبه بترقب وهي تقول.

- أومال ذنب مين
اقترب منها ونظره ملتصق بثغرها وقال
- ذنبهم هما، بيستفزوني
فتحت عينيها بتفاجؤ من رده هذا لتسأله بعدها بفضول- بيستفزوك ازاي مش فاهمة!
شاهين بسفـ.ـا.لة لاتظهر إلا أمامها هي: كل لما ببصلهم بلاقيهم منفوخين بشكل رباني، سبحان الله، بس اللي فوق منفوخة أكتر من اللي تحت وأنا بصراحة حبيت أعدل مابينهم، وأنفخهالك، وعلى ما اعتقد إني امبـ.ـارح نفختهم بضمير ولا إيه.

- ووووووقح، قالتها بغـ.ـيظ ممزوج بخجل ثم تركته وخرجت لتعود الى الطاولة وماهي سوا دقائق حتى لحق بها وهو يضحك عليها ليمر الوقت عليهم بين النظرات المسـ.ـر.وقة من قبل الفتيات و الوقحة من قبل الشباب، لتنتهي هذه الأمسية أخيرا وقد تركت في داخل كل واحد منهم ذكرى لاتنسى.

في الوكر عند غالية كانت مـ.ـا.تزال تعيش بسـ.ـجـ.ـنها كما في الأيام السابقة لا جديد تراقب الناس غريبة الأطوار هذه. ولكن الليلة هي ليلة الخميس سمعت يأتي من مكان بعيد صوت أغاني ورقص على مايبدو بأنه يوجد زفاف هنا
مسكينه غالية تظن بأن هناك زفاف لاتعرف بأن هناك حفلة للغجريات، محتواها، شرب، غناء، رقص...
وفتيات، وبالتأكيد هي لا تعلم بإن هذا الحفل مقام على شرف زوجها العزيز...

استمر الصوت لساعات طويلة ولم ينقطع حتى بدأت إشارات الصداع النصفي لديها، نظرت الى الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا، نهضت بتعب لتستلقي على الأريكة لتنام ولكن ما إن اغلقت عينيها حتى فتحتهم بسرعة عنـ.ـد.ما سمعت قفل الباب يفتح ليدخل عليها وهو يترنح أو هذا ما هيئ لها
ولكن ما إن أنار الشقة حتى نظرت له باستغراب كان يتمايل بوقفته رغما عنه وبيده علبة ماء، لااااا ليس.

ماء، بل كانت زجاجة بداخلها سائل أصفر مائل للإحمرار
وقفت بمكانها وهي تحاول أن تكذب مـ.ـا.ترى الآن...
هل عاد الى المنزل وهو ثمل؟ كان مجرد سؤال طرحه عقلها ولكن ما أكد سؤالها هذا هو رائحته النتنة التي تسبقه بأمتار، لتجده يقول ب لسان ثقيل وعدm تركيز تام بسبب كثرة تجرعه لهذا السم
- يااااسين اخويا...

كلامه هذا جعلها تنظر إلى نفسها هل حالة السكر هذه جعلته يراها رجل؟ أخذ يتقدm منها بطوله الفارع ليتعثر بخطواته ويسقط بثقل جسده الضخم هذا على الأريكة مماجعلها تبتعد بسرعة عنه، وهنا كان قد تمكن الخـ.ـو.ف والهلع من قلبها المسكين، لتعبس وجهها بتقزز من رائحته النفاذة لدرجة أصابتها بالغثيان
أخذت تتمعن بنظرها له وكأنها لا تصدق مايحصل معها
كانت عينيه حادة، زائغة، وناعسة بشكل كبير فهو بالكاد يستطيع أن يفتحهما...

أخذت تنظر له باشمئزاز و يأس ياالله أين ذهب جبروته وقوته وعقله وصرامته و سلطته التي يتباهى بها دائما، كل هذا ذهب في مهب الريح بسبب لعنة محرمة لاتعرف حقا ما المغري بها لكي يشربها وتذهب بعقله، هذا إن كان يملك عقل من الأساس...
وجدته زحف من الأريكة ليجلس على الأرض وهو يرفع الزجاجة لفمه بعدm توازن ليحتسي من شرابه بشراهة ثم نظر للزجاجة وأخذ يكلمها بهلوسة وكأنها تفهم مايقول.

- تعرف يا شاهين أنا مديون ليك، كتير أوي مديون...
بس مـ.ـا.تلومنيش لما كنت بضـ.ـر.ب الكل بوحشية، لأنه مش ذنبي، سااامع مش ذنبي اني ابن حرااام...
كلامه كان كالصاعقة لها رجعت للخلف و وضعت يدها على فمها وهي تهمس: ابن حـ.ـر.ام؟
رفع نظره لها على ما يبدو بأن حركتها هذه جذبت انتباهه ليقول باستغراب: انت بتبعد ليه يا شاهين
مالك، انت لسه زعلان مني، عشان دخلت الحريم بانتقامي، خلاص مش هعمل كده، حرمت.

بس اااء بس أنت قولتلي طلقها ورجعها وأنا مش هقدر اعمل كده ب غلا، دي بـ.ـنت بمية راجـ.ـل، بس مش حلوة بتزعق ولسانها طويل مش شبهها خالص، فاكر لما حبيت أول مرة في حياتي فاكر وقتها حصلي إيه راحت ونامت مع صاحبي ههههههه
انا يحيى، يحيى اللداغ، أتخان، بذمتك دي مش مـ.ـجـ.ـنو.نة، كلهم خـ.ـا.ينين كلهم، وأنا كمان خنتها مع كل بنات الوكر وبعدها سبتها، عشان هي وسـ.ـخة مـ.ـا.تستاهلش حبي.

غالية بقصف جبهة: قال يعني أنت اللي نظيف جاتك القرف في شكلك. وأخذت تقلده، أنا
يحيى، حتى وهو سـ.ـكـ.ـر.ان شايف نفسه.؟
صمتت فهي لاتدري كيف أصبح بلمح البصر أمامها ليمسكها من ذراعيها وهو ينظر لها بعينيه العسلية بهدوء وكأنه يتفحصها ليقول بثقل
- ياسين أنت مش مصدقني صح
- هو ياسين ولا شاهين. إيه الليلة دي بس، قالتها مع نفسها وهي لاتعرف ماذا تفعل حقا، لتنتفض بين يديه عنـ.ـد.ما صرخ بها وهو يقول: ليه! مش مصدقني.

- مصدقاك بس سبني، قالتها وهي تحاول أن تتخلص منه بخـ.ـو.ف ما ان وجدته يريد أن يدفن وجهه بعنقها ولكن مع محاولاتها للفرار منه جعلته يزداد غضبا ليسحبها من مقدmة ثوبها بقوة ليتمزق الى قطعتين من الأمام ومع فعلته هذه خرجت منها شهقه عنيفة وكأنه انتزع روحها منها...

دفعته عنها بكل قوتها وركضت للغرفة ولكن قبل أن تغلق الباب وجدته يدفعه عليه من الجهة الأخرى لترتد الى الخلف عادت بخطواتها الى الوراء لتتعثر بالسجاد وتسقط على السرير
لتجده يعتليها كالوحش وأخذ يضـ.ـر.بها ويكيل لها الصفعات وهو يقول بحقد
- انت خـ.ـا.ينة و وسـ.ـخة خنتيني مع صاحبي، ليه جيتي هنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك ولو شفته هقــ,تــلك بيدي، قال الأخيرة وهو يطبق على عنقها بيده.

لتكون ردة فعلها هو غرز أظافرها بكل قوتها بصدره مسببة له أضرار بالغة وما إن أعادت فعلتها هذه أكثر من مرة حتى تكـ.ـسرت أظافرها ولكنه لم يتأثر، أخذت تختنق واحتل وجهها الون الأزرق لترفس بقدmيها بشكل عشوائي ولكن ما ان جمعت شتاتها وتركيزها حتى ضـ.ـر.بته بركبتها على منطقة تحت الحزام وهنا ابتعد عنها متألما.

اعتدلت بجسدها بسرعة وهي تشهق بعنف لتميل برأسها بتعب وثقل حتى وجدت الدm يتساقط من أنفها على مفرش السرير لتسعل بعدها بشـ.ـدة ولكن ما إن رأته مشغول مع زجاجته يكلمها مرة اخرى وكأنه لم يكون على وشك قــ,تــلها منذ لحظات...

حتى نهضت بجسد متهالك واهي من ضـ.ـر.به لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شـ.ـديد من الغرفة خـ.ـو.فا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري.
نهضت بجسد متهالك واهي من ضـ.ـر.به لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شـ.ـديد من الغرفة خـ.ـو.فا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري
اخذت تنزل الدرج بسرعة وما إن التفتت الى الوراء خـ.ـو.فا بأن يكون خلفها حتى انزلقت قدmها ليلتوي كاحلها وتسقط على الأرض بعنف شـ.ـديد مسببة به أضرار بركبتيها وساعديها.

سقوطها هذا أمام مخرج العمارة جعلها ترفع رأسها بفزع وصدmة كأنها الآن استوعبت الموقف. فهي تفترش الأرض بثياب ممزقة لاتسترهاإطـ.ـلا.قا وأنفها ينزف وشعرها مبعثر منكوش، حاولت ان تستقيم بجسدها إلا أنها لم تستطع الوقوف على قدmيها وهذا ما جعلها تزحف على أسفل ظهرها لتختبئ أسفل السلم المظلم خـ.ـو.فا بإن تكون فريسة لمن لا يخاف ربه إن كان زوجها فعل بها كل هذا فما بالك الوحوش التي تسكن الشارع في الخارج.

وصلت لمبتغاها تحت السلم وحشرت نفسها بزاويته الضيقة واحتضنت نفسها بخـ.ـو.ف وضمت ساقيها نحو صدرها لتدفن وجهها برعـ.ـب حقيقي بين ركبتيها
يااالله ماهذا التي تعيشه الآن في صغر سنها هذا، فهي وحيدة في مكان مظلم والبرد بدأ يأكلها وينخر عظامها أخذت تفكر بكلامه وتحاول ان ترتب ما سمعته منه والنتيجة كانت مؤلمة لا تريد الأعتراف بها، هذا الرجل حقا لغز في لغز بالنسبة لها عقلها لا يستوعب هذا المستنق على الأطـ.ـلا.ق...

رفعت رأسها وأخذت تنظر حولها بترقب ممزوج بتعب وخـ.ـو.ف، أين هي الآن لما يحصل معها كل هذا، مر الوقت عليها ببطئ ممـ.ـيـ.ـت، لم تتحرك من مكانها وهذا مازادها ألما على ألمها لتنزل دmـ.ـو.عها بقهر وهي تقول مع نفسها بصوت خافت باكي.

- ليه بيحصلي كل ده، ليه ماكنش بالوقت ده نايمة في سريري جنب أمي، اللي في سني بيفكروا هيلبسوا ايه بكرة في الجامعة، وأنا! كل لليلة مغامرة جديدة يوم تحت السلم ويوم في البلوكونة وضـ.ـر.ب وإهانة وشتيمة كل حاجة تلاقي عندنا عادي، وياريتني بشوف ده كله على ايد حد ليه القيمة مش كـ.ـلـ.ـب عاصي ربه و راجع سـ.ـكـ.ـر.ان وش الفجر.

اااااخ ليه أهلي مش زي الناس اللي بتخاف على لحمها ليه خالي رماني الرمية السودة دي، اللي بيقول إن الخال والد، يجي ويشوف خالي عمل فيا إيه و رماني فين.

اخذت تفضفض كل مافي داخلها حتى جفت دmـ.ـو.عها وهي تكلم نفسها باختناق وعتاب. ابتسمت بو.جـ.ـع عنـ.ـد.ما عم السكون ع المنطقة بأكملها ما إن بدأ ضوء الشمس ينير الأرض يعلن عن بدء يوم جديد متفائل للناس ولكن بالتأكيد ليس لها، مرت ساعات طويلة وبدء الجو يدفئ عليها لتبدء جفونها بالتثاقل رغما عنها وهي جالسة ولكنها قبل ان تستسلم لنومها سمعت صوت أقدام شخص ينزل الدرج مسرعا وفي غضون ثواني معدودة وجدته يقف أمامها بكامل أناقته.

كان يرتدي بنطال أبيض مع قميص ازرق غامق يناسب لون بشرته جدا مع خصلات شعره الطويلة أي فتاة أخرى كانت ستقع بسحره هذا و وسامته لا محالة.
إلا هي ازداد مقتها له وحقدها ما إن رأته بهذا الشكل.

قلصت محيط عينيها بتركيز وانتباهها لترى بشكل أدق ف عينيه كانت منتفخة واحمرارها بـ.ـارز، زمت شفتيها بترقب فهي لم تكن تستطيع ان تميز هل هو الآن بوعيه أم مازال تحت تأثير ذلك السم، ولكن انتفضت برعـ.ـب وعادت الى الخلف أكثر ما إن وجدته ينحني نحوها وهو يمد يده لها ويقول بصوت حاول على قدر المستطاع أن يكون مليئا بالطمأنينة
- تعالي
تنهد بصوت عالي عنـ.ـد.ما وجدها تحرك رأسها برفض حتى أكمل محاولته معها بنفس نبرته السابقة.

- تعالي يا غلا مـ.ـا.تخافيش مني أنا دلوقتي في وعي
مش هأذيكي، هاتي ايدك بس
ولكن ما إن رفضت مرة أخرى حتى قال وهو يحاول ان يستفزها: شكلك عايزاني اشيلك...
- أوعى تقرب مني، قالتها بشراسة عنـ.ـد.ما وجدته يريد أن يسحبها من كاحلها ليخرجها من مكانها الضيق هذا
تنهد مرة أخرى وقال بهدوء وتريث: غلا، غلاتي، بلاش عناد دلوقتي احنا مش في البيت امشي معايا
نظرت له برفض وهي تقول بزعل طفولي وغصة تخـ.ـنـ.ـقها.

- مش عايزاك أنا، مش عايزاك، رجعني لأمي
زفر أنفاسه بضيق من نفسه و انحنى بجذعه أكثر ومسكها من معصمها وبرغم مقاومتها له إلا أنه استطاع ان يسحبها من مكانها الذي تختبئ به وما إن أرغمها على الوقوف امامه حتى شهقت بألم كاحلها
اما يحيى اخذ ينظر لها بذهول من حالتها هذه هل كان معها بكل هذه الوحشية، مرر نظره عليها بصدmة فهو حقا لا يصدق.

ابعد بصره عنها واخذ يمرر كفه الأخرى على وجهه بضيق حقيقي لا يعرف ماذا يفعل، ولكنه أبعد كل هذا التفكير الآن و اقترب منها محاولا أن يحملها ولكنه ابتعد ما إن وجدها تقول بغضب وهي تحمي نفسها منه
- إياك تلمسني بإيدك الوسـ.ـخة دي
نظر لها بعتاب ولكن سرعان ما التفت على صوت حودة وهو يقول عند المدخل: أنت هنا ياللداغ.

كان صوت هذا الرجل كفيل ليجعل غالية تنسى خلافها معه و تختبئ بسرعة خلف زوجها الذي استغرب فعلتها حقا أوليس هي من كانت ترفض لمسة يده لها، ها هي الآن تقف وراء ظهره تتمسك بقميصه بيدها الصغيرة
يحيى بصوت عالي ليسمعه الآخر
- عايز إيه قول!
فهم الآخر على الفور بأن رئيسه لايريده أن يدخل ليقول بعملية- ده مش أنا اللي عايزك ده الحاج سلطان
- قوله عندي شغلة مهمة أخلصها وآجي وأنت سد مكاني.

- اعتبره حصل، قالها حودة واقترب من المدخل وأغلق عليهم الباب الداخلي للعمارة لكي لايراهم أحد وبهذه الحركة فهم يحيى بأن الآخر قد رأى الموقف من بعيد وأتى له لينبهه
عند هذه النقطة قال يحيى بصوت عالي ممتن
- من يومك حويط ياحودة
- تربيتك ياللداغ، سلام. ما إن قالها وذهب حتى التفت يحيى نحو غلا الروح برأسه ليجدها تبتعد عنه بخجل من فعلتها ولكنها تقسم بإن تمسكها به كان حركة عفوية
ليس أكثر.

أخذت تضم ثيابها الممزقة عليها لتجبر نفسي على المشي ولكن مع كل دعسة تشعر بنار تحرق كاحلها وتأوها الخافت يخرج من بين أسنانها المصطكة بألم
بشكل لا إرادي.

ولكن سرعان ما شهقت عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تطير بالهواء لتكون بأقل من ثانية بين ذراعي زوجها الذي احتضنها بحماية وأخذ يصعد بها الى الطابق الثاني لتبعد نظرها عنه بإحراج من قربه هذا ليلفت نظرها أن الهدوء يعم المكان بشكل دائم وهذا مالم تلاحظه سابقا، على مايبدو بإنه لايوجد سكان غيرهم هنا.

اما عند يحيى كان تفكيره محصور عليها فقط، كم هي صغيرة الحجم بمقارنتها به وكم هي ناعمة وطرية ورقيقة و بااااردة، جسدها بـ.ـارد كالثلج، أغمض عينيه بضيق عنـ.ـد.ما تذكر ما حدث
دخل شقته واغلق الباب خلفه بقدmه لينزلها بعدها داخل الحمام ثم خرج لدقائق وعاد معه ثياب نظيفة لها وهو يقول: استحمي وغيري هدومك وأنا هستناكي برا لو احتاجتي حاجة ناديني.

خرج وتركها لوحدها وهو يكاد أن ينفجر من كل هذا، أخذ يعيد منظرها كيف كان ليغمض عينيه بغـ.ـيظ من نفسه مستحيل هل هو فعل كل هذا، هو شيطان وهي بريئة وصغيرة كيف استطاع ان ينتهكها بهذا الشكل البشع.

لا ينسى صدmته عنـ.ـد.ما استيقظ صباحا و وجد تلك القطرات من الدmاء التي تتوسط السرير وما أكد له شكه هذا هو هروبها وثيابها الممزقه من الأمام ورفضها القاطع للمسها وكيف كانت تعرج بقدmها من ألمها كل هذا لا يحتاج لتفسير آخر أو حتى دليل فكل العوامل موجودة، يعلم الله وحده كم كان وحشا معها، وعند هذه النقطة زاد تأنيب ضميره له...

ذهب وجلس على الاريكة ينتظر خروجها وما ان مرت نصف ساعة تقريبا حتى رفع رأسه نحو الحمام عنـ.ـد.ما سمع صوت فتح الباب ليجدها تخرج وهي تعرج حاول ان يساعدها ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود وذهبت
وجلست بثبات وقوة على أريكة منفردة لشخص واحد
اخذ يتمعن بها وهو يفكر مستحيل أن يرى أنثى لديها عزة نفس مثل عزتها بل هذه الصفة لاتليق سوا بها.

الكبرياء والثقة والجمال صنع حصريا لها، وبرغم حالتها كانت مغرية بشكل مفرط للأعصاب. كان يجب ان يكتب على جبينها هنا منبع الأنوثة
اما غالية كانت تنظر لأي شئ إلا هو ولكن ما نرفزها حقا هو عنـ.ـد.ما جلس أمامها وتمعنه بها ثم قال بعدها بمنتهى الوقاحة وكأنه لم يكن السبب بما هي فيه الآن
- عاملة ايه دلوقتي، محتاجة أوديكي المستشفى لو في نـ.ـز.يف لحد دلوقتي.

نظرت له وهي تقطب جبينها بعدm فهم، لما عليها ان تذهب الى المستشفى، نظرت الى الأرض بانزعاج منه لا تريد رؤية وجهه برغم جماله هذا و وسامته إلا أنها أصبحت حقا تقرف منه.

وبسبب ظهور علامـ.ـا.ت الأشمئزاز على وجهها وجدته يقول ببجاحة: لو فيكي حاجة صرحيني مـ.ـا.تتكسفيش، وبعدين أنتي قرفانة كده ليه، ده شيء طبيعي يحصل بين أي زوجين، حلال ربنا، وكان لازم ده يحصل من أول يوم لينا مع بعض، بس بسبب رفضك أنا كنت صابر عليك كل المدة اللي فاتت دي احتراما لرغبتك...

انتفضت واقفة من مكانها ما إن فهمت مقصده وهي تقول بانفعال: أنت متعرفش حلال ربنا إلا في دي و أنك ترجعلي سـ.ـكـ.ـر.ان انصاص الليالي ده عادي مش كده، اسمعني يا اسمك إيه أنت، أنا مش هستنى هنا يوم كمان، رجعني لأهلي وسيبني بحالي بقى. يا أما والله العظيم هرجع أنا بنفسي واللي يحصل يحصل أنا زهقت منك ومن عيشتك دي...

صمتت وكادت ان تقع ما إن وجدته يقترب منها وبخفة يد وجدته يحاوط خصرها ليمنعها من السقوط وهو يقول بهدوء ونظراته لها كانت مليئة بالاهتمام
- غلا أنت لسه صغيرة وأنا مقدر ردة فعلك دي ع اللي حصل امبـ.ـارح، بس مـ.ـا.تنسيش اني جوزك و ده حقي
صرخت به بغـ.ـيظ من برودة رد فعله هذا بعدmا قررت مع نفسها بعدm توضيح سوء الفهم هذا كأقل عقـ.ـا.ب له وانها ستستخدmها نقطة قوة لها.

- جت كـ.ـسر حقك يا أخي افهم أنا مش هقدر استحمل أكتر من كده، والله لو حاولت تقرب مني مجرد محاولة بس هقــ,تــلك وأقــ,تــل نفسي كفاية الذل اللي شفته امبـ.ـارح وأنا معاك ماعنديش أدنى استعداد إني أعيد التجربة دي معاك
- والله ماكنتش بوعي، قالها وهو يعود الى الخلف خطوة وعينيه الجميلة مليئة بالاعتذار ثم أكمل بأقتراح
إيه رأيك تاخدي الأوضة وأديكي مفتاحها تقفلي على نفسك وبكده هتطمني أكتر إني مش هقرب منك
يرضيكي الحل ده
- لاء.

- طب قولي اللي يرضيكي
- رجعني لأهلي
نظر لها بضيق من عنادها الذي لا ينتهي ليقول بعدها بترفع وغرور لا ينتهي: انسي ياحلوة أنتي بقيتي بتاعتي خلاص، و رجعة لأهلك مافيش، اطلبي اللي أنتي عايزاه وأنا هعملهولك غير ده
أخذت تفكر بهذا العرض المغري لتقول بعدها بتساؤل طفولي وبشفاه مزمومة
- هتعملي كل اللي أطلبه
ابتسم على ردة فعلها هذه وقال بتأكيد
- أكيد يا غلاتي.

لتقول غالية بتلقائية: طب أنا عايزة إنك تسيب شغلك هنا اللي أنا معرفش ايه هو أصلا بس أكيد حاجة غلط زي كل حاجة حوليا، وتبطل شرب وتصلي وتاخد لينا شقة بمكان تاني وبس
صعق من طلباتها هذه وحل الغضب بحدقتيه ولكن برغم غضبه الظاهر إلا أنها وجدته يقول بتحذير هادئ
- شغلي خط أحمر اوعي تقربي منه أو تدخلي فيه، والصلاة والشرب ده شيء مايخصكيش.

غالية باندفاع غاضب: مايخصنيش ازاي أنا عايزة أطلعك من الوحل والقرف اللي أنت عايش فيه ده والا عاجبك الوساخة اللي أنت فيها دي وبقت بتمشي بدmك.

مسكها من فكها وضغط عليه بقوة وأخذ يقول من بين أسنانه: لسانك ده هيوديكي في داهية، أنا قولت اطلبي حاجة ليكي. توقعتك عايز تكلمي أمك أو أحسن معاملتي معاكي، بس اكتشفت اللي زيك مش لازم نديها أكتر من حجمها، شكلك نسيتي نفسك إنك هنا مش أكتر من خدامة. حاولت أراضيكي لأني أخدت حاجة منك غـ.ـصـ.ـب عنك مع إنك كان لازم تديني حقوقي برضاكي.

غالية بمحاولة: افهم أنا عايزة مصلحتك يمكن تكون غلطت كتير باب التوبة مفتوح تعالى نشيل من هنا و
قاطعها وهو يعتصر وجهها أكثر بأنامله بغضب مـ.ـجـ.ـنو.ن
- مش بقولك لسان ده هيوديكي بداهية، عايشالي بدور رابعة العدوية ونسيتي أنا جبتك هنا ازاي، فوقي ياهانم، ده أنا اشتريتك بشوية فلوس بالنسبالي مش أكتر من ملاليم ده حتى سعر جزمتي أغلى منك.

أهلك اللي فلقتي دmاغي فيهم باعوكي من غير حتى مايكلفو نفسهم ويسئله عليا أو حتى لقيت حد سأل عليكي بعد ما خدتك، وكأنهم ماصدقوا خلصوا منك
طعنها للوريد للمرة الألف بكلامه السام هذا ولكن مستحيل أن تنكـ.ـسر أمامه، رفعت رأسها بشموخ وقالت بصوت مهزوز بعض الشئ فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت قهرا
- ده كان مهري، خالي مخدش منك غير مهري، أنا غير قابلة للبيع زي ماحضرتك مفكر لأني ببساطة مابتقدرش بثمن.

ابتسم من طرف شفتيه بسخرية وأخذ يتحسس بشرتها وهو يقول: بعشق ثقتك بنفسك غلا بعشقها، بس سيبك من كل ده وقوليلي ايه رأيك نعيد اللي حصل مابينا امبـ.ـارح، بصراحة أنا عايز أجرب طعمك وأنا في وعيي
- هأقــ,تــلك وأقــ,تــل نفسي لو قربت مني، ما إن قالتها برفض قاطع حتى ضحك باستمتاع وأخذ يلعب بأعصابها
شـ.ـدد من احتضانها وقال
- ليه ياعروسة ده النهاردة صبحيتك حتى
- روح لحبايبك أنا مش عايزاك
- وأنا مش عايزهم هما أنا عايز غلا.

زادت نرفزتها ما إن نطق اسمها خطأ مثل كل مرة
- والله الحرق أهون عليا من إن واحد زيك يلمسني
- ليه بتقولي كده، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ولكن قبل أن تصل شفتيه لجلدها وجدها تبعده عنها بيدها وهي تقول بضيق
- لأني بقرف منك بحس إني عايزة أرجع
من فكرة إنك تلمسني.

ما إن سمع كلمـ.ـا.تها هذه حتى ابتعد عنها حقا وأخذ يتنفس من أنفه بضيق وقهر، توقعت أن يضـ.ـر.بها كرد فعل ولكنها وجدته يسحبها بقوة كبيرة نحو الغرفة ظنت بإنه سيعتدي عليها ولكنها تفاجئت ما إن غير مساره نحو الحمام في آخر لحظة حتى دفعها في داخله بعنف ثم أغلق عليها الباب وأطفأ النور عليها...

لتسمعه يقول بعدها بهدوء قـ.ـا.تل قبل أن يتركها ويخرج من الشقة بأكملها: ده جزاتك على طولة لسانك إنك تتحبسي انفرادي طول اليوم من غير لا أكل ولا شرب
أخذت تضـ.ـر.ب الباب بيدها بكل قوتها ولكن لم يكن هناك من ينجدها أو حتى يواسيها غير دmـ.ـو.عها التي تظهر ما إن يختفي جلادها
(منك لله يا يحيى يا ابن أم يحيى أشوف فيك يوم ع المرمطة اللي معيش بـ.ـنتنا فيها دي ).

نزلت من التاكسي ونظرت بانبهار الى هذا البناء العظيم العملاق الراقي، ابتسمت بحب وهي تنظر الى بوكيه الورد الذي بين يديها ثم أخذت تقترب من المدخل بحماس كبير وهي تفكر ياترى ماهي ردة فعل والدها لمفاجئتها هذه بالتأكيد سيفرح.

ولكن تلاشت أحلامها وتبخرت تخيلاتها ما إن أوقفها الأمن عند الباب وهو يمنعها من الدخول واستكمال طريقها وأخذ يسئلها من تريد وهل هي لديها موعد سابق هنا ولكن قبل ان ترد عليه سمعت من يقول بأمر من خلفها
- سبوها تدخل، الآنسة تبعي
التفتت باستغراب وهي تهمس
- أستاذ ياسين؟
- أستاذة سيلين، قالها بمشاكسة وهو يقلد نبرة صوتها الخافته ليضحك بعدها ما إن غضبت ملامحها على فعلته هذه.

نظرت له بتقييم مليئ بضجر داخلي فهي لا ترتاح له على الإطـ.ـلا.ق، لتدخل الى الشركة بخطوات واثقة عنـ.ـد.ما فتح الباب لهم من قبل الأمن بأحترام لتسمعه يقول باستفسار وهو يمشي الى جوارها
- إيه سر الزيارة السعيدة دي
رفعت سيلين الورد أمامها وقالت: جيت أبـ.ـارك ل بابا ع افتتاح الشركة والا هيكون في اعتراض يا شريك
وقف ياسين أمامها وقال بمراوغة: طبعا في اعتراض لأنك جايبة بوكيه واحد بس ل باباكي طب وأنا.

رفعت سيلين حاجبها وهي تقول بصراحة مطلقة: وأجيبلك ليه هو أنا أعرفك منين عشان اهاديك بورد
ياسين بإحراج: احمممم ماكنا ماشيين كويس لازم تصدريلي وش الخشب زي أختك
سيلين بحده طفيفة: مالها أختي
ابتسم باتساع ما إن تذكر ملامح فتاته الجميلة الصارمة وقال: مافيش حاجة بس هي عاملة فيها غفير من يوم ما اشتغلت معانا
سيلين باستفسار جاد: شغلها مضبوط يعني؟!
ياسين بأطراء- جدا، القسم اللي مسؤولة عنه ماشي.

زي الساعة مافيهوش غلطة
- وهو ده المطلوب منها يا أستاذ، شغلها، أما وشها مالكش فيه يبقى خشب حديد كل واحد يخليه في حاله ويحترم الحدود الموجودة وبلاش يتعداها من غير استئذان، ميرال بتحب كده، ياريت تكون الرسالة وصلت، عن إذنك، قالتها بفظاظة وهي تتخطاه وكأنه سراب، لتذهب بعدها الى الاستعلامـ.ـا.ت لتسأل عن مكتب والدها.

فتح ياسين فمه باستغراب من فعلتها هذه فهو كان معها وكانت تستطيع أن تسأله هو أو حتى تطلب منه ان يرافقها تنهد بعمق ليقول بعدها بذهول
- دي ميرال طلعت أرحم منها بكتير، ربنا يعينك يا شاهين عليها وعلى لسانها اللي عامل زي المبرد ده
طالع واكل، نازل واكل، مش عاتق حد.

في الطابق الأخير وبالتحديد بمكتب سعد الجندي كان يدقق الملف الذي أمامه وما إن انتهى حتى رفع رأسه وسأل ذلك الذي ينظر له بترقب خطير وكأنه ينتظر الوقت المناسب لينقض عليه
سعد باستفهام: اللي فهمته إن القرض ده من غير فوائد صح
- طبعا، أنا موضح النقطة دي بالملف اللي عندك
- طب كويس.
- هااا نمضي عقود القرض ولا حابب تراجعهم تاني.

- لا خلاص نمضي طالما حضرتك ضامنهم، قالها سعد بابتسامة بسيطة ثم أخذ يخط اسمه على الأوراق واحدة تلوى الأخرى وما إن انتهى حتى قدm الملف ل المحامي الخاص بالشركة شاهين اللداغ الذي أخذه منه وهو يقول
- وبكده تقدر تعتبر المبلغ اتحول لحساب الشركة وتقدر تباشر المشروع بالوقت اللي اااااااء.

صمت وضاعت الحروف منه وتبعثرت ما إن وجدها تدخل المكتب عليهم بطريقة جعلت أنفاسه تحبس داخل صدره، كانت عينيه تراقبها وتراقب تفاصيلها، ضحكتها البشوشة والعفوية التي لا يراها إلا مع والدها
- بابي حبيبي ألف مبروك ع الشغل، قالتها بسعادة كبيرة لا توصف وهي تذهب نحو والدها الذي نهض فورا ما إن دخلت ليستقبلها بذراعيه ويقبل صدغها وهو يقول- الله يبـ.ـارك فيكي ياقلب أبوكي أنتي
قدmت له البوكيه وهي تقول: الورد للورد.

ليقول سعد بحب أبوي: والله مافي ورد هنا غيرك، تعالي أقعدي وسلمي ع المتر
نظرت له من طرف عينيها وقالت بانزعاج واضح للآخر: اهلا، ثم نظرت الى والدها وأكملت دون ان تنتظر رده عليها، و بالمناسبة الحلوة دي أنا عزماك ع الغدا ياسي بابي وممنوع الاعتراض أو الرفض...
رفع حاجبيه معا وقال
- يعني مافيش قدامي غير الموافقة
- والله ده اللي عندي، ما إن قالتها بقوة حتى استسلم لها والدها وهو يضحك.

- خلاص ياستي موافق بالتلاتة بلاش تبصيلي كده، هدخل أغسل ايديا بس. ونطلع سوا على أحلى مطعم فيكي يامصر...
- وميرال هتيجي معانا صح
- لاء، ميرال عندها شغل كفاية أنا هسيب كل شغلي وهطلع معاكي عشان متزعليش
سيلين بإحباط: أيوة بس أنا كنت عايزة نطلع كلنا سوا ونعدي على ماما كمان
- هنعمل كده يوم الجمعة بس دلوقتي هنخرج أنا وأنتي وبس اتفقنا.

- اتفقنا، قالتها وهي تكرمش أنفها عنـ.ـد.ما قرصها والدها من وجنتها وما إن ذهب نحو المرحاض واختفى بداخله حتى التفتت نحو المكتب لتجفل عنـ.ـد.ما وجدت أمامها صدر عريض معضل تكاد أن تضيع بداخله لينطق لسانها بشكل عفوي وهي تعود خطوة إلى الوراء
- إيه ده
- أنتي اللي إيه ده، ما إن قالها وهو يقترب منها حتى قالت بتـ.ـو.تر
- مش فاهمة
شاهين بصرامة وجبين مقطب كالعادة
- أنتي بتعملي إيه هنا
نبرته الغاضبة معها جعلتها ترد بعفوية.

- زي ما أنت شفت جيت أبـ.ـارك ل بابايا
شاهين بحدة وغيرة لم يدركها بعد
- بشكلك ده، أنتي تجننتي
انصدmت سيلين من حدته معها لتنظر إلى مـ.ـا.ترتديه وهي تقول بانفعال- ماله شكلي؟ ماهو محترم أهو، وبعدين تعالى هنا انت مالك فيا ومين اللي سمحلك تدخل في خصوصياتي و
صمتت وفتحت عينيها على وسعهما ما إن وجدته يسحب منديل ورقي بغضب اسود من على سطح المكتب ليمسك به ثغرها وأخذ يمسح أحمر شفاهها بقوة عنـ.ـد.ما ثبت رأسها بيده الأخرى...

ولكن هو حقا لايعرف كيف ومتى أنامله أخذت مكان المنديل ليبدأ بتحسس نعومتها القـ.ـا.تلة لرجولته وهو يقول بصوت هامس وكأنه لايريد أن يكـ.ـسر سحر هذه اللحظة عليهما
- بلاش تحطي عليهم حاجة هما مش ناقصين فتنة، بس بجد همـ.ـو.ت وأعرف اللي فوق ليه منفوخة أكتر من اللي تحت بطريقة مستفزة.
كلامه هذا جعلها تستفيق من سباتها لتعض ابهامه الذي كان مايزال يتلمس شفتيها بكل قوتها. وغل من تجاوزاته معها.

سحب يده منها وابتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بصمت ولكن سرعان ما ارتفع أنينه عنـ.ـد.ما ضغطت على قدmه بكعبها العالي بكل جبروت
كاد أن يمسكها ويلقنها درس بطريقته الخاصة إلا أنه توقف عن ماكان ينوي. عنـ.ـد.ما وجد سعد يخرج من المرحاض واقترب منها ليرتدي سترته وهو يقول بتساؤل وهو يتنقل بنظره بينهما
- في حاجة
ضـ.ـر.بت شعرها للخلف بغرور وهي تقول
- لا ابدا يابابي...

- طب يلا ياحبيبتي، قالها ثم استأذن من الآخر وهو يحتضن ابـ.ـنته تحت ذراعه ليذهب بها نحو الخارج تاركا خلفه شخص يموج ويروج بأفكاره السوداء
اخذ شاهين يتفرس بالنظر ل حقيبته وهو يرفعها امامه فهي تحتوي على أوراق القرض لتخيم على ملامحه علامـ.ـا.ت الأجرام وهو يقول بهسيس خافت خاص بالأفاعي.

- الورق ده مع اللي معايا هيخلصني من سعد للأبد بس ده بعد مايقرب مني بـ.ـنته وتبقى بين ايديا، آسف سيلينا عقلي رفض اني ادخلك بلعبتنا. بس مع الأسف بعيدا عن كل ده أنتي عجباني وأنا الحاجة اللي تعجبني باخدها ليا بمزاجها أو غـ.ـصـ.ـب عنها. مش هتفرق كتير معايا لأن النتيجة بالنسبالي وحدة.

( إنت بالذات أنا بخاف منك ومن تفكيرك لأن باختصار هدوءك وصمتك ده جبروت بحد ذاته، ياترى ناوي على إيه يا ابن اللداغ بعد ماحطيت سيلينا بدmاغك )
علي الجهة الأخرى من الشركة في مكتب ميرال الجندي
- يعني مش هتخرجي معايا، قالها ياسين بتساؤل ليأتية الرد على الفور وهي تنظر الى شاشة الحاسوب
- لاء مش هخرج
نظر لها ياسين بصبر وقال
- ده آخر كلام
تنهدت ونزعت نظاراتها الطبية ونظرت له وقالت بجدية: أيوة.

ضـ.ـر.ب ياسين سطح المكتب بكف يده بضجر
- وبعدين بقا معاكي، ارسيلك على برا أنا تعبت
- ياسين، ما إن قالتها بعتاب حتى وجدته يقولها بحب
- ياقلب ياسين من جوا.

- ياريت تفهمني وتقدر صراحتي معاك، حضرتك إنسان ممتاز، بس أنا مش بتاعت علاقات والكلام ده واليوم اللي فسحتني فيه ده بجد جا معانا كده من غير تخطيط أو تفكير وصدقني، تقدر تقول لحظة طيش وتصرف غلط، ده أنا كل ما افتكر اليوم ده بحس بالذنب باتجاه عيلتي، وخصوصا بابا لأني عارفة رأيه بالحاجات دي
ياسين باستنكار وعدm اقتناع بما سمع منها
- الحاجات دي؟ هو احنا عملنا إيه لكل ده...

لتقول ميرال بعملية مصطنعة وحـ.ـز.ن داخلي فهي تشعر حقا بالذنب اتجاه اهلها وتشعر بإنها قد بدأت تخون ثقتهم بها
- ماعملناش حاجة وياريت الموضوع ده يتسد لحد هنا
- بس انا بحبك، قالها بجدية تامة ليأتيه الرد بالرفض فورا: وأنا مش بحبك.

صرخ بها ياسين بانفعال مما جعل تلك التي أمامه تنتفض من ردة فعله العنيفة هذه الغير متوقعة وهو يقول: كداااابة، أيوه كـ.ـد.ابة مـ.ـا.تبصليش كده، أنتي بتحبيني زيي ويمكن أكتر كمان بس شكلك عاجبك إني أفضل أدور وراكي في كل حتة. مش كده بس أحب أقولك غرورك خدعك لو خيلك إني ممكن أبقى معاكي أكتر من كده وأنتي بتصديني بالشكل ده
قولتي إنك مش بتحبيني صح.؟ خلاص تمام.

زي ما أنتي عايزة. أنا كمان مش هحبك أكتر من كده. وعايزاني أسيبك في حالك،؟ حاضر هسيبك، ومن اللحظة دي أنتي بـ.ـنت شريكي ورئيسة قسم المحاسبات وبس...
نهض من أمامها وأخذ يغلق زر سترته وهو يقول...
وأنا بأعتذر لو أزعجتك وأخذت من وقتك يا، أستاذة...
عن إذنك، قال الأخيرة وتركها وخرج بثبات وقوة وهيبة طاغية تحيط به.

أما ميرال جلست على كرسيها بتعب ما إن اختفى من أمامها والمكتب بأكمله حتى مسكت صدرها بيدها بقهر حقيقي لما حدث معها، لتبتلع رمقها بصعوبة ما إن بدأت علامـ.ـا.ت الألم والحـ.ـز.ن بالظهور عليها وعلى معالمها بالتدريج فهي تشعر الآن بإن هناك قبضة فولاذية تعصر قلبها دون رحمة وكأن الذي خرج الآن نزع روحها منها.
في القطاع كان يجلس بين جميع أعضاء الوكر من صغيرها حتى كبيرها بهيبة جبـ.ـارة أهابه الذي يقف أمامه بها دون أي مجهود يذكر، نظراته كانت لوحدها كفيلة أن تدب الرعـ.ـب بمن حوله فهي حادة كالسيف وقاسية كالفولاذ، صمته خطير يخفي خلفه
كارثة لا محالة، كل هذه العوامل جعلت من هجان يبتلع لعابه بصعوبة ليسأله بثقة مصطنعة لا يملك ربعها حتى
- هااا ياهجين قولت ايه.

مط شاهين شفتيه بعدm رضا وهو يميل برأسه يمينا ثم قال باستنكار لطلب الآخر
- يعني أنت جايلي هنا عايز تاخد مني بضاعة
هجان بثبات يحسد عليه: ايوة، وهديك الضعف تنين ولو عايز الطاق تلاتة ماعندش مانع المهم إني أسلم البضاعة للناس بالوقت المحدد وإلا هيتخرب بيتي
أخذ شاهين يسند نفسه بأريحية أكثر على ظهر الكرسي ما إن سمع رده ليقول بعدmا وضع ساقه على الأخرى ببرود أعصاب.

- لا مـ.ـا.تخافش من الناحية دي هو بيتك كده ولا كده هيتخرب بس المشكلة مش هنا، أنا دلوقتي مش ببيع لحد، بطلت الشغلانة دي. توبة الى الله، انا عايز بضاعتي تفضل منوراني بالمخازن ماليا عليا المكان مش عايز أصرفها، وبعدين تعالى هنا أنت مش رحت للتجار وقلت اشتروا مني بأقل سعر روح بيعلهم يالا مستني ايه ولااااا،!

قطع كلامه وهو ينهض بجسده الضخم ليقترب منه ويضع يده على كتفه بقوة جبـ.ـارة ثم أخذ ينظر له بابتسامة خبيثة وأخذ يكمل بمكر لا يقل عن أخيه ياسين...
والا يكونش بضاعتك كلها بقدرة قادر ياسبحان الله تتصادر ع الحدود وخسرت دm قلبك فيها وكنت هتروح فيها لولا ستر ربنا اللي خلاك تشغل عقلك في آخر لحظة وتشيل الليلة لواحد من رجـ.ـالتك.

نظر له هجان كالكتكوت المبلول لأنه كان مكشوفا للآخر منذ البداية وعند هذه النقطة أخذ يبتلع ريقه بصعوبة ثم قال بتـ.ـو.تر واضح: غلطة ومش هتتكرر تاني يابوس منك السماح.

عض شاهين شفته السفلية بقوة وهو يسحبه من خلف عنقه نحوه بحركة مباغتة ليقول بعدها بهدوء ينذر بالشر: هو أنت مفكر إن احنا بالمدرسة لا سمح الله عشان أقولك حصل خير يا حبيبي ومـ.ـا.تعملش كده تاني، تؤ تؤ تؤ، ده أنت شيطانك ضحك عليك ورمى طوبتك ليا لما و سوسلك وخلاك تقف قصادي وتتحداني...

سحبه من طرف ثيابه باهانه وكانه صبي لديه وهو يكمل بنفعال سوقي لا يظهر الا نادرا، ولااااا عارف ده معنى إيه، يعني حضرتك جتلي برجليك، اديتني بدل السبب ألف إني أأذيك وأنا اللي يجيلي برجليه مايطلعش وهو ماشي عليها أبدا ده حتى هتبقى عيبه في حقي ولا ايه يادكر، لااااا دكر ايه بس ده انت طلعت اخرك دكر بط بالكتير
نطق هجان بتلعثم وهو ينظر هنا وهناك بنظرات زائغة: ساعة شيطان.

رفع شاهين حاجبه وقال وهو يربت على وجنته بإهانة واستصغار: ابقا خليه ينفعك
نظر له هجان بخـ.ـو.ف حقيقي: اللي هو إيه
- شيطانك، قالها ثم ابتعد عنه ليستدير هجان باستمـ.ـا.ته نحو سلطان الذي كان يجلس بعيدا وهو يراقب مايحدث باستمتاع ليقول الآخر باستنجاد: مـ.ـا.تقوله يعفي عني ياحاج، و اوعدك اني هبقى تحت امركم دايما.

أشار سلطان لنفسه بذهول وقال: أنا، أنا اقوله يعفي عنك ده أنا الود ودي أعلقك من رجليك زي دبيحة العيد وأقطع من لحمك و أوزعها ع كلاب السكك
التفت هجان بخـ.ـو.ف نحو ياسين الذي كان يقف خلف شاهين بمسافة يتابع مايحدث بصمت وتركيز شـ.ـديد ليقول له بترجي: ياسين كلمه وقوله يعفي عني...
هو بيسمع منك.

رفع ياسين كتفيه وقال بنفي: غلطان انا مش بيدي حاجة، الهجين مابيسمعش من حد غير دmاغه، وبعدين اللي يغلط يتحمل اللي يحصله وأنت غلطت كتير يا هجان، بعد ما كنت صبي عندنا رحت وغدرت فينا وحطيت ايدك مع اللي علينا وعملت شغل لوحدك ولا كأن لينا فضل عليك.

وكل ده و احنا ساكتين وقولنا معلش فار وهرب من المصيدة نسيبه يعيش يومين من نفسه بس كنا عارفين إنك هترجع، وأهو رجعت، أوعى تكون فاكر إن سكوتنا عن عمايلك دي كلها خـ.ـو.ف أو إننا هنعجز عن الوصول ليك، لاااا ده احنا ولاد اللداغ
اللي يلعب معانا يبقا باع عمره بالرخيص واشترى كفنه بالغالي.

انتفض جسد هجان برعـ.ـب وأخذ ينظر بقلق للوجوه التي حوله وهو يقول: كل ده ليه، عشان قولت لتجار من سكان الواحات إنهم يشتروا مني بضاعتي بسعر أقل من اللي موجود بالسوق أنا مستعد إني أروحلهم واسحب كلامي و
قطع كلامه وشحب وجهه أكثر حتى أصبح كالأموات ما إن رأى يحيى يدخل عليهم القطاع وهو يمسك أحد الرجـ.ـال الملثمين وخلفه حودة يمسك برجل آخر.

ليرميهم يحيى بعنف على الأرض هو والآخر وسط هذا التجمع وهو يقول بغضب بركاني بعدmا أشار ل شاهين إن كل شئ على ما يرام وتحت السيطرة
- حلو الذكاء مافيش كلام، بس المشكله تبقى لما تكون غـ.ـبـ.ـي وبتتذاكى علينا، لازم تعرف قدرات اللي قصادك قبل أي خطوة تعملها ضده...
اقترب شاهين من الرجلين الذين يفترشون الأرض وأخذ يحركهم بقدmه بسخرية وهو يقول بصوت لا حياة فيه: بقى كنت عايز تعلم علينا في ملعبنا.

- دول مش تبعي! ما إن قالها هجان بنفي كاذب حتى وقف ياسين خلفه وسحبه بعنف من كتفه ليجعله يلتفت له وهو يقول بحدة ونظرات سامة
- أوعى يالااااا تكون مفكر إننا نايمين على ودانا و مش فاهمين إيه اللي بيحصل حوالينا، وإن دخلتك دي علينا هتاكل معانا.

سحبه يحيى هو الآخر نحوه من طرف ياقة قميصه وأكمل بشر عن الآخر: وقال إيه، جاي هنا يمثل المسكنة ويقدm الطاعة العمياء وطالب العفو مننا، ومفكر أنه بعقله الصغير ده هيقدر يضحك علينا
- مسكين كان راجـ.ـل طيب، قالها ياسين بشمـ.ـا.تة وهو يؤشر ل يحيى برأسه نحو شاهين الذي كان ينزع القميص عنه بهدوء ممـ.ـيـ.ـت ليبقى بالبنطال الجينز فقط، فعلته هذه لها معنى وهي بإن الهجين قد تخلى عن سجيته البـ.ـاردة.

أما هجان ارتعب من مايرى ليقول بتوسل
- شاهين سامحني، واللي هتقول عليه هعمله بالحرف من غير مناقشة حتى لو عايزني أرجع صبي عندكم، وطوع أمركم انا موافق
رمى شاهين قميصه بإهمال وكأنه لم يسمع اعتذرات الآخر ثم سحب جنزير (سلسلة) فضي غليظ يصل طوله الى مئة سم وأخذ يلفه حول معصمه الأيسر وهو يقترب منه و يقول بتوعد.

- بقا جاي هنا تشغلنا بكلامك التافه زيك وكلابك برا باعتهم عايزين يحرقوا الوكر باللي فيه، هو ده انتقامك مني لأني خليتهم يصادرو بضاعتك طب كنت تعالى واجهني راجـ.ـل لراجـ.ـل ولا أنت مش راجـ.ـل
- كدب ماحصلش، ما إن قالها حتى عالجه الهجين بضـ.ـر.بة من الجنزير جعلت الآخر يقسم بإنه يشعر أن جسده انقسم الى نصفين وقبل ان يفهم ما جرى حتى أخذ الآخر يدور حوله عن بعد ويجلده بالحديد.

بكل غل وكأن الوحش المحبوس بداخله تم اطـ.ـلا.ق سراحه
ارتفع صوت تأوهات هجان بالمكان فهو وقع بين من لايعرف طريق الرحمة أين يكون وكلما أراد جسده أن يسقط أرضا حتى باغته شاهين بضـ.ـر.بة أخرى أسرع من ذي قبلها جعلته حتى يعجز عن السقوط، فهو مع كل جلده ينتفض ويتحرك هنا وهناك يريد الهروب ولكن هيهات فهو وقع في وكر الهجين الذي لايعرف للرحمة عنوان
اقترب يحيى من ياسين وهمس له بتساؤل.

- مش كفاية تأديب كده ولا البوس ناوي يعطيه تذكرة ذهاب بلا عودة...
قطب ياسين جبينه بجهل: معرفش هو ناوي على إيه، لو حابب تعرف الإجابة عن السؤال ده روح اسئله بنفسك
رد عليه يحيى وهو يفتح عينيه بذعر: لا ياعم أسأل مين أنا معنديش سؤال أصلا، هو أنا بايع عمري، وبعدين ربنا قال إيه
نظر ياسين من طرف عينيه وقال: إيه
- ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ).

- تصدق تأثرت! طلعت بتخر إيمان يالا، قالها وهو ينظر الى أخيه الروحي باستخفاف ثم التفتوا نحو شاهين بسرعة ما إن سمعوا حودة يقول بترقب
- ده الهجين ناوي على مـ.ـو.ت هجان مافيش كلام.

و جدو شاهين يقترب من الآخر بخفة ليلف حول عنقه ذلك الجنزير ثم أخذ يخـ.ـنـ.ـقه به وهو يكز على أسنانه ليعافر الآخر بحلاوة روح معـ.ـذ.بة تقاوم لبقائها على الحياة حتى ازرق وجهه وبرقت عينيه للخارج بشكل بشع وفي ثانية واحدة سحب الجنزير عن الآخر بقوة ليسقط جسده على الأرض وهو يشهق بعنف وأخذ يصدر صوت من حنجرته كاخوار البهايم وهو يمسك عنقه بألم فتاك يكاد ان يفقد وعيه بسبب عدm تحمله له.

اما شاهين كان ينهج بتعب من المجهود الكبير الذي بذله وعضلات جسده المشـ.ـدودة عروقه قد برزت وقطرات العرق تغزوها بغزارة ليقول بصوت كالرعد مليئ بالغضب والتحذير: اعتبر ده درس صغير مني ليك، درس من الهجين...
رمى الجنزير على الارض ثم سحب قميصة واخذ يرتدية بكل برود وهو يتوجة نحو الخارج تارك خلفه كارثة بشرية.

بعد ساعتين من الزمن من كل هذه الأحداث كانوا الثلاثة يجلسون في أرقى شقة بالوكر كله، شقة الحاج سلطان بالتحديد في الصالة
كانت زينة تجلس أمام شاهين وعينيها تأكله حرفيا
نهضت وذهب نحوه لتميل بجسدها عليه وهي تقول بصوت مغري لأي رجل إلا هو: سيد الرجـ.ـا.لة مش عايز يشرب أو ياكل حاجة أنا تحت أمره باللي هو عايزه.

تدخل يحيى بغـ.ـيظ من وقاحتها فهي تتصرف براحتها تماما غير آبهة لوجودهم معهم: مـ.ـا.تتهدي يا زينة. الله يخربيتك هتودينا في داهية لو الحاج دخل علينا وشاف المنظر ده ليلتنا مش هتعدي على خير
اعتدلت بوقفتها وقالت بزعل مدلل- الله هو أنا عملت إيه يعني الحق عليا يعني إني بأعرض عليه خدmـ.ـا.تي
ضحك ياسين بخفة ثم اخذ يقول وهو يغمز لها بسفـ.ـا.لة: ايووووه يعني خدmـ.ـا.ت من أي نوع بقى، أنا عايز أعرف ياريت تحددي.

نظرت زينة لذلك الذي جعلها تتلوع لقربه وهي تقول بدعوة صريحة و واضحة للعيان: الخدmة اللي هو عايزها هيلاقيني تحت أمره فيها هو يأشر بس
تأفئف شاهين باختناق منها وهو يقول
- روحي نادي ل سلطان واكفيني شرك
برطمت شفتيها بأحباط ثم أخذت تقول بضيق لتجاهله لها مثل كل مرة: سلطان مش هنا طلع مشوار.

نهض شاهين من مكانه مصعوق من ردها وهو يقول: طلع فين، ده بعتلي حد من الرجـ.ـا.لة وقالي أنه عايزني أروحله البيت لانه عايزني في حاجة مهمة
اقتربت منه لا بل ألصقت نفسها به كالغراء ورفعت يدها على صدره لتداعبه بأناملها وهي تقول بعتراف ممزوج بدلع: بصراحة كده انا اللي بعت الحد ده لما عرفت إن في خناقة حصلت في الوكر هنا...
وماصدقت إن الحاج طلع وقولت ابعتلك عشان.

كنت همـ.ـو.ت واطمن عليك، بس مكنتش اعرف انك هتيجي مع اخواتك، وتبوضلي الليلة
ما ان نطقت بكلمـ.ـا.تها هذه حتى وجدته يقبض على رسغها وأخذ يعصرها بعنف مؤذي والنظرات لو كانت تقــ,تــل لقــ,تــلها بنظراته الحاقدة فهو حقا يمقتها ويشمئز منها برغم أنها كتلة من الأنوثة وجمالها كارثي
نظر يحيى نحوهم بصدmة من ما سمع وقال
- نهارك أسود دي كانت عملالك كمين يابوس ولا
أنا فهمت غلط ولا إيه الحكاية ياجدعان حد يفهمني.

نظر لها ياسين باستحقار من فعلتها هذه وقال
- دي مـ.ـا.تتفهمش غلط دي هي الغلط بذات نفسه
، صحيح اللي قال انك عجوز النار، يالا يايحيى مستنينك برا يابوس، قالها الاخيرة لشاهين وهو يخرج مع أخيه الآخر
لتقول زينة بغنج ومياعة من خلفهم: ليه بس الغلط ده يا سي ياسين، ده أنا حبيت أطمن على كبير الحتة بتاعتنا فيها إيه دي، فين الغلط في ده كله
اااالله.

هزها شاهين وهو يكز على أسنانه بغضب من هذا الموقف وهو يقول: مافيش فايدة الوسـ.ـخ عمره ماينظف، هو أنا بكره صنفكم من شوية
ردت عليه ببجاحة وهي تحاول ان تسحب يدها منه ولكنها فشلت: وقال يعني أنت اللي نظيف أوي ده أنت كل حياتك شمال في شمال جت عليا عايز تمشي عدل، ده أنت ماعندكش حسنة وحدة توحد الله فيها.

- وساخة عن وساخة تفرق، قالها شاهين وهو يلفظها من يده وكأنها حشرة لا تساوي شيئا ثم خرج وأخذ ينزل الدرج بخطوات غاضبة وكأنه يود أن يخترق الأرض متجاهلا نداء اخوته من خلفه
أخذ ينزل يحيى مع ياسين وهو يقول بتنهيدة بعدmا اختفى الآخر من أمامهم: ليه حق شاهين يرفض ييجي هنا إلا واحنا معاه، لأن فعلا زي ما الحاج بيقول، سم الستات أقوى من سم التعبان.

تنهد ياسين ثم قال بشرود: تصدق صح ده طلع فعلا أقوى بعد اللي شفته دلوقتي تخيل معايا كده لو شاهين جالها لوحده وضعف معاها وطب عليهم سلطان وشافهم، هيحصل ايه
- كارثة أكيد، بس الحمدلله ربك ستر.
- سيبك منها و قولي بصحيح مال وشك، شكلك متخانق مع حد وهدومك كمان من عند الكم متقط شوية.

يحيى بتوضيح: لما شاهين كلفني بمراقبة الوكر أنا وحودة ومسكنا رجـ.ـا.لة هجان كان من بينهم رامي الزفت وتشابكت معه بس ابن ال خدني خوانة وضـ.ـر.بني بالبونية وهرب بس هيقع تحت يدي
ليقول ياسين بضحك: يعني تعلم عليك يابطل
التفت له يحيى بانفعال- قولتلك خدني غدر
ياسين بعدm اقتناع: غدر أو لاء النتيجة هي
أنه سابلك تذكار في وشك وعلم عليك وبهدل هدومك
دفعه يحيى عنه بغضب مضحك: تصدق إنك رخم وأنا غلطان إني واقف آخد وأدي معاك.

ياسين بضحك أكثر: تعالى رايح فين بس يا لي متعلم عليك
- أنت اللي جبته لنفسك، قالها وهو يعود له بسرعة ليعالجة بلكمة على فكه ثم تركه وذهب بعد مدة زمنية قصيرة ودخل شقته ليصعق بصدmة ما ان تذكر تلك المسكينة المحبوسة بالحمام ليتوجة نحوها بسرعة وأخذ يفتح لها الباب ياااالله كيف نساها كل هذا الوقت.

أما عند غالية كانت تجلس بقهر على الأرض الرطبة وثيابها أصبحت رائحتها عفنه والجوع يقطع معدتها وأمعائها حتى نظرها أصبح غير واضح من التعب والإرهاق هذا حالها طول اليوم.

رفعت رأسها ونهضت من مكانها ما إن سمعت صوت فتحة باب الحمام المحتجزة فيه، خرجت بسرعة وهي تشعر بإن دmائها تغلي غضبا لتجده يقف بالقرب منها ويعطيها ظهره لتذهب نحوه كالقذيفة وضـ.ـر.بته بقبضتها الصغيرة بمنتصف ظهره ليلتفت لها بصدmة من فعلتها ولكن سرعان ما ابتعد عنها عنـ.ـد.ما وجدها أخذت تكرر ضـ.ـر.بها له وهي تقول بانفعال وصوت عالي نسبيا.

- والله لو كنت ست، كنت شـ.ـديتك من شعرك اللي فرحان فيه ده و مسحت فيك بلاط الشقة وش وقفا، يااااامعفن. يااااانتن، بقا انا غالية اتحبس الحبسة السودة دي...

مسكها وقيدها معصميها ليمنعه من ضـ.ـر.به وأخذ ينظر لها كيف تنهج بنفعال وخصلات شعرها من الرطوبة كانت ملتصقة بوجنتيها وعنقها كانت حرفيا في حالة يرثى لها ولكنها مازالت جميلة في عينيه ومغرية أكثر من ذي قبل، حاول أن يسيطر على تعابير وجهه بإن لا يضحك وهو يتذكر كلامها وكيف هجمت عليه لا يعرف هل يضحك أم يغضب من فعلتها هذه، ولكنه قرر التعامل معها وكأن شيئا لم يكن، ليبدأ بتحريرها بهدوء والأبتعاد عنها لتلاحظ الكدmة الموجودة على وجهه وثيابه الغير مهنـ.ـد.مة على مايبدو بإنه قد خاض شجار مع أحد ما.

أخذت تعيد النظر له بشمـ.ـا.تة واضحة وهي تقول
- تسلم ايد اللي ضـ.ـر.بك، الله يبرد قلبه زي ما برد قلبي فيك، ايوه كده اتخانق مع راجـ.ـل زيك عشان يعرفك قيمتك مش تجي وتستقوى عليا بعضلاتك وانت مسحول برا
يحيى بلامبالاة- خلصتي شمـ.ـا.تك فيا، طب يلا روحي اعملي عشا.

لتقول غالية بشراسة وهي على وشك خـ.ـنـ.ـقه أو تشرب من دmه أيهما أقرب: اللهي تطفح سم الهاري وأشوفك تفلفص قدامي كده قادر يا كريم، قال اعملي عشا قال. أوعى من وشي أحسلك ياجدع أنت. ده أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي الساعادي، أوعى كده لا جيب كرشك بيدي
قالت الأخيرة وهي تدفعه من أمامها لتذهب الى الغرفة لتأخذ ثياب نظيفة لها فهي تشعر بإن رائحتها
أصبحت لا تطاق، يوم كامل بحمام مظلم رطب لا منفذ به سوا نافذة صغيرة جدا.

نظر يحيى للوضع و وجد بأنه أفضل حل هو أن يذهب ويجهز عشائه بنفسه لأن بحالة غلا هذه الآن لو أجبرها على التحضير لا يستبعد بأنها ستسمه لا محالة لتتخلص منه
ضحك مع نفسه بخفة فعصبيتها وشراستها أعجبته جدا، أخذ يدندن وهو يدخل المطبخ وما إن انتهى من التحضير حتى خرج ليجدها تمشط شعرها أمام المرآة.

ذهب لها وسحبها من معصمها رغما عنها معه ليتوجة بها نحو المطبخ وما إن جلس على الكرسي الخاص بالطاولة حتى جعلها تجلس على قدmيه لتشهق بتفاجؤ من فعلته هذه ولكن قبل ان تفتح فمها وتصرخ به حتى وجدته يضع ملعقة مليئة بالطعام بفمها وهو يقول
- من غير اعتراض كلي.

- هاكل لوحدي سبني، ما إن قالتها بضيق حتى ابتسم لها بجاذبية ساحرة وهو يحرر خصرها لتنهض من أحضانه لتجلس على كرسي آخر وبدأت تأكل دون ان تعيره اي اهتمام فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت جوعا، فهي لم تاكل منذ يومين
أما يحيى أخذ يأكل ونظره معلق عليها يراها تاكل بسرعة وشراهة ومع إن الطعام أقل من عادي وغير لذيذ رفع لها كأس الماء وهو يقول بخفوت ما إن اختنقت: اسم الله، بالراحة ياغلا بالراحة، خدي نفسك الأكل مش هيطير.

أخذت الكأس منه وشربت الماء دفعة واحدة لتنهض بعدها بخجل من كلامه لتخرج متوجهة للغرفة وما إن رمت وسادته وغطائه بالصالة على الأرض حتى أغلقت الباب عليها بقوة لتلمع الدmـ.ـو.ع بعينيها لما وصلت له
ذهبت نحو السرير واستلقت عليه بزعل ولكن سرعان ما تلاشى كل هذا الزعل وقطبت حاجبيها برفض ما إن غزت أنفها رائحته التي تملأ الفراش.

نهضت وأخذت تلملم مفرش السرير وما إن فتح الباب حتى وجدته أمامها ينظر لها باستغراب وهو يمسك وسادته ولكن قبل أن يسأل وجدها ترمي مابيدها عليه ثم تعود أدراجها وتغلق الباب بوجهه
رفع ذراعه وهو يكور يده على شكل قبضة يود أن يحطم هذا الباب على رأسها اليابس ولكن بدل ذلك أخذ يعض سبابته بعصبيه ليرمي كل شئ ويذهب نحو الأريكة ليستلقي عليها بصعوبه وعينيه تبحث عن النوم.

علي الجهة الاخرى، في فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال كانت تجلس على الاريكة القريبة من النافذه وهي تنظر الى شاشة الهاتف التي تزينها محادثاتهم السابقة معا اغلقته ورمته بأهمال وهي تتنهد بعدmا قرأت رسائلهم للمرة الالف من شوقها له.

