رواية حصونه المهلكة كاملة جميع الفصول

رواية حصونه المهلكة هي رواية رومانسية والرواية من تأليف شيماء الجندي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية شيماء الجندي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية حصونه المهلكة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية حصونه المهلكة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية حصونه المهلكة كاملة جميع الفصول

رواية حصونه المهلكة من الفصل الاول للاخير بقلم شيماء الجندي

“نزاع!” /
أسدل الليل ستاره علي ذلك القصير المنيف الساحر والذي يضم أكبر عائلات مدينه الاسكندريه الساحره.. “عائله البراري” تلك العائله التي تمتلك أكبر قصور المدينه و أجملها لما لا وهي تستحوذ علي كبري المصانع والشركات فهي عائله مشهوره إقتصاديا واجتماعياً بالأوساط المخملية !!
وقفت ” أسيف ” بتلك الحديقه الخلابه تدور بعينيها باحثه عن أخيها وهي تحتضن تلك الهره الصغيره النائمه بوداعه وسلام داخل أحضانها لتنتفض علي ذلك الصوت الذي باغتها من خلفها مباشره يقول بقوه :
– إيه الجميله واقفه بتدور علي ايه !!
إلتفتت بأعينها المتسعه من تلك المباغته لتبتسم برقه علي الفور حين وجدت ابن عمها المشاكس “نائل ” يبتسم بهدوء لها ثم مد انامله يداعب شعر القطه الناعم وهو يقول بلطف :
– اسف مقصدش اخضك !
هزت رأسها بالنفي و لازالت تبتسم بهدوء تجيبه :
– لا ولا يهمك !! انا كنت فاكره تيم هنا بس شكله مشي !!
تبسم ضاحكا وهو يهمس لها :
– لااا ده عنده اجتماااع في اوضه المكتب !!
همهت علي الفور وقد فهمت مغزي ضحكته بالتأكيد اجتماعه مع ذلك الوحش المرعـ.ـب لها ! لتعقد حاجبيها وهو تقول بتساؤل :
– متعرفش معاهم قد ايه !! اصل تيم كان عاوز جدو في موضوع مهم !
عقد حاجبيه يردف باندهاش قائلاً :
– لا ماهو جدو جوا معاهم … وهو اللي طلبهم !!
انتقلت عقده الحاجب إليها وبدأت رأسها تدور بالأفكار عن محوي ذلك الاجتماع الطارئ فالجد لا يجتمع باخيها وابن عمها سوي بالحالات الطارئه للغايه !!
أفاقت علي طرقعه نائل امام عينيها وهو يقول بصوته الاجش وقد بدا متـ.ـو.ترا بعض الشيئ :
– بقولك ايه مـ.ـا.تعملي خدmه لابن عمك حبيبك !
ضيقت عينيها الرماديه الخلابه لتقول علي الفور :
– لا يانائل انا مش هغطي عليك تاني في مشاويرك دي كل مره بتحصل كارثه والمره اللي فاتت الوحش الهمجي ده كان هيرميني من فوق السلم بجد و حصلت مشكله بينه وبين تيم تاني وآآآ !!!
قطع حديثها يكمم فاهها بيده وهو ينظر بأعين متسعه لها غامزا لها بالخلف اتسعت رماديتيها وقد فهمت أنها اهانته وهو خلفها ليتركها “نائل” وتستدير بجسدها تقابل عينيه الهادئه وكأنها لم تنعته بشئ منذ لحظات واقفا يضع يديه بجيبي بنطاله وقد شمر عن ساعديه المفتولتين كعادته تاركاً أزرار قميصه العلويه مفتوحه بـ.ـارزا صدره العضلي خلف قميصه الذي رسم تفاصيل جزعه العلوي المنحوت ببراعه ….
ابتلعت رمقها بقلق من صمته المخيف !! أجل هي تهاب صمته أكثر من غضبه … بالتأكيد يدبر بعقله كيف يقــ,تــلها الآن !!
انقذها من تحديقها به لكزه من “نائل” وهو يهمس بقلق :
-مش تاخدي بالك !
تابعت الهمس معه وهو تقول بصوت يغالبه الارتباك :
– بس اسكت … مش قولت انهم في اجتماع !
ضـ.ـر.بت الكلمـ.ـا.ت عقله ليبتسم علي الفور وهو يقول بصوت رجولي أجش كاسرا حده الصمت التي تلف الأجواء :
– ايه ده انتوا خلصتوا بدري اجتماعكم يعني !
صمت لحظات ظن أنه لم يسمعه وكاد يعيد حديثه لكنه اخيرا خرج صوته القوي وهو لم يزحزح عينيه عنها تلك التي تقف محتضنه هرتها وكأنها تحتمي بها …
ابتسم بسخريه بعقله لكنه حافظ علي برود ملامحه وهو يردف :
– خلصنا ولمحت مراتي المستقبليه قولت اشوفها واقفه ليه هنا دلوقت !
عقدت حاجبيها الرقيقين بعدm فهم وظنت أنه قد جُن !! اين زوجته لايوجد غيرها هنا !! هل هي بالداخل !! هل أتي بفتاه تتعرف إليهم !! أيا كانت هي تشفق علي تلك المسكينه دون معرفتها !!! لما يحدق بها الآن !! هل هي اساءت فهمه ، أم توهمت أنه تحدث !!! إلتفتت تنظر إلي “نائل” الذي بادره بالحديث يقول بملامح مصعوقه :
– مراتك !! انت هتتجوز يافهد !؟ غريبه اوي … طيب هي جوا تحب ندخل نتعرف عليها ! انا مشوفتش حد وانا طالع دلوقت !
حسناً هي ليست بمفردها التي استمعت إلي ذلك إذا هي لا تتوهم !! إنه يتزوج ! ومن الأفضل أن يتزوج ويذهب بعيداً عن القصر !! ابتسمت حين وصلت إلي تلك الأفكار ! وكادت تدلف للداخل لكن شُلت حركتها للتو مع كلمـ.ـا.ته البـ.ـارده التي صدرت منه وهو يسير بعينيه الشيطانيه أعلي تفاصيل جسدها الصغير مرددا ببرود صقيعي !!
– وتدخل ليه ماهي قدامك اهي !
– أسيف !! تعالي ياحبيبتي !!
أفاقت علي يد أخيها تجذبها من أكتافها بقوه حانيه !! من أين ظهر ومتي !! لاتعلم حقا لا تعلم ماذا عليها أن تقول الآن فقط أعينها المتسعه وملامحها المصعوقه هي خير اجابه علي ماحدث لثاني مره ينقذها “نائل” متسائلا !!
– قدام مين !! أنت قصدك أسيف ، ما حد يفهمنا فيه ايه !!
تقدmت مع أخيها بصمت تام تتفرس معالم وجهه التي باحت لها بمدي غضبه الآن ، وبطبعها الحاني آثرت الصمت إلي أن يروق باله قليلا ويتحدث لها ..
كادت أن تمر بسلام من جانبه لكنه رفع صوته المتهكم الواثق يُحدث أخيها قائلاً …
-مش العروسه ليها رأي برضه حقي اسمعه !!
تيبست قدmاها بمحلها ، بالتأكيد هي المقصوده تلك المره مهما حاولت استبعاد الفكره لايترك لها مجالا لذلك رفعت رماديتيها المتسعه نحو اخيها الذي برزت عروق وجهه من فرط عصبيته وغضبه المكتوم … صاح فجأه بغضب :
– أنا قولتلك انسي إلا اسيف ، أنت ازاي ت..
قطع كلمـ.ـا.ته الشرسه دخول الجد البراري الكبير وهو يتشـ.ـدق بكلمـ.ـا.ته الغاضبه تجاه حفيده المنفعل مستنكراً رده فعله علي ابن عمه الاكبر ..
-جرا ايه ياتيم ازاي تعلي صوتك كده ، فهد عنده حق هو انت اللي هتتجوزه ؟!
ثم لانت نبرته قائلاً وهو يحدق بتلك الرقيقه التي اندست داخل أحضان أخيها تدريجياً مع ارتفاع الأصوات …
-أسيف ! تعالي ياحبيبتي عاوزك !
أنهي كلمـ.ـا.ته فاتحاً ذراعه كإشاره لاستقبالها باحضانه الأبويه ، لتنسل من أحضان أخيها و هي تحاول ضبط أنفاسها التي سلبها ذاك الموقف المخجل الذي وُضعت به رغم أنفها !
دلف الجد وهو يحاوط كتف حفيده إلي الداخل لينضما الي أفراد العائله الصغيره “العم مراد ” ، ” العمه سمر ” ،” الجده مريم ” ،” ندي “بتلك الباحه الواسعه من القصر … اتجه خلفهم كلا من الأحفاد تباعاً … وقد تضاربت المشاعر بين غاضب وحائر وداهيه بـ.ـارد يراقب ما يحدث بهدوء كعادته الشيطانيه لا يمكن لأحد توقع تصرفاته أو مشاعره ابدااا !
تطلع الجد لحظات إلي أحفاده ثم أردف بوقار وهدوء ناظرا إلي حفيدته ” أسيف ” الهادئه ؛ التي جاورته فوق الأريكة الراقيه ..
-أسيف انتي اكيد عارفه ان تيم كان هيطلب ايد ندي النهارده رسمي من اخوها فهد !
رفعت “أسيف” عينيها الي “ندي” التي اندلعت الحمره إلي خديها بخجل وتبادلا ابتسامـ.ـا.ت صغيره قطعها الجد حين قال :
– وفهد وافق … بس تيم هو اللي رافض دلوقت طلب فهد منه ؟!
حسنا الجد الماكر يلقي الكره بملعبها أمام الجميع .. ! هي فطنت إلي طلب فهد الذي تم رفضه لكنها لم تعقب حين استمعت الي صوت “نائل” يقول موضحاً بنفاذ صبر :
– وطلب فهد ده أنه يتجوز أسيف .. يعني من الآخر عاوز يبدل معاه !
نطق كلمته الاخيره بضحكه قصيره شاركته بها العمه ليزجره أبيه بنظره حاده علي سخافته بذلك التوقيت ، حدقت أسيف بوجه ندي الذي بهت علي الفور حين استمعت طلب اخيها .. او بمعني أدق “شرطه ” كيف له أن يفعل بها ذلك ، صمت الجميع منتظرين اجابه العروس الصامته التي تحدق بأخيها الآن !!
راقبها بصمت تام سامحا لعينيه بتأمل جسدها الصغير الانثوي !
لمحت عينيه لتشتعل الحمره بوجنتيها و هي تحاول استجماع كلمـ.ـا.تها بعد أن صمت الجميع من حولها لتقول أخيرا بصوت مبحوح :
– جدو أنا عاوزه اتكلم مع تيم شويه ممكن !!
رد الجد باندهاش :
-ودي عاوزه كلام يابـ.ـنتي ! موافقه او لا !!
تنهدت أسيف وقد بدأ التـ.ـو.تر يسيطر علي انفاسها لتردف بنبره متشنجه :
-جدو متزعلش مني بس موافقتي او رفضي ملهوش لزمه لو رأي تيم عكس رأيي ، أنت عارف اني مش باخد قرار من غيره !!
لمعت عيني “تيم” مرسلاً إليها نظرات دافئه فور أن طمأنته بكلمـ.ـا.تها الرقيقه ليرفع رأسه رافعا إحدي حاجبيه بتحدي سافر إلي ذلك الجالس يتابع ما يحدث ببرود صقيعي ونظراته لم تنتقل عنها هي وحدها !!
اخيرا نطق “تيم” يقول :
-انا مش فاهم ايه الطلب الغريب ده انت ازاي ياجدي موافق علي طلبه المفاجئ ده ، ده حتي ملمحش في مره بيه .. !!
رفع “فهد” إحدي حاجبيه يردف بعنجهيه واضحه :
-وانا المفروض اني كنت امشي اتغزل في اختك عشان تصدق اني عاوز اتجوزها !
اضطربت أنفاسها من كلمـ.ـا.ته الغير مباليه بشعور تلك الرقيقه التي لا تصدق الي الآن ما يحدث لهاا ولكن هب “تيم” فجأه بغضب يعنفه بقسوه صائحا بعنف :
– تمشي تتغزل في مين مـ.ـا.تحترم نفسك يابني ادm انت !!
– تيممممم !!!
كانت تلك صيحه في الجد المسن الذي وقف غاضبا يقول :
-تاني مره تعلي صوتك قدامي ،انت اتجننت ! ابن عمك مقالش حاجه عيب او حـ.ـر.ام ،متعصب كده ليه ! كان اتعصب هو لما طلبت اخته !
جز “تيم” علي اسنانه يردف بغضب وهو يسحق الحروف بين شفتيه …
– انت بتدافع عنه ليه كده ياجدي ضدي ؟!
تنهد الجد وقد بدأت لهجته تلين حتي يسنح له التفاهم مع ذاك العنيد .. ليقول مستعيدا بعض هدوءه :
-يابني انا ولا ضدك ولا ضده انا مش فارق معايا غير راحه أسيف ، فهد مكلمني من فتره في مسألتهم وقالي أنه مستني تخلص امتحانات ويطلبها منك ، بس انت سبقته وهو لقاها فرصه مناسبه بس كده …
وقفت “أسيف’ تحتضن ذراع أخيها بعد أن هبت “ندي” واقفه بغضب تتحدث إلي “تيم” :
– وانا اخويا فيه ايه وحش عشان ترفضه بالشكل ده ! ايه عمل مصيبه لما طلب اختك !! كلنا هنتحايل عليك تقبله !
احتدت نظراته و ألقاها بنظرات لاهبه وبدأ يعود لعصبيته المفرطه وقال بغضب :
– ندي مـ.ـا.تتدخليش في حاجه زي .. الا أسيف عندي انتي عارفه انها خط احمر عندي مهما كنتي بالنسبالي !!
اتسعت عينيها من حديثه الفظ لتشـ.ـد “أسيف” ذراعه حين أصبحت الأمور سيئه هكذا وبدأ الجد يقترب و أعينه تلقي “تيم” بغضب لاسلوبه مع حفيدته لكن وقوف ذلك الفهد واندفاعه ناحيه “تيم” و أعينه قد بدأت تظهر امارات الغضب يردف صائحا :
– انت مين اداك الحق تكلم اختي بالشكل ده ، اختك غاليه اوي واختي انا اللي رخيصه !!
كاد يندفع ناحيه لكن وقف “نائل” والعم مراد بينهم وجهر “مراد” بغضب :
– انتوا اتجننتوا ايه اللي حصل لكل ده ، انتوا بتتلككوا لبعض ! أسيف خدي اخوكي واطلعي اوضتك من فضلك ! اتفاهموا فوق ….
عقد الجد حاجبيه بتفكير مستنكرا التأجيل بذلك الأمر لتقول عمتها ببشاشه هادئه لتزيل التـ.ـو.تر الدائر بالاجواء :
– خلاص يابابا متضغطش عليها كلنا عارفين أسيف مرتبطه ازاي بتيم خليهم يتفاهموا شويه واهو احنا قاعدين هنروح فين كلنا !
نظر الجد الي حفيدته الجميله لحظات ثم اومأ لها وهو يحذرها بلطف :
-أسيف عقلي اخوكي وفهميه انه عيب يتصرف كده وانا موجود انا عمري ماأذيكي يابـ.ـنتي !
عضت علي شفتيها بخجل وهو تسحب يد “تيم” إلي أحضانها لينظر اليها ويراها تتوسله باعينها الجميله ان يتبعها وقد كااان !
اغمض عينيه يزفر انفاسه ثم جذب يدها الصغيره وهو يتجه معها إلي الأعلي بخطوات راكضه وهي تتبعه غافله عن نظرات ذلك الغاضب التي تابعتهم بصمت !!
-***-
اجتمعت الدmـ.ـو.ع بمقلتيها الرقيقتين وهي تنظر الي اخيها الواقف امامها يحيط وجهها بكفيه الخشنه المضاده لنعومه بشرتها الملساء الناعمه ….
جذبها “تيم” الي أحضانه القويه يربت علي خصلاتها وهو يداري غضبه ودmعاته ساخطا علي تلك العائله يلعن داخله ويسب بأبشع اللعنات علي ذلك الوضع الذي وقعت به شقيقته الغاليه الرقيقه …
أحاطت عنقه بقوه ثم وضعت قبله صغيره من شفتيها الرطبه أعلي صدغه برقه ليخرجها من أحضانه تكور هي الاخري وجهه بين يديها الصغيره الناعمه تبتسم له ببراءه شـ.ـديده ليزداد غضبه علي نفسه ومن حوله لكن بالتأكيد يستثنيها هي من ذلك الغضب الذي تموج به رماديتيه التي ورثها هو وتلك الملاك عن أبيهما الغالي لكنها لم تكتفي بوراثه عيني ابيها فقط !!!
لطالما شابهت تلك الصغيره التي جاوزت العشرين عاماً امهم الحنون … طالما كانت غاليته واستثناؤه الوحيد !!! طالما احبها ورعاها تلك الرقيقه المدلله !! كيف لها ان تجابه ذلك الوحش الضاري !!! كيف لها أن تروضه !!!
أفاق من شروده بملامحها علي صوتها الرقيق الحنون تردف ببراءه وهدوء كعادتها :
– تيم ! انت بخير حبيبي !!!
أغمض عينيه حين همست بتلك الكلمـ.ـا.ت له يهز رأسه بالسلب منتفضا من فوق تلك الأريكة التي اتخذ مكانه فوقها منذ دقائق ينظر لها بهلع مرددا وهو يجز علي أسنانه بغضب :
– لا انا مش هتجوزها ولا انتي هتتجوزي البني ادm ده !! انا مش ممكن اعمل فيكي كده !!
انتفضت هي الأخري تتشبث بذراعه بحـ.ـز.ن طاغي ثم اندفعت إلي أحضانه وقد بدت علي شفا البكاء تحيط عنقه هامسه بصوت متقطع بنشيج باكٍ
– لا ياتيم عشان خاطري لو بتحبي متعملش كده!! مين قالك إني مش عاوزه ده !!! انا موافقه عليه !!!
أخرجها من أحضانه لينظر داخل رماديتيها وهو يقول بنبره صارمه قويه اهتز بدنها لها :
– لا ياأسيف .. انا هعيش بذنبك طول حياتي !! مش هقدر اعمل فيكي كده ياحبيبتي !!
كاد أن يلفظها من أحضانه ويتجه الي الخارج .. وكادت أن تتركه لكن ضـ.ـر.بت برأسها صوره “ندي ” .. تلك الفتاه الرقيقه المتيمه باخيها والتي تنتظره منذ أعوام بصبر تام فهي تعشقه منذ ان كانت صبيه بالرابعه عشر ، وهاهو حلمها يقترب .. لكنه يتوقف علي كلمه منها هي !!!
اندفعت إليه مسرعه تهتف بخجل وهي تمسك ذراعه متشبثه به تهمهم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومه منكسه رأسها بخجل .. ليعقد حاجبيه بعدm فهم ويمد أطراف أصابعه يرفع وجهها الصغير المستدير ليواجه مقلتيها الدامعه الخجله تهمس له بشفاه مرتعشه :
– انا موافقه علي فهد ياتيم !!
اتسعت عيناه بصدmه وكأنها صفعته للتو ليقول باندهاش ووجه مشـ.ـدوه !!
-أسيف حبيبتي انتي مستوعبه بتقولي ايه !!! مش ده فهد المتوحش زي ما بتقولي !!! ده فهد اللي مبتحبيش تقعدي معاه ف قعدات العيله !! مش ده اللي قولتي انه انسب واحد يتقال عليه اسم عيلتنا ” البراري ” !!! وانه اتفصل ليه الاسم !! عاوزه تفهميني كل ده اتغير في لحظات !! بعد ما سمعنا قرار جدك تحت !! لا قرار ايه دي مقاضيه .. اجوزه اختي واتجوز اخته !! ده لو اخر رااج…آآآ!!!!
اوقفت استرساله بالكلمـ.ـا.ت تضع يدها فوق شفتيه وقد بدأت قواها أن تخور امامه لكن لا لتصلح الامر وتطمئن علي أخيها وصديقتها ابنه عمها !! ثم تنهار وحدها برعـ.ـب من ذلك الكائن !!! بدأت عينيها تذرف الدmعات التي كانت تسقط علي قلب ذلك الماثل أمامها تكويه .. لترتمي فوق صدره العريض حتي لا تواجه تلك الثاقبتان التي تكشفاها بلحظات !! وتهمس له بنشيجها الباكي :
– تيم صدقني انا عوزاه ورحمه ماما وبابا ما تتسرع لا انا ولا ندي هنرتاح كده !! وبعدين انت معايا مش هتسيبني كل الحكايه هتنقل الدور اللي فوق بس !! ولسه في فتره خطوبه لو مش هتأقلم معاه اوعدك هسيبه ونوقف كل ده !!!
أغمض عينيه يستمع الي كلمـ.ـا.تها المتعقله وهو يكاد يجزم أن شقيقته تضحي من أجله ليس إلا !!! هو يعرفها جيدا !! لن تتركه وحبيبته المسكينه بداخل تلك النيران الحاميه التي اشعلها جدهم بعادات وتقاليد تلك العائله اللعينه !!! كيف لبعض الأعراف أن تتحكم بهم هكذا !!
احكم ذراعيه حولها وهو يرفعها بين ذراعيه متجها بها إلي الفراش بعد أن شعر بـ.ـارتجافها وانتفاضها باحضانه لم تفلته !! قد خارت قواها بالفعل لكن لن تتركه قبل ان تأخد وعد منه بعدm الرفض !!
تمسكت بقميصه ليجاورها داخل الفراش مبتسما بهدوء حين فهم رسالتها بعدm تركه إلا حين تسمع ما يرضيها !! لكن هل يرضيه ذلك هو ايضا !! هل يقنع ذاته بكلمـ.ـا.تها الرقيقه التي نسجتها من وحي خيالها البرئ !! أيتها الفراشه الناعمه كيف لذلك البراري ان يتركك وشأنك !! لكنه معها لن يتركها حتي ان وصل الحال لقــ,تــله !!!
أفاق للمره التي لا يعلم عددها بشروده علي لمستها الرقيقه أعلي وجنته وقد مسحت دmعاتها تنظر إليه بابتسامتها المشرقه وهي تستند بذقنها الصغير فوق صدره !! كعادتها تسرق ابتسامته ببرائتها اللامتناهيه لم يخشي عليها سوي من تلك البراءه الورديه التي تملكها .. كيف تروض ذلك القاسي !!!
لكنه نفض رأسه يحيط وجنتيها وهو يعتدل ويشـ.ـدها بقوه لأحضانه يهمس لها :
-أسيف !! انا مقدرش ابقي اناني افهميني عشان خاطري !! كده انا بقدmك قربان ليه !! مش هستحمل ده !!
ابتسمت تمازحه وهي تخرج من احضانه تلكزه برقه تقول
-قربان ايه ياساقط نحوي أنت !! هتعمل فيها مثقف !!
ارتفع إحدي حاجبيه وقد بدأت تتشتت افكاره بابتسامتها وكلمـ.ـا.تها ليرد مزاحها قائلاً :
– بقي انا ساقط نحوي!! بتنكري فضلي امال مين كان بيذاكرلك وطلعتي عينيه ومكنتيش بتنيميه هاا !!
رفعت خصلاتها بكبرياء مصطنع وهي تغمز له باحدي عينيها بشقاوه محببه له:
– كنت بتسهر عشاني برضه مش عشان حبيبه القلب !! ياولااا !!
رفع حاجبه باستنكار وهو يتهرب من كلمـ.ـا.تها يقول :
– حبيبه قلب !! و ياولااا !! انتي تربيتي أنتِ !!! أنتِ ربايه قصور البراري !!
ارتفعت ضحكاتهم معا حين قلدها هكذا ليحيطها مره اخري هامسا بصدق :
– أنتِ عارفه إن كل تصرفاتي عشانك قبل نفسي حتي !! منكرش اني حبيت ندي عن طريقك بسبب علاقتكم !! بس خليكي دايما عارفه انك قبل كل حاجه عندي وقبل ندي نفسها !! أنتِ بـ.ـنتي قبل اختي ياسوفي!!
ابتسمت حين همس بذلك اللقب المحبب لها !! بل حين همس بتلك الكلمـ.ـا.ت المطمئنه الصادقه !! وماذا تريد الفتاه بعد احتواء اخيها !!! ماذا تريد هي بعد تلك الكلمـ.ـا.ت الصادقه !!
اعتدلت تقبل وجنتيه وهي تهمس له :
– يعني هتنزل معايا دلوقت نبلغ جدو بموافقتنا !! أنت قولت اني قبل كل حاجه عندك !! هترفض طلب بـ.ـنتك !!
تنهد بيأس من اصرارها العنيد الذي ورثته عن ابيهم !! يالها من مخادعه تستغل كلمـ.ـا.ته ضده !! ابتسم حين وجدها تطالعه بابتسامه امل صامته تترقب رده ليقول بنبره تحذيريه مشـ.ـدده وهو يرفع سبابته امام عينيها :
– لو فكر يضايقك او حصل اي حاجه منه تأذيكي و أنتِ مقولتليش هزعل منك أنتِ ياأسيف !! وانشفي شويه كده عشان ت عـ.ـر.في تتعاملي مع الكائن ده !!
عقدت حاجبيها تردد باندهاش :
– انشف !! يعني اعمل ايه !!
ضـ.ـر.ب جبهته بيأس و ردد وهو يقف ويوقفها معه :
– عملالي شوارعيه وانتي مش عارفه انشفي !! يعني خليكي جـ.ـا.مده ياحبيبتي متسكتيش زي عادتك الهباب !!
زمت شفتيها وعقد حاجبيها وهي تطالعه بحـ.ـز.ن مصطنع :
-انا عاداتي هباب ياتيم !!
ابتسم لها وهي يخرج معها من غرفتها يحيط اكتافها بذراعه ثم رفع يدها الصغيره الي فمه يقبلها بقوه وهو يشـ.ـدد من احتضانه لها
-أنتِ كل عاداتك جميله زيك ياقلب تيم !!
ابتسمت علي الفور و احمرت وجنتيها بخجل يعهده منها منذ طفولتها لطالما كانت تخجل حتي من مديحه هو لها !! وذلك أحد أسباب رعـ.ـبه عليهاا !! و اااه من رعـ.ـبه عليها !
“رعـ.ـب !”/
رفعت خصلاتها خلف أذنها اليمني .. وهي تحدق بهيئتها البرئيه بحـ.ـز.ن طفيف ، اليوم سوف يُعقد قرانها عليه ،فبعد المناوشات والمناقشات قرر الجد عقد القران وبعد اسبوع اقامه حفله راقيه يحضرها كبـ.ـار المسؤولين والشخصيات العامه من الطبقه المخمليه !! لطالما اشتهرت عائلتهم بالحفلات الباهظه الصاخبه والتي لم تشارك سوي بقليل منها لطبعها الهادئ وتجنبها الصخب !
تأملت ذلك الثوب الرقيق الذي ارسله لها جدها كهديه لترتديه بعقد القران والذي كان من أكبر بيوت الازياء بفرنسا كعادته بالمناسبات تنتقي عمتها لها ولندي الازياء وبالطيع لم تهتما الفتاتين لذلك لطالما كرهتا صخب الحفلات .. حدقت بانعكاسها بالمرآه التي أبرزت هيئتها كامله من رأسها لاخمص قدmيها حيث تلك القماشه النبيذيه الناعمه التي رسمت تفاصيل جسدها الانثوي ببراعه بدايه من صدرها الي خصرها المنحوت إلي أعلي ركبتيها حيث تبدأ فتحه طويله بجانب ساقها اليمني الي نهايه الفستان عند كعبيها كاشفا عن ساقها البضه الممشوقه زفرت بملل ! لقد مرت عده اشهر علي الخطبه والتي لم يبرز فيها أي تصرف سيئ منه .. فمعظم الوقت كان بسفر خارج البلاد لإنهاء اعماله .. لكنه لم يبرز تصرف حسن أيضا!!!
لقد أخفت ذلك الشعور السيئ الذي يراودها عن الجميع قد أصبح هاجسها اليومي هو لما طلب الزواج وهو يتجنب رؤيتي هكذا ! لكنها حاولت إحسان الظن والقاء اللوم علي أعماله التي لا تنتهي !!
انتفضت حين دلفت “ندي” مسرعه دون طرق الباب تهلل فرحه قائله وهي تجذبها من ذراعها :
– فهد جيه ياأسيف وسأل ع …
قطعت كلمـ.ـا.تها تطلق صفير عاليا وهي تدور بابتسامه مبهوره حول جسد ابنه عمها ذات القوام الممشوق وتقول بانبهار :
-ايه الحلاوه دي ياأسيف !! الفستان طالع تحفه عليكي !! احلي من فستاني كمان !!
اندفع الدm الي وجنتيها وهي تهمس لها بخجل :
-ميرسي ياندي ..
ضحكت الاخري بصخب وهي تقترب من ابنه عمها تحيط كتفها قائله باستنكار :
– ايه ياسوفي وشك بقي احمر مني انا ! هو فهد مغيرش الطبع ده فيكي … ده حتي اخويا بجح وجرئ !
وضحكت مره اخري غافله عن ملامح ابنه عمها التي شحبت بحـ.ـز.ن … هو لم يغير شيئ … بل هي لا تعرف عنه معلومه واحده مثل التي افصحت عنها شقيقته للتو امامها!
نكست رأسها بهدوء و اتجهت إلي غرفه الملابس لتنزع الثوب لكن أوقفتها كلمـ.ـا.ت “ندي” التي قالت باندهاش :
-أسيف انتي مش مبسوطه مع فهد !
ارتفع صدرها وهبط بانفاس متضطربه وهي لا تعلم بما تجيبها لتأتي طرقات تعرفها جيدا اعلي الباب تنتشلها من تـ.ـو.تر الأجواء … ويدلف شقيقها الوسيم الي الداخل وابتسامته المشرقه تكلل وجهه !!
اتجهت مسرعه إلي أحضانه حين فتح ذراعيه ليستقبلها بينهم ضاما جسدها الرقيق لصدره أحاطت عنقه بقوه وهي تدفن رأسها الصغير بتجويف عنقه ..
ابتسم “تيم ” وراح يقبل خصلاتها مشـ.ـددا من احتضانه لها وهو يهمس لها باذنها بقلق أخوي :
– مش بتستخبي كده غير و أنتِ عامله كارثه او خايفه ! في حاجه حصلت !
هزت رأسها بالسلب وهي تقبل وجنته وتنسل من أحضانه ليستمعا الي صوته المتهكم الرجولي بعد ان دلف بعنجهيه بلا استئذان إلي الجناح الخاص بها يقول بهدوء :
– انا بعتلك ندي بس اخرت قولت اجي اطمن بنفسي !
ارتفعت رماديتيها إليه وهو يخطو تجاهها متفرسا جسدها كعادته اسفل ذاك الرداء النبيذي الذي أبرز لون بشرتها البيضاء الناصعه صعد بعينيه وهو يلتهم تفاصيلها بتبجح وجراءه أثارت غيره “تيم” بشـ.ـده ولمحه لكنه استفزه بنصف ابتسامه تهكميه وهو يتأمل عنقها المرمري صعودا إلي شفتيها الكريزيه ثم إلي أنفها الصغير يتبعها عيونها الواسعه اقترب منها للغايه وهي تحاول التقاط أنفاسها من نظراته المخجله فقد هـ.ـر.بت دmاء جسدها كله إلي وجهها لتتلون وجنتيها وتنكس رأسها !
استمعت الي صوت شقيقها الغاضب يقول باستنكار :
– أنت ازاي تدخل اوضتها كده ؟!
وضع يديه بجيبي بنطاله ثم ألقاه بنظره سريعه تهكميه محاها بلحظات وهو يقول ببرود ..
-مش هتبقي مراتي !
سرت رعشه بجسدها مع كلمـ.ـا.ته المقتضبه ، وعقد حاجبيها برقه تنظر تجاه ندي التي بالطبع استنكرت افعال “تيم ” ولكن ع الجانب الآخر ..نظر له “تيم ” غاضبا ثم قال رافعا صوته الرجولي الغاضب
– لما تبقي مراتك يبقالنا كلام تاني ساعتها ! لكن طول ماهي مش علي ذمتك متدخلش منغير مـ.ـا.تخبط !
حدق به لحظات بصمت واستمعا الي صوت “ندي” تقول غاضبه وهي تزجره بنظراتها المنفعله علي إحراج شقيقها كعادته :
– تيم كلها شويه وهتبقي مـ.ـر.اته مش ملاحظ انك مكبر الموضوع ! هو كان مسافر و…
قاطعها فهد باشاره من يده وهو يتقدm نحو ” تيم ” قائلا بهدوء وابتسامه خفيفه تشق ثغره الدقيق
– متزعلش ياتيم أنا ماخدتش بالي فعلا من مسأله الباب دي يمكن دي عاده ،انت عارف اني مبخبطش وكمان مش متعود ازورها في اوضتها ابدا !
اتسعت أعين الجميع وأولهم تلك التي ينعتها بضمير الغائب دوما لما لا يذكرها باسمها ! ومنذ متي وهو يعيرها اهتمام ويأتي اليها ! منذ متي وهو يتحدث هكذا من الاساس ! أفاقت علي صوت شقيقها الذي اجلي حنجرته وقال بصوت بدأ يستعيد رونقه المتزن ..
– حصل خير انا كنت خارج دلوقت عشان اسيب البنات يكملوا لبسهم ..
اشاره صريحه بطرده فهمها “فهد “علي الفور و إلتوي ثغره بابتسامه هادئه كعادتها تدب الرعـ.ـب بقلبها !! لتستمع الي صوته يقول وهو يخرج شيئ من سترته ويمسك يدها بمباغته ضاغطا بخفه عليها :
– اكيد انا كمان هخرج بس مش قبل مااعمل اللي جيت عشانه !
ثم فتح العلبه المخمليه الصغيره مخرجا منها خاتما رقيقا مثلها مرصع بفصوص الالماس الرقيقه ودفعه إلي بنصرها باليد اليمني برفق ثم رفع يدها إلي فمه يقبلها وهو ينظر داخل عينيها بهدوء وهي عاجزه عن قراءه مشاعره البـ.ـارده …
خرجا اخيرا من الغرفه لا تعلم متي بالتحديد فهي شردت بمستقبلها الذي لا تتخيله إلي الآن معه و أفاقت علي يد “ندي ” فوق كتفها ..
استجمعت نفسها سريعا وهي تقول معتذره لها
-ندي ! متزعليش من تيم أنتِ عارفه احنا بس مش متعودين علي فهد خصوصاً انه معظم حياته كانت برا مع عمو !
ابتسمت لها ثم ربتت علي كتفها وقالت :
– عارفه ياأسيف ومش زعلانه منه احنا متعودين علي خناقاتهم دي وفهد لاول مره مايحاولش يستفز تيم اكتر … يلا عشان نجهز مفيش وقت الميكب ارتيست وصلت انا مبسوطه اوووي ياأسيف !!
ابتسمت الأخري علي الفور واحتضنتها بفرحه لتلك الصديقه الطيبه وابنه العم وقالت برفق :
-وانا فرحانه لفرحتك دي ….
وبدأت استعدادات عقد القران بين قلوب وجله و ملهوفه وقلقه وهادئه تُنذر باعصار شـ.ـديد !!!!!
🔥⁦♥️⁩🔥
اعتدلت صارخه تحاول التقاط أنفاسها التي هـ.ـر.بت من رئتيها بعد ذلك الكابوس المفزع الذي يتكرر للمره التي لا تعلم عددها … لكنها سئمت منه ومن تفاصيله اللعينه !!
وقفت وهي تحاول استعاده توازنها والسيطره علي تلك الارتعاشه التي تنتابها منذ الصغر حين تري تلك الكوابيس .. اندفعت خارج غرفتها وهي تهرع الي باب غرفه تحفظها عن ظهر قلب … منقذها وملاذها اخيها الحبيب !! الذي يستقبلها بأحضانه الدافئه بلا كلل أو ملل !!
حاولت ضبط انفاسها وهي تتجه بالرواق مسرعه كطفله خائفه لتصل إلي وجهتها اخيرا ففتحت الباب مسرعه وكادت أن تخطو إلي الداخل لكنها شهقت بخجل واندفعت الدmاء إلي وجنتها حين وجدت اخيها وابنه عمها .. بل بمعني أدق زوجته منذ أمس يتبادلان قبلات بطريقه مخجله للغايه .. لمحت بطرف عينيها “ندي ” وهي تتشبث بقميص اخيها الذي انفكت جميع ازراره واخيها يحاول افلاتها متقدmا منها .. لكنها اوقفت ذلك تصيح بتلعثم وخجل وهي تحاول تجميع حروفها المشتته صائحه بتـ.ـو.تر :
-اسفه يااا ياتيم .. انا ..انأا ..ااا كنت فكراااك يعني لوحدك.. و وآآآ .. اسفه !!!
ثم أغلقت مسرعه وهي تتجه الي غرفتها راكضه وقد احتل الخجل ملامحها ونسيت كابوسها وجميع ماحدث وعقلها يحاول تحليل مارأته … هل ابنه عمها تفعل ذلك دوما !! هل اخيها الآن يلعنها بعدmا قطعت لحظاته الحميميه مع حبيبته والتي عقد قرانه عليها منذ ليلتين فقط !! هل يجب ان يفعلا ذلك !! هي ايضا قد عُقد قرانها معهم علي ذلك القاسي !! لما لا يفعل ذلك … اتسعت عينيها مما وصلت إليه أفكارها لتنفض رأسها وهي تدير مقبض غرفتها وتلج اليها وقد اكلت الحمره وجنتيها اللطيفه تحاول ازاحه مارأت من عقلها ..
كادت ان تغلق بابها لكانها شهقت بفزع وكادت تصرخ لولا تلك اليد التي امتدت الي فمها تكممه لتتسع عينيها بهلع ورعـ.ـب !
دفعها للجدار خلفها بقوه ويده تغلق الباب بالمفتاح ! لتدب القشعريره بجسدها حين جذبها من خصرها الي جسده لتوها لاحظت ان نصفه العلوي عاري تماما !!!
لايرتدي سوي بنطال قماشي فقط !! لما يزيد رعـ.ـبها بتلك النظرات القاسيه المندلعه من رماديتيه البـ.ـارده ! حدقت به باعينها المتسعه وهي لا تستطيع ان توقف عقلها عن العمل ماذا يريد !! هل سوف يفعل بها ما يفعله اخيها الآن بزوجته او بمعني ادق خطيبته ! لكن تلك النظرات لا توحي بذلك كيف لم تشعر بخطواته خلفها !! تجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها حين ضـ.ـر.ب بعقلها ذلك الكابوس المرعـ.ـب الذي لم يكن بطله أحد سواه !!
صرخه مكتومه صدرت منها حين دفعها بغضب الي الحائط من خلفها ليحتجزها بينه وبين جسده الذي يصدر حراره تشعل جسدها الآن .. لينطق اخيرا جازا علي اسنانه بقوه :
-كنتِ بتعملي إيه برا اوضتك في وقت متأخر كده!!
حاولت تجميع كلمـ.ـا.تها وابتلعت رمقها وقد بدأت عيونها تذرف الدmـ.ـو.ع من فرط رعـ.ـبها منه كادت أن تجيبه حين رفع يده عن فاهها لكن تلك الطرقات الهادئه أعلي الباب يتبعها أداره المقبض والتي من الواضح أن أخيها قلق مما حدث !!
حاولت الإفلات من أحضانه القاسيه لتفتح الباب لشقيقها لكنه أعاد يده مسرعا اعلي شفتيها الدافئه المناقضه لبروده يده يحتجزها بقوه أكبر بين ذراعيه والحائط ليشل حركتها تماما !!!!
هاهو يحدث ما أراده استمعت إلي صوت شقيقها يحدثها بصوته الحاني الأجش وقد عاد يطرق الباب برفق قائلاً :
-اسيف حبيبتي أنتِ نمتي !!
لم تستطع مقاومته أكثر وقد بدأت قواها أن تخور بين أحضانه من فرط الرعـ.ـب والغموض الرهيب الذي يحيط باجواء جناحها الهادئ ! ارتعش بدنها حين استمعت إلي خطوات أخيها تبتعد عن الغرفه وقد ظن أنها خجلت وتختبئ كعادتها !!
اغمضت عينيها بيأس من إنقاذها من ذلك الوحش الضاري الذي دفعها بعيدا عن الباب وقد بدت حركاته عنيفه معها للغايه !! لا تعلم لما ينتهج ذلك العنف معها !! لما يزيد رعـ.ـبها منه !!
استمعت إلي أنفاسه الغاضبه وهو يقول بصوته الجليدي الذي طغي عليه البرود الآن !!
– محدش هيعرف ياخدك من بين ايديا خلاص !! مـ.ـا.تحاوليش في مره تدخلي اخوكي بينا عشان انتي اللي هتنـ.ـد.مي ساعتها !!
رباااااه !!!!!! إنها كلمـ.ـا.ت كابوسها !!! تتحقق الآن !!! تلك التحذيرات المرعـ.ـبه لبدنها تستمع إليها بواقعها !! اختلطت الامور وانتفض جسدها برعـ.ـب ؛ لتسيل دmـ.ـو.عها كالشلال أعلي وجنتيها الحمراوتين لكن ليس من الخجل ! بل من الاختناق !
رفع يده عن فمها وهو يراقب هيئتها التي اشعثها راقبها بصمت لترفع عينيها أخيرا مندهشه من نظراته الصامته لتستعب أنه ينتظر ردها … همست بنبرتها الرقيقه وشفتيها التي اتخذت اللون الكريزي المهلك لاعتي الرجـ.ـال ترتعش لتقول بخجل :
– اناا شوف كاابوس و .. و … كنت رايحه انام عند تيم عشان آآآآآ !!!
لم ينتظر باقي حديثها ليرفع يده إلي فكيها يضغطه بعنف بين اصابعه القاسيه لتتسع عينيها من فرط عنفه واستخدامه لقوته الجـ.ـسمانيه معها !! دفعها إلي الفراش و هو فوقها يعتليها بجسده العضلي القوي تاركاً ثقله أعلي جسدها الغض اللين وقد ارتفع قميصها القطني الي فوق منتصف فخذيها لتشعر بيده القاسيه تتسلل الي جانب ساقها ليقبض علي جانب ساقها غارسا اصابعه بلحمها كادت ان تطلق صرخات عاليه لتستغيث باخيها لكنه فطن لها ليبتلع صرخاتها في جوفه مُلتهما شفتيها بقوه غارسا اسنانه اللؤلؤيه بشفتها السفليه لتتساقط شلالات الدmـ.ـو.ع من عينيها لا تتحمل ان يتحقق بدايه كابوسها كذلك !! هي بالأساس لم تتحمله كحلم !! لكنه الآن يتجسد أمامها بواقعها حاولت افلات احدي يديها التي قيدهم معا بقبضته الفولاذيه أعلي رأسها فبالطبع بآت محاولاتها بالفشل لتغمض عينيها بعنف واخيرا فك اسر شفتيها بالطبع بعد أن ادmاها !!!
تستمع الي صوته الشيطاني المرعـ.ـب يقول
-اخوكِ مبقاش فاضيلك !! دلوقت عنده الاهم منك .. اياكِ اشوف شغل العيال ده تاني ! اوضتك متطلعيش منها بقمصان قصيره تاااني شغل الشو الرخيص ده مش عايزه سااااامعه !!
انتفض جسدها مع كلمـ.ـا.ته الساخره اللاذعه وبلحظه بدأ جبينها يتصبب العرق رغم جو الغرفه البـ.ـارد ! شعر بصدرها يعلو ويهبط بقوه وقد بدأت الرؤيه تتشوش لديها وبالفعل أغمضت عينيها مستسلمه إلي تلك الاغماءه التي رحمتها من عـ.ـذ.ابها المهلك معه !!!!!
⁦ ⁦♥️⁩🔥⁦♥️⁩
بدأت تفتح عينيها وهي تنظر الي تلك الوجوه التي لم تتخلص من أثر النوم بعد !! شعرت بجسدها بين أحضان أحد لتفتح عينيها بفزع تخرج مسرعه وهي تواجه ذلك الجسد بعلامـ.ـا.ت مرتبعه لكنها تبدلت علي الفور حين وجدته أخيها الحبيب لترتمي بأحضانه تقيد عنقه بقوه وشهقاتها ترتفع شيئا فشيئ !!
اتسعت أعين “تيم” وراح يربت علي خصلاتها الناعمه وظهرها برفق يهمس لها بكلمـ.ـا.ت مطمئنه وهو إلي الآن لم يستعب ما يحدث لها بدأت تهدأ لتجد يد أخري تربت علي ظهرها والتي كانت العمه الجميله “سمر” تقول بنبرتها الرقيقه ؛
-اهدي ياحبيبتي ده كابوس مش اكتر !
لم تجبيها بل شـ.ـددت من ذراعيها حول عنق أخيها وهو ترتجف برعـ.ـب لا أحد يعلم أن كابوسها قد تحقق لقد هاجمها بلا أسباب ذلك الوحش الضاري المرعـ.ـب ! لا تريده ولن تتمم تلك الزيجه اعتدلت مسرعه تنظر إلي” تيم ” بأعين تائهه وكادت أن تتفوه لكن عطره الذي ملأ الغرفه الآن اخرسها !!
إنه هنا !! معها !!! بل معهم !!! التفتت تبحث بوجوه الجميع الي ان التقطتت عيناها عيناه الخبيثتين ينظر إليها بثقه وكأنه يمتلك مقاليد لسانها ارتفع جانب ثغره بابتسامه خفيه لمحتها علي الفور لتستمع إلي صوته بعدها وهو يقترب منها مادا يده إلي العمه برفق يعاونها بالوقوف ليتخذ محلها فوق فراشها كادت تهرب لأحضان أخيها مره أخري لكنه قبض بقوه علي رسغها وجذبها وهو يدس أنامله بخصلاتها بحركه لطيفه أمام أعين الجميع وأمام شقيقها الصامت لأول مره !!
جلس نصف جلسه فوق الفراش ويده تضغط فوق رسغها بقوه تحذيريه و أنامله تهبط لعنقها أسفل خصلاتها لتستمع أخيرا إلي صوته الماكر الضاحك بهدوء :
– ايه ياحبيبتي انتي هتقلقيني منك ليه متجوز بـ.ـنت اختي ! عشان كابوس تلمي العيله كلها كده و تخضيني عليكِ !
اتسعت رماديتيها وفاهها معا بصدmه من حديثه وارتفعت الضحكات من حولهم ! وشقيقها ايضا يضحك !!! هبطت أعينها إلي ملابسها وكادت تزيح يده وتفصح لهم عما فعله بساقها لكنها ذُهلت حين وجدت نفسها ترتدي بيجامه ضيقه !!
اضطربت انفاسها وشلت حركتها وهي لا تعرف كيف تتحدث الآن …. هل كانت تحلم بالفعل !! هل كان كابوس !! لكن أعينه الخبيثه الماكره وابتسامته حين هبطت باعينها لملابسها لتستمع إلي صوته مره أخري يقول بهدوء وقد استعاد اتزان كلمـ.ـا.ته الرصينه المنمقه ويديه الاثنتين يكوران وجهها و أنامله تعبث بخصلاتها أمام الجميع !
– ايوه كده يااحبيبتي بطلي عـ.ـيا.ط واهدي كده
ثم نظر الي الجد يقول :
-معلش يابراري خضناك معانا بس انا قلقت لما شوفتها كده ! ممكن تسيبوني مع مراتي شويه !
انتفض قلبها برعـ.ـب وكادت تنظر لأخيها وترفض لكنه ثبت رأسها بقوه ضاغطا بأنامله المدسوسه بخصلاتها علي فروه رأسها لتأن بصمت مرتعب بعد أن زجرها بنظره تحذيريه غاضبه خفيه !!!!
بالفعل بدأت الأرجل تخرج إلي الخارج واستقام اخيها التي جذبته “ندي” تقول له مطمئنه إياه :
– متقلقش ياتيم سيبهم شويه مع بعض وتعالي اقولك حاجه !!
بالفعل مال عليها يقبل رأسها بهدوء ثم ربت علي خصلاتها وظهرها واتجه معهم إلي الخارج وزوجته تجذبه برفق ….
وقف فور خرجوهم متجها إلي الباب يوصده بالمفتاح بهدوء لتنتفض مرتبعه تخرج من الفراش وتبتعد عنه وهو يقترب منها وقد عادت نظراته الشيطانيه إليه تغزو جسدها الصغير بغضب …
ظلت ترتجف برعـ.ـب حقيقي وهي لا تعلم أين هرب صوتها !
رُبااااه لقد وصلت إلي الحائط الجانبي كادت تبحث عن مهرب لكنه بلمح البصر انقض عليها يكتم صرختها بيده وهبط برأسه يلثم عنقها بتأني وهدوء لتبدأ دmـ.ـو.ع عجزها بالسقوط !
رفع وجهه اليها وقد بدأت ابتسامته بالظهور ليحدثها وقال بنبره ملتويه وهو يمسح دmـ.ـو.عها :
-ليه الدmـ.ـو.ع دي مش كنا شطار من شويه ومش بنعيط ! عملت ايه انا دلوقت بس ، واحد بيبـ.ـو.س مـ.ـر.اته … بيعبر عن افتتانه بجمالها محتاجه انك تعيطي !
لم تجيبه بل ظلت تحدق به بخـ.ـو.ف كطفل صغير يخشي عقـ.ـا.ب والده ! ابتسم داخله علي ذلك التشبيه وبدأت نبرته تتأخذ الطابع الشيطاني وقال هامسا بأذنها :
– مقدرش اقولك جـ.ـسمك طلع يجنن ازاي انا مش عارف اصبر ازاي لغايه الفرح !! تتاكلي اكل !!
اتسعت عينيها وقد شعرت بوجهها يكاد ينفجر من الخجل وقالت أخيرا متلعثمه!!
-ان .. ت. انتتتت… ان .. اللي ..
انتظر ان تكمل حروفها لكنها فشلت وبدأت دmـ.ـو.عها تسقط لترتفع ضحكاته الساخره يقول وهو يجذبها إلي الفراش مره اخري مباغتا اياها باعاده مشهد امس ولكن دون تقبيلها فقط وضع يده أعلي موضع أمس بجانب ساقها كاتما شهقاتها المرتعبه وقال وهو يقضم شحمه أذنها لاثما عنقها بقوه ارعـ.ـبتها :
-انا عارف انك عاقله ومش هتبوظي حياتك وحياه اخوكِ … أنا مبحبش الست الفتانه …. يكون احسنلك اللي يخصل بينا ما يطلعش من أوضتنا فاهمه ياشاطره ! خصوصا لاخوكِ كلها كام يوم وتبقي بتاعتي أي حاجه هتضايقني اليومين دول هطلع عين اللي خلفوكي عليها بعد كده !!
جذب يديها إلي أعلي رأسها بقبضته وهبط علي كريزتيها المبلله بدmـ.ـو.عها يلتهمها بقوه شـ.ـديده كادت تدmيها مره اخري لكنه رفع رأسه متأملا اعينها المغلقه ورموشها المبلله وجسدها اللين الذي ينتفض أسفله ليهبط بجانب أذنها هامسا بما جعل عينيها تنفتح مره واحده وقال :
– بالمناسبه مكنش كابوس امبـ.ـارح ، كنت اناااا بس اديكِ شوفتي محدش صدق غير كلامي حتي اخوكِ نفسه !!!!
“زفاف!” 🔥
يوم جديد مشرق علي قصر “آل البراري” ولكن ليس جميع افرادها !
استمعت إلي تلك الطرقات الهادئه وهي تختبئ داخل حمام جناحها تحاول استيعاب كيف مر الاسبوع سريعا واليوم سوف تُزف كعروس إليه !
وصل إليها صوت “ندي” الضاحك وهي تقول :
-ايه ياأسيف النهارده مش هت عـ.ـر.في تستخبي ورانا حاجاات كتير يلااا !
اغمضت عينيها بحـ.ـز.ن هي تري فرحه شقيقها وعروسه وذلك كافي لإسعادها ، لكن أين فرحتها هي ، كيف لها أن تُساير عنفه الغير مبرر ناحيتها .. عنفه الذي لم يظهر سوي بعد عقد القران … من الواضح أنه كان يدبر الامر مسبقاً .. لكن لما كل ذلك !
راحت الأسئلة تفتك بعقلها مره أخري تدور وتدور مئات من الأسئلة بلا توقف ، فمنذ تهديداته الصريحه لها وهي لا تعلم كيف تتصرف لأول مره تقع بذلك المأزق هي تعلم جيدا أنها لن تتحمل معاملته تلك لكن ما وسيلتها لتجنب تلك الأساليب العنيفه … هل هو عصبي الطبع ! هل يريد السيطره عليها ! لكن لما العنف ؟!!!
تنهدت وهي تزفر أنفاسها بهدوء ثم راحت تخطو تجاه الباب بخطوات فاتره قلقه فتحت الباب لتجد “ندي” بابتسامه مشرقه تحتضنها بقوه وهي تردف بحماس شـ.ـديد :
– دقيقه كمان وكنت هدخل اجيبك بنفسي …
ثم تعالت ضحكاتها المرحه التي استقبلتها “أسيف” بابتسامه هادئه ورددت بهدوء :
– لا وعلي إيه خرجت اهوه ..
كادت “ندي” تكمل حديثها لكن دخول العمه بعد أن طرقت الباب وتتبعها فتيات يرتدين زي موحد من الواضح أنهم هنا من أجل زينه العروسين !
اتجهت ندي إليهم وهي تقول بمرح وصخب :
– وصلتوا في وقتكم انا كنت عاوزه اعمل تاتو علي كتفي بااسم “تيم” وكنت عا..
شردت “أسيف” وهي تري حماس ابنه عمها … الذي يليق بعروس … أما هي لا يسيطر عليها سوي الرعـ.ـب والخـ.ـو.ف من تلك الليله ، بل من جميع الليالي الآتيه !
انتفضت حين وضعت “سمر” يدها فوق كتفها وقالت بنبره مندهشه ..
– أسيف أنتِ بخير ياحبيبتي؟ ! البنات بيكلموكِ من بدري و أنتِ في عالم تاني …
ابتسمت “ندي” تقترب منهما وهي تقول بهدوء :
– أسيف شكلها متـ.ـو.تره ياعمتو ، معرفش مالها من ساعه كتب الكتاب !
ابتلعت رمقها من ملاحظه ابنه عمها وصديقتها … وشقيقه زوجها !!!
تـ.ـو.ترت للغايه ودفعت أناملها الرقيقه تحاول لملمه خصلاتها بشكل عشوائي وهي تقول بقلق :
– مليش ياندي ليه بتقولي كده ! طبيعي اتـ.ـو.تر أنا أول مره اتحط فى الموقف ده بس …
انطلقت ضحكات ندي لتتبعها العمه والفتيات بهمهات خافته علي تلك العروس المخمليه الرقيقه للغايه حتي بنبرتها !!
لتعقد حاجبيها وتستمع صوت “ندي” يقول مفسرا سبب ضحكها :
– وانا اللي بتجوز كل يوم ياأسيف ! فكي كده و متخافيش فهد مش هياكلك !
كانت تريد الصراخ بها أنها لا تتزوج كل يوم بالفعل .. لكن شتااان بين شقيقها الرحيم وشقيقها العنيف القاسي ، وأنه بالفعل سوف يأكلها حيه ذلك الفهد المرعـ.ـب !
ارتعش بدنها من فرط قلقها وأفكارها السوداويه !! من فرط رعـ.ـبها وعقد المقارنه بين حالها الذي دعاهم للسخريه منها وحال ابنه عمها المرحه التي تتراقص علي أنغام عشقها لاخيها …
انفجرت باكيه وهي تغطي وجهها بعد أن اتخذت ركن الأريكة ملاذاً لها من نظراتهم المصدومه والفضوليه في آن …
اتجهت إليها “سمر” تحيط كتفيها وهي تقول معتذره ظنا منها أنها حـ.ـز.نت من سخريتهم !
– أسيف حبيبتي .. سوري !! احنا منقصدش ..
لتجلس “ندي” أمامها بنـ.ـد.م وربتت فوق ركبتها تقول باعتذار نادm :
– آسفه ياأسيف مكنش قصدي ….
لم تهتم لكلمـ.ـا.تهم وراح جسدها ينتفض برعـ.ـب حقيقي اتجهت داخل الأريكه اكثر وهي تضم ساقيها بقوه دافنه وجهها بين ركبتيها تحاول استعاده رباطه جأشها و إسكات صوت رعـ.ـبها من عقلها لكن بلا فائده !
حاولت “سمر” جذبها إلي أحضانها بعاطفه أمويه مشفقه ولكن جسدها قد بدأ بالانتفاض المقلق و تـ.ـو.ترت الأجواء كثيراً .. واحد فقط من يمكنه انتشالها من حالتها لتنتفض “ندي” مسرعه راكضه إلي جناحه ، لكن ضـ.ـر.ب بعقلها أنه إن رأي حاله “أسيف” لن يتمم تلك الزيجه ! فمن الواضح أن حالتها ترتبط بقلقها من شقيقها … لكن إن ذهبت إلي “فهد” سوف يُسيطر علي الأمر بهدوء كعادته الراقيه .. وأنها هدأت منذ أيام حين تحدث إليها أمام العائله باكملها ….
غيرت وجهتها علي الفور وركضت إلي الأعلي وهي تُقنع حالها بأنها تفعل الصواب لجميع الأطراف أخيها الحكيم سوف يسيطر علي الأمر أفضل من زوجها العصبي الذي يخشي مرور الهواء بجانب وجنه شقيقته !!
ليفتح لها ومن الواضح أنه كان يتحمم أو أنهي جلسته .. صمتت وكادت تعود من حيث أتت لكن نبرته الهادئه المتسائله شجعتها حين قال بلطف :
– خير ياندي في حاجه ياحبيبتي !
نظرت له لحظات ثم أسرعت تبوح له بحاله زوجته السيئه و امارات القلق تغزو وجهها … ضيق عينيه لحظات وهو يخفي ابتسامته الساخره !
ليعقد حاجبيه متجها معها وهي تجذبه من ذراعه نحو غرفتها وهو يرتدي بورنص الحمام الراقي الأسود ..
ما أن دلف الي الجناح صاحت “سمر” بإسمه تستنجد به وهي تحاول إسكات رعشتها وقد تطوعت إحدي الفتيات بمعاونتها ….
فتحت عينيها وسكن جسدها فجأه ورفعت رماديتيها تحدق به بذعر كالجرو المرعوب لم تشعر سوي وآخر فتاه تخطو خارج الجناح لتتركها معه مغلقه الباب خلفها !!
انتفضت واقفه وهو يكاد يقترب منها لتباغته باندفاعها صوب الباب .. أسرع خلفها و ملامحه لازالت كما هي بـ.ـارده هادئه … أطلقت قدmيها للرياح وقد وجدت الرواق فارغ أين عمتها والفتيات !!
لم تبالي وركضت صوب غرفه أخيها لتجد نفسها طائره بالهواء بلحظات ارتفعت قدmاها عن الارض وظهرها يلتصق بصدره القوي كادت تصيح بإسم أخيها لكنه كان أسرع منها يكمم فاهها عائدا بها إلي جناحها بخطوات متسعه سريعه !!
أوصد الباب جيدا بالمفتاح وهو يكمم فاهها ضاغطاً بغضب دفين علي فكيها الصغيرين !
بدأت دmـ.ـو.عها بالهيوط وهي تهز رأسها بيأس أخيراً حررها من أحضانه المُهلكه دافعاً إياها إلي الأمام .. وهو يبتسم بهدوء شيطاني … مردداً لها بعد أن عادت بجسدها للخلف تلتصق بطرف الفراش وهو يتقدm منها محتفظاً بابتسامته اللعوب …
– طيب مش إحنا كنا شطار وحلوين اليومين اللي فاتوا إيه اللي حصل بقي هاا ، ولا كنتي بتنيميني لحد مايجي النهارده وتعملي اللي انتي عاوزاه ؟!
ردي علياااااا !!!
صرخ بها بقوة لينتفض جسدها برعـ.ـب ودmـ.ـو.عها تُغرق وجنتيها الحمراء وشفتيها تزداد لهيباً و احمراراً من فرط رعشتها ورعـ.ـبها وضغطها عليها … هزت رأسها بالسلب وقد وقف أمامها وجلست فوق الفراش ترفع وجهها الباكي إليه تستجديه بنظراتها وكلمـ.ـا.تها تحاول أن تبوح بما تعتريه نفسها منه هامسه بصوت متحشرج من شـ.ـده البكاء :
– لا لا والله مافكرت كده …. متبصش كده أرجوووك انااا .. انااا خايفه ، اناا ممش..ش …مش عارفه اعمل اي…. !!
أبعدت عينيها عن عينيه القاسيه وغطت وجهها بكفيها الصغيرين تبكي بقوه وجسدها ينتفض أمام أنظاره الثابته فوقها بصمت تام !
لحظات لتجد يده تمتد إلي معصمها بلطف حازم ثم جذبها بهدوء إليه وسار بها وهي خلفه تنتفض حين وجدته يتجه إلي الشرفه بها !!
أوقفها بها ووقف خلفها مباشره يحيط جسدها الصغير بين ذراعيه ضاما إياها إلي صدره هامساً بجانب أذنها مستخدmا أنامله بتوجيه وجهها حيث يشير :
– شوفي كده يابيبي … شايفه العيله كلها بتستعد ازاي عشان جوازنا ! شايفه التحضيرات والتجهيزات اللي بملايين عشانا !!
حدقت حيث يشير إلي تلك الحديقه ذات المساحات الشاسعه و التي تحولت إلي مكان أسطوري خيالي .. التجهيزات علي قدm وساق جدها يقف بنفسه مشرفاً علي ما يحدث عمها “مراد” وابنه يلقيا تعليمـ.ـا.ت لأفراد الحراسه وبالهاتف ، جدتها تلقي تعليمـ.ـا.ت علي الخدm وتشير إلي عده اتجاهات مُلقيه أوامرها …
نظر إلي عينيها التي راحت تتفرس المكان بحـ.ـز.ن غافله عن وضعها بين أحضانه ليكمل همسه بصوت قوي ضاغطاً علي ذراعها بإحدي يديه ويده الأخري تعبث بهاتفه قائلا بلطف :
– شايفه كميه المجلات والجرايد اللي كاتبه عن فرحنا الأسطوري !
زحزحت عينيها إلي هاتفه تطالع أنامله التي تمرر لها الاخبـ.ـار وصورهم و بالأخص صور أخيها وابنه عمها والتي كتبت عنها المجلات بأنها ” إحدي أجمل قصص الحب التي تُكلل بالزواج ” أما هي …
فتم وصف زواجها بالغموض و إرجاع ذلك أن ” فهد البراري” لايحب أن يكون حديثا للصحافه و الإعلام !
أغمضت عينيها بحـ.ـز.ن و أرخت عضلات جسدها المتيبسه باستسلام لتلتقط رماديتيه العمه حين رفعت رأسها إليهم .. رفع أنامله إلي وجنتيها يدير وجهها إليه بلطف وابتسامه ساحره هادئه لأول مره تراه بها !!
هبط بأنامله إلي عنقها يسير ببطء خطير عليها و هو يهمس لها برفق مقربا شفتيه إلي شفتيها قائلاً بلين :
– ليه كل الرعـ.ـب ده يابيبي ! كل ده عشان أعصابي فلتت مره معاكِ ، هو أنا متوحش أوي كده في نظرك عشان دmـ.ـو.عك دي كلها تنزل بسببي !
رفعت عينيها إلي عينيه الهادئه التي تلقيها بنظرات ناعسه لطيفه ! تحدق به عن كثب متأمله ملامحه الوسيمه بهدوء وهي تحاول استجماع كلمـ.ـا.ت مناسبه تخرجها من شفتيها لتنهي تلك الزيجه المرعـ.ـبه .. أو تأجلها إلي حين أن تفهمه !
لكن شفتيه التي سرقت شفتيها بهدوء و رويه يُقبلها بنعومه خالصه و نهم واضح .. أوقف عقلها و أتسعت عينيها و اندفعت الحراره إلي جسدها و بالأخص وجنتيها رافعه يديها إلي صدره بخجل تحاول دفعه عنها … ليُلبي رغبتها مديراً جسدها إليه وهو يدس أنامله بخصلاتها الحريريه بلطف .. وأكمل همسه الدافئ أمام شفتيها :
-مش حـ.ـر.ام كنتِ تبوظي اليوم علي أخوكِ كده ، طيب وندي بـ.ـنت عمك وصاحبتك ينفع تنكدي عليهم و تضـ.ـر.بي عليهم الليله برضه !!
نظرت إليه بمقلتين تائهتين وقد بدأ عقلها يتزاحم بالعديد من الأفكار لتقول هامسه بتـ.ـو.تر هابطه بعينيها أرضا ..
– انا مقصدش ده ،انا خايفه .. ومش عارفه اتعامل معاك ..و ..آآ !!
قطع حديثها جاذباً خصرها إليه برفق عائداً إلي غرفتها ليُجلسها فوق الفراش برفق و وداعه جالساً أمامها واضعاً يده أعلي وجنتها المشتعله بخجل هامساً لها أمام شفتيها بدفئ و نبرته بدت تُلبي رغبتها بالطمأنينه إليه بعد أن قرب جسدها إليه بذراعه يحيط خصرها بقوة لطيفه :
– والمطلوب مني إيه عشان تطمني !
ازدردت رمقها و بدأت أنفاسها بالاضطراب من قربه الهادئ المُهلك لأعصابها … لكنها تشجعت مستجمعه كلمـ.ـا.تها تقول بخجل ووجنتين مشتعلتين كالطفله :
– نأجل فرحنا احنا ، وتيم وندي يتجوزوا النهارده عااآ..
ابتلعت كلمـ.ـا.تها حين أظلمت عينيه وأصبح لونها داكن مخيف مضيقاً عينيه يقول بصرامه وقد بدي كأنه تحول بلحظات :
– لا مفيش تأجيل انسي .. !!
أتسعت عينيها بقلق من تحوله مره أخري وحاولت الابتعاد بجسدها لتفادي عنفه حتي لا يعيد فعلته … لكنه أحكم ذراعيه حولها مائلاً برأسه بخفه يلتهم شفتيها مره أخري و قد زادت رقه و عمق قُبلاته لتحاول إزاحته بتـ.ـو.تر بالغ وتسمع إلي همسه بأذنها قائلاً بنبره ناعمه دافئه :
-انتي كده كده مراتي أنا مش محتاج فرح عشان اتمم ده لو خايفه من الفرح والظهور هيوترك كده .. قولي بصراحه !
عقدت حاجبيها .. يظنها خائفه من الناس والجمع الحاشـ.ـد القادm من عليه القوم !!! ليتابع حين لمس بدايه هدوءها وهمس لها وهو يمرمغ أنفه وشفتيه بخصلاتها العبقه برائحه الورود …
– انا مش بعرف أعبر ياأسيف .. بس انا مستني اليوم ده من سبع شهور واكتر … مش حـ.ـر.ام عليكِ تبوظيه عليا !!
رق قلبها إليه و إلي نبرته وبدت ملامح التأثر بكلمـ.ـا.ته عليها لتنفك عقده حاجبيها وتعض علي شفتيها بتـ.ـو.تر ليرفع إبهامه الي شفتيها الكريزيه يمرره عليها ذهاباً وإياباً بلطف وعاطفه مشحونه ثم مال برأسه لاثما جانب فمها وهو يهمس لها هابطاً بقبلاته إلي رقبتها مستغلا طفولتها وجهلها بتلك الامور قائلاً :
– هااا ياأسيف .. انادي البنات ولا هتفضلي تتعبي فيا كده !
ذهبت مخاوفها ادراج الريح و رق قلبها إليه وبدأت تتململ بخجل بين ذراعيه المحكمه تميل برأسه مبتعده عن مرمي شفتيه الدافئه وهي تهمس بتـ.ـو.تر خجل :
– لا خلاص !
استجاب لابتعاد رأسها رافعاً رأسه عنها يهمس أمام شفتيها بابتسامه صغيره ساحره :
– خلاص ايه !
عضت شفتيها وهي تبتسم ببراءه تُنكس رأسها بخجل وهمست بتـ.ـو.تر :
– خليهم يدخلوا !
لثم عنقها ثم قضم وجنتيها بخفه ولطف.. و وقف وهو يعدل ثوبها من الأعلي حيث كشف عن أكتافها أثناء لمساته الحميميه لها وقبل خصلاتها هامساً أمام شفتيها قبل أن يعود ادراجه حيت أتي قائلاً بلطف لين ممازحا إياها :
– مش عاوز اجي بعد شويه اهديكي تاني هاا انا ورايا حاجات لازم اخلصها عشان افضالك الفتره الجايه !!!
ظهرت بسمتها البريئه الخجله أعلي شفتيها الكريزيه تداري وجهها منه بخصلاتها لترتفع ضحكاته الرجوليه الصاخبه التي شعرت أنها تسمعها لأول مره بحياتها !
ليميل مره أخري لاثما كتفها العاري ثم وقف متجهاً إلي الخارج مُغلقا بابها بهدوء ……
⁦♥️⁩🔥⁦♥️⁩
ليله مميزه بألف ليله وليله … حفل زفاف ابناء البراري المييز كيف يكون ياساده باعتقادكم !!!!
شهدت مدينه الاسكندريه هذه الليله حفل زفاف أسطوري بمعني الكلمه حيث الأموال الباهظه والتكاليف المبهرجه التي كانت باقل التفاصيل …
هبطت “أسيف” تتأبط ذراع أخيها الحبيب متشبثه به برقه تلقيه بنظرات مبتسمه لطيفه بين الفين والاخري …
و علي الجانب الآخر من السلالم المزينه بالورود الفاخره كتلك التي هبطت عليها الأميره البريئه و شقيقها الوسيم .. هبط الوريث الأكبر لعائله البراري بحلته السوداء الأنيقه الخاليه من ربطه العنق والتي أبرزت تفاصيل بيناه الرياضيه القويه .. تتشبث بذراعه شقيقته التي كادت الحماسه تطير من عينيها إنه يومها الموعود .. يوم زفافها علي من دق له قلبها منذ مراهقتها !!!
وصلا أخيراً ليتقابلا بنهايه السلم كلاً منها يعاين عروسته المخمليه الفاتنه بطريقته حيث ظهرت تلك الابتسامه أعلي شفتي “تيم” وهو يحدق بجميلته الفاتنه حيث ارتدت فستانا ناصع البياض بحمالات رفيعه يضيق علي صدرها وخصرها يهبط باتساع قليلاً إلي ركبتيها قصير من الأمام ويصل إلي كاحليها من الخلف … ابزر مدي جمالها وفتنتها وطرحته تصل الي الارضيه خلفها
أما تلك البريئه كانت ترتدي فستان هادئ الطله ناصع البياض مرصع بفصوص رقيقه هادئه يرسم تفاصليها الأنثوية ببراعه تعكس براءه وجهها شـ.ـديد الاحمرار الآن .. يكشف عن اكتافها مُظهراً مدي جمال عنقها المرمري و أكتافها البضه … يُجسد قوامها الممشوق يصل إلي كاحليها مفتوح قليلاً من الجانب …
سار بعينيه أعلي جسدها الرقيق الصغير الانثوي الملهب !! ليبتسم بهدوء وهو يتقدm إليهم حتي يحصل كلا منهم علي عروسه .. أوصي كلا منهم الآخر علي عروسه .. حيث قال “تيم” بصوت اجش قوي :
– خلي بالك منها يافهد .. مش محتاج إني اقولك أسيف عندي ايه …
ابتسم له بهدوء وهو يرمقها بنظرات لطيفه هادئه وقال ناظرا لها :
– فعلا مش محتاج توصيني أساساً عليها … زي مانا مش هوصيك علي ندي عشان عارف أنت بتحبها ازاي !!
ثم وضع يد شقيقه بيده فاتحا يده الأخري لاستلام عروسه .. تردد “تيم” لحظات قبل أن يودع يدها بيده بعد أن قبل باطنها برفق .. ثم ابتسم إلي عروسه التي تعاينه بابتسامه خلابه مقبلاً جبينها …
تعمد “فهد” مشاكسه “أسيف” مقبلاً وجنتها أمام الجميع بجراءه متناهيه لتتعالي التصفيقات والأماني الحاره لهم بالسعاده الأبديه …. وتتعالي معها نبضات “أسيف” وخجلها البرئ !!!
مرت عده ساعات بين إحتفالات صاخبه ورقصات هادئه وعروض راقيه .. و فقرات الحفل تستمر بالتتابع الي أن مر الوقت بهم … و أتت اللحظه الحاسمه لحظه انهاء ذلك الصخب وانفراد كلا منهم بعروسه !!!!!
رفع كلا منهما زوجته بين ذراعيه المفتولتين وانتقلا إلي الأجنحه الخاصه بهم علي أن يُبدلا ملابسهم و ينتقلا إلي سفريات شهر العسل الخاصه بهم !!
بالفعل ابدلا ملابسهم وانتقلا إلي السياره الخاصه لتقودهم الي المطار جميعاا ….
أتسعت أعين الجميع حين أعلن “فهد” بصوته الرزين القوي :
-طيب احنا رحلتنا هتأخر نص ساعه هاخد أسيف ونشرب قهوه …
عقد “تيم” حاجبيه باندهاش وهو يردف :
– تأخر إيه ماالرحله خلاص أعلنوا عنها اهوه !
لتؤيده “ندي” باماءه مندهشه :
ليبتسم هو لنظرات الفضول التي غطت اوجههم وقال بنبره متسليه وهو يحيط خصر “أسيف” جاذباً إياها لأحضانه :
-اه هو انا نسيت اقولكم اني اختارت مكان مختلف ومميز لينا انا واسيف …..
أتسعت أعين “أسيف” ونبض قلبها برعـ.ـب من فعلته المفاجئه ! لقد كانت تعتمد علي وجود أخيها معها بتلك الرحله !!
لقد كان شعور متبادل بين الاخوين حيث انفعل “تيم” يردف بغضب :
– أنت إزاي تعمل كده منغير ما تبلغنا !! أو علي الأقل تبلغ أسيف مش هي طالعه معاك برضه !
نظر له فهد يردف بنبره غليظه متهكمه قائلا ببرود
– اه “sorry” سوري ! نسيت استأذنك قبل مااخد مراتي سفريه بينا ! ولو علي أسيف أنا حبيت افاجئها وانا واثق أن ذوقي في اختيار المكان هيعجبها اوي !
عقد “تيم” حاجبيه من أسلوبه و مفاجأته السخيفه لهم واردف بعصبيه :
-ومابلغتناش ليه كنا روحنا كلنا سوا !! ايه التصرفات دي !
نظر “فهد” لحظات ثم زين ثغره بابتسامه هادئه يقول ببرود :
– انتوا عارفين الشهر ده مره في العمر و انا أناني شويه في مسائل الاستجمام دي ، وبعدين ياعم تيم مالك عصبي كده ليه حد يكره الانبساط لاخته ؟!
ثم ألقاها بابتسامه هادئه مقبلاً وجنتها امام اعين أخيها المشتعله .. أقسمت أسيف داخلها أنه إن وضع أحدهم عود ثقاب بجانب وجنتها الآن لاشتعل من فرط خجلها وجراءته معها !!
صدح الصوت لينذرهم بالاقلاع لتمسك “ندي” ذراع “تيم” الغاضب وتقول بنفاذ صبر :
– تيم عصبيتك مش هتقدm ولا تأخر رحلتهم اتغيرت واللي كان كان ! وبعدين مش يمكن أسيف موافقه ومكسوفه تقولك عشان متزعلش … خلاص بقي كده شهر عسلي هيبوظ ؟!!!
نظرت لها “أسيف” بحـ.ـز.ن لتشعر حيالها بالشفقه فهي دوما بين زوجها و أخيها هكذا … لكن تعجبها روحها بالدفاع عن من تحب … شقيقها الغالي … أفلتت جسدها تندفع في إلي أحضانه مُدعيّه الثبات وهي تقبل وجنته بلطف مشـ.ـدده من عناقها له وهي تقول :
– هتوحشني اوي ، انا معايا فوني هكلمك علي طول اول مااوصل …
ثم احتضنت “ندي” مسرعه ليجذبها “تيم” مره أخري لاحضانه يربت فوق خضلاتها برفق وحنان ..مرددا بصوت قوي اجش :
– خلي بالك من نفسك ولو حصل اي حاجه كلميني علي كول مـ.ـا.تتردديش فاهمه !
ابتسم فهد متهكما واردف بسخريه لاذعه :
– اه اصل جروب البنات اللي طالعه معاه لبخه اوي وبيغرقوا في شبر مايه … بس متقلقش هخليهم يفكروها تغسل سنانها قبل النوم ….
لم يعيره “تيم” اهتمام بل قبل شقيقته أعلي وجنتيها وجبينها ثم أخذ زوجته التي أشارت إليهم بالوداع والقبلات وهي تسرع من أجل لحظاتها الفريده مع زوجها غامزه بطرف عينها لأسيف بالخفاء ….
اختار “فهد” احدي الجزر الساحليه الخلابه لينفرد بعروسه الجميله البريئه .. قضت “أسيف” ساعات نومها بالطائره … و لم يوقظها فهد بل شعرت نفسها طائره بالهواء الطلق لتفتح عينيها بفزع فوجدته يبتسم لها برفق ثم يعاود النظر أمامه وهو يحملها بين ذراعيه إلي السياره المخصصه لنقلهم الي جزيرتهم …..
انبهرت “أسيف” بالمشاهد وراحت تراقبها من الزجاج بشغف طفولي برئ تبتسم حين تلسعها النسمـ.ـا.ت أعلي وجهها بلطف وتطير خصلاتها الحريريه برقه ….
راقبها بطرف عينه بصمت تام وهو يريح رأسه الي الخلف منتظرا وصولهم بـ.ـارهاق ولكن لا مانع من بعد المشاكسات التي تبرز خجلها المُدهش …
امتدت يده إلي ذراعها يجذبها بغتته إلي أحضانه لتشهق حين وجدت جسدها أعلي جسده تطل عليه بوجهها مد يده بلحظه خلف رأسها وسط دهشتها يجذب رأسها إليه واضعا شفتيها أعلي شفتيه يلتهمها بتأني ويده الاخري تعبث بالتيشرت الصغير خاصتها !
سرق أنفاسها الماكر و لثاني مره يستغل جهلها و براءتها بتلك الأمور ويده تركت خلف عنقها لتعبث بخصلاتها جاذباً إياها إليه بقوه أكبر حين عجز عن تركها من بين يديه لم يكن يتوقع أنه سوف يفقد رزانته أمام شفتيها العذراء الخجله هكذا ..!!!
شعر بصدرها يعلو ويهبط تحاول التقاط أنفاسها و ازاحه جسدها من بين ذراعيه … لكنه اطلق سراح شفتيها محتفظاً بها بين أحضانه مغمضاً عينيه بهدوء تام و أنفاسه اللاهثه تعاود الانتظام سريعا علي عكسها تماماً … اشتعلت وجنتيها و تـ.ـو.ترت للغايه و هي تحاول بذل مجهود لإبعاد جسدها عن جسده الدافئ لكنه لم يعير مقاومتها أدني اهتمام كل ما فعله أنزل يده يعدل وضعيه جلوسها بأحضانه بصمت تام و رفعها يحيط خصرها بقوه …
استسلمت أخيراً لاحضانه و كفت عن المقاومه …. ووصلا اخيراااا !!!
أنهي السائق وضع حقائبهم داخل ذلك البيت الواسع المبهر المجهز بأحدث الأجهزة والمعدات … والمطل علي ابهي المناظر الطبيعيه الخلابه لقد كان المكان مبهر بحق .. ابتسمت بشـ.ـده وانتقلت تفتح الستائر الالكترونيه تطالع المناظر ببهجه طفوليه … وفجأة ذهبت أنظارها إليه حيث جلس فوق إحدي الارائك واضعاً ساقا فوق الأخري ينظر إليها بهدوء تام و عينيه تسير أعلي جسدها بنظرات ناعسه لطيفه…..
خجلت ووضعت يدها أعلي جيبها حين تذكرت أخيها لكن الهاتف ليس به انتقلت مسرعه إلي حقيبتها الصغيره تتفقدها … لكنه ليس بها ايضااا …
اتسعت أعينها بهلع و راحت تدور بين حقائبها تبحث عنه بلا فائده … قررت الاستعانه به لعله رآه التفتت إليه لتجده يمسك الهاتف رافعاً إياه لها وضحكاته بدأت تدوي بالمكان بقوه شـ.ـديده !!!
ظنت أنه يمازحها لكن ما ذلك المزاح المرعـ.ـب … لقد كادت تفقد عقلها أمامه !!
تقدmت إليه عابسه الملامح تزم شفتيها كطفله صغيره تنظر له قائله بعتاب لطيف :
– انا اتخضيت .. ليه كده !!
ثم مدت اناملها وكادت تلتقطه منه لكنه باغتها بجذبها إلي ساقيه وضحكاته لازالت مستمره لكنها أصبحت مرعـ.ـبه لها … لقد بدأت النظرات القاسيه تندلع من عينيه فجأه كادت تقف مبتعده لكنه ضغط علي خصرها بقوه متناولاّ فكيها بين أصابعه القاسيه بمباغته مرعـ.ـبه لها .. كاد قلبها يتوقف و هي تظنه قد جُن !!!
ارتفعت أناملها فوق أصابعه تحاول تخفيف الضغط لكنه باغتها بقلبها أعلي الاريكه لاويا ذراعيها أسفل ضهرها مردفا بسخريه :
– ايه يابيبي كنتِ عاوزه تكلمي مين ياقلب أخوكِ !!
عقدت حاجبيها من نبرته وقد عجزت عن فهمه و بدأت عيناها تذرف الدmـ.ـو.ع ليصيح صارخاً بها وهو ينفض جسدها بقوه و أعينه تُلقيها بالنظرات اللاهبه القاسيه يُزيد من غرس أصابعه بذراعيها الصغيرين :
– لا يابيبي اجمدي كده … خلي العـ.ـيا.ط للي جاي أنا هحتاج كل الباااور بتاعك الفتره الجايه ….
“حقائق !”
وضع “تيم” انامله فوق كتف زوجته .. بعد ليلتهم الحميميه المُلهبه والتي بثها بها عواطفه الجياشه … لتبادله بعشقها الجامح لجميع تفاصيله رفعت رأسها وهي تضم جسدها العاري الي جسده بقوه أسفل الغطاء ثم همست أمام شفتيه بدفئ مثير :
– تعرف أن دي أجمل ليله في حياتي كلها …
ثم راحت أناملها تُداعب ذقنه المشذبه برقه بالغه واضعه قبله صغيره بجانب شفتيه … لكنه شارد تماما !! عقدت حاجبيها حين وجدته كف عن مبادلتها الكلمات والدعابات اللطيفه فيما بينهم وهزته من كتفه العاري بقلق تقول باندهاش :
– تيم .. مالك ياحبيبي !!
أفاق أخيرا لينظر إليها لحظات و هي تعيد سؤالها بقلق أكبر .. ليتنهد زافراً أنفاسه بنفاذ صبر وهو يمد يده متفقدا هاتفه مره أخري علي أمل مكالمه منها لتستعب ” ندي” ما يؤرقه علي الفور …
بالطبع ومن يكون سوي شقيقته الغاليه … الأغلي منها هي عنده !! هي تضحي بالغالي والنفيس من اجله ومن اجل لحظات بأحضانه الدافئه لما يفعل بها ذلك !!
عقدت حاجبيها تهمس بنبره جامده :
-أسيف متصلتش برضه !
هز رأسه بالسلب يقول جازا علي اسنانه بغضب :
– لا و معرفش حتي تفاصيل رحلتهم … و لا هيروحوا فين انا مش قادر افهم ايه لزمه المفاجآت السخيفه دي !!
غضبت حين بدأ بنعت مفاجأه أخيها هكذا وقالت منفعله :
– فيه ايه لكل ده ياتيم .. هي عيله صغيره ماهي مع جوزها … زي مانا معاك دلوقت …..
رفع إحدي حاجبيه يجذبها بغضب من ذراعها ناظراً إليها بنظرات قاسيه يقول :
– حسك عينك صوتك يعلي عليا تاني … ونبره السخرية دي احسنلك متتكلميش بيها عن أسيف ابدا قدامي ، ولا حتي من ورايا مش هي صاحبتك برضه ؟!
نطق كلماته الاخيره بسخريه لاذعه و أعين لاهبه لتتوتر نظراتها علي الفور … شعرت أنها سوف تقضي علي ليلتها بل و شهرها المميز إن تمادت أكثر معه ….
كاد أن يقوم لتسرع إليه تحتضنه من ظهره العاري تلتصق به وهي تضمه بقوه الي صدرها تهمس له بأسف نادم :
– انا آسفه يا تيم مقصدش .. كان قصدي انك قالق نفسك وهما ممكن يكونوا نايمين من ارهاق الرحله ..
رفع إحدي حاجبيه بسخريه و اعتدل لها يواجهها بنظراته الثاقبه يقول بهدوء مناقض لحالته الداخليه …
– شوفي يا ندي انا مخدعتكيش … انتي متجوزاني و عارفه إن أسيف في كفه والعالم كله عندي في كفه ياريت تعاملك يبقي علي الأساس ده عشان نتجنب المشاكل بينا .. اتفقنا حبيبتي ؟!
ابتسمت بهدوء وخاصه حين حدثها ناعتاً إياها بحبيبته لطالما مرت سنوات تنتظر كلمته تلك ، ألقت جميع الأفكار من عقلها ثم قبلته بخفه أعلي شفتيه ليبتسم له ثم أمسك هاتفه بعبث به تحت نظراته المتفحصه المترقبه …
“جزر العذراء البريطانيه” .. تلك الجزر التي يقصدها الاثرياء والشخصيات المرموقه من أجل قضاء وقت ممتع هادئ بعيداً عن الازدحام …
كان اختيار “فهد” صحيح حيث تلك هي أشهر الجزر الساحليه الخلابه المُتسمه بالهدوء … والتي لا يزورها سوي نخبه قليله للغايه …
ابتسم يجز علي أسنانه وهو يستمع الي صوت زوجته تنتحب برعب بعد أن تكورت فوق الأريكة تضم جسدها الصغير بذراعيه تحدق بظهره برعب شديد بعد أن تلقت صفعات شديده من يديه القاسيه حين حاولت الفرار منذ ساعه !!
اعتدل بوقفته بعد أن كان يوليها ظهره العضلي العاري ثم تقدم منها برويه و أعينه تقايسها بنظرات لاهبه لم تستطع تفسيرها حيث أبعدت عينيها عنه برعب و هي تخشي سؤاله لما يفعل ذلك !!
بعد أن هاجمها بعنفه المذل لها … لم تتعرض لتلك المعامله من قبل … لم يحاول أحد المساس بها ابدااا … لطالما كان أخيها الحصن المنيع لها … أخيها !! اااه لو يأتي ويراها … اااه لو تستطيع الوصول اليه والارتماء باحضانه !! اه واه .. مكتومه داخل صدرها بصمت مُشين …
جلس أعلي الأريكة يواجهها بنظرات مستمتعه .. لتحيط جسدها بقوه أكبر محاوله الابتعاد عنه بصمت مغمضه عينيها بقوه شديده تتمني أن لا يضع يده عليها مره أخرى !!
لكن هيهاااات .. لقد وضع يده أعلي وجنتها المتورمه من صفعاته يطالع أثر فعلته بأعين غامضة يقول بفحيح مرعب و لوم زائف :
– كده برضه يابيبي ! مكنتش عاوز الجأ للطريقه دي عشان اسكتك .. بس اعمل ايه !!
ثم تنهد مكملاً وهو يسير بابهامه أعلي شفتيها المجروحه ليقشعر بدنه هو الآخر لكن تلك الرغبه الموحشه بالانتقام اندلعت لتطغي علي جميع مشاعره الآن :
– أنتِ بتخرجي اسوأ ما فيا .. انا قولتلك خليكي شاطره واسمعي الكلام لحد مااخد شاور سريع واجيلك .. قومتي انتي عملتي ايه ..
ثم وضع يده بجانب اذنه بحركه ايحائيه منه علي أن تُكمل حديثه … لكنها خذلته ودموعها تسيل تغرق وجهها برعب
جز علي أسنانه بعنف ثم ابتسم بيرود و ارتفعت يده التي تداعب وجنتها فجأه تجذب خصلاتها بعنف لتصرخ متألمه من قبضته التي تشتد بعند فوق خصلاتها ، جذبها إلي جسده بقوه يكمل و لم يرف له جفن من هيهئتها التي تلين الحجر !!
– فكرتي بو×××× وقولتي استغفله و ألحق اهرب مش كدااااا !!
نطق كلماته وهو يجذبها إليه بقوه أكبر صارخاً بها بعنف غير عابئاً ببكائها أو خصلاتها التي كادت تخرج بقبضته !!
ليزيحها ارضا فسقط جسدها الصغير متألما اسفل قدميه و حنجرتها قد جُرجت من شده صرخاتها المتألمه ، و ابتسامته الغاضبه تزداد اتساع حين رفعت يديها الصغيره تحاول حل يده عن خصلاتها لتتلقي صفعه مدويه أعلي وجنتها !!
أنزلت يدها وهي تكتم شهقاتها و أنفاسها تدعو سراً أن ينتهي عنائها مع ذلك المختل نفسيا !!
نعم هو مختل بالتأكيد غير طبيعي بالمره بدأت عينيها تزوغ و كادت تفقد وعيها ليجذب خصلاتها و يقف متجهاً بها إلي غرفه النوم وقد خارت قواها وكفت عن مقاومته وبدأ الدم يسيل من فاهها و أنفها بغزاره و قوة …
ألقاها أعلي الفراش غاضباً ثم اتجه إلي قنينه العطر الخاص به يضع منها علي ظهر يده عائدا إليها يُقربها من أنفها عنوه …ثم جذبها من ذراعيها ليسمع الي همسها الخافت :
– لييه !!
نظر إلي هيئتها بابتسامه لم تصل لأذنيه عاقدا حاجبيه من سؤالها وهو يقرب وجهها اليه هامسا بخفوت مماثل لها يقول :
– عشان ده حقي … وحق ابويا !!
عقدت حاجبيها و كلماته تدوي بعلقها وقد اختل توازنها و لم تعد تستعب كلماته بدأ الخدر يسري باوردتها … دارت الغرفه بها و سقطت يدها أعلي ساقه ليغشي عليها بالتو واللحظه .. وهي تحمد ربنا أنها لم تعد تشعر بعنفه تجاهها
نظر اليها لحظات وهي ملقاه أعلي الفراش بتلك الهيئه الضعيفه أمامه .. لطالما كادت أرق الفتيات التي مرت عليه بحياته … لطالما كانت بريئه ويحق لأخيها الخوف عليها … لكن ما باليد حيله عليه أن يُدنس براءتها ليستعيد حق أبيه المهدور بسبب أبيها !!!
استقام واقفاً ينفض رأسه بقوه وهو يغمض عينيه ويفتحها عله يصرف تلك الدمعات الخفيفه منها وهو يفكر بما سوف يفعله معها بعد ان يفيقها !!
سقطت ببئر عميق بين أحلامها الورديه البراقه تحاول استجماع كلمات تدوي بصدي مرعب حولها … أبيه .. هو … ما علاقتها !!!
شهقت فزعه حين وجدت شيئ بارد يرتطم بوجهها .. لتفتح عينيها بوجع عائده إلي آلامها برعب .. وهي تنظر إلي تلك المياه التي أغرقت وجهها و ملابسها كلها لتلتصق بها الملابس بإثارة واضحه كاشفه عن معالم جسدها الأنثوي الصغير ..
راقب جسدها بأعين جريئه وقحه .. ينظر إليها بابتسامه لئيمه مقترباً منها وهو يمسك بتيشرتها الصغير بطرف أنامله لتنتفض مرتعبه من خطوته التاليه و تصيح برجاء طفولي خائف :
– سيبي ارجوك .. انا معملتش حاجه لعمو و. و ولا لييك .. ليه بتعمل فيا كده !!
هاهي تُذكره بانتقامه منها تُذكِره بأسوأ الذكريات لديه … تذكره بغرضه من زواجه بها جذب خصلاتها بغضب و هو يصيح مزمجراً بعنف مقرراً البوح لها بما يكتمه بصدره عن الجميع حتي شقيقته !!
– عايزه تعرفي ليه ياروح امككك .. حااضر .. هقولك ياقلب أخوكِ … !!
قال كلماته و هو ينزع حزامها الجلدي الصغير من بنطالها بهمجيه وعنف صارخاً بها وهو يقيد يديها التي تحاول منعه وقد اتسعت أعينها بهلع من هيئته المشعثه القاسيه !!
ألقاها فوق الفراش و هو يلف الحزام حول يده بهدوء ناظراً لها بغضب دفين و نظراته القاسيه تندلع من عينيه يزمجر بشراسه …
– أبوك ِ ال×××× من عشرين سنه لما كنتي انتي لسه مولوده .. كان بيحاول مع أمي … !!
ثم رفع الحزام عالياً ونزل به علي جسدها الصغير بقوه و شراسه،صرخت بألم تحاول الزحف علي الأرضيه الرخاميه برعب و هو يتقدم منها مستمعاً ببكائها وشهقاتها يصيح مكملا :
– ابويا عرف ده للاسف .. وكانت امي بتدفع تمن وس—– ابوكي كل يوووم !!! عارفه كان بيعمل فيها ايه ! هاااا ؟!
دوي صوت الحزام علي جلدها بعنف و قوة أدماها و هي تغطي وجهها صارخه بشهقاتها الباكيه تصرخ محاوله إسكات رغباته العنيفه تجاهها ، تترجاه بوجع وهي تصيح :
– ارجوك سيبني….. انا مليش ذنبببب !!
صرخه أخري و أعنف شعرت أن حنجرتها تمزقت حين أطلق العنان لذراعه يزيد من قوه صفعات الحزام أعلي جلدها بعد أن استفزته بكلماتها يصرخ بها :
– وهي كان ذنبها اييييه !! وانا واختي !!! كان ذنبنا ايه امي تموت من كتر الضرب والاهاااانه !!!! ردي عليااااا !!! ذنبها ايه ابويااا يجيب حريم ينام معاهم قداامهاااا .. هااا .!! ذنبها ايه تتحرم من أهلها لحد ما تروحلهم جثه ميته !!!! لا و ابوكي يسكت بعد الوساخه دي … ابدااا ده اكل حق ابويااا وموته مقهور !! ذنبك أن ابوكي دمر بيتنا وقتل امي وابوياااا … قتل أخوه وكان عايز يناام مع مراته !! عرفتي ذنبك ياااو**** ولا لسه !!!!
انتفض جسدها تشهق ببكاء مرير و هي لا تعلم ما السبيل لإسكاته تلقت الإهانات اللاذعه و جسدها الصغير تنهشه الضربات المتلاحقه و سيطر الرعب عليها و هي تخبئ وجهها بيديها الصغيره و قد بدأ جسدها يعتاد الصفعات و الركلات منه … بكت و بكت خارت قواها وتركته يفرغ شحنات غضبه المكبوت بها وهي تقنع نفسها أنه سوف يمل ويتعب بعد حين …
نصف سااعه !! نصف ساعه و هو ينهال عليها بالضربات المتتاليه القاسيه … نصف ساعه وهو يمارس عنفه علي جسدها الصغير … نصف ساعه و هي تبكي بشهقات أحياناً مرتفعه و أحياناً صامته حتي لا يستفزه صراخها أكتر … نصف ساعه وقد شعرت بروحها تخرج من جسدها البرئ .. تُكفر عن سيئات لا تمت لها بصله …
أوقف الضرب و جسده يتصبب عرق من فرط مجهوده و صرخاته الغاضبه الغليظه الحانقه .. ألقي الحزام الملطخ بدمائها أرضا و صدره يعلو ويهبط من فرط عنف التقاط أنفاسه نظر إلي جسدها الصغير المتكور أرضاً بغضب شديد ثم جلس بمحاذاتها يجذب خصلاتها بعنف ناظراً إلي وجهها المشوه بالصفعات و الدماء و بقع زرقاء ودموعها تسيل لتختلط بالدماء هابطه الي رقبتها برويه و هدوء …. يطالع نتيجه همجيته بأعين مشتعله … يهمس لها أمام شفتيها و هو يحاول تنظيم أنفاسه والسيطره علي صعود وهبوط صدره بحركه سريعه .. :
– اهو اللي حصل ده جزء صغير من اللي امي كانت بتشوفه بسببكم !!! شوفي وشك الجميل اتشوه ازاي !! دي البدايه يابيبي !!! أوعدك ان حياتك كلها هتبقي جحيم معايا … مش هسيبك غير وروحك طالعه في ايدي ،عشان لما تروحي لابوكي الله يجحمه تقوليله سليم خلف راجل جاب حقه وحق امه منكككك !!!
ثم دفع رأسها بقوه لترتطم بالحائط ولم ينتبه إلي تلك الدماء التي اندفعت فجأه تسيل فوق وجهها و علي الأرضيه الرخاميه متجهاً إلي الحمام ينعش جسده بعد ذلك المجهود معها و شعور الانتصار يُسيطر علي خلاياه ، تاركاً تلك اليتيمه بدمائها مغشياً عليها أعلي الأرضيه البارده …..
-***-
دفع “تيم ” الغطاء عن جسده و هو يهب منتفضا بعنف من فراشه صارخاً بقوه :
– أسيييف !!! أسيف !!!
أتسعت أعينه بهلع و هو ينظر إلي يد زوجته التي اندفعت و هي ترتدي بورنص حمامها إليه واضعه إياها فوق كتفه العاري بلطف تنظر له بصدمه من صرخاته المدويه باسم شقيقته تقول باندهاش :
– فيه ايه يا تيم ؟! كابوس ولا ايه !!
حدق بها لحظه ثم التقط هاتفه مسرعاً يعبث به و يضعه فوق أذنه دقيقه واحده وصرخ بغضب وهو يقول :
– أخوكي فيييييين !!! أسيف مش بترد ليييه !!
دمعت عينيها وهي تقول بحزن :
– وانا ذنبي ايه بس يا تيم مانا معاك اهوه ..
لم يجيبها و دفع يدها عنه بغضب وهو يتصل علي شقيقها عله يجيب يطمئنه علي أخته … لكن هيهاات لا حياه لمن تنادي !!
ضاق ذرعاً مما يحدث و انفعل للغايه ليركل المنضده بعنف و غضب صارخا بزوجته :
– واخوكي ما بيردش عليااا … ! عمل في أختي إيه و خايف يكلمني !!
أتسعت أعينها و هي تقول باندهاش :
– لاااا كده كتير ، هيعملها ايه بس دي مراته معقول يأذيها !
عقد حاجبيه يصيح بها بغضب :
– و أنا إيه عرفني أنتِ شايفه حركاته طبيعيه انا اللي غلطان اني سيبتها تروح معاه !!
غضبت وقالت بحزن وقلب مفطور :
– فيه ايه يا تيم لكل ده ، كنت هتبوظ شهر عسلنا عشان أوهام زي دي !!
صاح منفعلا بها :
– يغور شهر العسل وتغور كل حاجه أنا أختي واقعه في مشكله و أنا هنا بحكي معاكي !!
كاد يتجه ليبدل ملابسه و لكنها أسرعت إليه و هي تري الأمور تخرج عن سيطرتها وسوف تنتهي عطلتها مع زوجها لاعنه “أسيف” و سيرتها بداخلها فهي لا تترك زوجها رغم بعد المسافات بينهم … !!
صاحت مسرعه تقول وهي تمسك الهاتف واضعه إياه علي أذنها :
– ايوه يا فهد خضتنا عليكم ياحبيبي .. ان…
خطف الهاتف منها يصيح بغضب به :
– فين أسيف !! اديهالي !!
أتاه صوته الهادئ الساخر يقول ببرود :
– انت كمان واحشني يا تيم ….
ارتفع الغضب أكثر لديه يزأر بصوته بغضب :
– بقولك اديني أسيف اكلمهااااا !!
ابتسم الاخر يقول بهدوء :
– والله كان نفسي اديهالك بس للأسف أنا باخد شاور و هي نايمه أنت عارف بقي الليله كانت طويله شويه و طولنا في السهره سواا …
اتبع كلماته بضحكات ايحائيه مستفزه ليغمض “تيم” عينيه بهدوء بعد أن اطمأن قليلاً وقال بهدوء طفيف :
– طيب سمعني صوتها !!
أردف الاخر مستنكرا بصرامه زائفة :
– اسمعك صوتها !! فيه ايه يا تيم أنت مش شايف أنك مزودها حبتين !! أختك نايمه مرهقه ياأخي اصحيهالك مخصوص مش حرام عليك !
تنهد الآخر بعد أن شعر بالحرج من التوقيت الذي يصر علي حديثها به لكنه حمحم يقول :
– طيب انتوا فين؟! أظن فاجأتها خلاص !
صمت الآخر لحظات ثم قال :
-انا لو قولتلك هتنطلي هنا و أنا قولت إني أناني في استجمامي ياأخي ، أول ما أسيف تصحي هبلغها باتصالك و خف شويه بقي انا معملتش كده مع اختي هااا !!
ثم لم يعيطه فرصه رد زفر بضيق مصطنع مغلقاً الهاتف ثم ارتفعت ضحكاته و هو يحكم لف المنشفه حول جسده المبتل يصيح من بين ضحكاته وهو يتجه إليها متبختراً بمشيته .. :
– إيه يابيبي مش هتاخدي شاور .. بيقولوا أن بعد أي علقه جسم الواحد بيحتاج يفك كده …
ثم غامت عينيه بنظرات ضبابيه غاضبه يقول بغل غاضب:
-أمي كانت بتعمل كده …
لم يجد اجابه منها .. كاد أن يركلها بقدمه لكنه توقف و أتسعت عينيه حين لمح تلك البقعه الحمراء بجانب رأسها أعلي الرخااام ، وجسدها ساااكن تماما !!! حينها فقط ندم علي مبالغته التي قد تكون أودت بحياتها !!!
اندفع إلي جسدها يهزها مسرعاً متفقداً نبضها و أنفاسهاا الخفيفه المنخفضه .. انتفض مسرعاً إلي هاتفه يحادث رئيس حرسه بكلمات مقتضبه سريعه و أغلق الهاتف متجهاً إلي حقيبتها و علبه الإسعافات ينقذ ما يمكن إنقاذه إلي أن يأتي الطبيب …
داوي الطبيب جروحها بعمليه تامه وهو يردف بلكنته الانجليزيه محذراً من ارتطام آخر لرأسها وأنه قد يكون له توابع سيئه .. حقنها بالمهدئ ثم راحت يده الخبيره تعالج الكدمات المختلفه الظاهره له .. وما خفي كاان اعظم !!
لا يعلم كم مر عليه وهو يجلس فوق كرسيه ناظراً إليها و جسده يغلي وينتفض بغضب .. كان عليه أن يتركها تموت كما أخذ عهد علي نفسه … لكن يجب أن تعيش وتعاني أكثر وأكثر .. كما عانت أمه الحانيه الحبيبه !! لقد كانت تماثلها بالرقه والهدوء … لطالما هبط أبيه بالحزام علي جسدها الجميل إلي أن يُدميها و يتسبب بالكسور و الشروخ بها من أجل أعين عمه الفاسق القذر .. ابيهاا اللعين !!
راحت أعينه تتفقد جسدها الساكن و أنفاسها الهادئه المنتظمه و أعينه تبتسم بغضب علي تلك الكدمات التي من صنيع يديه البارعه … رؤيتها هكذا كلعبه هي و أخيها بين يديه يشعره بالفخر والانتشاء .. ليتنهد عائداً إلي الخلف رافعاً ساقيه يفردها علي الفراش يقول بنظرات خبيثه شيطانيه …
-ولسه دي كانت أول جوله ياولاد .. آآ عمي .. !!
علي الجانب الآخر بمدينه السحر والجمال باريس .. حيث الفندق الفاخر الذي يقيم به “تيم” وزوجته الغاضبه للغايه منه الآن ..
جلس بجانبها أعلي الأريكة جاذباً إياها إلي أحضانه الدافئه مقبلاً أسفل أذنها وهو يهمس لها :
– خلاص بقي يا ندي قولتلك اني كنت قلقان علي أسيف.. أنتِ أكتر واحده عارفه غلاوتها عندي ..
أبعدت رأسها عن مرمي شفتيه و هي تواصل عبوس وجهها و قلبها يتألم من معاملته الجافه لها بدأت دموعها بالهطول بحزن صامت ..
عقد حاجبيه علي الفور و أدار وجهها إليه بيده وهو يحاول مسح دمعاتها بأنامله يقول بحنان هادئ :
– ايه يا ندي ده .. أنا مقصدش أنتِ عارفه طبعي أنا عصبي حبتين بس أوعدك هتجنب ده معاكِ … متعيطيش بقي !!
لم تجيبه بل أزاحت يده وهي تحتفظ بها بين يديها تعبث بأنامله مرت لحظات صامته عليهم مشحونه بالعديد من المشاعر لتهمس أخيراً بصوت مبحوح :
– انت بتستغل حبي ليك يااتيم !! مش بتحبني !!
أتسعت رماديتيه يردف بصدمه واندهاش :
– ايه !!! انا مش بحبك وبستغل حبك ليا يا ندي!!؟
أجابته بغضب و دموع تصحبها شهقات مرتفعه وقهر سنوات :
– أيوه يا تيم أنت قولتها مليون مره .. أسيف قبل أي حاجه عندك … أنا بحبك و حطاك قبل الكل و لو قولتلي روحي معايا جهنم هروح وأنا مغمضه لكن أنت أناني يا تيم مش بتحبني اتجوزتني عشان صعبانه عليك !!
أتسعت أعينه بصدمه من حديثها !! لقد وافقت شقيقته علي زيجتها من أجله ومن أجل حبه لها ، عقد حاجبيه يردف بغضب طفيف :
– أنا مش فاهم ليه بتحطي أسيف في مقارنات معاكِ ! هي أختي .. لكن انتي مراتي وحبيبتي !!
لانت ملامحها تردف بأعين آمله بحبه وعاطفته تهمس له بصوت مشحون بالعاطفه والحب :
– بجد يا تيم انا حبيبتك .. !!
ابتسم علي الفور يجذبها بقوه لأحضانه مقبلاً شفتيها بشغف محبب لها و يديه تعبث بقميصها القصير للغايه يقول بصوت أجش :
– طبعا ياروح تيم حبيبتي و مراتي وهتبقي أم ولادي كمان ، متفكريش بالطريقه دي تاني يا ندي عشان مزعلش كل الحكايه إني مش بعرف اعبر شويه وانتي هتعلميني ده صح !!
هزت رأسها مسرعه تحتضن عنقه تقبله أعلي شفتيه برقه وشغف هامسه له
– حاضر ياقلب ندي .. مش هفكر كده ومش هزعلك ابدا ومش مهم تقول انا مش عاوزه حاجه غير الكلمتين دول !!
اندفعت تقبل شفتيه بنهم وهي تقول بين قبلاتها :
– بحبك يا تيم !!!
جذبها إلي أحضانه بقوه ثم حملها بين ذراعيه يبادلها القبلات قائلاً … :
– وأنا بموت فيك ِ ياقلب تيم !!!!
” خيانه “
أناتها الخافته المصحوبه بتأوهات من شفتيها الصغيره المتورمه جعلته يفيق من غفوته أعلي الكرسي ناظراً إليها بنظرات ناعسه لحظات لتندلع نظراته القاسيه ناحيتها ليميل علي جسدها الصغير يضغط بأنامله القويه علي فكيها بعنف .. لكن لحظه …. هل هي محمومه !!!!
انتفض مبتعداً عنها حين اندلعت الذكريات إلي عقله المشوش بين ماضي أليم و حاضر ملوث بآهات و أنات بريئه … عقد حاجبيه يصك أسنانه بقوة ضاغطاً عليها و بدأ جسده بانتفاضات غاضبه حين تذكر أين رأي تلك الهيئه !!!
لم تكن سوي هيئه أمه الحبيبه الحانيه .. حين كانت تلفظ الروح فور ضـ.ـر.بات قاسيه من أبيه دامت لأيام … ارتفعت حرارتها حينها كانت تأن و دmـ.ـو.عها تغرق وجنتيها الجميله الساخنه من تلك الحمي اللعينه التي أصابت جسدها و أودت بحياتها لتلفظ ما تبقي منها و هو يحيط وجهها بيديه باكياً عاجزاً عن معاونتها أو اسعافها … إنه الطفل ذو العشره أعوام الذي راقب صعود روح أمه أمام عينه إلي السماء بعد معاناه قاسيه من أيدي انعدmت منها الرحمه !!!
لم يشعر بقدmيه التي قادته مسرعاً نحو المطبخ الحديث العصري جاذباً إحدي الأطباق و المياه المثلجه و فوطه صغيره نظيفه عائداً إليها بخطوات مسرعه و دmـ.ـو.ع خفيفه بدأت تلمع فوق لحيته المشذبه …
جلس أرضاً علي ركبتيه بجانب الفراش و أعينه تتفقد وجهها البرئ المستدير الذي كسته حُمره قانيه.. لكنها لم تكن حمره خجلها اللطيفه … إنها حمره مُهلكه قضت علي حياه من أحب و سوف تقضي عليها إن لم يُسعفها …
وضع الفوطه البـ.ـارده كروحه المُهلكه أعلي جبينها الصغير لتشهق أثناء غفوتها عاقده حاجبيها الرقيقين مثلها وبدأت دmـ.ـو.عها بالهبوط لا شعوريااا ….
امتدت أطراف أنامله إلي تلك الدmـ.ـو.ع يزيحها و قد بدأت أعينه تذرف مثلها …. لقد بكت مثلها بصمت هكذا … مال علي وجهها يهمس بكلمـ.ـا.ت غير مفهومه .. اخترقت أحلامها أو بمعني أدق كوابيسهاا … يترجاها !!! يطلب عودتها للحياه و مكوثها … صوت رجولي أجش يريدها أن تعافر من أجله هو و أخته ؟!!
اندفعت الكلمـ.ـا.ت من فمه هامساً وهو يعيد الفوطه البـ.ـارده لجبينها ويديه تسير مسرعه بالمياه البـ.ـارده أعلي وجهها :
– متمشيش ارجوكي … أنا .. أنا هحاول !! قوليلي اعمل إيه !!!!! اعالجك ازاي !! متسكتيش كده !!! ندي معايااا متخافيش نيمتهاا !!!
صدره يعلو و يهبط باختناق و قد بدأت أنفاسها تضعف أمامه ليقف صارخا يهز جسدها بقوه :
– بقولك حاااااولي .. اعمل ايييييه …. اتصررررف ازاااااااي !!
أتسعت أعينه و رأسها الصغير يعود للخلف بهدوء و سكينه و جسدها ينتفض بفعل هزاته العنيفه لها .. وضعها أعلي الفراش جيداً و هو يدفعها بقوه لأحضانه ممزقاً قميصها الوردي الصغير … ثم حملها إلي حمام الغرفه ويده تُسرع بفتح المياه البـ.ـاردة لتغزو جسديهما معاً و هي لا زالت مستسلمه بين يديه …
لحظات مرت لتبدأ اخيراا السعال و فتح عينيها الرماديه شاهقه من تلك المياه المندفعه نحو جسدها الذي يرتعش بقوه الآن بين أحضانه …
تنفس الصعداء مغمضاً عينيه يستعيد هدوءه أمامها و اشاح وجهه بعيدا عنها حتي لاتري أهدابه المبلله بدmـ.ـو.ع معاناته رفع رأسه لتغمرها المياه جيداً و افاق علي جسدها الصغير يحاول الإفلات بضعف من بين قبضتيه …
تلك المقاومة من ذلك الجسد الانثوي الشبه عاري أمامه سوي من قطع صغير تستر مفاتنها قليلاً أمام اعينه المفترسه الملتهبه تُزيده تمسكاً بها …. حاولت تجميع قوتها و تغطيه جسدها بذراعيها الصغيره منكسه رأسها .. لاتعلم بخجل أو خـ.ـو.ف … كل ما تعلمه ان نظراته سيئه و أحضانه مرعـ.ـبه !! بدأ عقلها يستعب مايحدث !! بدأت تشعر بالمياه تلسع تلك المناطق المجروحه بجسدها الصغير وقعت أعينها أخيراً علي ذراعيها المتورمتين لتبدأ أعينها بذرف الدmـ.ـو.ع و جسدها ينتفض برعـ.ـب وشهقات باكيه تتلوي بقوه بين يديه تحاول الابتعاد بأي وسيله عن وحشيته و همجيته القـ.ـا.تله لبرائتها !!!
أغمض عينيه بقوه ثم صاح بها و هو يخرج من أسفل الدوش قابضاً بقوه أكبر علي جسدها المُغري لعينيه الجائعه لبرائتها … :
-كفاااايه !!
كلمه واحده فقط نطق بها وهو علي يقين أنها سوف تكف وها هي لم تخذل أفكاره اللعينه لقد كفت برعـ.ـب و جسدها ينتفض من كتمان شهقاتها بين أحضانه .. انزل قدmيها أرضاً و هو يحتفظ بها داخل أحضانه المبتله هامساً بابتسامه هادئه لم تصل إلي عينيه التي استعادت قسوتها :
– مكنش ينفع اسيبك تمـ.ـو.تي يابيبي ، لازم تعاني شويتين تلاته معايا الأول عشان محسش إني خسرت قصاد أبوكِ !
خشت الرد عليه و قد رأت حالاته الجنونيه .. أرعـ.ـبها أن يعود لتعنيفها الجسدي و صفعاته و ضـ.ـر.باته القاسيه المُهينه سالت دmـ.ـو.عها بقهر تغرق خديها الصغيرين و جسدها ينتفض واضعه يديها فوق شفتيها الصغيره تبكي برعـ.ـب لما تتعرض له علي يديه … تشعر بالخدر والوهن يتسلل إلي أوردتها و إحدي يديه تقبض بقوه أكبر علي خصرها يجذبها بعنف لأحضانه القاسيه ..
راحت شفتيه القاسيه تعبث بمعالم وجهها المتورم بنهم و فجأة قبض علي شفتيها يمتص رحيقها بقسوه بالغه يعض باسنانه ما تطوله من شفتيها أو رقبتها الناعمه البضه هو حائر بين قسوه لاذعه و ماضي أليم عاجزاً عن نفض تلك الأفكار الآن من عقله وشفتيه ترق علي جلدها أحياناً و تقسو أحياناً أخري و كأنه يبثها صراعه النفسي .. و هي ترتجف باكيه برعـ.ـب لا تفهم ماذا يفعل تلك المره … لكن مرعـ.ـب ومؤلم بجميع أحواله معاها …
حاولت بتعب إبعاد رقبتها عن مرمي شفتيه و قد بدأت يديه العابثه بجسدها تتمادي … لتتعالي شهقاتها المرتعبه و أنفاسهما معااا … و لكن أحدهم بانتشاء و الآخر برعـ.ـب و مُعاناه !!!
صعد بشفتيه إلي شحمه أذنيها و هو يحاول ابعادها عنه و لكن خانه جسده و رغبته تتصاعد و كأن برائتها تجذبه بمغناطيس محاولاً صم أذنيه عن اعتراضاتها الخائفه مستغلاً صمتها المُجبر أمام عنفه !!
ليعض أذنها بقوة فخرجت صرخه عاليه منها و قد بدأت تفقد السيطره علي أنفاسها من فرط البكاء و الرعـ.ـب وتلك المذله التي تستشعرها بين ذراعيه القويه التي تستبيح جسدها و كأنه لم يشوهه منذ ساعاات !!!
