رواية قلب ارهقته الحياة خالد وهدي كاملة جميع الفصول

رواية قلب ارهقته الحياة هي رواية رومانسية تقع احداثها بين خالد وهدي والرواية من تأليف هناء النمر في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية قلب ارهقته الحياة لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية قلب ارهقته الحياة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية قلب ارهقته الحياة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية قلب ارهقته الحياة خالد وهدي كاملة جميع الفصول

رواية قلب ارهقته الحياة من الفصل الاول للاخير بقلم هناء النمر

فى أحد صالونات التجميل فى احدى القرى البسيطة فى محافظة المنوفية ،
...هدى ، يلا عشان تلبسى الفستان ، سرحانة فى ايه بس ، الساعة بقت 6 ، اوعى تكونى سرحانة فى الدخلة ...
... دخلة ايه بس ، انا قلبى مقبوض اوى ...
...من ايه يادودو ، دى شكة دبوس ، متقلقيش ...
... برده ، اقولها ايه تقولى ايه ، بت انتى ، ابعدى عنى دلوقتى ...
...أبعد عنك ازاى بس ، بقولك الساعة بقت 6 ، والعريس هييجى 8 ، يعنى يادوب تلبسى وتخلصى مكياج ...
صدر صوت فتاة أخرى من خلفهم
...ها ، ايه رأيكم ، مزة انا ، صح ، وحياتك لشباب الفرح كلهم بيجو يخطبونى الليلادى ...
ردت هدى بغضب ...ليلة أمك سودا ، الزفت ده مش كان ليه بودى ، لابساه من غيره ليه ...
ردت هدير ... ليه يادودو بس ، مش باين حاجة غير نص دراعى ...
... نعم ياختى ، ده نص دراعك ورقابتك واكتافك ، غورى من قدامى ياهدير وروحى البسى البودى ، مش كفاية الفستان هيتمزع من ضيقه ، يلا أمشى ...
...طيب ، براحة ، يعنى يرضيكى تنكدى على اختك الصغيرة ليلة فرحك ...
...وانكد على اللى خلفوكى كمان ، روحى ياهدير ، متطلعيش جنانى عليكى ..
تدخلت هيام وهى الاخت الثالثة لهما وهى أصغر من هدى أيضا لكن بسنة واحدة بينما هدير أصغر منها بثلاث سنوات
...خلاص ، روحى ياهدير بقى البسى البودى وعدى الليلة دى على خير ...
...يووووه ، ادينى رايحة ، ايه الارف ده ...
،،،وانتى ياهدى ، اهدى شوية مش كدة ، والنبى ده شكل عروسة ليلة فرحها ، آمال تمريض ايه بقى اللى بيقولوا عليه فاهم كل حاجة ...
...إيه ياهيام ، انتى ليه مركبة فى دماغك أنى خايفة من الدخلة ، بقولك قلبى مقبوض ، فى حاجة غلط بس مش عارفة هى ايه ...
...حاجة ايه بس ، هيثم بيحبك وبيموت فيكى كمان ، ناقص ايه بقى ...
..أه بيحبنى ، بس اهله بيكرهونى عما ، والنبى قفلى على السيرة دى ، وهاتيلى النيلة ده أما اتنيل البسه،...
...نيلة وتتنيلى كمان ، شكلها ليلة منيلة بستين نيلة. ..
ضحكت هدى على رد أختها هيام ، فهى أقرب أخواتها لها رغم الاختلاف الواضح فى طريقتى تفكيرهما،
فهدى لديها أربعة أخوات ، هيام وهدير أصغر منها ، وهايدى وهوايدا أكبر منها ، فهن بترتيب العمر كالآتي، ، هوايدا ثم هايدى ثم هدى ثم هيام ثم هدير،
هوايدا وهايدى هم المتزوجات فقط ، هوايدا فقط من لديها اطفال ، لكن هايدى متزوجة من سنة لكن لم يحدث حمل بعد ،
والدهن متوفى منذ أثنى عشر عاما ، وتولت والدتهن تربيتهن وحدها من ريع محل بقالة انشأته فى الدور الأرضى فى بيتها من مكافأة نهاية خدمة زوجها فى وزارة الأوقاف ، فقد كان مبلغا بسيطا لأنه توفى قبل أن يصل لسن المعاش،
ساعدتها هدى فى مصاريف أخواتها ، فقد كانت الوحيدة التى تعمل بينهن ، التحقت بمعهد فنى تمريض وأكملت بعده كلية تمريض ، وعملت فى أحد المستشفيات الخاصة المرموقة بشهادة المعهد ، و بمرتب جيد بالإضافة للاكراميات التى تأخذها من المرضى ، وليس فى يدها ، فقد كانت هدى ذات كرامة وعزة نفس عالية ، لا تأخذ مالا من المرضى أو زويهم ، لكن معظم المرضى يتركون لها مبلغ من المال مع الحسابات وقت خروجهم ، ولا تعلم به إلا بعد خروج المريض من المستشفى .
ارتفعت أصوات أبواق السيارات فى الخارج ،وارتبك المكان ، دخلت هدير مسرعة وهى تقول
... العريس وصل ، العريس وصل ...
خرجت هدى من الباب فى اتجاهها للخارج وخلفها اختيها يساعداها فى الحركة ، كانت كالملاك فى فستانها الأبيض وحجابها الزهرى الرائع، وجدته ينتظرها عند الباب يرتدى بدلته السوداء الجنائزية ،،كما تسميها هدى فهى تكره اللون الأسود جدا ،،
قبل يدها ، وساعدها فى ركوب السيارة ، كانت الفرحة تبدوا على وجهه ، عكس هدى تماما ، فقد كانت مهمومة ولا تعلم لماذا .

انطلقوا بالسيارات فى اتجاه استوديو التصوير الفوتوغرافي ، تم عمل البوم لهما كما يتم فى الافراح ، ثم اتجهت السيارات للمكان المقام فيه سرادق الفرح ، فقد صممت والدة العريس على إقامة الفرح أمام منزلهم وليس فى قاعة محترمة بحجة تخفيف المصاريف وزيادة فرحة الاهل ، وبالطبع الكل ينفذ كلامها ، وهذا أكثر ما كانت تخافه هدى .
صعدت العروسة والعريس فى اتجاه المكان المخصص لهما ، بعد ان سلمت على والدتها واخواتها هوايدا وهدير ، وبدأت أنغام DJ فى التصاعد ، وبدأ أهل العريس وأهل العروسة فى الرقص ،
بعد حوالى ساعة من بداية الفرح ، بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها من الناس خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ، وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ،
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة ، لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها ،
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف ، وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
...هو فى ايه ، مالكم ؟
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ،
مالت على إذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
...الناس بتقول أن انتى حامل ....
يتبع
بدأت هدى تلاحظ همهمـ.ـا.ت بين الناس ونظرات غريبة لها منهم خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ،  وبدأ ظهور تجمعات  من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ،
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة  ، لدرجة أنها لمحت دmـ.ـو.ع على وجه أمها ،
وقفت هدى وأشارت لل DJ   أن يتوقف ،  وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
...هو فى ايه ، مالكم ؟
+
صعدت هوايدا ف  اتجاهها   وهى  مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ،
مالت على أذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
...الناس بتقول أن انتى حامل ....
نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول
...إيه   ،  انتى اتجننتى ...
أشارت هوايدا بيدها على الناس والدmـ.ـو.ع تملأ عينها  وقالت
...هم اللى بيقولوا ...
التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر ، فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك ،
تقدmت هى للناس ، واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف  ، وقالت
...إيه اللى انتوا بتقولوه ده ...
ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها ،
صرخت بصوت عالى ،
...ما حد يرد عليا  ، مكتومين ليه ؟ ...
ردت والدة العريس ، الحاجة لواحظ ، والتى لم  ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف  ،
...اللى سمعتيه ياعين أمك  ،  كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة   مع  إللى ما يتسمى ده  بعد الساعة 10 بليل ...
...دى مرة واحدة ، وكنت راجعة من نبتشية واتقابلنا صدفة ، و مشيت معاه عادى ، لأن مكتوب كتابنا يعنى جوزى ، وبعدين ده اصلا يخليكوا تقولوا الكلام ده   ، انتوا عارفين انتوا بتقولو ايه اصلا   ....
....والله جوزك  ، مش جوزك ، ملناش فيه ، إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة. ..
عند هذا الحد من الكلام ، هاج الجميع على بعضهم ، أهل العريس وأهل العروسة ، أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات ، وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم   وبأقزر الألفاظ  ،
استدارت هدى لزوجها  ، منتظرة منه أن يتكلم ، يصـ.ـر.خ ، يخبر الجميع  أنه لم يحدث شئ  ، وأن حدث فهى زوجتى ، لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود الغريبة التى اعتلته ،
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع ، وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف ،
وقعت عينيها على أمها و أخواتها ، وجدتهم يصـ.ـر.خون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى ،
أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل ، سيهدر دm الكثير ، ولن تمـ.ـو.ت الشائعة ابدا ،
وستسوء سمعة اخواتها ، وستتحول  المتزوجات  منهن لمطلقات ،  ولن تتزوج الأخريات  ، فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم .
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث
صرخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة 
....بس  ، بس  ، كفاية  ....
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا  ، وانتبه لها الجميع ،
...إيه اللى انتوا بتعملوه ده  ، وليه ؟ عشان واحد ولا واحدة زبـ.ـا.لة بـ.ـنت كـ.ـلـ.ـب  ، قالت كلام زى ده من غير أى أساس ،  انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا  ، ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة ، جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين،  صدقتوهم فى ثانية ، وهتمـ.ـو.توا بعض كمان ...
استدارت لمحمود ابن عمها  وقالت له
...روح يامحمود ، هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية ...
استدارت لام زوجها وقالت
...طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ  ، مكنتيش عايزة الجوازة تتم  ، وأهى مش هتم ...
وعادت تواجه جميع الحاضرين  وهى تقول
...الد.خـ.ـلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية ...
1
والتفتت لزوجها وهى تقول
...وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان  ، جوزى  اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه بكلمة يدافع بيها عن شرف مـ.ـر.اته ، مـ.ـر.اته اللى مسمحتلوش يمسك ايدها ولا حتى بعد كتب الكتب   ...
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
...  والباب هيبقى مفتوح    ، أى واحدة منكم عايزة تتفرج  ، تتفضل ، وعلى عينك ياتاجر  ...
2
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول ،
...مش سمعت انا قلت ايه  ، يلا روح ، وفى دقيقة تكون هنا ...
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
...من هنا لوقتها ، مش عايزة مخلوق يفتح بقه ، لا رجل ولا مرة ، خسارة حد يتأذى  عشان كلمتين فارغين من واحدة سـ.ـا.فلة ، على بـ.ـنت ناس أشرف منها مليون مرة ....
قالت كلمـ.ـا.تها وهى تقصد بها امرأة بعينها 
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح  ، وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت  زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه  ، لكن بدون فائدة   ،
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها  وهى  لم تملك حتى مفتاحها بعد ،
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة ، وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
...مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابـ.ـنتى  ، كلنا عارفينك ومربينك على ادينا ..
...لو انتو فعلا كدة ، كنتوا رديتوا عنى  ، لكن خلاص ، انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى  ..
دخلت الشقة ، واتجهت لغرفة النوم ، شـ.ـدت الفستان بعنف ومن شـ.ـدة غضبها مزقته ، اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان ،
وقفت بقميص  النوم الأبيض الداخلى  ، اتجهت للسرير،  نامت عليه ، وفتحت قدmيها ، تقدmت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ، ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها ، وليس من بينهم  والدته، 
تحملت الألم والمذلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن،  امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها ، تنوح حظ سندها وظهرها  ، كما كانت تقول دائما عنها ،
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر ،
وفجأة  صدعت الزغاريد  من كل أنحاء الشقة ، تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع ، وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها ،
سندوها أخواتها لتقف ،  طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء ، جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية،  بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ، ارتدتها  وخرجت أمام الجميع ، وقفت أمام زوجها وعائلته  ، وقالت
...ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدmـ.ـو.ع دm ...
وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه  بيتها ،
                  ********************************************
وقفت أمام مرآتها  ، تتأمل نفسها فى ليلة زفافها  ،
خرجت من بيتها عزراء وعادت له فى نفس الليلة بعدmا فقدت عذريتها بدون أن يلمسها رجل 
يملئ الحـ.ـز.ن قلبها ويمزقه ، وتقسم داخلها انها ستنتقم ممن سبب لها هذا
يتبع
خرجت هدى ثانى يوم مبكرة جدا رغم اعتراض كل من حولها على خروجها ، لكنها لم تأبه بإعتراضهم  ،
وصلت لبيت صديقتها منى ، وهى صديقتها وأكثر من أخت لها ، معا من أيام بداية معهد تمريـ.ـض مرورا بالجامعة سويا ، حتى مكان استلام العمل الحكومى ، كانا الاثنان فى نفس المستشفى ونفس القسم أيضا، 
كان والد منى محامى معروف ، ويكن لهدى احترام وتقدير عالى جدا ، لقدرة الفتاة على مواجهة أزمـ.ـا.ت حياتها ومساعدة أسرتها ، وفى نفس الوقت الحفاظ على نفسها من وظيفتها ومشاكلها ،
جلست هدى أمام والد منى ، الأستاذ محسن عنتر  ،
...أنا عارفة ياأستاذ محسن ، أن مش معايا فلوس كفاية اصرف على قضية زى دى ، بس ممكن اتفق مع حضرتك على حاجة ، ممكن ادفع لحضرتك ربع كل اللى هتقدر تجيبه منه  ...
...مفيش داعى لده كله ياهدى ، القضية هرفعهالك،  والفلوس دى نبقى نتكلم فيها بعدين ...
...لا معلش  ،  اللى أوله شرط آخره نور ، لأنى فعلا ممعيش ادفع ،  وكل اللى انا عايزاه انهم يدفعوا تمن اللى حصلى ده ...
...متقلقيش  ، وحياة اللى حصل ومرضاش انه يحصل لبـ.ـنتى لألففهم حوالين نفسهم  ، عايزك بس تروحى تعمليلى توكيل. ..
...حالا اروح اعمله لحضرتك  ...
...وأنا هعملك قضية تخرب بيت اهله  هطلقك وهجبلك تعويض ورد شرف كمان ...
...ربنا يخليك ، بعد اذنك بقى ، الحق اعمل التوكيل قبل ما الشهر العقارى يقفل ...
...استنى ،  منى بتلبس وجاية معاكى ....
...مفيش داعى عشان متعبهاش  ، انا هروح لوحدى. .
...وده من انتى ياهدى ، دا انتى كنتى بتيجى تتحايلى عليا عشان اسيبها تروح معاكى  المشاوير  ...
.....هههههههههههههههه،  صدmتى غيرتنى بقى ...
..لا  ، ميهمكيش  ، يمكن ربنا شايلك اللى احسن ...
...الحمد لله ...
دخلت منى وهى تقول  ...أنا جاهزة ..
1
...لحقتى  ...
...يابـ.ـنتى انا جاهزة من الصبح  ، لما اتصلتى بيا وقولتى انك جاية  ، استأذنت بابا أنى اروح معاكى ، واقعد معاكى شوية ...
...أه قولى كدة  ، لا يافالحة ، البيت عندى مولع دلوقتى ، مينفعش للقعاد ،  روحى معايا الشهر العقارى  وبعدين تعالى على هنا ...
...ماشى ...
...بعد اذنك ياعمى ...
**************
أنهت هدى اجرائات التوكيل ، وأعطت الورقة لمنى ، لتعطيها  لوالدها  ، ثم اتجهت الاثنتان لأحد الكافيهات  ، ليجلسا سويا ، ويتحدثا بتصميم من منى ،

...ها ، ناوية على ايه ياهدى ...
...معرفش لسة  ، اخلص بس الحوار ده ، وبعدين نشوف ، ومتنسيش أن الأحداث اللى حوليا هى اللى بتحركنى دلوقتى ...
... هههههههههههههههه. .
...بتضحكى على ايه ياهبلة انتى ...
....افتكرت كلامك يوم ما كنا بنلف على الفستان  ، لما قولتى أن نفسك فى اى حاجة تيجى من عند ربنا تفركش الجوازة دى ، اهى جت ياختى. ..
...بصراحة اتمنيتها بس مش بالطريقة دى ...
...أحمدى ربنا انك طلعتى سليمة من الليلة دى ...
...سليمة ، هو انا كدة طلعت سليمة ، آمال اللى ضايعة تبقى شكلها ايه ...
...ضايعة ايه يابـ.ـنتى،  متقوليش كدة ، دا الناس كلها دلوقتى بتحترمك جدا ، لما حكيت لبابا على اللى حصل امبـ.ـارح ،  حلف بالله انه لو عنده ولد متجوزش،  مكانش سابك ابدا  ، بس للاسف الوحيد اللى عنده  ،متجوز ومخلف   ....
...أه يا اختى  ، وماله عشان تبقى كملت ، اتجوز المتـ.ـخـ.ـلف اخوكى ....
....ههههههههه  ،  والله طيب ...
...دا انتى اللى طيبة ....
...بس استنى عندك هنا   ،  ايه الشجاعة دى ، يخربيتك  ، دا انا  كنت همـ.ـو.ت وانا واقفة ، فما بالك انتى بقى ، فجأة الاقيكى كدة ، يانهار اسود ، دا انا مبقتش مصدقة  ، صحيح انا عارفة أن انتى جـ.ـا.مدة ، وانتى اللى دايما بتقفيلنا فى المشاكل ، بس مش للدرجة دى ...
...صدقينى والله يامنى ، انا محسيتش بنفسى وانا بقول وبعمل كدة ، لدرجة أنى لما فوقت من الموضوع ده ، استغربت نفسى اوى  ...
...الحمد لله أنها خلصت على كدة ، كان ممكن الموضوع يوصل لأسوأ من كدة ، المهم هتعملى ايه فى شغلك  ...
...هعمل ايه يعنى  ، هكلم مدام حياة  تحطنى شفتات من بكرة ، عايزة ارجع الشغل بأى شكل ، والحكومى بقى لما تنتهى الإجازة أبقى ارجع  ...
...ربنا يسهل ، أما اروح بكرة الشغل ، هقولها  ، ماشى ...
...ماشى ، يلا نقوم بقى ، عشان متأخرش اكتر من كدة ، زمانهم بيضـ.ـر.بوا اخماس فى اسداس  ،  المفروض أن انهارضة صباحيتى. ..
...أه صحيح ، صباحية امبـ.ـاركة ياعروسة ، هههه. ..
***************
وصلت هدى لمنزلها بعدmا كادت تفقد اعصابها من نظرات الناس على طول الطريق ،
..إيه ياهدير ، واقفة على الباب كدة ليه ؟
....مستنياكى  ، إعمامك  فوق  وبيتخانقوا عشان انتى خرجتى ...
...طيب اهدى ، انتى مخضوضة كدة ليه  ،  مين مع أمك ...
...هوايدا و مسعد جوزها ...
...وانتى  ، جوزك فين ...
...أنا عارفة ، خرج من الصبح ومعرفش راح فين ...
...طيب تعالى أما نشوف جايين ليه ، أصلهم مبيجوش إلا فى الخير ...
دخلت هدى المنزل ، وقبل أن تصل لباب الصالون سمعت عمها رفعت يقول
...هترجعله من غير كلام ، هو جالنا واحنا خلاص وافقنا ، هو وابوه جايين دلوقتى عشان ياخدوها  وشرفنا متصان أن شاء الله ....
دخلت هدى و هى مبتسمة قائلة
...لا والله ، شرفنا متصان ، أمال لو كان متهان ولا مزلول كانوا عملوا فينا ايه ...
...أهلا ، انتى ايه اللى خرجك ياهدى ...
...أنا أخرج وقت ما أحب  ، محدش شريكى. ..
...ليه  ان شاء الله  ، صـ.ـا.يعة ولا  سلبتك على ضهرك ، انتى ناسية انك متجوزة وفى عصمة راجـ.ـل  ...  
... راجـ.ـل  ، اه  ، سلمـ.ـا.ت ياراجـ.ـل  ، أولا ياعمى ، انت مبتكلمش بقرة عشان تقوللى سلبتك  ، ثانية انا مش صـ.ـا.يعة ، وانتوا عارفين كدة كويس  ، ثالثا بقى وده الأهم ، جوازى اللى انت بتتكلم عنه ده خلاص ، بح ، كان فى منه وخلص ...
+
تدخل مسعد ، زوج أختها ، ليهدأها 
...الكلام مش كدة ياهدى ، اهدى واعدى  الأول ...
...مفيش كلام اصلا يامسعد  ، وآخر كلام عندى ، قلته خلاص ...
...يعنى إيه ...
...يعنى قضية الطـ.ـلا.ق هتترفع بكرة ، واللى عنده اعتراض يخبط رأسه فى الحيطة ..
... قضية طـ.ـلا.ق  ، انتى اتجننتى  ، رفعتيها امتى ؟ والناس اللى جاية دى هنقولهم ايه ؟  ..
...رجلهم مش هتعدى باب البيت اصلا  ، ولو عدت هكـ.ـسرهالهم  ....
...بمزاجك أو غـ.ـصـ.ـب عنك ده جوزك ياهدى ...
....شوية تقوللى فى عصمة راجـ.ـل ، ودلوقتى تقوللى جوزى ، جوزى ده لما الناس قطعت شرفى قدامه ، تنح ومنطقش  ، جوزى اللى المفروض أنى فى حمايته،  رمانى لأمه واهله يقطعوا فيا وهو واقف يتفرج ، اسمعوا بقى  ، من الاخر كدة ، الطـ.ـلا.ق هيتم  وهخرب بيته  هو وأهله  ، قولولهم الكلام ده كأنه جاى منكم انتوا ، بدل ما الناس تقول ان البت كـ.ـسرت كلام اعمامها  ، وطبعا دى مش هتفرق معايا كتير ، دول قالوا عنى حامل ، فى اكتر من كدة  ايه. ......
يتبع
قضت هدى أكثر من ثلاثة أيام فى حالة من الشـ.ـد والجزب بينها وبين كل من حولها ، فآثرت الابتعاد عنهم جميعا والاختلاء بنفسها فى غرفتها لتتجنب مواضيع احاديثهم التى أصبحت سبب أساسى فى ضيقها ، فليس لديهم غير فلان قال وفلانة أعادت ، هذا يريد وهذه ترفض ، كل المواضيع متعلقة بما حدث ليلة زفافها  .
الشئ الوحيد الذى انقذها هو اتصال مشرفة تمريـ.ـض المستشفى الخاص التى كانت تعمل بها فى القاهرة ، لتخبرها أنها وضعت لها روستر شفتات من بداية الأسبوع  ، ومن حوار المكالمة استنتجت أنها تعلم ما حدث ، هى شخصيا لم تحضر الفرح لكن جزء من زملائها فى المستشفى حضروا وبالطبع اخبروها بما حدث ، معنى ذلك أن المستشفى بالكامل تعلم بما حدث  ، وهذا سيضيف أسبابا أخرى لضيقها!  نظرات الشفقة والأسئلة التى ستتلقاها لن تنتهى  ، لكن يهون كل هذا من أجل الخروج من المنزل والهروب  من تفكيرها  الى العمل ،
خرجت من تفكيرها على دخول  هيام ،
1
...هدى  ، هدى  ...
....مش تخبطى على الباب ياحاجة قبل ما تخشى  ولا انا قاعدة فى السوق ...
...اخبط ايه بس  ، هيثم برة ...
...نعم ياختى  ، بيعمل ايه هنا ومين دخله اصلا ..
..معرفش  ، هو جاى ومعاه عمك ...
...وبعدين بقى  ، انا مش هخلص ولا ايه ....
دخلت والدتها وهى تقول .... هيام ، روحى انتى ...
خرجت هيام  والتفتت  الحاجة هدية لهدى وهى تقول
...هدى ، عمك ...
...متكمليش ياماما  ،  اطلعى لو سمحتى اطرديهم بدل ما اطلعلهم انا ...
...اطرد مين ياهدى ، ده عمك وجوزك ...
...برده بتقول جوزك ، ارحمينى واعملي اللى بقول  عليه ...
....ارحمينى  انتى واخرجيلهم  يابـ.ـنتى  ...
....أنا لو خرجت هصور قتيل برة ، والله اعملكم مصـ يـ بـة...
...لا والنبى ياهدى  عشان خاطرى انا ، اسمعى اللى جايين يقولوه بالراحة،  وفى الاخر القرار ليكى بس متحرجيناش  ...  
...أنتى خايفة  تحرجيهم  ، خايفة تحرجى ناس قالوا على بـ.ـنتك حامل يوم فرحها ...
...وحياة حبيبك النبى ياهدى  ، اسمعي اللى جاى يقولهولك  خلاص ، هو جاى وبيقول انه لو قابلك لوحدكم هيعرفنى يقنعك تروحى معاه ...
...ياشيخة ، كسبنا صلاة النبى ...
...خلاص بقى ، قلتلك عشان خاطرى انا ..
...حاضر  ياماما  ، اسبقينى وانا جاية وراكى ...
كان هيثم متخيلا أنها ستوافق على العودة معه اذا حاول اقناعها وحدهم  ، فقد أخبره أصدقاءه أن هذه هى طريقة التعامل بين كل رجل وانثاه  ، لكنه غفل عن تفصيلة صغيرة ، هى أن هدى لم ولن تكون انثاه ابدا ،
دخلت هدى وهى مرتدية عباءة سوداء تماما وطرحة بنفس اللون ، وكأنها فى حداد .
...السلام  عليكم  ...
..عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ..
...تعالى ياهدى ، هيثم جايلك لحد هنا أهو عشان يصالحك ...
تقدmت وجلست بدون اى تعبير على وجهها ، جلست فى مواجهة هيثم لكن لم ترفع عينيها له حتى الآن ...
قام العم ووقف ...طيب نسيبهم لوحدهم شوية ياست هدية ، إحنا هنبقى قاعدين  فى الصالة لحد ما تخلصوا كلامكم. ..
خرج الرجل وتبعته والدتها  ، وارسلت نظرة جانبية منها لهدى تستعطفها بها لتهدأ طوال حديثه .
بمجرد خروجهم،  رفعت هدى رأسها له
...خير ، عايز ايه ؟
...عايزك ياهدى ، عايزك تيجى معايا بيتنا. ..
...أنهى بيت ده  ، اللى انا اند.بـ.ـحت فيه ، وطلع عرضى بلدى واتفرج عليا الناس كلها  ...
...أنتى اللى قولتى  وطلبتى كدة  ، محدش أجبرك  ...
...عندك حق ، بس انا كنت برد عن نفسى  ، برد عن شرفى وشرف اخواتى واهلى  ، اصلى ملقتش حد يحمينى ويرد عنى ...
...أنا مقولتش حاجة والله ...
...فعلا وهى دى المشكلة اصلا  ،  أن انت مقولتش حاجة  ، انت تنحت وبس  ...
...حقك عليا انا ، انا اسف ...
قام من مكانه ليقترب منها ، لكن قبل أن يتحرك ،قالت
...مكانك  ،  خليك مكانك ياهيثم ، ملكش مكان جمبى ...
صدmته كلمتها   وعاد للجلوس مكانه مرة أخرى
...ياهدى ارجوكى ، متخدنيش بذنب غيرى ...
...بقولك  ايه  ، سيبك من الكلام ده  ، قوللى الأول ، انت بجد هنا ليه ، عشان بتحبنى زى ما بتقول ، ولا خايف من القضية  ، وأمك اللى بعتتك. ..
...أنتى  عارفة كويس اوى أنى جاى عشانك  ومش فارقة معايا أى حاجة تانية ....
...أنا مبقتش عارفة حاجة خالص ، اللى عرفته وصدقته قبل كدة طلع كله كدب ،
اسمع ياهيثم ، وده آخر كلام هتسمعه منى ، رجوع ليك مش راجعة ،  والقضية همشيها وهاخد حقى منكم  ، وانت روح دورلك على بـ.ـنت الحلال  اللى تنفعك وتنفع أمك ...
وقفت وابتعدت خطوتين وهى تقول
...ونصيحة أخيرة منى ، انشف شوية كدة واسترجل ، اعملك شخصية قدام اهلك ، يااما هتفضل فى مشاكل طول حياتك ، واللى هتتجوزها هتظلمها وهتبهدلها معاك ...
تركته وخرجت ، واتجهت لغرفتها على مرأى من الجالسين وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح ، وبعدها بلحظة خرج هو الأخر واتجه لباب البيت دون حتى أن يلقى السلام  ،
***********
وبعد هذا اللقاء أيقن الجميع أن هدى قد أغلقت الحوار والنقاش  فى هذا الموضوع نهائيا ، بل أنهت الموضوع نفسه ، وبقرارها المبكر  بعودتها للعمل قد بدأت تجهز للتعايش مع الموقف ،
اتجهت للمستشفى الحكومى التى كانت تعمل بها ،
قدmت على طلب إجازة لمدة سنة ، ارادت  أن تنهك نفسها فى العمل الخاص  ، فهو مرهق أكثر من الحكومى بكثير ،
**************
بعدmا أنهت اجرائات الإجازة ، اتجهت لمستشفى دار الفؤاد الخاص  لتستلم عملها الآخر ،
اتجهت لمكتب مدام سامية ، وهى مشرفة التمريـ.ـض هناك لتستلم الروستر الخاص بها ، وقد كانت هذه السيدة تحترم وتقدر هدى جدا ، وتعلم جيدا إمكانياتها التمريـ.ـضية جيدا ،
....مينفع ياهدى ...
...ليه بقى ، ده مكانى ، ليه تغيرينى. ..
...أنتى قدmتى استقالة اصلا قبل جوازك  ، صحيح لسة متمضتش،  ولسة ورقك مخلصش  ، بس كان لازم احط حد مكانك ، شهد خدت مكانك ، وبعدين انا بصراحة  محتاجاكى فى العناية اوى ، الحضانة مش مكانك ياهدى ...
...منا سبق ودخلت العناية وكرهت الشغل فيها،  وطلعت منها تانى ، هتحملها دلوقتى يعنى ، بلاش والنبى يامدام سامية  ....
...المرة اللى فاتت  ، دخلتى مع حالات الغيبوبة الكبدية  ، عشان كدة كرهتيها  ، المرة دى الشغل احسن واخف ، هتدخلى مع حالات الكلى ، وفى الوقت الحالى بالذات  عندى حالة زرع كلى فى عناية الدور السابع  ، كدة تمام بقى أهو   ، و عناية خاصة ، والراجـ.ـل فايق اصلا  ،  و زارع من يومين ، بس هو وأهله مصممين على ممرضة خاصة وتكون شاطرة  ، وهو من الشركا فى المستشفى ومحدش يقدر يقوله لأ ، وأنا رشحتك انتى ، ها ، ايه  رأيك ...
...مش عارفة ...
...متقلقيش ، ده راجـ.ـل محترم جدا ، هو سعودى اصلا ،  ومفيش حد بيزوره غير مـ.ـر.اته  ، يعنى مفيش مشاكل ، هتتابعيه لحد ما يخرج من المستشفى  ، وبعدها يمكن يكون مكانك فى الحضانة فضى ...
...أنا موافقة  لو وعدتينى أن مع أول فرصة هترجعينى الحضانة تانى ....
...اوعدك ياستى ...
...شكرا يامدام سامية ، هروح انا بقى أجهز ، فاضل ساعتين على بداية الشفت  ...
...ماشى ، وأما تيجى تستلمى،  رنى عشان انا اللى هطلع معاكى اسلمك،  وادخلك للحالة أعرفهم عليكى. .
...حاضر ، بعد اذنك  ..     
*************