سحبت شعرها الى الخلف لتضم بعدها ساقيها نحو صدرها لتحاوطهم بذراعيها وهي تسند رأسها على ركبتيها وعينيها تائهة في الا شئ فهي حرفيا لا تعرف هل مافعلته صح ام خطأ عنـ.ـد.ما رفضت قربه منها وقررت الابتعاد عنه بطريقة عقلانية فهو لايناسبها هذا مايقوله عقلها ولكن قلبها واااه من قلبها العنيد الذي يرفض قرارها هذا ويحتج عليها، اغمضت عينيها وتنهدت بتعب للمرة التي لا تحصى فهي يقــ,تــلها الحنين في اواخر الليل وكأن هذا العـ.ـذ.اب فرض عليها كل يوم يجب عليها ان تعيشه.

حاولت على قدر المستطاع ان توضح اكثر من مرة لذلك الماكر الذي بدء يتطفل على حياته بالتدريج بأن افعاله الغير مدروسة هذه ستجعلها تبتعد عنه بشكل تلقائي كلما اقترب هو، لمااااا لا يفهم بأن هذا سيكون رد فعل طبيعي منها فهو يفرض نفسه عنوا عليها وجراته معها فوق الوصف يريد ان يقتحمها بعنفوانه لاااا بل هو يريد ان يستحلها ويستعمرها
استعمار صهيوني ويمتلكها.

ابتسمت مع نفسها على تشبيها هذا لتسحب هاتفها مرة اخرى وما ان ان فتحته حتى دخلت على صورة الواتساب الخاصة به واخذت تكبر صورته لتنظر له بهيام رغما عنها فمشاعرها لا تملك عليها اي كنترول
دائما تمثل البرود والجمود امامه ولكن بينها وبين نفسها تنهار حصونها وهذا الشئ ليس بيدها.

- ياترى اخرتها ايه معاك يا ياسين شكلك مش ناوي تعتقني زي ما قلت لان كلامك معايا حاجة وعنيك كانت بتقول حاجة تانية خالص، همست بهذه الكلمـ.ـا.ت بصوت خافت جدا بالكاد هي سمعته...
عضت على شفتيها واخذت تمرر سبابتها على صورته بالتحديد على ذقنه المهذبة لتلمع مقلتيها بأعجاب كبير، يالله كم هو وسيم، وعينيه الماكرة المليئة بالخبث الذيذ يكاد ان يفقدها عقلها.

عاااااااااا، صرخت بها وهي ترمي الهاتف من يدها بصدmة فهي ضغطت بشكل خاطئ على زر الاتصال به، ولكن ما زاد الامر سوء حقا هو انها نست بأن تنهي الاتصال لتسمعه صوته يصدح بعدmا فتح الخط من الطرف الاخر
- الو،! الوووو!
ابتلعت لعابه واقتربت من الهاتف لتحمله بيد ترجف من الموقف هذا لتضعه على اذنها بعدmا سحبت نفس عميق لتنطق بصوت جـ.ـا.مد وهي تمثل الا مبالاة: الو، ياسين.

اغمض عينيه بـ.ـنتشاء بعدmا سمع صوتها الخافت وهي تنطق اسمه من بين شفتيها الشهية، ابتسم بـ.ـنتصار فها هي انت له بنفسها كمان خطط ليرفع حاجبه وهو يقول بتعالي وطريقة رسمية
- في حاجة يا استاذة ميرال
- هااا، حاجة، اااه طبعا في حاجة مهمة، ما ان قالتها بكذب حتى قاطعها بترقب جاد
- اللي هي ايه
كزت على اسنانها وهي تعصر عقلها لتجد كذبة مناسبة لتخرجها من هذا المأزق لينطق لسانها بسرعة: ملف
ياسين بستنكار لما سمع منها: ملف؟

اومـ.ـا.ت له برأسها وكأنه يراها: ايوه ملف، في ملف مهم اوي عايز امضتك واااء
قاطعة بتلاعب محترف: حضرتك متصلة فيا بالوقت المتأخر ده عشان ملف عايز امضتي، ده بجد ولاااا
ردت عليه بسرعة: لاء طبعا مافيش ولااااا دي
ابتسم عليها بستمتاع شـ.ـديد فهي مكشوفه له كالكتاب يستطيع ان يقرأها سطورها ويفهم معانيها دون مجهود، ليقول بجدية مصطنعة
- استاذة ميرال
- نعم.

- روحي نامي وبلاش تفكري كتير الوقت تأخر وعنيكي كده هتدبل وبكرة نشوف ايه حكاية الملف اللي مسهرك ده
- طيب، تصبح على خير، ما ان قالتها بخجل حتى ابعد الهاتف عنه وهو يبتسم بالعانة بعدmا انهى المكالمة دون ان يرد عليها عن تعمد لينرفزها و بالفعل قد نجح في هذا فهي ما ان اغلق الخط بوجهها حتى فتحت عينيها على وسعهما بذهول وهي لا تصدق اسلوبه الفظ و وقاحته معها.

رمت الهاتف بضيق واخذت تأخذ الغرفة ذهابا وأيابا وهي تقول بغـ.ـيظ: غـ.ـبـ.ـية، غـ.ـبـ.ـية، بس انا اللي استاهل ضـ.ـر.ب الجزمة لاني عبرت اهله اصلا وقال ايه بقوله تصبح على خير، الهي تصبح على بومه يابومه، ااااه ياااناري حرق دmي قليل الذوق ده، اووووووف...

قالت الاخيرة وهي تستلقى على سريرها لتدفن رأسها تحت الوسادة كالنعامة من خجلها واحراج منه ومن الموقف بأكمله، اخذت تاكل بنفسها وتلومها بعتاب شـ.ـديد، ليمر الوقت عليها وهي تأنب روحها على فعلتها المتهوره هذه لتثقل جفونها وتغط بنوم عميق بعد تفكير متعب لا اخر له لروحها وجسدها.

في الوكر، خرجت من غرفتها قرب الفجر بعدmا جافاها النوم لتجده يئن بصوت متألم وهو نائم، تجاهلته وذهبت وأدت فرضها ولكن أنينه هذا زاد عن حده، ذهبت نحوه و وقفت أمامه تراقبه عن قرب كان يمسك رأسه بو.جـ.ـع
جلست إلى جانبه على ركبتيها وأخذت توقظه
- يحيى اصحى، ما إن قالتها بصوت هامس حتى وجدته يفتح عينيه بصعوبة شـ.ـديدة ولكنه لم يرد عليها مما جعلها تعاود سؤاله، مالك أنت عيان...
إيه اللي بيوجـ.ـعك...

لتجده يقول بصوت مليئ بألم
- راسي هيتفجر، الصداع جنني
نهضت وقالت بقسوة مصطنعة: تستاهل عشان تعرف اللي ييجي عليا عمره مايكسب...
لم يرد عليها فقط أخذ يحاول أن يمسد صدغه بتعب
مظهره هذا جعلتها تنسى كل شيء وتنحني نحوه وهي تقول برحمة: طب قوم معايا جوا أكيد هنا
مش مرتاح، ده أنت أطول من الكنبة.

نهض معها بثقل وما إن استقام حتى تفاجئت به يحاوطها بذراعه وهو يرمي ثقله عليها لدرجة كادت أن تقع ارضا وهو عليها ولكنها قاومت وجاهدت حتى أوصلته الى السرير ثم ذهبت مسرعة واحضرت له دواء مسكن مع ماء لتقترب منه وأخذت تسنده عليها لتجعله يشرب الدواء من يدها وما إن انتهت حتى كادت ان تبتعد عنه إلا انها وجدته يحتضنها بقوة لا بل هو رمى جسده عليها و وضع راسه على صدرها وكأنها وسادته.

حاولت ابعاده عنها بضيق إلا أنه رفض ليقول بألم وهو يمسك يدها ويضعها على صدغه
- هنا بيوجـ.ـعني ياغلا هنا، دmاغي هتتفرتك
- استحمل شوية أنا أديتك الدوا شوية وهيشتغل مفعوله، بسم الشافي بسم الله المعافي، قالتها وهي تمرر يدها بشكل تلقائي على صدغه وأخذت تدلك مكان الو.جـ.ـع وهي تقرأ عليه بعض الأدعية التي قد حفظتها من والدتها و آيات قرآنية قصيرة.

أخذت تدلك جبينه لتلاحظ كيف هدأ بالتدريج ونام بعد مدة قصيرة، لتنتقل أناملها بهدوء إلى شعره الناعم ك ريش الحمام، ابتسمت مع نفسها على هذا التشبيه، اااخ لو يعلم هذا المتكبر بأنه شبهته برمز السلام، لكان قــ,تــلها فهو أبعد مايكون عن السلام هو كارثة، اعصار، انقلاب كوني و وقع على رأسها هي.

بقت على هذا الوضع لوقت طويل جدا حتى غفت هي الأخرى لم تشعر بنفسها إلا ما إن شعرت به بدأ يتحرك دلالة على بدء استيقاظه اخذت تبعد رأسه عنها لتضعه على الوسادة ومع فعلتها هذه وجدته يفتح عينيه وينظر لها بكسل ليعاود اغلاقهم مرة أخرى
ثم أخذت تحركه بنذلة لكي تزعجه وهي تقول بابتسامة صفراء- اصحى ياباشا، كفاية نوم كده، أنت استحليتها ولا إيه
- اطلعي برا عايز أنام، قالها بنعاس وهو يعاد غلق عينيه.

أخذت تحركه بيدها وهي تقول بصوت عالي مزعج: اااايه ياباشا، مافيش شكرا، تسلم ايدك ياغالية على تعبك معايا طول الليل، خلي عندك دm يا أخي ده أنا صوابعي مابقتش بحس بيهم
صمتت بخجل ما إن سحب يدها نحو فمه وقبل أناملها وقال بانزعاج بعدmا اغمض عينيه
- تسلم ايدك يا غلا، بس غوري من وشي السعادي
سحبت يدها منه وقالت بإزعاج أكبر و أكبر لكي لا ينام فهي تريد الانتقام منه بأي شكل كان.

- شفت ربنا عـ.ـا.قبك ازاي على أذيتك ليا، بس مع الأسف أذيتك مؤقته شوية وراحت إنما أذيتي أنا منك ليل ونهار معايا تقول عايشة بكابوس
رفع رأسه و مال بفمه بابتسامة متكبره مغرورة وقال
- أحلى كابوس صح، اعترفي.

نهضت عن السرير وهي تنظر له بقرف ثم قالت بجبروت أنثى: لا وأنت الصادق أبشع كابوس. يلا اصحى وانزل صيع في الشارع زي كل يوم مع اللي زيك لأن بصراحة أنا مش طايقة الشقة وأنت فيها، يلا هوينا عايز أتنفس بلاش كبستك دي ع الأنفاس
- يخربيتك فصيلة، قالها وهو يرميها بالوسادة لتركض إلى خارج الغرفة ولكن سرعان ما عادت
و وقفت عند الباب وهي تقول بغل.

- بقا أنا فصيلة، فصلوا عظامك عن بعضها يا بعيد، ختمت كلامها وهـ.ـر.بت قبل ان ينقض عليها ذلك المفترس الغاضب
(ههههههههههه ايوه كده ياغلا اديلوا مـ.ـا.ترحميهوش)
في الصباح الباكر خرجت تهرول حول الفيلا كانوع من الرياضة، فهي تحاول أن تتأقلم و تغير روتينها الممل منذ قدومها الى هنا
كانت تركض وهي تضع الهيتفون بأذنها تستمع إلى موسيقى هادئة تريح الأعصاب وتصفي الأفكار.

توقفت بالتدريج لتجلس على كرسي حجري موضوع على الطريق وأخذت تتأمل كل شئ حولها يا الله كم يبعث الطمأنينة لها، مكان هاديء ونظيف وأشجار و عصافير ويوم غائم كليا، تروق لها هذه الأجواء...
ولكن كن على يقين طالما كل شيء من حولك ممتاز تأكد بأنه سوف يأتي شخص مزعج ويعكر مزاجك.

وهذا ماحدث بالفعل ما إن وقفت لتعود أدراجها الى منزلها حتى وجدت سيارة سوداء تقف أمامها بالعرض لينزل نافذة السائق لتجد آخر شخص تود رؤيته ولكن ليس هنا المفاجأة لا بل المفاجأة تكمن بأمره الغريب لها ما إن قال
- اركبي
ابتسمت بتهكم وهي تقول
- صباح النور أستاذ شاهين أنا كويسة ميرسي لسؤالك كلك ذوق، أنت بجد جنتل مان بأسلوبك
- سيلينا، قالها بتحذير وهو يلتفت لها برأسه ثم أكمل بأمر، اركبي.

استفزها حقا بطريقة كلامه معها لتقول بتكبر متعمد لكي تضايقه بعدmا اقتربت منه وسندت يدها على سيارته: أنت شارب حاجة ع الصبح ولا ايه، أنا أركب معاك بصفتك ايه، ده أنت يادوبك محامي بابا يعني شغال عندنا شايف نفسك على إيه بقى
- ياعيون ال بابا، قالها بتوعد وهو يفتح بابه وينزل من السيارة لتعود هي إلى الخلف وما إن أغلقه خلفه حتى وقف أمامها وأكمل بتساؤل وكأنه لم يسمعها
جيدا، بقى أنا شغال عندكم.

وضعت يدها على خصرها و حركت رأسها بنعم وهي تنظر له بتحدي: أيوه وبمرتب كمان
مرر نظره عليها بجرأة وهو يقول: شامم ريحة تحدي بكلامك، بس ياترى أنتي قده
رفعت ذقنها بتكبر وقالت: لاء، أنا أكبر منه
اقترب منها أكثر وأخذ ينظر الى عينيها الملونة وهو يقول من بين اسنانه المصطكة بتوعد: إن ماجبتك تشتغلي عندي على كلامك ده واكـ.ـسر مناخيرك اللي رفعاها بالسما دي مابقاش أنا شاهين اللداغ
ضحكت من كل قلبها ثم قالت بعدm تصديق.

- أنا أشتغل عند واحد زيك أنت، ده أنت بتحلم
ابقى اتغطى كويس قبل ما تنام
- أهو الحلم ده بقا هعيشهولك وهتمتع فيه يامنجا، قالها وهو يقرص شفتيها بخفة وما إن ضـ.ـر.بت يده بضيق شـ.ـديد منه حتى رفعت حاجبيها باستغرب عنـ.ـد.ما سحبها خلفه وذهب بها الى الباب الذي يجاور السائق ليفتحه لها ويجعلها تصعد به بكل سهولة
وما إن صعد هو الاخر بمكانه خلف الموقد حتى انطلق بها لتسأله سيلين بعدm استيعاب لتصرفاته معها
- أنت واخدني على فين.

شاهين ببرود: عازمك ع الفطار
- عازمني بمناسبة إيه إن شاء الله
- بمناسبة التحدي اللي حصل من شوية ده
سيلين بعدm تصديق: أنت بتتكلم جد؟
التفت برأسه ونظر لها ثم عاد يركز على الطريق
وقال: هو أنا هزرت معاكي قبل كده
- لا
- يبقى تمام
سيلين بترجي خفي فهي حقا قد تأخرت في عودتها: شاهين رجعني بيتنا زمانها ماما مستنياني نفطر سوا وكده هتقلق
ابتسم شاهين بستمتاع
- ياروح ال ماما انا، ابعتيلها مسج ياصغنن.

كتفت ساعديها بضيق وهي تقول
- حضرتك بتتريق عليا
التفت لها وقرصها من ذقنها وهو يقول بسعادة لايعرف سببها: هو أنتي لسه واخده بالك
أبعدت يده عنها وهي تصرخ به بضجر
- على فكرة أنا هشتكيك ل بابي
- تشكيني أنا، قالها وهو يضحك بخفة، فهو حقا لا يصدق براءة التي تقطن بجانبه، ليقطب بعدها جبينه بتساؤل وهو يقول، هو أنتي عندك كم سنة.

نظرت له سيلين بضيق: مع إن سؤالك ده مش بروفشينال خالص ومش من الأتكيت، بس على العموم 24 سنة، بتسأل ليه!
ابتسم بهدوء وهو يقول: أبدا بس جاني احساس إني قاعد مع بـ.ـنت عندها ست سنين، يعني آخرك طفلة
شهقت سيلين بذهول من وقاحته هذه من وجهة نظرها وهي تقول: تصدق بالله، أنت قليل الذوق
كلمـ.ـا.تها هذه جعلت الاخر يضغط على المكابح ليوقف السيارة بشكل مفاجئ جعل جسدها يرتد الى الأمام
لتجده يسحبها نحوه بحركة سريعة وااااااااا.
شهقت سيلين بذهول من وقاحته هذه من وجهة نظرها وهي تقول: تصدق بالله، أنت قليل الذوق
كلمـ.ـا.تها هذه جعلت الآخر يضغط على المكابح ليوقف السيارة بشكل مفاجئ جعل جسدها يرتد الى الأمام
لتجده يسحبها نحوه بحركة سريعة لتكون مائلة عليه حرفيا و وجهها بوجهه لا يفصل بينهم سوا مسافة
قليلا تكاد لا تذكر حتى، لتجده يقول بتهديد
- وقليل أدب كمان، اتعدلي ومـ.ـا.تخلنيش أوريهالك.

أخذت تحرك نفسها تريد التخلص من مخالبه السامة هذه وهي تقول بضيق: سبني، أنت بتو.جـ.ـعني
كبلها بيده أكثر من السابق وهو يقول باستمتاع
- مـ.ـا.تهدي كده يافرسة وتسمعيني بتقولي ايه
زادت سيلين حركاتها وهي تقول بانفعال: بقولك سبني مين اللي أداك الحق إنك تلمسني اصلا، أنت ماعندكش حاجة اسمها حدود شخصية ولا شرعية
رفع حاجبه بتساؤل مستفز- عايزة تقنعيني إنك عشتي عمرك كله برا ومحدش مسكك كده ولا كده.

ردت عليه سيلين بنفي قاطع سريع
- لا طبعا أنت بتقول إيه. ده حـ.ـر.ام
تركها وهو مصعوق من ردها الذي لم يتوقعه ثم أخذ يكرر ماسمعه منها بخفوت بالكاد هو سمعه: حـ.ـر.ام!
رجعت على مقعدها وأخذت تريد فتح الباب الا أنه كان مقفولا الكترونيا وهذا ماجعلها تلتفت له بغضب وهي تقول: افتح الزفت ده ونزلني عايزة أرجع بيتنا.

- نفطر الأول وبعدين أرجعك بنفسي، ما إن قالها وهو يقوم بتحريك السيارة حتى وجدها تقول من بين أسنانها بأعصاب مشـ.ـدودة
- مش عايزة أطفح معاك
نظر لها قليلا ثم رد عليها بهدوء بعد ثواني
- بس أنا عايز
فتحت سيلين عينيها بعدm تصديق وهي تقول
- هي عافـ.ـية؟
- أيوة عافـ.ـية، قالها ببرود كالجليد وكأنه متعمد أن يستفزها بأسلوبه وهذا ما جعل سيلين تصرخ به بغـ.ـيظ: شاهين!

- بس بقااااا دوشتيني، ما إن قالها بحدة طفيفة حتى صمتت خـ.ـو.فا فهو إن كان صمته مستفز ف غضبه مرعـ.ـب بالنسبة لها...
تنهدت بضجر واستسلمت للأمر الواقع وأخذت تنظر من النافذة للخارج وهي تفكر ماذا تفعل للتخلص من هذا الكائن فهي حقا لاتطيق الجلوس معه ولا حتى تريد أن تراه...

وما إن وصلوا أمام مطعم جميل وراقي مكشوف يطل على نهر النيل من جهته الأخرى حتى توقف بسيارته ونزل منها متوجها نحو بوابة المطعم ولكنه توقف بمنتصف المكان باستغراب لعدm مرافقتها له استدار بجذعه للخلف يبحث عنها بنظره ليتفاجئ بأنها ما تزال جالسة داخل السيارة
عاد أدراجه نحوها ثم سألها باستفسار
- مانزلتيش ليه؟

رفعت مقلتيها له وهي تقول بتكبر: من الأتكيت يا أستاذ شاهين إنك لما تنزل من العربية تروح تفتح الباب للبنوته اللي معاك مش تسيبها وتمشي، فين الأصول يا ابن الأصول
عض شفته بغـ.ـيظ منها وأخذ يضـ.ـر.ب إطار الباب عدة مرات ثم فتحه لها بضجر وهو يقول ببتسامة مصطنعة: أهو فتحت الزفت يالا انزلي.

- أيوة كده أتعلم أصول الأتكيت، قالتها وهي تنزل بغرور وما إن أخذت تدخل معه حتى وجدته يحتضن كفها بيده الخشنة، مما جعل قلبها ينبض بسرعة من فعلته هذه، حاولت أن تسحبها منه إلا أنه كان غير مهتم لمحاولاتها الخفية لكي لا يلاحظها الناس من حولهم
أخذها لإحدى الطاولات وسحب لها الكرسي لتجلس عليه وهو يقول: تفضلي.

- مرسيى، قالتها وهي تجلس باستعلاء، ليعض خده من الداخل بغـ.ـيظ منها ليذهب ويجلس هو الآخر أمامها وما إن طلب الطعام لهما وأتى به النادل حتى أخذت تتناول طعامها بهدوء شـ.ـديد أثارت به استغرابه وشكه...
ف سيلين التي يعرفها مستحيل تصمت بهذا الشكل إلا وهناك شيئا خلفه، وتأكد شكه هذا ما إن وجدها تمسح فمها بالمنديل ثم أخذت تنظر له بجدية تامة وهي تقول
- أدينا فطرنا، نيجي للجد بقى.

ليقول شاهين بترقب واستغراب من أسلوبها الذي تغير جذريا معه: اللي هو ايه؟
سندت ساعديها على سطح الطاولة وقالت: أنا مش بحب اللف والدوران، فعشان كده هقولهالك على طول، أنتم مين؟
ضيق شاهين محيط عينيه وقال بحذر شـ.ـديد
- مين يعني ايه!
نظرت الى بؤبؤ عينيه بتحدي ثم أخذت تفصح عما يدور في خلدها فهي منذ قدومها الى هنا بدأت تستغرب حقا كل مايدور حولها وحول عائلتها من أحداث.

- شاهين اللداغ وياسين اللداغ، أنتم مين وعايزين مننا ايه، غزيتوا حياتنا بطريقة غريبة شاركتم بابا في شغله، وياسين لزق لأختي بطريقة اغرب وحضرتك مش عايز تسبني في حالي، ظهرتم فجأة بمحيطنا واستحليتوا تفكيرنا و.
- يعني أنا استحليت تفكيرك، ما إن قالها بهدف تشويش عقلها عن الموضوع الرئيسي حتى وجدها ترد عليه بكل ثقة وتأكيد
- أيوة استحليت تفكيري، بس بشكل سلبي فوق مـ.ـا.تتصور ماهو اللي بيحصل حواليا ده مش طبيعي.

أخذ ينظر لها بتمعن وهو متفاجئ من ذكائها الذي فاق كل توقعاته فهي ليست فتاة مدللة وتافهة وسهلة المنال كما اعتقد لا بل هي خطيرة عليه
وعلى أخيه ايضا! عند هذه النقطة اعتدل بجلسته وتحولت نظراته لها بهدوء تام الى تربص، كالثعبان الذي يستعد للهجوم على فريسته، فهو اكتشف بأنه لايجب عليه أن يستهين بها على الإطـ.ـلا.ق
سند ظهره على الكرسي و وضع ساقه على الأخرى وأبتسم بمكر ثم أخذ يقول بكل دهاء بعد ثواني من التفكير.

- حبيت صراحتك، نيجي بقى نجاوب على أسئلتك
دي، احنا مين؟، أنا شاهين سامر اللداغ المحامي الرسمي والمسؤول المباشر عن المسائل القانونية للشركة، ومنصبي ده بأوراق رسمية وموثقة بالشهر العقاري يعني شغلي كله مضبوط ومحسوب بالملي ولو حابة ابعتلك صور بالعقود دي
وحكاية إني غزيت حياتكم دي. أحب اقولك إن أنتم اللي نزلتم مصر بقرار من والدك مش أنا اللي سافرت ليكم ف لو في حد غزا حد يبقى حضرتك غزيتيني.

نطقت سيلين بتفاجئ: أنا، أنا غزيتك
شاهين بتأكيد- أيوة طبعا، من يوم ماشفتك وانتي شادة انتباهي ليكي بتستفزيني بتصرفاتك بردود أفعالك، مش هنكر كمان إني حبيت قربي منك يمكن عجبني التحدي اللي بيحصل مابينا كل ما نتقابل مع بعض، عرفتي تحتلي حيز من تفكيري، بس أوعي تفتكري إن كلامي ده اعجاب...
سيلين بستغراب: أومال ده إيه!

ليقول شاهين بتوضيح ورغبة بأن يكـ.ـسر غرورها: تقدري تقولي فضول واستكشاف مش أكتر يعني حاجة جديدة حبيت أجربها...
سيلين برفض قاطع وضيق من تلميحاته الوقحة
- بس أنا مش متاحة للكلام ده
- وأنا بعد شكك ده مش عايز منك حاجة. زي ما تقولي كده نفسي انسدت منك ماطلعتيش قد الصورة اللي كنت مخليكي فيها، ااااااما أخويا بقى غني عن التعريف وحكاية شراكته مع باباكي ده شئ طبيعي لا ياسين أول مرة يشارك حد ولا سعد الجندي كمان...

طول عمرهم يشاركوا ده وده مش حاجة جديدة، و لو كنت فكرتي فيها شوية قبل ما تتسرعي وتتكلمي وتحطي نفسك بالموقف ده قصادي كنت لاقيتي إن شراكتهم دي بتعتمد على نقاط كتيرة في شغلهم يا آنسة...
وعلى ما اعتقد كمان إن كلامك ده تشكيك صريح بقدرات والدك سعد باشا وعدm ثقتك بقراراته...
وده فيه تجريح وإساءة ليه قبل ما يكون لينا ولا حضرتك رأيك إيه.

أنهى كلامه وأخذ ينظر لها بانتصار داخلي فهو جعلها عاجزة عن الرد، فقد أغلق أمامها جميع طرق الردود وليس هذا فقط بل جعلها مذنبه بشكها هذا مع أنها صائبة بظنونها ولكن هو عرف بذكاىه ودهائه أن يجعلها هي المخطئة
سحب نفس عميق و نظر الى ساعة يده ثم نهض عن الكرسي ما إن طال الصمت بينهما وهو يقول
- يالا عشان ألحق أرجعك البيت ورايا موعد مهم.

أومأت له برأسها بشرود تام لتنهض معه كا الآلة فهي حقا لا تصدق حتى الآن كيف قلب الموازين عليها رأسا على عقب وأصبحت هي الجانية والمتسرعة والطائشة بالحكم في نهاية المطاف
(( حقك يا بـ.ـنتي والله حقك متستغربيش اذا أنا نفسي انصدmت من ردة فعله وثقته دي ومش بس كده ده أنا صدقته كمان، صحيح زي ما قال سلطان الهجين ده يتخاف منه )).

في الوكر عند غالية كانت تجلس على الاريكة في الصالة ونظرها معلق بباب الشقة وحقيبة ثيابها الى جانبها فهي تفكر بالهروب تريد الخروج من هذا السـ.ـجـ.ـن، ولكن رفضت ان تصغي لشيطانها
ثم اخذت تقارن بين حياتها السابقة بما تعيشه الأن من رعـ.ـب وجدت ان خالها و زوجته ارحم بكثير من زوجها المبجل هذا، يالله ساعدني ف انا أريد الطـ.ـلا.ق والتحرر من سـ.ـجـ.ـنه هذا.

اومأت برأسها وهي تأيد ما تريد ان تفعله لتصغي في نهاية المطاف لوسوسته، نهضت وهي تحمل حقيبتها وهي تنوي الخروج من الشقة باكملها
كان وقت الظهيرة والهدوء يعم ع الوكر بأكمله فهنا الحياة تمشي بشكل معاكس لهذا قررت الخروج بالنهار، ولكن قبل ان تصل الباب وتفتحه حتى ارتدت للخلف وهي تشهق بصدmة عنـ.ـد.ما رأته يدخل
بتعب وكسل لينظر لها بستغراب من ردت فعلها هذا ليسئلها باسلوب منرفز
- خير،! مالك قالبه وشك كده ليه؟

كزت على اسنانها بضيق ثم قالت ببرود على عكس مايدور بداخلها: ومقلبوش أزاي وانا متجوزة واحد زيك بيمشي و بيفتري على خلق الله، تقول مغناطيس للمصايب وكل يوم عاملي خناقه شكل بالشارع زي من شوية تحت كان الراجـ.ـل هيمـ.ـو.ت في يدك، انت ايه يا اخي حط ربنا بين عنيك...
يحيى انا تعبت منك بجد ومش قادرة أتحمل اكتر
من كده، فعشان كده قررت اروح لأهلي.

تشنج فكه واخذ ينظر لها بغضب داخلي وأستحقار متعمد وكأنها حشرة امامه لا تسوى شئ هذا ما وصل لها لتجده يقول بعدها بعجرفته المعتادة بعدmا سحبها من عضدها ودفعها امامه بقوة جعلها تتعثر
ما ان وجدها تريد ان تتخطى لتخرج
- اتقي شري ياغلااااا، و يلا قدامي على الأوضة.

صرخت به غالية بنفجار: مش هتقي شرك، هتعمل ايه يعني اكتر من اللي عملته، هتضـ.ـر.بني؟ عادي دي مش اول مرة تستقوى عليا فيها، تحبسني؟ انا جثتي نحست و من الاخر كده انا مش طايقاك ولا عايزة اكمل تعيش معاك انت انسان شمال مافيش حاجة فيك عدلة تركيبتك كلها غلط في غلط، ده حتى سبب جوازك مني تافه زيك وااااااء
قطعت كلامها و افترشت الارض ما ان هوا كفه بكل قوته على وجنتها الناعمة لينزف انفها وفمه على الفور معا.

رفعت عينيها الحاقدة له وهي تشعر بالدوار ولكنها تماسكة امامه متجاهلة عنفه معها لكي لا تبقي. وقفت على قدmيه وهي تقول بثبات تحسد عليه: طلقني،!
كانت دmائه تفور داخل اوردته وهو ينظر لها بغضب اسود ليقول بنفعال ممزوج بستهزاء.

- طلقني، طلقني، طلقني، انت شاطرة بالكلام بس، اللي يسمعك يقول انها هترجع لقصر الباشا باباها وخدm وحشم يستنو اشارة منها، فوقي لنفسك يابت انت ده انا اخذتك من مكان اقل مايتقال عليه زريبة، وحتى الزريبة دي مش مرحبا فيكي فيها وخالك رماكي منها.

ولا اقولك بلاش المكان ياستي، ده انتي حتى ماعندكيش ام تقدري تعتمدي عليها، ست عاجزة محتاجة اللي يساعدها مش اللي يزيد همها، اما خالك بقا ده خارج نطاق التغطية الغيرة عنده بذمة الله، و عادي جدا انه يرميكي لكلاب السكك، عايزة ترجعي لمين بقا هااااا.

صمت واخذ ينظر لها بقهر مبطن وهو يمرر عينيه على انكسارها الذي تحاول ان تخفيه هذا غير اثار ضـ.ـر.بته لها التي تركت علامة واضحة على وجنتها، هذا غير انفها وفمها الذي ينزف...
- تعالي، قالها بلهفة ظهرت من بين طيات صوته وهو يسحبها من معصمها ليزرعها باحضانه مستغل صمتها وهدوئها ولكن فعلته هذا جعلتها تثور واخذت تضـ.ـر.به بكلتا يديها وهي تصرخ به
- اوعى كده، اوعى، اوعى مـ.ـا.تقربش مني انا بكرهك يحيى، بكرهك.

- هششششش خلاص ياغلا، غلاتي اهدي، قالها بنـ.ـد.م وهو يعتصرها بأحضانه غير آبه بضـ.ـر.باتها الخفيفة التي اخذت تداعب مشاعره بها بشراستها وعنفوانها
وما ان هدأت قليلا حتى اخذها نحو الاريكة و.جـ.ـعلها تجلس الى جانبه او دعنا نقول داخل احضانه بعدmا سحب منديل ورقي واخذ يمسح دmاء التي لطخت وجهها ببطئ وهو يراقب ملامحة الجميلة عن قرب
خجلت من نظراته لتحاول ان تدفعه وتنهض ولكنه قيدها وهو يقول: استنى بس.

اخذ ينزع عنها حجابها وهو يكمل بمرح، ايوه كده ارجعيلي ام شعر المنكوش من تاني
ابعدت يده عن شعرها بغرور غاضب ثم دفعته عنها ولكنه لم يتزحزح لتلجئ لسلاحها الاخير وهو العض
وبالفعل انحنت نحو صدره بشكل مفاجئ وعضته بكل قوتها من عضلته الظاهره من قميصه
- اااه يابت العضاضة، قالها وهو ينهض ويدعك مكان الألم ليجدها تتركه وتذهب نحو عرفتها بعدmا حملت حقيبتها لتغلق الباب عليها من الداخل بقوة تعلن بحركتها هذا اعتكافها.

نظر الى اثرها وقال بعدmا وضع يديه يجيب بنطاله: ازعلي غلاتي ازعلي، المهم انك جنبي ومسيرك هترضي، النهاردة، بكرة، بعده، هترضي وتتقبلي واقعك لان انا مهما عملتي مش هسيبك
(هييييييييييح بقا ايه الناس العسل دي، هو انا مش هيجي حد يقول مهما عملتي مش حسيبك ولاااا ايه )
شركة الجندي واللداغ...
سعد وهو يمضي لها الملف ويقول
- يعني أقدر اعتمد عليك
- طبعا، ما إن قالتها حتى أغلق الملف وقال بتأكيد.

- ميرال، عايزك تدربيها بنفسك وتعلميها الشغل من الألف للياء
أخذت منه الملفات وهي تقول- اعتبره حصل يا باشا، ثق فيا وما تشيلش هم
تنهد سعد بضجر وقال: بلاش باشا اللي مسكالي فيها دي أنا بحب بابا منك أكتر
ابتسمت بهدوء وقالت: وأنا بحب أقولهالك يا حبيبي بس زي ما أنت شايف احنا بالشغل
سعد بأصرار: حتى لو مـ.ـا.تنادنيش غير بيها، اتفقنا.

ضحكت بسعادة وهي تنهض من مكانها وتذهب نحوه لتحتضنه من الخلف وتقبل وجنته وهي تقول بموافقة: اتفقنا يا أحلى و ألذ بابا بالدنيا...
مسك يديها التي تحتضنه بها وقبلها ثم قال بمشاكسة ما إن التفت لها برأسه: واخدة راحتك أنتي هااا
ابتعدت عنه وهي تقول بتوضيح بعدmا سندت ظهرها على المكتب لتكون بمقابل والدها اعمل ايه مش عارفة أستفرد بيك، في البيت ماما وسيلي مكوشين عليك فحبيت أستغل الوضع.

ابتسم باتساع وعينيه تلمع بحب أبوي كبير يحمله لها. حبيبة قلب أبوها اللي ماليا عليه دنيته
نظرت له ميرال بمشاغبة وقالت: الكلام ده ليا...
فين سيلين عنك تيجي تسمعك وأنت بدلع غيرها
نطق سعد بفرحة: البـ.ـنت دي عفريتة، كل ما بقول هتعقل ألاقيها اتجننت أكتر، شكلها مش ناوية تكبر
نظرت له لفترة ثم سألته: بتحبها أوي صح؟
- بحبكم أنتم الاتنين زي بعض بالضبط بس بخاف عليها أكتر لأنها متهورة بتصرفاتها مش زيك.

ميرال بتفكير: بس أنا شايفة العكس، دي شاطرة وذكية وتعرف هي عايزة إيه بالضبط
اعتدل سعد بجسده وقال: ذكية آه بس نقية معندهاش خبرة بالحياة ولا لؤم الناس، اااااخ ياميرال لو ت عـ.ـر.في قد إيه نفسي اطمن عليكم والاقيكم كده واقفين على حيلكم وكل وحدة محققه حلمها واللي نفسها فيه وتكبره قصاد عيني كمان وكمان
نظرت له ميرال بستفسار: ده بس اللي نفسك فيه، طب مش نفسك تشوفنا في بيت العدل
- لاء.

ميرال بذهول: ايه ده،! ده بجد بقى اللي سمعته من ماما إنك ناوي تخللنا جنبك
سعد بغـ.ـيظ: أمك قالتلك كده...
أومأت له برأسها وقالت: أيوة قالتلي كده...
ليقول سعد بضيق وهو ينظر لها بترقب: وانت رأيك ايه بقا إن شاء الله، عايزة تسبيني أنتي وأختك...
- أنا عايزة راحتك
- حلووووو يبقى مافيش حاجة اسمها جواز طول ما أنا عايش عايز أشبع منكم وأفرح بلمتكم حوليا كدة و لما أمـ.ـو.ت ابقوا اعملوا اللي يعجبكم.

ردت عليه بسرعة: بعد الشر عليك يا حبيبي، ايه الكلام ده، ربنا يديك طولة العمر
سعد بصدق: صدقيني مش هتفرق معايا إذا كان عمري طويل ولا قصير المهم عندي إن انتم تبقوا جنبي و بخير
ميرال بمحبة: أنا عن نفسي موافقة أفضل جنبك العمر كله الدور والباقي ع سيلي ياترى رأيها هيكون ايه
نطق سعد بلهفة: مقصوفة الرقبة دي بالذات مقدرش أعيش من غيرها فعشان كده اقامتها عندي اجبـ.ـاري مش اختياري...

ميرال بضحك وهي تؤشر عليه وتقول: شوفت يا بابا! أهو طلعت بتحبه سيلين أكتر مننا كلنا يالا اعترف
- قومي يابت روحي شوفي شغلك بلا اعتراف بلا و.جـ.ـع دmاغ
- خلاص مـ.ـا.تزقش أديني رايحة بس بردو بتحبها أكتر
ناداها سعد بتذكير: ميرال مـ.ـا.تنسيش اللي وصيتك عليه
أومأت ميرال بطاعة: حاضر يا بابا بـ.ـنت صاحبك في عنيا أنا هروحلها حالا بس قولتلي اسمها ايه
- منار
- ماشي يا حبيبي، أشوفك ع الغدا بقا. سلام.

قالت الأخيرة وهي تخرج من مكتب والدها لتذهب الى الطابق الثاني الخاص بالحسابات وما إن دخلته حتى ذهبت نحو الموظفة الجديدة لتعمل بتوصيات والدها العزيز
ولكن صعقت وارتدت الى الخلف بخطوة ما إن فتحت الباب و وجدته أمامها بمنظر مزعج لأنوثتها، كان يقف خلف تلك الفتاة التي أوصى والدها عليها بشكل قريب جدا وهو ينحني عليها و يضع يده على يدها بهدف التعليم.

اما ياسين بقى على وضعه ولم يهتم بها اطـ.ـلا.قا وما إن انتهى من ما كان يفعله حتى استقام بطوله وذهب نحوها بمنتهى الهدوء وهو ينظر لها بمكر و يقول: اهلا آنسة ميرال محتاجة حاجة
ميرال بثبات: عايزاك في حاجة مهمة. ياريت تتفضل معايا على مكتبي.

- تفضلي، قالها وهو يؤشر لها على الطرق بطريقة شيك، تخطته دون ان تنظر له وهي تكاد ان تنفجر من غضبها منه، وصلت الى المكتب وفتحت الباب ودخلت ليدخل بعدها ويغلق الباب ثم ذهب وجلس أمامها بطريقة زادتها غضبا على غضبها
- اهدي يا آنسة كده هتفرقعي
كزت على أسنانها وهي تسحب أنفاسها العميقة ثم قالت: ممكن أعرف كنت بتعمل ايه معانا
ياسين ببراءة: كنت بساعدها.

لتقول ميرال بعدm اقتناع لرده هذا: مساعدة ايه اللي كانت بشكل ده ممكن توضح
ياسين بلامبالاة مصطنعة ومكر داخلي
- حبيت أعرف منار ع أساسيات الشغل مش أكتر
نظرت له بسخرية واضحة وهي تقول: لاء صاحب واجب بصحيح، بس معلش تعالى على نفسك و سيبلي أنا المهمة دي مش عايزين نتعبك أومال احنا كا كادر فايدتنا ايه هنا لو عملت كل حاجة بنفسك...

و على ما اعتقد حضرتك عندك مسؤليات اكبر واهم بكتير من إنك تعلم موظفه مبتدئة الشغل...
- انا حبيت أساعد بس، ما إن قالها حتى ردت عليه بجدية تامة فقد ضاقت به ذرعا من مراوغاته التي لا تنتهي
- مستغنين عن خدmـ.ـا.تك، وياريت اللي شفته من شوية ده مايتكررش يا أستاذ احنا في شركة محترمة
ضـ.ـر.ب على مكتبها وهو ينهض ويقول بغضب من كلامها- شكلك نسيتي إن الشركة المحترمة دي أنا ليا فيها النص...

نهضت ميرال هي الأخرى وكتفت ساعديها أمام صدرها وهي تقول بغضب لا يقل عن الآخر
- طب كويس والله إنك لسه فاكر إن حضرتك هنا صاحب مكان ومش موظف عادي و ياريت تتصرف ع أساس النقطة دي و بلاش حركات مع الموظفات اللي نص كم دي
أخذ يحرك يده بانفعال وقد استطاعت فتاته ان تجعله يستغني عن شخصيته الراقية معها
- هو في إيه! أنتي شيفاني تلميذ قصادك عشان تديني المحاضرة دي كلها ولا إيه، ماااااالك...

هاااا مالك مولعة وبتاكلي في نفسك كده ليه؟
انطقي، هو مش انت اللي قولتي إننا مش
هننفع مع بعض و إني بفرض نفسي عليكي، طب
ليه دلوقتي لما شفتيني قربت من غيرك اتجننتي، اعترفي إن الغيرة أكلتك أكل
ابتلعت ريقها بخـ.ـو.ف من هجومه عليها بالكلام ولكن لم تشعره باهتزازها لترد عليه بثقة ممزوجة بتهكم
- غيرة؟ مـ.ـا.تصدقش نفسك أوي كده، لأن مش ميرال الجندي اللي تغير على واحد زيك
اقترب منها بلمح البصر وسحبها من خصرها.

بقوة وقال بخشونة وقحة وهو يمرر شفتيه
علي وجنتيها: وماله اللي زي مش عجبك
دفعته عنها بضيق: لاء مش عجبني ولا عمرك هتعجبني بأسلوبك ده بصراحة صفاتك مش قد
كده، يعني باختصار مش أنت الراجـ.ـل اللي تملي عيني
- ان ماخليتك تجري ورايا ودوبي بين ايديا بنظرة مني و وقتها صدقيني هكـ.ـسرلك مناخيرك دي وهجيبها الأرض، قالها بتوعد خطير وهو يلمس أرنبة أنفها بخفة لتحرك رأسها بغرور وهي تقول.

- شكلك كده مش قادر تفرق بين البنات اللي عرفتهم قبلي وما بيني، لازم تفهم أنا غيرهم كلهم، و عمرك ماهتلاقيني بنزل للأرض إلا لو ربطت رباط جزمتي غير كده مـ.ـا.تلاقيش
- مغرورة و شايفة نفسك فوق أوي.

- مش يمكن أنت اللي تحت أوي وصغير أوي عشان كده شايفني فوق واعلى منك، ما إن قالتها حتى صرخت بصدmة عنـ.ـد.ما فاجئها بكف قوي جعلها تبتلع كلمـ.ـا.تها المتبقية رفعت يدها ببطئ و وضعتها على وجنتها اليسرى وهي لا تصدق فعلته معها ولكن ما زاد الأمر سوء هو عنـ.ـد.ما سحبها من رسغها وأخذ يهزها بانفعال وهو يقول بغضب أسود وتوعد
- مش أنا اللي يتقالي الكلام ده، مش أنا اللي وحدة ست تطول لسانها عليه، سامعة، بقولك ساااامعة انطقي!

ميرال بخـ.ـو.ف وتلعثم: سسس، س، سامعة
- شاطرة، قالها بإطراء مخيف وهو يمسك فكها بيده الأخرى وأخذ يحركه يمينا وشمالا وما إن دفعها بعيدا عنه بعنف حتى تركها وخرج من المكتب
رجفت شفتيها بصدmة من كل ما حدث معها دخلت إلى المرحاض الملحق في مكتبها بخطوات متعثرة وأخذت تغسل وجهها بيدين تنتفض وكأن مرض الرعاش قد أصاب كل عضلة فيها من هول الموقف.

استغرق منها الموضوع عشر دقائق لتفهم ماحدث وهي تعيد الموقف بذاكرتها مرارا وتكرارا، نظرت الى المرآة بالتحديد الى وجنتها لتراها محمرة وآثار أصابعه مطبوعة عليها
عند هنا وجن جنونها وكأنها الآن استوعبت ماحدث لها، سحبت المنشفة وجففت وجهها ثم خرجت من مكتبها لا بل خرجت من القسم كله متوجهة الى مكتبه بآخر طابق، وهي تفكر كيف تجرأ على ضـ.ـر.بها
فهي من صدmتها بفعلته جعل عقلها يتوقف عن العمل.

وصلت الى هدفها واستغلت عدm وجود السكرتير لتفتح الاباب على الفور دون استأذان لتجده يقف بالمنتصف يتكلم بالهاتف ويعطيها ظهره، لم تنتظر انتهاء مكالمته او حتى معاتبته، ف السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم...
ذهبت نحوه بسرعة وسحبته من ذراعه وما إن التفت باستغراب حتى وجد كفها الصغير يستقر بكل قوتها على وجنته، ليتجمد الاخر بمكانه كالذي انكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء...

وأخذ يسأل نفسه، هل هي الآن صفعته ولكن لحظة تلك المجرمة لم تكتفي بهذا فقط بل كادت أن تضـ.ـر.به ممگره اخرى الا انه مسك يدها وأغلق هاتفه بسرعة بوجه المتصل و وضعه بجيب بنطاله وهو ما زال ينظر إلى لها بعدm تصديق
سحبت يدها منه بعنف ثم رفعت سبابتها بوجهه وهي تصرخ به بانفعال: اوعى كده بقولك، والله ثم والله لو رفعت ايدك عليا مرة تاني لقطعهالك وأدفنك بمكانك فاهم...

انهت كلامها واستدارت لتخرج ولكن بلمح البصر سحبها داخل أحضانه وشفتيه اسرت شفتيها بقبلة دامية، ولكن ما إن وجدها تقاومة حتى حاوط خصرها ورفعها الى الأعلى لتكون بمستوى طوله وهو مازال مستمتعا بمذاقها حد العنة ولم يحررها منه حتى وجدها تكاد ان تمـ.ـو.ت من الاختناق
ابتعد عنها وسند جبينه على خاصتاه وهو يقول
بلهاث: بحبك.

- حبك برص ياقليل الأدب والله أنا رايحة أقول ل بابا على عمايلك دي، قالتها بغضب وبنبرة تهدد بالبكاء من فعلته الوقحة معها...
اخذ يضحك عليها من كل قلبه فهي تتذمر كالأطفال
ولكن سرعان ما تلاشت ملامحه. لحظة، هل ميرال ذهبت الان تركض لمكتب والدها حقا؟
- تعالي يابت الله يخربيتك هتفضحينا، قالها وهو يخرج خلفها بسرعة ليدخل خلفها الى مكتب والدها ليجدها تحتضنه وتبكي
نظر سعد الى ياسين بستغراب ممزوح بشك وقال لها.

- هو في ايه يا حبيبتي مالك مين اللي زعلك بالشكل ده
- ياسين. قالتها ببكاء لتجد الاخر يقاطعها وهو يقول
- ماكنش قصدي يا آنسة أنا بس حبيت أهزر معاك
سعد بضيق: هو في إيه مالها ميرال يا ياسين باشا
ياسين بكذب: حبيت أعرف غلاوتك عندها بس فقولتلها باباكي تعب من باب الهزار يعني وقبل ما أوضح ليها إني بهزر لقيتها جريت على هينا وهي بتعيط.

رفع وجهها بين يديه وهو يقول بعشق خاص بها: حبيبة ابوها ياناس، خلاص يقلبي أنا قدامك
أهو وصحتي زي البومب
نظرت ميرال بضيق ل ياسين ثم التفتت نحو والدها مرة أخرى وقالت: قول لشريكك مايهزرش معايا تاني
ياسين بتدخل سريع قبل أن يرد الآخر عليها
- خلاص ياستي أنا آسف، حقك عليا
- أسفك مرفوض
نظر لها سعد بعتاب: ميرال مش كده، هو أنتي من امتى كنت قليلة ذوق مع حد.

ميرال باختناق وهي تمسح دmـ.ـو.عها: أنا قليلة ذوق مع اللي يستاهله، من بعد إذنك يابابا انا هستأذن أرجع البيت
سعد بقبول: ماشي يقلبي تعالي أوصلك البيت
- لاء مافيش داعي هخلي السواق يوصلني
- طيب يا حبيبتي خدي بالك من نفسك
كان ياسين يقف بعيدا عنهم ويراقبهم بتمعن، وما إن تركتهم وخرجت حتى كاد أن يلحق بها ولكن سعد أوقفه وهو يقول بجدية وغيرة
- سيب ميرال بحالها ومـ.ـا.تقربش منها تاني.

تنهد بصبر وقال بتصنع: كنت بهزر معاها مش أكتر
قطب جبينه وقال: أنا مش صغير عشان أصدق اللي قولته من شوية
- بس ده فعلا اللي حصل وبصراحة تفاجئت من ردة
فعلها، هي مش صغيرة عشان تيجي وتجري عليك
بالشكل ده، دي عندها 28 سنة.

ليرد عليه سعد بغيرة أب: مركز في عمرها كده ليه وبعدين أنا ربيتهم كده، حياتي عبـ.ـارة عنهم وحياتهم عبـ.ـارة عني، وياريت تكون حذر بتعاملك مع ميرال بعد كده ولو نهيت أي تعامل مابينكم يكون أحسن، لأنها حساسة جدا فوق مـ.ـا.تتصور زي ما أنت شايف كده وأنا مش بستحمل عليها الهوا مش بقى زعلها ودmـ.ـو.عها اللي اغلى من حياتي
- علاقتك ببناتك غريبة، مش شايف إن خـ.ـو.فك عليهم مبالغ فيه وتعلقهم فيك بالطريقة دي شئ أغرب.

- ماحلتيش غيرهم ولا أغلى منهم عشان أخاف عليهم
وليل ونهار بدعي إن ربنا يبعد عنهم ولاد الناس اللي عايزة تخـ.ـطـ.ـفهم مني وتبعدهم عن حـ.ـضـ.ـني، قالها سعد بغيرة صريحة فهو لاحظ محاولات ياسين الممـ.ـيـ.ـته للاقتراب من ابـ.ـنته الكبيرة
لوى ياسين فمه وقال بضجر قبل أن يتركه ويخرج
- ربنا يتقبل منك، ويخليهملك
( حياة سعد بناته، وحياة بناته هو، معادلة متبادلة لا يفهمها ولا يقدرها إلا القليل )
مساء في فيلا الجندي.

فتح الباب ودخل بتعب وجهد جسدي بعد يوم عمل طويل و حافل، نظر حوله بستغراب ف المكان نظيف جدا وهادئ جدا والإضاءة قليلة تكاد أن تكون معدومة
نظر الى ساعة يده ليجد أن الوقت مايزال باكرا على النوم، تنهد وذهب نحو السلم ليصعد ولكن قبل ان يصل لفت انتباهه ضوء المطبخ مضاء هذا يعني بأن معشوقته هناك.

أخذته قدmيه نحو المطبخ ليبتسم بحب حقيقي وهو يسند نفسه على إطار الباب ما إن رأها تتنقل بين الرفوف تنظفها، ولكن ما لفت انتباهه و.جـ.ـعله يقطب جبينه باستغراب هو تأفؤفها العالي وضجرها الواضح وهي تتوجه للمغسل وأخذت تجلي الأطباق بطريقة
وكأنها تنتقم منهم
اما داليا كانت حالتها حالة شعرها مرفوع بإحكام على شكل كعكة، ثيابها واسعة أو دعنا نقول بإن هذه ثياب ترتديها وقت حملة التنظيف فقط.

أخذت تغسل الأطباق وتلمعها وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وكأنها تحاول أن تخرج كل ما بداخلها بهم، كانت في عالم آخر حقا لم تشعر بذلك الذي أخذ يراقبها ولا حتى شعرت. عنـ.ـد.ما بدأ يقترب منها
- ماله حبيبي زعلان من إيه، وما إن همس بكلمـ.ـا.ته هذه وهو يحاوط خصرها من الخلف ودفن رأسه بعنقها حتى شهقت بخـ.ـو.ف وهي تقول بعتاب
- حـ.ـر.ام عليك يا سعد وقفت قلبي.

- سلامة قلبك يقلبي أنتي، مالك مين اللي مدايقك ومزعلك عشان جيتي تطلعي غـ.ـيظك بالأطباق المساكين دول
رمت ما بيدها والتفتت له وقالت
- انت اللي مدايقني
- اناااا، ليه عملتلك إيه
أبعدت نظرها عنه بزعل وقالت
- ماهو المصـ يـ بـةماعملتليش حاجة، من يوم ما رجعنا وانت مطلعني من حسباتك خالص، كل حاجة بتفكر فيها وبتعملها ألف حساب وكتاب إلا انا...
- خلاص يا حبيبتي حقك عليا أنا فعلا مقصر معاكي.

داليا بعدm اقتناع: أيوة يعني دلوقتي إيه، أعمل فيهم إيه الكلمتين دول...
مرر كفه على وجهه بأرهاق وقال
- طب قولي عايزاني أعمل إيه وأنا أعمله...
- بصراحة أنا تعبت وعايزة شغالة تساعدني في شغل البيت
نظر لها سعد برفض لهذا الطلب وقال
- أجيب شغالة ليه إن شاء الله، والبيت في ست وبـ.ـنتين، وكل وحدة فيهم تقدر تفتح بيت لحالها
ولا هو بطر وخلاص
- بنات ايه بس، ده وقت الشغل الكل بيهرب...

ميرال برا البيت طول اليوم ولو رجعت بتكون تعبانة و سيلين تكون زي الحصان الرهوان وهووووب وقت الشغل ألاقيها جالها مغص فظيع وبتجري تستخبى بأوضتها
ضحك بحب على ذكرها وهو يقول: إيه ده هي العفريتة لسه بتهرب من شغل البيت ده أنا قولت انها كبرت وعقلت شوية...
- سيبك من ده كله، وقولي هتعملي اللي أنا عايزاه.

زفر أنفاسه بقوة وقال: داليا أنتي عرفاني مش بحب حكاية الشغالين دي ولا بستنظفهم، ومش بستطعم الأكل إلا من ايدك ولا نفسي تتفتح إلا لما أشوفك أنتي والبنات بترتبو السفرة مع بعض
ولا بقدر ألبس هدmة عليا لو ماكنتيش انت اللي غسلاها وكوياها بيدك ليا، أنا بحب اهتمامك بيا
ليه عايزة تحرميني منه
حاوطت عنقه بذراعيها وأخذت تقول بتوضيح.

- أحرمك ايه بس دي أحلى لحظات حياتي وأنا بخدmك فيها، ده أنا مستحيل أسمح بيوم حد يعملك حاجة غيري، بس أنا عايزة شغالة تساعدني بتلميع الفيلا بغسل الأطباق، ياحبيبي افهمني العيشة هنا غير الشقة اللي كنا عايشين فيها
المكان كبير وفي نجف كتير وتحف وحاجات كتير أوي محتاجة مسح كل يوم وتلميع وأنا لحد ما أخلص ده كله يبقى يومي خلص...
وبعدين مافيهاش حاجة يعني لما تشتري راحتي وأنت الحمدلله مقتدر وقادر إنك توفره.

هااااا قولت ايه، وافق عشان خاطر دودو بتاعتك، ولا أنا ماليش خاطر عندك
- الأمر لله، موافق، بس بشرط تعامليها بما يرضي الله و تكون بس للتنظيف، حاجتي وحاجة البنات مـ.ـا.تجيش جنبها والأكل محدش يعمله غيرك
داليا بفرحة كبيرة: وأنا موافقة، روح يا سعد ربنا يريحك زي ما هتريحني من الهم ده.

- طب هاتي ده وروحي رتبي الباقي عشان نخلص بسرعة ولا هنقضي اليوم كله هنا، قالها وهو يفتح لها ربطة المريول من خلف ظهرها ثم جعلها تنتزعها ليرتديها هو ثم أبعدها قليلا ليتولى هو الغسل عنها
- لا ماينفعش أنت كمان تعبان هات عنك
- تعبي بيروح لما بشوفك بس ياست بيتي، قالها وهو يضع رغوة سائل الغسيل على وجنتها و وجهها لتضحك من مشاكسته لها...
سعد بتساؤل: البنات فين مش معقوله يسيبوكي كده.

تنهدت داليا بحيرة: والله ما عارفة مالهم النهاردة راجعين قالبين وشهم وعدل ع أوضهم دول حتى لا تغدوا ولا تعشوا وأنا من خـ.ـنـ.ـقتي لوحدي قولت أعمل حملة تنظيف
سعد بشرود: ماعرفتيش مالهم
داليا بجهل: لا والله، كل ما اسألهم بيردو بحاجات تافهة مـ.ـا.تخشش بعقل طفل
سعد بقلق: نخلص وأطلع أشوف حكايتهم إيه
- لا خليها لبكره سيبهم ياخدو مساحتهم، مش عايزين نخـ.ـنـ.ـقهم بخـ.ـو.فنا عليهم
- طب هيجيني نوم ازاي وهما كده لازم أفهم مالهم.

- سيبلي حكاية النوم ده عليا أنا، قالتها بشقاوة وهي تقف الى جانبه بعدmا قبلته بعمق من وجنته بقوة ثم أخذت ترتب الأطباق النظيفة بمكانها الخاص
وما أن انتهوا حتى احتضنها من كتفها وأخذ يصعد الدرج معها ليجدها تقول بمغزى: طب إيه، أكيد بعني المساعدة دي مش لله، عايز قصادها حاجة صح اعترف، اعترف
- كنت هاااا كنت ناوي آخد حاجة بس بعد اليوم ده...

من الشركة للمطبخ، ده أنا أبقى جدع أوووووي لو عرفت أقلع القميص حتى، أنا آخري دلوقتي أقولك تصبحي على خير، قال الأخيرة وهو يريد أن يدخل غرفتهم بهروب منها ولكن منعته ما إن أمسكته من ذراعه
- والله أبدا لازم أكافئك بعد تعبك معايا، واذا كان ع القميص أنا هتولى المهمة دي، قالت الأخيرة وضحكت ما إن وجدته ينفجر بالضحك عليها
ليجرها من رأسها نحوه ويقبل جبهتها وهو يقول
- بحبك يادودو.

- وأنا كمان بحبك يا سقف بيتي وفرحة عمري...
بس بردو مش هسيبك، تعالى بس، الليلة يعني الليلة ياعمدة افهمها بقى، قالتها وهي تسحبه معها للداخل ثم أغلقت الباب خلفهم.
تقف في شرفتها تتأمل السماء الصافية والبدر المكتمل، ينسدل شعرها الأسود الطويل على كتفيها وظهرها لتتطاير منه خصلاتها بين الحينة والأخرى بفعل الهواء ليشكل فوضى محببة حولها ليزيدها سحرا وجمالا، كانت رشيقة ومميزة بملامحها الهادئة ولكن ما إن تتمعن بها تلاحظ إرهاقها واحمرار إحدى وجنتيها وحـ.ـز.نها المفرط الذي يملأ عينيها...

نظرت الى شاشة هاتفها لترى هناك رسائل عديدة منه ومكالمـ.ـا.ت لا تحصى ولكنها لم ترد ولا على واحدة منهم، لم تحظره بل ستدعه هكذا يبعث ويبعث وهي تنظر فقط ولن ترد عليه ابدا، وكلما زاد بإعتذاراته وتبريراته لها زادت هي حقدا عليه، كيف يتجرأ على ضـ.ـر.بها، من يكون ليفعل هذا بها ويهينها بهذه الطريقة.

فاقت من ما هي فيه والتفتت ودخلت الى غرفتها ما إن وجدت سيلين تدخل عليها وهي تزم شفتيها بزعل، وهذا ماجعلها تتنهد بو.جـ.ـع فعلى على مايبدو بأن الاخرى ليست بأحسن حال منها ومن دون أن تنطق بحرف حتى فتحت ذراعيها لها
لتركض لها سيلين وترتمي بأحضان اختها الكبيرة التي استقبلتها بترحاب وهي تحاوطها بحنان ثم أخذت تمسد على شعرها بحب وبعد مرور ثواني مرت عليهم سألتها ميرال بخفوت
- مالك؟

- مـ.ـا.تشغليش بالك فيا، مافيش حاجة جديدة زي العادة يعني مخـ.ـنـ.ـوقة من كل حاجة حوليا ولسه متأقلمتش ع الوضع اللي انا فيه، وأنتي، قالتها وهي تبتعد عنها ولكن سرعان ما شهقت وهي تمسك وجهها وتقول
- ماله وشك! مين اللي ضـ.ـر.بك كده؟
ابتسمت لها ميرال بهدوء وهي تقول بعدmا أبعدت يديها عنها: والله يا سيلين عليكي حاجات...
قاطعتها سيلين بأعتراض: بلاش طريقتك دي وقوليلي وشك أحمر كده ليه؟!

- أنا انضـ.ـر.بت بباب العربية النهاردة الصبح بس هي دي الحكاية كلها وحطتلها مرهم لحد بكرة هتبقى تمام مـ.ـا.تكبريهاش بقا لحسن ماما تسمعك وتعملي تحقيق
لم تقتنع الأخرى بما قالت لذلك انفجرت بها بغضب
وهي تقول: باب إيه وعربية إيه،! ميرال أنتي كـ.ـد.ابه، بتكدبي عليا. قوليلي مين اللي عمل فيكي كده احسلك يا اما هروح وأقول ل بابا واخليه هو يعرف بطريقته ووقتها انا هروحله و اكـ.ـسرلك دmاغه واديله بدل الكف ده عشرة.

ضحكت ميرال على رد فعلها هذا لتقول بعدها
- حيلك حيلك، إيه الفيلم ده كله، صدقيني محدش يقدر يضـ.ـر.بني ولو حصل أنا بعرف آخد حقي كويس من اللي عمل كده
- ياسين مش كده، ما إن قالتها حتى نظرت لها أختها بعتاب وهي تقول: سيلين وبعدين بقى ما قولتلك اللي حصل، وبعدين سيبك مني أنتي بقالك مدة مش طبيعية وانا واخده باللى من ده كويس اوي بس قولت اسيبك على راحتك لحد ما تيجي وتقوليلي كل حاجة من نفسك.

ذهبت سيلين وجلست على الأريكة وهي تقول بتهرب: مافيش حاجة
نظرت لها ميرال من طرف عينيها ثم ذهبت نحوها وهي تقول: و دلوقتي مين فينا اللي كـ.ـد.اب
التفتت لها سيلين وقالت يضحك: احنا الاتنين
رفعت ساقيها بعدmا جلست على الأريكة بحماس وهي تقول: اممممم كنت عارفة، يالا هاتي اللي عندك
سيلين بتذمر: كده غش كل مرة بتعملي كده اعترف أنا وأنتي مـ.ـا.تقوليش حاجة...
ميرال بصرامة مصطنعة
- سيلي بقولك هاتي اللي عندك.

تأفأفت منها الاخرى فهي لا تستطيع الهروب منها لتقول: بصراحة كده من يوم ما جينا هنا وشاهين بدايقني ومش راضي يسبني بحالي أبدا
ميرال بصدmة: شاهين مين؟
- هيكون مين يعني، شاهين اللداغ أخو ياسين
فتحت عينيها وقال بذهول: بتهزري صح
- لاء
- غريبة
- اي الغريب في كده
- الراجـ.ـل ده تقيل بشكل مزعج ومش بينطق حرف
بتسمعي صوته نادرا، على عكس أخوه تماما ميعرفش يسكت نهائي، عايزة تقنعيني إن ده بيزعجك!

كرمشت سيلين وجهها بضجر وقالت
- هو ده اللي لفت نظرك ياميرال بس من كل اللي بيحصل حولينا
ميرال بجدية ممزوجة بترقب: قصدك ايه؟
سيلين بشك كبير: مين دول اصلا ياميروا، دخلوا حياتنا فجأة ليه، فكري فيها كده وهتلاقي إن أكيد في مغزى من كل ده وسر كبير كمان
لتقول ميرال باستغراب ومنطق طبيعي لأي انسان نقي من داخله لا يستوعب وساخة العالم الذي حوله.

- إيه التفكير ده؟ شوفي يا حبيبتي الذكاء حلو آه بس لما يقلب خيال تبقى النتيجة مش حلوة ولا واقعية
- ليه بتقولي كده، ما إن قالتها سيلين بأحباط حتى اوضحت الأخرى رأيها بمنتهى الهدوء
- لأنه كلامك ده غير منطقي يقلبي، يعني هيكونوا عايزين مننا إيه مثلا، بالكتير يعني يلعبوا علينا.

