رواية فتاة ذوبتني عشقها هي رواية رومانسية تقع احداثها بين تيم وطيف والرواية من تأليف امينه محمد في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية فتاة ذوبتني عشقها لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية فتاة ذوبتني عشقها هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية فتاة ذوبتني عشقها تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية فتاة ذوبتني عشقها من الفصل الاول للاخير بقلم امينه محمد
لم اكن اطيل النظر أليك عبثا في كل مره انظر فيها أليك كنت أشعر ان جزءا داخلي يترمم !
** تقلبت في فراشها وهي تشعر بفراغ بجانبها. فتحت عينيها بتكاسل ولم تجده بجانبها .. فأعتدلت في الفراش ورفعت شعرها الذي كان يغطي نصف وجها .. ليظهر فمها الصغير وعينيها الكبيره ذات اللون العسلي .. رفعت بصرها للأعلى لتنظر للساعة فوجدت الوقت متأخر جداً .. قامت من الفراش بهدوء .. اتجهت لحمام الغرفه وفتحته ولم تجده هناك أيضاً .. تنهدت بقوه ونزلت من الغرفه للاسفل وقفت بمنتصف السُلم ورأته يجلس مديراً ظهره لها امام المدفئة وينظر للنار التي تنعكس لونها في عينيه البنية ... فأقتربت منه ووضعت يديها علي كتفه فرفع رأسه اليها وابتسم بهدوء وشـ.ـدها لتجلس متكوره بين احضانه وكأنها تحتمي به .. كأنها تستمد منه القوه والدفئ ... كانا كالوحه ابدع بها من رسمها .. كانت كطفل بين احضان امه .. مسد علي شعرها وقال (فرح .. ايه الي صحاكي دلوقتي ؟!)... اغمضت عينيها وهي تتشبث برقبته وتريح رأسها علي صدره قائله (ملقتكش جنبي وقمت ايه الي صحاك ؟ ) .. ابتسم بهدوء وقبل رأسها وشـ.ـدها اكثر اليه ( زي كل ليله يافرح .. مش قادر انسي الي حصل معانا .. زي مايكون كابوس بس طَول اووي .. او دا اختبـ.ـار من ربنا عشان يشوف مدي صبرنا .. بس اختبـ.ـار طويل اوي مش راضي يخلص !! ) فرت دmعة من عينيها وكأنها رأت الماضي امامها لتو .. صمتا قليلاً ..كل منهما شرد بالماضي وكيف كان .. !! شرد بماضيه منذ ان كان طفلاً وكَبُر ودخلت فرحته لحياته ونشرت الفرح في كيانه .. بل قلبت كيانه رأساً علي عقب .. مشاكل عديده وعديده واجهتهم وهم يصدوها وتحملوها كثيرا .. وهم يقولون " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " آمنوا بقدرهم وما كُتب لهم في حياتهم رغم انه كان مؤلماً !! كان الصمت هو سيد المكان حتي قاطعته هي بصوتها الملئ بالألم والأختناق ( احنا امتي هنرجع مصر .. سليم رجعني مصر ارجوك !! ) خبأت رأسها بحـ.ـضـ.ـنه وبكت .. فنظر لها بهدوء ولم تتدm نظراته للحظات ورفع رأسه للاعلي سانداً اياه علي الكرسي واغمض عينيه بتنهيده بينما هي تبكي بصمت بأحضانه .. ليشرد مره اخري بالماضي !!
(Flash bAck )
** كانت تركض بسرعة شـ.ـديدة ، حتي بدأت أنفاسها تنقطع من شـ.ـدة وسرعة الركض ، ولكن ليس الآن فهي في وضع خطير حرِج ، ترتدي ذاك الفستان المُترب وبدأ يفقد لونه من وساخته وكمية التراب التي تغطيه ، ولكن لم يمنع ذلك من ظهور لونه النبيـتي ، وترتدي فوقه الكاب الذي يغطي كامل الفستان من الخلف ويغطي شعرها ونصف وجهها من الامام ((( الي معرفوش زي الي ف التصميم يابنات ))) ظلت تركض حتي وصلت للطريق العام وقفت تنظر أمامها وهي تلهث بتعب ومرة أخري أمسكت فُستانها وركضت للمكان المقصود " الصيدليـة " دلفتها سريعا فتوقف الصيدلي بسرعة من هيئتها ومعه المساعدة ، لتنظر لهم بخفوت وقالت بسرعة وبصوت لاهث ( عايزة دوا السُكر والنبي بسرعة ) مط الصيدلي شفتيه باستنكار وذهبت مساعدته واتت بعدها بدقيقة بالدواء وهي تمليها علي سعره ..
نظرت لها وهي تتمسك اكثر بثيابها كـ شئ تستمد منه القوة قائلة ( بس انا معييش فلوس خالص ) خرج صوت الصيدلي بصياح ( انتي جايه تهرجي يا ست انتي ، امال جاية تشتري ازاي ) ألتفتت له وهي تضم يديها بترجي ( والنبي يا دكتور تديني الدوا وانا هجبلك الفلوس بكرا ، بس والنبي تديهولي ، امي تعبانة اوي ) هز رأسه بغضب قائلاً ( اطلعي يابت انتي برا ) كانت دmـ.ـو.عها تسير علي خديها وصوتها مرتعش خائف ، ولكن يكفي خـ.ـو.ف ، والدتها مُتعبة كثيرًا وتحتاج للدواء الآن .. وجهت اخر نظرة للصيدلي ثم للمساعدة اللذان لم يستطعا رؤية وجهها إطـ.ـلا.قاً بسبب ذلك الوشاح الذي يغطيها ، لم يروا كم ان الزمن قسي علي تلك الفتاة و.جـ.ـعلها علي ما بها الآن ، لم يروا ملامح وجهها المتعبة ، الشاحبة ، المزرقة ، الحزينة ، لم يروا دmـ.ـو.عها التي تنهار علي خديها بلا توقف ، اكثر ما تخشاه في حياتها هو خسارة والدتها واعز ما تملك والوحيدة التي تملك ..
خرجت من الصيدلية ووجهت نظرها للارض لتري حجر ، لم تجد سوي تلك الفكرة لتأخذ الدواء لوالدتها ، لملمت القليل في ثوبها ودلفت مرة اخري وهي تمسك اكبرهم قائلة بنبرة غاضبة ولكن لم يخلو منها الخـ.ـو.ف ( هتديني الدوا ولا افتح راسك وابوظلك الصيدلية ) نظر لها بصدmة ثم تبدلت للغضب قائلاً ( اخرجي يابت انتي من هنا وإلا والله هجبلك البوليس ، قسم الشرطة جنبنا والله هناديهم ) لم تبالي لا بشرطة ولا بغيرها ورمت حجر من معها علي الزجاج امامها لينكـ.ـسر الي اشلاء مكملة ( والله العظيم هكـ.ـسرلك الصيدلية هاااات دواا بقولك ) نظر لمساعدته لتهز رأسها فـ خرجت تركض لقسم الشرطة المجاور لهم ونظرت للشرطي قائلة (يا باشا في بـ.ـنت هبله اقتحمت الصيدلية بتاعتنا وماسكة طوب وعايزة تاخد دوا عافـ.ـية وهي ممعهاش فلوس ) ، كان يقف خلفها وهو يستمع لكلمـ.ـا.تها قائلاً بنبرة هادئة ( فين الصيدلية دي ) التفتت سريعاً له قائلة بنبرة خائفة ( جنبكو هنا يباشا تعاليٰ معايا ) نظر لمُساعده وتوجه معها لتلك الصيدلية بينما لحقه المساعد وبعض رجـ.ـال الشرطة .. دلفت الصيدلية وهي تشير للمجهولة تلك قائلة ببغض ( هي دي ياباشا بُص معاها طوب قد اي ) توجه لها بهيئته الضخمة ، بينما هي ارتعش جسدها ووقع من يديها الحجر كله ، إذن اتت الشرطة ولن يرحمها أحداً الآن لتذهب لوالدتها ، وقبل ان يتقدm ليراها كانت تمسك بفستانها وتستعد للركوض من باب الصيدلية الآخر ، ولكنه كان أسرع منها وامسكها بقـوة مزمجراً ( علي فيننن ؟) ظلت تحاول النفور منه ولكنه كان الاقوي علي قبضته ليستمعا لصوت الصيدلي ( انا برفع دعوة علي البـ.ـنت دي لانها اتهجمت علي صيدليتي وكـ.ـسرت حاجات فيها ) جال ببصره في المكان وهو يري ما فعلته تلك القطة التي يمسكها بقوة وهي تحاول الهروب منه .. نظر للصيدلي قائلاً بصوت حاد ( تعاليٰ القسم ارفع الدعوة هناك ) نظر لرجـ.ـاله واكمل ( هاتوه هو كمان ) امسكها بقوة مكملاً بضيق ( اهمدي بقاا ) وجذبها عنوة وهي تصرخ ( سيبني يا باشاا والنبي ياباااشا سيبني ) لم يستمع اليها بل كانت كلمـ.ـا.تها كمعزوفة تطرق أذنيه ، وصل بها لقسم الشرطة ومعه رجـ.ـاله وذلك الرجل الذي رفع عليها دعوة بالتهجم علي أملاكه ..
بينما هو سحبها لداخل القفص الموجود في القسم ورماها به ، لتتأوه بألم من شـ.ـدته معها ( اااه ) رفعت بصرها تنظر له وهي تعتدل في جلستها قائلة بترجي ( والنبي ياباشا تسيبني امي هتمـ.ـو.ت مني وهو مكنش راضي يديني الدوا بتاع السكر دا ) اقترب منها وامسكها من كتفها يوقفها بعنف لتتأوه للمرة الألف للآن ( اسمك اي يابت انتي ) نطقها بصوت حاد مُرتفع ، لينتفض جسدها بخـ.ـو.ف قائلة بصوت باكي ( اسمي فرح ياباشااا ) كان يحاول ان ينظر لوجهها او اي شئ منها فزفر بضيق قائلاً ( شيلي البتاع دا ) ومد يديه يدفعه للخف ليسقط علي ظهرها ... فيظهر وجهها الدائري ذو اللون القمحي ، وعينيها العسليتين المدورتين برموشهم الكثيفة ، وحاجبيها الكثيفيين غير المرتبين ، وانفها الصغير نسبياً يليه شفتيها المكتنزتين الشاحبتان المتقشرتان بسبب فقر الماء الذي لم تشربه منذ الصباح ، وشعرها المبعثر المُترب من شـ.ـدة وساخته ، وغرتها التي حجبت جزء من عينيها لتعيدها للخلف بقلق وخـ.ـو.ف من تفحصه لوجهها الجميل ذاك .. كان داخلها يرتجف فتراجعت خطوة للخلف .... بللت شفتيها وابتلعت ريقها قائلة ( سيبني ياباشا ، والله العظيم امي هتمـ.ـو.ت مني ، وانا مكنش معايا فلوس وكان لازم اخدلها دوا للسُكر ) هز رأسه يخرج ذلك الجمال ليكمل ( تقومي تتهجمي علي الراجـ.ـل في صيدليته .. انتي مـ.ـجـ.ـنو.نة يعني ولا اي .. وبعدين انتي مشرفانا هنا مفيش طلوع ، هما دايمًا بتوع الشوارع عاملين مصايب كدا ) حُفرت اخر جملة قالها داخلها ، وداخل قلبها لتخفض بصرها ارضاً وهي تشبك يديها ببعضهما البعض مرتجفة .. ألقي نظرة أخيرة عليها ولعن نفسه علي ما تفوه به الآن ، خرج من الزنزانة المحبوسة بها واغلق الباب عليها وسار الي مكتبه وهو يفكر بتلك الحسناء التي بعثرت الفضول داخله ليشعر أنه يريد ان يعرف عنها الكثير ، تقول ان امها ستمـ.ـو.ت منها ، يا تُري هل تكذب ام تقول الحقيقة ، اللعنة الآن علي حظك ايها الرائد جلس وقرأ الدعوة التي رُفعت عليها ثم القي نظرة عليها ليجدها احتلت ركن من الزنزانة تتكور به بخـ.ـو.ف ، تشهق وتبكي بألم .. ثم نظر للصيدلي الواقف أمامه قائلا ( تفتكر لما ترفع دعوة عليها هتدفعلك فلوس عشان تصلح الصيدلية ؟) هز الصيدلي رأسه نافياً ( لا بس الي زيها لازم يتحط في السـ.ـجـ.ـن عشان ميكررش فعلته ) اراح ظهره علي كرسيه قائلا ( تفتكر لو كنت زيها كنت هتقبل تفضل في السـ.ـجـ.ـن كدا ) ضيق الصيدلي عينيه قائلاً ( انت تقصد اي يا باشا ) هز كتفه بلا مبالاة قائلاً ( مقصدش حاجة بس دعوتك ملهاش اي لازمة ، فأحسنلك اسحبها ، دي بـ.ـنت شوارع محدش عارف عنها حاجة هتفضل يومين تلاته وهتطلع ) مط ذاك الصيدلي شفتيه قائلاً ( بس لو لقيتها قدام الصيدلية بتاعتي تاني انا هقــ,تــلها ) قام من مكانه مكملا ( اقــ,تــلها وخد إعدام انت حُر ) وقام بتمزيق الدعوة وذهب لها مرة اخري يفرج عنها قائلا ( انتي هتطلعي بس قسماّ عظماً لو عملتي مصايب تاني لتكوني مسجونة باقي حياتك فاهمة يابت انتي ) هزت رأسها بخـ.ـو.ف وغطت وجهها مرة اخري وهي تخرج ( حاضر يباشا انا مش هعمل حاجة تاني ) ثم ركضت للخارج بينما هو خرج قائلاً لصديقه ( عندي شغل هخلصه وراجع ) خرج ليجدها تجري في الطريق كـ من يهرب من شئ مخيف يلاحقه ، او كـ شخص متلهف علي شئ
، صعد لسيارته ولحقها دون ان تشعر ، ليجدها تسلك احدي السكك الحديدية ، ترجل من سيارته وسار خلفها فوجدها تذهب لقطار مر عليه الزمن ، فأصبح قديماً لا عمل ولا منفعه له ، اختبئ سريعاً بين الاشجار الموجودة حول سكة الحديد عنـ.ـد.ما رأها تلتفت تنظر خلفها وحولها ، ثم اكملت لذلك القطار وركبته ، فتعجب لحال تلك الفتاة التي زاد فضولاً ناحيتها ..
اما هي فرحت كثيراً عنـ.ـد.ما اطلقوا سراحها ولم تجد لحظه للانتظار وهرولت سريعاً لوالدتها غير مدركة بمن يلحقها ، فقط خائفة ان يصيب والدتها شيئاً فتخسرها كما خسرت كل شئ منذ حوالي عشرة سنين ، دلفت للقطار وجلست بجانب امرأة في عقدها السادس تجلس وتحتضن ابـ.ـنتها ذات العشر سنوات وبجانبها ابنها ذو الخمسة عشر عاماً وعنـ.ـد.ما رأها قفز من مكانه يقول ( جبتي الدوا لماما يافرح ) هزت فرح رأسها بيأس ونظرت لوالدتها بخـ.ـو.ف ( معرفتش اجيبه انا وقعت في مصـ يـ بـةكبيرة ومش عارفة اعمل اي ) كانت دmـ.ـو.عها تنهار علي خديها ونظرت لوالدتها ( امي .. انتي كويسة ، حاسة بإيه ) نظرت لها والدتها بتعب ثم اغمضت عينيها .. ليقول كريم بسرعه ( فرح احنا لازم ناخدها المستشفى دلوقتي .. ماما تعبانه اوي ) كانت فرح عاجزة تماماً عما تفعله ، فقط تنظر لوالدتها بخـ.ـو.ف ، خائفة ان تخسرها مثلما خسرت كل شي بحياتها ، هزها كريم بقوة ( فرحح مامااا يا فرحح ) استيقظت سريعًا من شرودها وهزت رأسها قائلة ( يلا هناخدها المستوصف الي قريب من هنا ، بس يارب ينجدوها بسرعه ) ساند كريم وفرح والدتهم بينما حور الصغري امسكت بوشاح اختها وهي تمشي معهم .
كان يشاهد كل شئ وهو مصدوم ، عائلة مثل هذه متشردة بالشارع ، ابتلع غصته وهو يراهم يتجهون لخارج هذه الخرابة ، ذهب سريعًا امامهم وهو ضائع غير مدرك بما يفعله ولكن في باله هو يريد المساعدة ، رفعت فرح بصرها تنظر للامام لتراه ، شهقت بعنف والخـ.ـو.ف احتلها ، نظر كريم له ثم لها وهو يتعجب تصرفها ليقول ( نعم يا اخ في حاجة ) لتقول فرح بسرعه وبصوت متقطع ( بس ياكريم .. دا دا من البوليس ، في حاجة ياباشا .. انا معملتش حاجة تاني والله ) منعه غــــروره ان يقول انه قادm للمساعده ليقول ( كنت بتأكد انك مش هتعملي حاجة ) ليقول كريم سريعًا ( هو في اي يافرح ) لتجيبه ( مافيش يا كريم يا حبيبي ) ونظرت لوالدتها التي علي وشك الاغماء لتبتلع ريقها وهي تسير بها ، ليقف امامهم مره أخري قائلا ( انا معايا عربيتي هتبقي اسرع عشان تاخدوها المستشفى ، وهي اصلا هتدوخ منكو ) نظر كل من كريم وفرح لبعضهم البعض لبرهه ثم قالت فرح ( كتر خيرك يباشا هتبقي عملت معانا معروف ) هز رأسه وساندهم للسيارة وركبوا جميعهم .. بينما هو قاد باتجاه مستشفى قريب من المكان الذي هم فيه .
بعدmا ادخلوا والدتهم الي الطبيب وقفت فرح أمامه قائلة ( شكرا اوي يا سعادة الباشا ) هز رأسه بابتسامة هادئة ( العفو ، ومتقلقيش من المصاريف بتاعت المستشفى انا دفعت كل حاجة ) أنزلت رأسها خجلا منه ( مكنش في داعي يا باشا مصاريف المستشفى دي غالية اوي واحنا كنا هناخدها المستوصف ) نظر لاخاها واختها المتكورة حول نفسها في الارض ثم نظر لها مره اخري قائلا ( مكنش حد هينجدها في المستوصف يا فرح ) ... نطق اسمها وكأنما ينطق اعزوفة اعجبته ليقاطع نظراتهم قدوم اختها الصغيرة " حـور " وهي تحتضن فرح من خصرها قائلة بعبوس( انا جعانه اوي يافرح .. انا همـ.ـو.ت من الجوع كمان ) ابتلع غصته وهو يري تلك الفتاة الصغيرة وهي تعافر لتتطلب الطعام .. ألمه قلبه علي حالها وحالهم جميعهم فأخوها ذو الخمسة عشر سنة أيضاً يسند رأسه علي الكرسي ويلف يديه حول بطنه وكأنه يمنعها من اصدار اصوات الجوع .. نظر مرة اخري لفرح ( انا شوية وجاي ) تركهم وغادر بينما فرح جلست علي كرسي بجوارها وهي تحتضن اختها وتلمس علي شعرها بخفوت تنتظر ان تتعافي والدتها قليلا ليذهبوا من مكان ما أتوا .
انت مـ.ـجـ.ـنو.ننن ... انت عايز نتجوز عُرفي يا ادهم ) صرخت به وهي غير مصدقة ما عرض عليها الآن .. بينما هو نظر لها بتهكم قائلاً ( يعني انتي فكرك اخوكي هيوافق يجوزنا لبعض مثلا .. قولتلك تعالي نتجوز عُرفي ونحطهم في الأمر الواقع هما وقتها بقا هيبقوا مضطرين انهم يجوزونا قدام الكل ) نظرت له بغضب وهي غير مصدقة لما وصل له ... نعم اخاها لن يوافق علي ادهم لاسبابه الخاصة ولكنها تحبه .. ولكن اولا واخراً هي لن تخدع عائلتها .... لتقول بغضب ( لا يا ادهم انا مش هكذب علي عيلتي واعمل الي انت بتقوله دا .. انت مـ.ـجـ.ـنو.ن دا سليم لو عرف يد.بـ.ـحني ويد.بـ.ـحك ) امتعض وجهه قائلاً ( قمر ... انا قولتلك الي عندي لو عايزانا نكمل نتجوز عُرفي لحد ما اهلك يوافقوا .. انا مبقتش قادر اصبر اكتر من كدا .... انا بحبك وعايز نبقي سوا بقا كفاية كدا !!!) بعد ان كان بالها مشغول بما ستفعله عائلتها بها .. اصبح الآن مشغول بأن ادهم سيتركها ان لم تتزوجه !!
ابتعد نظرها للا شئ وهي تفكر وتشرد فيما سيحدث لاحقاً ، إن تزوجته فـمن الممكن أن يقــ,تــلها اخاها سليم .. فـهو حذرها من ادهم مئة مره عنـ.ـد.ما رأها معه .. ولكنها دوماً كانت تخبره انه مجرد صديق .... لا اكثر ولا اقل .. ولكن كان هو الحبيب والصديق وكل شئ لها ... فقد عماها الحب به .. رغم ان بعض تصرفاته غير لائقة وهي لم تحبها قط ولكن يبقي الحب اعمي !! افاقت من شرودها علي لمسته ليديها قائلا بحنية زائفة ( يا حبيبتي .. انتي عارفة قد إيه انا بحبك .. وعايز نكون سوا .. بس عشان خاطري وافقي واوعدك مش هتنـ.ـد.مي .. هنتجوز ووقت ما نتقابل نقعد في شقتي بدل ما احنا بـ.ـنتقابل سرقة في اماكن مافيهاش حد ... ويبقي حطينا سليم ومامتك في امر واقع فيوافقوا عليا ) نظر لعينيها الواسعه ذات اللون البني وهو في محاولة اقنعاها بتلك الزيجة المزيفة .. فقد لتحقيق ما يرغب به .. كانت تنظر في عينيه وهي
تقتنع بكلامه ....
** وصل سليم ومعه طعام لهم وجلس بجوار كريم بينما فرح كانت تنظر له وللطعام الذي بيديه وقالت سريعًا بإرتباك ( مكنش في داعي ياباشا لكل دا .. كفاية انك دفعت مصاريف المستشفى وجبتنا لـهنا وساعدتنا في كل دا ) نظر اليها ثم نظر لكريم ( بلاش كلام فاضي يافرح .. خد يا بطل ) اعطاها الطعام ثم نظر لـحور مبتسما لتبتسم له ببراءة ... واعطاها طعامها وبالنهاية اعطي فرح هي الأخري قائلاً ( كلي يا فرح عشان اخواتك ياكلوا هم جعانين ) هزت رأسها وهي تنظر لكريم الذي ينظر لها ولـحور ايضا التي تبادلها نفس نظرات كريم التي تحمل تساؤلات ( هل نأكل ؟!!) امسكت الطعام المغلف بيد حور وفتحته لها موجه كلامها لكريم ( كُل يا كريم انت كمان يلا ) هز رأسه مجيباً عليها وشرع في فتح طعامه ثم تناوله وفعلت حور المثل .. بينما فرح نظرت لسليم بنظرات امتئنان قائلة ( شكرا ياباشا علي كل الي عملته معانا ) اجاب بابتسامه صغيرة ( مافيش شكر علي واجب يا فرح .... ) كان ينطق اسمها بتلذذ فقد اعجبه ذكر الفرح الخالي من حياته .. قام من مكانه قائلاً ( انا هروح اشوف الدكتور هيقول اي عن حالة والدتك واجي ) هزت رأسها وقامت معه ( طب هاجي معاك .. عشان عايزة اسمعه برضو ) أومأ براسه وذهبت معه وهي تمسك بفستانها بتلبك حتي وصلا الي الطبيب ليستفسرا عن حالة أمها القابعة في فراشها بلا حول او قوة ....
** كانت تضع ملابسها بعنف في حقيبة سفرها ليدلف اليها رجل كبير بالعمر ولكن صحته جيدة .. فهو لا يبدو عليه الكبر قائلا لها بغضب وصوت مرتفعة ( انتي رايحة فيين ؟؟ ) لتنظر له بعينيها الخضراء التي لطالما كانوا يشبهونها بعيني القطة الشرسة لتقول بغضب هي الأخري ( ناازلة مصرر انا مش هقعد هنا اكتر من كداا ) غضب ذلك الرجل المدعو والدها قائلاً ( هو انتو الي مش هيعجبوكي هنا علي طول هتنزلوا علي مصر سواء انتي ولا اخوكي الي مرمي في مصر منعرفش عنه لا اصل ولا فصل ) اكملت وضع ملابسها بغضب قائلة ( انا عارفة عن اخويا كل حاجه وهنزل اقعد معاه او هقعد مع ولاد خاليي سليم وقمر ) هتف والدها بصوت عالي قائلاً ( ماشااء الله عايزة تنزلي وتفضحينا قدام الناس عاايزاهم يقولوا عننا ايي ) نظرت له بغضب قائلة ( عايزاهم يقولوا انك اب معندكش رحمة .. عايز يجوز بـ.ـنته لواحد قده في العمر .. ليه عشان الفلووس ) رفع يده وصفعها بيديه الثقيلة لتصدر منها شهقة اثر الو.جـ.ـع وهي تنظر له بغضب وكره .. ليكمل والدها ( انا عايز مصلحتك .. وانتي هتتجوزيه يعني هتتجوزيه فاهمه ) لن يعيقها الآن شي في اصبحت في اعلي درجات غضبها قائلة بصوت مرتفع غاضب ( دا علي جثتي يا والدي .. والله العظيم لو اتجوزته لانتحر ) اغلقت حقيبتها وعينيها حمراء كالجمر من الغضب .. وجلست علي طرف الفراش ويديها ترتعش من غضبها وهي تنظر في اللا شئ ... بينما والدها نظر له بغضب وغادر غرفتها وهو يتخطي والدتها التي تقف وتنظر لابـ.ـنتها بحـ.ـز.ن غير قادرة علي فعل شئ لتخلصها من تلك الزيجة الكارثية التي ستقع بها ابـ.ـنتها .. ذلك الرجل الثري رأها في احدي حفلات والدها وعرض علي والدها الزواج منها فطمع الاب بما يملكه ذلك الرجل من النقود لتجمعه ابـ.ـنته لها بعد مـ.ـو.ت ذلك المدعو زوجها لتتحول نقوده جميعها لها ولوالدها الطماع !!
** كان يقود سيارته وكل حين واخر ينظر لها في المرآه يتفحص حركاتها .... وقعت تلك المتشردة اليوم في طريقه ليقرر فجأة ودون سابق إنذار ان يساعدها ويساعد والدتها مريـ.ـضة السكري .... وقد اقنعهم بأن يمكثوا في شقته بدلاً من المكوث في الشارع .. وعرض ذلك دون مقابل .. أيضاً لا يعرف لماذا فعل ذلك .. ولكن سيعرف قريباً لما ساعدهم .. فهم عائلة كبيرة .. ينقصهم فقط الوالد ياتري اين هو ؟؟ ظلت تدور في رأسه عدة أسئلة يريد إجابة عليها عاجلاً ام أجلا .. واخيرا وصل امام بناية تتكون من خمس طوابق في مكان جميل .. نزل من سيارته وساعد فرح في مساندة والدتها الي الشقة التي سيمكثون بها .. وصلوا لها بعد عدة دقائق وذلك لسيرهم ببطء بسبب والدتها .. فتح باب الشقة ودلفوا جميعهم وهم ينظرون للشقة وما بها .. كانت جميعها مطلية باللون الابيض وبها الاثاث ولونه الرصاصي .. كانت الشقة مفروشة من كل شئ .. جلست امهم علي اقرب كرسي وهي تريح جسدها وجلس كريم أيضاً وبجانبه تلتصق حـور لتنظر فرح لسليم قائلة ( كتر خيرك بجد ياباشا علي كل الي عملته لينا .. والله كتر خيرك ) هز رأسه بتنهيدة وهو ينظر لوالدتها ( الدكتور كتبلها علي الدوا دا وقال انها تاخده كل يوم قبل الفطار .. انا كل يوم هبقي اجي اشوفكوا واطمن عليكوا اذا كنتو محتاجين حاجة ... وكمان انا هكلم البواب كل يوم يطلعلكو الفطار والغدا والعشا .. والبيت بيتكم خدوا راحتكم ) قالت والدتها " سارة " في خفوت وصوت متعب ( كتر خيرك يابني علي كل دا انا بجد مش عارفة اتشكرك ازاي علي كل الي بتعمله دا انا مكنتش اعرف ان لسه فيه ولاد حلال زيك كدا ) تنحنح واقترب جلس بجوارها قائلاً ( حمدلله علي سلامتك متقلقيش انتي عشان كدا دا واجبي برضو ) ابتسمت بحنو ونظرت لفرح ثم وجهت نظرها لسليم قائلة بترجي ( .. والنبي يابني تجيب شغلانه لبـ.ـنتي فرح .. واي حاجه لكريم .. في ورشه ولا اي مكان يشتغل فيه اهو نجيب بيه اكل كل يوم احنا مش هنكتر عليك يعني ) ابتسم إبتسامة صغيرة واكمل ( حاضر بس هسيبكوا الليلة دي ترتاحوا وان شاء الله بكرا هبقي اجي نتكلم ) وتحرك من مكانه مبتسماً لفرح وقال ( يلا تصبحوا علي خير ) لتهز فرح رأسها مبتسمة ابتسامة صغيرة ( وانت من اهل الخير ياسليم باشا ) خرج من الشقة بعدmا اعطاها مفتاحها ووقف أمام باب الشقة قليلاً يفكر .. ثم ارتسم علي فمه إبتسامة نصر وتحرك للاسفل ..
↚
** خرجت من غرفتها بحقيبتها وهي تنظر لوالدتها بأسي عما يحدث معهم فـها هي تتركهم وستغادر لندن ذاهبة لمصر .. بسبب والدها الذي يريد تزويجها من رجل الأعمال المشهور .. ذلك الرجل الي يكبر والدها او قد يكون في عمره .. يريد والدها ان يلقي بها في لعنة هي ليست حِملها .. تريد ان تعيش مثل الفتيات في عمرها .. بـقـصة حـب .. تريد ان تُحِب وتُحَب .. تريد شريك هي من تختاره بنفسها .. حتي تكمل معه بقية حياتها سعيدة .. لا تريد ان تتزوج من عجوز اخرق .. فتتمني المـ.ـو.ت في كل ثانية من زواجهما .. تنهدت بحرارة وهي تعانق والدتها مودعة إياها .. لتربت والدتها علي ظهرها ببكاء مرير علي فراق ابـ.ـنتها بعدmا فراقها ولدها الكبير "فـارس" قالت والدتها بألم ( حـنيـن .. لما توصلي مصر طمنيني عليكي ياحبيبتي وعلي اخوكي لما تشوفيه خليه يكلمني يطمني عليكوا ياحبيبتي .. سامحيني اني مقدرتش اعمل حاجة .. سواء ليكي ولا لاخوكي ) كانت تبكي وهي ممسكة بيد ابـ.ـنتها غير متحمله فراقها لها ولكـن الآن لن تستطيع فعل شئ فهي تعلم زوجها جيداً .. لن يتراجع في كلامه حتي ولو غادرت ابـ.ـنته المنزل وغادرت البلد كلها عائدة الي بلدها الأم "مـصر" .. كانت دmـ.ـو.عها تنزل علي خديها علي حالة امها وقالت بألم يقطع جميع اجزاء قلبها ( انتي ملكيش دعوة يا أمي .. هو السبب في كل الي بيحصلنا انتي ملكيش دعوة ياحبيبتي .. هتوحشيني اوي ) ثم عادت تعانق والدتها وهي تنظر خلفها لاخاها الصغير .. الذي يبلغ من العمر ستة عشرة عاماً ... كان ينظر بعيداً وهو يستمع لهم بحـ.ـز.ن .. يفرك يديه ببعضهما بتـ.ـو.تر .. اقترب بطريقة غير متزنة من موضع اخته وامه .. بينما اخته تراقبه جيداً وابتعدت عن والدتها وهي تنظر له قائلة ( مُراد .. هتوحشني ) هز رأسه اكثر من مره وهو يقول ( و..واانتي كمااان ..هتت هتوحشيني اووي .. هاتي فارس .. وتعالووا .. تااني ماشي ) هزت رأسها واقتربت تعانقه فهو المدلل خاصتها وهو كل ما تعشق في هذه العائلة .. إن اخاها مريـ.ـض التوحد منذ ان كان صغير السن .. ابعدها قليلاً وهو يتنحنح بأبتسامة ( انتي عارفة .. مقدرش اااا احـ.ـضـ.ـن حد .. مش.. ععايز احضضن حد ) هزت رأسها بتفهم بينما هو لم ينظر لعينيها ولا مرة وانما ينظر بعيداً .. وضعت يديها بشعره الناعم المسترسل .. ثم قالت بهدوء ( خد بالك من نفسك ومن ماما يا مراد ماشي ) منذ ان وقف امامها وهو يهتز في وقفته ويفرك بيديه ببعضهما بتـ.ـو.تر ثم أردف .. وكلامه مثل النغمة الموسيقية التي طالما احبتها حنين ( م.ممتخافيش انا هاخد بالي منها ... اااناا هاخد بالي من مااماا ) هزت رأسها بابتسامة عريضة ثم قالت ( ماشي ياحبيبي ) ومالت تحمل حقيبتها ونظرت لوالدتها واخاها الحبيب ثم غادرت المنزل .. متجه للمطار ومتجه الي مصير مكتوب في مصر ....
** كانت تجلس في مكتبها .. شاردة تارة .. وتارة تعمل .. وتارة تفكر فيما يحدث في حياتها .. اخرجت تنهيد من اعماقها وهي تكمل عملها .. انها سكرتيرة السيد " تيم الشرقاوي " رجل الاعمال الشهير .. ذلك الرجل الغامض .. الرجل الذي لم ولن تعرف مثله .. في بروده وفي معاملته وفي عصبيته .. فهو رجل بـ.ـارد وعصبي في نفس الوقت .. لديه مزيج غريب من التصرفات .. أحياناً هادئ واحيانا عصبي .. احيانا بـ.ـارد واحيانا حنون .. واحيانا اخري لا تعرف بماذا تصفه .. افاقت من شرودها ذلك علي صوت باب غرفة مكتبه وهو يغلق خلفه .. لتقوم سريعًا ترتب ملابسها التي كانت عبـ.ـارة عن بنطال جينز وكنزة من اللون الابيض الناصع بأكمام شفافه وكانت ترفع شعرها ديل حصان .. كانت قصيرة القامة بجسد نحيف .. دلفت الي مكتبه وهي تلقي عليه التحية ( صباح الخير يامستر تيم ... انا جهزت جدول النهاردة .. حضرتك ) لم تكمل كلامها حيث قاطعها وهو يريح ظهره للخلف ناظرا لعينيها بهدوء حاد ( الغي كل حاجة النهاردة يا طيف انا مسافر النهاردة لندن .. وانتي هتيجي معايا ) تلبكت وابتلعت غصتها ثم اقتربت خطوتين من مكتبه وهي تقول بصوت متقطع ( هاجي مع .. حضرتك .. يعني قصدي يا مستر تيم انا ليه هاجي مع حضرتك ) كان يستمتع بتلبكها ذلك وخـ.ـو.فها من السفر معه .. ليكمل وهو يقف من مكانه مقتربا منها قائلا بطريقة تجعلها تُسلب منها روحها .. بتسلية وبصوت لعوب ( عندنا شغل ياطيف هتيجي معايا ليه يعني .. هفسحك مثلا لا يا قلبي عندنا شغل ) تراجعت خطوة للوراء وهي ترفع رأسها تنظر اليه لشـ.ـدة الفرق بينهم في الطول ثم اخفضت بصرها لتقول بهدوء عكس ما تشعر به من خـ.ـو.ف ( حاضر يا مستر تيم ... هنمشي امتي ) التفت واعطاها ظهره وهو يغمض عينيه بحدة ( بعد ساعتين وهنفضل هناك يومين روحي جهزي حاجتك بسرعة وهتقابليني قدام الشركة الساعه خمسة بالظبط فاهمه ) اومئت بإيجاب قائلة ( حح.حاضر يامستر تيم .. عن اذنك ) مطت شفتيها بحـ.ـز.ن وذهبت من مكتبه متوجه لمنزلها بسيارتها اخر موديل .. لمنزلها الذي اشترته مؤخرا بعدmا كانت تسكن في شقة إيجار في احدي البنايات الشعبية .. اصبح لها بيتا متوسط الحجم وسيارة اخر موديل .. وصلت منزلها ووضعت ملابس لها .. تلك الملابس الجديدة ايضا اشترتها مؤخراً .. بعدmا كانت لا تملك أية ملابس بل كان لديها عدة اطقم تلبسهم باستمرار .. افاقت من كل ما تفكر به عنـ.ـد.ما انتهت من وضع ملابس تكفيها ليومين سفر للندن مع مديرها الحبيب تيم
** رن الجرس المنزل ليقف كريم خلفه مجيباً ( مين ؟) ليرد من الجهه الاخري صوته الهادئ ( انا سليم افتح ) فتح كريم باب المنزل وابتسم لسليم وهو يمد يديه يحييه ( اهلا يا باشا ) صافحه سليم ودلف للمنزل ليجد حور نائمة امامه علي الكنبة ... وعنـ.ـد.ما رأته اعتدلت في جلستها مبتسمة .. لاحظ ان ملابسهم اصبحت نظيفة فـعلم انهم غسلوها .. التفت علي صوتها خارج من احدي الغرف وهي تقول باستغراب ( مين الي كان بيرن الجرس يا كر..) لم تكمل كلامها عنـ.ـد.ما رأته لتبتسم سريعًا قائلة ( اهلا يا سليم باشا ) نظر مطولا لعينيها البنية اللامعه .. ثم اطال النظر لوجهها المدور الابيض .. ولانفها الصغير وشفتيها المكتنزتين ... ونظر لملابسها التي غسلتها واصبحت نظيفة وظهر لون الفستان الذي ترتديه كان باللون النبيتي الرائع .. ثم رفع نظره لشعرها الطويل الحريري باللون الاسود ثم افاق من لحظات تأملها متنحنحا مكملا ( اهلا يا فرح .. عاملين اي ووالدتك اخبـ.ـارها اي ) ابتسمت بخفوت وتقدmت تقف امامه ( بخير الحمدلله يا سليم بيه كتر خيرك والله ) ذهب لاحدي الكراسي وجلس مبتسماً ( طيب يافرح الحمدلله انكو بخير ... انا جبت معايا اكل عشان تتغدوا وجيت اقولك علي حاجه ) وجه نظره للاكل الذي وضعه علي الكرسي لتنظر للاكل ثم له مقوصه حاجبيها باستغراب ( في اي ياسليم بيه ) ليبتسم مطمئننا اياها ( لقيتلك شغل .. بس كريم لسه بدورله علي شغل ) ابتسمت بسعادة لتظهر اسنانها مع ابتسامتها المشرقة لتقول ( بجدد .. شغل اي ياباشا ) اعتدل في جلسته من تلك التي سلبت عقله ليقل بهدوء ( والدتي كبيرة في السن وبصراحه كانت عايزة حد يساعدها في البيت وكدا فقولت انتي اولى وتاخدي اجرك ) نظرت له قليلا ثم اتي صوت والدتها خارجه من الغرفة وهي تقول بابتسامه ( ومالو يابني ما تروح تساعدها وتشتغل في البيت .. نورتنا يابيه ) ابتسم لها ووقف يساندها لتجلس باحترام وهو يقول ( عاملة اي انتي دلوقتي ؟؟) ابتسمت وهي تربت علي يديه الممسكة بها قائلة بابتسامة حنونه ( انا بخير يابني الحمدلله احسن بكتير ) عاد ليجلس مكانه مكملا وهو ينظر لفرح ( قولتي اي يافرح؟؟!) نظرت له قائلة وهي تهز رأسها باستجابة ( قولت خير ياباشا وانا موافقة ) ليبتسم هو إبتسامة جانبية لتظهر احدي غمازتيه والاخري مازالت مختفية ليقول ( تمام ... يبقي تبدأي تشتغلي من بكرا هسيبك تريحي النهاردة ) وقف مكانه وهو ينظر لهم ( يلا عن اذنكم ) لتقف معه فرح ومعها كريم يودعونه ثم ذهب ...........................
** وصل سليم الي قسم الشرطة ودلف الي مكتبه منادياً ( علييي ) ليدلف مساعده علي وهو يومئ له ( نعم ياسليم بيه ) اراح سليم ظهره علي الكرسي قائلا له بهدوء ( هاتلي الملف بتاع البت الي اتكلمنا عنها ) هز علي رأسه قائلاً ( حاضر ياباشا ) ذهب وبعد دقائق عاد ومعه الملف وجلس امامه قائلا وهو يقول ( الناس الي اشتكوا ضدها قالوا مشوفناش وشها كل الي يعرفوه انها بت متشردة في الشوارع وبتستلم منهم المـ.ـخـ.ـد.رات وبيدوها فلوس .. بيقولو بتبقي مغطيه وشها بشال ... وكذا حد يحاول يتصنت عليهم تهرب بسرعه .. وناس تانية قالوا انها بتستخبي في القطارات الي بتبقي قدام المساكن القديمة ... واكتر من مره يشوفوها لمؤاخذه يعني ياباشا مع شباب في القطر وبينزلو يطردوهم بس هي بتبقي مخبيه وشها ) عند هذا الحد اكتفي وهو ينظر لـ علي بغضب وحده ( ويعني اي معرفتوش تمسكوهم مينن البت دي يعنيي ) كان ينفي من رأسه انها فرح التي يعرفها .. هو يشك بها لذلك يساعدها ولكن هو كل دقيقة بتفكير مختلف .. فاحيانا يقول هي واحيانا يقول انها فتاة مسكينة طيبة ولا يمكن ان تكون هي .. ولكن بتلك المواصفات التي يحكيها له علي .. فهو يزداد شكه ناحيتها ... بأنها فرح .. ولكن إن كانت تأخذ النقود لما لا تصرف علي عائلتها المسكينة .. او والدتها المريـ.ـضة ؟؟! ... قطع حبل تفكيره صوت علي مكملا ( يباشا احنا مش عارفين نمسكها لسه ولا نمسك عليها حاجه احنا مستنين الوقت الصح عشان نمسكها بس وصلنا انها مختفية من امبـ.ـارح مظهرتش ) صعقت ملامح سليم وابتلع غصته وهو ينظر لـ علي بصدmه قائلاً ( يعني اي الكلامم دا ؟؟) ليأخذ علي نفسه مكملا بملامح هادئة ( ياباشا احنا كلمنا الناس الي بتشوفها وقولنالهم كل يوم يقولولنا اخر الاخبـ.ـار عن البت دي .. وكل يوم بيوصلنا اخبـ.ـار .. النهاردة الصبح وصلنا انها مظهرتش من امبـ.ـارح ودا غريب لانها كل ليلة بتبقي موجود مع واحد يعني في القطر وكدا ) تنحنح بحرج لما يصفه لرئيسه بالعمل وابتلع ريقه وهو ينظر لملامح سليم المصعوقة ليحاول سليم التمسك والجمود .. فظهرت علي ملامحه الجمود والغضب ( البت دي لازم تظهر وتمسكوها متلبسه سواء مع رجـ.ـاله او وهي بتاخد منها مـ.ـخـ.ـد.رات مفهوم ) هز علي رأسه باستجابة مستغربا ملامحه المصدومة لا يستطيع تفسير ما يفكر به سليم ولا أحد يستطيع تفسير ما يفكر به هذا الرائد الغامض .. فهو يسكت ويسكت وفي النهاية يخرج بحل عبقري .. والان يعلم علي انه يخطط ويدبر لتلك الفتاة
↚
** حتي وجد نفسه امام المنزل التي تسكن فيه هي واهلها فأخذ نفساً عميقًا وكاد ان ينزل من السيارة ليجد فتاة خلف سيارته .. تُخبئ وجهها في شال وتتحدث مع أحدهم ، انتفض في مكانه وهبط سريعًا من السيارة واسرع في خطاه لتلك الفتاة وامسك يديها بقوة يلفها له ليجدها احدي الفتيات التي لا يعرفهم تغطي وجهها بالحجاب فنظرت له بغضب وفزع من جذبه لها ( اي يا اخ فيي ايي ) نظر له الذي كان معها ليقول وهو يبعدها عن سليم ( مالك ياباشا في حاجة ولا اي داخل علينا الد.خـ.ـلة دي ليه كدا ) هز رأسه بأسف قائلا ( انا اسف فكرت حد اعرفه ) ليقاطع حديثهم صوت فتاة صغيرة تختبئ في ملابسهم ( ما يلا بقا يا بابا ) نظر لها سليم ونظر للوالد قائلا بأسف ( انا اسف عن اذنكم ) والتفت وغادر لسيارته وقادها متجها لمنزله .. رأسه تدور بالاسئلة ... ألـ تلك الدرجة هي سارقة افكاره وعقله ، ألـ تلك الدرجة لا يستطيع التفكير بسواها ، لو فعلت له سحراً لما كان سيفكر بها هكذا .... وصل امام منزله وترجل من سيارته للداخل .. ليجد والدته الحبيبة جالسة تشاهد التلفاز ... ابتسم بهدوء فتلك هي من تهون عليه كل المصاعب والأزمـ.ـا.ت في حياته .. تقدm منها ومال عليها يقبل رأسها ثم جلس بجوارها لتبتسم هي بحنو ( اي ياحبيبي .. عامل اي !) ابتسم لها وهز رأسه ( كويس يا أمي .. انا واقع جوع عاملين اكل النهاردة ولا اي ؟؟) قهقهت والدته عليه قائلة ( اه ياحبيبي قوم غير هدومك وتعال هتلاقي الاكل محطوط ) أومأ لها بابتسامة هادئة ثم توجه لغرفته .. اخذ ملابسه ودلف لحمامه ينعش جسده .. يحاول ان ينسى ما حدث اليوم .. فالذي حدث هو كبير وكبير جدا .. اتهام فرح انها تلك المُشردة التي تبيع المـ.ـخـ.ـد.رات .. يُفكر هل هي ام غيرها .. تلك الفرح تمتلك براءة تجعلك لا تصدق انها قــ,تــلت نملة .. ما باله بالذي هي مُتهمة به .. يحاول ان يجمع شتات نفسه ليفكر جيداً حتي يكشف السر وراء ذلك .. وبالفعل كانت خطته جيدة عنـ.ـد.ما اخبرها ان تأتي لبيتهم حتى تكون تحت انظاره .. سيفعل المستحيل ليكشفها .. او يكشف من الذي يفعل ذلك .................................
** وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السـماء وأدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج النوافذ بغـرور تغـمز للأحلام بطرفها وتنقش حـروفاً يتلألأ نورها هـنا وهناك .. استيقظ سليم مع عائلته الصغيرة المتكونه من والدته واخته الصغري قمر .. كانوا يجلسون حول مائدة واحدة يتناولون وجبة الإفطار دون حديث .. بينما سليم ينظر لوجه كل منهن ليري الشرود علي وجه اخته .. تنحنح ثم اردف وهو يضع اللقمه في فمه ( قمر .. مالك ياقلبي ) لم تجيبه وظلت شاردة في طبق الطعام امامها ليستغرب وقال مرة اخري بصوت مرتفع ( قمررر ) نظرت له بفزعة سريعًا قائلة بخفوت ( نعم ؟) .. قوص حاجبيه باستغراب ( مالك سرحانه في اي كدا .. بكلمك من الصبح ) تنحنحت والقت نظرة لوالدتها ثم له ( مافيش .. بس شوية مشاكل في الشغل عادي يعني ) كانت تتحدث بتـ.ـو.تر بينما هو لم يصدقها ولكنه فضّل ان يسايرها قائلا ( ماشي ) وقف مكانه واخذ جاكيته محدثا والدته ( انا ماشي .. اه صحيح انا جبتلك واحده تساعدك يا امي .. في البيت وكدا هي شوية وهتجيلك ماشي ) لتهز رأسها قائلة ( ماشي ياحبيبي كتر خيرك يابني ) ابتسم ومال عليها يقبل رأسها ثم ذهب .. قاد سيارته باتجاه المنزل التي تمكث فيه فرح وذهب للشقة .. فتحت له حـور وهي تبتسم ( ازيك يا عمو سليم ) ابتسم لها ومال يقبل وجنتيها قائلاً ( الحمدلله يا حور انتي عاملة اي ) اجابته بابتسامة دافئة ( الحمدلله ) دلف للشقة ليجد كريم وفرح خارجين من احدي الغرف ويبدو انها غرفة والدتهم .. نظر لها من اعلاها لاسفلها ... يتفحص كل انش في وجهها .. يراقب ما راه مسبقا ويستكشف الجديد به .. هبط نظره لشفتيه ليجدها تنفرج بابتسامة عريضة قائلة ( اهلا ياباشا .. اتفضل اتفضل ) شاورت لاحدي الكراسي لينتبه هو لنفسه وتوجه للكرسي وجلس عليه مبتسماً ( ازيكو يا فرح ) ذهبت وجلست امامه وبجوارها كريم بينما حور وقفت امامها تستند عليها لتقول فرح بابتسامة ( بخير ياباشا الحمدلله رضا ) هز رأسه بتفهم وشبك يديه ببعضهم قائلا ( دايما بخير .. انا جيت عشان اخدك لبيتي عشان تت عـ.ـر.في علي والدتي زي ما اتفقنا يعني ) قامت من مكانها وهي تعدل ذلك الفستان الممزق به اجزاء صغيرة الحجم وهي تقول ( ماشي يابيه ثواني بس ماما بتصلي وهتيجي وبعدين نمشي ) انهت كلامها لتجد والدتها تخرج من الغرفة التي خرجا منها منذ قليل هي وكريم .. نظر لها سليم ليجدها ترتدي حجابا علي عباءتها التي كانت ترتديها منذ اتى بهم من الشارع .. ولكنها نظيفة هذه المرة .. ابتسم وهو يقف مكانه قائلا ( تقبل الله ) اقتربت منه وربتت علي كتفه بحنو ( منا ومنكم ياحبيبي .... عامل اي يابني ) ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يهز رأسه ( بخير الحمدلله .. طمنيني انتي عليكي وعلي صحتك ) ابتسمت وهي تهز رأسها ( بألف عافـ.ـية يابني الحمدلله ..نعمة من ربنا ) نظر لفرح ثم لوالدتها مرة اخري مكملا وهو مبتسماً ( الحمدلله .. انا جاي اخد فرح عشان تبدأ شغل النهاردة ) اقتربت منهم فرح قائلة بأبتسامه ( هتعوزي مني حاجة يا ماما ) لتردف الأم مبتسمة ( لا ياحبيبتي مع ألف سلامة وخدي بالك من نفسك ) ابتسما هي وسليم وودعو الجميع وذهبوا
** كانت تسير بخطى سريعة متجهه لمكتبه في المنزل وتحمل الملفات التي انتهت منها لتو .. اعطاها الكثير من الملفات لتعمل بها .. واعطاها وقت معين تنتهي به .. غير عابئ ان كانت ستنام ام لا .. ان كانت سترتاح ام لا .. فقط تنتهي من تلك الملفات في الوقت المحدد .. طرقت باب غرفة المكتب طرقة صغيرة قائلة ( مستر تيم .. ممكن ادخل ) اتتها موافقته لتدلف له لتجد يجلس بدون قميص او حتي تي شيرت .. احمرت وجنتيها خجلا واحراجاً من ذلك الوقح التي يتعمد احيانا إحراجها .. إن اتينا للحق فهو يتعمد دائماً .. تنحنحت وهي تتقدm من المكتب وتقف بجواره وتضع الملفات علي مكتبه قائلة ( خلصت الملفات دي ووو ) لم تكمل حديثها وهي تستشعر يديه تسير صعودا وهبوطا علي قدmيها المكشوفتين بوقاحة لتبتلع غصتها وهي تنظر له قائلة بصوت متقطع ( م.مستر تيي..م ) نظر لها ببراءة وكأنه لم يفعل شيئا قائلا ( كملي كلامك يا طيف .. واي كمان ) هزت رأسها لتكمل حديثها قائلة ( و وراجعتها كويس وملقتش فيها ولا غلطة .. بب بس كدا ) كان صوتها مهزوزا من لمساته الوقحة لها ولكن ما باليد حيلة ماذا ستفعل غير انها ستظل صامتة .. ابتلعت تلك الإهانة في جوفها .. ونظرت له مرة اخري بنظرة مكـ.ـسورة .. حزينة ... غير قادرة علي فعل شئ .. استشعر نظرتها ليغضب داخلياً من تلك النظرة فظهر في عينيه الغضب ليجذبها من شعرها نحوه ( في ايي يابت انتي بتبصيلي كدا ليه .. متعمليش شريفة ومش عاجبك الي بنعمله .. انتي ياروح امك بتاخدي علي كل الي بتعمليه دا حقه .. هدومك وعربيتك وبيتك دول بفلوسي ... متبصييش كدا تاني ) تأوهت بألم من جذبه لشعرها ودmعت عينيها بحرقة .. توجد غصة في قلبها تحترق كلما قال تلك الكلمـ.ـا.ت ... كم يشعرها انها رخيصة وعاهرة لديه .. وهي لولا الظروف لما كانت هكذا .. هزت رأسها بألم وهي تقول بصوت مختنق ( حح ححاضر يا مممستر تيم ) وقف من علي كرسيه وجذبها من شعرها وهي تصرخ ألما مستنجدة بأي حَاسة من حواسه لعله يشفع عن شعرها المسكين الذي تقطع في يديه وبالكاد يُقــ,تــلع من رأسها .. ولكن لا حياة لمن ينادي .. هو الرياح وهي السفينة وتسير حيثما يريد .... القاها علي الاريكة الموجودة في مكتبه وهو يميل عليها ليسـ.ـر.ق ما لم يكن له حق به .. وهي لا تفعل شئ سوى انها تبكي بحرقة عما يحدث بها .. إنها مجرد فتاة لم تعش طفولتها او مراهقتها كما فعل الآخرون وهي في سنهم .. حتي عنـ.ـد.ما كبرت وتحملت مسئولية كانت تلك هي النتيجة ............................