بعدmا بدلت ملابسها باليونيفورم الخاص بها  والمكون من بدلة  من بنطلون وجاكت قصير وحجاب ابيض صغير  ،  اتصلت هدى بالدور السابع  لتسأل عن مرض الحالة التى ستمرضها  ، فهى من هواة دراسة مرض الحالة جيدا قبل استلامها، 
بالفعل اخبروها انه فشل كلوى  مزمن  ، وقد تم زرع كلى له منذ ثلاثة أيام ،
قامت ببحث على النت من خلال تيليفونها عن المرض وكل ما هو متعلق به ، قضت ساعة كاملة فى قراءة جزء منه ، والجزء الآخر سجلت لينك صفحته  لتكمله فيما بعد ،
خرجت من السكن واتجهت للدور الخاص بها ، بعدmا اتصلت بالمشرفة لتخبرها بأنها جاهزة لإستلام حالتها.
+
يتبع
وصلت هدى للدور الموجود به العناية  سلمت على زملائها الموجودين ، واستلمت  منهم ملف الحالة مع شرح وافى عن كل تفاصيل العملية  وسير العلاج على مدى الثلاثة أيام الماضية ، من بينها انه تم حقنه بمهدئ منذ أمس سبب له النوم طوال هذه المدة ، لأن مثبتات المناعة التى تم حقنه بها لم تجدى نفعا ،وبدأ جـ.ـسمه يواجه الكلية الجديد مما جعله على وشك الدخول فى غيبوبة مرة ثانية ،
وصلت مدام سامية للدور ، اصطحبت  هدى فى الاتجاه الآخر عن العناية
...العناية من هنا يامدام سامية ...
...قلتلك مرة أنها عناية خاصة ،  جناح الحجز اللى هنا اتجهز من شهرين واتعمل عناية....
...وهو الموضوع سهل كدة ...
..لأ طبعا ، هو نفسه اللى صرف على تجهيزها ، مش المستشفى  ، الأجهزة اللى فيها بس متكلفة اكتر من 4 مليون ، وجاية كلها من ألمانيا ، هو اصلا اختيارك انتى بالذات كان عشان كدة  ... 
توقفا الاثنان قبل الوصول للنجاح بخطوات 
...مش فاهمة ، فهمينى اكتر ...
...عدد بسيط من البنات هنا اللى ادربوا صح على الأجهزة دى ، وانتى واحدة منهم ، ومعظم الباقى ساب المستشفى،  رجوعك حل أزمة معايا ....
....  فى هنا كتير فى الدور متدربين على نفس الأجهزة ...
...كل واحدة فيهم ماسكة مكان مينفعش تسيبه،  ولو مكنتيش رجعتى  كنت هضطر أنى أمسك حد ، بس انتى مختلفة شوية ، مهارتك فى الكلام مع الحالات بتعجبنى  ،
خدى بالك والنبى ياهدى ، الامير  فياض ده رخم ...
...هو أمير ...
...بيندهولوا بكدة ، بس لنا بحثت على النت عن سلالة البدرى اللى هو منها،  لقيتهم من سلالة الشرفاء مش الأمراء،  ويلا بقى  ، نبقى نتكلم بعدين ....
دخلا الجناح ، وجدا سيدة وحيدة ، كانت تجلس وتستطلع مجلة فى يدها ، كانت يبدوا عليها  الثراء الواضح رغم أنها ترتدى عباءة سوداء .
...مساء الخير سموك ...
...
..مسا الخير  ...
...دى مس هدى  ،  الممرضة الخاصة اللى طلبتوها لسمو الأمير ...
+
... إيش   ،    هادى صغيرة ...
... لا يافنـ.ـد.م ، مش صغيرة ، بشتغل معانا من 4 سنين  ، و من أفضل الممرضات هنا ...
رغم ضيق هدى من كلام السيدة إلا أنها حاولت الاحتفاظ بإبتسامتها طوال الحديث .
...  OK , we will see. ..
الان اغتاظت بالفعل من الرد ، لكنها استأذنهم  ودخلت غرفة الأمير ومعها الملف الخاص به لإستكمال قرائته وتدوين حالة المريـ.ـض فيه .
كان الجناح  عبـ.ـارة عن صالة الدخول اولا وملحق بها حمام منفصلة بباب وحائط زجاجى لرؤية المريـ.ـض عن  غرفة المريـ.ـض وهى مجهزة كعناية مركزة وملحق  بها حمام هى الأخرى.
كانت السيدة جالسة باستمرار فى الصالة ، أما هدى طوال الوقت مع مريـ.ـضها الغائب عن الوعى  ولا تتركه إلا للضرورة.
مر يومان لم تعد فيهم هدى لبيتها،  قضت اليومان مع حالتها ، لم تبتعد عنه إلا لتنام بضع ساعات فقط ، وتتسلم  الحالة زميلة أخرى ، ثم تعود اليها  مرة أخرى .
فى اليوم الثالث  ، صعدت منى اليها لتراها ، فقد كان تواصلهما عبر الهاتف المحمول فقط  .
... إيه الأخبـ.ـار  ...
...زى الأهرام بالظبط ، مفيش تغيير ...
... عجبتك القاعدة هنا بقى ...
...بس مريحة دmاغى  من وش البيت ، هبقى اروح ابات فى البيت بكرة ، واجى تانى يوم الصبح ...
...نبقى نروح سوا  ،  انا بكرة لونج  ،  عاملة ايه مع الولية الرخمة دى ...
...مين ...
...مرات الأمير ...
...مليش علاقة بيها  ، الكام ساعة اللى بتقعدهم  بتقضيهم فون أو نت أو مجلات ، وآخر اليوم تمشى ، غريبة أن راجـ.ـل زى ده ميكونش ليه أهل خالص كدة  ...
...اقولك حاجة بس متقوليش لحد ...
... قولى. ...
...بيقولو انه عامل العملية فى السر  ، حتى ولاده ميعرفوش. ...
...تصدقى  توقعت كدة  ، انا هقوم بقى  عشان سايباه  لوحده ...
...ماشى  ، بس بابا بيقولك أن الجلسة الأولى يوم 22 الشهر ده ...
...والله ، وأنا هحضر ...
...لأ طبعا ، هو عملك تقرير طبى أن حصلك اضطرابات نفسية جـ.ـا.مدة ، وقدm طلب للمحكمة انك تحضرى فى جلسة شهادتك بس ...
...والله ابوكى ده راجـ.ـل محترم ، بس عمل كدة ليه ؟ ...
...هو قاللى انه مفيش داعى انك تتعرضى للمواقف دى مرة تانية ، وكمان هما ممكن يخبطوا فى الكلام ، ويقولوا كلام كدب عشان ينفوا التهمة عنهم ، فمفيش داعى انتى تعيشى المواقف دى كلها ...
...عمل طيب ، خلينى فى شغلى واروح فى الحاجات المهمة بس ، بالمناسبة  عامر اتصل بيا وقال إن ورق الإجازة بتاعى اتمضى  ...
...والله ، طب كويس ، كدة انتى فري  ، تقدرى تتحركى براحتك بقى ...
...تمام ، بطلى رغى بقى ، انتى رغاية كدة ليه ...
...طيب ياستى ، أما تخلصى رنى ، يمكن نقعد مع بعض شوية فى السكن ...
...عيب يابت،  نقعد فى السكن نعمل ايه ، انا أخلاقى متسمحليش. ..
...إيه يعنى ، متقلقيش   ، مش هتـ.ـحـ.ـر.ش بيكى
ههههه  ...
...هههههههههههههههه  ، يلا باى ...
******************
دخلت هدى للأمير  ، اطمأنت  عليه ، وبدأت فى قياس العلامـ.ـا.ت الحيوية ، فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول ...مين انتى ؟
يتبع
دخلت هدى للأمير  ، اطمأنت  عليه ، وبدأت فى قياس العلامات الحيوية ، فجأة وجدته يفتح عينيه وهو يقول

...مين انتى ؟

ابتسمت هدى ابتسامة بسيطة وهى تقول

...أنا هدى ، الممرضة  ، حمدالله على السلامة  ، حاسس بايه . ..

.. ألم  ، صدرى بيؤلمنى ...

...ثانية واحدة اطلبلك الدكتور. ..

اتجهت هدى لتيليفون الغرفة واتصلت بالطبيب واخبرته بإفاقة المريض ، واخبرها انه سيأتى فورا .

اقتربت هدى للأمير مرة أخرى وهى تقول

...الدكتور جاى حالا ، بعد اذنك  ، ممكن اقيس ضغطك لحد ما ييجى ....

اماء بالموافقة ، وأثناء تنفيذها لذلك ، قال بصوت واهن 

...وينها دانية. ..

... تقصد مدام حضرتك  ...

اماء بالموافقة  ، وبدون تردد  أو تفكير  قالت

...لسة خارجة حالا ، قالت إنها هتحيب حاجة وترجع على طول ، أصلها هنا من الصبح بدرى   ...

اغمض عينيه بعد إجابتها  ، فسألته

...حضرتك حاسس بحاجة  ...

...أنا طيب  ...

...هو انا مش ضليعة فى اللهجة السعودية اوى ، بس واضح انك بتقول انك كويس ...

ابتسم من دعابتها ، وقال ...قولتى إيش اسمك ...

..هدى ...

دخل الطبيب فى هذه اللحظة ، حيا الامير  ، وبدأ فى معاينته  ، وقفت هدى لثوانى وهى تفكر فى أمر زوجته  ، لماذا كذبت بشأنها ، كان من الممكن أن تخبره الحقيقة ، وأن هذه المتعجرفة السخيفة  لا تقضى هنا أكثر من ساعتين يوميا لا أكثر  ،
لكن هدى أشفقت عليه بعد سؤاله عنها ، ويبدوا انه يعلم جيدا أنها الوحيدة التى معه ، لهذا سأل عنها تحديدا ، ولكى تنقذ الموقف ، بحثت فى ملفه عن رقمها  ، فعادة ما يكتبون أرقام أقرب الاقربين فى الملف  ، خاصة لو المريض فاقد لوعيه  ،

وجدت الرقم واتصلت بها من تيليفونها الخاص ،واخبرتها انه   أستيقظ وسأل عنها ، واخبرتها أيضا بما قالته له ، اغلقت المرأة الخط وهى تقول

... I'm coming ...

ردت هدى فى همس بعدما اغلقت الهاتف

... تيجى مكسحة يارب ، نسوان زبالة ...

ثم عادت للغرفة  ، وجدت الطبيب يقول ،

...حضرتك تمام اوى ، شوية تحاليل بسيطة ونطمن اكتر ، أشار لهدى  لترى ما يكتب ، ثم أمائت بالموافقة،  بعدها خرج الطبيب بعدما حيا الأمير مرة أخرى 
بدأت هدى تجهز أدواتها لسحب العينة ، وظهرها له ، تفاجئت عندما وجدته يقول

...حكيتيهاا ..

استدارت له قائلة ...أفندم !

... حكيتى دانية   وقولتيلها    ..

ارتبكت جدا  وتوقفت عن تجهيز أدواتها وهى تنظر له

ابتسم وهو يقول ... شلون دانيا تكون بتقضى اليوم جمبى ...

ثم ادار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول

... ومتأكد أنها راحت   وانتى اللى اتصلتى فيها ، صح ....

أمائت بالموافقة وهى صامتة ،  ادار وجهه لها وقال

...بدى ماى...
1

...حاضر ...

أحضرت كوب ماء ، ثم رفعت الجزء الأعلى من السرير ليرفع رأسه قليلا ، ثم سندت رأسه ليشرب ،

فى نفس اللحظة دخلت زميلتها التى  ستستلم منها الحالة ،

...دى سجدة زميلتى ،  هتفضل مع حضرتك الليلادى لحد ما اجى بكرة ...

...وين  رايحة ؟   ،  مو  انتى ممرضتى الخاصة ، وايش راح  تسوى   ،  تسيبينى وتروحى ...

...فعلا ده حقيقى ، وأنا مع حضرتك فعلا من  3 أيام وده وقت راحتى ، المفروض انام ، بس انا فضلت اروح أزور أهلى ،  واتمنى ان حضرتك تسمحلى بكدة ، مسافة الليل بس ....

غريب جدا بالنسبة له ارتياحه لهذه الفتاة ،  رغم أنه لم يقابلها إلا من دقائق معدودة .

...    الصبح بكير  بتكونى هون  ...

...بالتأكيد  ، شكرا يافندم ...

******************

اتصلت بمنى لتجهز نفسها ، فقد اتفقا أن يعودا سويا
ثم تقابلا عند الاسانسير ، 

..أه ، باين عليكى ...

...هو ايه ده ...

...لما كلمتك ، معجبنيش صوتك ، ودلوقتى شايفاه على وشك ، انتى عاملة كدة ليه ؟

...أما نخرج هقولك ..

... بعدما خرجا من المستشفى ، وهما فى طريقهما للمترو .

...ها ياستى ، فى ايه ...

...الموضوع قلب مع أبويا بجد ....

...موضوع ايه ؟

... الجواز ، أبويا عايز يتجوز ، المحامى المحترم عايز يتجوز ...

...هههههههههههههههه  ، وايه المشكلة  ...

...متنرفزنيش ياهدى ، انا على أخرى لوحدى ...

...اهدى بس ، انا بتكلم بجد والله ، ايه المشكلة انه يتجوز. ..

..يعنى إيه ، أمى مكملتش سنتين ميتة ...

...الله يرحمها ، بس احنا ملناش دعوة بوالدتك دلوقتى،  راحت عند ربها وارتاحت ، لكن ابوكى عايش وموجود ...

...ده عنده 48 سنة ...

...الراجل راجل لحد السبعين ...

... بس ياهدى ، انتى هتنرفزينى اكتر ...

نزلا من المترو  واتجها لموقف السيارات ، وركبا الميكروباص التى ستوصلهم لمحافظتهم وبدأت الحديث مرة أخرى ،

...براحة كدة يامنى ،   مثلا أبويا مات من اكتر من 15 سنة  ، وأمى عاشت علينا  ومفكرتش فى حاجة زى كدة ، لكن ابوكى راجل مهما كان ، وفى رجالة مهما كبروا مبيقدروش يعيشوا لوحدهم ، ولو شهرين حتى ، مش سنتين زى ما بتقولى ...

... يابنتى ، ده الناس هتضحك عليه  ، هيقولوا بيتجوز وبنته عروسة،  يجوز بنته الأول ...

...الناس الناس الناس ، الكلمة دى بقت بتتعبنى بجد ، الناس عملولنا ايه فى حياتنا غير الضياع والاذية ، وهو لا هيعمل حاجة عيب ولا حرام ، واكيد هينقى واحدة تناسبه ،   وبعدين يجوز بنته فى ايه ، انتى كدة كدة مخطوبة وهتتجوزى بعد كام شهر ، واخوكى اتجوز وقعد فى بيت تانى بمراته،  عايزين منه ايه بقى ، بقولك ايه  فكيها كدة ، والله ، وبحلف بالله ، لو أبويا انا ، لأروح اخطبله بنفسى ...

**********************

وصلت هدى لبيتها وأثناء دخولها  من باب البيت وقبل أن تصعد السلم ، وجدت صبرى زوج هايدى اختها أمامها ، وهو انسان عديم الأخلاق وغير سوى ، يحاول دائما التحرش بهدى .

...أهلا أهلا ، حمدالله على السلامة يادودو. ..

...الله ما يسلمك  ، انت بتعمل ايه هنا دلوقتى ، الساعة عدت  10 ....

...أبدا ياسكر ، اختك ياستى نسيت تيليفونها،  فجيت اخدهلها. ..

...وخدته ...

...أهو ....

...يلا ، مع السلامة ...

...بسرعة كدة ، ليه بس ، دا انتى وحشتينى والله ...

...الله يخدك   ياشيخ  ، جتك الارف  ، غور احسن أعلى صوتى واسمع اللى فوق ، والكلام يوصل لمراتك. ..

وقبل أن تكمل أو يتكلم هو ، ظهر صوت الأم أعلى السلم ،

...مين اللى تحت ...

...أنا ياماما ...

قالت وهى تنزل السلم

...هدى ، حمدالله على السلامة  يابنتى  ، الله ، انت لسة هنا ياصبرى ...

...أنا كنت ماشى ياخالتى ، انا كنت واقف بسلم على هدى ...

...طيب ياابنى مع السلامة ...

خرج من الباب ، واغلقته هدى بعنف وغضب ،

...إيه ياهدى ، عملك حاجة تانية ...

..أهو بنى ادم سافل ابن كلب ...

...أنا قلتلك نقول لهايدى . ..

...وأنا قلتلك الف مرة ، مينفعش،  مش هتنسالى ابدا ان جوزها بصلى ، مسيرها هتعرف هو ايه ، بس يبقى بعيد عنى ، عشان علاقتى بيها متتأثرش. ..

*********************

قضت هدى ليلتها تتسامر مع أمها وأخواتها  ، هيام وهدير وهوايدا   ، زوج هوايدا مسافر لاحدى الدول العربية  كإعارة تابعة لعمله  الحكومى كمدرس، لهذا هى قابعة عند والدتها معظم الوقت ، أما هدير فوعدت هدى أن تأتى لها مبكرا قبل ذهابها ،

خرجت هدى مرتدية ملابسها وجاهزة للخروج،  وباقى الفتايات قد ناموا بعد سهرهم طوال الليل ،

...إيه ياماما ده كله ...

...سندوتشات. .

...دى حفلة سندوتشات دى ، هو انا ريحة رحلة للمدرسة وانا معرفش. ..