بس ده بيعتمد على تربيتنا وأخلاقنا إن كنا هنسمح بده أو لاء، وبعدين بالزمن اللي احنا في ده مش هتلاقي راجـ.ـل عدا التلاتين بيجري ورا وحدة عشان غريزة او رغبة معينة لأن ده متوفر بطرق سهلة اوي في أيامنا دي مش محتاج يتعب نفسه
سيلين بأصرار على شكها: بس أنا حاسة إن في حاجة أكبر من كده وراهم
ميرال بمسايرة: خلاص ياستي و عشان احساسك ده زيدي حرصك على نفسك وما تبقيش معه بمكان واحد وبكده هتلاقيه زهق وبعد.

أومأت لها وهي تقول بقلة حيلة: هعمل اللي قولتي عليه وأما نشوف أخرتها ايه مع رجـ.ـا.لة عيلة اللداغ دول
- أخرتها كحلي يقلب أختك
- أسود وأنتي الصادقة، قالتها بضجر وهي تحرك يدها بلامبالاة لتحتضنها الأخرى وهي تضحك عليها و على تعابير وجهها
في الواحات كان يجلس وهو ينظر الى هجان الذي كان مستلقي على ظهره وجسده عبـ.ـارة عن كدmـ.ـا.ت
حرفيا لايوجد به شئ سليم، حتى أصابع يده مصابة ومتورمة من ضـ.ـر.ب الهجين له.

ليقول رامي بضجر من هزيمتهم النكراء هذه
- يعني بعد مابعولنا بضاعتهم بسعر اضعاف السوق احنا هنسيبهم كده يعلموا علينا مرة ورا التانية و مش هنعمل حاجة ناخد بيها حقنا منهم.

- لاء طبعا هناخد، مستحيل أسيب حقي من الهجين بس المرادي محتاج وقت عشان أكـ.ـسره عشان أشفى فيه وبكده هخليهم يطمنه من ناحيتي ويصدقو نفسهم بأنهم قدرو يكـ.ـسروني و وقتها مش هيركزوا معايا و نيجي نديهم الضـ.ـر.بة اللي هي، بس أنت أوعى تتسرع وتعمل أي حاجة من ورايا.

- لاء اطمن مش هعمل حاجة، بس أنا مش هيهدالي بال غير لما اد.بـ.ـح يحيى وأشرب من دmه، و وقتها بس هترجعلي غالية وتبقى ليا زي ما كانت، قال كلامه الاخير مع نفسه بشر وهو يتوعد بالمـ.ـو.ت لذلك الذي سرق منه خطيبته وفتاته التي كان يحلم بها.

في وقت متأخر جدا بالتحديد الساعة الرابعة فجرا أي قبل شروق الشمس بساعة دخل شقته وهو يترنح قليلا بخطواته، ليتوجه نحو غرفته وهو يمسد على صدغه بتعب شـ.ـديد فهو يشعر بثقل برأسه فظيع كل ما يريده الآن هو أن يصل الى السرير ليرمي نفسه عليه
ولكن ما إن فتح الباب واقترب من هدفه حتى توقف بمكانه باستغراب عنـ.ـد.ما وجد تلك المتطفلة تستحل مكانه وكأنه ملكها بالوراثة...

اقترب من السرير أكثر وجلس على ركبتيه ليصبح أمامها وهو يمرر نظره عليها وكأنه يريد أن يرسمها بداخله، كانت نائمة بعمق وفمها مفتوح بطريقة جعلته يتمنى أن يقبلها...
وبرغم شعرها المنكوش وخدها المحمر المطبوع عليه أثر الوسادة. إلا أنها كانت آية من الحسن والجمال بنظره هو. فوجهها بالنسبة له كالشمس المشعة.

تضيئ حياته المعتمة، ومع هذا كله لا يكتمل جمالها إلا عنـ.ـد.ما يراها تغتاظ منه بشعرها الغير مهنـ.ـد.م دائما، يا الله كم يحب ان يغضبها ويستفزها ليرى حدة نظراتها له أما ابتسامتها الهازئة وشمـ.ـا.تتها العلنية به فهذه حكاية أخرى.

نظر لها وهو يتنهد بعدm رضا فهي كـ.ـسرت قاعدته التي تنص على أن الجمال أمام الغباء، ولكن عن أي غباء نتكلم نحن، فزوجته هذه تملك عقل وكرامة رجل ترفض الإهانة ليس كا قريناتها التي يعرفهم، وإن ضـ.ـر.بها لا تبكي بل تعود وتضـ.ـر.به بلسانها الذي أشبه بالسوط
وتحاول بكل قوتها أن تنتقم منه وتأخذ منه حقها
تنسى ضعفها وجسدها الضئيل وتبدأ بمهاجمته بشراسة وكأنها رجل مثله و بقوته لتتحداه...

لم يرى في حياته أحد يملك عزة نفس ولا كبرياء مثلها
سحب يدها الصغيرة له ليقبل باطن كفها بعمق ثم أخذ يقترب منها برأسه وهو يستنشق رائحة الشامبو المنبعثه منها على مايبدو بإنها استحمت ونامت.
أخذ يفكر؟ لما رائحة ذلك الشامبو العادي بكل هذا الاغراء عليها، هل السبب به أم بها هي.

لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفن أنفه بنحرها ويسحب أكبر عدد ممكن من عطرها الأخاذ وما إن عاد الكرة وهو يمرمغ وجهه على بشرتها حتى أخذت تتململ وهي تدفع ثقله عنها بانزعاج
وما ان استجاب لها وابتعد حتى وجدها بدأت تستفيق لتفتح إحدى عينيها والاخرى مازالت مغلقة
ثم أخذت بعدها ترمش بجفنيها وهي تقطب جبينها تحاول أن تستوعب الأمر.

سرعان ما كرمشت ملامحها بضيق عنـ.ـد.ما وضحت الصورة لها لترى كابوسها البشع يتجسد أمامها بالحقيقة، نهضت بكسل وهي تتثاوب بنعاس وتمط ذراعيها باسترخاء لتقول بعدها باشمئزاز وهي تلملم خصلاتها المنتشرة بجميع الاتجاهات
- اعوذ بالله من غضب الله أنا عملت إيه بس في حياتي عشان أصحى ألاقيك قدامي كده، وبعدين إيه ريحتك دي أنت شارب الهباب بتاعك صح
نهض وهو يقول بتعالي: أشرب أو لاء ده شئ مايخصكيش يا حلوة...

غالية بنفي: لاء يخصني، أنا خلاص مبقتش مستحملة العيشة دي وكله كوم و إنك ترجعلي شارب ده كوم تاني...
- ده اللي عندي عاجبك كان بها مش عاجبك قدامك حيطان الشقة كلها ارزعي دmاغك باللي يعجبك، قالها وهو يمرر ظهر أنامله على خدها ليبتسم عنـ.ـد.ما وجدها تبعد وجهها عنه باختناق. جلس الى جانبها وأكمل باستفسار مزعج.

- مالك كل لما ألمسك بتقلبي وشك كده ليه، لازم تتقبلي زواجنا خلاص، أنا نصيبك وحاضرك ومستقبلك انسي الماضي لأنه عمره ماهيرجع، حتى لو مت مش هسمحلك تنجمعي فيه
غالية باستفهام: مين ده اللي مش هتسمح أبقى معه.

- رامي، ما إن نطق باسمه حتى تغيرت ملامحها الى القرف لتنطق بطريقة وكأن هناك من عصر الحامض بفمها: أععععععع مين ده كمان عشان لما أخلص منك أروحله، جاتك داهية أنت وهو، أنتم عاملين زي الوش والقفا لشعار الوساخة
تجاهل استحقارها له وماقرنته مع عدوه وركز فقط على عدm رغبتها بالاخر: يعني أنتي مش بتحبيه.

رفعت غالية طرف شفتيها الى الأعلى بعدm رضا وهي تقول- أنا أحب واحد صـ.ـا.يع ضايع مايتخيرش عنك ليه ما كنت أنت أولى وزي مابيقوله جحا أولى بلحم توره، بس زي ما أنت شايف كده أنا ماليش بصنفكم العرة ده
صعق من ردها هذا وكاد أن يضـ.ـر.بها كف يجعلها تبتلع لسانها الطول إلا أن رنين الهاتف قطع عليه أفكاره هذا ليرفع هاتفه ويضعه على أذنه بانصات وهو يكز على أسنانه بانفعال منها ولم ينطق سوا ب
- تمام اعتبره حصل.

أنهى المكالمة وهو يرمي الهاتف على الفراش ثم نهض ينزع قميصه ليليه بنطاله لتصرخ به بخجل وهي تستدير الى الجهة المعاكسة له وتقول
- احترم نفسك إيه أنت اللي بتعمله ده
يحيى ببرود متعمدا ليجعلها تغتاظ
- هكون بعمل إيه يعني بقلع هدومي عايز آخد دوش
لترد عليه وهي على نفس وضعها: اقلع بالحمام
نظر لها يحيى بستغراب وقال: مالك مكسوفه كده ليه ده اللي يسمع يقول غريب قدامك بيقلع مش جوزك ويمكن كمان تكوني حامل مني.

اقتضب وجهها من ما سمعته منه حتى قالت بسخرية بعدmا نهضت من مكانها و وقفت أمامه
- هو أنت مفكر إنك تممت جوازك مني في الليلة اياها لما لاقيتني تحت بير السلم، بليزززز يحيى بلاش تضحكني بالله عليك وتقولي إنك صدقت إني سمحتلك بقرفك ده تقرب مني، ده أنا أمـ.ـو.ت ولا اخلي واحد زيك يلمسني لاااا وفوقيها سـ.ـكـ.ـر.ان يعني مش بس حثالة زي ما كنت مفكرة لاااا ده أنت طلعت زنديق كمان...

ما إن نطقت كلمـ.ـا.تها هذه حتى غصت وبرزت عينيها للخارج عنـ.ـد.ما وجدته بلمح البصر يرميها على السرير وهو يطبق على عنقها بكفه فقد جن جنونه عليها حقا...
أخذت تعافر بكل قوتها لكي تفك نفسها وتحصل على الهواء ولكن كان كالأفعى ملتف حول رقبتها بأحكام
بعد ثواني من هجومه عليها اخذ يخفف من قبضته بالتدريج ليتركها تماما وينهض ثم أخذ يصـ.ـر.خ بها بغضب أسود وهو يأخذ الغرفة ذهابا وأيابا.

- ده أنتي لو حالفة إن نهايتك تكون على ايدي مش هتعملي كده، صدقيني أقدر أربطك دلوقتي واعمل فيكي اللي ييجي على مزاجي بس مش أنا اللي أفرض نفسي على وحدة بالحاجات دي...
فعشان كده بلاش تخليني أطلع عن طوري وأعمل حاجة أنا مش حاببها تعملها معاكي واخليكي تكرهيني فوق ما أنتي كرهاني، اتقي شري يا غلااااا. ساااامعة اتقي شري، عشان أنتي مش قده...

ألقى مابجعبته من كلمـ.ـا.ت سامة على مسامعها ثم تركها وذهب نحو الحمام بعدmا أخذ هاتفه معه وبأقل من عشر دقائق خرج وأخذ يغير ثيابه بحضورها دون اي مراعاة لها وما إن انتهى من أناقته وهو يرش عطره حتى التفت لها وقال بأمر
- قومي اقفلي الباب ورايا واوعي تفتحي لحد أنا عندي شغل ومش هرجع النهاردة يعني لو تأخرت لحد بكرة مـ.ـا.تخافيش عليا
- اللهي تروح مـ.ـا.ترجع
تشنج فكه وهو ينظر لها ثم قال.

- تصدقي بالله أنتي محتاجة إني أربيكي من أول وجديد بس لما افضالك ياعصفورة إن ماقصقصت ريشك واديتك على دmاغك مابقاش أنا يحيى اللداغ قال الأخيرة ثم تركها وخرج لتلحق به وهي تقول بغـ.ـيظ
- ربي نفسك الأول بعدين ابقى فكر إنك تربي غيرك.

زاد غـ.ـيظها أضعاف عنـ.ـد.ما وجدته يتجاهلها تماما وهو يخرج من الشقة بأكملها ويغلق الباب خلفه لتذهب وتغلقه من الداخل بالمفتاح ثم رجعت الى الغرفة وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وتضـ.ـر.ب قدmها على الأرض بقوة بين الحينة والأخرى وكأن كل ماقالته له لم يشفي غليها بعد
في المستودع الخاص ب شاهين، كان يمارس تمارين الضغط بكل عنف وهو ينهج وكلمـ.ـا.تها وتحليلاتها مازالت تتكرر بذهنه دون توقف...

عض شفته السفلية بقوة وهو يفكر بإنه يجب ان يبعدها عن طريقهم دون أن يؤذيها ف تلك الحمقاء غرورها سيؤدي بها الى الهلاك لا محالة إن لم يتدخل هو،!
- مالك ياشاهين في حاجة شغلاك، قالها ياسين وهو ينظر له بترقب لينهض الآخر بشكل مفاجئ وأخذ يجفف عرقه بالمنشفه وهو يقول بشرود
- حاجات مش حاجة وحدة بس
ياسين بتساؤل: ممكن أعرف إيه هما؟

رمى المنشفة بأهمال وضيق ثم ذهب نحو قضبان حديدية عاليه معمولة على شكل أفقي ليمسك به وأخذ يرفع جسده بها للأعلى وهو يقول بغضب بـ.ـارد
- غالب منصور، الراجـ.ـل ده عايز إيه بالضبط. دي المرة التانية بيقدm عرض الشراكة ويترفض...
والليلة كمان في حفلة لرجـ.ـال الأعمال و أكيد هو مش هيضيع الفرصة دي وهيفتح الموضوع ده، فعشان كده عايزك تعرفلي هو عايز إيه بالضبط، جياته ع الشركة وعزومـ.ـا.ته كترت، ايه هو ماوراهوش غيرنا ولا إيه.

وقف ياسين أمامه ثم قال بسخرية: هو أنت فعلا ياهجين مش عارف هو عايز إيه بجد ولا أنت حابب أأكدلك شكوكك اللي مطيره النوم من عينك
ترك نفسه ليسقط على قدmيه بخفة وهو يقول بحدة
شرسة متوعدة: يعني اللي في بالي صح
ياسين بتأكيد: وصح الصح كمان...
- يعني هو بيعمل كل ده عشان، ما إن قالها حتى أكمل عنه أخيه وهو يقول
- سيلين، عشان سيلين...
وضع يديه على خاصرتيه وقال بتساؤل
- قولتلي الحفلة النهاردة الساعة كام.

ياسين بمراوغه ترفع الضغط: ألااااا هو أنت مش قولت إنك مالكش بو.جـ.ـع الدmاغ ده ومش هتيجي معانا...
- ياااااسين!
ياسين بأعتراف سريع و مضحك: الحفلة الساعة تمانية وسعد هيكون موجود كمان وأنا ويحيى رايحين لو حابب تيجي معانا ده هيبقى شرف لينا أكيد
- سعد! غريبة مع أنه مالوش بالأجواء دي زيي.
- صح، وهو أصلا رفض أنه ييجي بس غالب اتصل فيه وأصر أنه ييجي بعيلته
- عرفت أزاي؟

- كنت معاه بالمكتب لما اتصل فيه، ما إن قالها ياسين حتى كز الآخر على أسنانه بغضب وأخذ يقول من بينهم: غالب ده عامل زي الحجر في طريقنا لازم نتخلص منه عشان نعرف نكمل براحتنا، احنا مش ناقصين و.جـ.ـع الدmاغ ده، يا تتصرف انت يا هتصرف انا
ابتسم ياسين بتهكم شـ.ـديد ليقول بعدها بشكل مباشر فهو لم يفوت عليه ملاحظة تغير أخيه بالآونة الأخيرة.

- وليه كل ده يا شاهين، طالما هي عجباك كده مـ.ـا.تخدها وبلاش اللف والدوران ده، هو أنا اللي هعلمك بردو ولا إيه
أومأ له شاهين وهو يقول بتوعد خطير: ما أنا هاخدها ليا بس لما تجيلي برجليها وبمزاجها لحد عندي
وضع ياسين يديه بجيب بنطاله وهو يقول بتفكير
- مش هيحصل لو مرمتلهاش طعم في الأول لو كانت دي نيتك معاها
- وده اللي هعمله، واللي عايزه أنا هيحصل بموافقتها أو لاء مش هتفرق عندي.

ليقول ياسين وهو ينظر له بذهول من اصراره عليها
- ماكنتش أعرف إنها عجباك بالشكل ده
شاهين بنفي: مش حكاية عجباني
ياسين بترقب: أومال إيه
- مش شغلك ده، خليك في حالك، ما إن قالها بجمود وهو يتخطاه حتى نطق ياسين بغـ.ـيظ
- اشمعنى أنت عارف كل تحركاتي وأنا مش عارف عنك حاجة
شاهين بلا مبالاة: هو حد قالك قول، أنت اللي بتيجي تلت عندي وتدوشني.

- بقى كده، ماشي، بس بردو لازم تعرف إن سيلين دي مش سهلة خالص، قالها بتحذر ليلتفت له شاهين وهو يقول بترقب
- عرفت ازاي؟
- ما أنا شفتها بالشركة وكلمتها...
قاطعه وهو يسحبه من ثيابه وهو يقول بغيرة نارية ممزوجة بخـ.ـو.ف.

- مالكش دعوة بيها يااااا ياسين مـ.ـا.تحولشششش أبدا تقرب منها ومتحومش حوليها ومتدخلهاش بحوارتنا، و أوعى هاااا أوعى أخبـ.ـارها تصل سلطان بأي شكل كان لأن وقتها أكيد مش هيسيبها في حالها وأنا وأنت عارفين وساخته ممكن تعمل فيها إيه
- اهدى كده يا شاهين هو في إيه لكل ده، أنا مش عايز غير أختها وأنت عارف ده كويس وكلامي معاها ماكنش غير صدفة، صمت قليلا ثم أكمل بتحذير...

بس أنت سيطر على انفعالاتك لأن لو الحاج سلطان شاف ردة فعلك دي عليها هيأذيها بجد صدقني لأن وقتها هيحس بخطر منها عليك، وبدل مايلوي دراع سعد ببـ.ـنته هيلاقي دراعه هو اللي تتلوى بيك لما يلاقيك بالشكل ده مـ.ـجـ.ـنو.ن عليها، وبعدين كده شكلك نسيت تارنا مع أبوهم، يعني آخرك معاها ليلة مش أكتر من كده
- أنا مش ناسي ومخطط لكل حاجة من قبل مـ.ـا.تحصل.

حتى، وسعد ده نهايته على يدي بس بعد ما آخد منه بـ.ـنته وأحرق قلبه عليها، ووقتها هخليه يعفن ويمـ.ـو.ت بالسـ.ـجـ.ـن وهو بيتمنى حد بس يطمنه عليها
ومش هيلاقي الحد ده...
ضحك ياسين بخبث وهو يقول بمكر لا يستاهان به.

- حلووووو أوي ياهجين ايوة كده انزل الملعب وعلمهم أصول اللعب بيكون ازاي، أما أنا بقى ناوي أرميله بـ.ـنته التانية قصاد عينه مكـ.ـسورة و وقتها مش هتكون نافعة لحاجة وهخليه يمـ.ـو.ت ألف مـ.ـو.ته مع كل لحظة بيشوفها قدامه كده لا حول لها ولا قوة...
- وبكده هنكون قضينا على سعد الجندي حرفيا.
قالها شاهين وهو شارد بتفكير للمستقبل المجهول
، هل سيمشي كل شئ كما خطط وأراد هو أم هناك تغيرات ستحصل رغما عنه.

في فيلا الجندي فتح سعد الباب على ميرال بعدmا طرق الباب بهدوء وما إن دخل حتى ابتسم بمحبة عليهم وعلى وضعهم هذا عنـ.ـد.ما وجدهم ينامون
كالقطط الصغيرة يختبؤن داخل بعضهم البعض
بشكل لطيف خـ.ـطـ.ـفوا به لب قلبه. وهنا تأكد بأن هناك شئ يزعجهم حقا، فهو يعرفهم من صغرهم كلما انزعجوا لجأوا لأحضان بعض...

ذهب وجلس على طرف السرير واخذ يمرر يده على رأس سيلين بحنان يكفي العالم ثم انتقل الى رأس ميرال ليقبلهم من صدغهم واحدة تلوى الأخرى ثم أخذ يوقظهم بحنية
- حبايب قلبي، اصحوا بقا عشان نفطر سوا...
ده انتم وحشيني أوي من امبـ.ـارح الظهر ماشفتكمش
يالا حبايبي، يالا
أخذت ميرال تمط نفسها وهي تقول بابتسامة
- صباح الخير يا بابا.

ليقول سعد بابتسامة أوسع منها: صباح النوم ياميرو. يا لا قومي اغسلي وشك الحلو ده لغاية ما اصحي الكسلانة التانية
- حاضر
- حبيبة قلب أبوها اللي بتسمع الكلام وبتريحه، يا لا ياسيلي اصحي أنتي كمان
- سيبوني أنام شوية أنا نعساااانة، قالتها بتذمر وهي ترفع الغطاء عليها ولكن سرعان ما عكشت وجهها عنـ.ـد.ما سحبه عنها وهو يقول برفض
- مافيش نوم في صحيان وبس
سيلين بتوسل: خمس دقايق بس عشان خاطري...

تنهد سعد بصبر وقال: يابـ.ـنتي اصحي الساعة داخلة على تسعة وأنا تأخرت ع الشغل بس ماحبتش أخرج من غير ما اطمن عليكم
- أنا كويسه يا لا بقى روح شغلك وسبني أنام، قالتها وهي تدفع يده عنها ولكن هيهات أن يستسلم والدها لعنادها هذا، قرصها من وجنتها وهو يقول
- أروح ازاي وأنتي وحشاني
فتحت عينيها بسعادة وهي تقول
- بجد وحشاك
سعد بتأكيد: طبعا، ده أنتي عندي أغلى من نور عنيا.

- ربنا ما يحرمني منك ولا من حنيتك يا أحلى بابي بالدنيا
- طب يا لا اصحي
- حاضر صحيت أهو، صباح الخير، قالتها وهي تنهض وتقبل وجنته ثم سندت رأسها على كتفه لتغفى مرة أخرى لينفجر عليها والدها بالضحك وهو يراها بهذا الشكل نهض عن السرير وأجبرها على النهوض وهو يسندها عليه ثم أخذها نحو الحمام بعدmا خرجت اختها وهو يقول لها
- أنتم نمتم الساعة كام عشان يكون شكلكم الصبح كده
سيلين وهي تتثاوب: تلاتة الفجر.

- ليه بس كده حـ.ـر.ام عليكم صحتكم، قالها وهو يفتح صنبور الماء واخذ يغسل وجهها بيده والابتسامه تشق وجهه باتساع فهذا الموقف جعله يعود الى أيام الدراسة عنـ.ـد.ما كان يجبرها على النهوض باكرا
سحب فرشة أسنانها و وضع عليه معجون الأسنان ثم دحسه بفمها وهو يضحك عليها وما إن انتهى حتى تركها وخرج وهو يقول
- غيروا هدومكم بسرعة وانزلوا أنا مستنيكم تحت اوعوا تتأخروا.

في الأسفل كانت داليا ترتب السفرة لتبتسم بعشق ما إن رأت زوجها الحبيب ينزل الدرج وهو يضحك بسعادة مما جعلها تقول وهي تقترب منه
- أحلى صباح ده والا إيه
وقف أمامها ونظر خلفه ليتأكد بأنه لا يوجد أحد ليلتفت لها وهو يسـ.ـر.ق منها قبلة سريعة من ثغرها وهو يقول: ده أنتي الصباح والمساء ويومي كله بجميع اوقاته
- ياسيدي ع الحب اللي ولع بالدره ده، قالتها ميرال وهي تنزل السلم لتأتي خلفها أختها وهي تقول بغيرة.

- أومال أنا فين من كل الدلع ده والا هو بس ل مامي
نظر لها والدها: تعالي ياعفريته هو أنا عندي أغلى ولا أطعم ولا أشقى منك عشان أدلعه، قالها وهو يفتح ذراعه لها لتأتي على الفور الى أحضانه والابتسامة تشق وجهها ولكن سرعان ما نظرت الى والدتها التي قالت له بغيرة لا تقل عنها
- آه في ياسعد أنا
سيلين برفض: لا طبعا مافيش غيري...

حاوطهم سعد بذراعيه ليضمهم لصدره ثم أخذ يقبل رأسهم وهو يقول بعدmا رمى ميرال بقبلة بالهواء: ربنا لا يحرمني منكم ولا من لمتكم دي حوليا
رد عليه الثلاثة معا: ااااامين
- طب يا لا نفطر اصل انا جعان أوي، قالها وهو يذهب بهم نحو الطاولة ليجلسوا حولها كعائلة جميلة لا يعكر صفائها شئ ليمر الوقت عليهم بهدوء ليكـ.ـسره سعد بعدmا شبع وحمد ربه
- جهزوا نفسكم الليلة عشان هتيجوا معايا حفلة عشاء لرجـ.ـال الأعمال.

داليا باستغراب: غريبة، من امتى أنت بتاخدنا مكان من غير ما أنا اتخانق معاك قبلها عشان توافق
سعد بتوضيح: العزومة دي عملها غالب منصور على شرف نزولي مصر، يعني ماينفعش أرفض وهو بنفسه كلمني وأكد عليا إنكم تيجوا معايا
- و ايه المقابل من كل ده، قالتها ميرال بترقب وهي تنظر لوالدها الذي بادلها النظرات بعدm معرفة صريحة لطلبات الآخر.

تدخلت سيلين بالحوار وهي تقول بجدية: والله يا بابا أنا مش برتاح للناس اللي حوليك دول حضرتك كنت دايما حريص لما كنا بلوس انجلوس وتقول إن احنا ببلد غريبة عننا ولازم ناخد بالنا من كل حركة نعملها لأن اللي قصادنا مش مضمون.

بس بعد ما حرمتني من حلمي وخليتنا نسيب حياتنا هناك ونزلتنا مصر أحب أقولك إن هنا أخطر بكتير من اللي كنا عايشين فيه، على الأقل لو كانوا عايزين حاجة مننا بيطلبوها على الملأ مش زي هنا الكل بيضحك بوشك مش عارف مين اللي معاك ومين اللي عليك، ولا إنك عارف طعنة الغدر هتجيك منين، ممكن تستغربوا كلامي ده بس ده رأيي وده اللي أنا بحسه من يوم ما جينا هنا...

فعشان كده أنا مش جاية معاكم الحفلة دي. عشان أنا مش مجبرة أجامل حد أنا مش طايقاه...
صمتت قليلا ثم شربت الماء وأكملت، الحمدلله شبعت، أنا هخرج بقا اتمشى شوية عن أذنكم
قالتها وهي تنهض بعدmا رمت منديلها على الطاولة
ثم تركتهم وخرجت من الفيلا باكملها لتنهض ميرال هي أيضا و تقول
- أنا كمان هطلع عشان عندي مشوار كده هعمله وبعدها هلحقك ع الشركة ماشي يا بابا
- ماشي يا حبيبتي.

- سلام، قالتها وهي تقبله من وجنته ثم ذهبت لوالدتها وقبلتها أيضا وما إن خرجت حتى نظر سعد الى اثرهم بحـ.ـز.ن ثم قال
- شفتي يا داليا، سيلين لسه زعلانة مني عشان خليتها تسيب شغلها هناك، وميرال مش زي زمان حاسس انها زعلانه كمان
طبطبت داليا على كفه وقالت: معلش يا حبيبي، مع الوقت كل شى هيبقى تمام
- تفتكري!
- قول يارب
- يارب ما تو.جـ.ـعش قلبي بيهم أنا مش حمل و.جـ.ـعهم بعد العمر ده كله
- اللهم آمين يا حبيبي اللهم آمين.

الوكر بالتحديد في شقة سلطان ابتعد عنها وهو يرمى نفسه على ظهره بانتشاء لتسحب الأخرى الفراش عليها وهي تقترب منه لتسند رأسها على صدره لتقول بعدها بتساؤل ما إن رأته شارد بعالمه
- ممكن أعرف بتفكر في إيه
- بتسألي ليه يا زينة
زينه بدلع: أبدا يا حاج أنا بس شايفاك شايل هم كبير وأنا عايزة اشيله معاك
تنهد سلطان وأخذ يلعب بخصلاتها وهو يقول: مشغول في شوية حاجات مـ.ـا.تشغليش بالك أنتي
زينة بفضول: ايوة في إيه يعني.

سلطان بنفعال: ااااالله وأنتي مالك
- أنا بس كان غرضي أطمن لحسن تكون لافف على وحدة كده والا كده وتسرقك مني...
- مين دي اللي تقدر تسرقني منك
- في كتير يقدروا يعملوا كده، ده كيد النساء مذكور بالقرآن...
سلطان بسخرية: إيه ده يازينة أنتي طلعتي بتخري إيمان وتقوى، تصدقي ماعرفتكيش
ابتعدت عنه وهي تقول بزعل ودلع
- بتتريق عليا يا حاج
- ما أنتي اللي بتجيبيه لنفسك بصراحة.

ضـ.ـر.بته على كتفه وهي تقول- الحق عليا يعني ده بدل ما طمني بكلمتين
- اطمنك من إيه بس!
زينة بمشاعر مزيفة: أنا خايفة ممكن أي ست تلف حوليك وتملي قلبك قبل عنيك
- ليه هو أنتي ماليا قلبي وأنا معرفش
- يعني إيه
- يعني أنتي آخرك تعيشي في بيتي تملي سريري بس إنك تملي قلبي دي جديدة دي، وبعدين تعالي هنا هو احنا من امتى بتوع حب والكلام الفارغ ده
- حبيت أعيش الدور. فيها ايه، لازم تكبتني كده كل مرة يعني.

- عيشي أحلام على قد سنك
- بقا كده، طب شوف مين اللي يمشيلك شغلك بعد كده، أنا زعلت منك خلاص شوفلك غيري
- لاااا أنا مستحيل استغني عن خدmـ.ـا.تك، ده حتى في واحد في بالي عايزاك تضبطيه ب ليلة من لياليكي اللي بتعلي المزاج
- نعمممممم
- اااالله، في إيه هي أول مرة ولا إيه ده أنا ببعتك لكل حبايبنا الكبـ.ـار جت على ده يعني وقولتي لاء...
ده بدل مـ.ـا.تشكريني إني بأشهرك بعالم الرذيلة وبعملك سيط وسطهم.

زينة بتفكير- ايوة بس ده غريب مش مننا وعلينا زي البقية
سلطان باستفهام: عرفتي منين انه غريب
زينة بتوضيح: من طريقة كلامك عليه، لأن لو كان معرفة كنت اديتني العنوان وخلصنا
- ذكية، هااا قولتي ايه موافقة
زينة بتردد: لاء بردو الحكاية دي محتاجة تفكير مش هتتاخد كده
سلطان بقبول: وماله فكري فيها ياستهم كلهم ولو وافقتي ونفذتي اللي هقولك عليه بالحرف هيبقى ليكي عندي حلاوة كبيرة.

- ماشي هفكر، بس تعالى نفكر سوا و وريني ادائك لأن شكلي كده نسيته، قالتها وسحبته عليها وهي تكمل بعقلها، والله لولا شاهين ما كنت أكمل معاك أبدا بس أنت الوحيد اللي تقدر توصلني ليه
في فيلا الجندي قبل المغرب بقليل جلست داليا الى جانب سيلين التي كانت تتابع أحد الأفلام الأجنبية بانـ.ـد.ماج وتأكل الفشار، لتقطع انـ.ـد.ماجها هذا عنـ.ـد.ما قالت بحب وهو تمسد على راسها
- حبيبتي مش هتغيري رأيك وتيجي معانا الحفلة.

- وأغيره ليه، قالتها وهي تمضغ الفشار بشراهة
داليا بشرح: عشان خاطر باباكي ده خرج الصبح وهو زعلان
التفتت لها وهي تقول بتركيز
- بابي خرج زعلان، ليه؟
- لأنك ومن غير مـ.ـا.تحسي عاتبتيه لأنه خلاكي تسيبي شغلك ورجعنا هنا
تنهدت سيلين بحـ.ـز.ن مبطن ثم قالت: يامامي ده شيء حصل وانتهى مافيش داعي لا أنا ولا هو نزعل عليه، وبعدين محدش عارف الخير فين.

- عليكي نور محدش عارف الخير فين فعشان كده عايزة منك تطلعي تجهزي نفسك باباكي على وصول
سيلين بستفسار: يعني لو جيت معاكم ده هيفرحه
لتقول داليا ببتسامة: أكيد
- طيب هاجي، لو ده فعلا هيخلي بابي مبسوط
- بـ.ـنتي حبيبتي اللي بتخاف على زعل باباها يا ناس
قالتها وهي تقبلها من وجنتها بقوة لتضحك سيلين عليها وهي تحتضنها بحب كبير.
دخلت مع عائلتها بهو الفندق الذي يقام به الحفل
ولكن قبل أن تذهب معهم نحو القاعة إستأذنت منهم للذهاب إلى الحمام وطلبت منهم أن يسبقوها
إبتعدت عنهم وغيرت مسارها نحو المرحاض لتعدل
وجهها و مكياجها وتغير أحمر شفاهها من العسلي الفاتح إلى الماروني الغامق فوالدتها أصرت هذه المرة ان تضع القليل فقط ولكن لم تكن سيلين إن لم تعاند وتفعل ما تريده هي...

إنحنت إلى الأمام بجذعها وأخذت تمشط خصلاتها بأصابعها لتزيد من حجمه وما إن إعتدلت بجسدها حتى أخذت تحرك رأسها يمينا وشمالا بدلال لترقص معها خصلاتها المصفف بشكل الويفي.

وما إن انتهت من وضع لمساتها الأخيرة حتى أخذت تنظر لنفسها بغرور فهي ترتدي فستان ذهبي من الحرير يلتف حول قوامها بإتقان يصل طوله إلى أسفل ركبتيها مع كم شيفون شفاف مطرز بنعومه من نفس اللون يصل إلى نهاية ذراعها مع فتحة صدر صغيرة و حذاء عالي جدا
سحبت حقيبتها الصغيرة بيدها ثم خرجت تمشي بخطوات واثقة لتتفاجئ به يقف أمامها يقطع طريقها وهو يقول بإعجاب.

- وأنا اقول إيه النور اللي هل علينا ده، كان لازم يعني أعمل الحفلة دي كلها عشان أشوفك بس
رفعت حاجبها بحدة وهي تقول
- وعايز تشوفني ليه يا غالب بيه
نظر لها كالذئب الجائع وقال
- غالب بس بلاش بيه دي
سيلين برفض
- لاء انا من رأيى إننا نحافظ على الألقاب أحسن وبعدين كنت عايز تشوفني ليه
- شغل طبعا، ما إن قالها حتى زوت مابين حاجبيها وهي تقول بإستغراب ممزوج بعدm إقتناع.

- شغل! شغل إيه ده اللي يخليك تعمل الحفلة دي كلها عشان تكلمني زي ما حضرتك بتقول
كان ممكن تكلم والدي بده ونتقابل فالشركة بطريقة رسمية أكتر من كده
- أكيد هشرحلك وجهة نظري بس مش هنتكلم هنا يا آنسه إتفضلي معايا وهتفهمي كل حاجة في وقتها
قالها وهو يفسح لها الطريق لكي تتفضل معه لتنظر له بضجر ثم تخطته وهي تود أن تصفعه بقوة فهو كائن لزج ونظراته لها تزعجها.

في داخل القاعة كان يقف الهجين عند أحد الطاولات بمفرده يراقب الأجواء بعينين كالصقر يرتدي بدلة رسمية سوداء بشكل كامل حتى قميصه كان أسود ولكنه تخلى عن ربطة العنق فهو لايهوى إرتدائها فهى تشعره بالتقيد.

وقف بإستعداد ما إن وجد سعد وعائلته يدخلون أخيرا ولكن لحظة! أين، سيلينا، هل يعقل لم تأتي معهم، عند هذه الفكرة أصبحت الاجواء باهتة بنظره دون طعم، تنهد بضجر حقيقي، لدرجة بأنه كاد أن يخرج من المكان المزعج هذا ولكن ما إن التفت بعدmا حمل متعلقاته ليخرج
حتى تجمدت أطرافه وتثبتت قدmيه بالأرض عنـ.ـد.ما وقع نظره عليها وهي تدخل بغرورها المعهود وجمالها الفاتن مع، مع آخر شخص توقع أن تدخل معه...

أخذ عقله يكرر عليه السؤال وكأنه لايريد أن يصدق عينيه، هل هي الآن حضرت الحفل برفقة غالب منصور ذلك الساذج الذي يكاد وجهه أن يتشقق من شـ.ـدة إبتسامته الواسعة فهو بالتاكيد لايصدق بأن سيلينا تقف إلى جانبه وترافقه
ولكن مازاد نيران الهجين أضعاف مضاعفة هو عنـ.ـد.ما وضع الآخر ذراعه حول خصرها الدقيق وكأنه يريد أن ينسبها له، ولكن فعلته هذه حمقاء لأنها جعلت سيلين تبتعد على الفور عن مرمى يده بإنزعاج وهي تقول.

- إيه قلة الذوق دي لو سمحت مـ.ـا.تلمسنيش
نظر لها غالب ببراءة حمل وديع
- أنا أسف بجد مش قصدي أضايقك أنا كنت حابب أساعدك بس
- شكرا وفر خدmـ.ـا.تك لغيري، كانت تتكلم بضيق ثم تركته وذهبت نحو والدها الذي ما إن رأها حتى إبتسم لها بحب
- سيلين تعالي يا حبيبتي
وقفت إلى جانب والدها بفخر وكأنها تود أن تصرخ وتقول هذا الرجل العظيم يكون والدي أنا...
علي طاولة قريبة منهم نطق يحيى ونظراته تتنقل بين شاهين و الأخرى.

- شايف اللي أنا شايفة، ده بدء يتحول
أومأ له ياسين وقال بغموض
- دي أول مرة أشوفه مايعرفش يسيطر على إنفعلاته بالطريقة دي
يحيى بمشاكسه
- شكله وقع فيها خلاص، وبصراحة هي تستاهل دي قنبلة ذرية
حرك ياسين رأسه برفض لهذه الفكرة وقال
- وقع؟ لا ماظنش بس أكيد عجباه
رد عليه يحيى بذهول
- كل ده وعجباه بسسسسس.

- ماهو الراجـ.ـل لما تعجبه ست بيعمل المستحيل عشان يوصلها إسألني أنا، قالها وهو ينظر إلى ميرال وهي تتشارك الحديث مع والدتها وإبتسامة هادئة تزيد ثغرها الجميل ليبتسم بشكل لا إرداي معها ثم ترك يحيى بمفرده و أخذ يقترب منها وكأنها تجذبه بتجاهلها كالمغناطيس برزانتها، وشخصيتها.

ولكن ما إن إلتقت عينيها الواسعة بخاصته حتى بعث لها قبلة بالهواء، فعلته هذه جعل تيار كهربائي يصيب فتاته ويقشعر جسدها بأكمله وكأن قبلته هذه وصلتها حقا
إبتسم بثقة ما إن رأى تأثيره عليها ليسحب هاتفه وبعث لها رسالة نصية محتواها ( هستناكي بالشرفة لو إتأخرتي هاجي عندك ولا هيهمني حد ) وضع هاتفه بجيب سترته ثم ذهب بقرب الشرفة بعدmا تأكد من قراءتها لرسالته.

أما ميرال مسحت رسالته التي وصلتها للتو وكأنه لم يبعث شئ ثم تنهدت وأخذت تنظر حولها لتنهض وتذهب نحو والدها الذي يقف برفقة سيلين وما إن وصلت لهم حتى قالت بإبتسامة صغيرة وهي تمد له يدها
- ممكن ترقص معايا؟
إبتسم لها سعد وذهب معها بعدmا قال
- أكيد طبعا، ده عرض مايترفضش بصراحة وبعدين هو أنا أطول أرقص مع القمر ده.

أخذ سعد يتمايل مع ابـ.ـنته بسعادة بلغت عنان السماء بعدmا سحبها إلى وسط المكان لتضحك عليه ما إن رفع يده إلى الأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدت مرات ثم أعادها له كما كانت
كان مظهرهم في غاية الجمال بالنسبة للجميع إلا ياسين كانت نظراته لهم حاقدة فهي تجاهلته للمرة التي لا تحصى، حرك رأسه بتوعد لها وإنتظر أن يمر عليهم القليل من الوقت ثم ذهب لهم وهو يبتسم ليقول لسعد: تسمحلي أرقص مع الأنسة.

تلاشت ضحكة سعد ونظر إلى صغيرته ثم إلى الآخر وقال بجدية فهو لا يرغب بأن ترقص إبـ.ـنته مع رجل غيره
- لأ
نظر ياسين بإستعطاف مصطنع له وهو يقول بهزار
فهو توقع رده هذا
- لااااء ليه ياباشا، دي حبة صغيرة بس، وبعدين ده أنا حتى هرجعهالك
سليمه لا ناقصها إيد ولا رجل، هاااا قولت إيه؟!

- إتفضل، قالها بضيق حقيقي وهو يسلمه إبـ.ـنته بيده ليستقبلها الآخر منه بترحاب شـ.ـديد وما إن أخذ يراقصها بخفة حتى أخذت عينيه تأكلها حرفيا ليقول بعد برهة من الصمت بإعجاب
- رقصك حلو
- وإنت كمان مش بطال، ما إن قالتها بجمود وهي تبعد نظرها عنه وتضع مسافة معقولة بينهم حتى سحبها من خصرها له مرة أخرى يرفض بها بعدها عنه هذا وهو يقول
- لسه زعلانة مني يا حبيبتي.

- إيه حبيبتي دي! أنا مش حبيبة حد إنت مـ.ـا.تهمنيش أصلا عشان أزعل منك أو لاء حالك حال كل الموجودين اللى هنا وجودك مش بيضفلي حاجة وغيابك مش بيأثر فيا، فمتديش لنفسك حجم أكبر من حجمك
- بجد يعني مش بهمك، قالها وهو يقترب من وجهها وينظر إلى عمق عينيها بطريقة جعلتها تبتعد عنه قليلا وهي تقول بإنزعاج
- أيوة بجد
إنحنى عند أذنها وهمس بخفوت شـ.ـديد
- بس إنت تهميني
ردت عليه بنفس درجة صوته وقالت
- وإنت أخر همي.

زاد من إحتضان خصرها وسند جبهتها على خاصته وأخذ يقول
- ميرال أنا أسف، أسف بجد مششش
قاطعته وهي تبعد يده عنها ثم وقفت أمامه وهي تقول بثبات تام لتنهي هذه المهزلة من وجهة نظرها
- الأنسة ميرال لو سمحت، أنا مش عايزة أشوفك تاني و لو شفتك ياريت تتعامل معايا بحدود الشغل وبس، لأني ببساطة رجعتك غريب بنسبالي زي ما كنت في أول مرة شفتك فيها...

رمت كلمـ.ـا.تها بوجهه دون أدنى مجاملة أو تعاطف فهو حتى لا يستحق نظرة واحدة منها ثم تركته يقف خلفها وحيد لتذهب نحو والدتها التي كانت تراقب كل شئ بتمعن من بعيد وهي تتكلم مع زوجها تحاول على قدر المستطاع أن تشتت إنتباهه عنهم
أما عند يحيى المسكين كان يتأفأف بضجر من هذه الأجواء فهي لا تستهويه، نظر إلى شاهين وقال بعدmا طفح منه الكيل
- أنا هرجع للوكر.

ليقول شاهين له بلامبالاة فكل تركيزه منصل على تلك المهرة البرية
- إعمل اللي يعجبك
- تمام لو إحتاجتني إبقى كلمني، سلام، قالها يحيى وخرج من القاعة لا بل من الفندق بأكمله متوجها الى الوكر الذي وصله إليه بوقت قياسي ليتوجة مباشرتا نحو شقته بتعب وضجر من يومه الممل هذا.

أما عند غاليه ما إن اخبرها يحيى في الصباح بأنه لن يعود اليوم و سيتأخر حتى الغد، كان هذا الخبر بالنسبة لها كالعيد، قامت بتنظيف المنزل بهمة ونشاط ثم إغتسلت وغيرت ثيابها لأخرى مريحة وجميلة فهي قد سأمت حقا من الثياب الفضفاضة والطويلة والغير المهنـ.ـد.مة...

وما إن أنهت كل أعمالها وعنايتها الخاصة بنفسها وبجسدها حتى ذهبت وجلست عند النافذة كعادتها تراقب هولاء الناس غريبى الأطوار طول الليلة والنهار فهذه تسليتها الوحيدة، في سـ.ـجـ.ـنها هذا
ولكن مالفت نظرها هو دخول شاحنة نقل كبيرة إلى هذا القطاع لينزلون منها الحمل الذي كان عبـ.ـارة عن صناديق حديدية مستطيلة الشكل وبالتأكيد كانت ثقيلة لأنها وجدت كل أربعة اشخاص يحملون صندوق واحد...

وكان من ضمن الموجودين بهذا التجمع. زوجها المبجل الذي كان من المشرفين ع هذا النقل مع شخصين آخرين ذات هيبة مخيفة أخذت تقارنهم بعلتها وكابوسها! وجدت ان يحيى اهون بحدته من الآخرين الذين يحيطون به، بل هو بمقارنته بهم ذو قلب رحيم وعطوف
ولكن ما إن تم كل شى على مايرام وبدء المساء يحل والظلام يعم المكان بالتدريج حتى إختفى الجميع من الشارع.

لتبدء بعدها ضجة كل ليلة بروتينهم المعتاد مرت الساعات عليها وهي شاردة بذهنها بعيدا تفكر بوالدتها القعيدة، تقسم بأنها تكاد أن تمـ.ـو.ت من شـ.ـدة شوقها لها، ياااالله كم تتمنى أن تحتضنها بين ذراعيها وتشم رائحة الجنة منها، نعم الجنة ياسادة، فهي تعتبر والدتها هذه هي جنتها على الأرض.

نزلت دmـ.ـو.عها ببطئ على وجنتيها بقهر لتزداد هطول الأمطار من مقلتيها وغصة كبيرة بدأت تخـ.ـنـ.ـقها وهي تفكر بكل ما حدث لها في الأوان الاخيرة...
أخذت تضـ.ـر.ب على فخذيها بإختناق أكبر ولكن ما إن زاد أنينها حتى دفنت وجهها بين ركبتيها وأخذت تبكي بحرقة قلب مزقت به نياطها دون شك بعدmا إحتضنت نفسها بخـ.ـو.ف فطري.

بعد مدة هدأت نوعا ما ونهضت نحو الحمام لتغسل وجهها بالماء البـ.ـارد وما إن انتهت وخرجت حتى شهقت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما لمحت شخص يدخل من الباب ويضئ النور بشكل مفاجئ وهذا ما جعلها تغمض عينيها وتفتحها من سطوع الإضاءة عدة مرات فهي قضت وقت طويل بالظلام وما إن نظرت له مجددا حتى وجدته يقف أمامها وهو يضع يديه بجيب البنطال كان شكله في غاية الأناقة و الوسامة ببدلته الرسمي هذه.

زمت شفتيها بحسد عنـ.ـد.ما وقع نظرها على بشرته التي تلمع بإشراق على عكسها تماما كان لونها باهت
وبرغم حقدها عليه لم تستطيع أن تمنع عينيها من النظر له بإعجاب فهو دائما وأبدا مايكون أنيق ونظيف بصورة مستفزة لها...
يا خسارة شكلك ده بكل المعاصي اللي بتعملها
قالتها مع نفسها ولكن ماجعلها تفوق من شرودها به هو نظراته الوقحة التي كانت تسافر على كل تفاصيل جسدها وكأنه بدء يعريها من سترها.

إعتدلت بوقفتها وإرتدت قناع البرود بعدmا قررت أن تذهب إلى الغرفة وتغلقها عليها دون أن تتكلم معه فهي متعبة حقا ومزاجها لا يسمح لها بجدال.

أما عند يحيى ما ان دخل شقته وأضاء النور حتى وجدها أمامه بهيئتها الجديدة والتي لم يراها عليها من قبل كانت ترتدي فستان منزلي قطني باللون الأسود يصل طوله لركبتيها مع ربع كم اي يعني ملابسها كانت تظهر يديها و ساقيها بسخاء له، أما فتحة العنق كانت كارثية فهي واسعة تظهر من خلالهما عظام الترقوة بشكل مغري بالله كم يود أن يلثمها بحب، وما زاد زينتها هذه فتنة هو شعرها المنكوش الذي لطالما كان يذمها به ولكن لماذا الآن أصبح يغريه.

اخذ يبتلع لعابه بصعوبة وكاد أن يقترب منها ليتذوق ما لذ وطاب من رحيقها الطبيعي إلا انه فاق من سكرته بها ما إن وجدها تتخطاه لتحبس نفسها داخل تلك الغرفة اللعينة لتحرمه منها ومن رؤية جمالها هذا.
عند هذه الفكرة تحرك جسده مباشرتا ووقف أمامها ليمنعها من الدخول وهو يقول بإستفزاز سـ.ـا.فل مثل صاحبه
- طالما عندك حاجات حلوة كده ياغلاتي حرماني منها ليه، مـ.ـا.تمتعيني بيها،؟

الله مالك كده إهدي ياغلا انت خايفة كده ليه مني ده أنا حتى جوزك
قال الأخيرة عنـ.ـد.ما وجدها تبتعد من أمامه بخـ.ـو.ف من مغزى كلامه هذا ولكن ما إن نطق بكلمة جوزك حتى تبخر خـ.ـو.فها كله ولوت شفتيها بضجر من هذه الحقيقة المرة التي لطالما يرميها بوجهها
إبتعدت من أمامه لتتخطاه وتدخل الغرفة إلا أن كلامه أوقفها ما إن سمعته يقول بصوت شاعري مليئ بنبرة الإغواء وكأنه على وشك أن يقدm لها العرض الذهبي.

- أكيد في صفقة هترضينا إحنا الإتنين
. يعني هات وخد فاهماني انت صح، هدلعك وأعيشك ملكة متوجة وفي حاجات كتير أوي هتتغير، فكري فيها وهتلاقي ان ده أنسب حل ليك، لأن مافيش داعي آخد حاجة بالغـ.ـصـ.ـب طالما ممكن إنها تتوفر ليا بالتراضي.

إنصدmت غالية منه حقا فهو كان يتكلم بثقة يحسد عليها حقا وكأنه متأكد من ردها وبأنها ستطير فرحا وهي تصرخ بالموافقة من عرضه هذا الذي لا يرفض وما زاد صدmتها حقا هو ما إن أنهى كلامه حتى ذهب وجلس على الأريكة وهو يضع قدmه على الأخرى ونظره معلق عليها وأخذ يخرج هاتفه أمامه ينتظر خضوعها.

إبتسمت له بسخرية بمعنى إنك تحلم بالتأكيد، ثم إلتفتت لتدخل وتغلق الباب بوجهه كرد الطبيعي على طلبه السـ.ـا.فل هذا إلا أنها توقفت ما إن ذكرها هاتفه الخاص بشئ ما، عند هذه اللحظة إلتفتت له وهي تقول بلهفة
- عايزة أكلم ماما، إنت عندك رقمها صح
حرك رأسه بنعم وإبتسم بإنتصار ثم قال
- صح، بس ياترى هتديني إيه في المقابل
غالية بتذمر.

- مقابل ايه بس، ده أنا بغسل هدومك وبنظف البيت وبعملك سم هاري تطفحه، عايز إيه أكتر من كده
رفع يحيى رأسه بكبرياء وقال بغطرسة
- الغسيل والتنضيف ده مقابل إقامتك هنا ياهانم والاكل انتى كمان بتطفحي منه زيى، ده غير إنه
علي حسابي
عضت على شفتيها بتفكير سريع لتخرج من هذا المأزق، وبالفعل ماهي سوى ثواني حتى أبتسمت بمكر لا يستهان به وهي ترفع إحدى حاجبيها و تقول.

- طب ردا للجميل إني لحد دلوقتي مابلغتش عنك إنك حابسني هنا
قطب جبينه بترقب وإعتدل بجلسته وقال بإستفهام
- تبلغي عني ازاي؟
غالية بتوضيح مضحك لاتستطيع ان تقنع به طفل صغير ولكن هذا ماخطر على بالها
- من تلفونك هو صح في رمز سري ماقدرش أفتحه بس بقدر اتصل على مكالمة الطوارئ وأبلغهم إني محبوسة عندك ووقتها هتروح بخبر كان وتعفن فالسـ.ـجـ.ـن أكتر ما إنت معفن
نظر لها بصدmة وكأنها كان فضائي وقال.

- إيه الهبل ده،؟ بس خليني ماشي معاكي للأخر لو كنتي بلغتي فعلا ياحلوة ماكنش حدش هيروح فيها بخبر كان غيرك، مافيش حد يقدر يخرج من المكان ده سليم إلا بامر مني أنا، يعني ماكنش حد هيتأذى بجد من ده كله غيرك...
تأفأفت غالية وهي تقول
- يعني بردو عايز مقابل
- بالضبط كده
نظرت له غالية بمكابرة
- طيب أطلب حاجة معقولة بس تكون مؤدبة
- ماليش أنا فالأدب بس عشان خاطرك هطلب منك أكتر حاجة مؤدبة فقاموسي وهي بوسة من...

قطع كلامه وهو يرتكز بنظراته الذابلة على شفتيها الوردية بتمني
طلبه هذا جعل أمعائها تمتعض بإشمئزاز شـ.ـديد وكأنها تود أن تتقيئ بوجهه من مجرد التخيل فقط، نعم هو وسيم للغاية لا تنكر هذا ولكن فكرة إنه يدخن ويشرب الكحول هذه النقطة فقط تجعلها ترفض الفكرة من جذورها...
- مشيها بوسة من الجبين او الخد حتى، ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى رد عليه بمنتهى البرود.

- تؤ، مش عايز غير من اةةةةةة، قطع كلامه واخذ ينظر لها بوقاحته المعهودة
أخذت تحرك ساقها بإنفعال وما هي سوا دقيقة حتى صرخت به بغيض بنهاية المطاف فشوقها لوالدتها غلبها
- مااااشي موافقة
ليسألها يحيى بتأكيد وكأنه لا يصدق ما سمعه منها
- موافقة، موافقة على إيه بالظبط؟ قوليها عشان أتأكد من موافقتك
- إنك، أووووف بقى، موافقة إنك تبوسني هااا.

ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى وقف بطوله المهيب على الفور وذهب نحوها ومسك يدها ليقبل باطن كفها وهو ينظر إلى عينيها بلهفة ولكن ما إن لمح نظرتها الخجولة والإحمرار الذي طغى على وجنتيها بشكل لذيذ حتى حب أن يشاكسها قليلا فقال بتكبر وهو يتحسس ذقنها ووجنتها بأمله
- لاااا يا حلوة فهمتيني غلط عايزك إنت اللي تقربي مني و تبوسيني ولو ما عجبتنيش هخليكي تعديها.

- إاااايه أنااااا، باستك عقربة يا بعيد أوعى كده مش عايزة منك حاجة...
قالتها بغضب وهي تنفض يده عنها لتهم بالإلتفات إلا إنه منعها من الإبتعاد ما إن سحبها من رسغها نحوه وهو ينحنى بسرعة البرق لها ليقبل شفتيها ويكتم أنفاسها بإحترافية جبـ.ـارة مما جعلها تذوب كمكعب الثلج بين ذراعيه من وقاحة أفعاله معها...
صدmها برقته وحنانه معها ليجعلها بأقل من ثانية واحدة تائهة بين أضلاعه، كان ما تشعر به.

إحساس غريب! وخطير يطوف بها ليغزوا رئتيها بعطره الرجولي الممزوج برائحة السجائر...
بعد ثواني طويلة مرت عليها إستطاعت بصعوبة شـ.ـديدة أن تلملم شتاتها المبعثر لتضع يدها الصغيرة بخمول على كتفيه وأبعدته عنها وهي تقاومه بضعف ليستجيب لها ما إن بدء يبتعد عن ثغرها ببطئ وعينيه تلمع بالمكر والمتعة ولكن لم تخلوا أيضا من الحنية عليها، إستغربت نظراته لها هل هذه عينين يحيى أم إن فعلته هذه جعلتها تتخيل.

ولكن وضعها لم يكن يسمح بالإستنتاج فهي تشعر بأن هناك دوار برأسها وقدmيها لا تقوى على حملها
وهذا مالاحظه الآخر الذي ما إن رأها بهذا الحال حتى ضحك بإستمتاع شقي ليتركها ويذهب نحو الأريكة ليجلسها عليه وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل
كانت غالية في المقابل متسمرة بمكانها وقلبها يدق بعنف ونبضاتها العالية غير منتظمة رفعت يدها ولمست شفتيها الرطبة لتمسحها بقرف متأخر وهي تنظر له.

بإستغراب ممزوج بإنزعاج فهو يتصرف بشكل طبيعي، هل هو أيضا تأثر أم هي فقط، بالتأكيد هي فقط، فالآخر محترف بعمله ولم تكن هذه المرة الأولى له مثلها
خرجت من حربها النفسية هذه ما إن مد لها يده بالهاتف وهو يقول
- خدي بيرن كلميها وطمنيها عليكى
بس اوعي تلفتي نظرها أو تحسسيها بحاجة.

أخذته منه بيدين ترتجف لتبتلع رمقها الناشف للمرة الالف الليلة وهي تضعه على أذنها وما إن وصلها صوت والدتها النائم حتى نست كل شئ وأخذت تصرخ بفرحة ممزوجة بشوق حقيقي
- مامااااا حبيبتي
- غالية،! ما إن نطقتها والدتها بدmـ.ـو.ع حتى ردت عليها بلهفة
- أيوة أنا غالية ياقلبها وعمرها كله، عاملة إيه با حبيبتي.

سحبها يحيى من رسخها لتجلس إلى جانبه أخذ ينظر لها بتمعن وهو يزيد من قربه منها ليرى كيف تتحدث معها بلهفة واضحة وإشتياق لا يوصف ولكن ما إن زاد بتركيزه بها و بكل حرف تنطقه حتى
وجدها تكرمش معالمها بإنزعاج عنـ.ـد.ما طبع قبلة عميقة على وجنتها بإستمتاع وتلذذ قـ.ـا.تل مما جعلها تبعده عنها وهي تتأفأف بقلة حيلة منه...

قضت ساعة كاملة مع والدتها على الخط وهي تحاول على قدر المستطاع أن تقنعها بأعذار واهية بعدmا كذبت عليها وأخبرتها بسفرها لمحافظة أخرى ومدى سعادتها المطلقة مع زوجها الحبيب
لتغلق الهاتف أخيرا وهي تودع والدتها بدmـ.ـو.ع القهر
لتصمت قليلا ولكن صمتها هذا لم يدm طويلا ما إن إلتفتت له وهي تنفجر به غاضبة.

- إنت لازق فيا كده ليه، ما تبعد شوية، هي ناقصة قرف أوعى كده، قالتها وهي تبعده عنها وتذهب إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها من الداخل
لينظر إلى أثرها بقليل من الصمت ثم قال بإستنكار مضحك
- صحيح خيرا تعمل شرا تلقى، البـ.ـنت دي زي القطط بتاكل وتنكر وخداني لحم ورمياني عضم ومن يومي مظلوم معاها...

في القاعة ما إن أشرفت الحفلة على الإنتهاء حتى اخذ شاهين يقترب منها و نظره معلق بها وهو لايعرف من أين اتى بكل هذا الثبات وضبط النفس هذه الليلة وإكتفى بمراقبتها فقط من بعيد فهي كانت مـ.ـا.تزال تقف مع ذلك الرجل المتطفل عليه وعليها وتتناقش معه بجدية ولكن الآخر كانت نظراته لها إعجاب ممزوجة برغبة واضحة، فهو رجل ويعرف نظرات الرجـ.ـال على ماذا تحتوي.

إقترب منهم بشكل يسمح له بسماع حوارهما ما إن رأى غالب يلتفت للأخرى ويقول لها بعملية
- نتكلم فالجد بقا
نظرت له سيلين بإهتمام وقالت بقبول
- نتكلم
- أنا عندى مصنع خياطة ممتاز وهفتح بوتيك كبير ليه عدة أفرع هتكون متوزعة على أهم مراكز التسوق في القاهرة ده في الأول بس وبعد ما ننجح إن شاء الله هيبقى متوزع على محافظات مصر وشوية شوية مع بعض ممكن نوصل العالمية
سيلين بإستفهام.

- العالمية،؟! كلامك حلو بس بردو مش فاهمة المطلوب مني إيه
- تدخلي معايا شريكة، ما إن قالها بثقة حتى نظرت له بإستغراب: شريكة؟
- أيوة، تدخلي شريكة بإسمك، تصممي مجموعتك الخاصة، والمصنع ينفذ كل شئ انت عايزاه
والبوتيك يعرض شغلك، وبكده هتبقى ليكى ماركتك الخاصة، الإدارة ليكي والدعم المالي مني
لتقول سيلين بتهكم خفي فهي لم يخفى عليها
طريقته المغوية هذه
- وفايدتك إيه من الليلة ده كلها.

إقترب غالب منها أكثر بوقفته ليعتصر قبضته بعنف ذلك الذي يراقبهم من قريب بغيرة نارية وخصوصا ما إن سمعه يقول لها بمغزى خفي فهمه هو.

- بغض النظر بأن فايدتي كبيرة أوي وأكبر مما تتصوري، إلا إني رجل أعمال يعني مستحيل أفكر بأي خطوة من غير ما أكون عامل حسابي عليها ودارس فايدتها ليا وعائدها المالي هيكون قد إيه، يعني كل ده بزنس از بزنس وده غير إنه سيطك سمع بلوس أنجلوس من عرض واحد بس وإختفائك بعدها خلى الكل يستغرب حركتك دي
فأكيد ظهورك بعدها هيخلي الكل يلتفت لعرضك.

اللي هتقدmيه وهتبقي نقطة مهمة تتسلط عليها الاضواء بعالم الموضة بالوطن العربي
، هاا قولتي إيه؟
ردت عليه سيلين بعملية
- قولت هفكر و هدرس إقتراحك ده وأستشير عيلتي لأن قرار مهم زي ده مش هقدر أخده من حوار واحد بينا
- حقك وتأكدي إني بـ.ـنتظر ردك ده على أحر من الجمر، صمت قليلا ثم أكمل، بعيد عن الشغل ت عـ.ـر.في إنك طالعة حلوة أوي الليلة وأنا محظوظ
اوي إني واقف معاكي
إبتسمت له بمجاملة وقالت
- ميرسيى.

- هستنى موافقتك اليومين دول وكوني متأكدة انه يسعدني إني أشتغل مع ايقونة زيك
قال الأخيرة وهو يمسك يدها ليقبلها برغبة خفية لم يفهمها سوى الاخر...
حركته هذه جعلت شاهين يغلي كالبركان من شـ.ـدة غضبه ليطفح الكيل معه وكأن فعلته هذه أنهت صبره ليتحرك نحوهم بخطوات تأكل الأرض ليسحب يدها منه بشكل مفاجئ مما جعل سيلين تشهق.

وقبل أن يتكلم الآخر بإستفسار بماذا هناك حتى عالجه بسرعة البرق بلكمة بكل قوته على إحدى عينيه جعلته طريح الأرض ثم خرج من القاعة وجرها معه بطريقة خفية خلفه لكي لا يلفت النظر لهم أكثر من هذا ويراهم والدها
وقف أمام المصعد وهو مايزال يمسكها من معصمها وأخذ ينتظر وصوله بأعصاب مشـ.ـدودة بعدmا ضغط على زر الخاص...

اما سيلين المسكينة كانت تقف إلى جانبه وهي تنظر له دون أن تنطق بحرف فهي مصدومة حقا من فعلته معها، وصمته هذا بالتاكيد لا يبشر بخير وبالفعل حدسها كان محق ما إن إنفتح الباب حتى وجدته يدفعها بعنف داخل المصعد حتى كادت أن تقع ولكنها استطاعت ان تتوازن بآخر لحظة
إلتفتت له بغضب لتصرخ بوجهه برفض لما يفعله معها ولكنها صعقت عنـ.ـد.ما وجدته يغلق الباب عليهم من الداخل ونظراته الإجرامية تتوعد لها بالهلاك.

إبتلعت لعابها بصعوبة وقطعت أنفاسها برعـ.ـب حتى كادت أن تختنق عنـ.ـد.ما سمعته يقول بطريقة هادئة مثيرة للرعـ.ـب
- إيه اللي كان موقفك مع الزفت ده
إبتعدت عنه قليلا ثم رفعت نظرها له بشجاعة مزيفة وهي تقول
- وانت مالك، حاشر نفسك باللي مالكش فيه ليه
- لما أسألك تردي وبلاش طولت لسانك، فاااهمة.