** وها هي مرة اخري تدلف لذلك البيت بقدmيها .. توقع نفسها بنفس الموقف الذي هـ.ـر.بت منه المرة الماضية بأعجوبة .. ها هي تدخل عشهم .. عش زواجهم الغير مكتمل .. ويا ليتها تستطيع هذه المرة أيضاً .. نظرت حولها في المنزل تبحث عنه بعينيها ليلفحها هواء ساخن علي رقبتها .. التفت سريعًا بفزع لتجده يقف امامها مبتسماً بخبث ( ازيك يا ست الحسن والجمال ) تقدm منها وهو يطرقع اصابعه لتتلبك هي في وقفتها وتعود للخلف ( الحمدلله.. يا ادهم .. مالك كدا في اي ) وقف مكانه وهو يرفع حاجبه قائلا ( مالي .. ماليش واحد ومـ.ـر.اته عايزين يتمموا زواجهم اي في اي ) ابتلعت غصتها في جوفها وهي تقول ( ادهم .. احنا قولنا اننا مش هيحصل بينا حاجة زي كدا غير لما نتجوز رسمي قدام الكل ) حاولت تصنع القوة في حديثها ولكنها فشلت .. ليتطلع لها بسخرية ثم بغضب جاذبا اياها من شعرها ( وحياةة امكك يابت .. احنا اتجوزنا علشان كدا ياروح امك .. عشان نعمل كدا .. منتي مكنتيش عايزاني المسك واحنا مع بعض قولنا نتجوز برضو مش عايزة انتي حكايتك اي بقا .. متعمليش فيها الشريفة اخت الظابط ) شهقت بخـ.ـو.ف وهي تبكي من شـ.ـدته لشعرها قائلة ( انت استحالةة .. انا بجد اتخدعت فيكك .. يارتني سمعت كلام اخويا يارتني .. انا عايزة اطلق مش عاييزة اعرفك والا ..) جذبها من شعرها بقوة يلصقها به قائلا ( والا اي ياروح امك انطقي .. هتروحي ترفعي خُلع مثلا .. واخوكي يعرف .. واخوكي لما يعرف ممكن يد.بـ.ـحك فيها ت عـ.ـر.في كدا ) صرخت بعنف وهي تدفعه ( سيبنييي بقاا سيبني ارجوكك ) جذبها من شعرها للغرفة ودفعها فوق الفراش لتتطلع إليه بصدmة وهي تعود للخلف ( ل.لا يا ادهم .. لا ..ارر.جوك ) كان يفك ازرار قميصه وهو يتقدm من الفراش قائلا ( لا وحياة امك ..بلا لا دانا هوريكي ايام سودا لون شعر راسك كدا ) ...................................................................................................................................................
" عودة للحاضر " Back "
هبطت الطائرة ارض " مصر الحبيبة " وصلا الي المنزل وهي ممسكة بيديه بقوة .. تتذكر كل انش في هذا المنزل .. فقبل ان تصبح سيدته وزوجة سليم كانت تعمل لديهم .. لتصرف علي والدتها الحبيبة واخوتها .. ولكن شاء الله ان يتركا هذا المنزل ليتجهوا خارج البلاد .. تاركين كل شئ خلفهم .. تاركين تلك المصائب التي حدثت فأطفئت حياتهم .. غادورا ..ولكنهم لم يستطيعا الصمود طويلاً خارج البلاد .. ها هما يعودان مرة أخري علي طلبها ان يعودوا لمصر ... تعلم انها تعود لماضيها المؤلم ولكن ستحاول جاهدة .. ستحاول باقصي ما لديها لتتعايش .. نظرت للذي جوارها ويبدو انه يسترجع أيضاً ذلك الماضي المؤلم .. تنهدت بحرارة ووقفت امامه بعينين دامعتين وصوت مختنق قائلة ( ممكن ننسي كل حاجة ونبدأ من جديد ..ارجوك ) جذبها من يديها يعانقها لصدره يعانق .. لأمانها الوحيد في تلك الحياة .. للذي يستطيع التخفيف عن ألمها كيفما كانت .. اجشت في البكاء وهي تعانقه بقوة .. بينما هو يربت علي ظهرها مغمضاً عينيه بألم لما حدث في حياتهم .. وها هما سيواجهان ذلك الماضي الذي وقف امامهم كـ عقبة .... وبعد برهه من الوقت توقفت عن البكاء وهي تسند رأسها علي صدره تتطلع في انحاءه تتذكر اول مرة اتت اليه !!
* فلاش باك *
↚
منذ أن جمعتني الأيام بك وأنا أدرك تماماً كيف يستطيع الإنسان أن يكون دواءً للروح.
** شهقت حنين بصدmة قائلة ( خبطتي مين يا قمر .. مين دا الي هيمـ.ـو.تتت انطقي ) لتقل قمر بصوت خائف يرتجف ( ج.جوزي ) لم تتحمل حنين تلك الكلمـ.ـا.ت ووقفت امام قمر بصدmة .. هاهي تتلقي صدmة وراء الأخري من بائسة المنظر قمر امامها .. نظرت لها قمر بنظرات مؤلمة .. خائفة .. تائهه .. بينما حنين تبادلها بنظرات مُصدmة .. مُتسألة .. وأيضاً خائفة علي حال صديقتها .. ابعدت قمر نظرها لباب الغرفة واتجهت إليه تغلقه وجلست تنظر لحنين التي جلست امامها قائلة بصوت مختنق نادm ( فاكرة ادهم .. انا قولتلكو اني سيبتو ومعنتش هكلمه .. بس انا انا رجعت كلمته .. وهو قالي نتجوز عـ.ـر.في ) ابعدت نظرها عن حنين التي خرجت منها شهقة مصدومة لتكمل قمر بصوت خافت ( وانا بصراحة شوفت انها طريقة مناسبة عشان سليم وماما يوافقوا اني اتجوزه ) ارتجف جسدها بخـ.ـو.ف واغمضت عينيها بألم قائلة ( بس ... بس هو طلع شهواني .. كان .... كان من البداية عايز انه يقرب مني وبس .. وكان عايز يقرب مني بس انا كنت رافضة لحد ما نتجوز قدام الكل علني والنهاردة كان عايز بالغـ.ـصـ.ـب فأنا عشان ادافع عن نفسي ضـ.ـر.بته في راسه ) اجهشت بالبكاء وهي تكمل بصوت متلبك ( انا خايفة اوي يا حنين .. انا واقعه في مصـ يـ بـةكبيرة ) لم يكن هنا اي ردة فعل من حنين سوى انها تتلقي صعقة وراء الأخري وتحاول تحمل وموازنة ما تقوله قمر .. كانت عينيها مفتوحتين بصدmة ، وفمها مفتوح قليلاً هو الاخر .. بينما ملامح وجهها ثابتة .. لا يظهر عليها اي انفعال سوى ملامح هادئة من الصدmة .. تحاول إخراج الكلام لمواساة صديقتها او حتي لتجد حلاً لتلك المصـ يـ بـةالتي وقعت بها قمر .. ولكن عقلها وقف عن التفكير .. حتي انه وقف عن الاستيعاب !!!
** كان يقود الي المنزل الذي تسكن به .. وهو يفكر في اختراع اي حديث بينهم حتي قال قاطعا ذلك الصمت بينهم ( انا عايز اعرف قصتك كلها يافرح واي الي حصل معاكم ) نظرت له بملامح هادئة ثم خرجت منها تنهيدة قائلة ( دي قصة طويلة اوي يابيه .. بس حاضر في الوقت الي تحبه هحكيلك عليها ) وضع يديه علي ذقنه بتفكير بذلك الوقت المناسب ليقول أخيراً ( تمام بكرا يافرح تحكيلي ) هزت رأسها موافقة علي كلامه ( حاضر حاضر ياباشا ) اكمل قيادته دون كلمة اخري ووصل بها الي البناية التي تسكن بها .. ترجل من سيارته معها واخرج حقيبة سفر ووضعها بجانب فرح ( فرح .. دي شوية هدوم لحد ما تقبضي وتقدري تجيبي هدوم ليكي ولعيلتك ) ابتسم بحنو في آخر كلامه لتهز رأسها نافية ( لا يابيه مقدرش اقبلها دا كتير اوي .. وانت عملت معانا كتير كفاية انك مقعدنا في شقتك ) اقترب منها بملامح ثابتة وامسك يديها ووضعها علي مقبض الحقيبة قائلا ( خدي الهدوم واطلعي يا فرح يلا .. ) كان يوجد في كلامه نبرة الأمر لتهز رأسها في حرج مخفضة بصرها للأرض ممسكة الحقيبة لتقول بصوت خافت ( حاضر يابيه .. كتر خيرك ) حملت الحقيبة واتجهت الي المنزل بينما هو ظل يراقبها حتي شعر انها وصلت الشقة ليذهب هو أيضاً لمنزله .. يزيل ذلك الهم من رأسه ويرتاح قليلا
** كانت تربت بحنان علي شعر قمر النائمة .. ورأسها علي قدmيها .. تشهق قمر كل ثانتين من الو.جـ.ـع والخـ.ـو.ف .... بينما حنين تفكر فيما سيحدث وكيف سيحلان تلك المصـ يـ بـة.. شاردة .. مازالت غير مستوعبة .. اخاها المسكين الذي يهوى تلك الفتاة .. بل يعشق التراب الذي تمشي عليه .. ويتمني ان تكون له في يوم من الايام .. هي لم تكن تحبه يوماً .... تنهدت بحـ.ـز.ن وامسكت هاتفها تُراسل اخاها ( انا هبات النهاردة مع قمر ) انتظرته حتي يجيب وبعد لحظات اجاب بالفعل ( ليه هي قمر فيها حاجة ؟ هي كويسة صح ) اغمضت حنين عينيها متألمة علي لهفته تلك .. ثم فتحتهما وارسلت له ( اه ياحبيبي كويسة بس هي وحشاني وكدا ف هفضل معاها الليلة دي .. وبكرا نتقابل الصبح توديني المشتل ) اغلقت هاتفها ووضعته جانباً لتأتيها رسالة اخري رأتها من الخارج من فارس ( ماشي ياقلبي ) رأت الرسالة ثم وجهت نظرها لقمر لتقول بعد تنهيدة ( قمر .. ممكن تصحي عشان نكلم شوية ) اجابتها الأخري بصوت مختنق باكي ( مش قادرة اكلم .... عشان خاطري سيبيني دلوقتي ) ولم يكن من حنين سوى الموافقة متألمة لحال صديقتها !!
** اشرقت الشمس .. ونشرت اشعتها في كل مكان .. أشعة علي البعض بأمل مشرق وعلي البعض الاخر بو.جـ.ـع مؤلم ....
كانا يجلسان سويا في حديقة منزله .. بينما هي تفرك يديها ببعضهما بتـ.ـو.تر ونظرها في الارض مُتحدثة ( انا واهلي بقالنا اربع سنين في الشارع .. انا اهل امي ناس صعايدة وكانوا عايشين بعادات وتقاليد كدا خاصة بيهم .. امي في يوم سافرت مع قريبتها القاهرة عشان يشتروا هدوم وهناك ابويا شافها واتعرف عليها .. وراح بيتها عشان يتقدmلها بس اهل امي موافقوش عشان هو من المدينة وان اهل المدينة دول يعني يباشا لموأخذة هما مش كويسين وكدا .. دي كان اعتقادهم .. بس انا امي كانت موافقة انها تتجوز ابويا وسابت البيت ومشيت مع ابويا واتجوزوا فعلا .. وانا بابا الله يرحمه كان عايش مع عيلة متكونه من امه وابوه واخته وكان عنده اخين .. كان هو اكبرهم ...وهما كانوا ناس معروفة في البلد يعني وكدا فأهل ابويا موافقوش علي امي عشان بالنسبالهم دي واحده خـ.ـا.ينة لاهلها وغدرت بيهم عشان تتجوز واحد غني ومعاه فلوس وبس .. فضلت امي عايشة معاهم في ذل واهانه .. لحد ما حملت فيا فقرر ابويا انهم يعيشوا في بيت لوحدهم .. وبالفعل حصل كدا وكانو مبسوطين وجيت انا وكريم وحور .. بعد ما حور اتولدت بست سنين والدي اتـ.ـو.في في حادثة .. ومـ.ـا.ت في ساعتها ... اخواته لما عرفوا انه كاتب لامي حاجات كتير اتهبله وجم البيت هددوها عشان توقع علي الحاجات الي كاتبها ليهم وفعلا امي وقعت خـ.ـو.ف علينا ... ولما رفعت عليهم قضية وخسرتها طردونا من البيت .. مكناش عارفين نعمل اي وامي مكنش معاها فلوس تكفينا طول العمر ولا حتي تشتري بيت يسترنا .. ومقدرتش ترجع بينا لاهلها .. ومن ساعتها واحنا بـ.ـنترمي في الشوارع لحد ما انت ظهرتلنا ياباشا ) كان ينظر لها مُتأثرا مما عاشوه هي واهلها .. تنهد بحـ.ـز.ن ثم نظر لها ( ربنا بيعوضكم يافرح ) هزت رأسها بابتسامة راضية ( الحمدلله يا باشا الحمدلله ) اكمل مسايرا اياها في الحديث ( طب وانتو يا فرح يعني مشفتوش حوليكوا الي بيتاجر في المـ.ـخـ.ـد.رات ولا بيسـ.ـر.ق وكدا محاولتوش تعملوا حاجة زي كدا ؟) نظرت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( لا والله ياباشا ما حصل .. انا يعني لو عشان يوم ما اتهجمت عالصيدلي كان عشان ا...) لم تكمل كلامها لانه قاطعها قائلا ( انا عارف .. بس انتي مالك قلقتي كدا ليه ؟) هزت رأسها بنفي وتنظر في عينيه قائلة ( مش قلقت ولا حاجة ياباشا والله بس بقولك يعني ) نظر إليها قليلا يتطلع ملامحها البريئة التي تنفي انها ليست بتلك الطريقة ابدا .. هز رأسه يبعد تلك الافكار عنها وهو يقف مكانه قائلا ( ماشي ياست فرح .. قومي شوفي بقا شغلك وانا ماشي علي شغلي .. ياكش يارب الي في بالي يطلع غلط ) رفعت رأسها تتطلع عليه ببعض الاستغراب وبعض الخـ.ـو.ف قائلة ( اي الي في بالك يابيه ؟) وضع نظارته الشمسية وابتسم ابتسامة هادئة ( متاخديش في بالك ) ثم اعطاها ظهره وغادر
↚
** كانت تعد العشاء في المطبخ .. عشاء مميز .. ليس به اي خطأ .. فمن سيتعشى معها الليلة ليس أي شخص وانما هو تيم بجلالة قدره .. انتهت وأخيراً بعد محاولات منها للصمود علي قدmيها بسبب تعبها .. ورتبت الطاولة والصحون عليها .. بينما هو عينيه عليها .. يشاهد حركاتها .. تفاصيلها .. ملامحها التي حفظها عن ظهر قلب .. شعرها الغجري ذاك .. وياللهول من شعرها .. رغم انها صغيرة القامه بريئة الملامح وليست كصنف النساء اللواتي عرفهم .. ولكنه يحبها هكذا .. يدmن وجودها بجانبه .. رغم اهانته لها وما يفعله بها .. ولكنه يخاف بُعدها عنه .....
قام من مكانه يتقدm للطاولة وجلس علي الكرسي الرئيسي ورفع رأسه لها قائلا بهدوء ( مش هتقوليلي مجتيش النهاردة الشركة ليه ؟؟؟!) تنحنحت ووضعت العصير امامه وجلست علي الكرسي المجاور له وهي تقول بنبرة مرهقة ( تعبت شوية يا مستر تيم والله ...عشان كدا مقدرتش اجي ) همهم ( اممم ) وهو يمدغ الطعام وكأنه يستطعمه .. بينما هي تراقبه بخـ.ـو.ف وترقب .. فأي خطأ معه يتحول لحوش ثائر لا يمكن التحكم به ولا باعصابه .. ابعدت عينيها عنه وهي تمسك كوب الماء وتشربه كله .. وضعته امامها وامسكت شفشق الماء الكبير ووضعت بالكوب امامها تحت انظاره .. ومدت يديها لتأخذه فكان هو الاسرع بسحبه من امامها ووضع مكانه صحن الطعام قائلا ( كفاية شرب مايه وكلي ) تنحنحت وبدأت في الاكل وبين الحين والآخر تراقبه بصمت ..................
** بدأ يوم جديد .. كان يوم بـ.ـارد كبعض القلوب .. عاصف كالبعض الاخر .. السماء ملبدة بالغيوم والشمس مسجونة خلفها ...
كانت فرح تقف امام المنزل منتظرة قدومه مثلما اخبرها .. كان قلبها يدب بالخـ.ـو.ف .. فـ ماذا يريدها سليم في هذا الوقت .. ولماذا يريدها من الاساس .. ستعرف حتما بعد القليل من الوقت .. قطع شرودها صوت السيارة تقترب منها فنظرت لها ولصاحبها .. انه سليم بشكله العابس .. مثلما تركته بالامس تماماً .. تنهدت بعمق كبير مستعدة لما سيحدث معها الآن .. اتجهت للسيارة وركبت جواره وهي تلقي الصباح بابتسامة صغيرة ( صباح الخير ) اكتفي هو بايماء رأسه دون الرد علي الصباح حتي ............
وصلا سويا لاحدي الاماكن المشتبه بها .. والتي كانت تأتي اليها تلك الفتاة المشتبه بها بأنها تتاجر في المـ.ـخـ.ـد.رات وتفعل غيرها من الافعال الشنيعة .. ترجل من السيارة وهي معه .. وقفت بجانبه تتطلع المكان .. كان عبـ.ـارة عن سكة حديدية قديمة وامامها سور قديم اتي عليه الزمن وكان ذاك السور من اللون الاسود بسبب الحرائق التي نشأت جواره .. يوجد مساكن قديمة ايضا ويبدو ان الزمن اتي عليها الا ان اصحابها مازالوا بها .. ويوجد قطارين او ثلاث بالعدد متعطلين .....
نظرت له فرح باستغراب وقوصت حاجبيها قائلة ( باشا انت جبتني هنا ليه ؟) لم ينظر إليها وانما ظل ينظر امامه قائلا بهدوء سابق للعاصفة ( مش بيفكرك بحاجة المكان دا ؟) اخفضت بصرها بغزى وهي تقول بنبرة حزينة ( طبعا يا بيه .. بيفكرني اني كنت قاعدة هنا قبل ما حضرتك تاخدني البيت بتاعك وتشغلني عند والدتك .. ) اغمض عينيه متألما فليس ذلك ما كان يود سماعه ليس ذلك .. هو لم يكن يود ان يذكرها بما عاشته ابدا .. ازال نظارته الشمسيه ونظر إليها بهدوء ( انا مش قصدي كدا يافرح ... قصدي متاجرة المـ.ـخـ.ـد.رات الي كانت بتحصل هنا ) فتحت عينيها بصدmة وفمها لحق عينيها في تلك الصدmة مفتوحاً .. كانت تنظر له مصعوقة .. بالمعني الحرفي مصعوقة بينما هو تهجم وجهه من ردة فعلها .. وكأنه يتأكد انها شعرت انه كشفها .........
** كانت تقف في المطبخ تعد الفطار لاخاها .. يديها تعمل ولكن عقلها في مكان اخر .. عقلها الآن مع قمر .. صديقة روحها وبر اسرارها ايضا ابنة خالها .. تفكر كيف ستساعدها في حل تلك المصـ يـ بـةالتي وقعت فوق رأسها .. هل ترفع عليه دعوة في المحكمه .. لا بالتأكيد ستصل المصائب تلك الي الجميع وقمر خائفة من المواجهه ! .. ولكن عاجلاً ام اجلا يجب ان يعلم الجميع بما حدث وبما سيحدث .. سليم اولهم لانه الوحيد الذي سيسرع في حل تلك المصـ يـ بـة.. واخاها المسكين - فارس - ذلك العاشق الولهان .. الواقع في عشق تلك الفتاة التي وللاسف تحب غيره بل تزوجته عُرفيا .... وعلي سيرة العاشق ذلك سمعت صوته وهو يلقي الصباح بصدر رحب ( صباح الخير يا روحي ) افاقت من حبل شرودها علي صوته وهي تقول بابتسامة بسيطة ( صباح النور ياعيوني .. يلا اقعد عشان تفطر قبل ما تنزل ) جلس وهو يبتسم ( دلعيني دلعيني اصل انا وحياتك محتاج الي يدلعني ويهشتكني اليومين دول ) قهقهت بخفة وهي تضع الطعام امامه ( طب كُل ياعنيا كُل وانا بدلعك اهو يخويا ) شرع في الطعام معها وهو يقول ( ماشي .. بس بقولك انا في واحد صاحبي هيجي النهاردة معايا بعد الشغل يتغدى معانا .. اممم اجيبه ولا هتضايقي .. اصل بصراحة هو بيجي دايما وكدا وانا بروحله ) للحظات صمتت واتي ببالها ليث .. ذلك الوقح الذي غازلها بالامس في المشتل .. فضيقت عينيها بغل ونَسيت تماما انها تتحدث مع اخاها ليرفع هو حاجبيه باستغراب قائلا ( حنين .. مالك ياقلبي وانتي شكلك عايزة تاكلي حد كدا بايدك وسنانك ) افاقت علي كلامه وهي تتنحنح ( احم .. لا طبعا اعزمه طبعا ) هز رأسه بابتسامة ( ماشي ياستي .. بالمناسبة قمر عاملة اي اكيد بتتكلمو وكدا ) عبست وهي تتطلع لاخاها وقالت بتنهيدة ( كويسة الحمدلله ياحبيبي ) نظر اليها مستغربا ووضع الطعام امامه ( في حاجة ولا اي ) امسكت كوب ماء تجدد ريقها وهي تقول بنفي ( لا لا .. مافيش هي كويسة ) همهم بتفهم ثم بدأ يأكل مرة اخري قائلا بهدوء وشرود ( مش عارف ياحنين .. بفكر اقربلها اكتر .. يعني وافهمها اني بحبها هي البعيدة مبتفهمش وكل حاجة والكل عرف حتي سليم اخوها بس هي لسه .. مش عارف اعمل معاها اي تاني )
↚
** فتح صندوق السيارة علي مضض واغمض عينيه للحظة وفتحهما مع فتح الباب وهو ينظر لتلك الفتاة .. فتاة ذات بشرة سمراء بملامح مليئة بالتراب .. وملامح شرسة .. شفتين منتفختين متشتقتين .. وجه ملئ بالتراب .. احس براحة في قلبه ونظر إليها بغضب ( انتي الي عاملة دا كله ياحتة بتاعه ) لم تتحدث وهي تنظر اليه بطرف عينيها .. فرفع عينيه اليها وهو يقوص حاجبيه .. ثم اغلق باب الصندوق قائلا ( خدوها يا علي ) هز علي رأسه بطاعة قائلا ( حاضر ياسليم باشا ) ثم التفت سليم مبتسماً بثقة ونصر .. والتجه لسيارته يقودها للمنزل
** في صباح اليوم الجديد .. صباح ملئ بالمغامرات التي لا تنتهي .. والقصص الطويلة .. واهمهم المشاكل
كان يجلس مع والدتها واخاها واختها الصغري .. يتناول معهم وجبة الافطار بينما هي منذ تلك اللحظة التي اتهمها بمتاجرة المـ.ـخـ.ـد.رات وهي متـ.ـو.ترة وخائفة كانت تنظر اليه بين الحين والآخر بينما هو يراقب كل تحركاتها ونظارتها له ..
شرب بعض الماء ونظر إليها قائلا ( فرح .. فاكرة لما قولتلك في حد بيتاجر مـ.ـخـ.ـد.رات في منطقة قريبة من هنا ) نظرت اليه بترقب وهي تهز رأسها ( اتقبض عليها امبـ.ـارح ) فتحت عينيها بصدmة .. ثم ارتسمت إبتسامة علي فمها قائلة ( بجد .. طب يعني دي حاجة كويسة ) نظرت اليهم الوالدة قائلة ( الحمدلله يابني انها اتقبض عليها عقبال امثالها ) نظرت اليها فرح وهي تبتسم ابتسامة صغيرة وتهز رأسها ( يارب ) بينما هو كان يلاحظ نظرات فرح بين الحين والاخر بين المبتسمة ... والمترددة .. والهادئة .. وبين الخائفة في بعض الاحيان ..
بعدmا انتهوا من تناول الفطور اخذها ليوصلها للمنزل .. بينما هي كانت شاردة في الخارج .. وتنهدت بعمق وهي تنظر اليه مبتسمة بينما هو ايضا بادلها الإبتسامة مضطراً من مراقبتها ..
وصلا للمنزل ونظر إليها قائلا ( انا مش هقدر اجي اروحك النهاردة عشان هتأخر في الشغل فحاولي تتطلعي بدري شوية ) اجابته بالموافقة وهي تهز رأسها قائلة ( ماشي ياسليم بيه ) ثم ترجلت من السيارة للمنزل بينما هو علي فمه إبتسامة هادئة .....
** ( يلاااا يا نوووور ) قالها علي بصوت مرتفع يستعجل نور علي النزول لكي يوصلها لعملها .. ما هي الا لحظات حتي وجدها تهبط مرتديه فستان واسع من الخصر للقدm .. فستان مورد باللون الزهري والابيض .. هبطت كالملاك واسرت قلبه اكثر
ابتسم باعجاب لذلك الملاك الهابط بشعرها المتطاير ليقول بنبرة خافته شاردة ( ماشاء الله ) كانت تقف امامه بينما هو يراقب ذلك الجمال لتسمعه يقول " ماشاء الله " فتوردت خدودها خجلا من ذلك الذي يحرجها دائما .. ابتلعت ريقها وهي تتنحنح ( امم احم .. يلا نمشي ولا اي ) ابتسم وهز رأسه مجيبا اياها ( يلا ياللي هتجنيني في يوم يلا ولا هو انتي لسه هتجنيني .. منتي خلاص عملتيها ) قهقهت بخفة وهي تضـ.ـر.به برفق علي كتفه قائلة ( بس بقا الله .. امشي يلا ) سار بجانبها قائلا ( يلا امري لله ) ركبا السيارة بينما هي تقهقه علي ما يفعله وهو مبتسم برقة لجمالها وخفتها وعفويتها
** كانت تنظر إليه برعـ.ـب وهي تتفقد ملامح وجهه لتبتلع غصتها قائلة ( ممم.مممستر تيم .. انا والله العظيم ما رديت عليه يعني انا قطعت الرسالة الي وصلتني دي .. وانا اكيد مش هعمل حاجة زي دي ) صرخ في وجهها غير عابئ برعـ.ـبها منه قائلا ( انتيي هبلة .. فكرك يعني هما هيسكتو لما انتي قطعتي الرسالة .. بس انا مش هسمح لامثالهم يسـ.ـر.قوا تعبي .. انا هوريهم .. ولو حصل منك غلط واحد يا طيف .. صدقيني اقــ,تــلك فيها فاهمه ) هزت رأسها كثيرا بدون وهي موافقة علي كلامه وهي تقول بنبرة باكية ( حا.ضر حاضر ) كانت عينيها مدmعتين خائفتين .. بينما هو نفخ بضيق من ذلك الخـ.ـو.ف الذي يحتليها .. اقترب منها يعانقها بحنو ثم مال عليها يحملها بدون تعب وسار بها للغرفة
** وصلت الي المشتل لتجد سيارة مألوفه بالنسبة إليها امام المشتل .. قوصت حاجبيها وهي تدعو داخلياً الا يكون ذلك الليث الغـ.ـبـ.ـي .. دلفت للمشتل ولم تجد أحداً سوى فتاة صغيرة تضع للزهور ماء وتسقيها وهي مبتسمة بتلك البراءة المعهودة لدي الأطفال .. اقتربت منها وهي تبتسم ( احم .. هاي ) التفتت إليها تلك الفتاة الصغيرة بابتسامة بشوشة ( هاي .. جاية تشتري ورد ) نظرت حنين حولها لعلها تجد رزان ولكن لم تجد أحداً لتهز رأسها بنفي قائلة ( لا انا صاحبة المشتل .. انتي مين بقا ؟) نظرت إليها باستغراب وهي تفتح فمها نتيجة لاستغرابها قائلة ( لا .. الورد دا بتاع عمو فارس ) قهقهت حنين وهي تمسد علي شعرها بحنان قائلة ( مهو انا اخت عمو فارس .. وانا بشتغل هنا بداله ) همهمت تلك الفتاة وبرزت شفتيها بتفكير .. ثم هزت رأسها قائلة ( انا اسمي ماريا .. وانتي ) اجابتها حنين وهي تضع حقيبتها جانباً قائلة ( وانا حنين .. اسمك حلو خالص يا ماريا ) ابتسمت اليها ماريا قائلة ( وانتي كمان ) ثم نظرت خلف حنين قائلة ( بابي .. شوفت حنين اخت عمو فارس ؟ ) ابتسمت حنين لتلك البريئة التي تعرفها علي والدها ثم التفت لتنظر للمدعو والدها ولكن هبط دلو ماء بـ.ـارد علي رأسها عنـ.ـد.ما رأته .. فتحت عينيها بصدmة وهي تنظر إليه بينما هو ابتسم ابتسامة صغيرة يعلم ما تمر به الآن فهي مصعوقة بالتأكيد ثم قال وهو ينظر لماريا قائلا بحنو ( شوفتها ياروحي ) ثم وجه نظره لحنين وابتسم بخفة ( ازيك ) ابتسمت ابتسامة صغيرة بـ.ـاردة من داخلها قائلة ببرود ( كويسة ) ثم نظرت إليه بقرف .. نظرة يعلمها جيداً ... معني لا يود ان يشرحه لنفسه حتي لا يتألم ولكن هو يعلم تلك النظرة .. والتي تعني " هل تتغزل بـ بنات الناس وتخون زوجتك " ابعد نظره عنها بهدوء وهو ينظر لماريا قائلاً ( حبيبي .. يلا عشان نمشي بقا انتي قولتيلي هنيجي شوية المشتل وبعدين نروح ) نفخت الصغيرة بضيق ونظرت لحنين ( باي ياحنين ) ابتسمت اليها حنين بحنان واقتربت تقبلها علي خدها برقة قائلة ( باي ياقمري .. ابقي تعالي تاني ماشي )
رفعت نظرها تنظر مرة اخري له بينما هو ابتسم لها إبتسامة صغيرة يبادلها تلك الابتسامة البـ.ـاردة ثم امسك يد ماريا مودعا حنين ( سلام يا حنين ) نطق اسمها بكثير من المشاعر والمعاني التي يحملها داخله .. ولكن كل ما تحمله هي الآن الغضب .. والبغض له
↚
** ( اتجوزك ؟) قالتها قمر بصدmة بينما هز فارس رأسه ووقف امامها قائلا ببرود ( اه يا قمر هتتجوزيني .. هطلقك منه وتتجوزيني ) ابتلعت غصتها ونظرت إليه بشرود وهي تبتلع غصتها .. واخفضت بصرها للأرض تعلم جيداً انها نتيجة افعالها .. ولكن لماذا يريد فارس ان يتزوجها ؟ لماذا فكر بذلك ؟ فنظرت إليه مرة أخري ثم قالت بنبرة متسائلة ( انت .. عاايز تتجوزني ليه ؟ ) نظر إليها قليلاً .. يود ان يصارحها بحبه الآن ويجذبها لاحضانه يطمئنها انه لن يتركها هكذا .. ولكن لا .. لن يفعل ذلك فقال بنبرة بـ.ـاردة واولها ظهره ( عشان اربيكي ياقمر ) فتحت عينيها علي وسعهما وهي تنظر لظهره ... مااااااذاااا ؟؟؟
- سليم وفرح -
** دلف إليها مرة اخري يتمني داخله ان تعترف .. وها هو مرة اخري سيتعامل معها ببرود .. جلس امامها وهي تنظر إليه بترقب .. فقال ببرود ( قررتي اي ؟) بللت شفتيها وهزت رأسها بنفي ( ياباشا والله العظيم انا خلصت الشغل .. وروحت عشان اجيب الدوا لماما انا متعودة اجيبه في اليوم دا .. والله العظيم ما زي ما بتفكر والله ) حاول مجارتها في ذلك قائلا ( اشمعنا المكان دا بالذات يعني ؟؟ انتي فاكرة المكان دا ؟) صمتت تسترجع ذلك المكان ثم قالت ( ااه .. والله دي صدفة يعني ان المكان دا يكون نفسه هو الي انت ورتهولي .. صدقني ياسليم باشا) وعند انتهاء كلامها اقتربت منه تمسك يديه بترجي وتنظر داخل عينيه لعلها تجد النجاة .. ولكن لا حياة لمن ينادي .. دفع يديها بعنف وقام ( كدا تمام اوي يا فرح .. يبقي نكمل كلامنا في القسم قووووومي ) جذبها من يديها بعنف وهي تصرخ من شـ.ـدته ومشت معه ببكاء مرير .. لماذا يرفعها لسابع سماء ثم يرميها لسابع ارض .. لماذا يفعل بها هذا .. لقد حطمها الآن !!
دفعها داخل السيارة بعنف واغلق الباب والتفت ليركب سيارته فأتاه اتصالا من علي .. رفع الهاتف علي اذنه يستمع لكلام علي بصدmة .. وقف مكانه يسترجع نفسه واعاد شعره للوراء بغضب ثم أخذ نفسا عميقا وعاد مرة اخري للناحية التي تركب بها فرح .. وفتح باب السيارة وانزلها بالقوة من السيارة مع صرختها وهي تقول ( في ايي هتاخدني فين تااني ؟) ادخلها مرة اخري تلك الغرفة دون قول كلمة منه واغلق عليها .. بينما هو وقف امام البيت يفكر فيما سيفعله بتلك المسكينة بعد اتصال علي له ...
تذكر الاتصال عنـ.ـد.ما اخبره علي ( باشا في مكان من المشتبه به .. مسكوا البـ.ـنت بالمواصفات الي كان متبلغ عنها .. احنا خدناها القسم وبيتحقق معاها .. مش عارف اذا كان دا تمويه عشان نسيب فرح .. ولا هي فرح فعلا مظلومة ؟) استرجع ذلك الكلام في رأسه ثم رفع رأسه للسماء واغمض عينيه وهو ينفخ بضيق
** حل صباح يوم جديد .. يوم عاصف يعصف علي المشاعر .. يقسو عليها .. ويوم ممطر يغسل بعض القلوب .. ويطهرها ..
- تيم وطيف -
كانت تضع الملفات في حقيبة العمل بيد مرتجفة .. وتمسح بكف يديها دmـ.ـو.عها التي تنساب علي خديها دون توقف .. وجهها به بعض الجروح بسبب تلك الليلة التي لم تمر عليها مر الكرام .. شعرت بقدومه للغرفة فرفعت رأسها سريعاً تنظر له بخـ.ـو.ف .. ثم ابتلعت غصتها وهي تقول بصوت مختنق متقطع ( انا جمـ...مـعت الملفاتت كـ كلها .. وو والأوراق ) بينما هو جلس علي الأريكة ووضع قدm فوق الأخري وهو يشعل سيكارته التي اعتاد علي النفس منها .. وكأنها الأكسجين له .. ظل يتطلع إليها للحظات يرمقها بنظرات تجعلها تحقر نفسها .. اخفضت بصرها وهي تشعر بوغز شـ.ـديد الو.جـ.ـع في قلبها .. أخذت نفسًا عميقًا وسمعته يقول ببرود حاد ( بُصيلي )
رفعت نظرها تطلع إليه بعينين لامعتين من البكاء .. مال قليلًا على الطاولة يُطفئ تلك السيكارة التي لم يكملها ويبدو انه سيكمل علي طيف بدلاً منها .. قام متوجهًا ناحيتها يرفع وجهها له ومرر يديه علي الورم الذي بجوار شفتيها من ضـ.ـر.به لها ليلة أمس على فعلتها الشنيعة .. فضمت شفتيها علي بعضهما بخـ.ـو.ف وهي تنظر لعينيه .. تحاول ان تتوقع ما الذي سيفعله بها ولكن هو غامض لا يُظهر القادm .. ارادت ان تنجو من عـ.ـذ.ابه القادm فقالت بنبرة مُتألمة وهي تسند رأسها علي صدره ..
( انا قلبي بيوجـ.ـعني اوي .. عشان خاطري كفاية .. حاسة اني روحي بتتسحب ببطء )
اجهشت في البكاء وهي تُخبئ رأسها بصدره بينما هو ضمها إليه اكثر يمسد علي شعرها قائلا بنبرة هادئة بـ.ـاردة ( متخافيش .. مش هتمـ.ـو.تي دلوقتي لسه شوية ياطيف ) ثم اكمل تمسيد علي شعرها بهدوء للغاية .
- حنين وليث -
كانت تسقي الازهار في المشتل بينما هو دلف للمشتل ووقف عند بابه يتطلع إليها .. هو اُعجب بها من اول مرة رآها .. إعجاب ليس كأي اعجاب لأي فتاة يراها .. بل هي مختلفة .. فكل يوم ينمو مشاعر جديدة مختلفة في قلبه ناحيتها .. هي قطته اللذيذة .. يحب دائما مشاكستها .. تذكر للحظة صديقه المقرب - فارس - الذي وقف جانبه في كل ازمـ.ـا.ته .. يخاف ان يخسر صداقتهم بسببها .. ولكن ما يطمئنه ان فارس يعرفه جيداً .. ويعلم بما يفكر وكيف هو ..
كانت تلتفت فرأته يقف ينظر لها بشرود .. اشتعلت غضبا واقتربت من مكانه قائلا بانفعال ( انت جاي هنا عايزز اي ؟) قوص حاجبيه وهو يتقدm امامها قائلا بهدوء ( مالك يا اسمك اي انتي .. هو انا واقف ولا قاعد فوق راسك ) التفتت حولها تود ان تضـ.ـر.به بشيئا فرأت كأس الماء جوارها فأمسكت ذلك الكوب ورشته بوجه ليث بلا اهتمام .. بينما هو اغمض عينيه يتلقي فعلتها المـ.ـجـ.ـنو.نه ورفع يديه يبعد الماء فرأها تنظر له بانفعال ورفعت اصبعها في وجهه قائلة ( اسمعع كويس الي هقوله وخليه حلقة في ودنك .. متجيش تاني عالمشتل عشان انا الي هبقي موجودة فيه .. عايز تشوف فارس صاحبك روح شوفه برا انا مبقتش عايزة اشوف وشك تاني انت فاهم .. اهتم بمراتك وبـ.ـنتك بدل ما انت عمّال تجري ورا بنات الناس كدا .. واحد خـ.ـا.ينن ) التفتت لتغادر فأمسكها من يديها يديرها له بعنف قائلا ( مش عشان سكتلك تعمليلي الشوية دوول ... انا مش خايين ومش بتاع بنات .. متبقيش تتكلمي وانتي مت عـ.ـر.فيش حاجة .. وان كان مش عايزة تشوفي وشي ) دفعها دفعة صغيرة قائلا بحدة ( انا برضو مش عايز اشوفف وشكك ) رمقها بنظرة حادة غاضبة ثم اولاها ظهره وغادر بينما هي تنظر لفراغه بغضب وبعض شعور الذنب لما قالته
↚
اتي صباح يوم جديد .. يوم مفعم بالنشاط لدي البعض و مفعم بالكسل لدي البعض الآخر ... وكل شخص لديه ما يتحمله قلبه .. فيخرج ما بقلبه بيومه ان كان يحمل الحُزن او السعادة .. او الألم ...
كانت تعد طعام الإفطار حتي تفطر هي واخاها قبل ذهابهم للعمل .. تعد بعقل شارد بـ ذلك الليث الذي اقتحم شرودها منذ الامس ....
تفكر به وبـ كلامها له ولماذا يركض وراءها وهو متزوج ولديه ابنة ؟ بالطبع فهو مثل شباب هذه الأيام لا تملئ زوجته عينه فيخرج للاخريات .. هذا اخر ما خطر ببالها عنـ.ـد.ما قطع فارس افكارها وهو يقول بابتسامة بسيطة( صباح الخير يا روحي ) ثم جلس علي كرسي طاولة الطعام في المطبخ و ابتسمت هي بابتسامة خافتة وهي تضع الاطباق امامه ( صباح الورد ياقلبي ) ثم وضعت له الخبز وجلست ( هتخلص شغل النهاردة امتي ؟) بدأ بتناول الطعام وهو يقول بحيرة ( والله معرفش .. علي حسب بقا اما الكشوفات تخلص .. ) همهمت بتفهم وهي تتطلع لملامحه ثم قالت باستغراب مزدوج ببعض القلق ( اُمال صحيح انت مالك كدا من امبـ.ـارح مش حساك علي بعض ؟) نظر إليها قليلا وهو يمدغ لقمته ببطء ثم شرب بعض الماء وهو يقول بنفي ( ماليش ياحنين ) ابتسمت بسخرية ورفعت يديها تلوح في الهواء قائلة ( لا والنبي .. اه روح قول كدا لغيري دانا حفظاك صم ) اخرج تنهيدة عميقة من داخله وهو يقول ببرود ( كنتي ت عـ.ـر.في ان قمر متجوزة صح ؟) ( هاا !) خرجت منها وهي تنظر إليه بصدmة علي ما عرفه .. ظلت تتطلع عليه وهي تفتح فمها وعينيها بصدmة ثم قالت بـ.ـارتباك ( فارس انا .. ) لم تكمل كلامها بسبب مقاطعته لها بهدوء ( خلاص انا عرفت بقا .. وهي هتطلق منه قريب ) ابتسمت حنين بسعادة قائلة ( بجدد ) اكتفي بهز رأسه بابتسامة صفراء ثم قال ( اه كلمتها واتفاهمنا انها هتتطلق منه ) كان يود اخبـ.ـارها بأنه سيتزوجها ايضا ولكنه صمت وعزم ان تكون مفاجأة للجميع فغير محور الموضوع قائلا ( بقولك .. عايز منك طلب ) ضيقت عينيها قائلة باستغراب ( طلب اي ؟) نظر لها ثم ارتشف بعض العصير وقال ( صاحبي الي اتغدا معانا من كام يوم .. ليث ) قلبت عينيها ثم قالت ببرود ( اممم اه ماله دا ؟) قوص فارس حاجبيه ثم قال ( مالك قلبتي وشك كدا ليه لما سمعتي اسمه .. هو عملك حاجة ؟) هزت رأسها بنفي وقالت بسخرية ( هو يقدر ..معملش بس من يومين كان في المشتل هو وبـ.ـنته ماريا ) همهم فارس بتفهم وهو ينظر في اللاشيء ثم عاود النظر لها قائلا ( مهو الموضوع علي ماريا .. هو عنده شغل لوقت متأخر وانا اقترحت عليه يجيبها تقعد معاكي لحد ما يخلص ، ممكن ؟ ) انفعلت للحظة قائلة ( وامها فيين يعني ؟) استغرب فارس انفعالها ولكنه قال بهدوء ( مـ.ـيـ.ـتة !)
لحظات من الصمت مرت علي حنين عالصاعقة !! هي اخبرت ليث انه خائن ويركض خلف البنات وزوجته متوفاه ابتلعت ريقها تشعر بالذنب ثم نظرت لفارس قائلة بنبرة حزينة ( يعني مـ.ـر.اته مـ.ـيـ.ـتة ؟) ( مرااته .. مراتت مين ؟) قوص فارس حاجبيه ورفع طرف شفتيه باستغراب فقالت هي بحيرة ( مرات ليث صاحبك انت مش بتقول امها مـ.ـيـ.ـتة ) هز رأسه عدة مرات بنفي ثم قال ( حنين فوقي معايا الله يكرمك .. ماريا دي بـ.ـنت اخو ليث .. وامها وابوها مـ.ـا.تو في حادثة من ست سنين كانت ماريا عندها سنتين والي رباها ليث ) ابتلعت غصتها وهي تقول بحـ.ـز.ن ( ياحبيبة قلبي .. ربنا يرحمهم يارب ) تنهد فارس ثم قال ( يارب .. المهم اخليه يجبهالك عالمشتل النهاردة ولا اي ؟) صمتت قليلا تفكر كيف ستواجه ليث بعدmا علمت الحقيقة من أخاها الآن .. ولكن لحظة حتي ولو ذلك ليس له الحق في ان يتغزل بها ! قالتها حنين في سرها وهي تهز رأسها مؤكدة علي ماقالته في بالها وعلي كلام فارس ... فأبتسم فارس قائلا ( تمام .. يلا انا ماشي ) ودعته وانتهت من تبديل ملابسها وذهبت هي الأخري للمشتل تنتظر قدومهم .........................
كان مشحونا بالغضب والضيق بسبب ما عرفه عن اخته بالأمس ... قرر من غضبه ان يعيدها لزوجها ولكنها ترفض ان تعود .. هل اكتشفت حقيقته متأخرة ؟ ولماذا لم تسمع كلام أخاها في البداية ؟؟ ها هي الان تُعـ.ـا.قب علي خطأها بعدm الاقتناع ان ادهم ليس شابا جيداً ...
خرج من غرفته متوجها للاسفل وقد شرد عقله بفرح... هل سيذهب إليها اليوم ؟ ولكن بأي حق سيذهب تمتم بصوت منخفض وهو يكز علي اسنانه ( دا شغلي هو انا يعني كنت اتهمتها بدون سبب ) زفر بضيق ورأي والدته تجلس علي الأريكة وهي شاردة .. تنهد بعمق واقترب يقبل مقدmة رأسها قائلا ( صباح الخير ياحبيبتي ) نظرت اليه بابتسامة دافئة ( صباح النور ) ثم قالت وهي تجلسه جوارها ( اقعد عايزة اتكلم معاك شوية ) زفر بحنق يعلم جيداً انها ستتحدث معه حول موضوع اخته فقال ( ماما انا مش عايز اتكلم في موضوع قمر تاني الي عندي قولته ) فقالت والدته بصوت غاضب ( انا بـ.ـنتي مش هترجع غـ.ـصـ.ـب عنها لواحد زي الحـ.ـيو.ان دا ؟) رفع حاجبيه باستنكار ممزوج بسخرية ( وهي كانت اتجوزته غـ.ـصـ.ـب عنه .. مهي اتجوزته عـ.ـر.في من ورانا كلنا ) زفرت والدته قائلة ( يابني دي اختك وهي غلطت وكلنا بنغلط وهي دلوقتي نـ.ـد.مت علي الي عملته عشان كدا هي عايزانا نساعدها عشان خاطري روح خليه يطـ.ـلقها ) نظر امامه في اللاشيء قائلا ( ربنا يسهل .. انا رايح الشغل وفرح مش هتيجي النهاردة كمان ) قالت والدته بتساؤل ( هي مجتش بقالها تلت ايام ليه .. في حاجة يابني ولا هي تعبانة ) تنحنح بهدوء وهز رأسه قائلا ( لا لا .. والدتها تعبانة شوية بس هتبقي كويسة وهي هترجع ) همهمت بتفهم وهي تهز رأسها ( ماشي يابني لو احتاجت اي حاجة قولنا .. فرح بـ.ـنت كويسة وتستاهل كل خير ) تنهد ثم قام من مكانه قائلا ( ماشي انا همشي عشان عندي شغل ) ثم اولاها ظهره مغادرا وهي صعدت لغرفة قمر تجلس معها .......................................
- علي ونور -
( اخبـ.ـارك شغلك اي؟) ابتسم علي وهو يقف علي باب المطبخ يستند علي الحائط ويتابعها وهي تعد الطعام .. ابتسمت وهي تهز رأسه لاعل واسفل ( حلو خالص ) همهم وهز رأسه قائلا ( اممم ماشي كويس ربنا يوفقك ) ثم لف رأسه ينظر لوالدتها وهي تجلس خلفهم تنقي الأرز قائلا ( يامم نوور .. عايز افتح معاكي موضوع مهم ؟) نظرت إليه وهي تعدل من وضعية النظارات علي عينيها ثم نظرت مرة أخرى للارز وهي تضيق عينيها لتري الحصى من الارز وتخرجه قائلة ( اي يابني قول ) نظر لـ نور ثم لها وهو يقول ( بصراحة بقا انا عايز اطلب ايد نور بـ.ـنتك ونخلي الموضوع رسمي .. انتي عارفة اننا بنحب لبعض ومن زمان وانتي عارفة اننا لبعض وانا كل حاجة جاهزة ليه نستني ؟) نظرت والدتها له مرة اخري وهي تبتسم بحنو ثم نظرت لابـ.ـنتها حمراء الوجه من الخجل قائلة ( هو انا هلاقي احسن منك لنور بـ.ـنتي يا علي ) ابتسم علي ابتسامة واسعة ثم نظر لمعشوقته قائلا ( وانتي اي رأيك يا نور ؟) تنحنحت بخجل قائلة ( الي ماما تقوله !) ثم اولته ظهرها وظهر علي وجهها الإبتسامة الواسعة الخجل فقال وهو يصفق بسعادة ( يبقا علي بركةة الله زغرطيلنا زغروطة يام نوور ) فزغرطت تلك السيدة بصدر منشرح بينما العشاق يبتسمون بسعادة غير مدركين ماهو المصير القادm
↚
- سليم وفرح -
صدmة تلو الأخري تسقط فوق رأسها عند قوله ( انا عارف ان كان المفروض والدتي تيجي معايا بس انا قولت يعني اجي افاتحكم في الموضوع والمرة الجاية والدتي تيجي ) ماذا ماذا ماذا ؟؟ أيطلب يديها حقا .. هو يريد ان يتزوجها ؟ كيف ومتي ؟ ولماذا يريد ؟ لم يكن في الحسبان يوماً ان يأتي سليم ويطلب يديها .. بل لم يكن بالحسبان ان تتزوج هي ؟! كانت تريد ان تعيش مع والدتها واخوتها خـ.ـو.فا عليهم من صدmـ.ـا.ت تلك الدنيا .. صدmـ.ـا.ت الدنيا التي تعيشها فرح الآن .. شعرت بدوار يقتحم رأسها بألم قوي .. خرج منها صوت أنين وهي تستمع لصوت والدتها المتلبك ( يابني هو انا هلاقي زيك لفرح بـ.ـنتي .. بس يعني مش عارفة والله اقولك اي ؟) لم تشعر بعدها سوى بـ.ـارتطام رأسها بالأرض وذهبت بعدها في سبات عميق ..
فُزع المتواجدين وجرى سليم لها يجلس جوارها وهو يطرق علي خدها ( فررح .. فرحح ) اتت والدتها هي الأخري بسرعة البرق وجلست جوارها والقلق ينهش بقلبها فقالت بصوت قلق ( يافرح يابـ.ـنتي اصحي ) اتى كريم بكأس ماء فأخذه منه سليم وبدأ يرش علي وجهها بعض قطرات الماء .. ولكنها لم تفق فقالت والدتها بخـ.ـو.ف وقلق شـ.ـديد ( يابني هي مش راضية تصحى ليه ؟) اخرج هاتفه من جيبه وهو يقول بقلق ( هتصل عالدكتور دلوقتي ) ثم تحدث مع فارس وارسل اليه العنوان وانحني لفرح مرة اخرى يحملها للغرفة ثم وضعها علي الفراش وهو ينظر لها بنظرات قلقة .. وجهها الشاحب وعينيها الدابلتين .. كل ذلك بسببه .. بسبب ما فعله بها .. زفر بضيق ونظر لوالدتها التي تجلس جوارها وتمسك يديها بقلق .. ولاختها واخاها القلقيين علي اختهم الكبرى .. تتابع خطوات " حـور " له وهي تنظر لفرح بقلق ثم نظرت له قائلة ببراءة ممزوجة بقلق ( انكـل سليم .. هي فرح هتبقي كويسة صح ؟) ابتسم بحنو ثم انحني يجذبها لجانبه يلف يديه حول كتفها قائلا ( اه ياحبيبتي هي كويسة .. هي بس تعبانة شوية والدكتور هيجي دلوقتي يقولنا مالها .. متخافيش ماشي ) تطلعت له قليلاً ثم لفرح وتنهدت بهدوء ..
وما هي إلا دقائق اخرى حتى وصل فارس وبدأ بفحص فرح ... وعنـ.ـد.ما انتهى نظر لـ سليم ثم لوالدتها ( هتعوز يتعلقلها محلول يفوقها .. وهي ممكن يكون حصلها كدا عشان مكلتش كويس وباين حالتها النفسية مش كويسة فعشان كدا ضغطها نزل !) ابتلع سليم غصته بشعور الذنب قائلا ( طب يعني هتبقى كويسة بعد كدا ) هز فارس رأسه قائلا ( اه يابني هتبقى كويسة .. بس تاكل كويس وهكتبلها دوا تاخده ) ثم خرج من سليم خارج الغرفة وكتب له الدواء وقال بهدوء ( نبقى نتكلم بعدين يا سليم .. في مواضيع كتير عايز نتكلم فيها ماشي ؟!) هز رأسه قائلا ( ماشي هبقي اتصل بيك ونتقابل ) ثم ودعه واخذ فارس اغراضه وغادر المكان .........
بينما سليم دلف مرة اخرى ونظر لفرح قليلاً .. نظرات تحمل شعور الذنب .. نظرات حزينة .. ومحببة لقلبه .. تلك القابعة في الفراش .. يود ان يخبئها بعيداً عن انظار كل هؤلاء اللذين يجـ.ـر.حونها .. وبالذات هو .. يريد ان يخبئها من نفسه .. اخذ نفسا عميقا ونظر لوالدتها ( انا هنزل اشتري الدوا بتاعها .. وهو المحلول هيفضل زي ساعة ونص كدا هفضل لحد ما يخلص وتفوق وهبقى امشي ) قامت والدتها وقفت امامه وهي تربت علي كتفه قائلة ( تسلم يابني .. والله ماعارفة من غيرك كان حصلنا اي .. ربنا يحفظك يارب ويحرسك ) ابتسم لها بامتئنان لدعاويها له قائلا ( كله في ايد ربنا .. مش هتأخر عليكم ) ثم اولاها ظهره وغادر لجلب الدواء لتلك المسكينة النائمة في الفراش بلا حول او قوة .. لا تعرف ماهو المصير القادm ولا تعرف ماذا سيحل بهم هي تاركة كل الأمر الآن علي ربها
ليث وحنين
** ( ايوه يا ليث .. انا راجع عالبيت اهو حصلني انت وماريا مع حنين في البيت اصلا ) اتاه صوت ليث من الهاتف قائلا ( ماشي خلال ربع ساعة بإذن الله وهكون قدام بيتك .. يلا سلام ) اغلقا الخط بينما عاد فارس للمنزل ليرى اخته جالسة علي الأريكة وتتحدث مع احدهم في الهاتف وعنـ.ـد.ما رأته قامت باتجاهه قائلة ( ايوه يا ماما فارس لسه واصل اهو .. ماشي خديه معاكي ) ثم ناولته الهاتف ليبتسم هو بحنو ( السلام عليكم .. ازيك ياست الكل ) ثم خرج للشرفة بينما حنين تتبعته بابتسامة خافتة وذهبت لغرفتها تجلس علي الفراش بجانب " ماريا النائمة " ابتسمت بحنو وهي تمسد يديها علي شعر ماريا تتذكر يومها معها وطفولتها المفرطة ولهوها .. حـ.ـز.نت كثيرا علي حال تلك الصغيرة فاقدة الام والاب .. وللحظه اتى في بالها ليث .. الشاب الوسيم .. "المهزأ" اخفضت وجهها مبتسمة عند ذلك اللقب الذي تلقبه اياه .. ثم تطلعت مرة اخرى لماريا وكأنها تستنتج حب ليث لابنة اخيه وعنايته بها .. وكأنها ابـ.ـنته تماما .. حتي انها تناديه بـ " بابا " استيقظت من شرودها علي صوت جرس المنزل .. فقامت من مكانها متوجه للباب تفتحه .. لتجده امامها بوجه متعب مرهق .. وعينين دابلتين وكأنه كان يجاهد اليوم في عمله .. وضع يديه حول رقبته بتعب قائلا بصوت هادئ ( مساء الخير !) تنحنحت وهي تبتعد له ليدلف وهي ترد بصوت منخفض هادئ ( مساء النور ) نظر حوله في المنزل ثم نظر بقلق لـ حنين قائلا ( ماريا فين ؟؟) استشعرت قلقه لعدm تواجد ماريا في المكان فقالت وهي ترفع يديها له تهدأ من روعه ( اهدأ اهدأ .. هي نايمة من كتر اللعب تعبت ونامت ) اخذ نفسا عميقا وهز رأسه بامتئنان وشكر ( متشكر اوي يا انسة حنين علي الي عملتيه معايا النهاردة بجد ) قوصت حاجبيها وضيقت عينيها باستنكار " ماذااا ؟" هل يقول لي انسة حنين ويتحدث باحترام .. فأبتسمت بعد ذلك ابتسامة واسعة صفراء قائلة ( مافيش شكر علي واجب ... ) لم تكمل كلامها بسبب قدوم اخاها من الشرفة عند رؤية ليث مبتسماً ( شكلك تعبان اوي يصاحبي ) اغمض ليث عينيه بتعب ثم فتحهما وهو يقول ( اوي اوي يعني انا من الصبح واقف علي رجلي والله ) تأوه فارس قائلا ( اوتش .. ياعيني ياحبيبي) ثم قهقه بينما ليث تتطلع إليه بسخرية وهو يلوي فمه .. اتت عينيه علي حنين وهو ينظر إليها من طرف عينيه من أعلي لاسفل وهي تلاحظ مايفعله لتضيق عينيها كفعلتها الدائمة قائلة ببالها " قال مؤدب قال بقى مهزأ في ثانية " بادلته تلك النظرة ببرود قبل ان يقول ( ماريا نايمة فين عشان اخدها ومنتأخرش !) نظرا كلا من فارس وليث لحنين منتظرين الجواب فقالت بهدوء ( في اوضتي ) فذهب فارس ولحق به ليث المشاكس وهو ينظر لها غامزا اياها .. بينما هي دبت قدmيها في الارض ذاهبة خلفهم لتلك الغرفة ..
جلس ليث بجانب ماريا مبتسماً بحنو واقترب يقبل مقدmة رأسها .. انحنى ليحملها فاستيقظت الصغيرة وهي تنظر إليه بنعاس قائلة ( بابـي ) حملها بين احضانه قائلا بنبرة منخفضة ( عيون بابي ) لفت الصغيرة يديها حول رقبته واكملت نومها بينما اقترب فارس منها يقبل رأسها بحنان .. وحنين تتابعهم بنظرات حنونة مثلها .. نظرات عاطفية لذلك المشهد .. ابتسمت إبتسامة امتئنان لليث ومايفعله مع تلك الصغيرة ... تخطاها ليث بعد ان ابتسم بها بحب وكانت ابتسامة صغيرة وخافتة .... وذهب معه فارس يودعه
- تيم وطيف -
** عدا مساءاً لبيته .. بينما هي دلفت لغرفتهم تبدل ملابسها لملابس مريحة وغادرت تلك الغرفة تعلم مجرى قدmيها لغرفة مكتبه .. عزمت ان تتحدث معه اليوم قبل ان تخرج نتائج فحوصها .. دلفت لغرفة المكتب وجلست علي الكرسي امامه .. اغمضت عينيها ثم فتحتهما بقوة وعزيمة ( انا عايز نتكلم في موضوع مهم جداً ) نظر ليديها التي تسندها علي المكتب وتفرك بهما فيما يدل علي قلقها .. فرفع رأسه عن حاسوبه ينظر اليها بخشونة ثم مد يديه يخرج سيكارا من جيبه ويشعله وبعد ان اخذ نفسه الاول منه قال بهدوء ( اتكلمي يا طـيف ) ضغط علي اسمها ليلعب علي وتيرة اعصابها وذلك ما يحبه .... فتنحنحت هي وظلت علي تلك الملامح القوية والتي تمثل بأنها قوية بعد ان كادت فقدان تلك الملامح لتتحول للخـ.ـو.ف .. ولكن ها هي قوية ولديها عزيمة فقالت بصوت ملئ بالثقة ولكن لم يخلو منه التـ.ـو.تر ( خلينا نشوف اخرة الهباب إلي إحنا فيه دا ايه .. عشان انا تعبت .. يا كل واحد يشوف طريقه يا نشوف حل للاي احنا فيه ونعيش صح وزي الناس .. يعني نتجوز ونعيش زي اي اتنين متجوزين !) كان ينظر إليها وهو يدخن ويخرج ذلك الدخان بتسلاية لكلامها الذي لم يهز منه شعره سوى انها تتأمر عليه وهذا كل ما يكره تيم .. حاول التحكم بنفسه قائلا ( انتي شكلك جرالك حاجة في عقلك و لا إيه .. اكيد منمتيش كويس قومي نامي .. ولا تقومي تيجي في حـ.ـضـ.ـني احسن ) شهقت بعنف لوقاحته معها فقامت من مكانها سريعاً وهي تبتلع غصتها .. ففي كل مرة تنقلب الطاولة عليها .. وها هي مرة اخرى تُقلب عليها بلا شك .. بينما هو أطفأ السيجارة وقام متوجها لها بهدوء الاسد الذي لتو سينقض علي فريسته .. بينما هي كـ رد فعل طبيعي للفريسة تود الهرب ولكنها فشلت بسبب انقضاضه عليها وامساكه لها جاذبا اياها له .. فطرقت رأسها في صدره وتأوهت بألم .. ثم رفعت رأسها تنظر له بخـ.ـو.ف وهي تبتلع غصتها قائلة ( فـ..في ايـ يه ) رفع كلتا حاجبيه باستنكار وبراءة قائلا ( مالك مش انتي عايزانا نتجوز ونعيش زي الناس .. احنا متجوزين بس الفرق ان دا متكتبش علي ورق .. عايزة ورقتين نشخبط عليهم بتوقعينا اننا اتجوزنا .. ياشيخة قولي انك عايزة توقعي هجيب ورقتين توقعي فيهم زي مانتي عايزة ) رفعت عينيها تنظر له بألم لسخريته بها وبحديثها فتحولت ملامحه من سخرية لملامح حادة غاضبة .. مخيفة تماماً .. واقترب بوجهه منها قائلا بصوت كـ فحيح الافعي ( شغل التأمر الي مش عارف جبتي جراءة منين عشان تعمليه عليا .. مـ.ـيـ.ـتعملش تاني يابت فاهمة ولا مش فاهمة !) هزت رأسها سريعاً موافقة علي كلامه فربت علي خديها كطفل بينما اليد الاخرى تعتصر خصرها بقوة من حدته .. ليقول بعدها بابتسامة حنونة مزيفة ( شطورة يا طيفـي ) ثم تركها بدفعة صغيرة فوضعت يديها علي قلبها بألم وعينيها تذرف الدmـ.ـو.ع ثم استندت علي الكرسي خلفها بينما هو ينظر إليها بغضب ممزوج ببعض السخرية وهو يلعن تحت انفاسه .. كانت تكتم صوت بكاءها أمامه .. وعنـ.ـد.ما التفتت لتغادر كان الدوار هو الأسرع فبدلا من الذهاب ارتمت أرضا بلا حول او قوة وهو يتابعها بصدmة مهرولا إليها يحاول افاقتها مناديا باسمها علها تستجيب ( طييييف !؟)
- سليم وفرح -
**عاد مرة اخرى لمنزلها .. وظل جالساً جوارها حتى لمح ملامحها بدأت تنكمش .. فعلم انها تفيق الآن فأقترب منها يمسك يديها التي بها السيروم حتي لا تحركها .. ثم نظر لوجهها مرة اخرى يتأمل تغير ملامح وجهها .. يتأمل كيف ستفيق .. داخله يبتسم وعينيه تلمع ولكن شفتيه لا شعور ولا وصف لها .. فقط في حالهما الطبيعي .. فتحت عينيها فكان مصيرها لقاء عينيه اول شئ .. جفلت عدة مرات تستوعب وجوده .. تستوعب ماذا حدث ولماذا هي نائمة هكذا وهو يجلس جوارها وممسك بيديها .. ظهر علي وجهها ملامح التساؤل فقال هو بنبرة هادئة ( اغمى عليكي وانا بتقدmلك .. يعني مش عارف اقولك اي .. بس هايل جدا يافرح ) ضيقت حاجبيها عابسة لا تعلم ماذا يقول فقال بنبرة ساخرة ( مدmرة اللذات ) ثم انحنى يهمس بنبرة خبيثة ( بس لينا معاد تاني نتقابل ونتكلم ) ابتعد عنها قائلا بنبرة عالية متقصدا اخجالها ( يا ام فرح .. فرح صحيت وبتنادي عليكي ) ثم ترك يديها وقام من جوارها بينما هي تتابعه بنظرات نارية لو خرجت من عينيها لاشعلته مكانه .. دلفت والدتها إليها مهرولة وجلست جوارها قائلة بلهفة ( حبيبة قلب امك .. وقعتي ولا حدش سمى عليكي يابـ.ـنتي .. انتي كويسة !) ابتسمت فرح لحنان والدتها وامسكت يديها قائلة بحنو ( كويسة ياماما ، ربنا ما يحرمني منك ابدا ) ابتسم لهما سليم قائلا بنحنحة ( طيب ادي المحلول خلص والست فرح صحيت .. يادوب انا امشي بقا ) اقترب من يديها يمسكها وهو يخرج من يديها الإبرة ناظراً باتجاه عينيها بنظرات مشاكسة لتقول والدتها ( كتر خيرك يابني والله تعبناك معانا النهاردة !) هز رأسه بنفي واقترب يقبل رأس والدة فرح " سارة " ثم قال ( انتو عيلتي التانية يا أم فرح .. وزي ما قولتلكم برا .. وانا هستنى منكم رد ومنتظر علي احر من الجمر !) نظر بطرف عينيه لفرح ثم ودع السيدة سارة والقى تحية بسيطة على فرح وخرج وتودعه السيدة سارة .. بينما فرح عنـ.ـد.ما رأته يخرج من الغرفة اخرجت لسانها له وهي تزفر بضيق .......
- تيم -
** جلس امام الطبيب ينظر له بقلق .. القلق الذي ينهش قلبه عليها .. منذ تلك اللحظة التي وقعت امامه دون حركة ودون حول او قوة ... اخرج الطبيب الاشاعات الخاصة بها والفحوصات قائلا ( استاذ تيم .. المدام بتعاني من ذبحة صدرية .. وغالباً ما بتكون وراثية او بسبب عوامل تانية اتأثرت بيها في الحياة ) كانت ملامح تتحول بحـ.ـز.ن و أسى علي حال تلك المسكينة التي عانت وها هي تعاني بسببه .. لم تعش يوماً براحة في حياتها بطولها وعرضها .. اكمل الطبيب موضحاً لتيم ( مستر تيم اتمنى ميكنش في زعل كبير يأثر عليها عشان مندخلش في حاجات احنا مش قدها .. تاكل كويس وتشرب مايه كتير .. ياريت نفسيتها تبقى كويسة جدا جدا .. مثلا لو هي بتدخن ياريت تبطل وتقلل من النشاط الجسدي والتـ.ـو.تر .. وكمان حاجة ودي مهمة جدا المشروبات الكحولية .. تبعد عنها خالص والاكل السمن ) ثم بدأ بوصف الذبحة التي تعاني منها طيف .. وانها مستقرة مازالت في بدايتها .. يمكن ان تخمد بالراحة وعنـ.ـد.ما التأثير القوي علي النفسية .. ابعد تيم بصره عن الطبيب يفكر ويفكر فكل ماحدث الآن له نسبة 80٪ بسببه .. نظر مرة اخرى للطبيب وقال بنبرة لعله يجد امل ( مافيش علاج ؟) اومىء الطبيب برأسه وكتب اللازم لها في ورقة واعطاها لتيم وعند تلك النقطة دلف ممرض معه تقارير فأمسكها الطبيب منه قائلا ( دي تكملة الإشاعات والفحوصات الباقية بتاعت المدام ) فتحها الطبيب وبدأ بقراءتها قائلا ( بعيداً عن الأخبـ.ـار السيئة الي انا كلمتك فيها .. في خبر كويس اوي هيفرحكم .. المدام حامل ...) توقف قلبه عن النبض .. توقفت انفاسه عن الخروج .. تحول وجه للون الاصفر .. شفتيه منفرجتين مصدومين وعينيه مفتوحين علي وسعهما لما سمعه الآن .. للحظات ظل علي تلك الحالة وافاق عند قول الدكتور ( انا دلوقتي هضطر اشيل بعض الادوية الي كتبتها فيها خطورة عالحمل .. ونكتب غيرهم .. ولازم لازم تاخدها لدكتور نسا وتوليد عشان يوصفلكم اكتر ويعرفكم اكتر عن وضع الجنين عندها .. وانا احب اطمنك يامستر تيم .. مافيش اي خطورة علي المدام الا لو التزمت بالقوانين الي هكتبها ) ثم بدأ بكتابة ما يطلبه من تيم لأجل طيـفه .. بينما تيم شارد في عالم اخر غير واعي .. نعم لقد اخبرها ان تلتزم بدواء منع الحمل .. كي لا تحمل منه ولكن شاء القدر ان تحمل الآن في احشائها طفله .. منه ومنها .. اخذ من الطبيب الأوراق والتقارير متوجهها للغرفة التي تقبع بها .. دلف وجلس جوارها وهو يتأمل وجهها النائم .. ملامح الحـ.ـز.ن عليه دائمة .. ملامح الكـ.ـسرة والضياع ... تلك الأحاسيس التي تشعر بها وهو يعلمها جيداً ولكن يتخطاها .. قرب يديه من يديها يمسكها بـ حنان ثم انحنى لموضع يديها يقبلها برقة
↚
- سليم وفرح -
** تنهدت ونظرت ليديه التي تحتوي يديها ثم رفعت بصرها له فتحول نظرها منه لوراءه تتطلع بصدmة للشخص الذي خلفه وهي تهمس بصدmة ( احـ ـمد ) ... قوص سليم حاجبيه وهو ينظر إليها ببلاهه من ذاك أحمد التي تهمس بإسمه .. التفت برأسه حيثما تنظر فوجد بعض الشباب الجالسين علي الطاولة التي خلفهم والمقابلين لفرح شابين يجلسان بجانب بعضهما .. خطر بباله " تُرى من منهما أحمد ؟" عاود النظر لها مرة اخرى وهو يهز يديها ليفيقها من تلك الصدmة التي وقعت بها .. نظرت له بفزع وهي ترمش عدة مرات بعينيها .. فـ إزداد استغرابه لتصرفها ثم قال بنبرة متسائلة ( مين أحمد دا ؟ ) صمت ثم عاود التساؤل بنبرة قلقة ( مالك وشك قلب اصفر كدا ليه ؟ انتي كويسة يافرح ) هزت رأسها بنفي ثم قالت بنبرة متعجلة ( لازم نمشي حالا من المكان دا .. أرجوك قوم خلينا نمشي ) امسك يديها كتثبيت مكانها حتي لا تتحرك ( مافيش روحة .. انتي هبلة يابـ.ـنتي انتي قاعدة مع ظابط ) ثم اكمل بنبرة خشنة حادة ( فررح .. انتي مخبية عني اي ؟!) حاولت ان تبعد نظرها عن ذلك المدعو أحمد الذي لم ينتبه لوجودها بعض وهذا اكثر ما يريحها .. ثم قالت بنبرة خافتة لسليم وصوت منخفض متلبك ( انا مش عاوزاه يشوفني هتبقى مصـ يـ بـةكبيرة ) صمت قليلاً وهو ينظر لها ببعض من التصديق ثم قام من مكانه ممسكا يديها مغادرين المكان وهي التفتت لتنظر اخر نظرة قبل الذهاب لاحمد لتجده ينظر لها بهدوء فأبعدت عينيها سريعاً لامامها بخـوف
وصلا لسيارته واجلسها بها وركب هو الآخر ثم نظر لها قائلا بحدة ( ممكن افهم في اي ؟) تنحنحت بخجل قائلة بصوت منخفض ( الي كان جوا دا يبقى ابن عمي .. ابن عمي الي رماني انا واهلي في الشارع .. اشترك في الجريمة دي هو واهله !) ظل يتطلع إليها بحدة ممزوجة بهدوء .... اخذ نفسا ثم قال بتساؤل خشن ( وانتي خايفة تقابليه ليه ؟) نظرت امامها بشرود ثم له قائلة بنفي ( مافيش .. ملوش داعي انا بكرههم كلهم ) ضيق عينيه قائلا بنبرة تحذيرية ( بس كدا ولا في حاجة تانية يا فرح ؟) اكتفت بهز رأسها بنفي وابعدت نظرها عنه للجهه الاخرى وهي شاردة في تلك الذكريات التي تعتبرها سـ.ـجـ.ـن بالنسبة لها وهي مسجونة بها .. وتنتظر الإفراج علي احر من الجمر ولكنه لا يأتي .... بينما هو ظل ينظر إليها دون تحدث وكأنه يحاول ان يقرأ ملامحها فيعرف بماذا تفكر ولكنه فشل .. مد يديه يمسك يديها بين يده الدافئة قائلا ( فرح .. انا عايزك تنسي الماضي دا كله .. وابدأي حياة جديدة يافرح معايا .. خلينا نبدأ حياة جديدة !) لمعت عينيها بحـ.ـز.ن وهي تنظر له ثم قالت بنبرة مختنقة ( انا مقدرش ابدأ معاك حياة جديدة وانا عندي ماضي المفروض تعرفه كله عشان لو حصل حاجة قدام متتصدmش !) أجابها بدفئ ( احكيلي يا فرح وانا هسمعك وهكون جنبك صدقيني ) ظلا يتبادلا النظرات للحظات بينما هي ابعدت نظرها عنه تنظر للخارج بصمت وشرود
- تيم وطيف -
** رفعت بصرها تنظر له بصدmة .. أيطلب زواجها الآن .. للحظات ابتعدت بجسدها عنه وهي تنظر له بتساؤل .. كان تطلب منه الزواج ورفض ! والان ها هو يطلب .... من اجل من ؟ ابنه ؟ بينما هو قوص حاجبيه يحاول ان يقرأ تلك الصدmة البادية علي وجهها ليقول بخفوت ( في إيه ياطيف ؟) ظلت كما هي صامتة لتقول بعد نفس عميق بصوت حاد ( انا مش عايزة اتجوزك !) ضيق عينيه بإستغراب ثم بدا علي وجهه علامـ.ـا.ت الحدة ( يعني اي مش عايزة تتجوزيني .... مش انتي كنتي عايزة كدا من الاول ولا اي ؟) قامت من جواره وهي تقول بكل برود ( كُنت .. دلوقتي مش عايزة .. وان كان تغيرك تجاهي عشان ابنك الي في بطني .. فـ ألبس بقا انا هعمل الي انا عايزاه برضو عشان ابني ) نظر لها بصدmة وهو يقوم من مكانه متوجها ناحيتها .. هل هي تتمرد وتهدده بطفله ؟ هل هي الآن اصبحت القطة المتوحشة ؟ بدت علي ملامحه علامـ.ـا.ت الغضب ثم قال بحدة وصراخ ( فوقي كدا وركزي كويس انتي بتكلمي مين .. مش انا اللي يتقالي كدا يا روح امك فاهمة ؟) ابتلعت غصتها وها هي من تعلن الحرب وهو من سيفوز ولكنها تغلبت علي ذلك الخـ.ـو.ف قائلة بحدة ( لا انا عارفة كويس انا بقول اي .. ولوو .. لو سمحت متقربش كدا ) اقترب اكثر وهو يقول بسخرية ( مقربش ليه ، الله مانتي علطول بتبقي متمردغة في حـ.ـضـ.ـني اشمعنا دلوقتي ؟) ابتلعت ريقها بازدراء وخـ.ـو.ف ( مهو .. مهو كانن غـ.ـصـ.ـبب عنيي ) ارتفعت نبرة صوتها في اخر حديثها ليقترب اكثر محاصرا اياها علي الحائط قائلا بنبرة تحذيرية ( لحد هنا وكفاية يا طيف .. انا قولتلك كل الي عندي هنتجوز وان شاء الله عنك ما وافقتي .. انا بس هادي عشان مش عايزك تتعصبي عشانك قبل ما يكون عشان البيبي ) نظرت له قليلا ثم قالت بانفعال ( بنقول تور بيقولوا احلبوه ) امسكها من كتفها بحدة قائلا ( هو مين الي تور يا طـيـف ؟) رفرفت برموشها قليلا وهي تنظر داخل عينيه وكأنها تخبره بطريقة غير مباشرة انه هو الثور .. ولكن الآن الحرب ستنتهي وهي من ستخسرها .. رغم انها بدأتها بروح عالية .. اقترب منها اكثر بشكله المخيف ووضع يده خلف شعرها ممسكا اياه ولكن دون شـ.ـده قائلا بحدة مخيفة ( خلينا ماشيين سوا كويس يا طيف .. هنتجوز وهعملك كل الي انتي عايزاه انتي تعبانة دلوقتي وتحت ضغط وانا هتخطى الي قولتيه لحد ما تبقي في وعيك كدا .. ماشي ) جذب شعرها برفق محذرا اياها فهزت رأسها بضعف وعينيها مدmعتين قائلة ( حـ.حاضر ) تركها وخرج من الغرفة يينما هي جلست قليلا تستوعب ما يحدث معها منذ الأمس .. فهي كانت بالامس تعرض عليه الزواج والآن هو .. من اجل ابنه .. ذهب تفكيرها انها عنـ.ـد.ما تلده سيرميها في الشوارع وسيأخذ منها ابنها وكل ما اعطاها .. فرت دmعة من عينيها بعد هذا التفكير الذي يقتُلها من الداخل ...
** كانت في شركتها تؤدي عملها .. والإبتسامة تعلو وجهها بنفس راضية وسعيدة .. فهي اليوم ستُخطب لحب حياتها .. اتتها سكرتيرة المدير قائلة بهدوء ( نـور المدير عايزك بالتصاميم الجديدة بسرعة ) جمعت التصاميم وقالت بنبرة سريعة ( حاضر انا رايحة اهو ) أمسكت التصميم جيداً ووضعتهم في الملف وضمته لصدرها ثم ذهبت لمكتبه ودلفت وعلي وجهها إبتسامة خافتة وقالت ( مساء الخير ) رفع بصره ينظر إليها واراح ظهره قليلا علي الكرسي قائلا بابتسامة هادئة ( مساء النور ، تعالي يا نور اقعدي ) جلست علي الكرسي ومدت له التصاميم فأخذها وهو يتفحصها .. استغلت تلك اللحظة لتبدأ لتبادر بالحديث قائلة ( مسـتر تامر .. هو انا ممكن امشي النهاردة بدري شوية ) رفع بصره ونظر لها ثم وجه نظره للملف مرة اخرى قائلا ( اي العذر ؟) ابتسمت بحماس ثم قالت ( اصل النهاردة خطوبتي !) رفع بصره وملامح وجهه تحولت لصدmة نوعا ما ... او لنقول انها تحولت للاندهاش .. فقال بتساؤل هادئ ( هتتخطبي ؟) هزت رأسها اه والإبتسامة لا تفارق وجهها ثم قالت ( هتخطب من حب حياتي .. يعني هنعمل حاجة صغيرة كدا والفرح بإذن الله هيبقى كبير وهعزم حضرتك ) تكلمت بعفوية بينما هو يتابع ملامح وجهها وطريقتها بالتحدث ليقول بخفوت ( الف مبروك يا نـور .... اتبستطلك ) فجاوبته هي بخفة ( الله يبـ.ـارك فيك وعقبال حضرتك ...) مد لها الملفات واكتفى بالايماء لها .. بينما هي اخذت الملف وقامت ( عن اذن حضرتك ) قال لها وهو يريح ظهره مرة اخرى ببرود ( ابقي امشي علي الساعة تلاته كدا ) اومئت قائلة ( متشكرة اوي ) ثم غادرت المكتب بينما هو ظل يتتبعها بعينيه وهي مغادرة حتي اختفت تماماً من امامه .. ها هي ستخطب .. تلك التي سرقت نظره وقلبه وروحه منذ اول نظرة رأها بها بالمكتب ... ولكن هي تقول انها ستتزوج من حب حياتها ... إذن هي تحبه منذ زمن ...... زفر بضيق ثم نادى سكرتيرته قائلا بحدة ( هاتيلي الcv بتاع الموظفة نور ) ( حاضر يابيه ) ثم خرجت من المكتب وبعدها بقليل اتت بما طلبه فأشار لها بالخروج من المكان واخذ الملف يقرأ اكثر عنها .. ثم اخذ التفت للاب توب خاصته وكتب اسمها في " الفيسبوك " وجد صورتها فدلف لصفحتها .. قلب بها ووقف عند صورة لها ولشاب .. ويوجد فوق الصورة قلب احمر .. يبدو انه حب حياتها .. وجد حسابه هو الاخر واخذ به لفه .. ثم تمتم بهدوء ( الظابط عـلي !) اغلق الاب توب وقرأ عنوانها من الملف ثم اراح ظهره وهو يفكر
- سليم وفرح -
** اوصلها امام البناية التي تسكن بها واخذ من الكرسي الخلفي للسيارة هاتف محمول جديد وفوقه خط .. ثم اعطاها اياها قائلا ( انتي اكيد محتاجة موبايل عشان لو حصل معاكي اي حاجة ، خليه معاكي .. وانا هستني ردك علي كلامنا بكرا .. مش هضغط عليكي خالص .. ورقمي متسجل عالفون ) نظرت للهاتف ثم له وقالت بنفي ( لا انا مقدرش اخد منك حاجة زي دي .. دا اكيد غالي وكلفك .. بجد مقدرش .. انا اسفة مش هقدر ) اجابها بنبرة سريعة ( بقيتي بتتكلمي كتير يافرح ... خدي الفون وانتي ساكتة ) ترددت قليلا ثم اخذت منه الهاتف وهي تقول بخفوت ( ماشي شكراً اوي يا سليم بيه ... انا هطلع بقا .. عن اذنك ) ثم ترجلت من السيارة تحت نظراته الهادئة ودلفت للبناية
** وصل سليم للمنزل ووجد فارس وقمر ووالدته يجلسون .. ابتسم بخفوت لفارس و سلم عليه ثم نظر نظرة خاطفة حادة لقمر دون مخاطبتها وسلم أيضاً علي والدته جلس بجانب والدته ونظر لفارس بابتسامته الخافتة فبادر فارس بالحديث قائلا ( سليم انا عرفت الي حصل مع قمر .. وانا قابلت الواد الي هي متجوزاه دا امبـ.ـارح .. هو واد بجح وو ... ) لم يكمل بسبب مقاطعة سليم له بخشونة ( وبتاع مـ.ـخـ.ـد.رات ومشيه مش مظبوط ووسـ.ـخ كمان .. وانا قولت كدا للست قمر بس هي مسمعتش كلامي رغم انها عارفة اني مش هكذب عليها او ابعدها عن الي بتحبه ) كان فارس يسمعه بهدوء ثم نظر لقمر فأخفضت بصرها ونظرت مرة اخرى لسليم وعلي وجهها علامـ.ـا.ت الشعور بالذنب قائلة بصوت منخفض ( كلنا بنغلط يا سليم .. يعني احنا مش ملايكة ) اجابها بحدة وصوت مرتفع نسبيا ( ولا انتي مـ.ـجـ.ـنو.نة او هبلة في دmاغك عشان تصدقيه ومتصدقيش اخوكي ) قالت والدته محاولة تهدئته ( اهدا يا سليم .. احنا بـ.ـنتكلم بهدوء يابني .. في الاول والاخر انت اكيد مش هتسمح ان اختك تعيش وتكمل مع واحد زي دا .. يابني طلقها منه وريحنا من الهم دا بقا واهي هي اتعلمت من غلطها ) ( النااس هتقول علينا اي .. بـ.ـنتهم راحت اتجوزت من وراهم ... هي متعلمتش هي راجعة بتستخبى من غلطها ) قالها سليم بصوت مرتفع غاضب .. ثم قامت قمر من جوار فارس لجوار سليم وهي تمسك يديها قائلة بترجي ( سليم .. انت اكتر حد بيفهمني يا سليم .. وانا عندي استعداد اعمل الي انت عاوزه بس طلقني منه .. هعمل اي حاجة تطلبها عشان خاطري ياسليم ) كانت تبكي في حديثها وتشهق بين الكلمة والاخرى .. لم تجد منه ردا بل ابعد نظره عنها .. فقالت بنبرة مختنقة اكثر ( يعني برضو عايزاني ارجعله ؟) قام من جوارها ناظراً لفارس ( هي عرفت هتعمل اي يا فارس .. لا انا ولا انت هندخل في الموضوع دا دا غلطها وهي هتتحمل نتيجته هي مش صغيرة ) فقام فارس في مواجهته قائلا بحدة هو الاخر ( بس دي بـ.ـنت .. دي اختك .. الي بتستند بيك وانت هتسيبها كدا .. انت مـ.ـجـ.ـنو.ن ياسليم حصلك اي ياخي .. دي اختك دي لو راحتله ممكن يقــ,تــلها ولا يعمل فيها حاجة هتبقى مرتاح .. فتح عقلك والنبي ياصاحبي ) ظل ينظر له سليم ببرود وابعد نظره بعيداً ليقول فارس ببرود هو الآخر ( انا هتجوزها ياسليم بعد ما تطلق .. انا بحب قمر وعايزها وشاريها ) نظر سليم له بهدوء بينما والدتهم السيدة " نورهان " نظرت لفارس بصدmة ( انت بتقول اي يافارس ؟) نظر فارس لها قائلا بخفوت ( انا عارف ان دا مش وقته يا طنط بس انا لازم اقول كدا من دلوقتي .. وسليم لو مساعدنيش اني اطلقها انا هروح اعمل اللازم واطلقها !) اقتربت قمر منهم وهي تقول بإختناق ( انا هرجعله ياسليم زي ما انت عاوز واتحمل غلطي ... بس انا عمري ما تخيلت انك تعمل معايا كدا .. عمري ما تخيلت اني لما اقع في حفرة انت مش هتمدلي ايدك وتطلعني منها .. عمري ما تخيلت انك تتخلى عني بالسهولة دي عشان غلطة ارتكبتها في حياتي واديني بتحاسب عليها .. ) نظرت لفارس بقهر الذي يبادلها نظراته بحدة ليقول ( مش هترجعيلو يا قمرر .. مافيش رجعة ) كادت ان تتحدث فسمعت صوت صراخه خارج المنزل .. تشنج جسدها بخـ.ـو.ف ودون إرادة منها أمسكت بذراع سليم وهي تقول بخـ.ـو.ف ( متخليهوش ياخدني ياسليم بالله عليك ) ابتلع سليم غصته ورأي ادهم يدلف للمنزل وخلفه البواب وهو يقول ( يباشا الشب دا دخل غـ.ـصـ.ـب عننا ومش راضي يقول حاجة ) هز سليم رأسه للبواب فخرج ثم نظر لادهم بحدة ( خيير ؟) فقال ادهم بصوت مرتفع ( جاي ارجع الهانم .. اختك الي بطحتني في راسي وهـ.ـر.بت ) وقفت قمر خلف سليم ممسكة بملابسه بخـ.ـو.ف .. فقال سليم بحدة ( حقك ترجع تاخدها .. مهي مراتك ) صُدm الجميع من كلام سليم بينما ادهم ابتسم بخبث وسـ.ـخرية .. عاود سليم التحدث بغضب ( بس مش من اللحظة دي .. لانك هتطلقها حالا ) اقترب ادهم بغضب وهو يقول ( انا مش مطلق حد انا عايز مراتي والا هروح ارفع عليكو قضية اقول انكو واخدين مني مراتي غـ.ـصـ.ـب .. ) ربع سليم يديه امام صدره قائلا بسخرية ( هتبقى فتحت علي نفسك باب الجحيم .. بأنك تتطلقها و تتحبس بتهمة متاجرة المـ.ـخـ.ـد.رات ) نظر له ادهم بصدmة فقال سليم بغضب ممزوج بالقرف تجاه ادهم ( فكرك اني نايم علي وداني ياروح اهلك ومش عارف انت بتعمل اي يالاا .. دانا دارسك ومستني اللحظة الي هاجي اخدك فيها من قفاك للسـ.ـجـ.ـن ) عم الصمت المكان .. قمر فرحة بسبب قرار اخيها .. وفارس ينظر لادهم بغضب والسيدة نورهان فرحت ايضا بقرار ابنها ممزوج شعورها بالقرف تجاه ادهم .. وما هي الا لحظات حتي قال ادهم ( وان مطلقتهاش ؟) فقال سليم بحدة واصرار ( هتطلقها ) نظر ادهم لقمر خلف اخاها ليقول بسخرية وتهديد ( استخبي حلو ورا اخوكي وعيلتك ياقمر .. انا هوريكي ) اقترب منه فارس بحدة وامسكه من ياقة ملابسه قائلا ( اتكل علي الله احسنلك يلاا ) ودفعه بقوة فنظر له ادهم بغضب وغادر المكان .. تحت نظرات الجميع الغاضبة .. ونظرات قمر الخائفة .. التفت سليم لها ينظر لها بهدوء ثم نظر لفارس واولاهم ظهره صاعدا لغرفته
↚
** عاد سليم الي منزله بعد حضوره لخطبة صديقه العزيز - علي - دلف للمنزل وهو يتذكر احداث تلك الخطبة فأبتسم بسخرية وهز رأسه يميناً ويسارا .. قطع حبل تفكيره عنـ.ـد.ما رأي اخته " قمر " جالسة علي الاريكة .. تضم ركبتيها لها وتستند علي الوسائد .. تبدو مرهقة ومتعبة .. تبدو وكأنها تحمل ثُقل الدنيا فوق رأسها .. ياللاسف عليك يا سليم .. تترك اختك هكذا دون مساعدة .. تنهد داخلياً وهو يتجه لها ويجلس جوارها ( قمر .. حبيبتي انتي كويسة ؟) رفعت بصرها سريعاً تنظر له .. ثم اعتدلت في جلستها وهي تطلع إليه بـ لهفة قائلة ( سليم انت جيت ... انا كنت مستنياك من بدري عشان عاوزة اتكلم معاك ) أغمض عينيه بتنهيدة ثم فتحهما مرة اخرى وهو يعتدل في جلسته قائلا ( اتفضلي انا سامعك ) ابتسمت إبتسامة صغيرة للغاية قائلة بنبرة دافئة ( انا اسفة اوي ياسليم .. انا غلطت كتير اوي انا بجد بتمنى اني للحظة كنت فكرت قبل ما اخطو الخطوة دي .. انا بس عماني ادهم بحبي له وكلامه ليا .. كل دول مكنتش اعرف انه طمعان فيا وانه مش كويس كدا .. ) صمتت قليلاً وبدأت عينيها تلمع كاللؤلؤ قائلة بنبرة شبه باكية ( حبيبي انا اسفة ان علاقتنا بتتدهور بسببي .. ارجوك سامحني انت شايف اني بتعـ.ـا.قب اهو .. انا بتعـ.ـا.قب اكتر عقـ.ـا.ب اني اتجوزته واني صدقته في كلامه .. انا بتعـ.ـا.قب اني مسمعتش منك واديني بخسرك ) هبطت دmـ.ـو.عها بألم قائلة ( ارجوك متبعدنيش عنك ورجعنا زي زمان صحاب قبل مانكون اخوات .. تجيلي وقت شـ.ـدتك واجيلك وقت شـ.ـدتي .. عشان خاطري ) رفعت يديها تمسح دmـ.ـو.عها .. بينما يخرج من فمها شهقات متتالية متألمة .. كان ينظر لها بحـ.ـز.ن لحال اخته .. تلك عصفورته الصغيرة التي يخاف عليها من الهواء .. قمره الذي ينير حياته هي ووالدته .. هما اهم اثنين في حياته .. مد يديه لكتفها يجذبها لاحضانه .. يطبطب عليها ويهدئها ... ثم قال بنبرة خافتة ( كفاية عـ.ـيا.ط ياقمري .. وبإذن الله كل حاجة هتتحل ياحبيبتي .. انا عمري ماهسيبك انا الوقت دا كنت متعصب بس .. انتي عارفة انتي عندي اي يا قمر انتي اغلي حاجة عندي انتي وماما ) ظلت متمسكة باحضانه وهي تبكي بقوة قائلة من بين شهقاتها ( انا اسفة .. سامحني ارجوك سامحني ) هز رأسه بإيجابية وهو يمسد علي شعرها بحنية ( انا مسامحك .. خلاص كفاية عـ.ـيا.ط ) ثم ابعدها عنه وهو يمسح دmـ.ـو.عها واقترب يقبل مقدmة رأسها قائلا بخفوت ( حصل خير .. ربنا يجيب الي فيه الخير يارب .. بس عايز أسألك سؤال ) مسحت بقية دmـ.ـو.عها وهي تقول بتلك النبرة الباكية ( تسألني علي اى ؟) همهم قليلا ثم قال بعد ان اخذ نفسا عميقا ( فارس ؟؟ انتي بتحبيه وعاوزاه ؟؟؟؟) نظرت له قليلا بشرود ثم قالت ( فارس .. شخص كويس وانا بحترمه وانت عارف اننا متربين مع بعض .. وهو زي ما قال بيحبني وبيقدرني .. ليه ارفض ؟) مد سليم يديه يمسك يديها بحنية قائلاً ( عشان ياحبيبتي انتي مبتحبيهوش .. انتي هت عـ.ـر.في تعيشي مع واحد مبتحبيهوش .. كنتي بتعتبريه زي اخوكي .. هتتجوزيه ازاي ؟) نظرت له قليلا تستوعب ما قاله ثم ابعدت نظرها تنظر في اللاشيء بشرود وهي تقول ( مش عارفة .. بس يمكن او جايز احبه ) وجهت نظرها لسليم الذي يتابع ملامحها بهدوء .. ثم قالت ( خلينا نسيب الموضوع دا لوقته .. يعني لسه إجراءات طـ.ـلا.ق وعدة لسه بدري اوي ) ( امم معاكي حق .. خلينا نسيبه لوقته بس لو مالوش حاجة بلاش تعلقي فارس بيكي .. عشان يبقى احسن يشوف حياته ويحب ويتحب ويتجوز ) قال وهو ينظر لها بحنية مع نبرته الحنونة .. فهزت هي رأسها بتفاهم
- نور وعلي -
** ( يعني اي مديرك يجي وانتي مش عزماه .. وبعدين شركة اي دي ان شاء الله الي مديرها يجيلك لحد عندك في البيت عشان يبـ.ـاركلك .. احنا هنستعـ.ـبـ.ـط يا نــور ) قال علي بصراخ مفرط .. انه يغار عليها ومن حقه .. كيف لمديرها ان يأتي للبيت هكذا دون معاد او حتى عزومة منها .. ردت عليه هي الاخرى بنبرة غاضبة ( معرفش وبعدين انت بتزعق ليه دلوقتي ... انا معرفش اي الي جابه انا اتفاجئت زي زيك كدا .. هو جه يبـ.ـارك عشان انا قولتله وبعدين الراجـ.ـل معملش حاجة جاب هدايا وجه يبـ.ـارك ومشي ) قام علي من مكانه وهو يقول بغضب وصوت مرتفع ( لا لا كتر خيره انا بقا كدا اروح ابوسه علي راسه .. انا في حياتي مشفتش مدير شركة كبيرة بيجي لموظفة عنده بالشكل دا وبدون معاااد ) وقفت هي الاخرى امامه قائلة بهدوء وبنبرة خافتة تملؤها الحيرة ( انت مبتثقش فيا يا علي !؟) ثم بدا الغضب عليها لتقول بعصبية ( وبعدين بقا مش حقك انك تتكلم معايا بالاسلوب دا .. والراجـ.ـل جه سلم وبـ.ـارك ومشي ) كاد ان يتحدث لتقول والدتها بصوت عالي ( خلاص بقا صلوا عالنبي .. في اي هتلموا علينا الجيران .. انتو الاتنين غلطانين محدش فيكو ملاك والتاني شيطان .. المواضيع دي بتتحل بالهداوة .. ومظنش هتقدرو دلوقتي تحلوها ) نظر لها علي بتأييد رأي وهو ينظر لنور وهو يتوعد قائلا ( معاكي حق .. بس ماشي يانور نتكلم لما نهدا .. انا مااشي ) ثم اولاهم ظهره وغادر المكان بغضبه وجحيمه وغيرته عليها .. بينما نور ارتمت على الأريكة بأرهاق وهي تزفر بضيق .. ثم نظرت جوارها للهدية المغلفة وداخلها الشوكولاته .. وباقة الورد الحمراء .. تلك كانت هدية " تامر " كـ مبـ.ـاركة للخطبة .. وتلك كانت طريقة فعالة لتشعل غيرة علي
- تيم وطيف -
** في صباح يوم جديد .. ذلك اليوم من تلك الأيام الثقيلة، التي تفكر في نهايتها منذ ساعات الصباح الأولى ..
كانت طيف تقف في المطبخ تعد الشطائر المفضلة لها .. والتي ستكون مفضلة لطفلها .. وضعت يديها علي بطنها وهي تتذكر عنـ.ـد.ما اخبرها تيم انها حامل ، عنـ.ـد.ما اخبرها انها تحمل طفله في احشائها ... الطفل الذي لا تعلم مصيره عنـ.ـد.ما يأتي .. لا يعلم كيف اتى .. فهو اتى بعلاقة غير شرعية .. ذلك سيؤثر عليه بالتأكيد فيما بعد .. مشاعره وحياته .. تنهدت بعمق واخذت نفسا عميقا تخرج به ما بداخلها .. عنـ.ـد.ما شمت رائحته تقترب منها جلست علي الكرسي الموجود في المطبخ ووضعت امامها الشطائر علي الطاولة وامسكت شطيرة تأكل بها بلا اهتمام .. رفعت بصرها تنظر له فوجدته يقف وينظر لها بتهكم فأتسعت ابتسامتها الصفراء بملئ فمها بالطعام .. فرفع حاجبيه ثم اخذ نفسا عميقا قائلا ( صباح الخير !) ردت باختصار ( صباح النور ) ثم اضافت بطريقة غير مهتمة ( انا معنتش هروح الشغل .. هفضل قاعدة هنا ارتاح عشان الدكتور كاتبلي ان انا متحركش ) رفع حاجبيه بثقة وهو يقترب منها ثم قال بخفوت خبيث ( طب منا عارف .. ولا انتي بتحبي تضيفي الـ touch بتاعك .. ولا ) ثم مال علي اذنيها يقول مداعبا اياها بانفاسه ( تحبي اقعد معاكي انا كمان !؟) ابتعدت قليلا للوراء وهي تتنحنح قائلة بتلبك ( ل.لا مقصدش كدا ولو سمحت ..يعني بطل قلة ادب شوية !) عاد بوجهه امام وجهها وهو ينظر اليها باندهاش ساخر .. نظرت لعينيه المفتوحتين وفمه المبتسم ابتسامة جانبية لعوبة .. لتقول بتهكم عابس ( اه لو سمحت .. وو وابعد كدا شوية عشان الهوا .. انت واقف في وش الهوا ) ابعدت نظرها عنه بتلبك ثم رفعت يديها امام فمها وهي تقضم في اصابعها بتلبك .. فأبتسم هو بخفوت ثم مال يقبلها علي خدها برقة قائلا ( اتظبطي معايا عشان منـ.ـد.مكيش علي اللحظات الي بتعمليها دي يا طيـفي .. ) ثم اعتدل في وقفته قائلا بجدية ( انا ماشي عالشغل .. الساعه سبعة تكوني جاهزة عشان هنطلع نتعشى سوا برا ماشي ؟) هزت رأسها موافقة علي حديثه بتردد فهز رأسه بهدوء ثم قال ( يلا سلام ) ثم غادر المكان تحت انظارها المترقبه .. وعنـ.ـد.ما خرج من المنزل اخذت نفساً عميقا مُرتاحا وكٱنه كان يسـ.ـجـ.ـنها .. بل انه واقع هو بالفعل يسـ.ـجـ.ـنها .. سـ.ـجـ.ـن يمكنها الخروج منه في اي وقت والهروب .. ولكن شئ ما يقيدها جواره
** كانت تجلس وتعبث في هاتفها الجديد .. ذلك الهاتف الذي قدmه لها سليم بالأمس منتظراً منها ردا علي زواجهم .. تركت الهاتف جانباً ثم قامت من مكانها لجوار والدتها قائلة ( ماما .. عايزة اكلمك في حاجة مهمة ؟) نظرت لها سارة باهتمام لتقول بنبرة تشبه ملامحها المهتمة ( اي يابـ.ـنتي في اي ؟) اخذت فرح نفسا عميقا ثم قالت بشرود ( سليم .. سليم منتظر مني رد النهاردة علي موضوع جوازنا .. وانا خايفة اوي يا ماما .. مش عايزة اسيبكم وفي نفس الوقت خايفة حاجة تحصل ومكنش معاكم فيها .. وسليم .. سليم شخص كويس اوي يا أمي وانا بحترمه جدا ومش هلاقي حد زيه كدا لو لفيت الدنيا كلها ) تنهدت والدتها ثم رفعت يديها تمسد علي شعر ابـ.ـنتها بحنان قائلة ( انا عارفة يابـ.ـنتي انك مش هتلاقي زي سليم .. وانا يافرح مش عايزة احرمك من انك تعيشي زي اي بـ.ـنت اتعلمت واتجوزت وفتحت بيت وجابت عيال .. انتي تستحقي تكوني كدا يابـ.ـنتي .. وسليم بيفكرني بابوكي الله يرحمه في طيبته وجدعته .. مش هتلاقي زيه وهو باين عليه معجب بيكي ) هزت فرح رأسها مؤيدة كلام والدتها بتنهيدة عميقة ثم اكملت ( دا كفاية انه دخل كمان كريم وحور المدرسة .. عمل الي معملوش اهلنا و ..) صمتت قليلا وهي تنظر لوالدتها بترقب ثم احتل الخـ.ـو.ف ملامحها قائلة بنبرة خافتة ( ماما .. انا .. انا شوفت احمد امبـ.ـارح وانا مع سليم .. مظنش انه شافني بس انا شوفته وش لوش ) فتحت سارة عينيها بصدmة ثم وضعت يديها علي فمها بخـ.ـو.ف وهي تقول ( هو بيعمل اي هنا طيب داحنا ما صدقنا هربنا منهم دول مكنوش سايبينا في حالنا واحنا في القاهرة ... جه ورانا اسكندرية ) هزت فرح رأسها بحيرة وهي تقول ( باين جاي شغل .. بس يارب منشوفوش تاني ولا ياخد باله مننا !) ظلت جالسة بجانب والدتها تفكر كل منهما في ما سيحدث بحياتهم .. تلك العائلة الصغيرة التي تشردت في الشوارع بدون رجل .. قطع حبل تفكيرهم قدوم كريم وحور من المدرسة ..
جلس كريم امام سارة وهو يقول بحماس ( ماما انا لقيت شغل في ورشة نجارة هنا قريبة .. اي رأيك انزل اشتغل فيها ) نظرت له فرح باستغراب ( شغل؟ بس انت ايام مدرسة ياحبيبي استنى للاجازة !) هز كريم رأسه بنفي ( انا مش صغير عشان استنى للاجازة انا في تالتة اعدادي .. هشتغل بعد المدرسة وهبقى ارجع بليل اذاكر ) عبست فرح وهي تقول ( لا يا كريم انت شهادة .. انت لسه قايلها بنفسك انا في تالتة اعدادي لازم تذاكر واهو ربنا ساترها معانا ) قاطعتهم سارة وهي تتحدث بهدوء ( يابني اختك كلامها صح خلي بالك من مذاكرتك !) أصر كريم علي رأيه وهو يهز رأسه بنفي ( لا انا عايز اشتغل وهذاكر برضو .. ) قال فرح بتساؤل ( طب هي فين الورشة دي ؟) اجابها كريم ( جنب المدرسة وقريبة من البيت ) همهمت فرح بتفكير ثم نظرت لحور العابسة .. مدت يديها تجذبها لاحضانها قائلة ( مالك يا حوريتي زعلانة كدا ليه ؟) احتضنتها حور وهي تقول بحـ.ـز.ن طفولي ( كل صحابي في المدرسة بيتريقوا علي هدومي يا فرح .. عشان انا هدومي شكلها وحش وبصي كل هدومي مقطوعة ) هبطت دmـ.ـو.ع حور بقهر علي مظهرها امام زملائها .. نظرت فرح لوالدتها بحـ.ـز.ن ثم مسدت علي شعر حور بحنان ( متزعليش يا روحي .. اوعدك هشتريلك هدوم جميلة قريب جدا ) مسحت فرح دmـ.ـو.ع حور وقبلتها علي رأسها بحنان ثم قالت والدتها سارة ( خلاص ياحور يا حبيبتي كفاية عـ.ـيا.ط ) هزت حور رأسها وهي تمسح دmـ.ـو.عها بكف يديها الصغير .. حور ذات العشر سنوات .. تلك المظلومة منذ والدتها بسبب ظروف اهلها .. ظلت فرح تهدأها ثم امسكت الهاتف وهي ترسل لسليم رسالة واحدة تحتوي علي " عايزة نتقابل النهاردة عشان احكيلك علي حاجات كتير لو عايزنا نبدأ صح " وصلتها رسالة منه بعد عدة دقائق قائلا بها " هخلص شغل واكلمك تجهزي وهاجيلك " قرأت الرسالة وجلست تفكر
- ليث وحنين -
** وأخيراً بعد تحايلات منه لموافقتها ليجلسا في كافية .. نظر له بتهكم ( منك لله ياشيخة بقى انا ليث اتحايل علي بـ.ـنت من امبـ.ـارح للنهاردة عشان نتقابل دي محصلتش في تاريخ البشرية ) نظرت له بتهديد وكادت ان تقوم من مكانها قائلة ( بقولك اي والله همشي ) امسك يديها سريعاً قائلا بتلبك متصنع وبعض القرف علي وجهه .. وأيضا يضيق عينيه بعبوس ( خلاص انا اسف اقعدي بقا ) رفعت رأسها بتفاخر وهي تقول ( انا مش اي حد برضو .. المهم انجز عايز تقولي اي ؟) نظر لها قليلا بازدراء وهو يضيق عينيه ( وانا الي بقول عليكي راقية وكانت عايشة في بلاد خواجات .. طلعتي اكتر شرشوحة شوفتها ) كادت ان تتحدث ولكنه قاطعة بنبرة لعوبة ( بس ميضرش يعجبني القطط الي زيك !) ابتلعت ريقها وابعدت نظرها عنه تتحاشى النظر له حتي لا يرى خجلها ..فأبتسم هو بحب لصغيرته المشاكسة تلك .. ثم قال بجدية ( حنين انا بجد عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .. قولت أبدأ معاكي قبل ما اخطو الخطوة دي مع فارس واهلك !) نظرت له باستغراب وهي تقوص حاجبيها .. ليبدأ هو بالحديث ( بصي يا حنين انا يتيم الاب والام وعشت مع اخويا الكبير وهو الي اسس الشركة الي انا ماسكها دلوقتي .. هو الي رباني وكبرني وعلمني .. كان ابويا التاني في الحياة .. اتجوز وخلف ومـ.ـر.اته كانت اكتر من اخت ليا .. كانت معايا في مشاكلي وبتساعدني اكتر من اخويا كمان .. لحد ما جه اليوم الي ربنا خدهم مني زي ماخد ابويا وامي .. خده هو ومـ.ـر.اته في حادثة .. وفضلتلي ماريا ) اخفض بصره يتحاشى النظر لها حتي لا ترى الدmـ.ـو.ع في عينيه فمدت يديها تضعها فوق يده وهي تضغط عليه وكأنها تصبره وتمد له الطاقة فأبتسم بخفوت ثم قال ( ماريا كبرت معايا وهي عارفة امها وابوها الحقيقين مين .. بس هي بتناديلي بابا وانا عمري ما منعتها تناديني كدا .. عشان هي بـ.ـنتي بجد وانا الي مربيها .. وعمري ما فكرت في جواز طول ما هي معايا عشان انا كنت خايف عليها قبلي .. كنت خايف الي اتجوزها متعاملهاش كويس وتظلمها وانا اظلمها .. انا مش عايز كدا يا حنين ) كان ينظر لها وبعينيه نظرة حـ.ـز.ن ثم قال بتردد ( اول ما شوفتك كل كياني اتغير .. حسيت انك انتي الإنسانة الي انا عاوزاها رغم الي بيحصل بينا وشغل توم وجيري دا .. بس انا بجد محتاج وجودك في حياتي ... واتأكدت من دا في اليوم الي سبت فيه ماريا عندك وصحيت تاني يوم مكنش على لسانها غيرك .. وقد اي كنتي كويسة معاها وحنونة اوي معاها ... وقتها انا قررت اني اتجرأ واطلب منك الطلب دا .. انا عايز اتجوزك ياحنين .. تتجوزيني ؟) قلب وجها الوان الطيف جميعاً .. هو يطلب يديها .. تـ.ـو.ترت وبدأ قلبها بالنبض بقوة .. كاد ان يخرج من قفصها الصدري .. ابتلعت غصتها بتـ.ـو.تر ظلت تجول في المكان بعينيها ... تنظر هنا وهناك ولكنها لم تنظر في عينيه إطـ.ـلا.قا .. بينما هو ظل ينظر لها ويحاول أن يقرأ ماذا تقول ملامحها .. ظلا علي هذا الحال قرابة الدقيقتين حتي قال ليث بهدوء ( انا هسيبك تفكري يومين تلاته اسبوع .. فكري زي مـ.ـا.تفكري بس عاوز جواب بـ اه او لا .. ارجوكِ فكري كويس يا حنينـي ) نظر لعينيه للحظة .. يناديها حنيني ! .. ابتلعت غصتها بخفوت ثم قالت بنبرة شبه مسموعة ( مـ.مـاشي .. سيبني افكر !) هز رأسه بتأييد وظل ينظر لها بحب .. وهو يتمني ان توافق ...
- علي ونور -
** ذهبت الي الشركة في تاكسي .. ولم تتحدث معه اليوم .. كانت تضع عليه كل الحق .. ترى انها مديرها " تامر " لم يقترف خطأً بالأمس .. بل اتى ليبـ.ـارك .. بينما "علي" غضب وتشاجر معها بسبب تلك الفجعة بالنسبة له .. دلفت مكتبها وبدأت بالعمل .. رن هاتفها بإسم علي فنظرت للهاتف بضيق ووضعته صامت .. منذ الصباح وهو يرن وهي لا ترد وبلا جدوى .. وصل لهاتفها رسالة منه ففتحتها لتجد محتواها ' ماشي يا نور مترديش عليا كويس بس خليكي عارفة انك انتي الي بدأتي .. انا رنيت عليكي ولا ٥٠ مرة .. ودا كل الي عندي ' زفرت بضيق وهي ترمي الهاتف امامها على المكتب ... تكره غضبه وعصبيته ... هل غيرته هذه عدm ثقة ؟ ذلك ما فكرت به وهي شاردة .. حتي قطع حبل تفكيرها طرق خفيف على باب مكتبها فرفعت رأسها لتجد بعدها تامر يدلف للمكتب مع إبتسامته الساحرة تلك .. ابتسمت هي الاخرى تلقائيا ثم وقفت مكانها وهي تقول بخفوت ( مستر تامر .. اهلا وسهلا اتفضل اتفضل ) جلس تامر علي الكرسي امامها فجلست هي الأخرى ليقول هو بدفئ ( اولا صباح الخير .. ثانيا انا جيت اعتذر عن الي حصل امبـ.ـارح .. امبـ.ـارح جيتي في بالي وافتكرت انه خطوبتك قولت اجي ابـ.ـاركلك وامشي بسرعة .. بس يعني انا حسيت ان خطيبك زعل واضايق ) هزت رأسها بنفي وهي تقول بابتسامة ( ابدا ابدا دا اتبسط ان حضرتك شرفتنا امبـ.ـارح ... واتصـ.ـد.منا كلنا انك وسليم بيه صحاب ) هز رأسه بإيجابية وهو يقول بضحكة صغيرة ( اه احنا صحاب .. كان حصل كذا مشكلة في بداية شغلي وهو الي وقف جنبي !) همهمت بتفهم ثم قالت ( كويس .. مافيش داعي تعتذر تاني يا مستر تامر انا اساسا اتبسطت اوي لما حضرتك جيت ) ثم اكملت بتساؤل ( بس هو حضرتك عرفت عنوان بيتي منين ؟) اجابها باختصار ( من الcv بتاعك ) ثم اكمل بابتسامة ( خلصي شغلك ولما يجي معاد الغدا ابقي تعالي لمكتبي قبل ما تنزلي البوفية ) تنحنحت بهدوء ثم هزت رأسها بإيجاب قائلة ( حاضر ) ابتسم ابتسامة هادئة ثم غادر مكتبها تحت مراقبتها له ولطفه معها ....
.............................................................................................................................................................................
- فارس وقمر -
** كانت تتحدث معه بالهاتف وهي ترتدي حذاءها قائلة ( انا طالعة اهو يا فارس وجاية ) اجابها فارس ( ماشي هستناكي في الكافية .. متتأخريش ) ( حاضر حاضر مش هتأخر ) ثم ودعت والدتها وغادرت المكان .. خرجت في تاكسي وجدته سريعاً امام بيتهم وقالت له عنوان الكافية .. ثم ظلت تعبث في هاتفها لقليل من الوقت .. رفعت بصرها تنظر للطريق فوجدت انهم في طريق غير طريق الكافية فنظرت للسائق قائلة بتساؤل ( اومال احنا فين .. دا مش طريق الكافية !) اجابها السائق بنبرة مهدئة ( اهدي يا انسة اصل الطريق التاني زحمة .. فدخلت من دا مختصر يعني ) همهمت بتفاهم ولكن داخلها قلق ففتحت تسجيل صوتي في المحادثة بينها وبين فارس دون الارسال فقط تسجل حتى تصل له .. وما هي الا لحظات حتي وجدت السائق يقف في مكان خالي من البشر فقالت بخـ.ـو.ف ( انت وقفت ليه !) لم تجد سوى ادهم يفتح باب السيارة لتصرخ بخـ.ـو.ف ( ادهم ؟؟؟؟؟؟) ثم ارسلت الرسالة لفارس واغلقت الهاتف سريعاً وهي تنظر لادهم بخـ.ـو.ف فجذبها من شعرها ورمى كل اغراضها في الأرض ( جحيمك الاسود ... انزلي ياروح امك ) صرخت بعنف وهي تصرخ ( حدد يساعدني .. ابعد عني يا ادهم ابعد عني ) لم تجد سوى صفعة تسقط علي وجها بقوة .. بعد ذلك بدأت ترى ضباب أمامها حتي وقعت مغشية عليها .............
- سليم وفرح -
** وصل لمنزلها وجلسا سويا في شرفة المنزل .. ليبدأ هو بالحديث قائلا ( قوليلي يا فرح في اي !) تنحنحت فرح ثم بدأت بالحديث بتلبك ( بص ياسليم في حاجات كتير حصلت في حياتي لازم تكون بعلم بيها .. يعني حكاية احمد في حياتي اي .. اظن حكتلك قبل كدا هما عملوا كدا ليه .. عشان الورث وانا مكنتش عايزة ابدأ اي حياة جديدة غير لما ارجع حقي وحق اخواتي .. بس اكيد انا مش هينفع لوحدي .. سليم انت الوحيد الي عملي حاجة حلوة في حياتي من بعد والدي الله يرحمه .. أرجوك متخذلنيش ) مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( انا مش هخذلك يا فرح .. وهساعدك .. هنكون ايد واحدة نرجع بيها حقك وحق والدتك واخواتك .. انتي بس ....) لم يكمل كلامه عنـ.ـد.ما سمع صوت هاتفه يرن بإسم فارس .. فقوص حاجبيه وهو يهمس ( فارس .. بيتصل ليه دلوقتي ؟) نظر لفرح ( معلش هرد عليه ونرجع لموضوعنا ) هزت رأسها فرفع الهاتف علي اذنه ليستمع لصوت فارس اللاهث والعالي .. فتح سليم عينيه بصدmة وهو ينظر لفرح قائلا بغضب ( انتتتت بتقوول اييي ؟؟!)
↚
** مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( انا مش هخذلك يا فرح .. وهساعدك .. هنكون ايد واحدة نرجع بيها حقك وحق والدتك واخواتك .. انتي بس ....) لم يكمل كلامه عنـ.ـد.ما سمع صوت هاتفه يرن بإسم فارس .. فقوص حاجبيه وهو يهمس ( فارس .. بيتصل ليه دلوقتي ؟) نظر لفرح ( معلش هرد عليه ونرجع لموضوعنا ) هزت رأسها فرفع الهاتف علي اذنه ليستمع لصوت فارس اللاهث والعالي .. فتح سليم عينيه بصدmة وهو ينظر لفرح قائلا بغضب ( انتتتت بتقوول اييي ؟؟!) قام من مكانه بفزع شـ.ـديد وغضب .. قائلا بنبرة سريعة عالية ( انا جايي حالا ) ثم اغلق الخط بينما فرح تتابعه وقفت جواره تقول بفزع ( في اي يا سليم ... اي الي حصل ؟) لم ينظر لها بل جمع اغراضه سريعاً قائلا ( في مصيييبة .. انا لازم امشي حالا ) ثم اتجه مهرولا مغادرا البيت .. اتت سارة لفرح وهي تقول بقلق ( في اي يابـ.ـنتي حصل حاجة ؟) نظرت لها فرح بحيرة وهي تبرز شفتيها قائلة ( معرفش يا ماما .. في واحد اسمه فارس اتصل بيه ودا باين قريبهم .. وهو من وقتها وهو متعصب كدا .. ) قابت والدتها بتمني ( اتمني كل حاجة تتحل ربنا يكون في عونه ) هزت فرح رأسها بأسى علي حالها وحظها .........
** لا يعرف كيف قاد السيارة بتلك السرعة ولم يفتعل حادث .. يتصل به فارس يخبره ان ادهم اختطف اخته .. اختطف قمره .. تفادى اكثر من حادث بسبب سرعته المفرطة كي يصل لقسم الشرطة ويرى فارس ويستفهم منه كل شئ .. وأخيراً وصل للقسم وترجل من سيارته بخطوات سريعة للداخل بوجه غاضب .. وصل لمكتبه ووجد علي وفارس امامه فهب كالرياح في فارس قائلا بصوت مرتفع ( اختي فين يا فارس ؟) لم يكن حال فارس اقل حالا من سليم ولكنه كان يتفادى غضبه .. يكفي غضب سليم الذي يملئ المكان .. اعطاه فارس الهاتف كي يسمع تلك الرسالة التي سجلتها قمر قبل ان ترى ادهم القذر .. استمع لها سليم بغضب ثم اتجه لكرسيه وجلس قائلا ( اي الي حصل من البداية بالظبط يا فارس .. وانجز في الكلام !) جلس فارس امامه مكملا هو الاخرى بملامح غاضبة ولكن صوته كان هادئ ( كنا المفروض هنتقابل في كافية بـ.ـنتقابل فيه علي طول ... وهي طالعة من البيت كلمتني وقالتلي انها طالعة وقفلنا علي كدا .. والكافية قريب من البيت اصلا ولما كنت لسه هتصل عليها وصلتني الرسالة دي منها .. وبعد ما سمعتها فضلت اتصل كان فونها مغلق ) كان سليم يستمع له بتركيز وعنـ.ـد.ما انتهى مسح وجهه بضيق ثم وجه نظره لـ علي قائلا بجمود ( الواد دا يطلع .. ان شالله يكون تحت الارض تدورو عليه ويطلع مفهووم ؟) هز علي رأسه بإيجاب قائلا ( مفهوم ياسليم باشا ) ثم غادر المكتب يفعل ما أمره به سليم بينما قام سليم من مكانه قائلا بنبرة سريعة ( انا لازم اروح اشوف كاميرات البيت ) وغادر المكتب وفارس يلحقه ..
كلا منهما عقله شارد بنفس الشخص وهي قمر .. سليم عقله شارد بأخته خـ.ـو.فا عليها وعلى ما سيفعله ادهم بها .. خصوصاً بعد اخر لقاء بينهم في المنزل
بينما فارس عقله شارد بصغيرته وقلبه يـ.ـؤ.لمه عليها .. كيف حالها الآن .. ماذا سيفعل بها ادهم كل تلك الأسئلة تدور برأسه خـ.ـو.فا وقهرا عليها وعلى ما عانته .. قطع حبل تفكيره طرقة سليم علي مقود السيارة وهو يتمتم بالفاظ بشعة في حق ادهم ... ( وحياة امي ما هسيبه ابن ال .. ) اخذ فارس نفسا غاضبا .. وصلا للمنزل فقابلتهم والدة سليم وقمر ' نورهان '
كانت تنظر لهم بإستغراب ممزوج بالقلق قائلة ( مالكو يعيال وشكو مخـ.ـطـ.ـوف كدا ليه ؟) ثم نظرت لفارس بقلق ( مش قمر كانت طالعة تقابلك يابني .. اومال هي فين ؟) تلعثم فارس في الحديث ثم نظر لسليم الذي ينظر لوالدته بهدوء عكس تلك العاصفة التي تجتاحه بسبب اختطاف اخته .. ولكن هو الآن يحاول ان يخبئ ذلك الخـ.ـو.ف والغضب داخله حتى لا تمرض والدته فقال سريعاً ( راحت مع صحبتها يشتروا حاجات ياماما ) ثم نظر لفارس ولوالدته مرة اخرى ( انا داخل اوضتي انا وفارس في حاجة ضروري عايزين نعملها عن اذنك ) ثم اقترب يقبل مقدmة رأسها التفت لفارس مشيرا له للغرفة .. ثم اتجهوا سويا لها واخرج سليم الحاسوب الخاص به وفتح تسجيلات الكاميرا الموجودة علي بوابة منزله .. ظل يتابع هو وفارس ويقدmان بالشريط ويأخران حتي خروج قمر من المنزل وركوبها سيارة الأجرة ..
قال سليم وهو يتابع الفيديو بتركيز ( اكتب رقم التاكسي دا يا فارس بسرعة ) اخرج فارس هاتفه ونقل الرقم بـ هاتفه بينما ظل يتابع سليم الذي يكبر ويصغر بالصورة ليرى صاحب سيارة الاجرة ولكنه فشل في المحاولة .. أعاد ظهره للخلف وهو شارد بتفكير .. ظل فارس يتابعه يعلم جيداً انه يفكر ولكن هو الآخر سأم بسبب طول الإنتظار فقال مقاطعا حبل تفكير سليم ( سليم انت بتفكر في اي ؟) نظر له سليم ثم وقف مكانه قائلا ( روح انت البيت يافارس وانا هطلع عالقسم .. ولما اوصل لحاجة هكلمك .. ابعتلي بس رقم التاكسي في رسالة ) رفع فارس حاجبيه في انكار ( لا طبعاً انا مش همشي غير لما قمر ترجع .. ولو سمحت متتناقش في الموضوع دا عشان دا اخر الي عندي ) اخرج سليم تنهيدة قوية من داخله ثم قال ( طب يلا ياعم ) ثم غادرا المنزل مرة اخرى باتجاه القسم ...
- نور وتامر -
** اتى موعد الغداء .. ذهب جميع الموظفين لبوفية الشركة من أجل تناول وجبة الغداء .. بينما نور فعلت مثلما طلب منها تامر وذهبت له المكتب .. طرقت الباب طرقة خفيفة بينما هو كان يجلس وعنـ.ـد.ما استمع لتلك الطرقة اعتلت شفتيه إبتسامة منتصرة .. ثم أعاد ظهره للكرسي قائلا ( اتفضل !) دلفت للمكتب وهي الأخري علي وجهها إبتسامة واسعة .. اشار لها بيده بالجلوس فجلست ثم قالت بتساؤل ( حضرتك كنت عاوز تقولي علي حاجة ؟) كان يتابع حركات وجهها وطريقة حركة فمها في التحدث .. وكأنه يحاول ان يحفظ ذلك الوجه في مخيلته .. قام من مكانه وهو يلف حول المكتب متجهها لها قائلا ( اه انا فعلا كنت عاوز حاجة ) وقف خلفها ومد يديه يضعها فوق ظهر الكرسي التي تجلس عليه ثم مال جوار اذنها قائلا ( كنت عاوز اعرض عليكي اننا نتغدى النهاردة سوا ، اي رأيك يانور ؟) ابتلعت ريقها محاولة انزال كلمـ.ـا.ته التي قالها .. وللاسف اتجهت تلك الكلمـ.ـا.ت نحو القلب .. فأبتسمت إبتسامة صغيرة قائلة بتلعثم ( اها طبعا .. طبعا .. يعني ليه لا .. بس اي المناسبة ؟) همهم بتفكير وهو يتحرك من خلفها متوجها للكرسي الآخر المقابل لكرسيها ثم وقف خلفه واستند علي ظهر الكرسي مثلما فعل خلفها ولكن تلك المرة عينيه في عينيها ينظر لها بعينين لامعتين وابتسامة تعلو جانب شفتيه قائلا ( نعتبرها بداية علاقة كويسة ما بينا ) نظرت له بحيرة وتساؤل فأعتدل هو في جلسته قائلا بابتسامة ساذجة ( صداقة .. نبقى اصحاب !) ابتعدت ملامح الحيرة والتساؤل وحل محلها ملامح التفكير .. دارت بعينيها في ارجاء المكان .. ثم نظرت له مرة أخرى قائلة بإبتسامة واسعة تُظهر أسنانها البيضاء وتظهر عفويتها الزائدة ( ماشي انا موافقة .. بما ان احنا هنبقى اصحاب فـ مافيش مشكلة ) ابتسم بسعادة لموافقتها .. ولقد خابت تلك الابتسامة عنـ.ـد.ما قالت بإبتسامتها الواسعة ( بس ثواني هتصل بـ علي اقوله ) اخذت هاتفها بينما هو يتابعها بضيق .. قلب عينيه بيأس .. يحاول ولو دقيقة ان يبعد علي عن تفكيرها ويحتل هو تفكيرها ولكن لا يوجد نفع .. سيحاول مرة أخرى خاصةً وان والمرأة تعشق الدلال والاهتمام .. ابتسم بسخرية عند تلك النقطة .. عاد من تفكيره لأرض الواقع عنـ.ـد.ما قالت بحيرة ( علي تليفونه مقفول .. ممكن يكون في شغل ضروري) اعتدل تامر في وقفته ثم اتجه نحوها وهو يمد يديه لها قائلا ( خلاص انتي مش هتروحيله شغله عشان تستأذني يعني هو تلاقيه عاوز يريح دmاغه شوية ..... او فعلا زي ماقولتي بيشتغل !) كانت تنظر له وهو يتحدث بتفكير ثم نظرت ليديه ووضعت يديها في يده .. ووقفت مكانها وهي تقول بشرود ( ممكن فعلا ... ) ابتسم تامر ابتسامة ساخرة ثم قال ( يلا بقى احنا نمشي ) ابتسمت بخفوت وهزت رأسها له موافقة وغادرا سويا للمطعم المجاور للشركة ... طلبا الطعام بينما هو لم يبعد نظره عنها طوال الوقت .. حتى انها لاحظت واصبحت تخجل بسبب ما يفعله .. لأكثر من مرة يظهر احمرار وجهها خجلاً .. وماكان منها سوى انها تخفض بصرها أرضا خجلة مع شتائم محبين - علي - لها لانها تتصرمح مع تامر وتوزع عليه ابتسامـ.ـا.تها الخجلة والمحببه ... وكما قال المثل القديم " اللي اختشوا مـ.ـا.توا "
- تيم وطيف
** ارتدت ذلك الفستان الذي يغـ.ـيظه ويكيده حتي تكيده من الداخل .. فُستاناً من اللون الابيض يبرز مفاتنها .. علي الرغم من انها تشبه عود القصب .. ولكن ذلك لم يمنع من ظهور بعض المفاتن .. مثل فتحة الظهر الطويلة .. رفعت شعرها في وضعية - الكعكة - مع سقوط مع الخصل علي عنقها .. ابتسمت برضا لنفسها وهي تنظر في المرآة .. كادت ان تلتف لتأخذ حقيبتها ولكن منعها الالتفاف وجوده علي باب الغرفة يقف ناظراً اليها بنظرات تحمل العديد من التفسيرات .. نظرات محببه .. غاضبة .. حارقة ويود يود حقا ان يحرقها الآن امامه حتي تعلم جيداً ما مصير اللعب مع النار .. اقترب قليلاً من مكانها فعادت هي للخلف خطوتين من ذلك الوحش الذي سينقض عليها الآن .. رفع يديه يمررها علي ذقنه بفمه مع عضه لشفتيه السفلية بقوة .. ازدردت خـ.ـو.فاً وضمت يديها لها قائلة بتلعثم ( دا دا دا .. ااا دا دا انا .. اااا ) لم تكن تعلم ماذا تقول .. جذبها من يديها له لتصبح بمقابلة صدره بينما هو يقول بـ نبرة خافتة رجولية ( اااا اي مسكك سلك عريان ) ابتلعت ريقها الذي لم يعد موجود من الأساس .. فلقد جف حلقها تماماً من الخـ.ـو.ف .. لم تستطع ان تتفوه بكلمة ... ليقول بسخرية وابتسامة لعوبة وهو يلف يديه حول خصرها (عارفة ياطيف .. يعجبني فيكي القوة والحماسة الي بتبقى فيكي قبل ما تشوفيني .. واول ما تشوفيني كل دا بيطير .. هو انا مخيف يا طيف ولا حاجة ؟) هزت رأسها لاعلي واسفل ثم قالت بنبرة شبه هامسة وهي تنظر في عينيه ( اه .. انت بعبع !) ظل ينظر إليها وهو يرمش بعينيه عدة مرات ثم وللمرة الثانية انفجر في الضحك امامها .. بينما هي ابتسمت ببلاهه وهي تتأمله عينيه المغمضتين بسبب ضحكه المفرط .. ضحكته الرجولية التي تملئ المكان .. وكانت لحظات من الاحلام الوردية لدى طيف .. ان تراه يضحك .. ها هو يحقق لها تلك الأمنية ولكن في لحظات وينتهي الحُلم .. وعاد لوجه العابس فقالت في داخلها " دا باين عليه بيتحول ولا اي " اخفضت وجهها أرضا ثم رفعت عينيها فقط تنظر له باستطعاف .. فرفع حاجبيه بسخرية وتنقل بعينيه في ارجاء المكان بينما هي استغلت تلك الفرصة وضعت يديها علي بطنها وهي تقول بتأوه ( ااه .. بطني بتو.جـ.ـعني اوي باينله كدا بيرفس !) ابعد يديه عنها ثم ابتعد مقدار خطوة عنها بينما هي تتابعه بعين وتعود للتمثيل مرة اخرى ..وقف واضعا يديه في جيبه وملامح القرف والسخرية تحتل وجهه مع ارتفاع احدى حاجبيه وطرف شفتيه قائلا ( مفقوسة اوي يا طيف هانم .. وبعدين عيل اي الي بيرفس فالشهر الاول ) كانت تحنو ظهرها ممسكة ببطنها وعنـ.ـد.ما استمعت لتلك الكلمـ.ـا.ت رفعت بصرها تنظر له ثم اعتدلت في وقفتها ورفعت اصبعها تضعه في فمها بأرتباك قائلة ( مافيش طفل بيرفس فالاولاني صح ) ابتسم بمجاملة لها ثم عاد لجموده ( وحتة القماشة الي انتي لابساها دي تلبسيها وانتي معايا ياعنيا .. روحي غيري والبسي حاجة مظبوطة .. انا داخل اغير هدومي ) ثم ابتعد من امامها باتجاه غرفة الملابس وهي عنـ.ـد.ما رأته يختفي من امامها قالت بسخرية ( البسه قدامه قال .. دا علي اساس اني مـ.ـر.اته ) صمتت قليلا ثم قالت ببلاهه ( لا ماشاء الله عليكي ياطيف وحامل في ابنه ... يارب امسك عامود نور يكهربني خليني امـ.ـو.ت وارتاح ... !) طل رأسه من تلك الغرفة قائلا لها بسخرية وصوت مرتفع نسبيا ( عواميد النور مش بتكهرب غير في المطر .. عندك فيش النور كتير يا طيف علي واحدة منهم ودبي صوابعك فيها هتهزك هز جـ.ـا.مد !) التفت تنظر له وهي تضيق عينيها قائلة ( علي فكرة دا مش احترام عيب كدا ) اخرجت تلك الكلمـ.ـا.ت من فمها ثم اسرعت في حركة قدmيها متجهه لخارح غرفته لغرفتها تُبدل فُستانها ...
- حنين وليث -
** جلست علي الاريكة تُفكر فيما عرضه عليها ليث .. تعلم جيداً انه قرار مصيري يجب ان تختار الصحيح .. تذكرت لماذا اتت من لندن فأخرجت تنهيدة من داخلها توضح ما تشعر به حنين من كره تجاه الزواج بسبب والدها .. ذلك الاب الذي لم يرحمها منذ ان تخرجت من جامعتها وهو يريد تزويجها .. وفي آخر مرة اراد تزويجها لرجل في سن والدها .. اللعنه هو لا يريد تزويجها بس يريد بيعها بلا مقابل .. ولكن الآن ان الوضع مختلف كليا مع ليث .. فهو شخص جيد وعمله جيد ولديه مستقبل وكل الفتيات تتمناه .. عند تلك النقطة توقفت قليلاً تسأل نفسها " هل هذا المهزء عرض على غيرها الزواج من قبل ؟" هزت رأسها بنفي وكأنها تجيب علي نفسها لتقول بخفوت ( قالك انه كان بيدور اتهدي بقا بتفكيرك دا !) ثم اكملت تفكير فيه وبجماله ووسامته ورفعت حاجبيه باستمتاع وهي تضيق عينيه بابتسامة خبيثة ( قشطة يولاه ) ثم حركت شفتيها للجانب الآخر بلا مبالاة وهي تضع يد فوق الأخري قائلة ( أحلى من الشرف مفيش فعلا ) .. اعادت رأسها للخلف تسندها علي الأريكة وهي تفكر وتشرد بتفكيرها بعيداً في حياتها مستقبليا مع ليث وماريا .. تلك الصغيرة التي احبتها من قلبها .. ابتسمت بدفئ وقطع حبل تفكيرها صوت هاتفها .. اعتدلت في جلستها ممسكة الهاتف فوجدت رقم مجهول .. انه رقم ليث .. لم تسجله بعد ولكنها حفظته بسبب كثرة الاتصالات خاصته .. ترددت في البداية من ان تجيب ثم اجابت قائلة بخفوت ( الو ؟) اتاها صوته متحمسا ( ها وافقتي انا سبتك تفكري كتير اهو ) قوصت حاجبيها ببلاهه ( كتير اي يابني دانت لسه موصلني البيت من نص ساعة ) اجابها بتساؤل مزيف ( وهي نص ساعة قليل !) قلبت حاجبيها وهي تنفخ قائلة ( انت قولت مش هتكلمني لحد ما افكر كويس يبقى متتصلش تاني ) اتاها صوته الذي يبين عبوسه قائلا ( طاه ياختي .. فكري كويس ها .. خلصي حساباتك وبعدين كلميني .. ولو احتجتي اي مساعدة في الحسابات كلميني انا مهندس شاطر !) كان تقلده بفمها بسخرية ثم قالت ( طاه طاه يلا يلا سلام ) ابعدت الهاتف عن اذنها واغلقت الخط في وجهه وهي تبتسم ابتسامة خجلة .. سعيدة .. مُرتاحة .. وداخلها يود ان يوافق بنسبة خمسة وتسعين في المئة ... ولكنها ستنتظر لتُفكر جيداً وتصلي صلاة الاستخارة حتى توافق عن اقتناع .. اتى في بالها قمر ففتحت هاتفها تود ان تحادثها ولكنها وجدت رسالة من رقم مجهول في البداية اعتقدت انه ليث ولكن لا هذا الرقم غير رقم ليث .. إذن لمن وما محتوى رسالته .. فتحت الرسالة وكان محتواها فيديو ... فتحت الفيديو والفضول يأكلها .. بدأت عينيها تتوسع بصدmة ونفسها يعلى شيئاً فـ شيء .. كان الفيديو يحتوي علي قمر وهي مربطة اليدين والقدmين تجلس علي ارض مليئة بالتراب .. جوار فمها جـ.ـر.ح كبير ينزف دmاً .. ثُم وصل فيديو اخر لهاتفها فرأته وهي تسمع صوت رجولي لا تعرفه ولكن من شكها علمت انه ادهم .. ( ها اي رأيك في قريبتك ياقطة .. وري الفيديوهات دي لاخوكي الشبح والظابط سليم ) قهقه ادهم بطريقة مقززة وتسللت يديه لذراع قمر وهو يتلمسه بينما هي تنفر منه ببكاء مرير وانتهى الفيديو عند تلك الثانية بينما حنين كانت دmـ.ـو.عها تهبط علي خديها بأسى علي قريبتها وصديقة عمرها وطفولتها .. اخذت ترن علي فارس بجسد مرتعش وقلب مرتجف .. لم يجيب فـ رنت مرة اخرى فلم يجيب .. ثم رنت علي سليم ليرد هو بنبرة سريعة ( حنين انا في شغل ومش هعرف اكلمك دلوقتي ) ردت بسرعة وبنبرة باكية ( قمر يا سليم .. قمر مخـ.ـطـ.ـوفة ) اتاها الصمت لبعض من الوقت ثم أجاب سليم بنبرة متسائلة ( انتي اي عرفك ياحنين ) فردت هي الأخرى وهي تمسح دmـ.ـو.عها ( هقولك عرفت ازاي بس انا لازم اشوفك دلوقتي حالا ) اجابها ( طيب خليكي في البيت انا جاي انا وفارس ) ثم اغلقا الخط بينما حنين جلست تضم ركبتيها إليها وهي تفكر بـ قمر ببكاء وما يحدث لها الآن ...
** ظل سليم يشاهد الفيديوهات اكثر من مرة يحاول ان يستنتج منها شئ بينما فارس .. غاضب .. هائج يود ان يفتك ذلك المدعو ادهم .. نظر لسليم قائلا ( وبعدين بقا احنا هنلاقي صرفة ازاي .. الواد دا محدش عارف يوصله يعني ولا عارف مكانه ) نظر له سليم ثم لحنين قائلا بحيرة ( هنلاقيه لو تحت الارض .. بس انا عاوز اعرف إيه غايته انه يبعت الفيديو لحنين مش يبعته ليا ولا ليك !) هز فارس كتفه بلا مبالاة ( وانا اي عرفني يعني مكنتش قاعد في راسه ولا عارف هو بيفكر ازاي .. المهم هو عايز يكيدنا وبس ) نظر له سليم بهدوء ثم نظر امامه بشرود وهو يفكر ويحاول ان يصل لحل او طريقة ما .. ثم نظر لحنين وفارس ( انا اهم حاجة عندي ان امي متعرفش اي حاجة دلوقتي تمام ) هزت حنين رأسها بإيجاب بينما فارس اكتفى بالصمت ..
ظل سليم جالسا معهم لبعض الوقت حتى اتته رسالة من علي .. واكتفى بمعرفة محتوى تلك الرسالة دون إخبـ.ـار فارس .. ثم قام من مكانه قائلا ( انا همشي عشان مسبش والدتي كل الوقت دا لوحدها وهقولها ان قمر بايتة مع حنين الليلة دي عشان كانت مخـ.ـنـ.ـوقة شوية ) نظر له فارس قائلا بهدوء ( لو عرفت حاجة اتصل بيا انا مش هنام ) .. هز سليم رأسه ثم غادر المكان وركب سيارته متوجها نحو المكان الذي اخبره به علي في رسالة .. وفي طريقه رن هاتفه بإسم فرح .. تذكر كيف تركها وغادر علي ملى وجهه دون اخبـ.ـارها بشئ .. يبدو انها قلقت كثيرا عليه .. امسك هاتفه واجابها ( الو ) ردت بنبرة متلهفة ( اي ياسليم في اي .. انا عمالة احاول اتصل عليك بيديني مغلق .. هو في حاجة وحشة حصلت معاك !) اخذ نفسا عميقا ثم قال ( محصلش حاجة يافرح .. بس في كذا حاجة في الشغل لازم اخلصها .. نبقى نتكلم بعدين واحكيلك كل حاجة مش هينفع في التليفون ..) همهمت ثم قالت ( ماشي .. خد بالك من نفسك ) ابتسم إبتسامة صغيرة ثم قال ( حاضر .. يلا سلام ) ( سلام ) كانت تلك اخر كلمـ.ـا.ت سمعها منها عنـ.ـد.ما اغلق المكالمة .. وصل لمستودع ملئ بالسيارات الخردة .. وبعض سيارات الأجرة .. التفت حوله فوجد علي يترجل من سيارته بأتجاهه قائلا ( التاكسي الي ظهر في الكاميرا هنا ) وضع سليم يديه علي المسدس الذي يعلقه في بنطاله ثم قال ( تمام اوي ) ثم دلف للمستودع وبرفقته علي ووجد بعض الرجـ.ـال يجلسون حول مائدة يلعبون القمار والبعض الآخر يعد رُزمة من النقود .. والبعض الآخر يغير ارقام السيارات .. اتى رجل وبفمه سيجاره ( خير يابشاوات ) نظر سليم له من اعلاه لأسفله ثم اشار لـ علي الذي فهم ما يريده فأمسك هاتفه يعبث به .. فقال ذلك الرجل ببعض الرهبة ( في اي يا اخينا انت وهو ؟) اقترب سليم في مقابلته قائلا بهدوء وتساؤل ( في تاكسي خرج الصبح من هنا بالنمرة دي ) ثم اخرج هاتفه يريه التاكسي برقمه فقال الرجل وهو يشوح بيده ( اه .. طب هو يخصك في حاجة لمؤاخذة !!) نظر سليم لـ علي ( انت بتتصل بالبوليس ليه ياعلي هما هيجاوبونا ) تريث الرجل في خـ.ـو.ف ثم قال ( بوليس اي بهاوات هو في اييي ؟) فقال علي بتهديد ( جاوب عالباشا !) نظر لهم ذلك الرجل ببعض الخـ.ـو.ف ثم اشار لاحدى رجـ.ـاله ان يأتي .. فأتي واحداً منهم ليسأله ذلك الرجل وهو ينظر لسليم بخـ.ـو.ف ( التاكسي الي الي خرج الصبح نمرته اي ؟) أخبره ذلك الشاب بنمرة سيارة الأجرة فسألهم سليم بإستغراب ( وفين الواد الي كان سايقه الصبح ؟) فرد الشاب ( منعرفوش هو انتو الكاميرا الخفية ولا اي ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا قدرك الأسود ) ثم نظر للرجل ( انطققق فين الواد الي كان سايق التاكسي الصبح ؟) فرد ذلك الرجل بخـ.ـو.ف ( دا واحد منعرفوش جه طلب التاكسي وادانا فلوس كتير قال هيعمل بيه مشوار وهيرجعه ) همهم سليم فسأل ذلك الرجل مرة اخرى ( بس انتو تطلعو مين يابشاوات ؟) فرد سليم بابتسامة صفراء ( ماقولتلك قدرك الأسود .. الرائد سليم ياروح امك !) وما هي الا عدة ثواني حتي حاصرت الشرطة المكان ليقف الكل رافعا يده لاعلي بينما سليم نظر لهم ببعض من القرف قائلا ( نكمل كلامنا مع كوباية شاي في القسم ياخويا !) ثم استدار مغادرا المكان تاركا عناصر الشرطة تقبض علي الرجـ.ـال الموجودين في المكان .............
** بدأ يشقشق النهار باشعة بسيطة للشمس .. فكانت السماء عبـ.ـارة عن زراق ممزوج بـ لون اشعة الشمس قادmا من الافق البعيد مشيراً ان الشمس ستشرق كاملة بعد قليل من الوقت .... بينما علي في القسم رفقة سليم .. لم يتركه دقيقة واحدة حتي يحل معه تلك المصـ يـ بـةالتي وقعت علي عاتقهم .. كان جالساً يشرب بعض الشاي وفتح هاتفه .. فوجد رسالة منها محتواها ' مجتش النهاردة ليه ؟' اخذ نفسا عميقا ثم رد برسالة مختصرة ' انا اصلا مروحتش البيت .. انا في الشغل يا نور ' اغلق هاتفه مرة اخرى يفكر فيما يحدث معهم .. تلك المشاكل التي هبت فجأة عليهم منذ ذهابها للشركة وعملها بها .. منذ يوم خطبتهم وهي تزيد .. يكره المشاكل بينهم يود ان يظلا مثل العسل بينهم الحب والعشق فقط .. ولكن كما نقول تلك هي سُنة الحياة .. المشاكل والحـ.ـز.ن والهم ...
انتهى من كوب الشاي ودلف لسليم في مكتبه فوجده يشاهد بعض الفيديوهات وهو شارد ... تنحنح علي مشيراً لوجوده فنظر له سليم لبعض الوقت وهو شارد .. ثم قام من مكانه وهو يأخذ مسدسه قائلا ( انا عرفت مكانهم فين !) وضع علي كأس الشاي ولحق سليم الذي استعجل في الذهاب .
↚
وصل سليم وعلي لاحدي الأماكن القديمة .. التي جر عليها الزمن فأصبحت مبانيها متهريه .. تلك الأماكن التي كان لها شنة و رنة في بدايتها .. تفقد رونقها وجمالها بسبب قدوم الزمن عليها .. ترجل سليم من سيارته ينظر للبناية التي امامه بشرود .. بينما علي يقف جواره غير قادر علي استوعاب ما يريده سليم .. كانت الساعة تقريبا السادسة صباحاً .. لا يوجد مخلوق في الشارع .. فقال علي بتساؤل ( باشا هو احنا بنعمل اي هنا !؟) تقدm سليم بخطواته للبناية وعلي يتبعه ليقول سليم بخفوت ( دا بيت امه واخواته ) صعد سليم للشقة المطلوبة ثم طرق الباب بقوة عدة مرات .. يديه كانت تتجول من الباب للجرس .. حتى فتحت له سيدة كبيرة في السن تنظر له بتساؤل ( في اي في حد بيضـ.ـر.ب الجرس كدا عالصبح !) فقال سليم بجمود ( البوليس يا هانم ) وقفت متشنجة مكانها وهي تخبط يديها علي صدرها تولول ( يلهووي .. في اي ياباشااا احنا معملناش حاجة !) رفع سليم يديها لها وهو يهدئها ( اهدي يا ست انتي اهدي .. انا جاي اتكلم معاكي بهدوء وماشي تاني ... انا عارف انكو معملتوش حاجة ) تطلعت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( اتفضلو يابني طيب اتفضلو ) ثم ابتعدت عن طريق الباب ليدلف علي وسليم سويا وجلسا بينما هي جلست امامهم تنظر لهم بقلق وتفرك بيديها بقلق كبير قائلة ( اؤمرنا يابيه ؟) نظر لها سليم بجمود ( الأمر لله وحده .. انا جاي اسألك علي كذا حاجة وياريت تجاوبيني بصراحة ... ادهم ابنك فين ؟) ظلت تنظر له قليلاً بخـ.ـو.ف .. فقال سليم سريعاً ( ابنك عامل مصايب كتير ولو انتي خبيتي عن مكانه هيبقى انتي كمان متورطة معاه واكيد انتي مش عايزة كدا ) هبطت دmـ.ـو.عها بقهر وهي تقول ( بالله عليك يابيه تسيبه في حاله ... هو معتوه وغـ.ـبـ.ـي بس والله لما يجيلي انا هربيه واقوله يبعد عن سكتكم ) ارتفع صوته بنفاذ صبر ( ابنك خاطف اختي ... ادهمم فين ؟) شهقت بعنف وهي تطلع به بصدmة قائلة ( يامصيبتي !!!) ... مال علي في جلسته وهو ينظر لها قائلا ( ياحجة ابنك مش بس خاطف اخت سليم بيه دا كمان متورط في قصص مـ.ـخـ.ـد.رات وحاجات كتير !) هزت رأسها ببكاء وهي تقول ( والله يابني انا مبعرفلوش طريق هو كان هنا من يومين .. ومردش علينا تاني يابيه والله .. الله يخربيتك يا ادهم يابني الله يخربيتك ادعي عليك اقول اي بس يابني ) ارتفع صوت نحيبها فنظر لها سليم بحـ.ـز.ن ثم اكمل بهدوء ( اهدي ياحجة .. طب تقدري تقوليلي اي حاجة تتدلني عليه ) هزت رأسها بإيجاب ( العمارة الي في وشنا دي فيها واحد صاحبه روح بالروح .. ممكن يكون عارف مكانه ) فقال سليم بتساؤل ( طب ودا في انهي شقة ولا هنعرفه ازاي ؟) فقالت من بين بكاءها ( العمارة بتاعتهم وهما الوحيدين الي ساكنين فيها ) وقف سليم مكانه ومعه علي أيضاً قائلا ( ماشي .. عن اذنك !) ثم اتجه ناحية الباب مغادرا وعنـ.ـد.ما خرجا اتت ابنة تلك السيدة وهي تبكي وتقول ( قولتيله ليه يما علي مكان صاحبه كدا ادهم هيروح في داهيه !) جلست تلك السيدة وهي تبكي بقهر ( اخوكي المصـ يـ بـةخـ.ـطـ.ـف اخت الظابط .. خاطفها ياحـ.ـز.ني خـ.ـطـ.ـفها !) .....
وقف سليم وجواره علي بجانب السيارة فقال علي بتساؤل ( مش هنطلعله ؟) هز سليم رأسه بنفي وقال ( اركب يا علي ) ثم ركبا السيارة ليقول سليم ( هنستناه هنا لحد ما يشرف ) همهم علي تفهم ثم اراح علي ظهره للخلف وهو ينظر حوله ويرى المكان ..
مرت ساعتان علي جلوسهم في تلك السيارة منتظرين ذلك الشاب صديق ادهم حتي يعرفون منه مكان " قمر " .... انتبه سليم لشاب خرج من تلك العمارة فقال لـ علي ( بص شكله هو دا !) نظر علي للشاب بتركيز فترجل سليم السيارة ويتبعه علي أيضاً .. بينما ذلك الشاب كان يمشي وهو يشعل سيجارته وعنـ.ـد.ما رفع رأسه ورأي امامه سليم وعلي .. وقف مكانه ناظراً لسليم بتركيز ثم رمى السيجارة من يديه وبدى علي وجهه علامـ.ـا.ت الصدmة والخـ.ـو.ف قائلا ( يانهار اسود ) ثم التفت يركض عنهم فتبعه سليم وعلي يركضان خلفه .. ذلك يدخل هنا ويخرج من هنا بينما سليم يتبعه وعلي أيضا .. وصل الحال بهم ممسكين به واقعا أرضا بينما سليم يعلوه واضعا ركبتيه علي ظهره جاذبا يديه لخلف ظهره قائلا بصوت لاهث اثر الجري ( يعني انت عارف اننا هنمسك كان لازم الجري دا .. بس يلا ميضرش ) ثم جذبه يوقفه بينما ذلك يحاول الركوض منهم قائلا ( سيبني ياباشا انا معملتش حاجة والمصحف ) فقال سليم بابتسامة ساذجة ( انا عارف انك معملتش حاجة بس امشي يلا انا عازمك علي كوباية شاي ) ثم جذبه هو وعلي عنوة لقسم الشرطة ..........
كان سليم يجلس علي كرسي مكتبه وامامه ذلك الشاب الذي امسكه فقال سليم بحدة ( ادهم فين ؟) هز ذلك الشاب رأسه بتـ.ـو.تر قائلا ( معرفش انا مشفتوش بقالي .. كام يوم هو عمل حاجة سعادتك ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا اصله واحشني وبدور عليه من امبـ.ـارح !) ثم قال بصوت مرتفع غاضب ( انطق ياروح امك هو فين ؟) تلعثم في جوابه فقال ( و.والله مـ معرفش يابيه) نظر سليم لـ علي يشير له ليُدخل صاحب المستودع وبالفعل ماهي إلا دقائق حتى دخل علي وصاحب المستودع وهي يحيي سليم ( هطلعني يابيه ؟) نظر سليم لصديق ادهم ثم لذلك الرجل قائلا ( تعرفه ؟) فهز صديق ادهم رأسه بنفي وتلعثم بينما قال ذلك الرجل بانفعال ( هو دا يابيه الي خد مني التاكسي امبـ.ـارح الصبح وادانا فلوس كتير ايوه هو انا عرفته !) ابتسم سليم بخبث ثم نظر لصديق ادهم فكان يبدو عليه القلق والخـ.ـو.ف وهو يخفض بصره .. فقام سليم واتى امامه ممسكا مسدسه بهدوء ( ها ادهم فين ؟) فقام صديق ادهم من مكانه بخـ.ـو.ف كبير قائلا بنبرة متلعثمة ( انا هقولك يابيه انا هقولك !) فأبتسم سليم بنصر قائلا ( انت مش هتقولي انت هتوريني ) ثم جذبه للخارج بينما لحقه علي ومع بعض عناصر الشرطة ذاهبين للمكان الموجود به ادهم ...