...إيه ، ده يادوب  ،  تفطرى انتى ومنى ، وعينى الباقي. ..

...ماشاء الله  ، والبت هايدى مجتش. ..

...لا لسة ، زمانها جاية ...

...دا انا همشى ، ،ده الطريق لوحده بياخد  اكتر من ساعتين ،  هو انتوا معندكوش هنا أى حاجة للصداع ...

..،ياحبيبتى ،ابدا والله ..

... مبنمش كويس ياماما ، حتى فى  السكن هناك ، تلاقى كل شوية واحدة داخلة وواحدة خارجة ، ساعتين الراحة اللى باخدهم ، مبعرفش انام فيهم ...

اتصلت  بهايدى  

...إيه يابنتى ، أمشى ولا ايه  ، يلا بسرعة ، حودى على الصيدلية وهاتى حاجة قوية للصداع ،  كويس ، معاكى  ، قوية ، طيب بسرعة بقى ...

دخلت هايدى بعد حوالى عشر دقائق  ،

..تصدقى  انا كنت خلاص همشى ، يادوب هسلم عليكى  وخلاص ، فين الأقراص. ..

...قولى كدة ، همك مصلحتك. ..

...بطلى رغى وقبى باللى معاكى ...

اعطتها هايدى شريط حبوب ليس له هوية

...هو ايه ده ، عامل كدة ليه  ، اسمه ايه اصلا ...

... مش لازم تعرفى ، هو أكل وبحلقة ،  خديلك قرص وهاتى الباقى ...

..كمان ، دا انتوا بقيتوا بخلا اوى ، دا حتى شريط معليهوش اسم  ، متأكدة انه كويس وهيشيل اللى فى دماغى ده ...

...جبار ،  والله جبار يابنتى ....

...طيب ياجبارة ، انا هاخد قرصين مش واحد  عشان دماغى هتتفرتك  ،  يلا  ،،   سلام بقى ...
1

...إيه ده بجد ، هو انا اتأخرت اوى كدة. ..

...أه ياستى يادوب ...

سلمت عليهم ، وحملت حقيبتها واتجهت للخارج ، للرحلة المعهودة حتى الوصول للمستشفى ، 
فى الطريق ، لاحظت منى أن هدى ليست طبيعية ، فهى تضحك بإستمرار بسبب وبدون سبب ،

...اهدى ياهدى شوية ، الناس بدأوا يبصولنا،  انتى ضاربة حاجة على الصبح ...

... ضاربة فول وبيض وبسترمة، ههههههههه  ، والحاجة هدية بعتالك منهم ، ....

...لا ياستى شكرا ، هدى اللعبة بقى عشان قربنا نوصل ، واربطى صواميل دماغك اللى انتى فكاها على الصبح دى ،

...هاتى مفك ههههههههه. ..

...يووووه. ..

خرجت الاثنتان من المترو،  وصعدا السلم  ، وفى ملف السلم ، اصطدمت بأحدهم  فى لحظة التفاتة لمنى  ، ثم اعتدلت لتواجه من اصطدمت به  ،
كان شاب وسيم جدا ، لديه عيون ساحرة  ،  شعر ناعم طويل ومصفف للخلف ،
تسمرت مكانها فور التقاء العيون وهى تقول

...يخربيت عنيك ،  ايه القمر ده ...
1

أصابه الزهول من كلامها ولم ينطق ،

استمرت متعلقة بعينيه مع ابتسامة غريبة منها  ،

فقال هو  ... عجباكى  ...

قالت بتنهيده ....عجبانى وبس ، هو فى كدة اصلا ، انت متأكد انك راجل  ...

... ايه   ، والله هو المفروض كدة  ...

...اكيد لأ  ، مفيش رجالة كدة ...

تدخلت منى لتحركها  ... هدى ، انتى اتجننتى  ، ايه اللى بتقوليه ده ...

...شوفى يامنى ، انتى شوفتى كدة قبل كدة ...

اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول ... بصراحة لأ ...

ثم التفتت لهدى مرة أخرى  ...بس يلا احنا كدة اتأخرنا اوى ...

هذا كله والشاب مازال مكانه ، معجب بكلامها وردود أفعالها ،

صعد أحدهم من خلفه  وهو يقول  ...يلا ياخالد ، جبت التذاكر خلاص ...

قالت هدى ... اسمك خالد ..

...أيوة ...

...اسم حلو اوى  ، وأنا هدى ...

شدتها منى من يدها وهى تقول ... مش بقولك انتى ضاربة حاجة على الصبح ، يلا  ...

أكملت هدى السلم  بسبب شد منى لها ، لكن عينيها مازالت معلقة به وهى مبتسمة ، وتلوح بيدها بباى باى ، وهو اتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه ، 

التفت الشاب لمرافقه وهو يقول .... شوفت البت بتقول ايه ....

...وايه يعنى  ، هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها .....

...ماشى  ، بس مش كدة  ...

...طب يلا عشان نلحق  ، وكمان العربية مركونة  صف تانى. .......

********************  

لا تصدق منى  ما تفعله هدى ، هى بالتأكيد غير طبيعية ، وبالطبع غير مؤتمنة على استلام حالة وهى  فى هذه الحالة.
 
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد الإمضاء  ، فقررت عرض هدى على طبيب  ، لتجد مبررا لما يحدث لها ، وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص الأقراص التى تناولتها هدى هذا الصباح ، وتأكد من ظنه عندما أعطاها حقنة معينة استطاعت عكس مفعول الأقراص ، وأعادت هدى  لأرض الواقع  .

ثم قال الطبيب بابتسامة
،،،،   أول مرة اعرف انك من أصحاب الترامادول ياهدى ،،،،،
عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها ، كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول ، لكنها بالتأكيد لا تعلم  فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما ، لا أن تعطيها منه بصفو نية ،
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع .

صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها  ، فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور

...صباح الخير ياساسو   ...

...صباح الخير ياهدى  ...

....إيه التكشيرة دى ، مالك على الصبح ...

...ولا حاجة ، سهرانة مع حالة مقرفة ، الله يسامحك ويسامح مدام سامية ...

...بس بس ، ايه اللى حصل ..

...لا حصل ولا وصل ، استلمى حالتك ياستى ، ومش هتتكرر تانى ، لو هسيب المستشفى حتى ...

*****************

استلمت الحالة من سجدة ، واخبرتها أن الأمير فى غرفة  الأشعة ، بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ، ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة ،

وفى خضم   كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول  ، هى تتذكر كل ما حدث ، بل كانت واعية تماما له ، لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به ، كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها .

أثناء ذلك  دخل الأمير على كرسيه المتحرك  يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة ،
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة ،

عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول

...ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى ، وين كنتى للحين ...

...أفندم ..

...إيش ، طرشتى ؟

لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه ، فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس ،

أشار للعامل بالتقدم للسرير  الخاص به  ، مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف ، لكن بمنتهى الإهانة ، أبعد يدها من أمامه ، ورفع يده لحرف سريره   ، ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ، ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ، ودون أن ينطق أحدهما ،سحب العامل الكرسى وخرج ، وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة .

وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى  ، بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام ،
لكنه تعثر بشكل بسيط ، رفع عينه لهدى وهو يقول

...ليش واقفة هيك ، مش مفروض تساعدينى ..

...جيت أساعدك مرة رفضت ، استنيتك تطلب لوحدك ...
من غير  طلب  ، تعملى اللى ابغيه. ..
1

...وهعرفه منين إلا إذا قلت ...

نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق ، فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه ، فتح عينه ونظر لها

...اتركيه ، أبى انام شوى  ...

أبتعدت هدى  وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله ، تدرجا من الأمس لليوم ، وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح ، البنى آدm بق فى الفاضى ...

فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه، 

... بتضحكى على إيش ،  أبيكى معجبة يمة. ...

...ههههه ، ياريت ، بس انا مرتبطة ...

قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه، 
...إيش هاد ...

...ميعاد الحقن ، وبعديه الفطار ، وبعديه مساج الضهر ، وبعديه ...

...بيكفى  ، إيش كل هاد ، قلتلك ابغى انام ...

...خلاص ، الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام ، والباقى نكمله لما تصحى ...

يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه ، فهى ثلثة التعامل مع المريـ.ـض حتى وإن كان غاضبا ،

********************

خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد  نام ، وجلست فى الصالون ، تراقبه من  خلف الشباك الزجاجى ،

أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى  ، وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار ، حتى تصل منها للحقيقة، 

...ايوة يادودى،  روحتى ولا لسة عند ماما ...

...كويس ، بصى والنبى ياهايدى ، عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على  الواتس. ..

...اشمعنى يعنى ...

...بصراحة عجبني،  الصداع راح على طول ، وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه ...

...مش هتلاقيهه،  مبيبقاش موجود فى الصيدليات. ..

...وانتى عرفتى منين ، سألتى عليه قبل كدة ؟

...لا ابدا  ، بس لما اداهولى قاللى كدة ...

...مين ده ، المعدول جوزك ؟

...أه  ، تانى يوم فرحك  ، كان عندى صداع جـ.ـا.مد ، ادانى قرص  ، عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه ، قام ادانى الشريط ده  ...

...يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة ...

....أه ، من اليوم المنيل بنيـ.ـلـ.ـة ، يوم فرحك ده ...

...يعنى حوالى كام قرص كدة ...

...باين تلاتة  ، بس ليه كل الاسئلة دى ، قلقتينى ...
 
...قوليلى الأول ، أمك جمبك  ...

..لا ، دا انا فى الشقة إللى فوق ، بلم الغسيل ...

...كويس اوى ، عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة ...

...متقولى ياهدى ، قلقتينى ....

...جوزك مدmن ياهايدى ؟

...مدmن ! يعنى إيه ؟

...مش عارفة يعنى ايه مدmن ، بيتعاطى حاجة ...

...معرفش ، بس ليه ...

...عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة. ..

...ترامادول  ،،،يانهار اسود ،، يعنى انا دلوقتى مدmنة ...

...لا ياستى ، مش مدmنة  ، انتى بتقولى مخدتيش منه غير مرتين أو تلاتة ...

...أه والله ، مش  اكتر من كدة ...

...خلاص ، يبقى مش مدmنة ، انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس ...

...اهدا ، اهدا ايه ، ابن الكـ.ـلـ.ـب كان هيخلينى مدmنة ، بس أما اروحله  ، وربنا لأفضحه  ، والله لأجيب طين واحط على دmاغه ودmاغ اللى خلفوه ...

...الو ، الو ، هايدى ، ردى  ، يابـ.ـنت المـ.ـجـ.ـنو.نة ، قال اسمك هايدى قال ، حقهم يسموكى عطيات. ..

اتصلت هدى بهوايدا ، أختها الكبرى  ، وشرحت لها باختصار ما حدث .

... سيبك من اللى هتعمله هايدى  ،  انتى عاملة ايه ...

...ياستى انا كويسة  ، حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصـ يـ بـة ، المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت  ، وكلمينى وانتى معاها ...

لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى ،وهى أمام هايدى  ، ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث ،

...ها ياهوايدا ، لحقتيها. ..

...لحقتها  على السلم ، كانت فعلا خارجة خلاص ...

...اديهالى اكلمها ...

أعطت هوايدا لها التيليفون

...إيه ياهدى ...

... إيه ياهايدى ، انا كنت فاكراكى أعقل من كدة ..

..فين بس العقل فى حاجة زى كدة ....

...العقل مايكونش إلا فى كدة ..

...يعنى إيه. ..

..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط ..

...قولى ياهدى ...

...الشريط اللى معاكى مترموهوش  ، يفضل معاكى ، وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف ، كأنك بتاخدى منه زى ما قالك ...

..،وبعدين ...

...تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك عارفة ، إذا كان هو مدmن فعلا وفكرة انه اداكى حاجة زى كدة عادى يعنى ، ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة ...

...كمان ، يانهار اسود  ، يعنى ممكن يكون عايز يخلينى مدmنة ...

...أه ، وليه لأ ، ما انتى عارفة أخلاق جوزك ، اسمعينى ، انا مش هقدر أطول اكتر من كدة ، اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ، ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن ، تكونى هديتى خالص ، احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز. ..

...هحاول ياهدى ...

...حاولى بجد ياهايدى،  لازم تمسكى  اعصابك ، وهبقى اكلمك تانى ، ادينى ماما اكلمها بقى ،
ايوة ياماما ، حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى  ، انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ، ماشى  ،  هكلمكم تانى  ،  سلام ...

أنهت هدى مكالمتها  ، ووضعت رأسها بين يديها مما يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر ، رفعت وجهها ، فانتفضت فجأة ، فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له ،  اتجهت له وهى تقول

... حضرتك صحيت امتى   ؟

...من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط. ..

...هو انا كان صوتى عالى اوى كدة ...

....ماانك حاسة ...

...مش اوى ، كنت مركزة فى الموضوع شوية ... 

...بس ماشالله عليكى ذكية وترباية. ..

... ذكية وفهمتها   ،  إنما ترباية دى يعنى ايه ...

ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام ، لكن قبل أن يجيب ، ظهر صوت آخر من عند الباب

...هالله هالله ، الضحكة من الدان الدان ،
رقيتك ياأبا خالد  ...
1

ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها  ، فقال الأمير

...اي والله ، على أساس خالد ما ترك أبوه ...

...لا والله ياأبى ، أبى اخلص كل اللى عندى للحين ، حتى افوق لأبا خالد ..

كل هذا وظهره لها ، لم ترى وجهه بعد ، وهو أيضا ،

عنـ.ـد.ما وقف واستدار لها  والتقت الأعين ،  تجمدت مكانها ولم تتحرك ، وهو أيضا ، على نفس الحالة ،
+

إنه هو ، شاب المترو ، ذات العيون الساحرة ،

ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا ....عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها ، كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول ، لكنها بالتأكيد لا تعلم  فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما ، لا أن تعطيها منه بصفو نية ،
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع .
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها  ، فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور
...صباح الخير ياساسو   ...
...صباح الخير ياهدى  ...
....إيه التكشيرة دى ، مالك على الصبح ...
...ولا حاجة ، سهرانة مع حالة مقرفة ، الله يسامحك ويسامح مدام سامية ...
...بس بس ، ايه اللى حصل ..
...لا حصل ولا وصل ، استلمى حالتك ياستى ، ومش هتتكرر تانى ، لو هسيب المستشفى حتى ...
*****************
استلمت الحالة من سجدة ، واخبرتها أن الأمير فى غرفة  الأشعة ، بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ، ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة ،
وفى خضم   كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول  ، هى تتذكر كل ما حدث ، بل كانت واعية تماما له ، لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به ، كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها .
أثناء ذلك  دخل الأمير على كرسيه المتحرك  يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة ،
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة ،
عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
...ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى ، وين كنتى للحين ...
...أفندم ..
...إيش ، طرشتى ؟
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه ، فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس ،
أشار للعامل بالتقدم للسرير  الخاص به  ، مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف ، لكن بمنتهى الإهانة ، أبعد يدها من أمامه ، ورفع يده لحرف سريره   ، ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ، ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ، ودون أن ينطق أحدهما ،سحب العامل الكرسى وخرج ، وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة .
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى  ، بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام ،
لكنه تعثر بشكل بسيط ، رفع عينه لهدى وهو يقول
...ليش واقفة هيك ، مش مفروض تساعدينى ..
...جيت أساعدك مرة رفضت ، استنيتك تطلب لوحدك ...
...من غير  طلب  ، تعملى اللى ابغيه. ..
1
...وهعرفه منين إلا إذا قلت ...
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق ، فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه ، فتح عينه ونظر لها
...اتركيه ، أبى انام شوى  ...
أبتعدت هدى  وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله ، تدرجا من الأمس لليوم ، وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح ، البنى آدm بق فى الفاضى ...
فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه، 
... بتضحكى على إيش ،  أبيكى معجبة يمة. ...
...ههههه ، ياريت ، بس انا مرتبطة ...
قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه، 
...إيش هاد ...
...ميعاد الحقن ، وبعديه الفطار ، وبعديه مساج الضهر ، وبعديه ...
...بيكفى  ، إيش كل هاد ، قلتلك ابغى انام ...
...خلاص ، الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام ، والباقى نكمله لما تصحى ...
يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه ، فهى ثلثة التعامل مع المريـ.ـض حتى وإن كان غاضبا ،
********************
خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد  نام ، وجلست فى الصالون ، تراقبه من  خلف الشباك الزجاجى ،
أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى  ، وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار ، حتى تصل منها للحقيقة، 
...ايوة يادودى،  روحتى ولا لسة عند ماما ...
...كويس ، بصى والنبى ياهايدى ، عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على  الواتس. ..
...اشمعنى يعنى ...
...بصراحة عجبني،  الصداع راح على طول ، وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه ...
...مش هتلاقيهه،  مبيبقاش موجود فى الصيدليات. ..
...وانتى عرفتى منين ، سألتى عليه قبل كدة ؟
...لا ابدا  ، بس لما اداهولى قاللى كدة ...
...مين ده ، المعدول جوزك ؟
...أه  ، تانى يوم فرحك  ، كان عندى صداع جـ.ـا.مد ، ادانى قرص  ، عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه ، قام ادانى الشريط ده  ...
...يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة ...
....أه ، من اليوم المنيل بنيـ.ـلـ.ـة ، يوم فرحك ده ...
...يعنى حوالى كام قرص كدة ...
...باين تلاتة  ، بس ليه كل الاسئلة دى ، قلقتينى ...
 
...قوليلى الأول ، أمك جمبك  ...
..لا ، دا انا فى الشقة إللى فوق ، بلم الغسيل ...
...كويس اوى ، عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة ...
...متقولى ياهدى ، قلقتينى ....
...جوزك مدmن ياهايدى ؟
...مدmن ! يعنى إيه ؟
...مش عارفة يعنى ايه مدmن ، بيتعاطى حاجة ...
...معرفش ، بس ليه ...
...عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة. ..
...ترامادول  ،،،يانهار اسود ،، يعنى انا دلوقتى مدmنة ...
...لا ياستى ، مش مدmنة  ، انتى بتقولى مخدتيش منه غير مرتين أو تلاتة ...
...أه والله ، مش  اكتر من كدة ...
...خلاص ، يبقى مش مدmنة ، انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس ...
...اهدا ، اهدا ايه ، ابن الكـ.ـلـ.ـب كان هيخلينى مدmنة ، بس أما اروحله  ، وربنا لأفضحه  ، والله لأجيب طين واحط على دmاغه ودmاغ اللى خلفوه ...
...الو ، الو ، هايدى ، ردى  ، يابـ.ـنت المـ.ـجـ.ـنو.نة ، قال اسمك هايدى قال ، حقهم يسموكى عطيات. ..
اتصلت هدى بهوايدا ، أختها الكبرى  ، وشرحت لها باختصار ما حدث .
... سيبك من اللى هتعمله هايدى  ،  انتى عاملة ايه ...
...ياستى انا كويسة  ، حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصـ يـ بـة ، المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت  ، وكلمينى وانتى معاها ...
لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى ،وهى أمام هايدى  ، ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث ،
...ها ياهوايدا ، لحقتيها. ..
...لحقتها  على السلم ، كانت فعلا خارجة خلاص ...
...اديهالى اكلمها ...
أعطت هوايدا لها التيليفون
...إيه ياهدى ...
... إيه ياهايدى ، انا كنت فاكراكى أعقل من كدة ..
..فين بس العقل فى حاجة زى كدة ....
...العقل مايكونش إلا فى كدة ..
...يعنى إيه. ..
..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط ..
...قولى ياهدى ...
...الشريط اللى معاكى مترموهوش  ، يفضل معاكى ، وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف ، كأنك بتاخدى منه زى ما قالك ...
..،وبعدين ...
...تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك عارفة ، إذا كان هو مدmن فعلا وفكرة انه اداكى حاجة زى كدة عادى يعنى ، ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة ...
...كمان ، يانهار اسود  ، يعنى ممكن يكون عايز يخلينى مدmنة ...
...أه ، وليه لأ ، ما انتى عارفة أخلاق جوزك ، اسمعينى ، انا مش هقدر أطول اكتر من كدة ، اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ، ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن ، تكونى هديتى خالص ، احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز. ..
...هحاول ياهدى ...
...حاولى بجد ياهايدى،  لازم تمسكى  اعصابك ، وهبقى اكلمك تانى ، ادينى ماما اكلمها بقى ،
ايوة ياماما ، حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى  ، انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ، ماشى  ،  هكلمكم تانى  ،  سلام ...
أنهت هدى مكالمتها  ، ووضعت رأسها بين يديها مما يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر ، رفعت وجهها ، فانتفضت فجأة ، فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له ،  اتجهت له وهى تقول
... حضرتك صحيت امتى   ؟
...من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط. ..
...هو انا كان صوتى عالى اوى كدة ...
....ماانك حاسة ...
...مش اوى ، كنت مركزة فى الموضوع شوية ... 
...بس ماشالله عليكى ذكية وترباية. ..
... ذكية وفهمتها   ،  إنما ترباية دى يعنى ايه ...
ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام ، لكن قبل أن يجيب ، ظهر صوت آخر من عند الباب
...هالله هالله ، الضحكة من الدان الدان ،
رقيتك ياأبا خالد  ...
1
ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها  ، فقال الأمير
...اي والله ، على أساس خالد ما ترك أبوه ...
...لا والله ياأبى ، أبى اخلص كل اللى عندى للحين ، حتى افوق لأبا خالد ..
+
كل هذا وظهره لها ، لم ترى وجهه بعد ، وهو أيضا ،
عنـ.ـد.ما وقف واستدار لها  والتقت الأعين ،  تجمدت مكانها ولم تتحرك ، وهو أيضا ، على نفس الحالة ،
إنه هو ، شاب المترو ، ذات العيون الساحرة ،
ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا ....
2
يتبع
......انتى ؟
+
هذا كان سؤاله عنـ.ـد.ما رفع عينه ورااها ، لكن هى تجمدت على وضعها ، فقط متعلقة عينيها به لا تحيد عنه ،
.... خالد ، تعرفها ايشى. ...
رد على والده ومازال ينظر لها  ،
...يسلموا ياأبى ، تقابلنا فى المترو ، صدت في  ومو رضيت تعتزر. ...
تنفست الصعداء وكأن روحها ردت لها بعد شـ.ـدة اختناق  ، استأذنت وخرجت ومازالت عينيه تتبعها حتى غابت عن ناظريه  ، فابتسم ابتسامة غريبة وكأنه صائد وجد غزالته الضالة ،
وابتسم الأب تباعا بعد ابتسامة ولده  ، فهو أعلم الناس به وبتعبيراته وردود أفعاله  ، فخالد ابنه المدلل الذى امتلك مكان فى قلبه لا يشاركه فيه أحد ،
  أما هدى فقد خرجت تهرول فى طرقة الدور ، لا تصدق ما حدث ، فقد ظنت انه موقف عابر وانتهى ، وحمدالله لم يرها أحدا يعرفها وهى فى هذه الحالة .
فجأة يظهر لها من رأاها ولم يكن يعرفها ، والآن هو شخص ملازم لشخص آخر هى ملازمة له ،
همست لنفسها بعدmا توقفت أمام الشباك
...  ده ايه الحظ المنيل ده  ، هو أنا ناقصة ياربى  ، طب هتصرف مع البنى آدm ده ازاى دلوقتى ....
1
*******************
استمرت هدى تتصل باختها طوال النهار لتطمئن عليها ولتعطها بعض النصائح لكى تأخذ بها وهي تتعامل مع زوجها فى الفترة القادmة ، حتى يصلن لما يردن الوصول إليه ،
مرة يومان آخران ، و ما يحدث بيها وبين الأمير ، فهو على خير حال ، قد تعودها الرجل فى كل ما تفعل ، كلامها  ، ابتسامـ.ـا.تها ، طريقة تنفيذها العمليات التمريـ.ـضية التى تقوم بها ، حتى أنه تقبل فكرة رحيلها لقضاء بعض الوقت مع أهلها ،  وقد كان موعدها الليلة لتذهب لقضاء الليل مع أهلها وتعود صباحا .
أما عن خالد فلم يكف عن متابعتها بعينيه كلما كانت قريبة منه ، لكن بصمت ، لا يتحدث إلا عن شئ يخص حالة والده ،بالسؤال فقط وهى تجيب باختصار، 
لا يوجد ما يضايقها فى الموضوع غير وجود خالد باستمرار مع والده ، بعدmا اختفت المتكبرة الشمطاء زوجته ، يبدو أنها رحلت وتركت الوالد لابنه ليرعاه .
خرجت هدى فى اتجاه المطبخ لتقضى وقت الغداء اليومى  ، وجدت هناك منى وسجدة وراندا يجلسان على نفس الطاولة  , ألقت التحية وجلست بجانبهم ،
...عملة ايه مع الراجـ.ـل الرخم ده ...
...متقوليش  عليه رخم بس ، ثم متنسيش انه مريـ.ـض.
... ده مريـ.ـض ده ، ده كان شوية وهيقوم يرمينى من البلكونة. ...
... بالتأكيد استفزتيه  ، ما هو كويس معايا ...
قطعت رندا الحوار بينهم. ..ياجماعة سيبكم من الراجـ.ـل وخلينا فى ابنه  ، بت ياهدى ، اخبـ.ـار ابنه ايه ...
وعند ذكره انفجرت منى فى الضحك بهيستيريا،  
....أخبـ.ـار مين يااختى ، مش بقولك انتى بقيتى خطر ، وعايزين نجوزك بدرى بدرى. ..
... بتكلم بجد والله ، أصله حليوة اوى ، وتقيل اوى ، مشوفتوش بص لواحدة فينا ابدا ...
... وليه متقوليش انه مش مستنضفنا اصلا ...
...إيه ياهدى الكلام الفارغ ده ...
...ده الحقيقة  يافالحة انتى وهى   ، الناس دى من طبقة تانية غيرنا ، إحنا اخرنا هو اللى احنا فيه ده ، نشتغل عندهم  وبس ، انا قايمة  ... 
...كملى اكلك ياهدى ...قالتها منى
...شبعت ، انا طالعة ...
صعدت للدور ، فوجئت بخالد يقف أمام الباب وكأنه ينتظر أحدا  ، وعنـ.ـد.ما رأاها اعتدل لها وهو يقول
...كنتى فين ...
...أفنـ.ـد.م. ..
..سمعتينى ...
...كنت بتغدى ، وقلت للأمير قبل ما أنزل. ..
...مش تقوليلى انا كمان ...
...ليه هو انت المريـ.ـض ولا هو ...
...موافق أكون مريـ.ـض  ، لو وافقتى تكونى الممرضة بتاعتى. .
ارتبكت هدى من تلميحه الواضح  ، فهى لا تنكر ابدا تأثرها به ، والتى تحاول جاهدة اخفائه ، فحاولت أن تغير مجرى الحديث ، قالت
...أنت اتعلمت مصرى كويس فين ؟
...أخيرا ..
...هو ايه اللى أخيرا ...
... اصلى سألت نفسى كتير ، امتى هتسألينى سؤال أو تفتحى معايا كلام ، عموما هو المصرى ده مش عربى  ، يعنى نفس اللغة بإختلاف لهجات  ، يعنى اتعلمه بسهولة  ، وكمان عشان انا عايش في مصر بقالى 5 سنين  ...
نظرته كانت غريبة ثم استدارت واتجهت لغرفة الأمير وهى تفكر ، هل حقا كان ينتظرها أن تتحدث معه .
لكن قبل أن تصل لباب الحجرة سمعته يقول 
...عايش فى مصر من 5سنين  ، ومبروحش السعودية غير زيارات بسيطة والاجازات ...
1
التفتت له بنظرة واحدة ثم  استدارت ودخلت الغرفة ،
لم يتبعها خالد للداخل ، فهو يعلم الموضوع الذى سيتحدث فيه والده معها ، فقد اتفق مع والده عليه قبل أن تحضر،
وقف أمام الشباك ليدخن سيجارة ، وأستغرق  فى التفكير فى نفسه ، الابن الضال الذى ترك عائلته فى حالة غضب منهم ومن نفسه ، رباطه بعائلته كرباط الرحالة ببلده ، رغم عشقه لأبيه فهو رافض تماما الحياة بينهم ، وفضل الحياة فى مصر بعيدا عنهم ، حتى بعد قرارهم بتزويجه من إحدى أميرات العشيرة ، لم يقبلها ابدا إلا بعدmا طلبها منه أبوه بنفسه  ، وحتى بعدmا تزوجها،  أصبحت حياته معها كالمسافر الذى لا يعود لبيته إلا شهر واحد فى سنة ، مجرد إثبات لوجوده فى حياتها ووجودها فى حياته، 
لم يشفع لهم عنده الأموال التى يغدقونها عليه ، ومشاريعهم التى يتولى إدارتها بحرفية فى مصر ،
والأميرة الفاتنة التى تعشقه ، وتتبعه فى كل مكان يذهب إليه ، تأتيه فى مصر كلما غاب طويلا عنها ، يكون هو محور وقتها عنـ.ـد.ما يعود لها ،