افاقته صرختها من سباته المغناطيسي بأحضانها الدافئه النافره منه و من أفعاله المشينه ليرفع وجهه وعقله يعمل كيف يحول الموقف برمته إلي اهانه لها ، و أخيراً نطق بقسوه و غلظه مهينه …
– جـ.ـسمك متشوه جـ.ـا.مد يابيبي ، بس لسه محتاج شويه علامـ.ـا.ت كمان عشان لوحتي تكمل !!
أغمضت عينيها وهي تبتلع إهانته و تهديده المرعـ.ـب و لا تعلم وسيله واحده لردعه لتهمس له برجاء باكٍ بعد صمتها فتره :
– ارجوك سيبي في حالي وانا والله ماهقول لحد اللي حصل بس رجعني مصر ارجوووك !!
ابتسم ببرود وهو يغرس أصابعه بعنف بخصرها لتعلم أنها تزيد من انتشاؤه المريـ.ـض و انتقامه الأهوج بحالتها الضعيفه لكنها خائفه و بشـ.ـده … بدأت الدmاء تسيل من أنفها من فرط خـ.ـو.فها ليدفعها بقوه أعلي الكرسي المبطن خلفها ينظر إليها بغضب قائلاً :
– ايه شغل العيال ده !! روحي اغسلي وشك بسرعه !!
لاتعلم كم مره يهينها بتلك الفظاظه وقفت مرتعبه وهي تضع يدها أسفل ذقنها و جسدها ينتفض و ذكريات أخيها الحنون تمر أمامها …. حين كانت تزورها تلك الكوابيس المرعـ.ـبه و تسوء حالتها و أنفها يذرف الدmاء … لقد كان يسهر بجانبها بعد أن يحملها إلي حمامها معاوناً إياها بتنظيف وجهها جيداً ..
غسلت وجهها و هي لاتعلم كيف توقف سيل الدmاء الذي يشعره بالاشمئزاز هكذا !!! ارتفع تـ.ـو.ترها للسماء و راحت تبكي وهي لا تستطيع ايقاف دmائها مرتبعه أن تعود بهيئتها تلك فيوسعها ضـ.ـر.با بحزامها كما فعل منذ مده …
شعرت بيده تحط علي رقبتها لتصرخ باكيه برعـ.ـب و هي تقول بأسي :
– والله مااعارفه اوقفه .. هحااول بس سيبني ارجوك !!!
أعاد رأسها إلي الخلف بقوه و هو يُمسك فوطه صغيره نظيفه بيده قائلاً بصرامه :
– بس اسكتي !! مش ممكن يوقف وحالتك كده !!! اهدي شويه …
هدوء !! يأمرها بالهدوء !!!! كيف وهو أمامها … سجانها و قـ.ـا.تل روحها !! كيف تهدأ و هي تنتفض هكذا بين يديه من فرط رعـ.ـبها !! لتسمعه يقول بقوه :
– ت عـ.ـر.في المكان اللي احنا فيه ده بتاع مين !!
راح عقلها الصغير يحاول تحليل كلمـ.ـا.ته وقد بدأ جسدها بالارتخاء بـ.ـارهاق … ليبتسم حين نجح بإلهائها ليوقف نـ.ـز.يفها و حملها مره أخري و هي لا تقاومه من فرط الاعياء و تلك الحمي تسلب روحها …
وضع جسدها أعلي الفراش و راح يتفقد ملابسها ليُخرج قطعه صغيره حريريه نبيذيه اللون بحمالات رفيعه وقطع صغيره بديله للمبتله أعلي جسدها ..
متجهاً إليها بخطوات هادئه يقول بنبره لم تحاول فهمها أهي جديه أم تهكميه :
– ت عـ.ـر.في يابيبي اللون النبيتي يجنن عليكِ ،انا بحبه اوي خلي بالك …
لم تجيبه بل رفعت أعينها المتوسله لفك أسره عنها تنظر إليه بنظرات بريئه واهنه …
بادلها بنظرات بـ.ـارده يمسح جسدها الممشوق أعلي الفراش بعينيه الوقحه … رغم أن تلك الكدmـ.ـا.ت التاركه أثر علي جسدها لازالت فاتنه كما هي !!!
جلس وهو يجذب جسدها إليه لتستقيم بجلستها داخل أحضانه باستسلام تام تسمعه يهمس أمام شفتيها قائلاً بغضب طفيف :
– ت عـ.ـر.في ايه اكتر حاجه بكرهها ؟! اتكلم ومـ.ـيـ.ـتردش عليا !!
خشت من تهديده المبطن وزحف التـ.ـو.تر إلي عينيها و هي تنظر داخل رماديتيه القاسيه لتهمس بلا شعور منها :
– عاوزه تيم !!
ارتفعت ضحكاته وقد أنهي عمليه ارتدائها الملابس لتصعق من عدm شعورها بذلك وهو يقول لها من بين ضحكاته الرجوليه البغيضه :
– ت عـ.ـر.في وحشني الواد الحمقي ده ، بيعجبني خلي بالك دmه حامي كده و بيخاف عليكِ من الهوا الطاير .. بس صدقيني يابيبي .. تيم بح ..خلاص … مبقاش فاضيلك .. ندي تلاقيها كلت عقله خلاص !
نظرت إليه بدmـ.ـو.ع وهي تقول :
– عاوزه أكلمه بس انا مبعدتش عنه قبل كده .. ارجوك !!
نظر إليها لحظات ثم جز علي أسنانه بغضب و اقترب منها كادت تعود للخلف لكنه جذب خصلاتها مقرباً وجهها إليه يقول بصرامه :
– انا هخليكِ تكلميه فعلا .. بس لو فكرتي تقوليله حاجه و تقلبي حياه اختي .. انا همحيكي وامحيه من علي وش الدنيا ، عارفه انا مقدرتش اجي جنبه ليه .. عشان خاطر ندي عشان حبته ومقدرتش احرمها من حاجه بتحبها زي مابوكي حرمها من أمها وهي لسه ف اللفه و من ابوها وهي عيله صغيره …. عشان كده كنتي آخر حل قدامي … انا عارف انك مش غـ.ـبـ.ـيه ومش هتأذي نفسك و أخوكِ .. مش كده يابيبي ؟!
هزت رأسها الموافقه و هي تتوق لسماع صوت أخيها الحنون علها تهدأ !! أو تشعر أنها ليست بمفردها مع ذلك الوحش المرعـ.ـب …
⁦-***-
أخيراً .. رن هاتفه لتضيئ الشاشه باسمها ..
أسرع مجيباً عليها يهتف بصوت حنون مبحوح من أثر النعاس و هو ينتفض من فوق الفراش قائلاً :
-أسيف حبيبتي !! انتي بخير .. حشـ.ـتـ.ـيني و  !!
أغمضت عينها و هي تحاول السيطره علي صوتها وقد تغللت إلي روحها السكينه مع صوته الدافئ و أفاقت علي لكزه خفيفه من يده القويه لتهمس بوهن :
– ايوه ياحبيبي أنا بخير … أنت كمان وحـ.ـشـ.ـتني أوي ياتيم !
عقد حاجبيه من صوتها المبحوح .. هل تبكي !! صاح بقوه غاضبه :
– أنتِ بتعيطي ياأسيف !! الحـ.ـيو.ان ده عمل فيكي حاجه !!!
لحظات مرت كالدهر عليه وقد استمعت ” ندي ” إلي اهانه أخيها لتقف مشتعله غاضبه تصيح منفعله :
– وبعدين معاك ياتيم ؟!!!!
وصل صوتها الرقيق أخيراً تهمس باطمئنان مسرعه :
– حاجه ايه بس ياتيم .. كل الحكايه إني كنت نايمه مرهقه بس ، و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك …
تنفس الصعداء حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم … و قال بصوت حاني هادئ :
– آسف ياحبيبتي أنا كنت عاوز اطمن عليكِ بس .. أنتِ تمام !
قلبت “ندي” عينيها بملل وجلست أعلي الفراش تضع ساق فوق الأخري متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها :
– لا فهد أكل منها حته .. كل شويه نفس السؤال ولا اللي سايب عيله صغيره …
نظر إليها غاضباً ليستمع إلي صوت “أسيف” الهادئ تقول :
– متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي .. مش هطول عليك …
صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره لينه تسللت لقلبه :
– خلي بالك من نفسك ومن ندي .. وهبقي اكلمك تاني .. سلام ياحبيبي !!
استمعت إلي رده الهادئ يقول :
– خلي أنتِ بالك من نفسك و طمنيني عليكِ علي طول ولو البني ادm ده زعلك كلميني علي طول فاهمه أوعي تخافي أو تترددي ياأسيف !!!
أغمضت عينيها و سالت دmـ.ـو.عها و هي تري ابتسامته المُتهكمه و نظراته المتسليه و هو يشير لها بيده لإنهاء المكالمه … لتنفذ قائله :
حاضر ياحبيبي … سلام !!!
ضغط علي الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه و هو يميل عليها واضعاً الهاتف مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماماً يقول بسخريه من بين ضحكاته :
– ابقي اتصلي عليه ياأسيف لو عملت حاجه ، متصلتيش ليه يابيبي !!
صمتت حزينه و أعينها تذرف دmـ.ـو.ع صامته لتصرخ باكيه حين جذب خصلاتها بشـ.ـده غير منتبهاً لجـ.ـر.ح رأسها يصـ.ـر.خ بها و هو يجذبها خارج الفراش بقوه مستغلاً ضعف مقاومتها ومرضها :
– إيه ياروح امككك متصلتيش ليه بيه ؟!! أنا اقولك عشان أنتِ جبانه معدومه الشخصيه ، تيم هو اللي كان بيحركك ودلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!
سقطت أرضاً حين إلتوت ساقها و لكنه لم يتوقف جذبها و جسدها المريـ.ـض ينظف الارضيه الرخاميه اللامعه ! حاولت رفع يدها لتخفف من وقع قبضته عليها لكن ركلها غاضباً و قد تعالت وتيره غضبه من تلك المكالمه .. كم يشعره “تيم” بمدي نقصه وقِلته !!!
لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته … لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!
زحف جسدها الصغير أرضاً حين ترك خصلاتها بعد أن وصل إلي المطبخ الصغير لكنه كان أسرع منها حين غرس أظافره بلحمها بهمجيه تامه و عنفوان رجولي ثم دفعها نحو المنضده الصغير يصيح بقوه حين صرخت متألمه :
– و.جـ.ـعتك يااروح امككك …. ت عـ.ـر.في إن أمي كانت بتنزل تبوس علي رجله عشان يرحمها !! و مكنش بيسيبها برضه !! ت عـ.ـر.في أنه كان فاكرها بتغري أبوكِ النجس الوسـ.ـخ بجـ.ـسمها !! محدش يستاهل العـ.ـذ.اب غيركممم !!
صفعها بقوه غير متوقعه راح يهدر بعنف و يهز جسدها يدفعها مره صوب الرخام القاسي ليغرس بجانبها و مره صوب المنضده الحديدية لتُجـ.ـر.ح يدها ثم امسك خصلاتها بعنف إلي أن خرجت بعض خصلاتها بيده يقول لاهثا ببرود مصطنع لم يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره :
– سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!
لم تعد تشعر به .. لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد … تريد فقط أن تنتهي حياتها الآن لتذهب بعيداً عن ذلك القاسي المُدنس لبراءه روحها .. لما تدفع ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو قاسي هكذا !! اللعنه علي يوم تضحيتها من أجلهم !! اللعنه عليه و علي أبيها و أبيه القاسي الذي فعل مثله بزوجته !!!
لم تشعر سوي وهي تهمس بتلك الافكار حين صفعها بقوه لاهثاً و كاد يتركها لكنها نطقت بوهن من بين صفعاته :
-بكرهكك ..مش مسمحااك !!
كلمـ.ـا.ت صغيره خرجت من شفتيها المُدmاه أنهت عقـ.ـا.بها !! لم تكن أول مرة يستمع إلي تلك الكلمـ.ـا.ت … لقد استمع إليها منذ سنوات .. لقد صرخت بها تلك البريئه بوجه أبيه … أمه ايضا شعرت مثلها .. لقد نجح بإيصالها لشعور أمه ذات الروح الممزقة !!!
لكن لحظه لما لا يشعر بالانتصار !! ها هي تعاني أمامه !! ابنه اسوأ رجل بالعالم !! ابنه الرجل الذي قــ,تــل أبيه وأمه !!! ابنه سارق أموالهم وآكلها !! لتتمتع بها هي وأخيها الآن !!!
توقف سيل الأفكار لديه ليزيح خصلاته التي التصقت بجبينه زافراً بغضب و هو يُمسكها من مؤخره رقبتها دافعاً جسدها بقوه أمامه ليفتح صنبور المياه مغرقاً وجهها بالمياه ليتثني له معرفه أماكن جروحها بعد أن اختلطت دmـ.ـو.عها بالدmاء بكدmـ.ـا.تها التي فعلها بها أمس …
اغرقها بالمياه ثم ساقها إلي الغرفه و لم يُغير من وضعيه إمساكه بها يدفعها إلي المرحاض بعنف قائلاً :
– لو آخرتي هدخل اساعدك بنفسي !!
لم تنظر تجاهه دلفت إلي المرحاض بهدوء صامت تغلق الباب خلفها و قد أدركت أنه لا مفر من عـ.ـذ.اب قاسي في جميع لحظاتها معه … لقد انعدmت الشفقه من قلبه لتُنهِك بروحها الهادئه يديه الإجرامية الملعونه ..
-***-
وقف “تيم” يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء :
– معرفش ياتيته ممكن مكسوفه تقولي .. كلميها أنتِ أو عمتي ….
مرت اللحظات و “ندي” تجلس فوق كرسي و علامـ.ـا.ت الملل مرتسمه ببراعه أعلي وجهها …صارخه داخلها ما هذا الدلال !!
أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شارداً بصمت .. لقد فهم أن زوجته تغار من حبه لشقيقته .. و ها هو يخرجها من رعـ.ـبه عليها حتي لم يطلب منها محادثه شقيقته صديقتها !!!!
اتجهت أنظاره إليها وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه “أسيف” و اكتفت بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك .. لقد اتخذ قرار عدm إدخالها بينهم .. ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ تجاه علاقتها بهم … !!
اتجه إليها يرسم بسمه هادئه علي شفتيه قائلاً و هو يفتح إحدي ذراعيه يستقبلها بأحضانه متسائلاً :
– خلصتي لبس كده !
ابتسمت علي الفور و انفرجت أساريرها حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه … لتقول مسرعه و هي تندفع إلي أحضانه مُقبِله شفتيه ثم وجنته :
– ايوه خلصت مش هتقولي هنسهر فين ؟!
هز رأسه بالسلب غامزاً لها بطرف عينه وهو يقول :
– لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي …
هزت رأسها بموافقه حماسيه و هي تقول متأمله ملامحه بشغف :
– مش مهم اي مكان معاك وفي حـ.ـضـ.ـنك جنه ياتيم !!
انتقلت عدوي الابتسام إليه ليقبلها أعلي شفتيها ثم لملم أغراضه و لازال يحتفظ بها بأحضانه الحانيه متجها معها إلي السهره الخاصه بهم !!!
وصلا معا إلي ذلك المطعم الراقي الفاخر !! إلتمعت أعين “ندي” من ذلك الجو الهادئ وابتسمت تدس جسدها الصغير داخل أحضان زوجها مستمتعه بتلك الأجواء الفريده من نوعهااا .. لا تصدق أن “تيم” جهز ليله خاصه بهم بدون شقيقته حيث كان لا يختار تلك الأماكن دون ذوقها الرفيع الراقي !!
لكنها بعيده عنه الآن و هو لهاا وحدها كاد يسحب كرسيها لتجلس فوقه لكنها أصرت أن تجاوره بجلسته لتستبد بأحضانه الدافئه ..
استجاب لها بطواعيه و جاورته لتنطق فور جلوسها بهدوء :
– المطعم يجنن ياتيم ..
نظر لها بابتسامه محبه و أعينه تتفقد ملامحها الجميله الهادئه ثم مد يدها إلي فمه يُقبلها قائلاً بحبور :
– ولسه اول مانخلص اكل مجهزلك سهره تجنن فعلا ..
أتسعت أعينها لتحتضنه مقبله وجنته ثم اقتربت إليه بشـ.ـده تهمس أمام شفتيه و أناملها تسير ببطئ علي وجنتيه و لحيته
– تعرف ياتيم عمري ما كنت مبسوطه زي دلوقت … انت كنت حلمي الوحيد وهفضل لآخر نفس مش عايزه غيرك …
أحاط خصرها يجذبها بقوه إلي صدره العضلي الصلب قائلاً بصوت خفيض هامس أمام شفتيها :
– مش هتبطلي تستغلي اني مبعرفش اتكلم زيك كده … و بعدين بلاش الطريقه دي أحسن والله أروح حالاً ونتفاهم براحتنا لوحدنا …
ارتفعت ضحكاتها الرقيقه و هي تحيط عنقه مقبله إياه أعلي شفتيه ترفع إحدي حاجبيها بشقاوه لطيفه :
– وانا موافقه .. مفيش احلي ولا اهم من أحضانك عندي !!
رفع حاجبه مبتسماً لحظات ثم وقف يشير إلي النادل و بعدها جذبها من يدها لتقف معه مندهشه.. كلمـ.ـا.ت مقتضبه ألقاها بالفرنسيه التي يُجيدها .. ثم اتجه بها مره أخري إلي الفندق المقيمين به يتوعدها بليله ناريه لتتعالي ضحكاتها السعيده المنتشيه وهي تكتشف جانب جديد بزوجها لتقع بعشقه ألف مره …….
أغلق باب جناحهم ثم أدارها لتقابله بابتسامتها الخلابه ليحيط خصرها بقوه واضعاً شفتيه أعلي شفتيها الرقيقه الصغيره و قد ذهب بها إلي عالم آخر .. عالم خيالي لم تره سوي بين ذراعيه و داخل أحضانه أحاطت عنقه بقوه تجذب رأسه إليها و هي تحاول مبادله قبلاته الجامحه …
هبط إلي عنقها و يديه تعبث بفستانها إلي أن جردها منه أخيراً … رافعاً جسدها الصغير بين أحضانه و هي تحاول السيطره علي أنفاسها اللاهثه من فرط مشاعرها و إحساسها الآن …
برقه بالغه وجدت جسدها بين الأغطيه الوثيره وةهو يطل عليها بهيئته الرجوليه الوسيمه راحت يديها تعاونه بنزع تيشرته الخاص و شفتيها مستسلمه لشفتيه الخبيره .. عالم سحري وردي ذهبت داخله لولا “تيم” معشوقها الأوحد لظلت تطرق الباب أعواماً و أعوام … ناسيه تماماً من وضعت قدmها علي بدايه الطريق … بل لاعنه تلك المكانه بقلبه لهاا قد اقسمت أن تستحوذ هي علي ما تبقي من قلبه .. مهما كان الثمن !!!!
وقفت تراقب ذبول عينيها المرهقه من فرط البكاء و القهر لم تكن عينيها فقط ذابله مرهقه بل أخذت روحها النصيب الأكبر … لقد اقسم الفهد بأغلظ الأيمان علي إنهاك روحها و إنهائها …وقد فعل !!!
أصبحت تخشي المرور بجانبه .. لقد طابت جروح جسدها بعد مُعاناه مأساويه … لكنه لا يتركها دون مذله و إهانه لروحها الطاهره وجسدها الصغير مرت أيام و هي لا تعلم متي رحله العوده ؟! ألا يكفيه ثلاثه أسابيع بضـ.ـر.بها و إهانتها !!! ألم يمل من سماع شهقاتها المتتاليه و بكائها المرير ؟!! .. لقد حاولت بشتي الطرق معه ..
نظرت إلي المرآه الصغيره المُعلقه بالمطبخ الحديث إلي تلك العلامـ.ـا.ت الحمراء أعلي وجنتها .. بالطبع لم تكن سوي صفعاته منذ قليل .. أصبح يتفنن باهانتها و اختراع الأسباب رغم رعـ.ـبها البادي عليها دوماً منه !!
أدركت أن روحه المريـ.ـضه تتغذي علي ذلك الرعـ.ـب … لكن ماذا تفعل !! ما بيدها أن تفعل و هو يخدع الجميع مقنعاً إياها أنها مدلله للغايه … فارت القهوه لتشهق بفزع حين جذبها من خصلاتها يهدر ببرود وهو يشـ.ـده قبضته بقوه علي خصلاتها بهدف إيقاع الألم بها :
– ما هو احنا لو مش سرحانين يابيبي … مش هيحصل كده ، اشرب إيه دلوقت ؟!! مش كفايه مبت عـ.ـر.فيش تعملي أكل .. كمان القهوه بتبوظيها ؟!!
لم ترفع يديها لفك خصلاتها .. إن فعلتها سوف تتلقي صفعات من يديه القاسيه العنيفه .. لقد فهمت ذلك بعد فتره من معاملته الهمجيه معها .. فقط دmـ.ـو.عها .. سالت بصمت و هي تحاول كتم شقهات روحها التي دهسها أسفل قدmيه و مضي فوقها … لكنه ازاحها غاضباً و يده تذهب إلي حزامه الجلدي ينزعه عن خصره مردفاً بحده وعنف :
– انا كام مره اقول مبحبش اتكلم ومـ.ـيـ.ـتردش عليا يا ×××× يابـ.ـنت ال ×××× ؟؟!!
صرخت بو.جـ.ـع حين تلقت أولي جلداته العنيفه و التي بمرور الوقت تصبح أقوي و أعنف عن ذي قبل .. رفعت يديها تزحف للخلف وهي تصرخ :
– اااسفه .. اسفه …. هعمل غيرهااا !!
أغمض عينيه لحظات ثم هبط إلي مستواها لتنكمش بجسدها إلي الحائط و هي تحتضنه برعـ.ـب حقيقي مفزع و أعينها تذرف دmـ.ـو.ع تستجدي رحمه ممن عُدmت رحمته !!
ليزيح خصلاتها التي اخرجها من ربطتها بيده و نزع رباط شعرها بنعومه و أنامله تتغلغل داخل خصلاتها الحريريه و إصبعه الإبهام يسير علي شفتيها بليونه و رقه هامساً لها :
– لا لا يابيبي بلاش الدmـ.ـو.ع دي .. ما ستحملهاش !! مش احنا اتفقنا مش هتضايقيني وانا ومش هاجي جنبك !!
نظرت إلي عينيه و هي تشهق و صدرها يعلو و يهبط تخشي أن تصمت فيجلدها لتخرج الكلمـ.ـا.ت مبحوحه من حنجرتها :
-مقصدش !!
أغمض عينيه عنها و هو ينازع رغبته بإلتهام شفتيها في التو و الحال .. لقد أصبحت تُثير رغباته بشـ.ـده في الفتره الأخيرة .. لكن لا وألف لا ؟!!! ماهي سوي ابنه اسوأ رجل بالعالم سوف ينهي روحها باذلالها .. و سوف تعاونه بجبنها و رعـ.ـبها منه و ضعف شخصيتها تلك !!! إنها خطه لعب عليها منذ أعوام و لن يهدmها إلا بازهاق روحها و حسره أخيها عليها !!!!
نفض رأسها و هو يجذبها من ذراعها بعنف لتقف معه بطواعيه و نظرات مرعوبه وهي لا تقوي علي توقع أفعاله ياله من ماكر .. داهيه متحركه !! دفعها بغضب صارخاً بها بلا مبرر
– أدخلي زفتك اوضتك ومش عايز اشوف وش اللي خلفوكِ
اندفعت مسرعه من أمامه و هي تحمد ربها أنه لم يعنفها ككل يوم .. بل و كل لحظه معه ….. أغلقت الباب تحاول التقاط أنفاسها المأخوذه برعـ.ـب و هي تتجه إلي تلك الشرفه المطله علي ذلك الشاطئ البديع الذي ابهرها منذ أول لحظه لها هنا !! وقفت تراقبه بصمت إلي أن وقعت أعينها علي تلك المنضده الصغيره المواجهه للكرسي .. هاتفهاا ؟!!
ذلك الهاتف الذي احتفظ به منذ آتيا إلي هنا .. !!! مرت أسابيع و هي لا تُحادث أخيها !! و هو يخبرها أنه لا يتصل بها ابداا .. لكنها علي يقين أنه كااذب أخيها لا يتركها هكذاا بدون أسباب ..
أسرعت تخطو بخفه تفتح الباب بمواربه تتفقد أين هو !! لتسمع صوت المياه من الحمام الرئيسي الذي يجاور الغرفه .. أغلقت الباب بهدوء و هرعت إلي هاتفها و أصابعها تعبث برعـ.ـب لتصل إلي توأم روحها الحبيب لينقذها من براثن الفهد و ليحدث ما يحدث بعدها !!
انتفض قلبها برعـ.ـب من فرط التـ.ـو.تر و الأجواء التي تُعايشها و من دخوله عليها بأي لحظه .. راحت تحاول ارهاف السمع لتتأكد أنه بعيد …. بعيد للغااايه .. كم تمقته ذاك المفترس المرعـ.ـب .. لأول مره تعرف شعور الكره كان علي يديه …
توقفت أنفاسها حين استمعت إلي صوت صديقتها الرقيق يهمس بهدوء .. :
– أسيف !!
حاولت السيطره علي تلك الشهقات المصحوبه ببكائها .. لتقول “ندي” مندهشه .. :
– أنتِ بتعيطي ياأسيف ؟!
لم تستطع السيطره علي نفسها و راحت تجهش بالبكاء بصوت و هي تشعر أن نجدتها اقتربت لتقول من بين شهقاتها :
– ندي .. تيم فين !! مردش ليه !!
عقدت “ندي” حاجبيها باندهاش و قالت بنفاذ صبر من فضولها :
– تيم بياخد شاور فيه ايه ياأسيف !!
شعرت الأخري بنفاذ صبرها و خشت أن تغلق .. لتقول مسرعه برعـ.ـب من خروجه و من إغلاق شقيقته بوجهها قبل الوصول لمنقذهاا :
– ندي قولي لتيم اننا في جزر العذراء البريطانيه !!! خليه يجي ياخدني يااندي !!
أتسعت أعين الأخري من ذلك المكان و لكن ارتفع غضبها عنان السماء من تلك الفتاه المدلله السخيفه التي تريد شقيقها بعطله زواجهااا .. لتسمع همس “أسيف” تقول :
-ندي هاتي تيم انا خايفه اخو…
انقطع سيل كلمـ.ـا.تها حين استمعت إلي الأخري تردف برفض قاطع و صرامه :
– لا !!
أتسعت أعينها بهلع و صدmه من رفضها لتكمل الأخري وهي تنهي علي ما تبقي من أمل لدي تلك الضائعه :
– بطلي شغل العيال ده أنتِ اختارتي يبقي استحملي تمن اختيارك بلاش أنانيه و متهديش حياه اخوكِ ياضعيفه الشخصيه !!
ماذااا… !! فرغت فاهها وهي تسمع إلي صوت انقطاع الاتصال بينهم … لم ينقطع الإتصال الهاتفي فقط … بل انقطع إتصال روحاني كان يرفرف باعلامه داخل عالمها الوردي … الذي تحول إلي دmوي أمام أعينها البريئه !!!!
هل تحادث صديقتها !! من فعلت ذلك لأجلهاااا !!! ماذا !!!! شهقت حين وجدته خلفها و نظراته الشيطانيه المرعـ.ـبه تنهش ما تبقي من روحها … لقد دهستها شقيقته لتوهاا و لا تحتاج لسيل جارف من إهاناته المذله لهاااا …
سقطت أرضاً مغشياً عليها و أصبحت لديها أُمنيه واحده فقط … ألا تعود إلي ذلك العالم الشيطاني ابدااا
” خُذلان ! “
وقفت “ندي ” و هي تعقد حاجبيها بغضب و تطرق الأرض بقدmيها بغل و حقد كيف لتلك المدلله أن تتواقح هكذا ؟! من الواضح أنها لم تتحمل طباع أخيها .. هل كانت تظن أنها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!
ابتسمت بسخريه و هي تضغط بسرعه فوق الشاشه تزيل مكالمتها من هاتف “تيم” و هي تهمس لنفسها :
– كل واحد يتحمل تمن اختياره أنا ما صدقت أخدته .. أسفه مش هسيبه ليكِ تاني ياأسيف ..
ثم وضعت الهاتف بمحله متجه إلي الشرفه تمسك بهاتفها و هي تحاول أن تفهم الوضعيه لدي تلك المدلله من أخيها .. لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين مُتسائلاً بهدوء :
– عامله ايه ياحبيبتي ؟!
ابتسمت و هي تُجيبه بأعين قلقه من خروج زوجها بأي لحظه :
– أنا تمام ياحبيبي … أنت اللي عملت ايه بالظبط !!
وصلها صوته الهادئ و لازال يحتفظ بنبرته الهادئه يهتف باستنكار :
– أنا !!! وأنا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل …
ثم تابع بمكر :
-زيك كده .. مش أنتِ مبسوطه برضه ياندي !!
ابتسمت علي الفور تقول بشغف :
– أكيد مبسوطه يافهد مبسوطه اوي .. خصوصاً إني بعمل زي مااتفقنا … تيم مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص أنا بعرف اشغله … بس قولي هي مالها أنت ضـ.ـر.بتها تاني !!!!
استمعت إلي صوته يرد بجمود طفيف :
– ندي دي حاجه بيني و بين مراتي أظن إنك مـ.ـا.تحبيش اتدخل بينك و بين تيم !! مش عشان اتجسستي عليا المره اللي فاتت و سمعتي صوتها بتعيط يبقي خلاص هتتدخلي في كل حاجه تخصنا ..ولا ايه ؟!
عضت علي شفتها السفليه بتـ.ـو.تر و لم تخفي عليها نبرته التحذيريه بعد التدخل مره أخري .. لتقول و هي تبتلع رمقها من سماع زوجها و راحت نبرتها تتسم بالخفوت شيئاً فشيئ :
– أنا مقصدش أتدخل يافهد بس تيم لو شاف علامه واحده علي جـ.ـسمها الدنيا هتتهد !
ارتفعت ضحكاته الرجوليه الصاخبه و هو يقول :
– متقلقيش مفيش حاجه هتبان .. مش أنتِ عاوزه تيم ليكِ و أنتِ اللي عرضتي عليا تبعدي تيم عنها عشان ت عـ.ـر.في تخليه ليكِ لوحدك !!
عقدت حاجبيها و هي تردف بخفوت :
– بس بلاش بالعنف ده يافهد .. يعني اعتقد أسيف بتسمع الكلام وشخصيتها ضعيفه هتعرف تشكلها زي مـ.ـا.تحب مش محتاجه ضـ.ـر.ب .. مش فاهمه انت بت …
انقطع سيل اعتراضها و هي تسمعه يردف بصرامه و قوة :
– ندي عاوزه تيم ولا لا ؟!
أجابته بنبره متحديه قطعيه .. و غل أنثوي بائن … :
– طبعا عاوزاه هو مزودها في اهتمامه بيها ده أول يوم لينا مكنش شايف قدامه و كان هيتجنن عليها … تخيل أبقي في حـ.ـضـ.ـنه و هو بيقولي زفته أسيف ….
شعرت بتنهيده أخيها الحاره كأنه أمامها وهو يقول لها :
– شوفي ياندي انا مش فارق معايا تيم يعرف او لا .. أنا مش بخاف أنتِ اللي خـ.ـو.فتي و عرضتي إنك تبعديه عن أسيف و إنه سمع نبرتها و قلق المره اللي فاتت … لو حابه توقفي ده براحتك ..
عقدت حاجبيها تردف بسخط و غيره غاضبه :
– لا طبعاً أنت فاكرني جبانه زي اللي عندك .. أنا بعرف اخد اللي عاوزاه وأنت حر مع مراتك … المهم مااتضرش ويجي علي دmاغي … أنا روحي في تيم يافهد لو حصله حاجه أو بعد عني همـ.ـو.ت !!
أردف مسرعا بغضب :
– بلاش السيره دي ويلا قبل ما يسمعك زي ما سمعت اللي عندي … اقفلي عشان اشوف اللي اغمي عليها دي .. أنتِ قولتلها ايه صحيح !!
تنهدت بهدوء وقالت برويه وهي تستعد لانهاء المكالمه قبل خروجه :
-مقولتش حاجه .. فهمتها إنها انانيه يافهد وإن أخوها مش هيفضل ليها علي طول … خلاص بقي بتاعي .. !!
لحظات صمت من الجهه الأخري استمعت بعدها لصوت اخيها يقول مستفسرا :
-ندي أنتِ مش عاوزه ت عـ.ـر.في أسيف كانت بتعيط ليه !
صمتت لحظات وكأنها تقلب مسأله بعقلها .. لكن لا إن علمت سوف تدع مساحه للشفقه .. هي تعلم مدي ضعف شخصيتها جيداً و أنها بالطبع لم و لن تتطاول علي أخيها الشرس … لتقول بجمود فجأه :
– لا يافهد أنا عارفه هي قد ايه متدلعه ..
ثم أردفت بقلق مسرعه :
– تيم شكله خلص .. متنساش تقفل الزفت بتاعها .. يلا بااي …
أسرعت إلي الغرفه تجلس فوق الأريكة و هي تعبث بخصلاتها تنظر إلي الشاشه التلفاز البلازما بهدوء .. نظرت إليه و هو يخرج بالفوطه حول نصفه السفلي و يده تمسك فوطه صغيره لتجفيف رأسه لينظر لها مبادلها بابتسامه سريعه قبل أن يتجه إلي هاتفه لينتفض قلبها و تراقبه بتـ.ـو.تر ظناً منها أنه استمع إلي رنينه منذ مده ..
لكنه وقف يقلب به عاقداً حاجبيه ثم وضعه علي أذنه دقائق و تركه يزفر بنفاذ صبر و غضب ليُباغتها بسؤاله و هو يكمل عبثه بالهاتف :
– أخوكِ مااتصلش النهارده برضه !!
أجابته بهدوء تام و نبره ناعسه :
– لا ياحبيبي ..
نظر إليها و هو يضع الهاتف علي أذنه لحظات ليُلقيه أعلي الأريكة بغضب وهو يقول :
– أنا مش قادر أفهم قافلين الزفت ليه طيب واخدينها معاهم ليه !!
ارتفع صدره و هبط و بدأت أفكاره تقوده إلي طريق آخر .. ماذا لو كانت شقيقته بمأزق ؟! لما يشعر بذلك الاختناق … لقد اشتاق إليها وإلي النظر إلي عينيها البريئه الصافيه … اشتاق إلي احتضانها بين ذراعيه و هي تهمهم بخفوت أنها لاتملك سواه !!
جلس أعلي الكرسي و هو يضع رأسه بين يديه يفكر بهدوء قبل أن يرفع رأسه إلي زوجته ناظراً لها بقوة :
– هو فهد ماكلمليش نهاائي !!
رفعت إحدي حاجبيها و قالت بنفاذ صبر :
– ياتيم بقاا انا زهقت .. يكلمني ليه وهو عارف أنه زيه زينا كلنا واخدين كام يوم نريح فيهم ونفصل عن الناس …
ثم وقفت و هي تزيح جسده للخلف قليلا ليتثني لها الجلوس فوق ساقيه محيطه عنقه العاري مكمله بهدوء و بدأت نبرتها الأنثوية بالتلاعب بأوتار قلبه :
– مع اللي بنحبهم .. !!
ختمت قولها بقبله صغيره أعلي شفتيه .. لكن هيهات فشقيقته الصغري تقلقه للغايه الآن مستحوذه علي عقله ليقول فجأه :
– مش يمكن فهد قفل من نفسه ال..
قاطعت حديثه تردف بغـ.ـيظ … :
– وبعدين معاك ياتيم أنت وعدتني إنك مش هتتكلم عنهم ..
نظر إليها لحظات بصمت و هو يفك ذراعيها عن عنقه مردفاً بهدوء وهو يوقفها ويقف معها :
– انا وعدتك اني مش هضايقك عشان غيرتك من حبي لأسيف .. لكن ما وعدتكيش إني هنسي اختي ومش هفكر فيها.. وإلا ابقي أناني وماستاهلش انك تحبيني ياندي … قولتهالك قبل كده بس واضح أنها مش غيره بس .. !!أسيف تبقي بـ.ـنتي مش اختي بس .. حياتها كلها في حـ.ـضـ.ـني و جنبي حتي المدارس لولا أنتِ كنتِ معاها كنت متطمن طول عمرها هاديه ومبتحبش التعاملات والاحتكاك بالناس او بمعني اوضح بتخاف .. واللي حصلها زمان للاسف اثره لحد دلوقت جواها …. بس واضح إنك نسيتي كل ده لمجرد أنك عاوزاني ليكِ لوحدك و ده مش حب ده استحواذ …. ا عـ.ـر.في إني لو نسيت أسيف و خرجتها من حياتي زي ما أنتِ عاوزه … يبقي سهل اخرجك أنتِ كمان زيهاا… مانا ابقي ندل .. ومااستهلش حبك …
ثم ابعد جسدها الذي تجمد عنه و هو يمسك هاتفه مبتعدا به وقد بدأت أعينها تتـ.ـو.تر وتدmع .. رُباه إنه عشق محفور بثنايا قلبه .. يضيئ روحه … و ها هي تحاول اقصاء ذلك الضوء لتمر بطريقها !! انتفض جسدها و جلست فوق الأريكة بخـ.ـو.ف ماذا لو علم تيم بما فعلت اليوم !!
-***-
جلس يراقب جسدها المتسطح فوق الفراش و دmـ.ـو.عها تتساقط بصمت تام لم يعد جسدها ينتفض .. هي الآن تصارع روح بريئه داخلها تجمعت عليها نفوس وحشيه تنهشها ، صديقتها الوحيده كانت تتفنن بإبعاد شقيقها عنها …!!! لماذا .. ماذا فعلت لها !!! هل أبرزت حبها له بشكل زائد !! منذ أن استمعت إلي مكالمه الاخوين الشيطانيه و هي لا تستطيع تمالك نفسها … راح عقلها يحاول استيعاب ما قالاه … لقد كانت تعلم بضـ.ـر.ب شقيقها لها !!!
تتلقي عقـ.ـا.ب لما لم تفعله … تعاني بين ويلات دmار روحه بصمت .. لكن كانت تظن أن ابنه عمها إن علمت بأفعال أخيها سوف تنهره !! تبعده عنها !! تبلغ زوجها ليأتي و ينقذها من براثنه المتوحشه !! لكن هيهااات … لقد تلقت أكبر صفعات حياتها للتو …
رباااه …. ما ذلك الخُذلان !!!!!
دقائق صامته مرت علي تلك الغرفه الباهته .. الشاهده علي تفتيت روحها و دهسها أسفل أقدامه هو و شقيقته لتسمع صوته الساخر أخيراً و هو يقول بضحكات متتاليه :
– ت عـ.ـر.في … أنا آخر حاجه كنت اتخيلها هي عرض ندي المساعده .. و أنها تخبي علينا .. بيني و بينك .. مكنتش أعرف إنها بتحب تيم للدرجه دي !!
صامته .. جـ.ـا.مده .. صماء …. بكماء … لم تتفوه بحرف واحد أمام سيل سخريته اللاذعه .. و عقلها يفكر .. هل الحب أن تدهس من حولها !! هل الحب يجعلني أخون و أترك من حولي يتعـ.ـذ.ب !!
استمعت إلي صوته الهامس بأذنها و هو يجذبها من ذراعيها بقوه اعتادت عليها ليعدل جسدها و يجعله مقابلا له بالفراش الوثير :
– عارفه أنا مش همد ايدي عليكِ ليه رغم إنك خونتي ثقتي فيكِ يابيبي ؟!
تابع بعد صمت قصير :
– عشان شايف إن ندي قامت بالواجب و زياده معاكِ … طول عمر البت دي شخصيتها جـ.ـا.مده و بتمسك في الحاجه اللي عاوزاها .. مش جبانه مهزوزه الشخصيه وضعيفه زيك !!
نظرت إلي ابتسامته الساخره التهكميه و هو يقول :
– بس عجبتني دmاغك اللي بدأت تشتغل دي .. ت عـ.ـر.في ندي عندها حق .. لو كنا اتقابلنا في ظروف أحسن من دي … كنت هشكلك زي مانا عاوز بسهوله .. ضعفك ده حلو أوي لياا .. ممتع !!!!
ارتفعت نبضات قلبها و هي لاتعلم كيف تدافع عن جسدها الصغير أمام همجيته .. لتسمع همهمه صغيره تصدر منه و هو يمرمغ أنفه بعنقها و شفتيه تعبث بجانب عنقها لتنتفض برعـ.ـب و كادت تسقط عن الفراش ، تركها تلك المره لتلتصق بظهر الفراش محيطه ساقيها بذراعيها برعـ.ـب تنظر له بهلع و قد عادت روحها المرتعبه إليها :
عقد حاجبيه من حالتها و هو لم يمسسها تلك المره .. لاحظ تلك النظره المشمئزه التي رمقته بها برعـ.ـب … هل يُثير اشمئزازها ؟!! تلك الحقيره سليله الحقير القذز المتـ.ـحـ.ـر.ش بشرف أمه !!!
اندفعت الدmاء بجسده و هو ينقض عليها غاضباً ممسكاً ذراعيها بعنف يصيح بهمجيه :
– قرفانه مني أنا يااروح امككك !! أنتِ اتجننتي !!!
هزت رأسها برعـ.ـب بالنفي وهي لا تقدر علي الحديث إنها ذكري مريره تخشي أن تتفوه بها بل صارت تخشي مرورها بعقلها الباطن … راحت أعينها الباكيه تتوسله بالترك و جسدها المرتعب ينتفض بقوه انفجرت باكيه بشهقات مرتفعه تردف بخـ.ـو.ف :
– أرجوك أنت مش فااهمني اناا اناااا بخااف !!! عاااوزه تيم !!
حاولت التملص منه و هي تصرخ بقوه مغمضه عينيها :
– سيبني ارجووك متجييش جنبي … عااوزه تيم … أرجوك ابوووس ايدك !!
راح جسدها ينتفض برعـ.ـب حقيقي مُفزِع و قد استطاعت تلك الضعيفه أن تمس قلب الفهد بكلمـ.ـا.ت أمه المكرره الآن !
لا يعلم لما رفع جسدها الذي بدأ يسقط أرضاً من فرط رعـ.ـبها و محاولتها المستمـ.ـيـ.ـته بتركه إياها !! خفت يديه تدريجياً عنها .. و هو ينظر إلي انتفاضاتها و رعـ.ـبها الذي أثار غضبه من شـ.ـده ضعفها و وهنها ؟! لكنه شعر بالقلق إن تركها مرتعبه هكذا سوف يتوقف قلبها … كلمـ.ـا.ت مطمئنه خرجت من شفتيه بتردد و هو يعود بها إلي الفراش :
– خلاص … اهدي !! مش هلمسك !!!
نظرت له بعدm تصديق و هي ترمقه بخـ.ـو.ف أثناء عودتها إلي محلها كما كانت و نظراتها ثابته فوقه ترمقه بشك خـ.ـو.فاً أن يُباغتها بضـ.ـر.به .. مرت دقائق ثقيله عليهما و هي تجلس كما كانت ضامه ساقيها الصغيره لجسدها تنظر تجاهه برعـ.ـب صامت كجرو مذعور ….
لأول مره ذلك الشعور الطفيف بالنـ.ـد.م يطغي علي غضبه ناحيتها .. ظل واقفا محله يرمقها بنظرات صامته إلي أن شعر أن عليه الهروب من أمام عينيها اللوامه بصمت .. هي تخشي حديثه … لكنه طالما كان بـ.ـارعا بفهم النظرات لقد كانت طفولته كلها تفسيراً لنظرات أم مقهوره .. تذكره بها الآن تلك الصغيره …..
اتجه إلي الأريكة أمامها و قد بات يقلق بتصرفاتها المريبه هو اقترب منها أكثر من مره ماذا جد بالأمر لتفزع هكذا !!! جلس أعلي الأريكة يراقبها و هي تنظر إليه بضعف و أعينها تذرف دmـ.ـو.ع ضعفها .. ضعفها أمام طغيانه تاره و تاره أخري لحـ.ـز.نها من شقيقته القويه كما يدعي …
رفع جسده فوق الأريكة يتسطح علي ظهره و هو يوجه نظراته لها يقول بصرامه ارعـ.ـبتها :
– لو فكرتي تكرري الحركه دي تاني ا عـ.ـر.في أن ده اخر نفس في حياه أخوكِ … ماهو لو مطولتكيش هطلع قرفي فيه هو ….
يعلم جيداً وقع كلمـ.ـا.ته عليها و أنها لن تفعل ما يغضبه من أجل حبها لأخيها …
انتفضت من نومتها المتكوره أعلي الفراش .. و هي تستمع إلي صراخ قوي و هزات الأريكة أمام أعينها بالظلام الدامس … ارتعبت لتضيئ الاباجوره بجانبها تنظر تجاه الأريكة برعـ.ـب لتجده نائم ينتفض بخـ.ـو.ف !!!!
فهد يخااف !!!!! أجل لقد أوضحت كلمـ.ـا.ته المستغيثه حالته !!! لقد كان يترجي أحد … إنه يحدث له كوابيس مثلها !!!! هل لديه رعـ.ـب منذ صغره مثلها !! لكنه قوي .. قوي للغايه !!
بدأت صيحاته بالارتفاع لتتجه إليه بخـ.ـو.ف تراقب العرق المتصبب من جبينه و صوته المبحوح و تلك الدmعات الخفيفه اللامعه أعلي لحيته الكثه !! يبكي !! هل هي تحلم !!! إنه المرعـ.ـب .. هل يبكي كما ابكاها !!! هل هو انتقام رباني لها !!! عضت علي شفتيها بخـ.ـو.ف من حالته و هي لاتعلم هل تفعل مثل اخيها بتلك الحاله و توقظه تعطيه بعض المياه !!!!! ام تتركه ليعاني و يتعفن بمحله كما كان يتركها فور أن يفرغ من تعنيفه الجسدي لها ….
أفاقت من حيرتها علي صوته الجهوري الغاضب
– لا لا مش هسامحهم ابداااا .. هاخد حقكككك !!!
بلمح البصر وجدته يفتح عينيه و نظراته الغاضبه الثائره موجهه إليها وحدها … بالطبع من سوي تلك الضعيفه يدفع ثمن مالاذنب له به .. متحملا عنفه و قسوته …. شهقت برعـ.ـب من خضتها و تلقائياً سحبت جسدها للخلف .. وقد ارتعبت من هيئته المشعثه و جسده الغارق بالمياه و أعينه الحمراء من شـ.ـده غضبه الموجه ناحيتها .. !!
هزت رأسها بالسلب و هي تعود للخلف ..ليستقيم فجأه ممسكاً بمعصمها بمباغته سريعه قبل أن تفر من أمامه … لتعقد حاجبيها منتفضه برعـ.ـب حين في قربها إليه هامساً بجمله واحده بأذنها :
– سمعتي إيه !!!
اتسعت أعينها هو يرعـ.ـبها هكذا من أجل معرفه ما سمعته من كابوسه !!! لكنها صرخت حين ضغط علي خصرها بعنف لتسرع قائله بنبره لاهثه من فرط رعـ.ـبها لتتفادى غضبه :
– مسمعتش غير .. مش هسامحهم و هاخد حقك !!
لحظه واحده مرت و كانت أنامله تترك أثراً واضحاً علي وجهها البض من شـ.ـده صفعته …
حاولت الابتعاد و هي علي يقين أنها لم تكن سوي بدايه لغضبه الساحق لها و لجسدها الصغير .. لكنه جذب خصلاتها يصيح بعنف :
– عارف شوفت ايه يابيبي … !! شوفت أمي … و هي نايمه مـ.ـيـ.ـته قصادي وأنا معرفش هي ساكته كده ليه … عارفه شوفت ايه كمان شوفت ابويا وهو بيبكي زي الأطفال من حبروت ابوكي ال ×××× … وبيلومني عشان مافرطش في حقه !!!! ت عـ.ـر.في انه كان بيقعد يبكي زمان برضه قصادي !!!! ت عـ.ـر.في أنه مـ.ـا.ت بحسرته بسببكم وعشان انتوا تعيشوا مرتاحين !!! ت عـ.ـر.في انه حتي لما امك مـ.ـا.تت و كان فاكر ابوكي هيتكـ.ـسر لقاه بيفتري أكتر …. ت عـ.ـر.في انه كتب كل ده بدmـ.ـو.ع عينيه في مذكراته !!!
صفعها بغضب و هي تشهق بعنف من أسلوبه المباغت اللعين :
– ت عـ.ـر.في إني مقهور عليه و عليها و علي نفسي !!!!!
صفعه أخري و آخري بكل كلمه …
– ت عـ.ـر.في إني مش عايز أعمل فيكِ كده ! بس معنديش حلول تاااااااني !!!!! ندي هتمـ.ـو.ت لو خدت منها اخوكِ !!!!! مفيش غيرك قصاااااااادي !!!!
ذرفت عينيها دmـ.ـو.ع القهر و الخـ.ـو.ف و الرعـ.ـب مما قد تؤول إليه حالته تلك إنه يفرغ بها شحنه غضبه من حلمه …!!! ألا يكفيه ما يفعله كانت تظنه عفا عن روحها البريئه المُنهكه لكنه مخادع كاااذب !!!
أسقطها أرضاً يركلها و قد بدأت خلاياه تستعيد صور ذل الماضي وقهره … بدأت الصوره تصبح ضبابيه أمامه و هو يصيح ويجأر بصوته المروع لها :
– قــ,تــلهم كلهمممممم … مـ.ـو.تني معااهم !!!! بتطلبي الرحمه من واحد ماشفهاااش !!!! أنتِ كان عندك أخوكِ يلحقك ويحاوطك !!!! اما ملقتششش حد …. أبوكِ نهبناااااا و قــ,تــلهممممم !!!!
تسارعت وتيره أنفاسه و هو يراها مستسلمه لضـ.ـر.بته و من الواضح أنها اعتادت و لن تقاومه ابداا …. لقد قبلت دور الضحيه بصدر رحب كعادتها الضعيفه أمامه … صرخ بها يجذبها إليه بقوه من خصلاتها و هو يصيح :
– لااا مـ.ـا.تستسلميش كده يابييي …. أنا هخلي ايامك كلها سوااااد و أخوكِ تحت نفس السقف بتاعنا ..
اتجه بها إلي المرحاض يدفعها بغضب صارخاً :
– نص ساعه تكوني مخلصه شاور داافى كده … عشان نرجع مصر … نفتح الموبايلات كفايه أوي كده … وصلت للي عاوزه هناا منككك !!!
لاتعلم ما الذي وصل إليه معها … لا تعلم سوي أنها ترتعب من تهديداته لكنها سوف تعود .. سوف تري أخيها و عائلتها التي ظنت أنها لن ترااهم ابداااا …. و ذلك أكبر حافز لها لتقف و تتحمم مسرعه … لتعود إلي أراضي الوطن غافله عما ينتظرهااا !!!
-***-
وقف “تيم” مذهول و هو يقرأ رساله شقيقته له و التي رآها فور استيقاظه ليبعد زوجته عن أحضانه معتدلاً يحاول الإتصال .. لكنه مغلق كالعاده !!!
زفر غاضباً و هو ينظر إلي كلمـ.ـا.ت اخبـ.ـارها بعودتها للبلاد باندهاش هي إلي أمس تغلق هاتفها من أجل لحظات فريده مع زوجها كما يزعما و الآن و بالصباح الباكر قررا العوده !!
هب واقفاً و هو يتواصل مع مديرة أعماله ليطمئن أن الأعمال تسير علي ما يرام و لا يوجد شيئ طارئ بأحوال العمل تستدعي عوده مفاجأه ..
كانت محادثاته تحت أعين زوجته المترقبه برعـ.ـب مما يحدث و لا تعلم هل هو عرف شيئ و يتأكد منه !! هل تواصل مع أحد !! هل و هل ؟! لتنتفض من الفراش بغضب و هي تسمعه يحجز للعوده للبلاد !!!!
صاحت غاضبه بانفعال وجسدها ينتفض بثوره عارمه :
– فيه ياتيم نرجع فين ومش معاك بني ادmه تاخد رأيها !!!
نظر لها بغضب و صاح منفعلاا :
– أنا كام مره اقولك صوتك ما يعلاش علياااا !!!! و أيوه هنرجع أسيف بعتت رساله إنهم راجعين فجأه وأنا لازم اشوف اختي الصغيره فيها ايه !!! أحوالها كلها بقيت غريبه من يوم مااخوكِ بقي معاها !!!
اضطرب تنفسها وهي تسأله بتـ.ـو.تر :
– أحوال غريبه ازاي !! واحده مع جوزها في شهر عسل عاوزها كل شويه تكلمك ؟!
ابتسم بتهكم و سخريه :
– بقي أسيف اللي مبتعرفش تقعد يوم منغيري تعرف تقفل الفون بتاعها ٣ اسابيع … إلا لو كان أخوكِ واخده منها و بيستغل طيبتها !!
أجابته ساخره و هي تعقد يديها أسفل صدرها متهمكه :
– اه تقصد ضعف شخصيتها !! يعني كلها تحليلات منك و هتلاقيها كلها غلط !
امسك ذراعها بعنف وهو يصيح غاضباً :
– أختي مش ضعيفه الشخصيه ياندي انا مش هسمحلك باي اهانات ليهاا … اللي اسيف مرت بيه وهي صغيره أنتِ لو مكانها مكنتيش هتعيشي لدلوقت منه !!
تأوهت وراحت تذرف الدmـ.ـو.ع تعتذر عن غضبها قائله :
– أسفه ياتيم بس احنا لسه في بدايه جوازنا .. وكان نفسي اكمل الكام يوم دول معاك قبل مانرجع للزهق تاني !!
لم يجيبها من فرط غضبه و حـ.ـز.نه من وصفها لشقيقته بل تركها و اتجه إلى المرحاض يصفع الباب بغضب خلفه تاركاً إياها و هي تمسك هاتفها بتـ.ـو.تر تدعو سراا أن يكون شقيقها متحكم جيد بلسان البريئه …. و إلا سقطت من الهاااويه !!
-***-
مر أسبوع و قد عاد الأحفاد إلي أعمالهم بعد أن اطمأن “تيم” علي شقيقته و تأكد انها بخير و لم يكن هاتفها المغلق سوي للاستجمام و قد طمأنته بنظراتها الحانيه أنها بخير .. لكن تلك الكوابيس التي بدأت تهطل عليه .. يراها مقيده و نصل حاد فوق رقبتها و هي تنظر ناحيته بأعين مذعوزه و لكن يال العجب لقد زينت ابتسامتها ثغرها الوردي الجميل و كأنها تطمئنه رغم رعـ.ـبها !!!
انتفض من فوق فراشه لتعتدل “ندي” بدورها و هي تراه يلهث بعنف صارخا باسم شقيقته لتربت علي كتفه مهدأه إياه و هي تهمس له برقه و صوت ناعس :
– اهدي ياحبيبي ده كابوس أسيف بخير … !
نظر إليها لحظات صامته … هو يعلم يري تلك الفجوه فيما بينهم … يري أن زوجته لم تعد تحادث شقيقته حتي .. بل و أن أسيف تتجنب وجودهم معااا .. و بالطبع تتجنبه هو أيضاً و قد تعمدت “ندي” الالتصاق به طالما هو بالمنزل ….
وقف من الفراش يزيح خصلاته و هو يري إبريق المياه فارغاً .. و هو بالاصل بحاجه لاستنشاق الهواء .. !!
اتجه إلي الخارج و هو يقول بهدوء :
– اسف إني خضيتك أنا رايح اشرب …
و لم ينتظر إجابتها امسك تيشيرته الخاص يرتديه و هو خارجاً من الجناح بأكمله .. كاد يهبط الدرج .. لكن صوت صفعه الباب القاسيه بالأعلي .. هزت قلبه !!!
هل هو يهيأ له…. ام أنه باب جناح شقيقته !!!
قادته قدmيه إلي الأعلي بخطوات مسرعه قلقه … و هو لا يعلم هل من الصحيح ما هو مقدm عليه .. لكنه يريد الاطمئنان فقط !!!
وقف بالخارج و كاد يقرع الباب لكن تلك الصرخه المدويه التي قُتلت في لحظتها و كأن أحدهم كتمها جعلته يطرق الباب بقوه محاولاً فتحته و قد تبين أنه موصود ليصيح صارخاً و هو يركله :
– افتح الباااب ده !!! أسييييف !!!!
لم يجد اجابه ليعيد مره أخري و قد قرر كـ.ـسره صارخاً باسمهاا و قد اشتعلت أنوار القصر و الأبواب تُفتح بأعين ناعسه من ذلك الصوت الصارخ لابنهم بتلك الساعه المُتأخرة !!!
– أسييييف !!!!
كان أول الحاضرين” نائل ” تتبعه “ندي” و هي تحكم اغلاق روبها .. تبعتها العمه “سمر ” و العم “مراد ” و أخيراً
” الجد والجده ” اتسعت أعين الجميع وصاح “مراد” مستنكراً مما يفعله “تيم” يقول بغضب و صوت أجش يحمل آثار النوم :
– في ايه ياتيم ايه اللي بتعمله ده متوصلش لكده يااخي !!
لم يجيبه بكل كاد يعود للخلف ليكـ.ـسر الباب لكنه انفتح … و خرج الفهد من عرينه !!!
ازاح “فهد” خصلاته للخلف و هو يميل برقبته بابتسامه بـ.ـارده عاري الجسد يرتدي فقط بنطاله القماشي المنزوع منه حزامه !!!!!
أفاق من النظر له علي صوته الساخر :
– ايه ياتيم اللي بتعمله ده !! حد يخبط بالليل علي الناس كده !! هو الواحد ملهوش خصوصيه مع مـ.ـر.اته !!!
نظر “تيم” إليه بنظرات حاده مستنكره و هو يردد أثناء محاوله من عينيه للنظر داخل الغرفه التي يسدها ذلك الوحش بجسده :
– فين أسيف انا سمعت صرختها من شويه !!
أغلق “فهد” عينيه بغضب و هو يقول بانفعال ساخر :
– و بعدين بقي في التهيؤات دي .. انت محتاج تروح تتعالج خلي بالك !! أختك نايمه جوا !!
عقد “تيم” حاجبيه وقد بدأ يندهش من نبرته الواثقه هل هو يتهيأ له من كابوسه لتتجه إليه “ندي” بغضب تقول بانزعاج :
– ايه ياتيم مش كابوس ده اللي يخليك بالحاله دي !! ايه الفضايح دي !!
عقد الجد حاجبيه يصيح بغضب :
– فيه ايه ماحد يفهمنا صحتونا من النوم عشان كوابيس !!! انتوا اتجننتوا !!
تأفف “نائل” و هو يتثأب مرددا بمزاح :
– انا قولت الجوازتين دول مش هينيمونا محدش صدقني !
كاد “تيم” يتحرك وزوجته تزجره بغضب لكن لحظه .. لقد لمح شيئ أحمر بيده !!!
دmاء !!! اللعنه .. انها دmاء صرخ متقدmا منه يمسك يده بغضب :
– ده دm !!
تـ.ـو.ترت الأجواء بكلمه واحده من الأخ المرتعب .. اتسعت النظرات تجاه “فهد” الذي نفض يده بغضب و صاح به و كاد يغلق الباب :
– انت هتحقق معايا … اوعي !!!!
ركل “تيم” الباب بقوه و هو يزيحه ثائراً .. يصـ.ـر.خ به :
– عملت فيها ايييه !!
ازاحه للداخل و هو يتصارع معه بجسده دخلا إلي الجناح وياليته لم يدخل … اتجهت العائله مسرعين خلفهم وعلي الضجيج بالمكان لكن شيئ واحد فقط جعل الجميع يتوقف .. أنات ضعيفه !!
شقيقته الغاليه ..!!!! ابـ.ـنته الروحيه !!!!! قطعه قلبه مُلقاه علي الأرضيه الرخاميه الفاخره .. وجهها تكسوه الدmاء جسدها الصغير مليئ بالكدmـ.ـا.ت و أعينها اللامعه بالدmـ.ـو.ع تعافر للبقاء يقظه … شُل جسده .. و هو يعود إلي الخلف بجسده تاركاً ذاك المفترس بأعين متسعه مذهوله و أنفاسه توقفت عن الخروج فارغاً شفتيه من هول ما رأي !!!!
إنها أسيف الصغيره !! البريئه !!! ملكه قلبه المتوجه !! مددلته الغاليه !!!!! مُلطخه بدmائها !!!! لم يستمع إلي تلك الشهقات و ذهول الجميع ….
ساقته قدmيه إليها و هي تحاول رفع يدها أو تحريك أي جزء من جسدها … لكنه كان مُحال بتلك اللحظه المُذله لها !!! رأت الشفقه بأعين الجميع … رآها الجميع مذلوله و مرعوبه لثاني مره بحياتها !!!!!!!
الأولي جعلت منها فتاه خائفه تستظل بأخيها .. أما تلك الله وحده أعلم بها !!
لحظات نظرت بها داخل أعينه بنظرات مُبهمه و أنفاسها تضعف شيئاً فشيئ شعرت بيد العمه تتجه لذراعها الذي من الواضح أنه قد كُسر تلك المره .. و آخر مارأته هو اندفاع شقيقها تجاه ذلك المدنس يصـ.ـر.خ غاضباً :
– هقــ,تــلكككككك ياابن الكـ.ـلـ.ـبببب !!!!!!!!
لتتعالي الصرخات و الأيدي معااا وتنغلق عينيها بصمت و سكون تااام !!!!!
” انفصال”
هل سمعتم عن الخناجر المسمومه يوماً ؟!!!!! هل طُعن أحدكم بخنجر مسموم أشـ.ـد الطعنات ؟!! هل يستطيع أحد وصف شعوره حين يُطعن ام أنه سوف يخر صريعاً في الحال …. ؟!!
لقد كانت حاله من الهرج و المرج تُسيطر علي ذلك الجناح الملكي للزوجين الشابين …
أحدهم يُصارع بلكمـ.ـا.ت عنيفه بقلب مفطور علي ماضي أليم غرس خناجره داخل طيات قلبه المكلوم ، غريزه انتقاميه زرعها الأب ليرثها الإبن برغبه متوحشه بالقتال من أجل استرداد كرامه لمن لا حياه لهم ….
أما الآخر يصارع بضـ.ـر.بات أشـ.ـد قسوه و غل علي حاضر رآه بأم عينيه ينزف الدmاء ! مُنهكا من هول ما رأي لجسد صغير برئ كهذا ، لم يكن بحاله ليعرف ماذا حدث يكفي هيئه شقيقته الملقاه أرضاً إلي الآن …
صرخات مروعه من الناس و اندفع العم و الابن بمحاولات بائسه لفض ذلك الاشتباك العنيف الذي كاد يقضي علي حياه أحد الأحفاد ..
أسرع الجد الي هاتفه يستدعي أفراد الحراسة علهم ينقذون ما يمكن إنقاذه جلست الجده و العمه أرضاً بجانب الحفيده المصابه بإصابات بالغة بأنحاء جسدها الصغير ..
وقفت “ندي” أمامها تبكي بقهر ونـ.ـد.م ، الآن فقط ! الآن رأت نتيجه جُرمها بعينيها ، الآن شعرت بمدي وحشيه أخيها ، الآن علمت انها مُجرمه ، بل الأشـ.ـد اجراماً بتلك الغرفه !!!!
صرخت العمه بفزع و هي تتفقد نبض ابنه الأخ الغائبه عن الوعي ..
– كفااااايه حـ.ـر.ام عليكممم ،أسيف بتروح مننا نبضهااا بيضعف ونفسهاااا رايح !!!
تلك الصرخه كانت الصفعه التي تلقاها ذلك الأخ الجريح .. جريح بجسده بعد تلك الملحمه الضاريه … وجريح بقلبه علي تلك الماسه الغاليه التي تدفع أغلى الأثمان نتيجه رعـ.ـبها وضعفها …
ترك الزوج المُدنس .. و هرع إليها و دmـ.ـو.عه لأول مره تهطل أمام الجميع رفع رأسها برعـ.ـب أن تكون لديها كسور و يؤذيها بحركه غير مقصوده .. وجهها المشوه بالدmاء .. أعينها المُغلقه بهدوء نفسهاااا الذي علي وشك السكون .. أصابه بالقهر ، عليه أن يقوم ليفتك بذلك القذر لكنها تذهب عنه هبط بجانب أذنها يتوسلها ودmـ.ـو.عه تتساقط من فوق لحيته المشذبه لتهبط علي عنقهااا
– سامحيني !! انا قولتلك بلااش ياأسيف ،حقك عليا بس متسبنيش أرجوك ِ !! أنا مليش غيرك … أرجوك ِ !!!!
لا حياه لمن تنادي … لا يوجد سوي الصمت الذي أغرق الغرفه تلك الشهقات الصادره عن الجده المُسنه و العمه المذهوله المصدومه بابن الأخ الشرس و تلك البريئه .. ابـ.ـنتها الروحيه … و تلك المُجرمه ، عجبااا أتبكي ؟!! هل لديك من المشاعر ما يتيح لكِ بالنواح الآن ؟!! أم أنه شعور الذنب القـ.ـا.تل ؟! هل علمت مدي جُرمك !!! إنه عصرنا الحديث قـ.ـا.تل القتيل يسير بالجنازه ايهاا الساده …..
هل عليه انتظار المسعفين الذين وصلا باحه القصر الفسيح الآن ..؟!
مرت لحظات و دلف المسعفون إلي الغرفه و بحركات عمليه و آليه كان جسد البريئه مسطح أعلي الفراش النقال الصغير ..
تابعتها أعين الفهد المتربصه و لأول مره ينتفض قلبه بابتعادها ، هل لأنها طوال الشهر لم تفارقه ، أو بالأصح لم تفارق وحشيته ؟!! ام لأنه اعتاد التحكم بها .. ترحل الآن غائبه عن عالمهم أمام أعينه و بجانبها أخيها المرتعب يسير مسرعاً يلاحق الخطوات ، إنه عهد نكث به مره و لن يفعلها مره أخري … لن يتركهاا ابداا !!!
أسرع الجميع خلفهم حتي هو !! الجاني لم يتمالك نفسه تلك المره … هرع إلي قميصه الذي لازال بمحله أعلي الأريكة .. يرتديه و هو يخرج من الجناح مسرعاً خلفها !!!
-***-
بالمشفي .. و بعد مرور الوقت اللازم لإسعافها ..
مكث جسدها الهزيل أسفل تلك الأجهزة الطبيه الحديثه ، راقبها الشقيق المقهور من خلف الزجاج اللامع و مقلتيه تحاول السيطره علي تلك الدmعات التي تُصارع للإفلات و الهطول لأجلها …
كم هو شعور مؤلم .. شعور العجز !! إنه عاجز الآن .. عاجز عن رؤيه براءتها !! كما عجز منذ أسبوع عن اكتشاف ما يحدث … فقد صارحه الطبيب ببعض الكدmـ.ـا.ت بأنحاء متفرقه من جسدها الصغير المتخفي أسفل ملابسها .. و التي من الواضح أنها تعود إلي الأيام السالفه ، اااه ايهاا المُدنس ؟!!! اااه والف ااااه أيتها البريئه الضعيفه ؟!!! لمَ لم تصارحه .. لقد وعدته إن فعل لها شيئ سوف تتحدث ؟!
أغمض عينيه بحـ.ـز.ن و هو يلوم نفسه ، إن كانت أمه الآن معها لكانت استطاعت معرفه مايحدث لهااا
كم هي وحيده … نظر إلي الهاتف خاصتها الذي يمسكه بين أنامله فور أن سلمته المشفي إياه و قد وُجد داخل ملابسها … لمَ تحمل صغيرته الهاتف داخل ملابسها ، هل إلي تلك الدرجه ترتعب من ذلك الرجل ، أم أنها كانت تريد الاستنجاد به ..لقد جُن عقله من تلك الأفكار المشتته …
زفر بـ.ـارهاق و وقف يستند إلي الجدار و بدأت أصابعه تعبث بالهاتف …. اضاءت خلفيه الهاتف بصورتهما معا باحدي الرحلات و هي تندس داخل أحضانه محيطه خصره و تلك البسمه تزين ثغرها برقه … دmعت عينيه و راحت أنامله تعبث بالهاتف عله يجد أي شيئ .. أي شيئ يفهم منه أين كانت بتلك الاسابيع ..
بدأت أنامله تعبث بلا هواده بأنحاء سجلات الهاتف .. توقف عند سجل المكالمـ.ـا.ت لحظات عاقداً حاجبيه … إنها مكالمه .. ليله عودتها … صادره منهااا إليه !! و اجاااب ؟!!! كيف !!! عقد حاجبيه و اعتدل بوقفته .. المكالمه عبـ.ـاره عن دقيقه واحده !! هو كاد أن يجن ليصل لهااا … راح يفكر أين كان بذلك التوقيت .. هل أفلت هاتفه مثلا و أجابها دون قصد !! لفت انتباهه علامه التسجيل للمكالمه !!!!!
من الواضح أن أناملها المرتعشه المرتعبه ضغطت فوق تسجيل المكالمه لينكشف الحق .. وتنفضح الحقائق .. و تسقط الاقنعه المزيفه عن الجميع ….
ضغطه واحده من إصبعه و كان صوتها المرتعب يصدح بالأرجاء الهادئه لتتسع الأعين و تسقط القلوب أرضاً مع نغمـ.ـا.ت صوتها الحزينه و التي كانت مقابلها صوت يعرفونه جميعاا .. لكنه تخفي بالقسوه يرفض مطلب بسيط برئ … ثم تبعته كلمـ.ـا.ت نزلت علي أذنه و قلبه و عقله كالخنجر تقطعه إرباً ….
ذُهل ، و لكن كان الجميع بنفس الحاله العائله كلها سوي الفهد المتربص بعيداً عن الأجواء قريباً لتلك الملاك ….
اتسعت أعين “ندي” و هي تستمع إلى قسوتها الغليظه بأذنها ، تستمع إلى الرجاء المرفوض من الصديقه وابنه العم ، اللعنه علي تلك اللحظه .. اللعنه علي الشيطان الأناني الذي وسوس لهاا
لحظات يُغلق عينه و يفتحها يحاول استيعاب صوت شقيقته الغاليه الرقيقه التي تستنجد به و هو لا يعلم .. صوت مقهور باكٍ مرتعب تقابله الزوجه بالرفض ؟؟!!!!!!
زوجته المصون !! زوجته التي أوهمته أن “أسيف” علي ما يرام بشهر العسل ؟!!!! زوجته التي كانت تخلق المبررات لصرف ذهنه عن شقيقته …. هل كانت تعلمممم !!؟؟؟
فتح عينيه فجأه و تحولت نظراته المشتعله نحو تلك التي تنوح بلا توقف بالركن البعيد داخل أحضان عمتها المذهوله مما استمعت للتو .. و راحت أيديها تسقط عن كتف ابنه أخيها الشيطانه الانانيه بصدmه تااامه !!!
كادت تقف تفر من أمامه لكن قد فات الأوان ، لقد فُضحت بأمر رباني بحت ، إنها العداله الالهيه ، هل كانت تظن أنها سوف تفلت بفعلتها الشنعاء ؟!
اندفع نحوها و عينيه تقدح بالشرار الغاضب و علي غفله منها أمسك ذراعها يصيح بها بصراخ مروع و أعين الجميع المذهوله تتجه إليه :
– كنتِ عااارفه … كنتِ عارفه أن أختي بيحصل فيها كده ؟ كنتِ بتحاولي بكل الطرق تبعديني عنها !!!! ازااااي … كاااانت بتحاول تستنجد بياااااااا ومنعتيهاااا !!!
هرع إليه “نائل” و قد بدأ العاملين بالمشفي بالتجمع علي ذلك الصوت المرعـ.ـب المخيف …
كانت يد “تيم” أسرع منه حيث جذب خصلاتها بعنف صارخاً بغضب :
– و جايه تمثلي قدام الكل مش كدااااا ، فكراه هتضحكي علياااا بدmـ.ـو.ع التماسيح دي ؟!!!
اتجه إليه الجد و العم أيضاً يحاولان فصله عنها و هما لا يصدقان مااستمعا إليه من الابنه تجاه تلك الفتاه … ترك خصلاتها و تركت أنامله علامـ.ـا.ت علي وجهها و “نائل” يسحبه بقوه بعيدا عنها ليصـ.ـر.خ بهاا بقهر :
– ياااولاد الكـ.ـلـ.ـبببب بتتفقوا عليهاااا !!!
صرخاته كادت تشق الجدران لكن خالطته صرخات أخري مفزوعه !!! لم تكن سوي صرخات شقيقته اندفع الجميع إلي الغرفه التي غفلوا عنها … ليجدوا الممرضه واقفه ترفع يديها لتوازي رأسها تحاول تهدأتها و أنها بعيده عنها للغايه..
علي الفور تلاقت أعين ذلك الصامت الغاضب و الذي حاوطته أسرته الصغيره بتلك المذعوره الجالسه فوق الأرضية البـ.ـارده .. تنظر لهم بهلع محيطه جسدها بذراعها السليم … و قد بدأت تستعيد ومضات من أحداث الساعات الماضيه …
Flash back
دلف إلي جناحه ليلقي سترته بإهمال أعلي الأريكة تبعها القميص كعادته و كاد يمر إلي غرفه الملابس .. لكن تلك الحوريه بذلك الفستان القصير التي لملمت خصلاتها برقه لتسترسل علي كتفها الصغير العاري بعض الشيئ ..
نظر إليها بنظرات هادئه فهي منذ عودتهم و رغم تجنبها إياه إلا أنه يتلكأ لها و لا يحبذ صمتها ذلك لقد أصبح الوضع ممل لكنه بالفعل لا يجد لها ثغره واحده ..
أصبحت الكوابيس تزوره كثيراً بتلك الاونه و يشعر بها تستيقظ علي صراخه الحاد و فزعاته لكنه يجدها تغلق عينيها بخـ.ـو.ف كطفله صغيره .. حتي لا تُكرر مشهد نهايه شهر عسلهاا المزعوم …
سارت عينيه بلا شعور تفصل معالم جسدها الأنثوي المرسوم أسفل ذلك الرداء الذي وصل الي ركبتيها بعناء ..
لقد حركته نحوها بلا اراده منهما .. اتجه إليها لتنكمش بجسدها و هي تتقهقر إلي الخلف بأعين قلقه متـ.ـو.تره من نظراته الهادئه الثابته فوقهااا …
ابتسم و جذبها إليه فجأه من خصرها الممشوق لتشهق بعنف و تتسع رماديتيها تنظر إليه و قد ارتفعت يده تزيح تلك الخصلات عن وجهها لتغلق عينيها بعنف استعداداً لصفعه من يده .. لكنه قرب فمه يهمس بنعومه غريبه عليها بأذنها بنبره هادئه لينه :
– متخافيش يابيبي !!
ارعـ.ـبها أكثر حين احتوتها ذراعيه القويتين لتشتد قبضته فوق خصرها و ثغره العابث بدأ بمهمته اللذيذه أعلي بشره عنقها الناعمه ….
ارتجف جسدها بعنف و خـ.ـو.ف و رفعت يديها تحاول دفعه و هي تتملص من بين ذراعيه بأعين مذعوره دامعه ..
رفع رأسه ينظر إليها رافعاً إحدي حاجبيه من تمنعها البائن بوضوح و تمردها عليه .. وضح قُبله عميقه بجانب شفتيها ليتمادي بعدها و يديه تتمادي معه لتهمس بخـ.ـو.ف حين فشلت فمجابهه قوته الجـ.ـسمانيه :
– من فضلك سيبني !!
حروفها الناعمه الخارجه من شفتيها الصغيره لم تكن بالتوقيت الصحيح لكليهما قبضت شفتيه علي شفتيها بقوه يلتهمها بنهم لتزداد حركتها الدفاعيه الخائفه و أصبحت تنتفض بأحضانه صارخه به :
– ابعد عني ، بلاااااش كده !!
نفرت عروقه بغضب من أفعالها المبالغ بها ليقبض علي خصلاتها بعنف غاضب صارخاً هو الآخر :
– أنتِ ايه حكايتك بالظبط ، انا ساكت من بدري ، دي حقوقي متخلنيش اخدها غـ.ـصـ.ـب عنك !!
صرخت بخـ.ـو.ف و هو يمد يده ناحيه طرف فستانها ليُمزقه ارتفعت يده يصفعها صارخاً بها :
– اخرسي بقاا !!
لم تصمت بل ازدادت حركاتها التشنجيه و راح جسدها ينتفض وتتشكل صوره الشاب المرعـ.ـب اللئيم الذي مر علي حادثته سنوات أمامها لكنها لازالت داخل قوقعه رعـ.ـبها من ذلك العنف ..
شعر أنها تتمرد ليس إلا .. و بلحظه كان ينزع حزامه و تتوالي عليها الجلدات القاسيه .. وصلت إلي الباب أثناء زحفها .. كاد يعطيها ظهره و يتوقف لكنها فاض بها الكيل لتتسند واقفه و هي تفتح الباب لتهرب من أمامه لكن هيهات .. لمحها ليرفعها عن الأرض من خصرها صرخت برعـ.ـب ليغلق الباب بالتو و اللحظه مُكملا ما بدأه بعنف أشـ.ـد و خاصه حين صرخ اخيها من خلف الباب …..
Back
يديها أعلي أذنها تصرخ بعنف وخـ.ـو.ف ترتجف مثل العصفور الصغير ليندفع “تيم” علي الفور ناحيتها و رغم صراخها الذي صم أذنه و حركاتها لدفعه عنه .. تمسك بجسدها داخل أحضانه يُزيد من قوه دسها داخله و عينيه تصب دmـ.ـو.عها أعلي خصلاتها ليهمهم بكلمـ.ـا.ت بصوت متحشرج بأذنها لعلها تهدأ و قد كااان….
هدأت تدريجياً و قد بدأ الخدر يسري بجسدها و هي تهمس باسمه تمسك بيدها الصغيره السليمه التيشيرت خاصته تدفع وجهها المدmوم بتجويف عنقه لتختبئ عن أعينهم المتلصصه لذلك المشهد المُبكي المُحـ.ـز.ن للشقيقين
-***-
حل مساء اليوم التالي علي الجميع عادت إلي القصر جميع العائله بعد فرض “تيم” لرأيه عليهم و أن المكوث بجانب شقيقته الحبيبه هو أفضل الحلول للجميع الآن ..
بالمشفي و تحديداً بغرفه “أسيف” جلب “تيم” قدح القهوه الساخن و اتجه إلي غرفه شقيقته النائمه و هو يرتشف بعضها عله يفيق قليلاً إلي أن تعود العمه بالملابس كما أصرت منذ وقت بالهاتف عليه …
بدأت تفتح عينيها لتتسلل تلك الرائحه إلي أنفها .. رائحه القهوه التي أصبحت تمقتهاا من شـ.ـده محبته لهاا …
اتسعت أعينها بذعر و هي تحاول الاعتدال لكن جسدها لم يستجيب لها .. لازال المـ.ـخـ.ـد.ر اللعين يعبث بخلاياها راحت دmـ.ـو.عها تسيل بخـ.ـو.ف و هي تكتم أناتها .. خـ.ـو.فا من تواجده لكن أخيها الذي طل عليها بطوله الفارع يراقب وجهها بقلق و هو يهمس لها مملسا علي خصلاتها برفق :
– أسيف حبيبتي أنتِ صاحيه !!
فتحت أعينها علي الفور تتأمله بتـ.ـو.تر واضح ناظره إلي الفنجان بيده ثم أغمضت عينيها و سيل الذكري المؤلمه يطعنها بخنجره عقدت حاجبيها برقه ليميل عليها متسائلاً بقلق :
– حبيبتي اجيب الدكتور ؟!
كادت تهز رأسها لكن ذلك الألم المسيطر علي معظم انحائها خذلها لتهمس له مطمئنه إياه بنبره منهكه خافته للغايه :
– لا انا تمام .. !!
جلس علي طرف الفراش يمسك يدها السليمه سوي من بعض الجروح و الندوب مقبلاً إياها برفق ثم احتفظ بها بين يديه و أعينه ترمقها بنظرات حانيه هادئه لتبادله باخري دامعه حزينه .. تهمس بخـ.ـو.ف :
– أنت لوحدك !!
تفهم خـ.ـو.فها علي الفور و همس لها وهو يعيد تقبيل باطن كفها و استقام يجلس جانبها يعاونها بالجلوس برفق و هي مستسلمه لحنانه الأخوي جاورها ثم دسها داخل أحضانه لتدور مُقلتيها بالغرفه بقلق .. :
– محدش غيري هنا .. متخافيش مش هيقدر يقربلك تاني طول مانا عايش …
التفت ذراعها السليمه حول خصره و هي تدس جسدها أكثر بأحضانه برعـ.ـب واضح … ليغمض عينيه بألم وفتحها حين هسمت له بصوت مبحوح :
– فهد كان هيعمل زي مروان ياتيم .. انا خـ.ـو.فت و هو .. هوو ..
شـ.ـدد من احتضانه لها يهمس لها و هو يمسح دmـ.ـو.عها التي بدأت تغرق وجهها :
– محدش هيقدر يلمسك تاني ياقلب تيم اوعدك !!
ثم راح يقبل خصلاتها برفق محاولاً التغلب علي دmـ.ـو.عه التي بدأت تسيل و احساس النـ.ـد.م و اقترافه الذنب يتفاقم داخله شعرت بشيئ خفيف يسقط علي خصلاتها لترفع رأسها ناظره إليه بصدmه … تيم يبكي !!!
إنه الدرع الحامي الواقي .. لا يبكي ابدااا منذ متي تعلم ذلك !!!!!
رفعت أناملها بشكل تلقائي تمسح دmعاته برفق لتجده يجذبها بقوه لاحضانه هامساً لها بجميع الاعتذارات التي يعرفها .. فهمت من حشرجه صوته بالبكاء المرير .. :
– حقك عليااا .. سامحيني !!!
رفعت يدها لخصلاته تربت عليها باسي و هي تقول بحـ.ـز.ن وصوت هادئ
– متعيطش انا مش زعلانه .. متعيطش !!
طفله .. طفله صغيره اقحمها بيديه بعالم مُظلم و بين أنياب فهد شرس .. لم يفهم إلى الآن لماذا فعل ذلك بشقيقته … !!!!!!!
راح يراقبهم بصمت تام من خلف الزجاج .. و ما هي إلا دقائق و سحب نفسه قبل أن يلمحه أياً منهم و هو يزيح دmـ.ـو.عه بغضب دفين !!!!
-***-
عادت “أسيف” إلى القصر لكن بحاله سيئه للغايه أصر “تيم” علي تواجده بالجناح معها .. تنام هي علي الفراش و هو علي الأريكة .. هكذا خططا معاً وهو يبحث بكل مكان عن النذل المختفي ؟!!!! اما الشقيقه الخائنة الملعونه قد حان وقت الانتهاء من تواجدهاا !!!!
مساء بجناح “تيم” و فور استغراق “أسيف” بالنوم تحرك من جانبها بهدوء و هو يقبل وجنتها بلطف مخرجاً إياها من أحضانه و قد جلست العمه امامها .. تحسبا لأي ظرف طارئ !!!!
اتجه إلي جناحه و هو يضـ.ـر.ب بكلام الجد عرض الحائط حيث طلب منه أن تتعافي شقيقته قليلاً ثم يفعلا ما يريدان و ذلك بعد طلب “تيم” بترك القصر باصرار تام .. لكن هنا الخدmه أفضل لشقيقته و لينهي أيضاً علي الأخوه ثم يرحلااا
دفع الباب بقوه لتنتفض “ندي” ذات الوجه الشاحب من جلستها و تقف تنظر حياله برعـ.ـب تحول إلي شهقه عنيفه حين دفعها إلي الحائط بقوه واضعاً يده أعلي رقبتها يخـ.ـنـ.ـقها و قد تصاعدت أمام أعينه صوره شقيقته و هي تنزف من جميع الجهات ..
ارتعشت “ندي” برعـ.ـب و هي تنظر إليه بهلع تحاول أن تحصل علي بعض الهواء لتملئ به رئتيها الصغيره .. تبدل لون وجهها إلى الأحمر القاتم و اتسعت أعينها لتسير الدmـ.ـو.ع النادmه علي وجنتيها .. تتوسله بنظراتها المرتعبه لم يبالي بل نظر داخل عينيها و رماديتيه تشع غضب الكون هادرا بعنف :
– مالك خايفه تمـ.ـو.تي ياحبيتي ولا ايه !!
عجزت عن إجابته و هي تعافر للبقاء لكن هيهات فتلك الأعين التي طالما اشبعتها عشق و حنان أصبحت تلوح بسهام الاحتقار و البغض .. لأول مره تري ذاك الملاك بتلك الحاله …
نفرت عروق رقبته و هو يطالعها ببغض و نـ.ـد.م علي فعله كادت تقضي علي حياه من ينبض قلبه بسببها .. ضغط بقوه أكبر علي رقبتها لترفع يدها تحاول إبعاده و أعينها تتسع شيئاً فشيئ … ليكمل هادرا :
– ليييييه عملت فيكِ إيه عشان تعملوا فيها كده .. للدرجادي انا مغفل ، للدرجادي بيضحك عليااااا أختي هتروح مني بسببك ، انتي ايييه ازاي الرحمه اتعدmت منك كداااااااا ؟!!!
دفع “نائل” الباب بتلك اللحظه يحاول ابعاده صارخا به :
– كفايه يااتيم اللي بتعمله ده غلط هتمـ.ـو.تهااا !!
نجح الأخير بفصله عنها لتشهق بعنف و يدها تحاول تدليك رقبتها و أنفاسها تتصارع لتنتظم مره أخري ليهدر “تيم” بعنف غير مبالي بغرس خنجر كلمـ.ـا.ته بصدرها :
– تمـ.ـو.ت ولا تغور في داهيه ، واختي انااا حقهاا فين ،هاااا !!
دار حول نفسها يشـ.ـد خصلاته بعنف و أصبحت عينيه شـ.ـديده الاشتعال يهدر بغضب :
– دي … دي اتصلت تستنجد بياااا … انا ناايم في العسل و معيش القذره في جنه … و أسيف بتمـ.ـو.ت كل يوووم !؟!! ده انااا كان نفسي اكلمها بسسس .. كنت حاسس !!
اتجهت أنظاره الغاضبه إليها و كاد يندفع مره أخري نحوها لكن “نائل” أسرع يمسك به و دmـ.ـو.عه تلمع داخل مقلته علي ملاك العائله الصغيره … و علي شقيقها المذبوح بخنجر مسموم هكذا أمامه حاول تدارك الوضع يردف برفق :
– تيم محدش فينا قابل ده علي أسيف .. بس هي محتاجاك دلوقت .. انت مشوفتش حالتها ؟! ارجوك روحلها دلوقت !!!
وقف الآخر ينظر إليه لحظات قبل أن يرمقها بنظرات ازدراء ثم قال بصوت متحشرج من شـ.ـده مشاعره المختلطه .. :
– انا كنت عارف اني هنـ.ـد.م علي الجوازه دي .. أنتِ طالق !!!
اتسعت أعينها و اسرعت إليه تمسك يده راكعه علي ركبتها و دmـ.ـو.عها تغرق وجنتيها الحمراء صارخه بعنف وحنجره محروجه :
– لا ياتيم انااا عملت كده عشاان بحبك ، كنتت عاااو….
اخرستها تلك الصفعه المدويه من يده التي صمت أذنيها لينفض جسده بعدها بعيداً عنها و كأنها وباء يصيح بهااا بعنف ونظراتها الساخره تحرقهاااا :
– أخوكِ كان بيعمل كده لما أسيف كانت بتحاول تنطق …..
“خدعه!”
تفرق شمل العائلة الأرستقراطية ، اختفي “فهد” منذ تلك الليله المشؤمه و قد كان أنسب الحلول فلم يعد أحد يطيق رؤيته ، بغضه الجميع لعنفه و وحشيته نحو تلك الأنثى الناعمه ..
بدأت “أسيف” تتعافي من جروح جسدها الخارجيه .. لكن أصبح لها رفيق جديد .. لم يكن سوي الشرود و الذى غالباً ما يتبعه اجهاش مرير بالبكاء داخل أحضان الأخ الحنون و رفيق الدرب الأوحد ….
تحول “تيم” لوحش ضاري يبحث عن ذلك الفهد بجميع الأنحاء ينشر معارفه و رجـ.ـاله لمعرفه أين يكمن ، لكن كأنه تبخر بالهواء ، حاول الجد بكل عزمه اقصاء “تيم” عن الحفيده الانانيه كى لا يفتك بها لكن ها هو يجذب خصلاتها بعنف هابطاً بها السلالم و قد أوشكت علي السقوط بين يديه العنيفه القاسيه ، يصـ.ـر.خ بها أمام اهل المنزل بعد أن غافل عمته و عمه و “نائل” و أخذها من الردهه الواسعه بملابس نومها أثناء خروجها و صراخها بالخادmه التى سلطها عليها لتستفزهااا :
– اخووووكِ فيننننن هااا … مستخبي فين ال ×××××× عديم الرجوله هاااا !! بتتشطروا علي أسيف !!!! انا بقي هفضل اطلع في عين اللي خلفوكِ لحد ما يظهر الحامي بتااعك الراااجل اللي سلمته أختي .. ولا نسيت ده مستخبي زي الحريم بالظبط …
اندفع “نائل” إليه يحاول فك قبضته عنها و هو يصـ.ـر.خ به :
– ايه اللي جرالك يااتيم أنت هتعمل زيه !!!
ازاحه “تيم” بقوه و هو يلكزه بعنف بكتفه صارخاً بهم و هو يلقي جسدها علي الأرضية الرخاميه بعد أن صفعها بقوه أدmت شفتيها ..
– ياريتني قاااادر اعمل زيه ، ياااريت اقدر ادفن الخـ.ـا.ينه للامانه و الثقه دي حيه ، بس رجولتي منعاني استقوي علي الحريم زيه ال ×××××× النجس ما عمل في اختي ، ياريتني قاادر الاقيه و اخد حقها قصاد عينيها عشان ترجع زي الأول حتي !!!! انا أختي اتكـ.ـسرت و اتذلت واتهاااانت وانااا مغفل ، بفسح الهانم وبشتريلهاا هدايااا ومعيشها أحلي عيشه ، كانت آخر الليل بتنام في حـ.ـضـ.ـني وهي عارفه إني حته مني بتمـ.ـو.ت لوحدها مع واحد و××× بيتشطر علي الحريم ، أسيف كل مره ابعد عنها لازم تحصلها كاارثه ، و انتوا عاارفين انها اضعف واحده فينااا ، عارفين ان اللي حصلها عدي عليها بالعافيه و لولا ستر ربنا عليها كان زمانها راااحت مني ؟!
ثم وجه نظراته للجد المنكس لرأسه بأعين دامعه يستمع إلي الحفيد المطعون بصميم قلبه وكبرياؤه … يصـ.ـر.خ به :
– مش انتتتتت قولتلهااا انك مش ممكن تأذيهااا ، اديك دmرتهااا ، رفضت و محدش فيكم سمعني ، كلكمممم ساعدتوه !!
ادار جسده للجده الباكيه و صرخ بها :
– انا اتحايلت عليكِ تكلميهاااا و تطمنيني … ليه كدبتي علياااا وقولتي انها ردت هااا لييييه !!!
بكت الجده وصرخت لأول مره به بقهر وصوت متحشرج :
– مكنتش اعررررف ، ندي قالتلي انك خايف زياده وانك هتبوظ حياتكم كده ، وفهد قالي انها نااايمه واني اقولك كده عشان متبوظش حياتك !!!!!
نفرت عروقه و ازدادت وتيره تنفسه و عنفه ليتجه إلي تلك التي اختبأت خلف عمها تصرخ برعـ.ـب :
– انا عملت كده عشاااان بحبك والله ماا …
قاطعها صارخا بهاا باحتقار :
– اخرسي ، أنتِ ت عـ.ـر.في ربناااا أنتِ ؟!!!!
اتجه اليه “نائل” الذي دmعت عيناه من فرط حـ.ـز.نه علي تلك الضعيفه و شقيقها المجروح أجلى حنجرته وقال بهدوء :
– تيم احنا حاسين بيك .. أ ..
قاطعه وهو يصـ.ـر.خ به :
– لا محدش حاسس محدش اتبهدل و اتهان غير اللي نايمه فوق بالمهدأت … انتوا تعرفوا انها طول الليل بتصرخ من الكوابيس و اسم واحد بس اللي بتقوله … فهد … سيبني يافهد .. ارحمني يااافهد … ارجوك ياازفتتتتت … تعرف ايه احساسي و أنا بحاول افوقها ، عاارف إيه احساسي و أختي بتترجي واحد يرحمها ، عاارف إيه احساسي و انا متأكد انها كانت بتترجاه كده سااااعتها !!! عاااارف احساااااس العجز ؟؟؟؟؟؟! رد عليااااا !!!!
سالت الدmـ.ـو.ع علي حال الصبيه المؤلم ، الجميع يعلم مدي صعوبه الأمر علي أى فتاه و أى أخ ، فماذا إن كانت الفتاه رقيقه القلب و الحال مثل “أسيف” و الأخ محب جائع و متعطش لسفك الدmاء من أجلها هي فقط .. مثل “تيم” !!!!
أكمل و هو ينظر إلي عيني ابن عمه الذي سيطر الحـ.ـز.ن علي قلبه و ربت علي كتفه بصمت :
– هتعمل ايه لو كنت مكاني يااائل ، هتهدي قبل ما تطلع روووحه !!!!
هز الاخير رأسه بالسلب و هو يقول متنهداً بحرارة و دmعه خائنه فرت من عينيه :
– لا مش ههدي ياتيم !! مش ههدي ….
سالت دmـ.ـو.ع تلك الخائنه علي حالته و ارتجف جسدها بعنف هي تعشقه .. رغم جميع ما حدث فعلت ذلك من فرط العشق … بدأت شهقاتها تتصاعد بصوت واضح لتتحول لها الأنظار الغاضبه و أخري مشفقه علي مرضها بالانانيه و أخري مندهشه من حالتها … لكن الغضب كان أقواهم و صرخ بعنف :
– اخرسي قولتلك … و لعلمك كل مااشوف وشك هعمل كده لحد ماالجبان اخوكِ يظهر واخد حق أختي منه و نسيبلكم القصر كله .. اشبعوا بيه !!
هرعت العمه اليه تهتف بلهفه من خلف بعد أن ادار نظراته بينهم ثم كاد ينصرف عائداً لفتاته النائمه بالوقت الحالي ..
– تيم !! استني من فضلك !!!
وقف بمحله فهو لا يستطيع رفض طلب تلك الحنون التي طالما اشبعتهم جميعاً بحنانها رغم ظروفها … ليستمع إلي صوتها المتردد القلق يقول :
– أسيف لازم تروح لدكتور نفسي ياتيم .. عمايلك دي غلط !! أنت قولت من كام سنه أنها بقيت تمام .. لكن واضح من رفضها .. لفهد انها لسه …ا.ا.
قاطعها بنظرات صارمه غاضبه :
-أنتِ صدقتي إنه عمل كده عشان خافت منه و حتي و لو ده مبرر !
هزت رأسها تنفي مسرعه واتسعت اعينها الجميلة تقول بتلهف واضح :
– لا لا طبعا ياحبيبي محدش مأيده … ده غلط و جريمه كمان ، بس أنت لسه قايل أسيف بتحصلها كوابيس و بقيت تنام بحقن مهدئه احنا بقالنا أكتر من أسبوعين كده ياتيم .. حتي الجناح مبتخرجش منه …
ثم سالت دmـ.ـو.عها مره أخري تقول بحـ.ـز.ن :
– أسيف بـ.ـنتي و أنت عارف كده ياتيم و حالتها بقيت صعبه دي بتخاف إني أنا اقرب منهاا ..
ثم اجهشت بالبكاء الذي أصبح عاده الجميع تلك الايام … اتجه “مراد” إليها يربت علي خصلاتها برفق مؤيدا حديثها و هو يردف بعقلانيه :
-كلام عمتك صح ياتيم ،أسيف لازم تتتعرض علي دكتور نفسي ، تمسكها بيك كده هيبقي مرض يابني !
نظر إليهم لحظات يصمت تام ثم أكمل سيره إلى الأعلى دون إعطاء رفض أو موافقه .. أحوال شقيقته تخصه هو و هي وحدهم و لن يطلعهم علي شيئ يكفيه ماحدث ….
فور أن أعلن “تيم” انها خائنه للثقه و الامانه أمام جميع أفراد الأسرة أصبحت تعاني الويلاات بقراره نفسها…
اختفي أخيها منذ أيام ، و تركها زوجها لسبب واحد فقط “أسيف” … قطعه قلبه كما كان يخبرهاا .. ها هو يقف بظهرها يدعمها أمام الجميع و تنعم بأحضانه التي هي من حقها …
هي أولى بالحب و الرعايه منها … هي من مـ.ـا.تت أمها و هي رضيعه و تربت بين زوجات العم و العمه .. هي من أحبته أكثر من نفسها و لن تتنازل عنه !!!
وققت بجسد مرتعش و كادت تنصرف من أمامهم لكن صوت الجد الصارم أوقفها و هو يقول بغضب :
– انا مكنتش اتخيل انك تكوني انانيه بالشكل المريـ.ـض ده ، انا اكتشفت إني معرفتش اربي فعلاا ، إذا كنتي أنتِ أو اخوكِ ، ربيت شويه تعابين نهشت لحم بـ.ـنت عمهم الغلبانه الضعيفه ….
ظلت تستمتع إلي حديثه المعاتب و نقطه الكره السوداء تتفاقم داخلها ، أضرم الجد نيران الحقد أيضاً داخل قلبها الاناني ، هي خسرت الجميع ، تكفي تلك النظرات التي تراها بأعينهم ، بينما الأخرى تحصل علي الحنان و الشفقه ، حتي ابن العم يميل دوما إليها عنها !!!
اسودت عينيها و لم تتفوه بحرف وقفت تنظر إليه نظرات مبهمه لم يفهمها أحد ثم رفعت رأسها تقول بيرود :
-انا عاوزه ميراث بابا بتاعي عشان انفصل عن القصر ده !!
لم يجيبها الجد بل صاح “نائل” غاضباً :
– ما تتنيلي تتهدي بقي مكفاكيش اللي حصل ده كله !!!! و بعدين ميراث ايه أبوكِ ملهوش في الشركات الكبيره بتاعه العيله !!!
زجره أبيه بنظره غاضبه ثم قال :
– نائل !! محدش طلب تفاصيل زي دي …
ضيقت عينيها و هي تنظر إليه و صاحت بغضب رغم الألم المبرح بفكها و وجهها الذي تسبب به “تيم” لهاا :
– ازااي يعني ملهوش !!
وقف الجد و هو يمد يده للجده المستأه الصامته من أفعال حفيدتها و قال :
– يلا يامريم خلينا نطلع نرتاح شويه ..
اطاعته الجده ثم اردفت بهدوء و هي تمر بجانب حفيدتها:
-هتنـ.ـد.مي ياندي أوي علي كل السواد اللي كنتِ مخبياه ده ، هتيجي نـ.ـد.مانه و مش هتلاقي غير القصر اللي عاوزه تسبيه ده ، واضح إنك مكنتيش بتحبي تيم ، و اننا ضحينا بأسيف علي الفاضي …
أحاط الجد كتفها فور أن أنهت كلمـ.ـا.تها بوقار و هدوء اتجها معا إلي الأعلي تبعهم العم و “نائل” .. لتقف “سمر” أمامها تردف بهدوء ظاهري :
– تيم مش هيرجعلك بالشكل ده ياندي ، مش هيرحع غير لما تحبي حبه لأسيف و تتعايشي معاه و ده عادي المفروض أنها صاحبتك .. غير كده مش هيرجع !!
نظرت لها بصمت ثم حبست دmـ.ـو.عها و هي تقول بغضب :
– وانا مش عاوزاه خليه للجبانه اللي فوق تشبع بيه ….
رغم صدmه العمه من تخليها عنه إلا أنها أردفت بتهكم :
– طيب وطي صوتك عشان ماينزلش يكمل عليكِ قصادنا تاني … لعلمك أنتِ فعلا مـ.ـا.تستاهليش تيم .. بس خدي بالك لأنه موجوع علي أسيف ومحدش ضامن تصرفاته ..
ثم أعطتها ظهرها تتجه إلي الحديقه بعد أن رمقتها بنظرات أم حزينه لحال ابـ.ـنتها ….
-***-
أغمضت “أسيف” عينيها فور شعورها بدخول أخيها إلى الغرفه .. خشت أن يراها يقظه فيتركها و يرحل و لم يعد لها مأمن سوي أحضانه …
وضع “تيم” متعلقاته فوق الطاوله ثم توجه إليها يتفقدها عن كثب قبل أن يتجه إلى المرحاض ينعش جسده و يهدأ عقله بحمام دافئ لتفتح عينيها بحـ.ـز.ن ..
يؤنبها ضميرها و هي تري أخيها الحبيب يعطل جميع أحواله و أشغاله لأجلها ، لم تحـ.ـز.ن لأمر طـ.ـلا.قه لندي ، إنها كانت ترتعب عليه معها بعد فعلتها الشنيعه معها ، خانتها و سوف تخون أخيها ايضاا ، لكن حـ.ـز.نها علي قلب أخيها المكلوم .. المتألم بصمت تااام !!
تعرف أن كوابيسها قد طالت ، لكن رعـ.ـبها من اختفاء ذلك الوحش الكاسر أصبح هاجس داخلي ، تشعر أنها سوف تفتح عينيها تراه فوق رأسها ، لكن إن مكثت بأحضان حاميها لن يحدث ذلك .. لن يعود ذاك المفترس المرعـ.ـب لن يتطاول في ظل وجود أخيها ..
اعتدلت فوق الفراش و هي تأن من الألم المبرح بعظامها و ذكريات ذلك المُجرم تدور بعقلها هو من أوصل الجميع لتلك الحاله ، لم تخشي أحد هكذا من قبل ، حتي حادثه التـ.ـحـ.ـر.ش خاصتها ذابت ببحور النسيان بعد أن أصبح أخيها معها علي الدوام ، كانت تظن أنه سوف يفعل مثل أخيها ، كانت علي أتم الاستعداد لتصبح زوجه مطيعه له ، لكنه طامع انهك جسدها و روحها بهمجيته و قسوته اللاذعه …
أفاقت من شرودها الحزين علي خروج أخيها من المرحاض يرتدي بورنص أسود يجفف خصلاته متجها ناحيتها حين وجدها مستيقظه جالسه أعلى الفراش :
مال علي رأسها يقبلها بهدوء و حنو لترفع ذراعها السليم تحيط خصره بدعوه واضحه منها بمجاورتها ، ابتسم ثم جاورها بالفعل يحيطها داخل أحضانه بذراعيه هامساً لها برزانته المعهوده :
– صباح الخير ياقلب أخوكِ !
ابتسمت نصف ابتسامه و ردت بهدوء :
-صباح النور ، كنت فين !
ابتسم هي لأول مره منذ أيام تبدأ معه حديث ليجيبها بهدوء :
– كنت في مشوار صغير و عديت علي العياده الدكتور بتاعك مسافر لمؤتمر … و كان عاوزني عشان يقولي كورس العلاج هيمشي ازاي الفتره الجايه و هيجي بليل تاني يشوفك ..
هزت رأسها تردف بخـ.ـو.ف و هي تشـ.ـد ذراعها حول بقوه :
– لاا مش عايزه حد يشوفني !!
عقد حاجبيه مندهشاً من رفضها الغريب فهي لم تلتقى بالطبيب ابداا كان يأتي و يذهب و هي تحت تأثير المـ.ـخـ.ـد.ر .. و المهدئات لما ترفضه !!!
ابتلع رمقه و هو يقول بهدوء رابتاً علي خصلاتها ..
– ليه ياسوفي ده هيجي مخصوص يطمن علي صحتك بس و أنتِ فايقه كده ….
هزت رأسها تقول بحـ.ـز.ن و صوت يبدو علي مشارف البكاء :
– ارجووك ياتيم متخليش حد يشوفني !!
لقد فقدت شقيقته ثقتها بنفسها بالفعل !!!!! أصبحت تعتمد علي شخصيته هو !!!! لم تكذب العمه كانت محقه ، “أسيف” على مشارف الذهاب بطريق بلاعوده …
بلل شفتيه و هو يحاول التفكير كيف يقنعها الآن بالطبيب النفسي !!!
خرج صوته متـ.ـو.تراً قليلاً و هو يقول بقلق من رده فعلها :
– أسيف ! أنتِ عارفه انا بحبك قد ايه ولا لا !!
اومأت علي الفور بالموافقه و رفعت رأسها الصغير تنظر داخل رماديتيه تقول بتوجس :
– اوعي تكون هتنزل تاني !!
عقد حاجبيه ببادئ الأمر ثم سرعان ما ترآى أنها تخشى أن تكون تلك مقدmه عن مغادرته !!!
ابتسم لتلك الطفله التي ما كان عليها الخروج أبداً من أحضانه الحانيه .. لكنه مُخطئ بتلك أيضا لقد أوشكت شقيقته علي الدخول إلى مرض نفسي بسببه إن لم تكن داخله !!
هز رأسه نافضاّ تلك الأفكار ثم قال بهدوء و رزانه :
– إيه رأيك لو واحد صاحبي جيه يقعد معايا يتكلم معانا شويه !
عقدت حاجبيها و؛هزت رأسها بحـ.ـز.ن و هي تقول :
– انا عارفه انك عاوز تنزل .. بس انا خايفه يااتيم منهم كلهممم !!
أغمض عينيه بحـ.ـز.ن و قد صرفت ذهنه عن باقي حديثه من أجل علاجها بكلمـ.ـا.تها الخائفه التي لأول مره تشاركه بها ، فمن الواضح أن هاجسها أكبر مما يتخيل ..
تنهد و هو يقبل خصلاتها ثم همس لها بعد أن طال صمته :
– لا ياأسيف مش عاوز انزل إلا لو أنتِ هتيجي معايا !!
كالعاده هزات رأسها الرافضه كانت خير اجابه …
مد يده للهاتف يطلب طعامها لتتناول الدواء الخاص بها فعلي الأقل لتتعافى جسدياً اولااااا ……
-***-
جلست “ندي” بجناحها تضم ساقيها لجسدها و هي تفتح جهازها اللوحي أمام أعينها الباكيه المرهقه … تراقب بصمت تام تلك اللقطات الخاصه بعرسها …
راقبت جسدها الذي كان داخل أحضانه الحانيه الدافئه و التي تحولت إلى ابنه عمها الطامعه ، “أسيف” الملعونه ، منذ الصغر و هي تمتاز بالمحبه الصافيه عنها ، لا تنكر أن ضحكاتها البشوش و تلقائيتها البريئه كان لها مفعول السحر علي القلوب ، و أنها كانت طفله سيئه مشاغبه .. لكنها كانت تريد عائله مثل “أسيف” .. تريد أب حاني بدلاً عن أبيها لم يكن ينظر لوجهها … معتبراً إياها نسخه مصغره من أمها … و أخذ شقيقها الي شقتهم الخاصه و تركها هنااا وحيده و انضم إليها “فهد” بعد وفاه الأب و كان عمره ثمانيه عشره عامااا !!!
كان عمها والد “تيم” و “أسيف” هو الأب الراقي الحنون لها لكنها كانت تريد ابيها هي .. و ليس اب “أسيف” المدلله .. و لكن لين قلب “أسيف” جذبها شيئا فشيئ و أصبحت لا تمقتهاا اطـ.ـلا.قا .. لكن لا مانع من محبه ذلك الشاب الجميل الشقيق الوحيد لتلك الفاتنه .. و الذي كان يُغرقها محبه و دلال أمام أعينها العاشقه لأقل تصرف منه …..
دفعت الجهاز اللوحي بغضب صارخه بعنف من فرط الإرهاق النفسي الذي تتعرض له يوميااا منذ اهانه “تيم” الأخيره لها .. هي تحبه و لن تتركه لن تتخلي عنه لن تترك القصر ابداااا ..
وقفت و الغضب اللاهب يتراقص بمقلتيها القاتمه و هرعت خارج الجناح و هي تقرر القاء آخر كلمـ.ـا.ت لديها و عليها و علي اعدائها !!!!!!!
علي الجانب الآخر بجناح “أسيف” حيث اجتماع العائله من أجل اخراجها من حـ.ـز.نها أو اقناعها علي الأقل بترك شقيقها لأعماله …
رفع الجد يده و راح يربت علي خصلات حفيدته الشارده برفق و لين ثم قبل رأسها يقول بهدوء …
– ايه رأيك ننزل نفطر في الجنينه سوا ياقلب جدك ؟!
لأول مره لم تستقبل الحفيده الإقتراح بحفاوه و ترحيب بل ظلت علي حالها تحيط خصر أخيها الذي جلس بجانبها يربت علي ظهرها بهدوء …
هز الجد رأسه بألم ينظر تجاه “نائل” الذي يتابع بصمت محاولات الجد اليائسه .. استقام و هو يتجه إليها ثم جلس أمام عينيها يطرقع أصابعه بالهواء أمام وجهها حتي يلفت انتباهها لكنها كما هى …
ساكنه ، صامته ، مندسه بأحضانه الأخويه ليقول بصوت عميق هادئ و هو ينظر إلى ابن عمه بحيره قليله :
-و بعدين ياتيم … احنا بقالنا ٣ اسابيع علي الحاله دي معاها !! انت حتي شغلك مبقتش تنزله ، الوضع ده بقي صعب !!
رمقته ابنه العم بنظره حزينه ثم خرجت من أحضان أخيها تتكور فوق الفراش مجهشه ببكاء صامت حزين … هي مرعوبه خائفه .. لم تعد تأمن أى أحد منهم سواه … لكنها تُدmر حياه أخيها و لم تعد تفرق عن “ندى” شيئ … و على سيره الخائنه بعقلها .. وجدا باب الجناح يندفع بقوه و تتقدm منهم “ندى” صارخه بهم بغضب و هي مشعثه الهيئه :
– أسيف … أسيف … مفيش غيرها في الدنيا كلهاااا … انا بمـ.ـو.ت لوحدي كل يوم محدش فيكم بص علياااا حتي !! انا بكرهكمممم !! فهد كان ليه حق كلكم مُجرمين و قــ,تــلتوا بابااااا !!!
توقفت الأنفاس مع تلك الكلمـ.ـا.ت حيث رفعت الجده والعمه و الجد أعينهم ناحيتها باندهاش ليقول “نائل” ثائراً بها لتبتعد عن تلك التي عادت لأحضان أخيها كطفله تخشي ارتفاع الأصوات :
– أنتِ اتجننتي أبوكي ايه اللي قــ,تــلوه … أنتِ عاوزه علاج !
بادلته الصراخ باقوى منه و هي تقول بعنف :
– لااا متجننتش مذكرااات بابا اللي كنتوا سارقينهاا كلهاااا مع فهد وقراااهم كلهممم !!!!
أتسعت الأعين و وقف الجد يواجه الحفيده الغاضبه بأعين ملتهبه و صوت غاضب قاسي يحاول ردعها :
-مذكراات ابوكي ايه اللي سرقناها ياقليله الريايه أنتِ ؟!!
وقفت العمه تحيل بينهم مسرعه و قد كادت الفتاه تتطاول أكثر .. لكن تلك الكلمـ.ـا.ت الصارمه القاسيه التي خرجت من فمه هو تحديدااا اردعتهااا علي الفور :
-اطلعي حالا براااا ومش عاوز سيرتك أنتِ او أبوكِ او الكـ.ـلـ.ـب الهربان تيجي قصادي تااااني ….
ملحمه جديده علي وشك الابتداء وثأر السنوات يخرج إلى النور حين دلف الفهد يتبختر بخطواته و أعينه تحدد وجهتها يقول بهدوء :
– فهد البراري مابيهربش ياابن امككك !!!!
ليهب الثور الهائج و تندس أكثر داخل أحضانه تلك الغزاله الناعمه و التي أصبحت محط الأنظار باللحظات التاااليه…..
كاد “تيم” أن يندفع نحوه لكن يدين شقيقته التي أحاطت خصره تبكي بخـ.ـو.ف أوقفته لحظه يحاول إبعادها لينتقم لهاا لكنه اعتدلت تندفع داخل أحضانه واقفه بصعوبه على قدmها التي لازالت مصابه .. تصيح بتوسل :
– متسبنيش عشان خااطري … !!!
انتفض جسدها داخل أحضانه التي تغلي الآن و هو يري ذلك البـ.ـارد يثبت نظراته علي شقيقته المختبئه بذعر شـ.ـديد بأحضانه صاح الجد بغضب :
– انتوا اتجننتوا خلاص محتاجين تتعالجوا زي أبوكم ، أنت تتهجم علي مراتك و أختك عديمه الربايه تتهمني بقــ,تــل ابني !!!!
اتجهت الأعين المصدومه إلى الجد و دلف العم إلى ساحه القتال و أصبح المشهد كالآتي ياساااده …
“نائل” واقف حائل بين “فهد” و “تيم” ..
تيم ! الذي يحاول بكل الطرق نزع شقيقته من أحضانه صارخااا بعنف :
– سيبني ياااأسيف اجيب حقكككككك !!!!
و لكنها التقصت به تنتفض برعـ.ـب و اشتعلت نيران غضبه أكثر من نظرات ذلك الوقح لها ….. أصبح بين نارين نار حنوه علي شقيقته التي علي وشك المـ.ـو.ت من فرط الرعـ.ـب و نار ثأره من ذلك المدنس لأجلها أيضاً .. توقف عقله عن العمل وصرخ به :
– طلقهاا دلووقتتت حااالا خليك رااجل لمره واحده !!!
لم يجيبه بل اتجهت أنظاره الغاضبه إلى الجد يصيح به :
– ابو مين اللي كان بيتعااالج !!!! انت خرفت علي كبر !!
جأر العم بصوته منفعلاً علي أبيه يصـ.ـر.خ بابن الأخ الوقح :
– اخررررس قطع لساانك !! ابوك كاااان مـ.ـجـ.ـنو.ن مريـ.ـض نفسي وكنا بنعالجه من قبل ما يتجوز امكككككك !!
أتسعت الأعين و صمت الجميع وصرخت الجده بالابن :
– اسكتتت يااامرااااد أنت اتجننت ؟!!!
اسرعت “سمر” إلى “أسيف” التي بدأت حالتها تسوء تربت علي خصلاتها و هي تحاول اخرجها من أحضان أخيها و من تلك المعركه .. معركه الماضي و سجلات تفتح نيران و لهب علي الجميع !!!!!
ليصيح العم فجأه :
– كفاايه ياامي العيال هتقــ,تــل بعض و أنا بـ.ـنتفرج الماضي دااخل تاني القصر و لاااازم يتصفي حالا ، مش هستني حد منهم يقــ,تــل التااني !!!
ثم توجه بكلمـ.ـا.ته الصارمه لفهد يردف بقوه …
– مذاكرات أبوك دي خدعه مش أكتر !!!!!!
أصبحت الأجواء مشحونه بالمشاعر … و الجميع متأهب لأقل تصرف من الآخر …
الخُدعه علي وشك الانكشااااف !!!!
الفاعل ♥