** كانت مغمضة العينين بتعب وارهاق .. لا تشعر بما حولها .. هي مـ.ـخـ.ـد.رة تماما من ضـ.ـر.به لها .. تعتقد انها ستكون اخر أيامها هُنا ومعه في هذا المستودع الكبير .. يزرع الانسان ويحصد ما يفعله وها هي تحصد ما تفعله .. كانت تعتقد انه روميو خاصتها وهي جوليت ولكنها لم تكن تعلم ان حب روميو لجوليت كان انقى بكثير من حب ادهم لها .. لم تعلم ان روميو وجوليت مـ.ـا.تا حتى يكونا سويا في مكان آخر كما اعتقدا .. احبته بـ قلب برئ .. ولم تكن تعلم انه احبها بـ قلب شهواني .. يفعل كما يفعل المغتصبون تماماً .. لا يوجد فرق بينه وبين المغتصب فهو حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها قبل الآن .. حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها حتى وهي زوجته ..
شعرت بـ خطى قدm تخطو نحوها فتأوهت بألم ها هي ستنعم بطعم الجحيم مرة اخرى .. لم تشعر سوى بشعرها يُشـ.ـد بيديه بقوة يجلسها ولكن جسدها لا يتحمل الجلوس من شـ.ـدة التعب الذي حل به .. همس ادهم جوار اذنها ( قمر انا حبيتك يا قمر .. انتي حلوة اوي وانا حبيت حلاوتك دي انا مكـ.ـسرتش قلبك لا انتي فهمتي حبي غلط .. تعالي نتجوز ونرجع سوا ياقمر انا اسف !) نظرت له بقرف ثم بزقت في ووجهه قائلة ( متتكلمش عن الحب .. انت متعرفش يعني اي تحب .. الحب الي انت بتتكلم عنه دا ميعرفش امثالك .. انا مش هرجعلك ولو علي جثتي !) ثم أكملت بسخرية ( انا فضلت اسامحك كتير عشان انا حبيتك بجد بس خلاص .. كل الحب دا اتحول لكره عمى قلبي زي ما حبك كان عامي قلبي .. انت احقر حد شوفته في حياتي يا ادهم .. انا مش هبكي عليك عشان البكاء عليك هيكون اكبر خسارة ليا .. انا همحيك من ذاكرتي .. وانت وقتها هتكون بتعفن في السـ.ـجـ.ـن بسبب اعمالك القذرة ..... سليييم مش هيرحمك ) كانت تقول اخر كلمـ.ـا.تها وهي تضغط علي اسنانها وكأنها تنبهه بمصيره وما سيفعله به سليم ... كان ادهم ينظر له والغضب يتطاير من انفاسه وعينيه .. فشـ.ـد على شعرها بقوة قائلا ( انتي مبجيش معاكي غير الضـ.ـر.ب والتهزيق .. ) نظرت له بغل وملامح القرف تعلو وجهها .. فـ عنـ.ـد.ما ينكـ.ـسر في النفس شئ لا يجبره ألف إعتذار ... هبط علي وجهها كف من يديه القوية لتصرخ بألم ولكن عينيها جـ.ـا.مدة لا تذرف منها دmعة .. عينيها تظهر صورة قاسية .. تعكس تلك الصورة عن قلبها الذي جمدته الأحزان التي مرت عليه .. ضـ.ـر.بها كف وراء الآخر حتي وقعت ارضا بلا هوادة وبلا حول او قوة ...
فزفر ادهم بغضب وهو ينظر ولها بانزعاج ثم غادر تلك الغرفة الاي يحبسها بها ....
- تيم وطيف -
** استيقظت باكراً ثم ذهبت للمطبخ تعد لنفسها بعض الشطائر .. تبدو مثل المفجوع هذه الأيام تأكل كثيرا بلا رحمة .. يبدو ان طفلها جائعا دوماً فيأكل كل ما تأكله هي .. تذكرته عنـ.ـد.ما اخبرها بالأمس انه يشك انها يوماً ما ستأكله .. فأبتسمت بسخرية وهي تأكل الشطائر بنهم .. انتهت من الطعام ثم اتجهت لغرفته فرأته نائما .. اقتربت منه وهي تقف جواره وتنظر له بهدوء .. ذلك الملاك النائم امامها .. اخذت نفساً عميقاً وهي تتطلع له بسخرية قائلة في بالها " شوف نايم ازاي زي الملاك .. ولما بيصحى اعوذ بالله من غضب الله " جلست جواره تمسد علي شعره بحنان وهي تركز في ملامحه الجـ.ـا.مدة القاسية .. ولكن لم تخلو ملامحه من بعض البراءة التي احتفظ بها من قسوة الزمن .. تذكرت معاملته لها قبل وجود ذلك الطفل في احشائها وبعده .. تتذكر كيف كان يقسو عليها ويجـ.ـر.حها .. و الآن يعاملها بحنو وهدوء .. هل يخاف علي ابنه ام يخاف عليها بسبب تعب قلبها ..
ألا يعلم كم يجـ.ـر.ح احساسها عنـ.ـد.ما تبكي امامه فلا يمد يديه ليهدء من روعها بل يكمل قسوته عليها .. ألا يعلم كم يكون ذلك الشعور مؤلم عنـ.ـد.ما يبكي المرء امام من يحب معتقدا انه سيمد يده ليمسد الدmـ.ـو.ع .. هبطت دmعه من عينيها متألمة علي حالها .. كم يكون صعباً عنـ.ـد.ما تحب شخصاً رغم ما سببه لك من جروح تدmو القلب ..
كان ينظر إليها وهي شاردة والدmـ.ـو.ع تهبط من عينيها .. يعلم جيداً بـ ماذا تفكر .. ويعلم جيداً انه السبب الآن بهبوط تلك الدmـ.ـو.ع .. اعتدل من موضعه جالساً وهو يمد يديها يمسد دmـ.ـو.عها مبتسماً إبتسامة صغيرة .. فأنفضت من لمسته قائلة بتلعثم ( انا .. صحيت .. من شوية وفطرت .. وجيت عشان اصحيك عشان تروح الشغل .. وو انا ) قاطعها هامسا بدفئ ( ششش اهدي طيب وخدي نفسك ) نظرت له بحـ.ـز.ن والدmـ.ـو.ع تتساقط من عينيها فقربها منه يعانقها بحنان قائلا ( اهدي يا طيف كفاية عـ.ـيا.ط ... طب قوليلي بتعيطي ليه ؟) ابعدت وجهها عنه تنظر لعينيه بعيونها الدامعة الحمراء ( ا..اااصل انا جعانه اوي !) فتح فمه بصدmة ... ثم قال ( انتي مش بتقولي لسه فاطرة !) هزت رأسها بإيجاب ثم قالت ( ما ابنك كل الاكل كله الي في بطني وانا جعت تاني .. ولا انت مستخسر فيا الاكل يعني !) ثم تعالى صوت بكاءها وهي تضع يديها فوق فمها .. بينما هو ضم شفتيه يكتم غـ.ـيظه مرفرفاً برموشه ثم قال محاولاً الهدوء ( لا طبعا مش مستخسر فيكي .. تعالي اعملي دور فطور تاني يلا ) دفعت يديه بعيداً عنها ثم قامت متوجه للخارج وتحديداً للمطبخ ...
بينما هو زفر بضيق قائلا ( صبرني يارب عشان مرتكبش فيها جريمة قــ,تــل !) ثم توجه لحمام غرفته ينعم براحة صباحية حتى يكمل يومه في العمل بتركيز كبير ..
** ترجل سليم من سيارته وهو يجذب صديق ادهم من ملابسه متوجهين ناحية المستودع الذي وصلوا له .. دلفوا جميعهم للمستودع فلاحظ سليم انه نفس المكان الموجود في الفيديوهات التي ارسلها لهم ادهم .. دفع سليم صديق ادهم لينادي عليه فقال بصوت مرتفع متلعثم ( يا ..ادهم !) فأتى صوت ادهم من الداخل قائلا ( اي يسطا !) ثم خرج من المكان مصدوما بـ سليم وعناصر الشرطة .. دفع سليم صديقه ليمسكه علي بينما هو توجه ناحية ادهم الذي عاد خطوتين للخلف ثم ركض لاحدى الغرفة فركض خلفه سليم ليجده يقف في تلك الغرفة موجه المسدس ناحية قمر القابعة بالارض دون حركة .. فصُدm وهو يرفع يديه ليهدأ ادهم قائلا ( متتهورش اي عايز تاخد إعدام؟) ابتسم ادهم بسخرية ( يعني علي اساس لو مسكتوني دلوقتي هتعملو فيا اي ما انتو هتدوني مؤبد .. ) نظر سليم لقمر ثم لادهم مرة اخرى وهو يتقدm منه ( ادهم اهدى كدا متتهبلش !) هز ادهم رأسه بنفي وسـ.ـخرية .. بينما قمر شعرت بصوت أخاها يطرق في اذنها وذهنها .. ففتحت عينيها بتكاسل وهي تهمس ( س.سـليم !) رفعت عينيها تنظر له فأرتسمت إبتسامة سعيدة علي فمها بتعب وهي تقول ( سـليم ...) حاولت ان تعتدل في جلستها بينما سليم تقدm خطوتين يريد مساعدتها فصرخ ادهم ( اقف مكانك وإلا والله هفشفش دmاغها بالمسدس دا ) وقف سليم مكانه بينما عناصر الشرطة تجمعت في الغرفة فشاور لهم سليم بالتوقف والهدوء ليقول ادهم بخبث ( براڤو .. عموما عاوز اقولك علي مفاجأة في التجمع الحلو دا !!) ثم لف بنظره في المكان ليقول بسخرية ( بس التجمع كان ناقصه الواد الحمش قريبكو دا .. بس مش مشكلة .. انا واختك متجوزناش .. انا مضتها علي ورق مضروب وهي صدقت !) هبطت تلك الصاعقة علي سليم وقمر في نفس الوقت .. ولكنها هبطت علي قمر صاعقتين وليست واحدة .. كان يكذب عليها بشأن زواجهمها .. نظرت له بإحتقار وهي تقول ( انت اكتر واحد وسـ.ـخ شوفته في حياتي يا ادهم .. انت اكتر واحد قذر انا بكرهك بكرهك ) هبطت دmـ.ـو.عها بغذارة وهي تبكي بألم .. فجز سليم علي اسنانه وهو يقترب بغضب من ادهم الذي فُزع نتيجة ذلك الإقتراب وقبل ان يضع سليم يديه علي أدهم كان رصاصة المسدس التي بيد ادهم الأسرع في اختراق جسد قمر ... صدmة وقعت على الجميع .. شهقة خرجت من فمها قبل ان تسقط أرضا بلا هوادة .. بينما سليم انقض علي ادهم عالاسد الذي ينقض علي فريسته دون ان يرحمها .. ظل يضـ.ـر.به بقبضته في وجهه مرة وراء الأخرى وهو يصـ.ـر.خ به ويسبه بألفاظ سيئة للغاية .. ركض له علي يبعده عن ادهم قائلا بتحذير وصوت مرتفع ( هتودي نفسك في داهية عشان واحد زي دا سيبه ياسليم باشا !) ابتعد سليم من فوق أدهم الذي لا يتحرك ثم ضـ.ـر.به مرة اخرى بقدmه في بطن ادهم .. والتفت ينظر لأخته الغارقة في دmها .. ثم ركض إليها يحملها دون التحدث لأحد وذهب راكضا بها لسيارته متوجها للمستشفى ..
وأخيراً بعد طريق طويل للمستشفى كان يخاف ان يخسرها بذلك الطريق ومن حين لآخر ينظر لها بقلق ها هو الآن يصل للمستشفى .. حملها وهو يصـ.ـر.خ ليساعده احدهم فأتت الممرضات والممرضين يأخذونها لغرفة العمليات سريعاً .. بينما وقف سليم خارج الغرفة مصدوما .. بل مصعوقا وهو يتذكر كيف قوصها ادهم .. ينظر للدmاء التي تغطي قميصه .. دmائها .. لا يعلم ان كانت ستكون بخير ام لا .. ولكن ما يعلمه انها لن تتركه .. افاق من شروده علي صوت هاتفه وهو يرن .. امسك الهاتف فوجد المتصل " فارس " رفع الهاتف علي اذنيه وهو يقول بجمود ( انا في المستشفى الي انت بتشتغل فيها .. قمر في العمليات !) لم يسمع صوتا لفارس بل سمع صوت اغلاق الهاتف .. جلس علي الكرسي الذي امامه منتظراً خروج الطبيب حتي يطمئنه عليها .. ظل جالساً .. قلبه ينبض بقوة خـ.ـو.فاً علي صغيرته .. رن الهاتف مرة اخرى ولكن تلك المرة بأسم فرح .. اتت في وقتها المناسب فهو كان يريد التحدث معها .. رفع الهاتف علي اذنيه قائلا بصوت مختنق ( فرح !؟) ردت من الجهه الاخرى بصوت حائر قلق ( سليم .. في اى انا بتصل عليك من امبـ.ـارح مبتردش عليا .. مالك صوتك متغير ليه ؟) ظل قليلاً صامتاً ثم قال بتلك النبرة المختنقة ( هبقى احكيلك بعدين .. بس عايزك تيجيلي المستشفى !) ثم اخبرها اسم تلك المستشفى فقالت بقلق ( انت بتعمل اي هناك يا سليم قلقتني كدا في اي ؟) فقال بخفوت ( قمر في المستشفى .. لما تيجي هفهمك كل حاجة ) فأجابته سريعاً ( حاضر هلبس واجي !) ثم اغلقت الخط وذهبت تخبر والدتها بأنها ستغادر ثم تجهزت ووصلت المستشفى .. وجدته جالساً واضعا رأسه بين يديه وجواره حنين .. وامامهم يقف فارس .. عرفتهم سريعاً بسبب رؤيتها لهم من قبل في منزل سليم .. اخذت نفساً عميقاً ثم تقدmت منهم ( السلام عليكم ) ابتسمت لها حنين بخفوت ( وعليكم السلام ) بينما سليم رفع رأسه ينظر لها بملامح حزينة .. فأقتربت منه تجلس جواره من الناحية الاخرى وتضع يديها فوق كتفه ( هتبقى كويسة .. هي حالتها خطيرة ولا في اي ياسليم ؟) نظر لها ثم ابعد وجهه ينظر امامه بجمود ( اه .. اضـ.ـر.بت بالنار ) فتحت فرح عينيه بصدmة وهي تبتلع غصتها .. ثم ضغطت على كتف سليم وهي تقول بقلق ( ه.هتبقى كويسة ان شاء الله !) امسك يديها بين يديه ثم اعاد رأسه للخلف يستند علي الحائط بينما هي كانت تنظر له بحـزن بالغ علي حالته تلك ... نظرت مرة اخرى لفارس فكان يقف بجوار باب غرفة العمليات وهو يضم يديه لصدره .. نظره بالأرض وعنـ.ـد.ما رفع نظره كانت عينيه مدmعتين .. وجهه مختنق حالته لا تقل شيئا عن حالة سليم .. ابعدت نظرها عنه تنظر لحنين هي الاخرى شاردة .. ملامحها حزينة وخائفة .. ودmـ.ـو.عها تهبط علي خديها بقلق .. فقالت بخفوت ( ربنا يقومها بالسلامة يارب !) ... ابتسمت لها حنين بدفئ ثم نظرت لهاتفها الذي يرن باستمرار بأسم ليث .. نظرت لهم ثم قامت من مكانها مبتعدة عنهم قليلا وهي تجيب بصوت باكي ( الو !) رد ليث بقلق يغمر صوته ( انتي بتعيطي ولا اي .. في اي يا حنين ؟) فقالت حنين بنبرة باكية وهي تقول ( قمر بـ.ـنت خالي في المستشفى .. جوزها ضـ.ـر.بها بالنار !) شهق ليث بصدmة قائلا ( جوزها ؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله .. طب هي عاملة اي دلوقتي ؟) فقالت وهي تمسح دmـ.ـو.عها ( هي في اوضة العمليات لسه مخرجتش !) همهم ليث ثم قال بتساؤل ( طب اجي ؟) فقالت برفض سريعاً ( لا لا .. متجيش غير لو فارس كلمك .. عشان انا لسه مقولتلوش حاجة !) فأخرج تنهيدة قوية قائلا ( ماشي يا حنين .. خدي بالك من نفسك وانا كل شوية هكلمك !) فردت بهدوء ( ماشي .. سلام !) اغلقت معه فرأت والدة قمر ترن عليها .. اتجهت سريعا لسليم وهي تقول بقلق ( سليم .. مامتك بترن .. اقولها اي ؟) نظر لها سليم لبرهة ثم قال بهدوء ( مش عارف .. كنسلي عليها وانا هروحلها !) وقف مكانه فوقفت معه فرح قائلة ( انا هاجي معاك عشان اكيد لما تعرف حالتها مش هتكون كويسة !) هز رأسه موافقاً ثم نظر لفارس فقال فارس بصوت منخفض مختنق ( متقلقش لو حصل حاجة هكلمك علطول !) ابتسم يليم بخفوت كـ علامة شكر ثم ذهب هو وفرح متجهين للمنزل !!
↚
** ترك كل ما بيديه وهرول للخارج علي صوت فرح الصارخ بأسمه واسم والدته .. وقف امام والدته الغير واعية والفاقدة للوعي تماماً وهي يصـ.ـر.خ بصوت قلق ( ماما .. ماما فتحي عيونك الله يرضى عليكي !) ابتعدت فرح من جوارها سريعاً ثم اتت بكوب ماء واخذت تمسد بالماء علي وجه نورهان ولكن لا حياة لمن تنادي .. نظرت لـ سليم القلق قائلة بنبرة خافتة يغلفها القلق ( احنا لازم ناخدها المستشفى دي باينلها ضغطها وطي ) مال علي والدته يحملها بين ذراعيه متوجهاً للخارج بينما فرح تلحقه للسيارة متوجهين للمستشفى ...
كان الجميع قلق .. سليم .. فرح جواره .. فارس .. حنين .. جميعهم .. القلق ينهش قلوبهم علي كل من قمر والوالدة نورهان .. وبعد طول انتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات التي بها قمر ووقف جوار فارس وسليم قائلا بهدوء وخفوت ( احنا عملنا الي قدرنا عليه .. دعواتكم للمريـ.ـضة !) ابتلع فارس غصته قائلا ( يعني اي يادكتور ؟ .. هي اكيد هتبقى كويسة حالتها دلوقتي افضل صح ؟) اخذ الطبيب نفساً عميقاً قائلاً ( المريـ.ـضة باين اتعرضت لعنف جسدي مع الرصاصة الي جت في مكان غلط كُليا ممكن تأثر بعد كدا .. انا مش هقدر اقول اكتر من كدا إلا لما المريـ.ـضة تفوق ونبدأ نعملها فحوصات نطمن علي كل حاجة .. ) نظر له سليم بقلق قائلا ( دكتور انا ممكن اجيب دكاترة من برا تشوف حالتها المهم أختي تبقى كويسة !!) هز الطبيب رأسه بنفي ثم قال ( مافيش داعي لدكاترة من برا ) ثم ابتسم ابتسامة بسيطة ( ان شاء الله بدعواتكم لربنا هتبقى كويسة !) ثم غادر من امامهم بينما استند فارس علي الحائط رافعاً رأسه لاعلي قائلا بخفوت ( يارب ... يارب اشفيها يارب !) اقتربت منه حنين واضعة يديها علي كتفه قائلة بنبرة شبه باكية ( هتبقى كويسة ياحبيبي بإذن الله ربنا يقومها بالسلامة !) نظر لهم سليم ثم وجه نظره لفرح التي تنظر له بقلق ثم ابتسمت بخفوت قائلة بنبرة دافئة ( هتبقى كويسة ان شاء الله .. ربنا هيقومها بالسلامة !) هز رأسه بخفوت ثم توجه للغرفة التي تقبع بها والدته .. نظر إليها بحُزن ها هو الآن بأختبـ.ـار صعب من الله .. في حالة اخته .. ووالدته الحزينة على ابـ.ـنتها .. اختبـ.ـار في اقرب اثنين لقلبه ... في الحياة نفسها .. اخذ نفساً عميقاً ثم التفت عنـ.ـد.ما شعر بيديها على كتفه تواسيه بإبتسامتها الدافئة .. بادلها هو الآخر بابتسامة بسيطة فقالت ( تعالى نقعد شوية برا واهو تشم هوا !) اخفضت يديها من علي كتفه لـ كفه ممسكة به .. ثم خرج معها للخارج وجلسا جوار بعضهم على كرسي كبير امام المستشفى ينظران للفراغ .. للظلام الذي حل السماء يعلن قدوم الليل بقمره ونجومه .. نظر للسماء بشرود قائلاً ( حاسس بـ الذنب في اللي حصل لـ قمر ..) نظرت له فرح بأهتمام وقبل ان تتحدث اكمل ( انا علطول بكون جنبها يافرح .. انا عمري ماسبتها في حياتي في لحظة ضعف .. او لحظة حُزن .. حتي في السعادة بـ.ـنتشاركها سوا .. كنا بـ.ـنتشارك كل حاجة عشان كنا عايشين في الحياة و فاهمين الي بيحصلنا .. كنت دايما انا الحامي بتاعها بعد ربنا .. ) اكمل بضحكة حزينة ( حتي حاميها من الصراصير الي كانت بترعـ.ـبها وبالذات في نص الليل .. كانت بتيجي صريخ من اوضتها لاوضتي عشان تصحيني امـ.ـو.تلها الصرصار ) ابتسم بحنية مكملا ( قمر كانت في حياتي مش بس اختي .. كانت صحبتي كمان .. كانت بـ.ـنتي .. ) نظر لفرح ثم قال بنبرته الحنونة ( انا بحب اوي اقعد افتكر ذكرياتنا .. بحب افضل افتكر كام مرة كنت بخليها تعملي اكل .. كام مرة كنت اقومها في عز الشتا والبرد عشان تقليلي بطاطس او تعملي شاي .. كام مرة هي قومتني في عز البرد والشتا عشان انزل اجبلها ايس كريم من الي بتحبه .. كام مرة مرة سهرنا سوا نسمع مسرحية ونفضل فطسانين عليها من الضحك .. او فيلم رعـ.ـب وتفضل يومين تلاته خايفة من خيالها !) ابعد نظره بنبرة مختنقة مكملا ( كنت دايما جنبها .. ولما جه الكـ.ـلـ.ـب الي دخل حياتها هي بدأت تبعد عني عشان معرفش .. عشان هي عارفة اني مش هوافق علي ادهم عشان الي بيعمله !) اخذ نفساً مكملا ( هي حبته اوي .. وهو مكنش همه غير شهوته تجاهها وانه يجي في الآخر منتقم مني عشان انا شايل ضده حاجات كتير عشان يتحبس .... انا حذرتها منه كتير اوي بس هي كانت مفكرة اني مش عايزها تكون مع الي بتحبه وبيحبها .. حاولت اقنعها انه مش بيحبها بس هي مكنتش بتقتنع بكلامي .. انا غلطت لما يأست وقولت بكرا تفهم لوحدها .. اهو جه بكرا وهي بين ايد ربنا دلوقتي مش عارفين حالتها هتبقى اي .. ياريتني منعتها غـ.ـصـ.ـب عنه عشان متوصلش للحالة دي ) هبطت دmعة فارة من عينيه فمسحها سريعاً .. بينما فرح كانت تسمعه بحُزن .. تعلم جيداً ماهي الأخوة .. فهي لديها اخ واخت تخاف عليهم من نسمـ.ـا.ت الهواء المارة .. تعلم الآن بماذا يشعر .. وضعت يديها علي كتفه بحنية قائلة ( هتبقى كويسة ياسليم .. هي جت فترة عليها وضعفت وغلطت .. واحنا كلنا بنغلط عشان احنا مش ملايكة .. بس احمد ربنا انها عرفته علي حقيقته احسن ماكانت تتخدع فيه اكتر من كدا ... والحب اعمى زي ما بيقولوا ) ابعدت نظرها قائلة للحظات بنبرة شاردة ( الحب اعمى ياسليم .. وزي ما بيقولوا الي بيحب مبيعرفش يفرق بين صح وغلط .. بيشوف كل الي بيعمله صح .. ومبيشوفش قد اي كان غـ.ـبـ.ـي وهو بيعمل الخطأ دا .. !) نظر لها سليم ببعض الاستغراب الممزوج بالحيرة فنظرت له سريعاً مبتسمة ابتسامة هادئة مكملة ( متظلمهاش لمجرد انها حبت وهي كانت صاينة للحب دا .. انما هو باع !!) كان يتابع ملامحها بهدوء ثم قال بعد تنهيدة ( مبظلمهاش يافرح .. مبظلمهاش ! ) اغمضت عينيها للحظات مع تنهيدة قوية اخرجتها من داخلها .. ثم فتحت عينيها قائلة ( ولا انت ليك ذنب في الي حصل ... متفضلش محمل نفسك الذنب دا !) اخذ نفسا عميقا مكملا بخفوت ( بحاول !) ثم امسك يديها بين يديه ينعم بتلك الراحة التي يجدها جوارها .. جوار فرحته !!
- علي ونور -
** دلف لمنزلها والقى التحية علي والدتها .. ثم عليها بحب محملا بـ شوق يقــ,تــله داخلياً .. ذلك الشوق الذي يجعله يراها في وجوه الآخرين عنـ.ـد.ما تكون بعيدة عنه .. بداخله عقل لا يجيد التفكير إلا بها .. وقلب لا يتقن سوى اشتياقها .. كان علي جالساً معها في شرفة المنزل .. ينظر لتلك العينين الشاردتين بإنزعاج .. فهي لم ترحب به كما توقع .. اطفأت داخله ذلك الحماس الذي أتى به .. ومنذ أن أتى وهي صامتة .. وكأنها تفعل ذلك عمداً وتتجاهله عمداً ... ذلك الإهمال الذي يأتي بعد الإهتمام هو قــ,تــل نفس بريئة بغير حق .. قال في على في خفوت ( انتي مالك بتتجاهليني كدا ليه من ساعة ما جيت !) ردت بإختصار دون النظر إليه ( شايفاه الحل الامثل في المشكلة الي احنا فيها !) نظر إليها بإندهاش قائلا بسخرية ( مشكلة ؟؟ .. مشكلة اي دي ان شاء الله الي احنا فيها !! بقا انتي مسميه الي حصل بينا مشكلة وحله التجاهل وهو دا الحل الامثل يانور ... !) نظرت له ببعض الغضب ثم قال بانفعال مع الاحتفاظ بصوتها الهادئ ( اه مشكلة يا علي .. ومشكلة كبيرة لما تحرجني قدام مديري يوم خطوبتنا وهو جاي يبـ.ـاركلي .. هو انت مبتوثقش فيا يعني ولا اي !) اكمل بغضب هو الآخر ( رأيك لما يجيلك مديرك من غير عزومة دا عاادي .... دا حتى سأل على عنوانك وجه مخصوص ... اي الإهتمام دا كله ... مكنتيش مجرد موظفة في شركته !!!) قالت بنبرة جافة ( على الاقل هو اهتم وجه .. وكمان اعتذرلي في الشركة انه جه من غير معاد وانه ممكن يكون سبب مشكلة بينا .... بس لما جه وضحلي انك مبتوثقش فيا اصلا .. وجوده وضحلي حاجات كتير .. !!) جذبها من ذراعيها لداخل المنزل حتي لا يصل صوتهم للمارة في الشارع .. كانت تحاول جذب ذراعيها من يديه بإنزعاج ( سيبني ياعلي .. ابعد ايدك عني !) ولكنه كان الاقوى بالضغط علي يديها ممسكا بها بغضب .. اغلق باب الشرفة ثم التفت لها قائلا بغضب يعمي عينيه ( لا بصي بقا يانور .. احنا نتكلم دلوقتي علي بياض كدا .. معنى اي الكلام الي انتي قولتيه دا بقا .. يعني اي وضحلك حاجات كتير .. ومعنى اي وجوده في دي ... كان مين هو عشان يبقى له وجود في حياتك ؟؟؟) كانت ملامحها مصدومة من ردة فعله الغاضبة .. فغضبت هي الاخرى قائلة ( انت باين عليك اتجننت ولا اي .. ايوه اثبتلي انك اساسا مبتهتمش بيا وانك كل همك شغلك وبس .. انت اي ياخي ... واذا كان عن وجوده الي انت مضايق منه فهو له وجود انه كشف اهمالك ليا قبل مانخطو خطوة تانية !) لحظات صمت وكأن دلو ماء بـ.ـارد وقع فوق رأسه .. ينظر لها بصدmة .. هل هذه نور التي يعرفها وتربى معها واحبها من قلبه .. اتت والدتها علي صوتهم قائلة بتساؤل وحيرة ( مالكم ياولاد .. صوتكم عالي ليه في اي ؟ ) كان علي ينظر لـ نور فقط .. ينظر إليها بصدmة يعتريها الإختناق .. اختناق يشعر انه سيحطم قلبه من الداخل .. هل تُعلي من شأن رجل اخر غيره وامامه !!! اعتراه الغضب مرة آخرى قائلا ( واللهِ .. لا والله شابوه لمديرك انه خلاكي تشوفيني علي حقيقتي .. بقا انا مش بهتم بيكي يانور ... انا الي بقيت مش بهتم بيكي .. انا الي كنت ببقى جاي مفحوت من الشغل ومرضاش انام الا لما اجي اشوفك واطمن عليكي .. انا الي عمال اكافح واعمل واعمل عشان تبقى حلالي في اقرب وقت ونبقى سوا .. هو جه في يومين غيرلك المنطق دا كله .. اي سحرلك دmاغك ولا عشان هو بتاع شركات بقا ومستواه اعلى مني واهتم بيكي بتاع مرتين تلاته ميجوش في العمر الي عشناه سوا !!) كانت تستمتع إليه بعيون باكية .. عينيها تنظر بعيداً .. لا تقوى علي النظر في عينيه او له حتى .. قالت والدته محاولة ان تُلطف الجو ( اهدا ياعلي يابني اكيد نور متقصدش حاجة .. اقعدوا واتفاهموا طيب انتو الشيطان دخل ما بينكم يابني استغفروا ربنا واقعدوا يا حبيبي يلا !) هز رأسه بنفي وهو ينظر لـ نور بنظرة منكـ.ـسرة ( فكري كويس في كلامي وقوليلي انتي ناوية علي اي ؟؟) شهقت والدتها وهي تضع يديها علي صدرها ( متقولش كدا يابني هتكون ناوية على اي يعني اكيد ناوية تصلح الي بينكم .. استعيذوا بالله ياحبايبي واهدوا كدا !) لم ترد نور بحرف بل التفتت مُغادرة لغرفتها بخطى سريعة .. بينما علي يتابع تحركها من امامه بعينين منكـ.ـسرتين .. ابعد بصره من الفراغ الذي احتل موضعها الذي كانت تقف به منذ قليل لوالدتها .. نظر إليها بهدوء ثم اقترب يقبل رأسها قائلا بهدوء ( انا ماشي يام نور .. خدي بالك من نفسك !) ثم اولاها ظهره هو الآخر وهي تدعو له قائلة ( ربنا يحل مابينكم يابني يارب ويهديكم .. الف سلامة ياحبيبي !) تنهدت بعمق بينما هو غادر المكان بـ قلب عالق ما بين الحياة والمـ.ـو.ت
↚
** تلقى كلامها وكأنه سَمُاً يتلف قلبه .. كانت ملامحه جـ.ـا.مدة لا يظهر عليها شيئاً سوى الصدmة .. لم يكن يعلم ماذا يفعل او كيف يتصرف .. بماذا يرد عليها .. الآن هي تريد ان تنهي علاقتهم .. والحب الذي كان بينهم .. حب السنين .. حب الطفولة وحب المراهقة وحب النضوج .. أم انه هو من احبها ؟ .. وهي لم تحبه !! كيف وهو يرى في عينيها نظرات الحب يومياً .... استيقظ من شروده علي شهقة والدتها التي دوت في ارجاء الصمت الذي يعم المكان ... نظر لوالدتها التي تقول بصدmة وانفعال ( انتي بتقولي اي يا نور ؟؟) نظرت لها نور بـ حُزن ثم ابعدت نظرها لـ علي وملامح وجهها تحمل الحيرة لـ صمته والحـ.ـز.ن لـ صدmته ..
قهقه علي بخفوت ثم نظر إليها ( انتي بتقولي اي يانور .. مينفعش نكمل دا اي ؟) ابتلع غصته وهو يقول بحب ( انا اسف ياستي علي الي حصل ما بينا .. انا بحبك يانور !) هزت رأسها بنفي ثم قامت من مكانها واولته ظهرها وهي تفرك بيديها .. ثم قالت بهدوء ( لا .. انا محبناش بعض يا علي .. احنا بس كنا متعودين علي بعض وشايفين ان التـعود دا حب .. لكن هو مكنش حـب .. !) وقف خلفها قائلا بتساؤل هادئ ( اُمال كان اي يعني .. بلا مكنش حب .. احنا حبنا دا عُمر يا نور !) التفتت له وهي تقول بصوت مرتفع نسبياً ( فوق يا علي دا مش حُب قولتلك دا تعود وانت مع الايام هتفهم دا كويس .. انا فهمته قبلك .. انا بس ..) تلعثمت في حديثها واخفضت بصرها أرضا قائلة ( انا عرفت دا لما خرجت روحت اشتغلت ودmاغي اتفتحت اكتر عالدنيا وعالناس ... ) قاطعها بسخرية ( قصدك علـى تامر !!) نظرت بعينيه للحظات بـ تلبك بالغ .. لم تكن تعلم ماذا تقول .. نظرت لوالدتها المصدومة وهي تتابع حديثهم .. ثم نظرت مرة اخرى لـ علي .. هل تخبره انه بالفعل تامر من غير تفكيرها !! ام تكذب عليه وتستمر بكذبتها في ان ما بينهم مجرد تَعود .. حسمت امرها ثم قالت ببرود ( اه تامر .. تامر غيرلي تفكيري في حاجات كتير علمني حاجات كتير .. تامر غير ١٨٠ درجة يا علي .. تامر علمني ازاي العيشة في الدُنيا .. انت مكنتش بتعلمني غير ازاي احبك .. تامر فهمني ووقف جنبي .. كان بينصحني كتير .. انت معملتش كدا .. دا احنا مكنش بيحصل بينا مشكلة وكنت مستغربة .. بس دلوقتي عرفت ليه .. عشان انا وانت مكناش بنحب بعض .. احنا بس اتربينا سوا كبرنا على نفس التفكير .. مكنش قدامي غيرك حبيتك وانت حبتني عشان مكنش قدامك غيري .. !) صمتت تتابع قسمـ.ـا.ت وجهه التي بدأت تتحول لغضب جامح .. سيتحول لشخص ثائر لن يستطيع احد إيقافه ... ولكنه خذلها بإبتسامته الساخرة قائلاً ( بصراحة ... انا معرفكيش دلوقتي .. وانتي دلوقتي قدامي مش نور الي انا عرفتها طول عمري .. انتي حد تاني اتخذلت فيه !) امسك يديها تحت تلبكها منه .. ثم سحب خاتم خطبتها من يديها قائلا بحدة ( انا محبتش غيرك ومش عشان انتي الوحيدة الي كنتي قدامي .. لا حبيتك عشان انتي نور .. انا فعلا حبيتك .. بس انا دلوقتي اتمنى في اسرع لحظة ان انا احس انه كان تعود زي ما حسيتي عشان بصراحة ... انا قلبي مش مستحمل انه يوجـ.ـعني عشانك .. ومش هيوجـ.ـعني عشان واحدة باعتني عشان شافت الاحسن مني ... بس فعلا يا نور انتي محبتنيش والا كانت عينك هتشوفني احسن من اي حد حتى لو في احسن مني .. كنتي هتشوفيني انا الاحسن !) ابعد نظره بضحكة ساخرة وهو ينظر للخاتم بين يديه قائلا ( بكرا تفهمي كلامي دا كويس وتفهمي كل حاجة بس وقتها مش هكون زي الاول .. ربنا يوفقك مع ... تامر !) نظر لها بعينين منكـ.ـسرتين يعافرهم القوة .. تلك النظرة التي لن تنساها ابداً في حياتها .. تلك النظرة التي حُفرت في قلبها ولن تخرج منه .. ابعد نظره عنها ناظراً لوالدتها ... اخذ نفساً عميقا ثم جثى على ركبتيه قائلا بنبرة مبحوحة ( كل شئ قسمة ونصيب يام نور .. عشان خاطري متزعليش وخليكي فاكرة ان انا كدا مبسوط وهي مبسوطة .. ) مال علي رأسها يقبلها قائلا بحنان ( هبقى اجي اشوفك علطول عشان انا دلوقتي معنديش غيرك في الدنيا دي كلها .. خدي بالك من نفسك ومن صحتك ) كانت دmـ.ـو.عها تهبط علي خديها بغذارة ثم جذبته بين احضانها وهي تقول من بين شهقاتها ( سامحني يابني .. سامحني ياحبيبي وبكرا ربنا هيعوضك خير ياحبيبي .. !) ابتسم بحنان يغلفه الحـ.ـز.ن الواضح علي قسمـ.ـا.ته .. ممزوجاً بإختناق .. لم يسمح لتلك الدmعة ان تفر الآن .. للدmـ.ـو.ع جميعها وقتها ومكانها المناسب .. وذلك ليس المكان المناسب قط .. رد على والدة نور بنبرة تشبه الاختناق الذي يغلف قلبه ( الغلط مش منك ياحبيبتي .. الغلـط مننا من الأول .. احنا كان المفروض نفكـر .. كل شئ قسمة ونصيب !) ثم ابتعد عن احضانها وابتسم بخفوت ( انا همشي دلوقتي .. عن اذنكم .. !) لم ينظر لـ نور اطـ.ـلا.قا بل غادر المكان وهو يستمع لـ همسات والدة نور بالدعاء له .. وعينين نور التي تراقب مغادرته ...
** ( يا مستر تيم انا قولت لحضرتك المدام متتعرضش لأي ضغط نفسي وبالذات في حالتها دي .. دي شايلة روح في بطنها وهي نفسها تعبانة !) هز رأسه بهدوء جامح ( طب هي دلوقتي عاملة اي ... والبيبي عامل اي !) هز الطبيب رأسه يطمئن تيم قائلا ( متقلقش .. وكويس انك جبتها وجيت بسرعة .. هي كويسة والبيبي كويس .
. اتمنى يبقى الوضع اهدا من كدا بعدين عشان المرة الجاية هتبقى بخساير كتير !! ) ... وقف مكانه فسبقه الطبيب قائلا ( المدام هتفضل هنا لحد العصر كدا مانطمن علي حالتها كويس اكتر من كدا !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( تمام يادكتور
...) ثم غادر مكتب الطبيب متوجها للغرفة التي تنام بها .. ولثانِ مرة يواجه ذلك الإختبـ.ـار .. الاول عند معرفته بحملها .. والثاني عند معرفته بأنه كان على وشك خسارة إبنه ..
وخسارتها ... دلف لها وجلس بجوارها وهو ينظر لملامحها النائمة .. ملامحها المُتعبة .. تذكر حديثها المؤلم وهي تعترف له انها وحيدة .. يتيمة .. لا تَملكُ في الحياةِ سواه ..
تعترف له كم عانت في الحياةِ وهو مازال يجبرها بإستمرار على المعاناة اكثر معه .. إلا تعلم كم يكره صنف النساء وهي الوحيدة التي يتقرب منها هكذا !! ألا تشعر بالتمييز !!
اخرج تنهيدة قوية من داخل اعماقه ومال عليها يقبلها اعلى جبهتها .... فلم يظهر اي تغييرات في ملامحها .. سوى ذلك التعب الذي يطغى على ملامحها فقط .... !
- تيم وطيف -
** حل صباح يوم جديد .. شمس ساطعة تُزعج قلوب البعض .. فـ ماكانت القلوب تريد إلا الظلام لتبكي به حرقة والماً على تلك المأساة التي يعيشها البعض ..
استيقظت طيف بأرهاق بالغ على ملامحها .. تأوهت بألم بسبب ذلك السيروم الذي بيديها ويعطيها الغذاء .. دارت بعينيها في ارجاء المكان وهي في حيرة من أمرها .. وبعد لحظات استوعبت انها تمكث الآن في المستشفى .. بحثت عنه في ارجاء المكان فلم تجده .. واين سيكون بالتأكيد سيخرج من أي مكان الآن .. لا تخاف يوماً من فكرة فقدانه لأنه دائما يُظهر لها انه بحاجة لها وانه لن يتخلى عنها يوماً الا يوم مـ.ـو.تها .. وها هو اتى على من الخارج على سيرته .. كان ينظر في بعض الاول التي بيديه ثم رفع بصره ينظر إليها وعنـ.ـد.ما وجدها مُستيقظة ترك الاوراق التي بيديه سريعاً ثم هرول إليها جالساً جوارها .. وظهر صوته القلق ( طيف .. انتي كويسة ؟) نظرت له لبرهة من الوقت دون النطق بأي كلمة .. فقط تتابع قسمـ.ـا.ت وجهه المتغيرة ما بين تساؤل وحيرة وخـ.ـو.ف وقلق .. تاركة اياه عالقاً في جواب لم تُجيبه ... أهي بخير ؟؟
لاحظ صمتها الطويل فـ كفها من فمه يلثمه بحنان قائلا ( انا آسف .. انتي حتى مدتنيش فرصة اشرحلك .. انا عملت دا عشان مصلحتنا .. عشان مخسركيش ..) قاطعته في حزم قائلة ( ابني كويس ؟!) ابتلع غصته ثم هز رأسه بإيجاب ( اه الحمدلله انتي وهو كويسين .. وهتفضلوا كويسين طول العمر يا طـيف !) ابعدت كفها عن كفه واغمضت عينيها ببرود قـ.ـا.تل يقــ,تــل كل خلية داخله .. هي حزينة .. ويبدو ذلك علي ملامحها .. ولكن هكذا هي تقــ,تــله .. ؟؟؟!...
ظلت على ذلك الصمت حتى انتهى من اوراق خروجها من المستشفى متوجهين للمنزل لحياة اخرى لا يعلمون إن كانت سعيدة ام حزينة .. تاركين ذلك للقدر ليحدد مصيرهم المكتوب عند الله .
↚
مر أسبوعا كاملاً لم يكن مروره كـ مرور الكرام .. ولكن كما تمر الدقائق تمر الساعات فتليها الايام ثم الأسابيع .. وها هو الآن يمر الأسبوع ..
- فرح وسليم -
** كانت فرح جالسة في شرفة منزلها .. تتذكر اخر لقاء لها مع سليم في ذلك الكافية .. عنـ.ـد.ما اتاه اتصالا شقلب حاله واحواله .. لم تتحدث معه ولم تراه .. وهو لم يحادثها .. تفكر في حاله وأحيانا تعتقد انه يترك لها الفرصة الآن لتفكر في مصيرهم معاً .. امسكت هاتفها من جوارها تعبث به بشرود حتي قطع حبل تفكيرها صوت رسالة منه .. فتحت الرسالة لتجد محتواها " محتاج نتكلم شوية عشان نقرر اخرة اللي احنا فيه دا اي !" .. اخذت فرح نفسا عميقا ثم أرسلت له رسالة اخرى بها " ماشي " ثم اغلقت هاتفها ودلفت من الشرفة للمنزل فوجدت اخاها يدلف لغرفته بتوجس خـ.ـو.فاً ان يراه أحد .. فتبعته بإستغراب الى الغرفة ووقفت عن الباب فوجدته يخبئ كيس لونه اسود اسفل الفراش .. فتحت عينيها بصدmة ودلفت إليه سريعاً فنظر لها بخـ.ـو.ف قائلا ( فـ..ـرح .. في اي ؟) هرولت اليه تمسك ما بيديه قائلة بنبرة عالية ( انت بتخبي اي ياكريم !!؟) تلعثم في الحديث ودار بعينيه في ارجاء المكان ثم نظر لها قائلا ( مبخبيش حاجة يعني .. وبعدين مالك بتعلي صوتك كدا ليه ؟) قوصت فرح حاجبيها وهي تقول بشك ( لا واللهِ .. كريم وريني انت كنت بتخبي اي ؟) ثم اخذت ذلك الكيس عنوة عنه وفتحته .. وجدت به اكياس بودرة بيضاء .. ففتحت عينيها بصدmة وهي تنظر لكريم الذي كان يقف متـ.ـو.تراً خائفا .. فقالت بصراخ ( تااني ياكريم تااني ؟؟؟!) ثم اكملت بصوت خائف ( انت عارف ان سليم لو عرف هيعمل فينا اي .. انت موعدتنيش مش هتجيب الزفت دا تاني .. سليم ظابط وبيجي بيتنا علطول لو شاف دا هيرمينا في السـ.ـجـ.ـن كلنا .. انت مـ.ـجـ.ـنو.ننن !) هز كريم رأسه بنفي ثم اخذ منها الكيس بقوة ( سليم هيعرف منين .. الا اذا انتي قولتيلو .. وبعدين احنا محتاجين فلوس عشان حور تجيب هدوم جديدة وصحابها مـ.ـيـ.ـتريقوش عليها وعايزين نجيب حاجات لينا .. احنا مش هنفضل كدا مش عارفين ناكل ونشرب الي احنا عايزينه !) ردت فرح بانفعال ممزوج ببعض الحـ.ـز.ن والقهر علي حالهم ( هنجيب كل حاجة يا حبيبي بس مش كدا .. انت كدا بضيع مستقبلك وعايز تعيشنا في حـ.ـر.ام .. كريم ياحبيبي معنتش تجيب الحاجات دي عشان خاطري ياحبيبي عشان خاطري وانا والله هجبلكو كل الي انتو عايزينه ومش هحرمكو من حاجة !) تطلع إليها كريم للحظات وكأنه يفكر في حديثها فقالت بنبرة لينةً اكثر من قبل لتستعطف قلبه قائلة ( انت كدا مش هتبقى مهندس ولا هتحقق كل احلامك .. مش هتساعد ماما ولا حور ولا حتى انا .. انت كدا هضيع مستقبلك وهتخسرنا عشان الشغل دا اخرته سـ.ـجـ.ـن والله .. انا عايزة مصلحتك ياكريم !) هز كريم رأسه بتنهيدة ( حاضر يافرح .. حاضر ..!) هزت رأسها بابتسامة خافتة ( حضرلك الخير ياحبيبي !) ثم قامت من امامه واخذت ذلك الكيس ( انا هرميه .. اهتم بدراستك ياكريم انت في شهادة !) هز رأسه بتلعثم ثم اخذت ذلك الكيس وغادرت لغرفتها .. جلست علي فراشها واخذت تتطلع للكيس بشرود وهي تتذكر ذلك الماضي ..
ذلك الماضي الذي جبرها ان تتاجر بتلك الاشياء الخطرة لتكسب النقود من اجل والدتها المريـ.ـضة واخوتها الصغار .. ذلك الماضي المليئ بالمصائب والتي تخاف دوماً ان تخبر سليم به فيكرهها .. ذلك الماضي الذي طالما خافت منه ان يظهر لها في المستقبل .. فـ به ستخسر كل شئ .. حياتها .. رؤية عائلتها وحتى سليم ..
سليم الذي دخل حياتها فغيرها رأساً علي عقب .. اخذها من الشارع وسترهم في منزله .. وأدخل اخوتها المدرسة .. وها هم بحال افضل بسببه .. وهو يطلب يديها .. لا تريد الموافقة حتى لو تلوث سمعته بما فعلته في الماضي .. تتوقع قدوم ذلك اليوم الذي ستنكشف به .. اخذت نفسا عميقا تتذكر ذلك اليوم عنـ.ـد.ما كشفها وتركها في ذلك المنزل وتلك الغرفة المعزولة يومين كاملين .. لم تكن هي بالفعل لأنها توقفت عن ذلك العمل قبل ان يدخل حياتها .. ولكنها للحظة شكت انه علِم بما فعلته مسبقاً ..
استفاقت من شرودها علي صوت رسالة في هاتفها منه محتواها " نتقابل في الكافية كمان ساعة " .. تنهدت بعمق ثم قامت تساعد والدتها قليلا حتى تغادر لتراه ..
- حنين -
** كانت تجلس في المنزل عابسة الوجه .. بدون روح وكأنها سُحبت من حياتها منذ قدوم اهلها من أسبوع كاملاً .. يريد والدها تزويجها لذلك الرجل الكبير الذي يكبره عمراً .. يريد التخلص منها وكأنها ليست ابـ.ـنته .. فقط ليكسب النقود من وراء تلك الصفقة .. وجود فارس جوارها هذه اليوم هو الذي يقويها الآن .. فهو من يدافع عنها ويقف في وجه والده لاجلها ولاجل مستقبلها .. نظرت لهاتفها الذي يهتز بجوارها بإسم ليث .. ذلك الهاتف الذي يرن منذ اسبوع بإسمه وهي لا تجيب .. لم تتحدث معه منذ اسبوع .. لا تعلم ماذا تخبره او كيف تخبره بما يريد والدها فعله .. وضعت الهاتف على وضعه الصامت مثلما تفعل دوماً .. وها هو يخرج والدها من غرفته عن ذكراه .. نظر إليها بحدة قائلا ( الراجـ.ـل هيجي النهاردة بليل يتقدmلك .. اتعاملي كويس انتي فاهمة !) تطلعت إليه بقهر ممزوج بضيق من داخل قلبها قائلة ( في المشمش .. انا مش هشوف حد انا مش هتجوز واحد اكبر منك .. ) تقدm منها ممسكا اياها من شعرها قائلا بصوت حاد مرتفع ( احترمي نفسك ياحنين احسنلك .. الي انا بقوله يتنفذ ورجلك فوق رقبتك انتي فاهمى يابت ) .. خرجت والدتها على ذلك الصوت وابعدت والدها عنها قائلة ( خلاص خلاص اهدا .. اهدا عشان خاطري .. ) ابتعدت حنين وهي تبكي بقهر ثم توجهت لغرفتها واغلقت الباب خلفها
- تيم وطيف -
** كانت تعد الفطار وهي مبتسمة ابتسامتها المتسعة .. ابتسامة مُشرقة جميلة .. دلف تيم إليها ووقف خلفها يحتضنها بحنان بالغ قائلا ( الحلو عاملنا فطور اي النهاردة ؟!) ابتسمت برقة وهي تقول بخفوت ( بيض مقلي وبطاطس ومربى وجبنة !) همهم بخفوت ثم ابتعد عنها واخذ الأطباق يضعها علي الطاولة قائلا ( عملتي شاي ؟) هزت رأسها بإيجاب وجلست على الطاولة ( اه عملت !) ثم صبت الشاي في كأسه ووضعته امامه .. فأبتسم بحب قائلا ( تسلمي ) ابتسمت بحب ( الف هنا !) شرعا هما الإثنين بتناول الطعام بينما هي نظرت إليه ولتغيره بعدmا فتح لها قلبه ..
- فلاش باك -
جلس جوارها وهو يقول بهدوء ( طيف انا تربيتي هي السبب في الي انا فيه دلوقتي .. انا عشت طفولة قاسية .. ومراهقة قاسية و نضوج قاسي .. انا عشت مع ام واب مش كويسين .. عشت مع ام واب اهم ماعندهم هو انهم يكونوا مبسوطين في حياتهم وانا في داهيه .. كنت الابن الوحيد الي جه نكد عليهم حياتهم وقطع عليهم خيانتهم لبعض .. انا النحس الي عشت معاهم وكنت حمل علي قلبهم .. هما الاتنين اتجوزوا لمصالح .. هو اتجوزها عشان نفوذ عيلتها عشان يكبر ويبقى معاه فلوس وهي اتجوزته عشان هو كان شب حلو اهو تقضي معاه يومين .. ومتوقعتش انها ممكن تحمل وتجيبني !) اخذ نفسا عميقا قائلا بنبرة مختنقة ( يا طيف انا بعمل كدا من القسوة الي شوفتها وانا صغير والضـ.ـر.ب الي اتضـ.ـر.بته .. ربتني نانا كانت تعتبر هي امي اللي وقت همي بجري اشتكيلها .. وقت ما يضـ.ـر.بوني امي ولا ابويا اجري علي حـ.ـضـ.ـنها هي .. ) ثم داخل عينيها بترجي ( غيريني وخليني بتاعك انتي .. خليني ابعد عن العصبية والي انا بعمله ... وقت عصبيتي هديني واحتويني !) كانت تنظر له وعينيها مليئة بالدmـ.ـو.ع .. تلك الدmـ.ـو.ع الحزينة علي حاله وعلي طفولته .. اكمل وهو يبعد نظره عنها حتى لا ترى التماع عينيه بالدmـ.ـو.ع قائلا ( انا كبرت نفسي اشتغلت .. وخدت شركته بعد ما مـ.ـا.ت وكبرت الشغل والشركة .. اه خدت اسمه بس انا مش عايز اخد طبعه ) ضمت شفتيها بحـ.ـز.ن بالغ واقتربت منه تحتضنه بحنانها البالغ قائلة ( انا هعمل كدا يا تيم .. بس انت كمان ساعدني مبقاش انا بحتويك وبهديك وانا بتهين فيا .. انت عارف ومتأكد اني مليش غيرك .. وبكل الي انت عملته فيا انا هحاول انساه واتخطاه وانت بمعاملتك ليا هتخليني انسى كل دا .. بالصفحة الجديدة الي هنفتحها ياتيم .. نفتح صفحة جديدة ونمحي الكتاب القديم عشان ميفضلش فيا أثر وحش بسببك وبإيدك انت عملته !) .. هز رأسه سريعاً وكأنه طفل رضيع يستمع لكلام امه الحنونه قائلا ( هعمل كدا وعد .. متسبنيش عشان انتي ادتيني حياة وانا معاكي !) اشتدت في احتضانه وكأنها ترد علي حديثه بحنان بالغ منها ...
- عودة للواقع -
استفاقت على كلامه ( طيفف انتي فين ؟!) نظرت له بإنتباه ( ها !؟) هز رأسه بقلة حيلة ( دانتي مش معايا خالص .. بقولك انا ماشي انتي عايزة حاجة ؟) ابتسمت بخفوت قائلة ( لا ياقلبي .. خد بالك من نفسك !) هز رأسه وقام من مكانه ومال عليها يقبّل رأسها بحنان ( ماشي !) ثم غادر تحت نظراتها له ..
↚
** صوت صفارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان وصولا الى المستشفى ... ترجل الجميع بسرعة البرق يأخذونها من السيارة لغرفة العمليات سريعاً .. بينما فارس يركض خلفهم .. يتبعه والده .. ثم والدته .. من ثم سليم .. وقمر .. وفي النهاية وصل ليث مهرولاً بملامح صفراء شاحبة ... مازال الجميع مصدوم .. والدتها الي تولُل على حال ابـ.ـنتها خـ.ـو.فاً ان تفقدها .. بينما قمر تحتضنها وهي تهدء من روعتها وخـ.ـو.فها وتتطمئنها ببعض الكلمـ.ـا.ت المهدئة .. بينما فارس يقف وللمرة الثانية مكتوف اليدين عاجز عن فعل شئ لاخته كما عجز تماماً عن فعل شئ لحبيبة قلبه .. كانت الصدmة كبيرة عليه .. بل تلقى عدة صدmـ.ـا.ت كبيرة هذه الفترة ولكن اكبرها دخول اخته للعمليات وخطورة حالتها ..
ليث .. كان يقف بعيداً عن الجميع يخفض بصره للأرض .. ينظر امامه بشرود مصدوما مما حدث .. لا يعلم كيف ولكن يشاء الله في دقائق ان يغير الأحوال .. فهي كانت تحدثه يعلم انها لم تكن بخير ولكنها كانت جيدة الصحة .. يكفي ان يستمع لصوتها مهما كانت حالته فهو كان سيغير ذلك .. ولكن الآن الحال تغير .. هي بين يدي ربها .. لا يستمع الى صوتها .. لا يحادثها .. لا يتشاجر معها ويجادلها .. لا يغازلها فيجعلها حمراء اللون .. يخاف ان يفقدها كما فقد الغير وما كان الفقد إلا مراراً يلذع القلب ويترك الذكرى السيئة .. يدعو الله ألا تتركه مثلما تركه الجميع .. وان تكون جواره .. شريكة لحياته .. زوجة صالحة .. تُسانده في شـ.ـدته .. تفرح لفرحه .. تحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نه .. لم تكن احلامه سوى هكذا .. ويعلم جيداً ان حنين هي فقط من ستقف جواره وهي من ستتفهمه .. رفع رأسه لـ أعلي يسنده علي الحائط خلفه داعياً من داخله لها ..
مرت الساعات وكُلهم صامتين .. الصمت يعم المكان وسيده .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ونظر للجميع ثم توجه نظره لفارس قائلا ( دكتور فارس .. أولاً الف سلامة علي اخت حضرتك !) هز فارس رأسه مستجيباً قائلا بقلق ( متشكر .. هي اخبـ.ـارها اي يا دكتور !؟) تنهد الطبيب بأسـف ( حالتها نوعا ما مُستقرة نرجو الدعاء لها .. حصل إصابات جـ.ـا.مدة في الدmاغ .. ممكن تكون الإصابات دي تسببت بأي حاجة عندها .. احنا منقدرش نحدد غير لما المريـ.ـضة تفوق ونبدأ نعملها إشاعات علي الدmاغ ونشوف هي هتشتكي من اي ؟) ابتلع فارس غصته .. بينما والدتها جلست تبكي اكثر وقمر تهدئها داعية لحنين .. بينما سليم وضع يديه فوق كتف فارس بتنهيدة قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة !) .. بينما ليث يتابع حديث الطبيب بفقدان لكل شعور حوله .. لا يعلم بماذا يشعر .. أيشعر بالغضب ام الحـ.ـز.ن ام الصدmة ام جميعهم .. اكمل الطبيب قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة ليكم .. عن اذنكم !) ثم غادر من امامهم بينما الجميع وقف بهمه يسانده الحائط ... اتت ممرضة إليهم قائلة بخفوت ( ربنا يقوم الانسة علي خير .. بس زي ما حضرتكم عارفين مينفعش العدد دا يبقى في المستشفى عشان لو حصل اي ظرف طارئ علي الأقل يكون موجود تلاته بس !) هز سليم رأسه بإيجاب لها قائلا ( ماشي متشكرين !) ثم نظر لقمر قائلا ( خدي عمو وعمتو عندنا البيت ياقمر عشان يرتاحوا وانا هفضل هنا مع فارس !) هزت والدة حنين رأسها بنفي قائلة ببكاء مرير ( لا لا .. انا مش هسيب بـ.ـنتي وامشي .. انا مش هسيبها وامشي !) استمع فارس لكلامتها بأسى ثم اقترب من جلستها وجلس علي ركبتيه امامها قائلا ( ماما ياحبيبتي .. روحي مع قمر البيت وحنين اول مـ.ـا.تبقى كويسة هطمنك .. ارتاحي ياحبيبتي عشان تبقي مع بـ.ـنتك لما تفوق !) اكمل سليم علي حديثه ( يلا يا عمتو انا هوصلكم البيت قومي بقا !) هزت رأسها علي مضض وقامت معهم بينما قمر التفتت لفارس وابتسمت إبتسامة اطمئنان فبادلها الإبتسامة قائلا ( خدي بالك من ماما !) ( حاضر !) اجابته بخفوت ثم ذهبا مع سليم ووالدهم لما ينطق بكلمة واحدة ..
انتبه فارس لـ ليث الذي يجلس علي الكرسي بعيداً واضعا رأسه بين يديه بحـ.ـز.ن بالغ .. اقترب منه فارس وجلس جواره قائلا بإستغراب ( ليث ؟؟ انت اي الي جابك يابني !) رفع ليث بصره لفارس بعينيه الحمراء بالغة الحُزن قائلا ( وانت ازاي عايزني اسيبها في الوضع دا و مكُنش جنبها !) ضيق فارس عينيها بإستغراب اكثر قائلا بحيرة ( افهم اي ؟) فقال ليث بهدوء ( انا عارف انه مش وقته الكلام دا .. بس انا بحبها .. وطالب ايدها للجواز .. ) فتح فارس عينيه بصدmة قائلا ببلاهه ( نعمم ؟!) لم يجيبه ليث بل اعاد خصلاته للخلف فكرر فارس حديثه قائلا ( انت ياعم انطق .. انت بتقول اي .. !) فقال ليث بقلة حيلة ونبرة خافتة ( اقول اي في الموضوع اكتر من اني بحبها وعايز اتجوزها .. بس استنينا تخرجوا من المشاكل عشان هي تقولك وبعدها ترد عليا اذا كانت موافقة ولا لا ؟) رفع فارس حاجبيه باستنكار قائلا ( يعني هي مقالتلكش انها موافقة ؟)
اكتفى ليث بهز رأسه بنفي فقال فارس بتفاخر ( اخت اخوها .. ربنا يقومك بالسلامة ياحنين يارب !) ابتسم ليث بخفوت قائلا ( يارب ..!) .. عاد الصمت للمكان عنـ.ـد.ما رأوا الممرضين يخرجونها من غرفو العمليات لغرفة العناية المشـ.ـددة تحت انظارهم المكـ.ـسورة .. نظرة اخ .. ونظرة عاشق .. وبعد قليل من الوقت عاد سليم اليهم مُتعرفا علي ليث ومشاركا اياهم تلك الليلة القاسية ..
** حل الصباح يوم جديد .. كان يوم متقلب فبدايته قاسي البرودة وتقلب فأصبح دافئ والسماء مليئة بالغيوم .. صباح متقلب كـ مزاج صديقنا العزيز السيد ' تَيم ' .. استيقظ على لعبها بشعرها في وجهه كي توقظه قائلة بنبرات دلع ( تمتم .. !) تغيرت ملامحه للاستغراب ثم قوص حاجبيه وهو ينطق الإسم بتوجس وكأنه يستطعمه ( تمتم ؟؟؟؟) فتح عينيه ينظر لها فوجد تلك النظرة المشاكسه علي وجهها وهي تقول بنغنجة ( اي ياتمتم يا حبيبي مش عايز تصحى ؟) نطق سريعاً وبصوت مرتفع ( ستوووب ) اعتدل في جلسته فأعتدلت هي الاخرى كاتمة صوت ضحكتها قائلة بخفوت ( ستوب اي هو احنا بدأنا لسه ؟!) كان ينظر اليها بتوجس وكأنه يحاول قراءة افكارها قائلا ( تمتم مين دا ياطيف !) قالها وهو يكز علي اسنانه من الغـ.ـيظ ثم اكمل ( ونبدأ اي ياست طيف .. قوليلي انا عارف تفكيرك الوسـ.ـخ دا !) شهقت بعنف للفظ الذي قاله الآن أمامه وهي تقول بخجل وترفرف برموشها ببراءة ( عيب كدا ياتمتم يا حبيبي .. متقولش كدا قدامي .. وبعدين افرض ابنك سمعك وانت بتقول كدا .. يطلع يقول زيك !) لو كان باستطاعته ان يشهق شهقة السيدة التي تردح لزميلتها في المشاجرات لفعلها .. ولكن ذلك البرستيچ يمنعه من فعل ذلك ... فمد يديه يمسكها من ياقة سترتها قائلا ( بت انتي .. دي هرمونات حمل ولا انتي اتخبطي في دmاغك حصل فيها حاجة !) مالت عليه بدلع وهي تقول ( إييهيي .. لا طبعا !) نظر إليها بسخرية رافعاً حاجبيه لـ اعلى واضعا يد فوق الاخرى بقله حيلة قائلا بنبرتها ( إييهييي اومال اييي ؟) ضمت شفتيها تمنع تلك الضحكة التي ستفضحها الآن امام مسرحيتها والتي عهدت على نفسها عهداً انها ستجعله يومياً يشـ.ـدُ في شعر رأسه بسببها .. قالت بحيرة ( انا عارفة بقا يخويا !) دفعها برفق من التصاقها به قائلا بإشمئزاز .. ( طب يلا ياشاطرة عشان انا القولون بدأ يلعب عليا وشوية وهيلعب عليكي ويصبحك فعلا !) ضمت شفتيها كـ وضع البوز وهي ترفع عينيها لاعلي بطريقة ساخرة وبصوت ساخر ( يصبشح عليا ازاشي بقا !؟) ابعد الغطاء من عليه ليقف فكانت هي الأسرع بالنهوض والخروج من الغرفة هاربة من امامه بينما هو ظل يتابعها حتى خرجت .
↚
** في صباح يوم جديد .. بأشعة شمس ذهبية تطل على القلوب .. خرجت حنين من المستشفى للمنزل وجلست على فراشها تفكر .. في حال والدها .. الذي كان يريد تزويجها للرجل المُسن والآن هو لا يريد بسبب فعلته بها .. فـ أولاً وأخراً السبب في عماها هو والدها .. السبب في فقدان بصرها هو والدها .. تفكر بـ ليث الذي يريد ان يتزوجها .. واتفق مع والدها على ان يتزوجها .. فوافق والدها وأيضاً فارس الذي شجعه علي الموافقة .. تنهدت بعمق بعد تفكيرها العميق .. بينما داخلها ممتلئ بالحـ.ـز.ن بسبب ما حدث معها .. لمتى ستظل هكذا بدون رؤية .. بدون رؤية إخوتها .. و ووالدتها .. وحتى ليث .. وماريا العزيزة .. خرجت من تفكيرها على صوت اخاها الصغير الذي يبلغ السادسة عشر عاماً .. ( ح.ح.حنــين آآآ أنتِ بـبـجد ممـبتشـووفـيش ) كان كلامه متلعثم ... تخرج الحروف حرفاً حرفاً .. عينيه موجهه بعيداً عن موضع حنين .. ينظر للفراغ .. ويشبك يديه ببعضهما .. وسيم كـ فارس بعينين خضراوتين هو الآخر .. ولكنه مريـ.ـض بالتوحد .. منذ طفولته وهو يُفضل الوحدة .. لا يحب الاصدقاء او قرب الأشخاص .. حتى عائلته .. اجابته حنين بخفوت ( اه يامراد .. مبقتش بشوف ..!) سألها مرة اخرى بخفوت ( يـيعني انتي مـش مش شايفاني ... !) فهزت رأسها بنفي قائلة بحـ.ـز.ن ( لا ياحبيبي مش شيفاك ..انت وحـ.ـشـ.ـتني يامراد وكان نفسي اشوفك !) همهم مراد بتساؤل ثم اجابها بابتسامة واسعة ( وانتي كمان وحشـتيني اوي !) ثم اقترب خطوة وعادها للخلف مرة اخرى وهو يهتز بوقفته وينظر إليها ببلاهه .. دلف لهم فارس ونظر له وابتسم بخفوت ( اي يابطل بتعمل اي هنا ؟) اجابه بابتسامة واسعة بريئة ( كــننت بـبطمـن ععـلى حـننيـن !) همهم فارس واقترب يجلس جوار حنين ويلف يديه حول كتفها بحنان قائلا ( وانتِ عاملة اي ياقلبي ؟) استندت برأسها على كتفه قائلة بنبرة هادئة ( كويسة ياحبيبي .. !) قبلها بحنان علي رأسها هامسا ببعض الكلمـ.ـا.ت المهدئة ( كل حاجة هتبقى كويسة ياقلبي وهترجعي تشوفي تاني !) هزت رأسها بإيجاب تأكيداً على حديثه بينما مُراد يتابعهم من بعيد وهو يقول بحـ.ـز.ن متبسم ( كان ننـفسي احضـن حنين زي ففـاارس بس انـا ممـبعرفش .. احضـن .. ممينفـفعش !) تنهد فارس وهو ينظر إليه بحنية ( انت وجودك جنبنا اهم حاجة ياحبيبي .. ) ابتسم مراد وهو يهز رأسه بإستمرار كتأييد لحديث فارس
" عودة للحاضر ''
** بعد عودتهم لمصر .. بدأت الكوابيس تعود .. والذكريات أيضاً تعود .. عودة قاسية مؤلمة على قلوبهم التي تحملت اشـ.ـد الصعوبات وواجهتها .. كانت فرح تعد طاولة العشاء منتظرة سليم ليعود من عمله .. ترتدي فستانا طويلاً من لونه المفضل ' الاحمر ' انتبهت لصوت باب المنزل فـ التفتت تنظر له وهو عائد من عمله مرهق الوجه .. ابتسمت بحنو واقترب منه تقف امامه قائلة بحب ( حمدلله عالسلامه ياحبيبي !) ابتسم بحب وانحنى عليها يقبل رأسها بحنو قائلا ( الله يسلمك .. اُمال اي الحلاوة دي ؟) قهقهت بخجل واضعة يديها علي فمها قائلة ( دي عيونك الحلوة ياقلبي .. وبعدين هو انت ناسي النهاردة كان في اي ؟) دار بعينيه في المكان وهو يفك الكراڤيت من حول رقبته وملامحه مستغربة فتبدلت ملامحها للعبوس قائلة ( سليييم .. هو انت نسييت ؟) قهقه بخفة واقترب يقبلها برقة علي خدها قائلا ( لا ياحبيبتي منستش .. النهاردة الذكرى السادسة على كتب كتابنا !) ثم رفع يديها يقبلها عليها بحنان بالغ قائلا ( كل السنين واحنا سوا يانور عيني .. انا بحبك اوي !) عانقته بحب وهي مبتسمة ( وانا كمان بحبك اوي ياسليم .. !) اخذت نفساً عميقاً مكملة ( بحبك جدا .. انت اللي مهما حصل مش هقدر اوفي حق اللي عملته معايا كل السنين الي فاتت .. انت اهم حاجة في حياتي يا سليم .. انت اللي استحملت معايا كل الفترات الصعبة وعديناها سوا !) ابتسم بدفئ قائلا ( وهنكون سوا دايما ياحبيبتي .. ربنا يجيب الحلو ان شاء الله .. !) هزت رأسها بإيجاب ( ان شاء الله !) ثم ابتعدت عنه ممسكة يديه متوجهين نحو طاولة الطعام المجهزة بالشموع و ألذ الاطعمة التي يحبها سليم .....
' فلاش باك مرة اخرى '
كان منزل فرح يملؤه الفرح من جميع ارجاؤه .. سليم .. فرح .. والدة فرح .. والدة سليم .. قمر .. كريم .. حور .. جميعهم جالسين ينتظرون قدوم المأذون ليكتبوا الكتاب سريعاً كما طلب سليم ووافقت فرح دون معارضة منها .. تعرفت الوالدتين علي بعضهما البعض .. واحبا بعضاً .. بينما قمر تجلس جوار سليم ويقهقهون سويا وتشاركهم فرح أيضاً ....
وأخيراً بعد طول انتظار أعلن المأذون زواجهم والبسها سليم خاتم الزواج وهي أيضا ..
جلسا سويا في شرفة المنزل وهو يقول بحب ( الوضع يتحسن شوية وهنعمل فرح كبير يا ست فرح ) تنحنحت بخجل ثم اخفضت بصرها قائلة ( إن شاء الله ياسليم .. اممم انا هفضل هنا لحد ما الفرح يتعمل !) عبس بملامحه وهو يضيق عينيه قائلا ( ليه طيب ؟) هزت كتفها بقلة حيلة ( عشان لو الناس شافوني عندكم وبعدين مافيش فرح وجينا عملنا فرح هيقولوا اي ؟) همهم بضيق وهو يقول ( بس احنا ملناش دعوة بالناس يافرح .. احنا هنعيش في شقتنا حتى انا اشتريت شقة عشان نقعد فيها بعيد عن اهلك واهلي !) ضمت شفتيها ونظرت لداخل المنزل لعائلتها الصغيرة وتنهدت بعمق ( مم ماشي .. هما هيكونوا كويسين صح ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا ( اه يافرح .. هيكونوا كويسين ياقلبي !) اخفضت بصرها بخجل لمنادته لها بـ قلبه فأبتسم هو بخفوت لخجلها ذلك .. فهو قلبه منذ اللقاء الاولى يحب رؤيتها .. رؤية خجلها .. ملامحها الرقيقة .. جمالها كان لا يوصف في عينيه .. رقتها ونعومتها وتصرفاتها العفوية .. كل ذلك يخـ.ـطـ.ـف قلبه دون استئذان
- تيم وطيف -
** كانوا يتناولون وجبة الإفطار سوياً بينما هو هادئ .. لا يتحدث كثيراً منذ لقاء تلك المدعوة ليلى .. بينما هي هادئة حتى لا تثير الجدل .. نظرت له بطرف عينيها فلاحظ ذلك .. ثم قال بهدوء ( مالك ؟) فردت سريعاً (ها .. ماليش عادي يعني ..!) هز رأسه بهدوء فوضعت يديها فوق يده قائلة ( انت كويس ياتيم ؟) قوص حاجبيه ونظر لها بتساؤل ( اي السؤال دا .. اه كويس شيفاني اي قدامك يعني !) نظرت له قليلاً دون التحدث ثم ابعدت يديها من فوق يديه قائلة ( براحتك ياتيم .. وقت ما تحب تحكي ابقى احكيلي ..!) ثم وقفت مكانها وهي تأخذ طبق طعامها وتوجهت للمطبخ فزفر هو بضيق وتوجه خلفها ( طيف .. انا مشوش شوية اليومين دول بسبب الشغل متزعليش من طريقة كلامي !) لم تنظر له بل اكملت غسل طبقها قائلة ببرود ( بسبب الشغل ولا ليلى ..!؟) قوص حاجبيه قائلا بحدة ( ليلى مين دي .. ليلى دي متهمنيش اصلا !) همهمت بطريقة وكأنها تصدقه بكذب ولكنها قالت وهي تهز كتفها ( انت حر ياتيم .. مش هغـ.ـصـ.ـبك على حاجة ياحبيبي !) ثم نظرت له نظرة خاطفة سريعة وابتعدت لتخرج من المطبخ ولكنه أمسك يديها بقوة قائلا ( طيف .. متعمليش كدا !) جذبت يديها من يديه قائلة بقهر ( متعملش انت كدا ياتيم .. مترجعناش من البداية تاني .. متخلنيش احس اني وحيدة تاني وترجع كل الذكريات الوحشة تاني في بالي .. ارجوك !) وقف امامها ووضع يديه علي خدها قائلا بخفوت ( طيف .. انا مش قصدي كدا بس انا متـ.ـو.تر اليومين دول وتعبان شوية .. استحمليني عشان خاطري !) تنهدت بعمق وهي تقول ( انا معاك .. احكيلي عشان تفك عن نفسك .. احكيلي عشان ترتاح قربنا من بعض متبعدناش !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( حاضر .. هحكيلك بس لما احس ان الوقت مناسب عشان اقدر احكيلك !) اقتربت منه تقبله بحنان علي خده قائلة ( ماشي ياحبيبي هستناك !) فأبتسم هو بحنو ثم ودعها وذهب للعمل بينما هي جلست تفكر .. تفكير عميق ينهش من قلبها واعماقها خـ.ـو.فاً من الابتعاد مرة اخرى ...
.......................
- نور وتامر -
انتهيا من عمل الشركة وخرجا سويا بسيارته متوجهين نحو مطعم لتناول وجبة الغداء .. قال تامر وهو مشغول بقيادته ( هتفضلي تشتغلي بعد الجواز يانور ؟) هزت رأسها بإيجاب قائلة بخفوت ( اه ياحبيبي وابطل شغل ليه ؟) ابرز شفتيه وحرك رأسه يميناً ويسارا قائلا ( لا ابدا بسألك بس .. اصله ملوش لزوم يعني كل الي هتحتاجيه هتلاقيه عندك !) اعتدلت في جلستها ليصبح وجهها له .. وظهرها للباب خلفها قائلة ( انا مش بشتغل عشان كدا .. انا بشتغل عشان انا بحب شغلي وعشان انا عايزة اثبت نفسي مبقاش درست وتعبت وفي الاخر اقعد في البيت !) قوص حاجبيه قائلا بحدة ( طب مالك انتفختي علينا كدا ليه .. انا بقولك اللي عندي عشان لو عايزة تسيبي الشغل !) اعتدلت في جلستها الصحيحة وهي تبعد بصرها لنافذة السيارة قائلة بهدوء ( لا مش عايزة اسيبه .. عايزة افضل اشتغل !) هز رأسه بهدوء ثم اكمل ( هنحدد امتى معاد الفرح !) برزت شفتيها بحيرة وهي تقول ( معرفش .. انت مقولتش والدتك هتيجي اخر الاسبوع .. لما تبقى تيجي نحدد كل حاجة !) همهم بخفوت ثم اوقف سيارته امام مطعم قائلا ( ماشي يانوارتي .. يلا !) تنهدت بعمق وترجلت من السيارة معه لداخل المطعم ... جلسا سويا علي المائدة وطلب هو الطعام لهم ..
نظر لها بعمق ثم وضع يديه فوق يديها قائلا بدفئ ( انا آسف على طريقتي في العربية معاكي .. بس انتي كلامك استفزني !) نظرت له بهدوء ( محصلش حاجة خلاص !) قوص حاجبيه بحدة قائلا ( والله .. انا بعتذر وانتي بتقولي محصلش حاجة خلاص !) نظرت له قليلا ثم اخرجت تنهيدة عميقة من داخلها قائلة ( خلاص يا تامر .. بجد محصلش حاجة وانا كمان كلامي كان مستفز انا آسفة !) ابعد يديه عن يديها واكتفى بالايماء برأسه دون اضافة حرف آخر .. ظلت هي الاخرى صامتة ثم وضعت يديها فوق يده قائلة ( خلاص متزعلش .. انا بـبحبك !) نظر لعينيها بخفوت وقال بدفئ ( وانا كمان بحبك .. !) ابتسمت بخجل ممزوج بالحب فأكمل ( لما نخلص اكل هنروح البيت الي بيتشطب بتاعنا عشان تشوفيه وتختاري الألوان وكل حاجة تمام !) للحظات ترددت ولكنها اؤمت له بإيجاب مؤيدة كلامه قائلة ( ماشي تمام !) .. اتى الطعام واكلا سويا ثم ذهبا الى ذلك المنزل
- ليث وحنين -
** كانا يجلسان في شرفة المنزل وهي نظرها في الفراغ بينما هو ينظر لها بـ هيام .. يبدو كالعاشق الولهان امام عيونها الخضراء .. بينما والدتها وماريا ومراد وفارس يجلسون في الداخل .. ابتسم ليث بحب قائلا بنبرة دافئة ( اي ياجدع الحلاوة دي بس .. انتِ بتحلوي اكتر من الصاروخ ذات نفسه !) شهقت وهي ترفع يديها تضعها على فمها قائلة بخجل ( لــيث عيب كدا .. انت جبت الالفاظ دي منين ؟!) ضـ.ـر.ب كف على الآخر وملامح وجهه تنظر لها بضيق قائلا ( انتِ مينفعش معاكي رومانسية لا .. لا طبيعية ولا حتى رومانسية شوارعية .. انا تعبت معاكي لا لا !) قهقهت بقوة وهي تقول ( مالك يا ليث الله .. انت برضو بتقول كلام مش ولا بُد كدا !) هز رأسه بإيجاب ( اه صح انا الي بقول صح !) ابتسمت بدفئ قائلة ( حاسة بحاجة نقصاني واحنا قاعدين مع بعض كدا .. الحاجة دي هي ان انا مش شيفاك دلوقتي !) كان ينظر إليها بعشق وكاد ان يتحدث فقاطعهم فارس قائلا بسخرية ( نفس الخلقة العكره ياقلبي .. بعدين اي المُحن الي انتو قاعدين فيه دا !) نظر له ليث وهو يضيق عينيه يريد ان ينهش وجهه الجميل قائلا بغل ( ياخي الواحد ما صدق انها تتلحلح وتتكلم تقول كلام رومانسي تيجي انت تقطعه .. حسبي الله في حظي ده !!) بينما هي لا تفعل شيئا سوى انها تضحك عليهم فقال ليث وهو يضع يديه علي خديه بحـ.ـز.ن ( شايف ضحكت علينا الأجانب اهو !) ثم ابعد يديه ناظراً لها بحب قائلا بنبر هائمة ( بس اي اجانب قمر !) قاطعه فارس قائلا بابتسامة صفراء ( بيقولوا اني اخوها وانا واقف معاكم يعني بعد إذن المشاعير الي جواك دي تحترمني !) لوح له ليث بيديه بعدm اهتمام بينما هي قهقهت قائلة بثقة ( طبعا ... قمرين كمان ان كان عاجب !) كان ينظر إليها فاتحا فمه بقرف قائلا ( انا بقول يادوب .. فين ماريا ياعم اصل انا والمصحف عندي قولون واحد ومرارة واحدة .. !) لوح له فارس بسخرية ( ياعم اقعد انا هروح اخد ماريا انا اقعد معاها .. قايم ماشي على أساس عندك كرامة اوي !) القى به ليث لُعبة صغيرة كانت موضوعة علي الطاولة قائلا ( زيك بالظبط ) تأوه فارس بضحكة بينما هي الاخرة قهقهت .... غادر فارس من جوارهم وهو يتضل بقمره بينما ليث مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( اي رأيك نعمل الخطوبة اخر الاسبوع ونكتب معاها كتب الكتاب !) تنحنحت بخجل قائلة ( احنا هنكتب الكتاب بسرعة كدا ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا ( اه ياحنين .. ونتأخر ليه طالما احنا عاوزين بعض وعاوزين نبقى جنب بعض !) همهمت بخفوت ثم قالت ( ماشي .. هبقى اكلمهم اشوف هيقولوا اي !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( ماشي ياروحي !) فأبتسمت بخفوت واكملا حديثاً معسولا على قلبهما ..
- قمر وفارس -
↚
** ** كان يجلس أمامها وهو ينظر داخل عينيها مستعداً لبدء الحديث قائلا في اوله ( اللي هقوله لازم تستوعبيه وياريت كلامي ميأثرش عليكي ..... او يضايقك لان ده كان في الماضي .... والماضي فات وانتي دلوقتي الحاضر والمستقبل ) هزت رأسها بإيجاب وهي تُضيق عينيها بفضول قائلة ( تمام قولي طيب يلا ... !) هز رأسه ثم اخذ نفساً عميقاً قائلا ( ليلى تعرف عني كل حاجه سواء كانت طفولتي او شبابي وهي اللي وقفت معايا في فترات صعبه وانا بدين لها بذلك وبصراحه مكنش بيننا بس صداقه لا .... كان بينا حب .... انا حبيتها وهي زي ما قالتلي.. انها حبتني وكنت متعلق بيها جـ.ـا.مد لدرجه ان انا كنت معرفها كل حاجه عني ... كل اسراري وكل شغلي .. كمان كانت الست الوحيده اللي تيم كان بيحبها .. الكل كان عارف كده بس جت في يوم اكتشفت انها بتخوني مع اعز صديق ليا ... كان صديق مقرب مني .. جدا كنت بعزه .. ومعرفه كل الاسرار يطلع يخـ.ـو.ني مع حبيبتي ) ضحك بسخرية مؤلمة ثم اكمل ( وقتها انا اتصرفت و اخدت حقي منها ومنه.. على كـ.ـسرة القلب وعلى الو.جـ.ـع اللي انا عشته بسببهم .. وقتها فعلا انا اتغيرت بقيت بكره كل النسوان وانتي ظلمتك معايا بس مكنش قصدي . علشان انا عشت حاجات كتير سيئه بسبب اهلي و اللي انا حبتها بس انا دلوقتي اتغيرت تاني علشانك وعلشان ابننا علشان انا اتاكدت ان انتي غيرهم كلهم .. طيف انا بحبك ومش عايز كلامي يأثر عليكي او يزعلك ) كانت تنظر داخل عينيه المكـ.ـسورة بحـ.ـز.ن بالغ هي الاخرى ..( واضح الكراهية تجاهها .. بس انت مش كل صوابعك زي بعض .. في الوحش وفي الحلو ياحبيبي .. فأنا عاوزاك تنسى كل دا وتركز على حياتنا احنا .. وسيبك منها ومن الي خلفوها كمان .. ماشي ؟) هز رأسه بإيجاب مبتسماً بدفئ قائلا ( شكرا لأنك اتفهمتيني .. اوعدك مافيش اي حاجة تانية هخبيها عليكي .. وكل حاجة هتبقى عالمكشوف سواء عندي او عندك او بينا !) اقترب منه تعانقه بحب قائلة ( ماشي ياحبيبي !!) ...
..................................
+
** كان علي يقف جوارها في المستشفى .. بينما هي جالسة وتبكي بقوة على حال والدتها المريـ.ـضة المتعبة .. نظر إليها بتنهيدة ثم قال ( هتبقى كويسة يا نور ادعيلها انتي ؟) هزت رأسها بإيجاب قائلة ( اه هي هتبقى كويسه ... هي مش هتسيبني خالص علشان انا ماليش غيرها انا اساسا معرفش ايه اللي حصل .. ) ثم اكملت ببكاء ( انا كنت بره ورجعت لقيتها مصدعه دخلت عشان اجبلها حباية للصداع خرجت لقيتها مغمى عليها !!) تنهد بخفوت قائلا ( ممكن يكون ضغطها نزل ولا حاجة .. الدكتور هيطمنا دلوقتي!) ما هي الا لحظات من انتهاء حديثه وجد تامر يهرول ناحيتهم وهو ينظر لنور بقلق جالساً امامها ( في اي يانور ؟؟ مامتك مالها ) قصت له ماحدث مثلما قصته لـ علي .. فقال لها تامر بدفئ ( طيب ياحبيبتي اهدي هتبقى كويسة ان شاءالله .. الدكتور لسه مخرجش من عندها ؟) هزت رأسها بنفي بينما رفع بصره لـ علي الذي كان يشاهد مايحدث بطرف عينيه .. ونظرة القهر والحـ.ـز.ن تحتل عينيه .. وملامحه يائسة حزينة .. فقال تامر بخفوت ( عامل اي ؟) هز علي رأسه بابتسامة خافتة ( كويس .. كويس !!) همهم تامر بخفوت ثم جلس جوار نور وهو يهدء من روعها .. وماهي إلا دقائق ومرت حتى خرج الطبيب يطمئنهم على حالة الوالدة وان ضغطها انخفض فقط .. ذهبوا جميعهم للغرفة التي تقبع بها والدة نور فجلس علي جوارها وامسك يديها يقبلها برقة ( الف سلامة عليكي يا ست الكُل !) ابتسمت له بحنو قائلة ( الله يسلمك ياعلي .. متحرمش منك ياحبيبي !) جلست نور جوارها من الجهه الاخرى وهي تقبل رأسها قائلة ( قلقتيني عليكي يا ماما الف سلامة !) مدت والدتها يديها تمسح دmـ.ـو.ع ابـ.ـنتها قائلة بدفئ ( انا كويسة .. متخافوش عليا ياحبايبي !) فأجابها تامر بخفوت ( لما احنا منخفش عليكي مين يخاف يعني يا حمـ.ـا.تي .. الف سلامة !) فأجابته بضحكة خافتة ( الله يسلمك يا تامر !) ثم نظرت لعلي وهي ترى ملامحه وعينيه الموجهه للأرض بحـ.ـز.ن .. هو عند سماع كلمة حماه من تامر شعر بقسوة على قلبه .. فدائما كان يريد ان يخبرها هو بذلك وليس غيره .. فقامت والدة نور بالتمسد على يديه قائلة بحنان ( اي اخبـ.ـار شغلك انت ياحبيبي ؟) فأنتبه لها علي وهو ينظر لنور ثم نظر لها مرة آخرى قائلا ( كويس يام نور .. !) هزت رأسها بحنان قائلة ( ربنا يديم عليك النعمة يابني ويرزقك الي تتمناه يارب !) فأبتسم لها إبتسامة واسعة وهو يقبل يديها قائلا ( متحرمش منك ولا من دعواتك ليا يارب !) اخرجت نور نحنحة بتلعثم قائلة ( شكرا لوقفتك معانا في وقت زي دا يا علي !) نظر إليها مبتسماً بامتئنان ( مافيش داعي للشكر .. انتي عارفة معزتكم عندي وفي اي وقت هكون جنبكم بإذن الله ..!) هزت نور رأسها تأييدا على كلامه ثم ابعدت بصرها وهي تعض على شفتيها لتلك النظرة المنكـ.ـسرة التي تراها في عينيه ... بينما لاحظ تامر ذلك فشعر ببعض الغيـرة تجاه ذلك الموقف فزفر بضيق دون ان يشعر به احداً ..
ومرت بعض الساعات حتى اخرجوا والدتها من المستشفى للمنزل فاطمئن عليها علي وغادر لمنزله بكـ.ـسرته وخيبته
** في صباح يوم جديد .. تبعث الشمس اشاعتها في قلوب الاشخاص .. فتنيرها وتزهرها برضا الله .. كانت فرح مستلقية جواره وهي شاردة في كم المصائب التي اتت فوق رؤوسهم جميعهم .. قدوم والد سليم .. خائفة على عائلتها .. وكريم ... ذلك الشاب الذي بدأ ينضج فيتوسع تفكيره .. وكلما نضج كلما رأى ان كل ما يفعله صحيح حتى إن كان خطأ .. يريد رجلاً جواره ليحكمه .. بالتأكيد سيحـ.ـز.ن ويعاند كريم ان أدخلت سليم بالوسط .. وبنسبة كبيرة سيغضب سليم فوراً .. والمصـ يـ بـةالأكبر ان مصـ يـ بـةكريم ليست كأي مصـ يـ بـةستحكيها لسليم .. شعرت بيديه تحاوط خصرها جاذبا إياها لاحضانه .. ثم همس في اذنها بنبرة ولهان ( صباح الخير !) ثم عاود التحدث بنفس النبرة قائلا ( صباحيه مبـ.ـاركه يا عروستي !) فقهقهت فرح بخجل وهي تقول بنبرة خافتة ( صباحيه مبـ.ـاركه !) ابتسم بحب ثم اعتدل في جلسته فأعتدلت هي الاخرى معه فأبتسم قائلا بنبرة لعوبة ( انا واخذ اجازه من الشغل 15 يوم ... قاعدلك فيهم بقا وكدا ياعروستي ) ثم غمز لها بحب فاخفضت بصرها خجلا وتنحنحت بحرج قائلة بنبرة منخفضة ( اممم .. اكيد العيلة كلها هتيجي النهاردة مش كدا ؟) هز رأسه بإيجاب وهو يقف من مكانه متوجها للكرسي ثم اخذ من عليه المنشفة قائلا ( انا داخل استحمى بقا هما شوية وهتلاقيهم طابين علينا !) فوقفت هي الاخرى مكانها بتنهيدة قائلة ( ماشي .. هطلعلك هدومك ) هز رأسه متوجها للمرحاض ولكنه توقف ورفع يديه يفرك بدقنه بابتسامة خبيثة .. ثم التفت إليها قائلا ( فروح ايه رأيك تيجي معايا ؟) ثم اقترب منها فكان ظهرها له وعنـ.ـد.ما استمعت لتلك الكلمـ.ـا.ت توسعت حدقتي عينيها بصدmة فشعرت بوجوده خلفها فالتفتت سريعاً بضحكة خجلة وهي تتراجع للخلف منادية اسمه بالحاح حتى يتوقف ( سلييييم !) فقهقه بخبث ( روح سليم وعقل سلييم ياشيخة !) ثم لف المنشفة حول رقبتها جاذباً إياها نحوه قائلا ( ها ما يلاا بقا !) فأخرجت شهقة اثر جفولها من جذبته .. نظرت لعينيه ويديها على صدره .. ثم ضحكت مرة اخرى وهي تطرق قدmيها بالأرض .. وجهها احمر كالورد .. ثم قالت بالحاح مرة اخرى ( خلاص بقاا ياسليم .. !) هز رأسه موافقاً اياها قائلا بتوعد ( ماشيي ياشقليطة سليم .. بس صدقيني انا مش هسكت عن حقي إطـ.ـلا.قا .. ) ثم قبلها قبلة سريعة وغادر للمرحاض ... بينما هي اخرجت له ملابسه بخجلها المُسيطر عليها بسببه .. وبسبب مشاكسته لها .. ذلك الوقح ..
** كان يرتدي ملابسه ليذهب لعمله .. لذلك العمل الذي لم ولن يمل او يكل منه يوماً فهو الملجأ له من كل شئ .. ابتسم بخفوت عنـ.ـد.ما تذكر انه اخبر طيف بكل شئ تلك الفتاة المختلفة عن سابقهم .. حتى عن ليلى التي كان يرفعها للسماء .. فرمته هي أرضاً .. بينما طيف تختلف عنهم جميعهم .. رغم مافعله بها إلا انها متمسكة به .. وتحبه من قلبها .. تحب وجوده جانبها .. وتستمد منه الأمان .. كان بدايةً يحطمها .. ولكن الآن هو سيعوضها عن كل شئ .. بها الآن يشعر ان الله حقاً لم ينساه .. في نصيبه من الحظ والسعادة .. الآن عَلِم جيداً كيف اتى نصيبه .. ليس بالنقود فهو لديه الملايين ولكن عوضه بـ طيف .. استيقظ من شروده على دخولها الغرفة وهي تحمل فنجان القهوة الخاص به .. امسكه منها بابتسامة قائلا بخفوت ( تسلم ايدك يا روح قلبي ) فأبتسمت بدفئ قائلة ( متتأخرش عشان عندنا النهاردة معاد مع الدكتور ماشي ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا بعدmا احتسى رشفة من الفنجان ( بقيتي في الشهر الكام ؟) قهقهت بخفوت وجلست على الفراش واضعة يديها على بطنها ( التاني .. لسه بدري اوي !) همهم بتفكير ثم قال ( ماشي ادينا مُنتظرين خليه او خليها تستوي على مهلها في بطنك .. عشان عايز حاجة شبهك كدا !) فضحكت بخجل ثم قالت بدفئ ( وليه مش شبهك مانت قمر برضه !) غمز لها من المرآة ثم قال ( بتتحرمشي بيا يا طيف .. !) فقالت بغــــرور ( اهييي .. طبعا دا حقي اتحرمش بيك !) فقهقه على خفتها وعفويتها معه ثم التفت ومال عليها وهي جالسة فأبتسمت له بعشق فأقترب اكثر بوجهه يقبلها بنهم وحب .. ابتعد مبتسماً ( اهو دا التحرمش بنفسه بقا اللي يفتح النفس عالصبح !) اخفضت بصرها خجلا ثم رفعته مرة اخرى له قائلة بخجل ونبرة متلعثمة ( عيب كدا !!) فقوص حاجبيه بتهكم قائلا ( عيب اي دانا محترم نفسي عشان انتي حامل بس .. !) ضمت شفتيها ببعضهما بخجل ثم فكت قيدهما وهي تعض على السفلى بنحنحة .. فقهقه على شكلها ثم عاد مرة اخرى امام المرآة يرتدي جاكيت البدلة ثم بعدها ارتشف ما تبقى من فنجانه .. والتفت برأسه لـ طيف قائلا بنبرة لعوبة ( انا مااشي يا طيـفي .. فوقي كدا من كسوفك دا هاا ؟) فنظرت له وهي ترمش بعينيها ثم ما إن استوعبت كلامه فضيقت عينيها بغـ.ـيظ قائلة ( هاا .. تيييم !) نادته بصوت مرتفع بسبب مغادرته السريعة وهو يقهقه .. فأخذت نفساً عميقا مبتسمة بسعادة .. تتمنى من الله ان تظل أيامهم هكذا بسعادة وهنا وسرور .. تتمنى من الله ان يعوضها خيراً بـ تيم وما باحشائها .. وضعت يديها على بطنها مبتسمة بدفئ .....
....................
** وصل إلى الشركة بعادته البـ.ـاردة المُهيبة ثم دلف الى مكتبه وعلق جاكيته في موضعه وكاد ان يجلس علي كرسيه فوجد ليلى تقتحم بغضب مكتبه فقال بنبرة عالية غاضبة ( انتي ازاي تتدخلي مكتبي بالشكل الهمجي دا ... انتي مـ.ـجـ.ـنو.نة ؟؟) ربعت يديها امام صدرها وهي تقول بغـ.ـيظ ( مين دي اللي في بيتك يا تيم .. اللي بتقول انها مراتك .. مراتك اي دا ان شاء الله اذا كان انت مكنتش عاوز تتجوزني الا بعد فترة طويلة من علاقتنا .. روحت اتجوزت حتة الـ .. !!) لم تكمل حديثها بسبب مقاطعته لها بغضب قائلا ( مسمحش انك تجيبي سيرة مراتي بالوحش .. احترمي نفسك وحقك في الشغل قولتلك هيرجعلك .. غير كدا انتي معندكيش عندي حاجة .. !) ثم اشار للباب ( ياريت تتفضلي احسن ما انا اطردك بنفسي ..!) كان رافعاً حاجبيه مضيقاً عينيه بطريقة مخيفة .. فقالت ليلى بنبرة مستفزة ( تتطردني .. ماعاش ولا اللي هيعيش اللي يطردني من مكان انا فيه .. الا بمزاجي .. زي ما عملت قبل كدا بمزاجي .. !) فكز علي اسنانه بضيق قائلا ( اللي انتي عملتيه دا وساخة .. انتي واحدة خـ.ـا.ينة محدش يئتمن عليكي .. والخـ.ـا.ينين مكانهم مش معانا .. مكانهم تحت رجلينا !) فضحكت باستهزاء قائلة ( مش اوي كدا مانا قدامك اهو عادي وخنتك مع صاحبك ... )ثم اقتربت منه بدلال ووقفت امامه تظبط من الكرافيت الموضوعه حول رقبته قائلة ( مكنتش بتملى عيني زيه .. كنت لسه ضعيف ومتأثر بالماضي بتاعك اللي دوشتنا بيه .. هو بقا كان راجـ.ـل وملى عيني !) جذبها من شعرها بقوة قائلا بنبرة تشبه فحيح الافعى ( انتي عارفة اني راجـ.ـل وغـ.ـصـ.ـب عنك وعنه !) ثم اخرج سُباباً بشع مكملا ( انتي بس الي بتحبي السرمحة .. عشان انتي مش نضيفة واي راجـ.ـل معاه شوية فلوس بترمي نفسك في حـ.ـضـ.ـنه !) ثم سبها بأبشع السُباب مرة اخرى ضاغطاً على شعرها بعنف مكملا ( عرفتي ليه بقا انتي خـ.ـا.ينة .. انتي مش بس خـ.ـا.ينة في عيني .. لا انا بقيت بشمئز منك .. بقيتي شبه بتوع الكبـ.ـاريهات اللي بيجروا ورا الفلوس اهم من سمعتهم .. انتي مُقرفة لدرجة ان انا قرفان اني لمستك في يوم او حتى حبيتك .. ولسه وهفضل طول عمري قرفان كل ما هتيجي في بالي) فتأوهت بألم من جذبه لها وهي تغلق عينيها بقوة متألمة وتقول بترجي ( سيبني ارجوك !) دفعها بعيداً عنه وملامح وجهه لا تحمل سوى الاشمئزاز والقرف تجاهها .. فنظرت له بغل قائلة ( انا هوريك هعمل اي ياتيم على كل كلمة نطقتها عليا !) فأبتسم بسخرية حادة قائلا ( وريني هتعملي اي .... يا خـ.ـا.ينة ؟؟) ثم قال بنبرة عالية ( يا أمن !) دلف الامن لمكتبه في خلال ثوانِ .. فأشار لهم ان يأخذوها قائلا بصرامة ( تترمي برا الشركة ومتتدخلهاش تاني فاهمين ؟) هز رجـ.ـال الأمن رؤوسهم ممسكين بها فجذبت نفسها منهم قائلة بغضب ( انا هطلع لوحدي ؛) ثم القت نظرة توعد لتيم وخرجت بغل وغضب يعمي القلب والعين ....
بينما هو جلس علي كرسيه بتنهيدة عميقة وهو يفرك بوجهه بقوة .. نظر للساعة ثم اخذ جاكيته وخرج من مكتبه قائلاً للسكرتيرة الخاصة به ( ألغي كل حاجة النهاردة .. وابعتي صور للملفات الجديدة عالايميل بتاعي !) فهزت له رأسها بإيجاب قائلة ( حاضر يابيه !) بينما هو غادر الشركة متوجهها للمنزل مرة اخرى .. لملجأه .. ليجلس جوارها فتخفف عنه الألم الذي يسكن قلبه .. وتهدأ من غضبه المسيطر على عقله في افتعال جريمة كبيرة بـ ليلى .. كـ قــ,تــلها مثلاً .......
** كانوا جميعهم يجلسون في منزل سليم وفرح .. ويقهقهون .. فقالت سارة والدة فرح بـ حنان ( والله احنا ربنا عوضنا بـسليم .. ربنا يخليكم لبعض ياحبيايبي !) فأبتسمت فرح بدفئ لوالدتها وهي تقول ( ويخليكي لينا ياحبيبتي ..!) فقال سليم بخفوت ( تسلميلي ياحمـ.ـا.تي .. وبعدين فرح هتكون في عيني متخفوش عليها .. مش كدا يا فروحتي ؟) لف يديه حول كتفها بعبث فنظرت له بخجل وهي تهمس ( عيب كدا .. بس يا سليم مينفعش !) فهمس لها بخبث ( في اي دول امك وامي .. وانتي مراتي الله !) فعضت على شفتيها بخجل وهي تنظر لعينيه فقال بتحذير خبيث ( متعضيش كدا احسن ابوسك قدامهم دلوقتي !) شهقت بخجل فقهقه الجميع عليهم ثم وقفوا قائلين ( طب ياعرسان نسيبكم بقا !!) فهمست فرح ( هتسيبوني مع الوقح دا !) نظر إليها وهو يضيق عينيه ( بتقولي حاجة ياحبيبتي ؟) هزت رأسها بنفي وابتسمت بـ مجاملة ثم وقفت معه تودع اهلها واهله .. ودلفت لغرفتهم وهي تزيح الروب الذي كانت ترتديه فوق بيجامتها ...دلف خلفها وجلس علي طرف الفراش قائلا ( اي رأيك نطلع نتغدى برا ؟) همهمت بتفكير وهزت كتفيها ( ماشي يلا .. بس خليك عارف اني بقيت بعرف اطبخ !) فقهقه بخفوت ووقف مكانه ثم بدأ بالاقتراب منها غامزاً بخبث قائلا ( منا عارف ياجميل انك بتعرف تطبخ .. بقا حد بالحلاوة دي وميعرفش اخص !) ضـ.ـر.بته برفق على صدره قائلة ( كان عندك حق لما قولتلي بعد الجواز هبقى حد تاني ... بقيت Bad boy ووقح ياسليييم !) جذبها من خصرها له قائلا ( انا ؟؟ انتي ظلماني كدهو .. دانا بدلعك شوية عشان بكرا لما الشغل ياخدك مني متشتكيش !) همهمت بخجل ثم لفت يديها حول عنقه قائلة ( خلاص ماشي دلعني .. انت احسن حاجة حصلتلي الفترة دي ياسليم !) ابتسم بحب وقبلها برقة على خديها قائلا ( وهكون احسن حاجة حصلتلك كل العمر الي جاي !) هزت رأسها بإيجاب تأييداً على كلامه ثم شرعا اثنتيهم في ارتداء ملابس الخروج ...
........................................