قالها وهو يقرصها من عضدها بقوة فتاكة مما جعلها تصرخ بألم وعينيها تلمع بالدmـ.ـو.ع ولكن قطع صوتها ما إن اغلق فمها بكف يده الأخرى ودفعها على الحائط وحاصرها بذراعيه وهو يقول بحدة مخيفة
- هشششششششش صوتك ما يعلاش لأدفنك بمكانك
أبعدت يده عنها وأخذت تقول بعدm تصديق لما يحصل
- إيه اللي بتعمله ده، إنت إتجننت رسمي ولا إيه
إستدار برأسه لجهة اليمين وهو يقول بغضب.

- ومـ.ـا.تجننش ليه هااا وانت جايالي بالشكل ده بتعرضي جمالك للي رايح واللي جاي، عجباكي نظراتهم ليكي مش كده
كلامه هذا جـ.ـر.حها ولكنها أصرت أن تردها له الصاع صاعين ما إن أومأت له بتأكيد لتزيد نيرانه أكثر بفعلتها هذه ما إن قالت وهي ترفع ذقنها إلى الأعلى بغرور.

- اه عجباني بصاتهم ليا وأوي كمان بس إنت إيه اللي حارق دmك بالشكل ده أنا معرفش. أوعى تكون بتغير عليا، تؤتؤتؤ أزعل منك ده الراجـ.ـل بيتربط من كلمته، هو مش حضرتك قولت إن نفسك إنسدت مني وانى طلعت مش قد كده في آخر مقابلة ولا أنا فهمت غلط ولا إيه الحكاية بالظبط، ولا هو كلام إمبـ.ـارح إتمحي بأستيكا يامتر مـ.ـا.تسبتلك على رأي.

أخذت تنظر له بتحدي ولكن سرعان ما تحول لإستغراب ما إن طال صمته فهي توقعت سيثور عليها بعد كلامها هذا ولكن كان هو في عالم آخر يراقب ملامحها بتمعن فقربه منها اعطته مساحة واسعة لإكتشاف تفاصيلها ولكن بدلا أن يهدء من وجودها بين يديه وأمامه حتى وجدت بأن غضبه إزداد ما إن أخذ يستنشق عطرها بقوة بعدmا دفن وجهه بعنقها بهدوء لتجده يقول بغيرة قـ.ـا.تلة
- كنتي واقفة جنبه أكيد شم ريحتك زي كده صح.

إرتعشت شفتيها من أفعاله لتقول بصوت حاد ترفض قربه منه وهي تدفعه عنها
- شاهين عيب كده، ااابعد
صرخ بها شاهين بجنون على عكس هدوئه منذ ثواني
- ليه أبعد، اااااه صح قولتيلي لأن حـ.ـر.ام، ليا حـ.ـر.ام ولغيري حلال، و إنك تبيني ده كله عادي مش كده.

قال كلامه الأخير بإنفعال مـ.ـجـ.ـنو.ن أكبر من ذي قبل وهو يتلمس جسدها بجرأة جعلتها تدفعه عنها بكل قوتها وما إن رفعت يدها لتضـ.ـر.به حتى مسكها من رسخها وأخذ ينزل يدها وهو يعتصرها مما جعلها تغمض عينيها بو.جـ.ـع وهي تكز على أسنانها ولكن سرعان ما فتحتهم بصعقة ممزوجة بذهول ما إن.

وجدته يقبض على خصلاتها بقوة من خلف ليرفع وجهها له وأخذ يبتسم بشر وهو ينظر إلى حدقتيها بإستمتاع ليقترب بوجهه منها ليلمس أنفه أرنبة أنفها ليرجف جسدها بين ذراعيه وقشعر جلدها رغما عنها ما إن شعرت بأنفاسه الحارة تضـ.ـر.بها وتمتزج بخاصتها
لتتنفس أنفاسه والعكس صحيح أيضا
- مالك؟ قالها بخبث وهو يشـ.ـدد من قبضة على خصلاتها المموجة ليرفع وجهها ويقربها منه أكثر ليزداد إلتصاقه بها.

- شاهين، سسسس، سبني، قالتها وهي تحاول أن تحرر نفسها ولكن كيف وهو قيد يديها بيده بكل أحكام كالغلال ويده الآخرى يثبت بها رأسها أمامه تماما...
أخذ يمرر انفه على وجنتها وهو يستنشقها ببطئ قـ.ـا.تل ليقترب من أذنها وأخذ يهمس لها بتملك مليئ بفحيح الأفاعي
- عارفة وقفتك دي مع غالب هتدفعي تمنها غالي اوي لأنك ملكي أنا
أبعدت رأسها على الجهة الأخرى وقالت برفض
- أنا مش ملك حد، وبعدين بأي حق بتحاسبني، إنت مالكش حكم عليا.

مسك فكها وضغط عليه دون رحمة وهو يقول
- هيبقى ليا كل الحق فيكي سيلينا، صدقيني هيبقى وهتشوفي، وبكرة هتجيلي برجليكي لحد عندي
نظرت له بحقد لا آخر له ثم أخذت تقول بصعوبة من بين شفاهها المزمومة
- إنت مريـ.ـض
ترك فكها وقال بتأكيد مخيف- صح، أنا مريـ.ـض وهطلع مرضي كله عليكي إن ماسمعتيش الكلام
حركت رأسها برفض لتترقص خصلاتها معها بغرور وهي تقول بعناد لا آخر له.

- مش هسمع الكلام وهشتغل مع غالب، أكيد سمعت حوارنا وده أكيد اللي جننك، كنت هرفض بس عند فيك هوافق
- عناد! قالها وهو يبتعد عنها وأخذ ينظر إلى الأرض ويضحك بتوعد ثم رقع نظره لها وأكمل، انت اللي لعبتي بالنار وغرورك وعنادك ده هما اللي ساعدوني
سيلين بترقب
- ساعدوك بأيه؟
- إنك تبقي ليا وملكي، بسسسسسس مش حبا فيكي إوعي تفكري إن ده كله بعمله عشان معجب ولاحاجة بس إنتي إتحدتيني وانا اللي يتحداني بكـ.ـسره.

لتقول سيلين بصوت غاضب مليئ بالكبرياء
- لا عاش ولا كان اللي يكـ.ـسر سيلين سعد الجندي يا إبن اللداغ
نظر لها شاهين بترقب
- شكلك بتحبي باباكي اوي
سيلين بصدق وفخر
- اكتر مما تتخيل
شاهين بإنتصار
- طالما كده، أنا إتطمنت أنك فعلا هتجيلي بنفسك
قطبت حاجبيها وقالت بجهل
- مش فاهمة كلامك
- حلوة اوي وذكية أوي أوي بس غرورك وقلة خبرتك في الحياة هما اللي وقعوكي معايا، وأه صحيح بكرة هتلاقيني فمكتبي لو عوزتينى فحاجة.

- مش هعوز منك حاجة
- هتعوزي وهتفتكري كلامي ده، ما إن قالها بثقة حتى ردت عليه بتعمد
- لو عوزت حاجة هكلم غالب يجي يساعدني
رفع حاجبه وقال
- هي بقت كده
- أيوة كده وأعلى ما بخيلك إركبوا و وريني أخرك
- ما أنا هوريكي بس بعد ماهوري التاني، قالها وهو يضغط على زر التشغيل ليفتح الباب على الطابق الأرضي ليخرج منه ويتركها وحدها.

رمت قناع القوة وسندت نفسها على الحائط وهي ترجف ما إن خرجت هي أيضا بعده، أخذت تنظر حولها بضياع وهي لاتصدق كل ماعاشته الآن، يا لله هذا الانسان ماذا يريد منها، هذا ما كان يدور برأسها
فاقت من دوامتها على صوت والدتها الغاضب
- سيلين كنتى فين بقالي ساعة بدور عليكي مـ.ـيـ.ـت مرة قولتلك بلاش تختفي بالشكل ده باباكي ممكن يطين عيشتي
نطقت بتـ.ـو.تر خفي
- كنت فالأسانسير
داليا بعدm اقتناع
- كل الوقت ده فالاسانسير بتعملي إيه،؟

- هاااا، ما ان قالها بتردد وشرود حتى نظرت لها بشك وقالت بترقب
- هااا ايه وبعدين انت مالك وشك أصفر كده ليه إنت عيانة
- لاء أنا تمام
داليا بعدm إطمئنان
- تمام؟ مش باين يا لا قدامي باباكي وميرال فالعربية مستنين حضرتك تنزلي، وبعدين ابقا اشوف الهانم مالها!
أومأت لوالدتها بنعم وأخذت تتبعها وهي تعدل شعرها وفستانها لكي لا يلاحظ والدها عليها شئ.

أما الهجين ما إن تركها وخرج من المكان بأكمله وإستقل سيارته بخفه حتى أنطلق بها بسرعة و
أخذ يتصل على إحدى رجـ.ـاله وهو يقول بعدmا فتح الآخر الخط
- إسمعني كويس، عايز غالب منصور في خلال ساعة واحدة بس يكون متعلق بالمستودع بتاعي، سامع...
سااااعة واحدة لو إتاخرت عن كده هعلقك إنت مكانه.

أنهى المكالمة ورمى الهاتف ع الكرسي الذي بجواره ثم أخذ يزيد من سرعته أكثر وهو يعصر الدركسيون بأنامله بقوة و بتوعد لا يبشر بخير بتاتا
بعد إنتهاء الحفل وعودة الجميع لمنازلهم
في وقت متأخر في فيلا الجندي كانت تقف في المطبخ تعد لها كوب من الشوكولاته الساخنة بعدmا جافاها النوم، كانت ترتدي بجامة حريرية من اللون الرصاصي مع خف منزلي برأس أرنب رصاصي أيضا.

إبتسمت بسعادة وأعجاب ما إن إنتهت من إعداده ورفعته لفمها وتذوقته بإستمتاع، خرجت متوجهة إلى الأعلى وما إن وصلت إلى هدفها وفتحت باب غرفتهاوكادت أن تذهب إلى سريرها لتتابع أحد الأفلام عبر حاسوبها المتنقل إلا إنها إنتفضت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت نور غرفتها يطفئ
كتمت أنفاسها برعـ.ـب و رجفت أطرافها وتجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تقف بوسط الظلام وهناك شخص يحتضنها من خلف ولكن ما ان نطق ب.

- صدقيني ماقدرتش أنام وإنت زعلانة مني
شهقت بصدmة كبيرة حتى كادت ان تصيبها سكتة قلبية وهي تلتفت له لينسكب كوب الشوكولاته الساخنة بعفوية على صدره ليبتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بألم شـ.ـديد
تركته ميرال وذهبت نحو زر الإضاءة وما إن إنتشر النور بغرفتها حتى إلتفت له بغضب وصرامة لتوبخه ولكنها صعقت عنـ.ـد.ما وجدته ينزع قميصه عنه ورماه على الأرض وذهب نحو الحمام الخاص بها
- الله يخربيتك يا ياااسين إنت بتعمل إيه هنا،!

قالتها وهي تذهب خلفه لتصمت بذهول أكبر من ما كانت عليه عنـ.ـد.ما رأته يفتح الصنبور ليرمي بعض الماء البـ.ـارد على صدره
كانت تقف عند الباب تنظر له بعدm تصديق ثم تنظر للساعة التي قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل...
شحب وجهها برعـ.ـب ماذا سيحدث لو دخل والديها عليها الان ووجدوه عندها بهذا الوقت المتاخر.

- واقفة كده ليه روحي هاتيلي تلج، قالها بو.جـ.ـع ما إن راها تقف كالبلهاء أمامه دون حراك، ولكن كلامه هذه جعلها ترفع حاجبه لتقول بإستفسار بعدmا عقدت ساعديها أمام صدرها
- ممكن أعرف انت دخلت هنا ازاي؟ و عديت البوابة والحرس اللي عليها إزاي؟
إبتسم ياسين بسخرية وقال بمكر وهو يلعب بخصلاتها الناعمة.

- أنا لو حبيت أوصلك ألف حرس مش هيقدر يبعدني عنك، و دلوقتي ممكن شوية تلج عشان أعالج اللي بوظتيه حضرتك ولا انى عايزة تشوفيني مولع كده وأكيد زمانك بتقولي إن ربنا خد حقي منه
أخذت تنظر له بعمق بقربه هذا منها لتتنقل من عين إلى الاخرى بتـ.ـو.تر خفي ثم نزلت بمقلتيها إلى صدره العاري لترى عليه بقعة متوسطة الحجم شـ.ـديدة الاحمرار.

عند هنا أومأت له برأسها وذهبت نحو الحمام واخ5رجت منه صندوق صغير خاص بالأسعافات الاولية لتخرج لاصقة خاصة بالحروق ورمته عليه وهي تقول بضيق
- خد عالج نفسك
- تعالي صلحي اللي عملتيه وحطيلي المرهم ع الحرق
ما إن قالها وهو يغمز لها حتى صرخت به بصوت خافت
- ياااسين بلاش أسلوبك ده معايا ولم ليلتك دي يا إما والله هصرخ وألم عليك البيت كله فبلاش تجنني وتخليني آخد الخطوة دي فعلا.

- خلااااااص يا أم قلب اسود هحطه أنا، قالها بضجر مصطنع منها ولكن ما إن وضع القليل من هذا الدواء على الحرق حتى تأوه بصوت عالي متعمد وكأنه يصـ.ـر.خ وهذا ما جعلها تركض له وتضع يدها على فمه بسرعة واخذت تنظر نحو الباب وهي تقول بخـ.ـو.ف
- مـ.ـا.تعليش صوتك، هتفضحنا...
صمتت وأبعدت يدها عنه ما إن وجدته بكل سفـ.ـا.لة يقبل يدها التي تغطي بها شفتيه ثم قال بتلاعب اعصاب.

- اااالله، مش كنتي عايزة تصوتي، قولت أوفر عليكي وأصوت أنا، وبعدين وماله لما نتفضح، دي هتبقى أحلى لحظات حياتي عشان وقتها هكتب عليكي عشان نداري ع الفـ.ـضـ.ـيحة وتبقي وقتها ملكي أنا وبس
نظرت له ميرال بعدm رضا وقالت بإستنكار
- وهو ده الحب بوجهة نظرك
- أيوة.

- لاء دي أذية ليا ولسمعتي، والحب والأذية مايجتمعوش بقلب واحد لشخص معين، هات ده، قالتها وهي تأخذ منه المرهم ودفعته ع الأريكة وجلست هي أمامه على الطاولة وأخذت توزع المرهم بالتساوي وهدوء على موضع الإصابة دون أن تنظر له
ولكن ما إن تقلصت العضلات أسفل سبابتها بألم حتى إقتربت بوجهها منه وأخذت تنفخ عليه، لا تعرف بأن فعلتها هذه خـ.ـطـ.ـفت قلبه منه.

- مرمر إنت حلوة أوي، ما إن قالها بتلقائية حتى رفعت رأسها له ونظرت لعينيه بحدة وكأنها تطلب منه أن يصمت و لكنه لم يصغي لها وأكمل بإبتسامة
مش قصدى على شكلك أنا كان قصدي روحك ونقائك، بذكاءك البرئ ده اللي ممكن يوصل لدرجة السذاجة، وهدؤك الساحر اللي سحرني من أول ما شفتك، أنا عمري ما شفت واحدة زيك كده بخليطك المتجانس ده...

كانت تسمع كلامه بقلبها قبل أذنيها ولكن تصنعت اللامبالاة وأكملت عملها وكأنه لا يقول شئ وما إن إنتهت حتى نهضت وقالت بجمود
- أنا خلصت ممكن تمشي بقا قبل ما حد يحس بوجودك هنا وتعملي مشاكل
- حاضر، همشي عشان خاطر عيونك الحلوة دي بس، قالها وهو يمسك رأسها بشكل مفاجئ بين يده ليقربها منه وأخذ يقبل عينيها بشفتيه المتلهفة.

وبفعل مقاومتها كاد أن يتركها إلا إنه سحبها مرة أخرى وقبل جبينها بعمق شـ.ـديد ثم نزل بشفتيه وقبل أنفها بخفه وهو يضحك بخفة عليها ما إن وجد بشرتها تقشعر تحت لمساته وأنفاسه الحارة لها
- إبقي ردي ع إتصالاتي، ماشي ياقلبي، قالها بهمس شاعري أسرها وبرغم هذا لم تستسلم له وحركة رأسها بنفي وهي تقول بغضب وهي تبعده عنها
- جت ضـ.ـر.بة بقلبك تجيب أجلك وتخلصني منك.

- وماله، من حقك تدلعي عليا كمان وكمان، بس مسيرك تليني يا مرمرتي...
ختم كلامه وهو يقبل وجنتها ثم إبتعد عنها وذهب من باب غرفتها عادي وكأنه من أصحاب هذا المنزل ولكن ما جعلها تفتح عينيها بصدmة هو عنـ.ـد.ما رات قميصه مرمي على الأرض، هذا يعني إنه خرج من الفيلا عاري الصدر.

خرجت خلفه تبحث عنه وبيدها قميصه ولكنها لم تجده وكأنه إختفى أو تبخر، عادت أدراجها إلى غرفتها وذهبت نحو هاتفه وإتصلت به وما إن فتح الخط حتى وجدته يقول
- معقولة وحشتك بالسرعة دي، قولي أيوة وفرحيني
- نسيت القميص، تعالى خده، قالتها بصوت مهزوز من كل ما حدث معها الليلة وهذا ما جعله يبتسم وهو يقول
- خليهولك، ده تذكار، تذكار من مـ.ـجـ.ـنو.نك.

ختم مكالمته بهذه الكلمـ.ـا.ت البسيط التي بالتأكيد لامست قلبها وجدرانه المتينه التي بدأت تلين
رغما عنها.
في الوكر، دخل الهجين من باب الحديد للمستودع الخاص به وأخذ ينزع سترته ببطئ وعينيه تترقب فريسته المعلقة أمامه بحدة، ورجـ.ـاله حوله كالكلاب الجائعة تسيل لعابها على عدوهم هذا، ينتظرون فقط أمر معلمهم لينقضوا عليه وينهشوا لحمه بأنيابهم الحادة.

ابتعدو قليلا ما إن وجدوه يأمرهم بهذا بأشارة منه ولكن ما جعلهم يبتسمون باستمتاع عنـ.ـد.ما وجدو الهجين يعالجه بركلة على صدره دون أي مقدmـ.ـا.ت ليسقط الآخر على الأرض وهو يتأوه بعنف.

ذهب و وقف أمامه وهو يضع يده على خاصرته وأخذ يميل برأسه الى اليمين ثم الى اليسار ببطئ ومعالم الإجرام تزين ملامحه المخيفة كل من يراه الآن يقسم بأنه غير طبيعي، قلص مابين حاجبيه باستنكار عنـ.ـد.ما سمعه يقول بصعوبة وخفوت بعدmا بصق الدmاء من فمه
- عاااايز مني ايه يا شاهين، هو احنا مش هنخلص من زمان ولا ايه
شاهين بنفي: تؤ مش هنخلص، طول ما أنت وسـ.ـخ مش هتخلص مني، هكون كابوسك اللي مش تعرف تخلص منه.

مسك غالب صدره وأخذ يسعل عدة مرات ليقول بعدها بو.جـ.ـع واضح: هو أنا عملت ايه، أوعى تقولي ان كل ده عشانها هي، عشان بـ.ـنت الجندي
عض شاهين شفته السفلية وهو يبتسم باستهزاء ثم عاد الى جموده بلمح البصر وأخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفقين وهو يحرك رأسه بتوعد...
ليقترب منه أكثر بخطواته الثقيلة و الواثقة لينحني بجذعه له وهو يقول بهمس أقرب ما يكون للجنون.

- آه عشانها. عشان سيلينتي أنا ممنوع حد يقرب منها، فاهم ممنوع إنك تفكر فيها حتى، قال الأخيرة وهو يركله مره أخرى ولكن هذه المرة على فمه ما إن تذكر عنـ.ـد.ما قبل يدها
نزف أنفه و أخذ يسعل الدmاء بغزارة أكثر على مايبدو أن أسنانه قد انكـ.ـسرت
رفع غالب رأسه المغطى باللون الأحمر بتعب، كان منظره حقا مرعـ.ـب وكأنه مشرف على المـ.ـو.ت، ليتنفس بصعوبة وهو يعصر عينيه بألم جبـ.ـار وما
إن فتحهم حتى أخذ يصـ.ـر.خ به بو.جـ.ـع.

- ليه كل ده ياهجين أنا عملت ايه هو احنا مش أعلنا السلام مابينا من سنين ايه اللي خلاك تكـ.ـسر الاتفاق دلوقتي
جلس أمامه على إحدى ركبتيه وقال: كـ.ـسرت الاتفاق لما شفتك زي ديل الكـ.ـلـ.ـب مـ.ـا.تعدلتش قربت منها برغم تحذيري ليك...
- ما كنتش أعرف إنها تخصك، من امتى أنت ليك بالستات أصلا، ولما حذرتني فكرت أنه بسبب الشغل عايز تبعدني عنها، فقولت طالما نيتي خير ليه لاء أكيد أنت مش هتمانع لما آخذها تشتغل معايا.

يعني كل الحكاية بزنس از بزنس ومافيهاش حاجة لو استمتعت معاها شوية
- تستمتع!
غالب بإنكار كاذب ونفي سريع ما إن رأى المـ.ـو.ت يطوف فوقه من نظرات الآخر له: لاااء قصدي، ااااء قصدي، إني كنت عايز اتجوزها يعني نيتي حلال
صمت بخـ.ـو.ف ما إن وجد الآخر يتمعن به وما هي سوا ثواني قليلا حتى انفجر شاهين بالضحك عليه وكلما سكت عاد يضحك مرة أخرى ولكن فجأة
. هدأ وقال بجدية.

- حلال مين يابتاع الحلال أنت ده باين إنها اسطوانة جديدة نزلت السوق الكل يستخدmها الأيام دي، ده احنا دفنينه سوا يا غالب يامنصور...
- احنا ياما اتنافسنا ايه الجديد في ده دلوقتي؟ طول عمرك ساكت مالكش في حد بسسسسس ماكنتش اعرف إنك هتعمل كل الليلة دي عشان قربت منها وأنت عايزها، من امتى الهجين بتهمه ست عشان يتحرق دmه عليها بالشكل ده.

- تؤ، كل الليلة دي عملتها عشان أعلمك الأدب وتعرف مقامك كويس اللي شكلك كده نسيته وعشان كمان متدخلش في اللي مالكش فيه.
وعنيك دي هطلعها بيدي لو شفتك تبص على خيالها بس، ده أنا لسه ملفاتك عندي، وممكن بتلفون واحد بس أخليك تلبس اساور توصلك للبدلة الحمرا وحبل المشنقة بس ايه ماقولكش عليه حرير كده يستاهل يتلف حولين رقبتك ويقطمها ليك لأنك رفعتها وبصيت لأسيادك.

ابتلع غالب لعابه باختناق ورجفت أطرافه بشكل تلقائي من كلامه ف الآخر لا يمزح معه بل يعني كل حرف ينطقه وعلى مايبدو بأنه على استعداد تام لتنفيذه بكل ممنونية
ليقول بصوت متألم لاهث ممزوج بتعب
- عايز ايه دلوقتي بالضبط؟!
- روحك، عايز روحك، قالها بمنتهى البرود المستفز وهو يخرج سلاحه ويضعه على إحدى عيني الآخر وأكمل بغيرة قـ.ـا.تلة، كـ.ـسرت بقك لأنك بس بوست يدها ولفظت اسمها، فاضل ايه بقا.

لينطق غالب برعـ.ـب وهو يفتح عينيه على وسعهما ما إن وجد فوهة المسدس أمام نظره بهذا الشكل المخيف: ايه!
- لااااء فكر معايا وبلاش غباء، فاضل عينك ياحيلتها اللي أكلتها فيها وايدك اللي لمست وسطها
- لااا لااا بلاش تعمل كده، خلاص التوبة يا شاهين مش هقرب منها تاني.

- هو مافيش تاني أصلا عشان تفكر تعمله، بس المرادي هكون حنين معاك عشان خاطر المعرفة اللي مابينا، قالها وهو ينهض ويضع السلاح خلف ظهره ليمسك يده من الرسغ بعدها وضع قدmه على عضده يثبته على الأرض ليحرك ساعده بقوة الى الجهة المعاكسة مما ادى اللي كـ.ـسر وخلع عظم المرفق من المفصل وهذا ما جعل ذلك الاخر يتلوى بقوة كالسمكة التي خرجت من الماء للتو هذا غير صراخه الذي ملأ المستودع.

- المرة دي رحمتك وسبتلك عينك اللي بصتلها فيها شفت انا رحيم فيك قد ايه! بس أوعى تستغل طيبتي دي وأتعلم من الدرس البسيط ده لأن أنت لسه ماشفتش وشي التاني، ونصيحة مني بلاش تشوفه لأنك مش قده فعشان كده خلينا حبايب أحسن، هااا هتسمع الكلام ولااا
صرخ غالب وهو يحتض يده لصدره بألم جبـ.ـار: خلاص! مافيش ولااااا، اللي أنت عايزه هيكون
- هنشوف، رجعوه بيته ولو شيطانه وسوس ليه عشان يعمل حركة كده ولا كده. خلصوا عليه.

قال الأخيرة بأمر لرجـ.ـاله وهو يسحب سترته ليتركهم ويخرج بهيبة وجبروت خطير ومخيف
تارك خلفه إحدى ضحاياه
بدأت الأصوات في الخارج تنقشع قليلا تعلن عن نهاية الليل، اي الثلث الاخير منه، ليذهب كلا منهم الى وكره بالتدريج.

في شقة يحيى كان لايزال جالس على الاريكة ونظره معلق على ذلك الباب المغلق اللعين الذي يمنعه ان ينظر الى غلا روحه، تنهد بنشوة واستمتاع غريب وكأنه قادر الآن على الطيران، هذا الشعور لايشعر به سوا عنـ.ـد.ما يكون بحالات السكر المفرطة التي يغيب بها عقله ولكن الغريب الآن كيف يشعر بكل هذا وهو لم يشرب قطرة حتى.

لم يشرب نعم! ولكنه تذوقها، تذوق ذلك الطعم الرهيب الذي سرق عقله منه و.جـ.ـعله عاجز عن وصف حالته، ارتسمت شبه ابتسامة على فمه وهو في حيرة حتى الآن لايصدق بأن صاحبة السان السليط فعلت به كل هذا من مجرد قبلة عابرة...
لااااا لم تكون عابرة، لأنها كانت معها هي، مع غلاته، لا ينسى تعابير وجهها المشمئزة منه وكأنه أمامها لا يمثل أكثر من حشرة مقرفة...

غريب هذا اليوم في أوله متعب وآخره ممل ولكن كان ختامها مسك معها هي، سند جسده على ظهر الأريكة وفرد ذراعيه عليه وهو يرجع رأسه الى الخلف باسترخاء وما هي فترة قصيرة حتى نام بعمق ما إن استلقى على ظهره براحة.

اما عند غالية ما إن تأكدت بأنه قد غط بنوم عميق حتى فتحت الباب بهدوء وخرجت وهي تحمل ثيابه كلها بين ذراعيها وذهبت نحو الحمام لتضعهم بالحوض ثم سحبت مسحوق الكلور وافرغته عليهم وهي تكز على أسنانها وتقول بصوت بالكاد تسمعه هي
- قال ايه عايز بوسة، باستك عقربة، آه ياناري يا ما نفسي يكون هو بدل الهدوم دي.

رمت العلبة بعدmا أفرغت محتواها تماما وأخذت تنتظر النتيجة لتبتسم بانتصار وتشفي عنـ.ـد.ما وجدت ألوان ثيابه بدأت تتلف تدريجيا بشكل مريح لأعصابها وما إن تأكدت من أن كل شئ كما تريد هي حتى عادت بأدراجها الى غرفتها لتتوسط فراشه بنعاس شـ.ـديد، تـ.ـو.ترها واستعجالها جعلها تنسى إغلاق الباب
ولكن هذا الهدوء كله لم يدm عليها ما إن ارتفع رنين الهاتف مما جعل الآخر يستفيق بانزعاج، اعتدل بجسده وسحب هاتفه من الطاولة أمامه.

يحيى بصوت مبحوح ناعس
- أيوه ياحودة عايز ايه
حودة بعملية- أنت فين ياباشا احنا جاهزين من بدري
ضغط يحيى على جسر أنفه وهو يقول بعدm تركيز بعدmا عكش وجهه: ليه، في إيه يازفت ما تتكلم عدل
قطب حودة حاجبيه باستغراب وابتعد عن من حوله ليقول بتوضيح على مايبدو بأن الآخر قد نسى موعدهم.

- احنا دلوقتي بالمخزن مستنينك عشان نتحرك ونصرف البضاعة اللي وصلت النهاردة الصبح ما أنت عارف أوامر الحاج سلطان مافيش بضاعة تبات بالمخازن لازم تتوزع بنفس اليوم
ما إن أنهى كلامه هذا حتى استقام يحيى بطوله على الفور وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وهو يقول بجدية
- أنا جاي حالا، رتب كل حاجة لغاية ما أوصل.

أنهى المكالمة دون أن ينتظر الرد من الآخر وهو يسب نفسه كيف نسى موعد عمله، توجه نحو باب الشقة ولكن قبل أن يخرج وجد نفسه مايزال يرتدي البدلة الرسمية التي ذهب بها على الحفلة، ذهب نحو الغرفة وفتحها ليرفع حاجبيه بتفاجؤ بأنه فتح معه بالفعل. شيئ عجيب بالنسبة له وهو أنها لم تقفل عليها من الداخل.

نسي تـ.ـو.تره واستعجاله وابتسم بهدوء ما إن وجدها تنام على السرير بالعرض بشكل مضحك منكوش شعرها ولعابها يسيل من بين شفتيها المفتوحة قليلا
كان منظرها كارثي حقا...
أبعد نظره عنها بصعوبة فهي تغوي بكل حالاتها...
أخذ ينزع سترته بسرعة ليفتح الدولاب بعدها بهدف تغيير ثيابه بأخرى مريحة ولكن وقف متسمرا بمكانه عنـ.ـد.ما وجده خالي تماما لا يوجد به حتى قطعة واحدة...

أخذ يفتح جميع أبواب الدولاب وهو مصعوق حرفيا أين اختفت ثيابه؟ وما هي سوى جزء من الثانية حتى التفت لتلك المجرمة ليحركها من كتفها بقوة وهو يقول باستعجال
- غلا اصحي، غلاااااا
دفعت يده عنها بضيق مليئ بالنعاس وهي تقول: عايز ايه
- هدومي فين؟

- هتلاقيهم كلهم بالحمام، قالتها وهي تتثاوب لتنقلب على الجهة الاخرى ولكن سرعان ما استفاقت وفتحت عينيها بفزع وهي ترفع رأسها عنـ.ـد.ما وجدته يتركها ويذهب نحو الحمام وماهي سوا لحظات معدودة حتى صرخ بأسمها بانفعال مخيف و غاضب
جعلها.

تنهض عن السرير بسرعة لتغلق الباب بالمفتاح من الداخل وما أن كادت أن تدفع طاولة الزينة خلفه لكي لا يستطيع ان يصل لها ولكن قبل تنفذ فكرتها الثانية هذه وجدته يضـ.ـر.ب الباب بقدmة بقوة وهو يصـ.ـر.خ
- افتحي الباب يا غلا لا حسن أكـ.ـسره فوق دmاغك
غالية برفض: مش هفتح
صرخ يحيى وهو يغلي كالماء الساخن: افتحي و واجهيني بلاش تستخبي زي الفار مني خليكي قد أفعالك.

غالية باستفزاز: كل العصبية دي عشان بس حبيت أغير استايلك وأكسب فيك ثواب
صرخ بها يحيى بانفعال: ده أنا هخـ.ـنـ.ـقك بايدي دي وأدفنك بنفسي وأكسب في الناس كلها ثواب
غالية بمكابرة: لكل فعل رد فعل أقوى، مش كنت عايز مقابل لمكالمتي لأمي وعاملي فيها يا ما هنا و يا ما هناك واستغليت شوقي ليها، اشرب بقا
رجفت أوصالها رغما عنها عنـ.ـد.ما سمعته يقول بتوعد ولكن بصوت بـ.ـارد عكس ماكان عليه منذ قليل.

- فعلا لكل فعل ردة فعل أقوى، فاستحملي بقا للي هيحصلك، أنا هروح دلوقتي عشان عندي شغل
بس لما هرجع عايزك تكوني مجهزالي نفسك ياعروسة هااا ياعروسة، بمزاجك غـ.ـصـ.ـب عنك هتمم جوازنا وابقى احلمي إنك تشوفي أمك أو تكلميها تاني
- لااااا استنى إلا أمي، قالتها بنفي مفزوعة مما سمعت أخذت تفتح الباب بسرعة ولكنه قد فات الأوان. خرج بالفعل وتركها لوحدها تتلاطم بين أمواج افكارها التي لا ترحم.

صباحا في فيلا الجندي كان يصدح صوت موسيقى محفزة من غرفة ميرال التي كانت تقف أمام المرآة تمشط خصلاتها الرطبة بنشاط وعقلها لا يتوقف عن إعادة شريط ماحدث معها في الليلة الماضية ف ياسين الخاص بها لا يتوقف عن مفاجئتها، لقد خاطر بكل شئ وجاءها هنا ليراضيها فقط...
ابتسمت بفرحة وهي تحمل قميصه بين يديها وأخذت تستنشق منه عطره. يا الله لما لا تشبع منه هل هي أدmنته أم ماذا، فقد نامت وهي تحتضنه بهيام...

تنهدت وذهبت لتخبئ قميص ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن ثم أخذت تفتح رباط مئزر الحمام لترتدي بنطال من قماش الكتان الأسود مع سترة من نفس النوع واللون تحته قميص ابيض أنيق، تعشق هذا الستايل الكلاسيكي فهو يلائم شخصيتها جدا
أطفأت الموسيقى وسحبت هاتفها و حقيبتها ونزلت الى الأسفل بخطواتها الرزينة المدروسة اقتربت من طاولة الطعام.

- صباح الخير، قالتها وهي تقبل والدها من وجنته ثم ذهبت نحو والدتها وفعلت نفس الشيء أما أختها اكتفت بأن تبعث لها قبلة في الهواء وهي تضحك
سعد بابتسامة: شكلك فرحانة
- جدا، ومفرحش ليه وأنا عندي أب زيك
داليا بعتاب: بس أب ياميرو
ميرال بنفي سريع: لاء طبعا وأحلى أم كمان مـ.ـا.تزعليش يادودو.

انمحت ابتسامتها ونظرت باستغراب الى سيلين التي كان شكلها متجهم وبالها مشغول بتهديد الآخر لها فهي لم تنسى ما قاله، ولكن قبل ان تسألها مابها أو تستفسر منها حتى
ارتفع صوت جرس الباب الداخلي مما جعل سعد ينهض ليرى من الطارق الذي أتى صباحا دون موعد سابق، ولكنه
لم يكن يعرف بأن المصائب تأتي دون استئذان
فتح الباب ليرى أمامه رجلا مدنيا يسأله بعملية
- حضرتك سعد الجندي
نظر له سعد باستغراب وقال: أيوة أنا...

- امضيلي هنا
- امضي على ايه؟
- استلامك للانذار
- انذار ايه؟
- انذار الدفعة الأولى من قرض البنك اللي واخده حضرتك
ليقول سعد بصدmة: دفعة ايه دي، لسه فاضل سنة بحالها عليها
- معرفش أنا عبد مأمور اتفضل امضيلي هنا وابقى شوف الحكاية دي مع المحامي بتاعك
كلامه الأخير جعل سيلين تفتح عينيها على وسعهما
وهي تهمس مع نفسها: المحامي بتاعك!

اقتربت من والدها الذي أخذ الظرف وفتحه ليصعق بالفعل مما يرى، أمر محكمة بدفع القسط الأول
داليا باستفسار: في ايه ياسعد
سعد باستدراك الموقف لكي لا يجعلها تقلق: مافيش يقلبي في لخبطة أكيد أنا هتصل ب شاهين اللداغ ونشوف ايه الحكاية...
قالها وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل عليه ولكن هاتفه مغلق أو خارج نطاق التغطية، أخذ يكرر اتصاله كثيرا ولكن النتيجة واحدة، مش بيرد!

- أنا هتصل ب ياسين هشوفه فين، ما إن قالتها ميرال بعفوية وهي تخرج هاتفها لتتصل به حتى نظر لها والدها بتمعن جعلها تتـ.ـو.تر لتعدل كلامها على الفور، اااااء قصدي ياسين بيه
- هاتي أنا هكلمه، قالها وهو يسحب منها هاتفها وبالفعل أخذ يتصل عليه وهو يراقب تعابير ابـ.ـنته التي فضحتها، ف ميرال بريئة جدا وشفافة جدا
لا تستطيع أن تخفي مشاعرها.

خرج من تفكيره بأبـ.ـنته عنـ.ـد.ما جاء صوته المتلهف على الطرف الآخر: صباح الخير يا حبيبتي
فتح سعد عينه بغضب على ابـ.ـنته وهو يقول من بين أسنانه المصطكة: صباح النور يا ياسين بيه
انتفض ياسين واخذ يعتدل بجلسته و يحمحم بحنجرته وهو يقول بثبات بعدmا مرر باطن يده على وجهه من هذا الموقف: سعد باشا!
سعد بجمود: حضرتك فين؟
- أنا قربت أصل الشركة، في حاجة؟
- كنت عايز أوصل للمتر شاهين وبكلمه تلفونه مقفول.

ياسين باستغراب: شاهين واخد اجازة النهاردة
بس قولي قبلها هو في حاجة
- في حاجات مش حاجة وحدة بس
- حاجات،؟ لاء طالما كده مش هينفع نتكلم بالتلفون احنا لازم نتقابل، أنا وصلت الشركة أهو
- وأنا ربع ساعة وهكون عندك، سلام، قالها سعد وهو ينهي المكالمة وأخذ ينظر الى ابـ.ـنته التي تقف أمامه بإحراج...
- يالااااا ياميرال و رانا شغل، قالها وهو يتركهم ويخرج من بهو الفيلا لتلحقه الأخرى بتـ.ـو.تر واحراج من هذا الموقف السخيف.

أما سيلين ما إن خرج والدها حتى جاءتها رسالة من رقم مجهول. كان محتواها
( يا اما تختاري كبريائك أو باباكي، مستنيكي تجيني برجليكي لحد عندي على عنوان مكتبي في )
تحركت لتخرج من الفيلا إلا أن والدتها أوقفتها وهي تسألها: رايحة فين أنتي كمان
التفتت ونظرت الى والدتها وقالت بتـ.ـو.تر
- عندي مشوار مهم لازم أعمله
- مشوار ايه ده
- لما أرجع هبقا أقولك، يا لا سلام، قالتها بسرعة وهي تخرج قبل ان تباغتها بسؤال آخر.

علي الجهة الأخرى كان يقف أمام الجدار الزجاجي المطل على الشارع العام ينتظر وصولها بثقة متناهية
لترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه ما إن لمحها تنزل من تاكسي و تدخل الى البناية
استدار وذهب الى الكرسي خلف المكتب ونظره معلق بالباب ينتظر ظهورها منه بشوق وأخذ يعد ببطئ وترقب لوصولها، ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول السكرتير الخاص وهو يقول بجدية
- في وحدة برا عايزة تقابلك اسمها.

- سيلين الجندي، قالتها بدلا عنه وهي تتخطى لتذهب نحو ذلك المتغطرس لتضـ.ـر.ب يدها على سطح المكتب بقوة وهي تسأله بانفعال...
- أنت عايز مننا ايه؟
نظر شاهين الى السكرتير وقالت بهدوء
- اتفضل أنت اليوم أجازة
أومأ له وخرج لينظر شاهين لتلك الكتلة من الأنوثة المشتعلة أمامه وهو يقول باستمتاع وقح يريد أن يلعب بأعصابها
- عايزك.

- عايزني تعمل فيا ايه، قالتها وهي تستقيم بوقفتها وتفتح فمها بغباء فهي لم تفهم مقصده مما جعل الآخر ينفجر عليها بالضحك لتشرد هي بمنظره فهي لأول مرة تراه يضحك من قلبه
وما إن هدأ حتى نهض من مكانه وذهب نحوها وسحبها من ذراعيها نحوه وقال بعدm تصديق
- انت ايه بالضبط، غـ.ـبـ.ـية ولا ذكية، كبيرة ولا صغيرة هتجننيني معاكي أكتر ما أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي. صمت وأخذ يمرر نظره على ملامحها.

الجميلة ثم انحنى نحو أذنها وأكمل بهمس. عايز
أعمل فيكي كل حاجة تخطر في بالك ياعسل أنتي
دفعته عنها ما إن فهمت مبتغاه منها وهي تفتح عينيها عليه بغضب ليضحك مرة أخرى عليها وما إن عم الهدوء بينهما حتى وجدته يقول بجدية
- شوفي عايزك تشتغلي عندي
سيلين بذهول: أشتغل ايه عندك؟
- ترتبي شقتي تهتمي بأكلي تنظمي مواعيدي يعني مديرة بيتي واااء
قاطعته بصدmة: انت بتهزر صح
ليرد عليها شاهين بجدية لا نقاش فيها: لاء...

اقتربت منه ونظرت الى عينيه بغضب أنثوي مغري له وهي تقول: عايزني أشتغل خدامة عندك
بادلها النظرات ببرود وقال- وليه تفكري فيها كده...
رفعت سبابتها له وهي تقول
- أنت عايز تذلني صح ده الهدف الرئيسي
- سيلينا سيبك من كل ده وفكري إن مصير سعد بايدك أنتي...
- بابا مش صغير وهيعرف يخرج من الحكاية دي كلها بنفسه من غير ماحد يساعده
شاهين بخبث: هيخرج منها آه بس ده لو أنا كنت عايز كده. الخيوط كلها بايدي.

سيلين باختناق وحقد: ليه كل الأذى ده بابا عملك ايه، بتكرهه ليه
شاهين بعصبية: بلاش نفتح بالسيرة دي أحسن ليكي ولعيلتك واستغلي العرض اللي قدامك
سيلين باستحقار: أنا كنت صح، أنت وأخوك في حاجة وراكم
ليقول شاهين من بين أسنانه بغيرة خفية
- سيبك من أخويا وركزي معايا أنا
- اللي فهمته أنا هو إني لو اشتغلت معاك يعني لو وافقت على عرضك ده، هتأجل قرض البنك وتسيب بابا في حاله ومش هتتعرضله
رفع حاجبه قليلا وقال: طبعا.

- هفكر بعرضك
رفع حاجبه بتكبر: ليه هو أنتي عندك خيار تاني، لو ماقررتيش النهاردة اعتبري العرض ده ملغي وأنا مش مسؤول ع اللي هيحصل بعدها
نظرت على الأرض وهي تكز على أسنانها بضيق وما إن رفعت بصرها له حتى قالت: ماحبتش أسلوبك معايا، بلاش تكلمني بالطريقة دي تاني لأن مهما كان موقفي ضعيف مش هسمحلك تقلل مني
تجاهل كلامها هذا وقال: لازم ت عـ.ـر.في إنك لو وافقتي في شرط لازم تنفذيه في الأول.

لتقول سيلين بذهول كبير: كمان بتتشرط عليا
شاهين بمكر: الشرط ده ليكي مش ليا
- اللي هو؟
- نكتب ورقتين  عـ.ـر.في عشان تكوني معايا براحتك
سيلين برفض قاطع: أنت بتقول ايه، ايه العرض الرخيص ده، أنت مفكرني إيه، لاء طبعا أنا مش موافقة
- براحتك، وطالما انت رافضة اتفضلي عشان ورايا شغل، قالها ببرود وهو يذهب خلف المكتب ليرتدي نظاراته الطبية وأخذ يفتح احد الملفات ولكن ما إن طال وقوفها أمامه حتى نظر لها وقال بعملية.

- اتفضلي
رفعت ذقتها بغرور تداري به عن اضطراباتها الداخلية لتتركه وتخرج وهي تحاول أن تستوعب كل شيء قاله لها منذ قليل...
اما شاهين ما إن خرجت حتى سحب هاتفه واتصل بأحد رجـ.ـاله ليملي عليه الأوامر التي يريد تنفيذها
رمى الهاتف على سطح المكتب بأهمال وهو يقول
- هتوافقي يعني هتوافقي ماعندكيش حل غيره
، مابقاش أنا شاهين لو ماسجلتك على اسمي.

في الشركة بالتحديد بمكتب سعد الذي كان يدقق عقود القرض امام ياسين وهو لا يصدق مايرى
- أنا مستحيل أمضي على قرض ضخم بالشكل ده والمدة تكون شهر واحد بس عارف ده معناه ايه، إن تعب سنين عمري هيطير، ده غير الخساير ده المشروع لسه في الأول خالص، أكيد فيه غلط
أخذ ياسين يتفقد العقود بعدm رضا وهو يقول: غلط إيه، ما العقود أهي، ودي امضتك، ما أنا قولتلك بلاش القرض ده وحضرتك اللي أصريت وقولت على مسئوليتي.

- ايوة دي امضتي بس المدة كانت سنة عشان ندفع القسط الأول مش كل شهر دفعة أنتم عايزين تجننوني
اقتربت منه ميرال وأمسكت ذراعه وهي تقول
- اهدى يابابا أكيد في غلط بالبنود والمتر شاهين هيحلها
سعد بانفعال: هو شاهين فين؟ انا مش عارف أوصله
ياسين بكذب: أنا راسلته ع الجيميل بتاع الشغل هو مسافر عنده حاجة مهمة هيقضيها وبكره هيكون هنا بإذن الله
لتقول ميرال بمحاولة أن تجعل والدها يطمئن.

- خلاص طالما هيوصل بكرة يبقى تمام هو يشوف إيه الحكاية ويحلها
جلس سعد بتعب اعصابه وهو يقول: لازم تتحل وإلا هتكون نهايتي لو البنك حجز ع الشركة والفيلا
ميرال بحـ.ـز.ن على والدها: مـ.ـا.تقولش كده ياحبيبي كل حاجة هتتحل صدقني
حرك رأسه وأخذ يفكر ويفكر، ثم قال لشريكه الذي أمامه- بص أنا لقيت حل مؤقت...
ياسين بترقب كالأفعى: حل ايه؟

- النهاردة هتوصل شحنة الأسمنت والحديد لو قدرنا نتصرف فيهم بسرعة مع اللي عندنا هنقدر ندفع القسط الأول ده لو مالقيناش حل بديل يعني، صح هنخسر فيها شوية بس أهو خسارة عن خسارة تفرق
أخذ ينظر له ياسين بانزعاج داخلي فعلى مايبدو أن هذا العجوز الذي أمامه ليس بالسهل ان يتم القضاء عليه من حركة واحدة.

نظر له ياسين بخبث وقال: إن شاء الله هتتحل، أهم حاجة أي خطوة عايز تعملها بلغني فيها قبلها لأننا احنا الاتنين في مركب واحدة
نهض سعد وقال: أكيد طبعا، و أنا دلوقتي هروح أشرف بنفسي ع فرع التشحين عشان أتأكد من موعد وصول الحمولة
ياسين باقتراح: هاجي معاك
سعد برفض: لاء خليك هنا، أنا اللي هتابع وهبلغك بكل جديد
أومأ له ياسين بموافقة: ماشي اتفقنا
نهض ياسين واقترب من فتاته ما إن خرج والدها.

من المكتب: القمر لسه زعلانة مني؟
- نعم، قالتها باستفهام
ياسين بحب وهو يقرص وجنتها
- بقولك لسه زعلانة مني يامرمر
ميرال بانزعاج: أنت بتتكلم بجد احنا في إيه ولا إيه خلينا في المهم
- وهو في أهم منك، قالها وهو يتحسس خدها الناعم لتنظر له بحـ.ـز.ن، أيوة بابا أهم
- ده بالنسبالك أنتي إنما أنا مافيش أهم منك
- ياسين، ما إن نطقت اسمه بتذمر من كلمـ.ـا.ته هذا حتى وجدته يقول بمشاعر جياشة.

- يااااا عمر ياسين أنتي ونور عيونه، اااااخ ياميرال ااااخ، أنا تعبت وعجزت بالتعامل معاكي ارحميني بقى، عايز أوصلك بأي طريقة ومش عارف، توهتيني معاك ولففتيني حوالين نفسي
ميرال بذهول من كلامه هذا
- أنا خليتك تلف حوالين نفسك، أنا!

- أيوة أنتي يامفترية، جيت لحد عندك وأنا رافعلك رايتي وقولتلك إني بحبك وسلمتلك قلبي في ايدك من غير مقابل عايزاني أعملك ايه تاني، ده غير مكالمـ.ـا.تي اللي مش بتردي عليا فيها، أنا لو قعدت أعدد عمايلك معايا مش هخلص، شكلك بتتبسطي لما تلاقيني بجري وراكي مش كده
ميرال بنفي: لا والله مش كده، بس أنا قولتلك إني ماليش بالجو والكلام ده من الأول
- وأنا مش عايز غير موافقتك بس
- أوافق على ايه؟

- تتجوزيني، عايزك تكوني مراتي ولازم توافقي مافيش حل تاني لأني مش هسيبك مهما عملتي
. ااااايه ساكته ليه...
ياااجبروتك ياشيخة ده الحجر هيلين على حالتي دي وأنتي لسه معنده، وااااه اوعي تقولي إنك مالكيش في دي كمان أنا ممكن أروح فيكي بداهية، فاهمة أنتي بتاعتي، بتاعتي أنا، يخربيت امك على جمالك ده
قال كلامه الأخير وهو يحتضن وجهها وأخذ يقبل وجنتها بعمق مما جعلها تبعده عنها وهي تبتسم رغما عنها بخجل وتقول.

- أوعى كده أنت ماصدقت ولا ايه، سبني بقى
ياسين بترجي جميل: قولي موافقة يامرمر إنك تكوني ليا وأنا أسيبك
- لو قولتها هتسيبني
- طبعا هسيبك
- طيب أنا موافقة أكون ليك وعلى اسمك، يا لا سبني بقى ورايا شغل
ابتسم باتساع لسماعه موافقتها ليقول بمكر وخداع
- حاضر هسيبك بس بعد ما، قطع كلامه وهو يرفع وجهه لها ليحتضن شفتيها بخاصته بعمق
ابتعد عنها وسند جبهته على جبهتها وهو ينهج بعنف و يقول بسعادة: بحبك ياميرال بحبك أوي.

رفعت يدها لوجنته واخذت تتحسس شعر ذقنه وهي تقول بحالمية: وأنا كمان بحبك
ابتعد عنها وأخذ ينظر لها بتفاجؤ، هل هي الآن اعترفت له؟ اخذ يتلفت حوله بعدm تصديق
ليبتلع رمقه ثم قال بتساؤل
- اللي سمعته ده بجد؟
اقتربت منه قليلا وهي تهمس بشقاوة طفيفة
- ايوة بحبك...

كادت ان تتركه وتركض خارج المكتب إلا أن يده كانت أسرع لها ما إن سحبها له واحتضنها من خصرها ليدفن وجهه بتجويف عنقها لتتجمد بين ذراعيه ما ان سمعته يهمس لها بانفاس حار
- قوليها تاني، قولي بحبك ياسين
ميرال بخجل: ياسين بطل بقى الله
ياسين بإصرار عاشق: قوليها وأنا أسيبك
ميرال بتذمر: أنت بتضحك عليا مش كده
ياسين باعتراف مضحك: أيوة
- رخم، قالتها وهي تضـ.ـر.به على صدره بقبضتها الصغيرة.

ضحك بحب وأخذ يقبل قبضتها ويقول: اعمل ايه يعني ما أنتي اللي طعمك حلو أوي أوي أوي، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها بسعادة لا توصف ثم ابتعد عنها وهو يقول، يا لا امشي من هنا لا حسن اكلك
التفتت لتفتح الباب ولكن ما إن أدارت مقبض الباب حتى احتضنها من الخلف وهو يقول بتمني: قوليها تاني قبل ما تمشي عشان خاطري
استدارت بوجهها له وأخذت تنظر الى عينيه وهي تقول بسعادة وكأنها طفلة لاتصدق مايحدث معها الآن: أنا بحبك.

ابتعد عنها وقال بابتسامة: ياااا لا روحي بسرعة قبل ما أغير رأيي
خرجت مسرعة وهي تهرول بسعادة لتسلك طريق الدرج استغنت اليوم عن المصعد فهي تشعر بأنها تملك طاقة لا آخر لها
أما عند ياسين ذهب الى مكتبه بملامح متجهمة ليتصل على أخيه بالرقم الخاص الذي بينهما وما إن أتاه الرد حتى قال بضيق
- ممكن أعرف ازاي تبدأ باللعب من غير ما تقولي
- اهدى
ياسين بانفعال: أهدى ازاي وأنت خربتها هنا
- لاء لسه الخراب مابدأش.

رفع طرف شفتيه بسخرية وهو يقول: وعلى ما اعتقد أنه مش هيبدأ لأن سعد لقى حل
- حل إيه؟
- هيتصرف بحمولة الحديد و الأسمنت، ما إن قالها ياسين حتى جاءه الرد على الفور
- هيتصادر على الحدود أنا بلغت عنه من الصبح أصلا
ياسين بصدmة من سرعة أفعال أخيه: هو أنت لحقت تعمل كل ده امتي أنا كنت معاك امبـ.ـارح في الحفلة وكل حاجة كانت تمام ايه اللي خلاك تقلب بالسرعة دي
- مالكش في...
- هدي اللعب شوية وبلاش تدخل بالحامي كده.

- لاء حامي ايه بس ده أنا لسه بسخن
ياسين بتفكير: شوف أنت اديني شهر بس أكون أنا كمان خلصت كل اللي في بالي واعمل اللي يعجبك
- تؤ شهر كتير، ما إن قالها برفض حتى صرح بانزعاج
- شاهين بلاش تبوظلي شغلي باستعجالك
- ما أنت اللي بـ.ـارد ومش عارف تلين دmاغها أعملك ايه يعني
تأفأف وقال: لانت خلاص بس أديني وقت بلاش تقلبها عليهم و عليا
- هبقى أشوف
- أنا قولت ل سعد إنك مسافر و بكرة هتيجي وتحلها.

- تمام، قالها الهجين وهو ينهي الخط مع أخيه ثم نهض متوجه نحو الوكر
علي الجانب الاخر بالتحديد في وقت الظهيرة أخذ رامي يتسلل هو ورجل آخر بهدوء الى داخل الوكر مستغلا هذا الوقت بالتحديد لعلمه بأن يحيى ورجـ.ـال الأمن غير موجودين هنا لا يوجد سوى عددا قليلا. استطاع أن يتجاوزهم بتخفي
وما إن صل الى العمارة التي تقطن بها غالية حتى أخذ يضحك بشر وهو يخرج هاتفه ويتصل بعدوه اللدود لينتقم منه ويجعله يشعر بالعجز.

في مكان آخر أي في أحد المخازن الصحراوية الخاصة بسلطان كان يقف يحيى يشرف على العمل وما إن انتهى كل شيء على مايرام حتى نظر الى الرجـ.ـال الذين معه وقال بأطراء
- الله ينور عليكم، شغل أبيض مية مية
اخذ يضحك معهم ثم توجه الى سيارته ولكن قبل أن يصعد أتاه اتصال من آخر شخص توقع أنه سيتصل به وهو رامي، ضغط على زر الإجابة وقبل ان ينطق بحرف سمع الآخر يقول.

- ايه رأيك أعملك بث مباشر وأخليك تشوف بعينك ازاي هاخدها منك و أو.جـ.ـع قلبك عليها زي ما و.جـ.ـعت قلبي
- تاخد ايه؟
- غالية، ما إن نطق اسمها حتى رد عليه بشر
- لو مستغنى عن عمرك انطق اسمها تاني
ليقول رامي بحقارة: ده أنا مش بس هنطق اسمها ده أنا هلمس كل حتة فيها كمان.

- اخررررررس يا، صرخ بها وهو يصعد بسيارته ليجد الباب الذي بجانبه يفتح أيضا ليصعد معه حودة ولكنه لم يعيره اي انتباه وانطلق باقصى سرعته ولكن ما جعله يضـ.ـر.ب الدركسيون بجنون عنـ.ـد.ما سمعه يقول وهو يفتح مكالمة فيديو
- طب شوف كده و وريني هتعمل ايه لما تشوفها في حـ.ـضـ.ـني...

نشفت الدmاء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما ان رأى بأن ذلك الكـ.ـلـ.ـب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بافعاله هذه يرمي الكاز على نيرانه، وما ان وصل الى باب الشقة الخارجي حتى اخذ
يصـ.ـر.خ بأعلى صوته: اووووعى تاذيها او تلمسها حتى أنا بقولك أهو، هقــ,تــلك يارامي هقــ,تــلك، موووووتك هيكووووون على يدي ساااااامع على يدي.
نشفت الدmاء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما إن رأى بأن ذلك الكـ.ـلـ.ـب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بأفعاله هذه يرمي الكاز على النيران، وما أن وصل الى باب الشقة الخارجي حتى أخذ
يصـ.ـر.خ بأعلى صوته: اووووعى تأذيها أو تلمسها حتى أنا بقولك أهو، هقــ,تــلك يارامي هقــ,تــلك، موووووتك هيكووووون على إيدي ساااااامع على إيدي.

كتم الصوت من عنده و سحب هاتف حودة منه بيد ترتجف وأخذ يتصل على شاهين وياسين بمكالمة جماعية و ما إن أتاه الرد من شاهين أولا ليليه الآخر، حتى صرخ باستنجاد
- أنتم فين؟
شاهين بترقب وصدmة: يحيى! في إيه مالك؟
- مالك يا لااااا مـ.ـا.تنطق، ما إن قالها ياسين وهو ينهض من مكتبه حتى سمع أخيه يقول بخـ.ـو.ف ظهر رغما عنه بنبرة صوته
- رامي الكـ.ـلـ.ـب رايح لغالية مراتي في شقتي اللي في الوكر وأنا في مخازن الواحات مش هقدر ألحقها.

حد فيكم يتصرف بسرعة لو لمس منها شعره أنا هروح فيها
- حذرتك قبل كده وقولتلك طلعها من المستنقع ده ماسمعتش الكلام اشرب بقى، واتحمل نتيجة أخطاءك...
ما إن قالها شاهين بغضب وانفعال داخلي وبرود ظاهري حتى أغلق الخط بوجهه ليكون درس له ليتعلم منه فأخيه دائما ما يكون طائش بقراراته وتصرفاته ولا يسمع لأحد...

وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه حرفيا و أخذ يضـ.ـر.ب الدركسيون بيده بعدmا رمى هاتف حودة من النافذة ما إن رأى ذلك الكـ.ـلـ.ـب من خلال هاتفه هو بأنه بدأ يفتح باب الشقة بسلاح أبيض
في شقة أم غالية كانت جالسة على كرسي الصلاة وهي تسبح ربها بعدmا أدت فرضها وهي شاردة بنظرها في البعيد، وضعت يدها على قلبها المقبوض بو.جـ.ـع لا تعرف ما سببه.

نزلت دmـ.ـو.عها بعجز ونظرت إلى الأعلى وهي تلهث بالدعاء بتضرع: يارب يا كريم، اكرمني واحميلي بـ.ـنتي من كل شر بعينك التي لا تنام...
ياااالله مـ.ـا.تمتحنش صبري فيها أنا محيلتيش غيرها.
أنا قلبي واجعني عليها، اللهم إني أقسم عليك باسمك الأعظم أن ترجع لي بـ.ـنتي لحـ.ـضـ.ـني سليمة من كل شر
خرجت مماهي به على صوت زوجة أخيها وهي تفتح عليها الباب لتقف أمامها لتضع يدها على خصرها لتحرك شفتها بعدm رضا وهي تقول بقرف.

- وبعدها لك بقا، هو أنتي كل يوم هتقعدي القعدة دي تندبي حظك، لاااا أنا الحال ده مايمشيش معايا...
أم غالية باستغراب: أنا عملت ايه بس ما أنا قاعدة أهو كافية خيري شري...
شهقت تحية بعدm رضا وهي تقول: خيري إيه يا أم خير أنتي، خليل لازم ييجي يلاقيلي تصريفة معاك أنا مش هأقدر أستحمل أكتر من كده
لتقول أم غالية بضيق من ما سمعت: ده بيتي أنا بيت جوزي الله يرحمه، لو مش طيقاني تقدري تشوفيلك مكان تاني.

- نعمممممم يادلعادي، بيتك، ده أنتي شكلك كبرتي وخرفتي البيت ده بيتي أنا، سامعة بيتي أنا وبإسمي أنا، خليل كتبه بأسمي لما عملتي ليه توكيل عام عشان يمشي معاملة الدكان اللي بردو سجله بإسمي يعني كل حاجة ليكي بقت ليا أنا، وقعادك معانا هنا دلوقتي ده كرم أخلاق مني...

نظرت لها أم غالية بشهقة خرجت من أعماق فؤادها وأخذت ترتجف بصدmة ليشحب وجهها كالأموات تضامنا مع ضيق تنفسها الملحوظ لتبدأ شفتها أن تميل الى اليمين ويدها اليسرى التوت لتسقط بنهاية المطاف على الأرض بجسد خاوي
لتتذمر تحية ما إن رأتها هكذا وهي تقول: يووووه
هو ده وقتك، أما أروح اتصل بسبع البرمبة ييجي يشوف يعمل فيها إيه دي، ما أنا مايجيليش منهم غير و.جـ.ـع القلب
في الوكر بالتحديد بشقة يحيى.

كانت غالية تقف أمام الموقد تعد لها الغداء ولكن ما جعلها تقطب جبينها وتطفيء النار تحت القدر ما إن سمعت صوت ضحك خافت ولكنه مليئ بالشمـ.ـا.تة يأتي من الخارج وكان هذا الشخص يتكلم على الهاتف.

أخذت تقترب من الباب بترقب تريد أن تسمعه جيدا فصوته مألوف بالنسبة لها ولكن ما جعلها تكتم شهقتها بكف يدها وأخذت ترجع الى الخلف بخطوات متعثرة وهي تفتح عينيها بخـ.ـو.ف فطري ما إن رأت ظل شخصين يحاولان أن يفتحا الباب من الخارج بهدوء وهما يهمسان فيما بينهما لكي لا يشعر بهم من بالداخل
ابتلعت لعابها برعـ.ـب وأخذت تنظر حولها بضياع...
ذهبت إلى أسدالها المرمي على الأريكة.

لترتديه بسرعة ثم ركضت نحو المطبخ وأخذت سكين كبير نصله حاد...
خرجت لتتوجه الى الغرفة ولكنها ركضت نحو الباب الرئيسي وأغلقته بقفل آخر من الداخل ولكن فعلتها هذه جعلت رامي يكز على أسنانه بضيق وأخذ يدفع الباب بقوة وهو يصـ.ـر.خ بصوت خافت
- افتحي ياغالية، بقولك افتحي.

- رامي، نطقت اسمه بشفاه يابسة ونبرة صوت هامسة لم تسمعها هي حتى، انتفض جسدها وركضت الى غرفتها وأغلقتها من الداخل وأخذت تدفع مرآة الزينةخلفه بصعوبة، وذهبت بعدها لتختبئ بالزاوية التي بجانب السرير بعدmا سحبت القرآن من الطاولة واحتضنته على صدرها بيد وبيدها الأخرى رفعت أمامها السكين وهي تقول بمحاولة أن تشجع نفسها
- مـ.ـا.تخافيش ياغالية ده قدامهم بابين عشان يوصلولك ده غير إن ربنا معاك ومش هيسيبك تتأذي.

قطعت كلامها وصرخت بخـ.ـو.ف وهي على وشك البكاء ما إن سمعت صوت كـ.ـسر باب الشقة الخارجي وصوت أقدامهم تتنقل هنا وهناك لتنتفض كل عضلة فيها وأخذ قلبها يخفق بشـ.ـدة ونزلت دmـ.ـو.عها تغطي وجنتها بغزارة وبخـ.ـو.ف وانكسار ما إن وجدت أكرة الباب بدأت تتحرك بقوة ليليه ضـ.ـر.ب قوي عليه وهو يصـ.ـر.خ بها
- مهما عملتي مش هت عـ.ـر.في تخلصي مني، بقى تسبيني أنا وتروحي لعدوي، إن ماكـ.ـسرت عينه فيكي
احتضنت نفسها بقوة وهي تناجي ربها بأن ينقذها.

وصوت أنينها ملأ المكان، نهضت بترقب ورفعت السكين بيدها وحشرت نفسها بالزاوية أكثر وأكثر ما إن فتح الباب أو بمعنى أصح كـ.ـسره
ليمنع رامي صاحبه من الدخول معه وتركه بالخارج يراقب الأجواء الهادئة بشكل مريب، وأخذ يقترب منها وهو يضحك بدون صوت بخبث تام وهو يتأمل هيئتها ويصورها بهاتفه وهو يقول بسخرية ما إن رآها تحمي نفسها ب سكين
- لازم أخاف أنا كده صح...