لكن كل هذا لم يجعله ابدا يعود ، لم ولن يسامحهم ابدا على ما فعلوه به ،
لكن الآن يجب ألا يترك والده فى مرضه  ، يجب أن يكون هناك حتى يستعيد صحته ويقف مرة آخرى وبعدها يعود لحاله كما كان .
خرجت هدى من عند والده ، ويبدوا عليها الحيرة الفعلية ،  فتوقع أن يكون والده تحدث معها ،
اتجهت للخارج وقبل أن تخرج استوقفها بصوته،
...وافقتى ولا لا ...
لم ترد عليه ووقفت مكانها
...أنا شايف أنها فرصة رائعة لواحدة فى ظروفك ...
...ظروف ايه اللى انت بتتكلم عنها  ...
عاد لينظر من الشباك مرة أخرى وهو يقول
...ظروفك كلها انا عرفتها ، من أول ما اتولدتى ، واللى طول حياتك عشتيه واللى حصلك بعد وفاة ابوكى ، وكمان حكاية طـ.ـلا.قك وظروفه ...
2
أصابها الذهول وتثمرت مكانها ولم ترد ،
...صدقينى ياهدى ، سفرك هو الحل  ، هتبعدى عن كل المشاكل اللى هنا ، وهترتاحى شوية من الضغط اللى حواليكى ...
رغم ذهولها من معرفته بذلك ، إلا أنها استرسلت معه فى الحديث، 
...أنا ليا أخوات بنات مينفعش يتسابوا ...
...دى مش فترة طويلة ، بالكتير سنة ،  لحد ما الوالد ترجعله صحته،  وهترجعى لاهلك ومعاكى مبلغ كويس تبدأى بيه حياتك صح ،
وأنا اوعدك انك تنزلى مصر اكتر من مرة ...
...وليه انا بالذات. ..
...الوالد ارتاحلك انتى بالذات،  وهو مش سهل يرتاح لأى حد ....
...هفكر وارد على حضرتك. ..
...بس مطوليش،  لأن المفروض انه هيخرج من المستشفى خلاص  ، وبالمرة عشان الحق أخلص لك ورقك لو وافقتى ...
يتب
أنهت هدى دوامها وهى تكاد لا تعى ما تفعل  ، منذ أن عرض عليها الأمير عرضه ، وبعد كلام ابنه لها وهى فى حيرة من أمرها ،
خرجت منى لتقابلها أن تغادر ، منى لديها دوام ليلى ، أما هدى فسوف تغادر وتعود على الدوام الصباحى، 
...إيه مالك  يامنى   ، شكلك تعبان اوى ...
...ما انتى كمان شكلك نيـ.ـلـ.ـة ، انتى عاملة كدة ليه ...
...شوية صداع  ، هنا بقالى يومين أهو،  حلو اوى كدة ...
...إيه الجديد فى كدة ، ما ده العادى بتاعك. .
...فى حاجة تانية مدايقانى ...
...انا قولت كدة من الأول ، إيه هى  بقى ؟
..سيبك منى انا ، قوليلى انتى الأول ، مالك ، الاهبل خطيبك نكد عليكى ولا ايه ، مش المفروض كان عندك انهارضة ...
...أه ياستى .. قالت كلمتها وهى ترفع لها يدها وهى خالية من دبلة الخطوبة .
...إيه ده ، فين الدبلة ، ايه اللى حصل ..
...نفس السبب كالعادة ...
...الشغل والسهر فيه ...
+
....أه ياستى ، بس المرة دى زود فى الكلام  ، وفى أخر كلامه قاللى ياتسيبى الشغل وتفضلى فى البيت لحد ما نتجوز  ، ياإما انتى حرة ، قومت قالعة الدبلة من ايدى وحطاها قدامه ...
...وبعدين ...
...ولا قبلين،  بص للدبلة شوية وبعدين بصلى ، ومد أيده وخدها وقام مشى. ..
...وانتى ايه رأيك ؟
...فى ايه ..
...فى موضوع أنك تسيبى الشغل. ..
...لأ طبعا ، مستحيل  ...
..خلاص ، اتكلمى مع باباكى  ، واحسمى الموضوع ده ، وربنا  يكرمك بواحد يقدرك ويقدر شغلك. ..
...وانتى بقى ، ايه اللى مدايقك اوى كدة ...
حكت لها هدى ما كان من عرض الأمير وما حدث بعده حتى الآن،
...يعنى هتسافرى. ..
..أنتى شايفانى واقفة قدامك والشنطة جمبى،  بس انتى لو مكانى هتعملى ايه ؟
...عايزة الصراحة ....
...اكيد ...
...هوافق طبعا ...
...أهو انا خايفة من تبعات الموافقة دى ...
...طول عمرك قوية ياهدى وبتعرفى تواجهى مشاكلك كويس ...
...بس كدة كتير اوى يامنى ...
...معلش ياهدى ، فكرى كويس  ، وصلى أستخارة وخدى رأيى   أمك  واخواتك،  وبعدين ربنا يحلها ...
...ربنا يقدm اللى فيه الخير ...
...أيوة ياستى،  هنيالك  ، هتسافرى مع القمر بتاع المترو. ..
... اتنيلى و اسكتى ، ده هو ده اكتر حاجة مخـ.ـو.فانى فى الحوار ده ...
...ليه ؟
...مش عارفة ، قلبى مقبوض اوى من ناحيته. ..
2
..هو قالك حاجة ولا عملك حاجة ...
... لأ  ، ودى أغرب ما فى الموضوع  ، سيبك بقى ، ربنا يستر ، انا هقوم أمشى بقى  عشان متأخرش،  هشوفك بكرة اول ما أوصل  ، أول ما تسلمى حالاتك عدى عليا  ...
...ماشى ، بس اول ما توصلى رنى ...
...اوك ، سلام ...
***********************
طوال الطريق وهى تفكر فيما ستقوله لوالدتها عن هذا السفر ، وكيف ستحملها على الموافقة عليه .
قطع أفكارها مكالمة من أختها هوايدا ،
...أيوة ياهوايدا ...
...إيه يادودو ، وصلتى لحد فين ...
...10 دقايق كدة واوصل الموقف ....
..كويس  ، حودى على بيت عمك وانتى جاية ...
...ليه ؟
...والله ما أعرف ياهدى  ، ماما هناك واتصلت على الأرضى وقالتلى اكلمك واقلك كدة  ...
... مبقاش ييجى من ورا عمك غير المصايب  ، ربنا يستر ...
******************
عنـ.ـد.ما دخلت هدى المنزل ، ألقت السلام على زوجة عمها ، فاشارت لها على الصالون ، تركت حقيبتها واتجهت لهناك ، ففوجئت بالجمع الذى تراه أمامها .
اعمامها الاثنين  ، ووالدتها  ، وزوجها ووالده  ، ورجل آخر ، تعرفت عليه هدى ، فهو محامى معروف فى البلدة ، والغريب جدا هو وجود الحاج محمد،  عمدة البلد .
...ماشاءالله،  ماشالله  ، ايه التجمع الجميل ده ...
..اقعدى ياهدى ...
اختارت هدى كرسى قريب من الباب ، وبعيد نسبية عن هذا الجمع .
...خير ان شاءالله ...
الحاج محمد هو من أجاب سؤالها
...خير يابـ.ـنتى ، اسمعينى ياهدى وافهمى الكلام ده كويس  ، كلنا متفقين أن انتى اتجـ.ـر.حتى واتهانتى فى شرفك ، ومحدش فينا ناكر كدة ، بس احنا مش سكتنا المحاكم ، ولا انتى ولا هم تقدروا على مصاريفها وبهدلتها ...
...والمطلوب. ..
...تتنازلى عن القضية ياهدى ...
...بسهولة كدة ، وحقى وحق اخواتى ، وشرفنا اللى داسوه برجليهم ، أكبر دmاغى عن ده كله ازاى. ..
... اللى انتى عايزاه هيتعمل ، بس من غير محاكم ،...
اهتز تيليفونها فى جيب جيبتها ، فمدت يدها له لتغلق الصوت ، وجدتها رسالة نصية من رقم غريب،  ومحولها   يقول ،
...لو نويتى تسافرى معانا  ، وافقى على الطـ.ـلا.ق  ،
ولو قدرتى تكلمينى دلوقتى ، كلمينى ، مستنيكى. ..
هذا الشاب سوف يقودها للجنون  بما يفعل ، التفتت لهم وهى تقول
...مقولتليش ليه على القاعدة دى ، كنت جبت المحامى بتاعى معايا ...
...ومحامى ليه ، إحنا قلنا هنتنازل عن القضية. ..
..والبيه جايب المحامى بتاعو ليه ، عموما ، انا هقوم أكلم المحامى،  وبعدين أرد عليكوا. ...
خرجت من البيت ووقفت أمام الباب ، اتصلت بالرقم صاحب الرسالة ، رد هو وبدون أى سلام .
...وافقتى على الطـ.ـلا.ق. ..
...لسة ...
...ليه ...
...الموضوع مش سهل اوى كدة ...
...لأ سهل ياهدى ، كتر النفخ فى رماد النار بيحييها مرة تانية ،  أنهى  الموضوع ده وخلصى نفسك بسرعة ...
...لازم يدفعوا تمن اللى عملوه فيا ..
...أنتى اللى كدة هتدفعى التمن مش هم ..
...يعنى إيه ..
...يعنى انتى هتخسرى القضية لأنك مش هتقدرى تثبتى أن هم بالذات اللى طلعوا الإشاعة دى ، كتيرك هتوصلى للطـ.ـلا.ق ،  وطبعا بعد ما تخسرى كل حاجة  ، وقت وفلوس  وسفرك معايا كمان ، ...
...القضية مش هتعطل  سفرى ...
...لأ هتعطل طبعا ، انتى ناسية انك قانونا متجوزة ، يعنى متقدريش تسافرى إلا بإذنه،  يعنى بموافقة ممضية منه ...
صمتت  تماما ، فهو على حق  ، لقد غابت هذه المعلومة تماما عنها .
أكمل هو كلامه
...وخدى بالك  ، مت عـ.ـر.فيش حد بسفرك إلا لما يتم الطـ.ـلا.ق  ، لأنهم لو عرفوا أن انتى اللى عايزة الطـ.ـلا.ق ، هيستهبلوا ويزلوكى. ...
صمت هو الأخر لثوانى ثم قال ...أنتى معايا ...
...أيوة ...
...عموما انا بقول رأييى،  والقرار النهائى ليكى  ، وده رقمى لو حابة تسجيله  ، سلام. ..
**************************
اغلقت الهاتف وهى تائهة  وايضا مندهشة من كلامه الموجز والسريع  والوافي للمعنى أيضا ،
وعادت للداخل مرة أخرى  ، وجدتهم جميعا ينتظرون الرد ، وقفت أمامهم  ،
وألقت نظرة على والدتها ، كانت تضع يدها على صدرها لتهدئ من ضـ.ـر.بات قلبها خـ.ـو.فاً مما ستقوله هدى ، فدائما ما تتوقع منها التحدى ،
عادت تنظر للحاج محمد  وقالت له
...كلامى نهائى ياعم محمد ، واى تغيير فيه مش هقبله ، بكرة أن شاء الله الطـ.ـلا.ق يتم وعند المأزون وانا هكون موجودة ، ومؤخر صداقى هاخده كامل وفى وقتها ، وقبلها بساعتين هيكونوا اخواتى بيلموا حاجتى من الشقة ، هاخد قايمتى كاملة ، واى اشاية جرالها حاجة ، هوقف كل حاجة ومش هتنازل، ...
رد المحامى  ....عايزة تقولى انك انك هتتنازلى بعد الطـ.ـلا.ق ، مش قبله ...
..،ايوة ...
...ونضمن منين انك مترجعيش فى كلامك. ..
...والله انا كلمتى معروفة ، ومدام قلت يبقى هعمل ، وأسأل اللى حواليك ، وبعدين ياحضرة المحامى ، انا رافعة قضية طـ.ـلا.ق وتعويض ، أما يتم الطـ.ـلا.ق هيبقى لازمتها ايه ....
رد العمدة وهو يقول ...حقك يابـ.ـنتى ، إحنا موافقين ، كل حاجة هتخلص ونخلص  من الموضوع ده ...
والتفت لوالد زوجها ، فأماء الرجل بالموافقة ،
ردت هدى بينها وبين نفسها
...عندك حق ، انا فعلا محتاجة اخلص من الموضوع ده....
يتبع
أنا موافقة اسافر معاك  ...
رد عليها برسالة  هو الأخر 
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة ، عشان الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد ، فقط قرأت الرسالة،  ووضعت الهاتف أمامها،  وأعادت رأسها للخلف ، لماذا تخاف من الغد ض،هل لأنه جديد عليها ، أم لأنها تعودت على الصدmـ.ـا.ت،  فمن الطبيعى وجود صدmة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة  ، صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى ،
... بطلى تفكير ياهدى ، نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت ، هو يتذاكى عليها ، فمن الطبيعى أنها تفكر ، تسهر ليلها ، تفكيرا فى أمس واليوم ، وقلقا من الغد ،
لكن رغم علمها بذلك ، إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا ،
3
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله ، وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه ،
********************
خرجت هدى من بيتها ، فى طريقها للمستشفى  ، رغم تنبيه والدتها ، ونظرات الناس التى تلاحقها ، منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم  ،
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها  ، شئ لا تعلمه  ، تركيبة غريبة من الحرية والانطـ.ـلا.ق والتفائل والأمل  ، شئ جعلها مختلفة  ، مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها  ، شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص ،
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها ، واحقاقا للحق ، كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها ، رغم أنها  بالفعل كانت مثيرة بالنسبة له ،لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة .
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى  من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى  ، لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا ،
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار ، فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى  ، أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر ،
لم تمانع هدى فى ذلك  ، ولم تخبر أحدا باستقالتها،  بل تعاملت على أنها ما زالت فى المستشفى ، تذهب وتعود فى المواعيد التى اعتادت عليها  لمدة أسبوع
كان الاتصال المباشر كان بينها وبين الأمير فقط ، أما خالد   ، فقد تجنبها معظم الوقت ، غير أوقات الاطمئنان على والده فقط ، غريب أمره هذا الفتى .
وفى يوم وجدت الخادm يناديها ، واخبرها أنه يريدها فى مكتبه ، فاتجهت إليه  ، وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى بعض الأوراق ، طرقت الباب ، فأشار لها بالدخول  والجلوس أمامه ففعلت  ، 
مد يده لها بظرف  ، فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة ،
...جاهزة ...
...لايه...
...للسفر ...
...امتى ...
..بعد بكرة الضهر ...
...بسرعة  كدة  ...
...اها ، هترجعى بيتك دلوقتى ، هتقضى بقية انهارضة وبكرة كمان مع اهلك ، العربية هتكون قدام باب بيتك يوم   الاتنين الساعة عشرة الصبح ، تكونى جاهزة وقتها ومستنية على الباب ...
أشار بجانب الباب وهو يقول
... الحاجات دى ليكى ...
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
...إيه دى ..
...دى هدوم جديدة ليكى ...
...حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة ، شكرا  ، انا عندى هدوم الحمد لله ...
...دى مش عشانك اوى يعنى  ، دى عشان شكلك العام يكون لطيف ، أو بمعنى أصح ،  دى هدوم تشبه اللى بيتلبس هناك ، عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه،  فلازم يكون شكلك لطيف ...
قام من مكانه واقترب منه بمسافة معينة ،وقال
...فى عربية تحت ، هتوصلك لحد موقف بلدكم ، لو عايزاها توصلك لحد باب بيتك ، انتى حرة ، السواق معاه أمر يوديكى مكان ما انتى عايزة ،
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها ، غيرت ملابسها ، ثم اتجهت خارجة بدون اى كلام  ، استقلت السيارةوطلبت منه يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك ، 
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له ،  فرح من أخواتها البنات أجمع بسفرها هذا ما شجع والدتها على الموافقة والترحيب به ، أما الهجمة المضادة كانت ممن حولهم جميعا ، أقارب وجيران  ، لكن بالطبع كل هذا لا يؤثر بأى شكل من الأشكال على قرارها، 
وجاء موعد سفرها ، كانت جاهزة فى الموعد المحدد ، وبعد موجة من السلام والبكاء من أخواتها ووالدتها ، استقلت السيارة وانطلقت بها ،
وصلت لباب العمارة فعلا ، وجدت الجميع فى حالة استعداد ، الخدm يحملون الحقائب للسيارات ،
بعدها بدقائق نزل الأمير ويصاحبه خالد   ، وركبوا سيارة أخرى بعدmا أشار لها لتبقى مكانها ، بعدها تحركت السيارات باتجاه المطار  ،
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة ، أين الزوجة المتكبرة من كل ذلك ، ولكنها نفضت ذلك عن عقلها  ذلك ، لأنه ليس من شأنها ،
1
المفاجأة ، أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة ، علمت بعد ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة ،
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة ، وخاصة أيضا ، كانت كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون ،
كانت هدى سعيدة بما تختبره لأول مرة ، فقد كانت دائما تحلم بالحرية والسفر ككل فتاة ،
وصلت الطائرة للأرض المبـ.ـاركة ،  كانت تنتظرهم أسطول من السيارات الفاخرة الأخرى ، وكما الحال فى مصر ، استقلت هدى سيارة وحدها ، الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات ، حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه ، فهى تتحرك معهم كالماريونيت  وفق اشارتهم، 
هدأت السيارات من سرعتها ، حاولت تتبين ما هو خارج السيارة ، وجدت سور عالى جدا ، وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات،  استمرت السيارات فى السير لمدة 10 دقائق أخرى ، حتى وصلت لقصر هائل الحجم ، لم تتخيل هدى انه يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة ، 
نزل الجميع من السيارات  ، وظهر أسطول من الخدm فى  اخراج الحقائب وحملها للداخل حتى حقائب هدى ، 
كانت تقف بعيدا  ، لم تقترب منهم  ، 
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون باتجاهه  ، عدد كبير جدا  ، منهم الشباب والرجـ.ـال والسيدات الكبـ.ـار والصغيرات ،
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم  ، أنه لم يكن أحد يعلم بشأن هذه  العملية الجراحية  ، وأنه قام بها فى السر ،  بعدها بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيلا  ، لم تقترب إلا بعدmا أنهى الجميع سلامه عليه ، بعد ذلك علمت هدى أن الأمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده لأنه اكبرهم سنا ،
اتجهت واحدة من الخدm فى اتجاه هدى ، تشير لها لتتبعها ،  فقد ظلت واقفة بعيدة عنهم لبعض الوقت ، لم يلحظها أحد  ،
اتجهت خلف الخادmة  ، لكن قبل أن تصل لباب القصر ، قابلتها الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج ،  امرأة رائعة الجمال ، بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان الأزرق ، مفتوحة من الجمب ،
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة ، وجدتها تتجه لترمى
نفسها  بين يدى خالد ، الذى بادلها الاحضان  ، كما فعلت ،
اقتربت منها الخادmة بخطوة وهى تقول
+
...   هاد الأميرة ليان ، زوجة الأمير خالد   ....
يتبع
...أنا موافقة اسافر معاك  ...
رد عليها برسالة  هو الأخر 
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة ، عشان الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد ، فقط قرأت الرسالة،  ووضعت الهاتف أمامها،  وأعادت رأسها للخلف ، لماذا تخاف من الغد ض،هل لأنه جديد عليها ، أم لأنها تعودت على الصدmـ.ـا.ت،  فمن الطبيعى وجود صدmة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة  ، صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى ،
... بطلى تفكير ياهدى ، نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت ، هو يتذاكى عليها ، فمن الطبيعى أنها تفكر ، تسهر ليلها ، تفكيرا فى أمس واليوم ، وقلقا من الغد ،
لكن رغم علمها بذلك ، إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا ،
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله ، وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه ،
********************
خرجت هدى من بيتها ، فى طريقها للمستشفى  ، رغم تنبيه والدتها ، ونظرات الناس التى تلاحقها ، منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم  ،
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها  ، شئ لا تعلمه  ، تركيبة غريبة من الحرية والانطـ.ـلا.ق والتفائل والأمل  ، شئ جعلها مختلفة  ، مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها  ، شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص ،
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها ، واحقاقا للحق ، كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها ، رغم أنها  بالفعل كانت مثيرة بالنسبة له ،لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة .
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى  من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى  ، لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا ،
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار ، فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى  ، أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر ،
لم تمانع هدى فى ذلك  ، ولم تخبر أحدا باستقالتها،  بل تعاملت على أنها ما زالت فى المستشفى ، تذهب وتعود فى المواعيد التى اعتادت عليها  لمدة أسبوع