الآن بتلك اللحظات .. يشهد جناح تلك البريئه علي مشاعر “آل البراري” المختلطه ، جلس “تيم” أعلى الفراش و هو يدس جسد شقيقته الصغير داخل أحضانه يُلقي ذاك الفهد بنظرات ناريه مشتعله ، و رغم البرود الذي كان يسيطر على ملامح “فهد” إلا إنه رمقه ببعض النظرات الغاضبه و عقله لم يتوقف لحظه عن العمل و هو يصول و يجول ذهاباً و إياباً لتشتد أصابعها الصغيره علي قميص أخيها بخـ.ـو.ف ، لقد أصبحت تهاب خطواته البعيده عنها بأمتار ، تخشي أن يهجم عليها لينتزعها من أحضان أخيها … تخشي حركته الغاضبه .. تخشاه و تنتفض الآن و هي تدفن رأسها بجسد أخيها محاوله أن تصم أذنيها عن أنفاسه الغاضبه …
حصلت تلك البريئه علي نظرات قـ.ـا.تله مشتعله و لكن لم تكن من “فهد” بل من تلك التي جلست علي طرف الأريكة تجز علي أسنانها حين وجدت “تيم” يقبل خصلاتها و يده تريت علي ظهرها بهدوء هامساً لها بأذنها … لم يكن عليها أن تكون خارقه الذكاء لتفهم أنه يطمئنها الآن .. يكفي احتوائه لها بأحضانه الدافئه الحانيه ، يكفي أن يكون “تيم” هو الدرع الحامي لها …
أغمضت عينيها تحبس دmـ.ـو.عها التي تهدد بالهطول الآن و أن ترتمي بأحضانه تطلب الغفران و العفو ، لكن كيف و هو مُنذ خروج الجد و العم من الغرفه لإحضار أدله واضحه يحتفظ بها الجد قبل أن يبدأ بسرد الماضي المؤلم ، إن نظر ناحيتها .. يرمقها بنظرات مشتعله غاضبه .. و الأكثر إيلاماً حين يلقيها بنظرات احتقار !!!
صرخ “فهد” فجأه “نائل” الواقف عاقداً ذراعيه يسلط نظراته على “أسيف ” و هي الوحيده التي تثير شفقته بتلك الأجواء المشتعله ، كم هي بريئه منذ نعومه أظافرها رقيقه البراري بشهاده الجميع ، لم يرها أحد من العائله أو الأصدقاء إلا وقع بعشق هدوءها و لُطفها …
– أنت يابني ااادm !! بدل سرحانك ده روح شووف أبوك وجدكككك هما بيلعبوا بيااا ولا بيرتبوهااا سواا ؟!!
قلب “نائل” عينيه و هو يزيحها عن “أسيف” ناظرا نحو ابن عمه بتأفف و هو يقول بصوت قوي أجش :
– بقولك ايه روح وراهم راقبهم و متصدعنيش ..انا مليش في الليله دي كلها اصلا ..
لم يكد يُنهي كلمـ.ـا.ته و قالت “سمر” محاوله تهدئه الأجواء ..
-اهوو بابا ومراد …
اضطربت أنفاس الجده المُسنه و هي تبتلع رمقها بتـ.ـو.تر بالغ .. دلف الجد و هو يمسك بحقيبه صغيره من الواضح أنها تخص أبيه .. لقد نُقشت حروف اسمه عليها كعاده العائله ..
جلس و هو يأمر فهد بنبره هادئه رزينه :
– اقعد يابني …
انصاع له الحفيد و رغبته بمعرفه الماضي و خدعه والده تطغي علي جميع مشاعره الآن :
جلس بجانب شقيقته الغاضبه أعلى تلك الأريكة و هو يراقب حركات أنامل الجد فوق جهاز التحكم بشاشه العرض بتـ.ـو.تر خفى …
نظر الجد إليه و بدأ يسرد الأحداث برويه و صوته الرخيم يعيد ذكريات لعينه إلى عقل ذلك الصامت !!! :
– ابوك كان طبيعي جداا لحد سن 16 سنه ، اتعرف علي بـ.ـنت من مدرسته .. وكانوا زمايل وصحاب وطبعا علاقتهم اتطورت مع الوقت و لأنه سن مراهقه مفيش تحكيم للعقل فيه كانوا لسه طايشين ،البـ.ـنت بدأت تتعامل مع كل اللي في البيت ..عمك سليم كان في تانيه جامعه وقتها ، وكان شاب عاقل وحكيم وكنت بدأت انزله معايا الشغل واعرفه حاجات كتير عشان يساعدني اول ما يتخرج ،البـ.ـنت مع الوقت ابتدت تنجذب لسليم وشخصيته وتركيزها المراهق كله بقي معاه ،وللاسف ابوك كان بدأ يفهم من معاملتها ليه لما اتغيرت للاسوأ اكيد ، وفي نفس الوقت البـ.ـنت حاولت تعرض حبها علي سليم ، وسليم رفض لانه كان بدأ يحب “رنا ” ام “أسيف وتيم ” ، طبعا البـ.ـنت مع طيشها وجنانه تصرفاتها ابتدت تسوء ومحاوله مع التانيه وعمك بيتجنبها واخر ما زهق طلب مني اخطب “رنا ” عشان البـ.ـنت تبعد عنه وفعلا بعدت ،بس للاسف ابتدت تلعب علي عقل ابوك ، وكانوا ساعتها داخلين الجامعات ، وطبعا اقنعت ابوك ان عمك هو اللي حاول معاها كتير وهي رفضت عشان بتحبه من ايام المدرسه وطبعا ابوك كان ييحبها جدا وغفرلها انها سابته وعلاقتهم اتطورت وجيه طلب مني انه يخطبها وكان في ٢ جامعه ،و طبعا انا عارف سلوكها ورفضت وحاولت اقنعه انها مش مناسبه بس للاسف ..اصر عليها واتجوزها من ورايا ..
تنهد الجد وهو يراقب تعبيرات الحفيد الصامته ثم درات عينيه بالغرفه تتفقد وجوههم ، مشاعرهم المندسه خلف تلك الوجوده الجـ.ـا.مده أحدهم متألم صامت ، و الآخر يعاني الويلات بتلك الجروح التي لم تطيب بعد ، وآخر يعاني ليبقي صامداً إلى نهايه تلك القصه ذات النهايه البشعه !!!
تابع الأحفاد بصمت تام و فضول تلك الكلمـ.ـا.ت ليكمل الجد بعد أن انتقل ليجاور “أسيف” بجلستها رابتاً علي خصلاتها برفق … :
– و للأسف مع الوقت بدأت تقنع أبوك إني بميز أخوه عنه و أنه خطب في نفس سنه ، أبوك مع الوقت اتأثر بكلامها وحبها بجنون و اتعلق بيها لدرجه إني طردته و منعته يدخل القصر و قعدوا في شقه بتاعه أمها و هى كرهها بيزيد كل يوم لعمك و”رنا” .. لحد ما عملت حادثه ومـ.ـا.تت !!
اغمض عينيه بألم يداري نظراته الموجوعه ثم أجلى حنجرته و اكمل بصوت رخيم .. :
– و أبوك فضل فتره حابس نفسه في الشقه لحد ماروحنا أنا و اعمامك وجدتك ورجعناه القصر بعد معاناه ومحايلات كتير طبعا ، بس مع الوقت لقينا تصرفاته غريبه وأسلوبه اغرب حاولنا نستحمله وجدتك قالت انه لازم يتجوز تاني يمكن يخرج من حالته و ينسي البـ.ـنت دي و فعلا عرضنا عليه و مرفضش بالعكس ده قالي أنه محتاج يكون بيت و اسره بس شرطه الوحيد انه ميقعدش هنا في القصر و انه عاوز يستقل ، و طبعا انا مرفضتش و فعلا اتجوز وامك جاتلي بعد أسبوعين جواز منهاره و بتقولي أنه مريـ.ـض نفسي و أنها مش جايه عشان تتخلي عنه بالعكس هي عاوزه تساعده يتعالج …
صمت الجد حين وجد حفيده يغمض عينيه جازاً بقوه علي أسنانه لدرجه ارتعش فمه المغلق الدقيق … إنها أوجاع الماضى .. لكل منهم ذكري أليمه يعايشها الآن بقهر وصمت … ليكمل الجد و هو يرفع صوته بنبره قويه :
– أمك قدرت تقنعه أنه يتعالج فعلا و أنها بتحبه من سنين و هتصبر عليه .. و بدأ العلاج بس انقطع عنه لما لقي عمك اسس أول شركه من أملاكه واتجوز “رنا” ..بدأ الحقد يسيطر علي كل تفكيره وعاده اكتسبها من البـ.ـنت اللي حبها ، الكذب … عرف يكذب علينا ويوهمنا أنه عايش حياه مستقره معاك ومع أمك و إن العلاج جاب نتيجه كمان !!
ضـ.ـر.بت الكلمـ.ـا.ت خنجر مسموم بقلب تلك البريئه التى تستمع منذ فتره بصمت تام ، الآن علمت كيف تعلم ذلك الرجل فن الخداع و المواراه ، لم يكن سوى الأب المخادع هو من فعل ذلك … سالت دmـ.ـو.عها بصمت و هي تحاول ان تركز علي باقي الأحاديث و تشـ.ـدد من قبضتها فوق قميص أخيها ..
اكمل الجد بحـ.ـز.ن وقد بدأت نبرته تتحشرج متذكراً حال ابنائه :
– كان بيتعامل عادي مع اخواته و معانا و كنا بـ.ـنتجمع في سهرات و حفلات كتير ، بس مع الوقت و مع ضغطه علي عقله حالته النفسيه اتدهورت و بقي تصرفاته شبه جنونيه بتحصله تهيؤات و طبعاً كان الزمام فلت من ايدي ومبقتش قادر ارجعه للعلاج اللي اتفاجئت انه وقفه .. ابتدي يضـ.ـر.ب امك و ..
– كفاااايه !!!
صرخ بها ذلك المكلوم و صدره يعلو و يهبط بقوه من فرط الذكرياات التى تدور أمام عينيه منذ طفولته هو ليس بحاجه إلى وصف الجد المُسن ، لقد رأي مذله أمه بعينيه .. لقد كان شاهداً علي قهرها و اهانتها ، لقد بللت دmـ.ـو.عها أحضانه الطفوليه و يديه الحانيه التي كانت تربت علي خصلاتها الحريريه و تهبط لتمسح تلك الدmعات الدافئه من فوق وجنتيها الجميله … كم هو مؤلم ذلك الشعور الآن .. كم هو مؤلمه صوره والدته التي تتراقص أمام عينيه بلا شفقه أو رحمه بقلبه المفطور … صرخ و هو يقف بغضب :
– ولما انتوا كنتوا عااارفين انه بيعمل كده سبتوهاا معا ليييييه !!
وقف الجد يصيح بغضب :
– مكنااااش نعرف !! أبوك كان مسيطر علي أمك جداااا زى مانت عملت في أسيففف !!!
طعنت الكلمـ.ـا.ت قلبها و شعرت بالإهانة تلقتها بصمت لكن ذلك الذي بدأ صدره يعلو و يهبط أسفل خدها صرخ نيابه عنها يُنبه الجد بغضب :
– جديييي !!!
بدأت الأجواء تتـ.ـو.تر و رفع الجد يده المرتعشه أعلى خصلاتها يهمس باعتذار حرج … و لكن لم تجيب و لم تري تلك الأعين التي تسلطت عليها يراقب شهقاتها المكتومه التي طالما كان يجبرها علي كتمانها حتي لا تثير غضبه و كانت تطيع !! الآن فقط لا يري صوره أمه بل .. اقسم أنه إن نظر في المرآه للتو سوف يري أبيه بانعكاس صورته … الآن فقط رأي مدي جُرمه … لقد اختلطت المشاعر عليه .. لقد اختلط كل شيئ ليصـ.ـر.خ بهم :
– كدببب كل ده كدبببب ! معندكش أي دليل بتعمل كده عشان توقفني !!
نظر الجد إلى العم ليمسك “مراد ” الذي كان يتابع بصمت و أعين دامعه جهاز التحكم و يضغط علي الزر لتبدأ الشاشه بعرض تسجيلات الكاميرات بغرفه الطبيب الذي كان يعالج أبيه … بدأ صوت أبيه يتضح الآن و هو يعترف بأنه يعاني بصراعات كل يوم و أصبح يمقت أخيه السارق لمحبه والديه و الذي ينعم بحياه هادئه الآن ….
اتسعت أعين الأحفاد أثناء متابعه الحديث و اتضاح الحقائق أمام أعينهم ليقول الجد بصوت مقهور حزين :
– عايز تعرف عرفنا كل ده امتي !! لما ابوك مـ.ـا.ت واخدناك وللاسف كان زرع في عقلك افكار جنونيه ناحيه عمك ، فتحنا الخزنه ولقينا المذكرات وطبعا اتفاجئنا من الكلام الموجوده لان معظمه عن مواقف مننا محصلتش وعمك عرضها علي دكتور نفسي فهمنا أن ابوك كان بيعاني من تهيؤات وانفصام في الشخصيه نتيجه اكتئاب حاد دخل فيه ، و أنت اخدتها من ورانا من فتره ، بس دي غلطتي انا مش أنت كان لازم أحرقها في وقتها …
هب الجميع واقفاً حين اندفعت المزهريه تحطم شاشه العرض و بالطبع لم يكن الفاعل سوي ” فهد” الذي صرخ و هو يطيح المنضده حين ضـ.ـر.بها بطرف قدmه :
– انتوا بتقولوا ايييييه ؟!!! ازاي تخبي علياااا كل داااااا !!!
لم يرف جفن الجد و اتجه “مراد” يقف بجسده أمام والده حتي يعيق وصول الحفيد الهمجي إن خانه تفكيره و فكر بأذيه الجد …
تعالت الشهقات المصدومه و الخائفه و وقفت “ندى”الباكيه المصدومه من تلك الاعترافات تتجه لأخيها تحاول تهدئته و صوت نحيبها يملأ الغرفه …
– فهد ااا …
اتجهت أنظاره الحارقه نحوها و أمسكها بقوه من ذراعيها يصـ.ـر.خ بها و دmـ.ـو.عه تهبط و تهدجت أنفاسه ليصبح صوته كالزئير الغاضب :
– انتي عاااارفه احنا عملنا اييييه ؟!!! انتي عااااارفه الكلام ده معناااه ايه !!!! انا انتقمت من آآآ
انقطعت الكلمـ.ـا.ت حين هجم عليه ذلك النبيل الهادئ طوال الأحاديث إلا حين فهم الآن ماذا حدث !! لقد كان ذلك المُدنس يأخذ انتقامه من شقيقته التي تنتفض الآن باكيه تضع يديها أعلى أذنيها بأحضان الجده المنتحبه و العمه التي تصرخ بهم بحـ.ـز.ن ..
جأر “تيم” و هو يدفعه بغضب ليسقط جسده القوي أعلى المنضده الواسعه الزجاجيه تحطمت و تناثرت إلى فتات صغير كتلك القلوب الموجوعه ، ثم اندفع فوقه يكيل له اللكمـ.ـا.ت و السُباب اللاذع :
– ااااه ياااابن الكـ.ـلـ.ـبببببب ! بقي كنت بتاخد حقككك منهاااااااا مانت مش راااجل انتتت ××××× لو كنت راجـ.ـل كنت خده مني وواجهني انا يااااا ××××× ، ذنبهاااا ايه !!!!
اندفعت يديه بهمجيه و هو يكمل صارخاً يتخيل هيئه شقيقته خلال تلك الأيام التي قضتها مع ذلك الفهد عديم الشرف … تركهم “نائل” بعد عده محاولات بفصلهم لكن هيهااات … إنه ثأر .. ثأر رجوله لا يعرفه سوي أمثال ذلك النبيل الرافض أن تمس شقيقته تلك الأيدى الملوثه ..
وقف “نائل” أمام “أسيف” و هو يحاول ابعاد يديها عن أذنيها و تهدئتها فمن الواضح أن حالتها لن تمر تلك المره علي ما يرام … تلك ثالث الصدmـ.ـا.ت !!! لقد كان انتقامه سراااب !!! لقد ظلمت أبيها الحنون بأفكارها و لومها علي ما هي فيه … لقد ولقد … و لقد انطلقات سهام الماضى تحرق الأخضر و اليابس !!!!!!!!!
هرعت “ندي” إلى ابنه عمها حين وجدت العم يستدعي من يعاونه بفصل ذلك الوحش عن فريسته التي تستقبل لكمـ.ـا.ته بصمت أحياناً و دفاع أحياناً أخرى ، مالت بجسدها و كادت تلمسها بيدها لتصرخ “أسيف” و تزحف فوق الفراش برعـ.ـب واضح للعيان هبطت من ناحيه الفراش الأخري و كادت تندفع إلى الشرفه بلحظات جنونيه ليصـ.ـر.خ كلا من “نائل” و “ندى”برعـ.ـب و أسرع خلفها يجذب جسدها بقوه إلى الخلف يحاول إيقاف صيحاتها و بكائها هستيري تحاول نفض يديه عنها ، وصل رجـ.ـال الأمن و قد نالوا نصيب معقول من لكمـ.ـا.ت ذلك الشرس في البدايه ثم سرعان كف عن ضـ.ـر.باته حين تصاعدت الصرخات و أتسعت عينيه و هو ينتفض متجهاً إليها بخطوات مسرعه و قلبه يخفق برعـ.ـب من تلك الحاله التي يراها عليها لأول مره بحياته !!!
هل تلك أسيف ؟! المستسلمه الهادئه !؟! حاول جذبها من أحضان “نائل” لكنها ظلت على صرخاتها و يديها فوق أذنيها تصمها عن توسلات الجميع لهاا …
بدأ فهد يعدل جسده فوق الأرضيه الصلبه ناظراً إليها بأعين ناعسه و أنفاس مضطربه .. هو المتسبب الرئيسي بحالتها !!! هو الفاااعل !!!
 “تداوي”
استقام “تيم” بهدوء ثم مال بجسده يجلب الغطاء الرقيق يدثر به شقيقته النائمه بسلام بعد أن ناولها دوائها بعناء يومي اعتاده منها و تقبله بصدر رحب و لين أخوى …
أزاح خصلاتها الحريريه جانباً واضعا قُبله صغيره أعلى جبهتها الصغيره ثم راح يتأمل جمالها البرئ بنظرات حزينه علي ما آلت إليه أحوالها ، فهي فور أن ساءت حالتها أمام عينيه و كادت تقــ,تــل نفسها و بعد أن قاومت الجميع بصرخات مرتفعه صمت آذانهم و ابكتهم جميعاا حتي الجد سالت دmـ.ـو.عه لحالتها ، سقطت مغشيه عليها داخل أحضانه ، ليعاني الويلات بافاقتها و التى لم تهبه إياها إلا حين حضر الطبيب و احقنها إحدى الإبر ثم أعطاه بعض التعليمـ.ـا.ت و هو يحذره أنه انهيار عصبي حاد و عليه التوجه بها إلى طبيب فور افاقتها ، حينها اتخذ قرار بعدm البقاء و إلا فقد شقيقته للأبد … لملم ما يمكن من ملابسهم بمعاونه إحدى الخادmـ.ـا.ت ثم حملها برفق و هى بعالم اخر هابطا بها بين ذراعيه و يتبعه الخدm بنظرات حزينه على سيدتهم الصغيره الحانيه الرقيقه ، التي لم و لن تستحق ما حدث لها ابدااا …
لم يخضع لتوسلهم الباكي بالبقاء بل اتجه بها إلى سيارته يريح جسدها الصغير برفق ثم أغلق عليها بهدوء عائداً إليهم يقول بصوت قوي رجولى :
– انا مش عارف اوصف كميه القرف اللي شوفتها النهارده بايه ، محدش فيكم معصوم من الغلط حتي انااا .. انا اللي سلمتها ليه .. انا اللي معلمتهاش لما واحد ××× يقرب منها تدافع عن نفسها ومتخافش كدااا ، و أنا اللي وثقت في كلام جدي .. و أنا اللي خدت علي قفايا و استغفلتي مراتي عشان تاخد حق أبوها هي و أخوها من أضعف مخلوق بينا…
صرخت “ندى” المنهاره بأحضان أخيها ترتجف إلى تلك الحقائق التي صدmتهاا هي الأخرى :
– مكنتش اعرف ياااتيممم و الله ….
صاح بها خارجاً عن طور تعقله المزيف يجأر بصوته :
– اخرسي خااالص .. لولا إني راجـ.ـل و مش ممكن أمد ايدي علي واحده كنت دفنتك … حتي لو مت عـ.ـر.فيش .. كنتِ عااارفه أنه ضـ.ـر.بهاا … استنجدت بيكي و أنتِ دوستي عليهاااا .. أنا كنت راجـ.ـل و قد وعدي ليكِ و مجبتش سيرتها قدامك عشان بس متزعليش ، و أنتِ كانت مكافئتك عظيمه لياا ، ملعون أبو اليوم اللي حبيتك فيه ، ملعون أبو دي جوازه بهدلت حته مني و لحمي و دmي يتعمل فيه كده و أنا عايش علي وش الدنيا ، قولي لل×××× اللي مرميه في حـ.ـضـ.ـنه ورقه طـ.ـلا.ق أختي لو موصلتش في خلال يومين يجهز نفسه عشان المره دي مش هسيبه غير و روحه في ايديا …
رمقهم بنظرات استحقاريه مخزيه ثم أسرع بخطواته تاركاً لهم قصر اللعنات هو و تلك الغاليه راحلين عنهم بلا نيه للعوده …
أفاق من شروده يلقي نظره أخيره حزينه علي وجهها الشاحب و تلك الدوائر السوداء التي أحاطت عينيها ثم تنهد يخرج من الغرفه بخطوات خفيفه مغلقاً الباب بهدوء حتي لا يفيقها من غفوتهااا …
وقف يتأمل تلك الشقه التى لم يتخيل أنه سوف يطأ إليها هو و شقيقته ابداا لكن عليه مناوراه الجميع و اخفاء شقيقته عن الأعين إلى أن تتم فتره علاجها بعيداً عن اعتذارات واهيه من أشخاص قد نُزعت الرحمه من قلوبهم !! بالطبع .. لن يتخيل فهد أنهم هناا بشقه والداااه !! التي لايجرؤ علي دخولها من فرط الذكريات السيئه التي تُخبئها تلك الجدران له !!!
مر أسبوع و هو يقطن بتلك الشقه من الحي الراقى هو و شقيقته متخذا جميع إجراءات أمنها و سلامتها و علاجهااا ايضاا !!!
جلس أعلى الأريكة الحديثه لينظر إلى الهاتف الذي صدح صوته بالأرجاء يُعلن عن مكالمه هاتفيه من صاحب فكره تواجدهم هناا !!
-ايوه يانائل حصل حاجه !!
هكذا خرجت الحروف القلقه من فم” تيم” ذو النبره الحزينه و البحه المجهده ليستمع إلى ضحكات ابن عمه و التي تبعها صوته المتعقل المرح بنفس التوقيت :
– ايه الرد ده ياابني هيحصل ايه يعني متقلقش أنا واخد احتياطاتي و بكلمك و أنا فى النادي عشان جواسيس القصر !!
ثم أطلق ضحكه صغيره ليستمع إلى تنهيده “تيم” ثم كلمـ.ـا.ته حين قال بهدوء :
– تمام خلي بالك دايما مش عايز يوصلوا ليها ابداا ، انا مبقتش ضامن تفكيرهم …
ترك “نائل” المزاح ثم قال بصوت رزين هادئ متسائلاً :
-هي وافقت ان الدكتور يتابع معاها .. ؟!
أتاه الرد بصوت مليئ بالحـ.ـز.ن يقول :
– ايوه بس بتاخد الادويه بالعافيه و لسه ما بتتكلمش مستسلمه و سرحانه أغلب الوقت .. بعد ما خرجت من المستشفي كانت علي الأقل بتكلمني بتعبر أنها خايفه أى حاجه .. لكن دلوقت ساكته .. ساكته بس …
تنهد ليأتيه صوت ابن العم الرجولي المساند له هامساً :
– متزعلش .. هترجع تتكلم و تبقي احسن من الاول كمان و بكره تقول نائل بشرني .. خلي بالك ياابن عمي أختك اقوي واحده فينا كلنا اللي شافته مش سهل كده و بعدين الموضوع الأخير و اللي عرفته طبيعي يخليها تفقد النطق .. مش الدكتور طمنك قدامي و قالك أنه موضوع وقت و أنها محتاجه جلسات كتير .. اصبر شويه يا تيم عليها و هي واحده واحده هتستجيب ليك أنت اقرب حد ليها ….
تنهد “تيم” و هو يقول مؤكداً علي حديثه :
– انا خايف عليها يا نائل لكن لو علي الصبر استناها عمري كله أنت عارف “أسيف” عندي ايه ، انا بس نفسي اطمن عليها أو ترجع تشاركني أي كلام ، أنا بتعـ.ـذ.ب و أنا شايف نظراتها و سكوتها كده و مش عارف هي حاسه بايه …
أتاه صوت ابن العم و قد عادت مزحاته عله يخفف عنه قائلاً :
– الله فيه ايه يلاا ما تجمد كده والبت أسيف هتبقي زي الفل و هتتخانق فيك كمان مش تتكلم بس ، عيني عليكِ ياأسيف بقي الراجـ.ـل النكدي ده اللي بيحسن نفسيتك !!
ابتسم “تيم” أخيراً و قد بدأ يستعب أن ابن عمه يحاول تشتيت تفكيره ليجيبه ممازحاً
– ملكش دعوه احنا عيله نكد و بـ.ـنتحسن لما ننكد علي بعض !!
أتاه صوت “نائل” المستنكر يردف بسخريه :
– اه انا عرفت الغلبانه دي طولت ليه .. تعرف لو كانت معايا كان هما يومين و اخليهالك بتتنطط من الفرحه مش أسبوع …
ثم أردف بجديه :
-و بعدين خد هنا الحبسه دي مش هتنفع ليها بجد لازم تنزلها زي ماقالك الدكتور !!!
تأفف “تيم” يردف بغضب طفيف :
– تنزل فين بس يانائل دي امبـ.ـارح فضلت واقفه ورايا ساعه أول ما خرجتها الصاله و البواب خبط يدينا طلبات .. أنا حقيقي مش عارف اساعدها اول مره أفشل مع أسيف كده !!
أتاه صوت “نائل” فجأة صارخاً بحماس :
– واد ياتيم !! تصدق حل البت أسيف ده عندي …
اعتدل “تيم” يحذره بجديه :
– نائل بلاش هزار سخيف في الموضوع ده !!
ليأتي صوته مؤكدا حديثه يقول بجديه تامه :
– يااابني مش بهزر .. فاكر “يزيد الشافعي ” !!!!
عقد “تيم” حاجبيه يحاول تذكر ذاك الاسم لحظات ثم أردف بتساؤل :
-ابن عيله الشافعي اللي كانوا صحاب العيله !!
أتاه الصوت الحماسي الرجولي يقول :
– الله ينور عليك …
ليسأل “تيم” و لازال يعقد حاجبيه :
– و ده ايه علاقته بعلاج أسيف .. مش ده هاجر مع عيلته من زمان ؟! انا مش قولتلك بلاش هزار ..
أتاه صوت “نائل” نافذ الصبر و هو يصيح به :
– يابني قولتلك مش بتنيل اهزر .. الواد يزيد رجع من فتره كده و قابلني هنا في النادي و كان عاوز يجي يسلم علينا بس أنت عارف اللي كنا فيه و أنه مكنش ينفع يجي ، المهم هو قالي أنه أخصائى نفسي يعني يعمل هو الجلسات النفسيه لأسيف والدكتور يتابع ادويتها و اعتقد الدكتور كان صاحب عمي و هيرحب بده ….
صمت “تيم” لحظات حتي امسك “نائل” الهاتف يتفقده يظنه أغلق .. لكنه أعاده لأذنه يسمع صوته القلق يقول :
-طيب و تفتكر أسيف هتقبل ده ؟! دي لحد دلوقت يتفضل قاعده ماسكه فيا لما الدكتور بيجي و هو قد أبوها !!
اعترض “نائل” و قال بجديه :
– تيم عمايلك دي مش هتخليها تتعالج .. جمد قلبك شويه يااخي ،انت شوفت آخره اعتمادها عليك دmر شخصيتها ..
وقف ” تيم” واتجه إلى الشرفه ذات الباب الزجاجي الذي يفصله عن ضوضاء السيارات بالأسفل ليفتحها و يقف بها حازماً أمره بكلمـ.ـا.ت جاده :
– خلاص حاول تظبط معاه بس الدكتور يتعرف عليه الاول عشان أشوف هيقدروا ينسقوا مع بعض و لا ايه بس خلي بالك يانائل بلاش اي مكالماات في القصر لياااا و امسح المكالمه ساامع !!
تنهد “نائل” ثم قال ببعض التـ.ـو.تر :
– بقولك ايه ياتيم .. ندى ….
قاطعه “تيم” بصرامه يردف بقوه :
– مش عايز اسمهااا يجي علي لسانك و أنت معايا متخلنيش انـ.ـد.م إني سمعت كلامك ونفذت فكرتك !!!!!
تنهد “نائل” يردف بحـ.ـز.ن :
– طيب خلاص خلاص !! هكلم يزيد دلوقت وارد عليك .. سلاام …..
اغلق “تيم” الهاتف ثم استند بمرفقيه إلى السور يتابع حركه السيارات بشرود يحاول استنشاق بعض الهواء النقي لصدره الموجوع .. و أفكاره كلها تدور حول شقيقته .. مندهشاً أنه لم يعد لديه فضول ناحيه زوجته المخادعه !!! هل كرهها بالفعل !! إنها الحب الوحيد بحياته .. كيف له أن يتناساها هكذا !! هل محبته لشقيقته طغت علي محبه أي شخص آخر ؟!! إنه مكلوم … مطعون بصميم قلبه .. يريد من يداويه هو ايضااا لقد أضحت جميع عائلته تعاني من الأمراض النفسيه بمختلفها … لقد وهبها قلبه و اعطاها ثقته و محبته اللامتناهيه .. لتطعنه هي بظهره … تخدعه !
تأفف بنفاذ صبر و دفع يديه إلى خصلاته الغزيرة يجذبها بقوه و قد دmعت عيناه من فرط تشتت أفكاره .. لكنه رجل هل يبكي و ينهار !! و شقيقته من يؤازرها في محنتها تلك إن فعل ذلك !!!
نفض رأسه ثم عاد إلى الداخل منتظراً مكالمه ابن العم المتعاون لأقصى الدرجات من أجلهم حيث يخبأ عن الجميع أنهم لازالا بمدينه الاسكندريه رافضاً الإفصاح رغم محاولات العمه و العم و الجد لاستدراجه لكنه أبلغ الجميع أنه لم يرَ أياً منهم منذ الليله المشؤمه ….
-***-
طرقات فوق باب غرفته تبعها دخول “سمر ” لتسرع أنامله إلى خديه يُزيح دmـ.ـو.عه النادmه الخائنه التي أصبحت صديق له فور تيقنه من الحقائق لقد تواصل مع طبيب أبيه بنفسه و تأكد بالوثائق أن أبيه كان مختل نفسياً أودعه غل و حقائق مزيفه ليبني عليها غريزه انتقاميه لاذعه انتهت بمأساه مرهقه للقلوب و الأجساد و راح ضحيه بطشه ملاك شبيه لأمه للغايه توسلت رحمته الآلاف المرات لكنه أبى و استكبر …….
حاول بصعوبه إرجاع عقله إلى ذلك الصوت الذي يحادثه منذ مده قصيره من الوقت شعر بيد العمه تمتد إلى يده تريت عليها ثم إلى خده ، رُبااااه لقد نسي ذلك الشعور بالحنان منذ أن كان بالعاشره من عمره !!! منذ عشرون عامااا !!! أغمض عينيه بصمت و قد فشل في استجماع كلمـ.ـا.ت العمه لكنها لكزته برفق في كتفه تعيد سؤالها :
– هتصلح ازاي اللي حصل ده يابني !!
ضيق عينيه فور أن بدأ عقله يوضح كلمـ.ـا.تها إليه و قال باستنكار و سخريه رافعاً جانب شفتيه لتتضح بشكل أكبر ذقنه الغير حليقه و يصدح صوته المبحوح :
– ابنك !!!!
اندهشت من استنكاره ليُكمل حديثه بتساؤل .. :
– تفتكري أنا استاهل إني اكون ابنك بجد ؟!!
تنهدت و هى تُغمض عينيها الدامعه تبتسم له بهدوء و هى تحاول ابتلاع الغصه بحلقها هامسه له بمراره :
– ياريتك اتربيت معايا يافهد ، كلكم ولادي فيه أم تستحمل تشوف ولادها كده ؟! انا صحيح مخلفتش لكن أنا أكتر حد يعرف قيمه النعمه دي ياحبيبي … لازم تصلح من نفسك مش عايزه اشوف ابوك فيك ياافهد ..
صدحت ضحكاته بصوت مرتفع و دmعاته تسيل فوق ذقنه و هو يقول بصوته الأجش :
– و أنتِ لسه مشوفتيهوووش !!! ليه مشوفتيش منظر بـ.ـنت اخوكي و هي سايحه في دmها بسببي .. أنا كنت بعمل كده شهررر كامل و انا شايف ان كل ااه بتطلع منها بتريح امي و ابويااا .. ابويااا اللي طلع مـ.ـجـ.ـنو.ن و انا زيه بالظبطططط
اعترضت “سمر” تصيح به و هى تنتقل إلى جانبه بالفراش الكئيب تحيط وجهه بكفيها الناعمه الملساء تقول باصرار بالغ :
– لا يافهد أنت مش زي ابوووك .. ابوك كان مريـ.ـض و حالته ساءت لكن أنت لسه في الأول انت محتاج لتأهيل نفسى بس عشان تقدر تسامح نفسك و أسيف تسامحك …
أغمض عينيه ثم وقف يبتعد عنها صارخاً بعنف :
– انا عمري ماهسامح نفسي و هى عمرها ماهتساامحني .. أنا بعتلها ورقه طـ.ـلا.قها خلاص و الحكايه خلصت بينا و هعيش بذنبها و ده كل اللي اقدر اعمله …
أتسعت أعين “سمر” لتصرخ به :
– ايه الكلام الفارغ ده !! خلاص مش عاوزها معاك أنت حر … لكن خليك عارف كويس أنك لو مـ.ـا.تعالجتش هتبقي زي أبوك و أسوأ منه كماان .. علي الأقل أمك كانت راضيه باهانات أبوك ..لكن أسيف أنت اجبرتها و استغليت ضعفها و رعـ.ـبها منك …
اطاح بالمنضده بقدmه و هو يصـ.ـر.خ بعنف و دmـ.ـو.عه تهطل كالاطفال
– كفااااايا بقاااااا … عرفتتتت عرفت أني أقذر إنسان و إني مش راااجل عرفت إنها بتكرهني و إن كلكم كرهتوووني… عرفتتتت إني نسخه منه ومريـ.ـض زيه سيبني بقاااااا …
تنهدت “سمر” بأسي ثم اندفعت إليه بعد أن جلس فوق الكرسى يضع رأسه المنكسه بين يديه غارسأ أطراف أنامله بخصلاته بقسوه و صوت أنفاسه يملأ الغرفه .. وقفت بجانبه ثم دست رأسه بأحضانها الحانيه الاموميه الدافئه تربت علي خصلاته برقه و تدريجياً انفك جسده المتيبس و أغرقت دmـ.ـو.عه ردائها بعد أن دفن رأسه بصدرها يبكي بشهقات متتاليه كطفل صغير تائه ضائع فشل بالتكفير عن ذنب صغير أمام أبويه …
استسلم لأحضانها و ذكريات الطفوله تختلط بذكريات الحاضر تختلط بصورتها هي فقط … “أسيف” و هي تبكي أمامه ملطخه بالدmاء … ليصبح القاضي و الجلاد لذاته و ضـ.ـر.باته لأسيف ترتد الآن بصدره بل و تُشكل أمام عينيه حبل غليظ يلتف حول رقبته يخـ.ـنـ.ـقه خـ.ـنـ.ـقااا …
استمع إلى همس العمه المطمئن له و التى لم تنفك عن زيارته منذ أسبوع علي عكس جميع أفراد العائله التى وجهت إليه أصابع الاتهام فقط حتي شقيقته خرجت من أحضانه فور مغادره “تيم” تصرخ به بأنه السبب و أنه الوحيد المسؤول عن ترك زوجها لها و هذا ما كان يخشاه ..
ألم يفعل ذلك كله بأسيف ليرضي شقيقته و يترك حبيبها لها !!! حتي لا تلومه يوماا .. ها هي تقف أمام الجميع تصرخ به بما فتت ما تبقي من قلبه الذي ظنه قد مـ.ـا.ت منذ زمن لتحيي نبضاته تلك البريئه زائره أحلامه !!!
-احجزيلي عند الدكتور ياعمتي !!!
خرجت الكلمـ.ـا.ت الحزينه من فمه بصوت مبحوح مرهق لتصدر إماءه خفيفه عن العمه بالإيجاب ثم همست بلين تُشجعه :
– ايوا كده يافهد .. لازم تتفاهم مع دكتور عشان يقدر يساعدك ياحبيبي انت من حقك حياه سويه .. حتي لو بعيد عن أسيف !!!!
-***-
وقفت تراقب أخيها الباكِ بأحضان العمه بأعين قاسيه قد نساها الجميع كعادتهم ، هبطت يدها تضعها فوق باطنها المسطحه … تبتسم بخبث ثم اندفعت إلى داخل الغرفه تقول ببرود ناظره إلى العمه بعنف و كره ثم وجهت أنظارها لأخيها :
– مش هتقول لأختك مبروك يافهد !!
عقد حاجبيه يحاول فهم ما يحدث و عقله صار مشتتاً للغايه لتوزايه العمه بالاندهاش ناظره إليها بصدmه ثم إلى يدها التي تضع فوق باطنها بحركه ايحائيه واضحه لتهتف بنبره جديه :
– انتي حامل ياااندي !!!!!
ابتسمت الأخرى ثم اتجهت إلى الأريكة تجلس فوقها و ضحكاتها تملأ الغرفه سعاده و قد اعتدل أخيها يوليها اهتمامه بعد أن رأي حالتها الغريبه ليستمعا إلى صوتها القوي تقول :
– اه يااقلب ندي .. انا حامل وجوزي سايبني و قاعد في حـ.ـضـ.ـن أخته عشان يعالجها و أخويا دmر حياااتي بانانيته و طمعه فاكر أنه كده هيبقي راجـ.ـل جاب حق ابوه ..
أتسعت أعين العمه من وقاحه كلمـ.ـا.ت الابنه و الأخت لشقيقها و خشت أن يتراجع فهد عن العلاج فور أن رأى للتو معايره و اهانه واضحه لرجولته من شقيقته !!!
نظر إليها فهد و قد احتلت الصدmه ملامحه يردف باستنكار مشيراً لنفسه :
– انا مش راجـ.ـل ياندي !!! واناني !!؟ انااااا
لقد توقف عقله عن استيعاب الأمر ليجدها تقف مطله عليه من الأعلى و هي تصرخ به بحده و غل و قد قست نبرتها لابعد الحدود … :
– طبعا مش راجـ.ـل اومال فاكر لما تستقوي علي بـ.ـنت تبقي ايه .. كنت بغطي عليك لمصلحتي و اديني باخد عقـ.ـا.بي ، فاكرني مش واخده بالي أن اسيف كانت عجباك ؟! لا ياحبيبي كنت شايفه و فكراك متجوزها حب ليها و لما لقيتك أسلوبك كده قولت أحسن يكـ.ـسرها و يبعدها عني أكتر .. انا شاركتك في الو×××× دي عشان أبعدها عن تيم واخده ليا لوحدي .. بس اهوه في الاخر بعد عني اناا !! و أنت اتفضحت و خدت علقه تمام و قليله عليك كمان تيم الضفر اللي بيطيره برقبه عشره منك !!!!!!!
شهقت العمه حين أنهت تلك المخادعة كلمـ.ـا.تها القاسيه التي جلدت بها شقيقها الذي وقف بأعين متسعه يراقب شقيقته الصغري تلقي كلمـ.ـا.تها المبغضه له و الطاعنه لرجولته … حسنا هو يستحقها و لكن كان عليه سماعها ممن فعل بها الأفاعيل و ليس من تلك الشقيقه التي تحقر الآن من أفعاله التى فعلها لأجل حبها .. لقد فعل ذلك ليرضيها هي !! لتنعم بحياه دافئه !!! ليلبي رغباتها و ها هي تصفعه أشـ.ـد الصفعات قسوه تعايره بما وقع به لأجلها … كم هي قاسيه الدوائر حين تدور !!!!!!!!؟!
حاول “فهد” السيطره علي أنفاسه لتصرخ به العمه و هي تزيح ابنه أخيها بعيداً عن أعينه الحمراء المرعـ.ـبه :
– اوعي يافهد متكررش حكايه أسيف .. دي مـ.ـجـ.ـنو.نه ومش حاسه بتقول ايه !!!!
ارتعش بدن “ندي” من نظرات أخيها التي تراها لأول مره بحياتها و هي تكاد تُجزم ان “أسيف” عاااانت أشـ.ـد معاناه معه .. استجابت ليد العمه التي دفعتها لتهرع من أمامه بخـ.ـو.ف و اصطدmت ب”نائل” أثناء خروجها بسرعه لتنظر له بغضب ثم رحلت لغرفتها مسرعه تغلق الباب و تحيط بطنها جالسه فوق الارضيه الصلبه تبكي بعنف علي حالتها الغير مستقره !!!!!!
-***-
بعد مرور أسبوعين ..
وقف “تيم” بالصاله الفسيحه، يجوب بانظاره برضا تام على تلك التغييرات التي أحدثها بالشقه الراقيه حيث تخلص من معظم الأثاث السابق و أبدله بأثاث عصري حديث راقي …
عقد حاجبيه حين استمع إلى صوت حركه بغرفه شقيقته ليعقد حاجبيه مسرعاً إليها بخطوات أشبه بالركض …
ابتسم حين وجدها تقف بغرفه الملابس الصغيره ترتب ملابسها بهدوء ثم جذبت إحدى ملابسها و منشفه خاصه و استدارت لتجده واقفاً أمامها يستند إلى الباب بجسده عاقداً ذراعيه أمام صدره يبتسم إليها ابتسامته الرائعه …
خطت نحوه بهدوء ثم اماءت له بخفه .. ليتنهد بحـ.ـز.ن على صوتها الذي كاد أن ينساه .. لكنه نجح بمواراه ذلك و هو يُحيط وجنتيها بيديه واضعاً قبله حانيه علي خصلاتها جاذباً إياها إلى أحضانه يحيط كتفيها بذراعه برفق و هى صامته مستسلمه كعادتها لكن هى تشعر بتحسن حيث بدأت تحاول مع حالها بعد ان تعددت جلسات يزيد معها .. ليقول لها عاقداً حاجبيه :
– أنتِ عارفه إن يزيد جاي كمان شويه !!
اومأت بهدوء ليقبل رأسها ثم يسألها بلطف :
– طيب انا هقول ل “اتينا ” تجهز الفطار تكونى أنتِ خلصتى شاور و هو يكون وصل تمام يا قلب أخوك ِ !
كالعاده يحصل علي هزه رأس لطيفه منها فقط .. لتعتدل متجه إلى مرحاض الغرفه ثم نظرت إليه لحظه قبل أن تغلق الباب بنظرات هادئه للغايه …
وضعت الملابس بهدوء ثم اتجهت إلى المياه بعد أن نزعت ملابسها لتقف أسفلها باستسلام و تغمرها المياه من رأسها لاخمص قدmيهاا …
تنهدت بحـ.ـز.ن و سالت موعها هي تشعر بشقيقها و ألمه ترى خذلانه و حـ.ـز.نه بعينيه لكن كم هو حنون يدفن مشاعره داخله لأجلها ، يداوي ألمها و هو يحتاج من يداويه .. مؤلم شعور الخذلان و الصفعات و هى جربت ذلك بنفسهاااا … أصبحت شغل أخيها الشاغل يتابع أعماله إلكترونيا .. و يصب اهتمامه عليها هي فقط .. يعرض عليها جميع العروض لأجل التخفيف عنها لكنها تقابلها بالرفض .. ليس تمنعاا لكن قلبها المفطور لم يعد يحفل بالأمور السابقه .. قد تغيرت … تغيرت كثيراااااا !!!!!!!
-***-
جلس “يزيد” أعلى الأريكة يتناول قهوته و هو يقهقه مع “تيم” و يقص عليه مواقف طريفه حدثت له بالخارج .. ليستمع إلى صوت “تيم” يهمس و هو ينظر للداخل بعينيه قائلاً :
-الدكتور وقف لأسيف الدوا امبـ.ـارح و قالى هى مش محتاجه مهدئات دلوقت ، عرفت ده !!
هز “يزيد” رأسه بالإيجاب و هو يقف بطوله الفارع يضع الفنجان أعلى الطاوله الصغيره بالشرفه ثم استند بمرفقه إلى الشرفه لتظهر تقاسيم بنيته الرياضيه القويه بوضوح ورد عليه بصوت رخيم هادئ :
– ايوه هو بلغني بده متقلقش .. بالمناسبه انا النهارده مش عايزك تقعد مع أسيف في الجلسه دي …
عقد “تيم” حاجبيه يردف مسرعاً برفض :
– لا طبعا .. أنت متعرفش أنا اتحايلت عليها قد ايه إنها تخضع للجلسات دي و لولا قولت إني هبقي معاها لولا وافقت ..
تنهد “يزيد” و أردف بهدوء بعد أن أنهى “تيم” كلمـ.ـا.ته :
– متقلقش ياتيم .. أنا اتفقت مع نائل إنه هيجي و هيبقي الموضوع طبيعي قدامها هو عاوزك في شغل ضروري و هتقعدوا قدامنا هنا في الليفينج لازم أسيف تبدأ تنهي اعتمادها الكلي عليك …
عقد ” تيم” حاجبيه يردف بغضب طفيف و هما يستمعا إلى صوت الجرس … فمن الواضح أن “نائل” وصل :
– دي أختي لو معتمدتش عليا هتثق و تعتمد علي مين !!!
ابتسم “يزيد” يردف بهدوء و صدق :
– يابني هو انا اكره محبتكم دي بالعكس أنا كنت اتمني يبقي عندي أخت زى أسيف كده بس مكنتش هبقي معاها زيك .. لازم أسيف تثق في نفسها وقدراتها منغيرك وده جزء مهم جدااا في تأهيلها النفسي .. صدقني كل حاجه بعملها لمصلحه أسيف مش اكتر !!
– مـ.ـا.توافق بقي ياعم ومتصدعناش !!!
كانت تلك كلمـ.ـا.ت “نائل” الذي اندفع يحتضن ابن عمه و يكمل قائلاً :
-تصدق يلاا القصر يقرف منغيركم …
ابتسم كلا من” تيم” و”يزيد” و لكنهما اندهشا حين انطلقت صافره من فم “نائل” يصـ.ـر.خ بمرح بابنه عمه :
– ايه يااااسوفي يااااقمر الحلاوه دي !!!
تلقي ضـ.ـر.به قويه من يد ابن عمه الذي رمقه بنظره غاضبه ليهمهم معتذراً و هو يتأمل ابنه عمه بثوبها الوردي الرقيق الذي أعطاها هيئه جميله زادت فتنتها و ظهر بهاء ملامحها الفاتنه مره اخري و ابتسم “يزيد” إليها بلطف حيث بدأت أعينه تتأملها باعجاب واضح لتبادله ابتسامه صغيره من ثغرها الوردي الجميل ….
“عوده” 🌸
جلست علي طرف الكرسي بحركه استعداديه للهروب من أمامه في أى لحظه إن استشعرت خطر منه وضعت يدها الصغيره فوق ذراعها الأيسر بتـ.ـو.تر واضح علي قسمـ.ـا.ت وجهها و كل لحظه تنظر ناحيه أخيها من خلف الزجاج حيث يتابع أعماله مع ابن العم ، و قد أصابها الحرج أن تصر علي تواجده معها يكفيه ما خسره لأجلها هل تتسبب بخسارته عمله أيضاً !!
دار عقلها بعده اتجاهات مختلفه ما بين أخيها و تركه لها لأول مره مع ذاك الطبيب الغريب عنها بالطبع لا تتذكر صلته العائليه بهم .. و ما بين خشيتها منه و استعدادها لأقل تصرف أو حركه تصدر عنه …
صدرت عنها تنهيده خافته تسللت إلى أذن ذلك الجالس بصمت مقابلاً لها تفصل بينهم منضده صغيره وُضِع فوقها أكواب العصير الطازج ، اعتدل “يزيد” بجزعه العلوي و هو يرمقها بنظراته الهادئه اللذيذه ثم مد ذراعه إلى الطاوله يلتقط كوبها أولاً يعطيها إياه و قد انشق ثغره الدقيق بابتسامه لطيفه للغايه أجبرتها على الانصياع لأمره اللطيف المهذب و التقاط الكوب منه …
رفعت اهدابها الكثيفه تنظر إليه لحظات و راح عقلها يستعيد لقطات من زياراته المتكرره لها ، و كيف كانت تخشاه للغايه بأول يوم له معها أفاقت علي صوته الهادئ فور ارتشافه من الكوب الخاص به جرعه صغيره … :
– تحبي نقول لتيم يجي يقعد معانا و يسيب شغله دلوقت !
نعم هي تود للغايه أن يحضر معها و لا يتركها .. لكنه عمله و هي ليست انانيه لتلك الدرجه … هزت رأسها رافضه عرضه المُغرى .. و بدأت نسمـ.ـا.ت الهواء تشتد من حولها لتتراقص خصلاتها بتناغم ناعم مع نظراته لها ، أخفض رأسه يستجمع كلمـ.ـا.ته و أفكاره نحو علاجهاا .. علاجها فقط !!
أمسك دفتر صغير قليلاً باللون الوردي المشابه لفستانها الجميل .. ثم دفعه إليها برويه و هو يردف بصوت رخيم :
– شوفي يأسيف ، أنا كل مره باجي هنا أنا اللى بقعد اتكلم معاكى و بصراحه الموضوع كده مش نافع أنا حابب ندردش سوا فجبتلك و أنا جاى الصبح النوت ده .. ده مصدر الحكاوى بينا ، ده لو تسمحي طبعا ؟!
تـ.ـو.ترت نظراتها و ابتلعت رمقها و هي تخشى قبول عرضه فيطرح أسئلة عما يخصها .. و تخشي الرفض فتنهى علاجها ، هي قطعت وعد أنها سوف تطيع أخيها بالعلاج ليعودا إلى حياتهم اليوميه الطبيعيه مره أخرى ، عضت على شفتها بتـ.ـو.تر و اتجهت عينيها إلى الزجاج ترمق أخيها المنتظر بعيد بنظرات حائره لتفيق علي صوته الهادئ بعد أن أنهى تفحص نظراتها :
– و تقدري ترفضي أو تقبلي الدردشه ، مش شرط تجاوبى ابداا .. و تقدري تسأليني كمان عشان تبقي دردشه مظبوطه !!
تلك الابتسامه الرزينه المتعقله التى تزين ثغره الوسيم تجبر أى أحد على قبول جميع عروضه ، و هي لن ترفض إن كانت لها فرصه رفض أو اعتراض علي اجابه ما !!
أمسكت الدفتر باناملها الرقيقه ليناولها قلم و هو يقول :
– القلم ده غالي عليا جدا ، ده هديه مني ليكِ و أتمنى مترفضيش …
تناولته و هى تومئ له و عقلها متـ.ـو.تر من تلك المحادثه ليُكمل حديثه مُتسائلا :
-أنتِ عارفه إن عيلتى و عيلتك اصدقاء قدام جدآ ؟!
هزت رأسها بالايجاب الصامت ليبتسم مُكملا :
– تعرفى إنى فقدت بصرى فتره و عملت كذا عمليه عشان يرجع !
بدأ يلفت انتباهها حيث رفعت أنظارها إليه و أعينها ترمقه بنظرات مندهشه متسائله !!
فاستجاب إلى تساؤلها الصامت و أردف بهدوء :
– و خطيبتي سابتني بسبب الموضوع ده ..
عقدت حاجبيها بحـ.ـز.ن و راح عقلها يدور بالأشخاص السيئين أمثال خطيبته و التى تعرفهم عن ظهر قلب لينتشلها من أفكارها السوداء صوته الهادئ يقول :
– كان نفسي يكون عندي أخت صغيره زيك كده .. لميس كانت من أب مصري زينا و أم بريطانيه .. اتعرفنا علي بعض في الجامعه و مع الوقت اتعلقت بيها جدا و انا كنت بشاركها كل حاجه تخصني ، و كانت أمنيتى يكون عندي اخت متسألنيش ليه ، بس ده اتجدد لما شوفت علاقه تيم معاكٍ ، المهم قعدنا سنتين نحب بعض و اتخطبنا كمان ، بس للأسف بعد ما فقدت بصري و مع أول لحظه فوقت من مـ.ـخـ.ـد.ر العمليه صوتها كان في ودنى ، بتقولي مش هتقدر تكمل ، و اختفت بعدها …
ظهرت أمارات التأثر علي ملامحها الجميله و قد بدأت تنـ.ـد.مج مع قصته متناسيه و.جـ.ـعها بل أوجاعها ليتدراك نفسه و حمحم يقول بصوت رخيم :
– بس الحقيقه بعد كام يوم نسيتها أو بمعنى أفضل اقنعت نفسي إنى اتناساها و أبدأ استجيب لمحاولات أهلى فى العلاج ، عارفه ليه يأسيف !
نظرت له باندهاش و تساؤل ليبتسم لها قائلاً :
– اكتبي توقعك !!
ابتلعت رمقها و دارت عينيها لحظات بعده أماكن لتبدأ بعدها بفتح الدفتر و راحت تخط بالقلم كلمـ.ـا.ت ثم وجهته اليه و كان محواها “عشان تنتقم “
ضيق عينيه و هو يحاول تجميع أفكاره عن جملتها لكن استجابتها تلك رائعه ليرفع رأسه و هو يعيد الدفتر إليها ضاحكاً بوجه بشوش :
– ابدااا انا قولتلك نسيتها ، الحقيقه و مخبيش عليكِ كان عندي رغبه جوايا إنها تشوفني لما أخف و برفضها كمان .. لكن الرغبه الأكبر نفسي ، مستقبلي ياأسيف ، هستفاد ايه لما اعاند أهلى عشان واحده سابتني فى أهم وقت ليا ؟! هل هما يستحقوا ده مني؟!
رمقته بنظرات متحيره صامته و أبعدت رماديتيها عنه تحدق بعيداً بحـ.ـز.ن لضعفها كما لقبوها ليتها بقوته تلك ، أفاقت علي صوته قائلاً لها :
– أنتِ عارفه إن قرارى ده كان صعب جداا خصوصا إن والدي كان شايفني ضعيف الشخصيه معاها جدا ..
نجح للمره التي لا تعلم عددها بلفت انتباهها .. أن حالته كانت مثلها !!!!!
على الجانب الآخر ..
حيث يجلس “تيم” مدعياً انشغاله مع ابن العم و عينيه عليها دون أن تلاحظ راقب حركاتها و استجابتها لحديث “يزيد” الذي أرسله الله إليه من السماء ، اندهش حين كتبت شيئ بالدفتر الصغير و دفعته إلى “يزيد” المترقب لحركاتها هو الآخر ليفيق علي صوت “نائل” المتأفف :
– ياااعم تيم ارحمني بقا و ركز معايا شويه خلينا نراجع الورقتين ده أنت كنت قعدت معاهم أسهل ..
زمجر “تيم” بغضب و هو يقول بصوت أجش حاد :
– بقولك ايه يازفت أنت اهدي بقي ، كفايه اللى أنا فيه !
اندهش “نائل” رافعاً حاجبيه و هو يردف بصدmه :
– ايه اللي أنت فيه يابني !! أختك لازم تقعد مع دكتورها لوحدها عشان ترجع تتكلم فين مشكلتك !!
تأفف ” تيم” و هو يعتدل إليه بجسده قائلاً
– المشكله إن أسيف مضطره تقعد معاه وحدها أنت مشوفتش بصت إزاى لما عرفت إنى مش هحضر معاها !
هز ” نائل ” رأسه يردف بجديه تامه :
-بقولك ايه ياتيم طبيعي أسيف تتعلق بيك من خـ.ـو.فها و اللي حصل لكن اللي مش طبيعي أسلوبك ده ياأخى ، أنا شايفها مستجيبه ليزيد و بتحاول مع نفسها جـ.ـا.مد و أنت دورك تساعدها و تسمع كلام يزيد منغير قلق كده ما احنا في وشها اهوه لو خايفه هتيجي جري عليك متقلقش بقاا!!
ابن العم محق عليه تركها تتلقى علاجها و تعود إلى أحضانه الأخوية سالمه غانمه و ذلك لن يحدث بدون مساعدة “يزيد” و تركها تجرب الدرب بمفردها تلك المره لكنه سيظل خلفها يراقب طريقها و يساندها إن تعثرت !!!!
-***-
انتهت جلستهم سويا و شعرت “أسيف” ببعض الخفه حين بدأت تكتب ما يجيش بأفكارها له ، و أحياناً أخرى كانت تفضل الصمت التام و عدm الرد و الذي قابله “يزيد” منها بابتسامه مرحه جميله و صدر رحب ، لاحظت أنه لا يضغط عليها لذلك اعجبتها الجلسه قليلاً و نست أنها داخل جلسه علاجيه حيث بدأت تخط باناملها الرقيقه على الورق بعض الرسومـ.ـا.ت الشارده حين كان يتركها “يزيد” تستريح و يعبث بهاتفه و أنظاره تراقبها بالخفاء ..
أفاقت من شرودها علي أصابعه تطرقع أمام عينيها مع حفاظه علي مسافه كبيره نسبياً عنها حتي لا يتسبب بذعرها .. صدح صوته الأجش ينهى جلستهم و هو يطلب بأدب و حذر :
– أسيف ممكن تنادي تيم ليا ؟!
وقفت بهدوء تومئ بالإيجاب و هي تتجه إلى أخيها كطفل صغير ذاهب إلى ولي أمره .. ليبتسم “يزيد” بهدوء و يصرف أنظاره عنها بصعوبه ، التقط دفترها الصغير يراقب صنيع يديها بأعين متسعه مصدومه “أسيف” تُجيد الرسم بل بـ.ـارعه به … لكن ما تلك الاشكال التي خطتها بشرود !؟! رغم صِغر الورقه لكن ذلك لم يمنعها من خط بخطوط صغيره شكل فهد مفترس ذى أنياب مرعـ.ـبه تسيل من فمه الكبير المفتوح ومن بين أنيابه قطرات .. من الواضح انها دmاء !!
عقد حاجبيه و أفاق علي صوت “تيم” يردف بجديه :
– في حاجه حصلت !
نظر “يزيد” للداخل يراقب “أسيف” الجالسه فوق الكرسي تنظر للأرضيه بشرود و صمت تام .. ثم قال و هو يشير برأسه ناحيتها :
– أسيف محتاجه تخرج من هنا ياتيم ،الحبسه دي غلط ابذل كل جهدك و خرجها تتمشوا سوا حتى ، الوضع ده هيعطل مفعول الجلسات ..
ثم رفع إليه الدفتر الصغير ليضيق “تيم” عينيه يحاول استيعاب تلك الصوره الوحشيه المخيفه ، لحظات ليُدرك معناها و يغمض عينيه جازاً علي أسنانه بعنف ليردف “يزيد” بهدوء :
– تيم عصبيتك دي مش حل هتخـ.ـو.ف أسيف منك أنت كمان ، أسيف فقدت النطق من خـ.ـو.فها لخروج مشاعرها و أنها مش قادره تعبر عن كميه المشاعر اللي بتحاربها ، سواء خـ.ـو.ف ..زعل .. حـ.ـز.ن .. كل ده ضغط عليها و سببلها انهيار عصبي إحنا دورنا نعالج مش نزود ياتيم …
زفر أنفاسه ثم اعتدل واقفاً يقول يهدوء :
– احنا هنبص للجانب الإيجابى ، أنت ليه مقولتليش إن أسيف بتعرف ترسم ، عارف ده هيساعدني قد إيه فى علاجها !
عقد “تيم” حاجبيه باندهاش ثم اعاد أنظاره إلى الورق مره أخرى و أردف مضيقاً عينيه :
– أنت عاوز تستغل رسم أسيف فانها تخرج اللي جواها ؟! زي الرسمه دي مش كده !
أومأ الأخير بالإيجاب و هو يقول بصوت رخيم :
– بالظبط رسمها هيساعدني جداا خصوصا إن هى نفسها عندها استعداد لده و خرجت اللي جواها أو جزء منه عن طريق ورقه و قلم أنا كنت متخيل الكتابه هتنفعها لكن الرسم أفضل كتير في استغلاله …
تنهد “تيم” و هو يعيد أنظاره الي شقيقته متأملاً حالها الصامت الساكن ، “أسيف” التي كانت تكره الصمت و الروتين أصبحت تجلس بالساعات الجلسه ذاتها تحدق بالفراغ صامته شارده حزينه !!!
-***-
أمسك تلك التُحفه المُقلده بين أصابعه يعبث بها أثناء القاؤه الكلمـ.ـا.ت الشارده الخاصه بماضي أليم علي أذن الطبيب الصامت المُنصت باهتمام يُدون بعض الملاحظات بين حين و آخر .. علت أنفاسه قليلاً و هو يردف :
– كنت بخاف أنام بليل لأن الكوابيس بشكل أمى مكنتش بتفارقني .. كنت بروح انام جنبها و احـ.ـضـ.ـنها و اسمعها و هي بتتألم لما أحط ايدي بالغلط علي جـ.ـر.ح في جـ.ـسمها ، بس هي رغم ده كان بتفضل ماسكه فيا ساكته ايديها بتتحرك علي شعري و أنا بسألها مالها و بابا بيعمل كده ليه ، و هي تقولي كلمه واحده “معلش” كنت متخيل إن كل الابهات كده .. لحد ما في يوم ماستحملتش في أيده …
قطع كلمـ.ـا.ته و هو يدس إحدى يديه بخصلاته و يحبس دmـ.ـو.عه و قد بدأت شفتيه ترتعش و هو يجز علي أسنانه بقوه جاذباً خصلاته للخلف و أعينه تلتهب باحمرار شـ.ـديد قلق الطبيب من حالته و أردف بهدوء :
– تقدر توقف لحد هنا ..
لم يجيبه بدل اندفعت كلمـ.ـا.ته من شفتيه كالحمحم البركانيه حين تنفجر تصحبها دmـ.ـو.عه و هو يقول بصوت باكي كالاطفال :
– مـ.ـا.تت بعد ما شوه جـ.ـسمها بايديه ، آخر حاجه شوفتها منها دmـ.ـو.عها ، اللي غرقت وشها و هى بتوصيني علي أختى اللي لسه عيله صغيره ، غمضت عينيها و أنا فاكرها شويه و هتقوم زي كل مره ، نمت و أنا حاضنها و بعيط ،و فوقت علي ايدين بتشـ.ـدني بعيد وبيغطوها لحد رأسها ….
مسح دmـ.ـو.عه بغضب و أكمل و قد تبدل حاله حيث شعر بالدmاء تندفع إلى رأسه بقوه و شكل مفاجئ و هى تغلى و تفور :
– في نفس اليوم لقيت أبويا قاعد يبكى و ماسك صورها و هو بيقولي كلمه واحده .. “عمك السبب” … كلمه سمعتها منه 8 سنين بيحكيلي قد إيه اتعـ.ـذ.ب منه و كان عاوز ياخد أمى ليه عشيقه ، كنت بروح القصر معاه يبقوا مبسوطين و بيلعبوا و أنا بتفرج ، خايف أقرب منهم ، بكره صوت ضحكهم و أنا مش قادر أبقى مع أمى زيهم ، و إن أبوهم السبب و عايش حياته معاهم عاادي …
اختنق صوته و بدأ يدس يديه بخصلاته بحركه عنيفه عشوائيه ليقف الطبيب مسرعاً و هو يدور حول مكتبه يصب المياه بالكأس ثم ناوله إياه و هو يقول :
– كفايه كده النهارده ، أى ضغط تاني مش فى مصلحتك نهاائى …
رفع عينيه الحزينه و هو يؤمي بالإيجاب يلملم متعلقاته الشخصيه بهدوء .. زافراً أنفاسه الحارقه واقفاً يتجه إلى الباب و نظرات الطبيب المُسن الخبير تلاحقه ليقف فجأه مستديرا بجسده يسأله عاقداً حاجبيه :
– هي أسيف ممكن تسامحني في يوم من الأيام !
تنهد الطبيب و هو يجيب بهدوء :
– انت لسه محكتليش قصتك مع أسيف شكلها إيه بالظبط ! هي كانت بتحبك ؟!
ابتسم بسخريه و هو يجيبه بأعين دامعه :
– أسيف مكنتش بتعرف تكره حد ، بس انا علمتها ده !!!!
-***-
جلست الجده أمام ابـ.ـنتها و قد تركت الخادmه أكواب القهوه الساخنه خاصتهم ثم انصرفت تُباشر أعمالها …
تعلقت أنظار “سمر” بالأكواب بشرود و هى تردف بأعين ذابله من الحـ.ـز.ن :
– و بعدين ياماما الولاد دخلوا في شهرين و مفيش عنهم خبر واحد ، ده فهد قرب يتم علاجه و أنا معرفش أسيف عامله إيه حتى !!
تنهدت الجده بحـ.ـز.ن و سالت دmـ.ـو.ع النـ.ـد.م على خديها و هى تشعر بالاشتياق يصول و يجول بثنايا قلبها المُسن لتقول بصوت مبحوح :
– مش عارفه يابـ.ـنتي لسه مراد كان بيقولي الصبح انه لحد دلوقت سايب معارفه يدوروا عليهم ، أسيف وحـ.ـشـ.ـتني اوووي يااسمر …
تنهدت “سمر” و سالت دmـ.ـو.عها و هى تقول بابتسامه حزينه :
– مكنتش تستاهل اللى حصلها يا ماما ، مفيش بـ.ـنت تستحمله ، تخيلي بقي ملاك زي أسيف عامله زي البييى بالظبط ..
ابتسمت الجده و هى تقول بحـ.ـز.ن و شرود :
– ابن أخوكِ دmرها ياسمر البـ.ـنت كانت مرعوبه حتي تقعد معانا لوحدها مش كفايه اللى حصلها و هى لسه عيله و أبوها و أمها لسه مـ.ـيـ.ـتين ؟!
عقدت “سمر “حاجبيها و هى تذهب بعقلها إلى تلك الذكرى لتقول بغضب و أعين ملتهبه :
– متفكرنيش بالسواق القذر ده ، لولا نائل سمع صرختها صدفه و جيه بلغنا كانت ضاعت على ايد المُدmن النجس ده ….
أيَّدت الجده الحديث و تمتمت ببعض السُباب علي أمثال ذلك المُدنس .. و قد غفلتا السيدتين عن ذلك الواقف بأعين جاحظه و عقله يفسر ما حدث بالأيام الخوالى و الليله المشؤمه … ليدب القهر قلبه بمطرقه من حديد و تسيل دmـ.ـو.ع النـ.ـد.م و هو يفر مسرعاً كالأطفال تائهاً يهيم علي وجهه بلا هدف أو سبيل !!!!!!!
-***-
جلست “أسيف” بأحضان أخيها يحدقان بأمواج البحر التى تتلاطم أمامهم بهدوء ثم تميل على الشاطئ الرملى تسرق حباته داخلها و تداعب أناملهم بنعومه ثم تنسحب لتأتى أخرى تقوم بدورها و “أسيف” تبتسم بهدوء تعبث معها بأصابع قدmها الصغيره ثم نظرت إلى أخيها المحيط لها و همست بهدوء :
– هتاخدنى الكورس امتى ؟!
قبل خصلاتها ثم ابتسم يحدق بها و هو يزيح خصلاتها خلف أذنها بهدوء هامساً :
– من بكره ياقلب أخوكِ و العربيه جاهزه و مستنيه الاميره تخلص كورسها و تاخدها …
اعتدلت تحيط عنقه محتضنه إياه بقوه و هى تقول بصوتها الهادئ :
– أنا بحبك أوى ياتيم …
شـ.ـدد من احتضانه لها و هو يبتسم رابتاً على ظهرها بهدوء يقول :
– و أنا بمـ.ـو.ت فيكِ و مليش غيرك ياقلب تيم …
ثم أخرجها من أحضانه يشير محذراً .. :
– بس هوصلك الجلسه الاول تخلصى و أخدك نطلع على كورس السواقه اتقفنااا ياأسيف ..
تنهدت و هى تعتدل قائله بتذمر خفيف :
– ياتيم مانا رجعت اتكلم اهوه و يزيد بيتابع معايا .. أنا برتاح في الكلام مع يزيد و هستني يرجع من المؤتمر ..
أتسعت أعينه و هو يردف بجديه :
– أسيف أنتِ عارفه إنك لسه محتاجه شويه جلسات ياحبيبتي و يزيد معاه فتره عشان يرجع يبقي نتابع مع الدكتور زي ما كنا لحد ما يزيد يرجع ..
عقدت حاجبيها من اصرار أخيها فبعد مرور ثلاثه أشهر على تحسنها و عوده نطقها منذ أسبوعين لازال يُصر على انتظامها مع ذلك الطبيب المُسن ذو الطبع الرتيب للغايه ، لقد اعتادت علي أسلوب “يزيد” المرح الرزين بآن واحد حيث يضج عقله بالأفكار الجديده دوما و يقودها إليها بصبر تام .. عضت على شفتيها و هى تقول بخجل و قد اشتعلت وجنتيها بحُمره لطيفه … :
-يزيد معاه لآخر الاسبوع بس و هينزل …
رفع “تيم” إحدى حاجبيه و هو يقول بجديه :
– أنتِ بتتواصلي مع يزيد من ورايا !!
هزت رأسها مسرعه بالسلب و ارتفعت عينيها الجميله البريئه تنفي اتهامه و هى تقول مسرعه :
– لا لا ده هو كلمني سوشيال لما كنت مع نائل فى النادي بعد التدريب و كان بيكلمه … و قالى بحضر الجلسات و لا لا و أنا قولتله ان الدكتور ده وحش …
ابتسم مع كلمـ.ـا.تها البريئه و نفيها الخائف من غضبه .. دوماً يرق قلبه لتلك البريئه التي بدت عليها بوادر الاختلاف بشخصيتها لكن تلك البراءه التي تحقنه إياها لن تتغير ابداا …احتضنها بقوه و هو يحمد ربه ألف مره بعودتها للحياه و الأحاديث معه التي لن يمل منها مهما حدث ، تكفى ابتسامتها تلك و لا يريد شيئ آخر منها …..
صرخت نبضات قلبه التى تدق بحنانه الأخوى المميز .. عوده حميده أيتها الغاليه !!!!!!
“صدmه !” 🌸
بتلك العياده النسائيه التى يرتادها الأشراف دفعت “ندي” جسدها الصغير تلتصق بكرسيها و هى تحيط باطنها و أعينها تحارب الدmـ.ـو.ع حيث بدأت تنظر حولها باعين ملتهبه من شـ.ـده الغضب الذي يحرق احشائها الآن ..
وقفت بهدوء و اتجهت إلى المرحاض ، دلفت و عقلها لا يستعب إلى الآن أنها هنا بمفردها بعد أن فشلت جميع محاولاتها بالتواصل مع زوجها و ابتعدت عن أخيها تماماً فور موقفها الخائن له تكفى نظرات الاشمئزاز منها داخل مقلتيه كلما رآها صدفه بـ.ـارجاء القصر …
خانتها الدmـ.ـو.ع و سقطت واحده تلو الأخرى .. مشهد الرجـ.ـال بالخارج يداعبن زوجاتهن بالكلمـ.ـا.ت و الأحاديث اللطيفه التى تجعل ثغرهن دائم التبسم .. تكاد تقــ,تــلهااا و هي تقارن حالها بهن !! إنها “ندي البراري” لطالما كانت مميزه بين النسوه و من الكرام .. يأتي اليوم و ترى نظراتهن إليها و هى وحيده هكذا !!!
فتحت الصنبور ثم مالت بجسدها تغسل وجهها بعنف و قد بدأت شهقاتها بالتعالي و هى لاتصدق أنها هنا بمفردها بدون زوجها ؟! إن كانت تمقت “أسيف” قليلاً بالسابق .. هي الآن لا تريد سوى قــ,تــلها !!!!
جففت وجهها و رقبتها بالمحارم الورقيه و اندفعت أناملها تعبث بمحتويات حقيبتها الصغيره علها تجد ما تداري به ذلك الشحوب المُخجل ….
تفقدت وجهها برضا فور انتهائها ثم عادت إلى جلستها تحيط باطنها البـ.ـارزه قليلاً بذراعيها و هى تحاول تجنب النظر بأى اتجاه حتي ينتهي كشفها الروتينى و تطمئن على صحتها و صغيرها بداخلها ، ثم تبدأ مهمتها الجديدة بالعثور علي زوجهااااا …..
-***-
وقفت “أسيف” بالشرفه تحدق بشرود بالسيارات و الحركه المستمره بالأسفل و هى تُمسك بيدها قدحاً ساخناً من المشروب المفضل لديها “الكاكاو” و يدها الأخرى تعبث بالهاتف و كأنها تنتظر رساله أحدهم !!!!
أغلق ” تيم ” باب الشقه بعد أن دلف إليها باستخدام مفتاحه الخاص و هو ينادي عليها بصوت واضح .. لكنها شارده لدرجه اقلقته و ظنها فقدت النطق حين وجد ظهرها موجه إليه و لم تجب ، أسرع إليها يُمسك ذراعها يدير جسدها الصغير إليه بأعين متسعه و وجه شاحب ، فتحت عينيها و شهقت بصدmه حين وجدته يطالعها هكذا و هي لم تشعر بعودته بللت شفتيها تعض عليها بخجل و هى تردف بخفوت :
– اسفه شكلي خضيتك ، انا قولت اغير جو الاوضه و اقعد اشتغل هنا شويه ..
نظر بأعينه حيث أشارت إلى تلك الأدوات الخاصه بها و التى تستخدmها بلوحاتها المميزه ، تنهد بهدوء و عينيه تعود إليها و قد خفت قبضته عن ذراعها و راح يربت على خصلاتها بيد و يده الأخرى تسحب مشروبها الساخن منها يتذوقه و هو يردف بصوت رخيم :
– عندك معرض قريب و لازم تخلصى دول و لا بتسلى وقتك ؟!
عقدت حاجبيها بلطف من سؤاله و رفعت كتفيها تنظر ناحيه اللوحات ثم إليه و أجابته بتساؤل :
– ليه ؟! انا بتسلي فعلا مستنيه مكالمه يزيد بس هو أخر النهارده …
انهت كلمـ.ـا.تها و هى تضم شفتيها الصغيره بحـ.ـز.ن و تحدق به بهدوء ليعقد هو الآخر حاجبيه و يردف بمرح :
– هبدأ اغير من يزيد اللي واخد معظم الوقت معاكي و خلاني مش عارف اشوفك …
ارتفعت ابتسامتها البريئه فوق شفتيها و بدون تردد دفعت جسدها الصغير داخل أحضانه الحانيه الواسعه تحيط خصره و تستند برأسها أعلى صدره القوي ليحيط جسدها و هو يبتسم واضعاً قبلات صغيره أعلى خصلاتها يسمعها تردف بصوتها الرقيق :
– أنت محدش ممكن ياخدنى منك ياتيم .. انا مليش غيرك !
اتسعت ابتسامته حين أعادت على مسامعه جملته المطمئنه التى طالما قالها لها و هى باسوأ حالاتها ليشعرها بمدي أهمـ.ـيـ.ـتها في حياته ، ثم أردف بجديه قليله و هو يشـ.ـدد من احتضانه لها :
-يزيد المره اللي فاتت قال إنك كده تمام و مش محتاجه جلسات مستنيه مكالمه ليه بقي !!!
عضت علي شفتيها و هى ترفع رأسها بهدوء تحدق به بابتسامه بلهاء :
– اصله جاي معايا تدريب التنس مكان نائل ..
ضيق عينيه لحظات ثم رفع إحدى حاجبيه و هو يردف بغضب طفيف :
– رايح فين فيين .. سمعيني كده ؟؟!!!!
ابتعلت رمقها و هو يعدلها لتقابله بنظراتها المتـ.ـو.تره قليلاً و وجنتيها بدأت تشتعل لتهمس له بخفوت :
– انا نسيت اقولك امبـ.ـارح إن نائل مش هيروح النهارده و لما قولت ليزيد عرض عليا يجي معايا يسليني …
اردف باستنكار و هو يعقد حاجبيه :
– يسليني !!!! يسليكي ازاي ياأسيف يعني ! أسيف انا مش حابب اضايقك بس أنتِ شايفه إن ده تصرف صح ؟!
ضغطت على شفتيها و لمعت عينيها و هى تردد بدفاع حزين :
– فيها ايه بس ياتيم ، يزيد مش غريب ..
قكع كلمـ.ـا.تها و هو يردف بغلظه و حنق :
– لا غريب ياأسيف ده دكتور معالج و خلص شغلته معاكِ اقدر أفهم ايه سر الخروجات اللي من النوع ده ؟! مش واخده بالك إنك مُطلقه ياأسيف !!
عقدت ملامحها بحـ.ـز.ن و هى تحاول الابتعاد عنه و العوده إلى الداخل بعيداً عن كلمـ.ـا.ته الصائبه التي اشعرتها بخجلها من فعلتها الحمقاء ، لكنه تنهد يستجمع رزانته و هو يجذبها لاحضانه ظناً منه أنها حـ.ـز.نت من نعته لها ب “المطلقه ” و همس باعتذار بأذنها :
– متزعليش ياحبيبتي بس أنا خايف عليكى ياقلب أخوك ِ ماينفعش خروج مع يزيد و أنتِ عارفه ده صح !!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تدفن رأسها الصغير داخل أحضانه بخجل ليبتسم لفعلتها ليقطع تواصلهم الأخوى رنين هاتفها الذي ارتفع أسرعت إليه خارجه من أحضانه تجيب بلهفه خجله :
– ايوه ياايزيد !!
رفع تيم إحدى حاجبيه و جز على أسنانه بغضب تلاشي حين سمعها تقول بهدوء :
– بصراحه ياايزيد تيم قالي ماينفعش ..
ابتسم حين استمع لذلك لكن أعينه اتسعت حين أكملت :
– هروح لوحدي و اشوفك هناك بقى ، نقعد فى الكافيه شويه !!
كادت أن تصيبه بنوبه قلبيه أهذا ما فهمته من حديثه لها !!! أم أنها تتصنع عدm الفهم كعادتها حين تأتى سيره “يزيد” !!
أغلقت تبتسم إليه ببراءه و تردف بحماس :
– شوفت يزيد متضايقش و قالى تيم عنده حق هنتقابل في النادي بقي ..
أغمض عينيه و هو يجز علي أسنانه بغضب و بدأت شفتيه المغلقه ترتعش ليفتحها قائلاً بسخريه :
– اه لو هتتقابلوا في الكافيه مفيش مشكله ياقلب أخوك ِ
أتسعت ابتسامتها و هى تخـ.ـطـ.ـف متعلقاتها مسرعه ثم طبعت قبله حماسيه أعلى وجنته تصيح بحماس :
– بجد ! كنت عااارفه انك هتقول كده … هجري البس عشان الحق التدريب بقي …
حدق بأثرها و هى تركض أمامه مسرعه و هو لا يعلم ما عليه فعله الآن بالتحديد !؟ هل يقــ,تــل يزيد ؟! أم يشكره لعوده تلك الحماسه لشقيقته بل لعوده شقيقته مفطوره القلب للحياه مره أخرى !!!
فرك جيينه بهدوء و هو يفكر بعده أشياء مختلفه لقد اهتدي لوسيله ما مع شقيقته .. و ماذا عن مطلقته ، التى علم منذ ساعات بحملها !! حين زارته بمحل عمله فور عودته و كأن أحدهم أبلغها أنه أول يوم له يباشر به عمله من مكتبه ؟!!!
عاد من شروده و هو يهرع إلى صوت شقيقته الصارخ باسمه وقف على عتبه غرفتها يحدق بها بصدmه و هو تُمسك الهاتف و يدها ترتعش و الأخرى تغطي فمها تكتم شهقاتها و الدmـ.ـو.ع تنهمر بسرعه فوق وجنتيها تحدق به بصدmه ، دلف إليها و هو يسألها باندهاش :
– في ايه يأسيف مالك ياحبيبتي !!
رفعت الهاتف إلى وجهه و هى تنتفض ليُمسك يدها مثبتا ً الهاتف يقرأ سطور نعى وفاه جدتهم بأعين مصدومه و قلب ينتفض … إنها الجده الحنون انتقلت إلى الرفيق الأعلى بدون سابق إنذار .. دون أن يكونا بجانبها هو و شقيقته التي تنتفض الآن !! نفض رأسه و هو يرتعب أن تنتكس مره أخرى و جذبها لاحضانه و هو يحبس دmـ.ـو.عه بقوه شـ.ـديده يربت علي خصلاتها و هى تتمسك بجسده و دmـ.ـو.عها بللت سترته ، عجزت عن تفسير ما يكنه صدرها و قد احتلت الصدmه جميع مشاعرها الآن ، الجده الطيبه تتركها و ترحل ، الأم الثانيه و الحـ.ـضـ.ـن الدافئ يغادرهم بلا شفقه علي حالتهم المبعثره ……..
⁦ -***-
ارتصت السيارات امام القصر الحزين و قد بدأ الناس بالتوافد من أجل العزاء المُقام للسيده المُسنه المحبوبه ، ترجلا “تيم” و “أسيف” من السياره و هما يسيرا إلى القصر بأعين حزينه و أوجه شاحبه أحاط كتفيها يسندها إلى صدره و هما يدلفا أمام جميع الأعين التى اتسع بعضها بصدmه و أخرى هادئه ساكنه حزينه تتفقد الموقف بصمت وقفت “سمر” الباكيه و أسرعت إلى ابنه أخيها تحتضنها و جسدها ينتفض تبكي بشقهات و هى تتشح بالسواد كحال جميع النسوه التي جلسن ينظرن باندهاش إلى ابنه الاخ التي من المفترض انها تعيش معهم هي و شقيقها ، كيف تأتي كزائره !!
كانت القلوب المكلومه أبعد ما يكون عن مداره خبايا القصر أمام الاغراب و راحت “سمر ” تهمس لهم بكلمـ.ـا.ت معبره عن مدي اشتياق الجده و رغبتها الأخيرة برؤيتهم و التى لم تتحقق لاختفائهم و سفر “نائل” المفاجئ و معرفته بالأمر من أبيه بعد الوفاه ليحجز رحله عودته مسرعا إلى البلاد ، بكت “أسيف” حين سقطت الكلمـ.ـا.ت علي مسامعها هي تحب الجده للغايه و كانا يرتبا لعودتهم إليها لكنه القدر ….
كادت “أسيف” أن تسقط أثناء احتضان العمه التي اختل توازنها و سقطت مغشيه عليها بأحضانها .. صرخت باخيها الذي كان يربت علي كتف عمه … بعيداً بشكل نسبي لكنه كان يراقبها بأعينه المتربصه لأقل حركه منها و لاحظ تراخي جسد عمته ليندفع إليها و رغم هلعها من سقوط العمه و محاوله التماسك بثقل عمتها لحين يصل الأخ من الردهه الفسيحه إلا أنها فور شعورها بملمس يده فوق يدها و هو يحيط عمته و يحملها انتفضت لكن ليس برعـ.ـب كحالها السابق بل باشمئزاز و نظرات احتقار أدmت قلبه و أعينه التي لازالت لا تصدق عودتها الي الآن !!!!!
نظرت إليه بأعينها المنتفخه من شـ.ـده البكاء و نظراتها تطعنه لم يتبدل حاله ابدااا .. لازال يحتفظ ببنيته التى زادت قوه أسفل تلك الستره السوداء الأنيقه ، ملامحه لازالت تتسم بالمكر و الدهاء و التصرفات المبهمه ، أعينه لازالت وقحه تسير علي جسدها الآن بلا خجل ، بالطبع لما ينهار و هو يعامل البشر كالدmيه بين يديه ألقته بنظره أخيره مستحقره ثم عادت خطوه للخلف تتقدm من أخيها الذي يتجه إليها و أعينه تقدح بالشر لذلك المُجرم الدامى الذي استباح جسد غاليته و اهانها أشـ.ـد اهانه …
ربتت “أسيف” علي كتف شقيقها ليأتي الجد و يدفن جسد الحفيده باشتياق واضح بأحضانه و هو يهمس لها بنبره متحشرجه بنـ.ـد.م و اعتذار متناسيا هيبته أمام الأعين التى لطالما تكن له الاجلال و الاحترام لقوته و صلابته ، لم يتخيل أحد رؤيته منهارا هكذا .. حتي “أسيف” رقت لحاله و راحت يديها تربت علي ظهره بحنان و حـ.ـز.ن و هى بحاله صدmه كليه من انهيار جدها القوي ذو الهيبه و الكبرياء ..
اسند ” تيم ” الجد و هو يربت علي كتفه و يفصله عن شقيقته ليعود لجلسته و يستريح و احتل “مراد” مكان الجد و هو يحتضن ابنه أخيه العائده إليهم بقوه واضحه و شموخ ناسبها لاحظتها تلك التى جلست فوق الأريكة تبكى و تنتحب بصمت و أعينها تتفقد ذلك الواقف يتابع شقيقته بأعينه و أحاط جسدها المرتعش من نوبه بكائها بسبب ذلك اللقاء الغير متوقع ابداا …
ابتعد بها “تيم” قليلا و جلسا فوق اريكه بعيده نسبياً يدسها بأحضانه و يربت عليها ثم افسح مجالاً بجانبه ل “نائل” الذي أتى بوجهه الحزين يحادثه بأمر ما و”تيم” يهز رأسه بالسلب و هو يمسح دmـ.ـو.ع شقيقته بهدوء …
تفقدتهم بأعين ملتهبه حاميه تكاد تقــ,تــل ابنه العم بنظراتها لكنها ليست بذلك الجنون لتضرها أمام الأعين و بأحضان حبيبها ….
هبطت يديها إلى باطنها تمسح عليها بلطف و تلك السيده الراقيه صديقه العائله تربت علي كتفها بهدوء لتستمع إلى همهات السيدات من حولها حيث قالت إحداهن :
– ايه ده هي أسيف مكنتش قاعده هنا ولا ايه ؟!
و الأخرى تُجيبها :
– معرفش بس شكلها هي وتيم راجعين من سفر ممكن و احنا منعرفش ؟؟!!
هزت السيده رأسها تؤيد كلامها قائله بنبره مخمليه :
– طول عمري بحب أوى علاقه تيم بأسيف …
تلك الأحاديث المعتاده بين النسوه الغير مراعيه لحاله البيت المنكوب أشعلت قلبها و أضرمت النيران بصدرها و هى تداري حـ.ـز.نها الطاغي لم يكن عليهن قول ذلك بجانبها هي ابدااا !!!!
-***-
وقفت “أسيف” بمرحاض جناح عمتها تجفف وجهها ثم نظرت إلى المرآه لحظات تراقب علامـ.ـا.ت الشحوب الجليه علي وجهها الجميل ، تنهدت و هى تلفظ أنفاسها بـ.ـارهاق واضح ثم فتحت الباب تخطو إلى فراش عمتها بهدوء ….
وقفت تقول برفق و صوت حانٍ :
– عمتو ماينفعش كده لازم تاكلي ، ده مش هيفيدها بحاجه …
ثم أشارت بأناملها حيث وُضِع الطعام الشهي ، لكن ليس لتلك الحزينه المكلومه لفقدان أمها الحبيبه الحنون ، و مواقفهما سويا تمر امام عينيها بتتابع مُميز من نوعه ، ارتفعت شهقات “سمر ” ووضعت رأسها بالوساده تدفن تلك الشهقات التي كادت تقضي على أنفاسها و تلك الذكريات اللطيفه بينها و بين أمها لم تترك مخيلتها ابداااا …
جلست “أسيف” أعلى الفراش ثم وضعت يدها أعلى كتف عمتها بحنو .. هي جربت .. تجرعت مراره ذلك الكأس حين فقدت أبويها الحبيبين إنها أشـ.ـد الأوجاع ، و طالما اغرقتهم الجده بالأمومة و الحنان الناعم ، هطلت دmـ.ـو.عها هي الأخرى و هى تحاول مجاراه تلك الليله الصاخبه الحافله بالاوجاع ، ألا يكفيها وفاه الجده بل دفعها القدر إلى مقابله ذاك الوحش المُدmر براءتها بنفس اليوم لتتوالى الصدmـ.ـا.ت عليها و تبدأ الأيدى تعبث بو.جـ.ـعها و قلبها المكلوم
أفاقت العمه قليلاً حين استمعت شهقات “أسيف” لتتذكر سوء حالتها و عدm تحملها تلك الموقف اعتدلت تربت على جسدها تعتذر بقلب أم موجوع ، لحظات مرت عليهم لتتدارك “أسيف” نفسها و تبدأ باقناع العمه بالطعام مره أخرى لتستجيب لها تلك المره حتي لا تتدهور حالتها هى أيضاً ….
أغلقت “أسيف” باب الجناح بهدوء و هى تتجه عابثه بهاتفها بأناملها إلى الدرج .. هي الآن بحاجه شـ.ـديده إلى “يزيد” ليعاونها كعادته بهدوءه و فطنته ، لكن أعينها اتسعت حين كانت علي وشك التصادm بحائط بشري ، نعم … إنه هو “فهد” السيئ اللعين المرعـ.ـب ، هل ينظر إليها بأعين معتذره أم أن اشتعال روحها الآن هيأ لها ذلك !! كم تمقته و تكره تواجده أسفل نفس السقف معها لكنها مُجبره ، كيف تُوقِف تلك الذكريات التي تندلع بعقلها بلا رحمه أو شفقه ! كيف تنسي يديه التى لُطخت يوما ما بدmاء برائتها و اناتها و الآهات التي كانت تخرج من شفتيها لتجعله يتبسم بغضب ، كيف تنسي صغعاته التى طالما كانت تتلقها بسبب و بدون ، كيف و كيف ؟!!
ارتفع الاحتقار و الاشمئزاز ليظهر بوضوح علي وجهها منه ، كادت تتخطاه و تُكمل طريقها لكن يده التى أسرعت و كادت تحط علي جسدها جعلتها تتراجع صافعه يده بقوه عنها تُردعه بغضب ، لتكُن الدهشه من نصيبه هو تلك المره طالما أدهشها بحقده و غضبه لتُدهِشه هي تلك المره بتخليها عن هشاشتها و ضعفها ، لاعنه براءتها التي تعبث بعلقها للهروب إلى جناح عمتها مره أخرى …
ضيقت عينيها حين رفع يديه بحركه استسلاميه و هو يحاول السيطره علي نبرته المبحوحه :
– أسيف .. اهدي …
تهدأ أيأمرها الوقح بالهدوء !!!! ألم تكن تتوسل هدوءه منذ أشهر ليرحمها !!! أيها الوقح المنحط كيف له أن يثق هكذا بنفسه و يقف أمامها …
خرجت الكلمـ.ـا.ت المصحوبه بغضبها من شفتيها الجميله لتصيح بعنف لأول مره يراه منها !!!
– اخرس خااالص و ايااااك تحاول توقفني بالشكل ده تاااني و اسمي مايجيش علي لسااانك عشان بقرف …
كلمه لطالما طعنها بها بأساليبه المختلفه ثبتت بعقلها البرئ و ها هى تردها إليه .. تلك النظرات المحتقره التى صرخت بها عينيها المنتفخه من أثر حـ.ـز.نها و هيئتها العنيفه و صدرها الذي يعلو و يهبط بغضب .. جعلته يتراجع خطوات مفسحاً لها الطريق لتخطو أمامه على الفور بخطوات غاضبه منفعله و كلمـ.ـا.تها بعقله تصفعه أشـ.ـد الصفعات ليتجه إلى جناح العمه بهدوء و عقله يصول و يجول خلف تلك الفاتنه التي ترد إليه الكلمـ.ـا.ت بقوه أعجبته علها تشفي غليلها منه هكذا ، غافلاً أن السبب بتغيراتها ليس فقط ما فعله .. إنما أصابع امتدت لتنتشلها من و.جـ.ـع ألقاه بهاا بلا لحظه تردد منه …….
“إلا الإهانات الجسديه ، تعلق بالأذهان ولا تُنسي “
جلست “أسيف” فوق فراشها الوثير و هى تدفع خصلاتها الناعمه للخلف بيديها الصغيره جاذبه إياها بغضب طفيف و هى تحاول السيطره علي دmـ.ـو.عها التى تهطل بغزاره منذ هرولت من أمامه و التجأت إلى جدران جناحها تحتمي به من أعينه المتربصه بها أغلب اليوم إلي أن أعلن بوقاحته عن مواجهته لها بالردهه منذ قليل ، بمجرد أن نظرت إلى عينيه الثاقبتين القاسيتين تجرعت كأس الألم مره أخرى و كان جروحها لازالت داميه تنزف إلى الآن ، تذكرت جسده و هو يرتجف بعنف أثناء ضـ.ـر.باته المؤلمه لها و كأنها رجل شـ.ـديد البنيه أمامه و ليست امرأه ضعيفه وديعه …
وقفت مسرعه تتجه إلي المرحاض و منه إلى كابينه الاستحمام بعد أن تخلت عن ملابسها ، و وقفت أسفل المياه تستشعر اختلاط المياه بدmـ.ـو.عها هـ.ـر.بت قطرات المياه لتغطي جسدها بالكامل و كأنها تُزيل أثر عنفه عنها ….
مكثت فتره بالداخل اندهش لها “تيم” الجالس فوق الأريكة ينتظر عودتها و ها هي تُعلن عن إنهائها جلسه الاستحمام بإغلاقها صوت المياه ، خرجت و هى تُمسك المنشفه الصغيره بين يديها تُجفف بها خصلاتها و هى تسير بشرود حتي أنها لم تلحظ تواجد شقيقها …..
شهقت بعنف و طالعته بأعين متسعه مصدومه حين أمسك مرفقها بلين يوقف سيرها ، تبدلت علي الفور ملامح “تيم” من الاندهاش إلي الغضب حين سارت عينيه علي وجهها الشاحب و عينيها الحمراوتين من فرط البكاء !!!!
كور وجهها الصغير بين يديه وهو يهتف بقلق واضح :
-أسيف حبيبتي في حاجه حصلت ؟!
للحظه عجزت عن الرد و تفسير حالتها له لكنه “تيم” الأخ الحاني و السند الأقوي بحياتها تنهدت بهدوء ثم تركت منشفتها جانباً و دست جسدها الصغير داخل أحضانه و كأنها تختبئ !!!
حاوطها “تيم” بتفهم كبير فهي بفترتها الأخيرة أصبحت هكذا تبكي و حين تراه تندس بأحضانه بصمت تام ليُقدر هو صمتها كعادته معها هو على يقين أنها يصعُب عليها أن تروي قصتها مع ذلك المُدنس أمامه كما فضلت أن تحتفظ بها لنفسها و تشاركها مع “يزيد” طبيبها …..
زفر أنفاسه التى ثقلت عليه و اتجه بها و هى داخل أحضانه الهادئه إلي الفراش يتمدد فوقه و هي لازالت كما هي يربت علي ظهرها و خصلاتها برفق عله يصل شعوره إليها أنه معها يشعر بو.جـ.ـعها الصامت ، لتشـ.ـدد “أسيف” من ذراعيها حول خصره و تنتقل إلى عالمها الهادئ تناشـ.ـد الراحه التي فقدتها منذ أشهر و كادت تنعم بها بفترتها الأخيرة لكن كان لمـ.ـو.ت الجده رأى آخر !!!!!
*
وقف بشرفته و هو يُطلق دخان سيجاره من أنفه و فمه معاً يتنهد بهدوء و هو يطالع شرفتها المغلقه بصمت مُغمضا عينيه يحاول أن يلقي هيئتها المُلطخه بالدmاء خارج عقله و تفكيره ، كم هو طامع أنانى !! أيطمع أن تسامحه و تغفر له أشـ.ـد الزلات و الأخطاء ، إذ كان هو لم ينسَ كيف لها هى أن تعفو و تغفر ، دارت بعقله تلك الكلمـ.ـا.ت الصغيره التي خرجت من شفتيها أثناء صفعاته لها ذات مره “بكرهك ، مش مسمحاك” كلمـ.ـا.ت بسيطه تركت أثرها بعقله و لياليه ليعاني الويلات بكوابيسه الليليه و كأنها أقسمت ألا تُذيقه طعم الراحة أبدا ليفني جسده و لتتعفن روحه و يديه تحمل آثار ظلمه و جبروته عليها !!!!!
حبس الدmـ.ـو.ع بعينيه و هو يستقيم واقفاً و لحظات وقفتها أمامه و كلمـ.ـا.تها البسيطه الصغيره تدق بعقله بقوه ، ابتسم علي هيئتها اللطيفه و هى تضبط زي الشجاعه على ملامحها رغم فرارها من أمامه مسرعه لكنها هكذا أفضل من صمتها طوال اليوم و نظراتها المستحقره الصامته أمام الجميع ، كيف لها أن تُعـ.ـذ.به بصمتها عن حديثها ؟!! كيف لها أن تتمسك برداء براءتها الذي حاول عده مرات خلعه عنها و إخراج أسوأ ما فيها لكنها كما هى ، حتي بغضبها كما هي !!!
تنهد بهدوء و هو يزفر أنفاسه بقوه ثم أطفأ سيجارته بهدوء و استقام بوقفته يتجه خارج الجناح بخطوات هادئه متجهاً إلى شقيقته التي ترفض لقاؤه دوماً بالرغم من أخطائها إلا أنه يريد أن تتحسن خاصه و هي تحمل ذاك الجنين البرئ بأحشائها ، لا يمكن أن يأتي و أمه علي تلك الشاكله ، و إلا سوف يُعيد مأساته مره أخرى بجيل جديد !
طرق الباب بلطف يحاول الاعتياد عليه منذ أشهر ، ليستمع إلي صوتها الرافض مقابلته و صرختها الغاضبه كالعاده ، لكن تلك المره لن يتركها لقد بدأت باطنها بالبروز عليه أن يردعها و تتلقي علاجها اجبـ.ـاراً ، و هو تخصص إجبـ.ـار لتذهب و تسأل تلك البريئة التى لطخها بجبروته المتوارى عن الأنظار ، هل يأتي إلى من تستحق الردع و يقف مكتوف الأيدى يضع لها مبررات واهيه لحالتها اللعينه !!
أدار المقبض و دلف إلى الجناح و أعينه تبحث عنها ليجدها تجلس فوق الأريكة تحدق به بغضب أغمض عينيه و هو يحرك رقبته يميناً و يساراً بحركه مائله يستعيد بعض هدوءه ليحادثها بلين و يواجه فظاظتها المعتادة !!!
جلس علي طرف الكرسي يستند بمرفقيه علي ركبتيه يطالعها بنظرات صامته لحظات لتصرخ به غاضبه :
– أنت جاي تتفرج عليااااا ، اخلص وقول عا..آآ
قاطع سيل فظاظتها حين جذبها بلحظه من ذراعها يطبق علي فمها بيده ناظراً إليها نظرات مشتعله ناريه ، لتتطلع إليه بهلع و هى تُحيط باطنها بحركه دفاعيه منها ، ذكرته بها و بخـ.ـو.فها لكن شقيقته تستحق الخـ.ـو.ف لقد طاحت بالجميع و هو على عهده لن يخرج من غرفتها إلا حين يردعها !!!!
تحدث من بين أسنانه و هو ينظر إلي عينيها المرتعبه منه هامساً لها :
هتفضلي كده لأمتي ياندي ! محدش بقا طايق أسلوبك ، فاكره انك كده هترجعي تيم ليكِ !! عمره ما هيرجعلك بالشكل ده …
ألقي كلمـ.ـا.ته الأخيرة بنبره مؤكده غاضبه قابلتها شقيقته بنظرات استهزائيه و رفعت يدها تُزيح قبضته بغضب ليطاوعها و يفلتها بهدوء لتعود إلي مكانها و هي تقول ببرود ؛:
– متقلقش أنا عارفه ازاي هرجع تيم لمـ.ـر.اته و ابنه ..
ثم أحاطت باطنها بابتسامه شيطانيه علي الفور ذكرته بأبيه !!! ضيق عينيه و هو يسألها بهدوء :
– و هترجعيه ازاي ياندي ؟!
وقفت بهدوء و سارت مبتعدة عنه و هى تقول أثناء عبثها بأظافرها :
-ازاي دي تخصني يافهد ! لكن ممكن اقولك مين اللي معطلني لحد دلوقت يمكن تساعدني ..
أدارت جسدها و هى تبتسم برعونه و خبث ليجز على أسنانه بقوة و هو يحاول تكذيب مـ.ـا.تسمعه أذنيه من شقيقته الصُغري و قد فهم علي الفور مـ.ـا.ترمي إليه ليعود بجسده واضعاً ساق فوق الأخرى و هو يردف ببرود يعاكس غضبه منها المشتعل بثنايا جسده و عقله و أن يقف الآن و يصفعها عده مرات كعهده السابق علها تعود لرُشـ.ـدها .. :
– أسيف مش كده !!
اعتلت ثغرها ابتسامه ماكره و عادت إليه تجلس بالقرب منه أعلى الأريكة تردف بلهفه واضحه :
– أنت عاوز ترجعها ليك أنا متأكده و أنا عاوزه تيم معايا تاني و مع ابنه ..
ثم ادmعت عينيها و هى تضع يديها فوق ركبته تستجدى عواطفه مُكمله بترجي تتوسله :
– ارجوك يافهد أنا همـ.ـو.ت منغير تيم أنا .. أنا كل يوم بستني يرجعلي .. حتي لما عرف أني حامل مرضيش يرجع معايا و طردني و جري عليهاااا ..
عقد حاجبيه بصدmه من بُغض شقيقته لتصيح به بجنون حين وجدت ملامحه مندهشه لا تُنبئ عن معاونته لها :
– بتبص كده ليييييه ؟!!! ايه الغريب هاااا انا عايزه جوزي انااا اللي فضلت سنين احب فيييه … انا اللي حاولت بكل الطرق لحد ماخليت أخته تساعدني اوصله .. أنا اللى استاهل اكون معاااه مش هيااااااا !!!
وقف “فهد” يجذب ذراعيها بقوة أجبرتها علي الوقوف يصـ.ـر.خ بها بغضب :
– أنتِ بتتكلمي عنها كأنها ضرتك أنتِ اتجننتي يااااندي دي أخته !! فرحااااانه إنك انسانه استغلاليه وقحه استغليتي براءتها !!!
ارتفعت ضحكاتها تحاول التملص من قبضته العنيفه لتصرخ به حين فشلت و هى تُمسك تلابيب قميصه :
– مين اللي بيتكلم عن الاستغلال هاااااا ، محدش فينا أحسن من التاني ياااافهد ، اطلع من الشويتين دول أنت آخر انسان تيجي تحاسبني ، اوعى تكون فاكر علاجك زى المجانين ده حل لااااا ، أنا و أنت عارفين إن أسيف عمرها ما هتسامحك و تنسالك هتفضل ايديك معلمه علي جـ.ـسمها و في عقلها ، و ده أكبر عقـ.ـا.ب ليهااا هي تستاهل ده بس اجدع مني و عارفه تشـ.ـد أخوها ليها بدmعتين لكن اناااا لاااا ، احنا نسخه من أبونا يااافهد أنا وانتتتت شبه بعض ياااابرو ….
صرخت بكلمتها الأخيرة تستخدm لفظها الأجنبي التحببي بسخرية ليقبض على يديها بقوه صارخاً بها بعنف و هو يلوي ذراعها :
– لاااا احنا مش زى بعض ياااندي ، انا عارف كويس غلطت في ايه و هفضل لآخر نفس فيا مش مسامح نفسى غير لما أسيف تسامحني و علاج المجانين بتاعى أنا فخور بيه أنا فعلا كنت مـ.ـجـ.ـنو.ن لما مديت ايدى عليها مكنتش في وعيي و هفضل فخور بانى واجهت نفسي و اتعالجت ، لكن أنتِ ! انتِ كنتِ بتقولي علي أسيف ضعيفه ، أحب اقولك بقى إنها أقوى منك مليووون مره ، اللى شافته على أيدي يمـ.ـو.ت أقوى راجـ.ـل ، لكن هي استحملت عاارفه ليه ؟! مش عشانى و لا عشانك ، عشااان أخوها ، عشان عرفت إنها لو استسلمت هأذيه .. أسيف أقوى مني و منك و دافعت عن أخوها منغير ماااتطلع كل القرف اللي احنا طلعناه ، كانت بتحميه منى و أنا اصلا سايبه عشان خاطرك ، أسيف تستاهل إن أخوها يحميها مننا و يضـ.ـر.بك بالنار عشانها مش بس يطـ.ـلقككك ، ت عـ.ـر.في أنا كنت مستغرب تيم رفض يرجعك رغم إنك حامل بس فهمت هو ليه عمل كده فعلااا ، تيم بيتمني المـ.ـو.ت لابنه و لا إنه يجي منك أنتِ ياندي مش عاوز ابنه يتربى على إيد واحده كارهه كل الناس حتي أخوها ، أنا اللى مش فاهمه أنتِ ازاااي طلعتي كده رغم إنك اتوفرت ليكِ حياه كامله هنا ، أبوها و امها ربوكِ معاها إيه يخليكِ بالقرف ده مع بـ.ـنتهم معقوله مصعبتش عليكِ للدرجه دي أنتِ انانيه !!!
اتسعت أعينها مع كلمـ.ـا.ت أخيها الغاضبه الغير مباليه و صراخه العنيف و مشاعره المختلطه التى قرأتها بأعينه اللاهبه و صرخت به غاضبه متألمه من قبضته و مقلتيها تذرف دmـ.ـو.ع لا تعرف سببها :
-مصعبتشششش علياااا لااااا و لا هتصعب يااافهد ، هى أبوها و أمها كانوا معاها ربونى شفقه منهم علياااا صحيح مـ.ـا.توا بعدها و مكملوش لكن حتي جدتى كانت على طول شايفاها ضعيفه و تستحق نصايح و محبه عنى !!! كلهممم حبوهاااا و كلهممم فضلوها علياااا من ساعه السواق ما حاول يعتدي عليها هي رغم إنى كنت على طول معاهاااا طيب تعرف انااا كنت موجوده ساااعتهااا و شوفته و هو بيسحبهااا الاوضه دى وسكتتتت عاارف ليه كنت فاكرااه هيمـ.ـو.تهاااا و يخلصني منهاااااااااا !!
صدmته كُبري الآن شقيقته ألعن من أبيه لم يخفى عليه ادعائها الكاذب أنه لا يزورها و لا يهتم بها لقد أبلغته عمته لكن حقدها الدفين تربى معها منذ صغرها على ابنه العم لقد حقدت علي أغرب شيئ عند ابنه عمهاا شيئ فطرى لم تتصنعه ابدااا ” براءتها ” لقد حقدت علي براءه ابنه عمها و تركتها بالمآزق بمحض إرادتها !!!!!!
خرجت الكلمـ.ـا.ت التلقائيه من فمه بآليه تامه و همس لها بذهول وهو مشـ.ـدوه :
-انا هتصل بالدكتور الصبح يحجزلك أوضه في المصحه النفسيه بتاعته و هتروحى معايا عشان ألحق اعالجك قبل مـ.ـا.تمـ.ـو.تي إبنك بأيديكِ مفيش غيره باقي يتأذي منك !!!!!
غيمه من التشتت غطت عينيها و هى تريد الفتك بتلك الفتاه التي جذبت أخيهااا هى أيضاً لهااا لقد سيطرت على الجميع لقد تحول الجميع عبيد الأسيف تلك !!!!! و تحولت هي إلى مـ.ـجـ.ـنو.نه يزج بها بالمصحه النفسيه !!!!
تركها شقيقها بحرص حتي لايتأذي جنينها و هو يردف بصرامة و قوة مشيراً بإصبعه بتحذير :
-فكري في كلامي لحد الصبح لأنى هنفذ اللي عاوزه المره دي ياندي ، مقدرش اسيبك تضيعي نفسك أكتر من كده !!
خرج صافقا الباب بعنف خلفه لتتحول عينيها إلى اللون القاتم و تجلس أعلي الأريكة بهدوء تهمس :
-مسبتوش ليااا حلول تااني !!!
أمسكت هاتفها تعبث به لحظات ثم رفعته إلي أذنها تقول ببرود :
-هدير ! عاوزه العنوان اللي قولتيلي عليه .. لا هروح بنفسي لازم أاكد علي اللى عاوزاه بنفسي !!!
*
صباح جديد على قصر “آل البراري” صباح يحمل بطياته العديد من المفاجآت و كانت أولهم حين دلف فهد إلى جناح شقيقته بعد وصله طرقات لم تجبيها بالطبع … تجول بالجناح بخطوات واسعه سريعه و لم يعثر عليها !!
اتسعت أعينه .. لا زالت الساعه الثامنه صباحاً !!! أين ذهبت و هى لا تستيقظ من الأساس بذلك التوقيت الباكر !!!
أسرع إلي الأسفل و هو يسأل جميع الخدm عنها و لكن لم يرَها أحد !!
قابلته عمته أثناء سيره نحو الحديقه يعبث بهاتفه و همست له بهدوء و هى توقفه من ذراعه :
– رايح فين ياحبيبي بدري كده ؟!!
ربت على يدها بلطف و هو يقول بإيجاز يريد متابعه طريقه :
– مش رايح مكان ياعمتي ، بدور علي ندي بس !!
عقدت حاجبيها تقول بإندهاش :
– ندي !!! هو مش أنت طلبت منها حاجه ضروري و خرجت تجيبهالك !!
اتسعت أعينه بصدmه يُشير لنفسه باستنكار هامسا لها :
-انا طلبت من ندي حاجه ، لحظه لحظه هي ندي خرجت !!!
أغمض عينيه بغضب يحاول تفسير فعله شقيقته الغريبه ليفتحها بصدmه و هو يُسرع إلي الأعلى مره أخرى و قد ظنها هـ.ـر.بت و عمته خلفه تصيح باستنكار تريد فهم ما يحدث للابناء …. بدأ آل القصر بالتجمع علي صوت “فهد” الغاضب الصارخ بالحراسة بهاتفه ، و هو يتابع محاوله الإتصال بشقيقته التى فرت و أغلقت هاتفها تاركه ثيابها كما هي !!!!
وقفت “أسيف” تفرك عينيها تُزيل أثر النعاس تحاول استيعاب ما يحدث و دلف “نائل” يهتف بضيق و نبره متحشرجه بحادث ابنه عمه :
– في ايه علي الصبح هو القصر ده ما بيهمدش ابدااا ، ربنا ياخدكم !!
اتسعت أعين “أسيف” من حديثه المتذمر و لكزته تهتف بهدوء و قد بدأت تفيق :
– بس خلينا نفهم ايه اللي حصل !!
همس لها و هو يميل علي أذنها و أعينه تتفقد الوضع من حوله :
– هيكون إيه يعني كارثه زي كل يوم ، أنا مبقتش اندهش من القصر ده بصراحه !!
صمتا حين آتاهم صوت “فهد” الصارخ الغاضب بالهاتف :
– مش فااااهم قافله الزفتتت ده لييييه !!
اتجه إليه عمه يردف بهدوء :
– اهدي يابني وفهمنا إيه خلاها تعمل كده أنت كلمتها بليل ؟!
صمت “فهد” و هو يجذب خصلاته بعنف جازاً علي أسنانه بغضب و هو يتذكر محادثته لها التى من الواضح انها أتت بأثر عكسى !!!!!!!
*
ترجلت “ندي” من سيارتها و هي تعبث بهاتفها و فتحته أخيراً تبتسم ببرود و هى تطلب رقم صديقتها التى اجابتها علي الفور لتضحك ندي هامسه لها :
-متبقيش جبانه كده أنا وصلت اصلا قوليلي بقي البيت رقم كام عشان نسيت و المكان هنا مقرف الأرقام مش باينه حتي !!!
استمعت “ندي” لردها و هى تدور بعينيها باحتقار علي تلك البيوت الصغيره حيث بدا معظمها علي وشك السقوط و تلك العربات التي ارتصت بعشوائية مبالغ بها بكل ضاحيه ، نظرات الاشمئزاز دفعت تلك النسوه التي وقفن بركن بعيد نسبياً تتفقدن بأعينهن تلك الفاتنه ذات الملابس الراقيه و الفاضحه نسبه إليهن تدور بجسدها بخيلاء واحتقار واضح و خطوات حذره بحارتهن لتقول إحداهن بفضول ولمعه طامعه داخل عينيها :
-ايوووه .. البت دي شكلها نضيفه اوووي و مش وش حواري ما تجيوا نشوف عاوزه ايه يمكن نساعدها و نطلع بقرشين حلوين !!
رفعت إحداهن حاجبيها تهتف بسخط :
– نساعد مين ، أنتِ مش شايفه ياختي بصااتها دي أنا لو روحتلها هطلع شعرها في ايديا ولاد ال ×××× اللي معاهم قرشين و مش شايفيناا منهم !!!!
ابتسمت الثالثه تردف بهدوء :
بقولكم اييه احنا نروح يمكن نطلع بقرشين فعلاا ، مطلعناش احنا مخسرنااش !!!!
وافقتها الأخرتين الرأي و اتجهن إلي “ندي” التي طالعت يد المرأة باشمئزاز حين امتدت إلى كتفها تقول لها بجمود :
– أومري ياابله عاوزه ايه واحنا ندلك !!!
نظرت لها “ندى” باحتقار ودفعت يدها عنها بعنف تردف بغضب :
-اوعي ايدك دي ، و أنتِ مالك كان حد طلب مساعدتك ، خدي بعضك أنتِ و البتاعتين دول و ابعدوا عن وشي !!
اتسعت أعين السيدات الشعبيات من حديثها العنيف و كلمـ.ـا.تها الفظه و صرخت احداهن بها و هى تطلق عدد لا مهول من الشتائم القذره لتتسع أعين “ندي” من تلك النعوت و تصرخ بها بغضب :
– أنتِ ازاي تقوليلي كده ياجربوعه أنتِ ، أنتِ عارفه بتكلمي ميييين !!!!
استفزتهن برعونتها لتبدأ السيده التي كانت تدفع صديقتها و تحجز بينهن بالغضب عليها و التفتت لها تصيح بها :
– تصدقي إنك بت قليله ربااايه ، امشي غوري من المكان دي بدل ما ندفنوكي هناااا و متطلعش عليكي شمسس !!
استمعت “ندى” إلي صراخ صديقتها التى لازالت على الهاتف تقول :
-ندي لمي الموضوع و ارجعي بسرعه ارجوكِ !!
صرخت “ندي” بغضب :
– الم إيه و أنا هخاف من شويه الجرابيع دول أنا مش همشب قبل مااخد اللي أنا عاوزااه !!!
صرخت “ندى” بعنف حين امتدت أيدي إحدى النسوه لهاا تجذب خصلاتها بعنف ضاري و الأخرى تكيل لها الصفعات المُهينه و الضـ.ـر.باات الغاضبه و الثالثه هبطت علي جسدها الصغير بثقلها تدفعها أرضاً و هي تكيل لها السُباب اللاذع و الإهانات المفرطه و صرخات “ندي” المستغيثه تدوى بالاجواء بين الأهالى التي تابعت ما يحدث بصمت مُخزٍ كعادتهم لم تهرع واحده لاغاثتها لتتساقط الدmـ.ـو.ع من عينيها و لم يأتي أمامها سوي صوره “أسيف” و هى تستغيث بها بضعف لتردها بجحود و مع دmعاتها السائله شعرت بسيل دافئ بين ساقيها لتُدرك أنها فقدت جنينها و فقدت معه وعيها مستسلمه لأول مره بحياتها ، إلى تلك الأيدى التي استباحت جسدها و اهانتها أشـ.ـد اهانه …
“إلا الإهانات الجسديه ، تعلق بالأذهان ولا تُنسى” و كان الجزاء من جنس العمل يااااساده …
“اعتراف!”
 