** خرجت قمر من عند اخاها لمنزل فارس لترى حنين وتراه .. جلسا ثلاثتهم في الشرفة وقمر وحنين يتحدثان سوياً .. ابتسمت قمر لفارس ثم نظرت لحنين قائلة ( ان شاء الله ياقلبي هترجعي تشوفي تاني وعمليتك هتنجح ..خليكي واثقة في ربنا !) ابتسمت حنين برضا ثم اكملت ( انا بس اللي شايلة همه هو ليث .. انا مش عايزة اظلمه انا مش عارفة هشوف تاني امتى ولا انا مش هشوف .. هو يبقى اتظلم معايا !) هزت قمر رأسها بنفي قائلة ( لا ياحبيبتي يتظلم معاكي ليه .. هو شايف وضعك وبرضو شاريكي .. وانتي ياقلبي هتبقي كويسة متخافيش انتي بس خلي عندك ثقة بربنا !) تنهدت حنين مكملة ( هو كلمني الصبح وقالي انه هيجي النهاردة نقرأ الفاتحة ونلبس دبل .. واسبوعين ونكتب الكتاب .. !) همهمت قمر بتفهم وتفكير فقالت حنين مقاطعة تفكيرها بإيجابة على تفكير قمر ( هو عايز يبقى جنبي في الفترة دي وانا مـ.ـر.اته ولما اعمل العملية يعني نبقى نعمل الفرح !) ضـ.ـر.بتها قمر برفق على كتفها قائلة ( وعايزة تسبيه .. دا بيحبك اوي ياحنين متظلمهوش ولا تظلمي نفسك عشان انتي شكلك كمان واقعة وقعة سودا وحدش سمى عليكي !) قهقهت حنين بخجل فقالت قمر ( نقول مبروك ؟) اجابتها حنين بحماس ( نقول مبروك !) تنحنح فارس ومد يديه يمسك يد قمر غامزا لها بينما هي نظرت له بتنبيه وهي تحاول جذب يديها فشـ.ـدها اكثر بين يديه فعضت على شفتيها وهي تشير له بهمس ان يترك يديها فهز رأسه بنفي ثم ارسل لها قبلة في الهواء من ثم غمز مرة اخرى .. فضمت شفتيها بخجل لتقول حنين بعبث ( عيب كدا يا فارس احترم وجودي .. وسيب ايد البت يااض !) نظرا اليها بصدmة فقال فارس بانزعاج ( دي عماله تقولك ياحبيبتي وقلبي ومقالتليش حتى يا عسل .. ) قهقهت حنين بينما قمر ابعدت بصرها بخجل وهي تكتم ضحكتها فأكمل ( وبعدين مش اتكلمتي نقطينا بـ سُكاتك بقا ياختي ولا قومي على اوضتك اما نشوف هنتجوز امتى .. ) فتحدث حنين بنبرة حزينة مزيفة ( ياعييني ... اول حد حب وشكلك اخر حد هتتجوز .. ) ثم قهقهت بينما هو قال بنبرة مُتأثرة ( عيني عليك يافارس !) ... فقالت قمر وهي ترفع كتفيها لاعلى ( انا قولتلك متجيش تتقدm ياخويا مـ.ـا.تيجي الله !) فنظر إليها بصدmة منشكحاً بابتسامة واسعة قائلا ( قولي والله .. يعني الغي معاد الواد ليث بليل واجيلك انا بليل !) فقالت حنين بشهقة ( حيلك حيلك ياحبيبي منا برضو عايزة اتجوز اهه !) ضحكت قمر بقوة وهي تنظر لهم ثم قالت ( تعالى بكرا هطفش عريس البت !) فقلب عينيه بسخرية ( اه صحيح .. عموما ماشي نيجي بكرا ياقمريي !) رفرت بعيونها بخجل فقالت حنين بسخرية ( اتمحنوا اتمحنوا انا قايمة اكلم ليث .. قوم يخويا وديني الاوضة !) فقهقهت قمر قائلة ( سلميلي عليه ها ؟) فأشارت لها حنين بيديها بلا اهتمام ( اتوكسي وخليكي في اخويا ملكيش دعوة بجوزي !) ساندها فارس قائلا بنبرة ضاحكة ( بقا جوزك خلاص .. دانا عيني عليه من اللي هيشوفه منك .. ) قالت حنين بعبس مازح ( بس يالاا ... دا يابخته !) قهقه بخفة واوصلها لغرفتها بينما هو عاد لقمر التي ابتسمت بخجل عند رؤيته فأبتسم هو ابتسامة لعوبة قائلا ( كنا بنقول اي يا شقليطة؟) قهقهت بخجل ثم قالت بخفوت ( بس بقا يا فارس عيب كدا .. اتكلم في موضوع مهم !) هز كتفيه بجدية قائلا ( تتجوزيني ؟) سعلت بصدmة وهي تنظر له فقال ( اي مهو دا جدي اهو .. اتجوزيني اكمني يعني غلبان ومليش قريب ولا حبيب تعـ.ـذ.بيني كدا !) قهقهت ثم ضـ.ـر.بته برفق على كتفيه قائلة بجدية ( طب بجد بقا .. هنتجوز بس انت شايف الوقت مش سامح وانا عايزة الكل يفرح بفرحنا دا !) عبس مجددا ثم قال ( طيب .. انتي حرة بقا انا اتحايلت كتير !) تنهدت بخفوت ثم وضعت يديها فوق يديه قائلة ( فارس .. صدقني انا بس مش عايزة دلوقتي عشان الظروف اللي حولينا !) فأجابها بنبرة تحمل بعض الغضب ( احنا هنعمل اي للظروف يعني ياقمر .. مهي ظروف وهتعدي مانتجوز بقا وخلاص ... ولا انتي عماله تتحججي بمواضيع عشان نأجل وخلاص !) تطلعت إليه بهدوء لحديثه اللاذع ثم قالت ببرود ممزوج بحـ.ـز.ن ( لا انا مبتحججش .. انا لو فعلا عايزة اعمل كدا كنت قولتلك مافيش حاجة هتمنعني .. ) ثم وقفت وهي تقول ببرود ( انا ماشية .. سلام !) والتفتت لتغادر فأسرع بأمساك يديها ووقف امامها بتنهيدة قائلا ( خلاص انا اسف بجد .. مكنش قصدي بس انا عايزك تكوني معايا كفاية كدا .. انا بتعـ.ـذ.ب من زمان ياقمر !) نظرت له بحـ.ـز.ن قائلة ( ماشي يافارس خلاص ... تعالى ونحدد كل حاجة مع ماما وسليم .. !) ابتسم بدفئ ثم هز رأسه بإيجاب ( ماشي ياقلبي !) فبادلته تلك الابتسامة الدافئة المحببه ....
* كان يقف في الكمين على الطريق الصحراوي .. يفتش السيارات للتأمين الزائد .. ينظر هنا وهناك بوجه هادئ وملامح متعبة .. كثرة التفكير ستقــ,تــله يوماً ما .. على فراق حبيبته والتي لم يكن يتوقع يوماً ان تفارقه .. هي اخر من يتوقع ان تفارقه .. وكانت اول من فارقته .. مرر السيارة التي امامه بعدmا رأى اللازم من السائق .. ثم التفت يتحدث مع احدى الأمور بينما سيارة آتيه من بعيد بسرعة فائقة .. يركب بها بعض الشباب الطائشة .. صرخ الظابط لينبه علي ( حاسب يا عليي باشا !) كاد ان يتلفت ليرى ما يحدث فكانت سرعة السيارة اكبر في اصتدامه بالحديد خلفه فما كان غير جثة هامدة مرمية بالأرض .. حاصر رجـ.ـال الشرطة تلك السيارة معتقلين الشباب بينما الجميع يصـ.ـر.خ بقدوم الاسعاف بينما علي ينام أرضا دون حركة واستسلم سريعاً للنوم في راحة تامة ........
* كانا يجلسان سويا في جلسة عائلية مع عائلته .. بينما هي ووالدتها يتشاركان تلك الجلسة .. وهي لم تسلم من نظرات والدته الغير سالمة لها .. فتنحنحت نور بتـ.ـو.تر من تلك النظرات وهي تنظر لتامر الذي ابتسم لها بحب يطمئنها فابتسمت له بدفئ .. فقالت والدته وهي تنظر لها من اعلاها لاسفلها وهي تقول بسخرية ( انتي حلوة يانور .. بس المشكلة في المستوى المادي يعني انتي عارفة اهم حاجة المستويات دي عشان العلاقة تنجح !) احمر وجه نور بأحراج فقال تامر بغضب ( ماما انتي بتقولي اي مينفعش كدا !) هزت والدته كتفها بلا اهتمام ( اي يابني هو انا قولت حاجة غلط يعني ... المستويات دي مهي معروفة .. هما ..) قاطعتها والدة نور بغضب قائلة ( والله ابنك هو اللي جه يتقدm مش احنا الي جرينا وراه .. وان مكنش عاجب احنا في اول الامر نفركش !) هز تامر رأسه بنفي سريعا قائلا ( لا لا طبعا ياحمـ.ـا.تي بتقولي اي .. دانا عايز اقدm كتب الكتاب ونعمل الفرح !) نظرت له والدته بصدmة ( بالسرعة دي !! دا معداش عن خطوبتكم شهر !!) تنحنح تامر قائلا ( هو مين دلوقتي بقا بيطول الخطوبة وانا ونور بنحب بعض ومتفاهمين ... !) تنهدت نور بعبس فنظرت لوالدتها الغاضبة وهي تقول ( اي رأيك ياماما ؟) هزت والدتها كتفها بهدوء وهي تقول ( لما نشوف هنرسى على اي نبقى نحدد كتب والكتاب والفرح احسن ما يتكتب عليكي مُطلقة من المافيش !!) تنحنح تامر بحرج من حديث والدته قائلا ( متقوليش كدا يا حمـ.ـا.تي .. بعد الشر احنا حياتنا هتكون فل ان شاء الله !) مطت والدة نور شفتيها ( هو انا اكره .. اتمني يكون كدا فعلا ... بس ياريت الكل يتمنى مش انت وانا وهي بس !) فزفرت والدة تامر بلا اهتمام قائلة ( اهو بكرا يعرف الغلط الي عمله دا وينـ.ـد.م !) وقفت والدة نور بغضب جامح قائلة بصوت مرتفع ( مسمحش الكلام دا يتقال في حق بـ.ـنتي .. ولو استمر دا الجوازة دي مش هتكمل انا مش هرمي بـ.ـنتي وحيدتي في بيت بتتهان فيه .. قومي يانور !) وقفت نور معها وهي تبتلع غصتها وتنظر لتامر بتأنيب فزفر بضيق بينما خرجت والدة نور امامها فلحقتها نور بخطى سريعة .. التفت تامر لوالدته قائلا ( اي الكلام اللي انتي بتقوليه دا يا ماما ... مينفعش تقولي كدا انا بحب نور وهتجوزها سواء بقا موافقين او رافضيين .. انا هتجوزها .. !!) نظرت له والدته بغضب وتوسعت حدقتي عينيها قائلة ( عيب كدا يا ولد .. انت عارف بتكلم مين .. انا عايزة مصلحتك والبـ.ـنت دي مش مصلحتك .. دول فقرا لا تفكيرهم زينا ولا حتى مستواهم !) زفر تامر قائلا بحنق ( اه وانا حابب ان تفكيرها مش زي تفكيرنا .. كل همهم الموضة والفلوس .. انا حبيت نور عشان بساطتها وهدوءها واهم من دا كله انها بـ.ـنت محترمة ومؤدبة .. ومستواهم اعلى مننا كمان حتى لو مش بالفلوس بالقيم والاخلاق .. !) ثم اخذ مفاتيحه قائلا بحنق ( دا اللي والدي علمهولي قبل ما يتـ.ـو.في الله يرحمه .. اما انتي بقا انا كنت جايبك عشان تفرحي بابنك بس شكلك لا فرحانه ولا بتاع .. انا هكمل الجوازة دي والبيت بيتك .. ولو عايزاني احجزلك من بكرا ترجعي لجوزك وعيالك ارجعي !) ثم التفتت مغادرا المكان تحت غضبها منه ...
* تجهزت كالأميرات في يومها .. بينما هو اتى في موعده وجلس مع والدها واخاها فارس .. كانوا يتحدثون فدلفت بطلتها الجميلة فخـ.ـطـ.ـفت قلبه اكثر ما كانت تخـ.ـطـ.ـفه قبلاً .. يود الآن أن يأخذها ويخبئها عن أنظار الجميع .. يبعدها عنهم كلهم فتكون له وحده ليظل ينظر إليها فيشبع منها بل هو لن يشبع ابداً ... جلست بمساعدة والدتها والإبتسامة تنير وجهها .. فتنحنح ليث وهو يعتدل في جلسته بتـ.ـو.تر يُظبط من وضعية الكراڤيت قائلا ( طيب ياعمي انا .. بطلب ايد بـ.ـنت حضرتك الآنسة حنين .. على سُنة الله ورسوله !)اخفضت بصرها للأرض خجلاً فنظر إليها بابتسامة ونظرات عاشق ولهان .. توسعت ابتسامتها اكثر بكثير .. وهي تفرك يديها بخجل وتـ.ـو.تر .. فقال والدها بدفئ ( دا يشرفني طبعا يابني .. وباين ان حنين موافقة كمان .. على بركة الله !) اخرجت والدتها زغروطة فرحاً لابـ.ـنتها الحبيبة .. بينما فارس ضمها له بحب قائلا ( مبروك ياقلبي .. !) ثم نظر لـ ليث غامزا له بضحكة ( والله وهتتجوز ياعم .. الف مبروك !) ثم اكمل وهو يضيق عينيه ( عارف لو زعلتها هعمل فيك اي .. هاكلك بسناني ياض انت فاهم !) ازاح له ليث بيديه وهو ينظر لمعشوقته قائلا بخفوت ( مبروك !) ثم مال عليها يقول بهمس عاشق ( يام عيون القطط !) زاد خجلها .. فوصلت للحد الاقصى من الاحمرار خجلا .. فأخذ ليث نفسا عميقا خـ.ـو.فا ان يفعل ماهو محرم وعيبُ امام اهلها .. سيتحكم الآن بنفسه حتى تصبح زوجته وله .. اتفقا جميعهم وبدأو بقراءة الفاتحة من ثم البسها ليث خاتم خطوبتهم وهي ايضا البسته .. رفع رأسه ينظر إليها فكانت دmعتها تتساقط من عينيها .. فُزع من رؤيتها هكذا ثم قال سريعا وبلهفة ( مالك يا حنين .. بتعيطي ليه ياحبيبتي !) فزع الجميع واتى فارس جوارها ووالدتها فقالت والدتها بحنو ( مالك يانور عيني ؟) رفعت يديها بأرتجاف وهي تقول بقهر ( كان نفسي .. اكون شايفة اليوم دا قدامي .. وقد اي هو يوم حلو .. انا حاسة بيه بس مش شيفاه !! ) احتضنتها والدتها بحنو وهي تخفف عنها بينما ليث ممسك يديها يطمئنها بحـ.ـز.ن بالغ فأخذت تبكي قليلاً بقهر حتى هدأت باحضان والدتها واخاها .. وكلمـ.ـا.ت ليث المهدئة لها بحنان وعشق ... واكتملت الليلة بالصور التذكارية والضحكات العالية ..
.............................................
** ( فقر ؟؟ فقر اي ياقمر احنا اكبر من كدا انا اخوكي دا مش عارفة اتلم عليه ساعتين ورا بعض !) قهقهت قمر بقوة على كلمـ.ـا.ت فرح وهي تقول بصوت متقطع من بين كلمـ.ـا.تها ( لا بجد من اللي حكتيه دانتو طلعتو نحس اكتر مني انا وفارس .. مش قادرة ابطل ضحك انا اسفة ) ثم زادت في ضحكها بقوة فقالت فرح بنبرة مقهورة ( كنا قاعدين بـ.ـنتغدى في امان الله وانتي عارفة انا مبطمنش لخروجتنا دي والله .. رن تليفونه قولت كدا خلصت القعدة وفعلا جهزت شنطتي عشان نمشي لقيته بيقولي زميلي في الشغل عمل حادثة وفي المستشفى ولازم امشي !) ثم قالت بنبرة باكية دون دmـ.ـو.ع ( حـ.ـر.ام عليهم دا اجازة جوازه .. !) زادت قمر في ضحكاتها وهي تقول ( عيني عليكي ياحبيبتي .. معنتوش تخرجوا احسن يافرح !) كانت تقولها وهي تكتم ضحكتها ثم انفجرت في الضحك وفرح تتابعها بانزعاج ( لا كتر خيره جايبك تباتي معايا عشان مباتش لوحدي !) ثم برزت شفتيها وهي تقول ( دا حتى هيبات برا .. انا عايزة اعيط !) وقعت قمر ارضاً من الضحك وهي تضع يديها حول خصرها وهي تقول ( حـ.ـر.ام عليكي .. بطني مش قادرة .. يلا يانحس !) امسكت فرح الوسادة بغل ورمتها بها قائلة ( بس بقا انا متكادة وانتي بتضحكي ) وضعت يديها علي خدها وهي تقول بحـ.ـز.ن ( .. يحبيبي ياسليم !) وقفت قمر من مكانها وجلست جوارها وهي تمسد علي كتفها وتكتم شهقات ضحكتها قائلة ( معلش ياحبيبتي .. معلش بكرا يرجع وتكملوا نص شهر العسل بتاعكم !) انتهت من كلماها وهي تضحك بقوة فصرخت بها فرح قائلة ( اتجري يابت قومي نامي قومي .. انا بشكيلك وانتي بتضحكي !) هزت قمر كتفيها بقلة حيلة وهي تقول من بين ضحكتها ( منتي ياحبيبتي بتحكيلي حاجات تضحك ... !) قامت فرح من مكانها ( تصدقي بقا انا مش هـ اعشيكِ .. نامي خفيفة بقا !) هزت قمر رأسها بنفي وهي تقول بضحكات بسيطة ( ولا وحياة امك ياشيخة تأكليني اصل انا واقعة جوع !) اخذت فرح نفساً عميقا وهي تقول بحـ.ـز.ن مرة اخرى ( ياترى سليم دلوقتي اتعشى ولا لا .. ياحبيبي ياسليم !) دفعتها قمر برفق ( مخلاص ياختي اومال لو مش لسه متجوزين امبـ.ـارح .. اتقلي ياماما اتقلي !) اشارت لها فرح بيديها بلا اهتمام ( اسكتي انتي .. ياقلبي ياسليم !) ضـ.ـر.بت قمر كف بـ كف وهي تضحك ( دانتي واقعة ولا حدش سمى عليكي !) فقالت فرح بسخرية ( نانانا .. اوعي كدا خليني اعمل عشا ) ثم ذهبت امامها للمطبخ وقمر تبعتها لتساعدها ولم يكفا عن الضحك اثناء إعداد العشاء وأثناء تناوله ..
** دق على الباب .. جعل جميع من بالبيت ينتابهم شعور الخـ.ـو.ف نوعا ما .. وقف كريم خلف الباب وخلفه والدته قائلة ( مين ؟) اتاهم صوته المنكـ.ـسر قائلا ( انا احمد يا طنط !) فتح له كريم وعلامـ.ـا.ت وجهه تحمل الاستغراب لقدوم احمد في ذلك الوقت .. نظر اليهم قائلا بهدوء وتساؤل ( ممكن ادخل ؟) هزت سارة رأسها بخفوت فدلف وجلس على الاريكة بينما كريم ووالدته جلسا على الأريكة التي امامه .. بادرت سارة بالحديث قائلة بتساؤل ( خير يا احمد يابني .. جاي ليه في الوقت دا ؟) كان ينظر ارضاً ويفرك بيديه بتـ.ـو.تر ثم رفع بصره بعينيه الدامعتين اللامعتين ( اتجوزت صح ؟) ابتلعت سارة ريقها قائلة ( اه يابني .. اتجوزت .. عقبالك ..) وقف احمد واقترب من مكانها جالساً امام سارة على الأرض واضعاً رأسه على قدmها فشهقت سارة باستغراب ( بتعمل اي يا احمد .. مالك ؟؟) قاطعها بنبرة خانقة قائلا ( انا كنت بحبها اوي يا طنط .. انا كنت مستعد اني اعملها كل حاجة هي عايزاها .. وانا والله غـ.ـصـ.ـب عني اللي حصلكم .. اعذروني بالله عليكم .. انا مش عايز اقطعكم ابدا عشان انتو ليكو فضل كبير عليا .. سواء حضرتك او حتى فرح .. انا مش هظهر تاني لفرح في حياتها عشان جوزها .. وربنا يسعدها يارب .. بس انا عايز لما احتاج اني احكي اجيلك انتي .. اعتبريني زي كريم ممكن !) رفع بصره لها فكانت دmـ.ـو.عه تهبط على خديه بقهر بينما سارة تسمعه بحـ.ـز.ن بالغ وعينيه لامعة بالدmـ.ـو.ع وهي تقول بتلعثم ( اه ياحبيبي ينفع اوي ... انت تشرفنا في اي وقت يا احمد .. !) ثم اكملت بتنهيدة ( يابني انت لازم تنسى فرح وتعيش حياتك وتدور على بـ.ـنت الحلال اللي تحبك وانت تحبها .. انت كدا هتتعب يا احمد !) هز رأسه بنفي قائلا ( نسيانها صعب .. انا كنت ولسه بحبها وبعشقها .. بس النصيب والقدر !) قاطعته سارة بحنو ( والنصيب والقدر برضو هيجمعك باللي احسن منها .. صدقني انت بس دور ومتيأسش وخلي عندك ثقة كبيرة بربنا !) رفع كفه يمسح دmـ.ـو.عه كالطفل الصغير قائلا ( حاضر .. انا هعمل زي ماحضرتك بتقولي واول ما الاقيها .. هجيبها عندك انتي اول حد تشوفيه !) فابتسمت له ثم تنهدت بهدوء قائلة ( بإذن الله !)
* خرج الطييب من غرفة العمليات فركض له سليم بقلق بالغ ( اي يا دكتور علي اخبـ.ـاره اي؟) وضع الطبيب يديه على كتف سليم بحـ.ـز.ن قائلا .
↚
** كانت تتحدث معه بالهاتف بضيق .. بينما هو يحاول ان يصالحها ببعض الاعذار والمبررات قائلا بحـ.ـز.ن ( نوار ياحبيبتي .. انا اسف والله العظيم واوعدك الموضوع دا مش هيتكرر تاني انا لو اعرف انها هتعمل كدا مكنش له داعي اننا اجيبها وتشهد على جوازنا .. خلاص بقا متزعليش .. وانا ياستي هاجي بكرا اعتذر واصالح طنط كمان ماشي ؟) اخذت نور نفساً عميقا فـ هما للان يتحدثان منذ نصف ساعة يحاول ان يراضيها ويخفف عنها .. فقالت بهدوء ( ماشي !) ثم تنهدت مكملة ( ربنا ييسر يا تامر ونشوف هيحصل اي !) فرد بحنو ( هيحصل كل خير .. نور انا بحبك اوي !) همهمت دون إجابة فقال بتساؤل ( لسه زعلانة برضو !) فردت بنبرة دافئة ( لا خلاص .. وانا كمان بحبك !) فأجابها بعشـق ( نور انا بجد ماليش حد غيرك فمتزعليش مني ولا تسيبيني .. انا لما صدقت لقيت بـ.ـنت هتحبني زيك وتكون معايا في كل وقت ) تنهدت بأسى على حاله فهو بالفعل وحيد .. والده توفى منذ سنوات ووالدته ذهبت وتزوجت وانجبت غيره ... لم يهتم به احد بل هو من اهتم بنفسه .. ونضج وحده وعمل وحده .. ثم قالت بحنان تتطمئنه ( حاضر يا تامر متخفش .. انا هكون معاك !) ابتسم بحب ثم قال ( ان شاء الله .. !) ثم بدأ يحكي معها وهي تبادله الحديث حتى غفيا في نوم عميق ...
- سليم وفرح -
* شقشقت الشمس بأشعاتها في ارجاء المكان .. بينما سليم مازال يجلس في المستشفى بـ حُزن على حال صديقه - علي - تنهد بأسى فهو يعلم ان علي وحيد ليس له عائلة .. يتيم الاهل .. ويعرف جيداً انه ليس لديه سوى خطيبته السابقة وامها .. تردد بالأمس في الإتصال بهم ولكن عزم ان يحادثهم في بداية النهار ليعلموا ما حدث له .. اخبره الطبيب بالامس ان علي حالته ليست مستقرة وسيظل تحت المراقبة وفي العناية لفترة حتى يطمئنوا عن حالته .. سمع رنين هاتفه يرن فوجدها فرح .. رد سريعاً فهو بالفعل يحتاج التحدث معها .. ( الو ؟) اتاه صوتها القلق ( اي ياسليم .. عامل اي .. وصاحبك دلوقتي حالته اي ؟) تنهد بأسى قائلا ( انا كويس ياحبيبتي .. وهو في العناية ادعيله يافرح هو ملوش حد غيري !) اجابته بهدوء ( لا حول ولا قوة الا بالله ... ربنا يقومه بالسلامة ياسليم .. !) اجابها بتساؤل ( بس انتي اي اللي مصحيكي دلوقتي الساعة لسه 5 ونص !) همهمت بخفة ثم قالت ( يعني صحيت اطمن عليك .. كنت قلقانة عليك !) ابتسم بحب قائلا ( حشـ.ـتـ.ـيني و !) تنحنحت بخجل قائلة ( وانت كمان .. !) فتوسعت ابتسامته ثم قال ( قمر اكيد نايمة صح ؟) فأجابته بإيجابية ( اه .. ضحكنا امبـ.ـارح كتير اوي !)فقال بتساؤل مبتسم ( على اي ؟) فردت هي بغـ.ـيظ ( على اننا مش هنخرج نتغدى برا تاني ياسليم .. احنا عمرنا ماخرجنا الا وكان في مصـ يـ بـةكدا !) فقهقه بخفة قائلا ( طب انا اعمل اي .. !) فردت بتنهيدة ( نحس والله !) فقهقه مرة أخرى قائلا بحنان واسف ( حقك عليا ياستي .. المرة الجاية لما نطل ..) لم يكمل كلامه بسبب مقاطعتها له قائلة بسرعة ( نخرج ... ليه هو احنا ملناش بيت ناكل فيه احنا هناكل في البيت خلاص مافيش مطاعم تاني !) قهقه بقوة على حديثها قائلا ( يا مـ.ـجـ.ـنو.نة ...) فقهقهت معه قائلة بحنو مرة اخرى ( قوم اشتريلك حاجة افطر بيها ومتتأخرش عشان نتغدى سوا ماشي ؟) تنهد بعمق قائلا ( حاضر .. يلا سلام !) ودعته هي الاخرى واغلقا بينما هو جلس يُفكر فيها .. فيما يحدث معهم وكبف يحدث وكيف تسير الحياة .. ان تلك الحياة صعبة عليه وعليها معه .. تظلمهم دائما .. ولكن مع الصبر فإن والفرج قريب وفرج الله سيكون واسع من جميع الانحاء ..
- تيم وطيف -
** كان يتجهز من اجل الذهاب للعمل بينما هي تُعد له الفطار .. انتهى من ارتداء ملابسه وهو يتذكر امس بابتسامة عاشقة .....
'' فلاش باك ''
** بعد ان حكى لها ماحدث بينه وبين ليلى في الشركة اخبرها انه سيصعد لينام لأنه مُتعب وبالفعل صعد ونام سريعاً .. بينما هي صعدت للغرفة التي بها ملابسها واختارت فستاناً رائعا باللون الأبيض .. ثم وضعته عن الفراش ووضعت اغراضها الاخرى معه .. ثم هبطت مرة اخرى للمطبخ وهي تعد عشاءاً مميزاً والإبتسامة لا تفارق وجهها .. بعد ان انتهت من إعداد الطعام وجهزت الطاولة بالشموع واضواء الزينة والورود الموجودة بالحديقة .. نظرت للطاولة وهي تضم يديها لصدرها بضحكة سعيدة عما فعلته .. نظرت للساعة فرأت انها مرت ساعة على نومه فصعدت للاعلى سريعا ثم بدأت بتجهيز نفسها وارتدت فستانها الابيض الجميل .. وعنـ.ـد.ما انتهت نظرت لنفسها في المرآه برضا ثم ذهبت لغرفته برائحتها المنتشرة في كل مكان وجلست جواره ( تيم .. مش كفاية نوم بقا .. اصحى اقعد معايا شوية !) لف ظهره عنها وهو يقول ( ماشي انزلي وانا نازل وراكي !) ابتسمت بخفوت قائلة ( ماشي ياحبيبي متتأخرش !) ثم هبطت للاسفل وجلست على الطاولة تنتظره فما كانت الا نصف ساعة حتى هبط وهو يفرك بعينيه بنعاس .. شم رائحتها في المكان .. تلك الرائحة المميزة التي كانت تضعها وهي في الشركة فكانت تسرقه وتجعله يعجز عن العمل من روعتها .. رفع بصرها ينظر إليها .. فوجد المكان مُزين بطريقة جميلة للغاية وبسيطة .. وهي تقف جوار الطاولة مرتدية ذلك الفستان الذي يجعلها كملاك يقف على الارض .. ابتلع غصته لذلك الجمال الذي يراه الآن امامه إن كان جمال المكان او جمالها .. مدت يديها له قائلة ( حبيت اعمل الاحتفال دا بمناسبة جوازنا اولاً .. وثانياً عشان انا عارفة انك مضايق فقولت دا ممكن يُفك عنك شوية !) ثم مالت برأسها ببراءة ونظرة عشق في عينيها الواسعة .. اقترب منها يمسك يديها وهو يبتسم بسعادة غامرة بالعشق قائلا ( دي احلى مفاجأة .. وانتي احلى حاجة حصلتلي يا طيف .. !) ثم رفع يديها يقبلها عليها واقترب منها محاوطا وجهها بعشق مقبلاً اياها بنهم وحب .. ثم ابتعد معانقاً اياها قائلا ( انا بحبك اوي اوي !) ابتسمت بدفئ قائلة ( وانا كمان بحبك اوي اوي !) ثم ابتعدت قليلاً وهي تقول ( يلا اقعد ودوق اكلي !) فقهقه بحب قائلا ( اكيد حلو .. دانا كنت باجي مخصوص ليكي عشان اكل من ايدك !) فإبتسمت بخجل بينما هو امسك يديها يقبلها مرة اخرى عليها بحب وقضيا تلك الليلة بتلك السعادة الغامرة .. بينما هو لا يتخيل او يستوعب مدى السعادة التي كان يشعرها مع عائلته الصغيرة طيف .. لا يستطيع وصف فرحته بما فعلته او بعفويتها وحنانها وحبـها ..
" عودة للواقع "
استيقظ من شروده على صوتها من الاسفل ( يااتيييييم !) ابتسم بحب ثم هبط للاسفل قائلا ( نعم ياروح تيم !) كانت جالسة على طاولة الطعام واضعة يديها على خدها منتظرة ان ينزل من الاعلى .. وعنـ.ـد.ما سمعته يتغزل بها ابتسمت بخجل قائلة ( يلا عشان نفطر !) هز رأسه بإيجابية ثم جلس قائلا بدفئ ( تسلم ايدك ..!) فإبتسمت له بحب وبدأ في تناول الطعام بينما هي قالت ( انا كلمت الدكتور امبـ.ـارح وقولتله ان احنا هنيجي النهاردة فـ متتأخرش ها !) هز رأسه مجيباً ( حاضر مش هتأخر .. وانا طالع من الشركة هتصل عليكي تجهزي واجي اخدك ونمشي ماشي !) فهزت رأسها بإيجاب ..
انتهى من تناول الطعام من ثم غادر للعمل .. ولم تمر عليه ساعتان في العمل حتى اتصل به بواب المنزل فأستغرب تيم ولكن القلق ينهش قلبه فأجاب ( الو .. في اي ؟) فأجابه البواب سريعاً قائلا ( تيم باشا .. الست ليلى جت البيت دلوقتي ودخلت غـ.ـصـ.ـب والهانم قالتلي اسيبها تدخل !) زفر بضيق ثم اخذ اشياءه وغادر
↚
** صوت سيارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان ناقلاً نور بعدmا استقبلت رصاصة في بطنها بسبب تلك المشاجرة التي كانت في حارتها .. يقف تامر مصدوماً .. خائفا بل مرعوباً عليها .. خـ.ـو.فا ان يفقدها فهي من عوضته عن الجميع .. يتذكر رؤيتها بدmائها دون حول او قوة .. تنام مستسلمة بلا هوادة .. انتبه لنحيب والدتها فجلس جوارها قائلا بحـ.ـز.ن ( هتكون كويسة يام نور .. هي محتاجة دعواتنا ) فقالت والدتها بنحيب ( اه يابـ.ـنتي .. بـ.ـنتي بتروح مني .. يارب اشفيها يارب !) اغمض عينيه بقهر عند تلك النقطة خـ.ـو.فاً ان تذهب نور بالفعل ولكن هو واثق بأنها لن تتخلى عنه إطـ.ـلا.قاً ستكون جواره .. فهي وعدته بذلك وهو يدعو الله ان يجعلها تـ.ـو.في بوعدها له وان تكون جواره .. استند برأسه على الحائط منتظراً خروج الطبيب ليطمئهم عن حالتها ... مرت ساعة واثنتان والطبيب تأخر لديها .. هل حالتها خطيرة لتلك الدرجة .. بدأ يتعرق كثيراً خـ.ـو.فاً .. لا يدري كيف يهدأ والدتها ويطمئها وهو غير مطمئن في الأساس ... مرت ساعة اخرى وخرج الطبيب وملامح الأسى على وجهه قائلا ( حالتها كانت خطيرة جدا ومازالت خطيرة .. انا لازم اعرف صلة حضرتكم بيها عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه .. ) قامت والدتها ببكاء مرير قائلة ( انا امها يادكتور طمني بـ.ـنتي مالها ؟) وقال تامر بخـ.ـو.ف ( انا خطيبها .. في اي يادكتور ؟) هز الدكتور رأسه بأسف قائلا ( الرصاصة جت في الرحم و للاسف اتأذى .. لازم نعملها استئصال رحم فوراً .. !) شهقت والدتها بخـ.ـو.ف بينما تغيرت ملامح تامر للصدmة وهي ينظر للطبيب وتراجع خطوة للخلف وكأنه يتراجع عن مصير كامل .. بينما قالت والدتها بعد لحظات ساكنة وكأنها تفكر ( شيله يادكتور شيله بس بـ.ـنتي تبقى كويسة الله يرضى عليك ياربب .. يارب بـ.ـنتي يارب !) ساندها الطبيب واجلسها قائلا ( حاضر ياست الكل .. ادعيلها !) ثم نظر بطرف عينيه لتامر المصدوم الذي كان بعالم غير هذا العالم ويفكر فيما سيحدث .. ثم دلف الطبيب مرة اخرى لغرفة العمليات تاركا اياهم .. والدة نور تدعو لها بالشفاء وتنظر بين حين وآخر لتامـر بهدوء تـام تنتظر أي ردة فعل منه .. سواء بتكملة مصيرهم او انهاؤه ..
- علي و ورد -
** اتى صباح يوم جديد .. استيقظ علي على صوت ناعم جواره أذنه .. ( علي .. اصحى ياعلي !) فتح عينيه بخفوت ونعاس ينظر لمن ينادي عليه فوجدها ورد .. نظر اليها بفزع واستند على ذراعيه فقالت له بدفئ ( اهدى مالك انا ورد .. انا الدكتور ورد !) هز رأسه بإيجاب ثم قال ( اه صحيح .. بس انتي دخلتي البيت ازاي ؟) نظرت له بإستغراب ( انت نسيت ولا اي .. انا خدت منك نسخة امبـ.ـارح عشان لما اجيلك كل يوم !) هز رأسه سريعاً قائلا بنبرة مرهقة ( اه صح صح .. انا نسيت باين !) ابتسمت بدفئ ( مافيش مشكلة .. دلوقتي في معايا ممرض هيساعدنا عشان نحطك عالكرسي بتاعك عشان يسهل حركتك ماشي !) همهم بتفهم قائلا ( هيفضل معانا طول اليوم دا ؟) هزت رأسها بنفي ( لا مش طول اليوم اوي في اوقات زي دي يعني لأنه اكتر حد أمان ممكن يساعدنا يعني بدل ماندخل حد غريب وامم انا بـ.ـنت معاك وكدا !) هز فـ اومئ برأسه قائلا ( تمام .. ناديه يعدلني ويقعدني يلا عشان عاوز اقوم اغسل !) وقفت مكانها ونادت الممرض ثم دلف وهو يُلقي تحية الصباح باحترام قائلا ( صباح الخير !) ابتسم له علي ابتسامة صغيرة راضية ( صباح النور ) ساعده الممرض في الجلوس على كرسيه المتحرك .. ابتسم له علي ثم بدأ ينظر لذلك الكرسي بشرود .. سبحان من غير احواله بين يوم وليله كان يقف على قدmيه اصبح عاجز بكرسي متحرك يخدmه الناس .. كان دائما يفكر بالايجاب لحالته تلك ولكن هو لم يشعر بأي ايجاب الى الان بل فقط يشعر بالاختناق ... خرج الممرض برفقة ورد ثم عادت ورد مرة أخرى قائلة ( بقولك في ناس جيرانك وانا طالعة عايزين يجو يشوفوك قولتلهم بعد العصر ماشي ؟) زفر بضيق وهو يمشي بالكرسي المتحرك الي المرحاض ( هو انا ناقص حد هيطلعو يقولو ويعيدو ) تنحنحت ورد بخفوت ( اممم .. !) فهز رأسه لها وقال ( متهتميش ) ثم دلف للمرحاض ومد يديه يفتح الصنبور وغسل وجهه ويديه وتنفس بتعب بينما هي طرقت بخفة على الباب ( ينفع ادخل ) قال وهو مغمض العينين ( تعالي ) دلفت إليه وابتسمت بتنهيدة ثم فتحت الماء وبدأت تساعده في تغسيل يديه ووجهه وشعره ... خرجا من المرحاض للخارج ثم قالت ( عندك مين قريب منك يساعدك في اللبس وكدا ؟) هز رأسه بلا اهتمام ( معنديش حد .. انا وحيد كدا !) ثم نظر من شرفة النافذة وهو ساكن وهادئ بينما هي تنظر له بحـ.ـز.ن لحاله .. ثم ابتلعت غصتها وقالت ( هحضرلك الفطور وبعدين نبقى نتكلم !) لم يجيب بل ظل ساكنا ساكتاً عن الحديث .. ينظر للخارج بشرود بالغ ..
....................................
- فرح وسليم -
** كانت تجلس جواره تنظر لقدmيه التي تهتز بعنف لحال اعصابه المتـ.ـو.ترة الغاضبة .. نظره موجه كالصقر لوالده .. وضعت يديها فوق يديه تهدأ اعصابه فلم يهدأ بل ظل على حاله .. نظرت لوالد سليم فكان ينظر إليه بنظرات هادئة .. نظرات غير مفهومة ولكن وحده سليم يفهمها .. يعلم جيداً تلك النظرات وما وراءها من مكايد وامور تغـ.ـيظ سليم .. قال بنبرة خافتة ( مش يادوب بقا ولا اي .. جيت بـ.ـاركت لـ قمر وخلصنا ) قام والده من مكانه قائلا ببرود ( يادوب انا فعلا كنت ماشي .. بس عايز اقولك كلمتين على انفراد كدا !) ثم نظر لـ فرح فأرتبكت مكانها وابعدت نظرها عنه سريعاً .. بينما سليم يراقب الموقف ثم خرج هو ووالده للخارج قائلا ( خير ؟) اشعل والده سيجارته وهو يقول ( مراتك ؟) رفع سليم حاجبيه قائلا ( مالها ؟) فقال ذلك بنبرة ساخرة يغـ.ـيظ بها سليم قائلا ( كانت بتاجر في المـ.ـخـ.ـد.رات هي واخوها ) صمت للحظات وهو ينظر لملامح والده ثم قال ( وانت اي عرفك .. مش انت بتقول انك بعيد عن السكة دي ) فقال والده بتمثيل صادق ( طبعا يابني .. انا بعيد عن الموضوع دا من زمان بس عرفت يعني وقولت .... ) لم يكمل كلامه بسبب مقاطعة سليم له قائلا ( انا عارف .. وعارف كل حاجة ... ياريت انت متدخلش ) ثم التفت ودلف للمنزل ونظراته مسلطة على فرح لا غيرها .. بحدة .. برود .. من ثم تحولت الي هدوء تام وهو يقول ( قومي يلا عشان نروح البيت ) تنحنحت ببعض التـ.ـو.تر قائلة ( ح.حاضر يلا ...) وقفت والدته جواره وهي تقول بحنان ( متعصبش نفسك يابني اهو مشي وخلصنا !) هز سليم رأسه بإيجاب وودع والدته وقمر ساحبا معه فرح بقوة ضاغطاً على يديها ......
..........................................................
- تيم وطيف -
** كانت تجلس بأحضانه وكأنها تستمد منه بعض القوى .. بوجه حزين ومُتعب .. بينما هو يمسد على شعرها بحنان وعطف .. ليجعل لها أماناً أكثر يحتوي قلبها .. قالت بصوت خافت مختنق ( انت كويس ؟) هز رأسه بإيجاب ثم اجاب ( كويس .. بقيتي احسن دلوقتي ؟) تنهدت بعمـق كبير ثـم قالت ( اه .. خليك جنبي وانا هبقى كويسة !) اخذ يمسد على شعرها اكثر وهو يقول ( اي رأيك نسافر يومين نغير جـو ؟) رفعت عينيها تنظر له ثم هزت رأسها بإيجاب ( ماشي .. يلا نسافر !) ابتسم بحب ثم قبلها على رأسها وتنهد بعمق مرة اخرى على حالهم وهو يقول بعد مُدة من الصمت ( ليلى اتعـ.ـا.قبت على اللي عملته .. وربنا اكيد عنده حكمة انك تنزلي البيبي دا .. انتِ كنتي شايفة حالتك عاملة ازاي وانتي حامل فيه وكنتي تعبانة جدا .. فأكيد ربنا هيعوضنا بالاحسن منه قريب ) مع كل كلمة يقولها عن حال ابنهم الذي ذهب قبل ان يأتي للحياة كانت دmـ.ـو.عها تنهار على خديها بقهر من ثم وضعت يديها على قلبها وهي تشهق بألم فنظر اليها سريعاً ( تاني يا طيف !) ثم بدأ يمسد على شعرها وهو بقول بنبرة قلقة ( اهدي .. عشان خاطري اهدي انتي كدا بتمـ.ـو.تي نفسك بايدك !!) رفعت رأسها لاعلى وهي تبكي قائلة بقهر ( قلبي بيوجـ.ـعني اوي .. ) ابتلع غصته واعتدل فب جلسته وهو يعدلها قائلا ( قومي نروح للدكتور ) شعرت بدوار شـ.ـديد اخره صوت تيم البعيد صارخاً بأسمها ( طييف ... فوقي يا طيف ..) ثم ذهبت في سبات عميق غير مدركة بما حولها .....
- ليث وحنين -
كانوا يجلسون سويا في منزلها وماريا تستند على على حنين في جلستها .. بينما حنين تلف يديها حول ماريا قائلة لها ( يعني النهاردة كان اخر يوم في الامتحانات وخلصتي خلاص ؟) هزت ماريا رأسها بحماس قائلة ( ايوه خلاص خلصنا كدا ومبقاش في امتحانات .. وبابي مبقاش هيقولي ذاكري ياماريا !) قهقه ليث وحنين معه بدفئ فقال ليث بخفوت ( منا بقولك ذاكري عشان تنجحي .. عشان تبقي دكتورة حلوة كدا !) همهمت ماريا بتفاهم قائلة ( تمام اوك .. ولما حنين تيجي بيتنا هي هتذاكرلي صح .. ولا هي مبقتش هتشوف زي الاول ؟) اختفت إبتسامة حنين بحـ.ـز.ن بالغ بينما ليث تـ.ـو.تر قليلا قائلا بخفوت ( لا طبعا ياحبيبتي مين قال كدا .. هي هتشوف تاني وتذاكرلك وكل حاجة ) هزت ماريا رأسها بينما حنين ابتسمت ابتسامة صغيرة هادئة ثم اختفت ابتسامتها بحـ.ـز.ن مرة اخرى شاردة .. سمعوا صوت فارس بعدmا اتى من الخارج قائلا ( اهلاا عندنا الاميرة ماريا بحالها ) قهقهت ماريا بحب وركضت له تحتضنه قائلة ( ازيك يا آنكل فارس .. انا خلصتت النهاردة امتحانات ) اطلق فارس صفارة كبيرة قائلا ( اي الحلاوة دي يعني خدتي اجازة خلاص بقا ونروح نوادي ونتفسح وكدا ) هزت ماريا رأسها بحماس ( اه هنروح ) وضحكت بسعادة مع فارس بينما يتابعهم ليث من بعيد بابتسامة دافئة .. ثم التفت بابتسامته لها فرأها شاردة ساكنه .. وضع يديه فوق يديها قائلا ( عشان خاطري متفكريش في الموضوع دا لوقته .. ماشي ) دلف إليهم فارس وهو يتحدث فقال ( موضوع اي .. في اي ؟) فتنهد ليث بحـ.ـز.ن قائلا ( بتفكر في موضوع عمليتها ) همهم فارس بخفوت ثم جلس جوار حنين وهو يحتضنها ( حبيبتي انتي هتكوني كويسة والله العظيم .. وياستي الدكتور كلمني وقالي ان حالتك ماشية كويس والعملية بإذن الله هتنجح وهترجعي تشوفي تاني .. ) قبل مقدmة رأسها قائلا بنبرة تتطمئنها ( خلاص بقا متزعليش كدا !) هزت راسها بخفوت وهي تمسح دmـ.ـو.عها الهاربه من عينيها دون وعي منها .. فقال ليث بنبرة لعوبة ( بقا انا بقالي ساعة بكلمك واقولك الكلام دا واخوكي جه قالوا مرة واحدة ورضيتي .. اه ياكـ.ـلـ.ـبة ) عبست بملامحها قائلة ( متقوليش ياكـ.ـلـ.ـبة .. الله ..) ثم قالت بنبرة محببه ( لا انت حبيبي ورضيتني برضو متزعلش ) ثم تحسست بيديها لتمسك يديه فساعدها بامساك يديها قائلا بحب ( اشي ياقطتي انتي ) فقال فارس بنبرة ساخرة ( كمل انت وهي انا مش قاعد لا ..) فضحكوا جميعهم ليقول ليث ( مـ.ـا.تقوم يخويا حد قالك تفضل قاعد ... ) فوقف فارس قائلا ( انا عايز اكل اصلا و.جـ.ـعان .. كملو مُحن انتو ) ثم دلف للمنزل بينما مال ليث على حنين هامساً ( اي يابسكويتة مش هنكتب الكتاب بقا ولا اي ؟) احمرت وجنتيها خجلاً قائلة بنيرة مبحوحة من الخجل ( ان شاء الله ...)
↚
- تيم وطيف -
** يجلس جوارها في غرفة المستشفى .. بعد ان اجرت عملية خطيرة في المستشفى .. تمر ايام منذ يوم عمليتها وهي نائمة لا تستيقظ .. ملاكه الجميل الحنون .. كان يجلس جوارها دون ملل منتظراً منها الاستيقاظ يتذكر تفاصيل حياتهم سويا .. منذ لقاءه بها حتى يومهم هذا .. كيف جعلته يحبها بعفويتها وحنانها .. منذ اليوم الاول وهو اسير لها ... ولكن دائماً ماكان الماضي يقف في وجهه فيظلمها أكثر .. يهينها يسـ.ـر.ق ما لم يكن له الحق به .. بينما هي لم تكن تستطيع ان تنطق بشئ امامه ..
هي الاخرى رغم ما كان يفعل بها لم يكن لديها سواه ليحميها من جشع الدنيا .. ولكن لو كان لديها فرصة للعيش في أمان بعيداً عن ظلمه كانت لتذهب .. ولكن في بعض الأوقات كان يمنعها شعوراً غير معروف .. رغم تملكه وساديته معها وإهانته لها إلا ان ذلك الشعور كان اقوى .. كانت اقوى بأنها تعلم ان داخله طفل صغير مسجون .. يود ان يخرج ولكن لا يجد يداً تمسك به لتخرجه ..
كان تيم جالساً على كرسي جوار فراشها .. ممسك بيديها بين يديه ومنحني على الفراش بتعب مغمضاً عينيه .. بينما هي وبعد ايام في غيبوبة تشعر الآن انها عادت للحياة .. عادت لرؤية النور .. بعد ان واجهت صدmة بـ عمل عمليتها في قلبها .. فكانت في البداية ترفض خـ.ـو.فاً من المـ.ـو.ت في العملية .. ولكن تيم اجبرها على إجراؤها .. لأن نسبة مـ.ـو.تها دون إجراؤها كان أكبر .. وهو كل ما يخشاه الآن هو ان يفقدها .. اخذت تنظر لسقف الغرفة قليلاً بشرود وكأنها تستوعب انها الآن في الحياة وتستوعب بماذا تشعر الآن .. ومع استوعابها شعرت برأسه على يديها .. انتقلت بنظرها له فوجدتها بجلسته الغير مريحة .. نادته بصوت هامس ( تـ.يم ) همهم بتعب غير مستوعب هو الآخر ولكن عنـ.ـد.ما استوعب صوتها اعتدل سريعاً في جلسته وهو يقول بـ لهفة ( طيف .. انتي صحيتي ) ثم شقت الإبتسامة الواسعة طريقها وهو يقول ( حاسة بأيه .. انا هنادي الدكتور حالا ..) هزت رأسها بنفي قائلة ( اهدا طيب .. انا ..كويسة .. ) ثم مدت يديها تمسك بيديه بحب قائلة بهمس ( قرب ) جلس على طرف الفراش واقترب منها فحاوطته بيديها تحتضنه بينما هو يحتضنها دون ان يضع ثقله عليها قائلا بخفوت حزين ( حشـ.ـتـ.ـيني و .. ) غرزت يديها في شعره مغمضة عينيها بإبتسامة مُرتاحة ( وانت وحـ.ـشـ.ـتني اوي .. ) ظلا هكذا لدقائق وكأنهما يعوضا ما فات من فراق وخـوف ...
- فرح وسليم -
** دلفت إليه في غرفة نومهما ورأته جالساً يعبث في هاتفه بشرود .. فقالت بثبات حاد ( انا عايزة اروح اشوف ماما واخواتي ..) نظر لها بخفوت وقبل ان يجيب قالت ( لوحدي .. وصلني وابقى تعالى خدني ) قوص حاجبيه بأمتعاض ولكنه لم يعترض قائلا ( هاجي اخدك امتى ..؟) هزت كتفها بلا معرفة قائلة ( وقت مانت عايز .. عالعشا كدا يعني ) ثم تقدmت للخزانة وهي تُخرج ملابس لها .. نظر للملابس ولها فوجدها تخرج ما تحب ارتداءه دوماً وما رأها به اول مرة .. ذلك الشال ذو غطاء رأس ويخبئ نصف وجهها .. اخذت ملابسها دون ان تنظر له مرة اخرى للمرحاض وارتدت تنورة فضفاضة باللون البني و كنزة من اللون الابيض .. ثم خرجت أمامه وهو ينظر لها ويتابع جميع تحركاتها الهادئة .. ثم تناول في يديه ذلك الشال ذو اللون الاسود ووقف خلفها يساعدها في ارتداؤه .. نظرت له من المرآه وهي ترتدي حجابها ثم وضعت غطاء الشال فوق رأسها هو الآخر .. كانت تريد الالتفاف له ولكنه امسكها من ذراعيها امام بطنها وهو يعانقها من الخلف قائلا ( لسه زعلانة مني ؟) استند برأسه على كتفه بسبب فرق الطول بينهم .. فقالت بنبرة غير مهتمة ( وازعل ليه هو انت غلطت لا سمح الله !؟) ابتسم بعبث وهو يقبلها على خدها ثم قال ( اه ياستي غلطت وبعتذر منك وانتِ مش راضية تتصالحي .. ممكن بقا خلاص كدا ونرجع كويسين زي الاول ) قوصت حاجبيها بتهكم ثم ابعدته قائلة ( يلا ياسليم ) شـ.ـددت على اسمه بغـ.ـيظ ليقول بعشق غامزا ( يلا ياعيون سليم !) لم تستطع ان تمنع خديها من الاحمرار خجلاً ولكن ملامحها العابسة ايقنت له انها غير راضية أيضاً .. امسك بكفها بين كفيه وهبطا سويا للسيارة ليوصلها لمنزل اهلها .. وكان طوال الطريق يتغزل بها وبجمالها محاولةً ارضاؤها ...
.........................................................
- فارس وقمر -
* كانت ذاهبة بتـ.ـو.تر لتناول الغداء مع والدها في احدى المطاعم كما طلب منها للمحاولة في كسبها .. ولا تعلم لماذا يريد ولكن هو يعلم جيداً .. يريد ان يجعل سليم وحيداً يستعطف اخته .. يحاول افتعال مشاكل بينه وبين زوجته .. يُمرض والدته بسبب افعاله فيجعلها تقع دون وقوف مرة اخرى .. وصلت للمطعم وجلست امامه مع ابتسامتها المتـ.ـو.ترة قائلة ( انا .. فرحت لما عزمتني النهاردة على الغدا .. ) ابتسم والدها واضعا يديه فوق يديها بحنان مزيف قائلا ( وانا كمان ياحبيبتي اتبسطت لما قبلتي !) اكتفت بالايماء له وهي تتطلع على المكان .. طلبا الطعام وبدأ في تناوله وهو يسألها عن عملها .. وعن احوال صيدليتها .. وغيره وغيره من الأمور مما جعلها مرة فـ مرة تتناقش وتسرد له بأريحية .. فهي في نظرها لم تعش الماضي مثل سليم لانها كانت صغيرة السن .. فقط تعلم من الحكايات .. وبنظرها هذا والدها الذي لم تعش معه قدراً كافيا .. فقط سنواتها الاولى .. فهو الآن امامها وتريد ان تجرب شعور ان يكون والدها جوارها .. انتهيا من الحديث على صوت رنين هاتفها بإسم فارس فإبتسمت لوالدها باحراج قائلة ( ثواني هرد واجي .. !) ثم وقفت من مكانها ذاهبة لمكان فارغ من الاشخاص واجابت عليه ( الو يافارس ؟) رد بتساؤل قلق ( روحتي ولا لسه معاه ؟) أجابت بخفوت ( لسه معاه .. متخفش كل حاجة تمام وانا مبسوطة !) همهم بقلق غير مطمئن قائلا ( ماشي .. خلي بالك من نفسك ولو حصل حاجة كلميني فوراً .. ولو عايزاني اجي اخدك اوصلك البيت اتصلي بيا وانا هاجي على طول ماشي !) شقت الإبتسامة الواسعة فمها قائلة ( طيب ماشي .. يلا سلام ياقلبي ..!) ثم أغلقت الخط وعادت مرة اخرى تجلس مع والدها الذي اقترح دون اي مقدmـ.ـا.ت قائلاً ( أي رأيك ياقمر يابـ.ـنتي تيجي معايا تشوفي بيتي .. هو برضو بيتك يابـ.ـنتي ولا اي !) هزت رأسها بإيجاب قائلة مبتسمة ( اه اكيد اجي .. !) ابتسم بدفئ ثم ماهي الا دقائق حتى كانا خارج المطعم في سيارته متجهين نحو منزله .. بعض القلق بدأ ينتابها دون معرفة بالسبب ... ولكن ماذا قد يحدث .. فذلك والدها وبالتأكيد لن يضُرها .. وصلا لمنزله ودلفا وهي لم تجد اي شئ يشير للقلق .. وقفت ترى المنزل بإبتسامة خافتة ليجلس والدها فجلست هي الاخرى على الأريكة جواره بعد ان ألقت نظرة سريعة للمنزل البسيط ليقول ( قمر .. عايز اقترح عليكي حاجة واتمنى توافقي ؟) قوصت حاجبيه بإستغراب ممزوجا ببعض الرهبه قائلة ( حاجة اي يا ..بابا ..؟) ابتسم بدفئ قائلا ( بصي يابـ.ـنتي انا العيشة في مصر مبقتش نافعة اديكي شايفة اخوكي بيعمل فيا اي .. فأنا كنت عايز احجز واسافر اعيش في اي بلد برا .. هبيع البيت والعربية والعفش وكل دا .. فـ كنت بقول تيجي تعيشي معايا يابـ.ـنتي .. هفتحلك هناك صيدلية وتعيشي معايا انا محتاجك معايا يا قمر .. انا ليا حقوق عليكي وواجبات معملتهاش .. ؟) فرغت شفتيها بصدmة لحديثه .. ثم تنحنحت بخفوت قائلة بصوت اقرب للهمس ( بس مينفعش .. انا وفارس هنتجوز قريب !) هز كتفيه بلا إهتمام قائلا ( فارس اي وبتاع اي .. سيبي فارس اكيد هتلاقي احسن منه !!) وقفت من مكانها سريعاً وهي تهز رأسها بنفي قائلة ( اكيد لا .. انا معملش كدا ومقدرش اسيب ماما وسليم وفارس وحياتي هنا .. انا اسفة لحضرتك بس مقدرش اعمل اللي بتطلبه !) نظر إليها للحظات دون رد ثم قال بنبرة منكـ.ـسرة حزينة ( ماشي يابـ.ـنتي .. اللي تشوفيه .. ) ابتسمت بتـ.ـو.تر ثم ظلت معه لبعض الوقت وغادرت للمنزل وهي تفكر بشـرود تام ..
....................................................
- علي و ورد -
** وضعت امامه الطعام بهدوء بالغ يمتلكها منذ تلك الحادثة .. امسك يديها ونظر لعينيها مباشرة بدفئ ( ممكن نتكلم شوية ؟) نظرت هي الاخرى داخل عينيه بحـ.ـز.ن طاغي على عينيها ثم جلست جواره قائلة ( فـي اي يا علي ..؟) تنهد بعمق محركاً الخـ.ـو.ف من مواجهتها بعيداً قائلا سريعاً وبدون مقدmـ.ـا.ت ليُصدmها ( تتجوزيني ؟؟) شهقت بعنف عنـ.ـد.ما استمعت عليه وهي تنظر داخل عينيه بـ غير تصديق وعينيها تلمع بسبب تراكم الدmـ.ـو.ع بها فـ همس قائلا ( ورد .. متخليش العاطفة تتحكم فيكي كدا اصل هتخليني اعيط معاكي ..!) عبست مضيقة عينيها فـ قهقه بخفة ثم اكمل ( طيب بصي قبل ما توافقي او تردي عليا .. وانا هسبلك وقت تفكري .. عشان انتي شايفة حالتي عاملة ازاي .. بس قبلها عايز اقولك حاجة مهمة لازم ت عـ.ـر.فيها ؟) قوصت حاجبيها ثم للحظة تذكرت شئ قائلة ( نور ... صح ؟) صمت قليلاً وهو ينظر لها ثم ابعد نظره عنها للحظات ثم اعاده لها قائلا ( انا نسيتها .. بس كان لازم ت عـ.ـر.في اني كنت خاطبها .. وكانت حبي الوحيد وقتها.. بس احنا سبنا بعض .. وانا معنتش بفكر فيها وتخطيت الموقف .. انتي دلوقتي الي مليتي حياتي .. بس انا مش هجبرك توافقي عشان حالتي او عشان انا .... مـ..مـشلول .. ) كانت تود ان تتحدث ولكنه قاطعها قائلا بحزم ( مُتفائل .. بس محدش عارف ربنا كاتب إيه .. وانتي مش مجبورة برضو ... فكري كويس يا ورد ..) ظلت تنظر له دون رد .. تُفكر في حياتها إذا وافقت .. وفي حياتهم سوياً .. تعلم ان حالته ستتحسن لأنه يستجيب للعلاج .. وتعلم انه سيكون بخير .. وان حالته جيدة .. ولكن الآن أهلها لن يقتنعوا بذلك .. تنهدت بعمق ثم قالت ( ماشي .. هفكر وارد عليك يا ..علي !) ابتسم لها بينما هي نظرت ليديها التي مازالت بين يديه ثم سحبتها بهدوء بينما هو بدأ تناول الطعام ... تحت انظارها الشاردة به وبتفكيرها في قراره .. وبحالتهم الان ومستقبلاً .. وبـ كل شئ .. تفكر بـ كل شئ بشرود تام
↚
- قمر وفارس -
** كانت تجلس جواره واضعة يديها فوق كتفه .. تحاول مرضاته فهي تعلم انها جـ.ـر.حته الفترة السابقة كثيراً .. وهو كان يتحملها وعنـ.ـد.ما فاض به الأمر اخبرها ان كانت تود ان تُكمل معه فلتكمل ولكن لا تعلقه وتجـ.ـر.حه هكذا .. عنـ.ـد.ما تأخرت بالرد حجز تذكرته الى لندن ليغادر ذلك الألم الذي يعيشه .. ذلك الألم الذي لم يعد يُحتمل .. ذلك التجاهل الكاسر للقلب والروح .. ذلك الحـ.ـز.ن الطاغي على حياته جوارها .. وبألحاحها عليه ظل ليتحدثا أولا .. وهاهي تجلس جواره ليتحدثا .. بينما هو نظره موجه بعيداً عنها منتظراً منها ان تتحدث ... وهي تجلس جواره تحاول التحدث ولكن يعجز الحديث عن الخروج .. وكأنه يستقصد في ذلك الموقف السئ .. زفر قائلا ( اي ياقمر .. عايزة تتكلمي في اي ؟) اخذت نفساً عميقاً ثم بدأت بالتحدث قائلة بخفوت ونبرة مليئة بالنـ.ـد.م ( انا اسفة اوي على اللي حصل مني الفترة اللي فاتت .. انا مش عايزة علاقتنا تنتهي ) نظر لها بسخرية قائلا بنبرة مماثلة لملامح وجهه الساخرة ( ياشيخة .. اسفة بعد اي انا بقالي اكتر من شهر عمّال اقولك يا قمر انا مزعلك في حاجة طب ياقمر ممكن نتكلم طب يا قمر واعمل كل اللي انتي عايزاه ... وانتي يا دوب يا بتكلميني يا بتشوفيني دقيقتين .. ) ابعد بصره عنها بينما هي تستمع له بحـ.ـز.ن قائلة ( انا اسفة والله العظيم .. عشان خاطري ننسى اللي فات وكل اللي حصل مني دا ونبدأ صفحة جديدة ) وضعت يديها فوق يده قائلة بدفئ ( انا محتجاك في حياتي .. انا بحبك يافارس ومش عايزاك تسيبني .. انا عارفة انك استحملتني كتير بس خلاص وعد مش هعمل اي حاجة تضايقك !!) زفر بضيق قائلا ( انا مقولتش متعمليش حاجة تضايقني .. انتي عارفة اني مبضايقش منك بس الفترة اللي فاتت انتي كنتي بتبعديني بس بطريقة غير مباشرة .. كنتي بتقوليلي لو عندك دm فركش وامشي .. وانا فعلا دلوقتي بعمل كدا عشان اريحك .. هو باين حبي ليكي كان سخيف .. ) هزت رأسها بنفي ثم قالت سريعاً بحـ.ـز.ن ملهوف ( لا لا والله .. انت حبك ليا دا هو السبب اني اخرج من الفترة الصعبة اللي انا كنت فيها .. وانت عارف اني بحبك بس الفترة اللي فاتت كانت صعبة شوية عليا والله .. لخبطة عشان ابويا وسليم .. ) نظر إليها بهـدوء حزيـن لبعض الثواني ثم ابعد نظره مرة اخرى ....
......................
خمس سنين .. خمسة سنين مروا مرور الكرام عليهم .. على حالهم .. على اولادهم .. يكبر حبهم لبعضهم مرة بعد الأخرى .. وبالطبع لم يخلوا من المشاكل ولكن يفوق تلك المشاكل الحب والحنان والمودة .. واهمهم الاحترام ..
** ( بابـي !) قهقه سليم بحب ومشاكسه لصغيرته وعد قائلا ( عيون بابي وقلب بابي .. دي احلى بابي اسمعها في حياتي ) دلفت اليهم فرح وتحمل بيديها طبق به طعام لصغيرتها وهي تقول ( اه اتمحنوا انتو الاتنين .. موراكوش حاجة !) ثم جلست جوار وعد وهي تمد لها الطعام قائلة ( كلي ياختي .!) ابتسم سليم بمشاكسة ثم اقترب من فرح وهو يهمس قائلا ( اي يا قلبي هو انت غيران ولا اي ؟) قهقهت بسخرية ثم قالت ( غيرانة .. لا هغار ليه ..اشبعوا من بعض ) فقهقه بحب وقبلها على خدها برقة قائلا ( طيب يافرحتي انتي .. ) قهقهت وعد بصوت طفولي وهي تزقف بيديها قائلة ( بابا بووس ماما هييييه ) ضحكت فرح بقوة وهي تضع في فمها الطعام قائلة ( كلي ياشيخة ) قهقه معها سليم قائلا ( صغننونة بابي دي ) وقفت وعد من مكانها واتجهت لتجلس في أحضان سليم ثم نظرت لفرح وفتحت لها فمها كي تطعمها لتهمس فرح بغـ.ـيظ ( شوف شوف هتسرق مني الراجـ.ـل ) كان يضحك بقوة عليهم وهو يحتضن وعد داخل احضانه وقبل فرح على خدها برقة .. اسماها وعد لأنها الوعد الذي أتى بعد وعود كثيرة بينه وبين فرح .. اسماها وعد لتكون وعدهم في هذة الحياة ..
- حنين وليث -
كانت تجلس تتاعب الصغير بمرح وهي تقهقه معه .. في الفترة الاخيرة كانت تغار في بعض الأحيان من اهتمام ليث بـ صغيره المولود .. ولكن رغم تلك الغيرة فإن حنين تهتم بها إهتماما كبيراً حتى بعد ان ولدت الصغير .. ورغم ذلك أيضاً فهي تحب الصغير ولم تكرهه أبداً .. خرجت من تفكيرها على صوت خطوات حنين وهي تدخل للغرفة وتجلس جوارهم بابتسامة واسعة قائلة ( شوفي الواد مبسوط وبيضحك ازاي مع اخته ومبيضحكش معايا ) قهقهت ماريا بخفة قائلة ( انا اخته برضه الله .. لازم يضحك معايا دا روح قلبي ..) كان الصغير يخرج اصواتا بريئة بـ لهوه ولعبه .. فهو مازال يبلغ من العمر ستة اشهر فقط ... ابتسمت حنين قائلة ( يلا عشان بابي هياخدنا انهاردة نشتري هدوم لماريا .. قوم يا مازن ياكتكوت انت عشان البسك ..) تسائلت ماريا بخفوت ( هو بابا هيجي امتى ؟) حملت حنين رضيعها في حـ.ـضـ.ـنها وهي تجاوبها قائلة ( هو انا لسه مكلماه وقالي نص ساعة وهيجي) همهمت ماريا بتفهم ثم وقفت مكانها وذهبت لغرفتها لتتجهز .. وحنين بدأت بتجهيز طفلها وهي تداعبه ..
انتهت من تجهيزه ثم اجلسته في حـ.ـضـ.ـنها وهي تتذكر حياتها معه .. تلك الحياة التي تغيرت معه .. حولها من قطة شرسة لـ اسيرة في حبه .. ابتسمت لوهله عنـ.ـد.ما تذكرت مشاجرتها معه وكيف كانت تخدشه في كبرياؤه وكيف كانت تصده عنها .. قهقهت بسخرية على حالها فهي الآن زوجته ولديها طفل منه .. طفلهم الصغير الذي يدل على ثمرة حبهم ..
تذكرت يوم خروجها من عمليتها وكان جوارها لم يتركها ثانية رغم انها كانت غـ.ـبـ.ـية كثيراً معه وبتصرفاتها ..
- فلاش باك -
** كانت تجلس في غرفة المستشفى والجميع يجلس حولها وهو يمسك يديها بين يديه بحنان قائلا ( حنين .. عاملة دلوقتي !) قالت سريعا بنبرة خائفة ( انا مش شايفة يا ليث .. هي العملية فشلت هو انا معنتش هشوف !) هز رأسه سريعاً وهو يقول بدفئ ( لا ياحبيبتي مفشلتش .. انتي كويسة بس هو الدكتور قال شوية وهيجي يشيل الشاش .. اهدي ارجوكِ .. ) فُتح باب الغرفة واتى صوت فارس مع الطبيب .. جلس فارس جوار حنين سريعاً قائلا ( اي يا حبيبتي انتي كويسة ..!) هزت رأسها لأعلى واسفل بإيجاب ثم قالت ( هو انتو امتى هتشيلو الشاش ؟) اردف الطبيب بخفوت ( دلوقتي يا مدام حنين .. ) ثم وقف جوارها وبدأ بفك الشاش بخفوت .. انتهى من فكه وازال القطن ثم بدأت حنين تفتح عينيها وهي تقاوم ذلك النور الذي اجتاح عينيها ..
اغلقت عينيها ثم فتحتها مرة اخرى فرأته يجلس امامها ينظر إليها بإبتسامة دافئة تطمئن الروح من الداخل .. فدmعت عينيها بحـ.ـز.ن وكادت ان تتحدث فسمعت صوت والدتها الملهوف وهي تقول ( حنين .. انتي كويسة ياحبيبتي ؟؟ ) هزت حنين رأسها بخفوت ثم احتضنت والدتها قائلة ( اه انا كويسة وشايفة ... انا مبسوطة اوي يا ماما ) مسدت والدتها على رأسها قائلة ( ربنا يفرحك اكتر واكتر ياقلبي .. ) ... ثم ابعدت حنين نظرها لـ ليث ومدت يديها كـ طفلة صغيرة تريد الحنان وصوتها باكي وهي تقول ( انا اسفة .. والله العظيم اسفة ) ضم يديها له وجذبها داخل احضانه وهو يهمس بأذنها ببعض الكلمـ.ـا.ت الخافتة لتهدأ وتسكن بين احضانه ..
مر بعض الوقت وهي كانت بالغرفة ترتاح .. بينما الجميع خرج ليرى اشغاله ماعدا والدتها وليث .. كانت والدتها تجلس نعها بالغرفة وليث بالخارج يشتري بعض المستلزمـ.ـا.ت لهم حتى يخرجوا مساءاً ..
وصلتها باقة ورد من احدا فاستغربت وتساءلت من المرسل ؟؟ رأت بطاقة موجودة بين الزهر الاحمر الجوري ذو الرائحة الجميلة .. فتحت البطاقة ثم اتسعت ابتسامتها عنـ.ـد.ما قرأت محتواها ..
" وتسألني اتعشقني .. تخيل انها تسأل !
بربك كيف اسمعها .. الا من نفسها تخجل ؟
الم تقرأ باشعاري بأني قتيلها الاول .. ؟
واني دون عينيها ضياع ضائع اعزل ؟ ..
تخيل انها تسأل ..
الا تعلم بأني اسيرها الاول ؟
ضمت حنين البطاقة لصدرها بإبتسامة عاشقة فهي حقاً تعشقه ... وتعشق كل وقت وكل تفصيله تجمعهم ...
- عودة للواقع -
دلف إليها وهي تُعدل من هيئتها بعد ان تجهزت ليأخذهم كما وعدهم لـلـمول .. ابتسم بخفوت واقترب منها يعانقها من الخلف بحب دافناً رأسه في عنقها يتنفس رائحتها وعطرها هامسا ( اي الحلاوة دي !) كانت تغمض عينيها مستسلمة له تماماً مبتسمة بعشق .. ثم توردت خدودها خجلاً عنـ.ـد.ما تغزل بها بـ صدق ثم همست هي الأخرى قائلة ( دا حلا عيونك ياقلبي .. ) قبلها على عنقها بنهم ثم ابتعد ولم يكن الابتعاد سوى عكس رغبته في الاقتراب منها والتشبع منها .. ابتسمت هي بدفئ ثم قالت ( هات مازن وانا هشوف ماريا ونلحقك عالعربية ) التفت وهو يخرج اصواتا يلاعب فيها صغيره الذي توسعت ابتسامته وبدأ يحرك يديه وقدmيه بضحك عنـ.ـد.ما رأي والده .. حمله ليث بين احضانه فأمسك مازن بذقنه يداعبها وهو يضحك ببراءة طفولية ..
خرجوا للمول ليشتروا الملابس المطلوبة لماريا والتي احبتها .. وحنين تساعدها وتهتم بها كأنها ابـ.ـنتها تماماً .. وماريا لم تبغض ذلك بل كانت مرحبة تماماً باهتمام حنين بها .. فهي بحق تفتقد ذلك الحنان .. حنان الأم الذي لن يعوض أبداً .. واهتمام الام الذي لن يعوضه أحدا مهما كان
↚
- سليم وفرح -
** يمر اليوم بـ تـ.ـو.تر .. تـ.ـو.تر شـ.ـديد يفوق قدراته بسبب تلك الرسالة التي وصلته منذ قليل .. يحاول الإتصال بالرقم ولكنه مُغلق .. إذن من يحاول فعل ذلك .. من يحاول تدmير عائلته .. ؟
اتاه اتصالا فأجاب سريعاً ( الو ..) اجابه الطرف الآخر بينما سليم يستمع إليه وفي اثناء استماعه توسعت ابتسامته بنصر ثم قال بنبرة واثقة (كنت عارف ان دا هيحصل ... متسبهوش ثانية واحدة وخليك وراه لحد ما نشوف هنعمل اي !) استمع لحديث الطرف الآخر ثم قال ( هنمسكه .. ومتلبس كمان احنا بقالنا خمس سنين بنحاول نكشف عنه اي حاجة فعليه مافيش .. بس انا حاسس ان احنا خلاص قربنا .. !) أنهى المكالمة وهو مبتسم بثقة .. ها هو يحقق هدفه منذ أكثر من خمس سنوات .. حل قضايا كثيرة ولكن تلك لم يحلها إلى الآن ..وكأن الرأسين غير موفقين في هذا الأمر .. او كأنهما يشبهان بعضهما إحداهما تجاه الخير والاخر تجاه الشر .. يجري بعروق سليم دm الاخر .. إذن التفكير نفسه واحد لذلك يعجز سليم على حله .. ذلك الشخص هو والده ... ذلك الرجل الذي اختفى من حياتهم بعدmا اخذ ما اراد .. وهو مـ.ـو.ت والدتهم منذ ثلاث سنوات .... ذلك الرجل الذي يحتقر ان يقول عليه والده .. اقسم وقتها انه لن يرحم إلا وهو ينهي حياته في السـ.ـجـ.ـن ليتعفن .. منذ وقتها وهو يعافر ويعلم جيداً أن والده ايضا يعافر حتى لا يكشفه سليم .. خرج من شروده على دخولها الغرفة وهي تتنهد قائلة ( اخيرا نامت .. ) ابتسم بخفة ووقف مكانه متجها لها واضعاً يديه حول خصرها هامساً ( وانا عايز انام ) خرجت منها ضحكة خجلة وهي تخفض بصرها وتقترب منه تحتضنه .. فمال على كتفها يقبلها بحنان هامساً ( كل سنة وانتي كل دنيتي ) تقوصت ملامحها لمعايدته المفاجأة ولكن سرعان ما تذكرت انه عيد زواجهما .. فإبتسمت بحب وهي تقول بنبرة هامسة ( كل سنة وانت بطلي وكل حاجة عندي يا سليم .. ) ابتعد قليلاً ثم مال على خدها يقبلها بنهم ثم بدأ يقبل كل مكان في وجهها حتى استقر على ما يبغاه منذ البداية فأخذ يقبلها بعمـق وهي تبادله جنونه تحت مسمى انه عيد زواجهم ...
** في صباح يوم جديد ... كان يوم ممطر والسماء مليئة بالسحاب الداكن الذي يجعل السماء مظلمة .. كان يجلس جوار ابنة اخيه الغالية وفي احضانه ابنه الغالي .. وامامه تجلس زوجته العزيزة .. كان يدلل ابنه الذي يقهقه بطفولية وماريا تتابعهم بهدوء تام .. وكأن نار الغيرة تشتعل داخلها فهذا مكانها وليس مكان الصغير .. عبست قليلاً ثم وقفت مكانها متجهه لغرفتها واتت باحدى دفاتر الدرس والكتب وجلست جوار ليث قائلة ( بابي .. ذاكرلي !) هز رأسه بإيجاب ( حاضر ياحبيبتي !) فأستمر مازن بجذبه ليلاغيه .. فبدأ ليث مرة اخرى ان يداعبه ويلاعبه بينما مازن يضحك بطفولية .. فعبست ماريا بضيق وهي تنظر لهم ثم اخذت اغراضها وصعدت لغرفتها بضيق سريعاً .. تطلع إليها ليث بإستغراب ثم نظر لـ حنين التي لمحتها وهي ذاهبة لأعلى .. قامت حنين من مكانها قائلة ( انا هطلعلها ) سبقها بالوقوف وهو يقول بخفوت ( لا خليكي .. انا هشوف مالها .. ) ثم اعطاها مازن وصعد خلفها ليعلم ما سر غضبها ذلك وصعودها سريعاً للأعلى .. رغم انه لم يحدث ما يُحـ.ـز.ن ولكن سيعلم الآن منها .. جلس جوارها فرأها تزُم شفتيها بحـ.ـز.ن وتخطو بقلمها بالشخابيط في دفترها .. همهم بهدوء مستفسراً ( زعلتي ليه ؟) هزت رأسها بنفي وهي تقول بخفوت ( مزعلتش !) احاط كتفها بذراعه قائلا ( بجد ؟) همهم مكملا ( همممم يعني مزعلتيش كدا وقومتي خدتي كتبك وطلعتي ) هزت رأسها مجاوبة بنبرة خافتة بريئة ( لا انت مشغول مع مازن فطلعت اذاكر لوحدي ) اعاد كلمـ.ـا.تها قائلا بنبرة ممطوطة ( مشــغــول مـع مــازنن ) هزت رأسها بإيجاب فقهقه بدفئ محاولا مراضاتها ( طب اعمل اي اخوكي دا فشته مايعه وبيحب الضحك !) تطلع لابتسامتها التي شقت فميها فأبتسم بنصر فهو تقصد انساب الاخوة لها وتقصد أيضاً مداعبتها بالمرح .. فهو يعلم جيداً قلبها الطيب وحنانها البالغ .. اكمل في مصالحتها قائلا ( وبعدين ياستي احنا النهاردة إجازة وانتي جاية تذاكري النهاردة .. قومي هنقول لحنين تعملنا كيكة بالفراولة من اللي بتحبيها ونلعب سوا ) هزت رأسها بإيجاب وهي تقول ( اشطا وانا هساعدها عشان انا بحب الكيكة ) ابعدت الكُتب من جوارها فحملها ليث على اكتافه وهي تقهقه بصوت مرتفع يملوء المنزل .. فإبتسمت حنين على نزولهم قائلة ( مـ.ـا.تضحكونا معاكم .!) انزلها ليث امام حنين قائلا بإبتسامة واسعة ( اعملولنا كيكة ها ) .. همهمت حنين بخفوت ثم قالت ( حاضر هقوم اعملكم ) امسكت ماريا بيديها وهي تقول بنبرة متحمسة ( وانا هساعدك ) ثم دلفت معها تساعدها بينما هو يبتسم بخفوت على حالهم .. ها هو الحال ينقلب الآن فـ ماريا بدأت تغار مع الصغير مازن وهذا الحال سيطول .. وهو يجب ان يتصرف سريعاً حتى لا ينقلب عليهم
- نور و تامر -
* دخل إليها حاملا الطعام و جلس أمامها متنهداً لحالهم منذ الأمس .. فهي تعبت منه وظلت بقية اليوم حزينة صامتة .. ( يلا يا حبيبتي عشان تاكلي .. انا جبتلك الاكل الي بتحبيه ) اشاحت بوجهها بعيدا عنه دون أن ترد عليه و دmعة سريعة منها فرت من عينيها ... تنهد تامر بعمق و ابعد الطعام و امسك يدها مقبلا اياها بحنو قائلا بنبرة نادmة ( انا اسف يا نور بس انت خرجتيني عن شعوري انت عارفة كويس اني مستحيل أمد ايدي عليكي بس انت كل يوم جايبة سيرة اني اتجوز عليكي و اخلف عيل من غيرك ... ) وضع يده على خدها و جعلها تنظر اليه وهو يبتسم إبتسامة صغيرة قائلا بنبرة دافئة (انا بحبك يانور و مش عايز ولاد انا كدا مرتاح انت مراتي و بـ.ـنتي و اختي و امي وكل حاجة مش عايز غيرك فحياتي ف لازم سيرة الجواز دي تشيليها من دmاغك و خلاص )
نظرت نور لعينيه وهي تبكي قائلة بنبرة حزينة ( بس.. اي حد يتمنى انه يكون عنده عيل يربيه و يشوفه بيكبر قدام عينيه وانت اكيد عايز انو .... ) اسكتها تامر بقبلة سريعة يلتهم شفتيها بنـهم وحب و ابتعد بنبرة هامسة محببه ( ما خلاص بقا قولنا مش عايز ...صدقيني مش عايز .. و ياريت الموضوع دا يتقفل خالص .. ويلا عشان تاكلي وتشربي الدوا ياقلبي ) ثم أعاد الطعام لامامها و قام باطعامها محاولةً منه مرضاتها بعدmا فعله بالأمس بها .. يريد ان يعيد شغف حبهم كما كان وان تكون تلك الطفلة المدلله التي يعشقها وتلك الزوجة المخلصة التي يهواها وتلك الصديقة الوفية التي يحترمها وتلك الأخت الحنونة والمـ.ـجـ.ـنو.نة في ذات الوقت التي يحبها ...
- تيم وطيف -
* كان يجلس جوارها ملتصق بها .. فطقس اليوم غير جيد فلم تسمح له بالذهاب لعمله و.جـ.ـعلته يجلس بالمنزل ... ولكن جلوسه لم يكن بالهداوة وانما يعبث معها مرة ويخجلها مرة وها هو يمد يديه على طول ذراعها وهي خدودها تشتعل حمرة من الخجل قائلة ( يابني بقا يابني .. بـ.ـنتك قاعدة ) غمز لها بعينيه قائلا ( طب اي رأيك ننيمها ونشوف شغلنا صح !) وقفت من جواره قائلة ( خلي بالك من بـ.ـنتك .. انا داخلة اعمل الغدا .. ) اشار له بيديها ان تذهب وهو يقلب عينيه فـ كتمت ضحكتها سريعاً ولكن سرعان ما اخذت تتنحنح بجدية ودلفت للمطبخ .. ماهي الا دقائق حتى شعرت به يحتويها من الخلف داخل احضانه ..ويلف يديه حولها واضعا رأسه في عنقها .. فهمست بخفوت ( تييـم ) همهم بنبرة خافتة هامسة ( هممم ) فأبتسمت بحب وبدأت تلين بين يديه وهو يحاصرها على رخام المطبخ ... قطع لحظتهم السعيدة وانفاسهم اللاهثة شهقة ابـ.ـنتهم صبا التي دلفت عليهم بترقب وامسكتهم متلبسين .. اقتربت منهم الصغيرة وهي تقول ( بتعملو اي يا بابي !) ابتعد تيم عنها وعينيه مفتوحتين على وسعهما وهي تنظر له وتتنفس سريعاً .. نظر تيم لـ صبا قائلا بتلعثم ( نعم ياروح بابي ... ) وضع يديه على رأسه بتذكر قائلا ( ياااه نسيت كان عندي شغل فالمكتب فوق ... اسألي مامي ) ثم ابتسم لطيف باستفزاز وصعد لغرفة مكتبه هارباً بعد ان مسكته ابـ.ـنته بوضع لا يصح مع زوجته .. نظرت صبا لطيف فأمسكت لها طيف الملعقة الكبيرة قائلة بتهديد ( بقولك اي اخفي عن وشي السعادي .. ) ضحكت صبا بصراخ وخرجت تركض لمقر العابها مرة أخرى ..
.............................
- سليم وفرح -
- ورد و علي -
↚
** كان يسير بخطى سريعة تشبه الركض ليصل للمكان المبتغى .. ليرى ما يحلم به طوال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها .. فترة مـ.ـو.ت ابـ.ـنته .. ها هو يذهب للمكان الذي امسك به والده متلبساً بمتاجرة اعضاء الاطفال .. وصل للمكان اخيرا مرتديا ملابس عمله التي اقسم انه سيرتديه لآخر مرة ... دلف للغرفة التي بها والده ووقف عند الباب ينظر إليه .. بكره .. بغضب .. بـ نفور .. بكل ما يتخيله القلب من كره بالمعنى الحرفي .. فهو لا يطيق حتى النظر إليه .. يشمئز كونه والده ... يكره وجود الدm الذي يسير في شريانه من ذلك الرجل .. تذكر عنـ.ـد.ما اتت رسالة لهاتفه تحتوي على ''''''' البقاء لله في مـ.ـو.ت بـ.ـنتك وحمـ.ـا.تك .. كان نفسي اخد السنيورة معاهم بس بصراحة انت صعبت عليا .. عموما انا فاعل خير اوي وانت تعرفني اوي '''''''' استشاط غضباً من تلك الرسالة وعنـ.ـد.ما علم من مُرسلها غضب اكثر .. لم يكن سوى أباه الحقير .. لم يكن سواه قـ.ـا.تل امه وابـ.ـنته وام زوجته .. قــ,تــلهم بدm بـ.ـارد ليحرق قلبه .. قــ,تــلهم بدm بـ.ـارد ليتاجر في مـ.ـو.ته مع عصابة اخرى .. ولأنه خطر عليهم وعلى عملهم اراد مـ.ـو.ته .. اراد مـ.ـو.ت ابنه .. لحظات من السخرية احتلت قلبه لذلك التعاطف .. اقترب بخطى هادئة وقدmيه تطرق الارض بعنف .. وقف امام والده ونظر ليديه المكبلة ولعناصر الشرطة التي تحاصر المكان .. نظرات بـ.ـاردة للحظات ثم ضـ.ـر.به في منتصف وجهه تشفي غليل قلبه .. ترنح العجوز للخلف قليلاً متأوهاً ... بينما وقف علي سريعاً أمام سليم قائلا ( مينفعش ... عشان خاطري امسك اعصابك هيترمي في السـ.ـجـ.ـن .. ) بصق سليم على والده صارخاً ( اقسم بالله ما هسيبك الا وانت واخد إعدام .. عشان اشفي غليل قلبي واخد حق بـ.ـنتي ... انت احقر شخص شوفته في حياتي وانت متستاهلش في حياتك غير المرض والمـ.ـو.ت .. وربنا مش هيسيبك غير بمـ.ـو.ته زي الإعدام كدا هي الي تستحقها .. ) نظر إليه والده بسخرية ثم اخذوه رجـ.ـال الشرطة بينما سليم يتابعهم بغضب شـ.ـديد .. اخرج سلاحه ورفعه تجاه والده ولكن امسكه علي سريعاً صارخاً ( لا ياسلييم .. لا عشان خاطر ربنا ومراتك .. هتودي نفسك في داهية بسبب واحد اخرته اعدام .. ) نظر إليه سليم بغضب ثم تخطى خطوتين للإمام وهو يتابعهم وهم يضعوه في سيارة الشرطة ويركب جواره شخصين بأسلحة وشخص يقود .. لم تتحرك السيارة سوى خطوتين ثم انفجرت مكانها .. عاد سليم مرمياً للخلف بسبب الانفجار الكبير ... نظر الجميع للسيارة المفتته بحريق بصدmة .. بينما سليم مرمياً أرضاً رأسه ناحية السيارة ينظر لها بصدmة كبيرة .. ها هي نهايته .. مـ.ـا.ت متفجراً محروقاً منتحراً ... اخذ معه ارواحاً لا ذنب لها .. واخذ من قبل ارواحاً لا ذنب لها ...
...
استيقظ سليم من شروده على ذلك اليوم منذ سنتين .. استيقظ على شعوره بيديها على كتفه وهي تبتسم بهدوء .. تلك الإبتسامة الصفراء التي تشق طريق خديها منذ وفاة ابـ.ـنتها .. على حالها للان .. تنهد بعمق قائلا ( اخبـ.ـار البيبي اي ؟) ثم وضع يديه على بطنها فهزت رأسها بخفوت ( كويس ... كل حاجة كويسة ياحبيبي .. ) اقترب منها معانقاً إياها بحنان واضعاً رأسه في ثنايا عنقها .. مغمضاً عينيه تعود به الذكري ليوم جلوسه امام مقبرة ابـ.ـنته ..
يجلس امام المقبرة يرتدي سروال وقميص اسود وشعره مبعثر .. عينيه دامعتين حزينتين .. قال بنبرة مقهورة ( انا اسف ياروح قلبي .. اسف اني مقدرتش احميكي .. كل الي حصلك كان بسببي فعلا .. انتي سبتينا ومشيتي بسببي .. كان نفسي اخدك للبحر زي ما كنتي عايزة .. وكان نفسي اجبلك العابك المفضلة الي طلبتيها مني ياوعد .. فراقك صعب عليا يابـ.ـنتي .. متعزيش على الي خلقك ياحبيبتي يارب .. ) رفع رأسه للسماء يناجي ربه بأن يلهمه الصبر في فراق ابـ.ـنته .. ظل يردد ( يارب .. يارب الصبر يارب .. ) ثم اخفض بصره ينظر للقبر مرة اخرى وهو يمسح دmـ.ـو.عه قائلا ( حقك رجع ياوعد .. حقك وحق تيته سارة وتيته نورهان .. حقكم كلكو رجع .. هو هيتعـ.ـا.قب عند ربه دلوقتي اشـ.ـد عقـ.ـا.ب .. اشوفك في الجنه ياحبيبتي يارب .. ) ظل جالسا يقرأ بعض آيات القرآن ويدعو الله ويدعو لهم .. ثم قام من مكانه عنـ.ـد.ما بدأ الظلام يحل وغادر لقلب زوجته المكـ.ـسور .. غادر بقلبه المكـ.ـسور ليضعه جوار قلبها فيكملا تلك الحياة المؤلمة ..
- نور وتامر -
** كانوا يجلسون حول مائدة واحدة يتناولون وجبة الغداء .. هو .. وهي .. ووالدته .. وإخوته .. بينهم هدوء تام بينما الجميع يتحدث ويقهقه ... بينما هما ينظران لبعضهم بين الحين والآخر بصمت .. انتبه لصوت زوج اخته قائلا ( عقبالك يامعلم .. مش ناوي تفرحنا ياعم وتجيب حتة عيل ..) تحدثت والدته بسخرية ( مـ.ـر.اته مبتخلفش يابني ..) كز تامر على اسنانه ناظراً لوالدته بينما نور تحول وجهها لألوان متعددة .. ابتلعت غصتها وتلك الإهانة داخل جوفها .. فقال زوج اخته بخفوت ( طب مبتخدهاش تتعالج ليه و ... ) رد عليه تامر بنبرة عنيفة ( وانت مــالك .. انا حر في مراتي ... واحنا مرتاحين كدا .. ابقوا والنبي ربو عيالكو وبعدين تعالو اتكلمو على الخلفة .. ولا معندوش تجيبو إلا لما تربوا الاول .. ) نظرت لهم نور من طرف عينيها ثم اخفضت بصرها بهدوء ... بينما الجميع ينظر بأحتقار لها .. وينظرون لتامر بغضب لحديثه .. ردت اخته قائلة ( مالك ياخويا محموق كدا ليه وبعدين ... ) قاطعها بعنف مرة اخرى ( محدش قالك تتكلمي .. هو جوزك مبيعرفش يرد ... انا غلطت اني قبلت عزيمة زي دي اصلا .. ) ثم قام مكانه قائلا بحدة ( قومي يانور .. ) وقفت معه وهي تأخذ اغراضها ثم نظرت لوالدته نظرة اخيرة خافتة حزينة .. بينما هو نظر لوالدته أيضاً نظرة حادة .. ثم امسك يد نور وغادرا المكان .. كان الجو هادئ بينهم في السيارة حتى وصلا للمنزل .. دلفت لتصعد من امامه ولكنه امسك يديها وجذبها تجاهه .. نظرت داخل عينيه بعينيها المتلألأتين .. فنظر لعينيها بدفئ واقترب يعانقها بحب بالغ هامساً ( انا اسف .. اسف على كل الي قالوه دا .. احنا معدناش هنشوفهم تاني .. ) عانقته وهي تخبئ رأسها داخل صدره تبكي بصمت ودmـ.ـو.عها تتساقط على ملابسه فتحمل آثار ذلك الحـ.ـز.ن المغطي على قلبها .. صامتة لا تتحدث .. فقط تستمع إليه دون إجابة .. تنـهد بعمق وشـ.ـدد على عناقـه لها .. ثم اغمض عينيه وهو يدعو الله ان يوفق حالهم وان يلهمهم الصبر على ما بهم ...
....................................
- ليث وحنين -
- فارس وقمر -
فلاش باك -
* ( انت اجازة ياسيادة الرائد لحد ما ترجع لوعيك.. انا عارف انك بتمر بظروف صعبة بس دا مش معناه انك تتصرف من دmاغك تاني مفهوم) قالها رئيس عمله بنبرة حادة بينما سليم يقف امامه ببرود.. لا يعلمون ان ما يفعله هو الصحيح وهو الذي يجب فعله.. يريد القبض على والده ولكن ليس لديه اي ادلة حقيقية ليلقي القبض عليه.. هز رأسه باستجابة قائلا ( تمام يافنـ.ـد.م) ثم القى التحية العسكرية وغادر المكان للمنزل.. صعد لغرفتهم فوجدها جالسة هادئة تنظر للشرود.. تنهد بعمق واقترب جالساً جوارها قائلا ( انتي كويسة؟) هزت رأسها بنفي فقربها من احضانه هامساً ( ربنا يرحمها يارب).. اجهشت بكاءاً وهو يغوص برأسه في عنقها..
يحاول مراراً وتكراراً ان يهدئها ولكن لا فائدة.. وكيف له ان يهدئها وهو يحتاج الي من يسانده ويعاونه في ذلك الحـ.ـز.ن الكبير.. الحـ.ـز.ن الطاغي علي ملامحهم ولا حياتهم وروحهم.. يسيرون اجساداً بلا ارواح..
في اليوم الثاني تحدث بصوت خافت في الهاتف قائلاً ( انا سبت الشغل.. وعارف انا هاخد حقي ازاي وانا مسلم مسدسي وشاراتي للحكومة.. اعمل الي بقولك عليه بس..) ثم املاه ما يريده.. كيف سيكون اخذ الحق معه.. تلك الرأس التي يفكر بها مما اُخترعت لتأتي بكل ذلك التفكير الناتج والصحيح ..
عودة للواقع -
كان يمشي سريعا مع عربة النقل في المستشفى ومستلقية عليها فرح في حالك اغماء.. سألته الممرضة سريعا ( هي عندها اي امراض مزمنة؟) هز رأسه بنفي قائلا ( هي حامل....) هزت الممرضة رأسها ثم ادخلوها غرفة الفحص وهو ينتظر بالخارج.. نظر للباب قليلا ثم مسح وجهه بعنف وهو يفكر فيما يحدث مع زوجته.. كبف سيخرجها من تلك الحالة التي لا تنتهي.. كم ان فُراق ابـ.ـنتها يؤثر عليها وعلى حياتها بشكل خطر وهذا ما يخافه..
خرج من تفكيره علي تذكره لخطته السابقة مع والده.. عنـ.ـد.ما طلب من احدهم ان يأتي ببضاعة ثم يتوصل مع والده ويعرضها عليهم ويتم التقاط لهم الصور.. فكرة جهنمية ان تتوصل لعدو والدك اللدود لتتخلص منه.. فكانت سهولتها لا تقل شيئاً عن صعوبتها.. صعبة في اقناع العدو وفي اقناع العدو لوالده.. وسهله في التنفيذ فأتت الصور سريعاً وامسكوا متلبسين .. ولم تكن سوى ان والده انتحر محروقاً.. ذلك. جزاءه.. ذلك الرجل الذي لا يعرف قلبه طريقاً للرحمة.. حمد سليم ربه ان ما حدث معهم لم يؤثر عليه ليصبح مثل والده.. ففراق والده في البداية كان صعباً وقاسياً علي حياتهم.. ولكن لم يكن صعباً طالما كان بذلك الشرف..
خرج من شروده علي صوت الممرضة وهي تخبره عن حالة فرح بخفوت ( وهي دلوقتي كويسة هي والبيبي بس بلاش حركة وضغط.. ربنا يقومها بالسلامة) ابتسم بخفوت قائلاً ( تمام متشكر يا دكتورة..) ثم دلف سريعا لفرح وجلس جوارها ينظر لملامحها..
تلك المرأة التي خـ.ـطـ.ـفت انفاسه منذ الوهله الأولى.. والابشع من ذلك انه كان يحاسبها علي متاجرة المـ.ـخـ.ـد.رات التي كانت تفعلها.. خاف من بعدها ألا يكون معها ولكن شاء القدر ان يصبحا سوياً.. نعم هو لا يُظهر حبه لها دوماً ولكن حبه لها يفوق الحدود ويفوق اعلي درجات الحب.. فهو يعشقها ويعشق وجودها.. لا يعرف كيف يكون اذا اختفت لدقائق.. وجودها يعطيه الراحة والحنان.. ويعطيها الإلهام في كل شئ.... اعطته ذلك الإلهام في عمله الجديد وتفوق به.. دعى داخله ان يُهدأ الله من تفكير عقلها وألم قلبها وان يحفظ جنينهم في بطنها حتى يأتي على هذه الدنيا...
- تيم وطيف -
كانوا يجلسون سويا امام التلفاز وتجلس بينهم ابـ.ـنتهم وحيدتهم ' صبا ' تلك المشاكسة التي اتت على هذه الدنيا ثم لم يأتي بعدها .. بسبب تدهور صحة طيف .. كانوا يشاهدون الكرتون ومجبرين علي مشاهدته من اجل صبا الصغيرة.. اصبحوا يمشون علي مزاجها ورغاباتها.. زفرت طيف قائلة ( وبعدين بقا في ام الكرتون الي مبيخلصش دا ياست صبا.. عايزين نتفرج علي فيلم) هزت صبا رأسها بنفي قائلة ( مليش دعوة انا عايزة اشوف كرتون روحوا اتفرجو عالتليفزيون الي في اوضتكم) قال تيم بتهديد وهو ينظر لصبا ( يعني تفضلي هنا لوحدك ونطلع احنا) صمتت لقليل من الوقت ثم قالت ( لا طبعا لما انام بقا) امسكتها طيف من ملابسها وهي تهزها قائلة ( انتي رهيبة انتي) ابعدت صبا يديها عنها قائلة ( بس بقا فلهدتيني 'فرهدتيني') قهقه تيم بخيبة امل قائلاً ( خلاص ياستي سيبيها بقا الله) فتركتها طيف بعبوس وهي تكمل مشاهدة الكرتون حتى غفت بينهم فحملها تيم لغرفتها.. ثم توجه لغرفته فوجدها مستلقية في انتظاره فأبتسم بخفة والتصق بها هامسا ( اي الكلام الليلة) قهقهت بغنج قائلة ( اممم مش عارفة) اقترب من اذنها مقبلا اياها ثم همس ( انا اقولك.. الكلام علي اني بحبك جدا لا انا بمـ.ـو.ت فيكي وبعشق الايام الي جمعتنا سوا.. ومش هنفكر فالماضي عشان بيوجـ.ـعنا بس هنقول ان مستقبلنا هيكون حلو جدا بوجودك ووجود صبا بـ.ـنتنا.. طيف انا عمري ما بينت لحد ضعفي وتعبي غير ليكي وكدا ومحدش صان قلبي غيرك فانتي متربعة كدا عليه.. وانا مقدرش اعيش بدونك خالص ياطيف.. عايز افضل جنبك ومعاكي.. انتي لما بتسيبيني يوم ببقى تايه زي العيل الصغير.. انتي حناني واماني.. وانا بشكر ربنا عليكي وعلى طيف وبقول كدا رضا الحمدلله) كانت عينيها مدmعة وهي تستمع لكل كلمة يقولها ثم عانقته بقوة قائلة ( انا كمان بحبك اوي ومقدرش اعيش من غيرك لا انا ولا صبا.. انت كل حاجة لينا في الدنيا دي) بادلها العناق وهو يقبل خدها نزولا لعنقها.. لينعم برحيقها.. تلك هي الجنة التي ينعم بها على الأرض والحنان الذي يناله منها.. يغوص معها في اشواق وعشـق لا ينتهي طالما انفاسهم تخرج وتعود.. مكملين بعضهم دون القدرة على العيش وحدهم.. دون القدرة على العيش بدون الآخر..
- نور وتامر -
** في صباح يوم جديد مليئ بالاشراق.. سماء بسحاب يُظهر إبداع الله في خلقه.. ف سبحانه هو من زين السماء.. كانت ترتدي ملابسها والإبتسامة الواسعة علي شفتيها.. دلف إليها تامر مبتسماً هو الآخر قائلاً بدفئ ( ها جهزتي؟) هزت رأسها بإيجابية قائلة بحماس ( اه خلصت.. يلا بقا عشان انا مستعجلة) امسك يديها واوقفها امامه واضعاً يديه حول كتفيها قائلاً بحنان ( نور انا بعمل كدا علشانك.. عشان انا عارف اني لما اعمل كدا هشوف الفرحة دي تاني في عينيكِ.. اه انا متشوق جداً للحظة دي بس مش اكتر منا فرحان اني بفرحك.. عشان انتي اهم حاجة عندي وكل حاجة عندي) عانقته بقوة بعدmا انتهى من كلامه وهي تقول بحب ( وانت كل حاجة عندي يا تامر انا بحبك اوي اوي.. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا) ابتسم بدفئ وهو يبادلها عناقها وهو يدعو الله داخله ان يهدي بالها وباله وان يعطيهم الصبر.. ابتعد قليلا عنها ثم امسك يديها قائلا ( طب يلا عشان نمشي عشان منتأخرش بقا) هزت رأسها سريعاً ثم غادرت معه للملجأ.. تحدث مع مديرة الملجأ ثم استلموا طفلة صغيرة بملامح بريئة لا تكُف عن البكاء.. بعمر السنتين تدعى ' ملك ' حملتها نور بين يديها قائلة بحنان بالغ ( اي يانور عيني بتعيطي ليه.. تعالي ليا متعيطيش) نظرت اليها ملك تتعمق بملامحها ثم استندت برأسها علي كتفها وهي تتمسك بها بقوة.. دق قلب نور بعنف لتلك البريئة التي بين يديها وعناقتها لتو بتلك البراءة والحنان نظرت لتامر بحب ثم ابتعدت ببصرها مرة اخري لمديرة الملجأ قائلة ( شكرا اوي ليكي بجد شكراً..) القيا التحية علي بعضهما ثم غادرا للسيارة وملك تجلس في احضان نور وتنظر لتامر بهدوء.. قالت نور بدفئ قاطعة ذلك الصمت ( بصي ياقلبي دا بابي وانا مامي اوك؟) نظرت لها ملك بهدوء ثم ابعدت نظرها للنافذة تنظر للخارج وللناس وللطريق.. قال تامر بخفوت لنور ( لسه شوية لما تستوعب واحدة واحدة عليها) ابتسمت قائلة ( اكيد..) اوصلهم للمنزل وهو توجه للعمل بينما اخذت نور ملك للغرفة التي جهزتها لها عنـ.ـد.ما علمت من تامر انه سيتبنى لهم طفلة.. كانت الغرفة مزينة كـ احلام اي فتاة.. اخذتها نور واعطتتها حماما دافئا والبستها ملابس جميلة بينما ملك تمشي خطوة خطوة صغيرة ترى الغرفة التي سرقت انظارها بلونها الزهري وعلى الحائط رسومـ.ـا.ت الاطفال... ثم رأت صندوقاً كبيراً فتوجهت له ونظرت لنور لتساعدها بفتحة.. وقفت نور وفتحته ف كان به العاباً كثيرة جديدة.. صفقت الصغيرة بيديها بحماس وهي تدب قدmيها بالارض صارخة ( هييييييه لعبة) ابتسمت نور لعفويتها ثم بدأت تخرج لها الالعاب من الصندوق وتلعب معها.. كانت نور في غاية السعادة لذلك الشعور التي تشعر به وهي مع ابـ.ـنتها ملك.. لا تشعر بأي ألم الآن بل تشكر ربها وتحمده على كل شئ فهو لديه الحكمة دائماً..
تمت بحمدلله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