كان الاتصال المباشر كان بينها وبين الأمير فقط ، أما خالد   ، فقد تجنبها معظم الوقت ، غير أوقات الاطمئنان على والده فقط ، غريب أمره هذا الفتى .
وفى يوم وجدت الخادm يناديها ، واخبرها أنه يريدها فى مكتبه ، فاتجهت إليه  ، وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى بعض الأوراق ، طرقت الباب ، فأشار لها بالدخول  والجلوس أمامه ففعلت  ، 
مد يده لها بظرف  ، فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة ،
...جاهزة ...
...لايه...
...للسفر ...
...امتى ...
..بعد بكرة الضهر ...
...بسرعة  كدة  ...
...اها ، هترجعى بيتك دلوقتى ، هتقضى بقية انهارضة وبكرة كمان مع اهلك ، العربية هتكون قدام باب بيتك يوم   الاتنين الساعة عشرة الصبح ، تكونى جاهزة وقتها ومستنية على الباب ...
أشار بجانب الباب وهو يقول
... الحاجات دى ليكى ...
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
...إيه دى ..
...دى هدوم جديدة ليكى ...
...حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة ، شكرا  ، انا عندى هدوم الحمد لله ...
...دى مش عشانك اوى يعنى  ، دى عشان شكلك العام يكون لطيف ، أو بمعنى أصح ،  دى هدوم تشبه اللى بيتلبس هناك ، عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه،  فلازم يكون شكلك لطيف ...
قام من مكانه واقترب منه بمسافة معينة ،وقال
...فى عربية تحت ، هتوصلك لحد موقف بلدكم ، لو عايزاها توصلك لحد باب بيتك ، انتى حرة ، السواق معاه أمر يوديكى مكان ما انتى عايزة ،
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها ، غيرت ملابسها ، ثم اتجهت خارجة بدون اى كلام  ، استقلت السيارةوطلبت منه يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك ، 
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له ،  فرح من أخواتها البنات أجمع بسفرها هذا ما شجع والدتها على الموافقة والترحيب به ، أما الهجمة المضادة كانت ممن حولهم جميعا ، أقارب وجيران  ، لكن بالطبع كل هذا لا يؤثر بأى شكل من الأشكال على قرارها، 
وجاء موعد سفرها ، كانت جاهزة فى الموعد المحدد ، وبعد موجة من السلام والبكاء من أخواتها ووالدتها ، استقلت السيارة وانطلقت بها ،
وصلت لباب العمارة فعلا ، وجدت الجميع فى حالة استعداد ، الخدm يحملون الحقائب للسيارات ،
بعدها بدقائق نزل الأمير ويصاحبه خالد   ، وركبوا سيارة أخرى بعدmا أشار لها لتبقى مكانها ، بعدها تحركت السيارات باتجاه المطار  ،
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة ، أين الزوجة المتكبرة من كل ذلك ، ولكنها نفضت ذلك عن عقلها  ذلك ، لأنه ليس من شأنها ،
المفاجأة ، أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة ، علمت بعد ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة ،
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة ، وخاصة أيضا ، كانت كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون ،

كانت هدى سعيدة بما تختبره لأول مرة ، فقد كانت دائما تحلم بالحرية والسفر ككل فتاة ،
وصلت الطائرة للأرض المبـ.ـاركة ،  كانت تنتظرهم أسطول من السيارات الفاخرة الأخرى ، وكما الحال فى مصر ، استقلت هدى سيارة وحدها ، الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات ، حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه ، فهى تتحرك معهم كالماريونيت  وفق اشارتهم، 
هدأت السيارات من سرعتها ، حاولت تتبين ما هو خارج السيارة ، وجدت سور عالى جدا ، وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات،  استمرت السيارات فى السير لمدة 10 دقائق أخرى ، حتى وصلت لقصر هائل الحجم ، لم تتخيل هدى انه يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة ، 
نزل الجميع من السيارات  ، وظهر أسطول من الخدm فى  اخراج الحقائب وحملها للداخل حتى حقائب هدى ، 
كانت تقف بعيدا  ، لم تقترب منهم  ، 
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون باتجاهه  ، عدد كبير جدا  ، منهم الشباب والرجـ.ـال والسيدات الكبـ.ـار والصغيرات ،
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم  ، أنه لم يكن أحد يعلم بشأن هذه  العملية الجراحية  ، وأنه قام بها فى السر ،  بعدها بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيلا  ، لم تقترب إلا بعدmا أنهى الجميع سلامه عليه ، بعد ذلك علمت هدى أن الأمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده لأنه اكبرهم سنا ،
اتجهت واحدة من الخدm فى اتجاه هدى ، تشير لها لتتبعها ،  فقد ظلت واقفة بعيدة عنهم لبعض الوقت ، لم يلحظها أحد  ،
اتجهت خلف الخادmة  ، لكن قبل أن تصل لباب القصر ، قابلتها الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج ،  امرأة رائعة الجمال ، بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان الأزرق ، مفتوحة من الجمب ،
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة ، وجدتها تتجه لترمى
نفسها  بين يدى خالد ، الذى بادلها الاحضان  ، كما فعلت ،
اقتربت منها الخادmة بخطوة وهى تقول
...   هاد الأميرة ليان ، زوجة الأمير خالد   ....
يتبع
كانت جميلة جردا كقطعة فرنسية لكن بهوية سعودية ، شعر اصفر طويل ، جـ.ـسم متناسق تظهر منه معالم انوثتها بوضوح ،  بالاضافة للمال والنسب والعائلة ،
من يتزوج مثل هذه المرأة لا ينظر أبدا لغيرها،
فلماذا سيفعل خالد  ؟
غير أنه يبدوا سعيد برؤيتها،  أحضان وقبلات أمام الجميع ، الابتسامة تملأ وجهه ، هو حقا سعيد برؤيتها
افاقت من أفكارها على هزة كتفها من الخادmة المحاورة لها ، وهى تشير للداخل وتقول ،
...اتفضلى عشان تشوفى الاوضة بتاعتك ...
ردت ومازالت عينيها متعلقة بهم ، ...حاضر ...
بعدmا  دخلت  من الباب وتعدته بعدة خطوات ،  توقفت وقالت ،
...ثانية لو سمحتى ، انتى قلتى ايه قبل ما ندخل ...
...إيش ...
... مش وقت إيش خالص ، ارجعى بالشريط شوية لورا ، لما كنا واقفين قدام الباب ...
...اااه  ، قلتلك اتفضلى عشان تشوفى اوضتك. ..
...حلاوتك ، انتى مصرية ...
...أيوة مصرية ...
...الله يكرمك  انتى كنتى فين من زمان ، وحشتينى ...
...وحشتك ازاى يعنى ...
...متخديش فى بالك ، ده موضوع كبير اوى  وهبقى احكيهولك بعدين  ، يلا ورينى الاوضة منين ... 
غرفتها كانت فى الدور الثانى  ، بابها على مسافة صغيرة من السلم ، رغم صغرها ، كانت راقية جدا فى تجهيزها ،  تتكون من سرير كبير نسبيا ، مرآة للتزين ، ومكتب صغير ، مصاحب لها شرفة صغيرة تطل على الحديقة الخلفية ، وملحق به حمام راقى جدا فى تجهيزه  ، هم حقا أمراء  ،،
....تأمرى بحاجة تانية ...
....  بس كدة ، توصلينى هنا وبس ...
...دى الأوامر اللى بلغنى بيها الأمير خالد ، وقال كمان أن أى حاجة تطلبيها تنفذ فورا ...
...طيب ممكن بعد اذنك تجيبيلى صنية صغيرة ، أقدm عليها علاج الامير ، عشان ميعاده قرب ...
...حالا تكون عندك ..
...ولو سمحتى ، أى حاجة منبهة ، قهوة ، شاى ، أى حاجة ...
...نسكافيه  ، ماشى ...
...ماشى طبعا ، بس يكون بلاك ....
...تمام ، بعد اذنك ...
...ثانية لو سمحتى ، مقولتليش اسمك ايه ...
...ذينب. ..
..اوكى يامدام ذينب. ..
...لأ ، ذينب بس ، من غير مدام ...
...طيب ، ذينب بس ...
أثناء شرب النسكافيه كانت قد جهزت الجرعة الخاصة بالأمير من الحقن والأقراص  ، وأيضا ارتدت ملابسها  ، ارتدت زيها  التمريـ.ـضى،  وبالطبع تعمدت ذلك ،
خرجت من غرفتها وتوجهت للطابق السفلى ، فقد كان صوت الجميع واضح المصدر من أسفل ،
رغم دقات قلبها التى بدأت تتصارع  ، إلا أنها صممت على مواجهة الموقف ،
عنـ.ـد.ما وصلت للدرجات السفلى من السلم المواجه لهم   انتبه لها للجميع واصواتهم انخفضت وتوجهت  انظارهم اليها ،  وكأنها تعمدت أن تفعل ذلك لتقول للجميع ،،انا هنا ،،،
وبالطبع لم يعجب خالد بهذا  ، لا الموقف نفسه ولا الزى الذى ترتديه  ، وبالطبع تعلق عين كل الشباب الموجودين بها ، فهى الزى يناسب جسدها ويوضح معالم جسدها بوضوح  ، تبدوا شهية فيه ، وكان هذا رأيه فيها فى مصر ،  ولاحظت هدى غضبه  ، لكنها لم تفسر السبب  ،
تجاهلته وهى تقول بينها وبين نفسها ،، خليك فى اللى واقفة جمبك وشابطة فى دراعك دى ...
تمالكت نفسها فى لحظات ووجهت كلامها للأمير 
...  أنا آسفة على المقاطعة ، بس ميعاد علاج حضرتك ..
... اجليه ياهدى شوى الله يرضى عليكى. ..
هنا رد خالد على والده
...اجليه  !  إيش هاد  ، مو كان اتفاقنا على انتظام ادويتك. ..
ثم أشار لهدى على باب مقابل لتتبعه،  وسند هو والده ليساعده على القيام من مكانه ودخول الغرفة .
بعد أن أعطت الأمير علاجه كاملا ، قام ليعود لمجلسهم وقبل أن يخرج سأل هدى ،
...كيف الحال هون ياهدى ، أبيكى مبسوطة ...
...الحمد لله  تمام. ..
...الحمد لله ، معكى ذينب،  إيش ما بدك،  بس خبريها. ..
1
...حاضر ...
اتجه خارجا ، يتبعه خالد ، وعنـ.ـد.ما وصل خالد للباب بعدmا خرج أبيه،  التفت لهدى وقال ،
... فى حاجات لازم نتكلم فيها ، ومن ضمنها اللى انتى لابساه ده ، اطلعى على اوضتك ، ومتخرجيش تانى غير لما اجيلك ....
ثم تركها خارجا ، وعادت هى لغرفتها تحت نظرات الجميع مرة أخرى ، ولكنها لم تهتم ، اهتمت فقط بمن شعرت بغيرته منذ لحظات .
1
المحـ.ـز.ن أنها انتظرته طويلا حتى تعدت الساعة منتصف الليل ، ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار ،
المشكلة أن للأمير جرعة علاج الساعة الخامسة فجرا ، وهى حتى لا تعلم  بأى غرفة هو ، وقد اعتمدت أن يخبرها خالد بذلك عنـ.ـد.ما يأتى ، لكنه لم يفعل ،
فى النهاية قررت الاستسلام  والنوم لمدة ساعتين قبل الخامسة ، ووقتها ستتصرف ،
فتحت تيليفونها القديم ووضبطت ساعته ومنبهه  ، رغم أنه بدون شريحة ، فقد قررت فى أقرب فرصة للخروج  ، تشترى فيها خط سعودى ،
...انزلقت تحت غطائها بعدmا غيرت ملابسها بأخرى قطنية بسيطة للنوم ، وضعت رأسها على المخدة ،
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
+
...معلش ياهدى ، هتلاقى البرينسيس الجميلة كانت واحشاه اوى ، طبعا مش ههيفتكرك اصلا ،  انشالله تولعى انتى واللى خلفوكى. ..
يتبع
لم تستطع النوم ولو للحظة ، يقــ,تــلها التخيل ، ماذا يفعل الآن معها ، حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا الاتجاه ، لكنه رفض بشـ.ـدة الانصياع لعقلها، 
الساعة تعدت الرابعة ، قامت وجهزت ادويتها،  وارتدت زييها ، وانتظرت ، لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف ،
فجأة  سمعت طرقات خفيفة على الباب  ، وقفت خلف الباب لتسأل
...مين ...
...تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده ...
+
تنفست الصعداء ، ثم فتحت له الباب ،
... برافو عليكى ،  لابسة وجاهزة ومستنية ...
...أه ، مستنية الفرج  ، وبعدين ايه برافو عليكى دى ، بتكلم بـ.ـنت اختك ...
...أفنـ.ـد.م ...
...لا ، ولا حاجة ، كلمة وراحت ، ممكن يلا بقى،  عشان الوقت  ...
اغلقت غرفتها ، وانتظرته ليتحرك أمامها ، وجدته يشير للدخول فى نفس الدور ، تحركت أمامه وهو خلفها  ،
... أنا مش عايزك تلبسى اليونيفورم ده تانى ....
...نعم ...
...كيف ما سمعتى ...
...والبس ايه بقى أن شاءالله. ..
...حاجة من اللى جبتهملك،  معجبوكيش ولا ايه ؟
...أنا مشوفتهومش اصلا ..
...نعم ...
...نعم الله عليك  ، انا مش محتاجة حد يجبلى لبس  وجبتهم معايا لما لقيتك مصمم  ، هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك  ، غير كدة انا عندى لبسى  ...
لم تشعر فجأة إلا ويد قوية أشـ.ـدها جانبا وتثبتها فى الحائط ،  سقط  ما كان بيدها على الارض  ، لكنه لم يهتم  .
لم يكن يفصل بين جسديهما غير مسافة ما يرتدى كل منهما ، أما وجهيهما ، فمسافة لا تتعدى السنتيمتر  ،
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى ملامح الآخر ، لحظات مرت بصمت بينهما ، لحظات اختصرت مسافات ومساحات وأوقات،  قد يقضيها كل منهما  ،
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع ، وهى من تداركت نفسها أولا ، همست قائلة
...سيب ايدى ...
لم يرد عليها وظل على وضعه ، عادت تقول وعيناها بدأت تلمع بالدmـ.ـو.ع
...ايدى بتو.جـ.ـعنى. ..
دmعة واحدة انزلقت من عينها ، هى فقط ما افاقته ، عندها انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ، ابتعد عنها ببطئ وهو يحرر يدها  ،
اخفضت عينيها فى الارض لتجمع شتات نفسها  ، ثم رفعتها له مرة أخرى ، بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على الأرض  ، كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه مضطربة، 
عنـ.ـد.ما اعتدلت ، أشار لها على باب مقابل لها وقال
...ده جناح الأمير ، انا صحيته قبل ما اجيلك،  وهو مستنيكى دلوقتى   ، وبعد ما تخلصى نامى ، عايزك تنامى وترتاحى ياهدى ...
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى  ، بدأت تعدل من هندامها وهى تقول ،

...ارتاح  ! ارتاح ازاى فى مكان انت موجود فيه ...
*******************
استيقظت هدى على صوت زينب وهى تجهز لها طاولة الإفطار ،
...صباح الخير ...
...صباح النور ياانسة هدى ...
...مدام ، انا مدام ...
...أنا آسفة ، الامير خالد  قاللى الصبح ، صحى الآنسة هدى  الساعة 12 ...
...أنا عندى حل احسن ، لا أنسة ولا مدام ، هدى على طول ...
..ده ممكن لو بينى وبينك ، لكن قدام أى حد لازم اديكى لقب ...
...خلاص ، قولى يامس هدى ..
..ماشى يامس هدى ...
...قولنا قدام الناس بس ...
....ماشى ، اتفضلى الفطار ...
..إيه ده كله ، انا مش جعانة اصلا ...
...مش جعانة ازاى  ،انتى امبـ.ـارح رفضتى العشا وقلتى مش جعانة ، والأمير خالد قاللى انك آخر مرة اكلتى ، كان سندوتش صغير اوى فى الطيارة ...
...الأمير خالد  ، الامير خالد ، ايه الحكاية ...
...ماهو اصلا انا الميد الخاصة بالأمير خالد ، من أول ما جيت من مصر من 12 سنة ، كان ممنوع عليا اهتم بأى حد تانى غيره ،  حتى لما بيسافر ، مبشتغلش كتير ، والأميرة ليان لها حد تانى غيرى ،
لكن الزيارة دى ، امرنى أنى اهتم بيكى ، والأمير الخاصة بيكى باخدها  منه هو بس ، ويلا بقى متعطلنيش  ، وراايا شغل ،  والعلبة اللى هناك دى
الأمير خالد قاللى اديهالك اول ما تصحى ...
...ماشى ، شكرا يازينب ...
...بعد اذنك ...
تحركت من سريرها فى اتجاه العلبة ، فتحتها ، وجدت فيها تابليت ابيض صغير ، يكاد يكون أصغر تابليت رأته ،  وجدت معه رسالة صغيرة ، فتحتها 
... ده ليكى ، موجود فيه خط سعودى ، وعليه كل الخدmـ.ـا.ت حتى الانترنت وكمان عليه رصيد كفاية  ، وخدmة دقايق لمصر ،  تقدرى تفتحيه،  هو جاهز للاستخدام، كلمى اهلك واطمنى عليهم  ...
وضعته أمامها وجلست بجانبه  ، هذا الشخص مستحيل ، فهو يهتم بأدق التفاصيل التى ينساها الكثير ، لبسى واكلى ، واهلى ، والبقية تأتى ،
لكن السؤال  ، لماذا يهتم لهذه الدرجة ؟
*********************
مر ثلاثة أيام والحال هو الحال ، تقضى هدى معظم وقتها فى غرفتها،  لا تخرج إلا فى مواعيد العلاج أو حتى أن أرسل لها الأمير فياض اذا أراد أى شئ ، حتى خالد تجنبها تماما طوال هذه الفترة ، لكن تصله  أخبـ.ـارها من  ذينب التى أصبحت همزة الوصل بينها وبين كل شئ فى هذا المكان .
تتصل بأخواتها ، كل منهم على حدا ، لتطمئن على أخبـ.ـارهم بالتفصيل  تحدثهم طوال الوقت واتس وفيس وبكل طريقة ممكنة  ،  أما والدتها فتتصل بها صوتيا أكثر من مرة  يوميا ، لتطرد من داخلها القلق عليها ،

تعودت أن تخرج بعد الثانية عشر ، تتجول بعض الوقت فى الحديقة الخلفية  ، فهى رائعة ومنسقة بعناية فائقة،  تحتوى على جميع أنواع الزهور والنباتات النادرة ،  تستمتع هدى بوقتها التى تقضيه وحيدة بعيدا عن جدران الغرفة التى أصبحت
سجينتها  ، غافلة تماما عن عيون الصقر التى أصبحت تراقبها بمجرد خروجها من غرفتها  ، ليلا أو حتى نهارا ،
*********************
من ناحية أخرى تقف ليان  أمام المرآه تتزين ، ترتدى قميص نوم شفاف ، طويل يصل لقدmها بفتحة جانبية كبيرة ، بظهر عارى تماما   ، وحمالة  معلقة فقط فى رقبتها ،
كان خالد يجلس على مكتب صغير فى أحد جوانب الجناح ، يطالع بعض الأوراق  ،
تقدmت منه ليان وجلست على جانب الكرسى الذى يجلس عليه ،
تخللت اصابعها شعره واليد الأخرى تتحايل على أزرار قميصه تفتحها، 

أبعد يدها عنه ... اتركينى دالحين ليان،  عندى شغل...
...ابيك تترك الشغل ، ما وحشتك ليانك. ..
...ليان بليز ، قلتليك عندى شغل مهم ، غير أنى مالى مزاج  ...
...إيش بيك خالد ، مو ملاحظ أنى بقرب وانت لا ، من وقت ما رجعت وانت مو طبيعى ...
اقتربت منه ووضعت رأسها عل كتفه وقالت
...أنا زعلتك فى شى ، ابيك تقول  لو فى ، وأنا راح اراضيك دالحين وايش ما كان ، انا بحبك ، وما ابغيك تزعل منى ...
...مافى شى ليان ، إيش فيها يعنى ،   انا مالى مزاج الحين ، مرهق ، وإذا عافرت مع نفسى ، ماراح يكون مثل ما بدك منى ...
مسح على شعرها ثم قبلها من جبينه وقال
..انا راح أخرج شوى. ..
خرج خالد من الغرفة ، تنفس الصعداء كأنه خرج من سـ.ـجـ.ـن لتوه ، نزل للدور الأول وتوقف أمامه لبرهة ، لكنه عاد ادراجه وأكمل طريقه للأسفل ثم لخارج القصر ، بدأ يتحرك فى الحديقة بدون هدف ، فقط ليخفف من غضبه الداخلى  ، ويفكر فى كل ما حدث ،
لماذا ، لماذا ياخالد ، هل ستستمر فى عقـ.ـا.بها على شئ ليس لها فيه أى ذنب ، لكن انا لا اعـ.ـا.قبها،  أنه احساسى بها ، دائما مفقود ، غير موجود من الأساس ، اقترابى منها يكون دائما لتنفيس  رغبة فقط  ، وليس رغبة فيها هى ،
إلى متى  ؟، المشترك الأساسى   فى عـ.ـذ.ابك مـ.ـا.ت ، وابنه الأول  أبى ، مريـ.ـض ولا حول له ولا قوة ، والابن الثانى ، عمى ، يعيش فى أوروبا ولا يعود إلا للطوارئ فى حياتنا فقط ، إلى متى ستستمر فى عقـ.ـا.ب من حولك ؟
2
فجأة ، وجدها أمامه،  امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها ، امرأة تقــ,تــله رغبته بها ، لكن للأسف الموانع كثيرة جدا ،
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها ،
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى  ، على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك  ....
يتبع
فجأة ، وجدها أمامه،  امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة رأاها فيها ، امرأة تقــ,تــله رغبته بها ، لكن للأسف الموانع كثيرة جدا ،
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها ،
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى  ، على الأقل كنت أحس بلمسة ايدك  ....
الغريب أن هدى كانت تفكر فيه وهى تداعب الزهور بيدها ، هى حالمة ، لم تلقى اجتماع الواقع بالرجل من قبل ، قد كانت على أعتاب العلاقة الحقيقية برجل ما ، لكنها لم تشهدها على أرض الواقع ، رغم خروجها من هذه الزيجة  وليست عزراء لكن حدث بدون أن يمسسها رجل ، إذن هى فتاة فى عمر الزهور  ، أحلامها مازالت منصبة فى البؤرة العزرية ، لم تحيد عنها ،
من استغراقها فى أحلام يقظتها،   لم تشعر به وهى يجلس بالقرب منها ، وفجأة انتفضت على صوته وهو يقول
+
...إيه مخرجك فى الوقت ده ...
شهقتها كانت مسموعة ، اتسعت عيناها وهى معلقة به لثانية ثم أدارت وجهها وضغطت على أسنانها لتتحكم فى غـ.ـيظها ،
...معقول كنت سرحانة كدة ، اللى واخد عقلك ...
...هو فى غيرهم ، أهلى ...
...مع أنى مش مصدقك ، بس ماشى ، خارجة ليه بقى فى الوقت ده ؟
..كنت مدايقة ، ومش جايلى نوم ...
...طبيعى ، انتى حابسة نفسك فى الاوضة طول الوقت ...
...هروح فين  غير أنى كمان معرفش حد هنا ...
...وبتعملى ايه طول الوقت جوا ...
...أسأل اللى بتبلغك وهى تقولك ...
..أنا بس بطمن عليكى منها مش اكتر  ،...
ثم صمت كل منهما وهو ينظر للورود الموجودة امامهما ، ودار حوار بين كل واحد منهم ونفسه ،
خالد كان حائر تماما بين واقعه وكيفية التخلص منه ، وبين ما يريد وهو متجسد فى امرأة جالسة بجانبه  ،
أما هدى فحوارها مع نفسها كان مضحك تماما ، فهى دائما تتفنن فى السخرية من نفسها  ومن كل ظروفها السيئة،
...وبعدين ياهدى ، عايزة ايه يعنى ...
...هعوز ايه يعنى ، هو متجوز اصلا ...
...وأما انتى عارفة ، بتتمحكى فيه ليه بقى أن شاء الله. ..
... مبتمحكش ولا حاجة ، ادينى مكتومة وساكتة وبعدين هو اللى جه لحد هنا  لوحده . .. 
...أنتى هتستهبلى ياروح أمك ، ده بيته يروح مكان ماهو عايز ...
...أه بيته،  بس تفتكرى هو سابها ونزل ليه ...
..مش بقولك بتتمحكى،  ما يمكن  هى مش فوق اصلا وهو نزل عشان مش قادر يتحمل القاعدة من غيرها،  انتى شكلك مش هترجعى غير لما تاخدى على قفاكى زى كل مرة ...