اجتماع “آل البراري” بعد تلك الليله المشؤمه كان مستحيلا لكن اختفاء الحفيده المفاجئ جعله أمراً ضرورياً ، وقفت “أسيف” بجانب “نائل” يتطلعان إلى باقي الأفراد أثناء محاولاتهم الفاشله بالوصول لأحد من أصدقاء الابنه الشارده عن قصرهم المنيف …
عقدت “أسيف” ذراعيها أسفل صدرها و هى تراقبهم بتـ.ـو.تر طفيف حيث بدأ “تيم” أيضا بالغضب حين استمع إلى كلمـ.ـا.ت “فهد” المقتضبه و عرضه على شقيقته بنقلها إلى مشفي الأمراض العقلية ، حيث صاح بنفاذ صبر مع نفاذ محاولاتهم … :
– ما هو مفيش حد في الدنيا يقول لأخته هرميكِ فى مستشفي ابداا طبيعي تطفش منككك أنت إنسان لا تُحتمل ..
اغمض “فهد” عينيه بقوه وفتحها عده مرات يحاول كبح جماح غضبه و هو يدس بديه في خصلاته قائلاً بصوت رزين :
-انا عارف قولت ايه كويس أنت مكنتش معانا و متقدرش تحكم علي حالتها و بعدين مين قال إنى كنت هرميها هاا !!!
كاد “تيم” أن يجيبه لكن ارتفاع صوت هاتف “أسيف” اجفلهم جميعاً حيث نظرت إلى الشاشه لحظات دون اجابه ليتصاعد صوت “سمر” بلهفه متسائلاً :
-رقم غريب ؟!! ردي ياأسيف !!!
هزت رأسها بالسلب و هى تقول بهدوء :
– لا ياعمتو دي واحده صاحبتي من زمان هرد عليها بعدين !!
اتسعت أعينها حين وجدته علي بعد انشات صغيره منها يسألها بنبره قلقه :
– صاحبتك دي تعرف ندى برضه ؟!!
أقترب “تيم” بدوره و الباقي يتبعه ينظرون إليها بتلهف و هى تحاول إزاحة مقلتيها عنه بشتى الطرق ثم ارتدت خطوه إلي الخلف برفض واضح لاقترابه الوشيك منها و همست بصوت مسموع و قد بدأ الهاتف يصدر صوته مره اخري :
– اه احنا نعرفها من النادى اصلا !!
اتسعت عينيه يردف بصرامة :
– و مستنيه ايه ردي عليها جايز تعرف حاجه دى تانى مره تتصل !!
رفعت إحدى حاجبيها ثم حدقت به بنظرات غاضبه و صاحت به :
-متكلمنيش كده ، أنا هرد فعلا عشان اساعد مش اكتر و لا أقل رغم إنكم مـ.ـا.تستاهلوش مساعدات ….
لم تتزحزح عينيه القاتمه عن عينيها الغاضبه المتحديه له و التى امتلأت أيضاً بنظرات اعتاد عليها منذ أمس الكراهية و البغضاء، و الاحتقار لقد أصبحت عينيها لاهبه تموج بمشاعر النفور تجاهه بعد أن كانت تتسم بالبراءه ، ابتسم بسخرية و هو يعلم دوره جيداً بتغيرها إنه هو قـ.ـا.تل تلك البراءه لما العجب الآن فتح عينيه مره اخري علي صوتها المتعجب تقول باندهاش :
– هدير أنا مش فاهمه حاجه بطلى عـ.ـيا.ط صوتك مش واضح !!
اتسعت اعين الجميع بقلق و بدأت لغه الأشاره بين الأخت و شقيقها يطالبها أن تفتح المكبر إن كان الأمر يخصهم ، و قد كااان !!!!
*
لا تعلم العائله كيف وصلت إلي تلك المشفى الصغيره بذلك المكان الشعبي لكن ما علمه ساكنى الحي أنه بالتأكيد حدث عظيم ليزورهم أشراف الإسكندرية ذوي الطبقات المرموقه بيوم واحد …
أما داخل تلك المشفى نجحت عائله “البرارى” بجذب الأنظار و لفت الإنتباه من تلك الطبقه ، ألا و قد علا القلق و التـ.ـو.تر أوجه الحاضرين خاصه “فهد” و “تيم” جاورت العمه ابن اخيها تربت علي كتفه و قامت “أسيف” بنفس الدور مع شقيقها تحاول تهدئته بينما العم و ابنه يقفان بالقرب يراقبان الأجواء بصمت تام …
تصاعد صوت “فهد” الغاضب و هو يمسك بأحد الممرضين من ذراعه أثناء عبوره مسرعاً من أمامه و صاح بعنف أجفل الجميع :
-ايه الحكاايه حد يفهمني بتعملوا ايه في أختى جواااا كل ده ؟؟!!!
صاح الشاب به بغضب هو الآخر يقول بنبره مسترجله خشنه :
– بقولك إيه أنا مش فاضيلك شغل الهمج ده ما بياكلش معانا بنشوفه كل يوم …
لم يعلم المسكين مدي سوء ذلك الهمجي و لكنه على الأغلب فهم قليلاً حين طاحت قبضه “فهد” بأنفه و كادت تتسبب بكـ.ـسره و هو يصـ.ـر.خ بغضب :
– مين دااا اللى همج ياااا××××× ، ده انا هطلع ××× و اقفلك الخرابه دي النهارده ؟!!!!!
أسرع “نائل” إلى الفتي يسنده و يحاول إقصائه عن أنظار “فهد” … أما “تيم” لأول مره يساند ابن عمه دفعه للخلف يحاول السيطرة علي حركاته الغاضبه و هو يهدر بعنف :
-مينفعش كده ياااافهد اللي بتعمله ده مش هيخرجها من جوااا ..
ثم مال علي أذنه يهمس
-هي تحت ايديهم و منعرفش حالتها اهدى !!!!
لم تهدأ أنفاس ذلك الفهد أو نظراته القاسيه إلا حين قبض على نظراتها المشمئزه منه ثم اشاحتها بوجهها عنه ،لا يعلم متي هدأت أنفاسه بل و تـ.ـو.تر أيضا و كأنها أمه و هو طفلها الذي فعل الخطأ لتستنكر فعلته اندهش “نائل” من ثورته التى خمدت علي الفور و لمح اتجاه نظراته إلى ابنه العم التي تنظر إلى الجهه الاخري و تتبدل بوقفتها علي ساقيها بغضب واضح …. ليترك الفتي بعد أن صرفه و أرضاه ببعض المال و بضعه كلمـ.ـا.ت ، و اتجه إليها يجاورها و يهمس لها .. بعبث :
-تصدقي شكلي هحتاجك بعد كده لما اعصب صاحبنا ..
اعتدلت تنظر له باندهاش ليشير بعينيه إلي “فهد” الذى يسير بالردهه الصغيره بغضب واضح ، لم تستطع “أسيف” فهم كلمـ.ـا.ته إذ خرج أخيرا الطبيب و أسرع الجميع إليه ليقول بنبره عمليه فاتره و هو يتأمل هيئتهم ذات الثراء الفاحش بتعجب لتواجدهم بذاك المكان .. :
– احنا سيطرنا علي النـ.ـز.يف بصعوبه و نصيحه منى تنقلوها من هنا الرعاية الصحية هنا مش عاليه لدرجه و غرف العنايه كلها مشغوله ..
قاطعه “تيم”بنفاذ صبر :
– احنا فعلا طلبنا إسعاف مستشفى خاص ينقلها من هنا ، تقدر تطمنى علي الجنين ؟!!!
عقد الطبيب حاجبيه و هو يحدثه باندهاش مستنكراً :
– يااستاذ جنين إيه الجنين اكيد اتوفى و مكناش قادرين نوقف نـ.ـز.يف الأم لأنها كانت في شهرها الرابع و كان خطر جـ.ـا.مد علي حياتها و لسه محتاجه رعاية خاصه خصوصاً بسبب باقي الكسور و الكدmـ.ـا.ت اللى في جـ.ـسمها …
راقبت “أسيف” ملامح أخيها الشاحبه بحـ.ـز.ن بالغ حتى و إن كان جنين لم يرَه لكنه ابنه ، رفعت يديها و أحاطت ذراعه تجذبه تتشبث به و هى تربت علي ظهره و دmـ.ـو.عها بدأت بالتجمع داخل مقلتيها إنه شعور سيئ للغايه رغم ما فعلته ابنه العم معها لكنها كانت تحمل طفل أخيها باحشائها و فقدته بأبشع الطرق الغير آدmيه و يبقى سؤال واحد كيف وصلت إلى تلك الحاله فلم تعطٍهم تلك المشفي الصغيره سوي معلومـ.ـا.ت ضئيله و أن ابناء الحي نقلوا تلك الفتاه إلى هنا فقط !!!!
جلس “تيم” بصمت أعلي الكرسي الصغير و جاورته “أسيف” تلف ذراعيها حول كتفيه و يدها ترتفع لتسير برفق علي خصلاته ، قد أصابه الجمود لا يعلم الخطأ من الصواب الآن لا يعلم سوي أن طفله قد وافته المنية قبل أن يتمكن من رؤيته …..
أكمل “فهد” الحديث المقتضب مع الطبيب ثم انصرف الأخر يباشر أعماله و سلط “فهد” نظراته عليها يتابع برماديتيه حركاتها الهادئه اللطيفه و يديها التي تتبدل على خصلات شقيقها و خدها الذي تسنده فوق رأسه أحياناً و تعتدل أحياناً أخرى تدس شفتيها الجميله بين خصلاته لقد نجحت بتشتيت جميع أفكاره و كأنها ألقت بلعنه عليه و على شقيقته ليبتسم داخله بسخرية هامسا :
-دعواتك استجابت يااأسيف !!
ليستمع إلي همس عمته الباكيه و هي تربت على كتفه :
– دي مش دعوات أسيف يافهد اللي عملته في البـ.ـنت اترد في أختك يابني هي كده ربنا قسمها كده و احنا اللى بننسي ده دان تُدان يابني !!!!
خرقت كلمـ.ـا.ت عمته أذنيه و تردد صداها داخل ثنايا عقله و هو يُغمض عينيه و يفتحها يراقبها هى فقط و هو عاجز عن التفكير بالقادm ثم اتجه إلى حيث ترقد شقيقته يتفقد تلك الأسِره بعيناه حتي وصل إليها جسد هامد فوق فراش صغير وقف يطل عليها بجسده الضخم نسبياً يحدق بتلك الكدmـ.ـا.ت التى انتشرت علي أنحاء متفرقه من جسدها و الخدوش أعلي رقبتها و ماظهر من كتفيها لم يتخيل ان يري شقيقته الصغيره بتلك الهيئه ابداا !!
هبطت دmعات خائنه من عينيه ثم هبط بشفتيه يقبل عينيها المغلقه بهدوء و هو يربت علي خصلاتها برفق لحظات و كان الرجـ.ـال المسعفين خلفه بجانب ابن عمه ليتم نقلها إلي مشفي آخر …..
*
وقف “يزيد” خارج الغرفه بالمشفي الخاص ينتظر عوده “أسيف” التي لازمت شقيقها لإحضار مشروبات ساخنه للجميع فقد كان حادث غريب و اهتم به العم و الجد بالتواصل مع الجهات المختصه و كان الأمر مجهول لعدm معرفه سبب تواجد الابنه هناك و أنها لم تفيق من تأثير المـ.ـخـ.ـد.ر لتُجيب على أسئلتهم !!!
نادت “أسيف” بصوت واضح علي “يزيد” و قد اعتلي ثغرها ابتسامه صغيره ليعتدل الآخر بوقفته و يبادلها الابتسامـ.ـا.ت اندهش الجد و العم و العمه من علاقتهم و هم على يقين أن “أسيف” يصعب عليها تذكره !!
وقفت “أسيف” علي مقربه منه بزاويه بعيده نسبياً تقص عليه أحداث مختصره و قد وقف كلاً من “تيم” و “نائل” يتناقشا سوياً ، و غاب عنهم “فهد”بقسم الماليه !!!
تنهدت “أسيف” و هى تزيح خصلاتها و تردف بحـ.ـز.ن :
– أنا بجد زعلت عليها يا يزيد و حاسه ان مفيش أى تغيير كده ، المفروض مازعلش بعد اللى عملته أنا ايوه مش موضحه ده بس حقيقى مش مستحمله منظرها و تيم كمان ابنه مـ.ـا.ت قبل ما يشوفه و مش عارفه أهون عليه أنا لسه محتاجه علاج صح !!!
ابتسم “يزيد” إليها بعد أن تأمل حديثها اللطيف البرئ و أردف بهدوء و صوت أجش :
– ده اللى اتفقنا عليه ياأسيف !! احنا مش قولنا خلاص مرحله العلاج خلصت و بعدين أنتِ مكنتيش مريـ.ـضه أنتِ كنتِ محتاجه هدوء و سلام نفسى و اتوفرلك فتره محدده عشان تقدري تمارسى حياتك عادي ، اما فكره زعلك على ندي دي لو محصلتش أنا اللى هقلق و اقول إنك اتغيرتى للأسوأ ، أسيف أنتِ قويه و كل الحكايه إنك كنتِ بتظهرى زعلك و تعاطفك دايما معاها و مشاعرك مكشوفه ، لكن بعد علاجك زى ما بتقولي بقيتى عارفه أمتى تظهرى مشاعرك و أمتى تخفيها و تداريها و ده الصح أنا كده مطمن عليكِ ، قوليلى بقي ناويه تعملي ايه مع تيم أظن هو اللى محتاجك دلوقت !!
ابتسمت ممتنه لكلمـ.ـا.ته التي هدأت من روعها و كأنها بلسم يُلطف الجروح ثم نظرت ناحيه أخيها الواقف بعيد نسبياً يتحدث إلي ابن عمها بهدوء و اعتدلت تواجه “يزيد” المراقب لها بصمت هامسه :
– مش عارفه بجد يايزيد لكن أكيد هيبقى كل تركيزى معاه تيم بالنسبالى كل حاجه و مقدرش اشوفه زعلان أنت عارف لكن المشكله إنه بيدارى زعله منى أنا كمان !!
حدق بها بشرود و صمت و هو يبتسم لها ثم عقد ذراعيه أمام صدره وقال بهدوء :
-اقولك سر !
فتحت عينيها الجميله علي مصرعيها تحدق به بحماس لطيف و ابتسامه جميله شغوفه لأسلوبه اللطيف و هزت رأسها بالإيجاب على الفور ليضحك برزانته المعتاده و يقول بلطف و هو يحمحم :
-انا مبسوط انك مفقدتيش براءتك ياأسيف كنت خايف تتغيرى ، بس خليكِ كده جميله علي طول !
تـ.ـو.ترت ملامحها و عضت على شفتيها بخجل طفيف و اشتعلت وجنتيها و هى تنكس رأسها بهدوء و “يزيد” يتابع تـ.ـو.ترها اللطيف المحبب إليه بهدوء و شغف تام ، وصل الفهد لتوه و إلتقطت عينيه ذلك المشهد فور أن اقترب منهما و رأى هيئتها الخجله التى يعرفها جيدااا و ذلك الرجل الغير متبين ملامحه يقف قبالتها يحدق بها و عينيه تكاد تأكلها !!!
تـ.ـو.ترت أنفاسه و جز علي أسنانه بغضب لا يعلم ماهيته لكن ما يعلمه جيداً أن “أسيف” تغيرت كثيراً منذ أمس و هو مذهول من تحولها الغريب لكنها الآن تُعلن عن الأسباب و شقيقها يقف بعيداً تاركاً إياها تفعل مايحلو لها !!!
طارت محاولاته اللطيفه ادراج الرياح و فى خطوتين كان أمامها يجاور ذاك الغريب عليه نسبياً ينظر لها بغضب و نظرات لائمه !!
رفعت رأسها حين لمحته و كادت تنصرف عنه بعيداً باشمئزاز هي و ضيفها لكن لفت انتباهها أعينه الحمراء من شـ.ـده البكاء لقد رأت تلك الهيئه مراراً حين كان يواجه كابوساً ما لكن لما ينظر إليها بلوم و عتاب ؟!!
ضيقت عينيها مندهشه من نظراته الغريبه و كأنها هى من أخطأت بحقه ، عرفه يزيد على الفور و ابتسم بتهذيب يمد يده إليه بدعوه تصافح و هو يقول بنبره مواسيه :
– ألف سلامه علي ندى ربنا يشفيها !!
رفع “فهد” إحدى حاجبيه و هو ينظر إليه باستنكار لأسلوبه التحببى و كأنه أحد أفراد العائلة ، لتنظر “أسيف” إليه ثم إلي يد “يزيد” الممتده بالهواء و تعض على شفتيها ، تتلفت برأسها تبحث عن نجدتها و ها هى قد أتت بصوره ابن عمها اللطيف يحدق بهم و أردف بابتسامه مزيفه لابن عمه :
-يزيد صاحبي من زمان و عيلته و عيلتنا صحاب جداا من زمان يافهد و كمان يبقي دكتور أسيف !!
عقد “فهد” حاجبيه بغضب و أخيراً مد يده و هو يصافحه ضاغطاً بغضب علي أصابعه و قال بهدوء زائف :
– دكتور أسيف ازاي يعنى !!
أخيراً خرج صوتها الحانق الغاضب تقول و قد شعرت بسخافه تواجده بينهما :
– إيه هو اللي ازاي مشوفتش قبل كده أخصائى نفسي ؟!
اغضبته نبرتها الحانقه عليه أمام الأعين الغريبه و الفضوليه و حدق بها بغضب لتبادله بتحدي سافر لم يعتاده منها شعر كأنها تستمد قوتها من ذلك الغريب الأخرق ، لا يعلم لما تصاعدت النيران بصدره بغضب و شعر كأنه يري بأُم عينيه عائق مسامحتها له و غفرانها ، ليُغمض عينيه قاطعاً تواصلها البصري و تنهد قائلاً بلطف :
-لا شوفت ياأسيف ..
خرجت كلمـ.ـا.تها تلقائياً بلا شعور تقول بغضب :
– قولتلك متقولش اسمي تااااني ،انت ايه اصلا اللى موقفك هنا ؟!!!
اتسعت أعين “نائل” و تطلع “فهد” إليها بغضب لإهانتها له ما تلك الطريقه التى تحادثه أمام ذلك الرجل الذي أدار وجهه بعيداً بحرج و تظاهر بالعبث بهاتفه ، عجز “فهد” عن الرد و ظل يحدق بها بصدmه شعرت بتـ.ـو.تر طفيف حين لكزها “نائل” بخفه لكن ماذا تفعل رؤيته تُشعرها بالنفور و الغضب و الكراهيه مشاعر سيئه مختلطه لا تريد أن تراه ابداااا !!!
وصلت مشاعرها إليه ليهز رأسه بالإيجاب ضاما شفتيه بغضب و هو يشـ.ـد على قبضتبه بقوه و قد برزت عروق رقبته من شـ.ـده غضبه ثم سحب جسده بغضب بعيداً عنهم و هو يحدق بذلك الرجل بعداء غريب و كراهيه ليرافقه “نائل” و هو يقول لتلطيف الأجواء و قد شعر بالحرج لابن عمه الذي لأول مره يصمت هكذا :
-الدكتور كان لسه بيقول أن ندي معاها شويه و تفوق ، تعالى شوف تيم بقى هو اللي فهم منه كل حاجه …
ثم ربت علي كتفها يبتسم إلى “يزيد” بهدوء و هو يقول :
-بعد إذنكم …
هز “يزيد” رأسه بهدوء و هو ينظر إلى “أسيف” التي تبدلت حالتها للحـ.ـز.ن و الغضب هامساً لها يلفت انتباهها مره أخرى :
-عرفتوا ندي كانت بتعمل ايه في المكان ده ؟!!
انتبهت له بعد أن كانت تحدق بأثرهم بصمت و قالت بهدوء :
– لا هدير حلفت أنها متعرفش حاجه غير إنها كانت واخده عنوان واحده هناك و رايحه تقابلها و مش راضيه بس أنا حاسه هدير تعرف أكتر من كده لأنها رفضت تقولى العنوان و قالت معرفش بس لما كانت بتعيط قالت إن ندى صرخت و هي متصله بيها تقولها العنوان ..
هز رأسه بتفهم و هو يبتسم لها بهدوء و يقول :
-دلوقت تفوق و التحقيقات تظهر كل ده ، أنتِ زى مااتفقنا ركزي مع تيم و أنا هبقي على تواصل معاكِ على طول …
هزت رأسها و عادت الابتسامه إليها من جديد بشكل تدريجى …
علي الجانب الآخر
وقف “فهد” و عينيه تراقبهم بغضب نارى يكاد ينقض عليهم و يفترسهم و إحدى قبضتيه تطرق الحائط بوتيره غاضبه فلم يعد لديه قوه التحكم بنظراته الواضحة ناحيتهم و التى لاحظها الجميع ..
نظر “تيم” حيث يحدق “فهد” بغضب ليعقد حاجبيه من تجاوز الحد اللازم لفتره الأحاديث بين شقيقته و طبيبها الذي أتي بشكل مُفاجئ فور أن علم بتواجدهم هنا ، استقام “تيم”بوقفته و اتجه ناحيتهم بهدوء و أردف فور أن وصل إليهم :
-أسيف عمتو عاوزاكِ ياحبيبتي !!
ابتسمت له بهدوء و انصرفت إلي عمتها ليتابعها “تيم” ثم يردف فور انصرافها و هو يحدق ب “يزيد” بنظرات غاضبه :
-شوف يايزيد أنت صاحبي و مفيش زعل بينا و أنا وعدتك إنى مش هتدخل في علاجك لأسيف لكن أظن فترة العلاج خلصت و أسيف مُطلقه و معنديش استعداد اسمع أى كلمه تسيئ ليها و أنت مش هيرضيك ده اظن ، أنا و أنت عارفين مدي براءه أسيف و إنها بدأت تستوعب الناس حوالينا بالعافيه و أكيد مش هتفهم منى اللى انت فهمته دلوقت مش كده ؟!!!
نكس “يزيد” رأسه بهدوء ثم ضغط علي شفتيه يفكر لحظات قبل أن يقول بنبره هادئه :
– كده ياتيم و عندك حق أنا فعلا خلصت علاجي مع أسيف و كنت محتاج اتكلم معاك فى ده بس حصل موضوع وفاه جدتكم و حادثه ندى و ملحقتش أنا عارف أنه مش مكانه و لا وقته بس أنا مش حابب تشوفني بصوره مش تمام و مش ممكن أقبل أى كلام علي أسيف ، أنا عاوز اطلب ايد أسيف منك أنا مشـ.ـدود ليها بشكل مش طبيعي و لدرجه غريبه ..
اتسعت أعين “تيم” و كاد يجيبه لكن رفع “يزيد” يديه أمامه يقول مسرعاً :
– اناا عارف انه مش وقته بس حبيت أوضح نيتى و إنها خير مش قصدي حاجه و على العموم أنا همشى دلوقت و هجدد طلبى في وقت مناسب للكل ، بعد اذنك و شـ.ـد حيلك …
ربت علي كتفيه بقوه طفيفه ثم ولى متجهاً إلى طريقه دون اضافه كلمه أخرى …
حدق “تيم” في أثره بذهول و هو لا يقوى على الحديث لقد تعددت صدmـ.ـا.ته اليوم ، هل يطلب طبيب شقيقته يدها !!!!
اتجهت أنظاره إلى “أسيف” المقبله عليه بابتسامه هادئه تعقد حاجبيها بلطف قائله بتساؤل :
-هو يزيد مشى ؟!!
هز رأسه بالايجاب و هو يحيط كتفيها عائداً بها إلى مجلس العائله بصمت تام و وجه مشـ.ـدوه أدهش “أسيف” و أقلق ذاك المتابع بصمت منذ بدايه حديثه مع يزيد لا يعلم لما ينتابه شعور القلق الآن تحديداً !!!!!
*
مرت السااعات بصعوبه علي الجميع و أخيراً أفاقت “ندي” و هى لا تفعل شيئ سوى البكاء بأحضان أخيها رافضه الحديث مع الجميع إلا حين دلفت “أسيف” اتجهت أنظارها إليها و حدقت بها بصمت دام لدقائق أقلق الجميع ثم خرجت من أحضان أخيها تحاول الخروج من الفراش و الجميع يترقب حركتها اتجه “تيم” إلى شقيقته يحيط كتفيها و هو يحدق بتلك الطائشه التى تحاول أن تتسند و تصل إليهم و أخيراً وصلت إلي ابنه عمها و فجأة أمسكت طرف ستره “أسيف” تصرخ بها :
– ربنا جابلك حقككككك ابني مااات ياااااأسيف ، كنت رااااايحه عشان اخلص منككككك بس ابني رااااح فيهاااا ، انا مستاااااهلش ده يااااأسيف أنا حبيت اخوووكي و كنت هجيب بيبي منه بس ملحقتتتتتتتش !!
اتجه “فهد” مسرعاً ناحيتها يرفع جسدها المتشنج عن الأرضيه و هو يحيط خصرها يبعدها عن “أسيف” المذهوله هل كانت تحاول قــ,تــلها !!! كانت هناك لتتخلص منها !!!!
اتسعت أعين الجميع مع ذلك الاعتراف و ظلت صرخات “ندى” تتعالى و هى تنتفض و جسدها يتشنج لتردف أثناء مقاومه اخيها بجنون :
– رجعولي ابنييييي ، انااااا عاوزه ابنييييي حرااااام ياخد حقها من طفلللللل حراااام ، اختككككك قــ,تــلتتتت ابنك يااااتيم ، ساااامحيني ياأسييييف و رجعيه ارجووووكِ !!!
اندفع الفريق الطبي إلي الغرفه و بعد عده محاولات بالسيطره عليها نجح الطبيب أخيراً بحقنها بالمـ.ـخـ.ـد.ر لتهدأ تدريجياً بأحضان أخيها و هى تستقبل تلك السحابه السوداء برحابه صدر متمنيه أن تكون آخر لحظاتها بالحياه علها تُريح الجميع !!!!!!
جميعنا نفعل الأخطاء لكن هناك فرق بين من يفعلها برضا تام و من يفعلها دون درايه أو شعور ، فالأول فقد جميع فرصه بالنجاه أما الآخر فباب التوبه لم يُغلق بعد ، ظنت “ندى” أنها سوف تفلت من الحكمه الإلهية و عداله السماء و كانت صفعه القدر لها أقوي رادع ، فطره خلقنا الله عليها نُخطئ و نُصيب و لكن العفو دوماً لمن يُخطئ ثم يتوب ، حتى توبتنا تحتاج إلى قوه لم تملكها تلك الضعيفه ….
واقف أمام باب الجناح الخاص بها منذ أكثر من عشر دقائق كلما هَم بطرق الباب تراجع ، مرت لحظات ليحزم بها أمره و يرفع يده يطرقه بتهذيب و وقف يتنفس بتمهل منتظراً إجابتها و هو ينظر بساعته متحرجاً من ذلك الوقت الباكر !
 