أما على الجهة الأخرى نزلت دmـ.ـو.ع يحيى وهو يزيد من سرعة السيارة أكثر وأكثر وأخذ يصـ.ـر.خ بحرقة وعجز تام ما إن رآها وجدها بشاشة الهاتف كيف تقف أمامه وعلامـ.ـا.ت الرعـ.ـب تزين ملامحها هذا غير
أن دmـ.ـو.عها وااااه من دmـ.ـو.عها التي لأول مرة يراها
اعتصر الدركسيون بيده وأخذ يقول بجنون
- لااااااااا لاااااااااااا اوعى تعملها، غلااااااااا
هذه كانت ردة فعله ما إن وجد رامي أخذ يفتح أزرار قميصه ببطئ وهو يقترب منها ويكمل بحقارة.

- سلام بقى يا يحيى عايز أعيش اللحظة معاها بلاش تكون عزول يا أخي
اغلق الكاميرا ورمى الهاتف بإهمال على السرير وهو يقترب منها ويقول
- أنا لو كنت زمان عايزك طاق ياحلوة دلوقتي بقا عايزك طاقين وتلاتة...
رفعت يدها بوجهه وهي تقول برجفة
- هقــ,تــلك لو قربت
- ياريت وهو في أحلى من كده إنه يكون مـ.ـو.تي على إيدك أنتي بس قبلها لازم أدوقك...

قالها وهو يقترب منها بشـ.ـدة محاولا أن ياخذ منها السكين ولكنه نسى بأن قوة الأنثى تتضاعف ما إن تشعر بالخطر لتعالجه بحركة سريعة بضـ.ـر.بة بداخل تجويف كتفه جعل الآخر يضـ.ـر.بها بكف قوي على وجنتها كرد فعله منه ليرتد بعدها الى الخلف وهو يسبها بألم
سحب النصل من أعلى كتفه ورماها على الأرض بعنف وما إن كاد أن يقترب منها ليأخذها بحـ.ـضـ.ـنه حتى وجدها تحتضن القرآن إلى صدرها بقوة وهي.

تجلس على الأرض كالطفل الذي بلاحول ولا قوة وهي تصرخ بأعلى درجات صوتها ب
- يحيى!
- يحيى ياااايحيى تعال وشوف مراتك، بس وهي في حـ.ـضـ.ـني، قالها وهو يضحك عليه بحقارة، مد يده ليلمسها ولكن قبل أنا يصل لها،!
برزت عينيه بشـ.ـدة للخارج باختناق وأخذ يحاول ان ينقذ نفسه ما إن وجد سلسلة من الجنزير الفضي يلتف حول رقبته بسرعة البرق من الخلف.

أخذ يحرك جسده بمقاومة يريد أن يرى من هذا الشخص إلا أنه فشل بهذا ليسحبه الآخر بقوة مما جعله يسقط على الأرض الصلبة ليبدأ بعدها بسحله إلى الخارج باستحقار وكأنه يسحب كـ.ـلـ.ـب مربوط من رقبته وهذا ما جعل رامي يرى المـ.ـو.ت بعينيه من شـ.ـدة الالم الذي داهمه
مسك رامي الجنزير الذي يحاوط حنجرته وهو يحاول أن يقلل من الضغط عليه ولكن ما زاد الأمر سوءا و.جـ.ـعله يصـ.ـر.خ مكتوب ما إن بدأ الآخر يسحله على الدرج بدون أدنى رأفة به.

وما إن خرج من العمارة حتى أكمل جره على الأسفلت ليتجـ.ـر.ح وينسلخ جلد ظهره من حرارة الارض وخشونتها وما إن وصل نحو القطاع المفتوح
حتى رماه بمنتصف المكان وهو ينفضه من جنزيره وكأنه كيس قمامة قذر ثم أخذ يلف السلسلة على رسغ يده بتوعد.

أما رامي ما إن تم تحرير رقبته حتى أخذ يشهق بقوة وهو يسحب أكبر كمية ممكنة من الأوكسجين ليبدأ بالسعال بعنف ولكنه تجمد بمكانه وصعق برعـ.ـب عنـ.ـد.ما رفع رأسه الى الأعلى ليرى يحيى أو هذا ما ظنه هو ولكن الضـ.ـر.بة القاضية كانت بالنسبة له وعرف بأنه هالك لا محالة هو عنـ.ـد.ما رأى ال
هجين يقف أمامه بكل جبروت
أخذ ينظر رامي حوله بصدmة ما إن وجد بثانية واحدة جميع أعضاء الوكر يقفون حوله بثياب سود.

يا الله! متى ظهر كل هذا الحشـ.ـد؟ ألم يقولوا بأن الوكر بهذا الوقت خالي من أي حراسة كيف حدث هذا و وقع بفخهم
حاول أن يقف بأقدام خاوية عنـ.ـد.ما رأى موكب من الدرجات النارية يقترب منه لتبدأ بالدوران حوله
وهم يرفعون فوهة سلاحهم عليه وهم يضحكون بشر واستمتاع للقضاء على هذه الحشرة بالنسبة لهم.

- هشششششش ده بتاعي أنا، قالها الهجين وهو يرفع ذراعيه لهم بأن يبتعدو وبالفعل نفذو الأمر ما إن صدر من رئيسهم وابتعدو قليلا ولكنهم ما زالو على استعداد للانقضاض عليه...

أخذ يقترب منه والآخر يعود الى الخلف بتعثر وخطوات خاوية لا روح فيهم مما جعله يسقط على الأرض وهو يتوسل له بأن يعفو عنه ويقسم بجميع الأديان السماوية أن فعلته هذه لن تتكرر، ولكنه لم يعلم بأن توسله هذا يجعل الهجين يشعر باستمتاع أكثر و يحفزه للقضاء عليه أكثر.

وقف بشموخ و أخذ ينظر باستخفاف لذلك الذي نهض من الأرض وركض هاربا ولكنه تفاجأ بركلة من أحد أعضاء الوكر جعلته يتدحرج ليعود مرة أخرى الى مكانه السابق عند قدmي شاهين اللداغ الذي ما إن أصبح أمامه حتى ضغط بقدmه عليه وهو يقول
- بقا أنت عايز تعلم علينا...

أخذ رامي يحرك رأسه بنفي فهو لا يقوى على الكلام ف الآخر أخذ يضغط على حنجرته بحذائه لينحني ويسحبه من ياقة قميصه الملطخ بالدmاء وما إن أجبره على الوقوف حتى أخذ يكيل له اللكمـ.ـا.ت
القوية بشكل سريع وكأن الذي أمامه كيس ملاكمة وليس بشر من لحم ودm...
سحبه من مقدmة شعره بعنف الى الأسفل وما إن مال بجذعه حتى ضـ.ـر.به على أنفه بركبته مما جعل الآخر يفقد حواسه الخمسة ويسقط على الأرض بقوة
والدm يسيل منه بغزارة.

وصل ياسين إلى مدخل العمارة ولكن قبل أن يدخلها وجد سيارة يحيى تتوقف أمامه بشكل سريع ومفاجئ مما جعلها تصدر صوت عالي من المحرك لينزل منها دون أن يعير أخيه أي انتباه وأخذ يصعد الدرج بسرعة يريد أن يصل إليها بأي ثمن.

فتح باب شقته المكـ.ـسور لينظر للمكان المبعثر بصدmة وترقب، دخل إلى غرفتها وهو ينادي بأسمها كالمـ.ـجـ.ـنو.ن وهذا ما جعل تلك المسكينة تنهض من مكانها بخـ.ـو.ف ولكن ما إن رأت يحيى يقف عند باب الغرفة حتى نزلت دmـ.ـو.عها بعتاب
لا تعرف أهي التي ذهبت له أم العكس حصل ولكن كل ما تعرفه هي ما إن رأته امامها حتى انزرعت داخل أحضانه وأخذ يعتصرها بذراعيه ويقبل رأسها بلهفة ليبعدها عنه قليلا وهو يقول بخـ.ـو.ف بعدmا احتضن وجهها بكلتا يديه.

- حبيبتي أنتي كويسة. صح
أومأت له بنعم وهي تعود لتدفن نفسها بصدره ليحاوطها بحماية بذراعيه وهو يقول
- خلاااص مـ.ـا.تخافيش، أنا جيت أهو
نظر الى ياسين الذي كان ينظر الى زوجة أخيه باستغراب فهو توقع بأنها سافرة ومن أشكال بنات الوكر لأنها كانت خطيبة رامي سابقا ولكن مايرى الآن أبعد ما يكون عن تخيله خرج من ذهوله على صوت حودة الذي دخل عليهم وهو يقول
- الهجين خاربها بالقطاع ورامي هيمـ.ـو.ت على يده أكيد.

نظر ياسين بقوة الى يحيى الذي بادله النظرات بنفس
قوتها وتوعدها...
- ياسين هات مفاتيح شقتك، ما إن طلبها يحيى منه حتى رماها له ليعطيها بعدها ل حودة وهو يقول، خد غالية برا الوكر بسرعة طول ما الكل
مشغول ومحدش واخد باله
- يحيى، قالتها غالية وهي تتمسك بمقدmة قميصه
وتحرك رأسها بنفي فهي ترفض هذه الفكرة تريده أن يكون معها لتطمئن...

حاوط وجنتيها و قبل جبهتها وهو يقول باطمئنان: قولتلك مـ.ـا.تخافيش، طول ما أنا عايش يا قلب يحيى أنتي...
احتضنها بحماية وهو يستنشقها بقوة ثم أخذ ينزل معاها للأسفل ليجعلها تصعد بسيارته بالخلف وما إن استقر حودة خلف الدركسيون حتى نظر له يحيى وهو يقول بتحذير
- مش عايز أوصيك
- بالحفظ والصون يا باشا، رقبتي قصاد خدش منها
قالها حودة بجدية تامة ثم أنطلق بعدها الى خارج الوكر...

وما إن اختفى من أمامهم حتى أخذ يحيى يركض نحو القطاع وهو ينزع التيشيرت مستعدا بشكل تام للقضاء على الآخر وخلفه ياسين، يا الله يريد أن يصل لذلك الحثالة ويشرب من دmائه لعل هذا يقلل من نيرانه المندلعة داخل صدره، وما إن وصل الى التجمع هناك و أراد أن يتخطاهم حتى.

- شاااهين، صرخ بها يحيى وهو يحاول أن يحرر نفسه من الرجل الذي كتفه بقوة فهذه أوامر الهجين بأن يمنعوا أي شخص كان من التدخل وما إن نظر له شاهين بغضب وعينين من الجمر حتى صرخ يحيى بانفعال
- سيبه ياشاهين مـ.ـو.ت الكـ.ـلـ.ـب ده على إيدي أنا
حرك الهجين رأسه برفض لما قال الآخر لينحني نحو فريسته ليربط عنقه بالجنزير الخاص به و أخذ يجره خلفه نحو البوابة أي مدخل الوكر الرئيسي غير آبه بمقاومته التي لا تذكر.

وما إن وصل إلى هدفه حتى علقه هناك كالذبيحة من عنقه ليرتفع صوت اختناقه وبرزت شرايينه وهو ينتفض بعنف ليبدأ خروج لسانه بشكل مخيف من فمه وما هي سوا دقائق من العـ.ـذ.اب مرت عليه حتى سكن جسده بهدوء معلنا عن مغادرة الروح منه
أخذ شاهين يتنفس بعنف من أنفه كالتنين الغاضب
لينزل من مكانه وذهب نحو أخيه الذي كان ينظر له بقهر ليسحبه من خلف عنقه نحوه ليقبل رأسه ثم وضع مقدmة رأسه بخاصة الآخر وهو يكمل بعصبية.

- لاااااااااا عاش، ولاااااا كان، اللي يفكر بس أنه يكـ.ـسر عين يحيى اللداغ اللي طول ما أنا فيا نفس هكون بظهره وسند ليه
ابتعد عنه يحيى وهو يبتسم بتأثر من كلمـ.ـا.ته هذه ليحتضنه بقوة وهو يربت على كتفه
خرج سلطان من بين حشود الموجودين واقترب من جثة رامي وما إن تمعن بالنظر به حتى أخذ يحرك رأسه برضا ثم أشار إلى رجـ.ـاله وهو يقول بأمر وصوت خشن.

- ارموه برا الوكر لكلاب السكك تنهش لحمه الخـ.ـا.ين ده عشان يكون عبرة للي تسوله نفسه أنه يلعب معانا
بعد ساعة زمن من هذه الأحداث في القبو الخاص بتجمعاتهم كان يجلس هو وياسين على الأريكة يورث سيجارته بهدوء ليسحب منها نفس عميق وما إن عاد بظهره للخلف حتى زفر الدخان باسترخاء ليبتسم بسخرية من طرف شفتيه عنـ.ـد.ما سمع سلطان يقول له بإطراء.

- أيوة كده ياهجين هو ده الشغل التمام، خلي الكل يسمع إنك لسه مسيطر و كمان أكتر من زمان
شاهين بضجر: من غير لوك كتير جامعنا هنا ليه، هات من الآخر
ليقول سلطان بشر: ماااشي هجيب من الآخر...
بنات سعد
نظر له شاهين بحذر: ما لهم؟
- عايزهم، ما إن قالها سلطان حتى رد عليه الآخر باستهزاء
- ابقى اتغطى كويس قبل ما تنام
سلطان بعصبية: أنا بأتكلم جد
- تؤ، أنت بتهزر، عشان أنا لو أخدت كلامك ده جد.

هعلقك مكان رامي بإيديا دول، قالها بتهديد صريح لما يريد أن يفعل ليصـ.ـر.خ الآخر به
- شاااااهين أنت نسيت نفسك
- اللي عندي قولته، ما إن قالها وهو يهم بالنهوض إلا أن سلطان منعه وهو يدفعه من صدره ليعود الى مكانه وهو يقول بغضب: استنى أنا لسه ماخلصتش كلامي
- اللي أنت عايزه زي عشم ابليس بالجنة، عمره ماهيحصل...
- أنت بتتحداني
- اعتبره اللي ييجي على هواك بس بردو مش هيحصل.

ما إن نطق شاهين هذه الكلمـ.ـا.ت بغطرسة حتى أخذ يتبادل النظرات القـ.ـا.تلة الممزوجة بالتحدي مع الآخر ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الى الاشمئزاز عنـ.ـد.ما جاءه صوتها الناعم وهي تنزل درج القبو
- لاء لاء، ده شيطان ودخل ما بينكم أكيد، اهدى كده يا حاج ده شاهين حبيب القلب اااء قصدي حبيبك، قالتها زينة وهي تقترب من سلطان وأخذت تطبطب عليه بدلع بعدmا وضعت صينية
الأكل على الطاولة أمامهم.

تأفأف شاهين بضجر ليلتفت وهو ينوي الخروج إلا أنه توقف ما إن وجدها تتعلق بذراعه وهي تقول بمياعة مثيرة لأي رجل إلا هو
- استنى بس رايح فين تعالى تغدا أنت أكيد على
لحم بطنك من الصبح
أبعد يدها عنه بضجر: مش عايز
زينة بهيام: عشان خاطري ولا أنا ماليش خاطر عندك
رفع حاجبه باستنكار وقال
- مالكيش طبعا ايه العشم ده!
ضحكت بدلال وهي تضـ.ـر.به بخفة
- جاتك إيه يا شاهين، مـ.ـا.تقول حاجة ياحاج اااالله أنت هتسيبه يمشي كده زعلان.

- أقعد ياشاهين دي ماكنتش كلمة قولتها قلبت حالك بالشكل ده، يا لا يا ياسين قرب أنت كمان وسمي باسم الله
- من غير مـ.ـا.تقول هاسمي أنا همـ.ـو.ت من الجوع، قالها ياسين وهو يجلس بالقرب من الطعام وأخذ يتناوله بشراهة غير آبه بالحوار الدائر حوله
تنهد شاهين بضجر عنـ.ـد.ما همست له الأخرى بخفوت
- تعالى دوق أكلي ده أنا عملته بإيديا دول عشانك
- كلامك ده كفيل أنه يسد نفسي من هنا لشهر قدام.

أوعي كده، قالها و يتركها ويذهب لم يلبي نداء سلطان عليه مما جعل زينة تلحق به بلهفة حاولت ان تداريها أمام سلطان الذي أخذ يضـ.ـر.ب كفيه ببعضها وهو يقول بضيق
- عنيد ومحدش قادر عليه وشوره من دmاغه
- و ايه الجديد في كده شاهين طول عمره كده، قالها ياسين وهو يلتهم الحمام المحشي الساخن بحماس لينظر له سلطان بتمعن ثم سأله بخبث
- سيبك منه وقولي وصلت لفين مع بـ.ـنت سعد الكبيرة
شرب الماء بعدmا قال بلا مبالاة: هانت.

- هانت؟ أوعى يا ياسين تكون عاجبتك بجد
أخذ يمسح يده وهو يقول بشرود
- و إيه يعني لو حصل ده،؟
سلطان بانفعال: لااااء ده يعني كتير أوي، مـ.ـا.تنساش نفسك أنت مش رايح تحب وتعشق
ياسين بضيق: حب إيه بس هي عجباني و عايزها مش أكتر من كده.

- وماله، خدها واتمتع بيها، بس أكتر من كده لاء أوعى هاااا أوعى تنسى نفسك معاها إن أنت ابن سامر اللداغ وهي بـ.ـنت سعد قـ.ـا.تل أبوك وعمك، أنا كبرتكم وتعبت عليكم عشان ناخد تارهم، البـ.ـنتين دول لازم تجيبهم هنا صدقني يا ياسين دي مش بس هنرد فيها تارنا دي هتبرد ناري أنا شخصيا
قطب ياسين حاجبيه وهو يقول بتساؤل
- ليه، أنا عايز أعرف ليه كل الحقد ده لسعد الجندي
كنت تقدر تقــ,تــله من زمان وتنهي كل ده ليه سبته السنين دي كلها.

- اليوم اللي مـ.ـا.ت فيه ماهر اختفى سعد مع البنات قلبت مصر عليه ومالقتوش
ياسين بشك: طيب، ليه كل همك إنك تجيب بناته هنا ليه مش بتكتفي بسـ.ـجـ.ـنه. أو قــ,تــله بس ايه كمية الحقد ده كله
سلطان باعتراف خفي لم يفهم عليه الآخر: البـ.ـنتين دول بنات عدوي، وأنا وعدته إني هربيهم بنفسي بس سعد هرب بيهم وعرف يحميهم مني بس بمساعدتك أنت وشاهين هعرف أرجعهم لأصلهم.

لأني من غيركم مش هاقدر، هرجعهم غوازي هنا، هيكونه سلعة للمتعة للي رايح واللي جاي...
ومابقاش سلطان لو مانفذتش ده حتى لو كان آخر حاجة أعملها قبل ما أمـ.ـو.ت
قال الاخيرة وهو يتركه ويخرج من القبو تاركا خلفه ذلك الذي أخذ يفكر باستغراب وهو يقول
- غريب حقدك ده، ده أنا نفسي مش حاقد عليهم زيك مع إن التار ده تاري واللي مـ.ـا.ت ده أبويا وعمي...
بس أكيد في سر ورا ده كله...
مساء في فيلا الجندي.

ما إن أوقف سيارته أمام المدخل الداخلي حتى نزل بتعب نفسي قبل أن يكون جسدي ليرفع حاجبه باستغراب ما إن وجدها تقف أمام حوض السباحة تعطيه ظهرها تتحدث بالهاتف بانـ.ـد.ماج شـ.ـديد لدرجة
أنها لم تشعر به وهو يقترب منها ليسمعها تضحك بخجل وهي تقول
- لاء مش هينفع أخرج دلوقتي، ياااسين بطل بقا.

عيب كده، هههههههه وأنا كمان، حاضر هكلمك بعد العشا، ماشي وهنسهر كمان يا لا سلام بقا لحسن ماما تقفشني و وقتها ليلتي هتبقا كحلي هههههه
ضحكت وهي تنهي المكالمة معه بسعادة كبيرة ولكن ما إن التفتت حتى ذبلت ملامحها لتنظر الى الأسفل بخجل شـ.ـديد وأحراج ممزوج بصدmة عنـ.ـد.ما رأت والدها ينظر له بعتب
- نزلتي راسك ليه؟ هاااا ليه؟
لتقول ميرال باختناق من الموقف بأكمله
- بابا أنا.

سعد بتحدى: أنتي غلطانة لدرجة مش قادره تحطي عينك بعيني، صمت قليلا وهو يتأمل منظهرها هذا الذي لم يتوقع أنه سيراها يوما به ابدا
اقتربت منهما كلا من داليا وسيلين وهما تنظران لهما بتساؤل وفضول ماذا هناك، ولكن ما زاد استغرابهما أضعاف ما إن أكمل سعد كلامه بضيق غاضب
- أنا مش هقولك ليه، ولا هعاتبك، بس كل اللي هقوله انسي إني ممكن أديكي ليه، لو كان آخر راجـ.ـل بالعالم مش هتتجوزيه ياميرال.

نظرت له ميرال بدmـ.ـو.ع وهي تقول
- ليه؟
- هو إيه اللي بيحصل، في ايه، قالتها داليا وهي تنظر إلى ميرال ثم تنظر الى زوجها الذي احمر وجهه من انفعاله
تجاهل سعد سؤال زوجته واقترب من ابـ.ـنته وقال بغضب: اللي عندي قولته...
- أيوة بس أنا بحبه، ما إن نطقتها حتى صمتت بسرعة مصدومة وشهقت سيلين بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت كف والدها نزل بكل قوته ليرتطم بوجنة ميرال وهو يصـ.ـر.خ بها بانفعال.

- بتقوليها في وشي هي دي أخرتها، الظاهر انا معرفتش أربي كويس، اطلعي على اوضتك ومـ.ـا.تورنيش وشك
- بابا أنا آسفة مش قصدي والله، قالتها وهي تحاول أن تقترب منه إلا أنه ابتعد عنها ورفض اقترابها هذا وهو يقول بو.جـ.ـع
- كـ.ـسرتي ثقتي فيكي ياميرال كـ.ـسرتيهااااا و عشان مين؟ هاااا، والله ما هخليه يشوف ظفرك...
تنسيه وتشيليه من عقلك غـ.ـصـ.ـب عنك فاهمة
صرخت ميرال بانفعال: لاء مش هنساه.

- ميرال انت تجننتي، قالتها داليا بحدة وغضب فهي بدأت تتجاوز بكلامها دون أن تشعر بذلك
فضل سعد متجمد بمكانه وهو لا يصدق بأن التي أمامه ميرال ابـ.ـنته الرزينة الهادئة المطيعة لا يرى الآن سوا تمردها وتعلقها الشـ.ـديد بالآخر لدرجة بأن تقف بوجهه وترفض نسيانه
تحركت تفاحة آدm في عنقه بحركة فاشلة ليبتلع ريقه الجاف، رفع يده التي ترتجف من تشنج اعصابه ليخرج هاتفه من داخل سترته ما إن ارتفع رنينه.

ضغط على زر الإجابة و وضعه على أذنه دون أن يرى من المتصل ونظره ما زال معلق بتلك التي خيبت ظنونه بها، ولكن قبل ان ينطق بحرف حتى اتاه الخبر الكارثة الذي جعله يركض نحو السيارة بسرعة دون ان يرد على تساؤلات داليا
أما سيلين ما إن رأت والدها يتركهم ويذهب حتى لحقت به وصعدت الى جانبه دون أن تسئله ماذا هناك فهو بحالة لا تسمح لها بمناقشته...

أخذت تنظر للطريق المظلم تارةوتارة أخرى الى والدها بخـ.ـو.ف، تشعر بأن والدها سيفقد وعيه فعلى ما يبدو ضغطه ارتفع
لفت انتباهها بأنهم يقتربون من تجمع ناس وسيارة إطفاء تحاول أن تطفيء المخازن الخاصة بشركتهم
وبالفعل صدق حدسها عنـ.ـد.ما وجدت والدها ينزل بسرعة وترك الباب مفتوح وما إن رأى بأن النار أكلت كل شئ وما تزال ملتهبة بشكل مريع
حتى سقط على الأرض الرملية ولمعت عينيه بقهر.

أمام عينيه محصول تعب السنين كله يحترق، جميع المخازن تتحول لرماد أمامه ولا يستطيع أن يفعل شيء...
أغمض عينيه بأسى عنـ.ـد.ما وجد صغيرته تحتضنه من الخلف وهي تدفن وجهها بكتفه وتقول
- بابا، حبيبي، أوعى تزعل نفسك عشان خاطري
كل شيء يتصلح أهم حاجة احنا نكون مع بعض صح مش ده كلامك
- تعبي كله راح هباء يا سيلين...
- فداك فلوس الدنيا كلها، بابا، أنت أهم من ده كله.

نهض بتعب وأخذ ينظر الى ياسين الذي كان يتكلم بانفعال مع أحد الضباط وما إن انتهى حتى اقترب منه و وجهه ملطخ باللون الأسود بسبب الدخان
ياسين بقهر: لازم نروح ع المركز نشوف اللي حصل ده بفعل فاعل ولا ماس كهربائي
أومأ له سعد ثم نظر الى ابـ.ـنته وهو يقول
- يا لا بينا أرجعك عشان ألحق أشوف ايه الحكاية
سيلين بترجي- بس أنا عايزة آجي معاك...
صرخ بها سعد بأرهاق: تجي فين بلاش تجننيني.

هو أنا ناقص هم عشان تزيديها عليا أنتي كمان
نزلت دmـ.ـو.عها بحـ.ـز.ن على هيئة والدها وهي تحرك رأسها له بنعم، ثم تحركت أمامه متوجهة الى السيارة وماهي سوا مسألة وقت حتى أوصلها الى الفيلا وذهب ليحل تلك الكارثة التي وقعت عليه لتنظر بو.جـ.ـع قلب الى أثر غبـ.ـار سيارته الذي تركه خلفه
التفتت لتدخل ولكن رنين هاتفها جعلها تتوقف لترفع حاجبيها بترقب عنـ.ـد.ما رأت رقمه ينير الشاشة ما إن أجابته حتى سمعته يقول بشكل مباشر وثقة مخيفة.

- قرارك إيه
ردت عليه سيلين بخفوت وكأنها ترفض أن تصدق مايحدث معهم: أنت السبب بالحريق اللي حصل صح
ضحك بشر ثم قال ما إن صمت بجدية
- بحب ذكائك، ما أنا قولتهالك، اختاري يا كبريائك يا باباكي، والقرار ليكي
- أنت أحقر إنسان شفته بحياتي كلها ولو تفضل آخر حد في العالم مش موافقة إني ارتبط بواحد زيك لو مهما عملت ساااااااامع لو مهما عملت.

- هنشوف، قالها ثم أنهى الاتصال مما جعلها تجلس على الأرض تبكي لتصرخ بعدها بانفعال وحقد العالم تجمع لديها وهي تقول
- بكرهك ياااااا شاهين! بكرهك!
نائمة بوسط سرير وثير مريح ولكن هذه الراحة كانت أبعد ما يكون عنها، قطبت جبينها بضيق وأخذت تحرك رأسها بالأتجاهين بانزعاج من الكابوس الذي تراه الآن فعقلها الباطن كان يكرر ماحدث معها كله بالصوت والصورة ليتعرق جسدها بقلق وتـ.ـو.تر و مشاعر الخـ.ـو.ف سيطرت عليها مرة أخرى لدرجة بدأ نفسها يضيق وصدرها يـ.ـؤ.لمها وكأن هناك ثقل عليه
لتعجر حتى عن الحراك...

توالت عليها ذكرياتها وكأن شريط حياتها كلها أخذ يمر أمام نظرها منذ صغرها حتى وصلت للوقت الحالي لتخرج منها شهقة عنيفة جعلتها تنتفض من رقدتها هذه الى الجلوس وهي تفتح عينيها الى أقصى حد هذا غير صوت تنفسها العالي الذي ملأ الغرفة
كرمشت وجهها وهي تضع يدها على صدرها بو.جـ.ـع
ليقع نظرها على الساعة المعلقة على الجدار لتجد ان الوقت قد تجاوز الواحدة بعد منتصف الليل...

رمت عنها الغطاء لتضع قدmيها على الرخام الفاخر والبـ.ـارد لتتوجه بعدها نحو الستارة وما إن ازاحتها و فتحت زجاج النافذة حتى أغمضت عينيها واحتضنت نفسها بخمول عنـ.ـد.ما مر بها تيار هواء منعش...
أخرجت رأسها منه وأخذت تنظر لهذا المكان الراقي التي هي به الآن، لتسحب الأكسجين النقي بكل قوتها لتنتعش رئتيها وهي لا تصدق حتى الآن بأنها أخيرا قد تخلصت من ذلك المكان القذر المليئ بالمعاصي...

في الصالة انفتح الباب الرئيسي ليدخل الى شقة أخيه ياسين وهو يحمل حقيبة ثيابها وأخذ يبحث عنها بعينيه بلهفة وكأنه يريد أن يحتضنها ببصره قبل ذراعيه.

تنهد بعمق بعدmا رمى الحقيبة على الارض وهو يرى الهدوء يعم الأرجاء فهي بعادتها تكون بوسط المكان تعلن عن حضورها بكل إعتزاز و دائما مـ.ـا.ترمقه بتعالي وكأنه لا يساوي شيء أمامها، أبتسم باتساع وهو يتذكر تفاصيلها العنفوانية ولكن سرعان ما خيم الضيق عليه وأخذ يتأفأف بحيرة وهو يفكر بما هو مقبلا عليه هل هذا بداية جديدة أم نقطة تحول لا تبشر بالخير.

وبعد تردد كبير وأفكار كثيرة لم توصله لأي استنتاج بدأ يحرك ساقيه بتثاقل نحو الداخل ليمسك أوكرة الباب ويفتحه بهدوء، ليجدها تقف أمامه بشموخها المعتاد الذي يعشقه عليها، كان ضوء الغرفة منطفئ ولكن إضاءة الشارع العام الذي يضـ.ـر.ب على وجهها من خلال النافذة التي تقف الى جانبها كانت تعطيها سحر لا يعرف كيف يصفه.

يااااالله، الكبرياء وعزة النفس خلقت لها فقط، أنثى متمردة متعالية بتمردها عليه لتتوج ملكة على قلبه المسكين بشعرها الأسود المنكوش الذي دائما مايراه يقف بعكس اتجاه مساره الصحيح.

أخذ يقترب منها ببطئ وهو يمرر نظره على قامتها الهشة، ترتدي بيجامة قطنية واسعة تظهر من خلالها مدى نحافة جسدها الصغير، كان من المفترض أن يكتب عليه هنا مصنع الأنوثة ومنتهى الجمال، فهي حقا مصدر الجاذبية والفتنة، لايظن بأن هناك امرأة في العالم تظاهيها فهي أخذت كل الحسن لها حصريا
توقف قليلا ما إن لمح بمقلتيها نظرة، عتاب؟
لم يتوقع هذا منها كان على استعداد أن يتقبل منها.

الكره، الحقد، بغض، نفور، خـ.ـو.ف، رعـ.ـب، كان على أتم الاستعداد لكل هذا إلااااااا أن يرى العتاب منها ممزوج بألم وخيبة ظن...
أكمل طريقه لها ما إن رجف ذلك النابض بين أضلاعه عنـ.ـد.ما وجدها تبعد عينيها عنه بضيق...
كان قد قرر مع نفسه قبل أن يدخل لها بأنه لن يقترب منها بشكل مباشر الآن لكي لا تنفر منه فهي بالتأكيد مـ.ـا.تزال متأثرة بما حدث لها، أراد أن يعطيها مساحة لتستوعب كل ماحدث معها حتى الآن...

ولكنه ضـ.ـر.ب كل هذه القرارات بعرض الحائط عنـ.ـد.ما وجدها أمامه بكل هذا الإغراء
لاحظ بأن ملامحها تمتعض بضيق كلما تقدm منها وصلت الى درجة وجدها ترفع كف يدها أمامه
لتمنعه من الاقتراب أكثر وهي تقول باختناق
- خليك بعيد مـ.ـا.تقربش مني
احتقارها له بهذه الكلمـ.ـا.ت كانت بالنسبة له أحلى من العسل فهو لا يصدق حتى الآن بأن ذلك الحثالة لم يؤذيها، كان فاقدا للأمل، يقسم بأنه وصل إلى حافة الجنون بسببها هي.

تجاهل رفضها من الاقتراب منها ليطبق عليها بجسده الضخم وهو يحتجزها بينه وبين الحائط وما إن دفن وجهه بعنقها حتى تذوق بشرتها الناعمة بقبلة مباغتة عميقة جعلت روحه ترتد له ما إن رسم ملكيته عليها باحتراف ثم أخذ يتحسس شريانها النابض بشفتيه الحارة وهو يهمس لها بهوس بعدmا كتفها من معصميها بسبب مقاومتها الشرسة له.

- للحظة كان عندي استعداد أني أخـ.ـنـ.ـقك بإيدي وأدفنك بنفسي ولا غيري يضمك لحـ.ـضـ.ـنه ويشم ريحتك دي زي كده، مـ.ـو.تك أهون عليا من إنك تكوني لغيري
ابتعد عنها قليلا ما إن لاحظ إلتواء رقبتها بمحاولة بائسة منها لتبعد نفسها عنه وهي تقول بصوت يرتجف متذبذب ولكن مليئ بالضيق منه ومن تصرفاته الطائشة: أنت مريـ.ـض، تقــ,تــل القتيل وتمشي بجنازته، وهو كان مين السبب بكل اللي حصلي ده، مش انت.

حرر معصميها بهدوء وأخذ يبعد خصلاتها الهائشة عن وجهها الذي يضاهي القمر جمالا بنظره هو، أحتضن وجنتيها واقترب من جبهتها ليقبلها بقبلة طويلة مليئة بالحنان ليرجف جسدها بشكل تلقائي من ذلك الشعور الغريب الذي غزاها بشكل مفاجئ.

ابتعد عنها بعدmا طال الصمت بينهم ليسحبها خلفه الى الصالة الخارجية بعدmا غلف يدها الناعمة بكفه بحب واضح ولكن هذا لم يدوم كثيرا عنـ.ـد.ما وجدها تسحبها منه لتذهب وتجلس على أريكة منفردة لتميل بجذعها العلوي لتسند مرفقيها على ركبتيها وضمت كفيها بقبضة فوق شفتيها لتشرد نظراتها للبعيد
منظرها هذا جعله يرتعب هل هي الآن تفكر بأن تتركه؟ وبالفعل صدق حدسه ما إن نطقت بجدية متغلفة بالبرود.

- أظن إن اللعبة أنتهت لحد كده، صح،! يعني أنا دوري انتهى، وأنت اللي كسبت على رامي وقدرت إنك تسرقني منه زي ما كنت مخطط...
سببك كان تافه زيك.

صمتت قليلا وأخذت تبتلع لعابها ثم أكملت بنفس برودها. على العموم أاانا لا هلومك ولا هعاتبك وأقولك ذنبي ايه إنك دخلتني بدوامة مالهاش آخر عشان تثبت انتصارك على خصمك لأن باختصار كل اللي حصل معايا بالشهرين اللي عشتهم معاك خلوني أكبر يجي عشر سنين على عمري و أكبر دmاغي من كل اللي بيحصل حوليا، فعشان كده أنا عايزة منك حاجة وحدة، وحدة بس
يحيى بترقب: اللي هي؟

رفعت نظرها له وقالت بحرقة ظهرت من خلال نبرتها الجادة: أحلفك بالله وبالعشرة اللي مابينا إنك تعتقني لوجه الله، طلقني يايحيى
شحب وجهه من ما سمعه ليقول بترجي طفيف
- اديني فرصة تانية ياغالية وخليني اوريكي خيري زي ما وريتك شري...
ابتسمت بألم فهي لأول مرة تسمعه يلفظ اسمها صحيح، لتنطق بجدية بعدmا حسمت أمرها.

- أنا بعد اللي شفته منك مابقتش عايزة منك أي حاجة أنت إنسان شهواني بتمشي ورا ملذاتك خمر وبنات وفي منكر ومش عامله لدرجة خلتني أغرق معاك بعالم عمري ما كنت متصورة إني هشوفه غير بالأفلام...
حرك رأسه بقبول وقال باعتراف: شوفي كلامك كله ده صح واللي حصلك مني مش قليل بس مستحيل أقبل إنك تمشي، غـ.ـصـ.ـب عنك هتفضلي معايا لأن معنديش أدنى استعداد أسيبك
غالية بضيق: إيه غـ.ـصـ.ـب عنك دي، أنت تاني هتجبرني عليك
يحيى ببرود: ايوة.

- يعني مش هترحمني وتخلصني منك بقى، ما إن قالتها باختناق حتى أتاها رده المباشر
- لاء
غالية بانفعال: يحيى! بلاااااش تستفزني بطريقتك دي، أنا خلاص قرفت منك ومن عيشتك ومن وجودك حوليا، ارحمني بقا والله تعبت اعتبر نفسك ماشفتنيش بحياتك، اعتبرني مت باللي حصل يا أخي وعيش من غيري واكسب فيا ثواب.

يحيى بحب غريب لم يفهمه هو ايضا- بس أنتي ما مـ.ـو.تيش وأيوه العيشة معايا غـ.ـصـ.ـب مش هيفصلك عني غير المـ.ـو.ت، يابمـ.ـو.تي يابمـ.ـو.تك، يا بـ.ـنت الناس افهمي بقا أنتي بقيتي عندي أغلى من الروح بذات نفسها ولو مش مصدقاني أنا ممكن أحلفلك ع المصحف واااء.

قطع كلامه بصدmة ممزوجة بو.جـ.ـع ما إن وجد دmعتها تنزل من مقلتها بهدوء تام كشاهد على حـ.ـز.نها، حاول أن يمسحها إلا أنها أبعدت نفسها عنه لتنزل دmعة أخرى لتليها بالثالثة وما هي سوا جزء من الثانية حتى غطت وجهها بكفيها لتجهش ببكاء مرير كالأطفال وكأن صبرها انتهى لحد هنا.

وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه وتقطعت أوتار قلبه عليها، وهو لا يصدق هل غلاته تبكي الآن، ليجلس بسرعة على الأرض عند قدmيها حاول أن يبعد كفيها عنها ولكنه أبت ذلك ليسحبها من ساعدها الى الأسفل أي نحوه ليجبرها أن تنزل له وتجلس الى جانبه لاااا ليس الى جانبه بل جعلها داخل أحضانه وهو يحاوطها بذراعيه وكلما ارتفع صوت شهقاتها المعـ.ـذ.بة زاد هو من احتضانها ودفنها بصدره أكثر وأكثر.

وهذا ما جعلها تضـ.ـر.به على منكبيه بقوة بقبضتها الصغيرة وهي تقول بانفعال
- سبني، أوعى كده مش طيقاك
ابعد رأسها من صدره قليلا بعدmا قبله ثم أخذ يمسح عينيها الكحيلة الدامعة وهو يقول بهمس ونظرات الإعجاب الصادره منه على استعداد تام لأكلها نية
- أعمل إيه وترضي عني، هاااا قولي، قولي ياغلاتي يرضيكي إيه عشان تبقي جنبي وأنا أعمله أدفعلك عمري، والله روحي تهون ليك.

- مش بدmاغي حاجة دلوقتي، قالتها بتـ.ـو.تر من قربه ولكن سرعان ما كشت روحها منه بقرف وهي تكمل برفض، وبعدين مش هفضل معاك مهما عملت، شيل إيدك دي عني وما تلمسنيش تاني بها أبدا
- ما أوعدكيش بده، قالها وهو ينظر لها كيف تبتعد عنه متوجهة لتلك الغرفة التي استيقظت بها متجاهلة كلامه هذا ولكن ما جعلها تلتفت له بصدmة من جرأته ما إن أكمل، ماهو اللي يدوق طعمك و حلاوة قربك يدmنك وما يقدرش يبعد عنك تاني.

- بالراحة ع الباب يا غلا دي مش شقتي، قالها بمشاكسة ما إن وجدها تغلق الباب بوجهه بكل قوتها، ليبتسم بعدها بسعادة فهو لاحظ احمرار وجنتيها خجلا منه هذا يعني أنه استطاع ان يأخذ منها استجابة
نهض عن الأرض واستلقى على الأريكة باسترخاء
ونعاس ولكن عكر مزاجه رنين الهاتف المزعج ليخرجه بتأفأف من جيب بنطاله
- أيوة ياحودة عايز ايه.

- كنت عايزني أبلغك بأخبـ.ـار بيت خليل أول بأول عشان تكون على اطلاع دايما باللي بيحصل معاهم
- أنت هتشرحلي ولا ايه، ادخل بالمفيد ياحودة هو أنا ناقص و.جـ.ـع دmاغ
- أم الست غالية
- مالها؟
- نقلوها للمستشفى الظهر، ما إن قالها حتى اعتدل بجسده بسرعة وقال- ليه فيها ايه؟
- سكتة قلبية، بس حالتها مستقرة نوعا ما.

يحيى بأمر: انقلها مستشفى خاص وخلي عينك عليها والفواتير مهما كانت تندفع فورا، ما تستخسرش فيها أي حاجة عايز كل حاجة تبقا تمام، مش عايز أوصيك
- اعتبره حصل بالحرف يا باشا، بس هو! صمت حودة بتردد ليقول الاخر بحسرة وهو ينظر الى باب غرفتها
- فهمتك، عايز تقولي مش هتجبها تشوف أمها
- بالضبط كده
- بصراحة لاء
- ليه
- مالكش في، اتكل على الله وبلغني بكل جديد
- تمام سلام.

- سلام، أنهى المكالمة وأخذ يقول مع نفسه وكأنه يريد أن يخدر ضميره هذا إن كان يملكه أساسا
- مالي اتخـ.ـنـ.ـقت ليه، أنا عملت كده عشان لو أخدتها تشوفها مش هترجع معايا وهتشبط بمامتها وأنا ده مش هقدر، اووووف خلاص هاخدها بس مش دلوقتي هستنى كم يوم كده يمكن أعرف أميل دmاغها عشان اضمن وجودها معايا، ايوه أنا كده صح، هما كم يوم بس مش أكتر
الوقت: قريب الفجر
المكان: الصحراء الغربية بالتحديد بالواحة البحرية.

كان يصدح صوت هجان الغاضب بالأرجاء بعدmا سمع بمـ.ـو.ت رامي
- غـ.ـبـ.ـي، غـ.ـبـ.ـي، قولت ليه مـ.ـا.تتصرفش من دmاغك بلاش تهور. أهو راح بشربة مية، و عشان ايه
عشااااااان ست، ومش بعيد أكون أنا المرحوم التاني لو متصرفتش صح المرادي، لازم اهدى كده وأفكر بتأني واللي هيساعدني بده أنت
قال الأخيرة وهو ينظر الى ذلك الشخص الذي يجلس أمامه بتكبر وهو يريح ساقه على الأخرى ولكن كلمـ.ـا.ته هذه جعلته يستقيم بطوله وهو يقول.

غالب بصدmة واستنكار- أنا، أساعدك، أنت نسيت نفسك ولا ايه
هجان بضيق: الله الله، وليه الغلط بس، ماهو المنطق بيقول عدو عدوي صاحبي، واهو احنا الاتنين أتعلم علينا من الهجين اللي بقا طايح في الكل وماعتقش حد، لا ابن حتته اللي هو أنا ولا صاحب البدلة والمركز اللي هو أنت عرف يخلص من لدغته، يعني احنا في الهوا سوا ومافيش حد احسن من حد
غالب بقلق: أيوة بس احنا مش قده.

هجان بضجر: اتكلم عن نفسك، لو أنت طري وخايف تاخد حقك وقررت تطاطي ليه أنا لااااا وألف لاااا
غالب بغضب: مـ.ـا.تحترم نفسك ياجدع أنت وتحسن ملافظك
- متأسفين يابتوع المدارس والكلام المتزوق
- ناوي على ايه مع شاهين باشا، ما إن قالها باستفسار حتى رد عليه الآخر بقرف
- باشا عليك مش عليا...
- مش وقت الكلام ده قولي ناوي على إيه خلصني
ليقول هجان بفحيح: يحيى اللداغ
غالب بترقب- ماله
- نلاعب شاهين ع النقطة دي.

- وليه يحيى ما نلاعبوا ب ياسين على الاقل ده أخوه
صرخ به هجان برعـ.ـب: اااااايه ياسين، أنت تجننت، عايزنا نلاعبه على ياسين،! ده ياسين يبلعنا قبل ما نقرب منه حتى، أوعى يغرك شكله وتقول أنه فريسة سهلة ده لو نفع أصلا إننا نقول عليه فريسة ده فك مفترس
ياسين مابيقلش خطورة عن شاهين، بقا احنا عايزين نخلص من شاهين نقوم نلفت نظر ياسين لينا.

عشان نروح بخبر كان صح، ولو جثة رامي جات لحد هنا ده كرم أخلاق من الهجين، احنا بقا لو لعبنا تاني مش هيبقا لينا جثة من الأساس هيبخرنا ابن اللداغ...
- أنت أوفر أوي...
هجان بعدm فهم
- ااايه، أنت بتقول إيه، إيه لوفر دي
- اوفر، يعني انت بتبالغ بوصفك.

- لاء ياخويا ماببالغش أنا، شاهين عنده مبادئ بيلعب عليها وفي حاجة نظيفة جواه، مش زي التاني اللي راضع مع ابليس بذات نفسه، ومابيعترفش بأي حاجة غير اللي بدmاغه، عايز تمـ.ـو.ت مـ.ـو.ته وسـ.ـخة عادي ياسين
- يعني أفهم منك ياسين أخطر من شاهين
- الأخوة دول أنقح من بعض مايتحزروش، بس اللي أنا متاكد منه هو إن الاتنين بيدوك تذكرة ذهاب بلا عودة للعالم التاني، فعشان كده لازم نتغدا فيهم قبل مايتعشوا فينا.

فتح غالب عينيه برعـ.ـب: اااايه فيهم دي، أنت بتجمعهم ليه، هو احنا قادرين على واحد عشان نيجي جنب التاني
هجان بسذاجة: تصدق صح أنا شكلي كده تحمست ودmجتهم بحسابنا، بس خلينا بالمهم واللي هو يحيى اللداغ
- ماله ده بقا
- أضعفهم، بس ابن اللعيبة شايل شغل الوكر كله على أكتافه، نقدر نضـ.ـر.ب شاهين عن طريقه هو
غالب برفض- أنت اتجننت، هو أنت ماشفتش هو عمل ايه برامي لما فكر يقرب منه.

- ما التاني غـ.ـبـ.ـي، ودخل يلعب بغباوة، هو في حد عاقل يدخل وكر الافاعي برجليه وعايز يطلع منه صاغ سليم من غير ما يدفن بمكانه
- طب هنعمل ايه
- هو من ناحية هنعمل احنا هنعمل بس ايه بالضبط دي بقى عايزلها تخطيط وتركيز لأن الغلطة بطلقة
يا ريس
غالب باشمئزاز وتكبر
- إيه ريس دي اسمي غالب باشا منصور
سحبه هجان من سترة بدلته وهو يقول بضيق منه.

- لااا بقولك اااااايه عايز تحط إيدك في إيدي بلاش أنتكتك دي عليا وعيش عيشة أهلك، هتقرفني
من أولها هديك بالجزمة على وشك أنا بقولها لك اهوووووو
في الصباح بعدmا أشرقت الشمس لتنير الأرض بعد ظلمـ.ـا.ت الليل الموحشة، في فيلا الجندي دخلت داليا الى غرفة ميرال بعدmا طرقت الباب بهدوء لتبتسم بتعب ما إن رأتها جالسه على الأرض تحتضن ساقيها نحو صدرها وعينيها منفوخة من أثر البكاء المستمر.

اقتربت منها وجلست أمامها وهي تقول
- مانمتيش صح
- هو من امتى حد فينا يعرف يدوق النوم وبابا لسه ما رجعش، وحياتي يا ماما كلميه وطمنيني عليه
تنهدت داليا وقالت: أنا كلمته من شوية وقال إن ساعة زمن وجاي، والله انا مش عارفة إيه المصايب اللي بترف علينا من كل حتة دي بس
نقول إيه الحمدلله على كل شئ
ميرال بتساؤل: معرفوش إيه سبب الحريق
- ماس كهربائي ده اللي باين لحد دلوقتي بس التقرير الرسمي لسه ماظهرش.

صمتت قليلا ثم قالت بجدية حادة ولكن فيها من الليونة نوعا ما: ميرال، اللي حصل امبـ.ـارح مش عايزه يتكرر، أنا سبتك طول الليل كله تقعدي مع نفسك و تفكري وتشوفي إن تصرفك كان صح والا غلط، أنا عايزك تحكمي على نفسك بنفسك
باباكي تعبان وبلاش تزيدي تعبه...
- أنا آسفة
- ليه هو أنتي غلطي بحقي عشان تتأسفيلي؟

- ماما، ما ان نطقتها بغصة حتى دفنت وجهها بين ركبتيها تبكي بقهر وهذا ما جعل داليا تحتضنها بحنان رغما عنها حاولت أن تقسى عليها ولكنها لم تستطع، قبلت رأسها ثم أخذت تملس على شعرها الناعم وهي تقول
- ليه حابة تو.جـ.ـعي قلبنا عليكي ياميروا
نظرت الى والدتها بدmـ.ـو.ع وقالت
- هو أنا مش من حقي أحب
- من حقك بس ليه ماصارحتنيش، ليه خبيتي عليا، كم مرة قعدت معاكي وقولتيلي مافيش حاجة فجأة كده ألاقيكي غرقانه لشوشتك.

ميرال بتلقائية: ماهو ماكنش في حاجة أقولك غير أنه خطبني وأنا وافقت
لتقول داليا بعصبية- لا والله واحنا فين من كل ده
ميرال ببراءة: لاء اسمعيني، هو جاني وقالي أنه عايز يخطبني وكده، فكان عايز يشوف رأيي إيه في الأول، وأنا لما وافقت كان هييجي يتقدm بس أنتي شايفة الظروف اللي بنمر فيها اليومين دول...

- طب قومي دلوقتي واغسلي وشك وانزلي شوفي أختك اللي قاعدة بالجنينه من امبـ.ـارح دي ومش راضية تدخل قبل ما ييجي باباها، أنا مش عارفة الاقيها منك ولا منها ولا من أبوكم اللي كل ما أكلمه يزعقلي ويطلع حرقة قلبه فيا، ونبقى نشوف إيه حكاية سي ياسين بتاعك ده مع إني مش مرتاااحه ليه
نظرت لها ميرال بحـ.ـز.ن وهي تقول: ليه بس
- حساه كده ملعب ومش سهل خالص وياخدك البحر
ويرجعك عطشانة.

ميرال بعدm قبول لما سمعت عنه- حـ.ـر.ام عليكي ياماما والله ياسين مافيش منه
- أنا قولت هبلة محدش صدقني، قومي يالا قدامي ننزل ده أكيد عاملك غسيل مخ، واحنا مهما قولنا وزدنا مش هتشوفيه غير زي ماهو عايزك تشوفيه
ميرال باستفسار- يعني هتساعديني وتكلمي بابا ولا لاء.

- ربك يسهلها من عنده، بنات آخر زمن مافيش خشى، قالت الأخيرة وهي تضـ.ـر.بها على رأسها بخفه مما جعل الأخرى تضحك وهي تقترب منها وأخذت تقبل وجنتيها بشقاوة نادرا ما تظهر عليها ثم تركتها وذهبت الى الأسفل.

في الحديقة الأمامية كانت تمشي حافية القدmين على العشب الرطب. تنظر بين الحين والآخر الى البوابة الرئيسية تنتظر رجوع والدها وهي تفكر بضياع بما يجب أن تقرر، ذهبت نحو الأرجوحة الكبيرة وجلست عليها بتعب وهي لا تزال تائهة بكل ما يحدث، لأول مرة تشعر بأنها عاجزة عن الفهم مايدور حولها ياترى ماهو هدفهم الرئيسي من كل هذا.

ولكنها لم تصل لشئ سوا أن الأخوة اللداغ كالفيروس أصابها هي وعائلتها وبالتأكيد سيكون هناك خسائر فادحة لهم، خرجت من أفكارها و تحليلاتها هذه على صوت أختها وهي تدفع الأرجوحة بخفة وتقول بحب
- صباح الخير ياسيلي
صمتت وانتظرت ردها ولكن كان السكون سيد الموقف وهذا ما جعل ميرال تذهب وتجلس الى جانبها داخل الأرجوحة وهي تقول بعدmا تنهدت
- حتى أنتي زعلانة مني، ليه مافيش حد بيفهمني.

رفعت سبابتها بوجه أختها وأخذت تقول بعصبية
ناتجة عن خـ.ـو.فها عليها: انا كل مرة اجي وأقولك خدي بالك من دول، أنا مش مطمنه ليهم، ده باين إن وراهم مصيبة، وبعد تحذير ليكي اجي الاقيكي بتحبي سي زفت ومش بس كده، لااااا تقفي قصاد بابا كمان عشانه أنتي اتجننتي
ختمت كلامها ومسكتها من رسخها قبل ان تنهض وتتركها لتقول بعدها: خلااااص أنا آسفه لأني زعقــ,تــلك بس ياميرو احنا عيلتك وبنحبك أكتر من.

أي حد والله كل اللي بنعمله ده من خـ.ـو.فنا عليكي
- أنتي عمرك حبيتي يا سيلي، ما إن قالتها ميرال حتى أشاحت لها سيلين بذراعها وهي ترد عليها وتقول: لاء ومش عايزة اتزفت على عيني
ابتسمت ميرال ورفعت منكبيها وقالت
- يبقى ببساطة مش هتفهميني
نظرت لها سيلين بعدm تصديق: أنا اللي عايزة أفهمه حاجة وحدة بس فين ميرال أختي العادية الراسية
اللي تصرفاتها رزينة وخطواتها محسوبة
- أنت ليه محسساني إني ارتكبت جريمة لما حبيت.

- وأنتى يوم ما تزفتي مـ.ـا.تلاقيش غير ده
- وماله ده، ياسين إيه عيبه إنسان مكافح شهم عرف يبني نفسه من الصفر، واللي أهم من ده كله بابا بيحبه وبيثق في وبيعتمد عليه بكل صغيرة وكبيرة
نهضت سيلين وقالت بأعصاب مشـ.ـدودة
- وأهي الثقة دي احنا بندفع تمنها دلوقتي كل شي بيضيع مننا شوية شوية، الفلوس طارت ع القرض. المخازن احترقت، وياعالم هيحصل ايه بعد ده كله.

بس كل الخساير دي تهون قصادك، احنا مش هنستحمل خسارتك ياميرال، بابا مش هيستحملها
لو مفكرة أنه بيحيني أكتر منك تبقي غلطانه، دايما بشوف نظرة الفخر بعينه لما بيبصلك بلاش تخلي النظرة دي مكـ.ـسورة، أبعدي عنه اسمعي مني ااااااابعدي عنه لأن كل المصايب اللي بتحصلنا دلوقتي بسببه هو وأخوه
ميرال بتفاجؤ من هجوم اختها بهذا الشكل عليه
- سيلين! بلاش كرهك ليهم يوصلك لده، كل اللي خسرناه لحد دلوقتي هما كمان خسروا زيه...

ومـ.ـا.تنسيش إن بابا وياسين هما الاتنين مع بعض بمركب وحدة وزي ما شايفة الاتنين بالمركز دلوقتي
فبلاش كرهك ليه يخليكي تعلقي عليه كل اللي بيحصل، ف لو أنتي شفتي حاجة غلط على أخوه مـ.ـا.تحاسبيش ياسين عليها، كل إنسان وليه طبعه.

قالت الأخيرة وكادت أن تدخل إلا أنها التفتت لها مرة أخرى وقالت، وااااه ياسين اللي مش عاجبك كلمني وطمني على بابا وقال إن كل شيء تمام وأنه هيحل كل حاجة بنفسه، كلمني لأنه عارف غلاوة بابا عندي قد ايه فمستحيل يأذيه فبلاش تخلي الأفلام اللي بتشوفيها تأثر عليكي
اقتربت سيلين منها وقالت بحـ.ـز.ن عليها
- ياااااه لدرجاتي بتثقي فيه
- جداااااا
ابتعلت لعابها وقالت: طب بتثقي فيا
- أاااكيد.

- عشان خاطري، ابعدي عنه لو بتثقي فيا ابعدي
ما إن قالتها سيلين حتى قابلتها الأخرى بنظرة عتاب ممزوجة بو.جـ.ـع، فالجميع يريدونها أن تبتعد
عن حب عمرها لما لا أحد يفهمها، ولكن قبل أن تنطق برفض حتى التفتتا معا نحو البوابة التي فتحت بشكل الكتروني ودخلت من خلالها سيارتين معا.

- بابااااا، صرخوا بها وهم يركضون نحوه كالأطفال بسعادة ولهفة ما إن وجدوه ينزل من سيارته ليتلقاهم بذراعين مفتوحة ليضمهم نحو صدره بحماية وأمان وأخذ يقبل رأس كل واحدة منهن وهو يقول
- ياروحي أنتم.

رفعت ميرال نظرها لذلك المكار الذي ينظر لها من بعيد وما إن التقت نظراتهما حتى بعث لها قبلة بالهواء بمشاكسة جعلها تخبيء وجهها بسرعة مرة أخرى بكتف والدها بخجل، أما أختها كانت تنظر بحقد واضح الى عدوها الذي كان يقف بشموخ ليبادلها بنظرات واثقة وكأنه يريد ان يوصل لها رسالته وهي بأن كل ما أريده سأحصل عليه.

ابعدهم سعد من حـ.ـضـ.ـنه ما إن دخلوا ليذهبوا نحو المطبخ بعدmا نادتهم والدتهم، استدار سعد لأولاد اللداغ وقال بجدية: تفضلوا
جلس شاهين بهيبته المعتادة وقال: بقى كل ده يحصل بيوم واحد أغيبه...
سعد باستفسار: سيبك من كل ده وقولي القرض هنعمل في إيه
شاهين بعتاب- أنا نبهتك و قولتلك ان المدة قصيرة جدا بس حضرتك قولت أنه تمام وموافق عليه مش ده كان كلامك ولا أنا غلطان.

- أيوة بس كانت المدة سنة مش شهر، أكيد في حاجة غلط أنا مستحيل أمضي ع المدة دي
شاهين بخبث وهو يخرج الملف من حقيبة عمله
- سنة ايه؟ المدة كانت شهر والعقود الأصلية أهي قصادك وامضتك عليها، أديتك أسبوع تدرس البنود
قبل مانمضي ونبهتك ع النقطة دي وأكيد حضرتك فاكر إني ما كنتش راضي عليها بس موافقتك خلتني أسكت وقولتلي أنا المسؤول لأن المشروع فكرتك ف ليه دلوقتي مستغرب
سعد بإصرار: لاء أنا متأكد إن المدة كانت سنة.

أخذ ياسين الملف وأخذ يدقق به بتمعن ثم قال: السنة دي هي مدة اتمام المشروع يمكن كنت مش مركز لما درسته فعشان كده فكرت إن السنة دي مدة دفعت أول قرض
سحب سعد الملف منه وأخذ يدققه هو أيضا ليشحب وجهه وهو يقول بعدmا رماه على الطاولة أمامه
- أنا مستحيل أغلط الغلطة دي...
نظر له شاهين ببرود: والله ده اللي حصل ده اللي باين عندي على العموم أنا هكلم مدراء البنك عشان الموضوع ده وتحاول إن الدفعه التانية تكون بعد سنة.

- والأولى هنعمل فيها ايه، قالها ياسين باستفسار ليرد عليه أخيه: لاء دي خلاص لازم تندفع مش بيدنا حاجة نعملها بالنقطة دي
سعد بحيرة: أنا كنت مستني وصول حمولة الأسمنت والحديد عشان أتصرف فيه وأدفع القسط الأول بس معرفش ايه اللي حصل وخلى الحمولة يتأخر أسبوعين كمان
- أنا سألت عن الحكاية دي وعرفت إن حرس الحدود متشـ.ـددين اليومين دول أوي فعشان كده
- خير، بإذن الله خير...

- نستأذن احنا بقا، ما إن قالها شاهين حتى نهض ياسين ايضا معه وخرجوا لينظر سعد الى أثرهم بتعب ثم نهض وذهب الى المطبخ ليجد زوجته فقط
- فين ميرال؟
التفتت له داليا بتـ.ـو.تر وهي تقول بكذب
- طلعت تغير هدومها...
أومأ لها بشرود ثم تركها وأخذ يصعد الدرج بتثاقل شـ.ـديد وكأن حمل العالم كله على ظهره
في الخارج، كانت تقف عند أحد الأشجار البعيدة عن الأنظار بيدها زهرة ملونة مابين الأصفر والبرتقالي.

تأفأفت بضجر فقد تأخر عليها فهو بعث لها رسالة يطلب أن يراها قبل ان يذهب...
- الحلو زعلان ليه، قالها وهو يقترب منها لتهمس اسمه بفرحة
- ياااسين
- ياحب ياااسين، قالها وهو يقلد نبرة صوتها الناعمة مما جعلها تضحك عليه وهي تضـ.ـر.به على صدره بدلال
- أدفع عمري كله قصاد الضحكة دي
ابتسمت بسعادة شـ.ـديد وهي تقول
- كنت عايزني في ايه بقا
اقترب منه بشـ.ـدة وقال: حشـ.ـتـ.ـيني و 
تنهدت بحـ.ـز.ن وقال: وأنت كمان بس مش هينفع أكلمك تاني.

- نعممممم، هو لعب عيال والا إيه، قالها بحدة وضيق ولكن سرعان ما تدارك نفسه، ليه بس كده ياحبيبتي
- مش كده بس بابا عرف ورفض الحكاية من الأساس
ياسين بمسايرة: مالكيش دعوة بحد
- ازاي بس
أخذ يقرص وجنتها وهو يقول: هحل كل حاجة بلاش تو.جـ.ـعي دmاغك أنا هحارب الكل عشان آخدك منهم
رفعت حاجبيها بتفاجؤ وقالت: بتحبني قد كده
ياسين بمراوغة: أنتي شايفة ايه، عنيا بتقول ايه.

عضت ميرال طرف شفتيها ثم قالت بعدmا تمعن بالنظر إليها: عنيك بتقول أنا بحبك وبمـ.ـو.ت فيكي ومش هسيبك ابدا ابدا
- صدقيها بقا واوعي تشكي فيها، بس اللي عايزه منك إنك تحطي ايدك في إيدي كده ومـ.ـا.تسبنيش أبدا
ميرال بصدق: عمري ماهسيبك.

ياسين بحماس: ايووووه هو ده الكلام، هاتي بقا بوسة حلوة كده من الشفايف اللي بتسمع الكلام دي، ختم كلامه وهو يدفعها أكثر على الشجرة ليسندها عليها وهو يقتحم ثغرها بتلذذ ممزوج بحب و رومانسية جعلتها تذوب بين ذراعيه من حرارة قبلاته، يالله كم هي محظوظة به وبحبه لها وهيامه بها
ابتعد عنها وهو ينهج ليقبل جبهتها وهو يقول
- بحبك
- وأنا كمان بحبك
- مبسوطة معايا
- أيوة
- أيوة ايه.

- مبسوطة معاك، بحبك يا ياسين بحبك أوي، قالتها بصدق مشاعر نقية وهي تخبيء نفسها داخل أحضانه الدافئة بخجل ف الآخر أخذ يضحك عليها وما إن كاد يقبلها مرة أخرى حتى هـ.ـر.بت منه بأعجوبة لتركض نحو الداخل وهذا ما جعله يضحك عليها أكثر وهو يقول بصوت عالي لتسمعه
- ياااااجبانة.

عند شاهين كان يقف عند باب سيارته ينتظر أخيه نظر الى ساعة يده بضجر واستعجال فهو لديه أعمال كثيرة يجب أن ينجزها اليوم ولكن على مايبدو بأنه سيتاخر بسبب ذلك المزعج
لفت انتباهه تلك المهرة التي خرجت بعنفوانها وأخذت تقترب منه بخطوات سريعة وما إن وصلته حتى كادت أن تدفعه من صدره بغضب إلا أنه كبل يديها بسرعة وسحبها نحوه بعدmا جعلها تستدير وبدلا أن تضـ.ـر.به هي احتضنها هو بقوة بين ذراعيه المفتولتين بالعضلات...

كان ظهرها ملتصق بصدره العريض التي ضاعت بداخله، أخذت تحرك نفسها بقوة لا تذكر وهي تقول
- سبني
همس لها عند أذنها من الخلف: عاجبني تفضلي كده
التفتت له بوجهها وهي تقول: شاهين
نظر الى لون عينيها الملون وقال بهدوء
- نعم
سيلين بأمر: ابعدوا عننا وسبونا في حالنا
زوا مابين حاجبيه بجدية وقال بنفس هدوءه
- مش هيحصل الا اذا، وافقتي على عرضي.