وعند هذه الكلمة لم تستطع منع نفسها من الابتسام
  اندهش من ابتسامتها المفاجئة بدون سبب ، لكنها حاولت تشتيته عن ذلك ، رفعت وجهها له ثم اخفضته مرة أخرى  وهى تقول ،
..هو انا هفضل على طول كدة ...
..كدة ايه ...
...فاضية طول الوقت ..
...أنتى مش فاضية ، انتى بتابعى علاج بابا ، ودى مهمتك وشغلك هنا ..
تنهدت وقالت بأسى  ... أنا مبعرفش اقعد فاضية كدة ...
...عايزة تعملى ايه ؟..
...هتوافق ...
...لو ميأثرش على علاج والدى ...
... نفسى أعمل عمرة ...
ابتسم وهو يقول .. متقلقش  كدة كدة هتعمليها وحج كمان   ، بابا ناوى على كدة وانتى طبيعى هتكونى معاه ...
ابتهجت كالاطفال  وهى تصفق بكفيها
...بجد ، طب احلف ...
...أفنـ.ـد.م ..
تمالكت نفسها مرة أخرى ...أنا آسفة ...
...المهم ، عايزة تعملى ايه تانى ...
حاولت التحقق فى وجهه جيدا لتتبين صدقه
... فعلا ، عندك استعداد تسيبنى اعمل اللى انا عايزاه. ..
...قلتلك شرطى ،  صحة أبويا ، وبعد كدة مفيش مشكلة ، قولى عايزة ايه . ..  
...أكمل دراسة ، انا قدmت على ماستر فى جامعتي فى مصر واتقبل ، لكن الجواز عطل كل ده ، لو ينفع أقدm فى جامعة قريبة ، واشغل نفسى بالمذاكرة ...
صمت لثوانى وحول نظره للإمام  ،
بالطبع اعتقدت هدى أن هذا رفض فصمتت لثوانى ثم قالت ...كأنك مسمعتش حاجة ...
...ليه ،  انتى شوفتينى رفضت ...
رفعت وجهها له متفاجأة  ، فأكمل كلامه
...أنا معنديش مشكلة ، بس شوية كدة ، نطمن على بابا بس الأول ، لحد ما اشوف لك جامعة قريبة ، وتكون محاضرات الماستر فيها منزلية اكتر من عملية ...
1
وقفت فجأة  من الفرحة وهى تقول
...أنت بتتكلم بجد...  
وقف هو الأخر وهو مبتسم ... تانى ...
أخذت تدور حول نفسها من الفرح  وهى تقول
...أنت تجنن على فكرة ، لو ده حصل ، هتوفرلى اكتر من سنتين فى حياتى ...
...   ياريت اقدر اعملك اكتر من كدة ...  
تجمدت مكانها من الجملة التى سمعتها منه ، ولا تعرف لماذا تسربت الرطوبة لاوصالها فجأة ،
...أنا متشكرة اوى  ، تصبح على خير بقى ، الوقت اتأخر ...
بعدmا تحركت من أمامه وعينيه تتبعها،  قال بلهجة آمرة
...هدى  ، فى حـ.ـيو.ان عندك على الفيس اسمه ، نور الحياة ، اعمليله بلوك اول ما تطلعى. ..
1
حاولت كظم غـ.ـيظها منه ، وتكورت يدها وكأنها ستضـ.ـر.به ، وقالت بهم .....انت مستفز. ...
  ثم تركته وذهبت من أمامه حتى لا يستفزها أكثر من ذلك
عنـ.ـد.ما ابتعدت ضحك مقهقها وقال ...وانتى لذيذة ..
بالطبع غافل عمن كان يتابع الموقف بكامله من البداية للنهاية ، والذى كان له رأى آخر فى ذلك ،
*********************
فى الصباح  ، كان خالد على وشك ركوب سيارته  ، وجد يد  أمسكت الباب ومنعته من الانغلاق، 
...صباح الخيرات ، خالد ...
امتعض خالد عنـ.ـد.ما تبين الواقف  ،
...صباح الخير ، فيصل ، إيش في ؟
..مافى شئ ابن عمى  ،  ابيك فى كلمتين قبل ما تطلع ...
...ما عندى وقت ، بعدين فيصل ...
...ما تزعل  خالد ، بعرف انك مو نايم ياحـ.ـر.ام  ...
ترجل خالد من السيارة وعينيه ينضح منهم الغضب ،
...لإيش بترمى فيصل ...
...بعدك ما فهمت خالد  ، انت وحضرت الممرضة المحترمة ...
...فيصل  ... كانت هذه صرخة خالد باسم ابن عمه
..انتبه مليح  ، كلمة كمان واقصلك لسانك ...
...هيك خالد  ، اسمحنى مليح دالحين ابن عمى ،
أبعد عن هاى البـ.ـنت ، انا أبيها لنفسى  ، سمعت ، بدى إياها ... 
2
يتب
خالد يطرق على باب جناح والده ، فهو دائما ملازه الآمن من بعد أخيه طلال ، رغم الفجوة التى حدثت بينهما فى وقت ما  ، إلا أنه يعشقه وسامحه على ما اقترف فى حقه ، يلجأ إليه فقط ليجلس معه ، حتى دون أن يتحدث عما يدايقه،  فقط يجالسه فيرتاح  ،
وهو الآن فى أوج غضبه ، بعد مشاجرته مع ابن عمه الوقح ، وتهديد ابن عمه له باخبـ.ـار ليان بما رأى ، لكن بالطبع غضب ليان لا يشكل فارقا جليا معه ، فالأهم عنده  ما سيحدث لهدى بعد ذلك  ، وردود أفعال الجميع تجاهها ، 
لم يجد إجابة  ، ففتح الباب وهو ينادى على والده ، اتجه لغرفة النوم المقابلة  عنـ.ـد.ما سمع همهمـ.ـا.ت ضحك والده ، لكنه لم يتبين الصوت المصاحب له ، طرق الباب ودخل ، وجدها هى ، هى من أصبحت سببا لغضبه فى كل الأوقات  ، تجلس على كرسى مقابل لسرير والده المستلقى عليه ، وبجانبها جهاز الضغط  ، ويبدوا أنها أنهت ما تفعل ،
...صباح الخير  ، اشلونك الحين  أبى ...
...الحمد لله  يالغالي ،  هلا ، مو قلت ، عندك شغل بكير ...
...كنت طالع ،  وقلت أطمن عليك  ، لكن ماشالله  ، الصحة مليحة ، والضحكة من الدان للدان. ..
...بتعرف هدى ، ريحها خفيف ، ما بقدر اتحكم فى ضحكتى. ..
رفع عينه لهدى  وهو يقول
...   بعرف ، بعرف يبة. ...
لاحظ والده نظراته ولكنه لم يعلق  ،
لكن نظراته اخجلت هدى ففضلت الانسحاب من أمامه ،
...استأذن انا بقى ، انا هبقى فى الاوضة لو احتاجتنى  ...
بعدmا خرج تتبعها عين خالد ، نفضه والده بندائه
...خالد ، تعال،  أبى أتكلم معك ...
...تأمرنى يالغالي. ..
.... فيصل ، متى بيجى ...
... اليوم يبة ،  الساعة خمسة ، اشتاقــ,تــله ...
....يسلم طريقة ، اشتاقــ,تــله هو والبنات ،  ربى اجرنى بيك وبأخوك ، وبحمد ربى ، وما أبى شي آخر ...
1
....
... إيش بيك ، باين عليك الضيق ...
...مافى شي،  انا مليح  ، إيش احوالك انت  ...
.... مو مليح ..
...إيش بيك ...
...قلقان عليك ...
...ليش  ...
... انا تعبان ياخالد  ، أبى اشوف ذريتك قبل لا مـ.ـو.ت  ...
...بعيد الشر عنك ياأبى ، إن شاء الله  العمر طويل ..
...الله هو أعلم ، اسمعنى خالد ، وافهم كلامى ...
...سامعتك بابا. ..
...بدى منك طلب وبعرف انك ماراح تخزلنى ...
...هلا ياأبى  ، امرنى ، ولو بقدر راح اسويه فورا ...
...بتقدر أن شاء الله  ، لكن الفكرة انك توافق. ..
...إيش تريد ، مافى داعى لهاى المقدmـ.ـا.ت  ...
...أبى حفيد يحمل اسمك وأسمى ...
..ههههههههه  ، انت بتعرف اكتر منى ، أن المشكلة مو عندى ، انا مانى عقيم بابا ، المشكلة تخص ليان ، وانتوا ارتضيتوها زوجتى،  وماانكم مستعدين لانفصالى عنها ، إيش  بدك اسوى  دالحين. ..
...أنت بتعرف أن ليان كانت بألمانيا مع أمها ، انا طلبت منها تعرض نفسها على طبيب . ..
+
...طبيب ،  بدون اذنى؟
...ما تعصب ، انا اذنتلها ...
...وبعدين ، إيش سار ...
...قالو مافى أمل ...
...قولتلك. ..
...لكن كان فى حل ..
...إيش هو ..
...حاضنة ..
...حاضنة ، تقصد حضانة. ..
...لا ، أقصد حاضنة ...
...كيف يعنى ...
...امرأة أخرى ،  يتزرع البويضة المخصبة برحمها،  وتولده بعد 9 شهور،  ويكون ابنك من ليان. ..
لن أقول أصابه الذهول فقط ، لكن سأقول انه أحس حقا بالأرض تتحرك تحت قدmيه ، أحس أن عقله دخل إعصار حقيقى ، لم يصدق  ، حقا هل قال والده ما قال توا ؟
اقترب بهدوء من والده ، جلس بجانبه ، وقرب رأسه منه وحدثه بصوت أقرب للهمس قائلا
... إيش تقصد بابا ، تقصد أنى أبدأ نفس  الدوامة  من جديد ، لكن الحين ، البطل يكون ابنى ، بدك ايانى اقــ,تــله بأيدي مثل ما فعلت انت وجدى معى ،
مستحيل  ، مستحيل  ، مستحيل اعملها ...
3
قام من مكانه واتجه خارجا ، فناداه والده
...خالد  ، الحال ماكان الحال ، والظروف كانت مختلفة ...
... ظروف،  أى ظروف ، كل اللى بعرفه أنى اتوجدت فى الدنيا فى حـ.ـضـ.ـن أم بتكرهنى  ، تعاملنى كأنى عدو لها ،  وفجأة اكتشف أنها مو أمى ، ولما ابحث عن أمى ، تكون قابلت وجه كريم ، وبعدها أعيش تايه،  كاره لعيلتى ولبلدى ،  والحين تيجى تقوللى أن ابنى يتولد من أم ويعيش مع أم تانية ،
أنسى هاالشي،  أنساه يابية. ...
أنهى كلامه وهو فى قمة غضبه  ، خرج مسرعا  ، حتى أن ليان نادته  فتركها وأكمل طريقه كأن لم يسمعها ،   فيكفيه ما حدث اليوم ، بداية من فيصل وما قال ،  وانتهى بخطة والده فى الحصول على حفيد يحمل اسمه ، فأخوه طلال لا ينحب إلا بنات فقط
**************************
1
لم يعود خالد يومها ولا ليلتها ولا أحد يعلم أين هو  ، عاد الأمير طلال وأسرته من سفره ، علم كل ما حدث من والده  ، والتمس العزر لأخيه فى رد فعله ، لكنه قلق عليه هو الأخر ، لكن خالد أغلق تيليفونه أيضا  ليمنع الوصول له  ،
لكن والده لم يؤثر فيه غياب خالد ، فهو متأكد انه سيعود ،  فمهما طال غيابه  ، فدائما ما يعود  ،
وبدأ فى اكمال خطته حتى فى غياب عادل ،  والتى تشمل إعلام ليان ، والتجهيز للعملية ،
ينقصه الآن أهم خطوة  ، اختيار الأم الحاضنة للجنين ،
وبالطبع هو لن يبدأ فى البحث ، فقد أعد كل شئ وهو على سرير مـ.ـو.ته قبل إجراء الجراحة له ، وعنـ.ـد.ما تحسنت حالته  ، أكمل خطته ، وقام بإحضار الحاضنة معه من مصر ، الخطوة الآن هى إعلامها بالهدف الحقيقى خلف احضارها معهم .
2
يتب
هذا هو اليوم الثالث  لغياب خالد بدون اى اثر  ، وهدى تكاد تمـ.ـو.ت قلقا عليه  ، وايضا خـ.ـو.فا من المكان واهله  ، فخالد بالنسبة لها هو امان هذا المكان  ، فمازالت  لم تعتاد المكان وأهله بعد  ،
صعدت هدى فى ميعاد الجرعة الثانية ، ، سمعت أصوات عالية من خلف الباب ، لم تميز منهم غير صوت زوجة الأمير وهى تقول ،
...ليش ، إيش عملتلك  حتى عملتله  ، عمى طلب أكتبه باسمى و أكون أمه  ، وما رفضت  ، ومن وهو صغير وانتى محملنى مسئولية تركه للبيت  ،
إيش عملت انا  ...
لم ترد أن تقف أكثر من ذلك ، حتى لا يراها أحد ويقول أنها تتلصص على الأبواب المغلقة ، طرقت الباب ودخلت ، أعطته جرعته وخرجت مرة أخرى ،
اتجهت لغرفتها وأفكارها مشتتة مما سمعت ، هل تقصد خالد بما قالت ، هل هى ليست أمه ؟،
  الآن فقط فهمت أسباب نظرة الحـ.ـز.ن الدائمة فى عينيه ، أسباب مكوثه فى مصر كل هذه المدة لدرجة أنه أتقن اللهجة المصرية  ،  وايضا أسباب اختفائها من المستشفى فى مصر بمجرد ظهوره هو ومكوثه مع والده .
قطع أفكارها رنين الهاتف،  رقم سعودى غير  مسجل  فى لستة ارقامها ،
..السلام عليكم  ...
...عليكم السلام ، انتى فين ؟ ...
...خالد ...
..قلت انتى فين ...
...فى  الاوضة ...
...أخرجى دلوقتى استأذنى الأمير ، وقوليله انك هتخرجى تشترى شوية حاجات  ، وأن ذينب هتخرج معاكى ، وأما هتنزلى هتلاقيها مستنياكى على باب البيت  ، يلا ...
وأغلق الخط دون أن ينتظر جواب منها ، مازالت  على وضعها حتى استوعبت ما قيل لها للتو ، ثم تحركت ونفذت ما قال ، 
خرجت مع ذينب فى سيارة كانت تنتظرهم بسائق خاص ، ترجلا منها عند مول كبير ، واخبرت السائق أن يعود لهم عند السادسة ، والساعة الآن الثالثة والنصف ،
...أنا مش فاهمة حاجة يازينب  ، إحنا هنا ليه ...
...وحياتك معرف،  انا بنفذ أوامر وخلاص ...
...أوامر مين ؟ 
قبل ان تكمل سؤالها  ، وجدت سيارة بزجاج أسود  تتوقف  أمامها ،  انفتح الزجاج ، أنه هو .
...اركبى ياهدى  ..
دخلت بالكرسي الذى يجاوره ، كانت متصورة أن زينب ستركب هى الأخرى ، لكنها وجدته يقول لها
..متنسيش نفسك ، 5 ونص بالكتير تبقى هنا ...
ثم انطلق بالسيارة ، التفتت هدى لزينب و السيارة  تبتعد عنها ثم التفتت له ، وكأنها تستفسر عما حدث .
...إيه  ياهدى  ، خايفة ؟
..لأ  ، بس مستغربة. ..
...من ايه ؟ أنا بس حبيت اشوفك قبل ما اسافر ...
انقبض قلب هدى والتفتت له فجأة
...أنت هتسافر ...
...أيوة ، هروح الأول جينيف،  عندى شوية شغل هناك ، وبعدين هرجع مصر ...
...وهتسيبنى لوحدى ...
كان دور قلبه هذه المرة لينتفض من كلمتها ، وتعلقت عينيه بها لبرهة ، فأحست أنها تسرعت فى كلامها،  فتراجعت عنه 
...اقصد  أنى معرفش حد غيرك هنا  ، انا جاية معاك انت  من مصر ...   
اكتفى بالصمت ولم يجبها ، إستمر تردد كلمـ.ـا.تها  فى عقله ...وهتسيبنى لوحدى. ..
كان بحق يريد أن يرد عليها ويقول  ... أنا اللى هكون لوحدى ياهدى ...
توقف أمام مطعم كبير ، ترجل وتبعته هى ، كانت طاولات المطعم  مرتبة بشكل يحافظ على خصوصية الجالسين  ، متباعدة بعض الشئ ،  ويفصل بينها ستائر غير شفافة  ،
أن رأت هذا الشكل فى اى مكان ستقول انه مصمم لسبب غير أخلاقى ،
وكأن خالد قرأ أفكارها فقال ... معظم الستات هنا منقبات ، فى مطاعم معينة عشان تقدر المنقبة تاكل براحتها. ..
بعد طلب كل منهما ما يشربه وتم وضعه على الطاولة امامهما،  بدأ خالد بالكلام
...ايميلاتى كلها متسجلة فى التيليفون اللى معاكى   وهكون على اتصال مستمر بيكى  ، يعنى مش هسيبك زى ما قولتى ...
طرأ شيئا فى عقلها ، فطأطأت رأسها للأسفل ، وحاولت الانشغال بالعصير الذى أمامها ،
...مالك ياهدى ؟
... خايفة ...
...من ايه ؟ فى حاجة معرفهاش. ..
اضطربت بعض الشئ ... لا ابدا ..
...لأ فى ، بس انت مش عايزة تقولى ، بس هقولك انا ، فيصل ، صح ..
رفعت  عينيها له متفاجأة
...ليه مقولتيليش أن فى حد مدايقك ...
...هو معملش حاجة ، مبديش حد فرصة لحاجة ، بس مجرد نظراته بتدايقنى. ..
...مبتديش حد فرصة أذاى،  انك تحبسى نفسك فى الاوضة بتاعتك طول الوقت. ..
...ده الأفضل ، خلينى براحتى ...
...أنا مبطلبش  انك  تخرجى  ، بالعكس  ، انا عايزك تفضلى بعيدة عن الكل ، وملكيش دعوة بحد طول فترتك هنا ، لحد ما ترجعى مصر على خير ،...
...أنت ليه بتتكلم كأنك مش راجع هنا تانى ...
..معرفش  ، بس ممكن ، مش عايزك غير انك تاخدى بالك من نفسك  ، ومتديش الأمان لمخلوق هنا ،  وأما ترجعى مصر  لينا كلام تانى ...
...مش فاهمة ...
امتدت يده إلى وجهها وأخذ يتلمسه بأطراف أصابعه وكأنه يستكشفه ، وهو يقول
...لأ انتى فاهمة  ...
اخفضت عينيها للأرض ، وهو يقول
...على أساس أنه ينفع  ...
مد يده ورفع وجهها له
...فكرة ينفع أو مينفعش دى ، سيبيهالى ، مهمتك انتى أن تاخدى بالك من نفسك وبس...
استمر الحوار هكذا  لأكثر من ساعة ، لم يقل أحبك أو أريدك ، أو حتى سنتزوج ، لم يقل أى كلمة فعلية ، فقط إيحاءات بالكلام ، وهى مثله ،  لكن يكفيها ما قال وأكثر  ، يكفيها لتتأكد أن تعلقها به لم يكن من فراغ ،
اوصلها للمول مرة أخرى ، ووقف بسيارته على أحد جوانب الطريق ،  فلم تكن زينب قد وصلت بعد ،
....هتكلمينى طول الوقت ، عايزة اعرف كل حاجة كأنى موجود معاكى ...
أمائت بالإيجاب ، ثم قالت
...أنا لحد دلوقتى مسألتش انت ماشى ليه حتى من غير ما تسلم عليهم ، ولا ايه حصل خلاك تسيب البيت من يومين .... 
...يمكن ييجى يوم واقولك ، المهم  عايزك تعرفى أن موضوع فيصل انتهى  ، مش هيقربلك ولا هيتعرضلك تانى ...
...أنا اقدر احمى نفسى كويس ...
...الكلام ده فى مصر ، مش هنا ياهدى  ، انتى هنا وحيدة وضعيفة ، يعنى تجنب...
ظهرت ذينب فى طريقها من بعيد ، كان رؤيتها كلسعة نار أصابتهما معا ، وكأنها هى السبب فى فراقهما ، استمرت عينيهما معلقة بها للحظة ، ثم عادا لينظرا لبعضهما مرة اخرى ،
مد يده لرأسها ،قربها إليه بينما يقترب هو ، تجولت عينيه على كامل وجهها من أول عينيها انتهائا بشفتيها التى التهمهما فى لحظة  ، ورفع يده الأخرى لكتفيها ،   أما هى فمستسلمة تماما ، فهذه هى قبلتها الأولى قلبا وقالبا ، تعيشها بكل مشاعرها  ،
أما خالد ، فلم تكن هذه الأولى بالنسبة له ، أو اللمسة الأولى ، او  حتى المرأة الأولى ، لكن هذه هى المشاعر الفعلية الأولى  التى يختبرها ،
رغبة مختلطة  باشتياق وحب حقيقى  ،
لم يخرجهما من حالة انفجار المشاعر و الغياب العقلى التى دخلوها إلا طرق ذينب على زجاج السيارة من الخارج،
انسحبت هدى  من بين يديه بهدوء ، وبنظرات حائرة ممزوجة بالخـ.ـو.ف من الفراق والمجهول ، فتحت باب السيارة وترجلت منها تصحبها نظراته ونظرات ذينب  الحائرة فى الدائر بينهما  ، 
تحرك خالد بالسيارة وهو لا يصدق انه سيتركها فى منزل الوحوش وحدها كل هذه الوقت ،
أما هى فغير متخيلة أنها ستمكث سنة كاملة داخل غرفة من 4 حيطان،  لا تخرج إلا للغرفة المجاورة لدقيقة ثم تعود ، والآن ذهب عذائها الوحيد على هذه العيشة ، ذهب بدون رجعة ، ولا تعلم لماذا يخبرها احساسها بشئ سيئ ينتظرها هنا ،
************************* 
عادت هدى للقصر مرة أخرى ، وبمجرد دخولها من الباب ، أخبرها أحد الخدm أن الأمير يريدها فى  غرفته، ،
  وهى فى طريقها قابلها فيصل على السلم ،  و بالفعل لم يتحدث معها ، اكتفى بابتسامة غير مفهومة  لها وتركها وأكمل نزوله ،
وصلت للغرفة وطرقت الباب ، ودخلت بعدmا سمعت الاذن بالدخول ،
...ياهلا ، ياهلا بالانسة المصونة ، ولا أقول مدام احسن ...
...نعم ...
لهجة السخرية و الاستفزاز فى كلامه اصابتها بالقلق
.....إيش أخبـ.ـاره ...
...هو مين ...
...اللى كنتى معه ، ولا تتحاذقى علي ، بعرف انك كنتى معه  ...
لم ترد واكتفت بالصمت
...ما أخبرك بشي ، ليش ترك البيت ، وليش راح يترك البلد ..
...لا ...
..قلتلك لا تتحاذقى ياهدى ...
...الله ما قال حاجة ، ولا انا اعرف حاجة ...
..تعال واجلسى ، أبى أتكلم معكى فى شي يخصك ...
جلست هدى بالكرسي المقابل له وهى تقول
،....خير يا فنـ.ـد.م ...
...عقدك معى بينص على 5 آلاف ريال بالشهر  ، صحيح ..
...أيوة ...
... راح اعطيك السنة كلها مقدm ، بالإضافة لمليون ريال آخر معك ، وراح اخلصك من كل ديون أمك فى مصر   ، إيش رأيك ؟
...فى ايه  ، عشان ايه مل ده ...
...أبى منك طلب ،  فى شي تقدرى تسويه راح يحللى أزمة كبيرة عندى  ،  واتمنى ما ترفضى ...
...والله لو اقدر ، مش هتأخر طبعا ...
...تقدرى ياهدى ، تقدرى. ..
...أنا تحت أمرك ...
...أبيكى تعطينى حفيد ...
1
...أفنـ.ـد.م ، حفيد ازاى يعنى ...
... بويضة مخصبة  ، راح تعيش فى رحمك لمدة تسع شهور ...
...نعم ، انا مش فاهمة حاجة ، بويضة ايه ورحم مين ...
...أنتى ممرضة  ، يعنى فاهمة ايش أقصد ...
...لأ مش فاهمة حاجة ... وبدأ الغضب يسيطر عليها
... من الاخر ياهدى ، ليان زوجة خالد عندها ضمور فى الرحم ، ما بتقدر تحمل جنين ، راح تحمليه انتى لحين اكتماله،  وتعطينا اياه ، وبعدها تعودى لبلدك ومعكى مصاريكى كلها. ...
1
...أاااااااه  ،  وطبعا المفروض أن الأميرة  ليان هتكون أمه ...
...بالتأكيد ، البويضة راح تكون منها ...
...لكن لحمه ودmه منى  ، صح  ، طيب  هو مفيش حد قال لحضرتك أن كل  علماء الدين اجتمعوا على أن الموضوع ده حـ.ـر.ام ، وقالوا كمان أن  أن أمه هى اللى شالته فى بطنها ، مش  المتبرعة بالبويضة ...
...ما تفكرى هيك ياهدى ...
بقمة الهدوء أكملت ...امال أفكر أذاى ،  من الاخر  كدة ، حضرتك عايزنى ابيعلك ابنى بكل الحاجات اللى قولتهالى دى ، صح ...
..سميها مثل ما بدك ، المهم راح تسويها  ...
...مستحيل ...
...ايش قلتى ..
...زى ما سمعت ، انا يمكن فقيرة شوية ، وأمى مديونة زى ما انت قلت ، بس مش لدرجة  أنى ابيع لحمى ، ابيع ابنى ، شوفلك حد تانى غيرى ...
وتركته واتجهت للباب ، توقفت مكانها عنـ.ـد.ما سمعته يقول
..راح تنفذى ياهدى ، انتى هنا لهذا الغرض ، وراح تسويه ...
استدارت لتواجهه مرة أخرى ،
.... بتقول ايه ؟  انتوا جايبنى من مصر لهنا عشان كدة ، يعنى ضحكتوا عليا ، ده احتيال. ..
...احفظى لسانك ياهدى ،  وراح تسوى مثل قلت ، انا بتكلم معك باللين ، ما أبى أجبرك بطريقة تانية ، يلا ، روحى غرفتك وفكرى ....
*********************    
مرت أكثر من 10 أيام  جنونية على خالد ، اختفت فيهم هدى تماما ، لا يعلم عنها شئ ، تيليفونها مغلق ،  ولا يريد أحد الحديث عنها ، حتى ذينب ،
اتصل بأخوه طلال ليسأله،  فلم يجد عنده إجابة  ، اخبره انه سافر لمدة ثلاث أيام ليحضر زوجته وبناته،  وعنـ.ـد.ما عاد لم يجدها فى القصر  ، ولا أحد يعلم عنها شئ ،
لم يجد خالد بد إلا أن يتصل بالشخص الوحيد الذى  يعلم  أين هى ، هو متأكد انه يعلم
... وينها هدى ياأبى ...
...ههههههههه  ، كنت بعرف أنها ها البـ.ـنت هى اللى راح ترجعك  ياخالد ...
...ما تثيرنى اكتر ياأبى  ، إيش سويت فيها  ..
.... ههه ، ما تقلق ، ياقلب ابوك ،  هدى بخير ،
بألف خير ، لكن فى السـ.ـجـ.ـن ....
يتبع
عادت هدى لغرفتها وهى تكاد لا تصدق خروجها مما كانت فيه ، لم تعلم كيف تتصرف ، فإن ضاعت ، ضاع معها والدتها واخواتها ، كان يجب أن توافق ، بكل الأحوال ، الطفل سيكون ابنهم ، من دmهم ، سيحافظون عليه بكل قوتهم ومالهم وسلطتهم ،
وبعد ذلك ستجد حلا ما ليربطها بابنها مع الوقت .
أما خالد ، فقد طلب منه والده أن يذهب لغرفته ، وأن يصلح علاقته بليان بسبب غضبها من سفره فجأة هكذا ،. وطلب منه أيضا أن لا يخبرها بما تم  مع هدى ، وأن سألت فيخبرها انه وافق ولكنهم لم يجدوا الحاضنة بعد ،
رغم مفاجأة خالد بعلم ليان عن الأمر ، لكنه وافق ، فيكفيه أنها لا تعلم ما حدث مع هدى ،
ليان تشبه والده كثيرا ، تتحول إلى إنسان بقلب متحجر  يفعل  تى شئ مهما كان سيئ من أجل مصلحته .
خرج من غرفة والده ، لكنه لم يصعد لغرفته ، بل أراد رؤية هدى ، أراد أن يخبرها انه ليس له يد فيما حدث ، بل لم يكن يعلم من الأساس ،
كانت تتحدث مع والدتها فى التيليفون ، فلم تتحدث معها منذ 5 ايام ، وقد كانت قــ,تــلت قلقا عليها وهى أيضا ، أرادت الاطمئنان عليهم جميعا،
... والله انا كويسة ،، انتى ليه مصممة بس أن فيا حاجة  ،، الحمد لله ،،  خبر حلو ،، قوللى والنبى حاسة أنى  بقالى كتير  اوى مفرحتش ،، هيام ،، والله ،، مين ،،، بتهرجى ،، عصام ،،  الحمد لله ،، انا شكل  هبدأ أطمن عليها ،، عصام كويس وابن حلال ياماما ، وعايش هو و أبوه  لوحدهم ، يعنى الظروف كويسة  ،،  طيب ياماما  ،، يوم كدة ولا حاجة وهبقى اكلمه انا  ،، انا معايا حسابه على الفيس  ،، والله ،، حاول يكلمنى ،، انا بقالى كام يوم قافلة الفيس ياماما ،، هبقى افتح واشوف، ، ماشى ياماما ، سلميلى على البنات لحد ما اكلمهم  ،، سلام ،، محمد رسول الله .....
+
...أخبـ.ـارهم ايه ...
... مالك ومالهم ، خليك فى اللى انت فيه  ، كنت عايز حاجة ، مش خلاص خلصنا اتفاقنا. ..
... انا والله ما كنت أعرف أى  حاجة عن الموضوع ده ياهدى  ...
...عارفة ...
...عارفة  !  عارفة أذاى ؟
...بعقلى ، عرفت بعقلى ياخالد ، بس ده ميعفكش من المسؤولية فى كل ده ...
...مش فاهم ...
...أنت الشخص الوحيد اللى كان ممكن يمنع كل ده ...
...كنت خايف عليكى ، كان لازم أوافق عشان يخرجك. ..
...موافقتى انا هى اللى خرجتنى  ، رفضك انت هو اللى كان هيحل الموضوع ده ...
...مكانش هيسيبنى أو هسيبك. ..
...خلاص ، انتهينا  ،  هنفذ اللى انتوا عايزينه منى واغور من هنا ، بس عندى طلب وحيد منك  ..
قالتها هدى وقد لمعت عينيها من الدmـ.ـو.ع
...اللى انتى عايزاه هنفذه ...
...حافظ عليه ، واحميه ، وربيه كويس ، ليان عمرها ما هتكون أم ليه ، يمكن على الورق بس ، يعنى مش هيفضله غيرك انت وبس   ...   
الغريب أن عينه هو الأخر امتلئت بالدmـ.ـو.ع
...عارف ، اوعدك أنى هحافظ عليه ..
تنهدت هدى بعد وعده هذا  ، استدارت واعطته ظهرها  وهى تقول
...  شكرا ، بعد اذنك بقى ، محتاجة أخد حمام وانام ، كفاية اللى شفته فى السـ.ـجـ.ـن ...
انسحب بهدوء وأغلق الباب خلفه ، فهو يعطيها كامل العزر فى رد فعلها مهما كان ، يكفيه الأن أنها تعلم أنه لم يكن يعلم بما حدث لها ، ولم يكن على اتفاق مع والده على ذلك .
**************************
من جانب آخر جلس الأمير فى غرفته وحده وأمامها فنجان قهوته،  ويفكر كيف سيقوم بكل هذا ، لينفذ الجميع ما يريد ، كيف سيرتب للأمر ،
هل يزوج هدى لخالد أولا ليتم المعاشرة بينهما ، بعدها يوهم ليان بإجراء العملية  ، وزرع البويضة فى رحم هدى ،  فقد كانت نيته أن لا يخبر ليان بأمر زواج خالد من هدى ، فلن توافق وستقف للموضوع،  أما أن اتمه وعلمت هى بعد ذلك ستغضب وستخبر الجميع ، وسوف تغـ.ـصـ.ـب  عائلتها  وهو لا يريد ذلك ، على الأقل الآن ،
إذن هذا هو الحل ، عقد ملكة خالد وهدى أولا  ، وبعد أن يحدث الحمل ، يوهم ليان بأنه سيتم عمل العملية ، وستذهب للمستشفى بالفعل ، ويتم سحب البويضة منها لتصدق الموضوع ، بعدها تخبر الجميع بأنها حامل ، ثم تسافر للخارج حتى الولادة ، أما هدى تنتقل لمنزل آخر حتى موعد الوضع ،  فعنـ.ـد.ما يظهر حملها ، سيسأل الجميع من أين هذا ،
ابتسم وارتشف من قهوته ، بعدmا تجمعت كل خيوط خطته فى عقله ، 
أخيرا سيكون لديه حفيد بإسمه،  يرثه ويرث أبنائه  ، ولن تصل ثروته لأى من أبناء العائلة،
***********************
تغيرت هدى تماما وتغيرت اهتمامـ.ـا.تها  ،  حتى أنها لم تعد تهتم بمتابعة أدوية الأمير  ، فلم تعد قادرة حتى على رؤية وجهه  ،  ترفض الطعام معظم الأوقات ، تعيش على المنبهات  ، و لا  تخرج من غرفتها نهائيا  ، لولو توصية خالد لذينب بالعناية بها ، لحدثت لها أشياء لا  تحمد عقباها من رفضها الاهتمام بنفسها.
1
.... ما دخلتى غرفتى من أيام ، قلت اجيلك انا ..
انتفضت على هذه الجملة الصادرة من الأمير ، التفتت ، وجدته يقف أمامها بكامل عنفوانه ، وكأن عمره قد نقص عشر سنوات ، 
...  فى حاجة تانية   ، انا وافقت خلاص ...
...وأجيت أبلغك بموعد ملكتك ياعروس. ..
...يعنى إيه ملكتى. ..
...كتب كتابك ياهدى ...
...على طول كدة ...
... بعد يومين ، يكون خالد أنهى كل اشغاله ، منشان يفضل هنا وقت لحين  يحدث حمل ...
ارخت هدى عينيها للأرض من تلميحه  ، ثم قالت
...أنا جاهزة فى اى وقت  ...
...انشالله على خير ، وما تزعلى منى ياهدى ، انتى غالية عندى ، لكن حفيدى أغلى من الدنيا. ..
************************
تم كل شئ كما أراد الأمير تماما ، وبدأت خطته فى التنفيذ لكن مع فارق بسيط ، هو قرار خالد بانتقال هدى لشقته الخاصة فى الرياض ، وليس بعد حدوث الحمل ، ووافق الأمير على ذلك ،فهو على يقين أنها تحتاج لبعض الراحة النفسية بعد ما فعله بها ،
تحتاج هذه الراحة لتأكل وتهتم بنفسها  حتى يتم الحمل ويتم الحفاظ عليه ، بدون اى مشاكل متعلقة به
يتبع
وقف يتابعها وهى تتجول فى الشقة التى ستقضي فيها أيام سـ.ـجـ.ـنها لحين أن يأخذ منها طفلها ،
كانت شقة راقية ، تتكون من 4 غرف وصالتين وثلاث حمامـ.ـا.ت ومطبخ مفتوح على صالة منهما ،
دخلت غرفة النوم الرئيسية  ، فوجئت بوجود حقائبها أمامها على الأرض ، ابتسمت واتجهت للشرفة  ، فتحتها ووقفت أمامها ، اجمل ما فى هذا المكان هو كثرة المساحات الخضراء فيه ، تكاد تكون أكثر من المبانى نفسها ،
دخل  خلفها بدقائق ، وجدها تقف فى الشرفة  ، رغم انتباهها لدخوله لكنها أم تلتفت له  ، اقترب منها وهو يسأل
..عجبتك  ؟
... ولا معجبتنيش  ، هتفرق ايه ؟
...بلاش كدة ، ارجوكى ياهدى ...
..ممكن تسيبنى اغير هدومى ...
...ممكن طبعا ، انا اصلا خارج ...
عنـ.ـد.ما وصل للباب استدار لها
...بلاش تحاولى تخرجى ياهدى ، فى برة اللى هيمنعك  ...
...كمان عاملين عليا حراسة ...
...مهو مش هيسيبهالك مفتوحة كدة ، ولا كان هيوافق انك تعيشى لوحدك كدة إلا بشروط ...
...تصدق عندك حق ... قالتها بسخرية
...الدفتر ده فى أرقام السوبر ماركت والصيدلية وأسماء وأرقام مطاعم كتير ، وفى فلوس فى الدرج ده ، اطلبى اللى انتى عايزاه ، يجيلك لحد هنا ...
..شكرا ...
تركها وخرج ، ثم سمعت صفعة الباب الخارجى  ، جلست على الأرض لا تصدق ما وصل إليه حالها ، لو سمعت كلام أمها وما تركت البلد ، لما آل الحال لما عليه الآن .
سندت رأسها للحائط  ، هى حقا تحتاج لتتحدث  ، لتخرج كم الشحنة التى بداخلها فى الحديث لأحدهم ، لكن من ستتحدث إليه  فى هذه الوحدة القـ.ـا.تلة ،،،،منى ،،،،
وبدأت محاولات الاتصال بها .
***********************
بعدmا قصت عليها ما حدث لأكثر من ساعة

....  طيب الشرط الأولانى ومقبول ومفهوم ، طيب والتانى،  ايه اللى خلاكى تقررى أن الموضوع ده يتم المعاشرة،  ليه ميكونش زرع وتكون البويضة منها فعلا ...
...كان لازم يامنى  ، مينفعش غير كدة ، انا مش هقطع ابنى ويقضى طول حياته مقسوم اتنين وميعرفش مين أمه ، لازم يكون له أم واحدة حتى لو مش هى اللى فى شهادة ميلاده ، مسيره يوم هيعرفنى ، وهيجيلى  ، قلبى حاسس بكدة ...
3
...يانهار ابيض ، ياهدى ، حـ.ـر.ام عليكى تعيشى كل ده لوحدك ، كنتى قلتلنا . ...
...ولو قلت ، هتعملولى ايه ، لا انتى ولا أمى ولا اخواتى ، ولا عندى أى حد يقدر يعملى أى حاجة ، يعنى وحيدة من يومى زى ما بيقولوا  ، وضعيفة ، يقدروا يضيعونى فى اى لحظة ، وكانوا هيعملوها،  لولا وافقت . ..
..طيب وبعدين ...
...ولا حاجة ، هعمل اللى هم عايزينه ، وارجع مصر ، وبعدين بقى يحلها ربنا ...
..وخالد ، ايه نظامه ، ابيض ياورد ...
...خالد مغلوب على أمره ، زييو زييى،  ميقدرش يقف قدام ابوه مهما كان ، وأن وقف مش هيكون عشانى انا يامنى ...
...مش عارفة اقولك ايه بس ...
...متقوليش حاجة ، انا كلمتك بس لأنى فعلا كنت محتاجة أحكى ، وإلا كنت اتجننت،   ومينفعش مع ماما ولا البنات ، هيمـ.ـو.تو من القلق وخلاص ، وخدى بالك ، اوعى لسانك يخـ.ـو.نك مع حد ...
...متقلقيش،  ربنا يستر ، هطمن عليكى أذاى ...
...هبقى اكلمك انا لما تسمح الظروف ...
************************
أما عن خالد  ، فقد ذهب لوالده كما طلب منه ،  اوصلها بنفسه للشقة ولم يتركها للأمن يوصلوها كما طلب والده .
...تعال ياخالد  ،  إيش الأخبـ.ـار  ...
... ولا شي...
...ما تزعل منى ، ما قصدت يحصل بهيك طريقة ، لكن ابيك تعترف أنى سويت شئ بتريده ..
...أنا ...
... كنت بتريدها،  وأنا سويتلك الطريقة ...  
... ما كنت ابيها بهيك طريقة ...
...إيش تبغى ، تطلق ليان ، وتتزوجها  ، بتفتكر أنها تصلح تكون زوجة لخالد فياض ...
...بتعرف أنى ما اعتبر نفسى منتمى لهاالعيلة من بعد ما كسحتونى. ...
...ما حدا كسحك ياخالد ، انت تركت البيت برغبتك....
...الكلام فى الماضى ما صار مهم بالنسبة الى  ، إيش تبغى منى دالحين . ..
...  أبيك تعرف أنى ما راح اسمحلك بأى شي غير ما أبغى انا  ...
...ما تقلق  من ها الموضوع،  لكن ابيك تعترف أنه ابنى انا ، ابنى ياأبى ...
...وحفيدى ياخالد ...
...ياأبى،  لاخر مرة بأرجوك ، ما تدخلتى فى هذي الدوامة ، ممكن اتجوز طبيعى د وأعطيك الحفيد اللى ابغيه ، انا ما عديت 27 سنة ...
...انتهى الكلام ياخالد ، ماراح تطلق ليان ، والطفل راح يكون ابنها ، وانت ما راح تسوى أى شي غير هيك ، وإلا والله ياخالد ، انهيلك هاى البـ.ـنت من على وجه الأرض  ..
... وصلت لآخرها ياأبى،   العمر قصير يابية  ، قصير ...
..،وصلت لأنك تتمنى لأبوك المـ.ـو.ت. ..
...والله ما اتمنيته ابدا ، اتمنيتلك طولة العمر  ،  لأن ما إلى غيرك ياأبى ، لكن انت نفسك كنت فى حـ.ـضـ.ـن المـ.ـو.ت  ، والأعمار بيد الله  ، ابغى أمشى  من هنا ،  سلام عليكم  ....
************************
عاد خالد لهدى مرة أخرى  ، وجدها تقف فى المطبخ ، تجهز طعام للعشاء ، لكن من استغراقها فى التفكير ، لم تنتبه لدخوله ،
إستمر يراقبها لثوانى وهو يفكر فيها ، للحظة أدرك أن والده لديه حق فى شئ واحد ، هو أنه يجب أن يستمتع قدر ما يستطيع،  فهو لا يعلم حتى كم من الوقت سيبقى معها  .
....بتعملى ايه ؟
انتفضت هدى من المفاجأة
... انا اسف ، معرفش انك سرحانة اوى كدة ..
...السرحان شوية اوى على اللى انا فيه ده ...
اقترب منها وهو يتجول بعينيه فيما تفعل
...بتعملى ايه ..
... مكرونة بالصلصة وفراخ ...
...ليه تتعبى نفسك ، كنتى طلبتى أكل وخلاص. ..
...انهارضة ولا بكرة ولا بعده ، الموال طويل ...
...أساعدك طيب ...
... خلصت ، هتاكل معايا ....
...اكيد ، مأكلتش من الصبح ...
ظهر التـ.ـو.تر الواضح على هدى فى وجوده ، تـ.ـو.تر اندهشت منه هى نفسها ، ولاحظه هو ، يبدوا أنها قلقة من المفترض انه سيحدث الآن معه ، ولديها الحق فهى  من المفترض أنها بكر ، لم تذق من هذا النوع من الحياة بعد ،
وقفت لتغسل اطباق الطعام  ، وقف خلفها وهو يقول
....  أنتى مغطية شعرك ليه ...
تجمدت هدى من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل  ،  لكنه  لم يهتم وأكمل
...أنا لوحدى هنا معاكى ، وفرض أنى جوزك ...
لم ترد ومازالت مكانها لم تتحرك  ، اقترب هو  ، انتفضت من لمسة يده  لكنها لم تتحرك ولم تقاوم  ،
أدارها لتواجهه ، امتدت يده لفك حجابها ،  أنزل الحجاب ، وفك رباط شعرها ، فانسدل على ظهرها ،
ابتعد عنها خطوة  وتأملها للحظة ، ثم قال
..تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك ...
... مراهن على ايه ...
..إن لونه بنى ...
...كويس ، كسبت الرهان ...
..تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا ...
...بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان ...
...عندى انا أجمل ..
بمجرد  ما أنهى كلمته و بدون اى مقدmـ.ـا.ت  ، تقدm منها والتهم شفتيها التى لطالما حلم بهما لوقت طويل ، لم تفكر هدى فى المقاومة ، فلطالما قاومت ، على ماذا حصلت ،
فقط استسلمت ، بل بادلت أيضا ، فهى تريده هى الأخرى ، ارادته رغم كل الظروف  ، ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية .
يتبع
فتحت عينيها وهى نائمة فى احضانه ، وحاولت تبين ما حدث  ، ابتسمت بخجل حزين ،  من المفترض ان هذه صباحيتها كما يقال فى مصر  ، لكنها لا تشعر حقا بذلك  ، رغم انها لا تنكر  استمتاعها ليلة امس  ، فيبدوا انه  محترف فى اسعاد المرأة التى معه ،  أللهذا كانت ليان تعشقه  ؟
  تشعر بمرور أنفاسه الساخنة على رقبتها ،  استدارت بهدوء ، رفعت عينيها لوجهه ،  استمرت لثوانى تتأمل قسمـ.ـا.ت وجهه  ،
لأول مرة تعترف صراحة بينها وبين نفسها انه تحبه ،
نعم تحبه ، لكن ما يجعلها تتراجع عن اعترافها هو ما يحوطها من ظروف ارغمتها على التسليم لأرادتهم.
فتح عينيه  ، وجدها تتأمله،  رفع يده يمررها على وجهها  وهو يقول
...صباح مبـ.ـارك لعروسى الجميل ...
أبعدت  يده  بيدها ، وقامت من جانبه وهى تقول
..تفتكر. ..
قامت من مكانها ، ارتدت روب حريرى  ، واتجهت للحمام ، وعينيه تتبعها ،
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه ، تنهد  طويلا ، وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة  لحين أن يجد حلا لهذا الوضع ،
**************************
بعد أسبوع  ، قضاه الاثنين على جدول ثابت ،
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها  ومطالعة حسابها على الفيس  ، والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما  خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه ، بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر ، لإنهاء بعض المسائل الهامة ،
أما الليل فهو المشترك بينهما ، يقضيانه فى ممارسة العشق الصامت ، دون أن يتحدثا باللسان ، رغم اشتياق كل منهما للأخر  ،  واستمتاعهما بعلاقتهما المشتركة  إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر ،
  
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام الإفطار كعادتها ، خرج هو بعدmا ارتدى ملابسه للخروج ، رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت تفعل ،
....أنا هشرب النسكافيه بس ...
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم ، واستدارت مرة أخرى
وضع الكوب على المنضدة  ، واتجه اليها ، مد يديه ولف خصرها واسند ظهرها أصدره  ، واستمر بتقبيل عنقها  بشغف ،  لم تبتعد او حتى تقاوم   بل أغمضت عينيها و استسلمت ، بل ارادته أن يستمر هكذا لبعض الوقت  ، فمنذ اول لمسة لها ولم تعد قادرة على الابتعاد عنه ، بل ادmنت اقترابه الدائم منها  ،
دفن رأسه فى عنقها وهو يهمس لها بقوله
...كفاية ياهدى ، كفاية ...
لم تفهم ما يقصد ، فلم تبدى أى رد فعل ، فأكمل كلامه بنفس الطريقة
...   حاسس أنى وحشنى صوتك اوى  ، مش معقول هنفضل على طول كدة ...   
أطلق سراح جسدها من بين يديه ، وادارها لتواجهه،  وقال
...أنا هخرج  دلوقتى ، وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا ، فكرى فى كلامى ، ارجوكى ، حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية ...
+
قبل جبينها ، وامسك بمفاتيحه وجواله واتجه خارجا ، أما هى فتسمرت  مكانها ولم تتحرك قيد أنملة ،
لم تكن تفكر فى مضمون كلامه ، لكن تفكيرها كله كان منصب على جملته
...ممكن معرفش ارجع الليلادى هنا ...
وسألت نفسها ..هل سيذهب اليها  الليلة ..
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها ، فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ، ولم يشفع له اتصاله المستمر بها ، يكاد يكون كل ساعتين تقريبا ، أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله ،
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمـ.ـا.ت بسيطة مثل
....الحمد لله ،  انا كويسة  ، تنام  ، لا مش عايزة حاجة ...
لا تسأل أين هو أو ماذا يفعل ، أو متى سيعود ، أو أى شئ يشبه ذلك ، بالرغم من ذلك لم يغضب أو حتى يكف عن الاتصال بها .
  للاسف هى لا تفكر الا فى ماذا يفعل الآن  ، هل هو معها ؟ ، هل يفعل معها ما يفعله معى ، بنفس التفاصيل ، أم بطريقة مختلفة ، هل فكرة اختلاف ليان عن هدى تؤثر فى شكل علاقته بها ، أم أن الأمر سيان ، بل هى بالطبع أقل بكثير من ليان ، 
يكاد عقلها ينفجر من هذه الطريقة فى التفكير ،
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة  ، أو حتى اليوم التالى ،  وصلت لمرحلة الغليان ، ولم تعد تستطيع السيطرة ، أرادت الخروج ، لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الغضب الذى يهدد بالانفجار ، 
لكن هو أخبرها أن لا تخرج أو حتى تحاول ،  فهى مراقبة ، ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت  ، ماذا ستفعل الآن ؟
أتت بجوالها واتصلت به  ، وانتظرت الرد ، 
...  أول مرة انتى اللى تكلمينى ، انتى كويسة ...
...الحمد لله ، مفيش حاجة ، انا بس كنت عايزة حاجة ... 
...كنت عايزة أخرج اتمشى شوية  ، واشترى شوية حاجات ...
...تتمشى فى الجو ده ، انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة ..
...اكيد فى المكان اللى هروحه  هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخـ.ـنـ.ـوقة اوى بجد ، عايزة أخرج بأى شكل  ...
..طيب ، بصى ، فى اتنين واقفين على باب الشقة ،  لحد ما تلبسى هكون كلمتهم ، هم معاهم عربية ، هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة ، وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ، ماشى ...
...ماشى ..
...خدى بالك من نفسك ..
...إن شاء الله ..
...ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول ، عندى هدية حلوة ليكى ، ومتأكد أنها هتعجبك اوى   .. 
... أن شاء الله ...
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ، ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة ،  اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة  ، فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت ، لمحلات الملابس الكبرى  ، تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها  ، لا تريد العودة ، تريد إطالة الوقت خارجا  فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر ،
وهى فى طريق العودة ، داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها ،  رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة ، فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت ، إلا يوم أمس  ، لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت ،
...أيوة يازينب ،، ازييك ...
...الحمد لله ، عاملة ايه انتى ياهدى  ، معلش معرفتش اكلمك امبـ.ـارح ، كنت مشغولة اوى ...
...ولا يهمك ، مع أنى كنت مدايقة اوى ، وكنت محتاجاكى تكلمينى ، بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك ...
...متزعليش  ، انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك  واكلمك على طول ...
...اشمعنى يعنى ،هتترقى ، ههههههههه  ....
..بتتريأى حضرتك ، لا ياستى  ، هى شغلتى دى فيها ترقية ، بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين ...
..مين  دول ...
...الأميرة دانيا والأميرة ليان ...
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون ، إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب ، هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها .
...هدى ، روحتى فين ؟
  ... معاكى  ، بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة ...
...أيوة ياستى ، الأميرة ليان والدها فى المستشفى  ، والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى ، فهتسافر معاها ، عشان تكون معاهم هناك ...
...هو تعبان اوى ...
...معرفش ، بس هو عنده القلب اصلا ، ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة ...
...يرجعوا بالسلامة. .
...مظنش ، الأميرة ليان اول مرة   تلم حاجتها كلها بالطريقة دى ، دى لمت تلتين الدولاب  فى الشنط ، حتى جزمها ،خدتها كلها ،  والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ، ومجاش القصر خالص طول الفترة دى  ...    
ظلت هدى تستمع للحظات ، بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
...أنتى رغاية كدة ليه انهارضة ، خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا ...
..على رأيك ، انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد ، بس بصراحة أنا فرحانة  اوى ، البيت بيبقى من غيرهم جنة ، والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير ...
..انتى رغاية انهارضة ياذينب ، انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل  ونتكلم بعدين ، سلام ...
فقد أخبرت  زينب أنها  انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات الرياض   ، بعدmا أنهوا عقدها معهم ، بعد اتهامها بالسرقة ،
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية ، وزكر الأمر بهذه الطريقة قد  خفف من غضبها لأسباب لا تفهمها،  بل جعلها تبتسم ، ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة ،  المشاعر الحقيقية ، الاخلاص ، والخلف الصالح ، لديهم المال فقط ، وللأسف يحاولون به شراء باقى الأشياء .
***************************
وصلت للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ، ترجلت من السيارة  ، وصعدت مباشرة ، أما أحد الشباب اللذان صاحبوها  حمل الأشياء التى اشترتها ، والآخر ذهب بالسيارة للجراج.
دخلت الشقة ،  فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية للشقة ، وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة ،رن جرز الباب،  عادت لتفتح ،كان فرد الأمن ، أدخل الحقائب وأغلقت الباب من خلفه، 
.... مش قلت أنك مش جاى الليلادى كمان ...
...إيه ، مش عايزانى ...
...ده بيتك انت ، مش بيتى ، وتيجى وقت ما تحب ، بعد اذنك ، هروح اغير هدومى ...
وهى تغير ملابسها كانت تفكر فى وجوده هنا الآن  ، لماذا ؟ فمن المفروض أنها ستسافر غدا ، فلماذا تركها  وعاد إلى هنا .

خرجت  تبحث عنه ، لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة ،  عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه ، واتجهت له  ، وعند اقترابها من الشرفة ، سمعت صوته يتحدث بغضب ، يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون  ، وفهمت من سياق الحديث انه يتحدث معها ، ولكن بسخرية عارمة ، يبدوا انه غاضب منها إلى حد واضح
...لا ، ما راح ارجع  ،،، ليش  ،،، إيش تريدى منى ،،، بيكفى ليان ،، ما عدت قادر  ، ،،،  لا  ،، ابي ارتاح ليان ، وراحتى ما وجدتها معكى ،،، go  please ،،  ليش  ، بدك ليلة حب رائع  قبل ما ترحلى ، هاد أصبح دورى معكى من وقت ما اتحدتى مع أبى  ،،، خليكى معه حبيبتى  ، أبيه ينفعك اكتر منى ،  لكن انا ، ماعاد فينى ليان ، بيكفى اللى سار  ،،، انا ما راح اسوى أى شئ ، by lyan ....    ,,       
أنهى مكالمته  وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له ، وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس،
رأى قدmيها من انحنائه على سور الشرفة ، فرفع رأسه واستدار ليجدها تقف خلف الستائر  ومازال الكوبين بيدها ، ومن تعابير وجهها ، أحس أنها سمعت مكالمته ،
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
...شكلك محتاجه ، اشربه وهتهدى ...
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد الكراسى  ، دخل خلفها   وجلس على الكرسى المقابل لها ، وضع كوبه أمامه على المنضدة  ،  اخذ يتمعن فى وجهها لثوانى ، ثم أسند ضهره لظهر الكرسى وسند رأسه عليه ، واغمض عينيه ، وفكر لثوانى ، كل هذا وهى صامته ، فقط عينيها معلقة به تتابع كل تحركاته، 
تكلم دون سابق انزار  ومازال مغمض العينين ورأسه للخلف   ، وهى انصتت لحديثه دون أن تعلق ،
...  أنا درست فى مصر ، حصل مشكلة جـ.ـا.مدة بينى وبين جدى ومقدرتش أتحمل وجودى فى البيت ، سيبت البيت وصممت أنى ادرس بعيد ، رحت شوية بـ.ـاريس  ، وبعدين رجعت مصر عشان هدف معين ، وفضلت هناك  ،  فى الوقت اللى انا تمردت فيه على كل اوامرهم  ، كان اخويا زى عروسة الماريونيت فى اديهم ، بيحركوه زى ماهم عايزين ،  طلقوه من مـ.ـر.اته الاولانية بعد ما خلفت 3 بنات ، وجوزه  التانية وطلقوها عشان جابت بـ.ـنتين ، التالتة مجبتش اطفال خالص ...
ثم صمت لبرهة وكأنه يرتاح من مشاعر الغضب التى أثيرت بسبب ما قال ، ثم تابع ،
...قبل مـ.ـر.اته التالتة ، ظهرت ليان ، أبوها شريك جدى فى المجموعة الخارجية بنسبة كبيرة جدا ، وفى الوقت ده كان هينسحب،  وانسحابه هيوقع الشركة ،
الحل اللى كان قدام جدى فى الوقت ده هو الارتباط العائلى ،  طلبوها لطلال ، وهى كمان كانت مطلقة ،
لكن هى رفضته ،
بعدها بقى جدى فكر فيا انا ، جالى بنفسه فى مصر ، واتحايل عليا ، ووافق على كل شروطى،  ورجعنى البيت ، بعدها بأسبوع  طلب منى أنى اسافر معاه جنيف  حفلة عاملينها للامراء العرب اللى بيشاركوا فى المشاريع هناك   ، ووافقت ، وهناك  قابلتها ، واللى جدى كان مستنيه حصل ، أنها تعجب بيا ، ولاحظت انا كمان ده ، بس وقتها متوقعتش أن الموضوع ممكن يوصل لكدة  ،  بعدها رجعت مصر عشان عندى امتحانات،  كنت فى اخر سنة وقتها ،
جدى وابويا وعمى  بقى ظبطوا كل حاجة  ، اتقدmولها،  والغريبه انها وافقت فورا  ، رغم أنها أكبر  منى بخمس سنين  ، بس مفرقش معاها ، وكمان حددوا ميعاد الجواز ، وجه وقت آخر حاجة ، أنهم يعرفونى ،
فى الاول رفضت ، وكنت هسيب البيت تانى ، بس جدى بقى عرف يطمعنى ، 20 مليون ريال ، وأسسلى المشروع اللى انا عايزه  ، وفى مصر زى ما انا طلبت ، والأهم ادانى حق الاختيار فى الاستمرار  فى الجواز أو لا  ، لكن بعد 6 سنين  .
اعتدل وأصبح مواجه لها وهو يتحدث ، ثم قال 
...وافقت ، والدنيا مشيت ،  كان الحاجة الوحيدة اللى محسسانى بالذنب من ناحيتها أنها اتعلقت بيا ، بتعمل أى حاجة  عشان ترضينى ، وبتروح ورايا كل مكان ،

...والله حاولت أقرب منها كتير  ، مقدرش ، زى ما يكون حاجز مبنى بينا ومش قادر اعديه ، خاصة أنها مش حنينة وطيبة فعلا ، سيئة جدا مع كل الناس ، وأهم حاجة عندها مصلحتها  ، بس دايما بتيجى لحد عندى انا وتتعدل ، وده مكانش مأثر معايا ،
...لحد ما جه يوم ، اتخانقنا فيه ، فجأة لقيتها بتقوللى أن احنا اللى جرينا وراها واتمنينا أنها توافق عشان ثروة أبوها ،  فى اللحظة دى بس قررت أن علاقتنا انتهت خلاص ، وأن الموضوع مسألة وقت وبس ،
...مبقتش تفرق معايا بقى ، تفرح  ، تزعل ، تطأ ، مش مهم ، بلف الدنيا واخلص شغلى ، واعيش حياتى كأنها مش موجودة اصلا ،
لحد ما جت لابويا فكرة الحفيد ، كان متصور أن وجود طفل هيصلح علاقتنا ، خاصة   أنه فقد الأمل فى  انه يجيله  حفيد من طلال ،وبنفس الطريقة ، فكر وقرر ونفذ كل حاجة ، وأنا آخر من يعلم ...
عند آخر كلمـ.ـا.ت قالها ، وضع وجهه بين كفيه ، وكأنه أصيب بصداع شـ.ـديد و لم يعد قادر على إكمال الحديث ، قامت هدى وجلست بجانبه،  رفعت رأسه لتواجهه، تحسست بشرة وجهه بأطراف اصابعها ،
مد يده وأخذها فى حـ.ـضـ.ـنه طويلا ، وهو يقول
...سامحينى ياهدى ، مش قادر احميكى أو امنعه عنك ، كل اللى قدرت عليه ، انك تكونى مسؤوليتى  ، وانى ابعدهم عنك طول الفترة دى ، لحد ما الاقى حل للمهزلة دى  ...
رفعت وجهها له وهو تقول .... قولتلى انك عاملى مفاجأة ، صح ...
ابتسم لها  ... أخيرا طلبتى حاجة ، صح ياستى ، مفاجأة هتفرحى بيها اوى ...
... شوقتنى  ، ايه هى ؟
...بكرة هقولك ،  دلوقتى بقى هقولك حاجة تانية ، حاجة بتتقال وبتتعمل   ...   
...هههههههههههههههه. .
يتبع
خرج  خالد والساعة لم تتعدى السابعة صباحا  يعد اتصالات مستمرة من والده بالحضور فورا ،
خرج ووعدها أنه لن يتأخر ،   اتصل بها عند الحادية عشر اتصل بها وطلب منها أن ترتدى ملابسها ، فسوف يرسل لها سيارة  لاصطحابها  إليه ،
ارتجلت من السيارة ، وجدت نفسها أمام مطار  الرياض ، أشار لها الرجل السائر معها بالاستمرار  فتبعته ، كان نفس الطريق الذى مرت به اول وصولها إلى هنا اول مرة ، لكن هذه المرة من الخارج للطائرة وليس العكس ، 
استقبلها خالد وقت دخولها الطائرة ، وامسك  بيدها حتى اجلسها ، وجلس فى الكرسى المقابل لها ،
اغلقت الأبواب فور وصولها ، وبدأت الطائرة فى الحركة ثم الصعود للهواء ،
...مش هتقوللى احنا رايحيين فين ...
...قولتلك مرة ، مفاجأة  ،  بس فى حاجة مهمة لازم نتكلم فيها الاول ...
... خير ..
...خير  ،  أن اتكلمت مع والدى بخصوصك من يومين ...
اختفت الابتسامة من على وجهها وهى تقول
...من ناحية ايه ...
...  مسؤوليتك  وطريقة التعامل معاكى لحد ما يتم اللى هو عايزه ...
...يعنى إيه ؟ مش فاهمة ...
... يعنى أى حاجة هتم معاكى مسؤوليتى، بشرط أن الموضوع ده يتم من غير ما حد يعرف ،
يعنى من  الاخر كدة ياهدى  ، ممكن اعملك اللى انتى عايزاه ، وانتى كمان تعملى اللى انتى عايزاه لو خافظتى على سر الموضوع اللى بينا ،
ولو رفضتى  ،  ترجعى للمعاملة الأولى ، تفضلى فى الشقة ، متخرجيش لحد ما تولدى ،
ايه رأيك  ؟ تختارى ايه ؟
..وفى الاحتمالين هيتم إللى انتوا عايزينه؟   ...
...طبعا ، وانتى ممكن دلوقتى تكونى حامل اصلا ، ها ، موافقة ولا بلاش احسن ، ومجازفش بعداوة أبويا دلوقتى احسن  ...
...إيه المطلوب منى ؟
...المطلوب منك واضح ، تنفذى وفى نفس الوقت تبقى حرة  ، تتحركى فى حدود المعقول ...
...أنا كدة كدة بنفذ بالفعل ..
..تمام ، تبقى تستاهلى المجازفة  بالمشوار ده  ...
عنـ.ـد.ما خرجت معه من باب الطائرة ، وجدت نفسها فى مطار القاهرة ، تلجمت ولم تتحرك من مكانها وعينيها معلقة به ، ابتسم لها وقال
...مش خطوبة اختك انهارضة  ، انا جايبك عشان تحضريها ...
لم ترد هدى ، فقط امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع ، أمسك بيدها وتحركا هابطين السلم ، وهى تتحرك بجانبه وهى لا تصدق ما يحدث ،
وصلا لباب المطار ، كان تنتظرهم سيارتين ، فتح السائق الباب فركبت  ودخل بجانبها ، وقال 
... العربية دى هتوصلك لحد باب بيتك ، فى العربية شنطتين فيهم هدايا لاخواتك ، وبالذات العروسة  ،
هدى ، لاخر مرة هقولك ، انا عملت كل ده علشانك،  عشان اخرجك من حالة الضغط العصبى اللى كنتى فيها ، فمتخاطريش  ارجوكى  ، ومتنسيش أن لسة بينك وبينه عقد ممكن يسـ.ـجـ.ـنك بيه ، غير القضية اللى لسة مفتوحة ، وكمان اهلك اللى مش هيصدقوا انك كنتى مجبرة على الحوار ده ، خدى بالك كويس ،
ولو حد سألك انتى هنا أذاى ، قولى أن الأمير فى مصر كمتابعة للعملية ، وأنا معاه لأنى الممرضة بتاعته...
قبلها من رأسها وخرج من السيارة وأغلق الباب ، ثم انحنى  وقال لها من شباك السيارة
...نفس العربية هترجع عشان تاخدك بكرة بليل على الساعة 8  ، ولما تروحى هناك وتشوفى اللى حصل ، متستغرببش  ، لأن هم فاهمين أن انتى اللى عملتى كل ده . ..
...هو ايه ده الل  اتعمل ؟
..،أما تروحى هتشوفى ، خدى بالك من نفسك ، سلام ...
تركها واتجه للسيارة الأخرى ، وأخذت كل سيارة طريقها ، بعد حوالى ثلاث ساعات  ، توقفت السيارة أمام منزلها ،
لم تصدق هدى ما ترى ، لدرجة أنها التفتت حولها لتتأكد انه هو بيتها ،  تم  ترميم البيت بشكل رائع ، وتم بناء ثلاث أدوار عليا ، فأصبح البيت مكون من 6 طوابق ، وتم تجهيز الأرضى بكامله كسوبر ماركت كبير لوالدتها ، 
مستحيل أن يكون الأمير ، هو خالد ، خالد من فعل كل ذلك ،
دقائق تقف فيها هدى أمام المنزل تتأمل ما ترى دون أن يلاحظها أحد ، حتى لاحظتها والدتها من بعيد ،
ارتمت هدى فى احضانها تبكى ، وكأنها وجدت طوق نجاتها مرة أخرى ،
+
قضت  هدى معهم ليلة رائعة،  كانت قد افتقدت إحساس الأمان هذا من فترة طويلة ،
حضر العريس وأهله  وتم قراءة الفاتحة، و تلبيس العروس دبل الخطوبة وسط زغاريد الجميع ،
نامت هدى بجانب والدتها على سريرها وكأنها تستمد منها القوة لتكمل المشوار الذى بدأته  ، ومن خلال الثرثرة مع والدتها قبل النوم فوجئت بأن هناك شخص جاء وسدد دين والدتها كله ، واعطاها الشيكات والمخالصات بذلك ، وأن والدتها نفهم انه من طرف هدى .
نامت الأم ، وظلت هدى مستيقظة ، مدت يدها لبطنها،  تجول عليها بحنان ، وهى تقول فى نفسها وكأنها تحدث شخص ما 
...كل اللى بيندفع ده تمنك انت ياحبيبى  ،وتمن غالى اوى ...
يتب
أنهت هدى وقتها مع عائلتها وهى فى قمة السعادة ،  لقد احست بالاطمئنان عليهم فعلا ، ولم تشعر بذلك منذ فترة حتى عنـ.ـد.ما كانت تعيش معهم ، فقد تم تسديد دين والدتها كاملا ، واعتدلت حياتهم وتم تأمينها  ، والسوبر ماركت الذى تم إنشائه أصبح يوفر معظم مصاريفهم  ،  الآن تستطيع أن تعود لدائرة آلامها هى فقط ، دون القلق عليهم هنا ،
وصلت بها السيارة لنفس المبنى الذى كانوا يسكنوه قبل سفر الأمير بعد العملية  ، دخلت من باب الشقة ، وقابلته بإبتسامتها الساحرة من بعيد ، كانت تبدوا مختلفة تماما عن قبل يومين ،
هرولت إليه ، قابلها بملئ زراعيه،  قبلته هى أولا ، لم تعرف اهتماما للواقفين من الخدm والأمن يخرجون الحقائب ، ولم يهتم هو الأخر من فرحته برد فعلها الجديد ، بادلها الاحضان والقبلات بدون اى كلام ،
تمعن فى عينيها جيدا ، بالفعل افتقدها طوال هذا الوقت ، فقد تركها بدون اى اتصال منه ، تركها لتستمتع بوقتها مع أهلها بدون اى شوائب تعكر صفو سعادتها ،
انحنى قليلا ، وضع يديه الأخرى تحت ركبتيها،  ورفعها وضمها إليه واتجه بها لغرفته ،  لم يعر اهتماما للطائرة المنتظرة  ، أو الخدm الموجود ، أو السيارات المحملة بالحقائب،  فقط أراد إرواء عطشه من هذه الأنثى التى ملأت كيانه ووقته وحياته، 
وهى أعني بهدوء وبابتسامة  راضية ، تحمل معنى الشوق الممزوج بالسعادة منذ بداية علاقتهما الشرعية .
قالت وهى طائرة على زراعيه لغرفته
1
...الطيارة ، والناس دى ...
...الطيارة بتاعتى،  والناس موظفين عندى ، وأنا اللى أحدد الوقت مش هم  ...
...هههههههه ، ياي  ،  انا بقيت جريئة اوى  ...
...هههههههههههههههه ، وأنا مش عايز اكتر من كدة
************************
حطت الطيارة على اراضى المملكة ، فاجأها عنـ.ـد.ما عادوا بانتهاء أوراق تقدmها لإنهاء الماجستير فى الجامعة هناك ، ولكن بشكل منزلى ، لا تذهب للجامعة إلا للضرورة القصوى ، وخصص لها اثنان متخصصين لمساعدتها فى تجميع البحوث العينات الحية ، لتكمل ما أرادت بشكل جدى ، كانت سعيدة بحق لأيام طويلة ،
فبعد أسبوعين من وقتها قد تأكد الحمل ، بالطبع لا توصف سعادته أو سعادة الأمير الذى ارسل لها خادmة خاصة لترتاح أكثر ، لكن خالد قام بتغيير الخادmة  ، فهو أعلم الناس بأبيه ، ويعلم أن هدفه الأول من الخادmة هو التلصص على جديد الأخبـ.ـار ، وقد كان خالد حريص جدا على خصوصية علاقته بهدى  .
مرت الأيام بأسرع وتيرة ممكنة ، هدى مهتمة بدراستها وقد قطعت فيها شوطا جيدا ،وبالطبع المال والسلطة يلغى كل العقبات ، وجنينها كان بصحة جيدة ، و تم التعرف على جنسه فى الشهر الرابع لها ، وكان لهم ما أرادوا،
لم يهدد استقرار نفسيتها إلا ارتباطها بجنينها الذى يزداد كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته ، لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها ، فهو الآن ابنها ، جزء لا يتجزأ منها ، ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها  ولا تتركه ، 
قررت فتح الموضوع مع خالد  ، وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها  ، انتظرت عودته فى نفس الليلة ، فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر ،  عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات  ،
قامت متوجهة لمكتبه ، طرقت الباب ودخلت ، بمجرد رؤيتها ،  قام لها مبتسما ، أمسك بيدها واجلسها  ، وعاد هو لكرسى مكتبه مرة أخرى
، كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها .
وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدmـ.ـو.ع  ،  فتوقع خالد ما هى بصدده  فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر ،وتفتح  الحوار فيه،
...فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه ، بس خايفة تدايق منى  بس لازم نتكلم فيه ...
المقدmة كانت دليل كافى على ما كان يفكر فيه صحيح ، فقد أتاحت له الفترة الماضية أن يعلم بشخصيتها جيدا ، فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة .
...عارف ياهدى ، عايزة ايه ...
...عايزة أفضل معاه ...
...ولو قلتلك انه مينفعش. ..
...شوف طريقة ، أتصرف ...
...أذاى ، تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى. ..
...أنت أبوه وأنا أمه  ، إحنا بس ...
لم يدعها تكمل كلمتها
تعليقات