انفتح الباب و هى تفرك عينيها الناعسه و تهمس بحنق و صوت متحشرج يحمل آثار نومها :
-لسه بدري ياتيم علي المقابله احفظ المواعيد بقي ..
لم تتلقي اجابه لتفتح عينيها جيداً و تتطلع إليه بأعين متسعه ثم إلى اتجاه عينيه علي جسدها الفاتن بتلك المنامه الورديه الغير مهنـ.ـد.مه بالمره …
صفعت الباب مسرعه بوجهه ليكتم ضحكاته بصعوبه و يطرق الباب مره أخرى برفق قائلاً بصوت رخيم متعقل بعد أن تحكم بنبرته بصعوبه حتي لا يحمل أثر ضحكته المكتومه :
-انا كنت جاي اتكلم معاكِ في حاجه ضرورية ، تخص ندى ؟!!
قال باقي جملته بصوت خفيض بعض الشيئ فهو علي علم بمدي بغضها له و لشقيقته التي خضعت للعلاج النفسى منذ أكثر من شهر و هو يتابعها و يبيت معها أحياناً بالمشفي بعد أن رفضت العوده إلى القصر و أصرت على مكوثها هناك وحدها ..
فتحت الباب و أمارات الغضب ترتسم ببراعه علي وجهها الصغير لتعقد حاجبيها و تردف بنبره لاذعه بعد أن تمكنت من ضبط هيئة ملابسها و إخفاء جسدها جيداً :
-تخص ندى ، حاجه معاياا انااا و تخص أختك مفيش أي كلام بيني و بينك لا عنها و لا عن غيرها و لا انتوا الاتنين تهموني أصلا !!!!
كادت تصفع الباب مره أخرى بعد أن أفضت ما في جعبتها من كره و بغض بوجهه كعادتها معه حين تتلقي أقل كلمـ.ـا.ت منه …
رفع يده و أمسك الباب و هو يقول بهدوء مانعاً إغلاقها إياه :
– أنا عارف كل ده ياأسيف بس الدكتور هو اللى طلب م…
قطعت كلمـ.ـا.ته تصرخ به بعنف ادهشه واجفله :
– قولتلك متقولش اسمي علي لسااانك مـ.ـيـ.ـت مره !!!
اشعلت فتيل غضبه و نفذ صبره من تلك الكلمـ.ـا.ت التى حفظها و طرق بقبضته أعلى الباب بعنف فشل أن يتحكم به صارخاً بها بصوت صارم :
– عااايزاااني اقولك ايييه يعني مش ده اسمك ؟!!
انتفضت من فعلته و حدقت به بأعين قلقه حين بدأ يستخدm قوته الجـ.ـسمانية معها و خرجت من الجناح تقف بالردهه أمامه بحركه استعداديه للإستغاثه ، فهم على الفور مدي خـ.ـو.فها ليشعر بمدي خِسته حين امتدت يده إليها بسوء لا يكفيه شعوره القـ.ـا.تل بالذنب و النـ.ـد.م لتأتى و تُكمل عليه بأقل ايماءه منها !!!
عاد خطوه للخلف ثم قال محاولاً استحضار هدوء معها :
-طيب انا جاي و عاوز مساعده منك في علاج ندى ..!
ضيقت عينيها تطالعه بغضب ليُكمل و هو يفرك خصلاته و قد بدأ شعور القلق ينتابه حيال رفضها :
-انا عارف إنك بتكرهينا و مش طايقانا بس أنتِ مش زينا يااأ .. يابـ.ـنت عمى !
تعمد أن يتلاشى ذكر اسمها حتي لا يُثير حنقها و يذكرها بصله القرابه بينهم علها ترأف بشقيقته نظرت إليه لحظات بملامح جـ.ـا.مده ثم دارت بعينيها باتجاهات مختلفه و حمحمت بتـ.ـو.تر طفيف و قد تغلبت براءتها على حنقها و همست :
-مساعده من أى نوع يعنى !!
تحكم بابتسامته لبراءتها الجميله بصعوبه و أردف و هو يتنهد بهدوء :
– الدكتور عاوز يتكلم معاكِ شويه عشان يعرف تفاصيل عنها أكتر لأنها مش مستجيبه لأى تواصل ..
عضت علي شفتيها و اردفت بحـ.ـز.ن و هى تُزيح خصلاتها المبعثره بإهمال خلف أذنها :
-شهر كامل و لسه مااتكلمتش معاكم ! طيب و أنا اقدر اساعده في ايه !! أنا اخر واحده ممكن تعرف ندى …
فهم كلمـ.ـا.تها الحزينه علي الفور و أردف باعتذار و هو يفرك خصلاته :
– أنا كنت متردد جدا اجيلك و لحد دلوقت حاسس إنى مليش حق اطلب منك ده دكتور ندى قالي إنه هيسألك شويه اسئله مش أكتر و إنك آخر أمل لينا لأنك كنتِ قريبه منها و عارفه طفولتها عني ، اناا … انا مليش حق اطلب أى حاجه منك بس أنتِ آخر أمل ليا في علاج أختى هستني تحت لو هتوافقي تقدmي مساعده لينا طبعا …
ثم ولي عنها بهدوء تاركاً إياها بصراعها الحاد مع نفسها قد عاهدت نفسها أن تطوى صفحتهم إلي الأبد ، تحاول أن تتجنبهم ، تحاول أن تبدأ من جديد حياه سويه كما عاهدت شقيقها و “يزيد” .. ااه من يزيد و اختفاؤه الغريب عليها منذ لقاء المشفي و مراسلته لها علي إحدى مواقع التواصل أنه سوف يذهب بمؤتمر للخارج و لم يحادثها منذ ذاك الحين !! نفضت رأسها من أفكارها المشتته و هى تلعن صله القرابه و الدm فيما بينهم هى تبتعد و تنأى عنهم بكل الطرق لكنهم لم و لن يتركوها ابدااا ….
*
-صباح ايه و زفت إيه انتوا خليتوا فيها صباح في القصر الهباب على دmاغكوا ده حتي أنتِ ياملاااك بتعملي زيهم !!!
صرخ بها “نائل” فور أن فتح باب جناحه بعد طرقاتها العديده الصاخبه و إصرارها على ايقاظه لتبتسم فور أن فتح الباب بسخافه و تلقي تحيه الصباح مستنده إلي إطار الباب تستمع إلي سيل كلمـ.ـا.ته الغاضبه ثم تنهدت تقول بهدوء :
– البس بسرعه رايحين المستشفي ..
اتسعت عيناه و أمسك كتفيها يصـ.ـر.خ بها :
– جدك مـ.ـا.ت !!
هزت رأسها بالسلب توبخه بعنف :
– ايه يابني آدm أنت لا جدو بخير و بيفطر تحت ..
هزها و أكمل :
– يبقي عمتك !!! لا لا ابوياااا انا كنت حااسس من نظراته ليا امبـ.ـارح بليل !!
ضـ.ـر.بت يديه عنها و أمسكت تلابيب تيشيرته تقول بغضب:
– ناااااائل اصحاااا ياباابااا متعصبنيش بقولك جدك بيفطر تقولي أبوك و عمتك مـ.ـا.توا أنت أهبل !!!
رفع إحدي حاجبيه و أردف باندهاش :
-اومال مين دخل المستشفى !!
تأففت بغضب و قلبت عينيها تقول بهدوء :
– رايحين لندي يانائل اخلص بقااا البس و أنا مستنياك عند تيم ..
تركته بحيرته و اندهاشه و سارت إلى غرفه أخيها تقص عليه ما تنوي فعله و تستمع إلى رأيه فهو لا يحادثها ابدااا بأمر ندي منذ أن مـ.ـا.ت الجنين …
جلست أعلى الأريكة تنتظر رده فعله علي ما ألقته على مسامعه للتو ليزفر أنفاسه بـ.ـارهاق و يرفع يديه يفرك وجهه بـ.ـارهاق و هو يقول :
-انا مش عارف أقول إيه يا أسيف أنا منكرش إنى خايف عليكِ جدا لكن أنا مربتكيش أنك ترفضى مساعده حتي لو شخص ما يستاهلش ، أنتِ بتتصرفي صح ياقلب أخوك ِ بس خلي بالك من نفسك اتقفنا ؟!!
بللت شفتيها و هى تهمس له بتـ.ـو.تر :
– تيم عاوزه اسألك سؤال و مش هتزعل منى !!
اتجه إليها يجلس بجانبها محيطاً كتفيها يقبل خصلاتها برفق هامسا ً لها بلطف أخوى محبب لقلبها :
-و أنا من أمتى بزعل منك ياأسيف ، أنا ازعل من الدنيا كلها إلا انتِ ..
ابتسمت له و قالت و هى تنتقي كلمـ.ـا.تها بحذر :
– هو أنت مش هتروح لندى خالص !! يعني مش حاسس إنك عاوزه تشوفها ؟!
عقد حاجبيه و تـ.ـو.ترت ملامحه و بدأت وتيره أنفاسه الهادئه بالاضطراب لقد أصبحت مشاعره ناحيتها مختلطه للغايه أردف بخشونه و غضب طفيف و هو يضغط على كتفيها لاشعورياً :
-هو أنا مطلوب مني أحبها بعد كل اللى حصل يا أسيف و بعد ما عرفت إنها حاولت تقــ,تــلك !!
جز علي أسنانه و قال من بينها بعنف و هو ينظر داخل عينى شقيقته قائلاً :
-انا لولا حالتها حقيقي كنت دفنتها علي اللى كانت ناويه تعمله …
اتسعت أعينها و هر تري وجه شـ.ـديد الغضب لأخيها عاجزه عن مشاركته مشاعره لأول مره و همست بدهشه :
– للدرجه دي بقيت تكرهها ؟!!
وقف مبتعدا ً عنها بخطوات غاضبه و جسد متشنج يُعطيها ظهره قائلاً بعنف :
– مين يقدر يحب اللي بيأذيه ياأسيف ،ت عـ.ـر.في إنى كنت محتار هعمل ايه في ابني منها و كنت بتمني يمـ.ـو.ت قبل ما ييجي و يبقي نسخه منهم و اقــ,تــله بايدي !!!
شهقت بصدmه من أفكار أخيها و حدقت به بوجه مشـ.ـدوه ليلتفت لها و يتجه إليها مره أخرى بخطوات واسعه و كأنه كان ينتظر تلك الكلمـ.ـا.ت ليهدر و هو يُمسك كتفيها ..
– غـ.ـصـ.ـب عنيييي … غضب عنيييي ياأسيف أنتِ اغلى من أي حد عندي أنا مربيكي بنفسي أنتِ بـ.ـنتي عارفه يعني ايه اب يشوف بـ.ـنته بتمـ.ـو.ت قصاد عينيه و بتروح منه !!! عارفه ايه احساسي و أنتِ جـ.ـسمك غرقان دm و بتقفلي عينيكِ بتودعيني بيهم !!! عارفه أنا كنت بمـ.ـو.ت كام مره و حاسس إنى مش راجـ.ـل و استغليتك ؟!! أنا أكتر واحد كنت استاهل عقـ.ـا.ب ياأسيف أنا اللي فرطت فيكِ و بنيت سعادتي علي حساب حيااااتك !!!
بدأت الدmـ.ـو.ع تنسل من مُقلتيه و هى سبقته بذلك لحالته الغريبه عليها الحزينه أعينه الشارده الدامعه انكساره الذي رأته لأول مره بذلك الرجل القوي ذلك الأب الرائع و الاخ الحنون …. اكمل و قد بدأ صوته يخالطه بكاء خفيف :
– أنا كنت بحاول مع نفسي ياأسيف ، كنت بقول دي ندى اللي أنت حبيتها سنين و اتجوزتها ، كنت بخرج لها أعذار كل يوم و اقول عشان اتربت منغير اب و أم و حتى أخوها كان بعيد عنها ، كنت بقول حـ.ـر.ام عاملها زي أسيف لو أسيف مكانها هترضى تفضل تعيط علي واحد بتحبه كده ! كل يوم كنت بفكر في كل ده ، كنت بقول هربيها فتره و اردها ، و بعدها اقول هتكررها و خاف على أختك منها ، و بعدها اقول اتعلمت درسها ..
ترك شقيقته و ألقى بثقله فوق الأريكة يصـ.ـر.خ بها و هو يدس يديه بخصلاته ضاغطاً علي رأسه بعنف :
– اناااا مغفل يااأسيف انا كنت بمووت و انا بفتكر إنها بتتفق مع أخوها و تيجي تنام في حـ.ـضـ.ـني آخر الليل ، انا مش راااجل بالنسبه ليها لو كانت خافت من زعلي حتي مكنتش عملت كده ، أنا بالنسبه لندي كنت لعبه عجبتها و حبت تأخذها ليهاا لوحدها ، أنا ابني مااات بسبب انانيه امه ياأسيف مكنتش عااايزه يمـ.ـو.ت كنت بفكر في كل الحلول قولت هااخد حضانته و أضمه ليا ، قولت هربيه أنا وأنتِ بعيد عنها ، قولت و قولتتتت بس أنا مش بنفذ و مليش قرار هي اللي قررت وقــ,تــلته و قــ,تــلت اي ذره نـ.ـد.م جوايا ..
رفع أعينه الحمراء الباكيه يقول بحـ.ـز.ن :
– أنا مش بكرهها ياأسيف ، أنا بكره نفسي وخايف تكرهيني أنتِ كمان ..
هبطت بجسدها تجلس فوق يد الأريكة و احتضنت رأسه علي الفور تُقبل خصلاته عده مرات متتالية و هى تبكي معه و لأجله تتبدل يديها الصغيره علي كتفه و رأسه و هى تهمس له :
– مقدرش اكرهك ياقلب أسيف ،حقك علياا أنا اسفه ….
شـ.ـددت من احتضانها لرأسه ليحيط جسدها و يدفن رأسه بعنف و هو يبزيد من وتيره بكائه باحضانها البريئه مشـ.ـدداً من يديه حول جسدها و هي تفعل المثل و عقلها يعمل بفكره واحده كيف تنزع ذلك الحـ.ـز.ن من قلبه ، لقد عانى أخيها لأشهر بصمت تام لأجلها و ها هو المسكين يجني ثمار صمته بانهياره داخل أحضان تلك الحانيه البريئه ظلا هكذا فتره هو يبكى بدmـ.ـو.ع مع الوقت أصبحت صامته و هى تربت علي جسده و تقبله تُهون عليه بكلمـ.ـا.ت بريئه مثلها تماماً ، ثم أغمضت عينيها و هى تكاد تجزم داخلها أن أخيها قد بني حصونه المنيعه ناحيه إبنه العم و انتهى الأمر ، و لكنها ليست حصون عاديه ، بل حصون مُهلكه لأى دخيل !!!!!!
سحب “نائل” جسده و هو يزيل دmـ.ـو.عه بحرج بعد أن رأى انهيار صديقه الحميم و ابن العم بأحضان شقيقته ، لم يتدخل تاركاً مساحه من الخصوصيه لهم و انتظر بعيداً حتي يتمكن من استجماع نفسه مره أخرى و الذهاب لمرافقه ابنه عمه بتلك الزياره الكريهه التي أصبحت الآن أشـ.ـد بغضا ً إليه و هو يبتسم سراً لقوه ابنه عمه التى ظنها الجميع هشه ضعيفه ها هي تثبت قوتها بأفعال ليست أقوال مثل تلك المريـ.ـضه ….
*
جلست “ندى” فوق الفراش و دmـ.ـو.عها خير رفيق لها منذ شهر كامل ،حاله من الجمود سيطرت عليها بعد تعرضها لذلك التعنيف الجسدي من تلك النسوه اللاتي تسببن بخسارتها الفادحه ، لقد فقدت روحها ، فقدت صغيرها قد بدأت تشعر به داخل احشائها منذ فتره صغيره تشبق ذاك الحادث المروع كم هو مؤلم ذاك الشعور ، من يشفي لهيب قلبها الآن !!!!
ذاك التعويض عن أبيه قد كانت تنتظره بفارغ الصبر تُمنى نفسها بأيام قادmه معه و مع أبيه !!! و اااه من أبيه الخائن للمحبه طاعن قلبها ، قاسي القلب المُتجبر ، أين وعوده بالمحبه و البقاء ، أين هو !! لقد طال انتظارها لسراب و وهم …
تنهد الطبيب المُكلف بحالتها و همس لأسيف التي جاورته تراقبها من الزجاج بحـ.ـز.ن :
-ايه رأيك ! هتساعديني !!
أغمضت عينيها بهدوء و هزت رأسها بالايجاب و هى تهمس :
– مطلوب ايه مني مش فاهمه ؟!!
تحرك الطبيب وهو يشير إليهم بتهذيب للدخول مكتبه وقال بنبره هادئه :
– شوفي يامدام أسيف ، انا مش محتاج منك كتير بس عاوز اعرف إيه سر العداوه بينكم المفاجأة دي بعد ما كنتم صحاب جدا و تفاصيل معامله ندي و أمتى اتغيرت معاكِ و أخوك ِ جوزها ليه مازارهاش ابداا ، أنا عرفت ان بينهم مشاكل لكن معقول القسوه توصل للدرجه دى !!
عقدت “أسيف” حاجبيها و نظرت له بغضب ليعالج “نائل” الكلمـ.ـا.ت مسرعاً و هو يردف بنبره تحذيريه للطبيب :
-دكتور من فضلك المشاكل بينهم صعبه شويه ، تيم ابعد ما يكون عن القسوه و صدقني لو عرف إنك هتحتاجه فى علاجها مش هيتأخر …
هز الطبيب رأسه بتفهم و هو يبتسم بتحرج إلى تلك الجميله الجالسه تحدق به بنظرات شبه مشتعله و كأنه أخطأ بأحد الأولياء الصالحين …
همس بتكلف و هو يعتدل بمقعده قليلاً :
– تمام هسألك كام سؤال النهارده بس مجرد ما يحصل تطور ف الحاله و ده اللى انا معتقده بنسبه كبيره هضطر اطلب مساعدتك تاني ..
تنهدت بهدوء و هى تعدل خصلاتها تهز رأسها بالإيجاب بهدوء تاام ….
*
جلس بالسيارة يتأفف كل ثانيه تمر عليه ناظراً إلى المشفى منتظراً خروجها بأي لحظه و ها هى تطل عليه هي و ابن عمهم السخيف الذي أصر على مرافقتهم و هى استقبلت ذلك بصدر رحب بل من الواضح أنه باتفاق مُسبق معهاا ..
ترجل من السياره يتقدm نحوهم و هو يقول بهدوء محادثا إياها :
– خلاص كده ؟!! محصلش حاجه !!
رد عليه “نائل” باندهاش :
– و أنت مستني ايه يحصل يعالجها قصادنا يعني ، سأل كام سؤال و خد اجابه و خلاص !!
نظر إليه “فهد” شزرا و كاد يوبخه علي تدخله السخيف لكن ارتفع رنين هاتف “أسيف” لتُجيب بلهفه ادهشته .. :
– يزيد !!! أنت رجعتتت !!!!
نبرتها الحماسيه جعلته يعقد حاجبيه بغضب و قد بدأ فتيل غضبه الغير مبرر يشتعل داخله ليسمعها تردف بصوت واضح و حماس شـ.ـديد :
-يااريت يايزيد أنا ساعه بالظبط و أبقى فى القصر هستناك !!
حمد ربه أنه يرتدي نظارته الشمسيه القاتمه و إلا افتضح أمر نظراته الغاضبه المحتقره لذلك الشخص الذي يمثل الكوارث الكونيه لديه تواجده بأى مكان يُقلقه للغايه ، لكن لم يخفي ذلك عن “نائل” الذي طالع الأمر بابتسامه ملتويه و أردف بحماس مماثل لها فور أن انهت المكالمه :
– يزيد ده اللي جاي معقوله ! ده كان لسه امبـ.ـارح بيكلمني من برا !!
ضحكت و هى تردف بأعين تشع بهجه :
-اه هو أصلا لسه راجع من المطار قالى هياخد شاور و ينزل علي طول يجيلى ، يلا يلااا و اكملك في الطريق إحنا مأخرين اصلاا !!!
حدق بهم باشتعال واضح و أردف بسخط :
– هو إيه ده اللي يجى القصر ده ميعاد زياره ده و بعدين بيعزم نفسه عندنا ازاي !!
رفعت “أسيف” إحدي حاجبيها و زمت شفتيها ليُغمض “نائل” عينيه يشيح بوجهه عنه مستنكراً تسرعه بالحديث ثم جز على أسنانه قبل أن تندفع “أسيف” بكلمـ.ـا.ت غاضبه نحوه و قال مسرعاً :
– يزيد مش غريب يافهد أنت بس متعرفوش أوي ده صاحبنا أنا و تيم من زمان أصلا و شبه متربي معانا و كده و جدو كمان بيحب زياراته … يلا يلا عشان منتأخرش عليه …
ضم قبضتيه بعنف و هو يحدق بها بتعجب و بنظراتها الغاضبه المستنكره كلمـ.ـا.ته عن ذاك التافه شبيه الأطباء ثم تركها تعبر من أمامه مسرعه و هي تُكمل حديثها الحماسى إلي “نائل” عن بطولات “يزيد ” التي يختصها هي بالتحديد ليعرضها عليها و طوال الطريق تجلس بالأريكة الخلفيه و تثرثر عنه مع ذاك الغبى الجالس بجانبه مشاركاً إياها حماسها متابعاً اتفاقاتهم معا عن يومهم الذي اقسم داخله أنه سوف يحول لونه الوردى إلى أسود قاتم بأنظارهم جميعاً !! 
“نيران”
 