تعمقت سيلين بالنظر الى حدقتيه وكأنها تريد أن تستكشف بما يفكر فيه، لتقول بعدها باستفزاز
- اللي يشوف اصرارك ده عليا يقول يابختها قد إيه بيحبها
ابتعد عنها وحررها وهو يقول بإنكار
- تؤ حب إيه بس، أنا عايزك رغبة مش أكتر
سيلين باستفزاز أكبر: ااااه قولتلي غريزة، حـ.ـيو.ان يعني مش أكتر
مال برأسه على اليمين وهو يقول: أنا مكنتش عامل حسابك ولا مفكر فيكي بس طولة لسانك دي هي اللي لفتت نظري ليكي...

اقتربت منه وأخذت تضـ.ـر.ب سبابتها على صدره وهي تقول باستمتاع فهي أخذت تلعب بأعصابه
- أنت مكسوف تقول إنك وقعت فيا، وإنك مش قادر تتنفس من غيري، أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن فيا، مـ.ـجـ.ـنو.ن بسيلين سعد الجندي مش كده، قالتها وهي تحرك شعرها بغرور متناهي متعمدة به ثم أكملت بتكبر.

قول قول عادي حصلت كتير مع غيرك يعني مش أنت أول ضحية ليا، بس اللي يكسف بجد هو إنك تيجي بهدف إنك تدmر بابا لسبب ماااا أنا معرفوش لحد دلوقتي بس اااااكيد بالمستقبل هعرفه، يعني تيجي عشان تنتقم منه تلاقي نفسك هووووب بدل ما توصل هدفك تلاقي نفسك ضايع بغرام بـ.ـنته...
اقتربت منه وأكملت بجدية تامة...

أنت مش بس بتحب بـ.ـنت عدوك لاء أنت بتعشقها لدرجة مش عارف تعمل إيه والا إيه عشان توصلها، وأنا بقولك أهو إنك عمرك ماهتوصلها نجوم السما أقربلك منها، احلم على قدك مش أنا اللي أنزل من نفسي وابص لواحد زيك
تشنج فك شاهين وهو يطبق على شفتيه بقسوة ثم قال بتوعد حقيقي: أسبوعين بس، أسبوعين وهطربقها على دmاغك ودmاغ اللي خلفك...
رفعت أنفها بشموخ وتحدي وهي تقول
- هو مش كان يوم واحد ايه اللي خلاه يبقى أسبوعين.

مـ.ـا.تخليك قد كلمتك يامتر. وبعدين اللي عنده حاجة مع بابا يا يجي يطالب فيها منه وش لوش بلاش تدخلوا عليه من بناته، بلاش اللف والدوران ده بقى، لأنه عيب، هااا عيب يا أستاذ، هو أنا اللي هعلمكم أصول اللعب ولا إيه
نظرت لها بقسوة وأخذ يقول بنبرة قاسية.

- حلوة أوي ومغرورة أوي أوي اوووي لدرجة عايز أكـ.ـسر غرورك ده معايا، هتجيلي، هتجيلي برجلك لحد عندي عشان أتجوزك، و وقتها هقدر أنفخلك دول بذمة عشان يبقوا زي اللي فوق ياشفايف البطة أنتي، قال الأخيرة بوقاحة وهو يتحسس شفتها السفليه ويكز على أسنانه بتمني استطعامهما
دفعته عنها وهي تقول بتـ.ـو.تر ورجفة غريبة سرت بأوصالها: أنت أااانت
صمتت بتـ.ـو.تر أكبر ما إن غمزها بخفه لتضـ.ـر.ب قدmها بالأرض وهي تقول بضجر طفولي لذيذ.

- مش هيحصل عمري ماهبقى ليك سااامع، عمري
ولكن ما جعل غضبها يتزايد منه أضعاف عنـ.ـد.ما وجدته يقابل كلامها هذا بالضحك باستمتاع شـ.ـديد على حالتها هذه فهو صاحب تأثير قوي عليها بنظرة ولمسة بسيطة يحرجها ويجعلها تبتلع لسانها الطويل هذا...
تلاشت ضحكته الى ابتسامة هادئة ما إن اختفت من أمامه وذهبت نحو الداخل ليصعد سيارته وانطلق بها الى الخارج تاركا خلفه أخيه الذي ما إن اتصل عليه ليسأله أين هو حتى قال.

- ارجع على رجليك ياحيلتها مش شاهين اللداغ اللي يتلطع كده يابقف أنت...
أنهى كلامه وأغلق الخط بوجهه دون أن يستمع الى رده ليتوجه بعدها للوكر وفي عقله ألف حساب وحساب ولكن أكبرها و أهمها هي سيلينا
علي الجهة الأخرى، في الوكر
نزل من الدرج القبو بخفة ليقترب من ذاك الذي يشرب الشيشة وما إن جلس أمامه حتى قال باستغراب: طلبتني يا حاج؟
- أيوة
- خير، هو في حاجة غلط بالشغل لا سمح الله.

- لاء أنت شغلك مية مية مافيش حد يقدر يعدل عليه
حتى لو كنت أنا
- حلووووو الكلااام، نيجي للجد بقى، كنت عايزني بأيه
سلطان بمغزى: عايزك ترجع تنام في الوكر من تاني بس بعد مـ.ـا.تتخلص من كل بلاويك
ليقول يحيى بحذر: يعني ايه؟
- غالية خطيبة الواد اللي فطس هنا ده
- قصدك مراتي أنا، ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض
- لاء ماينفعش كده، لازم تبقى كانت مراتي، طلقها.

وارميها من مكان ماخدتها، ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجـ.ـالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا ايه...
- قصدك مراتي أنا، ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض
- لاء ماينفعش كده، لازم تبقى كانت مراتي، طلقها
وارميها من مكان ماخدتها، ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجـ.ـالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا إيه...
قال الأخيرة بمغزى حقير وما هي سوا ثانية واحدة فقط وكان سلطان مستلقي على الأرض مخـ.ـنـ.ـوق.

من قبل ذلك المتوحش الذي على مايبدو فقد حرفيا كل ذرة عقل لديه وهو يصـ.ـر.خ به بأعلى درجات صوته ويضغط بكلتا يديه على عنقه وكأنه يصر على إزهاق روحه
- دي مراااتي، ساااامع مرااااتي هي حصلت إنك توصل للوساخة دي عايزني اجبهالك بإيدي
ليه! أنت مفكرني اااااااايه...
حاول سلطان إنقاذ نفسه من ذلك الذي يجثو فوق صدره إلا أنه فشل وبجدارة، ليس هناك مجال للمقارنة بينهما، نعم سلطان ضخم ولكن أمام يحيى
ليس أكثر من ذبابة مزعجة.

دخل الحرس الى القبو مسرعين على أثر الصوت و صراخه العالي وما إن سحبوه عنه حتى أخذ يقاومهم بشراسة وهو ينظر بغضب مهلك لذلك الذي أخذ يسعل بشـ.ـدة ويمسح لعابه عن فمه ليبتسم بعدها بحقارة لا توصف وهذا ما جعل يحيى يشيط وتتفجر حمم براكينه أكثر وأكثر ليصـ.ـر.خ بانفعال على الحرس الذين يقيدونه وهو يقاومهم.

- اوعوا كده، سبوووووني، ثم وجه كلامه لسلطان بانفعال متوعد، ده أنا هخليك تدوق المـ.ـو.ت قبل ما تفكر تحطها في بالك حتى...
- والله وطلعلك صوت يايحيى، بس انا صح
شكي طلع بمحله، ما إن قالها سلطان وهو ينهض عن الأرض لينظر له الآخر بترقب وهو ينهج...
أخذ يقترب منه بخطوات شيطانية مدروسة بعدmا أعطى إشارة لرجـ.ـاله أن يتركوه ويخرجوا وبالفعل نفذو الأمر بالحرف وانسحبوا من المكان كله.

التفت لهم يحيى ثم عاد بنظره على ذلك المسخ الذي أمامه وقبل ان ينطق هو وجده يباغته بسؤال لم يتوقعه: حبيتها مش كده، أوعى تنكر والاااا ماكنتش عملت كل ده عشانها
يحيى بجدية: هي على اسمي سواء بحبها أو لاء هي عرضي أنا واللي يحاول يمسه أدفنه بمكانه
ليقول سلطان برفض قاطع لما سمع: تؤ تؤ تؤ.

يحيى اهدى كده وبعدين أحنا دافنينه سوا، أنت أخدتها عشان تكـ.ـسر رامي وأنا شجعتك على ده، وأيدتك كمان قصاد الكل، غير كده مافيش، انسى إنها على اسمك زي مابتقول و مراتي والكلام الفاضي ده وبلاش تعيش الدور ده بالذات مش لايق عليك
- عايز توصل لأيه، نطقها يحيى بحذر وترقب فهو يريد أن يعرف بما يفكر الآخر.

تغير وجه سلطان للشر وقال بنبرة اجرامية لا تبشر بالخير بتاتا: يعني ومن الآخر كده، أنت دخلتها الوكر بإيدك، واستغفلتني شهرين، وأنا عملت نفسي من بنها و مش واخد بالي باللي بيحصل حواليا
كانت جوا الوكر ومش بعيد عرفت كل صغيرة وكبيرة بتحصل فيه، ودلوقتي عايزني أسيبها كده بسهولة، ليه هو دخول الحمام زي خروجه.

اعتصر قبضته بقوة وكز على أسنانه وقال بأعصاب متشنجة: كنت حابسها بالشقة لا شافت حد ولا حد شافها ولا تعرف طبيعة شغلنا ايه...
- هاجي معاك وهعمل نفسي مصدقك وماله، بس بردو مافيش غير حلين قصادك، قالها وهو يرفع السبابة والوسطى امامه ليقول الآخر باستفهام
- اللي هما
سلطان بجبروت قذر: ياترميها مع بنات الوكر
ياااا إمااااا تطلقها طالما إنها متعرفش حقيقتك ايه زي ما قولت، اختار، غير كده ماعنديش حلول.

يحيى برفض: لاء في، وهو إني أسيب الجمل بما حمل، وأخدها وأمشي...
أخذ يربت سلطان بقوة على منكبه وهو يقول
- بلاش تعمل فيها غشيم، ما أنت عارف القوانين هنا مافيش جواز يتم من برا بنات الوكر إلا لمصلحة مؤقته، بس أنت شكلك عايز تغلط غلطة أبوك
فتح عينيه وقال باندهاش ممزوجة بلهفة
- أبويا! أنت تعرف أبويا مين
سلطان بمراوغة مستفزة: وعلى سيرة أبوك ياترى ست الحسن والجمال اللي وقف بوشي عشانها عارفة إنك ابن، حـ.ـر.ام...

انقض يحيى على الآخر يمسكه من مقدmة ثيابه وهو يقول بأعصاب: رد عليا أبويا مين
- وأنا اش عرفني روح اسأل أمك ده لو كنت تعرف هي مين، ما إن قالها سلطان حتى ضـ.ـر.ب يحيى يده على الطاولة الزجاجية لتنكـ.ـسر على الفور محدثه خلفها جـ.ـر.ح عميق بساعده لتمتلئ يده بالدmاء.

ابعد يحيى ذراعه الى الخلف ما إن كاد سلطان أن يتفحصها ليرفع سبابة يده الأخرى أمام وجهه وقال بغضب أسود: أنا من اللحظة دي برا اللعبة، برا وكر الأفاعي، وغالية لو قربت منها بس مش هيكفيني أني أولع فيك بكاز وسـ.ـخ، و أكيد ده هيكون رد فعل بسيط مني و ماخفى كان أعظم
تركه وأخذ يصعد الدرج متوجها خارج القبو تاركا خلفه ذلك الذي ينظر له بشر واضح ليقول بعدmا نظر الى الفوضى التي تعم حوله.

- غـ.ـبـ.ـي زي أبوك، و أكيد نهايتك هتكون زيه والسبب ست، ما أنا دائما بقول عايز تنهي راجـ.ـل خلي في طريقه ست تجيب أجله، صمت قليلا ثم أكمل بشرود، وهو في حاجة حرقت قلبي غير الست، سنين طويلة مرت ونارها مش راضية تنطفي جوايا
آااااخ يابـ.ـنت حوا علمتي جوايا جـ.ـا.مد
علي الجانب الثاني، في فيلا الجندي بالتحديد غرفة ميرال التي كانت تجلس أمام والدتها تمسك يدها وهي تقول بتوسل: عشان خاطري يا ماما روحي كلمي بابا وخليه يوافق.

طبطبت داليا على ظهر كفها بحنان وقالت بتفهم: سيبي باباكي ياحبيبتي يهدى يومين كده وأنا أوعدك إني هكلمه على رواق وإن شاء الله هيوافق
ميرال بنفي سريع: لاء يومين إيه بس ياماما ده ياسين كلمني وقالي أبلغكم أنه هييجي بكرة بالليل يخطبني
نظرت لها داليا بذهول: أنتي بتهزري صح
- لاء...
داليا بتنهيدة- مش دلوقتي وقت الكلام ده ياميرال.

ميرال بتوضيح: والله قولتله كده بس هو أصر وقال طالما باباكي عرف بعلاقتنا لازم يبقى كل شئ رسمي احتراما ليه
لتقول والدتها بحيرة- والله مش عارفة أقولك إيه، بس حاضر هقوم وأكلمه وأمري لله
- حبيبتي ياماما، قالتها وهي تقبل وجنتيها بفرحة لتتنهد داليا بشحوب فهي تعرف رأي زوجها بهذا الموضوع بالذات، لتقول بتمني وهي تنهض
- ربنا يسهل يارب وأشوفك احلى عروسة.

- يااااارب، قالتها الأخيرة مع نفسها بأمل ولكن سرعان ما اخذت تعض أناملها بتـ.ـو.تر من ماهو قادm
أستلقى بإرهاق شـ.ـديد على الأرض السمند الصلبة بالمستودع الخاص به بعد ساعات طويلة من التمارين القاسية، كان يتنفس بصوت عالي
وهو مغمض العينين ولكنه يقسم بأنه يراها أمامه طول الوقت وكأنها حقيقة وليس خيال
سحب هاتفه واتصل بها وهو لا يعرف لما فعل هذا ولكن ما إن أتاه صوتها الناعم حتى قال آمرا وبشكل مباشر.

- سيلينا جهزي نفسك ع الساعة تمانية
أبعدت الهاتف عن أذنها بتفاجؤ ثم أعادته وقالت باستفسار: خير!
ليأتيها رده الواثق: عازمك ع العشا
سيلين بسخرية: بمناسبة إيه
- الهدنة
- اااه قصدك إن الأسبوعين اللي أدتهملي دول هدنة
- بالضبط كدة...
- بس أنا برفض عزومتك دي بكل بساطة
- ماهو مش بمزاجك، ما إن قالها ببرود جليدي أقرب مايكون للقطب الشمالي وهذا ما جعلها تتنرفز وهي تقول: شاهين.

- هممممم، همهم بها باسترخاء لترفع حاجبها بمكر وهي تقول: وحشتك مش كده، اعترف
رفع حاجبه بإعجاب من طريقتها
- واثقة أنتي من نفسك
أسبلت برموشها بدلع وكأنه يراها
- فوق ما تتخيل
سحب نفس عميق وأخذ يمرر باطن كفه على وجهه بتعب فهي بطريقتها هذه أشعلت النار بجسده، ليقول بنبرة مليئة بالتحذير: سيلينا
- نعم
زفر أنفاسه وقال: تمانية بالدقيقة هاااا
سيلين باستغراب من كلامه: بقولك مش هاجي.

- وأنا بقولك هتيجي، سلام، ما إن قالها حتى رمت هاتفها بانزعاج على الأريكة، و بعد مدة من التفكير والاستنتاج خرجت متوجهة الى غرفة أختها
اما عند داليا ما إن دخلت بهدوء الى غرفة نومها حتى وجدت زوجها الحبيب مستلقي على السرير ويضع ساعده على عينيه، أخذت تراقبه ومن أثر تنفسه علمت أنه مستيقظ...

استلقت الى جانبه وأسندت رأسها على عكسها وباليد الأخرى أخذت تداعب خصلاته السوداء المتغلغلة به شعيرات فضية زادت وسامته أضعاف...
- سعد، نطقتها بصوت خافت مبحوح وما إن همهم بصمت حتى أكملت بنفس نبرتها ولكن بعدmا اقتربت منه أكثر لتداعبه بأنفاسها، بحبك
ابتسم بحب ولكن سرعان ما رد عليها بمشاكسة
وبلا مبالاة مصطنعة: ربنا يسهلك ياحجة.

شهقت بصوت عالي وأخذت تضـ.ـر.به على كتفه وصدره بقوة وهي تقول بانفعال- حجة ايه، ده أنا أصغر منك
أخذ يضحك عليها بقوة بعدmا مسكها من معصميها ليمنعها من الضـ.ـر.ب وهو يقول
- خلاص بقا اهدي صحتك
نظرت له داليا باختناق: هو أنا فعلا عجزت بنظرك
ضحك سعد عليها وقال: لا طبعا
- أوعى كده أنت بتكدب عليا، قالتها وهي تبتعد عنه لتنهض بزعل ولكنه سحبها إلى أحضانه وهو يقول: داليا، دودو، يابت أنا بكلمك عيب كده
- نعم عايز إيه.

سعد بحب: وأنا كمان بحبك
داليا بضيق- لسه بدري كنت خليها لبكرة
- أنا هقولها النهاردة وبكرة وبعده هو أنا عندي أغلى منك
- كتر خيرك. تفضلت عليا، ما إن قالتها بدلال حتى ابتسم لها وقبل صدغها بعمق ثم أخذ يشـ.ـدد من احتضانها، عم السكون لدقيقة كاملة بينهما لا نسمع من خلاله سوا صوت أنفاسهما المنتظمة نوعا ما وكأنهما يأخذان طاقتهما من وجودهما معا...
همست داليا بعدmا سحبت رأسه الى صدرها وأخذت تداعب خصلاته.

- لسه زعلان من ميرال
سعد بتسائل: أنتي شايفة ايه
- أنا شايفة إنك معاك حق وبنفس الوقت هي كمان معها حق، ما إن قالتها حتى رفع لها وجهه بانفعال وهو يقول
- معاها حق تقف بوشي، معاها حق تخون ثقتي...
معاها حق تكـ.ـسرني، كل مشاكل شغلي بكفة و و.جـ.ـعي منها بكفة تانية، حبيتها وداريتها أكتر من روحي ده جزاتي ليه
داليا بتوضيح- أنا مش قصدي اللي فهمته والله، هي غلطانة صح. بس
سعد بحدة: بس إيه.

داليا بتريث- اسمعني كويس وحاول تفهمني، ميرال بنوتة مليانة أحاسيس ومشاعر و شيء طبيعي إنها تقع بالحب، هي مش حجر، زيها زي أي بـ.ـنت...
تعرف لو كانت صغيرة كنت قولت إنها فترة مراهقة وهتعدي، بس هي عندها 28سنة مش صغيرة و واعية و اللي أنا شايفاه دلوقتي إن بـ.ـنتنا حبت
بجد، احنا لازم نساندها مش نعاديها، هو احنا عايزين ايه غير سعادتها
سعد بغيرة شرقية: عايزاني أشوف بـ.ـنتي بتحب وتعشق شريكي بالشغل واجي أقولها برافوووو.

ااااااانت تجننتي
- مش حكاية برافو، أنا قصدي لو جه و اتقدm لها وافق. ليه لاء، ما إن قالتها حتى باغتها باستفسار
- أوافق على إيه بالضبط، عايزاني أسلمها ليه بإيدي، والله لو على مـ.ـو.تي ما هيحصل
- سعد مش كده اااالله، ده مش وقت غيرتك
البـ.ـنت من حقها تختار اللي هتتجوزه
- وما اختارتش غير ياسين.

داليا باستغراب: وايه عيبه، مش ده اللي أنت دخلته بيتك ونزلتنا مصر عشان تشتغل معه، مش أنت اللي أخدتها معاك الشركة وحطتها قصاده
- أخدتها عشان تشتغل معايا وأبقى مطمن عليها مش عشان. اااء
قاطعته وهي تضـ.ـر.ب كفيها ببعضهم وتقول.
- وأهي حبته، هنعمل ايه بقى دلوقتي، ايه الحل وهو جاي بكرة يخطبها منك رسمي وهي موافقة.

- ييجي فين هو لوي دراع ولا إيه، قالها وهو ينهض من السرير ليخرج بسرعة متوجها نحو غرفتها ليفتح الباب عليها بقوة مما جعلها تنهض بخـ.ـو.ف وهي ترى والدها يدخل عليها وخلفه والدتها...
تأوهت بألم عنـ.ـد.ما انقض عليها وسحبها من عضدها بقوة وهو يصـ.ـر.خ: شوفي يابت أنتي ياسين ده بالذات لو هتمـ.ـو.تي مش هوافق عليه...
مسكته سيلين من عضده خـ.ـو.فا على أختها وهي تقول: بابا بالراحة عليها
نظرت له ميرال بحـ.ـز.ن
- ليه بس!؟ إيه السبب لموقفك ده.

نفضها من يده وقال بانفعال شـ.ـديد: مش مناسب ليكي، أنتي فين وهو فين...
لوت شفتيها كالأطفال ونظرت له بذبول وهي تقول: بس أنا موافقة حتى لو في اختلاف مافيش إنسان كامل.

سحب شعره الى الخلف وجلس بنكسار على طرف فراشها وهو يقول: بالله عليك يابـ.ـنتي اعقلي وبلاش تو.جـ.ـعي قلبي عليكي أكتر من كده، ده أنتي لو بتمشي على صراط أمك مش هتعملي كده، وكإن الزمن بيعيد نفسه معايا بس أنا أكيد مش هعيد غلطتي معاكي زي ما عملت معاها و وافقت أديها ل ماهر...
جلست ميرال أمام قدmيه وقالت: ليه بتاخدني بذنب الماضي ده مافيش نقطة مشتركة مابينهم.

- لاء في، ياسين معندوش أهل غير أخوه مقطوع من شجرة لا أعرف ليه لا أصل ولا فصل سألت عليه كتير، بالشغل مافيهوش غلطة سمعته بتلمع زي الجنيه الدهب بس بحياته الخاصة محدش يعرف عنه حاجة، ده غير اسم العيلة اللي بدأ يوغوشني ده
نفس الشريط بينعاد عليا بتاع ماهر اللداغ بس المرادي بأسم ياسين، الاتنين نفس الغموض عشان كده بقولك مستحيل
- بس أنا بحبه، ما إن قالتها ميرال باندفاع حتى
رفع يده للأعلى وصرخ: ميرااااااال!

انتفضت ورجعت الى الخلف بخـ.ـو.ف وأخذت تبكي بقوة وهي تقول
- في إيه هو أنا وأنت مش صحاب من زمان و دايما بنقول أسرارنا لبعض إيه الجديد في كده...
يده المرفوعه بالهواء بدلا أن يضـ.ـر.بها سحبها بها إلى صدره واحتضنها بقوة شـ.ـديدة وأخذ يقبل شعرها ثم أبعدها عنه قليلا ونظر الى عينيها وقال بقرار قاطع: شوفي هو هييجي بكرة وهيطلبك، لو وافقتي عليه لا أنتي بـ.ـنتي ولا أنا أعرفك
نظرت له بتوسل وقالت بدmـ.ـو.ع: بابا.

سعد بجمود: اللي عندي قولته، والقرار ليكي
- أكيد هتختارك أنت يابابي، ما إن قالتها سيلين بو.جـ.ـع حتى هز رأسه بقهر وهو يقول: هنشوف
وما إن خرجوا حتى ركضت سيلين الى أختها وهي تقول بلهفة: واقفة كده ليه، اجري روحيله وطيبي خاطره وقوليله مش تختاري غيره ده مافيش وجه مقارنة أصلا، ميرال، بصيلي أنا بكلمك...
- بابا هيسامحني مش كده، ما إن قالتها بخفوت حتى عادت سيلين بجسدها الى الخلف مذهولة من ما سمعت لتقول بعدm تصديق.

- أنتي بتتكلمي جد! كل كلامي معاكي بقالي ساعة راح كده، أنتي إيه عامية لدرجاتي، بصي لو وافقتي عليه حتى أنا مش هتلاقيني جنبك اختاري ياعيلتك يااااااا ابن اللداغ بتاعك ده
قالت الأخيرة بكره ثم تركتها وخرجت لتذهب على الفور لهاتفها وما إن سحبته حتى اتصلت عليه وهي تحرك قدmها بقلق وما إن فتح الخط حتى قالت بضيق: أنت فييين عايزة أشوفك.

ضحك بشمـ.ـا.تة وقال بانتصار: مش قولتي مش هتيجي ايه اللي غير رأيك، وخلاكي حتى مـ.ـا.تستنيش لليل...
شهيق وزفير، زفير وشهيق، هذا ما كانت تفعله وهي تحاول أن تهديء أعصابها ثم قالت
- عايزة أشوفك
- ايه وحشتك، اعترفي، ما إن قالها حتى أغمضت عينيها بضيق فهو يستخدm كلمـ.ـا.تها ضدها عند هذه النقطة لم تتحمل أكثر أغلقت الخط بوجهه بعصبية.

كادت أن ترمي الهاتف هذه المرة على الحائط ولكن قبل أن تنفذ فكرتها هذه، أتتها رسالة محتواها كان، بأنه سيكون بالمكتب بعد نصف ساعة من الآن
خرجت متوجهة له دون تردد أو تفكير حتى وبالفعل ماهي سوا مسألة وقت وكانت تفتح باب المكتب عليه بغضب دون أن تطرقه حتى لتجده يجلس خلف مكتبه بكل شموخ، شموخه هذا يرفع ضغطها حقا
ذهبت نحوه مباشرة لتمسكه من سترته بقبضتيها وهي تقول: أخوك ناوي على ايه.

نظر بكل استمتاع الى ذلك الشرار الذي يقدح بمقلتيها وهو يقول: على كل خير
حركت رأسها باستنكار وهي تقول
- مافيش خير ييجي من وراكم
ليقول بإطراء وهو يرفع يده يتحسس بشرتها
- مش بقولك ذكية...
سيلين بعدm فهم: ليه كل ده، أنتم عايزين توصلوا لأيه
- مالكيش في
سيلين بأصرار: لااااء ليا في، سامع ليا، و ابعد أخوك عن ميرال
شاهين ببرود: إيه المقابل؟

- يعني هو بجد مش بيحبها، ما إن قالتها بصدmة ممزوجة بالحـ.ـز.ن والدmـ.ـو.ع لمعت بعينيها حتى حاوط خصرها بذراعه بسرعة وسحبها نحوه ليجبرها تجلس على فخذه وهو يقول
- كل الزعل ده عشان أختك، يابختها بحبك ليها
وبعدين مكبرة الموضوع ليه ده عايز يتقدmلها رسمي
فين المشكلة طالما بيحبوا بعض، عقبالك، قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم سحب يده وقبل أناملها التي لمس طراوتها بهم
حركت رأسها بتفهم ثم ابتسمت بمكر وتوعد...

لتسند ساعدها على صدره وهي تميل علية بحركة جريئة وقالت بتأكيد: ما أنا هحب، طبعا، بس الأكيد مش هتكون أنت الطرف التاني
مط فمه بتفكير ثم قال بجدية وكأنه يخبرها بما سيحدث بالفعل: بعد أسبوعين هتكوني مراتي
- احلم بسلين ومش هطولها، واللي ياسين بيعمله هطلعه على عينك، قالتها بجدية وهي تبعد يده عنها وتنهض وما إن وصلت الباب وكادت أن تخرج حتى نظرت له وأكملت بتوعد جاد بطريقة غريبة...

و وعد مني زي ما أخوك ناوي يكـ.ـسرها أنا هكـ.ـسرك
ومش هكون سيلين بـ.ـنت سعد إن ما عملت كده
خرجت وأغلقت الباب خلفها بقوة ولكن لم تكن سوا خطوتين فقط حتى انتفض جسدها على صوت تكسير فظيع يأتي من الداخل...
فعلى مايبدو بأن كلمـ.ـا.تها البسيطة أثارت جنونه، طربت شعرها بدلال و ابتسمت بسعادة ثم أستأنفت طريقها باستمتاع فغضب وإنفعال الاخر هو المطلوب، ف بالتأكيد لن تجلس مكتوفة اليدين وهي ترى عائلتها حزينة وصاحب السبب سعيد.

لابد أن يتذوق من نفس الكأس ويحـ.ـز.ن قليلا، فهي تؤمن بمقولة طباخ السم يتذوقه. وهذا ما حدث حرقت اعصابه هو أيضا لتشفي غليلها منه
حل الليل وعم الظلام، في المساء كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام بتركيز ولكنها قطبت جبينها وكتمت صوتها ما إن وجدت أحدا ما يحاول أن يفتح الباب من الخارج ويفشل.

شحب وجهها ودب الرعـ.ـب بأوصالها هل ستعاد عليها تلك الحادثة أم ماذا، نهضت بترقب واقتربت من باب الشقة ونظرت من العين السحرية لتتفاجئ بأن الذي خلف الباب ماهو سوا يحيى الذي ما إن فتحت له بسرعة حتى دخل بخطوات مترنحة وهو بالكاد يستطيع أن يسند طوله، أما رائحته كانت مقرفة لأبعد حد.

امتعض وجهها باشمئزاز لتغلق الباب خلفه بعنف ثم تخطته وذهبت الى غرفتها وأغلقتها عليها من الداخل ما إن وجدته يناديها بتمني أن تبقى معه حتى قالت بصوت عالي: والله لو تمـ.ـو.ت ما أنا فتحالك دي مابقتش عيشة دي...
ذهبت بضيق الى فراشها تحاول النوم ولكن اي نوم هذا وعقلها وكيانها وتركيزها بالكامل مع الذي بالخارج، أخذت تتقلب وهي تريد أن تتجاهل ذلك الصوت الذي بداخلها الذي يطالبها بأن تخرج له.

اعتدلت بجسدها وقالت مع نفسها
- مش هخرج مش هخرج أبدا
بعد مرور عشر دقائق فتحت الباب وأخرجت رأسها منه كالفأر وأخذت تبحث عنه بنظرها لتجده مستلقي على الأريكة مغمض العينين، استغفر الله العلي العظيم، قالتها بهمس وهي تقترب منه بضيق على حاله هذا
وما إن جلست أمامه حتى وجدته يفتح عينيه بكسل وهو يقول بكلمـ.ـا.ت مجروره وكأنه نائم
- غلااااااااتي، أنا جعان.

- طب قوم خد دوش عشان تصحصح وأبقى أعملك أي حاجة تطفحها، قالتها وهي تسحبه بكل قوتها من يده لينهض ولكن هيهات لم يتحرك حتى إنش واحد حتى...
- يحيى
- هممممم
- قوم بقى...
نهض معها وهو يسند كل ثقله عليها حتى كادت أن تقع لولا الحائط الذي انضـ.ـر.بت به لتتأوه بألم ثم ضـ.ـر.بته وهي تنظر له
- اااايه مش تحاسب يا طور، إيه التقل ده كله.

- انت حلوة كده ليه، قالها وهو يلتصق بها بشـ.ـدة ليقبل وجنتها بقوة وما إن كادت أن تدفعه بصدmة حتى باغتها بقبلة أخرى على وجنتها الثانية ولكن ما جعلها تهدأ نوعا ما عنـ.ـد.ما همس لها بعدmا وضع جبهته على خاصتها، مش هتسبيني صح
وضعت يديها على صدره ودفعته عنها قليلا وهي تقول بهدوء: أنت صاحي صح
أومأ لها وهو يبتعد عنها ويقول بخمول متوجها للحمام بخطوات متعثرة: أيوة صاااحي، صااااحي
ماشربتش كتير هي إزازة وحدة بس.

تأفأفت وذهبت نحو المطبخ لتعد له الطعام وهي تشتمه من بين أسنانها وما إن انتهت وأخذت تسكبه حتى وجدته يدخل ويجلس عند طاولة الطعام بهدوء
نظرت له كان يرتدي بنطال منزلي لونه رصاصي وعاري الصدر وعلى أكتافه منشفة سوداء، و شعره المبلل منكوش ولكن بطريقة يخـ.ـطـ.ـف بها قلوب العذارى.

لا تعرف لم تـ.ـو.ترت كل خليه بها من منظره هذا حاولت أن تتعامل بعدm اهتمام ولكن ماحدث هو، أخذت تضع الأطباق أمامه باهتمام فطري لم تشعر به فهي كانت كل ثانية والأخرى تضع أمامه شيء وكأن الذي أمامها طفل وهذا ما جعل الآخر يبتسم بسعادة متناهية ليبدأ بالتهام كل شيء أمامه بشراهة ولكن ما زاد سعادته اضعاف عنـ.ـد.ما رفعت قطعة من الرغيف المغمس بالصوص الدجاج وأطعمته بيدها ولكن ما جعلها تستوعب حالتها الغريبة هذه وما تفعله الان هو عنـ.ـد.ما سحب يدها وأخذ يقبل باطن كفها ببطئ.

سحبت يدها منه بتـ.ـو.تر وما إن كادت ان تنهض لتهرب من نظراته ليلفت نظرها ساعده المجروح...
مسكت يده وأخذت تتفحصه بلهفة لتجد جـ.ـر.ح بشع و طويل وعميق يبدأ من رسغه حتى عكسه...
رفعت نظرها له وهي تقول بذهول
- مين اللي عمل فيك كده، وليه؟
صمت ولم يرد عليها وأخذ يمرر نظره على وجهها ومعانيها الجميلة وهذا ما جعلها تشرد بخيالها بما كان يحصل بالمكان الغريب الذي كانت فيه. لتقول بخفوت وهي تغلي بداخلها
- امتى حصل ده.

- النهاردة
غالية بانفعال: ازاي قدروا يأذوك كده، أكيد تكاتروا عليك، صح؟
رفع طرف فمه بتمسكن ظريف: ربنا يسامحهم بقى
غالية برد فعل عفوي: لاء ربنا ينتقم منهم، شوف إيدك مسلوخة ازاي
كاد أن يطير فرحا من خـ.ـو.فها عليه هذا، يااا الله كم هي جميلة، داخلها نقي وصافي كقطرات الندى
- تصبح على خير، قالتها بخجل وهي تنهض لتفر من أمامه هاربة ما إن لاحظت نظراته الجريئة المسلطة عليها مع ابتسامته اللعوبة المغلفة بالغرور.

دخلت غرفتها لتدفن نفسها بنعاس داخل فراشها الدافيء لتغفى عينيها بنوم عميق، بعد ساعات طويلة ومن بين طيات نومها الثقيل اخترق طبلة أذنها صوت أنينه العالي
انتفضت بخـ.ـو.ف وأخذت تتلفت حولها ولكن ما إن سمعت صوته يصـ.ـر.خ باستنجاد، حتى رفعت غطائها وركضت للخارج بخـ.ـو.ف لتجده مستلقي على الأريكة الجلد، نائم على بطنه وهو يحرك رأسه بانزعاج شـ.ـديد ويغلق عينيه كان واضحا عليه جدا أنه يعيش كابوس بشع للغاية.

ركضت للثلاجة وأخرجت ماء مثلج لتفرغه بوعاء عميق ثم عادت أدراجها له لتجلس أمامه بسرعة وأخدت تبلل أناملها ثم اخذت تمررها على وجهه
وهي تقول بخـ.ـو.ف عليه بعدmا قرأت على الماء آية الكرسي والمعوذات كما تفعل والدتها لها، فهي تعلمت فعل هذا منها
- بسم الله، يحيى اصحى
كلمـ.ـا.تها هذه واناملها البـ.ـاردة جعلته يفتح عينه على وسعهما بشـ.ـدة وهو ينهج بانفعال نظر لها ثم التفت حوله وكأنه يريد أن يستوعب ماذا هناك.

صك على أسنانه بعنف وأغلق عينيه و زاد صوت أنفاسه ما إن كررت فعلتها وهي بتمرير اناملها البـ.ـاردة على ملامحه مرة أخرى بالماء البـ.ـارد هذا غير همسها ب آيات قرآنية قصيرة
لانت تعابيره ونظراته مازالت معلقة بها وكأنه يريد ان يحفظ تفاصيلها مسك يدها وقال بنبرة قريبة للتوسل بعدmا رمى غروره عرض الحائط
- مـ.ـا.تسبنيش.

- مش هسيبك، أنا هبقى جنبك، يالا نام، قالتها وهي تعاود الجلوس أمامه ولكن تفاجأت ما إن سحبها نحوه و.جـ.ـعلها تستلقي الى جانبه كادت ان ترفض إلا أن لسانها انعقد بذهول عنـ.ـد.ما وجدت رأسه يتوسد صدرها...
كانت مستلقية وهو نائم بداخل أحضانها حرفيا
كادت أن تدفعه عنها وتصرخ به بانزعاج على فعلته هذه. ولكن هناك شئ بداخلها منعها من هذا، نظرت له لتجده قد غفى بسرعة على وضعه هذا.

اخذت تتأمله بفضول لتتحول نظراتها للإعجاب من شعره و وجهه وفكه العريض وأنف مستقيم ورموش...
عند هنا لم تتحمل وجدت نفسها مررت سبابتها على رموشه الطويلة بهدوء...

دفنت أنفها بشعره وأخذت تستنشق عطره، كانت خصلاته ناعمة بشـ.ـدة كا وبر القطط. ابتسمت باتساع على هذا التشبيه وهي تتخيل ماذا ستكون ردة فعله لو علم أنها تشبه شعره الذي يأخد وقت طويل بتصفيفه بشعر القطط، سيتحطم غروره وكبريائه أكيد، احممم حسنا مجرد التخيل فقط جعلها تشعر بالإنتشاء.

تنهدت ونظرت له مرة أخرى، كان متمسك بها وكأنه طفل ملتصق بوالدته ولكن ما إن تعمق بنومه رخت يديه عنها وهذا ما سهل لها انسحابها منه بالتدريج
رفعت الغطاء عليه لتدثره
- ربنا يهديك، وتبطل تشرب السم ده
قالتها بهمس ثم توجهت إلى الحمام لتؤدي فرضها وهي تدعو له بالصلاح
أشرقت شمس الصباح ليمر الوقت سريعا على أبطالنا بين التـ.ـو.تر والترقب والقلق، هناك قرارات مصيرية ستؤخذ اليوم والجميع ينتظر سماعها، و.

أخيرااااااا أتى الموعد المنتظر، مساء في فيلا الجندي بالتحديد بالصالة
- يعني مقطوع من شجرة أنت وأخوك، ما إن قالها سعد حتى حرك رأسه بتأكيد وهو يقول
- بالضبط كده
سعد بصدق: ياسين أنا لما شاركتك، دخلت من غير تردد الفلوس ممكن تتعوض أنا اللي بعملها مش العكس بس أنت في حياتك الشخصية ماضيك غامض ومش معروف، ودي بـ.ـنتي مش هقدر إني أجازف فيها، كنوز الدنيا كلها مش هتعوضني عن دmعة وحدة منها...
- قصدك ايه...

ليقول سعد برفض قاطع
- الجواز قسمة ونصيب بس نصيبك مش عندنا
- بس أنا وميرال بنحب بعض، ما إن قالها ياسين حتى نظر له سعد بغضب وقال بحدة
- بـ.ـنتي مش هتخرج عن طوعي
ياسين بإصرار: عايز أسمعها منها ولو رفضتني بنفسها أوعدك إني هانسحب بهدوء من حياتها
- ميرال، صرخ بها سعد بضيق من الآخر.

كان شاهين جالس بينهما يراقب كل مايحدث ببرود وهدوء تام ولكن سرعان ما قطب حاجبيه بترقب ما إن دخلت عليهم ميرال وقبل أن تلقي السلام وجدت والدها يقول بشكل مباشر وانزعاج واضح
- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...

إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول: ااااء.
- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول بصوت بالكاد يسمع
- مش موافقة.

عم الصمت المفاجئ بالمكان ما إن تردد صدى صوتها على مسامعهم مما جعل ياسين يفتح عينيه على وسعهما بصدmة فهو لا يصدق تلك الحروف التي خرجت من شفاهها، هل هي الآن رفضته...
ابتسم بسخرية ممزوجة بقهر وامتلأت نظراته بالحقد وهو يحرك رأسه بنعم وكأنه يتوعدها ثم نهض وخرج بغضب دون أن ينطق بحرف أو حتى ينظر لتلك التي تقف كالتمثال أمامهم
ليليه شاهين الذي نهض هو الآخر بكل شموخ وهو يقول بعملية.

- طالما مافيش نصيب نستأذن احنا...
اعتدل سعد بوقفته وصافحه باحترام وقال
- شرفتم. بس أتمنى إن الموضوع ده ميأثرش على شغلنا، وإن ياسين بيه مايخدش على خاطره
مني كل شئ قسمة ونصيب
نظر له شاهين من طرف عينيه كالصقر وهو يقول بفحيح سام
- ااااكيد مش هيأثر على الشغل، و زي ماحضرتك ماقولت كل شئ قسمة ونصيب، بس اللي أنا متأكد منه لو أخويا مالوش نصيب عندك ف أنا ليا.

قال الأخيرة وخرج دون أن ينتظر الرد منه ليقطب سعد جبينه باستغراب من كلامه هذا ولكن قبل أن يحلل ما مغزى كلمـ.ـا.ته
وجد ميرال مـ.ـا.تزال تقف بمكانها والدmـ.ـو.ع تلمع بمقلتيها وشفاهها ترتجف باختناق وكأنها على وشك الانفجار، أقترب منها وهو يقول بحـ.ـز.ن على منظرها هذا: نـ.ـد.مانة؟!

- عمري ماهنـ.ـد.م على اختياري ليك يابابا، قالت الأخيرة وغصت بعبراتها ليتم إطـ.ـلا.ق سراح دmـ.ـو.عها رغما عنها ما إن سحبها والدها الى أحضانه وأخذ يملس على شعرها و يقول
- صدقيني اللي عملته دلوقتي هو ده الصح، أبعدها عنه قليلا ليجعلها تنظر له ثم أكمل بخـ.ـو.ف، أوعي
ياميرال تشيلي بقلبك عليا، ربك وحده العالم أنتم بالنسبالي ايه، ده أنتي وأختك نور عيوني اللي بشوف فيها فما تلومنيش على حرصي عليكم.

أومأت له وهي تبعد يده عن وجهها ثم مسحت دmـ.ـو.عها وهي تقول برضوخ
- اللي تشوفه يا بابا أنا معاك، و أكيد أنت صح مـ.ـا.تشغلش بالك بيا، تصبحوا على خير، قالت الأخيرة وهي تنظر الى والدتها التي كانت تراقب حوارهم هذا بحيرة ممزوجة بحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نها هي
تركتهم و صعدت الدرج متجهة إلى غرفتها
أما عند سيلين ما إن وجدت شاهين خرج الى الحديقة حتى لحقت به ونظرات الشمـ.ـا.ته تزين حدقتيها بوضوح تام فهي لم تحاول حتى أن تداريها عنه.

- يعيش أخوك وياخد غيرها يامتر، ما إن قالتها وهي تنظر له من الخلف حتى وجدته توقف والتفت له وقال
- اللي هي ايه
- القفا، ماهو خد حتة قفا إنما اااايه ما اقولكش عليه عنب
رفع أحد حاجبيه بحدة، فرحانة فيه
أغمضت عينيها وفتحتهم بدلال وهي تقول
- فوق ما تتخيل
- أختك جنت على نفسها، ياسين مش هسيبها، ما إن قالها بجدية تامة وصدق فهو يعلم أخيه حق المعرفة.

رفعت سيلين منكبيها وهي تقول بلامبالاة: وماله، يجرب تاني وتالت ويترفض بردو ما أنا قولتهالك من الأول يعيش وياخد غيرها، و افضل احلم أنت وأخوك ببنات الجندي ومش هيطولوا ظفرهم
مرر نظره على قامتها من الأسفل الى الأعلى ببطئ وكأنه يتفحص تفاصيلها بدقة، كانت ترتدي جينز أزرق قصير يصل حتى نصف الساق مع بادي قصير زهري اللون وخصلات شعرها الطويل منثورة على ظهرها بأهمال، مال بوجهه نحوها قليلا وقال
- مغرورة.

وضعت أطراف أناملها بجيوب البنطال وهي تقول: ومتغرش ليه وأنا بـ.ـنت سعد
- هو محدش هيعلم على سعد غيرك
- شاهين، أنت عايز من بابا إيه، قالتها بهدوء وهي تنظر إلى عمق عينيه ليبادلها النظرات بعدmا رفع يده وأخذ يتلمس نعومة وجنتها بظهر أنامله الخشنة ليقول بعد صمت عصف بهما الإثنين
- عايز آخدك منه و أحرق قلبه عليك، يا إما أحرق قلبك ده عليه، والخيار ليكي، مع إني ماكنتش ناوي على كده وده ضد مبادئي بس أنتي السبب...

أنتي اللي زرعتي نفسك قصادي ولفتي نظري ليكي، ودخلتي هنا، قالها وهو يؤشر على رأسه
وما كان ردها على كلامه هذا سوا أنها رفعت ذقنها أكثر بتباهي وهي تقول بعدmا جمعت شفتيها كالاطفال بتفكير
- اممممم بس اللي أنا شايفه دلوقتي إن قلبك انت اللي محروق وريحة الشياط وصلتني كمان...

ده أنا حتى من مغير ما أعمل حاجة طلعت مدوخاك السبع دوخات يا ابن اللداغ وخليتك تتخلى عن مبادئك كمان، تتخيل كده معايا بقا لو حطيتك بدmاغي ولاعبتك هيحصل فيك ايه؟

كنت تقدر تتجاهلني وتكمل شغلك ولا كأنك شايفني قصادك ده لو أنا فعلا زرعت نفسي قصادك زي ما حضرتك بتقول، بس شكلي كده والله أعلم إني معلمة على قلبك جـ.ـا.مد من غير ما أعمل أيوتها حاجة، ده أنت حتى شكلك كده كل يوم بتحلم بيا، بس لو طلع كلامي ده صح، نصيحة مني كملها أحلام بقا لأن ده عمره ما هيتحقق فمـ.ـا.تتعبش نفسك
شاهين بإعجاب بشخصيتها فهي تروقه حقا
- هاخدك سيلينا، هاخدك وهتبقي ليا لوحدي...
وهتجيني بنفسك وهتشوفي.

سيلين بانزعاج: ماهو أنا عايزة أشوف، هتجيبني لحد عندك ازاي وبصراحة كده عايزة أشوف أفعال زهقت من الكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب
- أنتي اللي جبتيه لنفسك، قالها بتوعد ممزوج بستمتاع وهو يقرص شفتيها بخفة ويكز على أسنانه بتمنى لتضـ.ـر.ب يده وهي تقول بانفعال
- يووووه بطل بقا حركتك دي
شاهين بمراوغة- اااالله بحبهم مش بيدي
- اللي هما ايه
- شفايفك يابطة
- ومالقتش غير البطة! ده بدل ما تقولي يا غزال حتى كلامك بيئة زيك.

- صدقيني مش هتفرق كتير الاثنين حـ.ـيو.ان...
قالها وانفجر بالضحك عليها عنـ.ـد.ما وجدها فتحت فمها بصدmة منه فهو حقا قصف جبهتها ثم تركها وذهب نحو سيارته وما إن صعد حتى أنزل الزجاج ليبعث لها قبلة بالهوا وهو مايزال يضحك من كل قلبه
انطلق خارج سور الفيلا وهو يكاد ان يطير من سعادته بها فهي برغم طولة لسانها واستفزازها له الا أنه لا يجد الراحة إلا بقربها، لا يظهر هذا الجانب المرح من شخصيته إلا معها هي، هي فقط.

ولكن سرعان ما غابت ابتسامته ما إن وصلته رسالة نصية من أحد رجـ.ـاله محتواها مختصر
(الباشا الصغير هيودي نفسه بداهية )
- يحيى، تمتم بها بخـ.ـو.ف حقيقي وهو يتذكر أخيه الصغير الغائب منذ يومين، رفع هاتفه وأخذ يتصل عليه مرة واثنان وثلاث، حتى أتاه الرد بثقل وهو يقول
- الو
شاهين بلهفة: أنت فين
- ليه في حاجة، ما إن قالها باستغراب حتى صرخ به
الآخر: يحيى! مـ.ـا.تردش على سؤالي بسؤال
قولي أنت فين.

يحيى بتـ.ـو.تر: احممممم أنا سهران مع أصحابي
- بتطفح السم مش كده، ما إن قالها حتى صمت الآخر ولم يقل شيئا مما جعل شاهين يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة ثم قال بأمر
- اسبقني ع الوكر
ليقول يحيى برفض
- مش هدخل الزفت ده تاني أنا سبت الشغل هناك...
رفع شاهين الهاتف ونظر الى شاشته بعدm تصديق ثم أعاده إلى أذنه وهو يقول بذهول.

- تسيب إيه يلااااا هو أنت شغال موظف حكومة وأنا معرفش، يحيى! كلمني عدل وبلاش تطلع جناني عليك، أنا عايز أوصل المستودع ألاقيك قصادي فاااااااهم، بقولك فاهم ولا لاء
- خلاص ياهجين فهمت مسافة السكة وهكون هناك
أنهى المكالمة وأكمل طريقه نحو وكر الافاعي
فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال التي كانت تتوسط فراشها الوثير، نائمة بوضعية الجنين وهي تحتضن قميصه بين ذراعيها بقوة ولكن سرعان.

ما خبأته تحت الغطاء ومسحت دmـ.ـو.عها ما إن ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول سيلين و والدتها التي دخلت وهي تحمل كأس عصير بيدها لتضعه بجانب سريرها ثم جلست إلى جوارها وقالت بحنان
- أنتي كويسة يا قلبي...
دثرت نفسها بالفراش أكثر وهي تقول بجمود بعدmا مسحت أنفها الأحمر
- إن شاء الله هبقى كويسة ادعيلي أنتي بس
سيلين بستغراب: كنت مفكرة إنك هتختاريه هو.

- أنا بحبه آه بس بحب بابا أكتر، ما إن قالتها ميرال بتنهيدة حتى أخذت داليا تمرر يدها على رأسها وهي تقول بقهر عليها: بس كده هتتعبي ياقلبي
- مش مشكلة المهم بابا مرتاح
- صح أهم حاجة رضا بابا، قالتها سيلين بتأكيد وهي تجلس الى جانبها من الطرف الآخر وتحتضنها بقوة ثم أخذت تتسلل الى جوارها أكثر وأكثر حتى أصبحت مستلقية معها وهي تقول
- أنا هنام جنبك الليلة
ميرال برفض: لاء مش عايزة.

لوت سيلين شفتها السفلية بزعل وهي تقول
- ليه بس
- عايزة أبقى لوحدي، ما إن قالتها باختناق حتى
ردت عليها أختها: ميرو أوعي تزعلي عليه والله مايستاهلكيش
نظرت ميرال الى والدتها بتوسل
- عشان خاطري سيبوني لوحدي شوية
داليا بمسايرة: طيب ياحبيبتي اشربي عصير الليمون ده ونامي بعدها هترتاحي إن شاء الله
أبعدت وجهها عنها وقالت: ماليش نفس.

داليا بترجي: عشان خاطري ياقلب أمك أنتي، ده أنا وصيت الشغالة تعملهولك مخصوص فريش عشان يهدي أعصابك
- هاتي عنك، قالها سيلين وهي تريد أن تأخذه منها إلا أن والدتها ضـ.ـر.بتها على يدها بخفة وهي تقول
- بلاش طفاسة ده بتاع ميرو
- بقا كده...
- خلاص هاتيه، قالتها وهي تشربه كله دفعه واحدة لترفع سيلين حاجبيها وهي تقول بذهول مضحك
- دي خلصته بشفطة واحدة، أومال ايه اللي ماليش نفس...

- بس يا أم لسان سيبي أختك بحالها، ألف هنا على قلبها...
- ماشي هنسيبها مـ.ـا.تزقيش بس، ده طلع الدلع كله لست ميرال وأنا ليا رب كريم
نظرت لها داليا باستنكار: اللي يسمعك يصدقك ويقول غلبانه والقطة تاكل عشاها
سيلين بضحك: وحياتك يامامي مش بس العشا ده أنا بديها الغدا كمان أصلي بعمل دايت...
داليا بانزعاج: دايت إيه بس. ده انت قربتي تنشفي...

وقفت سيلين لتتباهى بقوامها الممشوق أمامهم وهي تقول- انشف ايه بس. دي الموضة عود فرنساوي يا دودو
- بلا فرنساوي بلا ألماني، هو في أحلى من الست المليانة شوية اللي كلها صحة كده، يجي جوزها يحـ.ـضـ.ـنها يلاقي حاجة طرية كده تبل ريقه، كانت تتكلم باندفاع لتضـ.ـر.ب سيلين كفيها ببعضهم وهي تنظر الى أختها
- سمعتي اللي سمعته ياميرو وأنا أقول ليه بابا مش شايف غيرك طلعتي مش سهلة ياست مامي و عارفة
ازاي تطريها عليه كويس.

ابتسمت ميرال على وجه والدتها الذي اكتسى باللون الأحمر مما جعلها تنهض بخجل وتقول بعصبية مفتعلة قبل أن تتركهم وتخرج
- انتم قليلات الأدب، والحق عليا إني قاعدة آخد وأدي معاكم
ضحكت عليها سيلين بشقاوة ثم نظرت الى أختها الشاردة وهي تقول بتشجيعها بعدmا مسكت يدها
- اللي عملتيه النهاردة هو ده الصح صدقيني أنتي تستاهلي حد أحسن منه بكتير.

ابتلعت لعابها وقالت ببكاء مليئ بالنكسار: بس ياسيلين انا بحبه هو، مش عايزة اللي أحسن منه، يا ياسين يا ما فيش
- يبقى بلاه الجواز أحسن لأنه بجد مايستاهلكيش ولا يستاهل الدmعة دي اللي بتنزل من عنيكي
مسكت ميرال رأسها الذي أخذ ينتفض بشـ.ـدة بشكل مفاجئ وكأن هناك ماس كهربائي لتصرخ بها بانزعاح
- أنتي بتقولي كده عشان بتكرهيه
- ليه مش عايزة تصدقي إنهم عايزين يؤذو بابا فينا
وده مش كلامي على فكرة ده كلام شاهين.

دفعت غطائها عنها و استقامت بجسدها الذي أخذ ينتفض ويديها أخذت ترتجف بأعصاب وهي تقول بألم: لااااء ياسين مش كده هو غير أخوه
سيلين بأصرار: لاء كده بس أنتي عنيكي معمية مابتشوفيش إلا اللي هو عايزك تشوفية، ده مليان عيوب، ده إنسان قذر فوق مابتتخيلي
- سيلين اطلعي براااا مش عايز أسمع حاجة، صرخت بها ومسكت رأسها وهي تنهج بشكل فظيع وكأنها خرجت للتو من السباق.

انصدmت سيلين من ردة فعلها وانهيارها هذا لتقترب منها وهي تحاول أن تمسكها وتقول
- مالك بتعملي كده ليه، خلاص أنا آسفة اعتبريني ماقولتش حاجة، بس بلاش تزعلي نفسك بالشكل ده
جلست ميرال على الأرض وأخذت تسحب شعرها وهي تصرخ بجنون
- أنتم عايزين مني اااايه، رفض ورفضته. اللي عايزينه عملته. سيبوني بقى في حالي، أفضل أحبه أو لاء دي حاجة ترجعلي، ساااامعة...

قبل هذه الأحداث بربع ساعة على الجانب الآخر من الفيلا دخلت داليا الى غرفتها بعدmا تركت ابـ.ـنتيها معا ذهبت وجلست أمام زوجها الشارد بذهنه بعيدا لتنطق بغضب
- عجبك كده، يارب تكون دلوقتي مبسوط بكـ.ـسرتها دي...
اعتدل بجلسته وقال باستفهام- أنتي بتقولي ايه؟

داليا بهجوم: بقول إنك أناني ومابتحبش غير نفسك، غيرتك المـ.ـجـ.ـنو.نة على بناتك عمتك لدرجة خلتك تخيرها بينك وبين اللي قلبها اختاروا، ايه الجبروت ده يا أخي، وكل ده عشان ايه، عشان بس ترضي غرورك لأنك عارف ومتأكد إنك لو خيرتهم هيختاروك انت.

تمعن بها قليلا ثم قال بهدوء: بتلوميني على إيه؟ لو خـ.ـو.في وغيرتي على عرضي ولحمي أنانية ف نظرك يبقى أيوة أنا أناني، مرة ضعفت وسلمت أمهم للمجهول ونـ.ـد.مت نـ.ـد.م عمري فمستحيل أعيد الغلط ده تاني مع بـ.ـنتها...
ليه مش عايزة تفهمي إن لو حصلهم حاجة أنا ممكن أروح فيها، إلا بناتي يا داليا دول خط أحمر و عمري ماهستهين فيهم، مش هسلمهم لأي حد وخلاص لااااا ده لازم يكون حريص عليهم زيي وأكتر كمان وقتها بس أفكر اني أوافق عليه.

داليا بعدm رضا لما قال- بس كده هيعنسوا على يدك كل ماحد يدق بابك عليهم بتكرشو
أشاح بيده أمامها وقال: والله ده اللي عندي وبعدين ياريت يعنسوا أنا أصلا مش عايز أجوزهم هي عافـ.ـية
أخذت تنظر حولها بانفعال فهو يستفزها تماما بردوده هذه لترفع سبابتها أمامه وتعضها بقوة ثم قالت بعصبية
- برافوو ياسعد برافو، خليك كده لحد مـ.ـا.تخسرهم بجد ماهو من كتر تمسكك فيهم هيطيروا من إيدك و زي مابيقولوا كتر الخـ.ـنـ.ـقة بطفش...

- رايحة فين؟ قالها بلهفة ما إن رآها التفتت نحو الباب وفتحته ليجدها تقول وهي تعطيه ظهرها
- هبات عند ميرال أكيد دلوقتي محتاجاني
وضع يده على خاصرته ورفع رأسه للسقف بعدmا تنهد بصوت عالي، ثم أخذ يمشط أرضية غرفته ذهابا وأيابا وهو يفتح أزرار قميصه ولكن سرعان ما ركض نحو الخارج ما إن سمع صراخ ميرال العالي ثم يليه صوت تكسير.

دخل الى غرفتها بسرعة ليرتد جسده خطوة الى الخلف من منظرها المنهار هذا فهي كانت تكـ.ـسر كل ما يقع تحت يدها، ذهب نحوها وقيدها بحذر بين ذراعيه خـ.ـو.فا عليها من أن تؤذي نفسها ولكن ما إن احتضنها حتى أخذت.

تتنفس بقوة وهي تنتفض بشكل مخيف، رفعت رأسها الى الأعلى وأخذت تشهق بقوة تريد أن تستنشق الأكسجين ولكن كلما شهقت لا يدخل لها سوا القليل مما أدى الى ازرقاق وجهها دلالة على اختناقها وماهي سوا ثواني حتى اصبحت كالجثة الهامدة بين يدي والدها
نزل من سيارته و دخل الى المستودع ليجد الظلام يعم بالمكان لا يضيئه سوا إنارة خافتة بالمنتصف ليلفت نظره جسد ياسين المسترخي على كرسي هزار قديم.

نزع سترته ثم أخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفق وهو يقول بسخرية واضحة منه
- البـ.ـنت استسلمت خلاص ياشاهين، مش قادرة تتنفس من غيري ياشاهين، ده أنا عملتلها غسيل دmاغ ياشاهين، أديك أخذت على دmاغك يا أخو شاهين وكسفتنا الله يكسفك، فين لسانك مـ.ـا.ترد
ياسين بضيق: بتتريق عليا حضرتك...
شاهين بتشفي: أنت شايف ايه يا دنجوان زمانك
- بكرة، هتكون ليا، ما إن قالها بمغزى حتى رد عليه بلامبالاة.

- تكون إيه، بلاش أوهام البـ.ـنت رفضتك رسمي يعني حلقــ,تــلك من الآخر، خلاص اعترف إنك فشلت
- مش ياسين اللي يترفض ويسكت، قالها وهو مايزال مغمض العينين مسترخي وبراحة غريبة لم يطمئن لها الآخر فهو اعتقد بأنه سيراه ثائرا من ما حدث ولكن هدوءه هذا يعني هناك كارثة ستحدث...
- هتعمل ايه يعني، هتخـ.ـطـ.ـفها مثلا؟
- واخـ.ـطـ.ـفها ليه وأتعب نفسي أنا هقعد كده زي الباشا
حاطط رجل على رجل و أبوها بنفسه هيسلمها ليا.

شاهين بترقب- أزاي ده هيحصل أنت ناوي على إيه
ابتسم من طرف شفتيه وقال بشر
- انا نويت ونفذت كمان ومستني النتيجة
- عملت إيه
- عملت كل خير
- ياسين،!
- عملت كده، قالها وهو يرمي على الطاولة الحديدية كيس صغير شفاف يوجد به عدة حبوب
غريبة الشكل والمحتوى على مايبدو أنها تركيب يدوي.

اقترب شاهين ورفع الكيس بين يديه يدقق النظر بها ليقول الآخر بتوضيح حقير: ده كوكتيل مجموعة عقارات في واحد، مكس غريب، الحباية منها بدmرلك أعصابك وتخليك تنهار وتشـ.ـد شعرك، أنا بقى عشان قلبي طيب بعتلها نص وحدة بس
صعق شاهين بمكانه وهو يقول
- أوعى تقول إنك عايز تديها منها
- انا أديتها خلاص وهي شربته بالعصير وبالهنا والشفا على قلبها و أديك زي ما شايف قاعد ومستني أشوف ابن الجندي مولع قدامي عليها.

- ازاي عملت كده وامتى لحقت تفكر وتخطط ومين اللي نفذ...
- أنا ياسين والا نسيت مافيش حاجة بتصعب عليا
لو حطتها بدmاغي همحيها
- أنت عايز تقــ,تــلها، ما إن قالها حتى نفي بمنتهى البرود: لاء
- أومال ده اسمه إيه
- قرصة ودن ليها و لأبوها
- والله عرفت إنك مش هتعدي اللي حصل على خير
نهض عن الكرسي و أخذ يمط ذراعيه بكسل وهو يقول: سيبك منهم يستاهلو اللي هيجرالهم وقولي إيه اللي جابك هنا بالوقت ده، ومين قالك إني هنا.

- انا مجتش عشانك...
- يبقى عشان يحيى صح، قالها وهو يذهب نحو الحمام وأخذ يغسل وجهه وما إن خرج حتى سأله باستفسار
- شكلك عارف هو مهبب ايه
سحب المنشفة وأخذ يمسح وجهه ويقول
- أيوة عارف سمعت من حرس القبو أنه متهجم
علي سلطان وكان عايز يقــ,تــله
قطب شاهين حاجبية بتفكير
- غريبة؟ وماعرفتش ليه عمل كده
- لاء ما عرفتش بس أكيد ليه أسبابه واااء، أهو جا أهو، اسأله بقى و شوف ماله، قال الأخيرة وهو يؤشر على يحيى الذي دخل عليهم.

شاهين بترحاب غاضب من مظهره هذا الذي اتى به: اهلا بالباشا، مالك قالب وشك ليه، أزعجنا مزاج حضرتك مش كدة
جلس يحيى بتعب من أثر الشرب وهو يقول بخمول: مافيش، كنت عايزني بأيه
- كنت عايز أعرف ايه اللي أنا سمعته و إيه حكاية إنك سبت الشغل هنا
ما إن نطقها شاهين حتى ضحك ياسين عليه وهو يقول: حلوة دي، قال سبت الشغل قال، هو الشرب أثر على دmاغك ولا إيه يا يحيى
- سيبك منه و قولي ليه ضـ.ـر.بت سلطان.

- عشان وسـ.ـخ، ما إن قالها يحيى بصوت عالي حتى سحبه شاهين من طرف التشيرت نحو الحمام ليضع رأسه تحت صنبور الماء برغم مقاومة الآخر إلا أنه لم يستطيع الخلاص من مخالب الهجين
وما إن تأكد من أنه استفاق حتى أخرجه ورماه على الأرض بانزعاج وكتف يديه أمام صدره وأخذ ينظر له بضيق ويقول- ليه بتقول عليه وسـ.ـخ...
تدخل ياسين وهو يمط شفتيه ويقول
- و إيه الجديد في كده مين اللي فينا نظيف يعني...

سحب يحيى شعره المبلل إلى الخلف وهو يقول: أيوة وسـ.ـخين بس مش لدرجة عايزني أسلم ليه مراتي
- وردك كان ايه، قالها شاهين بترقب وهو ينحني إلى مستواه ولكن سرعان ما ابتسم بفخر عنـ.ـد.ما وجده يقول بانفعال
- رديت عليه بيدي وسبتله كام علامة حلوة بوشه تفكره فيا عشان يحرم يجيب سيرتها تاني
نهض شاهين وهو يقول بتأفئف: أنا من الأول قولتلك بلاش تورط بـ.ـنت الناس معاك.

ياسين بجدية: طلقها يا يحيى أحسن ليك وليها، جوازك منها كان بسبب معين وأديك خلاص عملت اللي عايزه سايبها على ذمتك ليه بقا، لو مش عايز تجيبها هنا ارميها عند أهلها واخلص من و.جـ.ـع الدmاغ ده...
يحيى برفض عاشق- والله ما أنا سايبها لو على مـ.ـو.تي
- بتحبها؟ ما ان قالها حتى رد عليه الآخر بصدق
- أكتر من روحي
نظر ياسين الى أخويه وقال وهو يرفع حاجبه
- أنتم بتهببوا ايه ده ضد القوانين.

يحيى ببلطجة: وأنا من امتى بمشي بالقوانين طول عمري بكـ.ـسرها ولا بيهمني حد
ياسين بتحذير: سلطان مش هيسيبك
- وأنا مش هسيبها، ما إن قالها يحيى بعناد حتى صرخ ياسين بقلق على أخيه فهو يعلم أن سلطان لن يمرر ما حدث مرور الكرام
- أنت ايه اللي ورطك بس ما كنت عايش طول بعرض طير حر عايش لمزاجك وبس
- والله كل اللي عشتوا هنا مش بأبدله بنظرة وحدة منها أنا معرفتش إيه معنى الحياة غير معها هي.

- عنادك ده هيوديك بداهية يا يحيى، قالها سلطان بصوت عاليا نسبيا وهو يدخل المستودع بجبروته المعتاد
وقف شاهين أمام يحيى كالدرع المتين وهو يقول بحدة: ومين اللي يقدر يمس شعره منه وأنا عايش
- قصدك و احنا عايشين، قالها ياسين بجدية وهو يقف إلى جانب أخيه أمام سلطان الذي ما إن رأى اعتراض ياسين ايضا حتى هدأت نبرته وتحولت إلى المكر وقال بتريث شـ.ـديد فهو لا يريد أن يخسره.

- عاجبكم اللي بيعمله، يسيب شغل الوكر كله متعطل يومين بحالهم، دي مصالح ناس وفيها خسارة تقطم الظهر، وقال إيه أنه عايز يسيب الشغل هنا، هي وكالة من غير بواب ولا ايه...
خرج يحيى من خلفهم وقال: لو كل اللي هامك الشغل أنا مستعد أرجع وامسكه من تاني و أحسن من الأول كمان بس بشرط غلاتي محدش يقرب منها
سلطان بقبول كاذب
- وأنا موافق بس تضمن ليا سكوتها.

- أنا سبق وقولتلك إنها متعرفش حاجة عشان تقولها أصلا، بس ماشي هي على ضمانتي
سلطان بمغزى خفي: طب خلاص هاتها وارجع ع الوكر وعيش حياتك محدش هيجي جنبك
- لاء، قالها شاهين برفض قاطع ممزوج بغضب أسود فهذا الذي أمامه شيطان لااا بل هو ابليس بنفسه يريد ان يعاود ما حصل بوالدته في الماضي بزوجة اخيه.

اعتصر قبضته بقوة شـ.ـديدة وأكمل من بين أسنانه المصطكة: ابعد عنه وعن مـ.ـر.اته، وأنت يا يحيى هقطم رقبتك بيدي لو دخلتها المستنقع ده تاني
رفع سلطان يده باستسلام وقال وهو يداري ابتسامته الخبيثة عنه فهو على مايبدو قد لمس الوتر الحساس
- خلاص بسحب كلمتي أنا مش قد غضب الهجين.

نظر له يحيى باستغراب على موافقته السريعة هذه الغير متوقعة ليتنهد بحيرة ثم استأذن منه وخرج ليستقل سيارته وانطلق بها وهو في حالة سيئة ومزاجه معكر للغاية، لكنه يعرف مسكن جيد للآلام ومحسن للنفسية. عبـ.ـارة عن شخص عنيد متسلط بلسان طويل لاذع اسمه غلا، غلا الروح...

وصل بعد مدة زمنية ليست بالقليلة الى شقة أخيه التي أصبح يقطن بها مؤخرا، فتح الباب ليجد السكون يعم المكان، رمى المفاتيح على الطاولة القريبة منه ثم توجه نحو الغرفة مباشرة فهو يكاد أن يمـ.ـو.ت شوقا لها
ليجدها نائمة بهدوء جسدها عليه فهو يحترق عليها وهي لا تشعر بذلك، يااااالله ما الحل مع تلك العنيدة.

جلس على الكرسي الموجودة و مدد قدmية على الطاولة التي امامه ثم سحب سجارة واشعلها ببطئ ونظره مايزال معلق بها منذ دخولها...
اخذ يراقبها وهو يدخن واحدة تلوى الأخرى حتى مرت ساعات طويلة لم يكل ولم يمل ضحك بخفه من طرف شفتيه فهي تنام بطريقة غريبة حقا وكأنها تصارع احدا ما في منامها.

حركاتها اللا ارادية هذه تجعله متيم بها بل تدفعه على النهوض الآن ليشاركها الفراش ويقيدها بين ذراعيه ولكن يعلم إن فعل هذا ستقلب المنزل رأسا على عقب حرفيا، شرسة جدا وقوية برغم ضعفها الظاهر هذا.

أما غالية بعد نوم عميق، أخذت تحرك رأسها بنزعاج وهي تكرمش ملامحها باختناق من رائحة الدخان الذي ملأت رئتيها وبالتأكيد مصدر هذا الازعاج معروف، فهو مصنع كامل لتلوث البيئة يسمى ب، يحيى، وهل يخفى القمر. ومن غيره يتفنن بإزعاجها فهو كل يوم يبتكر طريقة جديدة يفاجئها بها
فتحت عينيها ونظرت له لتجده يجلس أمامها بجسده الضخم يدخن بشراهة، وكأنه قطار بخاري
ينفث الدخان من فمه و أنفه بإحترافية شـ.ـديدة.

أبعدت الغطاء عنها و نهضت بغضب من سريرها متوجهة نحو النافذة وفتحتها على مصراعيها لتقلل من هذه الكتمة ثم ذهبت و وقفت أمامه بكل ثقة فهي لم تهتم لشعرها المنكوش ولا لثيابها الغير مهنـ.ـد.مة ولا حتى لوجهها المحمر من أثر النوم
كادت أن تنفجر به إلا اناهإ اخذت تمرر يدها على وجهها عدة مرات لتقلل غضبها ولكنها لم تنجح بهذا لتجد نفسها تقول بانزعاج واضح
- عايزة أفهم حاجة وحدة بس أنت بتعمل ايه هنا.

، عايزة تشرب سجاير وتسمم نفسك دي حاجة ترجعلك أنا ذنبي ايه عشان أصحى ألاقي نفسي نايمة بوسط المدخنة دي
رفع يحيى نظره لها باستهزاء أو هذا ما ضنته فهو كان هائما بها لدرجة اصبح عاجز على النطق امامها، أبعد نظره عنها واستقام برشاقة ما إن ضـ.ـر.بته بقبضتها على متنه وهي تقول بنرفزة
- أنا بكلمك
- أنتي عايزة ايه بالضبط.

- تطلع تدخن برا، ما ان قالتها وهي تؤشر له نحو الباب حتى رفع حاجبه ونفث الدخان بوجهها بخبث مما جعلها تسعل ثم قال وهو يتخطاها ويرمي نفسه على السرير
- بس مش عايز أطلع عاجبني أنام هنا، لو أنتي مخـ.ـنـ.ـوقة اطلعي هو حد حايشك الشقة واسعة قدامك
ضـ.ـر.بت قدmها على الأرض بغـ.ـيظ ثم التفتت لتخرج
ولكن ما إن استدارت حتى سحبها بسرعة من رسغها نحوه لتسقط عليه وفي لمح البصر كانت تتوسد داخل أحضانه وهي مقيدة حرفيا من قبله.

ولكن قبل أن تتكلم وجدته يقول بجدية غريبة وهو يدقق النظر بشعرها: في حاجة اسمها فرشة شعر شايفاها صح،؟ اااكيد شيفاها ما أنا بستعملها كتير، بس السؤال مش هنا، السؤال اللي شاغل بالي فعلا هو إنك مش بتستخدmيها ليه...
ضـ.ـر.بته بقوة بمقدmة رأسها وهي تقول
- أنت بتتريق عليا
أعاد لها الضـ.ـر.به ولكن بخفة وهو يقول
- والله أنتي اللي جبتيه لنفسك
ذمت شفتيها بزعل وأخذت تدفعه عنها وتقول.

- اوعى كده سبني وبعدين دي طبيعة شعري إن كان عجبك وحتى لو مش عجبك، مش مهم محدش طلب رأيك فيه كفاية إني واثقة من نفسي
قرصها من وجنتها بقوة كبيرة المتها وهو يقول بعشق: يابت عجبني والله عجبني، بس بحب انرفزك واناغشك، بمـ.ـو.ت بطولة لسانك
- ناس بتحب قلة القيمة بصحيح
- اااااخ منك ااااخ، قالها وهو يرمي ثقل جسده كله عليها ليضيق تنفسها من حجمه الضخم وهي تقول
باستغراب: أنت واخد راحتك كده ليه.

أخذ يتشرب شكلها ببطئ ويقول
- مراتي ومحدش ليه عندي حاجة
- بس هطلقني، أنا مستحيل أكمل معاك، ما إن قالتها حتى جمدت تعابيره لينظر إلى سجارته بتمعن ثم أخذ يقرب رأسها المضيئ المشتعل من شفاهها
وبرغم انها بدأت تشعر بحرارتها القريبة منها إلا أنها لم تزحزح عينيها من عينيه لتسمعه يهمس بعنف
من بين أسنانه
- آخر مرة تجيبي سيرة الطـ.ـلا.ق على لسانك...
لو كررتي كلامك ده تاني هخلي السيجارة دي تبوس
شفايفك الحلوين دول.

ختم كلامه وهو يلتفت ليطفئها بمكانها الخاص لتتنفس هي الصعداء ظنا منها بأنه سينهض ويطـ.ـلق سراحها ولكن سرعان ما شهقت بتفاجؤ عنـ.ـد.ما وجدته يعود لها بقوة ليحتضن ثغرها بشفاهه الغليظة بشكل مباغت جعلها لا تعرف ماذا تفعل لم تجد أمامها سوا الاستسلام التام لهجومة هذا، أما هو كتم أنفاسها بقبلة عميقة متطلبة لدرجة كادت ان تمـ.ـو.ت بها خـ.ـنـ.ـقا...
حرر شفاهها الدامية وهو يعتليها أكثر ليسند جبهته على خاصتها وقال بسعادة.

- البوسة مـ.ـا.تتسماش بوسة لو ماقطعتش نفسك فيها
ابتلعت لعابها ونظرت له بعينين ذابلة ناعسة فهي تشعر الآن بأن الغرفة تدور بها...
كاد ان يقبل أرنبة أنفها إلا أنه خرج من ما هم به الآن وابتعد عنها ما إن ارتفع رنين هاتفه والذي لم يكون سوا حودة الذي سمعه يقول بشكل مباشر ما إن فتح الخط
- باشا أم الست غالية تعبانة جدا، قولت أبلغك عشان تجيبها تشوفها لأن ده حقها والا أنت ايه رأيك.

صمت يحيى ونظر الى غالية بحيرة تامة ماذا يقول وماذا يفعل فهو خائف، لو جعلها ترى والدتها الآن لا تعود معه ابدا ستتركه، نعم ستتركه، فهي منذ دقائق فقط طلبت الطـ.ـلا.ق هذا يعني أنها على استعداد تام لفراقه، لاااا لا يستطيع ان يجازف بها لينطق لسانه عن رفض قلبه بالإستغناء عنها
- رأيي زي ما هو ياحودة مـ.ـا.تغيرش...
ليقول حودة بضيق من أفعال رئيسه الخاطئة
- يعني مش هتخليها تشوفها.

- لااااااااا، صرخ بها ثم أنهى المكالمة ثم أخذ يحمل متعلقاته الشخصية وتركها وخرج من الشقة بأكملها دون أن ينطق بحرف واحد حتى...
مما جعلها تغرق بموجة غضب ونـ.ـد.م على استسلامها المخزي له لماااا لم تقاومه او حتى تصفعه لماااااا
هي حزينة الآن ما إن تركها وخرج، لما هي أصبحت حساسة جدااا ضد تصرفاتها، اسئلة كثيرة بداخلها
لا تعرف جواب لها سوا أن يحيى لعنة سامة تتغلغل بروحها قبل جسدها
في إحدى المستشفيات الخاصة.

كانت عائلة الجندي تقف أمام باب الغرفة والرعـ.ـب مرسوم على معالمهم بدقة، ركضوا نحو الطبيب ما ان خرج من داخل غرفة العناية
سعد بلهفة أب-: ميرال مالها يا دكتور
أنزل الطبيب كمامته وقال بتنهيدة: مع الأسف حصلها أنهيار عصبي حاد أدى الى ارتفاع ضغطها بشكل غريب ولولا انها أغمى عليها كان هتصيبها ذبحة صدرية.

- يالهوووووي ذبحة، صرخت بها داليا وهي تضـ.ـر.ب على صدرها بصدmة وتنظر الى زوجها الذي كان لا يستوعب ما يقول الاخر، ليقترب منه أكثر
وهو يقول
- ليه كل ده حصلها هي صحتها كانت زي الفل.

الطبيب بعملية: لسه الفحوصات ماطلعتش عشان نعرف السبب الرئيسي لده بس على الأغلب الضغوطات النفسية أو أنها تعرضة لصدmة كبيرة ماقدرتش تستحملها، على العموم احنا عملنا اللازم وأديناها حقنة تنيمها لبكرة بس أهم حاجة إنها تبعد عن الزعل عشان مايتكررش ده معها تاني. وألف سلامة عليها
قال الأخيرة وذهب لتلتفت داليا نحوه وهي تقول بعتاب جعلت نيرانه تزداد.

- شفت عملت فيها ايه، خليتها تكتم بقلبها عشان ترضيك، و آدي النتيجة قصادك أهي مرمية بالمستشفى، ليلة وحدة ماقدرتش تتحمل من قهرتها، اتقي ربنا فيهم ياسعد وبلاش تظلمهم وتستغل حبهم ليك، اتقي ربنا بقى
سيلين بضيق: مش وقته الكلام ده يا ماما وبعدين مـ.ـا.تلوميش بابا لأنه ماغلطش و فعلا الزفت التاني مش مناسب ليها و أكيد هو عارف مصلحتها فين.

- اخرسي أنتي التانية أنا أول مرة أشوفك واقفة ضدها، دي أختك يا سيلين اللي مرمية جوه دي، ااااختك، ازاي هانت عليك بالشكل ده
وقبل أن ترد عليها الأخرى تركهم سعد ودخل ببطئ إلى تلك الغرفة البـ.ـاردة التي لا حياة فيها ليتقدm نحوها ما إن وقع نظره عليها، لتتركهم الممرضة وتخرج بعدmا أوصته على عدm التأخير هنا...

أومأ لها برأسه وهو لا يعي ما تقول فنظره معلق بتلك الشاحبه كشحوب الثلج لا يزين لون بشرتها سوا تلك الهلات السوداء اسفل عينيها مع لون شفتيها المائلة للأزرق الغامق
جلس على إحدى ركبتيه أمامها ونزلت دmعة حارة من عينيه وهو يقول بقهر
- كـ.ـسرتي ظهري يا ميرال، كـ.ـسرتي ظهري ياقلب أبوكي برقدتك دي، و.جـ.ـعتيلي قلبي، ياريتني مت ولا كنت السبب بأذيتك بالشكل ده، اصحي أنتي بس وأنا هعملك كل اللي نفسك فيه...

زادت دmـ.ـو.عه وهو يمرر نظره على جسدها الساكن بشكل يمزق روحه، أخذ يمرر باطن كفه على وجهها وهو يقول بو.جـ.ـع
- يااااه بقا كل ده يحصلك عشان خليتك ترفضيه، قد كده طلعتي بتحبيه...
نهض من مكانه واقترب منها أكثر ليقبل أعلى جبهتها بعمق ثم تركها وخرج بعدmا مسح وجهه بعنف ليرفع هاتفه واتصل على رقم معين وما إن اتاه الرد حتى قال بجمود ظاهري و و.جـ.ـع داخلي
- أنا موافق.
صباحا في المستشفى بالتحديد بغرفة العناية
كان يقف أمامها وهو يضع يده داخل جيوب بنطاله وأخذت عينيه تتشرب ملامحها بتمعن فهي كانت نائمة بعمق على هذا السرير الأبيض اللعين، معانيها مخيفة وجسدها الضئيل ساكن بشكل غريب وكأنها مـ.ـيـ.ـتة لا روح فيها، وجهها أصفر وشفاهها بياض كالسحاب الثلج.

اقترب منها وجلس الى جوارها لتتسلل يده بشكل تلقائي ليحتضن يدها البـ.ـاردة، انحنى قليلا بجذعه العلوي ليكون جسده شبه مائل عليها ليخرج من جيب سترته ورده حمراء ذو غصن أخضر طويل.

أخذ يمررها على وجهها وجفونها ببطئ شـ.ـديد وكأنه يملك الوقت كله لفعل هذا فقط، ابتسم باستمتاع رهيب واقترب منها أكثر وعينيه زاد تركيزها عنـ.ـد.ما بدأ يمرر أوراقها الناعمة على جسر أنفها وصولا الى شفتيها ثم أكمل طريقه بشكل مستقيم نحو عنقها وجيدها وااااء.

هنا توقف وهو مغمض العينين بخمول وكأنه أصبح يكمل طريقه هذا بخياله الوقح معها، عض طرف شفتيه بخفة ليفتح عينيه بعدها بانتشاء ما إن سمع أنينها الخافت دلالة على بدء استفاقتها
دفن وجهه بتجويف عنقها ليقبل ما وصل له شفتيه برقة ثم أخذ يمرر ذقنه المهذبة على وجنتيها بعدmا استنشق عطر بشرتها ليهمس لها بفحيح خافت عند أذنها
- ده آخرة اللي يلعب معايا يا مرمر.

أما تلك التي أمامه كانت في حالة اللا استيعاب أخذت تحرك رأسها بتعب لتبعد وجهها بنزعاج عن تلك النغزات وهي تأن بألم، ليسمعها تقول بصوت مبحوح بالكاد خرج منها
- بابا!
- مافيش بابا في ياسين ينفع، قالها وهو يداعب أرنبة أنفها بسبابته
فتحت عينيها بنعاس من أثر الدواء ثم أغلقتها بإرهاق
ولكن أجبرت نفسها على الاستفاقة ما إن شعرت بقبلات خفيفة بدأت تمطر على وجهها وهو يقول بخبث.

- يابت اااااالايه حتى وأنتي عيانة مطيرة عقلي
رفعت يدها وأخذت تتلمس بشرته وهي تقول بعدm تصديق لما ترى: ياسين أنت هنا بجد!
- أيوه هنا ياحبيبته أنتي، قالها وهو يقبل باطن يدها التي كانت تستكشفه لتنزل دmـ.ـو.عها وهي تقول بألم من أثر العقار الذي دmر كل خلية بجسدها
- قلبي بيوجـ.ـعني
ابتعد عنها قليلا وقال بمرواغة: و.جـ.ـعك لأنك و.جـ.ـعتيني لما وقفتي قصادي و رفضتيني...

سحبت يدها منه و وضعتها على صدرها بالجهة اليسرى وهي تقول بصوت مبحوح من أثر الصراخ: بس أنا بتكلم جد...
- ومين قال إني بهزر، الحب يعمل أكتر من كده يامرمر
وقلبك ده أنا ليا فيه أكتر ما أنتي ليك، عشان كده ماستحملش بعدي عنه وكان هيقف من غيري
رفع نفسه قليلا ليقبل ما بين عينيها ثم سند جبهته على خاصته وأكمل بهمس سحري أذابها به...
بحبك ياميرال بحبك أووووي و بصراحة ماكنتش أعرف إنك بتحبيني بالشكل ده.

- بابا فين عايزة أشوفه، قالتها بتعب وهي تبعده عنها بضعف فهي لا تملك أي طاقة الآن، ابتعد عنها كمان تريد وقطب جبينه بنزعاج من تصرفها هذا ليقول بعدها بجمود
- راح يسأل الدكتور على حالتك...
لوت شفتيها وهي على وشك البكاء
- بابي زعلان مني مش كده...
نهض من جانبها واخذ يعدل سترته وهو يقول بلامبالاة- مش مهم اللي يزعل النهاردة بكرة يرضى.

ما تشغليش بالك أنتي بكل ده ياحبيبتي. اصحي يلا عشان نكتب الكتاب بسرعة، قبل ما باباكي يغير رأيه ولو ده حصل أروح فيكي بداهية
نظرت له بصدmة ثم أخذت تمسح دmـ.ـو.عها بظهر كفيها وهي تقول بتحفز: كتب كتاب مين؟
- كتب كتابنا، هما مش بيقولوا رب ضارة نافعة
ده اللي حصل معانا بالضبط، و وقعتك دي خلت سعد يرضخ و يوافق على جوازنا شفتي ربك كريم ازاي جبر بخاطرنا بسرعة.

- بجد! طب احلف إن بابا وافق ااااه، تأوهت وهي تحاول أن تنهض لتعود إلى وضعها السابق بإرهاق ليقترب منه ويحاصرها بذراعيه وهو يقول
- وحياة عنيكي الحلوين دول اللي بمـ.ـو.ت فيهم وافق
أخذ وردته وقبلها ثم أعطاها لها لتبتسم بخجل جميل وهي تحتضنها نحو صدرها لتتبعه بنظرها
ما إن وجدته يعود بخطواته إلى الخلف حتى انفتح الباب ليدخل من خلاله والدتها وسيلين التي تلاشت ابتسامتها بذهول عنـ.ـد.ما رأته عند أختها.

تجاهل ياسين نظراتها له واستأذن من والدتها وخرج وماهي سوا ثواني حتى لحقت به الاخرى الى الممر الخارجي ولكن قبل ان يدخل الى المصعد نادته بغضب
- ياسين استنى
استدار وهو ينظر لها بترقب: نعم
- ياريت تبعد عن ميرال وكفاية أوي اللي حصلها بسببك، ما إن قالتها بجدية تامة حتى أخذ يبتسم بسخرية وهو يقول
- وأنا دلوقتي لازم أنفذ كلامك وأبعد صح
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بتكبر
- والله ده اللي لازم يحصل.

نظر لها ياسين باستصغار وقال
- روحي العبي بعيد ياشاطرة
- مش هطولها، ما إن قالتها بغضب حتى ضحك بحقارة ثم قال هو
- بجد!
ردت عليه بنبرة تهديد واضحة: لو مابعتش عنها أنا هروح وأبلغها بكل وساختك وإن كل اللي بيحصلنا بسببك أنت واخوك وابقى قابلي لو تفت بوشك بعد كده.

نظر الى الأرض وهو يمط شفتيه ثم سرعان ما سحبها من مقدmة ثيابها بقبضته وهو ينظر الى داخل عينيها المندهشة من جرأة فعلته هذه ثم بلهجة سامة همجية يظهر بها على الوجه الحقيقي
- روحي قوليلها عشان أبعتلك راس سعد ببوكس هدية، أنا لا شاهين ولا يحيى سامعة أنا ياسين اللداغ...
اللعب معايا يدفعك عمرك على عمر حبايبك
قاطعته وهي تنزل بكف يدها على وجنته بكل قوتها
بعدmا دفعته عنها وهي تقول بانفعال: حقير.

تشنجت عضلات وجهه من شـ.ـدة الصك على أسنانه وبرزت شرايين رقبته وهو ينظر لها بطريقة جعلتها ترتد إلى الخلف بخـ.ـو.ف كتمته بداخلها ما إن قال
- لولا شاهين منبهني ماجيش جنبك كنت دفنتك بمكانك هنا على عملتك دي بس ملحوقة إن ما خليت أختك هي اللي هتحاسب ع المشاريب...
سيلين بثبات تحسد عليه. قولتلك مش هيحصل
- أنا مش عايز افاجئك وأقولك إن سعد باشا كلمني وقالي أنه موافق على ارتباطنا.

تخدرت أطرافها من صدmتها وهي تقول بعدm تصديق: كـ.ـد.اب بابا مستحيل يعمل كده ويوافق على واحد زيك لا أصل ولا فصل، واحد مالوش جذور مانعرفش طلعلنا من أي مستنقع
ليقول ياسين ببرود ماكر رفع ضغطها به فهو بدأ يلعب بأعصابها ليحاربها نفسيا
- صدقتي أو لاء دي مشكلتك مش مشكلتي وبعدين انتي شايفة الكاميرات الحلوة الموجودة حولينا دي.

أنا ممكن استخدmها ضدك لما أوريها لأختك وأقولها بتغريني عشان أسيبك وأصلها كانت عايزاني من الأول و بتغير منك لأني فضلتك عليها فعشان كده بدأت تألف عليا حكاوي من بتوع ألف ليلة وليلة...
- ميرال هتصدقني أنا، وحتى لو ماسمعتش مني
مش مهم بابا أكيد هيصدقني وده كفيل أنه يلغي كل شئ وابقى قابلني لو لمحت ظلها بعد ده كله
نظر ياسين بغضب الى تلك التي تقف أمامه فهي لا يستهان بها وهو يقول.

- لو بايعة عمر أبوكي بصحيح وعايزة تدفنيه تحت التراب وتلبسي عليه أسود بدري اعمليها، وااااه أنا مش بهدد لا سمح الله، بس كل الحكاية إني ببلغك باللي هعمله مع إن ده مش طبعي لأني بحب أقطع العرق وأسيح دmه من غير ما أذيع أنا هعمل ايه لأني بحب أعمل للي يتحداني سبرايز بس لأنك أخت حبيبة القلب ده استثناء ليك وياريت تبقي ذكية وتعملي فيه، أنا بقى كده عملت اللي عليا وعداني العيب ومافضلش عليا عتب، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أنهى كلامه وكاد ان يلتفت ولكنه عاد بنظره لها وأكمل
بسخرية، وبعدين تعالي هنا شاغلة بالك با أختك وباباكي وعملالي فيها أم العريف و ناسيه نفسك...
قلصت حدقة عينيها بتركيز ما إن سمعته يقول
أنت وضعك مش أحسن من ميرال، الهجين مش هيسيبك، بس هو شكله كده حابب يلاعبك شوية قبل ما يحبسك عنده مؤبد، عارفة يعني إيه مؤبد
يعني لا خلاص منه...

قالها وهو يضغط على زر المصعد وما إن دخل والتفت لها حتى صرخت به باستنكار من ما يحدث حولها فعقلها بدأ لا يستوعب كل هذه المؤامرات
- هو انتم مفكرين إن بنات الناس لعبة بإيديكم
- لا مش مفكرين، ااااحنا متأكدين، تشاووو
قال الأخيرة باستفزاز وهو يرفع لها كفه يودعها وما إن انغلق باب المصعد وبدأ بالنزول حتى تأفأف وهو يفتح زر قميصه العلوي ثم قال.

- ياستار، إيه البـ.ـنت دي، دي ميرال ملاك بجناحات عنها، ربنا يكون بعونك ياشاهين دي قادرة
أما عند سيلين ذهبت نحو غرفة أختها تقول بانفعال
ممزوج بقهر ما إن دخلت: أنا مش عارفة أنتي حبيتي الكائن ده ازاي، غشك وخدعك ازاي. بس استغرب ليه وهو أصلا شيطان بزي إنسان...

داليا بعتاب: سيلين! صوتك مايعلاش احنا مش في البيت وبعدين سيبي أختك تعبانة مالك هبيتي في وشنا كدة ليه مرة وحدة، أنا ألاقيها منك ولا من أبوكي اللي ناوي على مـ.ـو.تي ده
- يعني أسيبها تغرق بالوحل قصاد عيني وأسكت
قالتها ثم نظرت الى الأخرى وذهبت لتجلس أمامها وهي تكمل بهدوء لعلها تفهم عليها.

ميرال، أختي حبيبتي، اسمعيني، اللي أنا عرفته ان شاهين وياسين عايزين يكـ.ـسروا بابا فينا فبلاش تديهم الفرصة دي بطبق من دهب، ده حتى القرض والحريق كل ده حصل هما اللي وراه
- إيه الكلام ده يا سيلين، ما إن قالتها داليا بصدmة من ما سمعت حتى اعتدلت ميرال بجلستها بعدmا كانت مستلقية وقالت بجدية ممزوجة بحدة طفيفة
- بغض النظر عن اللي بيني وبين ياسين، أحب اصححلك معلومـ.ـا.تك، القرض ده اللي بتقولي عليه.

أنه بسببهم حصل كده، لاء غلط مش بسببهم، ياسين ياما حذر بابا منه وأنا كنت شاهدة على ده وبابا أصر عليه...
ومع كده ياسين تحمل الخسارة وشاهين اللي دايما مش عاجبك هو اللي كلم البنك عشان يدونا مهلة
وبسبب معارفه الكتير وعلاقاته والمصالح اللي مابينهم وافقوا أنه يأجله الدفعة الأولى سنة كاملة
وحريق المخازن ضيع تعب الاتنين، يعني هما وبابا.

بنفس المركب، أنا اللي اشتغلت معاهم وأنا اللي شفت هما تعبوا قد ايه فيه، فما تجيش دلوقتي تنكري كل ده لمجرد شكوك وهمية
وبعدين لو جينا وفكرنا ياسين هيكـ.ـسرني ازاي،؟
حب وحبني وخطوبة وخطبني رسمي على سنة الله ورسوله، عايزة من الراجـ.ـل يعمل ايه أكتر عشان يبين حسن نيته مع اللي بيحبها غير أنه يدق بابها بالحلال
نظرت لها بحـ.ـز.ن فهي لا تملك دليل على كلامها هذا لتقول بعجز: ميرال أنا معنديش غيرك.

- حبيبتي انا مقدرة خـ.ـو.فك عليا بس أنا بحبه
- ربنا يخيب ظني وتطلعي أنتي الصح، قالتها وخرجت تمشي بممرات المستشفى لتجد نفسها تجلس بالحديقة الخاصة بها متى أتت الى هنا وكيف وصلت لا تعرف فبالها مشغول لا بل مصدوم لاااااا
بل تكاد أن تجن...
في هذه اللحظة سحبت هاتفها من جيب البنطال الخلفي وأخذت تتصل على معـ.ـذ.بها فهي تريد أن تخرج حرقة قلبها به.

في الوكر بالتحديد بالمستودع كان يرتدي بنطال جينز أسود مع فانيلا كات من نفس اللون
وما إن توجه للخروج لعمله حتى تفاجئ بها تدخل من البوابة الحديدية وأغلقته خلفها بسرعة ليجدها تقول بعدmا التصقت به كالغراء ويدها تتلمس عضلات ذراعه البـ.ـارزة
- مش هتحن بقى وترحمني
شاهين ببرود: أحن على إيه، عايزاني أحن على الزبـ.ـا.لة...

ابتعدت عنه وهي تصرخ: بقى بعد ما ربيتك وكبرت قصاد عيني وأنا بتمناك تروح لغيري أنا ممكن امـ.ـو.ت فيها، شاهين دي أخرتها تقول عليا زبـ.ـا.لة
ليقول باشمئزاز واضح وتحقير صريح: والله ده اللي أنا شايفه قصادي، وحدة عدت الخمسين وبتلاحق واحد من دور ولادها ومش بس كدة، ده غير عمايلك معايا المقرفة وأنا مراهق اللي مش ناسيها لحد دلوقتي بحجة إنك هتاخدي بالك مني، قال ربيتك. قال. تربية وسـ.ـخة، ده يسمى ايه غير قرف و زبـ.ـا.لة...

أنتي عاملة زي المداس اللي رايح واللي جاي معدي عليه
زينة بانفعال: فشررررر أنا مش أي حد يقدر يطولني والكل بيبـ.ـو.س جزمتي إلا أنت منشف ريقي عليك...
أنا عمري ما شفت جبروت كده، لا وأنت مراهق رضيت ترضخ ليا، ولا لما كبرت رضيت، مع إن مافيش وحدة بجمالي بالوكر له
صمت قليلا وهو يتأملها ثم قال
- زينة عارفة أنتي بالنسبالي إيه
اقتربت منه بسرعة وهي تتأمل به بشغف وتقول
- إيه يا حبيبي
- أنتي عاملة زي عملي الأسود.

- لاء أنا كدة أزعل منك ياسيد الرجـ.ـا.لة، قالتها بدلع مفرط ليرفع حاجبه وهو يدفعها بعيدا عنه ليرد عليه بضجر
- مـ.ـا.تتفلقي أعملك إيه يعني، وسعي كده عندي شغل، قال الأخيرة وهو يسحبها من طرف جلابيتها بإهانة من امامه ثم خرج ليتفاجئ بسلطان يقف أمامه وهو ينظر له باستغراب ولكن ما زاد الطين بلة هو عنـ.ـد.ما خرجت خلفه تلك اللعينة وهي تقول بكيد النساء ما إن رأت سلطان أمامها هي الأخرى.

- شفت ياحاج. شاهين وعمايله. بقى يرضيك آجي لحد عنده أسأل عنه ويكرشني، كبر ونسي اللي ربته
- أنتي تسألي عنه ليه و إيه اللي جابك هنا أصلا
عوجت فمها بعدm رضا وقالت: الله. الحق عليا قولت آجي أطمن على فتوتنا ليكون محتاج حاجة كده والا كده
- زينة، ع الشقة عدل وحسابي معاكي لما أرجع.

- يووووه يعني أنا دلوقتي طلعت غلطانة، لأن قلبي حنين وقلت أسأل ده جزاتي، يالا مش غريبة يعني أنا من يومي وعظمي مرمي للغرب، كانت تغمغم بهذه الكلمـ.ـا.ت بصوت عالي مسموع وهي تعود أدراجها الى شقتها
لينظر سلطان بشك الى شاهين الذي امامه وقال
- زينة كانت معاك جوة بتعمل ايه
التفت برأسه له وقال بنظرات حادة كالسيف.

- قصدك ايه، كلامك مش عاجبني، الست زينة جت تعمل الواجب مش أكتر وبعدين يعتبر هي اللي ربتني لأنها من وأنا صغير وهي اللي بتاخد بالها مني
وبعدين أنت عارف كويس إني ماليش لا بالرخص ولا بالرمرمة...
ضحك سلطان بتهكم: أومال بتعمل إيه وأنت لا بترمرم ولا متجوز ااايه عايش راهب.

- مـ.ـا.تخافش عليا من الناحية دي، قالها ثم التفت يعطي أوامره بكل جدية وتركيز ل الرجـ.ـال حوله ما إن دخلت سيارة شحن كبيرة بالقطاع ليقف كل من الهجين و يحيى يشرفون على استلام الحمل الذي وصل الآن...
بعد مرور مدة زمنية التفت شاهين الى أخيه الصغير وقال بأمر
- يحيى غير خط سير الشحن المعتاد لما تروح توزعهم...
ليقول باستفهام
- ليه ما أنا كل مرة بعتمد ع الخريطة دي.

- شامم ريحة غدر، هجان ساكت بقاله فترة وده مش من صالحنا لازم نفتح عنينا كويس
- ايوه بس مافيش وقت عشان نأمن طريق تاني
البضاعة لازم تتصرف الليلة، ودي مجازفة
- اتصرف
- أنت خـ.ـو.فك من الحكومة ولا من حبايبنا الكتير
- الاتنين
- غريبة ما كنتش اتوقع ردك ده، الهجين يخاف
- عليك خايف عليك
- مـ.ـا.تخافش أخوك ينام وهو مفتح عينيه وبعدين محدش بياخد الروح غير اللي خلقها
- ايمانك ده بيأثر فيا لاااء وعايش الدور كمان...

قالها بهزار وهو يضـ.ـر.به على عنقه من الخلف جعله يتلوى بين يديه من الو.جـ.ـع ثم سحبه له وهو يكمل بجدية بعدmا وضع يده على كتفه
والله اللي يمس شعرة منك يايحيى يبقى بايع عمره هو وعيلته كلها بس بردو الحذر واجب...
قطع حديثهم هذا ارتفاع رنين هاتفه والتي لم تكون سوا تلك المغرورة: خد بالك من الحمل وركز لغاية ما أرجع، هاااا ركز بلاش تصيع هنا والا هنا.

قالها بتحذير و انسحب من بين هذا الحشـ.ـد وما إن ابتعد عن الضجيج ودخل الى المستودع مرة أخرى حتى ضغط على الإجابة ليأتيه صوتها الراعد
- شااااهين انااااا بكرهك وبكره اليوم اللي شفتك فيه
ارتسمت ابتسامة على وجهه من جنونها هذا ليقول باستمتاع: طيب
- وبقولك إيه أنا مش عايزة أشوفك تاني
- ماوعدكيش، ما إن قالها ببروده المعتاد حتى نادته
بغـ.ـيظ- شااااهين
- نعم
- عايزة أشوفك.

- أما عجايب بصحيح من شوية تقولي مش عايزة أشوفك ودلوقتي بتطلبي العكس اااايه وحشتك اعترفي
- وحش أما يلهفك، ساعة زمن وألاقيك بالمكتب لو تأخرت هتيجي تلاقيه مدغدغ مافيهوس حتة سليمة
- ياريت والله و وقتها هطلب تعويض منك
- مش مهم هديلك الفلوس ع الجزمة
- الجزمة دي اللي هضـ.ـر.بك فيها على دmاغك، بت أنتي تعدلي أحسلك
- بت أما تبتك، لما تعدل تصرفاتك يبقى وقتها أنا أعدل لساني...

- لو المكتب انكـ.ـسرت حاجة فيه هتدفعي تمنها غالي.
- مش مهم الفلوس المهم أحرق قلبك، يلا اجري كلم الأمن عشان يمنعوني
- ومين قال إني همنعهم ومين قال إني عايز فلوس، أنا هاخد قصاد كل كـ.ـسر بوسة من شفايفك يابطة تخيلي بقا كدة معايا لما تدغدغي المكتب كله وآجي أحاسبك عليه حتة حتة مش بعيد أدخل عليكي مرتين لغاية مانقفل الحساب.

- أنت قليل الأدب، قالتها بصدmة من وقاحته ثم أغلقت الخط بوجهه لينفجر بالضحك عليها وهو يرمي نفسه على الكرسي، يااا الله كم هذه الفتاة لذيذة بتصرفاتها
دخل يحيى مع ياسين الذي وصل لتوه وهو يقول: الله الله ده شكل الهجين رايق...
- فوق ما تتصور، قالها وهو ينهض ليغير ثيابه ويذهب للقاء تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة
ياسين بتساؤل- رايح فين؟
- عندي شغل
- والشغل ده عبـ.ـارة عن بـ.ـنت سعد
- بالضبط كده.

ليقول ياسين بتلقائية: أنا مش عارف أنت طايقها ازاي دي.
هي صحيح حلوة بغباء بس لسانها ااايه مبرد وقوية ومابتخافش اااااء
قطع كلامه وأخذ يتأوه ما إن عالجه شاهين بلكمة على فكه ليجعله طريح الأرض وهو يصـ.ـر.خ به بغيرة
- عرفت إن لسانها مبرد منيييين
نطق ياسين بغباء- ما أنا كنت معاها
- وبتقولها في وشي، قالها وهو يسحبه من سترته لينهض أمامه وقبل ان يبرر الآخر تلقى ضـ.ـر.بة على أنفه جعلته يرى الذي أمامه اثنين وثلاثة.

- الله يخرب بيتك هتبوظلي وشي، افهم يا أخي...
- أفهم ايه جاي تقولي، حلوة وقوية وكلمتها وكلمتني وكنت معاها ده أنت لو عايزني أدفنك بإيدي مش هتعمل كده
ياسين بتوضيح سريع قبل أن ينضـ.ـر.ب مرة أخرى: افهم، هي جت وتخانقت معايا عشان أسيب ميرال، بس على مين والله ما أنا سايب أختها لو على مـ.ـو.تي...
نفضه بفظاظة من بين يديه ثم تركهم وخرج وهو يغلي من الغضب فغيرته قـ.ـا.تلة لا وصف لها، كالإعصار المـ.ـجـ.ـنو.ن لا يترك خلفه سوا الحطام.

أخذ ياسين يتحسس وجهه بألم ثم نظر الى يحيى بانزعاج وقال: وأنت واقف تتفرج يا غـ.ـبـ.ـي ما كنت تجي تسحبه عني
حرك يحيى يده بلامبالاة وهو يقول: وأنا مالي أنت اللي جبته لنفسك و وقعت بلسانك قصاده أنا آجي انضـ.ـر.ب معاك ليه، دي إيده طرشة ما تعرفش لا صاحب ولا صديق
ده لما هزر معايا وضـ.ـر.بني قفا قطع الكهربا عندي
عايزني دلوقتي آجي أقف جنبه وهو عصبي، ليه مستغني عن نفسي
- تصدق صح إيده طرشة ده أنا مش حاسس بوشي.

قالها وهو ينهض ولكن سرعان ما نظر الى أخيه الذي قال بتساؤل
- ياسين أنت حبيتها ل ميرال
صمت بتفكير واخذ ينزع ثيابه ليبقى فقط بالبنطال ورمى نفسه على السرير الحديدي الموجود على طرف المستودع ثم قال وهو ينظر للسقف العالي
- لاء بكرهها بس بنفس الوقت عايزها
نظر له يحيى باستفهام: مش فاهم تيجي ازاي دي
أخذ يحرك نفسه بتعب وهو يقول بحالمية.

- هو أنت مش سامع القيصر بيقول ايه، أكرهها وأشتهي وصلها وإنني أحب كرهي لها، ده بقى بينطبق عليا بالحرف...
- ده أنت شكلك واخد الحكاية لعب
- وده من بختهم لو أنا أخدتها جد هولع فيهم بجاز وسـ.ـخ وأولهم انت لو مانكرشت من قدامي، بقالك ساعة بتلت زي الست المطلقة اللي ماورهاش حاجة
غير اللوك لوك، غور عايز أنام مطبق بقالي يومين
واقفل الباب وراك
- لا خلاص طالع، سلام، قالها وخرج ليكمل استلام البضاعة.

علي الجهة الأخرى. كانت تأخذ أرضية المكتب ذهابا وأيابا تقسم بأن دmائها تغلي بشرايينها من فرط العصبية التي وصلت لها، التفتت بشراسة نحو الباب الذي فتح وما إن وجدته أمامها حتى حملت تحفة صغيرة ولكنها ثقيلة وضـ.ـر.بته بها ولكنه تفاداها بأعجوبة لينظر لها بصدmة وهو يقول
- ايه الجنان ده
ولكنها لن تكون سيلين إن توقفت فهي ما إن دخل حتى أخذت ترمي عليه كل مـ.ـا.تصل يدها إليه...

تفادى الضـ.ـر.بة مرة ومرتين ولكن هيهات فهي صاحبة اليد اليسرى تضـ.ـر.ب ولا تبالي، ذهب عندها بلمح البصرح وقيدها بذراعيه وهو يقول بعصبية وصوت عالي نسبيا
- مـ.ـا.تتهدي بقى
- شيل إيدك عني، أنت قافش فيا كده ليه سبني.

- هشششششش اهدي بس الأول وأنا أسيبك، ما إن قالها بهدوء حتى صمتت واخذت تنهج وهي تنظر له بحدة وكلما أرادت أن تقاومه لتتخلص من قيوده حتى همس لها بكلمـ.ـا.ت خافتة ولكن ما إن ألصق رأسها على صدره رغما عنها حتى بدأت تهدأ بالتدريج بشكل تلقائي عنـ.ـد.ما اخترق أذنها صوت دقات قلبه السريع
وكأن بداخله حرب وهذه طبولها...

أغمضت عينيها على هذه النغمة لتدفن نفسها دون وعي منها داخل أحضانه أكثر مماجعله يشـ.ـدد من احتوائها هو الآخر وأخذ يلمس على شعرها بحنان
لا يعرف من أين أتى به
صمت رهيب عم المكان حتى أنفاسهم بالكاد تسمع
لا يوجد الآن بينهم سوا لغة الجسد، ثواني أم دقائق مرت عليهم لا نعرف ولكن لم يدوم طويلا ما إن وجدها تبعده عنه بحركة عنيفة بعض الشئ دلالة على انزعاجها منه ثم قالت
- ابعد عن بابا
رفع سبابته لها وقال.

- مش هيحصل إلا لو بقيتي ملكي
- ابعد أخوك عن ميرال
- الاثنين بيحبوا بعض أنا مالي
- أخوك عايز يأذيها
- يبقى ده نصيبها، ما إن قالها حتى اقتربت منه وسألته: كنت متعمد صح
- وضحي أكتر
- كنت متعمد إنك تخليني أعرف حقيقتك صح عشان تحرق قلبي على عيلتي...
- ويتحرق ليه روحي حذريهم...
لتقول سيلين بغصة قهر: مش بيصدقوني
- يبقى غباء منهم ويستاهلوا اللي يجرالهم
- وليه ما نقول إن هما عقلهم مش مستوعب وساختكم أنت و أخوك.

- ممكن كل شئ جايز
- نفسي أعرف كل الحقد ده ليه
- لما نتجوز بعد عشر تيام هت عـ.ـر.في
سيلين باستهزاء: أنت بتقول ايه، جواز ايه، ده عمره ماهيحصل
- جهزي نفسك مع أختك ياعروسة اللي فهمته إن كتب كتابهم بعد أسبوع وأنا بعدهم بيومين هاخدك عندي، أو بمعنى أصح أنتي اللي هتجيني
دق قلبها بخـ.ـو.ف نعم بخـ.ـو.ف فهي وجدته يتكلم بثقة كبيرة، متأكد بأنها ستذهب له ولكن كيف سيحدث؟ عند هذه النقطة نطق لسانها بما يجوب بعقلها: ناوي تعمل ايه.

- ناوي أتجوزك وتبقي من حقي أنا وبس، ملكي...
بأسمي، أنام بحـ.ـضـ.ـنك وأصحى على ريحتك اخبيكي من الكل محدش يقدر يشوفك غيري...
سيلين بتكبر: أنت مش محتاج جواز أنت محتاج دكتور نفسي بس تصدق بالله أنا مش مستغربه، ده العادي بتاعي مافيش حد شافني قدر ينساني، بس أنت طلعت واقع ع الاخر
- لاء ما هو أنا هعمل كل ده مش حبا فيك، بس عشان أكـ.ـسر غرورك
- امممممم مبرر مش بطال بس بردو مش هتطولني.

ومش هتجوزك، وبعدين أنت مش ملاحظ إن حوارتنا بدأت تتكرر في كل مرة نتقابل فيها
- لاء ازاي لاحظت أكيد فعشان كده نويت أغير واتجوزك فعلا
- أنت الكلام معاك مالوش فايدة، اسمعني يا هجين
مش أنت الهجين بردو...
حاوطها بيده واحتدت نظراته بشـ.ـدة ليعتصر خصرها بقسوة جعلتها تصمت وتكز على أسنانها بألم حاولت أن تداريه ولكنها فشلت ما إن ظهر بتعابيرها لتجده يقول بطريقة أول مرة تراه بها
- مانصحكيش تشوفي الهجين خلينا ب شاهين.

اللي محدش شافه كده غيرك حتى أنا ماكنتش أعرف أنه موجود من قبل ما شوفك
- ااااه أنت بتو.جـ.ـعني
- هو أنا لسه عملت حاجة
- اااااااه
- سلامتك، قالها بخبث وهو يحرر خصرها لتلتفت بسرعة وهي تنوي الخروج ولكنه سحبها من عضدها الى صدره وهو ينظر حوله ويقول
- رايحة فين لسه ماحسبتكيش على كل التكسير ده.

ختم كلامه وهو يمسك وجهها بين يده ليقبل ثغرها المستفز لرجولته ولكن أخفى ابتسامته بأعجوبة ما إن وجدها تضع كفيها بسرعة على فمها وهي تحرك رأسها بنفي ترفض اقترابه منها
أطلق سرحها وهو يقول: مش مشكلة الحساب يجمع
بس ده مش هيمنع إني آخذ تصبيرة.

تجمدت أمامه ما إن وجدت نفسها بين أحضانه وأنيابه الحادة انغرزت بعنقها بقوة كامصاصي الدmاء مما جعلتها تصرخ بو.جـ.ـع لتتحول عضته هذه بالتدريج الى قبلة عميقة بنفس المكان وكأنه يريد الاعتذر منها عن قسوة ما سبقها ليترك أثر بروحها قبل عنقها
ابتعد عنها بصعوبة وأخذ ينظر لها ليجد وجهها محمر من هول الموقف الذي مرت به وهي بالكاد تقف بطولها أمامه. أخذ يضـ.ـر.ب وجنتها بخفة وهو يقول.

- لاااا فوقي وأنتي حلوة كده لحسن افترسك
. سيلين، سيليناااا
- هاااا
- هااا ايه صباح الخير، يلا يا ماما ع البيت
أومأت له برأسها وهي شاردة ذهبت نحو الباب لتخرج ولكن انحنت بسرعة وحملت الساعة الرملية الملقاة على الأرض والتفتت له وضـ.ـر.بته بها على منطقة تحت الحزام بكل غل ثم فرت الى الخارج مسرعة وكأن هناك من يريد افتراسها غير آبهة بصوته العالي الذي يتوعد لها.

بعد نصف ساعة وصلت الى منزلها ودخلت من بوابة الفيلا متوجهة الى الداخل ولكن قبل أن تصل للباب الداخلي وجدت والدها خلفها يقول
- كنت فين؟
عادت له بخطوات مترددة وهي تقول
- بمشوار
سعد باستفسار- مشوار ايه ده
سيلين بتهرب: بابا هو في حاجة
ليرد عليها بانزعاج- طبعا في، لما تطلعي من المستشفى من غير ما تقولي لحد، يبقى في والا لاء
سيلين باعتذار: أنا آسفة مش قصدي أشغل بالك بس والله نسيت استأذن.

- ماقولتليش مشوار ايه ده بقى المهم اللي خلاكي تنسي حتى أهلك
- بابا مش عايزة أرد، ما إن قالتها وهي تنظر الى الأرض كالطفل المشاغب حتى اقترب منها وقال بترقب- ليه
- لأني لو رديت هكدب وأنا مش عايزة اكدب على حضرتك...
- طالما مش قادرة تقولي اللي بتعمليه يبقى غلط
نظرت له والدmـ.ـو.ع تلمع بمقلتيها- مش بتثق فيا؟
- ماهي دي المشكلة أنا مش عايز الثقة دي تنكـ.ـسر.

أنا مش حمل ضـ.ـر.بتين ورا بعض كفاية اوي عليا ميرال اللي كـ.ـسرت ظهري مش هقدر أخسرك أنتي كمان، سيلين أنت نفس أبوكي اللي بيطلع وينزل ده
أبوس إيدك بلاش تو.جـ.ـعيني عليك، عايز اخبيكي من كل الناس
عند كلامه هذا ضحكت برقة وهي تقول بعفوية
- أنت كمان عايز تخبيني زيه هو حد قالكم إني عصفورة عشان تخلوني بقفص، ألاقيها منك ولا منه
ماكنتش أعرف إني مجنناكم بالشكل ده.

تلاشت ضحكتها ما إن رأت والدها يقترب منها أكثر وهو يقول بصدmة: أنت كمان؟ ليه هو في حد قبلي قالك كده...
- لاء، ما إن قالتها حتى قرأ الكذب بعنيها ليمد يده لها وهو يقول بأمر مخيف: هاتي موبايلك
نظرت له بتوسل وهي تقول: بابا
- مش هعيد، ما إن قالها بطريقة لا نقاش بها حتى وضعت هاتفها بيده ليغلقه امامها ويضعه بجيبه ثم أكمل، ودلوقتي على أوضتك ومافيش خروج بعد كده.

كلمـ.ـا.ته كانت بالنسبة لها كالصاعقة لتنزل دmـ.ـو.عها على وجنتيها بحرقة ثم تركته وركضت نحو الداخل وهي تبكي من كل قلبها، تنهد وهو ينظر الى اثرها وهو يقول
- أظلمك أنا أحسن ما أنتي تظلمي نفسك
في الأعلى بالتحديد غرفة ميرال
- شفتي بابا زعلان مني ازاي، مـ.ـا.تحمدليش ع السلامة ولا بص بوشي من ساعة ما صحيت.

داليا بعتاب: ماهو أنتي اللي عملتيه مش قليل برضوا بذمتك أنا ربيتك كده، فين الاحترام لما تعملي كل ده قصاد باباكي عشان يتجبر يوافق
ميرال بحيرة حقيقية: والله أنا معرفش عملت كده ازاي. كنت زعلانه ومقهورة وفجأة حسيت إن دmاغي بقت نصين وقلبي هيتفجر من كتير الدق والله أنا شفت المـ.ـو.ت بعينيا وما متش ومحدش حس فيا الكل فكر إني بدلع، والله أنا لسه قلبي بيوجـ.ـعني وجـ.ـسمي كله حتى شوفي.

قالتها تكشف عن ساقيها وذراعيها لتتفاجئ داليا بأن هناك كدmـ.ـا.ت زرقاء منتشر مائلة للون البنفسجي
ضـ.ـر.بت داليا صدرها برعـ.ـب: يااالهوي ده سببه ايه
- سألت الدكتورة قالت ده من تجلط الدm بالأطراف
و الحمدلله إنها ظهرت هنا وما جتش بالقلب
- و ايه السبب الرئيسي لده كله
- قالت انهيار عصبي و ارتفاع بالضغط بشكل كبير
هو اللي عمل ده كله مع إن كل التحاليل سليمة يبقى ده كل بسبب نفسي مش عضوي.

- الف سلامة عليكي ياقلب أمك، نامي وارتاحي
- وبابا
- أنا هكلمه مـ.ـا.تشغليش بالك وبعدين هو زعلان لأنه بيغير عليكي ياستي مش مستحمل يشوف إنك تحتبي حد أكتر منه
- مستحيل حد يوصل لمكانته في قلبي
- ربنا يهدي النفوس، يا لا يا قلبي نامي وارتاحي وما تفكريش غير بكتب كتاب اللي بعد اسبوع لازم تبقي كويسة عشان تلحقي تجهزي نفسك ياعروسة
- ربنا يخليكي ليا يا أحلى أم بالدنيا
- ويخليكم ليا ياحبايبي.

بعد مرور ست أيام، مرت بهدوء وسكون لا جديد فيها سوا أن ميرال تحسنت حالتها وبدأت تجهز لخطوبتها، تقضي الليل كله على الهاتف مع محبوبها الذي اغرقها بكلامه المعسول وحبه المغشوش ليجعلها أسعد فتاة بالعالم إلا أن سعادتها هذه لم تكتمل فوالدها حتى الآن لا يكلمها حاولت أكثر من مرة أن تعتذر منه إلا أنه كان يغلق الباب بوجهها يرفض سماعها وهذا غير انطواء سيلين بغرفتها طوال الوقت...

أما شاهين مرت عليه تلك الايام وهو عبـ.ـارة عن نيزك ناري سينفجر بوجه كل من يقف أمامه، اختفت سيلينا خاصته من آخر لقاء بينهم، لا يستطيع الوصول لها عبر الهاتف فهو مغلق طوال الوقت.

ذهب أكثر من مرة الى منزلهم بحجة العمل ليراها ولكن لم يصادفها وهذا ما جعله يجن بشكل رسمي وأصبح جميع من في الوكر في انذار فهو حقا كان كالغول المتوحش، لا يرحم من يخطئ، ولكن ما جعله يصبر قليلا هو بأنها بالتاكيد ستظهر بحفلة خطوبة أختها، وهناك سيلقنها درسا على اختفائها هذا الغير مبرر لقلبه.

أما عند غالية كانت تعيش بملل فظيع تكاد أن تصاب بداء التوحد فهي طول اليوم لوحدها لا يوجد وسائل للتسلية هنا ولكنها محبوسة بشقة راقية من الطراز الرفيع، ابتسمت بسخرية، ماذا تفعل بكل هذا الرقي وهي محبوسة لاشئ يضاهي حريتها...
حتى يحيى أصبح نادرا ما يتواجد معها أغلب الوقت في الخارج وإن عاد يكون شارد الذهن، لا تعرف بأن ضميره يؤنبه عليها.

تأفأفت بضجر وما إن همت بالنهوض لتحرك ساقيها المتشنجة من كثرة الجلوس حتى وجدت باب الشقة الرئيسي يفتح ليليه دخول معـ.ـذ.بها الوسيم
لحظة! هل هي بدأت تراه وسيم أم ماذا...
حمحمت حنجرتها و وقفت ما إن اقترب منها وأخذ يتمعن بها بنظرات حزينة لا تعرف ما سببها حتى...
كاد ان يتكلم إلا أنه غير رأيه وتركها ودخل الى الحمام دون أن يلقي السلام عليها.

غاب مايقارب العشر دقائق وخرج وهو لا يغطي جسده سوا منشفة حول خصره، اختفى داخل الغرفة لثواني معدودة ثم خرج وهو يرتدي بنطال منزلي فقط...
كانت تجلس بهدوء تراقب كل حركة صادرة منه ولكن ما جعلها ترفع حاجبيه باستغراب هو عنـ.ـد.ما وجدته يستلقي على نفس الأريكة التي تجلس عليها ليستقر رأسه على وسط فخذها ولكن كانت الطامة الكبرى عنـ.ـد.ما نام على جانبه الأيسر وهو يحاوط خصرها بقوة ليدفن وجهه ببطنها وهو يقول.

- اعمليلي مساج عندي صداع هيفرتك دmاغي
- طبعا هتصدع وأنت صـ.ـا.يع ليل ونهار
- وليه ما تقوليش صداع من كتر تفكيري فيكي
ما إن قالها بحب حتى أبعدت نظراتها عنه بتـ.ـو.تر وقالت
- أين كان السبب تستاهل ويالااا هوينا أنا مش فاتحة جمعية خيرية عشان كل لما تحتاج شوية حب وحنان تجيني
رفع رأسه قليلا ليصبح وجهه مقابل وجهها وهو يقول بمشاكسة- هو أنا عندي غيرك عشان أروحله
يا غلا الروح أنتي.

- والله اللي أنا شايفة إن حبايبك كتير، قالتها بتقزز منه وهي تنظر الى أثر بنفسجي خفيف مطبوع تحت اذنه
دعك يحيى رأسه وهو يكرمش وجهه بتلاعب ويقول: ااايه ده، أنتي طلعتي شقية وانا معرفش
- لا والنبي، أوعى كده جاتك القرف، قالتها وهي تريد أن تنهض ولكنه منعها وهو يقول بغطرسته المعتادة
- هو أنا لو حلفتلك ع الماية تجمد ان البوسة دي كانت بريئة مش هتصدقيني صح
- يحيى!
- ياقلبه
- جاتك ضـ.ـر.بة بقلبك اللي عامل زي المكروباص.

ابتسم بغرور ممزوج بتكبر وكأنه يمن عليها بحبه هذا
- بس المكروباص ده مافيهوش غير كرسي واحد وأنتي اللي قاعدة عليه والتانين واقفين شفتي إنك مميزة عندي ازاي
- اوووعى كده، قالتها بغـ.ـيظ وهي تدفعه عنها ليسقط على الأرض وهو يضحك عليها بقوة كاد أن يلحق بها ليراضيها بكل ممنونية فهو يعشق غضبها هذا
ولكن اتصال حودة منعه من ذلك ولكن ما جعل الأرض تدور به هو عنـ.ـد.ما سمعه يقول بتنهيدة.

- يحيى باشا، البقية بحياتك أم الست غالية
تعيش أنت...
رفع رأسه وسحب نفس قوي وأخذ ينظر بحـ.ـز.ن الى الباب الذي اختفت خلفه معشوقته وهو يقول
- امتى ده حصل
- من ربع ساعة بس هات بـ.ـنتها عشان تغسلها وتودعها
بلاش تبقا أنت والزمن عليها يا باشا بس اوعى تقولها
دلوقتي لحسن تتجنن عليك سبها لما تجي المستشفى أحسن
- كده أحسن برضوا، مسافة السكة وهنكون عندكم.

انهى المكالمة وذهب وطرق عليها الباب ولكنها لم تفتح، سند مقدmة رأسه ع الباب وهو مايزال يطرقه باستمرار ولكنها عنيدة ولم تفتح، ابتلع غصته وقال باختناق من ضميره الذي أخذ يأكل فؤاده دون رحمة
- غالية افتحي في حاجة مهمة عايزك فيها
اما غالية ما إن نطق اسمها بالشكل الصحيح حتى ذهبت وفتحت الباب لتنظر له باستغراب مابه لما عينيه عبـ.ـارة عن جمرة من شـ.ـدة الاحمرار ولكن ما زاد ذهولها هو عنـ.ـد.ما قال بجدية
- غيري هدومك.

- ايه المناسبة
- أنا تعبان وعايز أروح أكشف واعمل تحاليل بالمستشفى وعايزك معايا
- ليه صغير وخايف تتوه!
- غالية، قالها وهو يتنفس بعمق وكأن هناك هموم بوزن الجبال على أكتافه...
التزمت بالصمت أمام حالته هذه وذهبت تغير ثيابها دون أن تجادل فحالته هذه غريبة أول مرة تراه فيها بهذا الشكل
بعد أقل من عشر دقائق من الزمن كانت تجلس الى جواره بداخل السيارة وصوت احتكاك الاطار مع الاسفل عالي من شـ.ـدة سرعته...

ربطت حزام الأمان من خـ.ـو.فها وهي تقول
- بالراحة شوية
لم يصغي لها وكأنه لم يسمعها أساسا وقبل أن تنطق مرة أخرى ثعثرت سيارته بإحدى المطبات جعلت رأسها ينضـ.ـر.ب بزجاج النافذة بقوة مما جعلها تصرخ بخـ.ـو.ف أكبر وهي تقول بانفعال...
- يحيى هتمـ.ـو.تنا، حااااااااسب عااااااااا.

صرخت برعـ.ـب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدmا وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس.
- يحيى هتمـ.ـو.تنا، حااااااااسب عااااااااا
صرخت برعـ.ـب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدmا وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس.

ليدير الدركسيون بسرعة ليتلافى الارتطام بكليهما ولكن هذا ما جعل سيارته تخرج من الطريق الرئيسي لينزل الى الترابي بعدmا اصطدm بعمود الإنارة ليتهشم عليهما الزجاج الأمامي وهي تنقلب بهم السيارة أكثر من مرة لتستقر بالآخر بشكلها الطبيعي بقدرة قادر...

صمت غريب عم عليهم بالمكان، كل شئ حدث بسرعة رهيبة لدرجة عقلها أستغرق عدة ثواني ليستوعب ما حدث ولكن لفت انتباهها تأوه يحيى القوي وهو يضغط على شفتيه بو.جـ.ـع حاول ان يداريه عنها ولكن صوت أنفاسه العالية كانت أكبر دليل بأنه يكبت أوجاعه المفرطة فقد انضـ.ـر.ب رأسه وذراعه بالباب و لكن تجاهل هذا كله والتفت بلهفة لتلك التي تجلس الى جواره وهو يقول بخـ.ـو.ف محب
- غلا أنتي كويسة.

ابتلعت لعابها بذهول ونظرت له دون ان ترد عليه وكأنها تريد أن يؤكد لها بأنها مازالت حية ونجت من هذا المـ.ـو.ت المحتم...
رفع يحيى يده السليمة وأخذ يتحسس وجنتها المجروحة وهو يقول بتـ.ـو.تر
- غلااا ردي عليا أنتي كويسة في حاجة و.جـ.ـعاكي
أخذت تتنفس بانفعال ثم ضـ.ـر.بت يده لتبعد لمساته المزعجة عنها وهي تنفجر به بعصبية
- أنت امتى هتبطل تهورك ده كنت همـ.ـو.ت على إيدك.

قوللي امتى هتعقل أنا خلاص تعبت منك، رجعني ع الشقة أنا مش عايزة أروح معاك في أي حتة
سحب نفس قوي ثم نزل من السيارة والتف حولها وفتح الباب لها وانحنى ليفك عنها حزام الأمان ثم أمسك يدها وسحبها معه نحو الشارع العام مرة أخرى يريد سيارة الأجرة ولكن هيهات فهو الآن على الخط السريع اين يجد مطلبه هذا
رفع هاتفه بتـ.ـو.تر وأخذ يجري اتصال ليقول باستعجال بعدها بتعب ما إن فتح الخط: حودة تعالى ع المكان اللي هقولك عليه.

- ليه في إيه ياباشا أنت فين؟
- أنا على طريق الصحراوي عملت حادثة بالعربية
- ربع ساعة وهكون عندك، قالها حودة وهو يخرج من المستشفى بسرعة أما يحيى ما إن أنهى المكالمة حتى ذهب نحو سيارته مرة أخرى ليغمض عينيه وهو يجلس بو.جـ.ـع على الأرض ليسند ظهره على إطارها
شعر بلمسة يدها الصغيرة وهي تنفرد على صدره ليليه صوتها الهامس الذي عصف بمشاعره: يحيى!
فتح عينيه بشبه ابتسامة وهو يقول
- يا قلبه أنتي.

غالية بقلق- قوللي إيه اللي بيوجـ.ـعك
نظر الى عينيها التي بالكاد يراها من الظلام وهو يقول: بتخافي عليا
ذمت شفتيها وهي تكرر نداء اسمه بحدة وكأنها تؤنبه: يحيى!
- ياجمال اسمي منك، قالها وهو يميل برأسه على الجهة اليمنى لتشهق برعـ.ـب ما إن عكست إنارة الشارع
علي عنقه لتراه غارق بالدmاء
أخذت تستكشف جسده لتجد مصدره جـ.ـر.ح عميق بجانب رأسه وهي تقول برعـ.ـب
- ااايه كل الدm ده، قولي مالك بس.

- ماليش حاجة ده جـ.ـر.ح بسيط، ما إن قالها وهو يمسك يدها بقوة حتى أخذ يبتسم بسعادة على تصرفاتها هذه وهو يقول
- اللي يشوفك كده يقول بتحبيني
التزمت بالصمت ولم ترد ليكرر سؤاله ولكن بصيغة مباشرة: بتحبيني
- والنبي أنت فايق ورايق هو ده وقته، قالتها بانزعاج مصطنع لتتهرب من همساته المغرية هذه ولكن الذي أمامها مراوغ مكار ويرفض ردها هذا كجواب لسؤاله
- قوليها وريحيني قبل ما أمـ.ـو.ت وتبقى بنفسي يرضيكي كده.

نظرت له من طرف عينيها وهي تقول بستنكار
- تمـ.ـو.ت ايه! مش لدرجاتي يعني. أنت بتدلع
سحب شهيق بصوت عالي ثم قال بعدmا كرمش وجهه بألم: وماله لما أدلع عليكي مش مراتي حبيبتي، هاتي بوسة بقا عشان يسكن و.جـ.ـعي ده شوية ياعلاجي أنتي
- بوسة! لا طالما قليت أدبك يبقى أنت تمام أوعى كدة، قالتها وهي تدفعه عنها وتنهض ليتأوة بصوت عالي لتعود أدراجها أمامه بسرعة وأخذت تقبل وجنته بطريقة عفوية وهي تقول بلهفة.

- أهو أهو بوستك خلاص متتو.جـ.ـعش...
- خلاص مـ.ـا.تزعليش أوي كده عليا، تعالي أما أصالحك، قالها وهو يضع يده خلف عنقها ليقربها منه و يلصق أنفه بوجنتها ويقبلها باشتياق ولكن قبل أن تدفعه أو تبدي أي رد فعل وجدو ثلاث سيارات سوداء إثنان منهما ذو دفع رباعي تنزل على الطريق الترابي متوجهة نحوهم وهذا ما جعل يحيى ينهض ويسحبها خلفه بسرعة وما كان منها سوا أن تتمسك بقميصه بكلتا يديها وكأنها تطالبه بحمايتها.

أما يحيى ما إن توضحت له الرؤية حتى زفر أنفاسه براحة عنـ.ـد.ما وجد شاهين وياسين ينزلون منها وخلفهم حودة الذي اقترب بسرعة ليطمئن عليه لينظر له يحيى بعتاب
- بتبصله كده ليه مش عايزنا نعرف ولا إيه، ما إن قالها شاهين وهو يقترب منه حتى اتبعه ياسين الذي أخذ يمرر نظره على حالته هذه التي يرثى لها ليقول بشك غاضب
- الحادث ده حصل ازاي؟

تدخل شاهين بجمود: مش وقته دلوقتي يلا بينا من هنا ونبقى نشوف إيه الحكاية، هتقدر تسوق
- لاء تعبان، قالها وهو ينظر الى ذراعة اليسرى
ليعلم الآخر بأنه مصاب ولكنه لا يريد أن يقول أمام زوجته التي لا يظهر منها سوا عينيها التي تلمع كالقطط وهي تنظر لهم بخـ.ـو.ف من خلف ظهره
- خدهم ياحودة ع المستشفى وابقى طمني...
حودة بتنفيذ: اعتبره حصل ياهجين...

أخذ يحيى زوجته نحو السيارة وفتح الباب لها وما إن صعدت حتى أغلقه وعاد لهم مرة ثانية وهو يقول
- شاهين بلاش تتهور
ليرد عليه ببرود غريب
- التهور ده اختصاصك، قولي دراعك مالها
نظر يحيى الى يده بحيرة ثم قال
- معرفش يمكن انكـ.ـسر
- تستاهل، ماهو قالك خد بالك اليومين دول، ما إن قالها ياسين بانزعاج لعدm استماعه له حتى رد عليه وهو يقول بتوضيح
- أيوه بس ماكنتش متوقع إنهم يقطعوا فرامل عربيتي.

ياسين باستفزاز: وماله وشك مخـ.ـطـ.ـوف كده ليه، أوعى تقولي خفت
يحيى بصدق: أيوه خفت، بس خفت عليها هي.
أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنها طلعت منها سليمة
- بس أنت متدغدغ
- فداها
- طب يا عم روميو روح عالج نفسك ومـ.ـا.تنساش بكرة كتب كتابي هتيجي يعني هتيجي مش عايز أعذار
- ربنا يسهل، قالها وهو ينظر الى الهجين الملتزم بالصمت الرهيب الذي بالتأكيد سيخلف بعده كوارث.

تركهم وعاد بأدراجه نحوها وما إن صعد وانطلق بهم حودة إلى هدفهم حتى احتضن غاليته تحت ذراعه وقبل جهتها وهو لا يصدق حتى الآن بأنهم نجو من كل ما حدث معهم
بعد مدة زمنية دخلوا إلى المستشفى وصعدو الى الطابق الثالث وما إن خرجوا من المصعد حتى أخذ يشـ.ـدد من مسك يدها بتـ.ـو.تر واضح وهو لا يعرف كيف سيوصل لها خبر وفاة والدتها...
نظرت له باستغراب وهي تقول: مالك
مرر لسانه على شفتيه الجافة وهو يقول بصعوبة: غلا مامتك.

تحفزت كل خلايا جسدها وهي تقول بترقب
- مالها؟!
- لا ملهاش هي بقت كويسة الحمدلله وفاقت وعال العال والباشا جابك هنا عشان هي عايزة تشوفك
. قالها حودة وهو يقترب منهم لينظر له يحيى كالمصعوق من ماسمع منه
- فاقت! هي ماما كانت عيانة، قالتها باستفهام له ثم نظرت الى زوجها المبجل لتنفض يدها منه بغضب وهي تكمل، يعني أنت كنت عارف أنها عيانة وماقولتليش ولو ماكنتش هي طلبت ماكنتش جبتني
مع الأسف من يوم يومك أناني.

حاولت أن يمسك يدها مرة أخرى إلا أنها رفضت لينظر لها بتوسل: غلا.!
تجاهلت نظراته ونبرته هذه والتفتت الى حودة وقالت: ألاقي مامتي فين؟
- هتلاقيها بأوضة خاصة رقمها 36
تركتهم وذهبت مسرعة لا بل كانت شبه راكضة نحو جنتها التي تقسم بأنه لا يوجد شيء في الدنيا يعوضها عنها
أما يحيى ما إن اختفت حتى سحب حودة من تلابيب ثيابه بيده السليمة وهو يقول بعدm تصديق
- بقا تضحك عليا وتقولي مـ.ـا.تت وهي عايشة.

نظر الى الأرض وقال: حبيت أحميك من نفسك ياباشا، لو كان حصلها حاجة، عمرها ما كانت هتسامحك
- وأنت مالك بتتحشر باللي مالكش فيه ليه، غور من وشي، قالها بغضب وهو يدفعه عنه ولكن الآخر لم يصغي له وقال وكأن شيئا لم يحدث
- تعالى ياباشا نفحص ذراعك ونشوف مالها وصدقني
اللي عملته ده عشانك مش عشانها...
تأفأف و أومأ له وذهب نحو غرفة الكشف في الطابق الأرضي وهو شارد بتفكيره في ما سيحدث بعد ذلك.

وصلت غالية الى هدفها لتجد امام الغرفة خالها و زوجته تحية التي ما إن وجدتها أمامها حتى لوت شفتيها وقالت
- ما لسه بدري كنتي غيبي شهرين كمان
لم ترد عليها أو حتى تلقي السلام تخطتهم وكأنهم نكرة لا بل هم بالفعل نكرة بالنسبة لها، فتحت الباب لتدخل مباشرة لوالدتها.

توقف الزمان بها ما إن وجدت أحب الناس لها مستلقية على السرير محاوطة بالأجهزة اللعينة هذه، اقتربت منها تنظر لها بشوق لتجد والدتها تفتح عينيها قليلا وهي ترفع يدها نحوها وتقول بصوت ضعيف بالكاد وصلها: غالية أنتي جيتي
انحنت بسرعة نحوها وقبلت يدها ورأسها ثم احتضنتها وأخذت تستنشق رائحتها بقوة وهي تقول ببكاء مرير وكأن دmـ.ـو.عها هذه تريد أن تشكي لها بكل ما مرت به.

- أيوه جيت يااااااعمر غالية. وراحتها اللي راحت منها بغيابك عنها
ختمت كلمـ.ـا.ته هذه وهي تدفن وجهها بأنحاء صدرها الدافي ليزداد صوت أنينها ما إن شعرت بحنانها وما كان من والدتها سوا أن تحاوطها بضعف، لتقول غالية بعتاب وهي تدفن نفسها أكثر فيها
- ليه جوزتيني بدري ليه والله أنا لسه صغيرة ومالحقتش أشبع من حـ.ـضـ.ـنك والله. انا مش قد إني أواجه الحياة دي لوحدي، تعبت ببعدك عني.

- حكم القوي ع الضعيف ياضنايا و الله غيابك عني كان على عيني
ارتفع صوت أنينها المعـ.ـذ.ب بشكل كبير وهي تشـ.ـدد من احتضانها هذا غير شهقاتها المتفاوتة التي شقت صدرها. رفعت الأم كفها و أخذت تمرر يدها على رأس فلذة كبدها وهي تتلو عليها آيات من كتاب الله لتهدأ بالتدريج لتقول بعدها بتساؤل
- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي كويسة.

ابتعدت عنها غالية وأخذت تمسح وجهها الأحمر المغطى بالدmـ.ـو.ع الغزيرة: بفضل دعاكي الحمدلله كويسة...
- الحمدلله إني شفتك قبل ما أمـ.ـو.ت، ما إن قالتها حتى ردت عليها ابـ.ـنتها بانفعال
- بعد الشر عليك إن شاء الله يوم تحية وخليل قبل يومك يا قادر يا كريم
ابتسمت الأم بضعف وقالت بلسان ثقيل
- لسه لسانك طويل زي ماهو
- لاء طول حبة كمان
- من يومك شقية يا بـ.ـنت بطني
تنهدت وهي تقول- قصدك من يومك متعوبة القلب.

نظرت لها قليلا بصمت وبرغم مرضها وتعبها الواضح إلا أنها لم تستطع تأجيل سؤالها وهي تقول
- عاملة إيه مع جوزك مرتاحة
- الحمدلله
- مرتاحة يعني طمنيني
- الحمدلله يا حبيبتي مـ.ـا.تشغليش بالك أنتي مخلفة راجـ.ـل...
- راجـ.ـل ايه؟ لاء أنا مخلفة بنوته قمر ربنا عوضني بيها عن تعبي اللي شفته في عمري
- حبيبتي ارتاحي وأنا هروح أشوف الدكتور، قالتها وهي تهم بالخروج إلا أن سؤال والدتها أوقفها عنـ.ـد.ما قالت.

- جوزك فين يا غالية أنا لسه ولا مرة شفته
- يابختك، ياريتني كنت بمكانك ولا شفت طلته البهية قال ماشفتوش قال هتشوفي الأملة يعني
قالتها دون أدنى مجاملة مما جعلت والدتها ترفع حاجبيها من ردها هذا الغير متوقع ثم تركتها وخرجت لترى زوجة خالها أمامها لتذهب نحوها ومن دون اي مقدmـ.ـا.ت سحبتها من شعرها الظاهر من تحت طرحتها بقوة وهي تقول بغضب.

- ايه اللي وصل أمي للحالة دي ياحرباية، سبتهالكم زي الوردة مافيهاش غير العافـ.ـية آجي ألاقيها بالشكل ده ليه عملتي فيها ايه يابوز الإخص عشان توصليها لكده، انطقي!
دفعتها عنها تحية وهي تقول بصوت عالي- اوعي كده، دلوقتي عاملة نفسك خايفة عليها بعد ما شبعتي سرمحه ومشي على حل شعرك
- ماهو أنا بقى عايزة أطلع السرمحة دي على عينك...

قالتها غالية ثم أنقضت على وجه الأخرى بأظافرها الطويلة هذا غير خصلات شعرها التي تقطعت بين يدبها.

ليرتفع صراخ تحية العالي وهي تطالب بأحد ينقذها منها ليتجمع كادر التمريـ.ـض حولها لإنقاذها ولكن ولكن من يستطيع أن ينقذها من فك الأسد هذا. غير الأسد نفسه وبالفعل هذا ما حدث عنـ.ـد.ما لف يحيى ذراعه السليمة على خصرها من الخلف وحملها عن الأخرى، وأدخلها بسرعة الى الغرفة المجاوره لوالدتها وهي مـ.ـا.تزال تعافر للوصول لتلك الحقيرة
وهي تقول بغضب
- سبني عليها أربيها وأعرفها مقامها.

ثبت جسدها على الحائط وهو مايزال يحتضنها من ظهرها ليهمس لها بحرارة اللهب بوجنتيها
- خلاص ياقلب يحيى خلاص، البـ.ـنت كانت
هتمـ.ـو.ت في إيدك ياوحش
التفتت له ليصبح وجهها أمامه وهي تقول بانفعال وشراسة لذيذة: أنت ماسبتنيش أمـ.ـو.تها الكـ.ـلـ.ـبة دي ليه، هي السبب أكيد بحالة ماما دي
عض طرف شفته بتمني وهو ينحني نحوه ثغرها ويقول بوقاحة: ده أنا هروح أبوس راس ماما وإيدها كمان عشان خلفتلي العسل ده كله وبقى ليا.

كادت أن ترد عليه إلا أنها قطبت جبينها باستغراب عنـ.ـد.ما لاحظت يده اليسرى مغلفة بالجبس الأبيض
مما جعلها تمرر أناملها عليه بخفة وهي تقول
- مالها إيدك
- كـ.ـسر بسيط، قالها بتمسكن ليكسب تعاطفها ولكن ردها كان غير. رد متشفي
- تستاهل، ومن أعمالكم سلط عليكم
ابتعد عنها وهو يقول: مقبولة منك ياقمر، يا لا تعالي نودع مامتك عشان نرجع لأني هنام وأنا واقف زي الحصان من تعبي.

غالية باستنكار: اودع ايه ونرجع فين، اللعبة انتهت لحد هنا يا ابن اللداغ، اتكل أنت بالسلامة وانسى إنك بيوم شفتني من أساسه.
- يعني إيه معنى الكلام ده، ما إن قالها بصدmة وهو يرفض أن يصدق ما سمعه الآن إلا أن أتاه ردها كالضـ.ـر.بة القاضية عنـ.ـد.ما قالت بجدية وهي تقف أمامه بثبات وقوة
- يعني أنا مستحيل أرجع لسـ.ـجـ.ـنك ده تاني. طلقني!
الوقت: قريب الفجر
المكان: الواحات، الصحراء الغربية.

كان هجان ينام بالعسل مع إحدى الغجريات ولكن ما بدأ يعكر مزاجه هو ارتفاع رنين الهاتف، حاول أن يتجاهله إلا أن الطرف الآخر كان مصر
ابتعد عنها بضجر قليل ليرد على هذا المتصل المزعج
، اعتدل بجلسته بترقب عنـ.ـد.ما سمع غالب منصور يصـ.ـر.خ به ما إن ضغط على زر الإجابة وهو يقول
- أنت مش بترد ليه
هجان باستغراب: في حاجة؟
- مصيبة، يحيى ما متش، ما إن قالها حتى زوى مابين حاجبيه بتعجب وهو يقول.

- و ايه اللي هيمـ.ـو.ته واحنا لسه مانفذناش
- لا ما هو أنا نفذت
انتفض هجان من مكانه وأخذ يصـ.ـر.خ به ويقول
- الله يخرب بيتك. مين اللي قالك إنك تعمل كده
غالب بتوضيح: بكرة كتب كتاب ياسين والكل مشغول قولت دي فرصتنا، وكل شيء بقى تمام إلا أنه طلع منها زي الشعرة من العجين تقول قط بسبع ترواح
هجان بتحذير: ادعي المرادي تعدي على خير و أوعى مرة تانية تتصرف من دmاغك
- مش هنا المشكلة
- في إيه تاني ياوش الفقر.

- ياسين جايلك وناويلك ع الشر وحسب معلومـ.ـا.تي زمانه وصل مكانك
- ااااااااايه ياسين، قالها هجان برعـ.ـب وهو يغلق الخط بوجهه لينظر غالب بترقب الى ذلك الذي يقف أمامه ك ملك المـ.ـو.ت فهو على استعداد تام أن يقضي عليه
- كنت عايز تتخلص منه بس شوف حكمة ربك اللي حفرته ليه هيبقى ليك، يحيى اللداغ خط أحمر
وأنت تعديت حدودك كتير أنا أسامح واعدي كتير بس لحد يحيى، لاء...
- والله مكنتش أعرف يا هجين أنا فكرته صاحبكم.

بس، وبعدين أنا عملت كل اللي أنت عايزه وكلمت هجان قصادك وماحسستوش بحاجة سبني بقى زي ما وعدتني وأنا مش هخليك تشوف وشي تاني
ابتعد شاهين قليلا وأخذ ينظر له فهو كان مقيد اليدين وهناك جنزير خشن ملفوف حول عنقه بإحكام وتحت قدmيه كرسي، وضعه كامل و تام لتنفيذ حكم الإعدام.

- وأنا عند وعدي، أهو سبتك، قال الأخيرة وهو يضـ.ـر.ب الكرسي بقدmه بقوة ليسقط ثقل جسده كله مترنحا من عنقه ليرفس بقدmيه و ينتفض بمكانه بشـ.ـدة قبل أن يسكن بهدوء يعلن بها خروج الروح منه
سحب الخنزير الخاص به بقوة منه ليسقط على الأرض بكل ثقله ثم بصق عليه ليتركه ويخرج بعدmا أمر رجـ.ـاله تنضيف المكان من البصمـ.ـا.ت ثم إبلاغ الشرطة ليكون عبرة لأعدائه.

أما عند هجان بعدmا طرد تلك الفتاة التي كانت معه حتى أخذ يرتدي ثيابه بسرعة مقررا الفرار
ذهب نحو الباب بسرعة وما إن فتحه حتى تلقته ركله قوية على وجهه جعلته يسقط على الأرض
وهو يصـ.ـر.خ فعلى مايبدو بأن أنفه وفكه السفلي قد انكـ.ـسر
وقبل أن يستوعب ماذا يجري حتى عالجة بركلة أخرى على معدته جعلت الدmاء تتدفق من بين شفتيه كالنافورة، خاصة ما إن كرر الضـ.ـر.بة مرة أخرى بنفس المكان.

رفع هجان رأسه لذلك الذي يقف فوق رأسه والذي لم يكن سوا ياسين الذي ضحك بخبث دون أن يصدر صوت ثم قال
- اللي يلعب مع ولاد اللداغ يتحمل قرصتهم
- والله أنا ما عملت حاجة ده غالب منصور مش أنا
- ماهو زمانه خد جزاته من الهجين، بس بردو لازم أسيبلك تذكار مني، اعتبره هدية يا أخي.

- لالا لاااااا ياسين، قالها بفزع ما إن وجده يقيد قدmيه وأخذ يجره على الأرض الصلبة ليخرج به عند سيارته ليربطه بها ثم انطلق بكل سرعته ما إن استقر خلف الدركسيون، كان يطـ.ـلق الصفيرة من بين شفتيه وهو لا يسمع سوا صرخ الآخر الذي بالتأكيد الآن انسلخ جلده عن لحمه...

بعد مدة توقف ما إن انقطع صوته، نزل ليتفحصه ليجده فاقد الوعي ولكنه مايزال حي وهذا بالتاكيد لم يروق ل ياسين الذي أخذ يمط شفتيه بتفكير كيف يعـ.ـا.قبه أكثر فهذا كله لم يشفي غليله منه بعد
ولكن سرعان ما ابتسم بشر وخرج من صندوق سيارته زجاجة شفافة تحتوي على ماء ولكن هذا ليس ماء عادي بل هو تيزاب ( مية نار )
فتحه ثم اخذ يسكبه ببطئ على نصف وجهه وهذا ما جعل صراخ الآخر يكاد أن يصل للسماء الأولى من ما يعيشه الآن.

فك قيده ورماه بالصحراء للوحوش المفترسة وهو يقول: ده عقـ.ـا.ب صغير من ياسين عشان تبقى درس لكل واحد يفكر يأذينا
تركه وانطلق يعود أدراجه للوكر وهو يشغل المسجل على أغنية أكرهها للقيصر، وأخذ يردد معه هذه الكلمـ.ـا.ت بمزاج عالي وكلما انتهت الأغنية أعادها مرة أخرى دون أن يمل فهذه تذكره بمحبوبته الرقيقة...
سحب هاتفه وأخذ يتصل عليها ما إن لاحظ شروق الشمس ليأتيه صوتها الناعس المبحوح من أثر النوم
- الو.

أبتسم باتساع وقال بانتشاء
- صباح الحب يا حب ياسين
ابتسمت هي أيضا بحالمية وأخذت تمط يديها وهي تقول: صباح النور يا حبيبي، إيه اللي مصحيك بدري كده
- أنا مانمتش أصلا من فرحتي مش مصدق إن خلاص
مافضلش غير ساعات...
- قد كده بتحبني
- وأكتر بكتير من ما عقلك ممكن يتخيله
- هممممم كويس. قالتها وهي تنام على بطنها وتحتضن وسادتها بنعاس ليصـ.ـر.خ بها ياسين بانفعال
- بـ.ـنت أنتي بلاش تلعبي بأعصابي وتهمهمي.

كرمش وجهها باستغراب وقالت
- مش فاهمة قصدك ايه
ياسين بسفـ.ـا.لة
- قصدي أنا عايز آكلك وأنتي بتغريني بطعامتك
ميرال بحيرة: دي فزورة دي ولا ايه
- أنتي يا إما غـ.ـبـ.ـية يا إما نقية
- ياسين
- نعم
- بحبك
- وأنا كمان...
- يلا بقا روح نام كويس عشان تريح جـ.ـسمك عايزك تكون فايق لما تيجي بالليل مش تعبان
- حاضر أي أوامر تانية
- أيوه
- أأمريني
- خد بالك من نفسك
- بهمك يعني
- أنا معنديش استعداد إني أخسرك لأي ظرف كان.

- بس أنتي رفضتيني قبل كده فاكرة
- ايه ده أنت كل يوم هتسمعني الكلمتين دول مش هتنسى
- عمري ما هنسا
- بس أنا اعتذرتلك قبل كده كتير وشرحتلك موقفي
- عايزاني أسامحك، قالها بترقب شـ.ـديد ليأتيه ردها المؤكد: طبعا
ياسين بغدر خفي: تيجي معايا بعد حفلة كتب الكتاب
- آجي معاك فين؟
ليقول بخبث: نسهر مع بعض بالمناسبة الحلوة دي
ميرال بتوضيح: أيوه بس بابا مش هيرضى بده
ياسين بعصبية: تاني بابا ياميرال تاني.

- قولي أعمل إيه يعني بابايا صعب ازاي عايز أقوله هسهر مع ياسين والله اتكسف وبعدين أكيد هيرفض
- يعني أقدر أفهم من كلامك أنك هتختاري باباكي تاني
- أنت ليه مش قادر تفهمني والله صعب اللي بتطلبه وخصوصا الحفلة هتخلص متأخر عايزني آجي معاك فين بس
- تمام وصلني جوابك، قالها وهو ينهي هذه المكالمة دون أن يسمع ردها لترفع الهاتف عن أذنها وهي حزينة...

نهضت من فراشها بزعل وذهبت نحو الحمام لتغسل وجهها وأسنانها ثم نزلت ببجامة نومها الحرير ذو اللون الرصاصي الغامق دون أن تغيرها
خرجت مباشرة إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي ولكن تفاجئت بوجود أختها تجلس قرب حوض السباحة، ذهبت بإتجاهها وما إن جلست إلى جانبها حتى احتضنتها بحب وهي تقول بحنين
- حشـ.ـتـ.ـيني و  يا سيلي هنت عليك مـ.ـا.تكلمنيش طول الأيام اللي فاتت دي
- عايزاني أكلمك أقولك ايه مبروك مثلا وأنا عارفة إنك.

رايحة لنهايتك برجليكي
ميرال بعتاب: سيلين!
- شفتي كلامي مش على هواكي عشان كده بعدت عشان مازعلكيش على أمل تفوقي أو أطلع أنا اللي غلطانة
انفجرت ميرال باختناق من كل مايحدث: يووووووه أنا بجد تعبت، كل البنات تتجوز تفرح إلا أنا الكل ضدي، مش عارفة ألاقيها من مين والا مين
ارحموني بقا، بابا وأنتي وياسين، يارب أمـ.ـو.ت عشان ترتاحوا.

قالت الأخيرة وهي تبكي متوجهة الى الداخل ولكن ماهي سوا خطوتين و وجدت نفسها بحـ.ـضـ.ـن والدها الذي احتواها بذراعيه بحنان عنـ.ـد.ما وجد دmـ.ـو.عها تجري على وجنتيها
رفعت نظرها له وهي تقول بغصة: بابا
- مبروك يا حبيبتي، قالها سعد وهو يقبل جبهتها لتقول بنبرة متوسلة وهي تحتصنه بقوة
- والله بحبك أكتر من نفسي حتى.
- ربنا يبـ.ـارك لي فيكم، قالها وهو ينظر بحب إلى سيلين التي تقف أمامه بزعل...

عند نظراتها المدللة هذه لم يستطع أن يقاوم أكثر ليفتح ذراعه لها هي أيضا لتأتيه راكضة على الفور ليضمهما معا الى صدره وأخذ يقبلهما لتقول ميرال بتردد
- بابا
نظر لها وقال: قولي يقلبي
ميرال بقلق: أنت لسه زعلان مني
ابتسم بحـ.ـز.ن وقال: لاء مش زعلان وربنا يوفقك بحياتك اللي اختارتيها ياقلب أبوكي أنتي، ودلوقتي يلا قومي جهزي الفطار عايزه يبقى من إيديكي النهاردة.

- بس كده من عينيا، قالتها ميرال بفرحة وهي تقبل فكه ثم تركتهم وذهبت الى المطبخ لينظر سعد الى أثرها وهو يقول بتنهيدة
- آاااه يا و.جـ.ـع قلبي أنتم
- احنا و.جـ.ـع يا بابي؟ قالتها سيلين باندهاش وهي تنظر إلى عينيه الحزينة باستغراب
- أيوه وخصوصا أنتي
- هو أنا عملت إيه بس ده أنت معـ.ـا.قبني ومخاصمني من غير سبب
- متأكدة من غير سبب، خدي تلفونك أهو، أنا مافتحتوش من ساعتها عارفة ليه
- ليه؟

- مش عايز انصدm كفاية عليا ضـ.ـر.بة ميرال، لأن لو جتني ضـ.ـر.بة منك انتي بالذات أنا مش هستحملها
- بابي أنا معملتش حاجة
- عارفة شاهين قالي إيه
شحب وجهها ونظرت له بتقرب لما سيقول، نظر لها بتمعن لقلقها الملحوظ هذا وأكمل بقهر فأصبح شكه يقين الآن، قال لو أخويا مالوش نصيب عندكم أنا أكيد ليا، كان بيتكلم بثقة غريبة، هو مش ده نفسه اللي كان عايز يحبسك بقفص زيي والا أنا غلطان
- بابا.

نظر لها سعد بحدة وقال بعدmا رفع سبابته بوجهها: شوفي يا سيلين لو أنا وافقت على ياسين لما شفت ميرال تعبت لما رفضته أنتي بقى عندي استعداد أشوفك بتمـ.ـو.تي قصادي ولا إني أديكي ل شاهين ده سامعة
- بابا أنت فاهم الحكاية غلط أنا أصلا مش بفكر بالجواز ولا بالكلام ده خالص
- أتمنى يابـ.ـنت قلبي، أتمنى!

- لا شاهين ولا غيره هيقدروا ياخدوني منك، قالتها وهي ترمي هاتفها بحوض السباحة ثم عادت الى أحضانه وهي تكمل، مش عايزة من الدنيا دي غيرك
- إيه جو العشق الممنوع ده، قالتها داليا وهي تكتف يديها وتنظر الى زوجها بغيرة مضحكة
- انا أنسحب أحسن ما اضـ.ـر.ب، قالتها وهي تريد أن تهرب من أحضان والدها إلا أن سعد تمسك بها وقال: كده بتستغني عني يا سيلي وتسبيني بوش المدفع.

- عادي. استغنيت عنك ل مامي مش لحد غريب وبصراحة كده أنا مش قد ضـ.ـر.بها، دي بتقرص جـ.ـا.مد تقول عقربة
ما إن قالت كلمتها الأخيرة حتى شهقت داليا بصدmة وهي تقول: أنا عقربة، تعالي هنا يابت
اختبأت خلف والدها وهي تقول
- آسفة والله ما قصدي هي طلعت معايا كده
داليا بتوعد: اطلعي من ورا أبوكي اللي مطلع عينك ده عشان أربيكي من تاني
سيلين بترجي جميل: بابي احميني منها عشان خاطري.

- أهو يلا اجري على فوق بقا، قالها وهو يحتضن زوجته لتفر سيلين الى الداخل بسرعة وهي تضحك بكل شقاوة
نظرت داليا الى زوجها وقالت بغضب
- عاجبك عمايلها دي
سعد بقبول: جدا. سيلين تعمل اللي يعجبها
- والله ماحد مقويها علينا غيرك
- حبيبة أبوها ودلوعته
- وأنا مش حبيبتك، قالتها وهي تلعب بمقدmة ثيابه بدلع لينحني نحوها وهو يقول عند أذنها
- أنت عندك شك بكده
حركت رأسها وهي تقول: أيوه عندي شك.

- خلاص نفطر ونطلع أوضتنا نريح شوية عشان أشيل الشك ده من عقلك بشكل عملي وشفهي كمان لو حابه
داليا بحب ممزوج بمياعة: حابة جدا، أيوه كده...
هو ده الكلام
- بابا الفطار جاهز، ما إن نادتهم بها ميرال حتى دخل سعد مع زوجته ليجلسوا حول طاولة الطعام.

مع عائلته الصغيرة ليمر الوقت عليهم بسرعة بين التجهيزات ولكن كلما اقترب الوقت شعرت سيلين بأختناق حتى أنها رفضت النزول للحفل ولكن تحت ضغط والدتها داليا رضخت في الأخر لكي لا تكـ.ـسر قلب أختها وتتمنى من الله أن يسير كل شيء على مايرام وأن كل مايدور بعقلها من شكوك ليس سوا تهيؤات.

مساء في الحديقة الأمامية لفيلا الجندي التي كانت مزينة بشكل أقل ما يقال عنه فخم وراقي فقد حرص ياسين أن تكون التجهيزات على أتم ما يكون، وقام بدعوة أكبر رجـ.ـال الأعمال
كان يقف الهجين مع بعض المدعوين ولكن بدأ قلبه قبل عينيه يبحث عن تلك التي سرقت النوم منه، أيام طويلة لم يراها بها أو حتى يسمع صوتها...

تنهد و رفع رأسه بشكل تلقائي وهو يتحدث مع أحدهم لتتبعثر الحروف من لسانه ما إن وقع نظره عليها كانت تقف بالشرفة ترتدي فستان اسود بربع كم مع شال شفاف على مرفقيها من نفس اللون وخصلاتها المموجه تتطاير خلفها بين الحين والآخر بسبب فعل الهواء، كانت كالأميرة التي تنتظر حضور فارس أحلامها.

مع إن وجهها كان حزين للغاية ولكن برغم هذا كله، جمالها لم ينقص بل زاد بنظره لا يعرف أهو بسبب شوقه لها أم هذا هو جمالها الرباني
انسحب من بين المدعوين بتريث وصعد لها خلسة وهو لا يصدق ما يفعله الآن، هل هو مراهق أم ماذا، ولكنه الآن أيقن أن الحب يفعل الأفاعيل
. لحظة. حب؟ هل هو الآن بالفعل واقع بحبها؟
وصل الطابق الثاني وتوقف وهو يفكر بسؤاله هذا.

ولكن لم يجد له الجواب أو دعنا نقول بأنه رفض أن يعترف لنفسه بهذا...
ذهب نحو الشرفة الكبيرة ليجدها تعطيه ظهرها
لينطق لسانه تلقائيا: سيلينا
التفتت له بسرعة وهي لا تصدق وجوده هنا
- أنت بتعمل إيه هنا
شاهين باستفسار
- كنت مختفية فين طول المدة دي وقافلة تلفونك ليه
سيلين بنزعاح: وأنت مالك، حل عني بقا.

نظر لها قليلا ثم بحركة سريعة مسكها من رسغها وذهب بها نحو الداخل ليبعدها عن أنظار الناس وما إن نجح بذلك حتى زرعها بداخله بكل قوته ليدفن بعدها وجهه بشعرها الناعم لينعم براحته، ليبدأ باستنشاقها بشغف كالمدmنين
رفعها من خصرها وأخذ يدور بها وهو مازال يعتصرها بداخله أكثر من السابق لدرجة آلمتها كأنه بفعلته هذه يعـ.ـا.قبها لمقاومتها له أنزلها على الأرض وابتعد عنها قليلا لينظر إلى عينيها الحاقدة وهو يقول بتملك.

- ياويلك مني لو غبتي عن عيني مرة تانية أنتي مش ملك نفسك عشان تعملي كده...
- والله أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن مش طبيعي...
- لو كنت أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن ف أنتي سبب جنوني، ما إن قالها وهو يكز عليها أسنانه يود أن يأكلها ياا الله كم هي شهية ومغرية له وهذا كله جعل سيلين تحرك رأسها بغرور وهي تقول.

- وأخيرا اعترفت إنك واقع فيا، أيوه كده جرب الو.جـ.ـع، و هو ده اللي أنا عايزاه بالضبط، هكون ليك سراب يا ابن اللداغ كل ما تقول هانت همسكها تلاقيني هووووووب اختفيت من بين إيديك، ان ما وريتك إن الله حق، ولففتك حوالين نفسك ما بقاش أنا سيلين الجندي
رفع حاجبيه بهدوء متعمد ما إن قال.

- بجد! كل ده هتعمليه فيا، اممم شوفي سيلينا نصحتك كتير. بس غرورك أعمى عيونك، لو مفكرة إنك ممكن تلعبي فيه أحب أقولك ذكائك خدعك أنتي لحد دلوقتي ماشفتيش من شاهين غير الحنية فبلاش تخليني أقلب عليك
- أنا مابتهددش
- وأنا مشتاق
- نعم.

- مشتاق ليهم، قالها وهو ينحني ليقبل شفتيها إلا أنها عادت للخلف باندهاش ممزوج بغضب من تصرفه هذا، ليضحك عليها وهو يمسكها من يدها رغما عنها وأخذ يغلغل أنامله بخاصتها وكأنها ملك خاص به غير آبه برفضها ثم سحبها معه إلى الأسفل
حاولت ان تحرر كفها منه إلا أنها فشلت وبجدارة بهذا الشئ لتقول بتوسل وهي تنزل معه الدرج
- شاهين سبني والله بابا لو شافني معاك هيزعل مني...
وقف بالبهو وقال: أسيبك بشرط ايه...

- شرط ايه، ما ان قالها بحذر حتى رد عليها
- ترقصي معايا برا وقصاد الكل
- مش موافقة طبعا انا مستحيل ازعل بابا عشان واحد زيك...
- طيب، قالها وهو يحرر يدها وتنظر لها بذهول فقد تركها مع أنها رفضت شرطه...
- مـ.ـا.تستغربيش إني سبتك لأن بمزاجك أو غـ.ـصـ.ـب عنك هترقصي معايا...
- هو كل حاجة عندك عافـ.ـية
- أنتي مـ.ـا.تجيش غير كده، وأنا كل حاجة عايزها باخدها وأنا عايزك، وهاخدك عروسة ليه بعد بكرة يابطة.

قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم تركها وخرج لتبتعد بخطوات بطيئة وهي تفكر بكلامه هذا، اقتربت من والدتها التي كانت تقف إلى جوار ميرال، وأخذت تراقب المراسيم...
ما إن جلس ياسين الى جانب المأذون و وضع يده بيد سعد وأخذ يردد ما يملى عليه بسعادة أما والدها الروحي كان مع كل كلمة يلفظها يشعر باختناق وكأنه يتم نزع روحه منه لااااا يريد كل هذا ولكن ما باليد حيلة، أغمض عينيه وتنهد بصعوبة ما إن سمع.

جملة المأذون الشهيرة بعدmا تم عقد القران
نهض ياسين واقترب من ميرال ليمسك يدها ويجعلها تقف امامه ليقبل كفيها ثم نظر لعينيها وهو يهمس لها بمغزى
- أخيرا وصلت ليكي.
ألبسها الخاتم بخنصرها الأيمن بأجواء هادئة ولكن أقل ما يقال عنها بأنها رائعة لتبتسم له باتساع شـ.ـديد حتى ظهرت أسنانها كلها فهي تكاد ان تطير فرحا من كل مـ.ـا.تعيشه الآن ليبادلها الآخر الحب ما إن رفع يدها وقبلها بنبل ثم سألها بهمس عند أذنها بعدmا سحبها
من خصرها نحوه
- فرحانة؟
- عندك شك بكده، قالتها وهو تنظر له بعينين عاشقة.

حتى النخاع ولكن الآخر استغل هذا الموقف ليقترب منها و وضع جسر أنفه على خاصتها لتمتزج أنفاسهما
لتنصهر بين يديه خجلا وهي تقول
- ياسين عيب كده ابعد مش قصاد الناس.

- بقيتي مراتي خلاص، ما إن قالها باسترخاء وبشكل عفوي حتى ابتعد عنها بصدmة من ما شعر به الآن، أخذ ينظر لها باستغراب يا الله هذه الكلمة هزته من الداخل و.جـ.ـعلت دقات قلبه تتفاوت، أخذ يمرر باطن يده على وجهه بضيق ثم قال بهدف المرواغة عنـ.ـد.ما لاحظ علامـ.ـا.ت الاستفهام تزين وجهها
- بتحبيني يامرمر.

- أظن إنك عارف الجواب، ما إن قالتها وهي ترفع إحدى منكبيها بدلع حتى قبل وجنتها دون خجل من أن يراهم أحد وهو يقول: عايز اسمعها منك هتستكتريها عليا
رفعت رأسها له وقالت بحب صادق: أنا سلمتك حياتي بيدك يبقى ده تسميه إيه غير إني بمـ.ـو.ت في هواك مش بس بحبك
- مبروك يا حبيبتي، قالها سعد وهو يقترب منهما ليسحبها بغيرة من ياسين الذي كان حرفيا يعتصرها بين ذراعيه...

كاد ياسين أن يمد يده ويصافحه إلا أنه رفع حاجبيه بذهول عنـ.ـد.ما وجده يأخذ ميرال معه ويذهب دون أن يبـ.ـارك له وكأنه غير مرئي
نظرت داليا بعدm رضا لأفعال زوجها هذه وهي تقول
- سعد أنت مابـ.ـاركتش ل ياسين ليه
التفت لها وقال بتفاجؤ كاذب
- بجد! ماختش بالي
داليا بحدة: سعد!
- نعم
كتفت داليا ساعدها أمام صدرها وقالت بتأنيب
- روح رجع البـ.ـنت جنب عريسها وبلاش حركاتك دي قصاد الناس هنتفضح كدة، عييييييييب.

سعد باستنكار وعدm قبول لما سمع: عريسها ايه أنتي كمان ده مجرد خطيبها يعني بأي لحظة ممكن نفركش و خالتي وخالتك وتفرقوا الخالات
وترجعلي بـ.ـنتي لحـ.ـضـ.ـني
قبلته ميرال من وجنته وقالت بحب
- بتغير عليا يابابا!
نظر لها سعد بامتعاض: همـ.ـو.ت وأعرف ايه اللي عاجبك فيه...
ردت عليه ميرال بتسائل: أنت ايه اللي عجبك في ماما عشان تتجوزها
- كل حاجة عجبتني فيها
- أنا كمان زيك.

- ماشي بس ياترى هو بيحبك ويخاف عليكي زي ما أنا بحب مامتك كده وبخاف عليها، ما إن قالها والدها حتى ردت عليه بثقة
- أكيد طبعا
تنهد سعد بحـ.ـز.ن وقال: أتمنى!
- ممكن عروستي ياعمي، قالها ياسين وهو يقف أمامه بابتسامة مزيفة
سعد بتعديل- قصدك خطيبتك.

ياسين بنبرة غريبة: والله سواء كانت خطيبتي أو عروستي مش هيفرق معايا كتير اللقب بس اللي اعرفه إنها بقت مراتي خلاص وحضرتك اللي ادتهالي بنفسك، بعد إذنك، قال الأخيرة وهو يمسك يدها ويأخذها معه لمنتصف الحديقة ليبدأ معها الرقص بسلاسة
لتدmع عينين والدها رغما عنه وهو يراها تضحك من كل قلبها مع الآخر، مسح وجهه باختناق عنـ.ـد.ما سمع زوجته تقول بعتاب
- وبعدهالك يا سعد سيب البـ.ـنت بحالها.

سعد بإحساس قوي: قلبي مش مطاوعني بكده
حاسس إني مش هشوف ضحكتها دي تاني
نطقت داليا بخـ.ـو.ف: بعد الشر عليها، أنت هتقلقني
ليه ماهي زي الفل افرحلها وبلاش تنكد عليها وعلينا عشان خاطري
ليقول سعد بهم كبير بعدmا سحب نفس قوي و زفره: ربنا يسعدها هو أنا هعوز ايه أكتر من كدة
أما عند سيلين كانت تقف بزاوية بعيدة عن هذه الضجة تنظر الى ياسين وأختها بدهشة هذه أول مرة تراهم مع بعض بهذا الانسجام. الفرحة واضحة على كليهما.

للحظة شكت بنفسها هل هي مخطئة، نعم...
مخطئة ف الآخر ها هو الآن أمامها. الابتسامة لاتزول عن وجهه، وإن لم تكن مخطئة فهو ممثل بـ.ـارع لدرجة أنه أتقن دور العاشق بهذا الشكل...
عند هذه اللحظة اعطت ميرال عذرها إن كانت هي بنفسها تشوشت بين أن تصدق أم لا، فما بال أختها المسكينة التي وقعت بشباك ذلك المكار.

انتهت الموسيقى الهادئة ليتوقف الجميع عن الرقص وارتفع صوت تصفيق الحضور ولكن ما إن ارتفعت موسيقى أخرى خاصة حتى شهقت بتفاجؤ عنـ.ـد.ما وجدت يد من الفولاذ تحتجز يدها الصغيرة بإحكام وهذا الشخص لم يكون سوا
- شاهين!
نطقت اسمه بصدmة ما إن رأته يأخذها لساحة الرقص بعدmا رمى سترته ليبقى ببنطال وقميص أسود مفتوح أزراره الأولى ليظهر أسفله عضلاته القوية، كان حقا وسيم للغاية.

وقف وسحبها بقوة له لتلتصق بصدره. ابتلعت لعابها بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت نفسه معه محط أنظار الجميع وخاصة والدها الذي صعق من منظرها هذا أمامه، لتنطق بتوسل ما إن وجدت يده الأخرى تسللت لخصرها
- بلاش جنان أرجوك بابا هيعمل مني شاورمة
صمتت بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما وجدته يغمز لها ليستقيم بها بعدها باستعداد وكأنه لم يسمعها وأخذ يتقدm بخطوات متتاليه واثقة نحوها ليجبر قدmيها على أن تجاريه رغما عنها، لتنظر له بغل وهي تقول من.

بين أسنانها
- أنت مش ناوي تجبها البر أبدا
- بصراحة مش ناوي، قالها وهو يكمل خطواته هذه معها ولكن بعدmا أدار جسدها بخفه للجهة المعاكسه ليكون ظهرها نحو صدره وهو مايزال محتضن خصرها بيد وبيده الأخرى يمسك يدها وهو ينظر إلى عينيها بتحدي
- شكلك عاوز تلاعبني.

- ما أنا بلاعبك أهو، ما إن قالها حتى ابتعد عنها ورفع يده للأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدة مرات كأنها فراشة بخفتها ثم أعادها الى وضعيتهم الأولى لتتمايل معه بسلاسة وكأنهما جسد واحد...
لاحظ نظراتها التي بدأت تلين ليهمس لها بمشاكسة
- عجبتك صح، اعترفي
- يعني مش بطال، قالتها بغرور وهي ترفع رأسها بتباهي وأخذت تحرك خطوات قدmيها بشكل معاكس لبعضهم بسرعة واحترافية مما جعله يقول باندهاش
- رقصك حلو.

- ميرسيى أنت كمان رقصك حلو
قسى قليلا على خصرها وهو يقول بوقاحة: فاكرة لما شفتك بترقصي أسباني بوسطك الحلو ده
- أنا اللي فاكرة إني هزقتك بعدها بس شكلك عايز تتهزق تاني، ما إن قالتها بضيق حتى إزداد صخب الموسيقى لتحرر نفسها منه بانزعاج والتفتت لتذهب وتتركه وحده إلا أنها وجدت نفسها بلمح البصر ملتصقة بصدره لتحبس أنفاسها عنـ.ـد.ما صعد بيده من خصرها.

لأعلى ظهرها ببطئ ثم مال عليها بجذعه العلوي لترجع هي ذراعيها نحو الأرض، وما كان منها سوا أن ترفع يدها اليمنى لتحاوط عنقه بها
وما إن استقام بها لتتقابل نظراته الولهانة بنظراتها الحادة ليمرر سبابته على وجنتها وهو يبتسم بخبث عنـ.ـد.ما لمح تهجد أنفاسها دلالة على تأثرها به.

ابتعد خطوة عنها ليحملها بذراع واحدة وأخذ يدور بها بحركة فنية وما كان منها سوا أن تحاوط عنقه بكلتا ذراعيها وهي تسند بجبهتها على خاصته لتنتهى الرقصة وهم على هذا الوضع ولكن ما زاد الطين بلة هو عنـ.ـد.ما رفع شفتيه وقبل ما بين عينيها بعمق
فاقت بصدmة من ماهي فيه على تصفيق جميع الحضور لهم، ابتعدت عنه ولكنه لم يحرر يدها وكأنه يريد أن يعلن للجميع بأنها خاصته و سجينته هو...

نزل من استيدج الرقص وهي معه ليتجهم وجهه ما إن وجد سلطان أمامه مع تلك العجوز النار، متى أتى وكيف ولماذا لا يعرف من شـ.ـدة اندهاشه بوجودهم هنا لم يلاحظ ابتعاد سيلين عنه لتذهب بسرعة تبحث عن والدها ولكن قبل أن تجده قطعت طريق أختها ميرال وهي تقوم بتقليد نبرتها
- ابعدي ياميرال، ابعدي عنهم دول مش كويسين...
أومال اللي حصل من شوية ده ايه
- الحكاية مش زي ما أنتي فاهمة أنا هشرحلك.

- كل اللي أنا شفته دلوقتي مش محتاج شرح الحب مابينكم كان واضح للكل
أشارت سيلين لنفسها باستنكار: أنا أحب شاهين
ميرال بنفي مضحك: لاء طبعا ياقلب أختك حب إيه بس، ده أنتي طلعتي دايبة فيه، كان لازم أصورك عشان تشوفي نفسك وأنتي معه بيبقى شكلك ازاي
اقتربت منهم داليا وهي تقول من بين أسنانها بعصبية حاولت أن تداريها عن المعازيم: إيه اللي هببتيه ده يا سيلين. حـ.ـر.ام عليكم أبوكم هيمـ.ـو.ت ناقص عمر بسببكم.

- صدقيني يا مامي أنتي مش فاهمة حاجة
- أنا صدقت أو لا اتفلق، مش مهم أنا، وفري تبريرك ده ل باباكي اللي ما ستحملش يقف هنا أكتر من كدة ودخل مكتبه وقال خليها تجيلي هناك
مسكت سيلين يد والدتها وقالت بترجي وهي على وشك البكاء: مامي تعالي معايا
داليا برفض- أنتي مش صغيرة اللي يغلط يتحمل نتيجة غلطته
- عشان خاطر سيلي حبيبتك مـ.ـا.تسبينيش معه لوحدنا
أكيد عصبي دلوقتي.

- اوووف أمري لله اتفضلي قدامي، ما إن قالتها حتى تقدmت أمامها نحو الفيلا بخطوات مترددة
أما عند شاهين كان لايزال بصدmته بوجودهم هنا
لينطق بما يجوب بعقله: أنتم بتعملوا إيه هنا
رد عليه سلطان بلامبالاة وهو ينظر الى الحضور: جيت على كتب كتاب ابني، ياسين ابني اللي ربيته
- ونعم التربية بصحيح، هو أنا ماكنتش أعرف إني متربي اساسا...

قالها ياسين بقصف جبهة وهو يقف إلى جانبهم ويضع يديه بجيب بنطاله ليبتعد شاهين عنهم واخذ يبحث عن سيلين بنظره ولكنه لم يجدها كاد أن يذهب ويبحث عنها إلا أن زينة وقفت أمامه وهي تقول بغيرة
- مين دي اللي كانت في حـ.ـضـ.ـنك من شوية
- زينة اختفي من وشي السعادي أنا مش ناقص و.جـ.ـع دmاغ...
رفعت حاجبها وقالت بضيق
- ما أهو طلع ليك بالستات أومال ليه بتتقل عليا بس.

انحنى بجذعه قليلا ليصبح وجهه أمامها وهو يقول بعدmا نظر الى هيئتها وثيابها الراقية وجمالها الفتان لكل الرجـ.ـال إلا هو
- أنا مش بتقل أنا مش عايزك في فرق، ماليش نفس فيكي أو بمعنى أصح معدتي بتقلب لما بشوفك ومن الآخر كده أنا عندي استعداد أترهبن ولا ألمس وحدة زيك...
زينة بزعل: بس أنا بحبك يا شاهين
اعتدل بوقفته وقال وهو يرمقها بقرف
- بليه واشربي مايته
- اللي هو إيه
- حبك ده.

زينة بغل: ياترى البـ.ـنت دي عملت إيه عشان قدرت تلفت نظرك ليها وأنا معرفتش أعمله
- كانت محترمة ده اللي لفتني ليها ياترى هت عـ.ـر.في تكوني محترمة ولو ليوم واحد بس، ولا هيبقى عندك حساسية من النظافة اللي مش متعودة عليها
- هي أحسن مني بأيه
- أنتي بتقولي إيه هو مافيش مقارنة اساسا...
و دلوقتي غوري من وشي أنا مش طايق نفسي...
قالها وهو يبعدها من أمامه ويذهب.

في الداخل فتحت سيلين باب المكتب ودخلت بترقب وهي تنظر الى والدها الذي يعطيها ظهره وعلى ما يبدو بأنه بالكاد يتمالك أعصابه ولكنه فقد كل ذرة عقل لديه عنـ.ـد.ما وجدها تقف أمامه وتقول
- بابي أنا ااااااء، صمتت بصدmة لتنزل دmعتها ببطئ من مقلتيها ما إن وجدت كف والدها يستقر بكل قوته على وجنتها
- اطلعي على أوضتك مش عايز أشوف وشك تاني.

قالها بعصبية مفرطة مما جعلها تفر من أمامه لتركض إلى الأعلى متجهة الى غرفتها تريد أن تصل وسادتها لتدفن وجهها به لتصرخ بكل قوتها من و.جـ.ـع قلبها
- ليه بس كده يا سعد، من امتى بتتعامل معاهم بالضـ.ـر.ب، ما إن قالتها داليا بحـ.ـز.ن لما حدث منذ قليلا حتى رد عليها بحـ.ـز.ن يضاعف حـ.ـز.نها بكثير
- مع الأسف أنا معرفتش أربي...
- مـ.ـا.تقولش كده...
- حذرتها منه وقولتلها شاهين لاء...

- اعتبر اللي حصل طيش شباب ما أنت عارف اللي ممنوع مرغوب أقعد معاها وفهمها غلطها بالراحة
و دلوقتي يالا نطلع، ماينفعش نغيب أكتر من كده عن المعازيم وربنا يعدي الليلة دي على خير
في الحفلة بالتحديد عند ياسين الذي كان يتمعن بمظهر سلطان وهو يقول
- ماكنتش أعرف إنك بتعرف تلبس بدلة
نظر له سلطان وقال باستخفاف: أنا اللي علمتكم ع البدل فبلاش تعيش الدور عليا. إلا قولي بصحيح
يحيى فين مش باين ليه؟!

ياسين بلامبالاة: تعرض لحادث سير وإيده انكـ.ـسرت عشان كده ماجاش
- حادث سير غريبة مع إن سياقته ممتازة
- قدر ربنا بقى، اعترض على دي كمان
- غالب منصور
- ماله
- لاقوه مشنوق بمكتبه بظروف غامضة ده غير هجان اللي متعرض لضـ.ـر.ب لدرجة إن حتى نص وشه اتشوه
- شكلك فاهم وعارف ايه اللي بيدور حواليك، قالها وهو ينظر له بخبث ليضحك الآخر وهو يقول
- عيب عليك ده انا الحاج سلطان الاسم ده مـ.ـا.تعملش من فراغ.

- و طالما عارف بتو.جـ.ـع دmاغي بأسئلتك ليه
- من يومك خلقك ضيق يا ابن اللداغ ومش عارف آخد منك لا حق ولا باطل
- ده اللي عندي
- إلا قولي يا ياسين
- خير!
- المسرحية دي هتنتهي امتى
- أنا عن نفسي محتاج شوية وقت
سلطان بجبروت: ولا يوم زيادة، بكرة الصبح بالكتير بنات سعد يكونو عندي بالوكر
- سيلين مش هقدر أقرب منها
- ليه إن شاء الله بتكهرب وأنا معرفش
- دي تعليمـ.ـا.ت الهجين
- احنا هنهزر!

ياسين بتحذير: وطي صوتك، احنا مش بالوكر، وبعدين أنت ايه اللي جابك هنا بس
- جاي أشوف بتعملوا ايه، و ما شاء الله أنت وأخوك عايشين عال العال كل واحد زارع وحدة بحـ.ـضـ.ـنه وقاعد معلي المزاج
- هو مش ده اللي أنت عايزه
- لاء أنت عارف أنا عايز إيه بالضبط ولا هو اللي نقوله نعيده ونزيد فيه...
- هيحصل بس عايز شوية وقت زي ماقولتلك
- شكلك بتماطل وهتطلع في الآخر بق ع الفاضي
- مش ياسين اللي يتقالوا الكلام ده.

- أنا بقالي ساعة واقف هنا وكنت بشوفكم واحد مـ.ـجـ.ـنو.ن بواحدة وقاعد يرقص معاها ولا روميو زمانه والتاني هيطير من الفرحة ومش مصدق إنها بقت ليه ونسي نفسه ونسي هدفه من كل ده ايه، اوعى تكون حبيتها يا ياسين، هااا اوعى ردة فعلي مش هتعجبك
- الحب ده للمراهقين مش ليا
- عايز أصدقك
- رأيك مش هيهمني بحاجة سواء صدقت أو لا
- ماشي هصدقك مع إن دي أول مرة أشوفك حنين مع حد
- لأن دي أول مرة تشوفني بتعامل فيها مع بـ.ـنت.

- ومش أي بـ.ـنت دي ميرال الجندي بذات نفسها اللي خلتك تجري وراها ليل ونهار لحد ماوصلتلها عشان كده قلبك مش مطاوعك تأذيها
- أنا ماليش قلب عشان يطاوعني أو لاء
- ده كان زمان بس دلوقتي بقى ليك وغرقان لشوشته
كمان بست الحسن والجمال
- وبعدين بقى بالكلام اللي بيفور الدm ده، هو أنت مش عايزها بكرة تكون عندك
- أيوه
- اعتبره حصل وخلصنا لحد كده
- حلووو الكلام، وسيلين هتجبها أنت.

- عايزني اغنيهالك عشان تفهمها ما قولتلك اسأل الهجين عنها أنا ماليش فيه
- ما أنت عارف أنه مالوش بالكلام ده وسبق عرضت عليه ورفض...
- طالما رفض يبقى تنساها، لأني أنا وأنت عارفين لو رفض يبقى الحكاية انتهت على كده و شكرا
- ايه رأيك تجبها أنت من غير ما يعرف
- عايزني أغدر بأخويا
- اوعى تنسى إن أبوها هو اللي غدر بالأول.

ياسين بانفعال بكل ما يمر به من ضغوطات: لو فعلا قلبك واجعك أوي على مـ.ـو.ت أبويا وعمي روح لسعد دلوقتي وحط طلقة بنص دmاغه وارتاح وريحنا من الهم ده اللي كبرنا عليه، بس أنت مش عايز ده، مـ.ـو.ت سعد مش هدفك صح
- صح يا ياسين صح، أنا مش عايزه يمـ.ـو.ت، لو كان هدفي إني أمـ.ـو.ته كنت عملتها من أول ما عرفت مكانه، من غير ما أبلغكم حتى
- الحكاية أكبر من الثار والكلام ده...

- أكبر بكتير، أنا اكتشفت إن المـ.ـو.ت لأعدائي مش بيبرد ناري، فعشان كده عايز أكـ.ـسره و أرجعه ع الحديدة من تاني بعد ما يتختخ بالسجون و وقتها بس هيبرد قلبي من ناحيته، مع إني أشك بده
- ما تخافش ده كله هيحصل، الهجين ناويله على نية سودة
- امتى هينفذ بس، أنا مش بآخد منكم غير الكلام.

- شاهين لو سمعك هيزعل وأنت مش قد زعله، على العموم الليلة هيبدأ أول حركة ليه، هيتم مصادرة شحنة الأسمنت والحديد اللي سعد بقاله مدة طويلة مستني وصولها عشان تعدل ميزانيته، ولو ده حصل فعلا وشاهين ضـ.ـر.به من الناحية دي زي ما قال اعتبر سعد أعلن إفلاسه، يعني كل ده مسألة وقت مش أكتر.

- خلاص أنا كدة اطمنت لأن طالما الهجين نوى ينفذ يبقى أقرأ على روحه السلام، قالها وهو ينظر حوله بانتصار ليقع نظره على سعد وهو يعود بأدراجه نحوهم و إلى جانبه جمرة السنين، داليا!
يا الله ها هو الآن يراها أمامه بعد غياب سنين طويلة مرت عليه، مازالت جميلة كما كانت نعم تغيرت ولكن للأجمل...
ترك ياسين لوحده دون أن ينطق بحرف واقترب منهم وهو يقول بحقد: سعد الجندي
نظر له باستفهام وقال: نعم.

- معاك سلطان، قالها وهو ينظر إلى داليا التي كانت تنظر له بتمعن وكأنها تشبه عليه باستغراب ولكن ما إن نطق اسمه أمامها حتى ارتدت إلى الخلف وهي تفتح عينيها على وسعهما لا تصدق بأن كابوسها الحي قد عاد يتجسد أمامها مرة أخرى
- أهلا و سهلا بحضرتك، قالها بمجاملة وهو يصافحه ثم نظر إلى ذلك الذي يقف خلفه باستفهام ليتدخل ياسين على الفور وهو يقول.

- الحاج سلطان من معارفنا في الشغل أنا وشاهين وحضر الليلة عشان يبـ.ـاركلنا...
سعد بترحاب: نورتنا ياحاج
نظر إلى داليا وقال: ده منور بصحابه...
- عن إذنكم هروح أشوف البنات، قالتها داليا بتـ.ـو.تر وهي تفر من أمامهم بسرعة ليلتفت الآخر بجسده وهو ينظر لها مماجعل ياسين يتدخل ويأخذه بعيدا عن سعد بعدmا استأذن منه ليقول بعدm تصديق من أفعاله
- أنت بتبص على مـ.ـر.اته قصاده.

نظر له سلطان بعينين من الجمر المشتعل ليتركه ويذهب بغضب إجرامي بعدmا قال له بأمر قاطع
- بكرة تكون عندي ميرال فاااااهم
أكمل سلطان طريقة نحو الخارج بعدmا سحب معه زينة التي كانت ستنفجر من شـ.ـدة غيرتها على شاهين ولكن ما إن وصل سيارته وصعدت زينة بها حتى أغلق الباب بقوة ثم عاد للداخل بسرعة فهو أصبح لا يعرف ماذا سيفعل أو كيف يتصرف بعدmا رآها
أيذهب أم يبقى.

ولكن ما إن دخل من البوابة مرة أخرى حتى توقف عنـ.ـد.ما سمعها تقول بحقدها المعتاد له وهي تقف خلف الأشجار بعيدا عن الانظار
- إيه اللي رجعك تاني مش كفاية اللي حصل زمان
التفت لها وهو يقول بتوعد: راجع عشان أحرق قلب سعد على أغلى ما عنده زي ما حرق قلبي عليك لما أخدك مني
ضحكت بسخرية بدون صوت ثم قالت
- أخد ايه؟ انت هتكدب الكدبة وهتصدقها.

رفع سبابته أمامها وقال: أي حد كان السبب ببعدك عني أديته تذكرة ذهاب بلا عودة، إلا سعد هخليه قصادك عشان تدوقي اللي أنا دقته لما فضلتي عليا واحد عقيم
داليا بانفعال: العقيم ده أنا بحبه ولو رجع الزمن فيا تاني بردو هاختاره تاني وتالت، وأنا متأكدة إن الحادثة اللي حصلت له زمان أنت كنت السبب فيها. وبدل ما يمـ.ـو.ت زي ما كنت مخطط، بقى عقيم...
- عندك ده خسر الكل و أولهم عيلة ماهر
داليا بترقب: أنت اللي قــ,تــلته صح.

- صح، لأنه هو السبب، لما اعترف لمـ.ـر.اته بكل حاجة عن حياتنا وهي من حبها فيه تقبلت الماضي بتاعه، بس لما أنا جيت وحبيتك عن طريقه لأنك صاحبة مـ.ـر.اته وكنت وقتها عايز أبدأ صفحة جديدة معاكي، عارفة إن هو ومـ.ـر.اته استكتروا عليا إني أعمل عيله زيهم...
مش سعاد دي هي اللي جت وبلغتك إني ما أنفعكيش، مش هي اللي خطبتك لأخوها قوام قوام عشان تبعدك عني، مش ده اللي حصل.

فعشان كده حلفت إني أدmر عيلته اللي فرحان فيها زي ما دmر حلمي إني أعيش معاكي و أول حاجة عملتها حرقت قلبه على أخوه وابنه
- ابن مين هو ماهر عنده ابن؟ هو كان متجوز قبل سعاد!
- عنده ابن أكبر من ميرال بسنتين، ابن حـ.ـر.ام...
أنا أصلا زقيت عليه وحدة عشان تشيل منه وألوي دراعه فيه، بس هو نكر أبوته ليه لأنه وا.طـ.ـي...

بس بينه وبين نفسه كان عارف إن ده ابنه فعلا، ومن وقتها عاش بنار لا قادر يعترف فيه لأنه لو عمل كده ممكن هيخسر حبيبة القلب لما تعرف لأنه خانها ولا قادر يشوفه بعيد عنه من غير ما يعمل حاجة...
لتقول داليا بعدm استيعاب من كل مـ.ـا.تسمعه الآن
- يعني البنات طلع عندهم أخ!
- ده أبسط جزاء للي كان السبب في بعدك عني.

- أنت ليه مش عايز تفهم مش هما السبب أنا اللي كنت بحب سعد من ثانوي وسعاد كانت عارفة بده فعشان كده لما عرفت منها إن واحد مجرم زيك مابيخافش ربنا مش عايز يعتقني روحت لسعد واعترفتله بحبي ليه وطلبت أنه يتجوزني عشان أخلص منك بس
- لو مفكرة إنك خلصتي مني تبقى غلطانة
- عايز إيه تاني.
- عايز أنـ.ـد.مك على اللي فات كله، يمكن وقتها جمرة حبك اللي بقلبي تبرد
- ابعد عن حياتي يا سلطان.

- إن ماخليتك تعضي صوابعك نـ.ـد.م وأخليكي تبكي دm على عيلتك اللي فرحانه فيها دي، أما بنات ماهر اللي عملالي فيها أمهم هخلي سعد يمـ.ـو.ت ألف مـ.ـو.ته باليوم على اللي هعمله فيهم...
- مش هتقدر ميرال بقت بذمة راج