لأول مره يشعر بذاك الغضب ناحيه شخص مثالى ک “يزيد” ، شخص ودود مُتعقل يحادث الجميع بلطف يوزع ابتسامـ.ـا.ت خاصه لتلك التى تجلس بجانب شقيقها تقص عليه ما أخبرها به ذلك الطبيب النفسى المرح و تشيد بثقافته المتسعه و تجوله بالمؤتمرات العالميه ، جلسه سيئه ممله مليئه بالأحاديث الكريهه زفر أنفاسه بغضب ملحوظ لم يستطع كتمانه لفت جميع الأنظار إليه ، لكن كان تركيزه كله مع نظراتها هى تلك النظرات التي اشتعلت بغضب ناحيته أثارت غضبه أكثر ناحيتهم ليقول بهدوء حين صمتت الأحاديث الوديه :
-انا بقول يزيد أكيد جعان و الأكل اتأخر ..
وافقته عمته الرأي و هى تبتسم إليه بود و مكر غامزه بإحدي عينيها إليه سرا و استقامت تقول بود ملحوظ :
– عندك حق ياحبيبي فعلا الغدا أتأخر النهارده أسفين ياايزيد …
ابتسم لها “يزيد” و هو يومئ بهدوء و لطف قائلاً بصوت رخيم و نظراته تعود إلى تلك الفاتنه :
– و لا يهمكم أنا اصلا مش جعان أنا كنت جاي اقعد مع أسيف شويه لأني معرفتش اتواصل معاها الفتره اللي فاتت …
ابتسمت له بهدوء كعادتها لتبتلع “سمر” رمقها و هى تحدق بقبضه ابن اخيها التي تشتد لتبرز عروقه و قد اعتدل جسده بوضع هجومى واضح فقالت بصوت واضح و هى تمد يدها برقه إلي ابنه أخيها :
-أسيف حبيبتي تعالي معايا نشوفهم سوا ….
شعوره بالامتنان نحو عمته الآن لايضاهيه شعور آخر لكن نظرات تلك الجميله العابسه من ترك تلك الصُحبه و اتباع عمتها برقه جعله أكثر غضبا ً على ذاك البغيض سارق العقول لقد جعل العائله كلها بين يديه حتي العم “مراد” المعروف بصمته قد انصهر معه بالأحاديث الوديه و ارتفعت ضحكاته مثلهم جميعا ، لاحظ “يزيد” نظراته الغاضبه الموجهه نحوه هو فقط ، إلى الآن لايفهم سر كراهيته هل لأنه عاون “أسيف” بتخطي محنتها ؟! أم لأنه لا يعرفه بالأساس و لذلك يمقت تواجده ؟!! ارتفع صوت “نائل” يقول :
-تعرف يابابا .. أسيف معتبره يزيد طائر الحظ بتاعها كل ما ييجي النادي و احنا بنلعب لااازم تكسبني لدرجه بقيت تكلمه مخصوص قبلها ..
ضحك “يزيد” بلطف و هو يرد عليه غافلين تماماً عن تواجد أحدهم يحترق بنيران الغضب و لهيب جسده يزداد يشعر بالدmاء تندفع بقوه برأسه تُزيد اشتعال أفكاره الجنونيه الآن :
-لا ياحبيبي ده عشان أنت نصاب و أنا بكشفك لكن أسيف مش بتدخل حاجه إلا و تنجح فيها ..
أتت بتلك اللحظه و هى تقول بابتسامه واسعه و هدوء لطيف :
-ده عشان أنت دايما مشجعنى ياايزيد …
إلي هنا و كفى لن يتحمل أكثر من ذلك منهم و منها هى بالتحديد كيف لها أن تتحدث هكذا مع ذاك الغريب أمام أعينه بل أمام أعين الجميع ، لقد استطاع ذاك الحقير أن يبرمجها كما يشاء ، أين “أسيف” الصامته الخجله من أقل الكلمـ.ـا.ت أو النظرات ؟!!! استقام واقفاً بغضب و كاد ينصرف من جانبها حين رمقته بنظره اندهاش لوقفته الغاضبه و تراجعت للخلف حتي لا يمر هواء جسده من ناحيتها ما تلك المرحله من البغض التي وصلت إليها معه !!
حدق بها بنظرات لائمه لأفعالها أمام ذاك العدو لتشيح بنظراتها عنه بصمت ارتفع صوت العمه التي راقبتهم بصمت تتشـ.ـدق بحـ.ـز.ن :
– يلا ياجماعه السفره جاهزه ، اتفضل يادكتور….
اتجهت العائله إلى الطعام بهدوء و أحاط “تيم” كتفى شقيقته ثم همس بصوت خافت تسلل إلي مسامعه :
-مكنش ليها داعي العزومه دي ياأسيف …
ردت عليه و هى تعض على شفتيها بخجل :
-هو كان مسافر و لسه راجع و أول حاجه عملها كلمنى و كان عاوز يجى يقعد ندردش شويه بس أنا و نائل اللى قولنا نعزمه علي الأكل بالمره …
تظاهر بالعبث بهاتفه و هو يمر بجانهم بخطوات واسعه متجهاً إلى الطعام مبتسماً بمكر يهمس داخله .. حسنا لأول مره نتفق معا ياابن العم !!!!
كانت أصوات ارتطام الملاعق بالأطباق هي الطاغيه حيث تـ.ـو.ترت الأجواء قليلاً بعد أن أمسك “فهد” الكرسى الذى سحبه “يزيد” بجانبها و جلس عليه دون أن يوجه لأحد كلمه بل و بدأ أيضا بطعامه بلا مبالاه و هدوء تااام ..
تحرج الجميع من تلك الحركه و تلون وجه “يزيد” بغضب طفيف من تلك الحركه المقصوده تماماً ليرتفع صوت الجد و هو يشير إلى الكرسى المقابل لفهد على الجهه الأخرى قائلاً بابتسامه ودوده :
-اتفضل يادكتور جنبى واقف ليه !!
اضطربت أنفاسها على الفور حين أصبح بذلك القرب منها ابتعدت عنه بجسدها بهدوء و أصبحت شبه على طرف الكرسى بجهه أخيها ، لم يكترث لفعلتها هو بالأساس توقع ذلك ، يكفى أن ذاك الكائن لم يجاورها مره أخرى أمام أعينه هذه ليست علاقه طبيب بمريـ.ـضه كما وصفها “نائل” ليرتفع صوت “فهد” الرخيم و هو ينظر تجاهه بابتسامه بـ.ـارده :
– عجبني اهتمامك بالمرضى بتوعك بالدرجه دي يا دكتور يزيد تعرف إنى لسه مخلص جلسات علاج نفسى من فتره قريبه و بصراحه أول مره اشوف اهتمام كده …
تـ.ـو.ترت الأجواء أكثر و أتسعت الأعين و همس “نائل” لعمته التى تجاوره :
– شوفتى قولتلك مش هيعديها علي خير .. اتفرجي بقاا ..
نظر إليه “يزيد” باندهاش و قد صدmه بتلك الجراءه الناقده لتصرفه العفوى تجاه “أسيف” حاول استجماع كلمـ.ـا.ته أمام تلك الابتسامه الماكره التى زينت ثغر “فهد” بهدوء و لازال ينتظر رده …
ارتفعت نظرات “أسيف” المندهشه إليهم و قد اغضبها للغايه تدخله بأمر لا يخصه لكن الوعد الذى قطعته لعمتها حين اختلت بها بعيداً عنهم طالبه منها التهاود قليلاً أمام الأغراب و تمالك أعصابها مع ذاك الشرس المتعجرف جعلها توقف سيل كلمـ.ـا.تها و تحدق بأخيها الذى يحاول استيعاب تلك الكلمـ.ـا.ت اللئيمه ، نظر الجد نحو حفيده بغضب تجاهله “فهد” و خرج اخيرااا صوت نِده الهادئ يقول :
– فى الحقيقه تعاملى مع أسيف مش تعامل دكتور لمريـ.ـضه صداقه العيله والعلاقه بينهم من زمان خلتنا صحاب أكتر من دكتور ومريـ.ـضته ..
-صحااااب !!!!
أردف بها “فهد” و هو يضيق عينيه الغاضبه و كاد يردعه علي حديثه لكنه عاد بجسده بكرسيه و هو يردف ببرود معاكس تماماً لما يجيش بصدره الآن … :
-اها يعني المريـ.ـض لو عارف عيلته بتتقابل معاه بعد ما تنهي علاجك ليه ؟!! يعني مثلاً لو عرضت عليك دلوقت تساعد ندى فى علاجها هتكمل معاها تواصل بعد ما تخف بما إنها من العيله برضه و مريـ.ـضه !!!
تـ.ـو.ترت نظرات “يزيد” لأول مره و هو يحدق به بصدmه طفيفه لمفاجأته الآن ثم نظر نحوها ليجدها تحدق به تنتظر اجابته بهدوء لقد استطاع الماكر تسليط الضوء نحو نقطه واحده محدده بعنايه و ها هو يُشغل الجميع بالتفكير حيال الاجابه و يرفع الملعقه يتذوق طعامه بهدوء و نظرات متشفيه عابثه ، ازداد تـ.ـو.تره و هو يحدق ب “تيم” بخجل حين رمقه بنظره ذات مخزي و كأنه يقول أرأيت ؟! لكنه تمالك نفسه و أردف بهدوء مضطرب :
-انا اكيد معنديش أى مشكله إنى اساعد أختك لو طلبت ده يعني دي مهنتي …
ألقي نظره سريعه نحوها ليجد عينيها عادت إلى طبقها تعبث بالملعقه به بهدوء حسنا لقد نجح الماكر بالايقاع فيما بينهم ، و تعكير صفو الأجواء و بحنكته كطبيب سوف يفقد ثقتها إن استمر الحال هكذا ….
أما هو ارتفعت ابتسامه عابثه تعلو ثغره و هو يرتشف من الكوب بهدوء ثم قال بصوت رخيم :
– تمام يادكتور أنا هكلم بعد الغدا الدكتور المسؤول عن حاله ندى عشان تتفاهم معاه ….
صمت بعدها ليري اماءه خفيفه منه و صمت الجميع متسللين واحداً تلو الآخر فور انتهاء الطعام و فقدان بعضهم شهيته فور تلك اللحظات الثقيله عليهم ….
*
وقف “تيم” بوجه “يزيد” بالحديقة بعد إنتهاء اليوم يحدق به بهدوء و هو ينصت إلى كلمـ.ـا.ته باهتمام تام و تجديده لعرض الزواج من شقيقته ليتنهد “تيم” قائلاً بهدوء :
– شوف يايزيد أنا معنديش أى مانع لارتباطكم بس أنا لفت انتباهى سؤال فهد النهارده ليك .. أسيف مريـ.ـضه عندك مش غريب تتولد مشاعر ناحيتها في خلال فتره علاجك ليها ؟! ده هيخليني متطمن على أختى معاك !!!
اغمض “يزيد” عينيه يستقبل اتهامه بحـ.ـز.ن بالغ هو نفسه لا يعلم كيف ينجذب إلي مريـ.ـضته لكن لبراءتها سحر طاغى يفتن القديس و يجذبه إليها بلا مقاومه أو شعور منذ الوهله الأولي أمامها و هو لا يستطيع إيقاف تفكيره ناحيتها ابداا ..
همس “تيم” له بعقلانية و هدوء يقطع أفكاره :
– يزيد انا مقدر مجهودك مع أسيف جدا و ممتن لمساعدتك و تعبك معاها كمان لكن أنا هكلمك بالعقل أنا لو عرضت على أسيف طلبك مش هترفض ، طبيعى و أنت عارف كده لأنها لسه خارجه من علاقه فاشله تماماً و أنت بالنسبالها المنقذ اللى علمها حاجات كتير أولهم تعتمد علي نفسها بس أنت عملت كده لأن دى شغلتك و هى مش هتستوعب ده يايزيد ، أنت منجذب لأسيف كأخت ليك مش أكتر و هى هتفهم ده مع الوقت ، أنا أسف بس مش هقدر أضر أختى تاني يايزيد أسيف اغلي حاجه عندي و مش هقبل اعملها فار تجارب لمشاعرك و لا هسمحلك تأذيها بتعلقها بيك الزايد عن حده …
تنهد الآخر بحـ.ـز.ن و أردف بهدوء و عقلانية مماثله له :
– أنا لما عرضت عليك كده قولتلك إنى معجب بيها و مش قادر أبعد و اسيبها و ده مش طبيعى لعلاقه دكتور بمريـ.ـضته ياتيم أنا مليش حكم علي قلبى مش بإيدينا صدقني أنا الشهر اللى بعدته عنها كان كل تفكيري فيها و رغم كده التزمت بوعدي ليك و مكلمتهاش و أول حاجه عملتها و كنت محتاجها أول مانزلت هى إنى اشوفها أنا صارحتك بمشاعرى ناحيتها عشان تقربها مش تبعدني عنها أنا عالجت ناس كتير قبل أسيف و دى أول مره ابقي كده مش ذنبي إنى دكتور نفسي ياتيم ..
أغمض “تيم” عينيه بهدوء ثم قال بلطف :
-ماشي يايزيد أنا هقول عرضك لأسيف لأن ده فى الأول و الآخر رأيها بس خليك عارف إنى في فتره الخطوبه بينكم أول مااحس أن أسيف مش مرتاحه أنا مش ممكن اخليها تكمل معاك ابدااا …..
تواري بعيداً عن أعينهم بالظلام الدامس و هو يحاول تنظيم أنفاسه بغضب شـ.ـديد الخطوره و رغبته الآن بالهجوم عليه و أن يوسعه ضـ.ـر.با تزداد كل لحظه ، كيف له أن يتجرأ هكذا إنه يحاول بكل الوسائل امتلاكها و هى بالطبع سوف تقبل !!
*
اجفل حين شعر بيد تربت على كتفه ليتلتف إليها بفزع و هو يحاول تبين الشخص و لم تكن سوي عمته التي جذبت يده و هى تعود بهدوء إلى غرفه المكتب من الباب المُطل على الحديقه ، اردفت فور أن أغلقت الباب و هي تلتفت إليه تحدق بجلسته فوق طرف المكتب بأريحية و كأنه لم يستمع لشيئ منذ قليل …
– سمعت بنفسك ؟!! إيه البرود اللى أنت فيه ده هتقف تتفرج عليه و هو بيتجوزها قبل حتي مـ.ـا.تسامحك ؟!!
رفز انفاسه الحارقه بهدوء و قال و هو يهز كتفيه موليا ً ظهره لها بصوت اجش :
-مش يمكن هى ترفض .. و بعدين أنا مالى دي حاجه تخصها ميهمنيش غير إنها تنسى اللى حصل و ده واضح أنه مش هيحصل ..
رفعت “سمر” إحدي حاجبيها و هي تعقد ذراعيها أسفل صدرها قائله بابتسامه ماكره :
-ترفض !!! أنت مكنتش معانا قبل الغدا و لا ايه ؟!! و بعدين ترفض ليه اصلا جميله و صغيره و هو دكتور و من عيله و نعرفهم كمان و فيه بينهم انجذاب ترفض ليه بقي ؟!!!
كلمـ.ـا.تها كانت تعتبر صوت عقله الذى يفكر الآن بنفس الأشياء نيران تحرق أحشائه بقلق لقد صدقت العمه ، إنها جميله بل فاتنه لطالما شبهها بالساحره سارقه القلوب ، لما تتمسك بعزلتها و هناك من يمد يديه الاثنتين لينتشلها من ظلام وحدتها بل و يحارب أيضاً و الآخر يديه المُلطخه بدmائها تُري سوف تتمسك بيد مَن ؟!!! بالطبع ذاك الطبيب الخبيث اللعين الطامع تشنجت عضلات جسده بعنف شـ.ـديد و اشتدت قبضتيه و مال برأسه يطرقع عضلات عنقه حيث برزت عروقه من فرط غضبه ، تقدmت “سمر” تربت على جسده بلطف حازم و هى تقول :
-شوف يافهد أنا لو مكنتش شيفاك اتغيرت مكنتش قولتلك الكلام ده أنت محتاج إنها تسامحك أنا عارفه بس إزاي تفتكر لو يزيد ارتبط بيها هيسيبلك مساحه تتنفس جنبها حتى ؟!! أنا مقدرش اقولك اكتر من كده و فى النهايه الاختيار ليك بس خد بالك أسيف كرهت غضبك و مش من مصلحتك يظهر تاني هيقلل فرصك مش هيزودها يابني !!!
تركته وخرجت وكأنها لم تشن حرباً بحديثها حرب مليئه بالنيران اللاهبه الهائجه التي سوف تحرق الأخضر واليابس معها أتريد عمته التعقل كيف ؟!!! وقد بدأت مطرقه القلق تدق جميع حواسه ودmاؤه الهادئه تتحرك بثوره داخل عروقه الآن !!! حاول ضبط انفاسه التي بدأت بالتسارع وكأنها تهرب من جسده كما تهرب الفرص معها من بين يديه ، كيف يصل إلي غفرانها وهي تخشب تواجده بنفس الغرفه هو يشعر ،كما شعر بتـ.ـو.ترها ورعـ.ـبها اليوم الذي اضحت تخفيه ببراعه عن ذي قبل بتلك النظرات المحتقره المتحديه …
أيتها الفاتنه البريئه ألا تعلمين أن حصونك تلك أصبحت مُهلكه ؟!!! أصبح نيل غفرانك مطمعى و مسامحتك ملاذي ، أنا ذاك الفهد المرعـ.ـب الذى انقضضت يوماً على قلاعك و هشمتها .. احرقتها بنيران غضبي و حقدى ، ها أنا ذا اتطلع إلي نظرات المغفره من عينيك الجميله البريئه ، أُناشـ.ـد تلك الروح الطاهره التى دنستها بطغيانى يوماً ماا ، أتوسل إليها و أرجوها ، أخوض حرباً لم اتخيل بخوضها يوماً نحوك ، كيف لى بالانتصار و أنا مُهشم الفؤاد ؟!!! كيف لىِّ أن احرق تلك الحصون دون أن اؤذيك مره أخرى ؟!!!!!!
دس يديه بخصلاته و هو يحاول التفكير بهدوء عله يصل إلي أحد حلول تلك المُعضله !! يصول و يجول بالغرفه الواسعة بقلق إلي أن استمع إلى تلك الطرقات الهادئه أعلي الباب يصحبها صوتها الرزين اللطيف بالسؤال عن تواجد أحد بالداخل ؟!!! تقطعت أنفاسه و عُقد لسانه ليرى الباب ينفتح و تدلف إليه بهدوء توقفت على الفور حين لمحته بالمكان و احتلت قسمـ.ـا.ت وجهها تلك النظرات الغاضبه و التفت و كادت تغادر لكنه أستغل قصر المسافه بينهم و أردف مسرعاً و هو يقف بوجهها يتنفس الصعداء أنها أغلقت الباب خلفها قبل أن تلحظ وجوده :
-أسيف لحظه واحده …
حدقت به بغضب كادت أن تصرخ بجملتها الشهيره و هى تحاول الابتعاد و الخروج لاعنه نفسها لغلقها الباب ، لكنه كان أسرع منها و قال بتـ.ـو.تر :
– آسف نسيت إنك مش حابه الاسم مني ، اناا .. كنت عاوز اشكرك علي وقفتك معانا النهارده ..
ذاك الشعور المرعـ.ـب حياله و انقباض قلبها و انكماش روحها داخلها حين تراه لن ينتهِ أبدا مهما حيت .. أغمضت عينيها الخائفه تحاول استجماع شتات أمرها و قوتها و قالت بصوت قوي بعض الشيئ و كأنها تحادث نفسها أيضاً معه و هى تعتصر يديها الصغيره بقوه لمهابتها له إلى الآن :
– انا معملتش كده عشانك و لا عشانها أنا عملت كده عشان ضميري و ربايتي ، معرفش اسيب حد محتاجني للأسف !! و مش عاوزه منك شكر و لا عاوزه كلام اصلاااا ..
كادت أن تنصرف مسرعه قبل حتي أن تأخد ما أتت إليه لتبتعد عنه الآن فقط ، لا تريد سوي الهروب من أمام عينيه القاسيه الخبيثه ، استقبل كلمـ.ـا.تها و هو يحاول السيطره علي أعصابه و إيقاف ارتعاشه وجهه من كثره جزه على أسنانه حتى لا يثير خـ.ـو.فها أكثر من ذلك أردف بهدوء و هو يبلل شفتيه فاركاً ذقنه بحده طفيفه و هو يمنعها بجسده من الخروج :
-انا عارف ده و عارف إنك مش شبهنا أنتِ عمي رباكِ علي أخلاق عالية احنا منعرفهاش و من بعده كان تيم ..
لاتعلم من أين خرج ذلك الشعور الذي انتابها نحو نبرته الهادئه بأنه حزين لفارق التربيه بينهم شعرت ببعض الخجل حين اشعرته أنها تعايره بربايتهم ، لكنها محت لمحه الخجل و هى تردف داخلها هاك الصواب ، عليها أن تريه كم الخِسه و الدناءه التي رأتها علي يديه المُعـ.ـذ.به القاسيه ، إن كان أبيه اللعين غير كاذب ما كان حدث لها ذلك ، نفضت رأسها بعنف خائفه أن تخوض بتفكيرها نحوه أكثر بمعركه لا داعى لها و اردفت بعصبية و نبره جافه :
-اوعي خليني امشي ..
خرجت أنفاسه بهدوء و دmعت عيناه و هو يرى تقلبات نظراتها و همس لها دون شعور :
– أسف …
هرب من أمامها على الفور بعد تلك الكلمه بخطوات واسعه تاركاً إياها بمفردها تحدق باثره بأعين باكيه ، أسرعت تغلق باب المكتب لتسمح بجسدها و روحها بالانهيار بعد تلك اللحظات الثقيله على كليهما و قد أضحت لا تعلم السبيل للنجاه من بين براثن اعتذاراته سواء الصامته أو التى يلقيها علي مسامعها بنبره متألمه واضحه …..
*
طوال ليلته لم يغفل ظل ساهرا يبحث عن معلومـ.ـا.ت حول ذاك اليزيد اللعين يجمع أكبر قدر ممكن من صفحاته الشخصيه و مقالاته المختلفه عن علم النفس و الأمراض النفسيه و بالصباح الباكر كان يستقبل مكالمته معه لمعاونته بحاله شقيقته كما اتفقا أمس اندهش في بادئ الأمر لكنه اعتدل مبتسما بمكر و هو يرحب بمعاونته متفقاً معه على ميعاد مقابلتهم يقص عليه تفاصيل حالتها ….
مكثت “أسيف” بغرفتها و هي تشعر بصداع يكاد يفتك برأسها من الواضح أن ليلتها لم تكن أفضل منه ، فتحت عينيها تحدق بصمت بسقف الغرفه بشرود و هي ترفع صوتها تسمح لأخيها بالدخول ارتفع رنين هاتفها بنفس توقيت دخول “تيم” الغرفه ليتفقدها ، نظر إليها و هو يعقد حاجبيه قائلاً باندهاش :
– أنتِ معندكيش شغل و لا ايه في المرسم !!
تنهدت بهدوء و هى تطلق أنفاسها بـ.ـارهاق قائله :
-لا أنا مش قادره انزل النهارده …
جاورها أعلى الفراش و هو يلقى سترته على طرف الفراش متفقداً رأسها يربت عليها بلطف و هو يقول بقلق :
– مالك ياحبيبتي أنتِ بخير ؟!!!
ابتسمت بهدوء و همست بلطف و هما يستمعا إلى رنين هاتفها الذي لم تجب عليه يرتفع مره أخرى …
– متخافش شويه صداع … شوف مين ياتيم ….
أمسك الهاتف و هو يردف عاقداً حاجبيه بضيق طفيف :
-يزيد !!!
اندهش حين لاقى الصمت منها و لم تتناول الهاتف مسرعه كعادتها بل هزت رأسها بصمت ليتسأل بفضول :
-ايه ده مش هتردى !!
تنهدت تهز رأسها بالسلب قائله :
– مش قادره أتكلم مصدعه ياتيم ..
ترك الهاتف و هو يميل عليها بجسده مقبلاً خصلاتها و قد انتابه القلق لحالتها تلك هامسا لها :
– مالك ياحبيبتى تحبى اقعد معاكِ النهارده ؟!!
أمسكت يده تربت عليها بلطف و هى تقول بهدوء :
– لا ياحبيبي روح شغلك أنا هقوم افطر دلوقت واخد مسكن و اريح النهارده …
تنهد و هو ينظر إليها بقلق غير مقتنعاً بما قالت ليحمحم و هو ينقل أفكاره ناحيه عرض “يزيد” الذي أتى لأجله لكن حالتها لا تشير باستجابه حاليا ، لاحظت حيرته حين طال الصمت بينهم و اردفت بتساؤل مندهش … :
– مالك ياتيم انت عاوز تقول حاجه ؟!!
أغمض عينيه و هو يصارحها علي الفور حتي لا يتراجع مره أخرى قائلاً بصوت قوي :
– اه عاوز .. ، ايه رأيك في يزيد ؟!!!
همست باندهاش تُضيق عينيها ناظره إليه بتعجب :
-رأيي فيه ازاي يعنى ؟!! يزيد دكتور ممتاز ..
زفر أنفاسه قائلاً بهدوء و هو يراقب تغير ملامحها بدقه :
– يزيد طلب إيدك منى ياأسيف ….
أتسعت عينيها و اعتدلت تحدق به بصدmه واضحه و فرغت فاهها و كأنه ألقى على مسامعها خبر إحدى الكوارث الكونيه للتو …
“انسى !”
 
من المتعارف عليه أن تدور عقارب الساعه ليمر الوقت و ينتهى اليوم و يبدأ يوم جديد مشحون بالأعمال و الأشغال لدى البشرية ، و لكن ها هى عقارب ساعتها تدور و تصدر صوتها ولكن يومها ثقيل لم و لن ينتهِ ابداً ، أصبحت عادتها هنا بتلك المشفى طوال اليوم أن تراقب ساعتها بصمت تنتظر انتهاء يومها ببرود و تعيد تلك الذكريات التى برعت بحفرها بعقلها الباطن و إعادتها علي نفسها كل يوم هى علي يقين أنها المتسببه الوحيدة بما حدث لها ، لم تكن “أسيف” صديقتها البريئه و ابنه العم وراء ما حدث لها كما زعمت ، هي طامعه تعلم .. رغبت بما ليس لها تعلم ذلك أيضاً .. لكنها أحبته و بشـ.ـده !!!
ضمت ركبتيها إلى جسدها و احتضنت ساقيها بذراعيها و دmـ.ـو.عها تهطل بصمت قـ.ـا.تل و هى تتذكر صوت ابنه العم الضعيف الهزيل المستنجد بها و برحمتها و لكنها جردت نفسها من المشاعر الإنسانية حينها حيث تركتها تُعاني الويلات و هى تنعم بأحضان أخيها ببرود ، لها كل الحق “أسيف” بكراهيتها و كان عليها أن تتركها بلا مساعدات لكن كما أخبرها الطبيب أنها أتت خصيصاً لتوافيه بالمعلومـ.ـا.ت الخاصه بها علها تُشفى …
استمعت إلى طرقات الباب ثم دلوف أحدهم بالطبع لن يكن سوى ذاك الطبيب غريب الأطوار الذى يأتى إليها كل يوم يتطلع لها بصمت و يسأل اسئله يعرف إجابتها لذلك لا يتلقى منها سوى الصمت كما هى لكنه لا يمل أبداً ، رفعت رأسها حين وجدت أخيها يخطو خلفه و يتوجه إليها يقبل وجنتيها بلطف ثم همس لها بتساؤل :
-اخبـ.ـارك إيه النهارده ياحبيبتي ؟!!
لم تجيبه كالعاده بل هزت رأسها بهدوء لتستمع إلي صوت “يزيد” الهادئ يقول :
– أديك اطمنت عليها ممكن تتفضل عشان أبدأ جلستى معاها ؟!!
قلب “فهد” عينيه بملل ثم نظر إليه يرد عليه بنبره مماثله له بالهدوء و البرود :
– بقالك أسبوعين و مفيش نتيجه بس ماشى أنا فعلا هسيبك لما نشوف اخرتها ..
لم ينتظر إجابته بل مال عليها يهمس لها بأنه سوف يعاود المرور عليها بنهايه يومها كعادته ثم قبل خصلاتها يربت علي جسدها بلطف و اتجه إلي الخارج تاركاً إياهم معا …
جلس “يزيد” أعلى الأريكة و هو ينظر إليها بهدوء ثم ابتسم و قال بنبره رخيمه :
– فهد مشي خلاص تقدري تتكلمى !!
تطلعت إليه بأعين هادئه و شعرت بتلك الرعشه الخفيفه تسري بجسدها جراء سقوط كلمـ.ـا.ته عليها كالدلو البـ.ـارد ، اشاحت وجهها عنه و اضطربت أنفاسها تدعي عدm الفهم ، ابتسم لها بهدوء و اعتدل يستند بكوعيه إلى فخذيه و هو يُكمل بنبره تحذيرية فهمتها علي الفور :
– ماهو لو متكلمتيش معايا هضطر اقول لفهد إنك مش فاقده النطق و لا حاجه و إنك ساكته بمزاجك ..
عدلت وجهها تطالعه بأعينها الحمراوتين من شـ.ـده البكاء و تهتف بغضب :
-عايز ايه مني ما أنا بعدت عنكم كلكممم سيبني في حالى و امشى بقااا ….
ابتسم حين استفزها و استطاع أخيراً إخراج الكلمـ.ـا.ت منها ليردف بهدوء و هو يعود بجسده للخلف واضعاً ساق فوق الأخرى :
-انا مش عايز ياندى أنتِ اللى عاوزه ..
صمت لحظه يراقب ملامحها حيث بدأ الاندهاش يستحوذ عليها رويداً رويداً ليبتسم مُكملا حديثه بهدوء و هو يستقيم متجهاً إلى الشباك يتطلع إلى الحديقه الخضراء البديعة :
– اه أنتِ اللى عاوزانى ياندى ، أنتِ اللى محتاجه تتعالجي و ترجعي لأهلك و لنفسك قبل أي حد ، محتاجه تعترفي إنك مريـ.ـضه مش تمثلي إنك فاقده النطق زي أسيف اللى بتغيري منها …
قاطعته و هى تقف صارخه به :
– أنا مش بغير من حد …
لأول مره يصيح “يزيد” بأحد مرضاه و هو يتلتفت لها بنظرات حاده عنيفه :
-لا بتغيري لدرجه إنك قلدتي حالتها و مثلتي فقدان النطق علي الكل عشان تبقي زيها ..
صرخت بغضب و قد بدأت دmـ.ـو.عها تهطل من ذلك الرجل الذي يعريها أمام نفسها بجحود :
-لا لا معملتش كده عشان غيرااانه .. محصللللش !
اتجه إليها يحدق بها ببرود شـ.ـديد و أردف بعناد :
– لا عملتي كده من غيرتك عشان تاخدي اهتمام تيم ليكِ أنتِ عملتي كل ده قصد …
بدأ جسدها بالارتعاش و هى تنظر إليه بحقد و غضب و قد عجزت عن إيقاف دmـ.ـو.ع ضعفها أمامه لتصرخ بعنف و هى تلقي بثقل جسدها أعلي الأريكة :
– ايوه عملت كده عشااان يجي و أشوفه و مجااااش ، حتى هر جت و هو مجاش يشوفني حاولت اصعب عليه زيهااااا هي وخدااه ليهااا بدmـ.ـو.عها و أنا محتجااااه أكتر منهاااا عاوزه اترمي في حـ.ـضـ.ـنه عااووزه اقوله إنى محتجااه بعد ابني ما راااح مني …
بدأت تتنفس من فاهها و هى تضغط على خصلاتها بعنف و صوت بكائها ونحيبها يصدح بالأجواء غطت وجهها تتوارى عن أنظاره و تخفى ضعفها تبكى بعنف و شهقات مرتفعه و هى تهمس :
-انا عارفه اني غلطت كتير بس أنا لسه بحبه و مش عارفه أخرج حبه من جوايااااا ، عارفه إنى غدرت بأسيف و أذيتها و اهوه حقهااا رجع و ابني مااات قبل مااشوفه لييييه القسوه دي معقول مصعبتش عليه بعد مـ.ـو.ت ابننا ، أنا بحبه زعلانين كلكم علي أسيف و أنا الشريره اللي اذيتها ، ضعف أسيف كااان غلططط و رغم إنها اتأذت زمان من برائتها لكن برضه أصرت تفضل زى ما هى ، أنا مش بكره أسيف محدش فيكممم فاهمني كلكممم كنتوا القاضي و الجلاد عليااااا ، تخيل جدو مجاش ولا مره ليا هناا رغم إنه هو و تيته كانوا هيتجننوا على أسيف لما خدها و مشى ، اناا .. اناا مش بكرهمممم …
خارت قواها لأول مره و بدأت تتحدث بتشتت و عبث حيث شهقاتها تتعالى و انهيارها يزداد … و تلك القبضه فوق قلبها تعصره بقوه شـ.ـديده و هى تتسأل داخلها هل يفنى عمر الإنسان من كم الأوجاع ؟!
للصمت ضريبه تدفعها تلك القلوب الساكنه و للكتمان و.جـ.ـع ينبش ببقايا أرواحنا المُرهقه ، ومهما بلغ الشر داخلنا تحاربنا قوى الخير لتطفو على وجه الحياه مره أخري أيتها الجروح الغائره للوحده ضريبه ادفعها الآن بضيق أنفاسى ، تحولت قواىّ للدفاع عن نفسي إلى نيران غيره و حقد احرقتنى وحدي بالنهايه ، أنا الخاسره التي شنت حربها على بريئه حاقده علي محبه لم أملكها يوماً ، أنا تلك الصامته التى توارت خلف جدران القوه الواهيه و الحقد الدفين لأحتمى من بنى البشر و تدريجياً تحولت إلى فتاه الشر بحياه من حولى ……
تنهد “يزيد” و قد بدأ يستوعب حالتها حين بدأت بالأحاديث المشتته و رغم تشتت نظراتها و شهقاتها المرتفعه و دmـ.ـو.عها التي تهطل كالشلال ، إلا أنه اندهش من كم المشاعر التى تصل بالإنسان إلي تلك الحاله لم تتعرض “ندى” إلى ما تعرضت له “أسيف” لكنه اكتشف أنها أضعف من “أسيف” بمراحل و ما جدار القسوه سوى سِتار تحتمى به من الجميع !!!
أمسك كوب المياه و هو يناولها إياه بلطف و قال محاولاً تهدئتها :
-لو كنت أعرف إن استفزازك هيعمل كده مكنتش اتكلمت خالص و أنتِ ساكته كان ارحم …
نظرت إليه بحـ.ـز.ن و قد شحب وجهها و باتت أعينها ذابله ترى منهما روحها المُهشمه ، لكنها أغمضت عينيها بسكون حين وجدته يبتسم لها بهدوء و ما كانت كلمـ.ـا.ته سوى مزاح هو لم يمل منها كما فعل الجميع بل يمازحها !!!!
*
وقفت “سمر” تحدق بتلك اللوحه الجميله التى أبدعت “أسيف” بها و قد ظهر بها كم هى ماهره ، فنانه مبدعه رقيقه انبهرت العمه و هى تمدح لوحاتها المختلفه بكلمـ.ـا.ت لطيفة ابتسمت لها “أسيف” برقه و هى تقف متجهه إلى مرحاض المرسم الراقى خاصتها تغسل يديها بهدوء و هى تقول بصوت رزين متسائلة :
-و أنتِ عاوزه تروحى لتيم ليه يا عمتو ؟!!
تنهدت العمه بهدوء و هى تعبث باصابعها الرقيقه بفرشاة صغيره أمامها قائله :
-و لا حاجه ياقلب عمتو أنا لقيت نفسى فاضيه قولت اعدي عليكم و ناكل برا سوا بقالنا فتره طويله مخرجناش سوا ياأسيف ..
عادت إليها و هى تبتسم بلطف قائله بهدوء :
– فكره حلوه برضه خلينا نغير جو القصر ..
ثم تنهدت و هى تهمس بحـ.ـز.ن :
– و تيم محتاج ده برضه …
بدأت تجمع متعلقاتها و تستعد للمغادره ليرن هاتفها و تُنير شاشته باسم “يزيد” بللت شفتيها و هى تنظر إليه بصمت دام لحظات ؛ ليأتيها صوت عمتها التى ربتت بلطف على كتفها ثم أمسكت ذراعها بلكف حازم تقول بهدوء :
-قررتى إيه ياأسيف ؟!!!
تـ.ـو.ترت ملامحها و تصنعت عدm الفهم و هى تغلق شاشه هاتفها تهمس لها :
– فى ايه ياعمتو ؟!!
ابتسمت عمتها بهدوء و كورت وجهها الصغير تنظر داخل رماديتيها الجميله قائله بنبره رزينه :
– أنا مربياكِ ياأسيف أنتِ بـ.ـنتي يعنى لما تبقي محتاره و متـ.ـو.ترة أول واحده بتعرف ده أنا …
لم تستطع أسيف مقاومه تلك الابتسامة الساخره فوق شفتيها و اردفت بحـ.ـز.ن بالغ و هى تزيل كفها عن وجهها بهدوء :
– فعلا ؟!! للأسف ياعمتو أنتِ مربيانى بس ، لما كنت خايفه من كام شهر أتكلم عن اللى بيحصل فيا مكنتيش بت عـ.ـر.فينى ليه و أنا متـ.ـو.تره و محتاره ؟!! اشمعنا دلوقت !!
عقدت “سمر” حاجبيها و همست لها بصدmه واضحه :
– أنتِ مكنش واضح عليكِ حاجه ساعتها يابـ.ـنتى تفتكري أنا ممكن اشوف كده أو ابقى عارفه اللي بيحصلك واسكت ؟!!
أغمضت “أسيف” عينيها و قالت بهدوء :
– انا مايهمنيش تسكتى أو لا لكن لو أنا فعلا بـ.ـنتك و اتعمل فيها كده هتساعديني انسي و لا لا ؟!!
اتسعت أعينها و هى تهز رأسها بالإيجاب قائله باندهاش :
– و أنا مش بساعدك ياأسيف ؟!!! ده أنا كل أمنيتى دلوقت إنك تنسي و تعيشي حياتك عادي ..
بللت “أسيف” شفتيها تهمس لها :
– أنا عمرى ما هنسي ياعمتو ، و.جـ.ـع جـ.ـسمي بصحا عليه كل يوم كأنه كان امبـ.ـارح ، كلامه في ودنى و همسه فى كوابيسي ، إني اشوفه كل يوم قصادي و اسمع صوته ده بيوجـ.ـعني و مش هينسيني ابدااا ، انسى اهانته ليا ؟!! عايزاني أنسي ذله ؟!!! عايزاني انسي و انا بصرخ و بترجاه يرحمني و هو كأنه في عالم تاني مش سامع و لا حاسس ؟!! عايزاني أنسي إنه كان بيخطط شهور إزاي يهيني و يذلني و هو عارف إني مليش ذنب في كل ده ؟!! عاوزاني أنسي إني وثقت فيه و سافرت معاه زي الطفله بالظبط و فاكره ان خـ.ـو.في منه كان وهم عشان مش متربي معايا زى نائل و كوابيسي كلام فارغ و اتفاجئ بوحش بينهش فياااا ؟!! عاوزاني أنسي اييييه ؟!!!! كنتِ أنتِ نسيتي طليقك ؟!! فاكره قولتي إيه لتيته لما قالتلك هيرجعك و لسه بيحبك ؟!! قولتلها عمري ما انسي كلامه وثقتي فيه راحت ارجعله ازاي ؟!! أنتِ مش ناسيه كلام و عاوزاني انسي كلامه و ضـ.ـر.به و اهاناته و ذله لياااا ؟!!!! هاااا ردي علياااااا كان مين بينسي ؟!!!! و اشمعنا انا اللي انسي فيكمممم ؟!!! عشان أنا أسيف ضعيفه الشخصيه مش كده ؟!!! مين قالك إني محاولتش انسي ؟!! انا حاولت أنسي خـ.ـو.في من الرجـ.ـاله بعد اللي شوفته ، قولت مش ممكن يكون زي السواق المقرف ده .. ده ابن عمي .. هيعاملني زي ندى ، مفيش حاجه تخـ.ـو.ف ، عارفه لما كان بيتعصب كان بيعمل فيا ايه ؟!! هااا ؟!! عارفه كنت ببقى مرعوبه قد إيه ؟!! كنت بخاف انام و يهجم عليا يضـ.ـر.بني ، كنت بترعـ.ـب لما أحس أنه صاحي قبلي ، كنت بموووت كل يوم و انتوا مش حااسين و لا عااارفين ، و في الآخر جاااي بمنتهي البساطه يقولى آسفففففف!!! آسف علي ايه هااا آسف على جـ.ـسمي اللى استباحه و لا عضمى اللى كـ.ـسره و لا الكلام اللي حفظهولى ؟؟!! آسفففف علي اااايه هااا ؟!! ازاي بعد كل ده عاوزاني انسي ؟!! لو كنت بـ.ـنتك كنتِ هتقوليلها انسي ؟!!! انا عمري ما هنسي و لا هسامح ، عمررري …..
لهثت بعنف فور ذلك الانفجار اللعين بكلمـ.ـا.تها المخزونه منذ أن رأت وجهه الكريه مره أخري منذ أن عادت وهي تريد الصراخ بتلك الكلمـ.ـا.ت علها تشفي جروحها الغائره و تُطفئ نيران قلبها المشتعله ، علها تعود بريئه كما كانت ، كتمان الو.جـ.ـع أشـ.ـد من الو.جـ.ـع ذاته ياساده إنها نيران تكوى قلوبنا الصغيره تحرقها بلا شفقه !!!!
مسحت تلك القطرات الساخنه اللعينه التى ألهبت وجهها و أرهقت روحها و اتجهت إلي الباب الزجاجي تفتحه لتخرج للهواء الطلق علها تزيح قليلاً من ثقل روحها ، ليرن هاتفها بجيب بنطالها مره أخرى بإلحاح واضح من المتصل ، اخرجته تحدق به لحظات ثم تنهدت بهدوء و هى ترفعه إلي أذنيها بعد لمسه خفيفه منها على شاشته تُعلن ايجابها أخيراً على اتصالاته المتكرره هامسه له بهدوء و هى تُغمض عينيها بـ.ـارهاق :
– ايوه يايزيد ، أنا موافقه …..
وقفت “سمر” متسمره بمحلها شاحبه الوجه تحاول إيقاف تلك الدmـ.ـو.ع التى اغرقت وجهها فور أن استمعت إلى كلمـ.ـا.ت ابنه أخيها الرقيقه لاعنه ابن أخيها الغبى الذى أرهق تلك الجميله إلى تلك الدرجه لقد دنس روحها و عبث ببراءتها بجبروت و طغيان لا حدود له ، لن ينفع النـ.ـد.م صاحبه ابداااا ، استمعت إلى موافقتها و انتظرت إنهائها المكالمه ثم اتجهت إليها و هى تتطلع إلي رماديتيها المقهوره بو.جـ.ـع لتجذبها بقوه إلى أحضانها و تربت على خصلاتها و هي تبكى معها بصوت مرتفع هامسه باعتذارات متعدده لن تُعيد ما ضاع …
*
وقف “تيم” أمام شرفه مكتبه الزحاجيه يحدق بحركه السيارات بشرود تام و قد غاب عقله بعده اتجاهات هو إلى حد ما اطمأن على شقيقته رغم صعوبة ذكرياتها و جراحها التى اكتشف مؤخرا أنه من الصعب مداواتها إلا أنها أفضل الآن لقد أصبحت أقوى عن ذى قبل تعتمد على ذاتها و تتخذ قراراتها بعقلانية و هدوء كان عليه أن يعلمها ذلك من قبل .. هو أكبر مشارك بما حدث لها لكنها على ما يرام الآن …
ماذا عن طليقته ؟!! “يزيد” أخبره أنه من الصعب الكشف عن أسرار حالتها لكنه أقر أنها أفضل من حاله “أسيف” ، ما ذاك الشعور بالذنب نحوها هى أم مـ.ـا.ت جنينها لكنها من جهه كانت مُقبله على قــ,تــل شقيقته !! هل عليه أن يشفق عليها ، شعور غريب بالخواء يتملكه نحوها كيف كان يحبها ؟!! هل ذلك لم يكن شعور بالحب نحوها ؟!! هل كان يشفق عليها ؟!! و على وحدتها ؟!! زفر أنفاسه بـ.ـارهاق شـ.ـديد ليجفل حين استمع إلى صوتها الرقيق يشاركه عزلته قائله و هى تحتضن خصره من الخلف واضعه خدها على ظهره :
-ياااه مين واخد عقلك ياتيموو ؟!!
ابتسم بهدوء و هو يعتدل بجسده يحتضنها بقوه هامساً لها فور تقبيل خصلاتها :
-الشغل ياقلب أخوك ِ … خلصتى بدرى يعني مش قولتى هتكملي اليوم فى المرسم ؟!
ابتلعت رمقها بتـ.ـو.تر ثم ابتسمت له بخجل و قد بدأت وجنتيها بالتورد اللطيف ليضيق عينيه ثم يردف بهدوء متسائلاً :
– وافقتى ؟!!
عضت على شفتيها و هزت رأسها بالإيجاب و هى تشير بيديها بحركات توضيحيه أثناء حديثها الهادئ :
– اه بس مش هنعمل حفله خطوبه عشان تيته هي الدبل بس هنلبسها سوا في حفله صغيره ع قدنا كده لحد ما تعدى فتره ..
وضع يديه بجيبي بنطاله و هو يحدق بها بنظرات لائمه :
اتفقتوا على كل حاجه يعني و جايه تبغليني بس مش أكتر ..
أتسعت أعينها المذهوله تهز رأسها بالسلب مسرعه هامسه بحـ.ـز.ن :
– أبدا والله ياتيم كل الحكايه أن يزيد لحوح جدا و أنا قولتله مش هينفع عشان تيته و هو وافق و قال إنها مش مشكله ، أنت مش موافق على يزيد صح ؟!!
حدقت به بتساؤل ليهز رأسه بـ.ـارهاق ثم أحاط كتفيها و اتجه إلى الأريكة الجلديه الأنيقه يجلسا فوقها معا و هو يحتضنها رابتاً على خصلاتها هامساً لها بلطف :
-شوفى ياأسيف أنا مش عاوز أى حاجه غير راحتك و سعادتك يااحبيبتي و لو راحتك معاه عمرى ما هرفض لكن ده ما يمنعش إنى وراكِ دايما و معاكِ و أول مااحس إنك مش مرتاحه هبعده عنك تماماً ، مش هكرر غلطتى يا أسيف …
قبل خصلاتها يهمس بلطف حازم :
-اوعدك ياقلب أخوكِ محدش هيقربلك طول ما أنا بتنفس ..
أحاطت خصره بقوه تدس جسدها الصغير بأحضانه الدافئه و شعور الإمتنان بتعويض القدر لها بذلك الأخ الرائع الحنون لا يضاهيه شعور الآن كم تعشق ذاك الرجل الحنون و تتمنى أن يكون يزيد نسخه منه وضعت قبله صغيره أعلى وجنته و عادت مره أخرى لأحضانه بهدوء ليبتسم لها قائلاً :
-متأكده من قرارك ياأسيف ، خليكِ فاكره إنك هتظلمي شخص معاكِ لو كملتى عشان ده يزيد الدكتور ، اظن فهماني ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تهمس له بهدوء بعد أن أطلقت تلك التنهيده ذات الأنفاس الساخنه من رئتيها :
-متأكده ياتيم … بس خليك جنبى دايما …
أحاط خصرها بقوه و قبل خصلاتها يهمس بما جعل ابتسامتها الجميله تطفو على شفتيها :
– أنا جنبك و معاكِ في كل لحظه ياقلب تيم و عمري ما هسيبك ما تخافيش ، و استعدى بس لمرحله جديده في حياتك أتمنى تعوضك عن اللى فات ياقلب أخوكِ ….
“خِطه!”
 
داخل تلك الغرفه الرياضيه المجهزة بأحدث الأجهزة و التقنيات الحديثة يجلس فوق الأرضيه و المياه تتقطر من جميع أنحاء جسده مياه عرقه و دmـ.ـو.عه معااا ، ما هذا الشعور القاسى ؟!! منذ أن عرف من عمته بما تخفيه بقلبها و عقلها عن الجميع و هو بأسوأ حالاته على الإطـ.ـلا.ق شعور الذنب و النـ.ـد.م قـ.ـا.تل يكاد يهلك بين رحاياهم فاقداً ما تبقي من أنفاس مقاومته أغمض عينيه و هو يستعيد هيئتها المتوسله له ، المستجديه رحمته حين كانت مُدرجه بدmائها الطاهره ، لقد دنسها ، قــ,تــل براءتها و الآن يبكى على ما اقترفته يداه …
مسح دmـ.ـو.عه عن وجهه بعنف ثم رفع يديه يجمع خصلاته جاذباً إياها للخلف بقوه عله يصل إلى حل بتلك الكارثه ، لقد وافقت على ذاك اللعين ليكون زوجاً لها ؟!! لقد أبت أن تمنحه عفوها و غفرانها ، و سوف تبدأ بحياه جديده مع رجل آخر ؟!!! هل عليه أن يقف الآن مكتوف الأيدى مُختبئاً بتلك الغرفه ؟!!! هل يأخذ دور المشاهد الصامت ؟!! لقد رفضت جميع محاولات التفاوض معه عليها أن تسمعه فقط مره واحده لعلها تغفر !!!! لعلها ترحم عقله المرهق و قلبه الثائر الآن …..
وقف وهو يزفر أنفاسه بقوه ثم اتجه إلى كابينه الاستحمام يمنح جسده حمام دافئ قبل أن يبدأ بما يمهده الآن بعقله ، حسناً إن كانت لا تريد أن تسمعه لتري بأم عينيها ؟!!!!!
مر الوقت به و هو يُعد جيداً ليصل إلي غرضه قبل أن تبدأ حفله خطبتها لرجل آخر اليوم لن يحدث ذلك لن يرى ذاك اللعين جواراها ، خرج من غرفه المكتب يراقب حاله الهرج السائدة بحركه الخادmـ.ـا.ت حيث يحاولن إنجاز ما تكلفه بهن العمه التى وقفت بعيداً نسبيا تحدق به بنظرات حزينه و كأنها تعتذر له ! ابتسم بسخرية داخله و هو يتسأل من عليه الاعتذار ؟!! هز رأسه بـ.ـارهاق و كاد أن يتجه إلى الأعلى لتبديل ملابسه لكنه اصطدm ب “نائل” الذى كان يهبط مسرعا و هو يتحدث بالهاتف و من كلمـ.ـا.ته من الواضح أنه يتفق علي إحدى التنظيمـ.ـا.ت ، جز علي أسنانه بقوه و أمسك ذراعه يوقفه و رماديتيه ترسل النظرات المشتعله له ليعقد الأخير حاجبيه و ينهى مكالمته مسرعاً و هو يتجه معه إلي جناحه مندهشاً مما يفعله ابن عمه ليقول فور أن أغلق الهاتف و بلحظتها أغلق “فهد” باب جناحه :
-ايه يااعم أنت بتعمل ايه أنا مش فاضى أسيف طالبه منى كذا حاجه ….
لكزه “فهد” بكتفه بقوه و هو يهتف بعنف :
– أنت معندكش دm يلااا ؟!!! أنت هتساعدها تتجوز الواد الملزق ده ؟؟!
ابتسم “نائل” ببرود و هو يدلك محل لكزته القويه التى جعلته يطـ.ـلق تأوه خفيف و غمز بإحدى عينيه له يقول بتساؤل مزيف :
– و أنت مش عايزنى اساعدها ليه هاا ؟! هي بـ.ـنت عمي و هو صاحبي و بصراحه لايقين اووي علي بعض …
اتسعت مُقلتيه حين تلقي لكمه قويه و دفعه عنيفه بمنتصف صدره أدت إلى ارتطام قوي لجسده بالحائط خلفه أطلق صيحه قويه حين انقض عليه “فهد” بشراسه صارخاً به بعنف :
– مين دول اللى لايقين علي بعض أنت بتستعـ.ـبـ.ـط و لا عااامل مش فاااهم ، أنت بتساعد صاحبك ضد ابن عمككككك ؟!!!
لكمه “نائل” فى عضلات باطنه بعنف و هو يحاول تخليص جسده منه صارخاً به بغضب :
– ايه يافهد الغباوه دى تصدق ليها حق ترفض تكلمك اناا راجـ.ـل و مستحملتش .. و بعدين ايوه أساعد صاحبي طالما يستحقها لو اتحطيت أنت و هو فى الكفتين طبيعي هو يكسبك كفايه إنه مش غـ.ـبـ.ـي كده …
لا يعلم ماهية ذاك الشعور حين حدثه عن استغلال قوته الجـ.ـسمانية معها ،،، ومعه الآن …
عاد بجسده إلى الخلف و هو يفك اسره مُبللاً شفتيه و قد زاغت عينيه بعده اتجاهات يحاول صرف هيئتها عن عقله حتى يتثني له استجماع شتات عقله و قلبه الذى ينبض بين ثنايا صدره بقوه شـ.ـديدة منذ علم بأمرها هى والطبيب و كأنه مقبلاً علي حرب .. هى بالفعل حرب ؛ حرب خاضتها بمفردها نحوه تعثرت أمامه عده مرات ليبتسم ظناً منه أن تلك هى لحظه انتصاره لكنها كانت تخذله حين تقف بمواجهته مره أخرى مُلطخه بدmاء انتصارها هى عليه تلوح له بابتسامه صافيه عله يرفع رايته أمام براءتها لكنه أبي و اسكتبر ، ليكون مصيره جاثياً على ركبتيه أمام عرشها ينتظر أمرها بفك أغلال أسرِها له ….
وقف “نائل” يحدق به ببعض النـ.ـد.م حين رأى ذاك الحـ.ـز.ن الطاغى على ملامحه الرجوليه ليتقدm منه رابتاً على كتفه بحزم يقول بهدوء :
-سيبها فى حالها يافهد أنا نفسى خـ.ـو.فت منك دلوقت اللى بتعمله ده مش ممكن يخليها تفكر فيك لحظه واحده أو أنها تسامحك حتي ..
حدق به بأعين دامعه مُنهكه من فرط الو.جـ.ـع الذي قاساه و لازال يقاسيه بمفرده ثم همس بصوت متحشرج أجش :
– مش قادر اسيبها يانائل ، حاولت و معرفتش نظراتها ليا مجرد ما بتشوفنى صدفه بس بتفضل في عقلى طول يومى خنجر داخل طالع في قلبي كل مافتكر اللي عملته أنا عارف إنها جريمه و عارف إنى دmرت أى أمل بينا بأيديا و عارف إنى أناني في طلبي أنها تسامحني بس أنا مش قادر .. حط نفسك مكانى ، لو حبيت واحده هتقدر تشوفها مع حد غيرك ؟!!!
اتسعت أعين “نائل” بمفاجأة لم يكن ينتظر اعتراف ابن العم ابداااا بتلك اللحظه ليهمس بذهول مستنكر :
– حبيتها ؟!!
و كأنه كان ينتظر كلمه ابن عمه ليصـ.ـر.خ بغضب و هو يصول و يجول حول نفسه يجذب خصلاته بعنف و يلوح بيديه :
– ايوه حبيتهااااا ، مين يقدر يشوف أسيف ومايحبهااااش انا حبيت أسيف و براءتها حبيت أصغر تفصيله فيهاا بقيت تجذبني ليها غـ.ـصـ.ـب عني و بقيت بحارب نفسي عشان ماخونش عهدى لواحد اكتشفت انه اصلاااا كان مريـ.ـض عيشني في وهم انتقااام مش موجود ، عارف أنا رجعت بيها هنا ليه ؟!! عشان ماقدرش اجى جنبها عشان أخاف منكم لو عرفتوا باللي بعمله و مقربتش منها من ساعتها كوابيسى مكنتش بترحمني اصلاااا لحد ماجت الليله اللي حاولت أقرب منها بجد و رفضتني ، مشوفتش غير نظرات أمى و كلام ابويا بقي في وداني هاتلي راجـ.ـل واحد يقبل إن مـ.ـر.اته ترفضه مشوفتش قصادي و بعترف إنه أكبر ذنب عملته في حيااتي كانت هى ، أنا بتمني إنى أمـ.ـو.ت عشان أنسى اللى عملته فيهاااا ، بتمني أني أمـ.ـو.ت كل لحظه بشوف بنظراتها لياااااا ، بتمني المـ.ـو.ت و لا إن راجـ.ـل تاااني يقرب من أسيف و أنا عااايش ، أنا نـ.ـد.مت إنى طلقتها كان لااازم اخليها علي ذمتي غـ.ـصـ.ـب عنها و عنى ، بس قولت كفايه غـ.ـصـ.ـب عليها لما تهدي هحاول معاها مره و اتنين و تلااته لحد مـ.ـا.تسامحنى ، أيوه انا طمعت في رحمتها ، و لسه طمعان يا نائل ، قولي اعمل ايه غير أني اسيبها لراجـ.ـل غيري أنا مش ملاك عشان اعمل كده …
سلط أنظاره أخيراً عليه و هو يلتقط أنفاسه اللاهثه اثر صراخه الغاضب العنيف حيث صدره يعلو و يهبط بعنف ، نبضات قلبه يسمعها الآن ابن عمه المذهول مما يسمعه هل ذلك فهد ابن عمه الصامت الصارم ؟!! هل يحب “أسيف” بالفعل ؟!! لقد ظن أنه غار من علاقتها بيزيد فقط ، لكن مشاعر ابن العم حقا تحركت نحو المستحيل بذاته ، راقب “نائل” تلك الدmـ.ـو.ع التي تلمع علي لحيه ابن عمه و يراها لأول مره بذهول حقيقي نظرات الانكسار التى تصرخ بها مقلتيه حقا او.جـ.ـعته ليزفر بـ.ـارهاق و هو يهز رأسه بعدm تصديق لما تؤول إليه أمورهم لقد أصبحت الأمور أكثر تعقيداً الآن ليهمس بصوت واضح و بدا انه يتحاشى النظر إلي ذاك الفهد :
– مستحيل أنت بتحاول في حاجه مستحيله يافهد ، أنت متعرفش مشاعر أسيف ناحيتك شكلها إيه دي مش مستحمله تشوفك حتي ، أنا نفسي خـ.ـو.فت منك دلوقت تخيل بقي واحده زى أسيف عاشت معاك أيام و ليالي بالرعـ.ـب ده مش بس لحظاات زيي ..
اتجه إليه “فهد” يضغط على كتفيه بقوه و هو يهدر بصوت متحشرج :
– نائل مفيش غيرك يساعدني حتي عمتك من ساعه كلامها مع أسيف قالتلي انسي بس أنا فعلا مش قادر ، أنا مش طالب غير إن يبقي ليا حاجه فى كفتي عندها و ده مش ممكن يحصل لو يزيد ارتبط بيها هو فاهم مشاعرى ناحيتها عشان كده بيسرع من ارتباطه …
عقد “نائل” حاجبيه بتوهان و أردف باندهاش :
– مش فاهم يعني ايه كفتك تتساوى أنت هتعمل ايه ؟!! و أنا اساعدك ازاي بقولك مش طايقه تسمع اسمك ..
عقد “فهد” حاجبيه و هو يردف بغضب :
– ماخلاص يابني آدm عرفت إنها مش طايقه تسمع زفتي ، الكفه تتساوي يعني أنا دلوقت الشيطان فى نظرها و يزيد باشا طبعا الملاك الحارس و أنا مش عايز غير فرصه اقدر أوضح فيها إني اتغيرت و اخليها تسامحني ..
نطق كلمـ.ـا.ته الأخيرة بهزل و ضعف شـ.ـديدين وبدأت الدmـ.ـو.ع تلتمع بعينيه بنظره يائسه للغايه حركت غضب ابن عمه من ذاك الضعف الذي بدا عليه لأجل فرصه واحده ؟!! زفر “نائل” بـ.ـارهاق و قال بهدوء نسبي :
– طيب و أنا اقدر اساعدك ازاي ؟!!! و غير كده خليك فاكر تيم هاا لو أسيف قبلت تسامحك مش تحبك واخد بالك أنت … تيم ممكن يقــ,تــلك و يقــ,تــلها و يقــ,تــلني علي مساعدتي دي أنا عارف ان آخرتي على ايد حد منكم و بما إنك بقيت كيوت كده عشان خاطر سوفي يبقي أكيد تيم هو اللى هيقــ,تــلني …
كشر “فهد” عن أنيابه بغضب و أمسك تلابيبه يجذبه إليه و هو يردف بغضب ينافي حالته منذ قليل تماماً :
– مين ده ياض اللى بقاا كيوت و عشان ايه ؟!! اسمها ايه سمعني تااني ؟!!!
ضيق عينيه و قد لوحت أمارات عنفه و غضبه بالاجواء ليبتسم “نائل” و يردف ببرود و هو يربت على ظهر يدي “فهد” المتشبثه بتلابيب قميصه بعنف :
-لاااا بقولك إيه أنت حالياً محتاج مسااعده هااا ، جو الغطرسه و قله الأدب دي هتطفش البت أكتر ما هى طفشااانه لم نفسك كده و افتكر أسيف بتكره العنفففف !!!
أغمض “فهد” عينيه يحاول استجماع هدوءه ثم انزل يديه عن قميص ابن عمه المستغل و ابتسم ببرود مماثل يقول بمكر :
-حلو يعني قبلت تساعدني …
نظر له “نائل” بطرف عينيه بقلق ثم اردف :
– ايه ده أنت مبتسم كده ليه احنا هنقــ,تــل يزيد و لا ايه ؟!! بقولك إيه أنا من الاول قلقان منك و ..
لكزه “فهد” بغضب و هو يقطع سيل كلمـ.ـا.ته و أفكاره قائلاً بغضب :
– بقولك ايه يازفت أنت متعصبنيش أنت شايفني قتال قــ,تــله قصادك ، خلاااص بطلت زفت عنف اومال أنا اتعالجت من ايه ، أنا هستخدm دmاغى بسسس زي ما هو بيعمل ..
تنهد “نائل” و قال بعقلانيه :
-تمام هساعدك بس أول مااحس بضرر ناحيه أسيف أنا هوقف على طول أنا معنديش استعداد اخسرها ده أنا لو ليا أخت مكنتش هتعمل معايا اللى هى بتعمله ، ده غير إن يزيد صاحبي و مش هضره برضه اعملك اي حاجه بعيد عنهم ..
زفر “فهد” و هو يهز رأسه الإيجاب رابتاً على كتفيه بقوه :
– أولاً أنا مش ممكن أأذيها يااغـ.ـبـ.ـي و أنا بعمل كل ده عشان تكلمني ، ثانياً قولتلك إني مش قتال قــ,تــله مليش أي علاقه بيه كل محاولاتي هتبقي معاها ..
اتسعت عيني “نائل” يهتف مسرعاً :
-لحظه لحظه هما محاولات مش محاوله ؟!! أنت مطول و لا ايييه لا ده أنت شكلك ناوي تشتري ليهم تذاكر شهر العسل ..
رفع يديه بحمايه أمام وجهه حين أغضب ابن عمه و كاد يلكمه بعنف علي كلمـ.ـا.ته الغير منتقاه بالمره ليسرع قائلاً :
– قولي عاوز تبدأ بايه يا كبير و أنا تحت أمرك …
تنهد زافراً أنفاسه و هو يحدق به لحظات قبل أن يبدأ بقص عليه ما يريد فعله بالتحديد ليقلب تلك الليله …
*
جلست “ندي” شارده فوق ذاك المقعد فى الحديقه تحاول صرف تفكيرها عن ذاك الطبيب الذى استطاع كشف مكنون صدرها و لعبتها الحمقاء لقد تمكن من إشغال عقلها كما أراد و تحميلها ذنوب ما اقترفته أيديها مؤكداً عليها أنها المتسببه بما آلت إليه حالتها و أن الله قد اختار الأفضل لها حين فقدت جنينها حيث قال إنها فرصه عظيمه عليها اغتنامها و الإعتراف بمرضها لأجل التداوى منه ، زفرت بـ.ـارهاق و قررت العوده إلى غرفتها مره أخرى علها تنعم ببعض ساعات النوم التى حُرمت منها طوال ليلتها الثقيله ، اتسعت عينيها حين وقعت انظارها على تلك الحقيبه المخصصه للهدايا اتجهت إليها تقف عاقده حاجبيها و بدأت أناملها تعبث بمحتوياتها لتجدها عبـ.ـاره عن علبه كبيره مغلفه و محكمه الإغلاق جيداً ، ابتسمت تلقائياً و هى تقرأ سطور الورقه المطويه بجانب العلبه ثم أعادت قرأتها بصوت واضح و كأنها تحاول تصديق ما تراه الآن :
-افتحي هديتك و حاولى تستغليها أنا مشغول النهارده و مش هقدر اقابلك لكن ميعادنا بكره عاوز اجى ألاقيكِ منفذه ده ..
ابتسمت و بدأت أناملها بفك الشريط الحريري و هي لأول مره منذ وقت طويل تُبدي حماستها ناحيه شيئ ماا …..
*
وقفت “أسيف” تعقد ذراعيها أسفل صدرها بغضب و هي تحدق بذاك الفستان النبيذي الذي أرسله اليها “يزيد” مع بطاقه صغيره تحوى رساله مقتضبه أمسكت هاتفها و هى تطرق عليه بغضب مسرعه تتصل به منتظره لحظات قبل أن ترفعه إلى أذنها قائله بغضب :
– ايه ده يايزيد ، مين قالك إنى هلبس اللون ده اصلااا ، أنت عارف إنى بكره اللون داااا
صمتت لحظات تستمع إلي حديث قبل أن تقول بغضب و هى تحاول التقاط أنفاسها و عمتها تحدق بها باندهاش :
-ردmاادي ايه لا ده مش رمادي و الورقه قصادي مكتوبه بخط ايديك أنا عارفااه …
لحظات مرت عليها و هى مره أخرى تحدق بالورقه ثم زفرت بغضب و قالت باعتذار :
-انا هختار فستاني بنفسى أسفه ليك مش هقدر ألبس ده ..
بللت شفتيها ثم بدأت ثورتها بالخمود تدريجياً و هي تقول متنهده :
– خلاص ماشي .. مش زعلانه لا … سلام ….
اختفت ابتسامه ذاك المراقب للوضع من خلف الجدار و ابن عمه يلكزه بجانبه هامساً له :
– أنت مقولتليش ليه علي موضوع الفستان ده احنا مش اتفقنا مش هتتدخل بينهم ..
غرس “فهد” أصابعه بعنف فى ذراع ابن عمه و هو يسحبه بعيداً حتي لا يتصاعد صوتهم لها .. ثم هدر معنفاً إياه بغضب :
– ايه يابني ادm أنت و أنا عملت إيه ليهم كل الحكايه بحب اللون ده و كان نفسي تلبسه بس للأسف أسيف اتغيرت ١٨٠ درجه بس بدايه حلوه برضه …
حدق به “نائل” باندهاش ثم قال و هو يضيق عينيه بسخرية :
-بتحب اللون عليها ! فهد ياحبيبي فوووق أسيف بتتخطب لواحد تاني يعني هتلبس ليه هو مش ليك أنت صدقت ن..
قطع حديثه و هو يكمم فمه و يده الأخري خلف رأسه يهزه بعنف و غضب متشـ.ـدقاً و هو يزيح جسده للحائط ليرتطم به :
-لو حاولت تستفزني تااني و تجمعهم في جمله أنا هقــ,تــلك أنت و أروح السـ.ـجـ.ـن و ارتاح بقااا …
اتسعت عيني “نائل” و هز رأسه بالإيجاب علي الفور ثم ازاح يد ابن عمه و هو يهمس له بلوم :
– هو ده اللى مش هتستخدm العنف تااني ؟!! اعمل حسابك أسيف كل كلامها هيبقى على إنجازات يزيد معاها ده لو قبلت تكلمك انجز و قولي هعمل ايييه أسيف هتاكلنى لو عرفت أني معملتش اللي قالته …..
أخرج “فهد” فلاشه صغيره من جيبه ثم وضعها بيد ابن عمه يردف بنبره تحذيريه حازمه :
-اظن فاكر هتعمل ايه .. متنساااش أنت مشوفتش اللى سابهاا الأمن هو اللى سلمها ليك ساامع …
هز رأسه بقلق و هو يأخذها منه بتردد قائلاً بتأكيد :
– فهد أنا وثقت فيك اوعي تكون الفلاشه دى فيها حاجه عن اللي حصل بينكم …
اندهش “فهد” من تفكير ابن عمه و أردف بغضب :
– أنت اتجننت يا نائل أنا لو أطول امسح الفتره دي من حياتنا هعمل ده الفلاشه فيها حاجه تانى خالص !! ، اتمني أسيف تكون لسه محتفظه بجزء من براءتها ناحيتي و تسمعها المهم إنك تخرج عمتك من الاوضه مش عاوز حد معاها ساامع ….
*
-غريبه أوى لو حد يعرفنى ليه الامن مدخلوش ؟!!
قالتها “أسيف” و هى تقلب تلك العلبه الصغيره الملفوفه بين يديها حيث وضع “نائل” الفلاشه داخلها كما أتفق مع ابن العم ، ليردف باندهاش مُجيبا إياها :
– ايه ياأسيف اللى غريب بس ، ممكن واحده صاحبتك و حابه تفاجئك شوفيها و أنا هروح أشوف الاوردر بتاع الفستان وصل و لا ايه …
ثم تركها و ولى خارجاً مصطحبا عمته و هو يحادثها معه ..
فتحت العلبه بقلق ثم قلبت محواها بين أصابعها لحظات قبل أن تنصرف إلي جهازها تبدأ بتشغيلها بأيدي مرتجفه متـ.ـو.تره للغايه ، و لا تدري ما تلك القبضه التى تشتد علي صدرها الآن من فرط قلقها الغير مبرر أخيراً أدركت سبب ذاك الرعـ.ـب حين ظهر وجهه الماكر أمامها يبتسم بهدوء و هو يردف من خلف تلك الشاشه الصغيره و كأنه علي علم بتصرفاتها الآن :
– هااى يابيبي ، اوعي تقفلي ارجوكِ و أنا عمري مااترجيت حد ياأسيف مش هتخسرى حاجه لو سمعتيني و أنا مش قصادك ، أنا عملت الفيديو ده عشان بقيت متأكد إنك كارهه أى مكان يجمعنا سوا ، لو تيم غالي عندك كملي الفيديو للآخر مش عايز أكتر من كده …
اطلق تنهيده بـ.ـارهاق واضح ثم دس يده بخصلاته بحركه تعرفها جيداً عنه يفعلها حين يفقد أعصابه ، بدأت الدmـ.ـو.ع تتجمع بمقلتيها و هى تحدق به بصمت و أصابعها تتراجع عن زر الإغلاق رويداً رويداً لتسمتع إليه يقول و هو يجلي حنجرته بصوت رخيم متعقل :
– أنا عارف شعورك ناحيتي شكله إيه كارهاني و مش مستحمله تشوفيني ، و لو تقدري تقــ,تــليني هتعمليها من غير ما تترددي لحظه واحده و أنا مش همعنك ساعتها ياأسيف و ربي ماهمنعك هستقبل المـ.ـو.ت منك و أنا مرتاح ومبسوط كمان ، أنتِ مكنتيش تستاهلي اللي حصل و أنا كنت مُغيب في عالم تاني .. و ده مش مبرر ابدااا و لا عمري هيبقي ليا حق فى اللي عملته ، أنا هحكيلك حكايه صغيره و سايبلك فيديو تشوفيه بعد ده و مش عايز منك غير إنك تسمعيني و ت عـ.ـر.في إن طلبي الوحيد تسامحيني أتمنى ما شوفش نظرات خـ.ـو.ف فى عينك بعدها لأني معنديش جراءه اتعرضلك تانى ياأسيف ..
تنهد و هو يفرك ذقنه يحرك رأسه للجانبين و هى تتابعه بقلب وجل يرتجف و قد بدأ سيل الدmـ.ـو.ع يزحف لعينيها و شفتيها ترتجف من وقع كلمـ.ـا.ته و لأول مره تستشعر الصدق برماديتيه الماكره لا هى ليست ماكره تلك المره هى دامعه نادmه .. مرهقه للغايه … استمعت إلى صوته الأجش يقول بنبره متألمه واضحه :
– الحكايه دي لطفل صغير عمرى ماحكيتها لحد هتقولى بحاول اكسب عطفك أيوه انا محتاج عطفك ياأسيف و لأول مره بحتاجه من حد بعد .. أمي ..
زحفت الدmـ.ـو.ع إلي عينيه هو تلك المرة و بدأ يسعل محاولاً الحفاظ على نبرته لتكون واضحه لها مُكملاً :
-الطفل ده كان عنده بالظبط ٦ سنين صحي في يوم على أصوات تكسير و تخبيط جـ.ـا.مده جدا .. طبعا اترعـ.ـب و خاف يطلع من اوضته و عيط بس لما لقى الوقت عدي و الأصوات سكتت فضوله غلبه و عـ.ـيا.طه وقف و حب يشوف إيه اللى حصل و ياريته ما خرج من اوضته .. عارفه شاف ايه …
اغمض عينيه و كأنه يستحضر مشهد ما و أكمل بصوت غالبه الدmـ.ـو.ع .. :
– شاف أمه غرقانه في دmها لدرجه معرفش ملامحها في الأول ، الدm مغطي وشها كله و هدومها شبه مش موجوده بتحاول تفتح عيونها و تبص عليه و هو في زاويه صغيره بيعـ.ـيط من رعـ.ـبه و المنظر حواليها ، خايف يقرب منها و خايف يسيبها و يمشي ، فضل واقف مكانه بيتنفض لحد ما شاف أبوه رايح عليها رفعت ايديها كأنها بتمنعه يقرب لكن هو كمل و نزل قعد جنبها يعـ.ـيط ، و يترجاها بكلام مش مفهوم .. الموقف ده بقي يتكرر يوم و اتنين و تلاته و الطفل ده بيكبر و بيخاف يقرب منهم فى الوقت اللي يحصل فيه كده لحد الأم في يوم جت و اتفقت معاه اتفاق ، إنه أول ما يسمع الأصوات دي هيقعد في اوضته و هيقرأ القرآن اللى حفظوه سوا بصوت عالي و الصوت هيسكت .. بس طلعت بتخدعه بقا يعمل كده فعلا و صوته يعلي و يعلي و أصوات الضـ.ـر.ب و الصريخ بتعلي معاه ، بدأ يفهم أن أمه بتتعـ.ـذ.ب من أبوه لما دخل المدرسه و بدأ يفهم طرق المعامله بين الأهل شكلها الطبيعى إيه مع الوقت بقى يكره وجود ابوه و مجرد ما يختفي يجري علي أمه يساعدها و هو بينفذ كلامها اللي بيخرج بصوت وا.طـ.ـي عشان تقوم و تقف تاني ، و في يوم وصل فيه ١٠ سنين و أخته كانت لسه طفله رضيعه وقف يشوفها و هى بتصرخ بكل قوتها كأنها اول مره يحصل معاها كده و راح عليها عشان يساعدها زي كل مره بس معرفش عارفه ليه ؟!!
تساقطت دmـ.ـو.عه كالسيل و بدأ صوته يختل و يضعف و شهقات خفيفه تشق حديثه و هو يهمس مُغمضا عينيه :
– لقاها يتتنفض و الدm خارج من كل حته في جـ.ـسمها سخنه زي النار و دmـ.ـو.عها بس هي اللي موضحه إنها حاسه بيه ، أبوه ضـ.ـر.بها بالشكل ده و هى محمومه من الأساس بدل ما يعالجها قــ,تــلها … حاولت … هاا حاولت اساعدها زى كل مره بس مقدرتششش ، أنفاسها الأخيرة خرجت و هى بين ايديا عاجز إني اساعدها و مفهمتش ليه سكتت فجأه دmـ.ـو.عها و جـ.ـسمها بقي ساكن زيها .. غير لما أبويا قالى إنها مـ.ـا.تت يعني مش هنشوفها تاني و السبب أبوكِ …..
تنفس بـ.ـارهاق من فمه و هو يحاول مسح دmـ.ـو.عه بعنف قائلاً بصوت متحشرج من سيل الذكريات الذى قبض علي أنفاسه بشكل واضح أمامها .. :
– و فضل سنين كل يوم يسمع حكايه عن عمه اللى كان عاوز أمه ليه و كان بيحاول معاها ، مع الوقت اقتنعت بأفكاره و وعدته إنى هرجع حقه … أنا اعتقد إنك عارفه الباقي أتمنى قبل ما تحكمي عليا بكذبي او صدقي تشوفي الفيديو التاني ، الفيديو متصور بالكاميرات بتاعه الشقه اللى كنتِ فيها ….
ثم اختفي …. اختفي بعد أن تسبب ببكائها نتيجه تلك القصه القاسيه التى قصها عليها بدmـ.ـو.ع عينيه حيث تراها لثاني مره بحياتها هى علي يقين بمدي صدق أحاديثه و لم تتخيل ابداا أن تصل بشاعه عمها لذلك الحد لكن زحفت أناملها المرتعشة و هى تكتم شهقاتها لرؤيته الفيديو المزعوم و ياليتها لم تفعل !!!!!!
لقد كان اشبه بإحدي الأفلام المرعـ.ـبه حيث الصرخات المروعه الصادرة عن تلك السيده التى تضم جسدها فوق الارضيه البـ.ـارده تتلقي صفعات بالحزام الجلدي و ركلات قاسيه .. ربااااه لقد شعرت بكل ذلك … لقد عادت إليها تلك اللحظات القاسيه و انطلقت الدmـ.ـو.ع من عينيها و هى تغطى فاهها بيديها الاثنتين تكتم شقهاتها المتتالية من هول ما ترى لقد كان أبوه متجبرا أكثر منه بمراحل لقد عانت تلك السيده الويلات لتكون حياتها ثمنااا لمريـ.ـض نفسى لم يعالج …..
الحياه ليست عادله قد تندلع القسوه لتُغرق لحظات حياتنا و نشعر بأنها النهايه .. نهايه عالمنا الوردي .. نهايه بهجتنا .. نهايه تلك الابتسامه أعلى شفاهنا … لكنها تكون بداية .. بداية جديدة للحظات مختلفه و شعور مختلف قد يقودنا لعالمنا الأفضل ظنناه يوماً النهايه …..
“اغفري !”
 
بدأ الصداع يداهمها بقوة شـ.ـديدة لتُغلق الحاسوب و تنزع تلك الكارثه التى حولت يومها الجيد إلى أتعس يوم بحياتها أحكمت إغلاق العلبه و خبأتها بالكومود بجانبها و كأنها تخفيها عن أعينها المتورمه من فرط البكاء انتفضت بمحلها حين استمعت إلى تلك الطرقات أعلي الباب و أمسكت رأسها التي خذلتها و بدأت بالدوار زاغت عينيها و بدأت أنفاسها بالاضطراب و تلك السحابه السوداء تدور بقوه من حولها و تسحبها داخلها ليكون آخر مـ.ـا.تراه وجه أخيها المذعور الصارخ باسمها قبل أن تفقد وعيها ….
فتحت عينيها رويداً رويداً و هي ترمش تحاول استيعاب ما يحدث من حركه خفيفه حولها صوت وقع الأقدام المتعدده جعلها تفتح عينيها بذعر و مشاهد ذاك الفيديو تتكرر بمخيلتها عده مرات انتفضت للخلف و هى تقاوم دوارها تحاول النظر جيداً بالوجوه حولها و قد تنفست الصعداء حين لم ترّ وجهه بين الحاضرين هى لا تقوى على مقابلته أبدا بتلك اللحظات استجابت لأحضان أخيها و اندست داخلها بصمت و عقلها يعبث و يدور بتلك الكلمـ.ـا.ت التى نطق بها هل كان يرى امه بالواقع كما رأتها هى هكذا جسدها ينزف الدmاء و تتعرض لتلك الضـ.ـر.بات الوحشيه من أب انعدmت منه الرحمه ؟!!
كيف تخطى ذلك بعقله الطفولى الصغير ؟!! ليته كذب عليها تلك المره لكنه صادق ، تلك الدmـ.ـو.ع التى غسلت لحيته الكثيفة لا تكذب لكن ماذا يريد ، لما يطالبها بما يفوق طاقتها الآن ؟!! دست وجهها بأحضان أخيها و هي تشعر أنها بعالم آخر لا تستمع سوي إلي همهمـ.ـا.ت صادره عنهم و خاصه أخيها الذى يربت علي ظهرها و خصلاتها برفق و هدوء و في الغالب يسألها عن حالها لكنها بأسوأ حال ، تلك القبضه تشتد علي صدرها تكاد تخـ.ـنـ.ـقها لم تتخيل يوما أن يتحول عالمها الوردي لعالم بتلك القسوه ، تشوشت أفكارها الآن لتفيق علي يد أخيها يرفع ذقنها بلطف هامسا لها :
-أسيف حبيبتي يزيد بيكلمك ..
رفعت عينيها إليه ثم نظرت إلى يزيد بصمت قـ.ـا.تل اقلقه و وتره لحظات قبل أن يتقدm يجلس أعلي الفراش قائلاً بصوته الهادئ :
-أسيف أنتِ عارفه إنك مش مجبره على الارتباط بيا لو هيوصلك لكده ؟!!
تجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها الجميله و قد ضلت سبيلها تماماً لتوضيح ما حدث و أنه لا علاقه له بالأمر ، عضت علي شفتيها و هي تعتدل بجسدها لتستقيم أعلى الفراش ثم نظرت إلي عمتها التي تجاورها بصمت و اقتربت من أذنها تهمس لها بكلمـ.ـا.ت مقتضبه لتقف العمه متجه إلى غرفه الملابس بهدوء و تنظر “أسيف” أرضاً مطلقه تنهيده بـ.ـارهاق و هي تهمس بخجل :
-اسفه يايزيد مكنتش عاوزه ابوظ عليك اليوم ده بس أنا سهرت للصبح علي شغل و .. و غالبا حصلي ارق او حاجه كده .. بس أنا مش عاوزاك تفكر إنك السبب …
عادت العمه و هى تعطيها تلك العلبه المخملية بهدوء لتفتحها “أسيف” و تتناول منها خواتم الخطبه بهدوء تمد يدها إلي “يزيد” بهما مُكمله أمام نظرات الجميع المشـ.ـدوهه:
-انا بوظت الحفله عليك لكن أكيد مش هبوظ الخطوبه …
دعوه صريحه منها بالموافقه عليه بكامل إرادتها نظرت إلي شقيقها بتساؤل حين شعرت بذلك الصمت الذى غلف الأجواء ليتنهد مبتسماً لها بهدوء و يتولي “يزيد” وضع الخاتم بإصبعها بلطف بالغ لتفعل مثله بهدوء و هي تعود إلي أحضان أخيها تسمع همس ابن عمها لعمتها :
-عليا النعمه دي أغرب خطوبه حصلت في العالم دى لو اتصورت و نزلت سوشيال تخرب الدنيا ..
كبتت العمه ابتسامتها و هي تلكزه هامسه :
-اخرس يانائل مش وقتك ..
عادت إلي شرودها و لكنها أغمضت عينيها بـ.ـارهاق و إعلان أنها مريـ.ـضه تحتاج إلي الراحه ، كاد “تيم” أن يتركها لكنها تشبثت به بقوة رافضه تركه عله يُهدئ من روعها و يخفي شتاتها ، عقد حاجبيه و هو يهمس لها :
– أسيف حبيبتي أنتِ بخير ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تهمهم ثم دست رأسها بجسده بصمت تام لتغفو تلك المره بإرادتها ….
أحياناً يكون الهروب من الواقع أفضل الحلول بأعيننا لكنه يظل واقعنا مهما فعلنا ، و حين نعود نكون ذات أرواح مرهقه تبحث عن السلام بعالم الضباب ….
*
يصول و يجول بالغرفه و هو يحاول ضبط أنفاسه المضطربه منتظراً ابن عمه الذى طالت جلسته معهم ، لما تستغرق افاقتها تلك الفتره ؟!! زفر بـ.ـارهاق و كاد أن ينصرف إليهم لكن دخول ابن عمه عليه بهدوء جعله يتجه إليه بلهفه قائلاً بقلق واضح :
-فاقت ؟!! بقيت تمام ؟!!
اندهش “نائل” من أسلوبه الغريب عليه إن اقسم أحدهم أنه سوف يرى ابن العم بتلك اللهفه على امرأه لكذبه فى الحال ، هو لا يصدق أنه ابن العم الصارم أبدا ، هز رأسه بالإيجاب حين قرأ القلق يأكل مقلتيه و حمحم قائلاً :
– اه فاقت و اتخطبت …
ثم اتسعت عينيه من تسرعه الاهوج و رفع يديه أمام وجه ابن عمه المصدوم يهمس له باضطراب و تـ.ـو.تر :
-مكنش لازم اقولها كده صح .. بس أنا نفسى مش مصدق دي فتحت عينيها طلبت الدبلتين و لبسوهم أنت كنت حاطط ايه في الفلاشه كنت بتشجعها علي الخطوبه و لا ايه ؟!
انهي كلمـ.ـا.ته ابتسامه سخيفه استقبلها الآخر بصمت و غامت عينيه بو.جـ.ـع ابتعد عنه و هو يتجه إلي شرفته قائلاً بصوت اجش :
-تمام ! سيبني لوحدي يانائل ….
احتل الحـ.ـز.ن وجه ابن عمه على حالته لكنه فضل الانصياع له و تركه بمفرده و انسحب من الغرفه تاركاً اياه بمفرده ..
وقف “فهد” يُطالع شرفتها بصمت لا يشعر بالغضب حيال فعلتها شعور الو.جـ.ـع بداخله مؤلم هو لأول مره يقص ما يجيش بصدره لأحدهم لأول مره يفصح عن أوجاع الماضى و ندباته بدmـ.ـو.ع عينيه ، ليتها كانت معه ، ليته عرفها منذ زمن ؛ لاختلف الأمر بالتأكيد ليتها لم تكن ابنه العم ابدااا ، تلك المراره التى يتجرعها الآن مؤلمه موحشه ، هو يريد غفرانها أكثر من أى شيئ بالحياه يريد النظرات البريئه التى كانت تندلع من مقلتيها الجميله و لم يقدرها حق قدرها ، عله يمتلك ذاكرتها بيديه ، عله يستطيع محو ماضيها و ماضيه !!!
جفف تلك الدmعات التى لمعت علي صدغيه ثم تنهد و هو يرى الطبيب المعالج ذو القدر الذي لم يستطع أخذه بقلبها يُقلع بسيارته الآن ، ضيق عينيه لحظات قبل أن ينصرف إلي غرفته و منها إلى غرفه الملابس يخرج ذلك الصندوق المخملى المتوسط الحجم متجهاً به إلى فراشه ثم جلس فوق الأرضية البـ.ـارده بجانب الفراش يضعه جانباً و هو يعبث بأصابعه بالأرقام ليُفتح الصندوق الذى يحمل عبق الذكريات ، يحمل طيات الماضى المؤلم ، الذي لم يترك له سوى ذكرى تنبش بجراحه و تعبث بها لتؤلمه ، فتح إحدى الأوراق المطويه و التى كانت ذا رقم محدد من الخارج اختاره بعنايه و بدأ بقرأتها بصوت متحشرج باكِ كالأطفال يتأمل خطها الرقيق الذى رسم الحروف ببراعه :
-حبيبي فهد ، ابني الجميل العاقل ، تعرف أنا مكنتش حابه الاسم ده فى الأول باباك اللى اختاره ، لأن قالولى كل واحد ليه نصيب من اسمه خـ.ـو.فت تاخد طباع الفهد و هفضل خايفه عليك ، بس كل ما بتكبر قصادى و بحبك حبيت الاسم معاك و مبقتش قلقانه عليك منه ، بصراحه اطمنت عليك لما شوفت الرحمه فى تصرفاتك ، مش عارفه لما هتشوف كلامي ده هتبقى قد ايه بس لو ماشي على الورق اللى معاك هتبقي أكيد كبرت و قربت تتجوز ، و أنا عندي كلام كتير اقولهولك و أنت متجوز مش عارفه بكتب ليه بس احساسي إنى مش هبقي معاك خـ.ـو.فني و لو هبقي معاك مش مشكله أنا بتسلي و بضيع وقتى معاك و مفيش احلى من كلامي معاك ، تعرف أنت قاعد قدامي دلوقت بتبصلى بعيونك الجميله و تبتسم و أنا بتخيلك كبير و هكلمك علي إنك راجـ.ـل عاقل مش عارفه ليه بس ده شعوري و همشي وراه زي ما اتعودت ، نفسي ابقي معاك و اشوف البـ.ـنت اللي هتاخد أجمل راجـ.ـل في الدنيا شكلها ايه ، هتكبر و هتبقي راجـ.ـل جميل أنا متأكدة ، هتحب مراتك و تخاف عليها يا ابني مش هتأذيها و لا تيجي عليها أنا واثقه في رحمتك ، واثقه فيك يافهد و أوعى تخذل ثقتي ، و متأكده إنك هتختار شريكتك صح ، و هيبقي عندك أطفال حلوين هتحبهم و تخاف عليهم زي ما بتحب امهم و زي مانا بحبك أوي كده ، و أنت قاعد قدامي دلوقت حاسه إن الدنيا كلها بين ايديا ياحبيبي ، و أنت هتشوف الاحساس ده أنا متأكده ، و لو أنت بتقرأ الورقه دي يبقي أنا أكيد ربنا افتكرني ، بس أنا معاك بروحي ياحبيبي معاك و قلبي معاك بيحس بيك لما بتخاف أو تفرح أو تزعل ، امبـ.ـارح كنت نايم في حـ.ـضـ.ـنى و بتقولي هما الكبـ.ـار كلهم زي بابا ؟! و أنا معرفتش ارد معرفتش اقولك ايه ، بس أنت مش زي أبوك أبدا ياحبيبي أنت ملاكي و هتفضل جميل كده هتفضل حنين و بتخاف على قلوب اللي حواليك ، أنا خايفه تتغير عشان كده هقولك نصيحتى يمكن تحتاجها فى الوقت ده ، مفيش حاجه اسمها الوقت عدي و الغلط خلاص مش هيتغير لا ياحبيبي طول ما فيك نفس حاول و حاول علي قد ما تقدر ما تظلمش يا بنى الظلم ظلمـ.ـا.ت و أنا خايفه عليك تقع فيه ، يمكن كلامي ليك ملغبط ،بس أنا خايفه و مش عارفه أنت حالتك ايه دلوقت و أنت بتقرأ كلامى لكن اللى عارفاه و متأكده منه إنى معاك بروحي و هتفضل روحي ملازماك ياحبيبي …..
أغلق الورقه و هو يجهش ببكاء مرير واضعاً يده أعلى قلبه و هو يضغط بقوه عليه و قد عجز عن إيقاف تلك الدmـ.ـو.ع اللعينه التى تأكل من روحه كان بحاجه إلي النصح و لجأ إلى صندوقه الخاص لكنه الآن بحاجه إلى أحضان ؛ أحضان تحتويه كأمه الجميله الحنون ليته لم يفتح الصندوق ليته لم يفعل ، ليته لم يدنس روحه قبل روحها ليته ظل ذاك الملاك الذى تحدثت عنه الأم …
لم أعد ذلك الملاك يا أمى قد دنستنى الدنيا بخطاياها و التهمت روحى الأوجاع ، لقد هُشمت بين رحايا الحياه لأصبح ما أنا عليه الآن ، لأصبح القاسى بروايتهم و الظالم بحياتهم و المُدنس لروحها تلك الجميله التي أحببتها ….
افترش الأرض الصلبه بجسده و هو يحتضن تلك الورقة مُغمضاً عينيه و دmـ.ـو.عه تزين وجهه كالطفل الذى هُشمت لعبته و احتضنها خالداً إلى نومه …
-*-
استيقظت “أسيف” صباحاً و هى تشعر بالارهاق بجميع أنحاء جسدها نظرت إلى أخيها المستغرق بنومه لتقبل رأسه بهدوء و هى تستقيم معتدله خارج الفراش وقعت عينيها على ذاك الخاتم الذى زين إصبعها لتُغمض عينيها تحاول ضبط أنفاسها و هى تنفض رأسها عن تلك المشاهد التى تتكرر بعقلها متجهه إلى المرحاض لتنعم بجلسه استحمام دافئه ترحم عظامها المتألمه …
خرجت من جناحها و اتجهت إلى الأسفل و هى تعبث بمحتويات حقيبتها الصغيره باحثه عن مفتاح سيارتها ، كادت تصرخ بفزع حين وجدته أمامها يحدق بها بأعينه الرمادية المُرهقه ، بللت شفتيها و هى تتذكر هيئته المماثله قليلاً لذلك بمشاهد أمس عضت على شفتيها و تلفتت حولها لتجد الخدm بكل الارجاء يباشرون أعمالهم ، حاولت ضبط أنفاسها و هى تعتدل بوقفتها لتنصرف من جهه أخرى قبل أن يحاصرها بكلمـ.ـا.ته لكن قد فات الأوان قد فعل !!! استمعت إلى تنهيدته ثم صوته المتألم بوضوح يهمس لها مشيراً بعينيه إلي إصبع يدها اليمنى :
– مبروك !!
لم تجيبه إنما حدقت بعينيه لحظات و هى تحاول الفرار و الابتعاد ليُكمل و هو يسد عليها طريقها بجسده قائلاً :
– شوفتي الفيديو أكيد ، أسيف أنا حقيقي مش عايز غير انك تسامحيني ، أنا عارف انه صعب لكن دي شهور عدت و أنا خـ.ـو.فت أقرب منك في فتره علاجك ، أنا عمري ما اترجيت حد كده ، أنا مكنتش في وعيي كنت مريـ.ـض و اتعالجت .. عمري ماعملت كده مع حد و..
قاطعته بغضب و الدmـ.ـو.ع تلتمع بعينيها الجميله قائله بقهر :
-بس عملته معايا ، أنا عمري ما هسامحك و لا هنسي اللى عملته فيااا …
حدق بها بحـ.ـز.ن ثم قال متسائلاً بغضب طفيف :
-اومال اتعالجتي ازاي يااسيف ، هتكملي ازاي مع راجـ.ـل تاني وانتِ مش قادره تنسي اللي حصل هاا ؟!!
ارتفع صدرها و هبط بتـ.ـو.تر بالغ و أوشكت علي البكاء أمام سيل اصراره لتهمس بـ.ـارهاق :
-دي حاجه تخصني ، سيبني في حالي بقااا ، مانا سيبتك عاوز مني ايه ..
اقترب منها يهمس بو.جـ.ـع مماثل و هى تقطع نياط قلبه بنبرتها المرهقه .. لتبتعد عنه في الحال قائلاً :
– عاوزك تسامحيني ياأسيف ، أنتِ لفيتي سلاسل حوالين رقبتي و بتتحكمي فيها ، عاوزك تغفري ياأسيف …
حدقت بمقلتيه بو.جـ.ـع و همست و هى تهز رأسها بالسلب :
– و أنت مغفرتش ليه ؟!!!
تركته و هـ.ـر.بت مسرعه من أمامه ، ليزفر أنفاسه بـ.ـارهاق و يستمع إلي صوت ابن عمه المازح :
– تصدق ده أحلى صباح شوفته في القصر ده ، فهد البراري بيتحول ياجدعان …
لم يجيبه إنما هز رأسه بتعب ثم نظر إليه يقول و هو يضيق عينيه بابتسامه ماكره :
-ولاا أنت تعرف عنوان مرسم أسيف صح ؟!!
هز رأسه بالإيجاب و هو يقول بدهشة :
-ايوه طبعاا …
اتجه إليه “فهد” يسحبه من ذراعه دافعا إياه أمامه و هو يقول :
-حلو يلا قدامي !!!
اتسعت أعين “نائل” و هو يسير أمامه كالدُميه و قال باعتراض :
-ايه ياجدع الأسلوب ده ،هو انتوا تحبوا و احنا نتسحل ؟!!
تلقي لكمه بظهره اخرسته و جعلته يسير معه بطواعيه تامه …..
*
وقفت “أسيف” تحدق باندهاش بتلك الشقه التى لأول مره تراها مفتوحه منذ أن بدأت عملها هنا ، ابتلعت رمقها بتـ.ـو.تر طفيف ثم اتجهت إلى مرسمها تدلف إليه و مقلتيها تحاول تفقد الحركه بالداخل …
علت وجهه بسمه صغيره حين راقب وصولها من الزجاج مستمعاً إلي صوت ابن عمه الحاسد :
– ياسااتر على الحظ ماشيه معاك عنب تشوف شقه قريبه من المرسم تقوم تلاقى اللي في وشه على طول فاضيه ، صحيح دنيا حظوظ ..
اعتدل “فهد” و هو يرمقه بنظرات مستحقره ثم جذبه إليه من قميصه يقول بغضب :
– حظوظ إيه يلااا أنت مش شايف المرار اللى أنا فيه بتحسدني علي إيه هاا ؟!!
ابتسم بسماجه و هو يردد :
-و مين جبرك علي المرار ده روح شوفلك واحده تاني و ريح دmاغك …
خرجت الكلمـ.ـا.ت تلقائياً منه :
-ياريت اقدر ..
ثم أمسك تلابيب ابن عمه و قربه إليه يقول بغضب :
– أنا لو أسيف ماسامحتنيش هقــ,تــلك و اقــ,تــلها و اقــ,تــل نفسى!
اتسعت عيني “نائل” من جديه ابن عمه و قال بخـ.ـو.ف :
-طيب دي مشكله بينك و بينها تقــ,تــلوا بعض عادي أنا ممكن افهم همـ.ـو.ت ليه في النص ؟!!
قربه إليه أكثر صارخاً به :
– عشان كنت معايااااا و فشلت في مساعدتييييي !!!!
انتفض ابن عمه و هز رأسه بالسلب و هو يقول بتـ.ـو.تر :
– ربنا ما يجيب فشل ياكبير أنا معاك و هننجح كلنا إن شاء الله و أسيف ربنا هيهديها علينا كلنا ممكن تسيب القميص بقي عشان اروح لها أعرفها بجيرانها الجداد ؟!!
تركه لينصرف من أمامه مسرعاً و تعتلي البسمه وجهه فور خروجه ثم اخرج هاتفه يطمئن على حال شقيقته قبل ان يبدأ يومه معهاااا …..
“حيره!”
 
قبل أي حاجه شكرا لكل حد سأل عليا او دعا ليا حقيقي شكرا جدااا ليكم وربنا يبـ.ـارك في صحكتم وصحه احبابكم ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩
أغلقت الباب بإحكام خلفها ثم اتجهت إلى مكتبها تعبث بهاتفها لحظات قبل أن تضع سماعات أذنيها الخاصه و تفتح هاتفها على تلك المشاهد المخزيه لذلك الطفل البريء و تلك سيده الوقور التى احطت من شأنها بلا داعٍ .. و دون أن تشعر سالت دmـ.ـو.عها و هي لا تصدق إلى الآن أن ذلك الطفل الصغير الواقف بزاويه ما يبكي بعنف و قهر هو ذلك الفهد المفترس الذي نهش برائتها و افترسها بعنف ضارى متوحش ….
أغمضت عينيها و هى تتذكر ذلك الكابوس بالأمس الذي لم يتركها و شأنها حيث ذلك الطفل الصغير المُقيد بالأغلال يبكي و يصـ.ـر.خ مستغيثاً بها و هى تطالعه بأعين باكيه عاجزه تحاول فك قيدها لتتجه إليه لكنها فشلت مرة و مرة و هى تشعر بتلك القيود تشتد عليها كلما حاولت ؛ ليزحف الطفل إليها و نهر دmـ.ـو.عه يغرق وجنتيه الجميله فور تدفقه من رماديتيه يحاول مد يديه إليها و الاستغاثه بها مره أخرى و لكنها كما هي عاجزه تماما تبكي بقهر لحاله ذاك البرئ …
مؤلم ذلك الشعور حين مددت يديك لأنتشلك من أوجاعك و لكن كيف و أنا المكلومه ذات القلب الجريح هل ليَّ أن اعاونك ؟!!
أنا لا أميل للعزله و الإنطواء بل أميل لإرضاء ذاتى الجائعه للهدوء و استعاده سلامها … أميل إلى الإكتفاء بها تجنُباً للخيبات ليس إلا …
حاولت تنظيم أنفاسها و صدرها يعلو و يهبط بقوه إثر تلك الشقهات التى تندلع من شفتيها الجميله انتشرت الحُمره لتكسو وجنتيها و أنفها الصغير ، بدت كطفلة صغيره حائره لا تعلم ما السبيل لإرضاء ذاتها كيف لها أن تتصرف الآن ؟!! هى لا تستطيع العفو عن الفهد القاسي و لن تفعلها لكن ماذا عن ذاك الصغير داخله الذي يناجيها منذ أمس ، كيف له أن يتحمل ما رآه و هو لازال طفل صغير يفتقر المحبه و التآلف ، لقد نشأ نشأه خاطئه ليست سويه بالمره و ذاك كله نتيجه أب مريـ.ـض اعتبر نفسه من الآلهه يُحيي هذا و يقــ,تــل هذه شنًَ محكمته على الجميع و كان القاضي و الجلاد …
انتفضت بمحلها حين وصلت إليها طرقات أعلي الباب الزجاجى الخاص بالمكان لتمسح عينيها بسرعه و هى تُغلق هاتفها تحاول هنـ.ـد.مه ثيابها و الاعتدال لتتسع عينيها حين وجدت أخاها يطالعها باندهاش من خلف الزجاج ابتلعت تلك الغصه بحلقها واتجهت إلي الباب تُدير المفتاح بهدوء وهي تنظر له اثناء عبثها بخصلاتها لتغطي بها إحدي عينيها المنتفخة إثر نحيبها و هطول دmـ.ـو.عها ..
فتحت الباب ليدلف “تيم” ناظراً إليها بدهشه و هو يقول بصدmه جليه علي ملامح وجهه المستاء :
-ايه ده ياأسيف ؟!! مالك ؟!! و قافله على نفسك ليه حصل ايه ؟!!
حمحمت و هى تحاول السيطره علي حروفها و نبرتها و قالت بهدوء :
-فيه ايه ياتيم أنا لسه واصله من شويه و حبيت بس اعمل شويه حاجات قبل دوشه الشغل و قبل ما تيجي فرح ..
عقد حاجبيه و هو يُمسك يدها بهدوء متجهاً بها إلى الأريكة يجلس و هي بجانبها دست نفسها بأحضانه هاربه من نظراته التي تحاول استنباط حالتها ليقول بتساؤل :
– فرح اللي كانت ساكنه في العماره اللي قعدنا فيها ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تهمهم بهدوء تمسح تلك الدmعات العالقه بأهدابها بأطراف أصابعها لتجد يده ارتفعت إلى خصلاتها يربت عليها بلطف و هو يتساءل بحـ.ـز.ن :
– مالك ياحبيبتي من امبـ.ـارح مش عاوز اتكلم عشان يزيد كان موجود و العيله كلها كانت حوالينا ، مش هتحيكلي و احنا لوحدنا برضه ؟!! أنتِ عاوزه يزيد ياأسيف متأكده ؟!
تنهدت بضيق شـ.ـديد هى لا تريد أسئلة ألا يكفي عقلها الذى لا يرحمها منذ أن دفع إليها بتلك المشاهد الداميه التى شنت حرب بعقلها تُعيد عليها ذكرياتها معه .. كيف لها أن تشارك أخاها ما رأته هو رغم كل شيئ ائتمنها على سره و الذي أوضح كم هو نفيس لديه هل لها أن تفشى عنه و تفضح أمره ؟!! لكنها حائره مُرهقه للغايه اعتدلت بجسدها و هى تحدق لحظات بشقيقيها المنتظر إجابتها ثم بللت شفتيها و هى تهمس بصوت مبحوح متـ.ـو.تر :
-تيم هو انا بقيت وحشه ؟! يعني .. آآآ .. يعني لو فى حاجه كنت بعملها بسهوله زمان و دلوقت مش عارفه اعملها .. ده معناه إنى اتغيرت للأوحش ؟!! يعني لو مش قادره اعمل ده .. أنت فااهمنى ؟!!
اعتدل بجسده ليقابلها بجلسته فور أن رأي تلك الدmـ.ـو.ع تلمع بمقلتيها الحائره ليُمسك كتفيها بقبضتيه يضغط عليهما برفق و هو يقول بهدوء :
– ممكن تهدي حبيبتي أنا بحاول افهمك .. تحبي اكلم يزيد ..
ارتفعت رأسها تهتف بسرعه و أعين متسعه :
-لاا بلاش يزيد ..
ضيق “تيم” عينيه يطالعها باندهاش يصـ.ـر.خ من مُقلتيه لتضع خصلاتها خلف أذنيها و هى تدحرج رماديتيها بالأرجاء بتـ.ـو.تر طفيف تهمس موضحه بخجل :
– أصل انا اتعالجت خلاص يعني مش حابه المعامله بينى و بينه تبقي .. دكتور ومريـ.ـض .. يعني .. خلاص يا تيم اعتبرني مقولتش حاجه ..
نكست رأسها بهدوء و كادت أن تستقيم بوقفتها لكنه أمسك يديها بلطف و هو يقول بهدوء يمد أنامله ليضع تلك الخصلات الشارده خلف أذنيها :
– أنتِ عاوزه تسامحيه ياأسيف ؟!!
ارتفعت مُقلتيها علي الفور و تحولت إلى الغضب و هى تردف بتشنج واضح و اقتضاب :
– قصدك مين ؟!!!
تنهد و هو يهز رأسه بالسلب موضحاً بنبره صارمه طفيفه :
– أنتِ عارفه قصدي مين !!! عاوزه تسامحي فهد ياأسيف و ده اللي مـ.ـو.ترك من امبـ.ـارح طيب و يزيد ايه دوره فى حياتك قبلتي الخطوبه ليييه ؟!!
دmعت عينيها حين وجدته يحدثها بما تخشاه هكذا بوضوح بل ويريد إجابات أيضاً لم يكن عليها أن تثير جدل بتلك النقطه تحديداً معه الآن رق قلبه حين رأي تلك الحيره مره أخرى تندلع من مقلتيها ليقربها إليه محتضناً إياها يقول بهدوء :
-أسيف حبيبتي أنتِ عارفه أنا بحبك قد إيه و خايف عليكِ ازاي .. مش عايزك تفضلي حيرانه كده أنا حاسس بيكِ من امبـ.ـارح و جايلك هنا مخصوص عشان نبقي لوحدنا و تبقي براحتك مش عشان اضغط عليكِ ياحبيبتي ، أنا واثق فيكِ و فى اختياراتك و خليكِ متأكده مهما كان اختيارك عمرى ماهتخلي عنك فمتخافيش أنا فى ضهرك دايما …
أحاطت خصره بقوه و دفنت وجهها بعنقه تستمد قوتها و طاقتها من ذلك الرجل الذي برع بأداء دور الأب لها فكان نِعم العوض و خير سند لم يكن يوماً ثقل عليها أو على روحها ، دست جسدها به بقوة ليبتسم رابتاً علي خصلاتها بلطف و هو يشعر بتلك الراحه التى تسللت لقلبها الصغير هى ليست بحاجه إلى نصحه الآن هي بحاجه لدعمه و هو بـ.ـارع بذلك قبل خصلاتها لتهمس له بنبره خافته :
– أنا بحبك أوي ياتيم …
همس لها و هو يشـ.ـدد من ذراعيه حولها :
– و أنا بحبك أكتر ياقلب أخوكِ ….
للرجـ.ـال شيم رأيتها حين غلفني أبى بأحضانه يهمس لى أن كل شيئ علي مايرام و تأكدت منها حين حاوطني أخى بذراعيه يُعلمني كيف يكون السند و أحبتتها حين رأيتك تراقب ما أنقصني منهما لتجرعني كأس المحبه بيديك ..
أنا تلك الطفله التائهه الشارده التى تلاعب بها القدر لتسقط و تقف علي أرض صلبه أقوي من ذى قبل ، أنا تلك التى تأملتُم ضعفها ذات يوماً بابتسامه ساخرة ؛ اشتد عودى و صنعت قوتى من بقايا ضعفي لأتأملكم الآن بابتسامه انتصارى علي ضعف نفوسكم الباليه !
*
عاد “نائل” على الفور إلي ذاك الفهد الذى وقف مندهشاً من سرعه عودته و أردف بصدmه :
-ايه ده لحقت تعرفها ؟!!
نظر “نائل” حوله بتـ.ـو.تر و أغلق الباب جيداً خلفه و هو يسرع إلى زر الستائر الإلكترونى يغلقه و هو يردف بابتسامه سمجه :
-لا فى الحقيقه ، احم احم مروحتش اصلااا …
رفع “فهد” إحدى حاجبيه و هو يحدق به بغضب شـ.ـديد لتندلع النظرات القاسيه من عينيه فاتسعت أعين “نائل” و هو يتقهقر عنه صارخاً به بغضب :
-ياعم أنت بتبصلي كده ليييه حـ.ـر.ام عليك الرعـ.ـب اللى معيشني فيه ده … كان يوم أسود يوم ماشوفتكمم …
انقض عليه “فهد” يقيد حركته و هو ينظر إليه بغضب هامسا بصرامه :
-مروحتش ليه ؟!!!!!
ابتلع رمقه و هو ينظر بخـ.ـو.ف للباب قائلاً بـ.ـارهاق :
– هي مـ.ـو.ته و لا أكتر ؟!! لو أنت سيبتني تيم هيقــ,تــلني علي اللي بهببه منكم لله ياولاد البراري واحد وااحد إلا سوفى الغلبانه …
اعتدل “فهد” و هو يعدله مُضيقاً عينيه يردف بدهشه :
– هو تيم هنا ؟!! هي كلمته ؟!!
وقف “نائل” يعدل من هندامه وهو يردف بغـ.ـيظ واضح :
– و أنا اعرف منين كلمته و لا لا مش متلقح معاك هناا .. و بعدين شكل كلامهم مهم اصل الصوت واطى و معرفتش اسمع ..
لم يستطع “فهد” كبح ضحكاته التى انطلقت تملأ الارجاء و هو يردف من بينها :
-أنت زعلان عشان معرفتش تتصنت عليهم ؟!!!
ابتسم “نائل” و هو يحمحم قائلاً :
-احم احم لا يعني كنت حابب اساعدك اكيد …
نظر إليه “فهد” رافعاً إحدي حاحبيه بسخرية واضحه ثم أردف ببرود و هو يمسكه من تلابيبه :
– و أنت بقي جاي فاكرنا هنستخبي لحد ما البيه يمشى ؟!!
أمسك “نائل” يديه و هو يردف بنفاذ صبر و قلق :
-ياااعم ارحمني بقااا أنت بتتحول مش كنت لسه بتضحك ، أنت يعنى مش عارف أن تيم مش بيطيق يشوف وشك ؟!!
نظر بخـ.ـو.ف إلي نظراته الثاقبة الصارمه و أردف مُصححاً :
اقصد يعني مفيش بينكم توافق … ايه ده صوت عربيه تيم اهوه ده مشي ، بعد أذنك بقاا أشوف سوفي …
أمسك “فهد” فكيه بغضب و هو يردف من بين أسنانه بعنف :
-اسمها أسيف …
هز رأسه بالإيجاب علي الفور و هو يعتدل مبتعدا عنه بخطوات غاضبه يهمس لنفسه بغضب :
-الله يلعنكم عيله معفنه …
*
على الجانب الآخر
وقفت “أسيف” و هى تتجه مع أخيها إلى الباب لتودعه إلى عمله دلفت حينها “فرح” و هى تلتقط أنفاسها واضعه يدها أعلي صدرها تنظر أرضاً تتفقد حذائها تقول بحماس لطيف و هي ترفع بوجههم تلك الحقيبه التى تحوي علب الطعام داخلها :
– أسفه اتأخرت عليكِ أكيد جعانه ..
اتسعت عينيها بخجل حين دفعت الكيس إلى صدره الصلب و هي تعتقد أن “أسيف” من تقف أمامها لتصيح بصدmه :
-ايه ده تيم والله مااخدتش بالي أنا أسفه جدااا …
ابتسم بهدوء لها و هو يتناوله منها واضعاً اياه أعلى المنضده المجاورة و هو يقول بلطف حاسم :
– و لا يهمك مفيش مشكله ….
ابتسمت له بخجل و هى تعتذر مره أخري :
-لا ازاي ده الحمدلله أنه جوا الكيس كان زمانك بتدعى عليا أسفه ليك جداا …
احتفظ بابتسامته اللطيفه هو يردف بعقلانية و لطف :
-متقلقيش مفيش حاجه حصلت لكل ده .. هسيبكم مع بعض بقااا …
ثم مال على شقيقته يُقبل وجنتيها و اعتدل واقفاً يعدل من سترته و قد ولى خارجاً ينصرف إلي أعماله ، تبعته أعين “فرح” لتقول فور ابتعاده بحـ.ـز.ن :
-دلوقت يقول عليا هبله …
نظرت لها “أسيف” بهدوء و هى تقول :
-فرح أنتِ عارفه تجربه تيم كان شكلها إيه ليه تعلقى نفسك بيه ؟!! متزعليش منى أنتِ صحبتي و عشان بحبك بقولك تيم مشواره صعب شويه عليكِ ..
نكست رأسها بحـ.ـز.ن و هى تزيح خصلاتها خلف أذنها تقول لها بخجل :
– و هو بمزاجي ياأسيف ، أنا عارفه إنها تجربه صعبه و بصراحه كنت خايفه أعرفك مشاعري عشان مـ.ـا.تحسيش إني بكرر عليكِ زعلك بس بجد مش بإيديا ..
تنهدت “أسيف” و هى تبتسم بسخرية من تلك الصديقه التى وثقت بها يوماً و ما كانت بالنسبه لها سوي سُلم ترتقى درجاته لتنال رغباتها فقط .. شتان بينها و بين تلك الجميله التى دعمتها بأسوأ وقت لها و أصبحت صديقه لها بوقت كانت تخشي به الجميع بل و ظلت تكتم مشاعرها بخجل إلى أن لاحظت ذلك هي و استدرجتها بالحديث .. على عكس الأخرى تماماً ..
أفاقت على يد “فرح” الصغيره فوق كتفها تهزها بلطف و تعتذر بخجل :
-أنا شكلى بوظت الدنيا أسفه …
ابتسمت بلطف و هى تهز رأسها بالسلب قائله بهدوء :
– لا مفيش حاجه شوفي بقا هتفتحي العلب ولا إيه انا جعانه اوي ، هتتحاسبي علي تأخيرك ده …
ضحكت “فرح” و انصرفت تلبي رغبه صديقتها تغيب داخل ذاك المطبخ تُعد وجبه فطورهم …
كادت أن تجلس ليرتفع صوت تعرفه جيداً صارخا بحماس:
– سووووفي !! حبيبه الكل أناا جيتتت …
اتسعت مُقلتيها تحدق به بصدmه تقول باندهاش :
-هو ايه الحكايه النهارده تيم لسه ماشي …
نظر إليها باندهاش مصطنع و هو يقول :
-معقوله ايه ده تيم كان هنا أنا محدش قال ليه .
رفعت كتفيها و حدقت باندهاش تقول :
– محدش قالك ايه يا ابني أنت بتقول ايه ؟!! أنت كنت عايزه يعني ؟!!
نظر إليها بصمت لحظات لتهتف بسأم و إرهاق :
-بقولك ايه يا نائل بتعمل ايه هنا خلص ، انا مش فاضيه ..
ابتسم بسماجه و برود و هو يقول بسخريه :
-اه طبعا بقيتي سيده اعمال و مش عارفه حتى تبصي على ابن عمك الغلبان اللى بيفتح قدامك جيم و أنت ولا معبراه ..
اندهشت ثم حدقت به بصدmه و أعين متسعه و هى تردف :
– هو أنت اللي اخدت المكان ده ؟!! لا لحظه كده .. جيم !! جيم إيه اللى فتحته أنت مقولتليش خالص إنك ناوي تعمل كده اصلا ؟!!
نظر إلي أظافره يتلاعب بها قائلاً بتـ.ـو.تر طفيف :
– اه ما هو اصل كل حاجه جت فجأه يعني فكرت فى الصبح وعملته من شويه ..
حدقت به بصدmه أشـ.ـد من ذي قبل و هى تقول :
– أنت بتقول ايه يا نائل أنت كويس يا ابني ؟!!
نظر لها بحـ.ـز.ن و هو يقول بغضب و ملامح مكفهره :
-ايه ياأسيف ده بدل ما تقوليلي مبروك ؟!!
هزت رأسها بـ.ـارهاق تقول بلهجه غاضبه :
-نائل قول من الآخر عملت إيه عدل أنا مش فاهمه كلمه منك ؟!!
أردف مسرعاً بلهجه مقتضبه :
– بقولك ايه المكان اللي قدامك ده أنا اخذته الصبح هعمله جيم كده تمام واضح كلامى و لا مش واضح ؟!! الأجهزة هتوصلنى على بكره الصبح كده ، يعني هتلاقيني على بكره بدير الجيم بتاعي قصادك يااسوفي يااقمر ، كده تمام مفهوم الكلام ولا ايه ؟!!!
تساءلت بصدmه :
طيب وشغلك ؟!! هتسيب الشركات ؟! عمو مراد عارف الكلام ده و وافق عليه ؟!!
أردف مسرعاً و هو يصيح بوجهها :
– لاااا و اوعي تقوليله …
عقدت حاجبيها و قالت بغضب :
– مش هتبطل عمايلك دي ؟!! لازم تقوله دي مش خروجه هخبى عليك فيها …
زفر بنفاذ صبر و هو يقول بحـ.ـز.ن بعد أن القي بثقل جسده فوق الأريكة :
– والله حـ.ـر.ام اللي بيحصل فيا ده ….
رق قلبها له و جلست مقابله و هي تردف بتـ.ـو.تر ظناً منها أنه حـ.ـز.ن من كلمـ.ـا.تها :
-طيب فهمني عاوز تخبي عليه ليه ..
هز رأسه بحـ.ـز.ن وهو يردف بتلقائيه :
-عشان ف..
اتسعت مُقلتيه وتـ.ـو.تر حين أدرك أنه كاد يفشي أمرهم لهاا ليضيق عينيه ناظراً إليها ساخراً داخله من تلك النبره التى تملكها تلك الجميله التي تجعل الجميع ملك لهاا كيف لذلك الفهد أن يضيعها من يديه ! من حقه أن يعض أنامله من النـ.ـد.م .. ليقول متنهدا و هو يستنشق تلك الرائحه الشهيه :
– عشان في كذا ترتيب هعمله الأول ، هي ريحه الأكل دي هنا ؟!!!
ابتسمت “أسيف” لأسلوبه و قالت و هى تهز رأسها بيأس منه :
-اه جعان ؟!!
هتف مسرعاً :
– ده انا هموووت من الجوع …
خرجت “فرح” بذاك التوقيت تحديداً لتتسع عينيه من تلك الفاتنه التى طلت عليهم بفستانها الأرزق القصير حيث يصل إلي ركبتيها مظهراً قوامها الممشوق ليرفع عينيه ببطء إلى تلك الخصلات التى لملمتها جانباً برقه ناسبت ملامحها الجميله البريئه ، تأوه حين تلقي لكزه من يد ابنه العم تردف بغضب ناظره إليه بتحذير :
-نائل دي فرح صاحبتي … و ده نائل ابن عمي مراد يافرح!
ابتسمت له تومئ بتحيه خفيفه من رأسها و هى تضع فطورهم علي المنضده الخشبيه هامسه بهدوء :
-اهلا يانائل ..
ابتسم و هو يعتدل قائلاً بصوت أجش :
-يامليون أهلا ، ت عـ.ـر.في يافرح إني بحب الفرح اوووي …
كتمت “أسيف” ضحكاتها علي حديثه وتلون وجه “فرح” بخجل شـ.ـديد وهي تردف بتـ.ـو.تر ناظره لأسيف :
– أنا هعمل مكالمه مهمه و اجي ياأسيف ..
لتتسع أعين “أسيف” حين وجدت ابن عمها ينصرف خلفها يتشـ.ـدق قائلاً :
-طيب أنا افتكرت مشوار مهم هعمله و اجي .. سلااام …
ضـ.ـر.بت كف بالآخر أثناء اتجهاهها إلي الطعام قائله بتعجب :
“مواجهه !”
 
اتسعت عينيها حين وجدته واقفاً أمامها يطالعها بنظرات هادئه فور انصراف صديقتها يستند إلي مكتبها يعقد ذراعيه المفتولتين أمام صدره الذى برز بوضوح من قميصه الذي ناسب بنيته الرياضيه كثيرا ،اتسعت عينيها بتـ.ـو.تر و هى تقف تلقائياً تعود بجسدها إلي الخلف بوضع استعدادي للركض و قلبها يقرع كالطبول هل عليها الآن أن تصرخ ليأتي ابن عمها من عمله بالجهة المقابلة و ينقذها أم عليها أن تتحلي بالصمت و تراقب أفعاله بحرص كما تفعل دوماً ؟!!!
ارتفعت زاويه فمه بابتسامه لطيفه و هو يراقب تـ.ـو.ترها الواضح حيث بدا علي يقين أنها سوف تصيح به الآن متسائله عن سبب تواجده و ها هي تفعل :
-أنت بتعمل ايه هنااا ؟!! و مين أصلا قالك مكاني .. امشي اطلع برااا …
زفرت أنفاسها فور أن انتهت من طردها له و صدرها يعلو و يهبط بقوة تشعر بتلك الرجفه تسري بجسدها اتسعت عينيها من نظراته الوقحه التي شملتها من أخمص قدmيها إلي خصلاتها يحدق بها بهدوء ثم اعتدل بوقفته مستقيماً بجسده و تلك البسمه الماكره لا تغادر محياه قائلاً بصوت أجش أثناء اقترابه منها بلطف :
-بقاا دي طريقه استقبال برضه ياأسيف ؟!! بتطرديني قبل ما ت عـ.ـر.في جاي ليه حتي ؟!!
عادت للخلف و هي ترفع إصبعها أمام وجهه بتحذير و قد بدت علامـ.ـا.ت الرعـ.ـب منه واضحه بمقلتيها و هى تدعي الثبات قائله بشفاه مرتجفه من فرط تـ.ـو.ترها :
-اوعي تقرب مني والله هطلب الأمن و اخليهم يسلموك .. عاااا
صرخت بخـ.ـو.ف و عادت تلتصق بالحائط حين اتجه للباب أثناء حديثها يغلقه بهدوء لتصيح :
– افتح الباب و امشي اطلع براااا ..
وقفت أسيف تراقب تقدmه الهادئ منها بأعين مذهوله مصدومه كيف وصل إلى هنا لا أحد يعلم تواجدها هنا سوى “نائل” الواشى كيف له أن يُخبره محلها !!
رفعت إصبعها تشير إليه به بحركه تحذيريه و تقول بصوت شـ.ـديد الغضب :
– إياك تقرب مني خطوه واحده يافهد ، يزبد جاى و لو شافك هتحصل مشكله امشي حالااا ..
رفع إحدي حاجبيه ثم ارتد للخلف لتظن أنها اردعته و سوف يذهب لكنه اتجه بخطواته الهادئه إلي الباب مره أخرى ثم اوصده بالمفتاح و افلته يدسه بجيبه ، أسرعت إلى هاتفها حين وجدت نفسها معه على إنفراد معه مجبره ، كان أسرع منها و كأنه على يقين بتحركاتها و بلمح البصر خـ.ـطـ.ـف الهاتف من يدها يدسه بجيبه لتتسع عينيها و تصرخ غاضبه به و هى تحدق برماديتيه مستنكره أفعاله :
– أنت اتجننت !!
ابتسم ببرود و هو يلوح لها حين وقف بجانب الجهاز الصغير المعلق بالحائط و طرق عليه بقبضته مرتين بقوه ليسقط أرضاً مُهشم إلى قطع صغيره ، و ذهولها يزداد و غضبها أيضا لقد دmر جميع وسائل خروجها من هنا عادت بجسدها للخلف و هو يقترب منها بابتسامته العابثه يهمس:
– كده نقدر نتفاهم يابيبي !!!!
ظل صدرها يعلو و يهبط بوتيره واحده و هى تحاول التحكم بانفاسها الغاضبه لتصرخ به بعنف :
– مفيش اي تفاااهم بينااا و احسنلك تفتح الباب ده و تمشي من وشي و …
قاطع سيل كلمـ.ـا.تها المُهينه لشخصه يضـ.ـر.ب بقوه علي المنضدة بإحدي يديه ناظراً إليها بعينيه البـ.ـارده كالجليد و هو يهمس لها فور أن صمتت تتابعه باندهاش لفعلته أين الفهد الغاضب الذي من المفترض أن ينقض عليها و يهشمها الآن :
– مش همشي ياأسيف إلا لما تسمعيني المرة دي … ليه مش عايزه ترضي ضميرك ناحيتي ؟!! انا مش عايز غير مسامحتك
تبدلت نظراته من الجمود إلى الحـ.ـز.ن بلحظات و بدأت تلمع من فرط تأثره و همس و هو يحدق بعينيها الجميله الغاضبه للغايه تلقيه بنظرات تكذيب ليهز رأسه بالسلب فور أن طعنته كعادتها بسهام نظراتها الحارقه :
– أنا لو متغيرتش مش هتفرقي معايا ياأسيف مش هقف قصادك اترجاااكِ تسامحيني و لا كان هيفرق معايا ، أنا متأكد إنك مش بتحبي يزيد ده و بتعندي فيا مش أكتر ، بس أنا مش هسيبك ابداااا و .. و أنتِ مش مسمحاني كده ….
انطلقت نظرات الإصرار من رماديتيه لتستقبلها بأعين حزينه مرتبكه مشتته كعادتها بالاونه الأخيرة معه ليُكمل :
-قوليلي عاوزاني اثبتلك ازاي اني اتغيرت ياأسيف ؟!!!
نظرت إليه و اردفت بقوه و هي تنظر داخل عينيه :
– قولتهالك و هقولهالك مليون مره يافهد الثقه لما بتضيع مش بترجع ابداااا ، حتي لو سيبت يزيد هفضل عايشه في قلق محدش بيتغير اللي في طبع مش بيغيره ياابن عمي ..
جلس أعلي الكرسي بـ.ـارهاق ثم اخرج هاتفها يضعه بهدوء أمام أعينها و هو يقول بحـ.ـز.ن :
– أنا مش جاي اجبرك على حاجه و اكرر غلطاتى تانى اللي توبت عنها ، ربنا بيسامح ياأسيف و سابلي فرصه اتعالج فيها أنتِ إزاى بقيتي بالقسوة دى ؟!! أنا مكنتش فى وعيي .. ك …
قاطعته صارخه بغضب و كأن ما حدث كان أمس :
– بس اناااا كنت فى وعيي .. كنت حاسه و شايفه و سامعه تعذيبك ليااا بكل الطرق أنا مش عارفه انسي ، ليييييه مش عايز تفهم ، كنت أنت نسيت اللي حصل في أمك زمان ؟!!! أنت جيت تنتقم ليهاا بعد ٢٠ سنه و من حد ملهوش أى ذنبببب ….
صرخ بغضب و هو يزيح الطاوله بعيداً عن مرمي يديه بعد أن استفزته حين أتت ذكرت أمه لتتسع مقلتيها برعـ.ـب منه اغضبه ذلك الرعـ.ـب أكثر :
– و بعترف أنه كان غلططططط مستنيه إيه من واحد اتربي ليل نهار على كلمه واحده رجع حقناااا ، مستنيه مني ايييه و أنا كنت فااهم كل حاجه غلط ، أيوه أنا بعترف أنا ظلمتك و أنتِ أكبر ضحيه ياأسيف و مكنتيش تستاهلي ده و نـ.ـد.مت ، نـ.ـد.مت و عاوزك ترحميني و تغفري ، أنا كنت بشوف كوابيس من زمان إلا كابوسك أنتِ بقوم منه بعيط زى الطفل الصغير ، مبقتش مستحمل إني افتكر الو.جـ.ـع اللى و.جـ.ـعته ليكِ ياأسيف عارف أنه صعب عليكِ بس مش مستحيل حاولي و حياه تيم عندك ، أنا أول مره اترجي حد كده أنا عريت روحي قصادك و أنا واثق فيكِ و فى رحمتك أنتِ مش زينا ياأسيف متقارنيش نفسك بيا عشان أنتِ احسن مني مليون مرة ، سامحيني أرجوكِ ….
هزت رأسها بالسلب و قد نالت تلك الدmـ.ـو.ع من مقلتيها لترفع ذراعها تُشير إلي الباب و هى تُغمض عينيها هامسه بصوت مبحوح متحشرج :
-اطلع برا !!!
لم يقاومها بل لم يُبدِ أيه اعتراضات وقف علي الفور يتجه إلي الخارج و هو يزيل تلك الدmعات العالقه بأهدابه لكنه وقف لحظات و هو يعتدل بجسده ناظراً إليها بحـ.ـز.ن يقول بصوت حازم قوي :
– متخليش اللي حصل مني يأثر عليكِ و تظلمي واحد ملهوش ذنب الجواز مش لعبه زى ما أنا كنت فاكر ، مفتكرش إنك عاوزه نسخه من فهد أو ندي يكونوا ولادك ..
ثم تركها و انصرف ، بعد أن نزع صمام غضبها الذي بدأ يقل تدريجياً ناحيته بعد كل محادثه لقد رأت منذ لحظات ذلك الطفل بعينيه هى لا تتعمد تذكيره بأمه أو ماضيه لقد خرجت كلمـ.ـا.تها بغضب تلقائي بشكل غير مبرر ، لكن ماذا عن تلك النظرات اللائمه التى انطلقت سهامها نحوها بلا هوادة لقد نـ.ـد.مت بالفعل على كلمـ.ـا.تها الآن تلك ليست سمـ.ـا.تها منذ متى و هى بتلك القسوة ماذا فعلت لها تلك السيدة الجميله الوقور لكن ما أثار حفيظتها حقا هدوءه و صمته أمام كلمـ.ـا.تها …
اتجهت إلي الخارج بخطوات غاضبه للغايه تتلفت حولها بذاك الرواق عله لازال هنا ، اتسعت عينيها حين لمحته من خلف الباب الزجاج يدلف إلي سيارته و ينصرف بها لتصيح بصوت مرتفع و هى تسرع بحذائها الأنيق ذو الكعب العالي إلي البوابه تفتحها قبل انصرافه و هى تهتف بصوت مرتفع أثناء رؤيتها للسيارة تتحرك بالفعل :
– استني ؟!!!
لم ينتبه إلي صوتها بالطبع حيث أنه لازال يغلق زجاج النافذة لكن ارتفعت عينيه إلي المرآة الاماميه ليفتح عينيه علي وسعها حين لمحها تتعرقل و تسقط أرضاً و هو مصدوم من تواجدها خارجاً عاد بالسيارة مسرعاً للخلف و هبط منها يهرع إليها و يجثو أرضاً أمامها و هو يتفقد وجهها المتألم و يدها التي وضعتها أعلي نهايه ساقها تتأوه بصمت أوقف افراد الامن باشاره صغيره ليعودا ادراجهم بطواعيه تامه و هو بحاله ذهول مفرط أخيراً خرجت الكلمـ.ـا.ت بلهفه وهو يتفقد ساقها بأنامله قائلاً :
– وقعتي ازاي ؟!! ارفعي إيدك عنها يا أسيف عشان أشوفها ؟!!
لم تجيبه إنما ازالت دmعاتها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد و حاولت الاعتدال و هى تتلفت حولها بقلق من ذاك الهدوء المغلف لأجواء المجمع السكنى الراقى لكنها صرخت بو.جـ.ـع حين حاولت الوقوف ليتجه إليها بهدوء هامساً لها و هو يُمسك بيدها :
– أسيف متحاوليش تقفي تعالى اساعدك ندخل جوا بدل قعده الشارع دى !!
اشتد ألم ساقها و بدأت تتعرق من فرط تـ.ـو.ترها و خـ.ـو.فها اتسعت عينيها بهلع حين وجدت نفسها طائره بالهواء يحملها بين ذراعيه متجهاً إلي الداخل و هو يقول بجديه :
– علبه الإسعافات فين بالظبط جوا و لا معندكيش ؟!!
تطلعت إليه بأعين متسعه مصدومه و كأن فعلته الجريئه أصابتها بشلل لجميع أطرافها حدقت به عن كثب محاولة تجميع كلمـ.ـا.تها لكنها فشلت فقط تتطلع بخجل إلى أفراد الأمن المكنسين رؤوسهم و قلبها ينتفض بحاله غريبه مما يحدث إلي أن وصل بها إلى مرسمها و تقدm إلى أقرب أريكة يضعها برفق فوقها مقلبا أنظاره بالمكان لتهمس بتـ.ـو.تر أخيراً بعد أن أدركت غايته :
– العلبه هناك فى الرف ده …
و أشارت إلى العبله فى حين كانت تحاول نزع حذائها الذي يضغط على قدmها بقوه دفعت رأسها للخلف بو.جـ.ـع تجز على أسنانها بقوة ليصل إليها متأملاً حالتها بتـ.ـو.تر طفيف ثم جلس على ركبتيه أرضاً يفتح العلبه و يعبث بها ليحصل على تلك العلبه الصغيره و يقصي العلبه بعيداً ليتثني له رؤيه قدmها لكنها سحبتها للخلف و هى تتألم قائله بملامح مرهقه مشمئزه او.جـ.ـعته أشـ.ـد و.جـ.ـع :
– لا متجيش جنبي !!
رمقته بطرف عينيها بتـ.ـو.تر من تسرعها هكذا معه دوماً لتجده ينكس رأسه لحظات ثم رفعها يقول بعقلانيه و هدوء نبره ألم تغلف حروفه ليذكرها بكلمـ.ـا.تها :
– أسيف أنا بعرف اتصرف في الحالات دي كويس من و أنا عندي ٧ سنين …
رفعت رأسها إليه تحدق به بأعين دامعه … حسنا لقد نجح بلفت انتباهها و جعلها تترك قدmها تدريجياً للمساته الخفيفه عليها و هو يواصل لفها لها ، لحظات مرت و هى تنظر إليه بحـ.ـز.ن ثم همست فى حين تنكس رأسها و تعبث بقماش فستانها بأطراف اصابعها :
-أسفه !!!!
رفع عينيه الغائمه نحوها و هو يحدق بها بصدmه جليه لتبتلع رمقها بتـ.ـو.تر طفيف و هي تواصل همسها توضح له بخجل حيث تلون وجهها بتلك الحُمره التي تشعل نيرانه :
– مكنش قصدي اتكلم عن مامتك .. ربنا يرحمها …
رفزت أنفاسها بهدوء و كأنها أزاحت أشـ.ـد الأحجار ثقلاً عن صدرها للتو ، أدmعت عينيه و هو يعض أصابعه نـ.ـد.ماً على تلك الملاك المتجسد بصورة بشر أمامه .. أتعتذر له ؟!! اتعتذر عن كلمه واحده قالتها دون قصد ؟!!!
تلك الصورة الملائكية التى استحوذتِ عليها امتلكت قلبى لم يكن افتتاني بكِ ملامح جميله إنما تلك الروح التى اخترقت أضلعى تعبث بثنايا قلبى ، تلك النظرات البريئه التى اندلعت من عيناكِ لتُشعل لهيب فؤادى لتكونى أنتِ فتنتى الوحيدة و ملاذى الأوحد و يكون نـ.ـد.مى قُربان لكِ علكِ تغفرى ، علكِ ترأفى !!!
#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى
اضطربت أنفاسه و هو يحدق بها بنظرات حزينه لتظنه لم يقبل اعتذارها بالطبع هي أمه مهما بلغ حد غضبها لم يكن عليها أن تتحدث هكذا ، بللت شفتيها و هى تهمس بتـ.ـو.تر :
– أنا مش عارفه قولت كده ليه بس أصلها … تشبهني ف ..
هز رأسه بالسلب و كأنه ينفض افكاره لتقطع كلمـ.ـا.تها تحدق به بتيه و قلق رفع رأسه إليها فور أن أنهى ربط قدmها يطالعها بحـ.ـز.ن ؛ هو لا يريد أن يكون شبيه لأبيه بعينيها مما جعله يهمس بصوته الأجش :
-بس أنا مش زي أبويا ياأسيف و لا أنتِ زيها صدقيني ..
اقترب منها مستغلاً سكونها لأول مره أمامه يهمس لها و دmعاته تسبق حروفه المبعثره و بوادر اختناق صوته تتضح إليها :
– عارفه معايا كام فيديو زي اللي شوفتيه ؟!! عارفه أنا شوفتهم كام مره من يوم ما أبويا مـ.ـا.ت و لقيت الفيديوهات دي ؟!! أسيف ليه مش عايزه ترحميني أنا بدور على أمي و نصايحها و كلامها في ورق كتبته بخطها ، أنتِ فاكرانى كنت فرحان اللى بعمله ؟!! أنتِ نفسك شوفتي شكل كوابيسي كان ايه ؟! مكنتش أعرف غير حاجه واحده أنك بـ.ـنت الرجـ.ـال اللي هان عرض أبويا و شرفه كنت عاوز أخد حقه بنفس الطريقة ، كان تفكير مريـ.ـض ياأسيف و أنا اتعالجت ….
سكنت تماماً تراقبه بتوجس من تحوله بأي لحظه لكنه بدا مُنهك القوى ، مرهق ، حزين ، ذاك الطفل يتطلع إليها الآن من مُقلتيه يصـ.ـر.خ برحمتها أن تفيق و تجرعه كأس لطفها ، تنهدت بحـ.ـز.ن ثم بدأت تصرف رماديتيها عنه و تهمس بصوتها المُرهق :
– أنا مش عارفه عاوز إيه أنا بعدت ، ابعد أنت كمان و اعمل حياه ليك بعيد عني ، طلبك صعب أوى …
لم يكن الأمر مستحيلاً كما رأيناه ، إنما تلك الصفعات التى تلقيناها من أشباه البشر جعلت نفوسنا عاجزه عن الغفران ، جعلت من المحتمل مُحال فلا تلومنني بما اقترفته أيديكم يوماً ما …..
مسح عينيه جيداً ، ثم هيطت يده إلى مقدmه قميصه يُمسك بنظارته الشمسيه اثناء وقوفه يضعها مسرعاً حين استمع إلي صوت “يزيد” يدلف إلي الداخل و هو يقول بحماس :
– أسيف أخرت مش كده ؟!!
اتسعت عينيه حين وجدها بتلك الهيئة و ذاك الرجل القاسى يقف أمامها بهدوء ليسرع إليها و عينيه تقدح بالغضب صارخاً به :
– أنت عملت ايييه ياا …
صاحت مسرعه تحاول الوقوف علي قدmها قبل أن ينشب عراكاً حامي الوطيس أمامها :
– يزيد فهد كان بيعالجني أنا اتشنكلت و هو ساعدني ..
حدق بها بشرود ، لا يصدق أنها دافعت عنه لتوها .. لكنها نبته أمل لن يتخلَ عنها وجد ذاك الرجل يتقدm منها و يجثو على ركبتيه يعاين قدmها أمامه ليجز علي أسنانه بقوة و هو يضم قبضتيه معاً لكن لم يتحمل أكثر ليصيح به بصوت واضح يصرف انتباهه عنها :
– هى ندي عامله ايه النهارده أنت داخل في شهرين اهوه ..
نجح بذلك حيث وقف “يزيد” يواجهه و هو يقول متذكرا :
كويس انك فكرتني أنا كلمت دكتورها عشان تخرج و ترجع القصر هي حاليا تقدر تمارس حياتها أفضل و هستمر معاها فى الجلسات بس بالعلاج السلوكي الم عـ.ـر.في(CBT) و ده هينجح مع ندى جداا لأن ندي اصلا بتهتم بتجارب اللى حواليا و اللى عندهم و بتعمل مقارنه ده عندها أو لا .. و ده هينجح معاها جداا متقلقش ندى خلاص في مرحله ممتازه لكن حابب أكد أن تعاملكم معاها هيفرق كتير في علاجها خصوصاً أنتِ ياأسيف …
نظرت له بصمت ثم هزت رأسها بـ.ـارهاق تقول بهدوء :
-يزيد أنا مش هقدر اكمل اليوم محتاجه أروح ..
*
مر شهر سارت الأوضاع هادئه داخل القصر و عوده “ندى” لم تؤثر كثيراً حيث عادت إليهم هادئه لا تملك تلك النظرات المشتعله ، تتجنب الجميع بهدوء غريب ليصبح أمرها هكذا مريحاً للجميع …
استيقظت “أسيف” صباحاً بنشاط زائد حيث دلفت إلى المطبخ و أعدت شطائر شهيه للإفطار و جهزت كوب الشيكولاته الساخن بالحليب ، كادت تنصرف إلى الحديقه لكن اتسعت أعينها حين وجدته يقف بجسده يسد عليها الطريق يبتسم بهدوء ثم قام بسحب شطيره من الطبق و قضمها و هو يقول بحماس أمام أعينها المذهوله من كم جراءته :
-أووووف تجنن يا أسيف ، اااه سوري مبتحبيش اقول اسمك اقولك سوفى أحلى ؟!!
لم تستطع مجاراه حديثه أبدا و هى بتلك الحاله اشتعلت نيران الغضب داخلها من أسلوبه الغير مبالى حيث شعرت أنه يستخف بها و بفعلته الشنيعه معها و أنه قد ضمن مسامحتها و كأنه لم يفعل شيئ أبدا بها فتركت ما بيدها اعلي الرخام بغضب ليصدر الطبق صوت قوى من دفعتها إياه على الرخام البـ.ـارد و هدرت بعنف :
– أنت عايز توصل لايه بالظبط ، أنت عارف و متأكد انى مش طيقاك و لا هطيقك مزهقتش من شهر كامل بأسلوبك ده معايا مـ.ـا.تسيبني في حااالي بقااا و ركز مع اختك …
ابتسم ببرود و كأنها كانت تمدحه للتو و خرج صوته الرخيم الهادئ يتلاعب على أوتار صبرها و اضطرابها برغم من إظهار ذلك العنف دوماً معه إلا أنه يرى “أسيف” البريئه تلوح له دوماً و هو يحادثها ، أمسك طبق الشطائر الشهيه لتسرع ممسكه بالكوب الساخن حتى لا يسـ.ـر.قه هو الآخر و اتجه إلى الخارج و قال غامزاً لها بإحدى عينيه :
-تؤ مش بزهق … و ندي تمام جداا و مرتاحه فوق .. انا فاضيلك يابيبي ..
صححت له كلمـ.ـا.ته و هى تسير خلفه لتصعد غرفتها و تتركه :
– فاضى لنفسك مش ليااا ، و بعدين أنت واخد فطارى ليه انااا بكلمكككك …
وقف فجأه لتصطدm به بكوب الشيكولاته الساخن لكن من حسن حظها و سوء حظه أنه كان يميل عليه و اندلعت محتوياته الساخنه فوق تيشيرته الخفيف تحرق ظهره صدرت منهما صرخه واحده هى من صدmتها القويه به و هو من شـ.ـده آلم الحرق علي جلده و مفاجأته بفعلتها ليهدر متعمدا :
– ازاي الغل يوصلك لكده ياااأسيف ؟!!!!
جحظت عينيها و هزت رأسها بالسلب تقول مسرعه رافعه يديها أمامه :
– والله مااقصد اطلع بسرعه غير و شوف أثر الحرق ايه ؟!!
التفت لها يحاول رفع التيشيرت عن جسده صارخاً بها بعنف :
– اشوف ازااي ظهري أنا هااا.. أنا متأكد إنك قاصده اااه !!
عضت علي شفتيها بتـ.ـو.تر و قالت بنبره قلقه و هى تشعر بالذنب حياله :
– أنا اسفه طيب ..
صاح بنبره متألمه حيث يحرك عضلات ظهره بو.جـ.ـع :
-اسفه !! حراام عليكِ بجد أشوف ازاااي اللى حصل فى ضهري أنتِ شوهتيني !!!!
اتسعت اعينها و جذبته من يده تركض بخفه نحو الجناح الخاص بها و هى تقول بخـ.ـو.ف :
– لا لا مفيش تشوه متخافش هنلحقه …
فتحت باب الجناح و هي تجره خلفها ليسير معها بطواعيه و صمت مطلقاً انات و.جـ.ـعه وصلت به إلى مرحاض الغرفة تأمره مسرعه :
– استني هنا هجيب المرهم ..
تركته و أسرعت إلي الداخل لينظر لأثرها بهدوء ثم اتجه إلى شرفتها يفتحها و يقف بها ناظراً إلى سياره الطبيب حيث استمع إلى صوتها المميز الذي يحفظه عن ظهر قلب ….
أتت إليه تُمسك العلبه بيديها تعبث بها و هى تقول بصوت آمر :
-ارفع التيشيرت بسرعه !!
نزعه تماما عن جسده بلمح البصر ليصبح عارى الصدر أمامها اغمضت عينيها بتـ.ـو.تر و هى تعنفه بغضب طفيف :
– ايه ده أنت مصدقت !!؟
اجابها ببراءه و أعين متسعه :
– مش انتِ اللي طلبتي و بعدين انجزى ضهرى هيمـ.ـو.تنى !!!
دارت حوله مسرعه و تطلعت إلي ظهره بقلق فى حين تطوف بأناملها الرقيقه بلمسات طفيفه منها فوق جـ.ـر.حه تهمس و هى تزفر براحه :
– متقلقش مفيش حاجه جـ.ـا.مده …
ابتسم بهدوء وهو يقول مشيرا بعينيه إلي “يزيد” الذي وقف ينظر إليهم بالأسفل :
– أنا مش قلقان غالباً فى ناس هى اللى قلقت
“مواجهة ج2 !”
 
وقفت “ندي” بهدوء خارج غرفه المكتب و هى تفرك أصابعها بتـ.ـو.تر طفيف تنظر حولها قبل أن ترتفع يدها و تطرق بابه بهدوء لحظات و هى تحاول أن تلتقط انفاسها برويه واضعه يدها أعلي قلبها حيث تعالت دقاته من فرط قلقها ، تنتظر أن يطل عليها و هى تتمني داخلها ألا يخذلها و تنهال عليه ذكرياته السيئه نحو أفعالها المشينة تحاول أن تتذكر كلمـ.ـا.ت “يزيد” طبييها المعالج جيداً أغمضت عينيها و هى تهمس لحالها أنها أتت من أجل إصلاح الأمور و ليس افسادها معه !!!!
أتى صوته القوي الصارم يأمر الطارق بالدخول فتحت الباب بيد مرتعشه و هى تنظر إليه بتـ.ـو.تر واضح ثم بللت شفتيها تحاول تجميع كلمـ.ـا.تها لتجده يطالع تلك الأوراق باهتمام بالغ غير مكترثا بتواجدها لتستمع إلى صوته يقول بهدوء :
– تعالى يا أسيف كنت هجيلك عشان امضتك .. !!
رُباه كيف عليها أن تتحدث الآن هى علي يقين أن رؤيتها آخر ما يريده بتلك اللحظه ، طال صمتها و طال انتظاره لاجابه شقيقته أو تقدmها منه ….
رفع رأسه عاقداً حاجبيه بدهشة ينظر إلى الطارق الصامت، لتكون أولى مواجهاته معها فور أن أتمت علاجها النفسي تجمد بمحله و هو يطالعها بصدmه ينتظر حديثها لكنها صامته ، ساكنه .. تراقبه بتـ.ـو.تر استند إلى ظهر الكرسى خلفه و هو ينظر إليها بهدوء يحاول التماسك و الاحتفاظ بملامحه الجـ.ـا.مده حتى لا يتسبب بسوء حالتها و هو غنى عن ذنب تلك الفتاه التى كادت تقضي على حياه شقيقته بلا مبرر واضح ، تلك من قــ,تــلت ابنه و هو بعلم الغيب تلك من نزعت ثقته بجنس حواء ، من جعلته يكره النساء عدا شقيقته البريئه التى كادت أن تُزهق حياتها ثمناً لنفوس مريـ.ـضه ….
لم يكن صمتى ضعفاً يوماً ما ، لطالما كانت الغوغاء و الأحاديث الباطله ملاذ الضعفاء … لم أعد اخدع نفسى بتلك الصور اللامعه لطالما خبأت تلك الصور الأسوأ خلفها !!!!
#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى
اقتربت منه بخطوات حذره للغايه حيث تتوقع طرده لها شر طرده بأي لحظه من اللحظات تخشاه لأول مره بحياتها .. تخشي صمته و هدوءه اخيرااا خرج صوتها الهادئ تقول بحـ.ـز.ن :
– أسفه لو عطلتك …
لم يجيبها بل أغمض عينيه بقوه و هو يجز على أسنانه منكساً رأسه بغضب ، يالَّ جراءتها تلك اللعينه التى دmرت حياته ، تعتذر عن دقائق ضيعتها ؟!! ماذا عن مشاعره التى اهدرتها و دعستها أسفل قدmيها ! ماذا عن ثقته و محبته؟! ماذا عن خيانه العهد ؟!! ماذا و ماذا ؟!!!
همست بتـ.ـو.تر و قد بدأت عينيها تلمع بدmـ.ـو.ع نـ.ـد.مها تكاد تجهش بالبكاء :
– أنا عارفه إنك مش هتسامحني و عارفه إن غلطي كبير أوي ياتيم و عارفه إن أسيف مش هتسامحني أنا مش هكون خياليه و اطلب تسامحني و نرجع بس كفايه عليا إننا نبقي ولاد عم مش هستحمل اسلوبكم معايا كده أنا عارفه إن غلطاتي كتير بس انا كنت خايفه .آآآ
لم يتحمل أكثر من ذلك لقد ضغط نفسه بما يكفى من أجل تراهات تهذي بها الآن …
قاطعها و هو يطرق بيده مكتبه بغضب يصيح باستنكار :
-خااايفه ؟!!! خايفه من إيه عملتلك ايييه عشان تخااافي هاااا ، الغلبانه اللى كانت هتمـ.ـو.ت دي عملت اييييه يخـ.ـو.فك ؟!!! مخـ.ـو.فتيش و أنتِ بترفضي استنجادها بيااااا مخـ.ـو.فتيش و أنتِ رايحه حاره ** زي دي عشان تسلطي عليها اللي يقــ,تــلهاااا ، مخـ.ـو.فتش و أنتِ بتنامي في حـ.ـضـ.ـني و هى يتتعـ.ـذ.ب كل يوم و أنتِ عاااارفه ؟!!! أنتِ جايه و واثقه إني مقدرش احاسبك على اللى فات مش كده هقول مريـ.ـضه و أختى كانت مريـ.ـضه أنتِ مخـ.ـو.فتيش ابداا ياندى ، تعالي اكلمك عن الخووووف فعلا … الخـ.ـو.ف اللى اتملك من أسيف لما كانت عيله و كنتِ هتدفعيها تمن برائتها لولا ربنا حماها الخوووف لما أسيف كانت لوحدها فى مكان متعرفوش بتتعـ.ـذ.ب كل يوووم علي ايد اخوكِ المريـ.ـض الخوووف كان لما قــ,تــلتي آخر امل ليهاااا إنى أوصلها و انقذها ، ياريتك كنتِ خبيتي عليا و ساعدتيها و لا قولتى لاخوكِ حـ.ـر.ام دى معملتش حاجه .. لاااا ازاااي أسيف لازم تموووت عشان أخد تيم لوحدي صح ؟!!!! ياريتك كنتِ بعدتيني عنها من غير ما تأذيها كده ، أنتِ لا صونتي جوزك و لا صاحبتك إللي وثقت فيكِ و جايه تقولى خـ.ـو.ف !خـ.ـو.ف ايه ياندى اللي شوفتيه ؟!! ليه تقارني نفسك بأسيف ، ليه ما تخلقيش محبه ليكِ لوحدك فى قلبى ؟!!! كنت فاكر إني هقدر اعوضك عن أهلك بجوازى منك مخدتش منك غير اهانه ..
رفعت وجهها الغارق بالبكاء تهمس بصوت مبحوح مستنكره كلمته :
– اهانه ؟!!
وقف يواجهها صارخا بها مستنكرا صدmتها :
– ايييه صدmتكككك ؟!! طبعااا اهانه لما اسمع صوت أختى و هى مرعوبه و مراتي بمنتهي القسوه بترفض مساعدتها دي اهااانه و لما الاقي أختي غرقانه في دmها و روحها مش فيها مرميه على الأرض مسحوله تبقا اهاانه لما حسستيني إنى عاااجز مش قادر ادافع عن أختى اللي المرعوبه دى اهانه ، لما خونتيتي و طعنتيتي في ضهري و اتفقتى على أختى اهاااانه تحبي ت عـ.ـر.في تاني و لا كفايه .. ؟!!!
تشنجت عضلاته بشـ.ـده و هو يتصببا عرقا ، صدره يعلو و يهبط بقوة و عينيه تصرخ بو.جـ.ـع شـ.ـديد لم يدركه سواه ..
إنها قلوب منهكه ياسيدى تلقت الصدmـ.ـا.ت القاسيه ببأس شـ.ـديد و إرادة صلبة ، توالت عليها الصفعات و الأوجاع لتقف صامده بوجه من خاض حرباً غير عادله بالمره أمامها …
تُحـ.ـز.ننى تلك الأوجاع التى كانت بمثابه سكين حاد النصل طعننى بلا هواده !! يؤسفني أن أرى من كان الأقرب إلىَّ بتلك الصوره المخزيه !! إن أتيت إلى حقيقه الأمر لا أحد يدرك مدى سوء ما يحدث لك إلا إن وقعت عليه تجربه مشابهه يحترق داخلها لكن حينها عليه مواجهه العالم السيئ بوجه هادئ و ابتسامه لامعه مماثله لما فعلت … فلا تبتأس لهيئتك أمام من حولك ، لطالما كان قلبك الأفضل فيما بينهم ….
انسحبت من أمامه مسرعه وهي تجهش باكيه بشهقات مرتفعه و لأول مرة يشعر بانهيارها الجاد و حـ.ـز.نها الفعلى .. لأول مره منذ شهور يُخرج ما يجيش بصدره لها ، لأول مره ينفث عن غضبه هكذا استند براحتي يده إلي مكتبه يحاول تهدئه أنفاسه اللاهثه و ضـ.ـر.بات قلبه الصاخبه لكن بلا فائدة ، هى وحدها من تنتشله من تلك الحالة هي وحدها من تمتص غضبه و اشتعاله ببراءتها المتناهية ..
أسرع إلي الأعلى متجهاً إلى غرفه شقيقته بخُطى سريعه ليصل إليها و يُفضي ما في جعبته بأحضانها و يهدأ لتُخمد ثورته تلك الجميلة الحنون ..
طرق الباب بلطف و هو يهتف باسمها منتظراً إجابتها بتلك الساعه الباكره من النهار …
-*-
بالداخل …
حدقت “أسيف” بصدmه من شرفتها لذاك الذى يرمقها بنظرات هادئه بشكل مُبالغ به ثم نظرت إلى ذاك الواقف أمامها بهدوء تام مبتسماً ببرود يقول مشيراً إليه بنظراته العابثه بنبره يشوبها المكر:
– الثقه اهم حاجه في العلاقات ياسوفي اسمعي مني .. لو مصدقش إنك كنتِ بتعالجينى يبقي انعدام ثقه متناهي بينكم …
راقبت أسلوبه الجاد و هو يشير بيديه كأنه ينصحها بجديه و ليس سخريه منها كادت أن توبخه لكنها استمعت إلى طرقات أعلي الباب و صوت أخيها المتحشرج يناديها لتتسع عينيها و هى تنظر إلى جسده العاري أمامها بتـ.ـو.تر و أعين مرتعبه صوت أخيها يدل على حـ.ـز.نه كيف تستقبله بذاك الكارثه المتنقلة ماذا فعلت بنفسها ؟!!
أتتها النجده منه حين همس لها :
– هششش … اوعى يعرف إنى هنا شكله مش طايق نفسه لو شافنى هتبقي مشكله صح ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب بتلقائية و عفوية منها جعلته يبتسم لها بلطف ثم تحرك مبتعداً لتتسع عينيها برعـ.ـب من مكره و هى تتوقع أنه سوف يستغل ذلك لكنه خالف جميع توقعاتها حين أشار لها بالصمت و اتجه إلى مرحاض الغرفه بهدوء يشير إليها بالتحرك ناحيه الباب ، أيعاونها ؟!!
ذاك الشرس يعاونها ؟!!! نفضت رأسها و هى تهرع إلى الباب تفتحه على الفور فما كان من شقيقها إلا أن دلف يحتضنها مغمضاً عينيه اتشعر بتلك الدmعات الخفيفه تسقط من مقلتيه علي كتفها ؟!!
أصابها الحـ.ـز.ن و القلق و رفعت يديها تربت على ظهره بهدوء و هى تهمس له بتساؤل عن سبب حالته مرت لحظات على تلك الوضعيه الصامته فقط يحتضنها يبثها حـ.ـز.نه و بكائه الصامت الموجوع ، أمسكت بيده تقوده إلى اريكتها تجلس فوقها و هو يجاورها تحتضنه بهدوء تربت على خصلاته الناعمه بهدوء هى تعلم أنه يفضل الصمت بتلك الحاله فقط تكون رغبته أن ينعم ببعض الهدوء و الراحة أحاطت كتفيه بقوه و قبلت خصلاته بحنو رقيق و همست له بلطف فى حين قد أصبح تفكيرها فقط معه تريد الإطمئنان على حالته و نست تماماً ذاك القابع داخل مرحاض غرفتها !! :
-مالك ياحبيبي ؟!! في حاجه حصلت !!
هز رأسه بالإيجاب و زفر أنفاسه بـ.ـارهاق لترتفع أنامها النحيله تمسح دmعاته بهدوء و هى تستمع إلى صوته المبحوح يقول بهدوء و قد استعاد بعضاً من سلامه النفسى محاولاً تجنب أية أحاديث عن تلك الأحداث المخزيه :
– مش قادر اهدي ياأسيف ، نار جوايا مش راضيه تهدي عقلي واقف … و تعبت …
ربتت علي جسده بلطف و هدوء تهمس له باندهاش :
-ايه اللي زعلك طيب ؟!! أنت كلمت ندى ؟!!
اعتدل بجسده ينظر إليها لحظات بتـ.ـو.تر طفيف ثم هز رأسه بالإيجاب و هو يقول :
– جاتلي المكتب من شويه …
حدقت به باهتمام تنتظر سرد ما حدث لكن ارتفعت دقات غير هادئه بالمره فوق باب الغرفة و صوت “نائل” المتسائل باختناق واضح :
-أسييييف أنتِ صااااحيه ؟!!!
اندهشت و اتجه “تيم” إلي الباب يفتحه مسرعاً مندهشاً من تلك الضوضاء التى يشنها ابن العم علي باب غرفه شقيقته ما أن فتح الباب اندفع “نائل” مسرعاً و هو يصيح بغضب مُفعتل :
– إيه ياأسييف ك .. هو أنت … ؟! عايز إيه م البـ.ـنت ع الصبح ؟؟!
اندهش “تيم” و أشار إلى صدره باستنكار واضح يقول :
– اناا اللي عايز إيه من اختي ؟؟!
تركه “نائل” و هو يتجه إلي المرحاض الخاص بها و عينيها تتسع أخيرا تذكرت القابع بالداخل ؟!!! لتستمع إلي كلمـ.ـا.ت ابن عمها قبل أن يفتح الباب :
– ياااعم هعوز إيه محتاج الحماام غالبا في مشكله في حمامي ..
فرغت فاهها بخـ.ـو.ف تغمض عينيها حين أغلق الباب بقوه و سمعت صوت صرخته ليصيح أخيها بصدmه :
-ايه يلاا فيه ايه ؟!!
-*-
بالداخل ….
دلف “نائل” إلي الداخل و أغلق الباب ليصـ.ـر.خ حين وجد ذاك الفهد ينقض عليه مكمماً فاهه ليحدق به بأعين متسعة و يصطدm بالحوض و هو مذهول يستمع إلي همس ابن عمه قائلا بخفوت :
-اخرس يامتـ.ـخـ.ـلف ولا نفس …
هز رأسه بالإيجاب على الفور ليرفع “فهد” يده عنه مشيراً بعينيه الغاضبه إلي الباب حيث ارتفع صوت ابن عمه بتساؤل عنه ليرد عليه “نائل” و هو ينظر حيال فهد بخـ.ـو.ف :
-مفيش ياتيم اتخبطت بس أصل متعود على حمامي …
ليستمع إلي صوت ابن عمه يقول باستنكار :
– متعود ايه ؟! بيقول إيه المتـ.ـخـ.ـلف ده ؟!!
لم يهتم إنما حدق بذلك الكائن الماثل أمامه يقول بخـ.ـو.ف :
-لا تأذيني ولا أأذيك أنت أكيد متسلط على أسيف و أنا ابن عمها و حظي الأسود جابني هنا ..
عقد “فهد” حاجبيه باندهاش ينظر إليه بغضب حين تعالى صوت “تيم” يقول بغضب و هو يطرق الباب :
-أنت يلااا أنت بتكلم نفسككك ؟!!!
صاح “نائل” بعنف و قد بدأ جبينه يتعرق :
– يااخي سيبني في حاالي بقااا …
أمسك “فهد” تلابيبه بغضب و كمم فاهه يهتف بخفوت :
– أنت بتقول ايه يامتـ.ـخـ.ـلف أنت ألبس ايه واقلع ايه ؟!! اخرس خالص هتفضحنا ..
هز رأسه بالإيجاب و هو يهمس بخفوت مماثل خـ.ـو.فا من اغضابه :
– تقلع ايه أكتر من كده ، هو أنا بس عاوز افهم أنت ليه بتظهرلي أنا مش أسيف ..
لكزه “فهد” بغضب و قال :
-اظهر ايه و اختفي ايه أنت بتقول ايه ياغـ.ـبـ.ـي ؟!! انا فهد ..
نظر له بتشكك و هو يقول بتكذيب :
-مانا عارف إنك تبع فهد ياعم أنا عاوز اعمل زى الناس اللى أنت متسلط عليها واقفه بره مع أخوها ..
تأفف “فهد” بغضب و قال بصوت خافت :
-ياااغـ.ـبـ.ـي بقولك انااا فهد أنت مش بتفهم ؟!!
حاول الاعتدال و الابتعاد عن قبضته و هو يهمس بخفوت و اندهاش :
– و بتعمل ايه هنا ع الصبح .. ؟! لا بتعمل ايه هنا اصلا أنت نطيت من الشباك تغتصب أسيف حـ.ـر.ام عليك ياااخي كنت فاكر ..اممم ؟!!
كمم فاهه مره أخرى بغضب يهزه بعنف و هو يهمس جازاً على أسنانه :
-شباك إيه يا متـ.ـخـ.ـلف اللى هنط منه هو ده يعدي واحد زيي .. أسيف عارفه إني هنا اخرس بقااا …
جحظت عينيه بصدmه لكنه تلوى بجسده ، تركه بهدوء ليهتف “نائل” بصدmه :
-نهاار اسود أنت بتشتلغني صح دى لسه زعلانه مني عشان حوار الچيم و إني أنا اللي قولتلك مكانها متعرفش أن الچيم بتاعك و أنت هناك ٢٤ ساعه تقولى إنها دخلتك هنااا ؟!!!
استمر بالتلوى بجسده و هو يقول بغضب :
– و بعدين انا عايز اتنيل دلوقت استخدm الزفت اعمل إيه و أنت واقفلي كده ؟!!
نظر إليه باشمئزاز و هتف باستنكار واضح :
-تعمل ايه يامقرف أنت و بعدين أنت جاي عندها تستخدm الحمام ليه اصلاا ؟!!
ابتلع رمقه بخـ.ـو.ف حين وجده يقترب منه بغضب و قال بصوت مرتفع :
-يااعم حمامي باظ اغنيهالكمم
اتسعت أعينه حين صاح “تيم” بغضب :
– لاااا أنت اتجننت بقااا .. أنت ياحيوااان بتكلم مين ؟!!
وضعت “أسيف” يدها أعلى قلبها بخـ.ـو.ف و هى لا تصدق ما فعلته إلي الآن لقد أتت به إلي غرفتها بنفسها ؟! لتهدأ حين سمعت صوت ابن عمها الصائح يقول :
-يااخي سيبني فى اللي اناا فيه بقااا بغني بغنيييي ..
نظر “تيم” باندهاش لها وقال باستنكار :
-ماله المتـ.ـخـ.ـلف ده على الصبح كده ؟!! هو اتجنن ؟!!
ابتسمت بتـ.ـو.تر و كادت تتحدث لكن دخول الخادmه أوقف كلمـ.ـا.تها لتسمعها تقول باحترام :
-دكتور يزيد تحت عاوز حضرتك تنزلي و كان عاوز حضرتك برضه …
ارتبكت للغايه بالطبع قد فسر ما حدث بشكل خاطئ و سوف يتركها الآن أمام أخاها .. بهتت ملامحها على الفور و أمسكت رأسها و قد بدأ الخـ.ـو.ف يطرق أبواب عقلها بتلك اللحظات المرعـ.ـبه التى تعايشها الآن ، ليقترب منها “تيم” على الفور ينظر إليها بخـ.ـو.ف قائلاً بقلق :
– أسيف أنتِ بخير ؟!!
حاولت ضبط أنفاسها المضطربه وهي تنظر إليه بهدوء تستنشق بعض الهواء تقول بلطف مطمئنة إياه :
– ما تقلقش دوخت بس شويه ..
نظر “تيم” إلى الخادmه و هو يأمرها بصوت خشن :
– خليه يطلع احنا مستنيينه …
لتنصرف الخادmه تلبي رغبته بهدوء و تنظر إليه “أسيف” لحظات قبل أن تتنهد بـ.ـارهاق و هى تنظر إليه بحـ.ـز.ن قائله بتـ.ـو.تر :
– تيم !! هقولك حاجه بس متزعلش … نائل مش لوحده جوا …
وجدت الباب ينفتح و يخرج منه ابناء عمها معاً ليبتسم “نائل” بسماجه و هو يقول :
– بصوا أنا عارف أنكم هتولعوا الجناح ده دلوقت بس أنا محتاج الحمام ده جداا هدخل بسرعه و أخرج تكون الخناقه قاامت تمام …
ثم تركهم و انصراف إلى داخل المرحاض يصفع الباب بقوه ، لينظر “تيم” حيال شقيقته باندهاش و أعين متسعه مصدومه و هو يشير إلى ذاك الفهد الواقف بهدوء أمامه و قد ارتدي تيشرته الخاص أخيراً و قال باستنكار فى حين يتجه ناحيته بغضب :
– أنت بتعمل إيه هنااا ؟!!!
هتفت “أسيف” تتجه إليه مسرعه تدفعه بلطف من صدره تقول بخجل من فعلتها :
– تيم هو عمل كده لما أنت خبطت أنا كنت بساعده عشان حرقته بالكوبايه السخنه من غير ما اقصد و هو لما سمع صوتك متضايق دخل جوا عشان متتعصبش ..
نظر إلي شقيقته باندهاش و همس بصدmه :
– كوبايه إيه و سخنه إيه ؟!! أنت بتقولي ايه يا أسيف ؟!
كادت أن ترد عليه لكن دخول “يزيد” و هو يقول بهدوء ناظراً إليها أثناء تقدmه منها :
-انا هقولك بتقول ايه ……
نظرت إليه بحـ.ـز.ن و زفرت أنفاسها بـ.ـارهاق تشعر أنها مرهقه للغايه و قد استهلكت تلك المواجهات جميع قواها ..
لست تلك الضعيفه التى تُرهقها الحروب ، فأنا أمتلك من العزيمه و القوة ما يكفي جيشاً بأكمله لكن رغبتى الجائعه للسلام و إنهاء الحرب تنهش عقلى و قلبى معاً ، تعاند قوتى بإشهار سيف مثابرتي أمام الأعين المتربصه لإنهياري ، أيتها القلوب المشتعلة هلا قصصتم لذاك القلب الشريد تجاربكم ، عله يعود للحرب ، عله يقوى عليها ليس ضعفاً إنما بثاً للقوة داخلى لمجابهة تلك الخناجر الطاعنه لروحي قبل جسدى …
” مداواه ! “
 
تهدل كتفيها و وقفت تنكس رأسها بصمت تنتظر أن يبدأ أحدهم بالحديث عن ذاك الموقف المخجل ، تنتظر أن تستمع إلي سيل جارف من التأنيب سواء من أخيها أو من خطيبها لكنها استمعت إلي صوت ذاك الفهد الذى اتخذ ركن بعيد تماماً عنها و هو يقول بصوته الرجولى الأجش :
– هتتكلم ولا اتكلم أنا يا دكتور ، مش هنفضل نلعب باعصابها كده !!!
عقدت حاجبيها و رفعت أنظارها بصدmه من تلك الكلمـ.ـا.ت المبهمه الغريبه ليتجه أخيها إليها يحيط كتفيها بحنو و يقول “يزيد” بالوقت ذاته زافراً أنفاسه بـ.ـارهاق :
– أسيف بعد موقف النهارده و موقف المرسم اللى شوفته من فتره أحب اقولك إنك خلاص اتعافيتي تماماً …
لم تعِ ما يقول حدقت به بصدmه واضحه ثم اتجهت أنظارها إلى ذاك الفهد الذى وقف هادئاً تماماً يراقبها بصمت أنهى “يزيد” تلك الحيره و هو يقول بصوت رزين :
– شوفي يأسيف .. الفوبيا مش شرط تكون من أماكن بس ممكن تكون من حـ.ـيو.انات من أشخاص … و هكذا .. و أنتِ كان عندك فوبيا من فهد و ده طبعاً زاد بسبب الأذى اللي حصل ففتره بدايه جوازكم …
خرج أخيراً عن صمته و أردف بنره جـ.ـا.مده صارمه :
– أدخل فى الموضوع على طول يا يزيد هي عارفه التفاصيل ..
ألقي “يزيد” عليه نظره هادئه ثم زفر أنفاسه و قد سرق تركيزها الكلى له علها تفهم ما يدور حولها بتلك الغرفه ! ليؤيده “تيم” خشيه أن تسوء حاله شقيقته :
– فعلا يا يزيد …
هز الأخير رأسه بالإيجاب مذعناً لأمرهم و قال بلطف بالغ :
– و طبعا أنتِ اتعالجتى من الاكتئاب اللى حصلك و رجعتى تمارسى حياتك بس فى نقطه كانت باقيه في العلاج و مكنش ينفع اقولك على طول أنتِ لازم تتواجهى مع فهد أنا في حالتك بلجأ لطريقتين الأولي :
علاج سلوكي م عـ.ـر.في و ده كان فردي بينا و حضرتي كام واحده جماعي معايا .. بس للأسف الأسلوب ده منجحش معاكِ في علاجك ككل و فضلت الفوبيا من فهد موجوده و ده طبعا كان واضح فى موقف مقابلتك معاه هنا و تجنبك ليه دايما و التزامك بالقعدات العائليه في وجود تيم …
فاضطريت ألجأ للطريق التاني … و هو :
علاجك بالتصادm مع مسبب الفوبيا بس علي مراحل بشكل تدريجى .. و ده طبعا كان مستحيل يتم بصدف .. أنا كنت ناوى أكمل في علاجك بهدوء لكن بصراحه فهد كان مكلمنى قبل حتى مااقابل نائل و هو اللى نزلنى مصر عشانك …
شهقت بصدmه و اتسعت عينيها تلتفت لأخيها الصامت الجـ.ـا.مد يراقب ما يحدث بهدوء يماثل هدوء ذاك الفهد الذى يراقبها بلطف و نظرات ناعمه دبت تلك القشعريرة اللعينه بأوصالها و كادت تلهيها عن استرسال يزيد بالحديث و هو يعود بالأحداث إلى ما قبل أشهر ماضيه حيث اصطحاب شقيقها لها إلى تلك الشقه المنعزله عن ذاك القصر
Flash Back
أغمض فهد عينيه بقوة و غضب و هو يتابع بعينيه ابن عمه الأصغر “نائل” أثناء هبوطه من شقه والديه ليبتسم بهدوء و يردف :
– آخر مكان ممكن يجي في بالى مش كده !
زفر أنفاسه بإرهاق ثم هاتف ذاك الرجل الملقب باليزيد و هو يزفر بغضب منتظراً اجابه ، ليأتيه الرد من ذاك الطبيب المتعجرف قائلاً بهدوء مبالغ به يستفزه لو لم يكن مرشح له من كبـ.ـار الأطباء لكان أنهى جرعه غضبه به الآن … لكنه منذ أكثر من شهر و هو يحادثه هكذا بلا مبرر .. :
-الو
زفر فهد بغضب و صاح به :
-أنا مش فاهم أنت دكتور نفسي و لا دكتور حمير !! ازاى بتكلمني بالاسلوب ده و أنا طالب منك مساعده فى علاج واحده ؟!! و بقالك اكتر من أسبوع مأجلنى …
أتاه صوت “يزيد” الهادئ يقول بسخريه :
-أنت مش عاملى فيها بلطجي و منزلنى مصر بالعافيه ؟! و بعدين مساعده ايه اذا كنت أنت نفسك محتاج مساعده محدش يعمل فى مـ.ـر.اته اللى أنت عملته ده أبدا و تقولي أساعدك ؟!! و بعدين أنت ناسى إن أسيف دى طلعت أصلا متربيه معايا ده أنا المفروض اقــ,تــلك على اللى عملته فيها و بعدين آخر مره قولتلي إنك مش راجع القصر و مش عاوز من وشي حاجه ايه اللي حصل بقا ؟!!!
أغمض “فهد” عينيه بقوه و هو يقبض على المقوده متحركاً بالسياره يقول بنبره جافه :
– على العموم أنا فعلا خضعت للعلاج من امبـ.ـارح بس ده مش عشان خاطر كلامك ده لأن جد أمور جديده و اكتشفت أن كل حاجه كانت خدعه ، و للأسف أنا كنت الأول عاوزك عشان تعالجها من خـ.ـو.فها منى لكن دلوقت حالتها ساءت و فقدت النطق …..
استمع إلي صوته القلق و قد اتزنت نبرته متنازلاً عن السخريه و هو يقول باهتمام واضح :
– لا فهمني ايه اللي حصل بالظبط …
أتاه الرد الجاف من ذاك المتمرد و هو يقول بنبره غاضبه :
– انا مش مريـ.ـض عندك و جاي تعالجني أنا مش هحكى حرف غير لما أضمن إنك هتعالجها لأن للأسف أنت متمكن في مجالك …
لحظات صامته من الطرفين ليستمع إلي رده الهادئ بعدها :
-معنديش مانع اعالجها طبعا قولتلك أسيف تهمنى و طالما أنت بدأت علاج يبقى دى حاجه تطمنى …
صاح غاضباً :
– إيه تهمك دى ما تحترم نفسك يااابني ادm ، أنت ناسى انها مراااتي ؟!!
أتاه الصوت الاستفزازي البـ.ـارد يقول :
– طليقتك !!! أسيف طليقتك نائل لسه قايل لمروان صاحبنا امبـ.ـارح ..
جز علي أسنانه بقوه و هو يسب ابن عمه المتسرع بسره ليزفر غاضباً مغلقاً الهاتف بوجهه قبل أن يتهور كعادته …
Back
أنهى “يزيد” سرد موقفه و هو يقول موضحاً :
-فهد مكنش عارف إنى صديق للعيله طلبني كدكتور و أنا رفضت وقتها و هو لما عرف اتواصل معايا تانى و كان جمع عنى معلومـ.ـا.ت و عرف إنى صديق للعيله و قالي عن حاله أسيف فى الأول أنا قلقت و رفضت و هو بوظ شغلى هناك و نزلنى مصر بالعافيه عن طريق دكتور صاحب بابا طلب مني اساعده في حالات و بعدها كانت الأمور اتدهورت تماماً و فهد طلق أسيف و أنا قابلت نائل و كلمني فعلا زي ما فهد قالى إن تفكير نائل هيروح ليا .. طبعا مكنش ينفع اخدع تيم و حكيت ليه كل ده و هو وافق عشان علاجك و أنتِ اظهرتي تجاوب رائع معايا و خرجتي من حاله الاكتئاب لكن للأسف طريقه العلاج السلوكي الم عـ.ـر.في (CBT) مانجحتش ف وقف فوبيا خـ.ـو.فك من فهد و ده خلاني استعين بفهد نفسه لأنه مصدر خـ.ـو.فك و تصادmك معاه مش هيبقي صدف منكم أكيد و هو بنفسه اللي بدأ ده بعد ما اتواصل مع الدكتور بتاعه … يوم ما كنت هنا عندكم و طلبتك من تيم عشان استفزه و ده برضه كان باتفاق بيني و بين تيم لأن تيم رفض يطلب مساعده فهد و فى نفس الوقت كان عاوزك تتعالجي ….
Flashback
خرج “فهد” من غرفه المكتب و هو بحاله يرثي لها حيث تلك المحادثه القصيره مع فاتنته التي انهكته كاد أن يصعد الدرج إلي غرفته لكن تلك النيران التى تعبث بفؤاده لم ترحمه اندفع إلي الخارج فور أن سمع صوت سياره ذاك الطبيب المستغل …
وقف أمام السياره ليترجل “يزيد” مندهشا و هو يقول بصدmه :
– و بعدين في شغل البلطجه داا آآآه …
اندفعت لكمته الأولى بباطنه بغضب ثم كمم فاهه حتى لا يتسلل إلى الداخل و دفع جسده بقوه إلى السياره يردف بغضب و هو يسحق أسنانه بعنف :
– بقا أجيبك تعالج مراتى تقوم تطمع فيهاا يااا ×××× أنت متخيل إني هسيبها ليك ده اللى لازم ابعد عنها عشان تقدر تتعالج و أنا أكون اتعالجت أنا من الأول مكنتش مرتاح لقذارتك ….
أزاح “يزيد” يده بغضب و كشر عن أنيابه يحاول دفع ثقله عنه قائلاً بسخرية لاذعه:
-مرااتك ؟!! أولا أسيف طليقتك و مش بس كده ما تمتش بينكم علاقه يعني محتاج موافقتها قبل كل حاجه عشان تقدر ترجع ليك بعقد جديد ثانياً بقا أنت ملكش دعوه باللى بعمله هو حـ.ـر.ام احب … امم..
وضع يده حول رقبته بهدف خـ.ـنـ.ـقه ليزهق أنفاسه لكن بلحظات أفاق لنفسه مسيطراً على انفعالاته لينفض جسده بعنف و هو يقول غاضباً أثناء انصرافه إلى القصر :
– و أنا مش هسيبها ليك أبدا … و مش هكرر غلطاتي يا.. يا دوك …
لفظ “يزيد” أنفاسه ثم هتف بصوت واضح بعض الشيئ بغضب :
– لعلمك بقا أسيف لسه بتخاف منك .. و محتاجة علاج !
توقف .. بل قد أعطي عقله أمر تلقائي لقدmيه بالتوقف عن الحركه هي تخشاه إلى الآن !! إذا كيف تتصرف أنها اتمت علاجها ؟! عاد إلى ذاك الطبيب و هو يأكل الأرض بخطواته بعنف و كاد يمد يده ليلكمه و هو يقول :
– بقا بتغشنااا ، أنت انسان ××× ..
اسرع “يزيد” بامساك قبضته و صاح به بغضب مماثل :
– اغش إيه انتوا زى أهلى أسيف اتعالجت من الاكتئاب فعلا لكن الفوبيا منك لااااء …
اتسعت عينيه و هو يشير لنفسه قائلاً بدهشة :
– فوبيا مني أنا ؟!!
هتف الآخر بغضب و هو يحاول التحكم بنظراته :
– أيوه طبعا أسيف بتخاف منك و لولا إني شايف اهتمامك بعلاجها مكنتش قولتلك كده أنت متستاهلهاش و أنا مش ه….
قاطعه “فهد” و هو يمسك بتلابيبه بعنف هادراً يجز علي أسنانه :
– ولا نفس مش من مصلحتك إنك تتكلم عنها كده أنا اللى غلطت لما نزلتك و أنا اللي هتصرف واعالجهاا ..
دفعه بعيداً بغضب ثم ولى عنه عائداً إلى قصره و هو لا ينفك عن التفكير بما قاله ذاك الطبيب المخادع قضي لياليه في إتصال متواصل مع طبيبه السابق رافضاً رفض تام معاونه ذلك الدخيل لهم ……
Back
حدقت به بهدوء و ملامحها لا تعكس أى شيئ تراقب أوجه الجميع بصدmه لتهتف فجأه لابن عمها :
– و أنت طبعاً ساعدته ياخد الچيم اللى قصادي …
ابتلع “نائل” رمقه و هتف بتـ.ـو.تر :
– طبعا أنا لو حلفتلك أنه بلطج عليا و هددني مش هتصدقي صح ؟!!
أغمضت عينيها و زفرت بـ.ـارهاق تقول بحـ.ـز.ن :
-طيب و نفذتوا خطتكم و عالجتونى خلاص ؟!
اقترب منها “فهد” مسرعاً و هو يهز رأسه بالسلب هاتفاً بحـ.ـز.ن يماثلها هو يعلم ذاك الشعور .. دُميه يحركها الآخرون !! ليهتف بصوت مبحوح نافياً أفكارها :
– أنا مخططتش لحاجه ياأسيف كل الحكايه إنى كنت بخلق مواقف بينا صدقيني مفيش كلمه واحده خدعتك بيها أنا كنت عاوز أعالجك …
حدقت به بهدوء ثم ابتسمت و هى تهز رأسها عده مرات بالإيجاب و اردفت بغضب :
– اااه طبعاا أنت كل أهدافك نبيله مقدرش أقولك أهدافك ناحيتي علمت فياااا قد ايييه ؟!!! أنا المفروض دلوقت أقول ده ضحي عشان يعالجني صح ؟!!!! مش كدااااا ؟!!!!
أردف بغضب و هو يشعر بتلك الغصه تكاد تحرق أحشائه حيث بدا كطفل أمام الجميع تعنفه أمه :
– لاااا مش كداااا أنتِ أى فعل بعمله معاكِ بتشوفيه كدااا لكن أنا مش عاوز غير تسامحينى ….
تلاقت أعينهم المتألمه للحظات بحديث صامت متألم لتردف بحـ.ـز.ن و هى تتركه نازعه ذلك الخاتم من يدها تتقدm إلي “يزيد” قائله بحـ.ـز.ن :
– مكنش لازم ترتبط بمريـ.ـضه عندك يا دكتور …
كاد أن يتحدث لتقاطعه رافعه يدها بوجهه قائله بنبره هادئه يتخللها الحـ.ـز.ن :
متقولش حاجه يا يزيد أنا بحترمك و بقدرك بس أنت حتى مهتمتش بوجودي فى حياتك الفتره اللي فاتت و لا حتى بمكالمه واحده عملت خطه عظيمه مع تيم لعلاجي و ده طبعا لأن العلاج بالصدmة و لازم اتصـ.ـد.م بس أحب اقولك إني اتصـ.ـد.مت في تفكيرك ، ازاي تطلب أيدي عشان تعالجني مفكرتش فيااا ؟!! في مشاعري ناحيتك ؟!! احساسي ايه ؟!! كااان فيه مليون طريقه تستفزه بيها زى ما بتقول لكن أنت لجأت لأسوأ طريقه مش بس كده و كملت فيهااا و أنت ياتيم …
حدقت بأخيها بأعين دامعه وهي تقول :
– إزاى توافق إنه يخدعنى كده ؟!!! ليه اصلااا توافق على ده و أنت عاارف أن فهد بيحاول ..
اتسعت أعين شقيقها و اقترب منها يقول بصدmه مقاطعا استرسالها بالحديث :
– لا لااا ياأسيف أنتِ فهمتي غلط أنا لما عرفت اللى حصل بينهم رفضت أنه يكمل و يزيد ساعتها أصر إنه بيحبك و أنه فعلا هيكمل معاكِ فى كل الأحوال و معرفتش ابدا باللى فهد عمله أنا لسه عارف زيي زيك والله …
لفظت أنفاسها بمقت ثم أمسكت الخاتم و وضعته بيد “يزيد” و هى تقول :
– و أنا ولا عاوزه فهد ولا يزيد ولا هتجوز اصلااا اتفضلوا كلكم برااا …
هتف “نائل” مبتسماً بلطف :
-طيب أنا ولا ده ولا ده ممكن اقعد عادى ؟!!
نظرت إليه بغضب واضح ليتجه إلي ابن عمه الصامت منذ مده يتابع المشهد بصمت و هتف بأذنه :
– أنت مسمعتش طردها ولا إيه ، منكم لله بوظتوا أخلاق النسمه بتاعتنا …
ثم دفع جسده للخارج و تحرك الأخير معه بطواعيه تامه و ملامح جـ.ـا.مده ادهشتها هى نفسها تبعه ذاك الطبيب الحزين ليقف “تيم” يتابع انتقالها إلى الفراش بهدوء تجلس فوقه بصمت تحضتن رأسها بكفيها الصغيره تحاول ترتيب تلك الأفكار التى تعبث بعقلها مثيره التساؤلات حول ذاك المشهد الصادm لها ..
جلس أخيها بجانبها يحيط جسدها و هو يربت على جسدها قائلاً بهدوء :
– كده صح ياأسيف أنا مكنتش مقتنع بالارتباط ده …
” معي !”
طرقت “ندي” أعلي باب المكتب بهدوء ثم فتحت الباب و دلفت إلي الجد المُسن المُنتظر قدومها بهدوء يتكئ بذقنه إلى العكاز يراقب حركتها الهادئه بصمت تام …
  
وقفت هادئه على غير عاده تنتظر حديث الجد الذى دعاها منذ فتره وجيزه إلي غرفه المكتب منذ الصباح الباكر حدقت به باندهاش لصمته و كادت تتفوه لتبدأ الحديث لكن دخول عمتها اصمتها عن الحديث لتستمع إلى صوت الجد الهادئ يقول أخيراً :
– تعالي اقعدي جنبى ياندى أنا و عمتك هنقولك كلمتين ..
انصاعت له و اتجهت إليه ترافقه بجلسته فوق تلك الأريكة تراقب ملامحهم الهادئه لتتفوه عمتها و هى تعتدل بجلستها فوق الكرسى أمامهم :
– ندي حبيبتي احنا مش عارفين نتكلم معاكِ من ساعه ما رجعتى بالسلامه ، يعني قعداتك معايا خفيفه اوي ، ايه رأيك تغيري جو هنا شويه ؟!!
عقدت حاجبيها واردفت بدهشه :
– اغير جو فين ياعمتو اللى اعرفه إننا بنجهز للحفله السنويه للمجموعه هنسافر دلوقت ؟!!!
تنهد الجد و هو يربت على خصلات حفيدته فور أن اعتدل قليلاً ليواجهها بنظراته الحانيه و أردف بلطف :
– للأسف ياندي أنا مضطر أسافر ؛ لأنى محتاج جلسات علاج و هاخدها فى لندن عمك مراد جاي معايا و عمتك قاعده هنا إيه رأيك تيجي معايا ؟!!
نظرت لهم بهدوء ثم قالت بصدmه تشير إلى نفسها باستنكار :
-أنا ياجدو ؟!! اجي معاكم ، طيب و عمتو مش هتروح ليه اعتقد حضرتك ترتاح معاها اكتر مني ..
ابتسم الجد لتظهر تجاعيد وجهه اللطيفه و داعب وجنتها بحنو قائلاً بلطف :
– مستغربه ليه ياقلب جدو هى أول مره تسافرى معايا ؟! و مين قالك إنى مش هرتاح معاكِ ؟!!
بللت شفتيها و تساءلت بصدmه واضحه :
– طيب و فهد عارف كده ؟!! ده كان لسه بيرتب معايا اننا نسافر يومين كده ..
أردفت “سمر” فور أن أطلقت تنهيده حاره :
– لا ياندي بس جدو هيقوله …
نكست رأسها لحظات تفكر بهدوء و الجد و العمه فى حاله ترقب صامته بانتظار ردها .. لترفع رأسها بعد فتره وجيزه تردف بهدوء :
– تمام معنديش مشكله لو فهد وافق …
ثم وقفت تستأذنهم الإنصراف لتخرج تاركه إياهم بحاله صدmه لقد توقعا مماطله و رفض لكنها ادهشتهم لأول مره …
أنا لا أريد الاستقامة التامه الكمال للواحد الأحد ، لكنى كالطفل أقف أحيانا مُعانداً من حولى للسير بمفردي فأتعثر و اسقط صارخاً ببكاء مرير ليس ضعفاً ؛ إنما هو كمداً لذاك الفشل البديهى فلا تعجب إن رأيتنى أقف شامخاً مجرد أن تمسح أمى دmعاتى و أعيد تجربتى و أنا على يقين بتعثرى، هكذا الحياه وقفات و عثرات و أنا تعودت نسج قوتى من بقايا ضعفى .. فلا تعجب !!!
#شيماء_الجندى
#حصونه_المُهلكه
-*-
جلست “أسيف” فوق الفراش ترفض محاولات صديقتها المقربة “فرح” بالهبوط معها إلى عملهما لتصيح “فرح” بتذمر :
– يووه يا أسيف إيه البواخه دى قومي بقااا البسي ده أنا جيالك مخصوص لحد هناااا …
زفرت بغضب تنفخ وجنتيها ثم تعتدل بجسدها فوق الفراش تقول بـ.ـارهاق من إصرار صديقتها :
– يااافرح قولتلك مصدعه و مش بقدر انزل و اناااا مصدعه متتعبنيش بقا أكتر و امشى ..
نظرت إليها بحـ.ـز.ن لطردها لها لكنها انتقلت إلي جوارها تربت على ظهرها هامسه باعتذار :
– متزعليش مني ياأسيف أنا مش عاوزاكِ تقعدى لوحدك و تفكرى كتير عشان بتتعبي و تصدعى أكتر .. و بعدين أنا مش بعرف أنزل المرسم منغيرك .. هقوم امشى و اطمن عليكِ لما تصحي ….
خجلت “أسيف” من فعلتها مع تلك الفتاه الحنون و أمسكت يدها تهمس باعتذار و أعين تائهه دامعه :
– متزعليش منى يافرح أنا حقيقي مش قادره انزل و فعلا طول مانا لوحدي بفكر ، و مش عارفه اعمل ايه ..
عادت الرفيقه الحنون تجاورها تربت على خصلاتها بلطف قائله بتبسم :
– ياقلب فرح أنا مش بزعل منك حد يزعل من ملاك زيك ؟!
صرخت مقلتيها بالحـ.ـز.ن تقول بصوت مبحوح على مشارف البكاء :
– مبحبش الكلمه دى بقيت بتتعبنى .. كلهم بيقربوا مني عشان كده يافرح ..
أدmعت أعين الأخرى و هى تراقب كمد صديقتها الحميم الرقيقه و تهمس لها محتضنه إياها :
– ايه الكلام ده يابـ.ـنتى اللى يقرب منك تيم ياكله بسنانه و أنتِ عارفه كده .. اللى فات مـ.ـا.ت ياأسيف لازم تنسى عشان تطلعي لقدام مش ترجعي لورا … و بعدين أنتِ ملاك و نص كمان ..
تنهدت بحرارة و همست لها هى الأخرى :
– تيم أول مره يخبي عليا حاجه كده و ده زعلنى أوى ، مبقتش عارفه اعمل ايه بجد ….
ظلت تربت علي جسدها تمسح دmـ.ـو.عها باناملها الحره هامسه لها :
– أنا معرفش حصل ايه لده كله ياأسيف بس اللى أنا متأكده منه إن تيم عمره مايأذيكِ أبدااااا ده روحه فيكِ
رانت “أسيف” بالصمت لحظات ثم رفعت رأسها تزيح خصلاتها خلف أذنها قائله بـ.ـارهاق :
– هقولك كل حاجه يمكن تفهمى و تفهمينى …
مر الوقت تسرد لها تفاصيل ليلتها الماضيه و ما قصه عليها طبيبها و أخيها … تابعتها “فرح” بملامح مصدومه لتهمس بصدmه :
– يعني فهد كااان عارف مكانكم ؟!! و عاوز يعالجك قبل ما تطلقوا ؟!!! طيب طلقك ليه ؟!
عقدت “أسيف” حاجبيها و أردفت باستياء :
– معرفش تفاصيل الطـ.ـلا.ق كل اللى أعرفه إن تيم جاب الورقه ليا بعد كان يوم و بس كده …
لترد “فرح” بهدوء و لطف :
– طيب فين مشكلتك بقي تيم و مكنش يعرف .. يزيد طبيعي ينجذب ليكِ بس اللى مش طبيعى إنك مكنتيش اتعافيتي ياأسيف متزعليش مني ، بس هو كده شبه استغل خـ.ـو.فك من فهد و احساس الذنب عنده هو اللى كان مخليه مش بيكلمك و بيتجنبك ، أما فهد حقيقى محتاره فيه ، يعنى ياأسيف أنا متحطش مكانك ولا أعرف سبب انفصالك من أول شهر جواز بس هو اللى عمله ده كله مايغفرش ليه غلطته عندك و ..
قاطعتها تصيح بأعين متسعه تهز رأسها بالسلب و يديها معاا :
-لالاااا أنتِ مت عـ.ـر.فيش عمل ايييه و كل ده ما يغفرششش ..
عقدت “فرح” حاجبيها و تساءلت بصدmه من رفض صديقتها القاطع هكذا :
-ياأسيف محاولاته كتير و فكره إنه بيحاول يعالجك دى صدmتني كنت فاكره انفصالكم باتفاق لكنه شكله عكس كده …
عقدت حاجبيها تردف بغضب و صوت مرتفع قليلاً :
– لااااا ياااافرح انتيييي مش فااااهمه جوازنا كان غلط و اتصلح و خلاااص انتهي و أنا بكرهه مهمااا عمل …
مالت “فرح” برأسها قليلاً و اردفت بغضب من اصرار صديقتها :
– ليييه كل ده خااانك ؟!! ضـ.ـر.بكككك ؟!!! أيه السبب فهد مثالى
انتفضت واقفه تصرخ بغضب ماقته على صديقتها :
– مثااالى ليكيييي روحى خديييه و شوفي بيعمل إيه بنفسككككك ….
فرغت “فرح” فاهها بصدmه جليه تراقب صديقتها التى تقف و عينيها تقدح بألم و غضب واضح للعيان رُباااه ماذا فعل ذاك الفهد لتتحول هكذا من مجرد حديث ؟!!!
وقفت “فرح” تعتذر مسرعه و قد أدركت أنها نبشت بحرج عميق الأثر بتلك البريئه اقتربت منها بأعين دامعه تهمس لها :
-أسيف اسفه والله مااقصد اضايقك خلاص بلاش نتكلم عنه تانى اوعدك مش هتكلم تانى …
هدأت تدريجياً تراقب حال تلك الرفيقه التى تطالعها بقلق واضح و حـ.ـز.ن طاغى ، و لأول مره تتجرع كأس رفيق الدرب الصالح ….
قالوا يوماً اختر الرفيق قبل الطريق .. أتذكر صديقى ؟! أتذكر حين توكأت عليك يوماً ما و أنا أنزف دmاء أوجاعى و طعنات الغدر تحرق أحشائى و أنحائى ، لم تؤلمنى تلك الجروح كما آلمتني دفعتك لىّ بعيداً كأني وباء ، لم تؤلمنى ندوب روحى كتلك النظرات القاسيه التى انطلقت أسهم غدرها تتناثر فوق ما تبقى من طريقى لتُعركلنى … لكنى عاهدتك حينها أننى بلحظه وصولى نهايه دربى لن ألتفت لأري ماذا فعلت تلك السهام بك؟!!! و أنا على عهدى و وعدى ما حييت …
شيماء_الجندى
حصونه_المُهلكه
اتجهت “أسيف” إلى المرحاض بعد اتفاق مع صديقتها أن تتجهز للذهاب إلى عملها …
وقف حائراً خارج غرفه شقيقته و هو يطرق الباب للمره التى لا يعلم عددها لم يتمكن من رؤيتها منذ أمس حيث طلبت منه أن يتركها بمفردها لترتاح و هى تتجنب النظر إليه لكنه قلق للغايه !
زفر بـ.ـارهاق ثم طرق الباب للمره الأخيره و دلف إلى الداخل لتتسع عينيه حيث يرى تلك الفتاه القصيره تتلوى بجسدها برقصات شبه بهلوانيه و هى تتحرك باتجاهه تعطيه ظهرها و تصم أذنيها بتلك السماعات …
فرغ فاهه لا يستطيع السيطره على ضحكاته و هو يشاهد هيأتها الغافله عن تواجده اقتربت للغايه منه كاد أن يرفع يده و ينزع عنها سماعات أذنيها لكنها تعرقلت فجأة و صرخت برعـ.ـب أن تسقط أرضاً …..
مد ذراعه مسرعاً يسند جسدها لتتعلق تلقائياً برقبته شاهقه بعنف تكتم بقايا صرختها لتشتعل وجنتيها على الفور و يتلون وجهها بالأحمر القانى و لا زالت عينيها البنيه الجميله متسعه تحدق به بصدmه و عقلها لا يستعب أنه يضحك الآن هكذا أمامها و هى بأحضانه !!!!!!
حدقت به بوله واضح و قد طاحت تلك الضحكات الرجوليه بما تبقي من عقلها .. بدأ صدرها يعلو و يهبط بتـ.ـو.تر و خجل فور أن بدأ هو يهدأ و يحاول نفض هيأتها الكوميدية عن عقله .. توقفت ضحكاته أخيراً ينظر إليها أثناء استقامته بها فى حين أنها لا زالت تتشبث بعنقه و قد سيطرت الصدmه على خلاياها فلم تقوَ على استيعاب أى شيء سوى أنها باحضانه بالقرب من ذاك القلب القاسى الذى امتلك فؤادها بلا عناء ابتلعت رمقها ثم راحت عينيها تتفقد ملامحه الرجوليه برويه و كأن ذاك الرجل ألقى تعويذه سحريه من نوع خاص ليمتلك حواسها ……
رفع يده عن خصرها و قد تـ.ـو.ترت ملامحه حيث يرى ذاك اللهيب بعينيها الجميله حمحم و كاد أن يرفع يده لإزاحة يديها المتشبثه بعنقه حين طالت فتره تواجد تلك الفاتنه بأحضانه عن اللازم !
انفتح باب المرحاض بنفس اللحظه و خرجت “أسيف” تجفف خصلاتها بالمنشفه الصغيره لتتسع عينيها حين وقعت على هذا المشهد الصادm !
أخيراً أفاقت تلك المُتيمه و انزلت يديها عنه و قد اشتعلت وجنتيها ناهيك عن اشتعال جسدها بذاك القرب المُهلك رفعت عينيها لترى تلك النظرات المصدومه بأعين صديقتها خشت أن تفسر موقفها بشكل خاطئ و أنها تستغلها لتصيح و هى ترفع يديها أمام وجهها بلهجه دفاعيه :
– أنا كنت هقع والله ياأسيف و هو لحقنى ….
نظر إليها الأشقاء بصدmه من ذاك الخـ.ـو.ف المبالغ به .. حدق بها “تيم” بابتسامه هادئه ثم تدارك الوضع يقول بلطف متجهاً إلى شقيقته يقول بصوته المبحوح :
– آسف أنا قلقت عليكِ مكنتش اعرف ان عندك ضيوف …
وضع تلك القبله الحانيه أعلى مقدmه رأسها ثم أزاح خصلاتها المبلله يحتضن وجهها بكفيه قائلاً بحنو بث تلك الطمأنينة و الدفئ بداخلها و أصاب تلك المتابعه بابتسامه صامته بالقشعريره :
-أنتِ بخير ! لسه زعلانه منى ؟! أنتِ متهونيش عليا أبدا ياأسيف مفيش حاجه ممكن تقلتني غير زعلك كده …
لم تتحمل تلك النظرات من ذلك الرجل كم هو رائع هى حزينه لشعورها أنه تآمر مع رجل آخر حتى إن كان لأجل مصلحتها لكنها تحبه إنه شقيقها الرائع الحنون كما تصفه تلك الفرح المشجعه لها بنظراتها لإنهاء خصامها الغير عقلانى …
نظرت إليه ثوانٍ معدودة ثم اشرق وجهها الجميل بابتسامه بشوش و أحاطت خصره تدس جسدها الصغير باحضانه تقول بهدوء هامسه بأذنه :
– مقدرش أزعل منك ابداااا ياتيم أنا مليش غيرك …و مش هحب حد قدك ….
خرجت من أحضانه ترمق تلك الخجوله بطرف عينيها و قد اشتعلت برأسها فكره ما لتقول بصوت واضح :
– تيم ممكن اطلب منك طلب ؟!!
رد باندهاش :
– طبعاً ياحبيبتي ..
أشارت إلى صديقتها بطرف عينيها و قالت بهدوء :
– ممكن توصل فرح المرسم أصل هاخد عربيتها اروح مشوار و عربيتى في التوكيل أنت عارف ..
لم يتثنَ له الرد عليها حين صدرت تلك الشهقه العفويه من تلك الفتاه الجميله مما جعله يشيح وجهه متبسماً بلطف ..
جلست "فرح" منكمشه بجسدها داخل سيارته و ذاك التـ.ـو.تر اللعين يعبث بخلايا جسدها حيث مشهدها بأحضانه الذى يتكرر للمره التى لا تعلم عددها نظرت ناحيته بطرف عينيها و هى تشعر باليأس الشـ.ـديد حين وجدته يطالع هاتفه بيد و الأخرى أعلي المقود موزعاً نظراته بين الطريق و بين هاتفه أسبلت عينيها بحـ.ـز.ن عميق تفرك أصابعها لتتنهد قائله بانزعاج طفيف  :
 
                    
- أسفه تعبتك ... 
 
                    
إلتقطت أذنه نبره الانزعاج الواضح ليعقد حاجبيه و يلقى نظره عليها قائلاً باندهاش :
 
- لا مفيش تعب .. 
                    
أجابته باماءه قصيره من رأسها و ابتسامه مقتضبه و عدلت من وضعيتها تطالع الطريق بصمت قاطعه هو باندهاش واضح و قال :
                    
-فرح أنتِ متضايقه مني في حاجه ؟!!
                    
 
اتسعت عينيها و تـ.ـو.ترت ليتسلل ذاك اللون الأحمر إلى وجنتيها حيث بدت حائره من تلك الملاحظه الواضحه كيف تُجيبه الآن ؟!! لم يكن عليها أن تُظهر مقتها لتصرفه الطبيعى بتلك الطريقه أبدا ... ابتلعت رمقها تلملم خصلاتها و تهز رأسها بالسلب بصمت تام دفعه لزياده اندهاشه معتقدا أنه فعل ما يغضبها و يجعلها ترفض الحديث دون شعور ، ترك هاتفه جانباً و أوقف السياره لترفع عينيها بصدmه من فعلته حيث ذاك الطريق الهادئ فقط حركه السيارات الماره ما تشغله قليلاً ... 
                    
أردف متجاهلاً صدmتها من فعلته معتدلاً بجسده ليواجهها بصوته الرخيم قائلاً :
 
                    
-فرح مالك ؟!! 
 
                    
و كأن عقلها و قلبها ينتظرا تلك الكلمه لتنفجر باكيه تخبئ وجهها بين يديها بوهن من ذاك الإحراج و الضغط الذى يمارسه عليها ماذا تقول ؟! أحبك ؟!! هل تصارحه بما تكنه بصدرها و تخسر صديقتها المقربه البريئه ناهيك عن كرامتها هل تتوسل محبته ؟!!! هل تترجى قلبه الأشبه بالصخر أن يرى ما بها ؟!! كيف لم يرَ ولهها به ؟!! كيف و كيف ؟!!! 
                    
أتسمع ؟!! أتسمع ذاك النبض الخائن الذى يصـ.ـر.خ بين جنبات فؤادي بحروف اسمك علك ترأف ، علك تُجيب توسلاته !! لقد عاهدت نفسي مراراً ألا أشتهى تلك المحبه من قلبك مجدداً ، لتأتي هامساً بأحرف اسمى من شفتيك و تتسلل تلك النبره تدغدغ أحشائى و يرتعش بدنى ضارباً بعهدى عرض الحائط ، صرت كالطفل الذي يراقب النجوم ليلاً متمنياً ألا يأتِ نهار جديد و يُزيل ذاك البهاء ... 
                    
صدmته للغايه و هى تحاول كتمان تلك الشهقات الصادرة من شفتيها الصغيرة ، رُباااه هل خبأت نهر بعينيها لينفجر بتلك الطريقه من مجرد سؤال ؟! كيف له أن يعمل لتهدأتها الآن ؟!! انتبه أخيراً إلى يدها التى تذهب إلى مقبض الباب ليُمسك يدها ضاغطا على زر التحكم المجاور له يقول بصدmه :
                    
- فيه إيه يا فرح ايه اللى حصلك ؟!! أنا ضايقتك طيب ؟!! 
                    
ارتفعت شهقاتها و نفذ صبرها معه لتصرخ باكيه بوجهه بنبره متألمه :
       
                
- لاااا مضايقتنيش انتتتتت مش فاهم ولااا هتفهممممم افتح البااااب ده خلينى انززززل بقاااا !
ماذا يفعل الآن هل يطاوعها و يتركها بمنتصف طريق فارغ ! لن تسمح رجولته بذلك ، لكن هو يعلم مابها تلك الجميله حقاً قد تسببت بأرق تفكيره و انشغال عقله كيف له أن يوضح لها ما يشعر به !! أحاط وجهها بكفيه على حين غره و قد قرر التصرف معها كما يتصرف مع شقيقته هي تماثلها كثيراً علها تفهمه !! 
اتسعت عينيها البريئه و توقفت شهقاتها حين فاجأها بإحاطه وجهها بين كفيه و إبهامه الذى يسير فوق خدها يمحي تلك الدmعات اللعينه التى تثير غضبه رغم أنه يراها لأول مره تطلع إلى قسمـ.ـا.ت وجهها بهدوء يراقب رده فعلها ليبلل شفتيه مقرراً البوح بما يُقلقه و يشعر به معها محاولاً انتقاء ألفاظه حتى لا يجـ.ـر.ح تلك الصغيره :
- فرح أنا عارف شعورك ناحيتى بس أنا مش هنفعك ، تجربتى الأولى لسه ليها أثر بيوجـ.ـع فيا أنا كده ابقى بخدعك صعب أثق فى أى حد و أنتِ جميله و صغيره و مليون واحد يتمني ترتبطي بيه بس أنا صعب ... 
كيف له أن يتحدث بتلك القسوة ! كيف له أن يزيد من احراجها و كأنها تتوسل مشاعره هكذا ؟!!! عقدت حاجبيها نادmه على لحظات انهيارها الحمقاء حيث أودت بنفسها إلى صدmه بالغه من كلمـ.ـا.ته التى اشعرتها بالخجل من عرض مشاعرها و انفضاح أمرها هكذا ، إذا كان يعلم جيداً لقد كانت تظن أنه لايدري لكنه ماكر للغايه ... 
عادت برأسها للخلف تسحبها من بين يديه ثم ابتعدت بجسدها عنه تردف بصوت مبحوح :
- ياريت توصلني او تنزلني .....
فقط !! لم تجيبه بكلمه واحده و ماذا ينتظر لقد أخطأ بما قاله و انتهى الأمر .... 
و حين صرخت بكم مستنكراً إهمالكم مكنونات صدرى و مشاعرى كان ذلك فقط من فرط محبتى ، كنت أريد فقط عناق ! عناق يزيل و.جـ.ـعى و يهون آلامى المبرحه لكن لجهلكم بي ثمناً يدفعه قلبى المكلوم و روحى المبعثره !!!
#حصونه_المُهلكه 
#شيماء_الجندى 
                                    -***-
جمعت "أسيف" خصلاتها جانباً تزفر بـ.ـارهاق من تلك الأفكار التي لا تتركها و شأنها ! 
لقد اختلطت مشاعرها حين تذكرت الآن ذاك الطفل الصغير الباكى ، لا تعلم لما لا تغيب صورته عنها ! حسنا قد أخطأ الفهد الكبير لكن ماذا عن ذاك الصغير الذى يؤرق أحلامها ؟! و أفكارها الآن !!! 
لم تشعر بدخول ابن عمها إلا حين جلس أمامها يطرقع بأصابعه أمام عينيها يلفت انتباهها قائلاً بابتسامه بشوش :
- طردتينى امبـ.ـارح من الاوضه و رغم إنى اتمرمطت طول اليوم عشان أروح أقرب حمام ف القصر الطويل العريض ده إلا اني مسامحك ...
راقبت جلسته فوق المقعد بأريحية تامه بهدوء ثم تنهدت تقول بنفاذ صبر :
-نائل ابعد عني النهارده ....
        
          
                
حدق بها بابتسامه هادئه و أردف ببرود :
-كان نفسي بس اصلك متوصي عليكِ من الراس الكبيره ..
عقدت حاجبيها تقول باندهاش :
-ايه الراس الكبيره أنت بتقول ايه ؟!! 
حمحم يراقب ملامحها بتـ.ـو.تر قائلاً و لا زالت ابتسامته العريضه تُزين وجهه :
-اقصد فهد وصانى اطمن إنك فطرتى ...
انتقلت عدوي التـ.ـو.تر إلى ملامحها تسأله باقتضاب :
- هو قاعد فى الچيم و باعتك ليا ؟! 
هز رأسه بالسلب و هو يقول بهدوء :
-لا هو اختفي من امبـ.ـارح و مشوفتش وشه الحمدلله و يارب يطول ، بس سابلي الوصايا العشر عليكِ و قالى إنه هيطلع عين أهلى لو معملتش اللى قاله قولت اسيب عين أهلى فى حالها و اجي انفذ اللي طلبه .. ها ايه تاني ؟! 
حدقت به بصدmه تردد باندهاش واضح احتل قسمـ.ـا.ت وجهها :
-اختفي ؟! يعني راح فين ساب القصر قصدك ؟! 
ابتسم بخبث و هو يُرقص حاجبيه قائلاً بسخريه : 
- جرا ايه يا سوفي يروح انقره يبقي فيه سكره ؟!! ماهو كان متلقح قدامك رايح جاى يرزعك آسف .. سامحيني .. حقك علياا ، دلوقت بتسألى عليه ؟!! 
عقدت حاجبيها تردف بغضب وحده :
- ايه انقره و سكره دى ؟!! أنا بسأل عشانك قاعد بقالك ساااعه بترغي في أى كلام و معطلني و اقولك تقولي متوصي عليكِ و كلام فارغ !!!! 
رفع حاجبيه بصدmه وهو ينظر لهدوء الأجواء حوله قائلاً باستنكار :
- معطلك إيه ياأسيف ده أنا مش شايف فى إيدك فرشه سنان حتى مش رسم ، قاعدالي على المكتب و سرحانه و تقولي معطلك ؟! 
ضـ.ـر.ب كفاً بالآخر يكمل بسخرية :
-اطلبيلنا فطار بدل الزهق ده و خلصينا عقبال مااشوف حاجه اشربها .. فرح فين صحيح شوفتها مع الواد تيم الصبح ، البت بسكوته ابعديها عن أخوكِ أنا ب.. 
قطع كلمـ.ـا.ته حين اندفعت "فرح" من الباب تُلقي ما بيدها جانباً تداري وجهها بخصلاتها متجهه إلى المرحاض بخطوات أشبه بالركض تغلقه خلفها جيداً .... 
وقفت "أسيف" تقول بصدmه :
-فيه ايه!! 
اتجهت إلى المرحاض و وقفت تقرع الباب بقلق تسمع رد ابن عمها قائلاً بسخريه :
-بركاتك ياعم تيم !!! البت فرفرت من توصيله اومال لو كنت طولت معاها شويه كانت رجعت مـ.ـيـ.ـته .. ؟! 
تأوه حين تلقى تلك القطعه الخزفيه الصغيره الموضوعه للزينه من إبنه عمه فى حين تزجره بنظرات شرسه قبل أن تفتح "فرح" الباب و تطل عليهم أخيراً بوجهها المرهق و ملامحها الشاحبه و قطرات المياه تتساقط منها بإهمال تُمسك المنشفه بيدها المرتخيه بجانبها وضعت يدها أعلى باطنها تقول بصوت مبحوح :
        
          
                
-أسيف معلش كلمى روان تيجي تاخدنى أنا شكلى أكلت حاجه غلط تعبتني .. 
اندهشت "أسيف" تراقبها بشك قائله بحـ.ـز.ن :
-أنتِ كنتِ تمام الصبح ، أنتِ اتكلمتى مع تيم ؟!! طيب لما شافك كده ازاي ما أخدكيش المستشفي تعالى نروح نشوف ليه حصل كده و ...
قاطعتها بهدوء  تجفف وجهها قائله بانهاك شـ.ـديد و وهن :
-لا ياأسيف أنا تعبت بعد ما نزلت من العربيه قولت اتمشى شويه بس واضح الشمس تعبتني كلمى روان من فضلك ، مش محتاجه مستشفي عشان خاطري ما تتعبنيش ..
اطاعتها "أسيف" و اتجهت إلى هاتفها تسمع همس ابن عمها قائلاً بتساؤل :
-مين روان دي ؟!! دكتوره ؟! 
هزت رأسها بالسلب قائله بهدوء و هى ترفع الهاتف لأذنها :
-لا دي بـ.ـنت خالتها .. واسكت شويه بقاا 
تنهد يتجه إلي المطبخ صائحاً بصوت مرتفع :
-اعملك حاجه سخنه يافرح ؟!! 
أغلقت "أسيف" المكالمه تصرخ به :
-وطي صوتك يانائل .. اروح الصيدليه اجيبلك حاجه يافرح ؟! متسبنيش قلقانه كده ؟! 
أغمضت الأخري عينيها تهمس بصوت مبحوح متألم :
-لا ياأسيف شويه و هبقى تمام .....
كنت أود أن أشاركك صديقى بتلك الصفعات التى يكيلها القدر لىّ ، لكنى أخشى ... أخشى أن تمل حديثي و تكل من آهاتي المكتومه ، فلا تلومننى كتمانى و لا تلومننى إرهاقى إن أردت اللوم على أحد لتذهب إلى ذاك القدر المُخادع و اصفعه نيابه عنى مُخبراً إياه أنى لا أُهزم أبداااا ...
#حصونه_المُهلكه 
#شيماء_الجندى
                                   -***-
وقف ذلك الرجل الأشيب يفرك لحيته يبتسم بلطافه لمحدثه الأجنبي مُنهياً اجتماع عملهم بهدوء منتظراً انصراف ذاك الوفد ثم إلتفت إلى "تيم" يقول له :
- اومال فين فهد ؟! 
تنهد "تيم" يقول بهدوء وصوت صارم قليلاً :
-فهد هيبقي معانا فى الاجتماع الجاى لأن العقود هتتمضى زي ما أنت عارف و امضته مهمه .. 
ليتنهد المدعو "فارس" و يقول بهدوء :
- اه طبعا أنا اندهشت إنه مش متواجد معانا فى اتفاق زى ده و الحفله السنويه هتعملوها و لا ايه اصل مفيش دعوات وصلت لحد دلوقت اوعوا تنسونى أزعل أوى ... 
ابتسم "تيم" له يقول بهدوء ناظراً إلى هاتفه بترقب و كأنه ينتظر مكالمه أحدهم :
-لا متقلقش أنت على رأس القائمه يافارس باشا .. 
        
          
                
ابتسم له الآخر و قد ترآى له انشغاله قائلاً :
- طيب أنا مش هعطلك هستني الدعوه متنساش ...
صافحه بهدوء منطلقاً إلى الخارج تاركاً إياه ليطلب شقيقته فوراً تنهد يستمع إلي صوتها الهادئ تُجيبه باندهاش : 
-خير ياتيم فى حاجه ؟!! 
عقد حاجبيه يردف باندهاش :
-حاجه عشان متصل بيكِ ياأسيف ؟! 
وصلته الاجابه :
-لا ياحبيبي مش قصدي بس أصل مشغوله مع فرح هخلص و اكلمك ..
وقف علي الفور عاقداً حاجبيه يقول بصوت غاضب :
-ليه مالها فرح ؟!! اشتكت منى ولا ايه ؟! 
أتاه صوت شقيقته المندهش :
-اشتكت إيه ياتيم و أنت عملت ايه يعنى هى اللى طلبت منك تنزل تتمشي و تعبت خالص و طلبنا روان جايه تاخدها عشان رفضت تروح مستشفيات .. 
دلو مياه مثلج انسكب فوق ذاك الرجل الذى فرغ فاهه لا يفقه ما تقوله شقيقته لكنه أردف بهدوء و هو يلملم اشيائه قائلاً :
-أنا جايلك ياأسيف مش هينفع كده ... 
ثم أغلق و لم ينتظر ردها متجهاً إلى الخارج يهمس من بين أنفاسه الغاضبه :
-الله يسامحك ياندي ... 
                                    -***- 
عوده إلى المرسم .. 
دلفت "روان"  تقول بحماس و صوت ضاحك يشع بهجه :
- مساءكمممم لذيذ ...  
رفع "نائل" وجهه يقول بضحكه قصيره :
-ده ايه المساء القمر ده .. معاكِ نائل شريك أسيف هنا .. اتفضلي اقدر أساعدك ؟! 
عقدت حاجبيها و نظرت تجاه "أسيف" الجالسه تحتضن ابنه خالتها تهز رأسها بيأس من أفعاله لتصرخ "روان" و تدفعه بصدره بقوه تُزيحه من طريقها ليتأوه بو.جـ.ـع تغاضت هى عنه قائله بقلق :
-فرح ؟!!!! جرالك ايه ؟!!! 
اجابتها "أسيف" بهدوء :
-اهدي ياروان هى بقيت أحسن شويه تعبت من الشمس بتقول .. 
جلست علي الجانب الآخر ترد عليها بقلق :
- طيب و بعدين يا أسيف ناخدها مستشفي .. ؟!!
ردت الأخرى بتنهيده حاره تقول :
- من بدري مش راضيه ياروان و تعبتنى .. على العموم تيم قال إنه جاى و .. 
صمتت حين خرجت صديقتها من أحضانها تقول بانزعاج طفيف :
-ياجماعه قولت أنا بخير بس محتاجه ارتاح فى البيت هتوصلينى ولا ايه ياروان ؟!! 
صاح "نائل" قائلاً بحماس :
-حلو أوى تعالى اوصلك أنتِ و روان .. 
أشارت "روان" إليه باستنكار تقول :
-مين الحشري ده ياأسيف ؟!! 
رد عليها بابتسامه سمجه يسبق ابنه عمه :
- أنا نائل لسه متعرف عليكِ من شويه قبل مااخد بوكس فى صدرى منك .. 
ابتسمت بسماجه مماثله تقول ببرود :
-اهلا يانائل ممكن تسكت بقااا شويه .. 
كاد أن يجيبها لكن اندفع "تيم" للداخل لتقف "فرح" مسرعه تقول بهدوء فى حين تنسحب جاذبه يد إبنه خالتها تستند إليها بوهن :
- أنا همشى ياأسيف و اطمني روان معايا حصل حاجه هتكلم باباها يجيلنا .. يلا ياروان .. 
انسحبت و لم تنتظر اجابه أحد تاركه الجميع بحاله يُرثى لها كلا منهم بأفكاره المُرهقه للعقول .... 
عليك الاعتياد أن التجربه السيئة ما هى إلا تهذيب لنفسك و وجدانك لتتجنبها فيما بعد و ليس لتغرق داخل أوجاعها!
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات