رواية بنت الوادي هي رواية رومانسية تقع احداثها بين فاروق وفرحة والرواية من تأليف الكاتبة سلمي سمير
رواية بنت الوادي فاروق وفرحة من الفصل الاول للاخير بقلم سلمي سمير
وقفت فرحه امام مرآتها تهنـ.ـد.م من نفسها وتجدل شعرها ضفائر كادت ان تصل الي النصف الاسفل من ظهرها، تأملت ملامحها الجميلة التي جعلت كل شاب في البلد يقع صريع هواها، لكنها لم تري فيهم الا ابن عمها فاروق الذي ستزف اليه بعد اسيوع؛
رغم عدم ظهور نتيجتها في امتحان دبلوم الزراعة
التي انتهت منه من اسبوع وحدد ابيها بعدها زفافها،
كانت تعلم جيدًا انها جميلة لكن ما جعل جمالها يزيد هو شـ.ـدة حياءها وطبعها الحامي الذي لم يجعلها تقبل من احد ان يغازلها، لهذا قبلت بمن هام بها عشقًا وتقدم سريعًا خوفًا من تقديم الخطاب اليها بعد ظهور نتيجتها، فجهز داره ومهره الذي كان كبير عن كل بنات البلد وقتها، وطلب من عمه الاسراع في عقد قرأنهم وزفافهم حتي يقطع علي الجميع خط الرجعه في طلب الزواج منها
واليوم سياخذها ابيها وينزل الي المركز كي يقوم بعمل شهادة تسنين حتي يتسني له كتب كتابها لانها لم تبلغ بعد الثامنه عشر عام،التي ستتمهم بعد ثلاث شهور وهو ما لم بحتمل فاروق انتظاره خوفًا من ان يتقدم لها من هو احسن منه حسبًا ونسبا، لهذا ضغط علي عمه عويس حتي وافق علي كتب الكتاب ذلك بعد ان تدخلت زوجته وقالت له:
الجواز للبنات ستره، وده ابن عمها واولي الناس بيها ومن الاخر كده بنتك ريداه وموافقه عليها
وافق الاب علي مضض ليس رفضًا لابن اخيه الخلوق الموظف في بنك التسليف الزراعي والذي سيوفر لها حياة كريمه وجيدة،لكن لان فرحه هي ابنته الوحيدة والكبيرة علي ثلاث من الفتيان اصغر منها عمرًا
ابتسمت فرحه بزهو لنفسها سعيدة بحب ابيها، ولهفة ابن عمها عليها كي تصبح زوجته،
ثم تنهدت براحه وهي تقيم مظهرها المتدين، بعد ان ربطت ضفائرها في بعضهم البعض ولفت طرحتها علي شعرها الحريري وارتدت فستان طويل يغطي كعب قدماها، ولا يظهر من ها شئ وقالت محدثا نفسها بسعادة وتلقائية:
اه يا فرحه والله انت خسارة في البلد دي بس مش خسارة في فاروق سيد الرجـ.ـا.لة اللي شاريني بالغالي
رفعت يداها الي السماء ودعت ربها برجاء:
يارب اجعلنا وش الخير عليه واسعدني بيه واسعده بيا واكتبلنا الخير مع بعض وارزقنا الخلف الصالح
سمعتها امها تدعي ربها فابتسمت وقالت:
اه يا مقرودة بتدعي لفاروق وبتفكري في الخلف، من دلوقتي، مستعجله علي ايه، اصبري لما تبقي حلاله
وادعي براحتك
تركت فرح مرآتها التي لم تكن الا جزء مكسور من مرآه عثرت عليها في فناء المدرسة ذات يوم، فاخذت كي تزين وتري نفسها فيها كم تفعل كل الفتيات في سنه، ودنت من والدتها واحتضنها بحب:
والله ما حكاية مستعجلة، بس هي كده الدعوة علي بعضها المهم ابويا جه من الغيط ولا لسه، علشان نلحق ننزل المركز ونرجع قبل المغربية،
امسكتها والدتها من اذنها تحت الطرحه وقالت:
بتسالي علي ابوكي حب ولا استعجال، اخ منك يا بنت بطني، لولا عارفه ومتاكدة انك ملكيش في دلع البنات كنت قولت هتموتي علي الجواز علشان تدلعي، لكنه مسؤولية كبيرة ان شاء الله هتقدري عليها؛
ابعدت فرحه يده امها عن اذنها وقبلتها قائله بتودد:
والله ابدا يا اما لا استعجال ولا حاجه، بس عايزه اخف حملي من عليكم، فاروق عايش لوحده مع امه وماشاء الله قرشه حلو بيكفي ويزيد،
وبويا لسه تلاته في رقبته غيري ربنا يقدره عليهم، وفين وفين لما الست هانم بتطلبك منك تخدميه وترضيكي بقرشين بيسدو معانا
ضمتها امها الي صدرها ونزلت دمعه من عيناها وقالت:
علي عيني يا بنتي اجوزك وانت لسه صغيره، بس فعلا المعايشة بقت صعبه واللي جاي مش بيكفي، واهو ربنا كريم غفير العزبة بتاعت الهانم بعت لبوكي شكلت الست وصلت بالسلامه
لو كده من الفجرية هروح ليها واللي هتدهوني هكمل بيه شوارك متقلقيش، هو بس فاروق لو كان يصبر شهر كمان كنت خلصت جهازك
ابتسمت فرحه ردًا علي حب امها وسعيها لان تاتي لها بكل ما يجعلها تتباهي امام زوجها وحمـ.ـا.تها التي تعلم جيدًا انها لن تكون كأم لها،لعدم رضاها عن زواج ابنها الموظف الميسور الحال، ببنت فلاح اجري فقير رغم كونه عمه الوحيد وهي ابنة عمه؛
لكن عشق وحب فاروق الجارف لها كان الحاسم بينهم ورضخت بالموافقة لكنها لا تنتظر منه خير
كفكفت دمـ.ـو.ع امها التي تبكي فراقها رغم فرحتها بها وتزويجها لمن سيقدرها حق قدرها وقالت:
ياست الكل كفاية انكم ربتوني وعلمتوني هو كان يطول، وكمان متقلقيش عليا من سلفتك ست اخوات
انا هراضي ربنا فيها علشان خاطر جوزي، حتي لو زعلتني يكفيني فاروق يرضيني
واخذت تمازحها الي ان جعلتها تضحك بمرح اكملت:
متقلقيش عليا يا ست الكل فرحه تربية ايدك وتعرف في الاصول كويس، واوعدك اشرفك حتي لو من غير شوار، فاروق شاريني وعمره ما هيبخل عليا
تنهدت امها وهي تزيد من ضمتها الي صدرها وقالت:
عارفه وده مطمن قلبي، فاروق راجـ.ـل وشاريكي بعمره
ولو علي حمـ.ـا.تك ست اخوات ربنا هيهديها عليكي باذن الله اول ما تشيلي حفيدها انا عارفها،
موت جوزها وهي صغيره وتربيتها فاروق لوحدها مخليها شيفاه ابنها وجوزها، مفيش غير حفيد يفرح قلبها هو اللي هيهدي روحها منك، لانها شايفه انك خطفتي ابنها منها
ضحكت فرحه وغمزة لامها بشقاوة:
انا فعلا خطـ.ـفته بحق ربنا بس بالاصول، واظن ابويا وافق رغم ان كتير من الخطاب اتقدمولي بس القلب وما يريد يا زوزو انتِ يا مسكره
قرصتها امها برفق من خدها وعنفتها بمزاح:
الظاهر يابت انا دلعتك اوي ايه زوزو دي،ما سمعك ابوك كان قطم رقبتك
سمع الاتنين ضحكت ابيها ورد عليهم قائلًا:
اقطم رقبتها علشان بتدلعك، والله عيب يا زينب دي حتي بنتك بقت ضيفه عندنا زي النهاردة هتكون منورة بيت جوزه ومشرفنا كلنا ولا ايه يا ست البنات
تركت فرحه حـ.ـضـ.ـن امها وذهبت الي ابيها وقبلت يده:
والله يا با انا ما ليا غيركم ادلع عليكم، وزي ما قولت كلها ايام وهكون في بيت رجلي
مش عارفه هتحمل بعدى عنكم ازاي وهدلع علي مين
بعدكم، علي حمـ.ـا.تي ولا جوزي اللي اكيد هيخاف علي زعل امه، المهم انت ايه اخرك يابا كده
مش احنا هننزل المركز زي ماقلت ولا هتخليها بكرة
قبل عويس راس ابنته وضمها الي صدره بحنان:
لا مش هننزل المركز هنسافر لمصر، ابن عمك جهز لينا الركوبه يلا جهزي نفسك
تهللت اسارير فرحه بسعادة وعدم تصديق وقالت:
مصر بجد يابا هننزل مصر، يافرحة قلبي اخيرًا هشوف مصر واهل مصر
ضحك ابيها من تطالعتها للسفر وهز راسه بالايجاب فسالته امها بحيرة:
ليه مصر يا عويس مش كنت وفرة غرامة السفر والشحططه وروحت المركز خلصت ليها الشهادة، ولا رفضو ، وقولي الست هانم كانت عايزاك في ايه
اخذ عزيس نفس عميق وجلس علي اقرب مقعد وقال:
الست هانم عايزانا انا وانت بس في مصر،طبعا صعب تسيبي تجهيزك لفرح بنتك وتنزلي معايا، هروح ليها اشوف عايزه ايه ويمكن ربنا يرزقنا منها بقرشين يساعدو معايا في فرح البت
وقولت بالمرة اعملها الشهادة في الصحه واهو فاروق نازل معايا يجيب باقي طلباته وهنرجع علي اخر النهار، المهم شوفي لو عايزه حاجه اجيبهالك معايا
تبطات فرحه ذراع ابيها ومالت علي صدره تتلمس حنانه وعطفه الذي ستحرم منه قريب ليس كالمعتاد لكن لن يكون مثل الان وقالت بتأثر:
هيوحشني حـ.ـضـ.ـنك اووي يابا، بس قولي بجد هتاخدني عند امتثال هانم واشوف الفيلا بتاعتهم اما باقول انها فخمه اووي ، ياسعد قلبي والنبي يابا تخليني ادخل اشوفها من جوه
ضحك ابيها وضمها بكلتا يداه مقربها من صدره وشـ.ـد عليها بقوة وقال بحزن عميق لتفريطه فيها:
اه يا بنت زينب لولا الفقر والحوجه الا احنا فيها الله في سماه ما كنت جوزتك دلوقتي خالص
البيت هيبقي ضمله من غيرك، يلا قوم زمان عريسك جاي بالركوبه ومن عيني حاضر هدخلك الفيلا من جوه، طلباتك اوامر يا ست البنات
لم ينتهي ابيها من حديثه معها ودخل فاروق عليهم وعيناه تتفرس فرحه التي نكست راسها بحياء وقال:
الركوبة جهزت يا عمي، يلا بينا علشان نلحق نرجع قبل الليل ما يليل علينا،
ثم ذهب الي حمـ.ـا.ته وقبل يدها واكمل حديثه بمرح:
ها يا عما ما تجي معانا العربية خصوصي ومفيش غيري انا وعمي وفرحه، علشان ناوي اشتري شبكتها بالمره واهي حظها حلو تختارها بتفسها
ربتت زينب علي ظهرها بمحبه وانشرح قلبها من تقدير فاروق الي بنتها وحب الكبير لها وقالت:
طيب واسيب اخواتك الصغيرين لمين، روحو انتم ربنا يستر طريقكم، ولو علي الشبكه انت مش بتجيب غير الحلو زيك يا اصيل يا ابن الاصول
ابتسم برضا ودنا من فرحه وامسك يدها قائلًا بتودد:
احمدك يارب حمـ.ـا.تي راضيا عليا عقبال بنتها مـ.ـا.ترضي عليا هي كمان وتبل ريقه بكلمه حلوة
جذبت فرحه يده منه بقوة وعنفته بـ.ـارتباك:
ملكش تمسك ايدى يا ابن الناس، لما تبقي حلالي ابقي خدني كلي ايدى والكلام الحلو اللي يبل الريق وبطل كلامك ده لانه مش هيودى ولا يجيب معايا، كلها كام يوم وابقي كلي ليك ولا ايه يابا
حدق فيها فاروق بذعر وهز يده حتي لا تسمع بصوتها العالي والديها ما دار بينهم وقال بحنق :
بطلي واكتمي ووطي صوتك هتفضحينا، بس ماشي يا فرحه كلها اسبوع اما طلعته علي عينك
غمزت له بشقاوة كي تسحره بجماله نظراته الساحرة الخلابة التي اوقعته في شراك حبها حتي الثماله وقالت تتحداه بثقه:
مش بخاف لاني علي حق، وبعد الجواز هعاملك بما يرضي الله واظن انت مش هتظلمني وهتتقي الله فيا ولا ايه يا سيد الرجـ.ـا.لة
ضحك فاروق وعض علي شفتاها باحراج:
كسفتيني بالاصوال يا بنت عمي، حقك علي راسي، يلا بقي ابوكي سبقنا خلينا نجيب شبكتك ونخلص الشهادة علشان نكتب الكتاب ونعلي الجواب وتبقي حلالي يا ست البنات
هرعت فرحه من امامه حين لاحظت انهم وحدهم بالغرفة وجرت الي الخارج فرات امها تودع ابيها
دنت من امها وقبلتها بقوة وكذلك اخواته واستقلت السيارة وانتظرت الي ات ابيها وخطيبها الذي جلس بجوارها وجلس ابيها في الامام
وانطلقت السيارة ، ظل فاروق طول الطريق يحدثها عن شكل حياتهم بعد الزواج، واخذه الحماس وامسك يدها فدفعته بغضب وصاحت فيه بصوت خافت:
احترم نفسك يافاروق احسلك، مش انا اللي الكلام بيدوخني، اظبط كده بدل ما اقول لبويا وتبقي جنازة بدل ما هي جوازه اتعدل كده ماشي
تافف فاروق من طبعها الحامي الذي وضع حدود بينهم لا يتقبلها وهما مقبلين علي الزواج بعد ايام ويريد ان يزيل تلك الحدود حتي يستطيع ان يجعل الود بينهم سهل ليلة زفافهم فغامت عيناه ورد عليها بحنق وصيق:
معرفش انت بتعمليني كده ليه كاني غريب عليكي مش خطيبك ودبلتي في ايدك من سنه، وكلها يومين وابقي جوزك، في ايه يا فرحه دا انا بحبك يا بت وعاشقك وابن عمك اصونك واخاف عليكي
تنهدت فرحه بضيق من طلبه بان تتهاون معه وهذا ليس حقه وردت عليه بحدة :
لو صح كلامك بتخاف عليا وتصوتي، يبقي تحفظ حق ابويا فيا باني بنته وحقي احافظ علي تربيته فيا، انا كده وهفضل كده يا فاروق لو مش عجبك
خد دبلتك وبلاها السفريه دي ملهاش لزمه
انتفض فاروق من حدة رفضها لتودد بينهم ، وقال بضيق من عرضها بان ينهي ما بينهم ان لم يعجبه طبعها واحترامها لتربيتها واخلاقها العالية :
حقك عليا يا فرحه انت صح وانا غلطان، والله انت غالية عليا وحبي ليكي هو السبب في شوقي للود بينا لكن خلاص هصبر كلها ايام وتبقي حلالي واللي بينا هيكون برضا ربنا اللي هيجمعنا في حلاله
سماح يا ست البنات وياريت تنسي اللي حصل
هزت راسها بالايجاب ووضعت يدها بين راحت كفها كي تبعدهم عنه واخذت تتحادثه في نتيجتها التي تنتظرها علي احر من الجمر وتتمني من الله النجاح
ظل هكذا الي ان وصل الي احد الوحداث الصحيه، وقام ابيها بعمل الشهادة ، وبعدها انطلق الي الصاغة وابتاع لها شبكة كبيرة تقديرًا لمكانتها في قلبه، وابتاع خاتم خارج الشبكه وطلب منه ان يلبسها اياه كعربون صلح لما بدر منه
لم يفهم ابيها سبب اقدامه علي ذلك لكنه طلب من ابنته قبوله فالبسه فاروق اياه وقبل يدها باحترام وقال:
ده حق صلحك، واي مره ازعلك فيها هتكون دي ضريبة الصلح بينا تطلبيها مني، بس مش معني كده اني ممكن ازعلك ، ويشهد عليا ربنا اني ما هزعلك وهتكون دي هديتي ليكي عن كل يوم هتعشيه معايا سعيدة ماسي يا فرحة قلبي
كان حديثه هذا سبب في شعور فرحه بالراحه معه لان هذا يثبت حبه الكبير لها وخوفه علي زعلها، حتي انه وضع عقابه بنفسه
اوصل فاروق عمه وفرحه الي فيلا الديميري وانطلق هو لانهاء ما اتي لشراءه
دلفت فرحه مع ابيها الي الفيلا وقد اصابها الهلع من البذخ الواضح في الفراش الفخم والاثاث الغالي
جلس عويس وجلست هي بجواره وعيناها تجول فيما حولها غير مصدقه انه يعيش في كل هذا الترف امتثال هانم وابنها فريد الوريث لكل املاك العائلة
دلفت عليهم امتثال هانم مرحبا بعويس:
اهلا اهلا يا عويس اخبـ.ـارك ايه وفين زينب انا اتصلت بيهم يبعتولك انت وهي انا محتاجاها ضروري
ارتبك عويس ورد عليها :
والله يا هانم غصب عني مقدرتش اجيبها معايا، لانها بتجهز فرح بنتي ان شاء الله اخر الاسبوع
طالعتها امتثال بحيرة وضيق :
يعني ايه يا عويس، انت عارف مش بامن لحد اكل من ايده غير مراتك، هاتها النهاردة وبكرة، بس، فرح ابني بكرة وبعدها هياخد عروسته ويسافر، وليك مبلغ محترم يساعدك في جهاز بنتك غير نقطتها قلت ايه، هبعت معاك عربية تجيبها اتفقنا
هز عويس راسه بحيرة، لا يعرف ماذا يرد عليها فقالت فرحه موضحا وضع امها:
والله يا ست هانم ما ينفع امي محتاسه لسه هتعمل الكحك والبسكويت، فطرتي وعزمت الناس عليهم هتبدا فيهم من بكرة صعب تسيب صيوفها وتجي
نظرت امتثال الي فرحه بانبهار لجمالها الاخاذ وقالت:
ماشاء الله انت فرحه، كبرتي يا فرحه، وبقيتي زي القمر، مشوفتكيش من عمر سنتبن، بس انت صغيره اوي علي الجواز، مستعجل علي جوازه ليه ياعويس دي الف مين يتمناها ما تصبر شويا عليها
ضحكت فرح واخرجت شهادة تسنينها:
لا انا كبيرة كفاية وابوبا طلع ليا شهادة تسنين علشان كتب كتابي بعد بكرة علي ابن عمي فاروق
هزت امتثال راسها بالفهم وقالت:
طيب محلوله، مدام والدتك مشغوله سيب بنتك معايا لبكرة مش هي بتعرف تطبخ، وتعالي خدها بعد بكره، يكون ابني سافر مع عروسته
وخد المبلغ ده يساعدك واوعي ترفض انا معنديش ثقه في حد غيرك انت شغال معايا من سنين ثقتي فيكم عمياء ها موافق
نظر عوبس للمبلغ الذي سيجعلها يجهز ابنته احسن من اي عروس ويشرفها امام زوجها وحمـ.ـا.تها ويسد دينه ويزيد ، فتلاعبت الافكار براسه وقال:
الظاهر مفيش حل غير كده، ماشي ياست هانم بس يوم الاثنين الصبح هجي اخدها وياريت تجهزي لينا عربية تسفرنا لانه هيكون يوم كتب كتابها وعايزين نحلقه قلت ايه
تهلل وجهه امتثال بالفرحه والراحه وقالت:
ماشي يا عويس اتفضل انت ومتقلقش علي بنتك هحطها في عيني وسلامي لزينب وكمان هبعت معاها نقطتها مقابل خدمتها ليا ولابني
شكرته وتركته مع ابنتها التي تجسد الحزن علي ملامحها وقالت :
انت هخليني اخدم يا با، دا انت عمرك ما ذلتني ولا كسرت نفسي ليه كده يابا فاروق هيقول عني ايه خدامه حـ.ـر.ام عليك يابا والله
ضمها ابيها الي حـ.ـضـ.ـنه وقال:
مين قال كده انت ست البنات وهتفضلي معززه مكرمه، لو علي فاروق هقوله الست هانم اصرت تقعدي معاها علشان تشتري ليكي هدومك هدية منها، وكمان المبلغ ده هيخليني اجيب باقي جهازك بدل ما اجيبه بالدين، يعني بعززك واشرفك قدام حمـ.ـا.تك اللي مش هتريحك لو قليت معاكي
انا وفقت علشانك يا فرحه وانت عارفه غالية عليا ازاي، هما يومين هتخدميها هي وابنها وبس لان الهانم بتخاف علي ابنها لحد يسمه ومش بتثق في حد غير فينا انا وامك وهو اصلا عايش بره؛
وانت ماشاء الله اكلك احلي من اكل امك، جهزي اكلهم وخلي بالك اوعي عينك تغيب عن الاكل وانت بتجهزيه، وبعد ما يسافر البيه هاجي اخدك ونكتب كتابك ولا مين شاف ولا مين دري فهمتي
هزت فرحه راسها بالموافقه فليس امامها حيله من رفض مساعدتها ابيها وامها الذين تورطو في تجهيزها،
ضمها ابيها بسعادة وتركها في رعاية الهانم وخرج هو لانتظار فاروق الذي سياتي لكي يسافرا سويًا
*************
دلفت فرحه بصحبة امتثال هانم الي المطبخ التي طلبت منها اعداد الفطار الي ابنها الوحيد فريد
قامت فرحه باعداده باتقان جعلت امثتال تتوسم فيها خيرًا وبعد الانتهاء طلبت منها:
يلا زي الشاطرة كده طلعي الفطار للبيه وخليكي جمبه لحد ما يخلص ماشي
حدقت فيها فرحه بذعر وقالت بحدة:
اطلع ايه يا ست هانم، لا انا هجهز الاكل وبس، مليش فيه ياكل او لاء ، ياسود عيشتي عايزاني اطلع ليه اوضته دي يبقي حزن قاطع
امسكت امتثال يدها وضغطت عليه بحدة:
اسمعي يا فرحه، كلها بكرة وقلبي هيطمن علي ابني، انا مش عايزه حد يحس بخوفي عليه، انا ممكن اطلعه لكن ازاي وفيه خدم كتير بالفيلا زي ما انت شايفه، فياريت تساعديني وليكي مكافاة مني كبيرة
تاففت فرحه من طلبها وشعرت بالمسؤولية نحوها ونحو ابنها الذي تخاف عليه بشـ.ـدة فقالت بتردد:
حاضر يا ست هانم هطلع ليه الفطار واخدمه بعيني مش علشان المكافاة، والله لكن علشان خاطرك بسبب خوفك عليه
حملت الصنية واشارت اليه الهاتم علي غرفته، صعدت فرحه اليه طرقت الباب عدة طرقت فلم بجيبها احد عليها
فلم يكن امامها بد من الدخول عليه وايقاظه، دلفت الي الغرفة الغارقه في الظالم فدخلت تتحسس الي ان وصلت الي الطاولة وضعت عليها الصنية، ودنت بحذر نحو الفراش فرات جسده متوسده بـ.ـاريحيه
مدت يدها توقظه فجذب يدها وشـ.ـدها اليه وقعت بجوارها وضمها الي صدره وهو يقول:
اخيرا ضميتك لصدري يا سونس
وقرب نفسه من انفاسها اللاهثه وق.........
↚
دلفت فرحه الي غرفة فريد الغارقة في الظلام كي توقظه، وبعدما وضعت الفطار علي الطاولة، تلمست طريقها اليه حتي وصلت الي فراشه، ولكزته برفق:
يا بيه اصحي انا جبتلك الفطار
لم تشعر فرحه بنفسها الا ويده تسحبها اليه فوقعت بجواره واحتضنها بقوه هاتفًا بحميمه:
اخيرًا بقيتي ملكي وبين احضاني يا سونس،
وقرب انفاسه الحارة من انفاسها اللاهثه وكاد ان يقبلها باشتهاء حالم اصابه العشق
دفعته فرحه بعنف في صدره وصرخت فيه بغضب:
اللهي تتوكس سونس مين يلا تنشك، انا فرحه وايدك عني لاقطعهالك يا ابن الهانم
انتفض فريد من صوتها الغاضب واخذ يفرك عيناه بصدمه ومد يده اضاء القابس بجواره ونظر الي فرحه التي استقامت ووقفت بجوار الفراش تطالعه بغضب وحده وتحدى وقال بذهول:
انت مين وايه دخلك اوضتي يا بتاعه انتِ
غمغمت بشر وردت عليها بحدة:
لا والله يعني مش سونس اللي كنت واخدها في حـ.ـضـ.ـنك اللهي تنشك في نوضرك
وفجاة اشاحت بنظرها بعيدًا عنه وصرخت فيه بخجل:
قوم قوم كده واحتشم والبس حاجه استر بيها جـ.ـسمك، وبعدين اقولك انا مين
واخذت تهمهم بصوت خافت لم يسمعه:
هي ايه الشغلانه الزفت دي اللي فيها الرجاله عريانه
حدق فيها فريد بعيناه العسليتان الذين يشعان ببريق لامع يزيد من وسامته ويجسد هدوء ملامحه وقال بامتعاض من هجومه عليها:
انت مستوعبة كلامك، يعني اقتحمتي عليا اوضة نومي، وكمان بتطلبي مني استر نفسي علي اساس اني في اوضتك، اسمعي يا بتاعه انت، احسلك تخفي من قدامي بدل ما اطلع غضبي وعصبيتي عليكي، انت فزعتيتي يا مـ.ـجـ.ـنو.نه
وقفت مكانها لم تتحرك ساكنًا وقد اولتها ظهرك بعناد وتحدى وقالت:
قول اللي تقوله، انا مش همشي من هنا غير بعد ما تفطر، وانزل للهانم اطمنها انك اكلت،
خلصني بقي وقوم استر نفسك حتي لو في اوضتك عيب تقف قدامي كده مش مكسوف من نفسك
نهض فريد من علي فراشه وشياطين الغضب تتلاعب في راسه ونظر الي فرحه شزرًا بعد ان ادارها اليه فراها مغمضت العين بقوة وقال:
لا انت بلوى من بلاوى الزمن، هي مامي بعتتك ليا علشان تحرقي دمي علي الصبح، طيب خليكي كدة زي التمثال لما اشوف الست الوالدة جبتك منين
امسك هاتفه واجري اتصال بوالدته قال لها:
لو سمحتي يا مامي تطلعي هنا فورًا قبل ما ارتكب جريمه مع البلوى اللي جابت الفطار دي
اغلق معها الاتصال دون انتظار ردها وقال لفرحه:
انا داخل الحمام اخد شاور علشان استر نفسي ، واعجب جناب الكونتيسة، والله انا مش عارف اللي زيكم عايشين ليه
تركها علي وضعها ودلف الي المرحاض، ظلت فرحه مغمضت العين خجله من النظر الي جسدها الشبه عاري، لانها لم تشعر بمغادرته الغرفه، ذلك لعدم علمها بان المرحاض يوجد داخل الغرفه وليس خارجه،
ظلت هكذا الي ان شعرت بالملل وقالت:
هو انت هتخرج في سنه ما تخلص انا تعبت بقي
سمعت ضحكه حنونه وصوت امتثال هانم ترد عليها؛
والله انا اللي تعبتلك سلف، مغمضه عينك كده ليه، ايه شفتي عفريت ثم انت بتكلمي نفسك مفيش حد غيرك بالاوضه يا فرحه
فتحت فرحه عيناها وطالعت الهانم بدهشه، وجالت في ارجاء الغرفه تبحث عن ابنها وقالت بـ.ـارتباك:
لا يا هانم مشوفتش عفريت ، بس ابنك كان من غير هدوم ومسترش نفسه قدامي شكله مش بيستحي ولما وطلبت منه يستر جـ.ـسمه لقيته بيزعق فيا وقالي خليكي وقفه كده متتحركيش وهيدخل يتحمم ويستر نفسه، بس هو خرج امتي والباب كان مقفول
ضحكت امتثال من براءة وخجل فرحه الريفي الذي مازال يحافظ علي الاحترام والاحتشام امام البنت رغم انها واثقه ان ابنها لم يكن عاري كم صورته وقالت لها تهدا من عصبيتها وخوفها:
طيب اهدى وانا هفهمك، ابني لسه في الاوضه، لكن في حمامه الخاص، قوليلي بقي مش معقول اتنرفز عليكي علشان صحتيه اكيد في حاجه حصلت
نكست فرحه راسها ارضا وقالت بحياء شـ.ـديد:
ابنك مش محترم وقليل الادب، قال ايه يخدني في حـ.ـضـ.ـنه وعايزني اسكت لا وكمان عايز يا يا
اهو بقي قلة ادب والسلام ويقولي يا سونس قال سونس قال سونس في عينه الزايغة
انفجرت امتثال في موجه هستريا من الضحك حتي كادت تقع من عدم سيطرتها علي نفسها وقالت:
لا انت ملكيش حل، دا والدك راجـ.ـل طيب ومامتك ست سكره هادية ، انت طلعه حمئية وطبعك حامي كدة لمين قوليلي
عمتنا حقك عليا، الظاهر انه كان بيحلم، سونس دي عروسته اللي دخلته عليها بكرة
انا لما يخرج هفهمه انت مين وهو عارف ان بثق في والدتك ازاي لانها كانت دايما مسؤوله عنه وعن طعامه طول وجوده في العزبة
هزت فرحه راسها بالموافقة لكنها مازالت تشعر بعدم الراحه من لمسته اليه وقالت:
بس يا يا هانم متزعليش لو ابنك كرره الله في سماه لاقطع ايده واللي يحصل يحصل ده خطيبي اللي هيبقي جوزي كمان كام يوما ميقدرش يعمل....
لم يهملها كي تكمل كلامها وادراها اليه وصاح فيها بحدة وغضب يماثل غضبها منه:
انت يا بتاعه عايزه تقطعي ايدى، طيب وريني يا حلوة، وانا بقي اللي هرجعك لاهلك جثه
وقفت والدته بينهم وصاحت فيه:
فريد اهدى من امتي بتتكلم بالتهديد والوعيد، فرحه ضيفه اكثر منها مساعدة في خدمتك، بلاش خدامه لانها مش خدامه عندنا دي واحده عملت فيا معروف مش جزاءها الاهانة، ثم انت غلطت ولازم تتاسف
ازاي تاخدها في حـ.ـضـ.ـنك ومتوقع انها تسكت علي وضع مهين زي ده، علي فكرة هي كمان عروسه وهتنجوز خلال ايام، فبلاش تضايقها بعصبيتك دي
لانت ملامح فريد واخد يطالعها بنظرات غامضه وقال:
دا امه داعيه عليها اللي هتكون من نصيبه، دي مـ.ـجـ.ـنو.نه ولسعه، انا مخدتهاش في حـ.ـضـ.ـني رغبه فيها كنت بحلم، ودي بدل ما تبعد عني فزعتني ووترتني
ثم من امتي بتامني لحد غير زينب تجهز ليا اكلي طول ما انا بمصر،
تنهدت امتثال بهدوء ونظرت الي فرحه الصامته بصدمه من حديثه ابنها الجائر وقالت:
ما انت لو سمعتني هتفهم، دي فرحه بنت زينب ووالدتها علشان بتجهز لفرحها اللي بعد ايام كان صعب تجي تخدمك، وفرحه العروسة اللي من حقها تهتم بطلباته وافقت مشكورة علي انها تقوم بدور امها يبقي نشكرها ولا نغلط فيها
اشاح بيده ببرود ورد علي والدته بحدة:
والله يا ماما خوفك هو سبب كل ده، انت حره معاه بس بعيد عني تجهز ليا اكلي او لاء اتصرفي انت معاها، وياربت تتفضلو انتو الاتنين ، عايز اغير وانزل اتريض ،واشوف عروستي حجزت ولا لسه، واجهز نفسي لزفافي بكرة يا ست ماما
نظرت والدته الي الطاولة فوجدت الفطار علي حاله فقالت له بضيق:
مش هتخرج قبل ما تفطر، وبالنسبة لفرحه ليك عندى مش هتشوفها تاتي، بس الاول لازم تعتذر ليها لانك غلطت في حقها
تافف فريد بضيق من تصميم امه بالاعتذار لها وطالعها بنظرات متفحصه فلاحظ جمالها الاخاذ فصمت برهه وترك عيناه تحوم عليها وقال باسما:
انا هعتذر لان الجمال ده حـ.ـر.ام حد يزعله، سوري يا انسه علي اني حـ.ـضـ.ـنتك مقصدتش استغلك،ممكن بقي تختفي من قدامي ولحد ما اسافر بعروستي. مش عايز اشوف وشك الجميل ده يا قطه
غمغمت والدته علي سخريته منها لكن فرحه ردت عليها قائلة باعتزاز نفس:
انت شايف جمالي بعيونك، لكن خطيبي شاف جمالي اللي يعمر بيته ويعرف انه اختار الزوجة الصالحه ليه وام لا لاولاده، مش امه داعية عليا زي ما بتقول، روح ربنا يصلح حالك ويرزقك الزوجة الصالحه يا بيه
قبض فريد علي قبضت يده بقوة ولاحظت والدته تبدل ملامحه من السخرية الي العضب، فدنت من فرحه وربتت علي كتفها وقالت:
انزلي انت يا فرحه دلوقتي وانا هقعد مع فريد لحد ما يفطر، وحقك عليا لو لسه زعلانه يلا
خرجت فرحه وهي تطالعها بضيق، زفر فريد بضيق بعد مغادرتها وحدث والدته بعصبيه:
انا ممكن افهم حمايتك دي هتخلص عليا امتي، ماما انا مبقتش صغير،ومن بكرة هكون زوج ومسؤول عن زوجة، ده غير هستلم ميراثي كامل بعد ما نفذت وصية جدي باني اتجوز قبل ما ابلغ ال٢٥ سنه
جلست والدته علي الفراش وطلبت منه ان يجلس بجوارها وقالت له بحـ.ـز.ن:
اسمع يا فريد انا في رعـ.ـب من يوم موت والدك ، اللي متعرفوش ان عمك اللي انت رايح تتجوز بنته كان طمعان في كل حاجه ليه، لولا جدك وقف في وشه، كتب وصية تحمي مالك وحقك، لكن عمرها ما تحميك من غدر عمك اللي كان عايز يتجوزني علشان بكوش علي كل حاجه
زفر فريد بحدة ونهض من جوارها وقال بعد تفكير:
ياماما لو كلامك ده سليم, ما عمي خد نصيبه من الميراث وفتح شركة بره مصر وعايش بعيد عني، لولا دراسة بنته مكناش اتقبلنا وحبيتها، وهتجوزها
ثم عمي لو عايز يموتني زي ما بتشكي فيه خلاص انا هتجوز بينه وهستلم الميراث وهيبقي ليها كل اللي ليا، خوفك ملهوش داعي صدقيني
نهضت امتثال ودنت من ولدها الغير مقنع بظنها في عمها وحماه وقالت:
انت مش فاهم حاجه ولا عايز تفهم، عمك اللي خده من الميراث ميجيش الربع، احساسه بانك اخدت باقي نصيبه عمره ما هينساه ليك، ولو زي ما انت متصور هيكتفي بجوز بنته منك تبقي واهم، وبكره تشوف هيرسم عليك تشاركه ويستنزف اموالك
هز فريد راسه بحدة رافض ظن امه السئ، وعقب علي حديثها عن المال وحقه بالميراث قائلًا:
المال المال كل حاجه المال، انا مش عايز المال ده لو كان سبب في حقد النفوس، سامحيني يا ماما لو عمي طلب مني فلوس انا مش هتاخر عليه ، لانه هيكون ابو زوجتي وجد اولادى قبل ما يكون شريكه
هز امتثال راسها بالم وحـ.ـز.ن علي تعب زوجها وحالة الرعـ.ـب التي عاشتها من يوم وفاته وقالت:
لو علي المال ان مش عايزاه يا فريد، لكن ده تعب ابوك سنين عمره، والدك لما استلم تركه ابوه كان جدك اعلن افلاسه وحصل ليه جلطه بسبب انه مديون، فضل ابوك يكافح ويسدد ديونه ووقف الشركة علي رجلها من جديد، كل ده من مشروعه الخاص، اللي ضمه علي ميراث جدك،
لولا انه بـ.ـار بابوه كان خد كل حاجه لكنه اشتغل باسم جدك لحد ما زاد المال والثروة اضعاف ما كانت عليه ايام جدك، وقتها جدك طلب منه انه يكتب كل حاجه باسمه لانه حقه وكفاية يكون اسمه صوري علي الورق، لكن القدر كانوبالمرصاد وابوك مـ.ـا.ت وساب كل حاجه زي ماهي باسم جدك
علشان كده زجدك كتب الوصية اللي تحفظ ليك مالك وحسن ابنه يورث الربع والباقي كله لحفيده عند بلوغه اال٢٥ علي شرط يكون متجوز
وانا عارفه ليه الشرط ده، لان ده نفس السن اللي اتجوز فيه والدك ، جدك شاف ان ده سن النضح ليك وعايزك تنعم بالاستقرار اللي يكون سبب لنجاحك
بس عمك مكنش قابل الوصية وبالذات ان المحامي بلغه بيها قبل ما يموت جدك، وجه هنا وهددني ان مش هيسامح في نصيبه وهيحجر علي ابوه،
ولما جدك عرف بنيته بالحجر عليه ،اتصـ.ـد.م في ابنه ومـ.ـا.ت بحسرته، بعدها عمك بدا يتودد ليا علشان يتجوزني، ولما صديته فكر يسمك
ايوه يا فريد سمك حتي لو طلع برئ لكن السفرجي قالي ان عمك هو اللي اداله السم
تلاقت نظراتها بنظرات ابنها المذهول واكملت:
صدقني استلامك للميراث هيبعد شره لان خلاص المال بقي مالك، وجوزك من بنته اعتبرته حماية ليك
علشان كده وافقت علي جوزك منها رغم كرهي لعمك لكني مش هطمن غير لما ربنا يرزقنا باحفادى منك حتي لو هيكون عمك ليه فيهم زي
اخذ فريد نفس عميق ورد عليها بعدم اقتناع:
ياماما لو عمي كان عايز يخلص مني كان حاول وانا بره مصر، مش شرط الاكل ، وكمان ليه مبلغتنيش بكل ده قبل كده واشمعني النهاردة يا ماما
نهضت من جالستها واقتربت منه وضمته بقوة الي احضانه بحنان امومي جارف:
علشان زي ما قلت كبرت يا فريد وان الاون تعرف عدوك من حبيبك انا عرفتك اللي حصل واللي ممكن يحصل وانت حر، لكن بالنسبه لسوسن انا معنديش مشاكل معاها مدام شايف انها الزوجة المناسبة ليك
قبل فريد راسها وابتسم اليها براحه :
صدقيني يا ماما كل خوفك ده اوهام، وبكرة لما ربنا يرزقنا بالاولاد هتشوفي قد ايه ظلمتي عمي
ممكن بقي تسمحيلي اكلمها واطمن اشوفها حجزت ولا لسه، لولا امتحاناتها كنت خليتها تنزل معايا، بس هي خلاص اخر يوم كان النهاردة وعدتني تحجز وتسافر لولدها في المانيا. وترجع علي مصر معاهم
هزت امتثال راسها بالموافقة وقالت:
هسيبك تكلمها براحتك بس الاول افطر وحياتي عندك، لو لسه حياتي غالية عليك
ضمها فريد الي صدره بقوة واخذ يدها وجلس علي الطاولة وجذبها كي تجلس هي الاخرة وقال:
هفطر علي شرط تفطري معايا يا ست الكل
جلست امتثال امامه واخذت تنظر اليه بحنان وحب جارق وخوف لا تعرف سببه، وقالت:
حاضر يا كل حياتي ودنيتي
**************
بعد الفطار ارتدي فريد زيه الرياضي وخرج الي التريض ودخلت امتثال غرفتها وطلب من الخدم ارسال فرحه اليها:
بعد قليل طرقت بابا غرفتها فسمحت ليها بالدخول
طالعتها امتثال بابتسامة حنونه وقالت:
اقعدى يا فرحه، انا عارفه ان ابني مقصدش يزعلك لكني بعتذر ليكي عن اي اساءة صدرت منه دي حاجه ام الحاجه التانية، عايزه منك تجهزي الغداء بايدك وتحرصي محدش يساعدك في اي حاجه
سامحيني لو هتقل عليكي لكن الخوف اللي جوايا مش لاقيه ليه مبرر غير اني اكون حريصه علي حياته
زي ما كنت طول الخمستاشر سنه اللي فاتو
تنفست فرحه بضيق من تحمل مسؤولته كم تحملها امه وقالت برهبه:
والله يا هانم انت بتحمليني مسؤولية كبيرة اووي وخوفتيني، بس حاضر وان شاء الله تفرحي بيه وباولاده، بس وحياة النبي بلاش اوديله الاكل اوضته تاتي ، كفاية اللي حصل
ضحكت امتثال وردت عليها:
لا خلاص هو مش طايقك، وممكن خطيبته تحضر في اي وقت النهاردة او بالكتير الصبح هي واهلها، علشان كده عايزاكي تبقي حذرة و حريصه اووي في وجودهم لان الشر لو اذي ابني هيكون منهم
ضـ.ـر.بت فرحه صدرها بهلع وتفوهت بصدمه:
ينهار ملوش ملامح، معقول بنت عمه وعروسته تاذيه
طيب ليه، هي في حاجة تستاهل كده
هزت امتثال راسها بالايجاب:
للاسف يا فرحه الطمع يعمل اكثر من كده، اصلك طيبه وعلي سجيتك منعرفش النفوس شايله ايه، ادعي معايا بكرة يمر علي خير وافرح بفريد زي ما كل امه امنية حياته تفرح بابنها
ردت عليها فرحه بابتسامه ساحرة :
ان شاء الله هتفرحي وتتهني وتشيلي احفاده كمان
************
عاد فريد من تريضه وصعد الي غرفته وبعد ساعه نزل الي الاسفل وسال عن والدته
فابلغوه انها بغرفتها تاخذ قيلولة العصرية، فزفر بضيق وارتدي ثيابه وخرج من الفيلا،
عاد في المساء وتناول وجبة العشاء معها وابلغها بان خطيبته واسرته سيقامون بالحجز غدا، وطلب منها تجهيز جناح كامل لهم لاستضافتهم
ومر اليوم علي ذلك وظل فريد طول اللليل يحادث خطيبتها عن تجهيزاتهم لحفلة الزفاف غذا
اما فرحه فدخلت تنام مع زوجة غفير الفيلا كم قالت لها امتثال هانم
وفي اليوم التالي كانت الصدمـ.ـا.ت لا تتوقف واختمت باكتشاف نص في الوصية لم يعلم بها احد الا حسن الديميري والد العروس ؟!!!!
ليس لنا مهرب من اقدرانا وما كتب علينا نصيبًا، فان رضينا بما قسم الله لنا كانت الحياة اخف وطئ علينا وعلي احلامنا التي لن تهرب منا امام اصرارنا؛
اشرقت شمس صباح اليوم المنتظر، استيقظت فرحه كي تساعد في تحضرات الزفاف مع العاملين بالفيلا، الا ان امتثال اختصتها بكل ما بخص ابنها فقط؛
طلبت منها ان تقوم بتجهيز العشاء الخاص بابنها وعروسه بعد تحضير الفطار
امتثلت فرحه الي طلب الهانم، وقامت بتجهيز الفطار اول الامر، فاخذت منها امتثال الافطار وصعدت الي غرفة ابنها الذي لم يستيقظ الي الان
كانت الحركة في الفيلا دؤوبه لا تتوقف من تجهيزات العرس، وتعليق الزينات التي جعلت فرحه تنبهر بها وتمنت ان تنال لو القليل من ذلك يوم زفافها علي ابن عمها فاروق الذي سيكون خلال ايام
رات العمال وهما يعدون الكوشة للعرسان ونظرت الي المقاعد الوثيرة وسط حديقة الفيلا وحسدت العروس علي تلك المراسم التي ستجعل ليلة عرسها لا تنسي
واثناء ذلك اتي شخص من وراءها وسالها بلهفه:
انت يا شاطرة هو فين فريد بيه او امتثال هانم
استدارت اليه فرحه وطالعته بدهشه. بسبب نظراته اليها التي كانت تتفحصها بتعجب واستغراب وقال:
ايه ده انت مين انا اول مره اشوفك هنا، يخرب بيت جمالك هو في كده
امتعضت من تفحصه بها وردت عليه بحدة:
الهانم في اوضة فريد بيه، اي خدمه وحضرتك مين
ابتسم السائل من ردها الحاد وطالعها باعجاب قائلًا:
مش مهم انا مين انت اللي مين، و بتعملي ايه هنا
همت بالرد عليها فلاحظت تحديقه فيها باستغراب ففهمت السبب حين رات انسدال احد ضفائرة من تحت طرحتها مدت يدها وربطتها في اختها وردت علي بتـ.ـو.تر :
انا ضيفه عند الهانم لحد الفرح، ها في حاجه تاتي عايز تعرفها، قولي بقي انت مين وعايز ايه
حامت عيناه عليها دون توقف كانه يريد حفظ ملامحها الجميلة الهادئة بسحرها الخلاب الذي يجذب الروح والنفس قبل العين وقال بانجذاب ملحوظ:
انا عادل منصور صديق فريد، بس الواضح انك ضيفه من العزبة لبسك وطريقتك وضفايرك بيقول انك فلاحه اصيله لسه خام وعلي سجيتك
بس عارفه انت لو من المدينه كنت بقيتي ملكة جمال مصر بلا منازع، اسمعي لو عندك النية كلميني وانا هحطك علي اول طريق الشهرة والنجومية
حدقت فيه بذعر وصاحت بعنف ردًا علي عرضه:
طريق ايه يا اخينا انت، هو كل اللي يهمكم الجمال
وبس مفيش حاجه عندكم اسمها اخلاق واصول ، استغفر الله العظيم، ناس مخها فاضي
بقولك ايه اتفضل ادخل للبيه جوا، وطلعني من نفوخك الله لا يسئك انا حالي عجبني كده وراضية بيه قال ملكة جمال قال بلا وكسه
ضحك عادل من مفرداتها العفوية التي ردت بيها عليه دون ادني عناء تعبيرًا عن سخطها ورفضها التام بان جمال الوجهه هو المقياس الوحيد لجمال المراة، مما جعله ينبهر بحسن خلقها ونضج عقلها، فاخذ يضـ.ـر.ب كف بكف وقال باسف:
وربنا يابنتي انت خسارة، مقومـ.ـا.ت الجمال عندك مش في ملامحك بس، لا انت عندك حضور وكاريزما مصدفتش زيهم في اي بنت من البنات خلال فترة عملي معهم، بقولك ايه فكري في عرضي مش هتخسري حاجه صدقيني
اخرج كارت تعريفي له واعطاها لها واكمل :
خدي دي الكارت بتاعي، سيبك من اني محامي، لكن انا مسؤول عن عدد من التوكيلات لاكبر بيوت الازياء والتجميل علشان كده انا واثق انك لو اتقدمتي هتفوزي وبجدارة
غمغمت فرحه بعصبيه وردت عليه بجفاء رافضه تناول الكارت منه بنفور واضح :
شكرا ميلزمنيش انا واحدة شايفه نفسها ملكة في بيت رجلها اللي هيصونها ويحفظها، ويشوف جمالها في حسن معشرتها ليه وتربيتها لاولاده
اتفضل يا حضرت ادخل للبيه، وسيبك مني انا مش منكم ولا يشرفني اكون زيكم
تركته في حيرتها واعجابه المتزايد بها ودلفت الي داخل الفيلا، لحقها عادل لكنه لم يحصلها،
**********
في غرفة فريد
لكزته امه برفق كي يستيقظ، الا انه أبيِ الا ينهض وقال لها بضيق وحنق واضح:
لو سامحتي يا ماما سبيني في حالي دلوقتي انا مش طايق نفسي
ضحكت امتثال والحت عليه كي ينهض وقالت:
قوم يا كسلان، في عريس ينام لحد دلوقتي، مش تقوم تشوف عروستك هتوصل امتي وتلقي نظرة علي تجهيزات حفل زفافكم
ضحك بتهكم ورد عليها دون ان ينظر اليها:
خلاص مفيش فرح يا ماما، سوسن مش عارفه تحجز وحتي لو اخدت ترانزيت مش هتلحق توصل النهاردة ممكن بكرة زي ما قالتلي انها هتحاول تجي باي طريقة، ياريت كنت اصريت تنزل معايا
جذبته امتثال من كتفه وادارته اليها وصاحت بجزع:
انت بتقول ايه،بصلي كده وفهمني يعني ايه مش عارفه تحجز، ايه خلاص الطيران اتوقف بينا وبين المانيا، قوم اتصل بيها شوفها فين الهانم هي وابوها
خليها تتصرف، او تحجز طيران خاص انا مستعدة اتكفل بكل التكاليف، انت لازم تنجوز النهاردة باي شكل، فاهم مش هسمح تعب ابوك يضيع منك
انتفض فريد من فراشه ورد علي والدته بغضب:
كل اللي همك الميراث، ومشاعري وحياتي اللي رتبتها عليها واحلامي اللي بقت سراب، واحراجي قدام اصحابي اللي جايين خصوصي من بعثاتهم علشان يشاركوني فرحتي، ورسالتي اللي من بكرة لازم اسافر علشان اكملها ، كل ده اتبخر في ثواني
وانت تقولي الميراث وعمي اللي عايز بخلص مني،
دنا منها وصاح فيها دون وعي بغضب قـ.ـا.تل بمزقه:
ها هتقولي في دي ايه دلوقتي، بردك عمي عايز يخلص مني، اظن بجوازي من سوسن الميراث كان هبقي تحت تصرفه، لكن بعد ما خلاص الميراث هيروح عليا، هو خسران وانا خسران اظن ده يثبتك انه مكنش عايز يخلص مني زي ما كنتي بتظني فيه، ياربت ،تعترفي يا ماما انك ظلمتي عمي
اتاه الرد الصادم من صديقه عادل الذي دلف عليهم الغرفه وقال باسف :
للاسف يا فريد والدتك كانت علي حق في كل كلمة قالتها عن عمك
التفت الاثنين اليه باستغراب وساله فريد بلهفه:
وعرفت منين انها علي حق، ايه كنت شاهد علي سعيه انه يسمني زي ما ماما بتقول ولا هو قالك
بس في حاجه نسيت اسال عنه، في حالة وفاتي او عدم تنفيذي للوصية الميراث بيروح لمين
ابتسم عادل ورد عليه بثق:
هيكون كله من حق عمك يا فريد، دي الحقيقة اللي دلست عليكم من الوصية الاصلية
حدقت امتثال فيها ودنت منه وهزته بقوة واردفت:
انت بتقول ايه مستحيل، جد فريد يعمل كده، انا واثقه في حال عدم تنفيذ الوصية او وفاة فريد الثروة كلها تصبحي حقي ولي حرية التصرف فيها وده سبب ان حسن حاول يتودد ليا ويتجوزني
هز عادل راسه بالنفي وقال موضحًا:
اهدى يا امتثال هانم، هي فعلا دي الوصية الاصلية اللي كتبها جمال الديميري لكن المحامي غيرها بعد ما حسن بيه عرض عليه ربع الميراث وده بعقد موثق
انهارت امثتال باستسلام علي فراش ابنها الذي سال عادل بحيرة وعدم تصديق:
وانت عرفت منين كل ده يا عادل، ولا هو كلام وبس
قولي فين الدليل علي كلامك لو صحيح
اخرج عادل من حقيبته صورة لعقد الوصية الحالية، وصورة من وصية اخري قبلها بيوم فيها كل ما قالته امتثال وقال:
اتفضل شوف الورق ده وانا هوضحلك كل حاجه، لان الصدفه بس هي اللي وصلتني للحقيقية
تناول فريد الاوراق وطالعهم بتفحص فلاحظ امضاء عمه علي عقد يلزم نفسه للمحامي بربع ثروته نظير تسير اعماله، دون ذكر محتويات الميراث:
صدم فريد في عمه بعدما تاكد بان الاختلاف بين الوصيتان اتي بناء علي هذا العقد فسال عادل:
ممكن تفهمني انت ازاي اتوصلت للاوراق دي، وليه المحامي عنل كده وخان الامانه وامتي
طلب عادل منه الجلوس وجلس هو الاخر وقال:
انا قولتلك ان الصدفه هي اللي وصلتني للورق ده،
لما اتصلت بيا امبـ.ـارح وطلبت مني اجيب ليك شهادة تخرجك الاصلية اللي معايا
وقتها روحت المكتب لاني محتفظ بيها هناك، ولان عارف ان الاحد اجازة المكتب فتحت ودخلت وانا في طريقي للمكتبي سمعت الاستاذ سعيد بيكلم حد
كنت هدخل اسلم عليه واعرفه سبب حضوري
لكن اول ما سمعت اسمك وقفت مكاني اسمع بيكلم مين والحوار علي ايه وكان كالتالي
اسمع يا حسن احنا خلاص وصلنا للنهاية، عقد اتفقنا في ايدى اهوه، مجرد ما اسلمك ميراث فريد بكره خالص ليك ، عليك تسلمني نصيبي، انا قدرته ب١٧ مليون، والباقي مبروك عليك،
ونصيبي ده بناء عن اصوال الشركة والعزبة والاراض والارصدة اللي في البنك، وطبعا انت عارف لاني محامي العيلة عارف الثروة تقدر بكام اتفقنا ولا تحب اظهر الوصية الاصلية
رد عليه حسن بـ.ـارتباك ولم يلاحظ ان المحامي يقوم بالتسجيل له لكي ياخذه دليل عليه حتي لا يتهرب منه وقت التنفيذ فقال:
مالك بس يا استاذ سعيد عشر سنين واحنا بننتظر اليوم ده واتفقنا علي كل حاجه من زمان معقول هنختلف دلوقتي، اكيد لاء طبعا حقك محفوظ
بس طمني فريد ممكن يطعن في الوصية دي بما ان والدته الوصية عليها بناء علي الوصية الاصلية هتكتشف الاختلاف بينهم اكيد مش هتسكت
ضحك المحامي ورد عليه بثقه:
يا حسن انا ماشي كل حاجه قانوني، ومتنساش ان وصية والدك الله يرحمه، غيرتها قبل ما يموت بيوم ووثقتها بالشهر العقاري وهو في مرض الموت، طبعا امتثال متعرفش غير الوصية الاولي اللي بتعطيه الثروة في حالة عدم تنفيذ ابنها الوصية بزواجه قبل عيد ميلاده ال٢٥ او في حالة وفاته
لكن احنا لغينا البند الاخير وضيفنا البند الجديد اللي بيه الثروة كلها هتكون ليك في حالة عدم تنفيذ فريد لوصية جده الله يرحمه
المهم بنتك وصلت عندك ولا لسه، لازم تتصلو بيه بكره وتعرفوه ان مفيش طيران وبعدها تقفل تليفونك بعد ما تعشموه بانك هتحاول توصل مصر باي طريقة كانت، اتفقنا با حسن
رد عليه حسن بسعادة:
متقلقش سوسن وصلت والصبح هتبلغه وبعدها مش هيقدر يوصلنا المهم، انه يتم ال٢٥ سنه دون زواج
انهي عادل ما دار بين عمه والمحامي وزفر بضيق:
بصراحه اتصـ.ـد.مت في استاذ سعيد، ودخلت مكتبي وانتظرت انصرافه وفضلت احاول طول الليل مع ارقام الخزنه بكل التواريخ اللي اعرفها عنه لحد ما فتحت وصورت ليك كل الاوراق دي
علشان اكشف ليك خداع عمك وطمعه فيك هو وبنته
هز فريد راسها بعدم تصديق وصرخه بصدمه:
مستحيل مستحيل يعني حب سوسن ليا كان كلها كذب وخداع مش ممكن انا مش قادر اصدق
امسك هاتفه واتصل بسوس في اول الامر لم تجيب بعدها تم غلق الاتصال، اتصل بعمه واخيها وامها كل الهواتف تم قفلها كم هو مخطط له
تكـ.ـسرت كل امال فريد في عدم صدق ما قاله عادل وانهار بانكسار وقال بلوعه:
معقول المال يغير النفوس بالشكل ده، معقول عمي كان عايز يقـ.ـتـ.ـلني علشان يورثني بجد، معقول بنته خدعتني باسم الحب علشان تضيع ثروتي عليا بتخليها عنا يوم زفافنا، كده فهمت ليه كانت دايما تاجل وتقولي خليها لما تخلص دراستها
كان كله خطه لتاجيل الزفاف الي اخر بوم قبل عيد ميلادى، انا مش مصدق بجد ان عمي وبنته من عبيد للمال الف خسارة يا الف خسارة
اخذ نفس عميق وكتم حـ.ـز.نه بداخله وقال:
عادل اتصل باصحابي اعتذر ليهم، واسمع انا مش عايز لا مال ولا ثروة خليهم لي عمي يشبع بيها
يكفيني علمي ابني بيه نفس واسس مستقبلي
اعترضت والدته بشـ.ـدة عليه وقالت:بحدة تحفزه علي التمسك بما ترك له والده
مستحيل اسمحلك تتنازل عن تعب ابوك يا فريد، لو جدك كان شايف ان ابنه حسن يستاهلها ثروته كان سابها ليه، لكن جدك شرط تكون ليك انت وبعدك ليا علشان احافظ ليك علي مالك، وموضوع جوزك قولتلك علشان تستقر وتاسس اسرة خاف المال يجرفك وتنسي نفسك
لكنك هتنفذ الوصية وهتتجوز النهاردة لو وصلت اني ااجر ليك بنت لحد ما تستلم ميراثك، وبعدها انت حر اتصرف في ثروتك زي ما انت عايز لكن تسيبه لعمك لاء والف لاء
امسكها فريد من كتفها وهزها بغضب حاول السيطرة عليه حتي لا يغضب علي امه:
ارحميني يا ماما، المال ده كان اكبر نقمه عليا ، كنت معرض للقـ.ـتـ.ـل واتخنت واتخدعت باسم الحب، عايزه ايه يجرالي تاتي ارجوكي بقي ارحميني
تدخل عادل في الحوار الدائر بينهم وقال مدعمًا موقف والدته وماشف له مزيد من الالعيب ؛
علي فكرة يا فريد موضوع ان عمك كان عايز يسمك دي كمان كانت تمثليه،
كان في اعتراف من السفرجي قال ان البيه طلب منه يقول كده علشان يخلي الهانم تخاف عليك، وتسعي لزواجك من بنته لما تتقرب منك علشان تتقي شرهم
ونفس الوقت يبعد الشك فيه بتغير الوصية فهمت
اخذ فريد نفس عميق وزفره بحدة حتي يخرج انفاسه المخـ.ـنـ.ـوقه بداخله من فعل الخداع والاكاذيب التي تعايش معها بصفاء نية وبلا ضغينه وقال :
حتي دي كانت خدعة لخدمة اهدافهم واغراضهم الدنيئة ، ياه هي الفلوس بتتحكم بالنفوس بالشكل ده، وبتسود القلوب وبتقطع صلة الارحام لدرجة دي مستحيل يكون اللي بينا صلة دم يا مليون خسارة
تنهدت امتثلل براحه لكن مازال القلق يساورها عليه من عدم تنفيذ وصية جده وقالت تنصحه:
اسمع يا فريد لو فعلا عايز تريح والدك وجدك في قبرهم لازم تنفذ الوصية وانا هساعدك
ثم ستدرات الي عادل وسالته بجدية:
عادل شوف لينا بنت من الطبقة الراقية تقبل بالزواج من ابني وليها مليون جنيه وقت الطـ.ـلا.ق وسيارة
حك عادل ذقنه بتفكير عميق وقال بتردد:
منصحكيش يا طنط، اي واحدة هتكون ليها طلبات كتير ولو راقية اكيد هترفض تتجوز بالشكل ده، ولو بنت من اياهم هتستغل الوضع اسوء استغلال ويمكن تبتزكم ووتعمل ليكم فـ.ـضـ.ـيحة او تتحالف مع المحامي وعم فريد ضدكم علشان مصلحتها
لو فعلا عايزه تجوزيه بجد شوفي بنت تكون طيوبة ومحتاجه وطوع ليكي، وقتها هتفرح بالقليل اللي هتقدميه ليهت وهتتمني ليكي الرضا
صاح فريد فيهم بعصبيه غير مصدق انه سيخالف كل مبادئة لكي يحافظ علي ثروة لا يريده :
انتم بتقولو ايه معقول عايزيني اتجوز بالشكل ده، وانت يا ماما عايزاني احمل اسمي لاي واحدة كدة والسلام لا طبعا؛
اسمعي يا ماما انا مستحيل اقبل الوصع ده ، قولتلك انا مش عايز الميراث ده وانتهينا
امسكته من كتفه وصاحت فيه بغضب وعناد:
لاء يا فريد هتتجوز وهتستلم ميراثك، وبعدها طلقها حتي لو مش عايز تشوفها او تعرفها مفيش مشكلة
وانا خلاص لقيت العروسة. اللي هتوافق علي الجواز منك ومستحيل تعمل لينا مشاكل او تطمع فيك
تهللت اساريرها فجاة وضحكت بسعادة ومرح وقد تملكت منها نشوة الانتصار وقالت:
روح يا عادل هات الماذون هنكتب الكتاب دلوقتي والفرح بليل باذن الله مع استلام الميراث علشان تبقي ضـ.ـر.بة موجعه للكل وفي الصميم
تافف فريد من اصرار امه علي زواجه واستلامه الميراث الذي شعر بانه اصبح لعنه وووابل عليها اما عادل فوافقها علي كل خطواتها وساله بفضول:
ياتري مين العروسة دي يا طنط شكلك واثفه فيها
هزت امتثال راسها بثقه ويقين :
ايوه واثقه فيها جدا جدا العروسة هي....؟!
↚
مع ساعة الميلاد تكتب اقدرانا، لا نحيد عنها فهي مكتوبه علينا، فان امنت بقدرك قادك الي ما بغنيك وان قاومته جرك الي ما يشقيك
حسمت امتثال الجدال مع ابنها، علي ان يتزوج وينفذ وصيته جده، ويستلم ميراثه، وبعدها يطـ.ـلق من سبتزوجها ويختار بعدها شريكة حياته كم يريد
اعترضت فريد كثيرًا علي هذا الاقتراح رافضا هذا الميراث الذي جر عليه البلاء والابتلاءات
لكن امام ضغط والدته وتحفيز صديق عمره عادل الذي كشف له المؤامرة التي حيكت عليه وافق مرغمًا
دون أن يسال عن هواية العروس الذي لا يهمه من تكون لكن المفاجاة كان في اختيار والدته التي طلبت من عادل ان بحصلها علي غرفة المكتب قائلة:
هقولك مين العروسة يا عادل واظن ميهمش فريد هي مين كل المطلوب منه يكتب الكتاب ويسيب الباقي عليا المهم خلص معاه وحصلنا علي المكتب
تركتهم وخرجت وجلس عادل امام الطاولة وراي الافطار الذي اتت به والدته واعدته فرحه فقال:
الله فطار فلاحي علي اصله، اكيد قريبتكم الجميلة اللي عملته قولي يا فريد هي اسمها ايه
انتبه فريد الصامت بشرود مبهم لحديثه فقال:
مين قربيتنا دي معرفش بتتكلم عن مين، بقولك ايه خلص انت الفطار ده لان ماما مش هترحمني لو خرجت من غير ما افطر
مد عادل يده وبدا ياكل وعاد وساله:
طيب يا صاحبي انا هخلص الفطار مكانك، لكن عايز اعرف اسم قريبتكم اللي من البلد اسمها ايه، انا مش فاهم ازاي مخدتش بالك من جمالها دي صاروخ ارض جو يابني محتاجه بس شوية رتوش وتبقي قتبله؛
ابتسم فريد علي مضض وتهكم عليه قائلًا:
انت دماغك فاضيه مفيش فيه غير البنات وكلهم بالنسبالك حلوين، صدقني يا عادل انت لا تفقه شئ عن الجمال الحقيقي وهو جمال الروح مش الشكل وتناسق الجسد زي ما انت متخيل،
بقولك ايه خلص فطار وروح شوف ماما عابزاك في ايه علي ما اخد شاور والبس ونخرج، لاني مخـ.ـنـ.ـوق ومحتاج اغير جو
ضحك عادل من حديث فريد عن جمال الروح وهو الذي تلعب به ابنة عمه، واوقعته في شباكها لجمالها الاخاذ وليس لروحها ونفسها الجشعه، فكيف يقول انه يفقه عنه بالجمال، وهو لم يري جمال ضيفتهم البرئ وحضورها الطاغي بروحها النقية الذي يضغي علي جمال وجهه الساحر، فتاكد ان حبه للعلم جعله لا يميز الخبيث من الطيب، غيره هو الذي مر عليه الجمال بجميع اشكاله وانواعه لهذا رأى جمال فرحه الحقيقه دون حتي ان يعرفها جيدًا، هز راسه بانكار
واكمل تناول فطاره بشهيه وقال:
والله لتنـ.ـد.م الفطار يجنن وطعمه لذيذ وشهي، وده ياكد انك ملكش في حاجه حلوه من اصله،زي حقيقة الجمال اللي بتقول عني مش بفهم فيه، وانت عندكم ضيفه لا شوفت في جمال عيونها البريئة ولا طيب روحها وعفويتها وطبعها الحامي اللي بيدل علي نقاء سريرتها وصفاء نفسها وفي الاخر تقولي مشفتهاش
احبك اقولك يا صاحبي انك اتعميت وسوسن خربت زوقك العام، اه لو اعرف اسمها هرتاح
ارتسمت نصف ابتسامه علي طرف ثغره ورد عليه:
والله شكلك اتلحست او بتحلم بنت مين اللي ضيفه عندنا بالمواصفات دي، عمتنا انا لا عايز اعرفها ولا يهمني جمالها ولا حد بنات جنسها كله، كفاية صدمتي في سوسن بنت عمي اللي من دمي
فتح خزنه ملابسه واخرج احد اطقم ثيابه الداخليه وتجهز لاخذ حمام سريع وقال:
ممكن بقي تاكل وتبطل كلام علشان تشوف ماما عايزه منك ايه علي ما اخد شاور
خلص معها بسرعه خلينا نخرج من هنا مش طايق نفسي لاني وافقتكم علي افتراحكم السخيف بالجواز
مش فاهم يعني ايه اتجوز علشان اخذ حقي الاصيل في ميراثي من جدي اللي هو اصلًا حق والدي؛
الجواز مش لعبة دي حياة ومشاركة وعلاقة ابدية اساسها تكوين الاسرة والاستقرار المعنوي والنفسي
نهض عادل عن مقعده بعد.ما انهي طعامه وقال:
ومين قالك انه لعبه، اسع شوف العروسة وخليها علي ذمتك فترة مش يمكن تلاقي التوافق معاهم وترتاح ليها و قتها تتم جوازك منها
ساعتها هتكون كسبت ثروتك وبنفس الوقت الزوجة والاسرة وهتنال الاستقرار اللي بتتمناها قلت ايه
دفعه فريد خارجه غرفته وقال بجفاء ونزق:
شكلك خرفت يا عادل ، استقرار مع واحدة هتتجوز واحد متعرفوش ولا تعرف اخلاقه ولا حتي ميوله وعاداته وثقافته، مقابل المال دي انسانه رخيصة وباعت نفسها ،زبها زي عمي عبده للمال
ممكن تقولي هيعملها ايه المال مش يمكن تتجوز واحد مـ.ـجـ.ـنو.ن ويقـ.ـتـ.ـله او منحرف ويعذبها
احتج عادل معترضًا علي وصف من ستقبل الزواج به بالرخيصه، حاول ان يغير فكرته تلك عنها حتي لا ياذي مشاعرها باعتقاده الخاطئ فيها وقال:
لا يا فريد انت كده بتظلم البنت، ليه متقولش ان موافقتها علي الجوز منك بسبب احتياجها للمال او لاقتناعها بانك احق بالمساعدة، واوعي تنسي سواء كانت رخيصه او انسانه وافقت علي مساعدتك، فهي تستحق التقدير لموقفها معاك، لانها مش هتستفاد استفادك حتي لو المقابل المال زي ما بتقول، انت
لازم تحترمها لانها هتكون سببب لاسترداد حقك الشرعي من ناس عايزين يسـ.ـر.قوه
تافف فريد بضيق من دفاعه عنها ورد عليه ببرود:
مش مشكلتها اخد حقي او لاء، هي وافقت تاخد مقابل خدمتها سواء كنت هورث او لاء وده شى يدعو للغثيان والاشمئزاز
عادل ياريت تقفل الموضوع ده، بدل ما اقفله انا بطريقتي واسافر حالا لانجلترا، وشوفو بقي مين هينفذ الوصيه او يتجوز
اشاح عادل بيده في وجهه وقال بذعر:
خلاص اهدى بلاش اندفاعك ده، خد الشاور بتاعك وحصلني تحت علي ما اخلص مع والدتك، وبعدها نخرج سلام يا عربس
****************
نزل عادل الي الاسفل فصادف فرحه التي كانت في طريقها الي المطبخ فجذبها من يدها وقال :
مش هتقوليلي اسمك ايه يا قمر
خلصت يدها منه بقوة ودفعته عنها بعنف مفرط:
بقولك ايه يا جدع انت، اطلع من نفوخي احسلك لاقسم بالله افتحلك دماغك، هو ايه البلاوى دي ياربي علي الصبح،
واسرعت من امامه حتي لا يتعرض لها مره اخري،
ضحك عادل بصخب من تلقائيتها التي لا توصف، شرع في اللحاق بها لكن نداء امتثال له التي خرجت علي صوت صايح فرحه جعله يعزف عن ملاحقتها وذهب الي والدة صديقه، دلف وراءها غرفة المكتب فطلبت منه اغلاق الباب والجلوس:
اغلق عادل الباب وجلس امامها سائلًا:
خير يا طنط عايزاني في ايه، اظن مهمتي انتهت باقتناع فريد بالجواز، والحمد لله خلصنا من شر عمه
هزت امتثال راسها بالنفي وقالت:
بالعكس مهمتك لسه هتبدأ، انا محتاجة حدا ثقه يكون وكيل العروسة اللي هجوزها لفريد،
جفل عادل من حديثها واعاد ظهره الي الخلف وسالها بحيرة:
مش فاهم يا طنط، هي البنت مقطوعه ولا ايه ممكن توضحيلي علشان اقدر اساعدك
هزت امتثال راسها بالنفي وقالت:
لا مش مقطوعه ولا حاجه اهلها موجودين ناس طيبين وغلابة، لكن البنت قاصر،
حدق بها عادل بذهول ونهض من مقعده فجاة وطالعها بتعجب وحيرة قائلًا باستغراب:
قاصر، من قلة البنات تجوزيه قاصر، اظن يا طنط فريد هيرفض، ثم انا عايزه افهم اهلها هيجوزوها ليه وهي صغيره كده ، ولا اهلها رافضين وده سبب انك عايزه حد ثقه وكيل عنها،
اؤمـ.ـا.ت براسها بالايجاب واكملت:
الموضوع مش كده، البنت مش صغيرة علي الجواز زي ما انت متخيل، بس والدها مش موجود ومفيش وقت علشان انتظر رجوعه وهي معاها شهادة تسنين من الصحه تجيز ليها الجواز،
كل المطلوب منك تطلع ليها شهادة ميلاد، وتشوف حد يكون وكيلها ولما يرجع ولدها من السفر انا هتفاهم معاهم فهمت
هز عادل راسه متفهمًا وجهة نظرها ورد عليها:
كده فهمت بس انا كمحامي ممكن اكون وكيلها ايه رايك، واظن حضرتك بتثقي فيا
رفضت بشـ.ـدها واوضحت سبب رفضها:
مينفعش يا عادل، انا عايزه ابعد عنك الشك في انك كشفت استاذك باتفاقه مع حسن عم فريد
كفاية تبقي شاهد، واكيد عندك حد ثقه يحفظ سرنا
وضع يده علي ذقنه مفكرًا وضحك بمكر:
ايه رايك في اونكل سامح، اظن مصدر ثقة وكمان بيتمتي يخدمك يمكن ترضي عنه
ضحك امتثال بخجل اعاد اليها بعض من ريعان شبابها الغابر وقالت بنزق:
يوه يا عادل انا قولتلك ميت مره مفيش مكان لحد في قلبي بعد حافظ، وخالك راجـ.ـل محترم والف مين تتمناها لكن مش انا، بس فعلا هو اكثر واحد ممكن اثق فيه، كفاية انا لواء في البحرية
وافقها عادل الراي ورد عليها بحماس:
تمام يا طنط ممكن بقي بيانات البنت علشان اطلع ليها صورة من شهادة الميلاد،
وانا هتصل بخالي اظبط معاه كل حاجه واتفق مع الماذون علي كل التفاصيل
script>
ااخذت امتثال نفس عميق وقالت بثقه:
اسمها فرحه عوبس سليمان، والام زينب عبد السميع زناتي هي مواليد ٩٨ تقريبا تمناشر سنه الا شهور
اسمع يا عادل مش. عايزه فريد يعرف عن العروسة حاجه ليرفض ويضيع كل اللي خططنا ليه،
كتب عادل البيانات في نوت الخاص به وقال:
اكيد يا طنط انا هخلص كل حاجه متقلقيش النهاردة باذن الله فريد هينفذ الوصية وينال ميراثه
ما ان انتهي من حديثه سمع صوت فريد من خلفه:
والله يا عادل انت عندك ثقه فيا اكثر من ثقتي فيها انا لحد دلوقتي مش مستوعب اللي بتعملوه
بقولك ايه يلا بينا لاني جبت اخري ومحتاج اتنفس بعبد عن كل حاجه بتفكرني باللي حصل وهيحصل
استدار اليه عادل وابتسم اليه لمودة. ربت علي كتفه:
ماشي يا عريس، بس اسمحلي اعدي علي شقتي اغير هدومي اللي لبسها من امبـ.ـارح ، بعد سهرتي في مكتب الاستاذ سعيد علشان افتح خزنته،
وبعدها هروح معاك مكان ما تحب لكن خليك فاكر هتتجوز وهتورث وانا هكون شاهد وبعدها ياصاحبي انت حر نفسك لكن واجب عليا اقف جمبك لحد ما تاخد حقك واطمن عليك يا زميل
غمغم فريد بتهكم:
هو مينفعش تخدمني وتخلصني من الجوازه دي، لو صاحبي بجد اسمع ليا وسيبك من الميراث ولعنته
همت والدته ان تعترض فاسار اليه عادل ان تصمت حتي لا تصغط عليها ويصيبه الملل ويترك كل ذلك خلفه ويسافر بعيدًا عنه فقال له بثقه:
بكرة لما تخلص دراستك وتبدا مشروعك وتكون اسرة هت عـ.ـر.في اني خدمتك يا صاحبي،
بقولك ايه دا انا هظبطك الليلة وبعد ما الشلة كلها تتجمع هنعمل حفله ونخليك تحلف انها ليلة العمر،
ابتسم فريد علي مضض من تفاءل عادل الغير المبرر لكنه وافقه وخرج معه لكي يغير من موده السيئ
*****************
بعد مغادرة فريد بصحبة عادل خرجت امتثال تبحث عن فرحه التي كانت في المطبخ تطهو وجبة العشاء للعروسين كم طلبت منها الهانم
دلفت امتثال الي المطبخ وطلبت من فرحه بان تترك ما بيدها وتاتي الي غرفتها الخاصه
تركت فرحه ما كانت تفعل ولحقت الهانم الي غرفتها التي ما ان دلفت اغلقت الباب بأحكام وقالت له:
اقعدي يا فرحه في حاجه عايزه اتكلم فيها معاكي
جلست فرحه بريبة وقلبها يتوجس خيفا من جدية امتثال معها فقالت بتـ.ـو.تر نابع من شعورها بوجود خطب خلل:
خير يا ست هانم انا تحت امرك، لو علي العشا انا خلاص قربت اخلص واوعدك يعجب العرسان، هو عروسة البيه هتجي امتي صح
اخذت امتثال نفس عميق ونظرت الي محباها الجميل والذي توسمت فيه خيرًا فقالت:
العروسة مش هتجي يا فرحه، بس مش ده موضوعنا
انا عايزه اسالك عن حاجه تانية وتجاوبيني بصراحه
عدلت فرحه من جلستها لعدم شعورها بالراحه وردت عليها بثقه :
اكيد يا هانم هجاولك بصراحه، بس ازاي العروسة مش هتجي اومال الفرح المنصوب ده لمين
نهضت امتثال ووقفت وراها ووضعت يدها علي كتفها وقالت محدثا نفسها بامل:
باذن الله هتكون انت يا فرحه بس الاول اقنعك
عادت وجلست امامها وقالت بهدوء مشوب بالحذر:
قوليلي يا فرحه انت ت عـ.ـر.في سبب ان والدك مش بيشتغل في الغيط ايه رغم انه مزارع مش غفير، وليه قبل ان والدتك تخدم عندى
هز راسها بالنفي وقالت:
معرفش ليه ابويا مش بيشتغل زي زمان، واستغربت كمان انه قبل اشتغل عندك لانه عارفه عزة نفسه واستحاله اقبل حد يجي علي كرامتي او يقل مني بس قلت يمكن قلة القرش، خليته يوافق علشان فرحي، لكن ابويا مش غفير هو بيجيب ليكي الانفار اللي بيشتغلو في ارضك صح
وافقت امتثال علي ما قالت واكملت لها الصورة حين اووضحت ليها السبب الرئيسي لقبول ابيها الخدمة هي وامها فقالت:
اعرف انك متعلمه ومؤمنه يا فرحه، علشان كده انا هقولك السبب اللي خلي ابوكي يقبل يخلي والدتك تخدم عندى وبنفس الوقت مبيشتغلش في الارض،
نهضت وفتحت احد الادراج واخرجت منه عدة اوراق واشاعات واعطتها له مكملا حديثها:
دي اشاعات وتحليل لوالدك، من عشر سنين تقريبا
تناولت منها فرحه الاوراق ونظر اليها بقلق، الي ان اتت علي ورقة تقرير الحاله وصاحت بهلع وانهمرت دمـ.ـو.عها ببكاء ونحيي لا ينقطع:
مستحيل ابويا بيموت اه بابا يا حبيبي يابا وانا اللي كنت بقول ليه دايما حزين ومهموم،
اتري نفسه مكـ.ـسوره قليل الحيله، علشان كده قبل يجوزني بدري
ربتت امتثال علي ظهرها مواسيا اياها في صدمتها وقالت ما بهون عليها وطئ الخبر:
اهدى يا فرحه والدك ممكن يبقي بخير، هو محتاج عملية مكلفه في القلب، انا عرضت عليه اتكفل بكل المصاريف لكنه رفض وخاف يموت ويسيبكم وبالذات ان اخواتك كانو لسه صغيرين
لكن بايدك انت دلوقتي تكتبي لابوكي عمر جديد،
لو وافقتي علي عرضي
هكتب ليه فدان ارض باسمه، وهعينه خولي العزبة ومش كده وبس، كمان هسفره بره يعمل العملية، لانه وقتها هيكون مطمن عليكم انه سايب ليكم اللي يحفظكم من بعدها
اما انت اي حاجه تطلبيها هنفذها بس توافقيني،
ها يا فرحه عندك استعداد تضحي بنفسك، تنقذي والدك من الموت
نهضت فرحه ونظرت اليه بعيون دامعه وقلب حزين يدمي المًا, وفجاة ركعت عند اقدامها وقالت برجاء:
ابوس ايدك يا هانم لو بايدك تنقذي ابويا انا تخت امرك انفذ اللي تطلبيه، لكن يعيش لاخواتي وامي
مش مهم انا عايزه ايه المهم ابويا يقوم بالسلامه
تنفست امتثال الصعداء وجذبت يدها كي تنهض فاستقامت فرحه بحـ.ـز.ن وانكسار، فضمتها الي صدرها بحنان وقالت بهدوء حذر:
مدام عندك نيه تضحي، انا كمان عندى استعداد اعمل العملية لابوكي، وعلي فكرة تضحيتك مش كبيرة هي بس خدمه لمدة يوم، وبعدها هترجعي لحياتك واهلك وتتجوزي وتفرحي بحياتك ووجودك والدك جمبك
هزت رأسها باستسلام وقالت برجاء:
وانا تحت امرك خدمة ايه اللي عايزها مني
فتحت خزنة ملابسها واخرجت فستان زفاف انيق وشيك وغالي الثمن ووقالت ده:
عايزه منك تلبسي ده، وتوافقي تتجوزي ابني لمدة يوم، من غير ابوكي ما يعرف او اي حد ياخد خبر عن جوازك ، وقبل ما تعترضي افهمي،
جوازك من ابني ضروري وحتمي علشان تنقذي ثروته اللي لو ضاعت لا هقدر اساعدك ولا اساعد واالدك،
واوعدك قبل اليوم ما ينتهي فريد هيطـ.ـلقك وبعدها تتجوزي خطيبك وتفرحي بحياتك
حدقت فيها فرحه بذهول وصدمه غير مصدقه ما تقول وانهارت علي مقعدها سائلة:
اتجوز ابنك ازاي انا فين وهو فين، وكمان انا كتب كتابي بكرة ولا انت ناسية ياست هانم، ازاي اتجوز ابنك وارجع اتجوز ابن عمي، لاء طبعا انا مقدرش اعمل كده، دي ابويا يروح فيها لو خد خبر
امتعضت امتثال من رفضها لكنها ضغطت بكل قوتها لشـ.ـدة احتياجها اليها وثقتها فيها فقالت بمكر:
في كلا الحالتين والدك هيموت، لكن انت تقدري تنقذيه بانك توافقيني، ونكتب كتابك بدون ما والدك يعرف، وهتطلقي قبل ما يعرف، حتي كتب كتابك تاني يوم علي ابن عمك، هيتم طبيعي لان قسيمة زواجك من ابني وقسيمة طـ.ـلا.قك مش هتكون طلعت لسه، وعندى فكرة تحميكي وتخلي والدك مايخالفش الشرع بزوجه ليكي من ابن عمك قبل ما تطلع قسيمة طـ.ـلا.قك، انه يرفع قضية ببطلان جوازك من ابني لانه تم قبل ما تبلغي السن القانوني وبدون موافقته، وده حق بيكفله ليه القانون مادمتي لسه قاصر،
وبكده جوازك من ابني هيتلغي وابن عمك مش هيعرف عنه حاجه، قولت ايه
ارتجفت فرحه من فكرة فقدها لابيها، وان مصيره اصبح بيدها المغلوله باقتراح صعب تنفيذه، طالعتها بريبة وتساؤول محير:
ازاي ابويا ميعرفش بجوازي وبعدها يطلب ببطلان جوزي من ابنك، هو انت هتفضحيني بعدها ولا ايه
ربتت علي كتفها تطمئنها وقالت بثقه:
لا طبعا استحالة بعد وقفتك جمبي وجمب ابني اكون سبب في اذيتك، بس كل الحكاية هقول لولدك ان اضطريت اقيد اسمك في قسيمة الزواج ون علمك لحد ما عروسة ابني تحضر، وهطلب منه يعمل ابطال للزواج بمساعدة المحامي الخاص بتاعي
اظن ده حل يرضيكي ويحفظ ليكي احترام والدك وبنفس الوقت يبعد عنه مخالفته للشرع لو جوزك لابن عمك بدون ذكر زواجك من ابني وطـ.ـلا.قك منه
نكست فرحه راسها ارضا وترقرقت الدمـ.ـو.ع في عيناها وقالت بتردد:
مش هقدر يا ست هانم ب.....؟!
أحتاج إلى الهدوء جداً، ففي داخلي ضجيج مدينة من الحنين، وفي قلبي أشلاء حكاية ممزقة، وفي عيني ملح بكاء ألف ليلة وليلة.
كان هذا حال فرحه التي رات نفسها بين شقي رحا، بين حياتها التي اختارتها وبين حياة ابيها الذي اصبحت علي شفير الهاوية،
لقد اكتشفت أصابة ابيها بمرض القلب واحتياجه الي تغير صمام وحالتها في تدهور مستمر
لهذا اسرع في تزويجها حتي يتركها مع رجل يعيلها
بدات تري تضحيات ابيها التي لم تكن تفهمها وقتها، جاليا امامها، من خدمه امها في عزبة الهانم، او عدم مقدرته علي العمل في الغيط، والاكتفاء فقط بالاشراف الذي جعل راتبه ضعيف لا يكفي طلباتهم،
وتاكدت ان هذا سبب قبوله ان تخدم هي الاخري لكي يحصل علي المال الذي يستطيع بها تجهيزها،
بكت وبكت حتي نحر قلبها من الحـ.ـز.ن عليها وقالت:
اه يا بويا سامحني لاني شفت المال اغلي مني عندك لكن دلوقتي فهمت وعرفت اني ظلمتك
والواجب عليا اردلك حقك فيا، انا روحي مش اغلي منك، وعمري قليل قدام ساعه من عمرك ،
رفعت عيناها الباكية الي امتثال هانم وقالت بحسم:
مقدرش يا ست هانم ارفض طلبك بعد كرمك عليا وعلي ابويا، بس استخلفك بالله، ابنك يطـ.ـلقني قبل ما ابويا يجي ياخدني، وكمان تعمليله العملية، اخواتي لسه صغيرين ومحتاجين ليه
لم تصدق امتثال حصولها علي موافقتها احتضنتها بقوة سعيدة بما انجزت، واخذتها من يدها الي مرحاضها الخاص وقالت:
ادخلي خدي حمام واتجهزي زمان الميك اب ارتست جاية هتعملك الميكب، متقلقيش ابني مش هيشوفك ولا هيعرف انه انت عروسته لانه ممكن يرفض بعد اللي عملتيه معاه امبـ.ـارح
بس لازم اللي هيجو ياخدو منك الوكالة والمحامي يتاكد من وجودك اتفقنا يا فرحه
تنهدت فرحه بحـ.ـز.ن والم وقالت:
اللي تقولي عليه هنفذه حاضر، بس توعديني ان ابنك يطـ.ـلقني، كتب كتابي علي فاروق بكرة ومش عايزه فضايح ليا ولي لبويا اللهي يسترك
مسدت علي ظهرها وكفكفت دمـ.ـو.عها التي تذرفها بغزارها حزينه علي حالها وقالت لها تطمئنها:
اطمني بعد ما يستلم الميراث اوعدك اخليه يطـ.ـلقك هو كده كده مسافر الصبح بدري يعني مفيش وقت
بعدها للطـ.ـلا.ق، يلا ادخلي خدى حمامك علي ما اشوف المحامي جهز كل حاجه ولا لسه؛
دلفت فرحه الي الحمام وشعرت بفقرهم الشـ.ـديد امام كل ما تراه امامه من ثراء وبذخ فقد كان الحمام يعج بالروائح والكريمـ.ـا.ت باحدث الماركات من منظفات الجـ.ـسم والعناية بالبشرة والشعر
اشياء لم يخطر لها علي بال ان تراها او تستخدمها يوما، وفي لحظة اصبح كل هذا متاح لها
امام كل هذا تناست حـ.ـز.نها وما هي مقبله عليه من تضحية، واستمتعت بما اتاح لها من بزخ لن تعيشه فيه مره اخري
****************
كانت سعادة امتثال لا تضاهي احد بعدما شعرت بقرب، حصول ابنها علي حقه في ميراث ابيها الذي كاد ان يحرم منه بمؤامرة من عمها الطماع،
نزلت الي الهول وطلب من كل الخدم الاسراع في التجهيزات لان مراسم كتب الكتاب والزفاف علي وشك البدء،
وبعدها اتصلت بعادل كي تطمئن علي ابنها وعلي ما طلبته منه فاجابها:
متقلقيش يا طنط فريد موده بقي تمام، بعد ما اتقابل مع اصدقائنا في الجامعه، ساعة زمن وهنكون عندك
اما بالنسبه لشهادة الميلاد انا جبتها وكل شئ جاهز، واتفقت مع خالو سامح والمأذون، يعني اطمني ابنك النهاردة باذن الله، هيكون الوريث الشرعي لاملاك جمال الديميري حقه المشروع من ابوها حافظ بيه
انتفخت اودجتها شلعرة بالزهو من نفسها لانتصارها علي عمها الطماع الاستغلالي الذي كاد يسـ.ـر.ق تعب زوجها وثروته من وحيدها فريد
انهت معه الاتصال بعدما اطمئن قلبها، واتصلت علي الميك اب ارتست تستعجلها حتي تهيئ فرحه للزفاف
بعد ساعه ويزيد وصل فريد مع اصدقاء الدراسة الذين حضرو خصوصي من بعثاتهم لحضور زفافه،
دلف الخمس وبصحبتهم عادل رحبت بهم امتثال بحفاوة وسعادة فقال لهم احدهم:
اسمعي يا طنط احنا ملحقناش نحتفل بفريد، فبعد اذنك بعد الزفاف هناخده ونسهر معاه بره احنا اتفقنا معاه علي كده ووافق
هزت امتثال راسها بانكار ورفض قاطع وقالت:
ازاي يا كارم مينفعش ،يعني بذمتك في عريس يسيب عروسته ليلة زفافه ويخرج يسهر مع اصحابه طبعا لاء احتفلو معاه هنا وخلاص،
ضغط فريد علي فكه بغيظ ومال علي والدته محدثها بصوت خافت غاضب:
ماما دي مش سوسن حبيبتي ولا ناسية انا هتجوز ليه حسبتيها جواز بجد، انا هخرج معاهم وبلاش جدال لاني عندى استعداد اخرج من دلوقتي اسافر واريح دماغي، ومرجعش تاني
ارتبكت والدته من حدته معها وتحديه لها ورفضه المستمر للزواج حتي يستعيد ميراثه وقالت بخنوغ:
ماشي يا فريد اخرج وافرح مع اصحابك زي ما انت عايز بس بـ.ـاريت متتاخرش، لانك هتسافر علي انجلترا بدري ولا ناسي
اخذ فريد نفسي عميق بـ.ـارتباح ورد عليها:
لا ياماما مش ناسي وشكرا جدا لتفهمك، يلا يا شباب تعالو معايا ساعدوني في التجهيز للزفاف
صعد فريد الي غرفته مع اصدقائة وجلست امتثال مع عادل ترتب كل شئ، وطلبت منه يؤكد علي خاله سامح الحضور باكرًا، وقد كان
اما في غرفتها فكانت فرحه تجلس امامه الميك اب ارتست مستسلمه الي قدرها الغريب الذي كتب عليها
كانت الارتست تحدثها عن رقة جمالها ونعومة بشرتها واقسمت انها لا تحتاج الي تجميل فهي جميلة دون اي اضافات الا من رتوش بسيطه
لكن فرحه كانت في عالم اخر شارده وخائفه من المخاطرة التي قامت بها، في سبيل انقاذ ابيها
بعد مرور الوقت امسكت الارتسيت يدها ودنت بها من المرآه وقالت لها بانبهار وزهو بنفسها:
شوفي نفسك بقيتي ازاي وقوليلي رايك بصراحه
نظرت فرحه الي نفسها في المرآه وصعقت من جمالها الذي ابرزته خبيرة التجميل بكل دقه فكانت ساحرة كالاميرات الجمتها صدمة جمالها الاخاذ وسمعت والدة فريد تقول من خلفها باعجاب :
بسم الله ماشاء الله جميلة مرات ابني، اه يا فرحه لو كان ينفع وربي ما كنت فرطت فيكي
ايه يا بنتي دا انت ايه من الجمال، ربنا يبـ.ـارك فيكي
ثم نظرت الي خبيرة التجميل و ووجها له الكلام:
اسمعي انا عايزة الطرحه اللي تغطي وشها تكون ثقيله، متبانش ملامحها من تحتها، وكمان الطرحه اللي علي شعرها ميظهرش منها شعره فاهمه
وافقتها الخبيرة وقالت بانبهار:
والله ليكي حق دي جمالها يسحر، البية هيتحسد عليها الافضل فعلا انك تداري جمالها
المهم تدخل تلبس الفستان وانا هظبط كل حاجه ليها
اطاعتهم فرحه وارتدت الفستان الذي كان انسيابي وناعم ورقيق عليها فسعدت به فرحه لانها لم تتخيل ان ترتدي مثله ليلة زفافها فقالت للهانم:
هو انا ممكن اخد الفستان ده ليا بعد الفرح، نفسي البسه لفاروق واوريه لاخواتي وامي وكل اصحابي
ابتسمت لها بامتنان لقناعتها ومطالبها البسيطة التي تدل علي رضاها التام بما قسم الله له وقالت بمحبة:
كل اللي نفسك فيه هحققه ليكي، بس تخلص الليلة واوعدك اني ارضيكي وافرح قلبك مقابل تضحيتك
قبل وضع طرحتها علي وجهه طلبت منها خبيرة التجميل ، التقاط صور لها لكي تضعها في البومـ.ـا.ت عملها الاحترافي، رفضت امتثال بشـ.ـدة
لكن استطاعت الخبيرة اقناعها واكدت عليها انه لن تعرضها اللي بعد فترة، فوافقت وكذلك طلبت منها فرحه نسخه للصور التي ستلتقطها لها
علي السادسة مساءا كانت العروس والعريس علي اتم استعداد لحفلة عقد القران
وقد اتي المأذون واصرت امتثال يتم كتب الكتاب قبل وصول المحامي في السابعه حتي لا يعرف بان الفتاة قاصر ويشك في امر الزواج
جلس فريد علي الأريكة وبجواره المأذون الذي اخذ جميع بياناته واعطاه سامح بيانات العروس وشهادة التسنين التي اخرجها من الصحة،
وبدا المأذون في تلاوة بضع الايات، وبعدها طلب الوكالة للعروس،
فطلبت امتثال من عادل واحد اصدقاء ابنها بالصعود معها الي العروس لاخذ الوكالة
دلفت امتثال الي غرفتها بصحبة عادل وصديق ابنها ودنت من فرحه التي كانت تغطي وجهه كم طلبت
هي من خبيرة التجميل فسالها كارم :
احنا جايين ناخد الوكالة بتاعتك يا عروسه وكلتي مين باذن الله
اخذت فرحه نفس عميق وردت بصوت خافت حزين:
وكلت سامح بيه باذن الله
سمعت عندها صوت عادل يقولبفرح:
الف الف مبروك ربنا يتمم ليكم بخير يا مرات اخويا
خرج بعدها مع كارم فنهضت فرحه وهمت ان تنزع طرحتها من علي وجهه فقالت لها امتثال:
بتعملي ايه انت مـ.ـجـ.ـنو.نه، اصبري سامح بيه هيجي ياخدك تنزلي تحضري زفافك، وبعد الزفاف هتطلعي هنا وبعدها هتطلقي بس لغاية ما تطلعي هنا مش عايزه حد يشوف وشك فاهمه، لو ابني فكر يشيل عنك الطرحه ارفضي واعملي مكسوفه اتفقنا
هزت راسها بالايجاب، ولم تمضي دقائق وسمعت الزغاريد فعلمت انها تم عقد القران واصبحت فرحه زوجة رسمية لفريد حافظ الديميري
نزلت امتثال مسرعه لتهنئ ابنها اثناء دخول المحامي الذي صدم من اتمام عقد القرآن وظن ان حسن عم فريد خدعه وزوج ابنته له فقال بضيق:
الف الف مبروك يا فريد بيه، مدام تم كتب الكتاب كده اصبحت الوريث الشرعي لاملاك جدك
طالعها فريد بغيظ واستحقار، فردت عليه امثال بسخرية وانتصار :
ايوه يا استاذ سعيد يارب تكون جايب معاك كل الاوراق لتسليم ابني ميراثه، لانك عارف بكره هيسافر مع عروسته لشهر العسل واكمال دراسته
جلس المحامي بتهالك علي احد المقاعد وقال باستسلام وعضب من فكرة خداعه
طبعا يا امتثال هانم انا عامل حسابي، وكل الاوراق معايا جاهزه علي امضاء البية بس،
لكن الاول لازم اطلع علي عقد الزواج، ممكن اشوف العقد يا حضرة الماذون
اعطاه المأذون الدفتر فقراء اسم فريد وتاكد من شخصه ونظر علي اسم الزوجة وقال بتعجب:
فرحه مين فرحه دي، مش العروسة اسمها سوسن بنت عم فريد. بيه
غمغم فريد ورد عليه بنزق:
لا يا حضرة المحامي عروستي مش سوسن بنت عمي ، للاسف محصلش نصيب تحب تشوف العروسة بنفسك، انتظر ثواني خالها هيجبها دلوقتي علشان الزفة بس ياريت الاول تخلص الاجراءات نقل املاك جدي باسمي علشان مش فاضي بعدها
ابتلع المحامي ارياقه بصعوبة شاعرًا بالهزيمه النكراء علي يد دهاء فريد الذي من المؤكد اكتشف لعبته هو وعمه فلهذا اسرع في ايجاد عروس اخره وتزوجها ونفذ الوصية:
لم يكن امامه بد فاخرج اوراق الميراث من حقيبته وطلب منه التوقيع عليهم مع شهود من اصدقاء
تم زاجراءات استلامه للميراث ،اخذ فريد الاوراق واعطاها الي والدته وقال بحنق:
نفذت ليكي طلباتك ممكن بقي تخلصيني من المهزله دي، محتاح بعض الهدوء لتصالح مع نفسي
ارتبكت امتثال من حدته معها وقالت بقلق :
طيب اقعد مع عروستك في الكوشة شويا، لازم ناكد للمحامي ان جوازك حقيقي ليشك في الامر، وبعد ما يمشي طلق البنت واعمل اللي انت عايزه،
ضغط علي فكه بغيظ وضيق لكنها لم يرفض حتي لا بنكشف امرهم امام المحامي، وانتظر وصول سامح خال عادل الذي صعد الي غرفة والدته لتاتي بعروسه
لم تمضي دقائق ونزل سامح وفرحه تتباطا ذراعه
وابتسم الي فريد بسعادة وهو يغمر الي والدته وقال:
الف مبروك خلي بالك من عروستنا بقت امانه في رقبتك ومسؤوله منك من النهاردة
استلمها منه فريد وبدات الفرقة الموسقية تعزف موسيقي الزفاف واصدقائه من خلفه يهللون بصخب
وصل الي الكوشة التي حسدت عليها العروس في الصباح، فاصبحت هي موضع الحسد،
اجلسها فريد وجلس بجوارها والبسها دبلة الزواج وشبكة عروسها سوسن التي اعطته له امه كي يلبسها اياها، واخذ دبلته واعطاها لها لكي تلبسها له
اخذتها منه بيد مرتجفه وهي تري الاسورة الالماظ التي تلمع في يده وخاتمها الماس الذي يبرق ببريق اخاذ فجعل هذا تشعر بالدوار والخوف:
البستها الدبله بصعوبه لعدم قدرتها السيطرة علي اعصابها المتـ.ـو.ترة ما ان انتهت علت الزغاريد
وبدات الحفله وظل اصدقائة يطلبون بالحاح كشف وجهه، وتقبيلها رفضت فرحه كثيرًا كم طلبت منها امتثال، لكن امام اصرار اصدقاء فريد اضطر لرفع الطرحه عن وجهه واخذ ينظر اليها كثيرا غير مصدق جمالها وانبهر بها فتنهد بقوة وقبل جبينها لينهي
من هذا الجدال الثائر بين الحضور لرؤية العروس
نكزه احد.اصدقاءه في كتفه وقال بسخرية:
ايه ده يا فريد مش حال انك عايش في انجلترا عايزين قبله رومانسية لملكة الجمال دي،بس قولي وقعت عليها فين دي يا نمس
غامت عين فريد وامسك يد صديقه وضغط عليه بضيق وغضب كامن وابعدها عنه:
يمكن عايش في انجلترا لكني راجـ.ـل شرقي فاهم
وانزل الطرحه علي وجهه وقال:
جمال زوجتي ليا لوحدى وانا غلطان اني كشفته ليكم
اقترب منه عادل وقال بضيق:
طلعت من نصيبك با صاحبي، كنت لازم اتوقع كده مدام والدتك واثقه فيها بالشكل ده، عمتنا الف مبروك يا صاحبي ربنا يسعدك بيها
script>
امسك فريد يده وقال لها بتعجب وحيرة:
مش فاهم بتتكلم عن ايه، انت كنت تعرف العروسة قبل كده، انا اول مره اشوفها
جفل عادل باستغراب ورد عليه:
كده فهمت لما سالتك عنها، ومردتيش عليا لانك متعرفهاش، بس خلاص يا صاحبي مبقتش تنفعني
يلا بقي النصيب، بس استاذ سعيد شكله بيخلص
ضحك فريد حين نظر وراي المحامي يعاني من ضيق حاد في التنفس واقترب منهم وبـ.ـارك لهم مره اخره، فبعد رؤية جمال عروسته تاكد انها اختارها بعناية وليست عروسة للمصلحه لكي يورث
بعدها غادر المحامي محسور علي انهيار احلامه في الثراء بعدما امتلك فريد كل شئ
بعد مغادرته نهض فريد من جوار فرحه الصامته بسكون غريب وقال لاصدقاءه بمرح:
يلا يا شباب نكمل سهرتنا بره، خلينا نمتع نفسنا قبل الاشغال الشاقة اللي هتبدا من بكرة
اعاده كارم الي الجلوس بجوار عروسه وقال:
احنا نبقي اندال لو اخدنك من القمر دي، خليك معاها وتتعوض في ليلة تاتية يا زميل
رفض فريد بشـ.ـدة اكمال الحفلة واصر عليهم قائلًا:
بقولكم ايه انا خارج اللي عايز يجي معايا اهلا وسهلا
امسكته امه من ذراعه ومنعتها من الانصراف وقالت بضيق من تصرفاته الرعناء وطلبت منه بهدوء:
طيب اصبر زف العروسه وامشي وانا هجهز الماذون علي مـ.ـا.ترجع بس متتاخرش
اؤما لها فريد بالموافقة حتي ينتهي من هذه المهزلة كم يقول واخذ بيد عروسه الي داخل الفيلا، وصعد معها الي غرفته ادخلها اياها وخرج وتركها دون كلمه:
تنفست فرحه الصعداء لان الامور تسير كم وعدتها الهانم فتركت غرفة فربد وذهبت الي غرفة الهانم لتنزع فستان الزفاف والشبكة التي البسها لها ابنها
*************
استمرت الحفله الي منتصف الليل وغادر الجميع بعدها حتي الخدم، لكن لم ياتي فريد بعد
جلست امتثال مع فرحه التي تملك منها القلق لعدم رجوع فريد او حضور المأون لتطليقها
ربتت علي كتفها الهانم وقالت تطمئنها:
متقلقيش انا مش هنام قبل ما يرجع فريد ويطـ.ـلقك
لازم يطـ.ـلقك النهاردة طيارته ميعادها تسعه الصبح
تنهدت فرحه بعدم راحه وقالت:
انا كمان مش هنام قبل ما يطـ.ـلقنا لو فيها موتي انت وعدتيتي، ياخوفي ابويا يعرف باللي حصل
ضحكت امتثال وردت عليها بهدوء:
متقلقيش والدك مش هيعرف حاجه، واليوم عدا علي خير، وزمان فريد جاي باذن الله
انتهت من حديثها ورن هاتفها برقم دولي فتحت الاتصال وردت بزهو:
اهلا يا حسن لسه فاكر تتصل تبـ.ـارك لابن اخوك، ولا الحسرة بتاكلك لانك خسرت كل حاجه
سمعت ضحكه شريرة اتيا منه ورد عليه قائلًا:
بقي جوزتيه يا امتثال وحرمتني من ورثي، ماشي انت اللي جبتيه ليكي ولابنك، زمان كنت بمثل عليكي اني هقـ.ـتـ.ـله، لكن دلوقتي عيبقي حقيقع وابنك مش هتشوفيه تاتي وقبل ما يبقي ليكي حفيد هتدفينه
وبكل غل وغيظ قال:
اقسم بالله لاقـ.ـتـ.ـلك ابنك بايدى وخلي المال يعوضك عنه يا مرات حافظ
اغلق معها الاتصال وظلت امتثال تصرخ بلوعه وهلع خوفًا علي ابنعة الي وقعت مغشيا عليها،
ارتبكت فرحه ونزلت تبحث عن احد ينقذها لكن الفيلا كانت صامته ولا يوجد احد غيرهم، والبواب
امسكت الهاتف الارضي واتصلت بالنجدة هذا ما هداه اليه تفكيرها، فرد عليهم احدهم وابلغته بحالة الهانم وسقوطها مغشيا عليها:
بعد مضي ربع ساعة اتت عربة الاسعاف وذهبت فرحه برفقتها بعدما طلب منها البواب ذلك،
وصلت للمستشفي اخذوها منها وقامو لها بالاسعافات الاازمة وبعدها ادخلوها الي غرفة الرعاية لخطورة حالتها الصحية،
بعد اكثر من ساعة خرج اليها الطبيب وقال:
للاسف الهانم اتعرضت لازمة قلبيه حادة وهتفضل معانا فترة تحت الرعاية
لطـ.ـمـ.ـت فرحه علي خدها بجزع وهلع وقالت:
يعني ايه مش هتروح معايا طيب انا اعمل ايه دلوقتي، واروح فين
ربتت علي كتفها الطبيب وقال:
لا طبعا مش هتروح ومتقليش امتثال هانم شخصية معروفه، ومصاريف المستشفي تقدر تدفعها بعد ما تسترد صحتها،
هي فاقت حاليا ومصرة تكلمك، اسمعي انا هدخلك ليها زبـ.ـارة خمس دقائق،
وياريت متخلهاش تتكلم كتير ماشي
اؤمـ.ـا.ت براسها بخنوع ودلفت وراءه، فرات جسدها متصل بالاجهزة والاعياء اخذ منه ماخذه
اشارت اليه الهانم كي تقترب منها، وقالت لها بخفوت:
فرحه روحي الفيلا واوعي تنامي قبل ما فريد يرجع ويطـ.ـلقك، خليه يتصل بعادل وهو هيخلص اجراءات الطـ.ـلا.ق، واسمعي اوعي تبلغيه اللي حصلي، ولو سالك عني قوليله اني روحت استجمع مع طنط فاطيما هو عارف لما بروح معاها بقفل تليفوني
اوعي يا فرحه يعرف اني محجوزه بالمستشفي، ممكن يضيع مستقبله وانا مش عايزه يواجهه عمه ويدخل في صراع معاه من تاتي
اوعديني يا فرحه انك مش. هتبلغيه ارجوكي
امسكت يدها وضغطت عليها وقالت:
اوعدك يا ست هانم حاضر ربنا يقومك ليه بالسلامه
صمتت فجاة حين اطلقت الاجهزة صفارة الانذار، دخل الطبيب مسرعا وعمل لها بعض الصدمـ.ـا.ت الكهربائية فعاد قلبها الي النبض من جديد،
اخرجها الطبيب وقال لها:
كفاية عليها كده احنا هنديلها مهدئ مش هتفوق منه للصيح، اتفضل انت مع السلامة ملهوش لزمه وجودك
خرجت فرحه من المستشفي واخذت تنظر علي الطريق بحيرة لا تعرف الي اين تذهب او كيف؟!
من حسن حظها مر بها ثلاث بنات من التمريـ.ـض في طريقهم الي منزلهم بعد انتهاء ورديتهم
وسالتها احدهم باهتمام
مش انت اللي كنت مع مدام امتثال، مالك واقفه كده ليه، ومروحتيش
اجابتها فرحه بقلق وحيرة:
ايوه انا اللي كنت معاها، بس مش عارفه اركب ايه علشان اوصل الفيلا،
ربتت عليها الممرضة وقالت:
طيب تعالي معانا هنوصلك في سكتنا، انا كنت بروح الفيلا كتير ايام البيه الكبير علشان اديله الحقن
اطمئن قلب فرحه لها وذهبت معها، اوصلتها الي الفيلا كم قالت لها، وتركتها بعدما اطمئنت عليها،
كان ابن البواب نائم علي نفسه في انتظارها ما ان فتح لها الباب عاد الي والديه وتركها قبل ان تساله عن البيه اذا عاد ام لا
دلفت الي الفيلا الخالية مسرعا لعل فريد يكون قد عاد لكنه لم يعد بعد، ظلت تنتظره كتيرًا، بلا امل
فنامت مكانها واستيقظت فجاة بعد ساعه وصعدت الي غرفته ربما يكون عاد لكنه لم تجد
فاختارت ان تظل بغرفته حتي يعود وتحدثه في تطليقها ، الي ان غفت من ارهاقها علي فراشه،
عاد فريد قرب الرابعة فجرًا، صعد الي غرفته منهك القوي، دلف اليها ونزع ثيابه بصعوبة فقد احتفل به اصدقاء بشرب الخمر والمنشطات ظنًا منهم انها ليلة زفافه علي عروسه وليس تمثيل
لم يتسطيع فريد الرفض حتي لا يفشي سره لهم، لهذا اصبح مثار جدا بعد ما شربه من المنشطات
فعاد الي الفيلا لينشـ.ـد الراحه والهروب من رغباته
القي ثيابه باهمال علي الفراش، فانتفضت فرحه ونظرت اليه وهو ينزع باقي ثيابه وصرخت به:
استني يا بيه اتت بتعمل ايه،
نظر اليه باستغراب ورؤية ضبابية من اثر الخمر وقال:
انت هنا بتعملي ايه، ايه فاكرة نفسك مراتي بجد، اتفضلي اطلعي بره
وقفت امام الباب ونظرت اليه بخوف وحيرة وقالت:
حاضر هخرج بس الاول طلقني الهانم بلغتني مش اسيبك قبل ما تطلقني وقالت تكلم الاستاذ عادل يخلص كل حاجه بعدها
غامت عيناه بسخرية وابتسم قائلًا:
اطلقك ليه، هو انا اتجوزتك بجد، وفين ماما راحت
ابتلعت ريقها بضيق لعدم قدرتها علي الكذب وقالت:
الهانم اه الهانم راحت تستجم مع فاطيما هانم، ممكن بقي تطلقني علشان اخلص الله
ضحك فريد واقترب منها وهو يتفرس في ملامحها وقال بضيق:
طيب اخفي من قدامي دلوقتي، انا سـ.ـكـ.ـر.ان وشارب وطـ.ـلا.قي ليكي لا بجوز، لما اصحي ابقي اطلقك يلا
مع السلامه احسلك
هزت فرحه راسها برفض تام وقالت برجاء:
ابوس ايدك يا بيه، مينفعش ابويا جاي باخدني الصبح وهيكتب كتابي بكره علي ابن عمي، لازم تطلقني باي شكل دلوقتي
جذبها من يدها ودفعها كي تخرج من غرفته وقال:
قلتلك تخفي من قدامي انت مت عـ.ـر.فيش اللي فيا، وجودك بيشوشر تفكيري وشياطين الارض بتلعب في راسي انفذي بجلدك واتفضلي بره
بعناد ناتج عن خوفها لعدم تطليقها جلست علي الفراش وقالت:
الله في سماه ما هخرج من هنا الا لما تطلقني، ده كان اتفاقي مع الهانم، وانا مش عايزه الفضايح لبويا اتصرف بقي وطلقني مليش فيه
ضحك فريد بتهكم، وذهب نحو الباب فظنت انها سيخرج ويتركها تتقـ.ـا.تل مع نفسها، فهرعت اليه لكي تترجاه فرفع اصبعه في وجهه محذرًا واعلق الباب باحكام وقال متوعدًا:
انت تخرصي خالص مش عايز اسمع صوتك، اقعدي هنا متتحركيش لحد ما اخد حمام يفوقني وبعدها نشوف موضوع طـ.ـلا.قك ده
اؤمـ.ـا.ت له بالطاعة فاخذ منشفته ودلف الي المرحاض، تنفست فرحه انفاسها ببعض الراحه، لانه سينفذ وعد والدته وسيطـ.ـلقها كم اتفقت معها
لم تمضي دقيقة وعاد اليها وهو يلف وسطه بمنشفه كبيرة وسالها بحدة:
انت عايزه تطلقي ليه يا فرحه، معقول مش مبهوره بانك زوجه ليا وهتعيشي في العز ده
هزت راسها برفض تام ونكست راسها بخجل من صدره العاري وقالت:
لاء يا بيه مش مبهورة ولا يلزمني مالك، انا وافقت علشان انقذ ابويا واخدم الهانم اللي ياما مدت ايدها لينا بالخير، وخلصت خلاص
طلقني يابيه واروح لحالي انا كتب كتابي بكرة واخر الاسبوع دخلتي علي ابن عمي فاروق باذن الله؛
هي دي حياتي اللي اخترتها مش اللي فرضت عليا
دنا منها فريد فزاد ارتباكها وشعرت بانفاسه قربها ولم تقوي علي النظر اليه حتي لا تري جسده العاري ساخطه عليها لانه يقف امامها هكذا بلا حياء ،
فقال فريد بغموض حيرها :
ومين اللي قال انك دخلتك اخر الاسبوع
ابتلعت ريقها بصعوبة وارتجفت بشـ.ـدة لاحساسها بقرب منها الشـ.ـديد وقالت:
ابويا هو اللي حدد الميعاد مع ابن عمي وخاتم خطيبي في ايدي اهوه هديته ليا
امسك فريد يدها بحدة ونزع منها خاتم فاروق والقاها ارضا وقال:
اتت هبله تقلعي خاتم جوازي منك الالماظ علشان ده
انحنت فرحه ارضا لتاخذ خاتم خطيبها، فاحتضنها فريد من خصرها وضمها الي صدره باشتهاء وقال:
احب اعرفك حاجه يافرحه ،انت دخلتك مش هتكون اخر الاسبوع، لكن هتكون النهاردة ودلوقتي
ونزع عنها المنشفه التي تعطي نصفه الاسفل والقها علي الفراش ولتصرخ فرحه من منظره العاري،
فاخرصها فريد بقبله جائعة وجردها من ثيابها بعد مقاومة عنيفه منها لكنها لم تستطيع مجابهت رجل مثار فقال لها :
ياريتك سمعتي كلامي من اول مره وخرجتي لكن حظك الاسود، اني فقدت السيطرة علي نفسي
ل......؟!
↚
كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، لقد فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.والعهد مع بني الانسان،
فصرت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر فيه بالبشر،بل أشعر معه بنسمـ.ـا.ت الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى للزرع في الحقول؛
نظرت فرح الي فريد الجاثم بجوارها عاري الجسد بالم وحـ.ـز.ن، سحبت نفسها من جوارها وانحنت تلملم ثيابها الممزقه وسترت بها جسدها المستباح من زوج سيطرت عليها رغبتها فنقد وعد والدته معها، وفرض نفسه عليها واتاخدها زوجه له دون اردتها؛
جلست في احد الاركان تبكي نفسها وتطلم خدها بحسرة والم لما سيكون عليه حالها بعد ما غدر بها فريد وصار زوجها و لي امرها
تذكرت والدها الذي سياتي اليها اليوم لياخدها الي البلد كي يكتب كتابها علي ابن عمها العاشق لها،
وتسالت كيف ستواجه ابيها بعصيانها لها وموافقتها علي الزواج من ابن الهانم؟!
وهل سيوافق عليها فاروق بعدما اصبحت لرجل غيره
عندها تاكدت بخسارته له ولطـ.ـمـ.ـت خدها بحسرة:
يافضيحتك با فرحه ياسواد عيشك وايامك وسنينك الجاية يا فرحه ياكـ.ـسرت قلبك يا فرحه اه
استيقظ فريد علي صوت نحيبها نهض من فراشها وارتدى روبه ودنا منها وسالها:
ممكن اعرف انت بتعيطي ليه وقلباها مناحه، علي الصبح، ايه حصل لكل ده
نظرت الي الفراش فرات اثار براءتها التي اغتالها، فعادت الي نحيبها ولطم خدودها :
يافضحتي يافضحتي يارب خدني او ارحمني برحمتك يارب
جدبها فريد من ذراعها لكي تقف امامه وقال بغيظ:
انت هبله فـ.ـضـ.ـيحة ايه، انت مراتي بشرع الله، واللي حصل بينا شئ طبيعي بين اي زوجين،
وعمتنا انا هريحك، وهتصل بعادل دلوقتي واطلقك
مش ده اللي كنتي عايزة
تركها واستدار فامسكت فيه فرحه باستمـ.ـا.ته وصرخت بهلع ورجاء:
تطلقني بعد اللي حصل، يانصيبتي، طيب اقول لابويا ايه ولخطيبي، مين هيصدق.اني شريفة لما تطلقني بعد ساعات من دخولك بيا
امسكها بعنف من كتفاها وهزها بغضب و غيظ:
خطيبك بتقولي لجوزك خطيبك، انت هبله ولا عبـ.ـيـ.ـطة ولا شكلك كده، استغفر الله العظيم يا رب ع الصبح
بقولك ايه شوفي انت عايزه ايه علشان اخلص منك
ارتجفت من نظراته الغاضبه إليه وضغطه علي كتفاها بقوة فحاولت سحب نفسها من بين يداه كي تبتعد عنه وتتلاشي غضبه لكنها لم يتركها فقالت:
هو طلب واحد اللي عايزاه منك وهشيل جميلك فوق راسي طول العمر، ابويا بالكتير قبل الظهر هيكون هنا كلمه وعرفه ان جوازي منك كان خدمه ليكم، وبسبب الخمر اللي طفحتها حصل اللي حصل وبقيت مراتك، وبعدها طلقني بس الاول تشهد علي برائتي
نظر فريد الي ساعته ضحك بتهكم ورد عليها :
يعني انت عايزاني انتظر والدك اللي هيجي علي الساعه ١١ او ١٢ علشان افضح نفسي قدامه باني شربت خمره وابرره ليه سبب جوازي منك
طيب يا حلوة عايز اقولك، ان الساعه ١٢ دي لازم اكون في الحرم الجامعي بانجلترا بصدق علي تقديم رسالة الدكتوراه بتاعتي اللي اتحدد ليها ميعاد من ثلاث شهور ولولا الوصية اللي كان شرطها اتجوز قبل ما ابلغ ال٢٥ انا مكنتش نزلت مصر من اساسه
والاهم ان طيارتي ميعادها الساعه ٨ يعني خدمني فرق التوقيت الساعتين اللي بينا وبين انجلترا، لاني هوصل هناك علي ١١, تقريبا ١ هنا، يعني من الاخر كدة تنسي خالص اني انتظر والدك
لكن تقدري تنتظري ماما لما ترجع وهي تشرح ليه، كل حاجه بنفسها لكن ان نو مقدرش مستقبلي هيضيع
انهارت راكعه امامه وبكت بحرقه علي كرامتها المسلوبة، وشبح الفـ.ـضـ.ـيحة التي يهدد ابيها وصرخت:
خايف علي مستقبلك وانت راجـ.ـل، طيب ومستقبلي انا وشرف ابويا ملهمش عندك اعتبـ.ـار،
لبه لما فكرت ترضي نفسك مفكرتش فيا هيكون مصيري ايه واروح فين، حسبي الله ونعمه الوكيل فيك ربنا ينتقم لي منك يا فريد يا ابن امتثال،،،،
ضـ.ـر.ب فريد يده كف بكف وحذبها كي تقف وقال بعصبيه ونفاذ صبر:
فرحه انا لحد دلوقتي مقدر اللي انت فيه لكن كلمة تاني اقسم بالله العظيم، لتشوفي مني اللي هبخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه
ارتعدت اوصالها من نبرة تهديده الغاضبة وقالت:
انت السبب عملت معاك معروف انت ووالدتك، وكان جزائي ضيعتني وكـ.ـسرت فرحتي وهتكـ.ـسر ابويا وتفضحه قدام الكل، قولي اروح فين بعد ما تسافر وتسيبني في مصيبتي دي
غمغم وربت علي شعرها الحربري وقال:
طيب خلاص، خليكي هنا لحد ما ماما ترجع، المشكلة انها بتقفل تليفونها طول ما هي مع طنط فاطيما لولا كده كنت طلبت منها ترجع وتحل الامور مع والدك ،
وللاسف معنديش وقت اسافر ليها الاسماعيلية ،
عادت فرحه للبكاء بنحيب وحرقه وقالت بالم:
اديك قلت اقعد هنا اعمل ايه في غياب الست هانم واقول لابويا ايه لما بجي ياخدني علشان يكتب كتابي، ازاي ارفض، اقوله بنتك عاصية حطت راسك في طين واتجوزت من وراك، بعد ما اديت كلمه لابن عمها وحددت فرحها عليه؛
يامصيبتي يامصيبتي ياوقعتي السودة دي كان يروح فيها ابوس ايدك يا بيه انا مش هقدر علي حسرة ابويا،هو ده جزاء وقفتي جمبكم تضيعوني وتفضحوه
قبض فريد علي يده بغضب وقال:
طيب بس اسكتي مش ناقص نكد، بس انا فعلا مش قادر اعملك حاجه انا قلت المال ده ملعون محدش صدقني، اسمعي عندى حل وحيد هو ده اللي قدامي، منه بحميكي ويأجل مواجهتك لوالدك لحد ما ماما ترجع بالسلامة وتحلها معاه
امسكت يده وقبلتها باستجداء وسالته بلهفه:
ابوس ايدك الحقني بيه، انت مش متخيل ابويا لو عرف اللي حصل ممكن يجراله ايه او بعمل فيا ايه
ده غير فاروف واللي هيعمله فيا ، ده مش بعيد ان ما سيح دمي
غامت عيناه بغضب وامسكها من ذراعها وهزه بعنف:
لا انت مـ.ـجـ.ـنو.نه رسمي، تبقي مرات فريد الديميري وبتفكري في ابن عمك وخايفه منه، شكلك عاشقاه
هزت راسها بالنفي وقالت:
لا يابيه الحره مش بتعشق، لكن بترضي بنصيبها وقدرها وتطيع ابوها، وفاروق ابويا اختاره ليا يكون نصيبي وكنت راضيه بيه، كفاية انه شاريني بالغالي انا كمان لازم اشتريه
المهم حل ايه اللي عندك وهينقذني من اللي انا فيه
اخذ نفس عميق وتمهل طويلا في الرد ثم قال بحزم:
مفيش حل غير انك تسافري معايا انجلترا، بعيد عن كل حاجه هتحصل هنا لحد ما ماما ترجع وبعدها ممكن اطلقك لما تظبط امورك مع والدك قلت ايه،
حدقت فيها بذعر غير مصدقه عرضه عليه بالهروب من ابيها واهلها وكل حياتها والسفر معه،
صمتت طويلّا وتذكرت ان فريد اصبح زوجها، حتي ان لم يستمر زواجهم لكنه هو الوحيد الان ولي امرها
ووجب عليها طاعته
فجاة تذكرت تهديد عمه بقـ.ـتـ.ـله فنظرت اليه وخافت عليه من مصير مجهوله حاولت والدته ان تحميه منه
فاصبح الان دوره هي حمايته من شر يحاق به،
فكرت ان تصارحه بمرض امه، لكن كم قالت الهانم سيضيع مستقبله الذي يفضله عن ماله، ويواجه عمه الطماع الذي لن يتواني عن قـ.ـتـ.ـله كم اقسم
ظلت الافكار تعصف بها بلي هوادة وفريد بانتظار ردها، الذي طال فطالعته بانكسار وقالت بتردد مقدمه حياته علي نفسها وسمعتها وسمعة ابيها :
الظاهر مفيش مهرب من اني اجي معاك، بس توعدني اول ما الست هانم ترجع بالسلامه، تكلم ابويا وتفهمه اللي حصل، وتخليه يسامحني
هز راسه بتاكبد وقال بحزم:
طيب يلا غيري الملايات دي من الدم اللي عليها، وخدي شور واجهزي علي ما اشوف طريقة اضيفك بيها علي الجواز بتاعي، الساعه دلوقتي خمسه، لازم علي ٧ نكون في المطار،
نظرت الي ثيابها الممزقه التي لا تملك غيرها وقالت:
بس انا معنديش حاجه البسها غير هدومي اللي انت قطعتها، اعمل ايه واخرج معاك ازاي
غمغم بضيق ووضع يده علي ذقنه بتفكير وقال:
طيب ادخلي انت خدي شاور وانا هتصرف واشوف حاجة من ثياب ماما تناسبك يلا مفيش وقت
ترك فريد الغرفة ذاهبًا الي غرفة والدته فراي فستان زفافها علي الفراش وبجواره شبكتها التي البسها اياها وخاتم زواجهم الالماظ فضحك بتهكم:
عمري ما شفت بنت ترفض الالماظ علشان الذهب، غريب امرك يا فرحه، لكن لذيذة وشهيه
وضع الفستان علي شماعه وادخله في خزينة ملابس والدته واخذ يبحث في ثيابها عما بناسبها،
فاخرج بعض الثياب الداخليه ذو الماركات العالمية لم تستخدم، وبلوزه من الحرير تناسب جسدها الصغير
وبنطال كاجوال يناسب كل الاعمار،
ثم اخذ شبكتها ووضعها في علبتها المخملية وحفظها في خزنته الخاصه، الا خاتم الزواج فاخذه معه،
واجري اتصال باحد اصدقاءه طالبًا منه انهاء كافة اجراء باضافتها علي جواز سفره باسرع وقت،
عاد بعدها الي غرفته فراها غيرت الملاية ودلفت الي المرحاض فنادى عليها يخبرها بانه اتي له بالثياب، لكنه ام ترد عليه، فاصابه الهلع خوفًا عليها، فربما من ياسها وخوفها اقدمت علي الانتحار
دلف مسرعا الي المرحاض فراها ممده في البانيو تبكي وتنعي نفسها بشرود فسالها بقلق:
انت مش بتردي عليا ليه، ايه مش سامعاني، وممكن اعرف انت بتبكي تاني ليه
دلف مسرعا الي المرحاض فراها ممده في البانيو تبكي وتنعي نفسها بشرود فسالها بقلق:
انت مش بتردي عليا ليه، ايه مش سامعاني، وممكن اعرف انت بتبكي تاني ليه
جفلت من دخوله عليها وهي عارية هكذا، وفحاولت ان تداري جسدها عنه بيدها وقالت بخجل:
والله ما سمعتك يا بيه، ولو ببكي غصب عني ببكي علي نفسي ونصيبي وكمان لاني موجوعه اووي
دنا منها فريد وقد غامت عيناه بغموض ممزوج بالرغبة، ثم اخذت عيناه تجول علي جسدها العاري وتتفحص ثناياها باشتهاء وجوع الي ان سالها :
موجوعه ازاي قصدك من علاقتي بيكي، ولا الم داخلي بسبب الاحداث اللي حصلت
نكست راسها بخجل وقالت بصوت خافت:
بسببك اصل اصل،،،
لم تكمل كلامها بسبب قربه منها بعد نزوله معها في البانيو بروبه وسالها باهتمام مبطن بالرغبة:
بسببي، انا سبب وجعك قوليلي موجوعه ازاي
لم يمهلها كي ترد عليه واخذ يملس علي شعرها المبلول،ثم مال علي عنقها ونثر عليه قبلات صغيرها متفرقه، ارتجفت علي اثرها وقالت بذعر:
مش قصدي بسبب اللي حصل، قصدي لانك هتبعدني عن اهلي، وهكـ.ـسر فرحة ابويا وامي واخواتي، ده غير خطيبي اللي كان بيستني يوم فرحنا بفارغ الصبر،
تجلي عضب وقتي علي محياه وقال بعصبيه:
هو انت ليه مش قادرة تقتنعي وتفهمي انك مراتي
اصابتها صدمه غضبه عليها وارتبكت، فابتسم فريد بسخرية وضمها الي صدره بقوة، ولثم ثغرها باشتهاء ونهم وراح ينثر انفاسه الساخنه علي جيدها الذي عاد وقبله بقبلات جائعة، وقال بشغف تملكه:
مش عايزه تقتنعي انك مراتي، انا هقنع بطريقتي
وفجاة حملها بين يداه وخرج بيها من البانيو والمياة تسيل منه ومنها، خرج بها الي غرفته ومددها علي الفراش وتمدد بجوارها بعد ان نزع عنه روبه الذي تبلل عن اخره،
ارتجفت برعـ.ـب وحاولت الهروب منه فقالت:
والنبي يا بيه سيبني انا لسه تعبانه من من ، انت مرحمتنيش طول الليل انا مش قادرة اتحمل تاني
جذبها برفق من شعرها المبلول ولفه علي يدها كي تعود اليه وبمنعها من الهروب، فاقتربت منه مرغمه فالتهم شفتاها بالقبلات ساخنه جائعة وقال:
محدش قالك مترديش عليا لما نديتك وخضتيني عليكي لتكوني عملتي في نفسك حاجة، ولا حد قالك تستفزيني بعدم اقتناعك باني جوزك ودايما شايله هما خطيبك بدون احترام لرجولتي، ولا حد قالك تبقي مثيرة ولذيذة وشهية اووي كده وانت عريانه بصراحه تتاكلي اكل، ثم انا جوزك فاهمه وده حق من حقوقي الشرعيه عليكي، معقول عايزه تغضبي ربك برفضك ليا
كانت كلمته الاخير فاصله بالنسبه لها في تعلم جيدًا غضب الله علي الزوجة العاصية لزوجها، فاسبلت جفناها باستسلام وسلمت له نفسها كي ياخذ منها ما يريد ، انتهي الكلام وعم الصمت بينهم الا من صوت انينها الذي زاده اثارة ورغبه فيها فانتهكها بلا رحمه
ابتعد عنها بعدما اخذت ترتجف بانتفاضه قوية وقبل ان يسالها عن وضعها اتاه اتصال فرد بسرعه:
ها طمني عملت ايه، خلصت ولا لسه
رد عليه المتصل بمرح:
انت تأمر يا فريد بيه، كله خلص، والمدام نزلت علي الجواز بتاع حضرتك واتحجز ليها معاك علي نفس الطيارة، وكمان، نص الساعه هيكون في واحد بانتظارك بالمطار هيسلمك الجواز
شكره فريد واغلق معه الاتصال وعلت الابتسامة ثغره بـ.ـارتياح ونظر الي فرحه المستسلمه الي قدرها بأنهزامية وقال:
الحمد لله قدرت اضيفك علي الجواز لحد ما اعملك جواز خاص بيكي، يلا قومي خدى شاور سريع وجبت ليكي طقم يناسبك مؤقتًا البسيه
رمقتها بنظرة منكـ.ـسرة حزينة وقالت سائلة:
هو انا ممكن استلك سؤال وتجاوبني عليها بصراحه
هز راسها بالايجاب :
اكيد طبعا اتفضلي سؤال ايه وعن ايه
ابتلعت ريقها وترددت كثيرًا فيما ستقول لكنها حسمت امرها وقالت اخيرًا:
هو انت هتاخدني معاك انجلترا ليه يا بيه، ياتري علشان اخدمك وابقي متعة لفرشتك، ولا تكفير عن ذنبك في حقي وانقاذي من الفـ.ـضـ.ـيحة،
نهض فريد من جوارها وغامت عيناه بضيق، فتح خزنته واخرج منها ما يرتديه ورد عليها بامتعاض:
لا يا فرحه مش واخدك متاع لان جوازي منك مكنش هدفي اصلا، بس انا لسه منتشي من سهرة امبـ.ـارح، ، اسف لتطفلي عليكي،اعتبري اللي حصل بينا دلوقتي غلطه ومش هتكرر تاني، وعن نفسي انا متنازل عن حقي الشرعي فيكي، اظن كده ارتحتي واطمنتي ،
ياريت بقي تقومي تخلصي نفسك وتجهزي للسفر لان مفيش وقت للكلام الفاضي ده،
نكست راسها خجله منها ومن اسلوبها معه، فرغم كل شئ هي من قبلت الزواج به ولم يجبرها بل امه من سعت الي ذلك، والان هو زوجها وهذا حقه عليها دون الشعور بالاستعباد، غير انها فعلا خدامته
فمن هي لتكون زوجة رجل مثله في مكانته، كل هذا كان بموج في راسها لتشعر بفداحة ما قالته
رفعت راسها لكي تعتذر منه وتوضح سبب ماقالت، لكنه كان قد غادر الغرفة وتركها وحدها مع افكارها،
نهضت من علي الفراش وسترت جسدها بالغطاء الذي كانت مدثرة به، وولجت الي المرحاض، تحممت سريعا وعادت الي الغرفة لتري الثياب التي احضرها
ارتدتها علي عجل، وقد تعجبت من احساس الراحه الذي تملك منها بسبب نعومة الملابس علي جسدها
بعد ان انتهت وقفت امام المرآة تنظر الي نفسها واستغربت مظهرها الانيق في تلك الثياب الغريبة عليها والتي اظهرت تناسق جسدها وتسالت بسخرية:
معقول كان ممكن يجي يوم والبس اللبس ده لو اتجوزت فاروق، والله ما كان هيحصل، اه يا ويلي
فعلا هم يبكي وهم يضحك
جلست علي الفراش تريح جسدها من الالم الذي مازال يسري فيه، وراحت تجدل ضفائرة قبل ان تلبس طرحتها،
دلف عليها فريد وهو في كامل اناقته ، وقد تجلت وسامته التي تضاعفت بعد ان هدات ملامح الغضب عنه طالعها باستغراب وسالها :
انت بتعملي ايه،
ابتلعت ريقها وقالت :
بضفر شعري ضفاير قبل ما البس الطرحه علشان مايتفكش مني وينزل علي ظهري ويبان من الطرحه
هز فريد راسه بتفهم وقال:
طيب استني
خرج وعاد في يده بروكه وقال لها:
خدي البسي دي فوق شعرك، علشان تليق علي هدومك مقدرش اطلب منك تقلعي طرحتك، لكن البروكة هتحل المشكلة،
ولما نوصل انجلترا، هختار ليكي ملابس تتناسب مع حجابك متقلقيش
انبهرت بتحفظه وتدينه الشـ.ـديد رغم حياة الثراء التي يحياها فتاكدت ان والدته احسنت تربيته، وما اكد لها ذلك رفضه تقبيلها امام اصدقاءة وانزال الخمار علي وجهه مره اخري بعد تغزلهم بها،
لهذا لم ترفض طلبه. ثقة بانه لن يجبرها علي ترك حجابها دليل عفتها ونقاءها،
بعدما انتهت اطلق فريد صفير اعجاب وقال:
كده بقيتي برنسيسة بجد، زي بنات المدينة، يلا بينا
اخذها وخرج واغلق الفيلا الخالية، لعدم حضور الخدم للان واستقل سيارته واجلسها بجواره، مر علي البوابة واطلق صفير التنبية
خرج اليه البواب وقال لها وهو ينظر الي فرحه باستغراب وحيرة:
ايوه يا فريد بيه حاضر هفتح البوابة اهوه، بس
هو انت خلاص مسافر بالسلامة دلوقتي
رد عليه فريد بايجاز:
ايوه ياعم صبحي، كنت نفسي اسلم علي ماما بس مفيش وقت اتاخرت ، المهم لما ترجع بالسلامه خليها تكلمني ضروري، سلام
انطلق بسيارته بعدما فتح صبحي له البوابة واغلقه خلفه واخذ يضـ.ـر.ب يده كف بكف، متعجبًا من امره
خرجت زوجته وسالته بحيرة:
مالك يارجل بتبص علي عربية البيه كده ليه
هز راسه باسف وحيرة:
اخر حاجه اتوقعه ان فريد بيه ليه في المشي البطال
ضـ.ـر.بت زوجته صدرها بكف يدها وصاحت :
مشي بطال ليه يا راجـ.ـل بتقول كده، دا فريد بيه راجـ.ـل محترم ومتدين ويعرف ربنا
هز راسه بعدم تصديق وصدمه وقال:
البيه كانت بايته معاه واحده من اياهم، خدها وخرج
ادلوقتي ، انا معرفش هو مش اتجوز امبـ.ـارح فين مـ.ـر.اته راحت
دفعته في كتفه بغيظ وقالت:
حـ.ـر.ام عليك ياراجـ.ـل يا مفتري مش يمكن دي مـ.ـر.اته،
اشار بيده رافضًا تحليلها واردف قائلًا:
لاء مش هي ،دي واحده شعرها اصفر ولبسه لبس خوجاتي، لكن عروسته محجبه كانت قاعده معاها في الكوشة بطرحتها انت نسيتي ولا ايه
بس غريبة ان البيه مرحش يزور الهانم بالمستشفي ويطمن عليها قبل ما يسافر، وبالمرة كان جاب البت الغلبانه فرحه اللي بايت معاها من امبـ.ـارح
تنهدت الزوجة بقلق وقالت:
اه فعلا زمانها يا كبدى علي لقمتها من امبـ.ـارح، دي حتي ساعة الفرح انا مشفتهاش خالص
صمت البواب برهه وقال:
فعلا كانت مش موجودة معانا ساعة ما الهانم طلبت منا نخرج ناكل ، وفجاة لقيتها بتصرخ طالبه النجدة قبل ما تجي عربية الاسعاف وانا بتفسي وصيتها تروح مع الهانم ، بـ.ـارتني ما قولتلها تروح،
المهم تعالي ندخل ننام ساعتين قبل الخدم ما يجو ينظفو الفيلا بعد ليلة امبـ.ـارح
اطاعته زوجته ودلفت معه الي غرفتهم واخذا ابناءهم في حـ.ـضـ.ـنهم وناموا قريرا العين
*******************
بعد رحلة دامت خمس ساعات وصل فريد الي شقته الكامنه في احد البيانات الشاهقه بقلب لندن
دلف اليها حاملًا فرحه التي اغشي عليها مرتبن عند صعودها الطائرة وتحليقها، ومره اخري حين هبطت،
لدخلها غرفة نومها وقام بافاقتها،
فتحت عيناها واستغربت اين هنا وكيف اتت، فسالت فريد :
هو احنا فين بالظبط
نهض فريد من جوارها ونزع عنه جاكت بدلته وقال:
انت في مدينة الضباب تسمعي عنها ولا اقولك يعني ايه، عمتنا احنا في شقتنا بلندن
اكمل فريد نزع ثيابه دون خجل منها وابدلها بأخري مريحه تناسب الظهيرة فقال لها:
عندك هنا بيجامـ.ـا.ت نوم خفيفه كنت جايبها هدية لسوسن تقدري تلبسيها
والاوضة دي بتاعتك من النهاردة، وهنقل كل حاجاتي الاوضة التاتية.لما ارجع، معلش مش هقدر اوريكي. الشقة لاني اتاخرت ، تقدري تاخدي جوله وتت عـ.ـر.في علي المكان بنفسك، او لو تعبانه خدي راحتك خالص، واتا نازل رايح الكلية سلام
تركها وخرج قبل ان ترد عليها، فنهضت من الفراش واخذت تتجول في شقته الانيقه وقالت :
الله دي جميله اوي، والله وانكتب ليكي تسافري بلاد بره يا فرحه وتعيشي مع الاجانب،
ثم تنهدت بقوة وتساءلت بالم وحسرة:
ياتري عامل ايه يا بويا، عرفت اللي حصل ولا لسه
********
هناك امام فيلا الديميري
كا يقف عويس و ينادى بصوت ضعيف:
يا صبحي انت يا ابو عيد فينك با راجـ.ـل يا طيب
خرج صبحي من غرفته ورد عليها بترحاب:
اهلا اهلا يا عويس يا خويا، ادخل تعالي نورت مصر
فتح له الباب فدخل عويس واراح جسده المنهك علي المقعد المخصص له لحارسة البوابة وساله:
قولي يا ابو عيد هو فريد بيه سافر ولا لسه، وامتثال هانم موجودة ولا لاء، وطمني علي فرحه
ابتسم صبحي في وجهه وطلب من زوجته ان تاتي له بمشروب ليلتقط انفاسه، شكره عويس واعاد سؤاله عن ابنته ، فرد عليه:
بنتك بخير انت قلقان عليها ليه، اول ليلة باتت مع مراتي وفي حـ.ـضـ.ـن ولادى، لكن الليلة اللي فاتت باتت في المستشفي مع الهانم
انتفض عويس وساله بقلق:
مستشفي ليه حصلها ايه انطق يا ابو عيد طمني
بنتي جرالها ايه
ربتت علي كتفه وابتسم:
مالك كده اتخضيت ليه، بنتك زي الفل لكن الهانم حصل ليها ازمه والاسعاف خدتها وبنتك ربنا يبـ.ـارك ليك فيها راحت معاها وباتت معاها ولسه مرجعتش
تنفس عوبس الصعداء وساله:
وفربد بيه كان فين ليه مرحش مع هانم هو او عروسته، واهل حافظ بيه الله يرحمه كانو فين
هز راسه بعدم معرفه وقال:
والله يا عويس يا خويا فريد بيه ده حكايته حكاية، كان امبـ.ـارح زفافه وبعدها ساب عروسته وخرج مع اصحابه ومعرفش رجع امتي،
الغريب ان مـ.ـر.اته اختفت بعد الزفاف ومحدش شافها، والنهاردة سافر مع بنت تانية، معرفش لو الهانم عرفت عمايل ابنها هيحصلها ايه، انا بفكر مبلغهاش وكفاية اللي حصلها
استقام عوبس من جلسته ورد عليه:
ربنا بهديه يمكن حصل حاجه مع مـ.ـر.اته بعد الفرح، المهم اديني اسم المستشفي خليني اروح اطمن علي الهانم واجيب بنتي واسافر لان كتب كتابة النهاردة
اخرج صبحي من حافظة نقودة ورقه مكتوب عليها اسم المستشفي واعطاه له :
خد دي الورقة اللي ادهالي بتاع الاسعاف، كنت هديها للبيه لكنه مسالش، ولا راح زارها حتي قبل ما يسافر
تناول منه عويس الورقة وقرا العنوان، وارجعها اليه مرة اخري وقال:
انا عارف المستشفي ده كان محجوز فيها البيه الكبير، والهانم الله يكرم اصلها، كشفت عليها فيها وعملت ليا اشاعات وتحليل وكانت عايزه تعملي عملية كمان
يلا انا اروح اجيب البيت وارجع اطمنك علي الهانم سلام
غادر عويس متوجها الي المستشفي التي ترقد بها الهانم، حين دخل الي الاستقبال سال عنه، فدل احدهم عن الطبيب المسؤول عن حالتها
ذهب اليه عويس وساله:
السلام عليكم يا دكتور انا بسال عن امتثال هانم اخبـ.ـارها ايه، والبنت اللي كانت معاها القيها فين
رفع الطبيب وجهه عن احد التقرير التي كان يقراها وقال له :
الهانم تعبانه جدا، بس الحمد لله انقذناها من موت محقق، وحاليا هي محتاجه للراحه والهدوء والبعد عن التـ.ـو.تر،
اما البنت اللي كانت معاها مشيت لان الهانم في الانعاش وممنوع الزيارة وهي نفسها طلب منها تروح
وضع عويس يده علي راسه وصاح بجزع:
روحت ازاي، بنتي لا بتعرف تروح ولا تجي، وفي الفيلا قالو انها بايته مع الهانم،
انهار ارض مصدوم بعدما معرفة مكان ابنته العروس التي الكل بانتظارها لحضور كتب كتابها وقال بلوعه: يانهار اسود طيب بنتي راحت فين ، واخذ يولول روحتي فين يا فرحة ابوكي ونور عنيه اه يا وجع قلبي عليكي، يا ضنايا ياتري انت فين من امبـ.ـارح
ربت الطبيب علي كتفه مواسيا، فنظر اليه عويس وقال بقلب ملتاع وعيون تفيض بالدمع :
بنتي تاهت يا بيه في زحمة مصر، ضيعت بنتي بايدى اه يا كـ.ـسرت قلبي عليكي يا بتي,؟!!
أنا لست دمية جميلة.ولا العوبة بين يديك، أنا لست كباقي البشر،فأنا فتاة غير اعتيادية، فتاة نعم ولكن استثنائية؛ لأنّي طموحة وأميرة على نفسي وملكة على عرش ذاتي وقناعتي هي كنز كبريائي.
بشقة فريد في لندن
غيرت فرحه ثيابها ببجامه حريرية من التي اعطاها اياهم فريد الغريب انها مقاسها كانها ابتاعت لها،
كان ملمسهم الناعم مدعاه لشعورها بالراحه وبعض الاسترخاء الذي تنشـ.ـده كي تفكر فيما فعلت وما سوف تفعل حتي تعود الي اهلها،
خرجت من الغرفة واخذت تبحث عن المطبخ شاعرة بالجوع والارهاق وبعض الالم،
كانت الشقة انيقه وفخمه مزينه بمجموعه من التحف بشكل ارعـ.ـبها خوفًا من ان تمسهم ويحدث ما لا بحمد عقباه وتتحطم، اخذت تتجنب تلك الاشياء في بحثها حتي عثرت علي المطبخ
فتحت الثلاجة لطنها كانت خاليه وكذلك اغلب ضرف الحزانات، امسكت معدتها شاعرة بالم الجوع، فهي لم تاكل من وقت فطارها بالامس وكثرة الاحداث التي مرت بها جعلتها تعزف عن الزاد
عادت الي الغرفة وتمددت علي الفراش كي تنام لعلها تنسي جوعها وتهدا المها فاليوم كان طويل من اول دخول فريد بها الي سفرها
فجاة سمعت جرس باب الشقة، انتفضت بخوف، وخرجت من غرفتها، دنت من الباب وقالت:
مين اللي بره وعايز مين
رد عليها الطارق بلكنه عربية متعثرة:
انا جو مستر فريد بعتني ليكي بطلبات البيت، الطلبات انا هحطها قدام الباب استلميها بليز،
بعدها سمعت خطواته تبتعد فتحت الباب فرات عدد كبير من الشنط اخذتها بسرعه ودلفت الي الشقة ووضعتها علي الطاولة، وفتحت الشنط كي تعرف ما بهم، تهللت اساريرها فقد كان طعام وفاكهه لكن اكثرهم معلبات لم تستطيع قراءة اسماءهم لعدم اجادتها الانجليزية الا من بعض الكلمـ.ـا.ت القليلة!
حين ياست مع معرفة اسماء الأطعمه اخذت حبات من التفاح والموز واكلتهم تسد بهم جوعها، وعادت الي الغرفة وتمددت لكي تريح جسدها المنهك؛
*************
بالمشتشفي الاستثماري بمصر،
كان عويس يصـ.ـر.خ ويولول علي ابنته التي فقدها :
اه يا بنتي يا ضي نور عيني اللي ضاع يافرحتي اللي اتكـ.ـسرت، يا عمري اللي ضاع معاكي بضياعك مني
كان الطبيب يحاول مواساته دون جدوى، فطلب منه الهدوء حتي لا يزعج المرض، اخذًا بيده كي يساعده علي النهوض، فتشبث به عويس بقوة، وفجاة انهار وارتخي جسده ووقع منها ممددًا علي الارض
حاول الطبيب اسعافه لكنه لم يستجيب الي كل محاولات افاقته، فطلب من طاقم التمريـ.ـض سرعة نقله الي غرفة الرعاية ووضعه علي اجهزة الانعاش،
تسارع الطبيب والطاقم الطبي الذي كان معه بعمل صدمـ.ـا.ت للانعاش القلب، في محاولة اخيرة لأنقاذه
اخيرًا استجاب قلبه وعاد النبض اليه،
خرج الطبيب وطلب منهم مراقبته عن كثب ورفع تقرير عن حالتها كل ساعه لسوء حالة قلبه،
بعد ربع بغرفة الطبيب الذي كان يجري مكالمة اثناءه
طرق عليه احدهم، سمح له الطبيب بالدخول، قطعًا محادثته الهاتفية وساله بحيرة:
في ايه يا جابر وابه الاوراق دي
رد عليه جابر وهو موظف بالحسابات:
اسف يا دكتور بس الحالة اللي دخلت الانعاش، الوضع معاها هيكون ايه، لان مطلوب تسدد مبلغ تحت الحساب ودي اوراق حجزه بالمستشفي وكشف حسابه
تنهد الطبيب بهدوء واشار اليه بالجلوس ثم عاد واكمال مكالمته، الي ان انتهي منها ورد عليه بحزم:
ضيف الحساب علي حساب امتثال هانم، لان الواضح ان الراجـ.ـل ده من رجالتها، وهات الورق اوقعلك عليه
لاخلاء مسؤوليتك
اعطاه الموظف الاوراق وقع عليها، ثم عاد واعطاه له نهض من خلف مكتبه وخرج معه لكي يطمئن علي حالة عويس
دلف غرفة الانعاش وراي المؤاشرات لا تبشر بخير فقال للممرضة المسؤوله عن رعايته:
لو النبض انخفض عن كده ابعتيلي الراجـ.ـل ده محتاج عملية زرع قلب علي وجة السرعه لكن للاسف الوقت مش في صالحنا لعدم توفر متبرع
زفر بضيق وخرج لم تمضي دقائق واطلقت احد الاجهزة انذار بتوقف عضلة القلب تمام
عاد الطبيب مشرعا اليه وراي الطاقم الطبي يقوم بعمل صدمـ.ـا.ت كهربائية، لكنه لا تستجيب،حينها طلب منهم التوقف عن انعاشه ، ناظرًا الي جسده المسجي باستسلام وقال بضيق :
كفاية كده اتركوه يرحل في سلام، افصلو الاجهزة
اعطي امره لفصل الاجهزة وخرج ليكتب بنفسه شهادة وفاة عويس الفلاح البسيط الذي مـ.ـا.ت كدمًا وقهرًا علي ضياع ابنته الوحيدة قرة عينه
***************
في شقة فريد بانجلترا
انتفضت فرحه من غفوتها القصيرة تصرخ بجزع:
ابويا حبيبي اه يا بويا يا حبيبي يا وجع قلبي عليك
نهضت من الفراش وذهبت الي المرحاض غسلت وجهه واخذت تستغفر ربها وهي تبكي بحرقه جلست ارضًا وتقوقعت علي نفسها بخوف وهلع والم تتجرعه روحها علي حالها وحال ابيها من بعدها وقالت :
ياتري فيك ايه يا با ، قلبي وجعني عليك اووي، ياتري عرفت اللي حصلي وموجوع عليا ولا كارهني وغضبان مني لاني عصيتك وفضحتك قدام ابن عمي وحطيت راسك في الطين
ظلت تبكي وتبكي بلوعه والم، فلم تلاحظ الظل الذي اشرف عليها من علياءه، لذلك حين رفعت راسها وراته انتفضت وهبت واقفه فضمها الي صدره بحنان كي يحتوي حـ.ـز.نها وهلعها وسالها باهتمام:
كنت سايبك كويسه ايه خلاكي تبكي تاني يا فرحه
صمتت برهه كي تسترد انفاسها المتسارعه وتنعم بالامان والهدوء في حـ.ـضـ.ـنها لبضع الوقت،
رفع فريد راسها عن صدره ونظر الي عيناها الساحرة
وابتسم في وجهه سائلًا:
ممكن اعرف العيون الحلوة دي بتبكي ليه
اانزلت راسها بخجل من عطفه عليها وقالت بخفوت:
مفيش شفت حلم وحش وصحيت علي قبضة قلبي، حسا ان ابويا مش بخير وفيه حاجة، وحياة الهانم عندك يا بيه اتصل بيهم يطمنوني عليه
اكيد وصل مصر وعرف اللي حصل واتقهر علبا ومني
ضمها فريد الي صدره بقوة،كي يحتوي قلقها وخوفها علي ابيها المكلوم فيها وقال بهدوء:
والدك ممكن يغضب عليكي، ويزعل منك وده حقه، لكن انت معملتيش حاجه حـ.ـر.ام، انت اتجوزتي بشرع الله، هياخد وقته وبعدها هيتقبل اللي حصل،
المهم فطرتي ولا لاء، لاني بصراحه مفطرتش وجعان ما صدقت قدمت اوراق الرسالة وجيت افطر معاكي، انا بعت ليكي كل الطلبات مع جو وصلتك
رفعت راسها عن صدره واخدت نفس عميق وقالت:
ايوه الطلبات وصلت، بس معرفتش فيهم حاجه غير الفاكهه واكلت حبتين ونمت تحب اجهزلك الفطار
اشار بيده علي بالموافقه ثم وربت علي شعرها بحنان وتركها وذهب الي غرفتها، اخذت نفس عميق شاعرة ببعض الراحة ذهبت الي المطبخ الذي ووقفت فيه حائرة بين المعلبات لا تعلم ماذا تفعل،
خرجت من المطبخ وذهبت الي غرفتها فراته يخرج اشياءه من الخزنه ، ابتسم لها وقال بتعجب:
معقول لحقتي جهزتي الفطار، انت كده خارقه
هزت راسها بخجل وردت عليه:
لاء معملتش حاجه، المعلبات مش عرفاها بتاعت ايه
ضحك فريد بمرح، واخذ بعض متعلقاته وخرج معه وضعهم في الغرفة المقابلة، واخذ يدها ودلف بها الي المطبخ وقال:
دي كلها اكلات محفوظه وسريعه التجهيز: دي مثلا بسلة وده فول وده انشوجة وشوربة خضار ، وده لحم مقدد و..و...و..و ...و. ..و.... و الخ
اخذ يعد لها اسماء المعلبات وطرق الاستخدام، وحين لاحظ ارتباكها من كثرة الاشياء وعدم فهمها،
اخذ ورقع وقلم ودون علي كل علبة ما تحتوية،وقال: اظن كده احسن وكل ما علبه تخلص اكتبي انت علي العلبة الجديد محتواها لحد ما ت عـ.ـر.فيهم لوحدك
بس سؤال يا فرحه هو انت مش متعلمه ولا جاهله فقط باللغة
اندفعت فرحه مدافعا عن نفسها وقالت:
لاء يا بيه انا متعلمه، وخلصت امتحانات الدبلوم من اسبوع لكن لسه النتيجة مظهرتش، لكن دبلوم الزراعه مكناش بندرس فيها الانجليزي يدوب بعرف اكتب اسمي واقراء الحروف من ايام الاعدادية،
هز راسه متفهما وقال وهو يكتب رقم علر ورقة:
فهمت طيب هنشوف حل للمشكلة دي بعدين، اسمعي الرقم ده تتصلي بيه لو عايزه اي حاجة تخص البيت، دي رقم السوبر ماركت اللي بتعامل معاه، باستمرار
كل المطلوب منك اللي هيرد عليكي تقوليلي
( I want to talk to joo) فاهمه
يعني اي ونت تو تاك تو چوو
جوو ده شاب مصري بس عايش هنا من سنين وهو اللي جاب ليكي الطلبات اتفقنا ،.
ابتسم واكدت علي فهم ما قال، فاصر فريد ان تردد وراءه الجمله حتي تعتاد عليها، فكررتها فرحه مرار وتكررًا الي ان اجادتها وحين اطمئن قال لها:
يلا بقي نجهز الفطار، لاني جعان جدًا ومعنديش قدرة علي الصبر اكثر من كده
حدقت به فرحه بذهول وردت عليه:
لاء يا بيه انت تخرج تقعد بره وانا هجهزلك الاكل واجبولك، اتفضل خمسه بس ويكون الفطار جاهز
غامت عيناه بتساؤول غامض وقال:
انت واثقه علشان لو منفذتيش وعدك مضمنش اعمل ايه، بس متخافيش عقابك هيكون من النوع اللذيذ
تركها وخرج للافكار تعصف بها خوفًا من عقابها اللذيذ الذي ظنت انها سيكون علي فراش الزوجية بسبب نظراته الرغبة التي رمقها بها
فاسرعت باعداد الافطار حتي تتجنب اي علاقة معه رغم وعده السابق بعدم المطالبة بحقوقه الشرعية؛
***************
وضعت فرحه الافطار علي الطاولة ونادت عليه، خرج فريد وجلس علي مقعده وقال :
واو الاكل شكله يفتح التفس، يلا اقعدي افطري معايا
ارتبكت فرحه وطالعته بوجل وقالت:
لاء يا بية كل انت بالهنا والشفا، وانا هاكل بعدين
جذبها فريد واجلسها امامه وصاح فيها بعصبية:
عايز بعد كده لما اقولك علي حاجه تنفذيها بدون جدال فاهمه ولا لاء،
مش فاهم انت ليه مصره تعصبيني عليكي
نكست فرحه راسها ارضا وردت بخفوت:
حاضر يا بيه اللي تقول عليه هنفذه حاضر،
هز راسها بقلة حيلة وابتسم قائلًا :
مفيش فايدة دماغك ناشفه وهتتعبيني معاكي،
كلي يا فرحه يلا وخليكي مطيعه كده دايما مش عايز اسمع منك غير كلمة حاضر اتفقنا،
اؤمـ.ـا.ت براسها بالموافقة، وشرعت في الاكل وعندها تذكرت الهانم ومرضها فقالت تذكره بوالدته لعله يتصل يطمئن عليها ويطمنها علي ابيهة فسالته:
صحيح يا فريد بيه مين الست فاطيما ده اللي الهانم راحت عندها، وليه محدش يقدر يكلمها او يتصل بيها وهي هناك اومال بتطمنو عليها ازاي
رفع فريد راسها عن طعامه واجابها بسلاسه:
طنط فاطميا دي خالة ماما، ست كبيرة عايشه لوحده قدام شالية علي البحر، الجو هناك مدهش وشرطها اللي يزورها يكون جاي ليها بجد بدون ازعاج الاتصالات ، لانها بتكره الهواتف اللي بتضيع متعه اللقاء مع الاحباب،
علشان كده اللي بيروح ليها لازم يقفل تليفونه، وماما لما بتحب تبعد عن الكل بتروح ليها وتستجم عندها فهمتي ليه ماما قفلت الفون، بطلي كلام كتير بقي وكملي اكلك ولا مش جعانه
ابتسمت في وجهها بـ.ـارتباك بسبب شعورها، بانه لن يسال عن والدته لانه مطمئن عليها مع خالته الاي يزن انها هناك كم قالت له، فكتمت سر مرضها حتي لاتتسبب بازعاجه والغضب عليها واكملت اكلها بصمت، بعد انتهاءهم من الافطار عاد فريد الي غرفتها ليجمع باقي اشياءه وقال لها قبل ذهابه:
بعد ما تخلصي اعمليلي فنجان اكسبرسو
وقفت فرحه تنظر اليه بعدم فهم وفي اخر الامر سالته بـ.ـارتباك وقلة حيلة:
يعني ايه يا بيه اللي انت عايزه ده
ضحك فريد بمرح ورد عليها :
ده نوع من القهوة، اقولك سيبك من الاكسبرسو وااعمليلي فنجان قهوة ثقيله سكر خفيف
ابتسمت فرحه وراحت تنفذ ما طلب منها، دلف هو الي الغرفة وبعدما انتهي من جمع اشياءه نزع ثيابه كي يغيرها بأخري, اثناء دخول فرحه التي وقفت مكانها وارتبكت بخجل من مظهره، فنكست راسها
لاحظ فريد ارتباكها فترك ما بيده ودنا منها فترجعت للخلف فامسك بذراعها وثبتها مكانها واخذ ما بيده ووضعه ع الطاولة ثم رفع ووجهه اليه وقال؛
مالك يا فرحه موطيه وشك ليه معقول مكسوفه مني
هز راسها بالايجاب دون النظر اليه فابتسم، وضمها الي صدره العاري وملس علي شعر وراحت اصابعها تتخلل ضفائرها ففكتها فانسدل شعرها علي ظهرها بانسيابية وقال بمرح وتملك:
بس انا مش بتكسف منك، عارفه ليه لانك مراتي حلالي ومفيش كسوف بين الزوج وزوجته فاهمه،
واسمعي انا مش عايز ك تضفري شعرك تاني، انت مبقتيش طفله انت زوجة، وزوجة لذيذة اووي كمان
واكمل ما كان يفعل من توددها اليها فاذب حواسها بحركت يده في شعرها، واخذ عيناه تحوم علي صفحة وجهه باشتهاء فتوردت بحمرة الخجل،
ثم نزل باحد اصابعه علي شفتاها المرتجفة من اثر لمساتها التي تدغدغ مشاعرها وتضعف مقاومتها وصغط عليهم بقوة واعتصرهم باصابعه وقال مغيرًا مجري الحديث كي يطفئ التهاب مشاعره نحوها:
ايه رايك تقصي شعرك وتخليه علي الموضة، اصله طويل جدا وصعب تتعايشي معاه كده
هزت راسها برفض قاطع وردت عليها باحتجاح جعل رغبته نحوها تثور وتسيطر عليه حين قالت:
لاه الا شعري ده تاجي وعنوان جمالي وووو
قاطعها فريد بقبله ساخنه التهم فيها شفتاها برغبة، شعرت معها فرحه بانه تناسي وعده وسينال منها، هذا ما شعرت به من حرارة قبلات الساخنه اليها، ففكرت ان تطلب منه الوفاء بوعده
لكنها فريد سبقها وحملها بين يداه وممددها علي الفراش الوثير وابتسم لها وهو يدثرها بغطاء خفيف:
نامي يا فرحه جـ.ـسمك بيرتعش من قلة الراحة، انا هشرب القهوة واخد شاور وانام انا كمان سلام
تركها وانحني باخذ ثيابه التي القاها عند دخولها، وحمل فنجان القهوة وخرج من الغرفة بل واغلقها خلفه، لم تصدق فرحه بانه سيتركها دون نيل حقوقه الشرعية منها، بعدما قبلها بنهم واشتهاء جعل قواها تخور ، لكن ما جعلها ترتجف بشـ.ـدة, عدم ايجاد مبرر لكل تصرفاته معها، من حنانه وعطفه عليه، وطريقته الحنونه التي يعاملها بها عكس جفاءه معها اول يوم راها فيه في الفيلا
نهضت فجاة وجلست علي الفراش وتساءلت بحيرة:
ياتري يا بيه ايه اخرتها معاك و عايز مني ايه، بعد ما بقيت مراتك وخدتني معاك بره مصر،
وياتري يا بويا حالك ايه بعد ما عرفت بالي عملته بجوازي من وراك اه بامرار ايامك يا فرحه؟!
***************
في البلد موطن فرحه
دلف فاروف علي زوجة عمه الدار وساله بقلق:
فين عمي يا مرات عمي، كان مبلغني علي الظهر هينزل يجيب فرحه من عند الهانم، ادينا دخلين علي العصر وهو مظهرش، ايه معقول سافر من غير ما يقولي، طيب هيرجع امنه، احنا متفقين كتب الكتاب بعد المغرب ومبقاش في وقت
رفعت زينب راسها اليه ورمقته بعيون حزينه يملاءها القلق من القادم وقالت:
والله يا فاروق انا معرفش عمك فين، هو راح يشتري الشربات ومرجعش لحد دلوقتي ،وقلبي مقبوض عليه اووي اللهي لا يسئك روح شوفه عند البقال او اسال عليه مظنش راح للهانم يجيب فرحه
لانه وعد عماد ياخده معاه والواد قاعد مستنيه اهوه
تعاظمت نظرات القلق فيما بينهم، وخرج فاروق مسرعًا الي كل بقال بالبلد يسال عن عمه، حتي وصل به الحال بابلاغ الشرطة عناختفاءه بعدما ياس من العثور عليه
ومر اليوم الثاني والثالث والرابع ولا يوجد جديد او بوادر علي ظهور عويس، و
الي ان قرر فاروق الذهاب الي فيلا الهانم بمصر لكي يعود بفرحه الغائبة عنهم الي البلد حتي تشاركهم احزانهم علي اختفاء ابيها
وصل فاروف الي الفيلا ودنا من البواب وساله:
السلام عليكم يا عم الحج، الست هانم هنا
طالعها صبحي بريبة وقال:
لا الست هانم مش هنا، حضرتك مين وعايز ايه
ارتبك فاروق عند معرفة بعدم وجود الهانم، وتسال كيف سيطلب منهم خطيبته دون الافصاح لهم عن اختفاء عمه، لكن ليس امامه حل اخر فعاد وساله:
طيب فرحه هنا ولا مع الهانم، انا خطيبها فاروق
طالعه صبحي بريبة وقال:
فرحه هو عويس مخدهاش معاه وهو مسافر، وفينه عويس كان قايلي انه هيرجع يطمني علي الهانم بعد ما يجيب بنته لكنه راح ومرجعش
حدق فيه فاروق بقوة وامسكه من كتفه متشبثًا بالامل الذي لاح بان عمه بخير وساله بلهفه:
هو عمي عويس جه هنا تاني ياخد بنته، طيب هو راح فين والهانم خدت فرحه وراحت بيها فين
اماني عليك طمني، احنا بندور عليه من اربع ايام،
جفل صبحي من سؤاله عن عمه وفرحه وقال:
لاحول ولا قوة الا بالله، هو عمك مرجعش البلد من ليلتها، ولا فرحه، دا حتي ما طمنا علي الهانم، هو في ايه كل اللي يروح مش بيرجع تاني
بقولك ايه استني انا هخلي مراتي تاخد بالها من البوابة وجاي معاك اشوف الهانم واعرف منها ايه اللي حصل وبالمرة نعرف طريق عويس وفرحه
اؤما له فاروق بالموافق ووقف ينتظره والحيرة والقلق اخذا منه ماخذًا، علي عمه وابنته التي انقطعت اخبـ.ـارهم، دون سبب مفهوم
عاد صبحي ومعه زوجته التي رحبت بفاروق وقالت:
اهلا اهلا بالناس الطيبه، نورت مصر يا فاروق انا عرفتك من كلام فرحه عنك طول الليلة اللي باتتها في حـ.ـضـ.ـني مبطلتش كلام عنك وعن اخلاقك و حبك ليها،ربنا يعترك فيها هي وابوها ويتمم ليكم علي خير
شكرها فاروق ودعوتها الطيبه، وانصرف بعدها مع زوجها الي المستشفي التي ترقد فيها امتثال من ليلة زفاف ابنها التي تجاوزت الخمس ايام،:
وصل صبحي وفاروق الي المستشفي فسال علي غرفة الهانم فدلتهم احدي الممرضات علي غرفة الطبيب المسؤول عن حالتها،
طرق فاروق الباب وانتظر الاذن بالدخول، وحين سمح له دلف الي الطبيب الذي نظر اليه بتساؤول:
حضرتكم مين واقدر اخدمكم باية
سارع صبحي بالرد عليه وقال:
احنا عابزين نطمن علي امتثال هانم، من يوم خدتها عربية الاسعاف مش عارفين عنها حاجه
طالعهم الطبيب بحيرة وقال:
وانتو مين قرابيها ولا من اللي شاغلين عندها
اتي الرد من فاروق :
عم صبحي البواب بتاع الفيلا، لكن انا جاي اسال عن عمي عويس وبنته فرحه اللي كانت معاها
اخذ الطبيب نفس عميق وقال بتاثر:
فرحه هو انتو لسه معثرتوش عليها لحد دلوقتي ، الف خسارة كانت بنت بريئة وغلبانه
حدقت به فاروق بوجل وساله:
يعني ايه، هي فرحه راحت فين يا بيه، وعمي عويس عرف عنها ايه مخلهوش يرجع البلد من يومها
نهص الطبيب من خلف مكتبه وقال بحـ.ـز.ن جلي:
فرحه جت هنا مع الهانم، ولما دخلت الانعاش طلبت منها المغادرة، ولما عمك جه سال عنها زيك كده، ولما عرف انها موصلتس الفيلا، استنتج انها تكون تاهت لانه اول مره تنزل مصر ومتعرفش تروح ولا تجي فيها،
اكد صبحي حديثه وايده قائلًا:
فعلا فرحه خرجت مع عربية الاسعاف اللي خدت الهانم ومرجعتش من وقتها، وانا اللي اديت اسم المستشفي لابوها عويس علشان بجي ياخدها ويطمنا علي الهانم، لكن لا هو رجع ولا فرحه ،
الا هي الهانم اخبـ.ـارها ايه دلوقتي
اخذ الطبيب نفس عميق وقال:
الهانم حالتها اتحسنت بس لسه في الانعاش والزيارة ممنوع، ممكن بعد اسبوع تكون تخرج من الانعاش
اندفع فاروق سائلًا عن سر اختفاء عمه، بقلق صدر اليه من ملامح الطبيب الحزينه وقال:
افهم من كلامك ان فرحه تاهت لما خرجت من المستشفي، طيب ابوها كمان تاه ياريت يا دكتور تقول الحقيقه، فرحه غلطت وعمي قـ.ـتـ.ـلها ولا حصل ايه، مهو مستحيل تختفي هي وعمي كده بالساهل
احتج الطبيب رافضًا الخوض في سيرة فرحه وقال:
انا معرفش حاجه عن فرحه، غير اني اصريت تغادر المستشفي لعدم جدوى وجودها، وللاسف عمك متحملش فكرة ضياع بنته، واصيب بازمة قلبيه حادة وبعد ربع ساعه مـ.ـا.ت، البقاء لله
الجمته الصدمه واخذ صبحي يضـ.ـر.ب يداه كف بكف، في حين هز فاروق راسه بذهول وصرخ:
لاء عمي لاء مستحيل يكون مـ.ـا.ت، عمي ممـ.ـا.تش قول انه تعبان وهيقوم بالسلامة
وفرحه هترجع لو فيها موتها هرجعها وادفنها بايدى لكن عمي يموت لاء عمي لاء
ربتت صبحي علي كتفه محاولا احتواءه ومواساته في مصابه الاليم وقال:
اهدى يا ولدى في قضاءه رحمه، اجمد كده وشوف هنعمل ايه خلينا ندفنه وبعدها نشوف حكاية فرحه
ارتبك الطبيب وقال بجزع:
للاسف مش هتقدرو تدفنوه، لان المستشفي اخلت مسؤوليتها عنه بمحضر بالقسم وتم دفنه بمقابر الصدقة بعد ما قعد في ثلاجة الموتي ثلاث ايام،
لم يستدل علي احد من اقربه، وكان صعب نسال الهانم عن مدي معرفتها بيه وابلغها بموته وهي في حالتها الخطرة دي
صعق فاروق لما قاله الطبيب بان عمه دفن بعيد عن اهله وبغير علمهم او دون القاء نظرة الوداع عليها
فصرخ بلوعه وغضب اطلق شره:
اه يا عمي اه يا عمي، مت غريب ووحيد، بسبب بنتك اللي روحك فيها، وقلبي عاشق ليها
الله في سماه بحق ما كـ.ـسرتك وموتتك مقهور عليها وادفنت بـ.ـارض غريبة، لاكون دايس علي قلبي اللي عشقها ومسيح دمها بايدى ودفنها جارك....؟!
↚
لا تعلق روحك الفانية بالخلود، فالافضل الا تتعلـــق بشــيء، في هذا الكون فــكلنـــا ذاهبــون، وإن أحببــت حــب بصمـــت فلا داعــى للجنـــون،
و لا تتحـــدث عـــن كرهــك للبعـــض، فربمـــا فــي داخلهم حبـــاً لك فــي قلبهم يخفـــون، فمـــا الحيـــاة ســـوى مطـــار، قادمــون منـــه ومغـادرون.
من داخل المستشفي الاستثماري
************
ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفاة عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها ويقـ.ـتـ.ـلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير
نهره صبحي البوتب وقال له:
ذنبها ايه البنيه، غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها، ده بدل ما تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها،
كل اللي همك تقـ.ـتـ.ـلها وترد كرامتك، مش حال انت خطيبها وعارف اخلاقها كويس
وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحرق قلب:
الكارثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي، وده مش هيشفع ليها في بلدكم، بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجـ.ـل انه يكـ.ـسرها وكله بسبب جمالها،
علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اتقـ.ـتـ.ـلت، او اتخطفت وانكتب عليها الحـ.ـر.ام
رفع راسه ونظر اليه بحسرة وانكسار واكمل:
ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها،
كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه، وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد
مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها؛
عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة:
اه يا بت عمي يا فرحه وانطفي قنديلها قبل اوانه، صدقني يا عم صبحي البندر مش غريب عليا وياما شوفت فيه ، علشان كده انا باكد ليك لو بنت عمي تاهت تبقي راحت خلاص، علشان كده ابوها مـ.ـا.ت من حسرته عليها؛
لاما تكون هـ.ـر.بت من الجواز مني، وفي كلتنا الحالتين الموت نصيبها ده لو مكنتش اتقـ.ـتـ.ـلت ورمو جتتها،
تنهد بقوة زافرًا حـ.ـز.نه والمه الجاثم علي صدره وقال:
دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادفنها لو كانت اتقـ.ـتـ.ـلت او اسيح دمها واحفظ شرف عمي
وصرخ فجاة بعويل حسرة ووجع علي خسارتها:
اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي
هز صبحي راسه بحـ.ـز.ن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال:
كلام موزن وسليم، بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي، قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وهتكون بعزتها وشرفها ، مش فرحه اللي تفرطت بسهوله، ولو حصل الموت عليها اهون
انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها، فاخذ بيدها وقال:
يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل صدمتين باختفاءها وموت ابوها
وخرج الاثنين يبحثان عنها، بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ ،
ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه
وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حين،ووقتها سيكون مصيرها بيدها، لاما يدفنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها،
***************
في انجلترا
بعد مرور شهر علي سفرها، اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم واوقات كان باليوم او الاتنين ، كانت تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها
اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزمًا بوعده لها، اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته، لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه، رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه،
ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد بسرعه:
ماما حبيبتي حشـ.ـتـ.ـيني و اخيرا فتحت فونك
ردت عليه والدته بحـ.ـز.ن عميق وصوت مكتوم:
حييبي يا فريد انت كمان وحـ.ـشـ.ـتني اوي، المهم طمني عليك وعلي اخبـ.ـار، وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك،
رد عليها بايجاز :
لا يا ماما عمي مـ.ـا.تصلش، سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا، لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد، قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها، المهم انت صحتك اخبـ.ـارها ايه، وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى، وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة
اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق:
مش عارفه يا فريد، ممكن كمان اسبوع اواتنين، المهم عايزه اسالك عن حاجه
انت طلقت فرحه ولا لاء،
صمت فريد برهه واجاب بهدوء:
لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه
بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح
ارتبكت امه تـ.ـو.ترت بحسرة غير قادرة غلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه، واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه، لكن كيف لا تخبره وهي مسؤوله منه امام القانون فقالت:
بالعكس ابوها مـ.ـا.ت محسور عليها وخطيبها بيهدد بقـ.ـتـ.ـلها لما يلاقيها، انا مش عارفه اعمل ايه يا فريد
بالذات ان البنت مفقودة من يوم جوازكم
طال صمت فريد وسال والدته بحيرة:
يعني ايه مفقودة، مين قالك الكلام ده وابوها مـ.ـا.ت ليه، معقول بسبب جوازها مني ولا لانها اختفت زي ما بتقولي، انا عايز اعرف مين قالك ان فرحه مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما
بدا الجهاز الذي يظبط نبضات قلبها يشير الي معدل أسرع عن المعتاد مهددًا بخطر اصابتها بنوبة قلبيه نتيجة تـ.ـو.ترها الزائد مما استدعي تدخل الطبيب وسحب الهاتف من يدها واغلاق الخط وقال:
اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليمـ.ـا.ت، مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصره نرجع تاني من الاول، وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور علي الاقل،لما اسمح ليكي، تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال
تاففت امتثال من اوامر الطبيب التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة، خوفًا من ان يطاله اذي عمه وقالت:
ارجوك يا دكتور انا هنفذ. تعليمـ.ـا.تك، بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه، انت كده بتحكم عليا بالموت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه
حك ذقنه بتفكير وقال:
لو حصل واتـ.ـو.ترتي كده تاني مش عسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك، انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم دخلتي فيه المستشفي، ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي
لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خوفك عليه ، ها اتفقنا؛
هزت راسها بالموافقة وطلبت منه الهاتف الذي كان لا ينقطع ازيزه بسبب اتصال فريد المتواصل،
اعطاها الهاتف وحذرها من الانفعال ، تناولته بلهفه وردت عليه بـ.ـارتباك:
معلش يا فريد الفون وقع مني وهنج، بقولك طمني عليك جهزت رسالتك ولا لسه ناقص فيها حاجه
اهمل فريد حديثها واعاد سؤاله قائلًا:
مين قالك ان فرحه مفقودة يا ماما ووالدها مـ.ـا.ت ازاي وامتي ارجوكي متخبيش عليا
ضحكت بصعوبة كي تطمئن قلبه وتهرب من الاجابة وقالت بتـ.ـو.تر شـ.ـديد جعل الطيبب يعيد تحذيره بنظرات عيناه الغاضبه اليه فاخذت نفس طويل كي تهدا نفسها واردفت:
محدش قال انا بس مغرفش هي فين من يوم جوازكم لاني سافرت وسبتها في الفيلا، والدها مـ.ـا.ت تاني يوم، لحد دلوقتي محدش سالني عن جوازك منها ولاهي موجودة في الفيلا فتصورت انها مفقودة
المهم طمني عليك وعلي رسالتك، وليه هتتاخرت في مناقشتها مش كانت بعد شهرين
اخذ فريد نفس عنيق ينم علي الراحه وهم ان يبلغها بان فرحه معه لكن دخولها عليها فجاة جعله يصمت حتي لا تعلم بانه يحدث والدته، حتي لا يضطر لابلاغها بوفاة والدها حين تطلب منه ان يسال عنه
فاشار اليها بان تصمت الي ان ينهي المكالمة وقال:
كان في كذا نقطه طالبو ليها توضيح وشرح اكبر بعد ما سجلتها، مش مهم كل ده المهم عندى هتجي امتي محتاج دعمك وتشجيعك معايا يوم المناقشه
اخذت والدته نفس عميق وردت عليه بامل:
قريب يا حبيبي بس خالتي فاطيما تعبانه، ومضطره اسافر ليها تاتي، هحاول اتصل بيك كل فترة اطمن عليك بس تخطيف لانك عارفه بترفض نفتح تليفوناتنا واحنا معاها، المهم ركز انت في دراستك
وان شاء الله هعملك مفاجاة بحضوري
صمتت بالم وعادت وقالت بتاكيد وخوف يتملكها:
فريد خلي بالك من نفسك واوعي تدي مساحه لحد يدخل حياتك لحد ما ترجعلي بالسلامه، اوعدني
ضحك فريد من خوف امه المتزايد عليه حانه طفل صغير ورد عليها دون ان يوضح من هي:
حاضر يا حبي اوعدك، المهم دعوتك سلام
اغلق معها ونظر الي فرحه الواقفه بـ.ـارتباك وخجل لانها اقتحمت عليه غرفته دون استاذان وقالت:
اسفه يا فريد بيه، بس خفت تكون نمت زي كل يوم
القي الهاتف علي المنضدة بجواره وبدا في نزع ثيابها فنكست راسها ارضًا بخجل وقالت بتردد:
بردك مش هتتغدا، طيب انا هفضل كده اجهز الاكل واكله لوحدى طيب دوقه يمكن يعجبك عن اكل بره
ابتسم من خجلها منه الذي لم يتغير منذ زواجهم وقال بهدوء مريب :
موافق اتغدي معاكي بس علي شرطين، الاول تبطلي تقوليلي يا بيه دي لانها بتعصبني، وتاني حاجه تقعدى تاكلي معايا وبطلي فكرتك عن انك خدامتي فاهمه
ابتلعت ريقيها وهزت راسها بالموافقه :
طيب اقولك ايه لو مقولتش يا بيه، انت مقامك عالي اوووي وانا غليانه اووي جمبك يا بيه
دنا منها دون ان يكمل ارتداء ثيابه، وجذبها الي صدره العاري وقال بصوت خامل :
قولي يا فريد وبس، لو مخك ده استوعب انك مراتي مش خدامتي هتقوليها عادى زي ما بقول فرحه
مش فاهم رغم انك متعلمه ليه شايفه نفسك ادني مني وانت زوجة ليا كرامتك من كرامتي
لم تصدق اذناها كلامه الذي يدل علي انه انسان ذو اخلاق عالية كلما ضن الزمان بمثله، رفعت عيناها ناظرة الي وجهه الوسيم فتلاقت بعيناه الناظرة اليه بغموض وشئ اخر لم تفهمه فارتجف جسدها بشـ.ـدة فزاد فريد من احتواءه، ورفع راسها التي دفنتها في جوف صدره وقبلها برقه وعذوبة اذابتها بين يداه
ابعدها عن صدره وثبتها امامه قائلًا:
دي مكافاتك علشان هتسمعي كلامي وهتطعيني، يلا يا قمر جهزي الغدا علي ما اخذ شاور
تركها فجاة فشعرت بان اقدامها هشه لن تتحملها فترنحت وسندت علي باب الغرفةكي لا تقع، فلحقها فريد وعانقها من ظهرها وقال بحرارة:
وبعدين معاكي انت مش بتساعديني احافظ كده علي وعدى، اتشجعي كده وكملي المشوار لسه طويل
علي فكرة، حاولت اتصل بماما فونها لسه مقفول، بفكر بعد الغدا اتصل بالفيلا يمكن تكون سابت خبر ليهم هترجع امتي
حديثه عن والدته جعل حواسها جميع تستيقظ واستدارت بين يداه وقالت بلهفه:
ياريت يا بيه قلبي واكلني اووي علي ابويا الله .....
سكتت حين رات نظراته الغاضبة اليها فانتبهت بانها عادت تكلمها كسيدها، فنكست راسها خائفه من ردة فعله وخجله من نفسها، ضغط فريد علي فكه بغيظ وابعده عنه بعد ان فك ذراعه من حوله وقال:
امشي من قدامي يا فرحه، علشان مزعلكيش، وانسي موضوع الغدا، انا مش محتاج خدامة
عاد الي غرفته واغلق الباب في وجهه، لم تمر دقائق وسمع صوت تكسير بالمطبخ خرج مسرعًا فراها تفترش الارض ومغشيًا عليها
حملها ودلف الي غرفتها واخذ يضـ.ـر.ب علي وجنتها لافاقتها الي ان فتحت عيناها وابتسمت له قائلة:
اسفه مقصدتش ازعلك بس لساني اتعود علي كده
جفف جبينها المتعرق بغزارة وقال:
مش مهم ، ممكن اعرف حصلك ايه، ووقعت ازاي
script>
اخذت بعض ارياقها وقالت بتردد:
انا دخلت اجهز الغدا وقولت بعدها اجي اصالحك، فجاة معدتي قلبت عليا، ولقيت الدنيا اسودت في وشي جيت ارجع محستش بنفسي
غامت عينه بريبة ونهض وساعدها ان تعتدل وقال:
طيب قومي البسي هتجي معايا اكشف عليكي ونعرف سبب الاغماء دي ايه لتكون حاجه خطر
هزت راسها برفض ووقابت موضحا:
متقلقش يا ... اصل اصل مكلتش من امبـ.ـارح نفسي كانت فازعه، بمكن علشان باكل لوحدى
امسكها من كتفها وذهب الي خزنتها واخرج ثياب جديدة قد ابتاعها لها لكنها لم ترتديها وقال بجدية:
خذي البسي ده بدون نقاش علي ما اغير واجيلك
اؤمـ.ـا.ت بالموافقة دون اعتراض، اخذت تغير ثيابها، دلف عليها فريد بعد ان غير ثيابه هو الاخر واخذ بيدها وخرجا سويا،
استقل سيارته بعد ان اجلسها علي المقعد الذي بجواره، وانطلق الي المستشفي،
اخذوها منه بعد ان ملاء ملف كامل بكل. بياناتها، وحين تاكدو من انه زوجها اضافوها علي حساب التامين الخاص به،
ظل بتلانتظار الي ان خرجت اليه علي كرسي مدولب
نهض بسرعه حين راها وسال الطبيب:
طمني عندها ايه
ربت عليه الطبيب وطمئنه قائلّا بهدوء:
المدام محتاجة فحوصات واشاعات وتحاليل كامله احنا عملنا اللازمه بس مقدرش ابلغك بحالتها الا بعد ما استلم التحاليل والاشاعات
تقدر تروح حاليا وبكرة تجي تستلم النتايج وتقرير كامل عن حالتها
تفهم فريد حديث الطبيب الذي لا يسبق الاحداث وقال لها :
تمام شكرا ليك بكرة هجي استلمها وهعدي علي حضرتك تطمني
اوما له الطبيب بالموافقة وغادر فريد وفرحه المستشفي وفي طريقهم الي شقته سالته:
هو انا عندى ايه يا ..وصمتت
ضحك فريد بمرح:
مفيش فايدة اسمي فريد، اما عندك ايه، لحد دلوقتي معرفش لان هنا مش بيقولو حاجه الا بعد التاكيد،
متقلقيش لو في حاجه كان الدكتور عرفني
المهم لما نروح تاكلي كويس وترتاحي وبلاش اهمال في صحتك انت امانه في رقبتي
طالعته عيناها بامتنان وتاملت ملامحه الهادئة وحسدت نفسها لمجاورتها له والعيش معه وتسالت مع نفسها بتعجب:
ازاي خطيبتك سابتك علشان المال، دا اكيد غـ.ـبـ.ـية اللي تفرط في راجـ.ـل زيك، يابختها اللي هتكون من نصيب
وصحكت علي نفسها وقالت بتهكم:
ماهو مش كل النصيب، ما انا مـ.ـر.اته اهوه لكني مالقش بيه ولا بمقامه العالي هو فين وانا فين، هو السيد وانا بنت الراجـ.ـل الأوجري عنده وبنت الخدامة
فوقي يا فرحه واوعي تنسي نفسك وتقولي انك نصيبه وقتها هتتوجعي يا حزينه لما يشوف اللي تناسبه ويسيبك،
عادت من حديث نفسها علي صوته وهو يسالها:
مالك يا فرحه بكلمك مش بتردى،بتفكري في ايه
ابتسمت بخجل وقالت:
مفيش بس كنت نفسي افهم انجليزي زيك كده، واعرف الدكتور كان بيقولك ايه، بدل ما انا كنت طور اللي في براسيمهمش فاهمه حاجه من كلامكم
ضحك بمرح وفجاة اوقف السيارة وترجل منها وفتح الباب المجاور لها وقال:
طيب انزلي من حظك ده مركز لتعليم اللغة هحجزلك فيه ومن بكرة تبدا الدروس وهختار ميعاد يناسبني علشان اوديكي وارجعك اتفقنا
اتسعت ابتسلمتها وتهلل وجهه بالفرحه وقالت:
وانا اوعدك اكون من المتفوقين واطلع الاولي عليهم اصلي كنت شاطرة وسوسه مذاكرة ولهلوبة
ضحك فريد بمرح وعلت ضحكاته من حديثها العفوى والتلقائي وقال:
بس دي مش فصول ده ليفل كل ما بتنجحي في واحد بتنتقلي للاصعب لحد ما تتقني اللغة،
عمتنا هو بردك عايز مذاكرة وتركيز واكيد هيكون معاكي طلاب تقدري تنافسيهم
اطرقت راسها بخجل لعدم فهمها وقالت:
حاضر بس بردك هشرفك وهتفوق عليهم كلهم
دفعها امامه بمزاح :
طيب يلا ادخلي لما نشوف اخرتها معاكي يا فرحه
اخذ بيدها ودخل الي المركز لتسجيل اسمها في احد الدوارات المتاحة واختار ميعاد يناسبه وهو السادسة مساءا حتي يستطيع ان يرافقها
***********
بعدها دلف الي اكبر المولات وابتاع لها ملابس جديدة تناسب حياتها مع الحرص علي حجابها،
بعد الانتهاء عاد الي شقته والفرحه تتراقص في قلبها
تركها وذهب الي غرفته فلحقته قبل ان ينام لكنه كان توسد الفراش فدنت منه ولكزته برفق
فتح عيناه وحدق في ملامحها الجميلة التي اشرق
جمالها وزاد مع فرحتها فسالها بضجر:
في ايه تاتي مش قولنا، تاكلي وترتاحي وتجهزي نفسك لبكرة لاول يوم دراسي بالمركز
امسكت يدها لكي يقوم فلاحظت انه عاري الصدر فتركته بسرعه وقالت:
قوم كل لقمة معايا، مش انا اتاسفت منك ولا عايز اعملك ايه علشان تسامحني
غامت عيناه وحدق بها بقوة وجذبها نحوه وقال:
عايزك مراتي وتديني حقوفي لو حابا اعيش معاكي حياة طبيعية زي اي زوجين
وجلت فرحه من طلبه وشعرت باحتياجه له كزوج،
فخافت من الذنب الذي ستحمله ان ظلت تفرض عليه الوفاء بوعده الذي يخالف شرع الله
انتظر فريد ردها وحين طال انتظاره ولاها ظهره وقال بغضب مكتوم:
اخرجي يا فرحه مش عايز اسمع منك كلمة تاني وخدي الباب في ايدك
دمعت عيناها لانه اصبحت ملزمه نحوه ردًا علي حسن معاملته لها وحرصه علي الاعتناء بها وبصحتها وتعليمها، فكرت بان تعطيه مقابل ما يعطيه وهذا ليس بالكثر ان توهبه جسدها فهذا حقه، قالت بخفوت وحياء شـ.ـديد:
انا بحلك من وعدك ،وتحت امرك جـ.ـسمي كله ملكك
نهض فريد من علي الفراش ونظر اليها برغبة واشتهاء وقال:
يعني مفيش نـ.ـد.م ولا هترجعي تقولي الكلام الخايب اللي قولته ليا بمصر
هزت راسها بالنفي فحملها بين ذراعها وضمها الي صدره بقوة واخذ يقبلها باشتهاء وحرارة حتي سلمت له نفسها لينال ما يرضيه كرجل لكن دون رغبه منها
***********
مر بينهم الليل طول وفريد ينتهل من عشقه لها الي ان غفت بين يداه منهكة القوي
في الصباح اتاه اتصال، فنهض من جوارها وخرج من الغرفة واغلقها عليها بحذر ورد علي المتصل الذي لم تكن غير سوسن، وقال:
ايوه يا سوسن خير بتتصلي ليه دلوقتي، مش بعتلك رسالة من اسبوع قولتلك متتصليش والدتي معايا ومش طايقة تسمع عنك حاجه
ردت عليه بحـ.ـز.ن يقـ.ـتـ.ـلها وقالت:
فريد انت اتجوزت بجد زي ما بابا بيقول،وليه يا فريد انت عارف اني بعشقك، انا مليش دعوة بي بابا
وافعاله معاك، معقول قدر حد يسكن قلبك واحضلنك غيري، رد عليا با فريد خلاص نسيت حبي
زفر بضيق حين اتاها اتصال اخر ورد عليها بعجل:
طيب يا سوسن انا جالي اتصال ضروري، هقفل واوعدك ارجع اكلمك وافهمك موضوع جوازي، بس اللي لازم ت عـ.ـر.فيه كان صعب اتحدى ماما بعد ما عرفت افعال عمي، وكانت هترفضك حتي لو اقسمت ليها انك بريئة من افعاله،
بقولك انا مضطر اقفل ولما اكلمك هفهمك سلام
اغلق معها ورد علي الاتصال قائلّا:
Hello, ?
رد المتحدث بنفاذ صبر:
Hello, are you Farid Al Demeri?
( هل انت فريد الديميري)
رد فريد بتحفظ:
Yes Fred speaking؛ what do you want?
نعم فريد هو من يتحدث، ماذا تريد
تنفس براحة ورد عليه بايجاز:
I ask you to come immediately to the analysis laboratory to receive the results of your wife
اطلب منك الحضور فورا لاخذ نتائج زوجتك
استغرب فريد طلبه وقال بضيق وتردد:
Ok
اغلق اللتصال معه ودلف الي غرفته ونظر الي فرحه الغارقه في النوم، ابتسم لها بحنان، وولج الي المرحاض استحم بسرعه وارتظي ثيابه وغادر الشقة بهدوء حتي لايزعجها:
وصل الي معمل التحاليل واستلم النتائج التي كانت صادمه فطلب مقابلة الطبيب حتي يفهم وضعها،
دخل الي الطبيب الذي رحب به وقال:
اهلا استاذ فريد اظن عرفت نتائج التحاليل ،
تنهد فريد بحـ.ـز.ن عميق:
ايوة بس ازاي دي مكنتش بشكي باي حاجه ازاي الورم في المرحلة الاخير
اخذ منه الطبيب التقرير وقال:
يمكن كانت بتعاني قبل جوازكم من غير ما تاخد في بالها، لكن بعد الجواز واحتواءك ليها مع الحمل، حجم الالم لكن للاسف لم يحجم المرض لانه بيكبر وفجاة هينتشر في جـ.ـسمها ويقضي عليها خلال ايام
الا لو حدثت معجزه
ضغط فريد علي فكه بقوة وانهار علي اقرب مقعد
محدثًا نفسه بحـ.ـز.ن:
ليه ليه دلوقتي .... ؟!
عاجِزة عن الحياةِ مع الناس وعن الحديث مَعهم،
منغمس في ذاتي ولا أُفَكِر إلا بنفسي، متبَلِّد وعاجزٌ عن التفكير، وليس عندي ما أَقوله لأحدٍ.
عندها لا ندرك ما هي الحياة، فكيفَ يمكننا أن نعرِف ما هو الموت______
من داخل المستشفي الاستثماري بمصر
استيقظت امتثال علي حركه كبيرة حولها فسالت التمريـ.ـض عن سر ما يحدث فاجابتها احدهم:
الحمد لله حالتك يا مدام استقرت والدكتور طلب نقلك لغرفة عادية، وكمان الزيارة هتكون مفتوحه
تنهدت امتثال بضيق وردت عليها بخيبة امل:
زيارة ياريت انا مليش حد غير ابني، وهو حاليا بره بيدرس ومنتظر اسافر ليه، واخو جوزي بينا عداوة
اما اهلي علاقاتي بيهم محدودة مفيش غير خالتو وهي قعيدة مش بتتحرك، يعني محدش هيزورنا،
المهم طمنيني اقدر اكلم ابني في اي وقت ولا في تعليمـ.ـا.ت علي الاتصالات
اتاها الرد من الطبيب المعالج الذي دخل عليهم كي يطمن عليها وقال:
لو الاتصال هيتعبك ويوترك اكيد هيكون في تعليمان وممنوعات، المهم كلامك يكون بعيد عن التـ.ـو.تر،
انت لسه في مرحلة النقاهه، ولو كنت مريـ.ـضة مطيعة اوعدك سبوع واكتب ليكي علي خروج اتفقنا
اومـ.ـا.ت له بابتسامة سعيدة وقالت:
مدام هطمن علي ابني كله يهون، معني كلامك اني مبلغهوش باختفاء مـ.ـر.اته، لانه سالني وبالحاح
غمغم الطبيب بعدم فهم ورد عليها:
مش فاهم ايه المشكلة انك تبلغيه، هو مسؤول عنه وتحمل اسمه الواجب يعرف هي فين
نكست راسها حـ.ـز.نا واجابته بعدم ارتياح:
اصله مكنش عايز الجوازه دي من الاساس ولو بلغته باختفاءها هيحملني الذنب وممكن ادخل انا وهو في نقاش حاد ويحملني مسؤولية اللي حصل
رفع اصبعه في وجهه باعتراض صريح وقال :
نقاش وحاد، لا طبعا ممنوع لو شايفه ان الموضوع ده هيكون سبب لتـ.ـو.ترك بلاش دلوقتي، واصبري وحاولي انت تشوفي طريقة تعثري بيها علي البنت، وتوفري علي نفسك وابنك المشاكل اللي هيجلبها اختفاءها
زفرة بقلة حيله واردفت بنزق:
تمام هشوف هحاول ااجر تحري يشوف البنت راحت فين، انا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجه
ياريتك يا دكتور كنت خليتها بالمستشفي لحد ما يجي حد يستلمها، بدل ما تاهت وضاعت في الزحمه
تافف الطبيب من اعتراضها علي نظام المستشفي وقال مفسرًا موقفه منها رغم شعوره بالذنب نحوها:
يا مدام امتثال البنت لا تقرب ليكي باي صله تذكر ازاي اسمح ليها بالتواجد، يمكن لو قالتلي انها مرات ابنك كنت عملت ليها استثناء
هي نصيبها كان كده، اعملي انت اللي عليكي وان شاء الله خير،
فجاة ابتسمت بسعادة وقالت :
عرفت مين اللي هيوصل ليها، عادل صديق ابني، ممكن تليفوني يا دكتور اتصل بيه
اخرج من احد الادراج هاتفها واعطاها له محذرًا:
عصبية او نرفزة او تـ.ـو.تر ممنوع انا بحذرك
اؤمـ.ـا.ت له واتصلت بعادل الذي رد عليه بلهفه:
طنط امتثال فينك حشـ.ـتـ.ـيني و من يوم فرح فريد والفيلا دايما مقفوله انت سافرتي معاه ولا ايه،
اخذت نفس عميق واخذت ترتبت افكارها قبل الرد عليها واجابته واخيرًا بهدوء:
اهدي عليا يا عادل واسمعني، عايزه منك خدمة، انا حاليا في الاسماعيلية عند خالتو،
بس عايزاك تعرف فرحه راحت فين بعد سفر فريد، انت عارف انه مطلقهاش، واكيد حصل ليها مشاكل مع اهلها، وطبعا انت عارف محدش بيعرف يتواصل معايا طول ما انا عند طنط فاطيما،
ها ياعادل هتقدر تخدمني في كده ولا صعب عليك
اخذ عادل نفس عميق وسالها بريبة:
طيب يا طنط فريد لما رجع الفيلا سالتيه عمل معاها ايه مش يمكن طلقها شفهيًا وهي اتجوزت وحسبت ان الطـ.ـلا.ق تم رسمي،
ردت عليه بثقه وتاكيد علي عدم تطليقها وقالت:
لا فريد اصلًا مشفهاش من بعد ما خرج معاكم، هي سابت الفيلا ومرجعتش ليها تاني ، انا هفهمك بس امانة عليك لو كلمك فريد متعرفهوش
بعد فريد ما خرج معاكم قعدت انا وفرحه ننتظر رجوعه علشان يطـ.ـلقها، لكن جالي اتصال من عمه عصبني وتعبت وروحت المستشفي، وهي جت معايا،
ومن سوء حظها دخلت الانعاش ومعرفش راحت فين
ولما فقت سافرت انا لطنط فاطيما ونسيت امرها خالص، لما اتصلت بالفيلا بلغوني ان والدها جه وسال عنها ومحدش عارف ليه طريق
عادل فريد مش لازم يعرف ان مـ.ـر.اته مفقودة، انت عارف انه مكنش عايز الجوازة دي وانا غصبته عليها، ومش هيسكت لو عرف وهبحملني الذنب، وممكن يقطع دراسته ويرجع مهما كان دي شرفه،
سمعت زفير انفاسه العالي ورد عليه بضيق:
خسارة البنت شكلها طيوب اوي، ماشي يا طنط انا فهمت كل حاجه، وهدور عليا وباذن الله هلقيها واعرف كانت فين وهتصرف معاها بطريقة تحفظ كرامة صديقي وشرف العيلة
تنهدت امتثال براحه وقلق وحذرته قائلة:
اوعي تاذيها مهما حصل، اول ما توصل ليها اتصل بيا انا هسيب الفون مفتوح بانتظار اتصالك
وافق عادل علي طلبها بعدم التعرض لها الا بعد الرجوع اليه اولًا وغلق معه الاتصال وقد تملك منه الضيق والحـ.ـز.ن علي خسارتها، فقد توسم فيها النجاح والشهرة، اذا كانت سمعت له ولكنها ضاعت في زحام المدينة والله وحده العالم بحالها
*****************
من داخل عيادات ميديكال اكسبرس بلندن
جلس فريد بتهالك علي احد المقاعد وقال:
افهم من كلامك مفيش امل بانقاذها، دي لسه صغيرة عاشت ايه او شافت ايه من الدنيا علشان تفارقها بسرعه كده، استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
سامحني يارب لا اعترض علي قضاءك
رد عليه الطبيب بمهنية لكثرة ما مر عليه وشرح لها حالاتها التي تكون نسبة الشفاء تكاد تكون معدومه :
للاسف انتشار المرض سريع جدا، ربنا بيحبها الحمل لسه في الاول والطفل كأن ربنا ارسله ليه انقاذ باخد المها كله، وطبعا مستحيل نستخدم معاها كيماوى كده بنقـ.ـتـ.ـل الجنين وبنفس الوقت مش هننقذها، ونزبد من حدة المها،يمكن ربنا خلاك تتجوزها وتحمل منك علشان يخفف عنها الم لا يحتمل،
عاد ونزر الي التقارير امامه واكمل موضحًا ما ستمر به في الفترة المقبلة من اعراض:
بس هتصاب باغماءات كتير ووزنها هينزل مع عدم انتظام عملية الهضم، وترجبع متوقع، الاهم دلوقتي انت، باحتواءك ليه هتقدر تتغلب علي بعض من المتغيرات اللي هتحدث لجسدها وهرموناتها،
ده علي اساس انك مش هتعرفها،. لكن لو عرفت ممكن تخصع لبرنامج علاج يساعدها تتجنب بعض الاعراض الشائعة ايه رايك تحل تبلغها
هز فريد راسه بشرود ونفي واعترض علي تبليغها حت بقرب نهايتها وهي مازالت في ريعان شبابها:
مفيش داعي نبلغها خليها تعيش ايامها بدون احساس بانه حبيست المرض والموت،
المشكلة ان معنديش شئ اقدر ادهولها، جوزي منها كان غلطه بسبب الحفاظ علي ميراثي،
وبسبب غلطة اكبر حصل بينا علاقة وبسببها حصل الحمل، شئ مكنش في بالي ولا عملت حسابه،
وحاليا بقيت قدام فقد زوجتي وطفلي،
وللاسف طلبك باحتوائي ليها مش هقدر انا عاشق لوحدها تانية، ومش حابب اكون منافق في مشاعري ليها، اعمل ايه دلوقتي وانت بتقول ان ده هيخليها تتحمل الفترة الجاية بدون الم
زفر بضيق وغضب وصاح بالم:
ليه دلوقتي ليه، ياربي وليه مراتي بالذات ياريتني ما اتجوزتها انا غـ.ـبـ.ـي غـ.ـبـ.ـي عمر المال ما كان هدفي ليه اعمل في نفسي كدة واقبل المساومة الرخيصه دي علي نفسي واديني ادبست معاها ومش عارف هخلص منها ازاي بعد مرضها حقها عليا كزوج اني ارعي ربنا فيها واحتويها طيب ازاي ازاي و...
قاطعه الطبيب حين راها تائهة بين واجبه والتزامه نحوها وبين قلبه الذي المشغول بغيرها، فقال:
الواضح ان ليها مكانة عندك رغم عدمة قدرتك علي استيعاب احتياجاتها وشـ.ـدة مرضها، بسبب حبك لانسانه غيرها
اسبل عيناه واخذ يتذكر لحظاتهم الحميمية وكيف ساعدته في الا يضيع ميراثه وضحت بابيها من اجله
اخذ نفس عميق وزفره بحدة:
تقدر تقول تعود، اتعودت علي وجوده ودلوقتي لازم اكيف نفسي علي اختفاءها من محيط حياتي،
انا انسان صريح معي نفسي، مقدرش اتعامل معاها زي ما حضرتك بتتمنا كزوج لانها اللي بنا كان مجرد غلطة، وللاسف علاقتي بيها هيكون علي حساب حبيبتي اللي عايز اكمل معاها حياتي واتمنيت طفلي يكون منها، يشبهه في ملامحه وضحكته،
انت دمرت احلامي، ومش عارف هقدر اتصرف ازاي معاها، اخد منها ولا اعطيها استغلها ولا اعيش ليها، انا مشوش اووي، مش قادر افكر او اخد قرار،
نهض فجاة ولملم اوراق النحاليل وقال بحسم:
لو سمحت يا دكتور، لو صادف وزوجتي جت تسال عن التحاليل ارجوك متعرفهاش حاجه الا بالحمل،
ده لو فكرت تجي وانا عارف انه صعب بس تحسبًا،
وكمان ايه مكتوب في التقرير ده لاني مش فاهمه،
اخد منه الطبيب احد النتائج وقراءه ورد عليه:
مفيش ده بياكد وجود انيميا حادة، مكتوب انواع الفيتامينات، وكمان نظام غذائي مكثف بس
تنهد فريد براحه وشكره وغادر العيادة وعقله مشوش
دلف الي احد الصيدليات وابتاع الفيتامينات لفرحه،
وبعدها دخل السوبر ماركت واشتري فواكهه كثيرة وبعض المكـ.ـسرات، لاجل تغذيتها
حمل الاكياس ووضعهم في السيارة عائدًا الي شقته
************
عاد الي شقته الساكنه دلف الي غرفته فرأئ فرحه مازالت نائمه بشكل مغري اثار رجولته،
فنزع ثيابها وضمها الي صدره باشتهاء فاستيقظت علي استباحته الي جسدها برغبه قوية وقالت:
هي الساعة كام دلوقتي، حسا اني نمت كتير
ضحك فريد وهو يلتهم شفتاها بقبلات ساحنه وقال:
في واحدة تبقي بحـ.ـضـ.ـن جوزها في علاقة حميمية وتسال عن الساعة كام هيفرق يعني معاكي
خليكي معايا وانا هعد دقات الساعة علي جسدك بعدها هت عـ.ـر.في الساعة كام يا قمري
سرق انفاسها بقبلاته الجائعة فاغرقها معه في بحر العشق ينتهل منها ما يشاء دون ان تبادله رغباته،
انتهي منها واستسلم الي النوم العميق، نهضت من جواره وبكت علي نفسها وجسدها الذي اصبح العوبه بين يداه لارضاءه رغباته الحسيه
خرجت الي الصالة فرات الاكياس التي احضرها، اخذتهم وبدات تغسل الفاكهه وتضعها في المبرد،
واستغربت الادوية التي اتي بها، فتاكدت انها لها بعدما اخذها بالامس للكشف وعمل التحاليل،
فتحت الكيس فرات التقارير اخذته، قرات فيها ارقام كثيرة لم تفهمها، فرفعت عينها علي اول التقرير بحثًا عن اسمها الذي كان باللغة الانجليزيه، حاولت بكفاح اشتهجاء الاسم الذي علي التحليل
الا ان فريد خطفها منها وقال لها ببرود:
بتعملي ايه من فصاحتك في الانجليزي ممكن اعرف بتقرائي ايه, مين قالك اصلا تفتحي الورق ده،
تناول كيس الادوية واعطاه لها وقال:
خدي ده يخصك مجموعة فيتامينات خديها بانتظام علشان تتحسني، وكمان الفاكهه دي ليك
ياريت تهتمي بصحتك مش ناقص اشيل ذنبك
استغربت فرحه جفاءه معها بعد لقاءه الساحن بها منذ دقائق فقد كانت اسيرة احصانها منذ قليل، لكنها لم تعقب وقالت بخنوع:
خاصر يا فريد ييه تحت امرك ، تحب اجهزلك الفطار
ضـ.ـر.ب سطح الطاولة بغيظ وثار عليه بحدة:
مش عايز منك حاجه خليكي في نفسك، اللي عايزه هاخده منك، علي فراش الزوجية وبس فاهمه
وتركها وخرج غاضبًا، غير مقدر اجهادها وتعبها الذي كانت تعاني منه بعد ممارساته معها طوال الليل وفي الصباح، كانه ذئب مفترس عثر علي فريسه سهله، فراح يلتهمها بلا شفقه او رحمه
كتمت حـ.ـز.نها بداخلها فهي المذنبة الوحيدة، هي من وافقت علي ان تتزوجه دون معرفة ابيها، هي من ضحت بكل حياتها البسيطه من اجل ان ينال ثروته فكان نصيبها ان تحيا حياة لا تريده وتلبي خقوق زوج لم تكن تتمناه او تصبو اليه
هي من جنت علي نفسها فكان هذا جزاءها، ان تصير مجرد جسد لرغباته ترضي رجولته علي حساب نفسها
لم بعد عقلها يتحمل اكثر من هذا مع هذلان جسدها وفقر دمها، فانهارت ارضًا مفشيًا عليه
لم تفق الا وهي بين احضانه يضمها الي صدره بشغف وقلق واضح ويقول ليها باسف:
وبعدين يا فرحه عايزه تعملي فيا ايه يا بنت الناس،
بتشـ.ـديني ليكي ليه وبتعذبيني ببعدك، قوليلي اذيتك في ايه طول شهر وانت معايا
كل ده لاني اخدت حقي كزوج طيب ما انت مـ.ـراتي وانا راجـ.ـل ليا احتياجات ومتطلبات، يرضيكي اغضب ربنا بعلاقة حـ.ـر.ام، اذنبت في ايه لما اخذت حقي منك
ليه شايفاني بسرق براءتك، انا مغصـ.ـبتكيش علي الجواز واللي حصل بينا حتي لو مش برضاكي، حقي وبيعصمني من الفتنه انت هتتحاسبي علي كل مره كنت برغبك فيها وبمنع نفسي عنك لارضاءك
اخذ نفس عميق وملس علي شعرها بحنان:
خلاص يا فرحه لو كان ده سبب المك وتعبك باستمرار انا هعتزلك، انا غـ.ـبـ.ـي لاني نقضت وعدي ورجعت لأحضانك ، بس وحياة كل غالي عندك
خلي اليومين اللي هتعشيهم معايا يعدو انامعنديش قدرة علي احتمال حاجه تاني تحصلك كفاية اللي بيا
اسبلت عيناها بخجل، فقدت جرحت كبرياءه كرجل برفضاها اياه، اذا هذا سبب غضبه منه، عدم تجاوبها منه، وشعوره بانه يغتصب منه حقوفه الذي شرعها له الله، فقالت باسف:
والله يا فريد بيه غصب عني، انا لحد دلوقتي مش قادرة احس انك جوزي
راضيه بنصيبي وبحاول ارضيك، لكني مش قادرة اشوف نفسي غير اني خدامتك، يا بيه انا اتجوزت خدمه ليك مش علشان ابقي مرانك، سامحني
نهض من جوارها وغامت عيناه بضيق:
ماشي يا فرحه، يبقي علاقتي بيكي ملهاش لازمه، مدام مش قادرة تستوعبي انك بقيتي مراتي وحقوقي عليك واجب زي ما انت ليكي حقوق عليا، مدام الحق ده مش علي رغبتك انا كمان مش هلمسك تاني، بس متلوميش الا نفسك في اللي هيحصل، واتمني وقتها متنـ.ـد.ميش علي هجرك ليا
اخذ نفس عميق وقال بهدوء عكس انفاعلاته:
قوم علشان تفطري وتاخدى علاجك ومش هطلب منك غير. حاجه واحدة، تاخدي بالك من نفسك لاني هتحلسب عليكي قدام ربنا
والغريب مطلوب مني اقرب منك واحتويكي طيب ازاي وانت بترفضيني
نظرت اليه بخجل من نفسها وقالت:
طيب هتفطر معايا ولا هتعتزلني في دي كمان
ابتسم نصف ابتسامة :
لا هفطر معاكي تحبي اجهزلك القطار ولا هتقدري
هزت راسها برفض فاحاولت ان تنهض فكادت تقع اسندها واعادها الي الفراش، لكنها رفضت ان تتمدد وطلبت منه الا يقلق عليها،
تركها فريد وعاد الي غرفته واخرج منها كل متعلقاتها وكل ما يخصها بعد ليلته معها بالامس واعادها الي غرفتها دون ترتيب كانها يقطع ما بينهم،
كانت تضع الافطار علي الطاولة وراته فسالته:
كنت سيبهم وانا هدخل اشيلهم تعبت نفسك ليه
زفر بقوة وابتسم في وجهه قائًلًا بحزم:
معلش مش عايزك تدخلي غرفتي تاني، ده مكاني الخاص في البيت مش حابب تشاركيني فيه،
الا لو كان عندك رغبة تكوني زوجتي مش خـ.ـدامتي
صدمة من حديثه هل فعلا يريدها. زوجه وشريكه له ام رغبته بها هي السبب في عرضه هذا، فقد كان معها عاشق يتفنن في اشباعها برومانسية لطنها لم تستطيع التجاوب معه خوفا من رفضه اياها توددها،
لم تعطي نفسها فرصه للتفكير، فهي ارادت تخليص نفسها منه وقد كان لها ما ارادت!!
لماذا تتمنا الان تعود الي احضانه وهي لا تريدها او تتخيل نفسها زوجته بحق، بلا خادمة؟!!!
هل تشفق عليه ام علي تفسها، ام ما عاشته بين يداه كان عشق لذيذ لم تتفهم براءاته فاردت المزيد
**************
دلف فريد الي غرفته وامسسك هاتفه وابتسم وهو يجري اتصال شاعرا بحـ.ـز.ن دفين يسكن نفسه وانتظر الرد الذي اتاه من صوت ملهوف يقول:
فريد حبيبي حشـ.ـتـ.ـيني و اووي اوي، اخيرًا رضيت عليا
من امبـ.ـارح بنتظر اتصالك فريد انا
رد عليها قاطعًا استرسالها:
حشـ.ـتـ.ـيني و يا سوسن، محتاجلك اووي، قوليلي امتي تقدري تجي، من المانيا، مش عايز والدك يعرف حاجه
سوسن خلاص مش قادر اعيش من غيرك، تعالي
تنهدت براحه وردت عليه برقه:
لو كنت اقدر كنت سافرت النهاردة بس بابا اخد الجواز من يوم ما رجعت ، هحاول اشوف طريقه اخده منه واجيبك في اسرع وقت
فريد انا هجيلك ومش هرجع تاني انت عارف بابا مستحيل يسامحني لو عرف اني هـ.ـر.بت منه علشانك
ضحك ورد عليها بهدوء:
ولا بهمك مجرد ما نوصلي هنروح السفارة ونوثق زواجنا بعدها والدك مش هيقدر يعمل حاجه، المهم جهزي اوراقك وصورك وانا كمان هجهز كل حاجه، علشان التوثيق ونقطع عليه خط الرجعه
ونعيش انا وانت في خب وسعادة يا حبي الغالي
تنهدت سوسن بفرح بسبب حب فريد لها ومسامحتها علي ما حدث من والدها وسالته بلهفه :
طيب ومراتك اللي اتجوزتها في مصر، انت عارف القانون بيمنع الجمع بين زوجتين حتي لو مسلم
رد عليها بايجاز وحسم:
متقلقيش يا حبي، مجرد ما نوثق جوازنا بالسفارة هطلقها المهم انت وبس، سوسن انا محتاجلك فاهمه محتاج ليكي جمبي حاولي تجي بسرعه،
سمع صوت ضحكاته ورردت عليها بشوق:
والله يا حبي نفسي المهم انك هتبقي ملكي وزوجي
قدام الكل، ياه يا فريد حلمنا اخيرًا هيتحقق،
رد علي ضحكته بان قبل الهاتف وقال:
ارجعيلي بسرعه نفسي اعيش ايامي معاكي واستقر
خلاص مش قادر اعيش حياة مش عايزة ، بسبب التزمـ.ـا.تي تعالي يا سوسن
وعدته بانها ستحاول العودة اليه، باسرع وقت علي وعد منه بذهابهم الي السفارة ليقوما بتوثيق زواجهم
لينظر فريد الي الباب المغلق بينه وبين فرحه وقال:
سامحيني يا فرحه، غصب عني اللي هعمله، لكن معنديش القدرة علي احتمال المك سامحيني؟!
↚
جـ.ـر.ح الإحساس أن تضغط على كرامتك من أجل من تحب مُنتظِراً منه أن يكلِّل كرامتك بتاج من الحب، وللأسف لا تجد منه إلّا الجـ.ـر.ح والمهانة.
بعد اخر مواجهه بينهم، مازالت فرحه علي عدم اقتناعها بأن ما يربطها بفريد هو زواج بشرع الله وليس صفقة، او خدمة قامت به من اجل امه؛
صارت بينهم الايام منذ تلك الليلة لا تتغير، يخرج فريد في الصباح الي كليته ويعود في الخامسه لاخذها الي دروس اللغة وينتظرها الي ان تنتهي ويعود بها الي الشقة، دون أي حوار او نقاش جدلي،
الا في ألايام التي يكون لديه محاضرات بالكلية في وقت متأخر كان يرسل اليها سيارة خاصه تقلها الي المركز، ويحرص هو علي ان يعود بها، وكان دائما ما يحذرها من المغادرة دونه
استمر الحال بينهم هكذا لا يتغير.او حتي نظرة فرحه الي فريد بأنه زوجها وليس سيده تتبدل رغم معاملته الحسنه لها والاهتمام بكل ما يخص حياتها وتعليمها الذي،بدات تتقدم فيه لتفرغها الكامل له،
الي ان مر ثلاث اسابيع واوشك الرابع علي الانتهاء، وبدات فرحه تشعر بالحنين اليه
لا تعلم هل لاعتيادها علي وجوده ام لعزوفه عنها، فقد كان يعود الي البيت ويدخل غرفته ويغلق عليه
لا تراها الا في اليوم التالي
فبدات تشتاق الي نظراته التي تملكها كانه يحتضنها، وبسمته التي تتسلل الي قلبها فتشعرها بالامان،
والي احضانه التي رغم تطلبه ورغبته الشغوفه بها الا انه رقيق رومانسي ويحتويها بدفئ حنون،
مع زيادة حدة اشتياقها اليه بدات تلاحظ تغيرات في جسدها ومزاجها العام، مع كل يوم يمر عليها وهو بعيدا عنها، وصارت تتمني ان تعود اليه والي تملكه بها ورغبته التي جعلتها تشعر بانوثتها
وتذكرت حين يلامسها كانت تشعر بانه سعيد مرتاح منشي بقربها منه، كأنه ملك الدنيا بامتلاكه اياه،
عندها عنفت نفسها كيف ترفض تودده وهو يحترمها ويضعها بمقامه ولا يقل منها او يعاملها باستعباد،
وتسالت مع نفسها بحيرة:
هو زوجها وعلاقته بها حقه كرجل لها رغبات ولا يريد ان يفتن ولديه زوجة يقدرها ويعاملها باحترام
لهذا بدات تتـ.ـو.تر عند قربه منها او حديثه اليها القليل كانت نظراته اليه جزينه تخترق وجدنها فتهزها،
ارادت قربه وامتلكه لها لعلها تمحي الحـ.ـز.ن من عيناه، تبدلت نظراتها اليه لشوق ولهفه ورغبة في القرب منه، كي تنال عشقه الحنون الذي يجعلها كاميرتة وليس فقط زوجته او خادمته كم تظن وتتعامل مع علي هذا اساسها حتي اصابه النفور منها لتدينها من نفسها، ومكانتها لدية التي لا تعلم للان احق يقدرها،
الي ان اتي يوم انفجر فيها الموقف فجاة وانتهت فترة الترقب،
ذلك اليوم كان فريد عائدًا متاخرٌا، دخل الي غرفته دون ان يحدثها كعادته في الأونه الاخيرة، فقد كان يتلاشها ويتجنبها عن قصد، فاخذت هي المبادرة لكي تعقد معه صلح يخلق معه حوار ، مقدمٌا الي التقارب
بينهم من جديد، فدنت من غرفته وقبل ان تطرق بابه سمعت صوته يحدث احدهم وهو يقول:
مشتاق ليكي يا حبي بجنون، محتاج ليكي بين احضاني، اه من حمي شوقي ليكي، امتي ترجعيلي، واضمك لصدري واشبعك من عشقي،
اه يا حبيبتي وقدري الحميل، متشاق لكل لحظه من حياتي اعيشه بين ثناياكي واعوضك عن حياتك قبلي سعادة وهنا لا ينتهي
دمعت عين فرحه بحـ.ـز.ن ونـ.ـد.م فقد رغب فريد غيرها، واشتاق اليها وتمناها لينعم بالحياة معها، كادت تبتعد عن الباب وتعود الي غرفته فقد خسرته، لكن حين سمعت كلمـ.ـا.ته الرقيقة التي يشـ.ـدو فيها بعشقه قائلًا:
حييبتي ،،،،،،
جميلة أنت كمزيج من الشيكولاه الفاخرة التي حين تذوب في الفم تتلذذ النفس بمذاقها الشهي
ناعمة أنت كثوب من الحرير تلفح به جسدى البـ.ـارد فتلمس النعومه بين جوانحه فهاما به عشقًا
دافئة أنت كموقد نار أشعلته في ليلة شتاء ممطرة فشعر جسدى بالدفء وتلمس الراحة معكي انتِ لا غيرك يا ملاكي وقدري
عذبة أنت كقطرة مياة بللت شفتاي في صحراء جرداء فأطفأت ظمأي وأرتوت منها شراييني بالحياة
رقيقة أنت كفراشة أزهرت حياتي بألوانها الزاهية الخلابة فجعلتني في شوقٍ دائم وعشقٍ لا ينتهي من النظر إليكي أيتها الأنثى
لامست كلمـ.ـا.ته قلبها وتمنت ان يشـ.ـدو بها لها وحدها، عندها اشتعلت نار الغيرة في قلبها، وحدثت نفسها بأندفاع وتهور قائلة:
هو جوزي وبيتمناني ويرغبني حتي ان لم يكن يحبني او يعشقني، فبين احضاني وجد السعادة والراحة، وعثرت انا علي الامان والحنان والاحتواء،
اذن لماذا لا امنح له نفسي كي انعم بعشقه وربما انال حبه ذات يومًا، اليس الرغبة طريق للتعود والحب؟!
اخذت نفس عميق وقررت بلا تردد ان تنتهز الفرصه قبل ان تخسره، فقد حسمت امرها وستعيش معها كل ما يريد منها، كزوجة وشريكة ومتعة فراشه،
هو يريدها وهي تتمناه، لماذا العناد، فلتنسي ماضيها وتعيش حاضرها الذي سطره هو لها
انتفضت بداخلها الانثي التي رفضته سابقًا واليوم ستدافع عن ما عطاها لها القدر واقسمت انها ستحافظ عليه وترده اليها، مهما كلفها الامر فهو زوجها ولن يكون لغيرها،
فتحت الباب دون ان تطرق بابه، ودلفت اليه وقبل ان تقترب منه، استدار اليه فريد بغضب، وسالها بحدة:
في ايه يا فرحه، ازاي تفتحي الباب عليا كده بدون استاذان اتفضلي، اطلعي بره ،واقفلي الباب وراكي واوعي تكرريها مره تانيه
لاحظت الهاتف الذي مازال بيده، فتملك منها العناد وبعد ان كانت ستتراجع امام غضبه عليها، اصرت علي اكمال مسعاها لاكتتساب حبه،
عادت الي الباب واغلقته ، لكن وهي مازالت بالداخل واقتربت منه علي استحياء، خائفة من ردة فعله علي تحديها له، لكن خسارته كانت نصب عينيها فلم تتردد، دنت منها الي ان تلاقت عيناها بعيناه فحدق بها بغضب وحيرة من عنادها الغير متوقع وقال:
انت اتجننتي يا فرحه بتتحديني، من امتي اتجراتي ترفضي ليا امر اتفضلي اطلعي بره
هزت راسها برفض واسبلت جفناها بخجل واخذت تبلل شفتاها واستجمعت شجاعتها وقالت:
مقدرش اتحداك يا فريد، بس انت قولتيلي ان لي حق ادخل اوضتك لو كنت زوجت......
وضع يده علي فمها بصدمه، نظر الي الهاتف واغلقه ثم ووضعه علي الطاولة ونظر الي عيناها الخجولة وقال بتمني وتحدى واصرار علي فهم مغزي ما طلب
فكرر حديثه اليها سابقًا :
الا لما تكوني زوجتي، فاهمه يعني ايه زوجة يعني عطاء متبادل ومشاعر محمومه تجعل الروح تنتشي من لذة اللقاء,زي ما هتملكيني نفسك عايزك تملكيني،
مش عايز اخد حقي منك، نفسي اعطيكي حقوقك، مستعدة تبادليني ولا هتسلميني جسدك بلا روح
هزت راسها بخجل ولمعت عيناها ببريق الشوق، فابتسم فريد بزهو وقرر نزع هذا الخجل الذي جعل لقاءاته السابقة بها مجرد اشباع لرغبته فقط،
ملس علي شعرها بهدوء ثم تخللت يداها خصلانه بحميميه ورقه، جعلتها تذوب وتترنح بين يداها حتي ان قدامها لم تعد تقوي علي حملها بعد ارتخاء جسدها باستسلام الي لمساته الساحرية الودودة التي سرقتها الي عالم العشق،
ضمها بقوة الي صدره واستباحت يده جسدها بشوق وشغف ورغبة وفجاة حملها بين يداه، ثم مددها علي فراشه، بدأ ينزع عنها ما ترتديه بهدوء حذر فتلاقت عيناها بعيناه, فرات فيهم رغبة وشوق جارف وبريق لامع منتشي بزهو الانتصار
فاغمضت عيناها خائفه من فضح مشاعرها نحوه كأنه ليس حق ان تحبه بلا تعشقه، لاحظ فريد هروبها منه وخشي ان يتكرر لقاءه بها الخالي من المشاعر فقال بحدة يؤكد لها حقها في اظهار مشاعرها:
فرحه انت مراتي شريكة حياتي زوجتي، ملكي وانا ملكك اوعي تفكري لحظه ان اللي يينا رغبة وبس
لو كانت كده مكنتش هجرتك افهمي، الزوجة لزوجها سكن ورحمه ومودة، انا عايزك كدة هتقدري ولا
قطعت كلامه بوضع يدها علي فمه، فقبل يدها برقة ومنحها ابتسامة عذبه، ثم انهمك في انهاء ما بداه
ضمها الي صدره بشغف ممزفًا كل خوفها وقـ.ـا.تل رهبتها من ان توهبه نفسها وتعيش العشق معها كم يجب، فاستسلمت الي نصيبها راضية بقدرها، فعاشت معها ليلة العمر التي طالما تمناها فريد، فضمها الي صدره مؤكدًا لها بانها شريكته فعلا وقولا
بعد فترة من الوقت نام فريد وظلت فرحه تستعيد لحظاتهم الحميمية بينهم، اخذت تبتسم بين الحين والاخر، بعدما عاشت السعادة في كل افعاله معها،
ولامت نفسها لحرمانها من احساس التحرر الذي ذاقته بين احضانه الدافئة
فابتسمت بـ.ـارتياح لنيالها السعادة معه، وغفت بين ذراعاه دافنه راسها في جوف صدره، وبين احضانه، اما فريد فظل يضمها اليه بتملك كل حين والاخر، ويجذبها بقوة الي صدره واحكم عليها ذراعاه بقوة كانه ستهرب منه،
**************
استيقظت فرحه في صياح اليوم التالي علي قبلاته الرقيقه فوق شفتاها وقال بمرح وهو يشاكسها :
قومي يا كسلانه، اخرتيني علي محاضرة الصبح، بس فداكي، يا قمري وقدري
داعب انفها بانفه وسحب نفسه بعيدًا عنها مرغما:
فرحتي شكلي مش هقدر اجي اوصلك للمركز النهاردة، اسمعي هبعتلك العربية توصلك بس اوعي تتحركي لحد ما اجيلك اتفقنا
هزت راسها بالموافقة، سعيدة بابتسامته الساحرة التي تؤكد سعادتة بها، فانشرح قلبها، واقسمت ان تحافظ علي تلك السعادة التي تلمع في عيناه مهما كلفها الامر، وتسالت، مدام هذا شعوره من ليلة قضتها بين احضانه كم يتمنا، فكيف ستكون لياليهم اذا عشقها، وحبها كم تحبه،
واذا كانت هي الفتاة البسيطه بنت الوداي قادرة ان تجعله سعيد ومرح ومنطلق علي الحياة بعذا الشكل، فمن المؤكد لا توجد غيرها قادره علي منحه ذلك
فتعالت سقف طموحها وبدات تسعي لأكتساب قلبه، كم ملكت حواسه واصبحت هي مصدر سعادته،
وصار يقين يتملك قلبها، بانه يريدها هي لا غيرها،
وفي محاولة منها لتاكيد علي انه حقها، جذبت رقبته اليه وقبلت خده، الا ان ذلك لم يرضي فريد فشـ.ـدها اليه وقال:
لا احنا كده بنتشاقي وده هيكلفك كتير فارحمي نفسك مني لان شوفي لو غلبني مش هرحمك
ضحكت برقة وخجل ودفنت راسها في صدره ثم تنفست بحرارة، فالهبت مشاعره بحمي الشوق،
فنزع قميصه، واندفع بجوارها في الفراش وجذبها اليه برغبة متدافعه وقال:
انت اللي جبتيه لنفسك اتحملي بقي
زادت وجنتاها احمرارًا من شـ.ـدة الخجل وقالت:
طيب انا مش هقول لاء بس الاول اقوم اجهزلك الفطار، انت كده هتتعب صحتك، ده غير انا كمان حسا بدوخه من قلة الاكل
ضحك فريد بخبث وقال:
موافق بس علي شرط هتفضلي مكانك كده لحد ما ارجعلك، انا ما صدقت دخلت دنيتك ومعنديش استعداد اخرج منها دلوقتي، الا لو حصلتي تخمه
نهض من جوارها وارتدي روبه بعجل ودلف الي المطبخ وعاد وهو يحمل اليها فطار مشكل يفيدها
ويغذيها واخذ يطعمها بيده الي ان اكتفت،
حاولت النهوض فارجعها الي وسادتها وحمل الطعام واعادة الي المطبخ واغلق الباب خلفه وقال:
خلاص انت ليا النهاردة، طلبت واحد صديقي يبلغ الدكتور بمرضي، ووافق يعيد المحاضرات بكرة،
تعالي بقي يا فرحة عمري نكمل ليلتنا واكتشف اسرارك وادمر حصونك الفتاكه
استغربت تضحيته بدراسته التي من اجلها اصر علي السفر قبل ان يحل مشكلتها، فصارت لم تعد تفهمه،
فهو سعيد بها كانها حبيبتها، وراضي بها كانها من اختياره، ومسلم لوجودها في حياته كانها قدره ولا يوجد مفر منه،
والان يفضلها علي مستقبله، رغم قدرتة علي هجرها
اذا ما يكنه لها ليس الرغبة فقط هل يحبها؟!!!!
فتسالت ما هو شعور فريد نحوها هل يحبها ؟!!!!!
********
مضي الليل بينهم كم الليلة السابقة الا انها تخللها تدليلها واحتواءها وحرصه علي اطعامهاوعلاجها
حتي انها اردت الا ينتهي هذا اليوم الذي سيخلد في ذكراتها، كاحلي ايام عمرها
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بداور خفيف يضـ.ـر.ب راسها فلم تستطيع رفعها فنظرت حولها فرات فريد يرتدى ثيابها علي عجل فقالت له:
صباح الخير ، صحيت امتي وليه مصحتنيش، ثواني هاقوم اجهزلك الفطار وافطر معاك لاني جعان،
اشار بيده رافضًا نهوضها وقال:
متقوميش انا هجيب ليكي الفطار بنفسي، بس مش هلحق افطر معاكي،فرحه كلي كويس وخدي علاجك،
وارتاحي خالص لحد ما تجي العربية تاخدك لاني مش هقدر اجي اخدك، يومي مشحون جدا
واعملي حسابك دي كانت اول ليلة جواز حقيقية بينا وهتتكرر كتير الايام الجاية فحاولي تاكلي كويس وتتغدي علشان تقدري تجاريني مش هحارب لوحدى
توردت وجنتاها من الخجل فطغي الاحمرار علي ملامحها الجميلة فزادها جمال فهتف فريد بمرح:
يا الله ايه متجوز حورية من الجنه، لاء انا لو ممشتش دلوقتي هرتكب جريمه في حق العلاقات الزوجية ، الافضل امشي لحد قمري ما يتعود علي متطلبات زوج مشتاق
ضحك من خجلها وخرج واتي لها بوجبة فطار دسمه وتركها بجوارها وقال:
قومي براحتك ومتعمليش مجهود وفريه لبليل بفكر اخد اجازة ليا وليكي نخرج نغير جو ونسافر نقضي يومين نستمتع فيها ايه رايك لما ارجع هنرتب ليها، يلا سلام يا قمري اشوفك قدام المركز،
لثم ثغرها قبله خفيفه لكنها لم تشبعه فعمق قبلته، والتهم شفتاها بنهم وشوق لا ينتهي الي ان استسلم وتركه مجبور حتي لا يترك محاضرته كم بالامس
خرج مودعًا اياها، نهضت فرحه من علي الفراش وهي تتراقص كالفراشة لا تصدق السعادة التي تحيها بعد ان تاكدت بانها زوجته بحق، ومازاد سعادتها معاملة فريد الحنونه له وخوفه الصادق عليها
لهذا اخذت عهد علي نفسها بان تولي نفسها وصحتها الاهتمام حتي تعود الي سابق عهدها قوية وعافيه،
لا تشعر بالتعب والاجهاد من اقل مجهود
فقامت فطرت جيدًا واخذت علاجها، ولم تمضي دقائق وافرغت كل ما في معدتها بغرابة
لكنها لم تهتم وابدلت فطارها بالفاكهة فهضمها سهل،
وتحممت وارتدت ثيابها وانتظرت وصول السيارة التي تقلها الي المركز كم وعدها فريد
في الرابعة والنص حضرت السيارة واوصلتها المركز
ودخلت المحاضرة كالمعتاد لكن فجاة اصابها الدوار ووقعت مغشيا عليها علي كتف صديقتها جاكلين،
فقد تعرفت عليها منذ اول يوم له في الدراسة، هي من ام واب نمساوى واتت للتعلم الانجليزية لانها لا تجيب الا المانية
ساعدت.جاكلين رفقائها علي افاقتها حتي عادت الي وعيها لكنها اخذت تفرغ ما في جوفها حتي لم يعد في جوفها شئ اخر،
لما تسكت جاكلين واصرت بان تاخذها الي اقرب عيادة للكشف عليها، وقالت لها:
انا مش هسيبك الا لما اتاكد شكلك حامل يا فرحه، بصي احنا هنعمل تحليل حمل ايه رايك
هزت فرحه راسها وقالت لها:
script>
انا عملت من كام اسبوع تحاليل وكل اللي ظهر اني عندي انيميا حامل منين بقي، وانا لسه راجع لحـ.ـضـ.ـن فريد من يومين بس اكيد برد او يمكن من العلاج
تاففت جاكلين من رفضها او تصديقها وقالت:
يمكن الحمل لسه مكنش ظهر ، اسمعي انت هتجي معايا نتاكد لومفيش حمل بلغي جوزك يعملك كشف كامل علشان ت عـ.ـر.في سبب الهذلان والدوخة دي
امام اصرار جاكلين لم تستطيع فرحه الرفض وذهبت معها لعلها تعرف ما اصابها،
ذهبت معها الي العيادة وجلبت اجراء تحليل حمل
وتم العمل وانتظار النتيجة ، وطال وقت الانتظار دون ان تشعر، بسبب تـ.ـو.ترها وترقبها لعلها حامل،
وبعد خروج التقرير النهائي زف الطبيب لها البشرة:
(Mrs. Farha, you are pregnant)
مدام فرحه انت حامل مبروك
نظرت اليه دون تصديق لقد فهمت لكنها لم تستوعب عاتقتها صديقتها وقالت لها بسعادة:
مبروك يا فرحه انت حامل الف الف مبروك يا حبيبتي كنت متاكدة انك حامل شوفتي،
يلا بقي تعالي اوصلك البيت اكيد جوزك هيفرح
وضعت فرحه يدها علي بطنها وقالت محدثا نفسها:
ايوه انت اللي رجعتني لحـ.ـضـ.ـن ابوك، اه يا فرحة قلبي بيك، احمدك يارب اني رجعت ليه بنفسي مش علشان حملي
لان لو كنت ليه علشان حامل عمري ما كنت هتاكد عايزني لنفسي ولا لاء ، لكن دلوقتي بقيت واثقه ان بيك هتكمل حياتي معاه يا احلي هدية من ربنا
هزتها صديقتها لكي تعود من شرودها:
فرحه ايه فوقي يلا بينا، زمان جوزك قلقان عليكي، تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو،
*********
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود، لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبًا من القاعة فراي الحارس فساله:
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد:
اسف سير فريد المدام تعبت واصرت صديقتها علي اخذها للكشف، اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصبيه:
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش بيا، بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك،
اؤما لها الحارس بالموافقة، استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تقبلها بشوق ولهفه،
ضمها فريد الي صدره بحنان وسالها :
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبـ.ـارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتـ.ـو.ترها لحضورها المفاجئ وقالت:
حبيت اعملك مفاجاة، والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي ،وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك
ايه رايك، خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة، وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المريـ.ـضة التي لم تعود الي الان
قبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب:
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه، ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال:
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصرت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تقبله،
شعر فريد بالضيق والخـ.ـنـ.ـقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بالم من رفضه لها، فابتسم بحنان وعاد وضمها الي صدره وقال:
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي، غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز، يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها،
اطمئن. قلبه بعض الشئ بانها معافاة، وستعود الي الييت مع صديقتها ،
نظر الي سوسن التي تتشبث بحـ.ـضـ.ـنه ولا تترك له مجال للبعد عنها، فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها الي ان دنو من الفراش واجتمع في قبلات ساخنه لا تنتهي، حتي انها تحررت من بعض ملابسها وشجعته علي ذلك وكانه نسي ان له زوجه اخري اتيا في الطريق، وبدا يمتزج بها
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له:
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا، والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصرت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها، وتطمن زوجها،
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرًا واستسلمت الي الحاحها وصعدا سويا،
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصرت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له:
مش هسرق فرحتك باخبـ.ـاره بحملك، بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له:
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه، زمانه غضبان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب،
وقفت مصدومه من رؤية زوجها عاري الصدر مع امراة علي فراشه عارية تقريبا وبينهم قبلات ساخنه
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يضـ.ـر.بها بعنف، راتها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسـ.ـخط حاد وصاحت فيه:
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بصدمه الجمتها وجعلت الدمـ.ـو.ع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال :
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين ، خليكي هنا ثواني وهرجعلك، اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بغـ.ـصـ.ـبيه:
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده،
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا تنهار، بعدما سمعته يقول لها سوسن، اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احضانه، من هي بالنسبة اليه الان، انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ ،فقالت ردا عليها بانكسار :
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباب،بس لما سمعت صوت في الاوضة خوفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء علي صدرها العارى وقالت:
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب، ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليمـ.ـا.تك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت:
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده بغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال:
كفاية يا سوسن ، انت ازاي تعامليها كده، عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستمـ.ـا.ته ورفضت تركه لها وقالت:
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة
انت اتجننت، ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
افرض كنا في علاقة كان ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة:
قالتلك الصوت خوفها وهي متعودة اني لوحدى، ممكن بقي تصبري، وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرّا ان تمنع من اللحاق بها، لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت؟!
،
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها قبل ان تسقط ارضًا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخوف عليها:
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون قـ.ـتـ.ـلها الحـ.ـز.ن وادمي قلبها الحسره:
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا،
واغشي عليها عندك دخولها المصعد،
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر،
نظر حوله بتساءل اين ذهبت؟!
وفجاة امتلاء قلبه بالهلع والخوف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج الشقة واستقل الاسانسير ونزل الي اسفل البناية ولسوء الحظ لم يكن الحارس موجود
بحث عنها يمين ويسار واستقل سيارته وراح يبحث عنها بالساعات في شوراع لندن ولم يعثر لها علي اثر
عاد الي شقته منهك القوى والروح لفقدها،
كل هذا وسوسن بانتظاره تبكي علي هجره لها وحين راته صاحت فيه بغـ.ـصـ.ـب:
انت ازاي تسيبني وتخرج تجري ورا الخدامة انت جرالك ايه فريد ممكن افهم
نظر الي عيناها بغضب ووحيرة وقال:
انا خاين خاين خنت الامانه وضيعت انسانه بريئة في بلد متعرفش لغتها، انا ضيعت مراتي يا سوسن فرحه دي كانت مراتي فاهمه مراتي زيها زيك؟!
صرخت سوسن بهلع وقالت:
مش ممكن انت يا فريد اتجوزت خدامة؟!
لا يعني العثور على أمر مهمّ في الحياة، التخلّي عن جميع الأمور المهمّة الأخرى، ولا التنكُّر لها.
فلا يوجد حـ.ـز.ن قد يستمر إلى الأبد، على الحـ.ـز.ن أن يتوقف من أجل أن تعبر عجلة الحياة ما تبقى من الطرقات فحياتنا خطوات كتبت علينا
ياس فريد من العثور علي فرحه التي اختفت من حياته فجاة كم دخلتها فجاة
فعاش حياته مع زوجته سوسن محاولًا تعويضها، عما فات بزواجه من غيرها
وبعد مناقشة رسالته وحصوله علي الماجستير، عاد الي مصر مع سوسن ليكمل حياته معها
ولم تمر السنه وكان قد رزقه الله منها بطفل جميل اسماه حافظ علي اسم ابيه،
وبعد مرور سنتين علي اختفاء فرحه عاد فريد الي لندن لاكمال رسالته التحضرية لدبلومه جديدة
وكانت هذا المرة مناقشة جادة لبعض الحالات المرضية باحدى المستشفيات الكبري،
من هنا بدات مرحلة جديدة في حياة فريد الديميري
في اليوم التالي من وصوله الي انجلترا،
دلف الي المستشفي الملكية احد اكبر المستشفيات في تقديم الرعاية الطبية في لندن،
تقدم الي الاستعلامـ.ـا.ت وسال عن احد المتخصصين في تدوين حالات المرضي
ساله موظف الاستعلامـ.ـا.ت عن اسمه فقال له:
Farid Al-Damery(MSc in Genetics, Molecular Biology and Biotechnology,
فريد الديميري( ماجستير في علم الوراثة البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية)
وهو من يطـ.ـلق عليه علم الهندسة الوراثية)
رحب به الموظف وطلب منه التوجهه الي مكتب المختص الذي كان بانتظاره،
ذهب فريد الي المكتب الذي اشار عليه به الموظف وطرق الباب سمع من بالداخل يطلب من الدخول،
ما ان راها ابتسم في وجهه ورحب به قائلًا:
وبعدين معاك يا دكتور فريد انت هتفضل كده كل ما اروح مكان تجي ورايا
ضحك فريد ومد يده اليه مصافحًا وقال بمرح:
طيب قوم بواجب الضيافه الاول ورحب بيا واطلب ليا مشروب ولا الانجليز علموك البخل
اشار اليه المسؤول والذي لم يكن الا احد اصدقاء الدراسة وقال له:
لا يا عم احنا شعب صعب حد بغيرنا اتفضل يا دكتور الاول مبروك رسالتك الجديدة يا دوك، وقولي اشمعنا المستشفي دي اللي طلبت تتدرب فيها ياتري علشان انا مسؤول عن قسم التدريب ولا لانها متعددة التخصصات مش زي اغلب مستشفيات لندن اللي بتكتفي بتخصص واحد
هز فريد راسه مؤيدًا كلامه واضاف:
فعلا علشان التخصصات، انت عارف الهندسة الوراثية تقريبا بتتطبق في كل المجالات الطبية، وكمان لان اغلب الحالات هنا مادة دسمه للتدريب
وتطبيق النظريات العلمية عليهم فيما بخص مجالي
والاهم المسؤولات عن التدريب اغلبهم بنات يعني حاجه تفتح النفس مش شباب زي الموجودين في مستشفى مودسلي النفسية اللي هتفيدني اكثر
حدق به صديقه بذهول وساله بتعجب:
مش ممكن جرالك ايه يا فريد، دا انت عمرك ما فكرت بالعلاقات، هو الجواز غيرك كده
ضحك فريد ورد عليه بنشوة:
بصراحه كنت مغفل، لما دخلت دنيا عرفت قيمة الجنس الناعم وبالذات اني اتجوز مرتين خلال شهرين تتخيل
اول زوجة كانت بعتبرها غلطه في حق نفسي لما رضيت بيها علشان احافظ علي ثروتي، وبسببها دفعت كتير من راحة بالي ولحد الان بعاني بسبب جوازي منها يلا ربنا يرحمها بقي، بالذات ان كل احساس عشته معاها كان جديد عليا لكني نـ.ـد.مت بعد كده لما عشت الحب الحقيقي مع حبيبة قلبي
لكن لما اتجوزت زوجتي التانية قصة حبي ليها كانت اساس ارتباطنا اللي كان شبة مستحيل،
لكن القدر والنصيب جمعنا ومنها ربنا رزقنا بطفل جميل ثمرة عشقي لها، وبعتبره وريثي وامل حياتي
علشان كده بقيت احب النساء واحب التعامل معاهم والتقرب منهم يمكن اتجوزت الثالثة
ضحك صديقه وضـ.ـر.ب يده كف بكف وساله:
انا مش مصدق فريد المتدين المستقيم ، معقول الجواز خلاك انحرفت بالشكل ده، بس ازاي اتجوزت اتنين وياتري كانو في نفس الوقت يعني جمعت بين اتنين وهنا في لندن احمد ربك ان محدش بلغ عنك
وقولي زوجتك مـ.ـا.تت ازاي وهي بتولد ولا حصل ايه
وكانت زوجتك الاولي ولا الثانية
زفر فريد بضيق كانه لا يريد تذكر ما حدث لاحد زوجته واردف:
ما قولتلك كانت زوجتي الاولي، اللي جوازي منها كان اكبر غلطته ارتكبتها في حق نفسي
ااما سبب موتها اصابتها بورم في المخ الحمل اخر انتشاره وشعورها بالالم، لكنها مـ.ـا.تت بعد الولادة
اللي تاعبني فعلا في موضوعها اني مكنتش جمبها وهي بتودع الدنيا ده غير كانت صغيرة ملحقتش تفرح بشبابها ودنياتها،
نهض صديقه من خلف مكتبه وربت علي كتفه مواسيًا، وقال:
اكيد ابنك منها بيفكرك بيها بس انت قولت عندك طفل واحد، مش زوجتك التانية بس اللي خلفت
زفر فريد بضيق وقال:
ايوه زوجتي التانية هي اللي منها اين عمري وحبيبي وانا قولتك الاولي مـ.ـا.تت وطفلها اكيد ...
قطع حديثه دخول فتاة جميله ذو شعر بني قصير وعيون زرقاء وجسد نخيف يماثل عارضات الازياء
وتحدثت اليه بالانجليزية وهي ترمق فريد بريبة، فكاتت لكنتها قوية وتتحدث الانجليزية بطـ.ـلا.قة فمن الواضح انها انجليزية الاصلي:
Mr. Sam, we have a problem in the neurosurgery department and we need you urgently
مستر سام لدينا مشكلة في قسم جراحة المخ والأعصاب ونحتاجك بشكل عاجل
اشار اليه بالدخول وقال لها برسمية:
Enter Katherine, I want to introduce you to Sir Farid, our genetic engineering trainee, and you will supervise all the activities that he does.
أدخلي كاثرين ، وأود أن أقدم لكم مستر فريد ، متدرب الهندسة الوراثية لدينا ، وسوف تقومي انت بالاشراف على جميع الأنشطة التي سيقوم بها.
مدت يدها تصافحه واردفت:
Hello Mr. Farid, we are honored to be at your service
مرحباً مستر فريد ، يشرفنا أن نكون في خدمتك
صافحها فريد وشـ.ـد عليها يدها وضغط عليها بقوة
ومنحها ابتسامة عذبة وقال بتودد:
You are welcome Mrs. Catherine
اهلا وسهلا بك سيدة كاثرين
دفعه صديقه في كتفه وقال لها بسخرية:
خليك جنتلمان قولها يا انسه ليه مدام، مش شايف جميله ازاي وصغيره، دا انا اخترت ليك اجملهم ولانها بتفهم العربية لكن مش بتتكلم بيها،
وتقولي بقيت تعشق النساء ومش عارف تتعامل معاهم، لسه مغفل ومحتاج كتير علي ما تفهم ازاي تقدر تكسب امراة من اول كلمه
رمقته كاثرين بضيق واستاذنت منهم وخرجت غاضبة، ضحك فريد وقال:
والله انت مدب يعني بتقول بتفهم العربية وعمال تنصحني كنت خد بالك، بس ازاي تعرف العربية لكن مش بتتكلم بيها مش غريبة دي
ضـ.ـر.ب سام راسه بكف يده وصاح بذعر:
فعلا انا غـ.ـبـ.ـي هحاول اصالحها هي منفتحه ومرحه عن اغلب المساعدين هنا،
ياسيدى والدها معاه الجنسية الانجليزية والدتها لبنانيه لكن عمرها ما زارت لبنان ولعلمك ذكية جدا وبتكره العلاقات،
بسبب صديق ليها هرب من ارتباطه بيها بعد ما حملت منه، ولما ولدت سلمت طفلها لاحد الاسر تربية
لانها صعب تكون ام معيله،
بالذات انها عايشة لوحدها بعد موت والدتها،العيب الوحيد اللي فيها انها مسحية أرثوذكسية متذمته جدًا ومستحيل تتجوز غير من مسيحي زيها، انا عرضت عليها قبل ما تعرض بنتها للتبني نتجوز واربي بنتها رفضت لان تعاليم دينهم لا تسمح
زفر فريد بشـ.ـدة وقال:
خسارة فعلا جميله بس مدام مفيش زواج والزام نعيش معاها يومين فري اظن عادي
هز سام راسه برفض تام وقال:
انت مش بتفهم بقولك بتكره العلاقات، اسمع انا بثق فيها لانها مجتهده جدا وهتفيدك في رسالتك لخبرتها
بس بلاش تضايقها لانها عنيدة وممكن تسبب برفدك من التدريب لو حبت
ضحك فريد بصخب وسـ.ـخرية وقال:
لا بجد انت كده بتشجعني علي تحديها، وانا بعشق التحدي، ومدام دخلت معاها تحدي
اوعدك انها هتكون ملكي مش شرط ارتباط رسمي لكن عشيقتي طول فترة تدريبي
اشار اليه سام بيده بعدم اقتناع وقال:
لا انت كده بتحلم، لكن موافق اراهنك لو عرفت تجي معاها سكه، هجيب ليك موافقة من ادارة المستشفي علي تطبيق نظريتك الخاصه للرسالة ايه رايك
غامت عيناه وابتسم بزهو من ذكاء صديقه الذي تحدياه في علمه وقال بتصميم:
رهانك غالي ويستاهل المجازفة، اتفقنا يا سام، بس توعدني انك تحمسها للشغل معايا واهم حاجه الاستمرار، وليك عندي قبل ما اخلص الست شهور
و اسلم الرسالة تكون بقت عاشقتي
تعالت نظرات التحدي بينهم، فقام سام بكتابة ما وعد به واعطاه الي فريد الذي ساله:
طيب ده رهانك مقولتش لو خسرت انا الرهان هيكون المقابل ايه
غامت عين سام ورد عليه بمكر وتحدي خبيث:
تتنازل عن رسالتك وتسافر لمصر، ومش عايز اشوفك في انجلترا تاني ها موافق ولا تحب تاخد وقت تفكر
غمغم فريد بضيق من طلب سام ورد عليه بهدوء:
مش محتاج تفكير، انا قبلت الرهان علشان هستفاد بيه في رسالتي الدراسية وتطبيقها عملي
لكن اضحي بمستقبلي العلمي علشان رهان مستحيل
لو فعلا مش حاقد عليا اختيار شئ تاتي غير علمي
ضحك سام بمرح وقال متحدي قدراته:
مدام واثق من فوزك بالرهان خايف ليه علي مستقبلك اعتبره نوع من التحدي ولازم تفوز فيه
فكر، كل ما كان الخوف من الخسارة مريرة، كان
الفوز والتصر حليفك
حك فريد ذقنه بتفكير وابتسم:
انا واثق من الفوز، بس كاره ان امرأة تكون سبب في تحديد مساري العلمي ومستقبلي العملي
لكن هوافق يا سام، بس اللعب يكون بنزاهه كاثرين متعرفش بالرهان، وكمان متحاوليش تحذرها مني
مد يده اليه وصافحه مؤكدًا التزامه بالنزاهه في رهانهم علي فتاة جـ.ـر.حت وتالمت بسبب الخداع والغدر، ولم يرحمها بلا تراهنو عليها!!!!
*************
في بيت من بيوت الريف الانجليزي
كانت تجلس جاكلين سعيدة بمداعبة طفل جميل الطله ذو ملامح وديعه وابتسامه طفولية بشوشة، تسحر من يراه وتسرق قلبه ولبه
دلف اليها ابيه ساخطًا عليها وقال:
وبعدين معاكي يا جاكلين خلاص كده هتكرسي حياتك لجو حـ.ـر.ام عليكي نفسك
ضمت الطفل الي صدرها وثارت عليه بصوت خافت:
وبعدين دادي جو بيفهم دلوقتي، مش زي الاول بليز بلاش تكلمني كده تاني قدامه
ولو علي حياتي انا سعيدة باني وهبتها ليه، مش كفاية اتحرم من امه
ضحك ابيها بسخرية:
ايه خايفه كده ليه، ليعرفو انك مش امه وياخدوه منك، متقلقيش هروبك للريف وبعدك عن حياة المدنية خلاكي مجهوله للكل
معرفش حبك لفرحه بالشكل ده ليه، لدرجة يخليكي تتنزلي عن كل احلامك علشان تربي ابنها
ثارت عليه جاكلين بحدة، غير عابئ بانه ابيها وقالت:
بس يا بابا كفاية بقي انسي فرحه انساها، ياريت تفتكر انها مـ.ـا.تت فرحه مـ.ـا.تت فاهم فرحه مـ.ـا.تت
وابنها ملهوش غيري، وابوه الندل لازم يدوق الذل اللي شافته وعاشته فرحه بسببه، مش كفاية اني حرمته منه وهيعش عمره كله من غير ما يعرف ان ليه ابن منها، انا نفسي اتتقم واهلص حقها منه واذوقه الالم والمرض اللي عاشت فيه، لحد ما مـ.ـا.تت
هز ابيها راسها بنفاذ صبر:
مفيش فايدة الكلام معاكيزي عدمه، دماغك زي دماغ امك كانت عنيد كده زيك
عمتنا انا مش بكره جوزيف، بس حابب تفكري في نفسك، انا عارف ان فرحه مـ.ـا.تت بس انت حيه ولازم تفكري في نفسك اكثر من كده
اخذت تفس عميق وضمت الطفل الذي هرع اليها بعدما عالي صوته وقالت:
تجربة فرحه خوفتني من الارتباط، اللي عمله فيها جوزها مكنش قليل، وبصراحه جوزيف ابنها مالي عليا حياتي، وصعب اشارك حبي ليه مع حد تاني
لو سمحت يا دادي سيبني اعبش حياتي زي ما انا عايزه مش زي ما انت عايز
واكيد هيجي وقت اقابل الانسان اللي يستحق اوهبه قلبي ويتقبل وجود جوزيف في حياتي كابن ليا
هز ابيها راسه متفهمًا وقبل الطفل الذي ابتسم له فضمه بمحبه وقال:
عارف يا جوزيف لو في حاجه مصبراني علي عمايل بنتي، هي ضحكتك الحلوة دي لللي تسعد الروح
بتفكرتي بامك اللي حرمتنا منها بدري بدري،
المهم انا مسافر علي لندن عايزه حاجه من شقتك هناك ولا خايفه من وصول ابوه ليكي ، فا يعرف بوجوده ويحاول ياخد ابنه منك بحكم القانون بعد ما رجع للدراسة تاني
هزت راسها برفض تام وضمت ابن فرحه الي صدرها بتشبث وخوف من القادم وقالت:
لا هو ولا شياطين الجحيم يقدرو ياخدو جوزيف مني ده ابني مكتوب في السجلات باسمي ومحدش يعرف بوجوده، بالذات بعد وفاة امه اثناء ولادته
اشفق ابيها عليها من الرعـ.ـب الذي تعيش فيه خوفًا من فقد الطفل الذي قامت بكتابته باسمها، فصار ابن لها وكرست كل حياتها له
ربت علي كتفها وشجعها علي مواصله سعيها قائلًا:
اوعي تخافي من حاجه طول ما انا عايش، حتي لو القانون وقف معاه انا هدعمك، حاي لو وصلت نهرب بيه للنمسا المهم ان محدش ياخده منك
ضمته ابيها بمحبه وسعادة وردت عليه بامتنان:
ربنا ما يحرمني منك يا دادي
غادر ابيها بيت المزرعة وعاد للمدينة لملاقاة اختها كاثرين التي اتحددت معهم للانتقام من فريد
**************
من داخل المستشفي الملكية
( الحوار بين جميع الاطراف بالانجليزية لكن سيتم كتابته بالعربية)
وصل فريد الي مكتب الاسترشاد وسال عن المسؤوله عنه اثناء فترة تدريب فاجابته احدهم بابتسامه ثقة:
مستر فريد ليه كاثرين انا اقوى منها واقدم وهفيدك اكثر، بلاش كاثرين لانها صعبة المنال
ابستم فريد بثقة نفس اقتربت من الغرور وقال:
وانا بحب الحاجة الصعبه لانها بتخلق جوايا تحدي اصبو منه الي الفوز بجدارة
ممكن تقوليلي القي فين الانسه كاثرين،
اشارت الي احد الاقسام وقالت بنزق:
اتفضل هتلاقيها هناك بس خلي بالك انا حذرتك
غمز بعيناه اليه بشقاوة وقال:
لو تعبت معاها هلجاء ليكي ماجي وواثق انك مش هتتخلي عني، سلام
تركها ومشي بخطي ثابتة وواثقة الي حيث اشارت ودلف الي داخل القسم فراها تحادث احد المرضي،
دنا منها وابتسم بزهو وقال:
هو انت جميله كده علي طول، ولا جمالك النهاردة زيادة لانك هتقابليني
حدقت فيها بحدة وردت عليها بضيق من تغزله بها:
مستر فريد اظن مستر سام فهمك كويس اني بكره العلاقات وبالذات في محيط عملي
فياريت تحذر مني وتحترم نفسك وتلزم حدودك معايا احسن وافضل ليك ، لتبقي العواقب وخيمه وانت اللي هتدفع الثمن غالي من دراستك ورسالتك
غامت عيناه فجأة بوميض مريب وقال بتحدى:
انا عارف حدودي كويس، انت اللي محتاجه تحددي وضغي معاكي، وايه هي العواقب المترتب عليها تقربي منك بدون اذن يا انسه كاثرين
ارتبكت من طريقة حديثه المريب ومغزاه الذي لم تفهمه جيدًا وقالت:
انت متدرب ليك طلبات من ملفات المرضي او معينه مرضي حاليًن غير كده مفيش بينا اي نوع من التواصل او التعامل اطـ.ـلا.قا ، اظن ده واضح
ابتسم بخبث ونظر فيما حوله ولاحظ ان الغرفة التي كان بها لا يوجد فيها احد غيرهم
فباغتها بان ضمها الي صدره فجاة وقبلها بقوة
لم تستوعب كاثرين تجرا فريد عليها وهمت بصفعه الا انه ضمها اليه و......
↚
جـ.ـر.ح الإحساس أن تضغط على كرامتك من أجل من تحب مُنتظِراً منه أن يكلِّل كرامتك بتاج من الحب، وللأسف لا تجد منه إلّا الجـ.ـر.ح والمهانة.
بعد اخر مواجهه بينهم، مازالت فرحه علي عدم اقتناعها بأن ما يربطها بفريد هو زواج بشرع الله وليس صفقة، او خدمة قامت به من اجل امه؛
صارت بينهم الايام منذ تلك الليلة لا تتغير، يخرج فريد في الصباح الي كليته ويعود في الخامسه لاخذها الي دروس اللغة وينتظرها الي ان تنتهي ويعود بها الي الشقة، دون أي حوار او نقاش جدلي،
الا في ألايام التي يكون لديه محاضرات بالكلية في وقت متأخر كان يرسل اليها سيارة خاصه تقلها الي المركز، ويحرص هو علي ان يعود بها، وكان دائما ما يحذرها من المغادرة دونه
استمر الحال بينهم هكذا لا يتغير.او حتي نظرة فرحه الي فريد بأنه زوجها وليس سيده تتبدل رغم معاملته الحسنه لها والاهتمام بكل ما يخص حياتها وتعليمها الذي،بدات تتقدم فيه لتفرغها الكامل له،
الي ان مر ثلاث اسابيع واوشك الرابع علي الانتهاء، وبدات فرحه تشعر بالحنين اليه
لا تعلم هل لاعتيادها علي وجوده ام لعزوفه عنها، فقد كان يعود الي البيت ويدخل غرفته ويغلق عليه
لا تراها الا في اليوم التالي
فبدات تشتاق الي نظراته التي تملكها كانه يحتضنها، وبسمته التي تتسلل الي قلبها فتشعرها بالامان،
والي احضانه التي رغم تطلبه ورغبته الشغوفه بها الا انه رقيق رومانسي ويحتويها بدفئ حنون،
مع زيادة حدة اشتياقها اليه بدات تلاحظ تغيرات في جسدها ومزاجها العام، مع كل يوم يمر عليها وهو بعيدا عنها، وصارت تتمني ان تعود اليه والي تملكه بها ورغبته التي جعلتها تشعر بانوثتها
وتذكرت حين يلامسها كانت تشعر بانه سعيد مرتاح منشي بقربها منه، كأنه ملك الدنيا بامتلاكه اياه،
عندها عنفت نفسها كيف ترفض تودده وهو يحترمها ويضعها بمقامه ولا يقل منها او يعاملها باستعباد،
وتسالت مع نفسها بحيرة:
هو زوجها وعلاقته بها حقه كرجل لها رغبات ولا يريد ان يفتن ولديه زوجة يقدرها ويعاملها باحترام
لهذا بدات تتـ.ـو.تر عند قربه منها او حديثه اليها القليل كانت نظراته اليه جزينه تخترق وجدنها فتهزها،
ارادت قربه وامتلكه لها لعلها تمحي الحـ.ـز.ن من عيناه، تبدلت نظراتها اليه لشوق ولهفه ورغبة في القرب منه، كي تنال عشقه الحنون الذي يجعلها كاميرتة وليس فقط زوجته او خادمته كم تظن وتتعامل مع علي هذا اساسها حتي اصابه النفور منها لتدينها من نفسها، ومكانتها لدية التي لا تعلم للان احق يقدرها،
الي ان اتي يوم انفجر فيها الموقف فجاة وانتهت فترة الترقب،
ذلك اليوم كان فريد عائدًا متاخرٌا، دخل الي غرفته دون ان يحدثها كعادته في الأونه الاخيرة، فقد كان يتلاشها ويتجنبها عن قصد، فاخذت هي المبادرة لكي تعقد معه صلح يخلق معه حوار ، مقدمٌا الي التقارب
بينهم من جديد، فدنت من غرفته وقبل ان تطرق بابه سمعت صوته يحدث احدهم وهو يقول:
مشتاق ليكي يا حبي بجنون، محتاج ليكي بين احضاني، اه من حمي شوقي ليكي، امتي ترجعيلي، واضمك لصدري واشبعك من عشقي،
اه يا حبيبتي وقدري الحميل، متشاق لكل لحظه من حياتي اعيشه بين ثناياكي واعوضك عن حياتك قبلي سعادة وهنا لا ينتهي
دمعت عين فرحه بحـ.ـز.ن ونـ.ـد.م فقد رغب فريد غيرها، واشتاق اليها وتمناها لينعم بالحياة معها، كادت تبتعد عن الباب وتعود الي غرفته فقد خسرته، لكن حين سمعت كلمـ.ـا.ته الرقيقة التي يشـ.ـدو فيها بعشقه قائلًا:
حييبتي ،،،،،،
جميلة أنت كمزيج من الشيكولاه الفاخرة التي حين تذوب في الفم تتلذذ النفس بمذاقها الشهي
ناعمة أنت كثوب من الحرير تلفح به جسدى البـ.ـارد فتلمس النعومه بين جوانحه فهاما به عشقًا
دافئة أنت كموقد نار أشعلته في ليلة شتاء ممطرة فشعر جسدى بالدفء وتلمس الراحة معكي انتِ لا غيرك يا ملاكي وقدري
عذبة أنت كقطرة مياة بللت شفتاي في صحراء جرداء فأطفأت ظمأي وأرتوت منها شراييني بالحياة
رقيقة أنت كفراشة أزهرت حياتي بألوانها الزاهية الخلابة فجعلتني في شوقٍ دائم وعشقٍ لا ينتهي من النظر إليكي أيتها الأنثى
لامست كلمـ.ـا.ته قلبها وتمنت ان يشـ.ـدو بها لها وحدها، عندها اشتعلت نار الغيرة في قلبها، وحدثت نفسها بأندفاع وتهور قائلة:
هو جوزي وبيتمناني ويرغبني حتي ان لم يكن يحبني او يعشقني، فبين احضاني وجد السعادة والراحة، وعثرت انا علي الامان والحنان والاحتواء،
اذن لماذا لا امنح له نفسي كي انعم بعشقه وربما انال حبه ذات يومًا، اليس الرغبة طريق للتعود والحب؟!
اخذت نفس عميق وقررت بلا تردد ان تنتهز الفرصه قبل ان تخسره، فقد حسمت امرها وستعيش معها كل ما يريد منها، كزوجة وشريكة ومتعة فراشه،
هو يريدها وهي تتمناه، لماذا العناد، فلتنسي ماضيها وتعيش حاضرها الذي سطره هو لها
انتفضت بداخلها الانثي التي رفضته سابقًا واليوم ستدافع عن ما عطاها لها القدر واقسمت انها ستحافظ عليه وترده اليها، مهما كلفها الامر فهو زوجها ولن يكون لغيرها،
فتحت الباب دون ان تطرق بابه، ودلفت اليه وقبل ان تقترب منه، استدار اليه فريد بغضب، وسالها بحدة:
في ايه يا فرحه، ازاي تفتحي الباب عليا كده بدون استاذان اتفضلي، اطلعي بره ،واقفلي الباب وراكي واوعي تكرريها مره تانيه
لاحظت الهاتف الذي مازال بيده، فتملك منها العناد وبعد ان كانت ستتراجع امام غضبه عليها، اصرت علي اكمال مسعاها لاكتتساب حبه،
عادت الي الباب واغلقته ، لكن وهي مازالت بالداخل واقتربت منه علي استحياء، خائفة من ردة فعله علي تحديها له، لكن خسارته كانت نصب عينيها فلم تتردد، دنت منها الي ان تلاقت عيناها بعيناه فحدق بها بغضب وحيرة من عنادها الغير متوقع وقال:
انت اتجننتي يا فرحه بتتحديني، من امتي اتجراتي ترفضي ليا امر اتفضلي اطلعي بره
هزت راسها برفض واسبلت جفناها بخجل واخذت تبلل شفتاها واستجمعت شجاعتها وقالت:
مقدرش اتحداك يا فريد، بس انت قولتيلي ان لي حق ادخل اوضتك لو كنت زوجت......
وضع يده علي فمها بصدمه، نظر الي الهاتف واغلقه ثم ووضعه علي الطاولة ونظر الي عيناها الخجولة وقال بتمني وتحدى واصرار علي فهم مغزي ما طلب
فكرر حديثه اليها سابقًا :
الا لما تكوني زوجتي، فاهمه يعني ايه زوجة يعني عطاء متبادل ومشاعر محمومه تجعل الروح تنتشي من لذة اللقاء,زي ما هتملكيني نفسك عايزك تملكيني،
مش عايز اخد حقي منك، نفسي اعطيكي حقوقك، مستعدة تبادليني ولا هتسلميني جسدك بلا روح
هزت راسها بخجل ولمعت عيناها ببريق الشوق، فابتسم فريد بزهو وقرر نزع هذا الخجل الذي جعل لقاءاته السابقة بها مجرد اشباع لرغبته فقط،
ملس علي شعرها بهدوء ثم تخللت يداها خصلانه بحميميه ورقه، جعلتها تذوب وتترنح بين يداها حتي ان قدامها لم تعد تقوي علي حملها بعد ارتخاء جسدها باستسلام الي لمساته الساحرية الودودة التي سرقتها الي عالم العشق،
ضمها بقوة الي صدره واستباحت يده جسدها بشوق وشغف ورغبة وفجاة حملها بين يداه، ثم مددها علي فراشه، بدأ ينزع عنها ما ترتديه بهدوء حذر فتلاقت عيناها بعيناه, فرات فيهم رغبة وشوق جارف وبريق لامع منتشي بزهو الانتصار
فاغمضت عيناها خائفه من فضح مشاعرها نحوه كأنه ليس حق ان تحبه بلا تعشقه، لاحظ فريد هروبها منه وخشي ان يتكرر لقاءه بها الخالي من المشاعر فقال بحدة يؤكد لها حقها في اظهار مشاعرها:
فرحه انت مراتي شريكة حياتي زوجتي، ملكي وانا ملكك اوعي تفكري لحظه ان اللي يينا رغبة وبس
لو كانت كده مكنتش هجرتك افهمي، الزوجة لزوجها سكن ورحمه ومودة، انا عايزك كدة هتقدري ولا
قطعت كلامه بوضع يدها علي فمه، فقبل يدها برقة ومنحها ابتسامة عذبه، ثم انهمك في انهاء ما بداه
ضمها الي صدره بشغف ممزفًا كل خوفها وقـ.ـا.تل رهبتها من ان توهبه نفسها وتعيش العشق معها كم يجب، فاستسلمت الي نصيبها راضية بقدرها، فعاشت معها ليلة العمر التي طالما تمناها فريد، فضمها الي صدره مؤكدًا لها بانها شريكته فعلا وقولا
بعد فترة من الوقت نام فريد وظلت فرحه تستعيد لحظاتهم الحميمية بينهم، اخذت تبتسم بين الحين والاخر، بعدما عاشت السعادة في كل افعاله معها،
ولامت نفسها لحرمانها من احساس التحرر الذي ذاقته بين احضانه الدافئة
فابتسمت بـ.ـارتياح لنيالها السعادة معه، وغفت بين ذراعاه دافنه راسها في جوف صدره، وبين احضانه، اما فريد فظل يضمها اليه بتملك كل حين والاخر، ويجذبها بقوة الي صدره واحكم عليها ذراعاه بقوة كانه ستهرب منه،
**************
استيقظت فرحه في صياح اليوم التالي علي قبلاته الرقيقه فوق شفتاها وقال بمرح وهو يشاكسها :
قومي يا كسلانه، اخرتيني علي محاضرة الصبح، بس فداكي، يا قمري وقدري
داعب انفها بانفه وسحب نفسه بعيدًا عنها مرغما:
فرحتي شكلي مش هقدر اجي اوصلك للمركز النهاردة، اسمعي هبعتلك العربية توصلك بس اوعي تتحركي لحد ما اجيلك اتفقنا
هزت راسها بالموافقة، سعيدة بابتسامته الساحرة التي تؤكد سعادتة بها، فانشرح قلبها، واقسمت ان تحافظ علي تلك السعادة التي تلمع في عيناه مهما كلفها الامر، وتسالت، مدام هذا شعوره من ليلة قضتها بين احضانه كم يتمنا، فكيف ستكون لياليهم اذا عشقها، وحبها كم تحبه،
واذا كانت هي الفتاة البسيطه بنت الوداي قادرة ان تجعله سعيد ومرح ومنطلق علي الحياة بعذا الشكل، فمن المؤكد لا توجد غيرها قادره علي منحه ذلك
فتعالت سقف طموحها وبدات تسعي لأكتساب قلبه، كم ملكت حواسه واصبحت هي مصدر سعادته،
وصار يقين يتملك قلبها، بانه يريدها هي لا غيرها،
وفي محاولة منها لتاكيد علي انه حقها، جذبت رقبته اليه وقبلت خده، الا ان ذلك لم يرضي فريد فشـ.ـدها اليه وقال:
لا احنا كده بنتشاقي وده هيكلفك كتير فارحمي نفسك مني لان شوفي لو غلبني مش هرحمك
ضحكت برقة وخجل ودفنت راسها في صدره ثم تنفست بحرارة، فالهبت مشاعره بحمي الشوق،
فنزع قميصه، واندفع بجوارها في الفراش وجذبها اليه برغبة متدافعه وقال:
انت اللي جبتيه لنفسك اتحملي بقي
زادت وجنتاها احمرارًا من شـ.ـدة الخجل وقالت:
طيب انا مش هقول لاء بس الاول اقوم اجهزلك الفطار، انت كده هتتعب صحتك، ده غير انا كمان حسا بدوخه من قلة الاكل
ضحك فريد بخبث وقال:
موافق بس علي شرط هتفضلي مكانك كده لحد ما ارجعلك، انا ما صدقت دخلت دنيتك ومعنديش استعداد اخرج منها دلوقتي، الا لو حصلتي تخمه
نهض من جوارها وارتدي روبه بعجل ودلف الي المطبخ وعاد وهو يحمل اليها فطار مشكل يفيدها
ويغذيها واخذ يطعمها بيده الي ان اكتفت،
حاولت النهوض فارجعها الي وسادتها وحمل الطعام واعادة الي المطبخ واغلق الباب خلفه وقال:
خلاص انت ليا النهاردة، طلبت واحد صديقي يبلغ الدكتور بمرضي، ووافق يعيد المحاضرات بكرة،
تعالي بقي يا فرحة عمري نكمل ليلتنا واكتشف اسرارك وادمر حصونك الفتاكه
استغربت تضحيته بدراسته التي من اجلها اصر علي السفر قبل ان يحل مشكلتها، فصارت لم تعد تفهمه،
فهو سعيد بها كانها حبيبتها، وراضي بها كانها من اختياره، ومسلم لوجودها في حياته كانها قدره ولا يوجد مفر منه،
والان يفضلها علي مستقبله، رغم قدرتة علي هجرها
اذا ما يكنه لها ليس الرغبة فقط هل يحبها؟!!!!
فتسالت ما هو شعور فريد نحوها هل يحبها ؟!!!!!
********
مضي الليل بينهم كم الليلة السابقة الا انها تخللها تدليلها واحتواءها وحرصه علي اطعامهاوعلاجها
حتي انها اردت الا ينتهي هذا اليوم الذي سيخلد في ذكراتها، كاحلي ايام عمرها
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بداور خفيف يضـ.ـر.ب راسها فلم تستطيع رفعها فنظرت حولها فرات فريد يرتدى ثيابها علي عجل فقالت له:
صباح الخير ، صحيت امتي وليه مصحتنيش، ثواني هاقوم اجهزلك الفطار وافطر معاك لاني جعان،
اشار بيده رافضًا نهوضها وقال:
متقوميش انا هجيب ليكي الفطار بنفسي، بس مش هلحق افطر معاكي،فرحه كلي كويس وخدي علاجك،
وارتاحي خالص لحد ما تجي العربية تاخدك لاني مش هقدر اجي اخدك، يومي مشحون جدا
واعملي حسابك دي كانت اول ليلة جواز حقيقية بينا وهتتكرر كتير الايام الجاية فحاولي تاكلي كويس وتتغدي علشان تقدري تجاريني مش هحارب لوحدى
توردت وجنتاها من الخجل فطغي الاحمرار علي ملامحها الجميلة فزادها جمال فهتف فريد بمرح:
يا الله ايه متجوز حورية من الجنه، لاء انا لو ممشتش دلوقتي هرتكب جريمه في حق العلاقات الزوجية ، الافضل امشي لحد قمري ما يتعود علي متطلبات زوج مشتاق
ضحك من خجلها وخرج واتي لها بوجبة فطار دسمه وتركها بجوارها وقال:
قومي براحتك ومتعمليش مجهود وفريه لبليل بفكر اخد اجازة ليا وليكي نخرج نغير جو ونسافر نقضي يومين نستمتع فيها ايه رايك لما ارجع هنرتب ليها، يلا سلام يا قمري اشوفك قدام المركز،
لثم ثغرها قبله خفيفه لكنها لم تشبعه فعمق قبلته، والتهم شفتاها بنهم وشوق لا ينتهي الي ان استسلم وتركه مجبور حتي لا يترك محاضرته كم بالامس
خرج مودعًا اياها، نهضت فرحه من علي الفراش وهي تتراقص كالفراشة لا تصدق السعادة التي تحيها بعد ان تاكدت بانها زوجته بحق، ومازاد سعادتها معاملة فريد الحنونه له وخوفه الصادق عليها
لهذا اخذت عهد علي نفسها بان تولي نفسها وصحتها الاهتمام حتي تعود الي سابق عهدها قوية وعافيه،
لا تشعر بالتعب والاجهاد من اقل مجهود
فقامت فطرت جيدًا واخذت علاجها، ولم تمضي دقائق وافرغت كل ما في معدتها بغرابة
لكنها لم تهتم وابدلت فطارها بالفاكهة فهضمها سهل،
وتحممت وارتدت ثيابها وانتظرت وصول السيارة التي تقلها الي المركز كم وعدها فريد
في الرابعة والنص حضرت السيارة واوصلتها المركز
ودخلت المحاضرة كالمعتاد لكن فجاة اصابها الدوار ووقعت مغشيا عليها علي كتف صديقتها جاكلين،
فقد تعرفت عليها منذ اول يوم له في الدراسة، هي من ام واب نمساوى واتت للتعلم الانجليزية لانها لا تجيب الا المانية
ساعدت.جاكلين رفقائها علي افاقتها حتي عادت الي وعيها لكنها اخذت تفرغ ما في جوفها حتي لم يعد في جوفها شئ اخر،
لما تسكت جاكلين واصرت بان تاخذها الي اقرب عيادة للكشف عليها، وقالت لها:
انا مش هسيبك الا لما اتاكد شكلك حامل يا فرحه، بصي احنا هنعمل تحليل حمل ايه رايك
هزت فرحه راسها وقالت لها:
script>
انا عملت من كام اسبوع تحاليل وكل اللي ظهر اني عندي انيميا حامل منين بقي، وانا لسه راجع لحـ.ـضـ.ـن فريد من يومين بس اكيد برد او يمكن من العلاج
تاففت جاكلين من رفضها او تصديقها وقالت:
يمكن الحمل لسه مكنش ظهر ، اسمعي انت هتجي معايا نتاكد لومفيش حمل بلغي جوزك يعملك كشف كامل علشان ت عـ.ـر.في سبب الهذلان والدوخة دي
امام اصرار جاكلين لم تستطيع فرحه الرفض وذهبت معها لعلها تعرف ما اصابها،
ذهبت معها الي العيادة وجلبت اجراء تحليل حمل
وتم العمل وانتظار النتيجة ، وطال وقت الانتظار دون ان تشعر، بسبب تـ.ـو.ترها وترقبها لعلها حامل،
وبعد خروج التقرير النهائي زف الطبيب لها البشرة:
(Mrs. Farha, you are pregnant)
مدام فرحه انت حامل مبروك
نظرت اليه دون تصديق لقد فهمت لكنها لم تستوعب عاتقتها صديقتها وقالت لها بسعادة:
مبروك يا فرحه انت حامل الف الف مبروك يا حبيبتي كنت متاكدة انك حامل شوفتي،
يلا بقي تعالي اوصلك البيت اكيد جوزك هيفرح
وضعت فرحه يدها علي بطنها وقالت محدثا نفسها:
ايوه انت اللي رجعتني لحـ.ـضـ.ـن ابوك، اه يا فرحة قلبي بيك، احمدك يارب اني رجعت ليه بنفسي مش علشان حملي
لان لو كنت ليه علشان حامل عمري ما كنت هتاكد عايزني لنفسي ولا لاء ، لكن دلوقتي بقيت واثقه ان بيك هتكمل حياتي معاه يا احلي هدية من ربنا
هزتها صديقتها لكي تعود من شرودها:
فرحه ايه فوقي يلا بينا، زمان جوزك قلقان عليكي، تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو،
*********
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود، لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبًا من القاعة فراي الحارس فساله:
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد:
اسف سير فريد المدام تعبت واصرت صديقتها علي اخذها للكشف، اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصبيه:
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش بيا، بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك،
اؤما لها الحارس بالموافقة، استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تقبلها بشوق ولهفه،
ضمها فريد الي صدره بحنان وسالها :
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبـ.ـارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتـ.ـو.ترها لحضورها المفاجئ وقالت:
حبيت اعملك مفاجاة، والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي ،وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك
ايه رايك، خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة، وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المريـ.ـضة التي لم تعود الي الان
قبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب:
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه، ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال:
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصرت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تقبله،
شعر فريد بالضيق والخـ.ـنـ.ـقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بالم من رفضه لها، فابتسم بحنان وعاد وضمها الي صدره وقال:
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي، غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز، يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها،
اطمئن. قلبه بعض الشئ بانها معافاة، وستعود الي الييت مع صديقتها ،
نظر الي سوسن التي تتشبث بحـ.ـضـ.ـنه ولا تترك له مجال للبعد عنها، فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها الي ان دنو من الفراش واجتمع في قبلات ساخنه لا تنتهي، حتي انها تحررت من بعض ملابسها وشجعته علي ذلك وكانه نسي ان له زوجه اخري اتيا في الطريق، وبدا يمتزج بها
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له:
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا، والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصرت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها، وتطمن زوجها،
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرًا واستسلمت الي الحاحها وصعدا سويا،
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصرت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له:
مش هسرق فرحتك باخبـ.ـاره بحملك، بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له:
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه، زمانه غضبان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب،
وقفت مصدومه من رؤية زوجها عاري الصدر مع امراة علي فراشه عارية تقريبا وبينهم قبلات ساخنه
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يضـ.ـر.بها بعنف، راتها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسـ.ـخط حاد وصاحت فيه:
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بصدمه الجمتها وجعلت الدمـ.ـو.ع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال :
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين ، خليكي هنا ثواني وهرجعلك، اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بغـ.ـصـ.ـبيه:
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده،
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا تنهار، بعدما سمعته يقول لها سوسن، اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احضانه، من هي بالنسبة اليه الان، انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ ،فقالت ردا عليها بانكسار :
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباب،بس لما سمعت صوت في الاوضة خوفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء علي صدرها العارى وقالت:
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب، ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليمـ.ـا.تك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت:
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده بغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال:
كفاية يا سوسن ، انت ازاي تعامليها كده، عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستمـ.ـا.ته ورفضت تركه لها وقالت:
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة
انت اتجننت، ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
افرض كنا في علاقة كان ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة:
قالتلك الصوت خوفها وهي متعودة اني لوحدى، ممكن بقي تصبري، وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرّا ان تمنع من اللحاق بها، لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت؟!
،
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها قبل ان تسقط ارضًا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخوف عليها:
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون قـ.ـتـ.ـلها الحـ.ـز.ن وادمي قلبها الحسره:
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا،
واغشي عليها عندك دخولها المصعد،
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر،
نظر حوله بتساءل اين ذهبت؟!
وفجاة امتلاء قلبه بالهلع والخوف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج الشقة واستقل الاسانسير ونزل الي اسفل البناية ولسوء الحظ لم يكن الحارس موجود
بحث عنها يمين ويسار واستقل سيارته وراح يبحث عنها بالساعات في شوراع لندن ولم يعثر لها علي اثر
عاد الي شقته منهك القوى والروح لفقدها،
كل هذا وسوسن بانتظاره تبكي علي هجره لها وحين راته صاحت فيه بغـ.ـصـ.ـب:
انت ازاي تسيبني وتخرج تجري ورا الخدامة انت جرالك ايه فريد ممكن افهم
نظر الي عيناها بغضب ووحيرة وقال:
انا خـ.ـا.ين خـ.ـا.ين خنت الامانه وضيعت انسانه بريئة في بلد متعرفش لغتها، انا ضيعت مراتي يا سوسن فرحه دي كانت مراتي فاهمه مراتي زيها زيك؟!
صرخت سوسن بهلع وقالت:
مش ممكن انت يا فريد اتجوزت خدامة؟!
لا يعني العثور على أمر مهمّ في الحياة، التخلّي عن جميع الأمور المهمّة الأخرى، ولا التنكُّر لها.
فلا يوجد حـ.ـز.ن قد يستمر إلى الأبد، على الحـ.ـز.ن أن يتوقف من أجل أن تعبر عجلة الحياة ما تبقى من الطرقات فحياتنا خطوات كتبت علينا
ياس فريد من العثور علي فرحه التي اختفت من حياته فجاة كم دخلتها فجاة
فعاش حياته مع زوجته سوسن محاولًا تعويضها، عما فات بزواجه من غيرها
وبعد مناقشة رسالته وحصوله علي الماجستير، عاد الي مصر مع سوسن ليكمل حياته معها
ولم تمر السنه وكان قد رزقه الله منها بطفل جميل اسماه حافظ علي اسم ابيه،
وبعد مرور سنتين علي اختفاء فرحه عاد فريد الي لندن لاكمال رسالته التحضرية لدبلومه جديدة
وكانت هذا المرة مناقشة جادة لبعض الحالات المرضية باحدى المستشفيات الكبري،
من هنا بدات مرحلة جديدة في حياة فريد الديميري
في اليوم التالي من وصوله الي انجلترا،
دلف الي المستشفي الملكية احد اكبر المستشفيات في تقديم الرعاية الطبية في لندن،
تقدم الي الاستعلامـ.ـا.ت وسال عن احد المتخصصين في تدوين حالات المرضي
ساله موظف الاستعلامـ.ـا.ت عن اسمه فقال له:
Farid Al-Damery(MSc in Genetics, Molecular Biology and Biotechnology,
فريد الديميري( ماجستير في علم الوراثة البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية)
وهو من يطـ.ـلق عليه علم الهندسة الوراثية)
رحب به الموظف وطلب منه التوجهه الي مكتب المختص الذي كان بانتظاره،
ذهب فريد الي المكتب الذي اشار عليه به الموظف وطرق الباب سمع من بالداخل يطلب من الدخول،
ما ان راها ابتسم في وجهه ورحب به قائلًا:
وبعدين معاك يا دكتور فريد انت هتفضل كده كل ما اروح مكان تجي ورايا
ضحك فريد ومد يده اليه مصافحًا وقال بمرح:
طيب قوم بواجب الضيافه الاول ورحب بيا واطلب ليا مشروب ولا الانجليز علموك البخل
اشار اليه المسؤول والذي لم يكن الا احد اصدقاء الدراسة وقال له:
لا يا عم احنا شعب صعب حد بغيرنا اتفضل يا دكتور الاول مبروك رسالتك الجديدة يا دوك، وقولي اشمعنا المستشفي دي اللي طلبت تتدرب فيها ياتري علشان انا مسؤول عن قسم التدريب ولا لانها متعددة التخصصات مش زي اغلب مستشفيات لندن اللي بتكتفي بتخصص واحد
هز فريد راسه مؤيدًا كلامه واضاف:
فعلا علشان التخصصات، انت عارف الهندسة الوراثية تقريبا بتتطبق في كل المجالات الطبية، وكمان لان اغلب الحالات هنا مادة دسمه للتدريب
وتطبيق النظريات العلمية عليهم فيما بخص مجالي
والاهم المسؤولات عن التدريب اغلبهم بنات يعني حاجه تفتح النفس مش شباب زي الموجودين في مستشفى مودسلي النفسية اللي هتفيدني اكثر
حدق به صديقه بذهول وساله بتعجب:
مش ممكن جرالك ايه يا فريد، دا انت عمرك ما فكرت بالعلاقات، هو الجواز غيرك كده
ضحك فريد ورد عليه بنشوة:
بصراحه كنت مغفل، لما دخلت دنيا عرفت قيمة الجنس الناعم وبالذات اني اتجوز مرتين خلال شهرين تتخيل
اول زوجة كانت بعتبرها غلطه في حق نفسي لما رضيت بيها علشان احافظ علي ثروتي، وبسببها دفعت كتير من راحة بالي ولحد الان بعاني بسبب جوازي منها يلا ربنا يرحمها بقي، بالذات ان كل احساس عشته معاها كان جديد عليا لكني نـ.ـد.مت بعد كده لما عشت الحب الحقيقي مع حبيبة قلبي
لكن لما اتجوزت زوجتي التانية قصة حبي ليها كانت اساس ارتباطنا اللي كان شبة مستحيل،
لكن القدر والنصيب جمعنا ومنها ربنا رزقنا بطفل جميل ثمرة عشقي لها، وبعتبره وريثي وامل حياتي
علشان كده بقيت احب النساء واحب التعامل معاهم والتقرب منهم يمكن اتجوزت الثالثة
ضحك صديقه وضـ.ـر.ب يده كف بكف وساله:
انا مش مصدق فريد المتدين المستقيم ، معقول الجواز خلاك انحرفت بالشكل ده، بس ازاي اتجوزت اتنين وياتري كانو في نفس الوقت يعني جمعت بين اتنين وهنا في لندن احمد ربك ان محدش بلغ عنك
وقولي زوجتك مـ.ـا.تت ازاي وهي بتولد ولا حصل ايه
وكانت زوجتك الاولي ولا الثانية
زفر فريد بضيق كانه لا يريد تذكر ما حدث لاحد زوجته واردف:
ما قولتلك كانت زوجتي الاولي، اللي جوازي منها كان اكبر غلطته ارتكبتها في حق نفسي
ااما سبب موتها اصابتها بورم في المخ الحمل اخر انتشاره وشعورها بالالم، لكنها مـ.ـا.تت بعد الولادة
اللي تاعبني فعلا في موضوعها اني مكنتش جمبها وهي بتودع الدنيا ده غير كانت صغيرة ملحقتش تفرح بشبابها ودنياتها،
نهض صديقه من خلف مكتبه وربت علي كتفه مواسيًا، وقال:
اكيد ابنك منها بيفكرك بيها بس انت قولت عندك طفل واحد، مش زوجتك التانية بس اللي خلفت
زفر فريد بضيق وقال:
ايوه زوجتي التانية هي اللي منها اين عمري وحبيبي وانا قولتك الاولي مـ.ـا.تت وطفلها اكيد ...
قطع حديثه دخول فتاة جميله ذو شعر بني قصير وعيون زرقاء وجسد نخيف يماثل عارضات الازياء
وتحدثت اليه بالانجليزية وهي ترمق فريد بريبة، فكاتت لكنتها قوية وتتحدث الانجليزية بطـ.ـلا.قة فمن الواضح انها انجليزية الاصلي:
Mr. Sam, we have a problem in the neurosurgery department and we need you urgently
مستر سام لدينا مشكلة في قسم جراحة المخ والأعصاب ونحتاجك بشكل عاجل
اشار اليه بالدخول وقال لها برسمية:
Enter Katherine, I want to introduce you to Sir Farid, our genetic engineering trainee, and you will supervise all the activities that he does.
أدخلي كاثرين ، وأود أن أقدم لكم مستر فريد ، متدرب الهندسة الوراثية لدينا ، وسوف تقومي انت بالاشراف على جميع الأنشطة التي سيقوم بها.
مدت يدها تصافحه واردفت:
Hello Mr. Farid, we are honored to be at your service
مرحباً مستر فريد ، يشرفنا أن نكون في خدمتك
صافحها فريد وشـ.ـد عليها يدها وضغط عليها بقوة
ومنحها ابتسامة عذبة وقال بتودد:
You are welcome Mrs. Catherine
اهلا وسهلا بك سيدة كاثرين
دفعه صديقه في كتفه وقال لها بسخرية:
خليك جنتلمان قولها يا انسه ليه مدام، مش شايف جميله ازاي وصغيره، دا انا اخترت ليك اجملهم ولانها بتفهم العربية لكن مش بتتكلم بيها،
وتقولي بقيت تعشق النساء ومش عارف تتعامل معاهم، لسه مغفل ومحتاج كتير علي ما تفهم ازاي تقدر تكسب امراة من اول كلمه
رمقته كاثرين بضيق واستاذنت منهم وخرجت غاضبة، ضحك فريد وقال:
والله انت مدب يعني بتقول بتفهم العربية وعمال تنصحني كنت خد بالك، بس ازاي تعرف العربية لكن مش بتتكلم بيها مش غريبة دي
ضـ.ـر.ب سام راسه بكف يده وصاح بذعر:
فعلا انا غـ.ـبـ.ـي هحاول اصالحها هي منفتحه ومرحه عن اغلب المساعدين هنا،
ياسيدى والدها معاه الجنسية الانجليزية والدتها لبنانيه لكن عمرها ما زارت لبنان ولعلمك ذكية جدا وبتكره العلاقات،
بسبب صديق ليها هرب من ارتباطه بيها بعد ما حملت منه، ولما ولدت سلمت طفلها لاحد الاسر تربية
لانها صعب تكون ام معيله،
بالذات انها عايشة لوحدها بعد موت والدتها،العيب الوحيد اللي فيها انها مسحية أرثوذكسية متذمته جدًا ومستحيل تتجوز غير من مسيحي زيها، انا عرضت عليها قبل ما تعرض بنتها للتبني نتجوز واربي بنتها رفضت لان تعاليم دينهم لا تسمح
زفر فريد بشـ.ـدة وقال:
خسارة فعلا جميله بس مدام مفيش زواج والزام نعيش معاها يومين فري اظن عادي
هز سام راسه برفض تام وقال:
انت مش بتفهم بقولك بتكره العلاقات، اسمع انا بثق فيها لانها مجتهده جدا وهتفيدك في رسالتك لخبرتها
بس بلاش تضايقها لانها عنيدة وممكن تسبب برفدك من التدريب لو حبت
ضحك فريد بصخب وسـ.ـخرية وقال:
لا بجد انت كده بتشجعني علي تحديها، وانا بعشق التحدي، ومدام دخلت معاها تحدي
اوعدك انها هتكون ملكي مش شرط ارتباط رسمي لكن عشيقتي طول فترة تدريبي
اشار اليه سام بيده بعدم اقتناع وقال:
لا انت كده بتحلم، لكن موافق اراهنك لو عرفت تجي معاها سكه، هجيب ليك موافقة من ادارة المستشفي علي تطبيق نظريتك الخاصه للرسالة ايه رايك
غامت عيناه وابتسم بزهو من ذكاء صديقه الذي تحدياه في علمه وقال بتصميم:
رهانك غالي ويستاهل المجازفة، اتفقنا يا سام، بس توعدني انك تحمسها للشغل معايا واهم حاجه الاستمرار، وليك عندي قبل ما اخلص الست شهور
و اسلم الرسالة تكون بقت عاشقتي
تعالت نظرات التحدي بينهم، فقام سام بكتابة ما وعد به واعطاه الي فريد الذي ساله:
طيب ده رهانك مقولتش لو خسرت انا الرهان هيكون المقابل ايه
غامت عين سام ورد عليه بمكر وتحدي خبيث:
تتنازل عن رسالتك وتسافر لمصر، ومش عايز اشوفك في انجلترا تاني ها موافق ولا تحب تاخد وقت تفكر
غمغم فريد بضيق من طلب سام ورد عليه بهدوء:
مش محتاج تفكير، انا قبلت الرهان علشان هستفاد بيه في رسالتي الدراسية وتطبيقها عملي
لكن اضحي بمستقبلي العلمي علشان رهان مستحيل
لو فعلا مش حاقد عليا اختيار شئ تاتي غير علمي
ضحك سام بمرح وقال متحدي قدراته:
مدام واثق من فوزك بالرهان خايف ليه علي مستقبلك اعتبره نوع من التحدي ولازم تفوز فيه
فكر، كل ما كان الخوف من الخسارة مريرة، كان
الفوز والتصر حليفك
حك فريد ذقنه بتفكير وابتسم:
انا واثق من الفوز، بس كاره ان امرأة تكون سبب في تحديد مساري العلمي ومستقبلي العملي
لكن هوافق يا سام، بس اللعب يكون بنزاهه كاثرين متعرفش بالرهان، وكمان متحاوليش تحذرها مني
مد يده اليه وصافحه مؤكدًا التزامه بالنزاهه في رهانهم علي فتاة جـ.ـر.حت وتالمت بسبب الخداع والغدر، ولم يرحمها بلا تراهنو عليها!!!!
*************
في بيت من بيوت الريف الانجليزي
كانت تجلس جاكلين سعيدة بمداعبة طفل جميل الطله ذو ملامح وديعه وابتسامه طفولية بشوشة، تسحر من يراه وتسرق قلبه ولبه
دلف اليها ابيه ساخطًا عليها وقال:
وبعدين معاكي يا جاكلين خلاص كده هتكرسي حياتك لجو حـ.ـر.ام عليكي نفسك
ضمت الطفل الي صدرها وثارت عليه بصوت خافت:
وبعدين دادي جو بيفهم دلوقتي، مش زي الاول بليز بلاش تكلمني كده تاني قدامه
ولو علي حياتي انا سعيدة باني وهبتها ليه، مش كفاية اتحرم من امه
ضحك ابيها بسخرية:
ايه خايفه كده ليه، ليعرفو انك مش امه وياخدوه منك، متقلقيش هروبك للريف وبعدك عن حياة المدنية خلاكي مجهوله للكل
معرفش حبك لفرحه بالشكل ده ليه، لدرجة يخليكي تتنزلي عن كل احلامك علشان تربي ابنها
ثارت عليه جاكلين بحدة، غير عابئ بانه ابيها وقالت:
بس يا بابا كفاية بقي انسي فرحه انساها، ياريت تفتكر انها مـ.ـا.تت فرحه مـ.ـا.تت فاهم فرحه مـ.ـا.تت
وابنها ملهوش غيري، وابوه الندل لازم يدوق الذل اللي شافته وعاشته فرحه بسببه، مش كفاية اني حرمته منه وهيعش عمره كله من غير ما يعرف ان ليه ابن منها، انا نفسي اتتقم واهلص حقها منه واذوقه الالم والمرض اللي عاشت فيه، لحد ما مـ.ـا.تت
هز ابيها راسها بنفاذ صبر:
مفيش فايدة الكلام معاكيزي عدمه، دماغك زي دماغ امك كانت عنيد كده زيك
عمتنا انا مش بكره جوزيف، بس حابب تفكري في نفسك، انا عارف ان فرحه مـ.ـا.تت بس انت حيه ولازم تفكري في نفسك اكثر من كده
اخذت تفس عميق وضمت الطفل الذي هرع اليها بعدما عالي صوته وقالت:
تجربة فرحه خوفتني من الارتباط، اللي عمله فيها جوزها مكنش قليل، وبصراحه جوزيف ابنها مالي عليا حياتي، وصعب اشارك حبي ليه مع حد تاني
لو سمحت يا دادي سيبني اعبش حياتي زي ما انا عايزه مش زي ما انت عايز
واكيد هيجي وقت اقابل الانسان اللي يستحق اوهبه قلبي ويتقبل وجود جوزيف في حياتي كابن ليا
هز ابيها راسه متفهمًا وقبل الطفل الذي ابتسم له فضمه بمحبه وقال:
عارف يا جوزيف لو في حاجه مصبراني علي عمايل بنتي، هي ضحكتك الحلوة دي لللي تسعد الروح
بتفكرتي بامك اللي حرمتنا منها بدري بدري،
المهم انا مسافر علي لندن عايزه حاجه من شقتك هناك ولا خايفه من وصول ابوه ليكي ، فا يعرف بوجوده ويحاول ياخد ابنه منك بحكم القانون بعد ما رجع للدراسة تاني
هزت راسها برفض تام وضمت ابن فرحه الي صدرها بتشبث وخوف من القادم وقالت:
لا هو ولا شياطين الجحيم يقدرو ياخدو جوزيف مني ده ابني مكتوب في السجلات باسمي ومحدش يعرف بوجوده، بالذات بعد وفاة امه اثناء ولادته
اشفق ابيها عليها من الرعـ.ـب الذي تعيش فيه خوفًا من فقد الطفل الذي قامت بكتابته باسمها، فصار ابن لها وكرست كل حياتها له
ربت علي كتفها وشجعها علي مواصله سعيها قائلًا:
اوعي تخافي من حاجه طول ما انا عايش، حتي لو القانون وقف معاه انا هدعمك، حاي لو وصلت نهرب بيه للنمسا المهم ان محدش ياخده منك
ضمته ابيها بمحبه وسعادة وردت عليه بامتنان:
ربنا ما يحرمني منك يا دادي
غادر ابيها بيت المزرعة وعاد للمدينة لملاقاة اختها كاثرين التي اتحددت معهم للانتقام من فريد
**************
من داخل المستشفي الملكية
( الحوار بين جميع الاطراف بالانجليزية لكن سيتم كتابته بالعربية)
وصل فريد الي مكتب الاسترشاد وسال عن المسؤوله عنه اثناء فترة تدريب فاجابته احدهم بابتسامه ثقة:
مستر فريد ليه كاثرين انا اقوى منها واقدم وهفيدك اكثر، بلاش كاثرين لانها صعبة المنال
ابستم فريد بثقة نفس اقتربت من الغرور وقال:
وانا بحب الحاجة الصعبه لانها بتخلق جوايا تحدي اصبو منه الي الفوز بجدارة
ممكن تقوليلي القي فين الانسه كاثرين،
اشارت الي احد الاقسام وقالت بنزق:
اتفضل هتلاقيها هناك بس خلي بالك انا حذرتك
غمز بعيناه اليه بشقاوة وقال:
لو تعبت معاها هلجاء ليكي ماجي وواثق انك مش هتتخلي عني، سلام
تركها ومشي بخطي ثابتة وواثقة الي حيث اشارت ودلف الي داخل القسم فراها تحادث احد المرضي،
دنا منها وابتسم بزهو وقال:
هو انت جميله كده علي طول، ولا جمالك النهاردة زيادة لانك هتقابليني
حدقت فيها بحدة وردت عليها بضيق من تغزله بها:
مستر فريد اظن مستر سام فهمك كويس اني بكره العلاقات وبالذات في محيط عملي
فياريت تحذر مني وتحترم نفسك وتلزم حدودك معايا احسن وافضل ليك ، لتبقي العواقب وخيمه وانت اللي هتدفع الثمن غالي من دراستك ورسالتك
غامت عيناه فجأة بوميض مريب وقال بتحدى:
انا عارف حدودي كويس، انت اللي محتاجه تحددي وضغي معاكي، وايه هي العواقب المترتب عليها تقربي منك بدون اذن يا انسه كاثرين
ارتبكت من طريقة حديثه المريب ومغزاه الذي لم تفهمه جيدًا وقالت:
انت متدرب ليك طلبات من ملفات المرضي او معينه مرضي حاليًن غير كده مفيش بينا اي نوع من التواصل او التعامل اطـ.ـلا.قا ، اظن ده واضح
ابتسم بخبث ونظر فيما حوله ولاحظ ان الغرفة التي كان بها لا يوجد فيها احد غيرهم
فباغتها بان ضمها الي صدره فجاة وقبلها بقوة
لم تستوعب كاثرين تجرا فريد عليها وهمت بصفعه الا انه ضمها اليه و......
كل خائن يختلق لنفسة الف عذر، و عذر ليقنع نفسة بانة فعل الصواب! فما اصعب ان يسقط من نظرك من كان قدرك
من داخل المستشفي الملكي
زادت حدة جراءة فريد علي كاثرين حتي انه قبلها بقوة ضمها الي صدره بتملك وقبل أن تصفعه علي وجهه ردًا علي وقاحته معها
قيد حركتها وضمها اليه ضاغط علي ثنايا جسدها بجسده الرياضي، ويده تسللت الي شعرها القصير تتخلل خصلاته برومانسية وجذبها منه مقربًا فاها من شفتاها ثم التقطها في قبله ساخنه شغوفه، جعلتها تفقد توازنها بين يداه
ضمها اليها بقوة مانعًا إياها من السقوط وقال:
كده نبدا نعرف حدودنا، انت هتكوني صديقتي بعيد عن كونك مشرف هنا بالمستشفي
علاقتي بيكي أساسها التحرر، مش مستعجل علي العلاقة اللي هيكون ليها وقتها بعد ما نعرف بعض كويس، وقبل اعتراضك
انا مش بطلب ارتباط بينا، مجرد صداقه مبنيه علي العطاء, هكون ليكي رفيق جيد غير متطلب وهعيشك حياة سعيدة دون التزام الا لو حصل انجذاب قوي بينا وفكرتي نتوج علاقتنا بالارتباط والزواج
دفعته بقوة بعيدًا عنها بعدما خلصت نفسه منه، ثارت عليه ساخطه بسبب وضعه وتحديد ملامح لعلاقة بينهم لن تكون ابدا يومًا ما وقالت بغضب:
اسمع مستر فريد الواضح أن مستر سام لم يعطيك خلفيه جيده عني،
انا واحدة اعشق الاستقلالية ،ارفض جدا بل امقت العلاقات الحسية والحميمية، وبالذات مع المسلمين لانها غير مجدية بما اني مسحية واستحالة ارتباط غير بمسيحي زيا لالتزامي الديني
أم أني أكون صديقتك نو، انت انسان مقرف ومقزز وانا مش بحب المال علشان ابيع ليك جسدى بالمقابل
انسي ولاخر مره بحذرك لو عايز تستمر هنا وتخلص رسالتك علي خير، التزم بقواعدى اوك
ضحك فريد بسخرية وحامت عيناه علي صفحة وجهه البيضاء المشرئبة بالحمرا وقال:
هتبقي ملكي كاثرين سواء بمزاجك او لاء، الايام بينا، أما قواعدك دي لشغلك وبس
وأشار الي قلبها وضغط عليه بقوة واكمل بإصرار:
أما قلبك وجسدك فأنت بنفسك هتوهبيهم ليا، وقبل ما انتهي من رسالتي هتسلميني مفتاح قلبك برضاكي
استقام فجأة وعدل هندامه من نظارته الشمسية التي تخفي نظراته الحادة اليها وقال:
ها يا كاثرين اول ملف جاهز للعمل عليها ولا تحبي اعمل انا سيرش علي الحالات بنفسي
حدقت به باستغراب، من رباطة جاشة التي جعلته يستعد السيطر بسرعه علي نفسه، اخذت نفس عميق وزفرته بحدة، وذهبت الي احد الإدراج وأخرجت عدة ملفات وقدمته اليه قائلة:
دي احدث الحالات اللي تخص تخصصك وهتفيدك، اتفضل اطلع علي التقارير الطبيه الملحقه بكل حالة
وبعد ما تعطيني رؤية مميزه عن تصورك في تقديم المساعدة، هعرضهم عليك للفحص
تناول فريد الملفات وطلب منها بعض الخصوصية لدراسة الملفات باحترافية وإنجاز التقرير عليهم:
وافقت كاثرين علي ترك مكتبها له لكي يدرس الحالات، وخرجت لكي تقوم بمهام عملها المكلفه بها
عكف فريد علي تفحص تقرير الحالات واستوقفه حالة لفتاة لم تبلغ الثامنه عشر من عمرها،
اخذ يتصفح كل تقاريرها وقام بعمل تقرير شامل عن النقاط التي سيقوم بتطبيق دراسته عليها،
في غمرة انشغاله علي علمه وعلمه الذي يعشقه ويوهب نفسه له لم يشعر بالوقت يمر به، الا حين دلفت عليه كاثرين بعد انتهاء دوامه بثيابها الكلاسيك بعدما نزعت عنها زيها الرسمي للمستشفي، فكانت قمة بالأناقة والرقي وأبرزت أنوثتها المثيرة،
رفع عيناه اليها وأطلق صفير اعجاب بأناقتها ثم قام من خلف المكتب ودنا منها يتشمم عطرها النفاذ بحذر،فجأة لف يده حول خصرها وجذبها اليه وقال:
انت تستحقي مكافأة علي روعة أناقتك وجذبيتك
كاثي الجميلة،
ضـ.ـر.بته بعنف علي يده التي تطوقها وحاولت تخليص نفسها منها لكنها شـ.ـدها اليه أكثر وثبتها علي صدرها وقال بحدة وتصميم:
أهدى يا كاثي متحاوليش مش هسيبك الا لما اكافئك
واكافئ نفسي علي اختياري ليكي كعاشيقة تعوضني حرماني من مراتي الحبيببة
قبل أن تصرخ كاثرين طالبه النجدة لعدم قدرتها علي التخلص منه، أطبق علي شفتاها يلتهمهم بقبله جائعة عميقه هدأت حدتها مع تجاوبه معه حتي صارت تبادله فتحولت القبلة بينهم الي رومانسية
حالمة لم تنقطع الا بانقطاع أنفاسهم
تركها فريد فجاة واخذ نفس عميق ثم قال بهدوء:
ثواني هخلص التقرير واجي اوصلك، بفكر اعزمك علي الغدا ياريت مترفضيش، اعتبريه اعتذار مني لجراتي معاكي كاثي
ابتلعت ريقها بصعوبة ورمقته بنظرات حادة وقالت:
اوك ده واجب عليك تدفع حق وقاحتك معايا مش تجراءك بس، قبلت دعوتك واشكر الرب اني مش هبلغ عن تطاولك عليا
ضحك فريد وداعب أنفها بأصابعه قائلًا بغرور:
لا اظن انك كنت هتبلغي عني، يمكن لو فضلتي علي مقاومتك ليا كنت قلت انك فعلا نافره مني
لكن تجاوبك بياكد ان في قبول غير ضمني، ودي كانت مجرد البداية فقط كاثي
غمغمت بضيق من ثقته الزائدة بنفسه وقالت بتكلف:
اوك مسنر فريد هنشوف، يلا لو ناوي تعزمني علي الغدا انا بانتظارك سبر
لملم فريد أوراقه واعاد اليها الملفات الا ملف الفتاة الصغيرة التي سيقوم بدراسته والتطبيق عليه وقال:
الملف ده محتاج دراسة اكبر علي الحالة وتاريخها المرضي ليها ولوالديها، اظن ممكن تمديني بالمعلومـ.ـا.ت كلها قبل ما اطلب الفحص الشامل عليها
تناولت منه كاثرين الملف ونظرت الي بياناتها وقالت:
بس الحالة دي من سنتين، اظن حالتها اتحسنت كتير عن الاول ومش هتستفاد منها، بس اوك معنديش مشاكل تاريخها المرضي مسجل بالسجلات بسهولها اقدر اطلعلك نسخه منه،
ها خلصت ولا لسه في حاجه تاني انا مرهقه جدا ومحتاجه اروح، ايه رايك ناجل العزومه ليوم تاني
اخرج فريد مفاتيح سيارته من جيبها وضمها من خصرها اليه وقال بتملك:
لاء انت ضيفتي النهاردة ولازم اعوضك ده قرار نهائي
يلا بينا يا قمر مدينة الضباب
ضحكت كاثرين بفتور ورافقته الي سيارته، فتح لها فريد الباب واخذ بيدها وساعدها علي الجلوس في المقعد المحاور له بعدما استقرت اغلق الباب واستدار حول السيارة واستقلها من الباب الاخر
جلس بجوارها وتلمس فخداها العاريين برغبه وقال:
نفسي اريح راسي عليهم، ممكن انال معاكي بعض الخصوصية واوعدك بدون تطاول
دفعت يده عن فخذاها وقالت بغضب:
نو مستر فريد انت استغلالي، عرفت تلعب علي افتقادي للصديق واحتياجي للاحتواء،
لكن اسفه مش هسمح ان العلاقة بينا تتخطي حدود الصداقه، والانتقال بيهم الي العلاقة والجيرل فريند،
الواضح انك انتهازي وهتستغلني لتلبية رغباتك
لم يرد علي هجومها الضاري عليه،جذبها من خصرها مقربا اياها منه وهتف في أذنها بحرارة:
والله كان طلبي برئ، لكن كلامك اثبت انك خايفه من الانغماس معايا في علاقة حميمية تتوقين اليها، و حكمتي عليها بالفشل قبل ما تبدأ
لكن احب اطمنك كاثي انا انسان صبور جدا وعملي، لو تحبي نتفق بان نخلي العلاقه بينا تتدرج وكل مرحله تاخد وقتها وحقها قبل الانتقال للمرحله التالية انا موافق، بس عايز وعد منك انك لو وصلتي لمرحلة الامان توهبيني نفسك بكامل إرادتك ها اتفقنا،
ضحكت بسخرية واضحه وقالت:
لا برافو عليك بتعرف تغوي كويس، بس ايه المقابل مستر فريد، انت نو التزام عايز جسد تستمتع بيه، انا هكسب ايه غير المال اللي أكدت ليك أنه مش غرضي
لم يرد عليها وانطلق بسيارته الي ان وقف أمام اشهر واكبر محلات الاطعمة الإنجليزية ذات الذوق الراقي والجودة المتميزة(Café Cecilia)
نزل من سيارته وفتح لها الباب وقال:
اتفضلي نتكلم براحتنا واحنا بنتغدا آنستي العزيزة
أعطته يدها التي أخذها ولفها علي ذراعه ودلف سويا الي المطعم، استقبله احد العاملين بترحاب:
مستر فريد اهلا بيك شرفتنا، طاولتك المعتادة سير،
أوما له فريد بالموافقة، تاكدت كاثرين ان معتاد علي مرافقة اصدقاء من النساء الي هنا، فابتسمت بضيق:
الواضح انك ضيف دائما هنا مع عاسقاتك، ياتري انا رقم كام في قائمة نساءك مستر فريد
غامت عيناه بشر ولاحت ابتسامه ساخرة علي طرف ثغره وقال وهو يجذب له مقعدها طالبا منها الجلوس:
متعديش كاثي،القائمة كبيرة جدا، لكن مفيش حد جه معايا هنا مرتين اتمني تكوني انت المميزه اللي فيهم
واكتفي بيكي ضيفتي الوحيدة
script>
جلست متصنعه الهدوء برسم ابتسامه فاترة علي ثغرها لكن بداخلها كانت تتدفق حمم من البراكين تنذر بشر قادم لا محاله، ردت عليه بتهكم:
وان يكن، ايه المقابل لحد دلوقتي معرفتنيش هكسب ايه من صداقتي ليك، انا هعوضك فراق زوجتك بعلاقة مفتوحه ودون التزام
انت بقي هتقدر تعوضني احتياجي للامان والهدوء،
ولا عندك شئ تاني اهم تعوضني بيه مستر فريد،
قبض فريد فجاة علي يدها بقوة وامسك اصبعها البنصر والبسها خاتم من الالماس وقال:
اقبلية مني عربون صداقه، أما المقابل هيكون حسب رغبتك واحتياجك، بس وعد لو كملتي معايا مش هتنـ.ـد.مي، بصراحه كاثي فيكي حاجه بتجذبني ليكي
رمشت بعينها عدت مرات فابتسم فريد وقبل يدها التي البسه به الخاتم فسألته :
جميل الخاتم وتصميمه شرقي، ياتري ليه معزه عندك ولا صدفه أنه معاك وقلت تهديني بيه يمكن اقبل مساومتك باستغلالي وإقامة علاقه حره معاك
اعتدل في جلسته وارجع ظهره الي الخلف وقال:
بصراحه ليه معزه كبيرة عندى، كان هدية زواجي لزوجتي لكنها غـ.ـبـ.ـيه رفضته وفضلت خاتم من الذهب عليه، بس انا واثق انك ذكية وهتقبليه
قلبت يدها بالخاتم الذي برق بلمعه ولاحظت حرفيته العالية ورونقه المتميز ، فابتسمت قائلة بغموض:
ما كان لك لم يكن ليخطئك، اوك مستر فريد قدرت تفرض اسلوبك عليا إثارة حماسي لشكل علاقتي بيك
انا موافقه علي بدأ صداقتنا في إطار محدود، دون تطاول أو وقاحه اوك
غمز لها بشقاوة وقال بسعادة لانتصاره في اول جولة:
وهو كذلك موافق، Done كاثي الجميلة،
تناول سويا وجبة الغداء وتخللها بعض الحديث عن رسالته وعلمه وعن بعض اهتمامـ.ـا.تها
بعد ذلك اصر علي إيصالها الي بيتها بما أنه صديقها
وصل الي باب شقتها فتحت الباب وقبل أن تدخل شكرته علي الغداء والخاتم عربون صداقتهم
لكن هذا لم يرضي فريد الذي رفض المغادرة دون أن يودعها بطريقته الخاصه ،فجاة دفعها داخل الشقة واغلق الباب ثم دفعها نحو الحائط وحبسها بين جسده والحائط واخذ وجهه بين كفاه
وظلت عيناه تجري علي صفحة وجهه باشتهاء غريب
وانحني علي شفتاها يقبلها برقه،
ويده تجري علي جسدها تتدفعها بقوة الي الاستجابة
له، لم يدوم رفضها طويلا، فقط حاوطة يدها رقبته
فزاد فريد من حدة قبلته وتعمقها، ولازالت يده تعبث بجسدها الذي استسلم اليه ليفعل به ما يريد
تركها فجأة وعدل هندامه ونظر إليها والي ثيابها التي أظهرت همجيته علي جسدها وقال بغرور:
احنا أنجزنا في اول يوم وثبتنا قواعد صداقتنا، سلام ايتها المثيرة والي لقاء ساخن قريبًا
غادر الشقة واغلق الباب خلفه فتهالك جسدها علي اقرب مقعد فقد تركها تلملم شتات نفسها المبعثرة
علي يد رجل خبير بإثارة النساء
************
عاد فريد الي شقته واتصل علي والدته التي تلقت اتصاله بفرحه وقالت:
فريد انت فين اتصلت بيك كذه مره مش بترد طمني عليك عملت ايه ووصلت لفين في بحثك
تنهد فريد بثقل جاثم علي صدره:
معلش يا ماما بس حمايا كان تعبان وروحت زورته
وفصلت التليفون وقت الزيارة
المهم طمنيني الولد أخبـ.ـاره ايه، لسه رافض الرضاعه
انا كلمت سوسن وطمنيتني عليه
تنهدت امتثال بقلق وقالت:
يا فريد انا مش مرتاحه، وخايفه علي الولد ثقتك في سوسن مش في محلها صدقني يا ابني
رد عليها بضيق:
يا ماما ارجوكي كفاية، انا فيا اللي مكفيني، طلعي سوسن من دماغك انا مش هتنازل عنها اوك
زفرة والدته بحدة وردت عليه بنزق:
ماشي يا فريد براحتك هو انت كنت سمعت كلامي سابق لما تسمعه دلوقتي
يلا علشان حمـ.ـا.تك بتخبط علي الباب اروح اشوفها عايزه ايه وياريت تحاول تنزل قريب وحـ.ـشـ.ـتني
ابتسم فريد ورد عليها بهدوء:
من عيني يا ماما قريب اووي هنزل مصر، بس ياريت تتعاملي مع حمـ.ـا.تي كويس، وبلاش عصبيتك دي
اوعي تنسي دي مهما كان جدتك حفيدتك الغالي وام حبيبة قلبي وروحي اللي وحـ.ـشـ.ـتني بجنون
ضحكت امتثال وردت عليه:
والله يا فريد مش انت اللي هتوصيني عليها، لو مش علشان خاطرها يبقي علشان بنتها حبيبة قلب ابني وحبيبتي رغم زعلي منها
يلا سلام اقوم اشوف عايزه ايه وهبقي اتصل بيك تاني اطمن عليك واطمنك
اغلق فريد معها الاتصال وفتح موبيله ونظر الي صورة زوجته التي تحتل صورتها خلفية موبيله
فضم الموبيل الي صدره وقال:
اه لو اتلميت عليكي مش هرحمك يا ملاكي من كثر شوقي ليكي، حشـ.ـتـ.ـيني و اووي يا سونسن
اغلق عيناه علي رؤياها ونام يمني نفسه أن يحلم بها فجأة لاحت امامه عيون كاثرين الشقية، فابتسم:
مثيرة ولذيذة اوي وعد كاثي. قبل الشهر ما يمر هصحي علي عيونك الجميلة بعد ليلة عشق طويلة ومرهقة لكلينا وده وعد القيمه لنفسي
ضحك بقوة واغمض عيناه وغف أخيرًا سعيد بقسمه
************
منذ ذلك اليوم لم يحاول فريد التقرب من كاثرين واقتصر علاقته بها علي العمل فقط
احتارت كاثرين في أمره بسبب عزوفه عنها بعدما كان يتشوق الي امتلاكها ويتفنن في تقبليها عنوه
بعد مرور أكثر من اسبوعان، كانت تشير إليه في بعض نقاط يشملها تقريره لاحد الحالات
وهي تشير إليه زادت من دلعها وجلست علي ساقه
وقربت انفاسها من انفاسه ابتسم فريد بمكر وقال:
مش عايز اخسرك كاثي بعلاقه عابرة، اول يوم ليا معاكي كنت جامح علشان ااوضحلك لو عايز علاقة بيكي اقدر انالها بسهولة، لكن زي ما وعدتك علاقتنا هتمشي واحدة واحدة بسهوله ويسر لحد ما انت
توصلي للامان اللي بتدوري عليه معايا
ارتجفت بخجل من نظراته الرغبة اليه بعد تجراءها هي عليه، فنهضت وقالت هاربه من استمالته:
اسفه مقصدتش، اني يوصل ليك باني بستعجلك،
عمتنا خلينا في الشغل انا جهزت البنت للفحص واخذت موافقة أهلها تحب تبدأ امتي
جذبها فريد واجلسها علي ساقه بتملك وقال:
كل اللي نفسك فيه اعمليه، عايزك متحرره ومرتاحه معايا زي ما انا مرتاح معاكي
انتفضت من نظراته الرغبة اليه، وشعرت أنه لن يرحمها وسيذيقها سيل من قبلاته النهمه ويستبيح جسدها بلمسانه ان لم تنقذ نفسه من بين يداه وتهرب منه قبل أن تسيطر عليه رغبته فيها،
نهضت مسرعا عن ساقه قالت بتردد:
لا طبعا لسه كتير اوي علي ما اوصل الاحساس ده معاك، ها قولي اجهز البت امتي ليك
ابتسم بخبث ولم يحاول فرض نفسه عليها تانيا مما جعلها تستغرب تصرفاته،
فجأة رفع راسه عن الملفوقالةبمهنيه:
بـ.ـاريت بكرة يا كاثي، محتاج ادون نقاط الرسالة مع فحص الحالة، مبقاش في وقت واتاخرت جدا،
اؤمـ.ـا.ت له وخرجت مسرعا فقد تبدل كليا وأصبح عازف عنها، كانه نالها واشبع رغباته منها،
دلفت الي احد الغرفة الفارغه وأجرت اتصال سريع وانتظرت الرد الذي أتاها بصوت باسم:
حبيبتي طمنيني عملت ايه مع فريد ووصلت لفين معاها، عايزه اعرف هتسميه امتي ونخلص منه....؟!
↚
دلفت كاثرين الي احد الغرف الخالية وأجرت اتصال وانتظرت الرد الذي أتاها بسؤال مباغت:
ها وصلت مع فريد لحد فين وامتي هتسميه ونخلص منه، كاثي اوعي تنسي نفسك معاه زي ما عملتي سابق مع ابو بنتك، وقتها فريد مش هيسمي عليكي
وهينتقم مني فيكي لاني حرمته من ابنه
تنهدت كاثرين وارتجفت أوصالها خوفًا من رد فعل جاكلين وقالت:
جاكي مش هقدر اني اسم فريد، بس اوعدك انسيه وجودك ووجود ابنك، لكن غـ.ـصـ.ـب عني مش هقدر اقـ.ـتـ.ـل روح زي هو ما قـ.ـتـ.ـل فرحه، لكني اوعدك اقـ.ـتـ.ـل رجولته وحلمه وعلمه اللي بيضحي بالغالي علشانهم
ردت عليها جاكلين بنزق وضيق:
مفيش فايدة هتفضلي طول عمرك ضعيفه، اتخيلت بعد اللي شوفته بحياتك تتغيري،
اوك كاثي بس بحذرك جو لو وصل خبر عنه لفريد انا هنسي علاقتي بيكي، وهختفي من حياتك للابد
انا معنديش استعداد اتخلي عن ابني فاهمه ،،،،،
تنهدت كاثرين بعدm راحه شاعرة بالخوف من اختها ومن تهديدها لها وقالت:
وعد جاكي فريد مش هيعرف عن جوزيف حاجه،
الخوف كله من اليو يعرف عن سامنتا، وقتها هحتاج فريد يكون داعم ليا فهمتي جاكلين
لم تقتنع جاكلين بحجج كاثرين الواهية، وايقنت ان قربها من فريد وخوفها عليه انجذاب تنكره،
فردت عليها بتحذير اخر مع تهديد أشـ.ـد:
اوك كاثى، مش همنعك تكسبي دعم فريد لكن بحذرك
فريد ملهوش اولاد من فرحه فاهمه،
ردت عليها بطاعه:
اوك جاكلين، فرحه مـ.ـا.تت من غير ما يكون ليها بيبي
مـ.ـا.تت يوم خيانته ليها وخلصت حكايتها
اظن كده تمام جاكي، ولعلمك فريد مش اتكلم عنها خالص، ولا بيشك اصلا اني اعرف عنها حاجه
هو متدرب زي اي متدرب لكن منفتح ووقح بعض الشئ لكنه جاد جدًا في دراسته وعلمه اللي بيعشقها وبيتقن عمله بإخلاص متناهي
علشان كده بقولك نقطة ضعف فريد علمه وعمله،
وهو ده رهاني عليه بأني اخسره حلمه في انه يكمل رسالته وينال الدكتوراة، وده عنده اقوى من الموت
سمعت تصفيق قوى علي الطرف الآخر وردت اختها عليها يتهكم:
بس حاسبي وانت بتوقعيه تقعي انت في هواه، فريد انسان مشاعره جياشة ومتطلب وعلاقته بيكي لو خدت الشكل ده مش هتقدري تهربي منه
ضغطت كاثرين علي شفتاها بغيظ من نفسها، فهي تعلم جيد.اذا ما تم بينهم لقاء حميمي ستكون اسيرته للابد، وسترضخ الي رغباته باستسلام اخذت نفس عميق وردت علي اختها بتحدى:
حتي لو حصل هخليه ينـ.ـد.م عمره كله، جاكي سلام دلوقتي، اتاخرت علي شغلي
***************
أغلقت معها الاتصال وعدلت من هندامها واستعادت رباطة جاشها ، وخرجت من الغرفة بخطوات واثقه الي مكتبها الذي احتله فريد،
دلفت فراته مازال عاكفًا علي البحث الذي أمامه، رفع نظره عن أوراقه حين تشمم عطرها الانثوى المثير، وقال بشقاوة:
حضورك مثير بيشـ.ـد الانتباه، بقولك ايه رايك تتعشي سوا النهاردة، وبعدها تجي تقضي الليلة معايا، ونخرج بكره نقضي ألويك اند مع بعض بره المدينه
ارتسمت ابتسامه ساخرة علي وجهه وردت عليه:
اقضي الليلة معاك الا هو ازاي لا طبعا،اظن احنا لسه في مرحلة تعارف يا فريد وكمان مش هينفع انا هسافر النهاردة علشان الحق اقضي اليوم مع بنتي
القي فريد ما بيده علي سطح المكتب ونهض من علي مقعده وعانق خصرها وجذابه عليه:
يبقي تمام نتعشي سوا وتسافر مع بعض، نفسي اتعرف علي بنتك، ياتري شبهك ولا شبه والدها،
جفلت من تودده اليها وابعدت يده عن خصرها والتفت اليها وقالت بحدة:
هو انت سحبت كلامك مش قولت هنعطي فرصنا أنفسنا نعرف بعض الاول قبل ما تتطاول عليها وتتخطي حدودك معايا، ولا انت مش عند كلمتك
ضحك فريد بسخرية وجذبها اليه ونظر الي شفتاها بتمعن وجالت عيناه بشمولية علي صفحة وجهه ناصعة البياض الناعمه كنعومة كبشرة الاطفال،ثم نزل بعينها علي فمها اللوزى وشفتاها الخمرواتان، وعيناها الزرقاء كزرقة صفاء البحر،
ظل يتأملها فترة وباحد.اصابعه ملس علي شفتاها فجأة اعتصرهم بين أصابعه وقال بغيظ:
طيب اعمل ايه كل حاجه فيكي بتشـ.ـدني ليكي وباني لتذوق رحيق شفتاكي وإتملك جسدك المثير
ابتعد عنها وعدل من هندامه واغلق البحث الذي كان يشتغل عليها وقال بهدوء مربك:
اوعدك اصبر لحد ما نتخطي كل مرحلة زي ما انت عايزة، لحد ما تثقي فيا وتشعري في علاقتي بيكي بالراحه التامه اللي بعدها هتكوني ملكي برضاكي، اتفقنا يا بنت مدينة الضباب
ابتسمت بحيرة من قدرته علي كبح جماح مشاعره نحوه، التي شعرته بها من تلامس أصابعها لشفتاها برغبة حتي انه اعتصرهم كانه يقبلها بشغف واشتهاء،
اخذت نفس عميق ومنحته ابتسامتها رقيقه، لكنها جفلت حين رأت نظراته الغامضه اليه وشروده بعدها،
ارتبكت وسألته بحيرة:
مالك فريد في حاجه مضايقاك, حساك مش معايا
لاحت شبه ابتسامه حزينه علي طرف ثغره وقال:
مفيش بس افتكرت مراتي اللي بعيد عنها من فترة
ابتلعت ريقها بصعوبة وسألته بقلق من أن يكون يقصد فرحه فسألته:
ولما هي وحشتك اووي كده ليه مجبتهاش معاك هنا،
او نزلت زورتها، ثم ايه فكرك بيها
معقول احساسك بالذنب لانك خنتها برغبتك فيا
غامت عيناها بشر وجذبها فجأة اليه وهمس:
اناعمري ما كنت خـ.ـا.ين يمكن خذلتها مع من كانت زوجتي الاولي لاني مقدرتش احبها واكون ليها الزوج رغم وعدى ليها باني هحميها واعوضها تخليها عن أهلها علشاني، وبقيت انا كل دنيتها، للاسف بعد كل ده اتخليت عنها وقت مرضها علشان زوجتي الثانية
حبي الحقيقي، حتي لما مـ.ـا.تت مكنتش جنبها
فجأة دفن راسه في جيدها يتشمم عطرها:
ده اللي عايزك تفهميه كويس يا كاثى، ولعلمك انت ليكي منها شبه كبير من زوجتي الثانية بس عمرك ما هتكوني هي، لانك مختلفه عنها كليا،
لون عينك وبيضاء بشرتك وجـ.ـسمك النحيف، لكن فيكي كتير من روحها اللي خلتني عشقتها ومشتاق ليها اضمها واعيش في جنتها نعيم الحياة،
رفع راسه عن كتفها وقال بتملك:
كاني ممكن تسمحيلي اضمك لصدري يمكن احس روحها فيكي، انا مشتاق ليها ولعشقها بجد
اارتجفت كاثي باشمىزاز من رغبه بأخذها بديل لزوجتها المشتاق اليه، دفعته بقوة وصاحت فيها:
انت انسان مقرف، يعني ظلمت زوجتك الاولي علشان زوجتك الثانية حبيبة الروح وحبك الحقيقي زي ما بتقول، ودلوقتي عايز مني اعوضك عنها
انت ايه واحد شهواني ولا جنس ملتك ايه بالظبط
شـ.ـدها اليه بقوة كانها سيعاقبها ودفن راسه في جيدها ولثمه برقه وقال:
انا عاشق وبجنون، مش ذنبي ان الظروف فرضت عليا زواجي الاول، لكن اختياري كان زوجتي الثانية
صدقيني كاثرين، عشقي ليها جنون بموت الف مره في بعدي عنها لكني صابر علشان اعوضها عن غلطتي في حقها بزواجي قبلها
وبالذات انها كانت موجودة في حياتي، وقريب مني لكني غـ.ـبـ.ـي غـ.ـبـ.ـي، وجوازي الاول كان اكبر غلطه
لكن انت البلسم اللي هيدويني من شوقي ليها، كاثي
كل اللي طالبة منك ليلة وصدقيني بعدها اوعدك انك انت اللي هتطلبي تكملي حياتك معايا
ولو محصلش وحسيتي بنفورك مني هبعد عنك بعد ما اعوضك بكل اللي تحتاجيه لحياتك من بعدي
هزت راسها برفض غاضب بعدm تصديق:
انت ازاي كده بتقول بتحبها كل همك تعوضها وفي نفس الوقت عايزني وعندك استعداد.تنجوز عليها
انت مصدق نفسك ولا بتغالط روحك فوق يا فريد
انا مش سوسن ولا عمري هعوضك مكانها
فجأة امسك ذراعها بعنف وقال بغضب:
عرفتي منين أن اسم مراتي سوسن انطقي،
جذبت يدها منه وقالت بثقه وهدوء وبلا تردد:
انت ازي تتعامل معايا بالعنف ده، ممكن كنت تسأل بهدوء، عرفت حكايتك من سام مش مصدقني تقدر تسأله وحذرني منك وقالي انك بتعشقها وعندك منها طفل بتحبه جدا،
لانت ملامحه وقال بهدوء حذر:
انا فعلا حكيت ليه حكايتي، بس مش فاكر اني ذكرت اسم زوجتي الاول أو الثانية
بس يمكن لانه كان عارف بأن سوسن بنت عمي،
وهتجوزها، يمكن ده سبب انه قالك اسمها،
تركته وجلست خلف مكتبها وقالت بضيق:
يمكن عرف انك اتجوزتها، المهم سوسن مراتك حبك الحقيقي وحبيبة قلبك تشبهني في ايه
جلس امامها وقال:
اظن انا مقولتش انها تشبهيها لان مفيش حد يشبهك يا قمر ، انا اتكلمت علي روحك مش شكلك
لكن بعد ما عرفتك اتاكدت أن مفيش لروحك مثيل،
المهم هتتعشي معايا ونقضي اليوم بكرة مع بعض بعد ما نزور بنتك، ولا هترفضي
مع أن شايفه فرصه نتواصل فيها وتقرب من بعض
تنهدت كاثرين بقوة وقالت :
اوك موافقة فريد، بس علشان عايزه افهم ازاي بتحب زوجتك وبنفس الوقت عايز تكمل معايا حتي لو وصلت لارتباط وزواج
نهض فريد.من مقعده ووقف بجوار مقعدها، وجذبها منه أوقفها امامه وقال وهو ينظر إليها بتحدى:
هيحصل يا كاثرين، وده ميمنعش عشقي لمرأتي وام ابني، لان انا راجـ.ـل والشرع حلل اربعه، وبصراحه قلبي اختارك ومش هيتنازل عنك
علشان كده هصبر عليكي، بس اوعدك أن في الاخر حـ.ـضـ.ـني هيكون سكنك و ملجاك الوحيد
تركها وارتدي نظارته واكمل بحماس:
انا خارج دلوقتي عندى جلسه مع البنت اللي عرضتي علي ملفها ، أهلها وافقوا علي متابعة حالتها
نخلص معاها الجلسه، وعدى عليكي اخدك نتعشي، وبعدها نسافر اتفقنا
وافقت كاثرين علي مرافقت فريد علي العشاء والي زيارة طفلتها، لكي تعرف سر علاقته بزوجته الراحلة والآخرة التي مازالت علي قيد الحياة
***************
في المساء
طرق فريد شقة كاثرين وانتظر قائلًا قبل أن تفتح له قراها في ثوب اسود جميل يعكس جمالها
اخذ يدها وقبلها باحترام وسعادة بعدmا رأي في أحد أصابعها خاتم الماس الذي أهداها إياه
اخذ بيدها وإدارها فأصبح ظهرها له وقال:
غمضي عينك واوعي تفتحي قبل ما اقولك
اؤمـ.ـا.ت برأسها فأخرج من علبة مخملية عقد من اللؤلؤ الابيض زين به جسدها وطبع قبلة عليه وقال:
ده هدية بسيطة لانك منحتي أمسيتي جمال بحضورك
فتحت كاثرين عيناها وانبهرت بجمال العقد وقالت:
وبعدين معاك انا قولتلك المال مش بيغريني، لكن انت قاصد تبهرني وتخليني احب نفس باللمسات الجمال اللي بتضيفها لحياتها بهداياك
ضحك فريد واخذ بيدها وأشار الي الخارج بأدب جم واخلاقيات الجنتلمان وقال:
لو ده السبيل لقلبك أنا عندى استعداد اهديكي كل يوم هدية تبهرك وتضيف لحياتك الجمال والبهجه
أشارت بأحد أصابعه رافضه أن يكون هذا طريقته معها، وقالت بعدmا استقلت المصعد:
لاء انت ملكش حل، ومصر تنتصر علي اردتي لكني بحذرك ممكن تفكر انك انتصرت عليا بهداياك لكني هتتصدmك بعدها بانتصاري عليك،
خرجت من المصعد وقام فريد بفتح باب السيارة لها فجلست بالمقعد المجاور له وقالت بجدية:
اظن كفاية جدال يلا بينا نروح نتعشي ،احنا لسه عندنا سفر طويل، ولا هتكتفي بالعشا بس
تلقي فريد يدها وضمها الي صدره بعدmا استقل سيارته وأكد باستمـ.ـا.ته وحماس:
لا طبعا رجلي علي رجلك انا معاكي مكان مـ.ـا.تروحي حتي لو حصلت اسوق طول الليل
انطلقت السيارة ودخل أحد افخم المطاعم، وبعد وجبت العشاء طلب مراقصتها
وافقت كاثرين مرغمه بعد اصراره، علي ذلك
أخذها علي البست وضمها من خصرها اليه وظل يراقصها وهو شارد، الي ان انتهت الموسيقي،
استغربت كاثرين صمته الطويل فسألته بحيرة:
مالك فريد ساكت وفكرك شارد من ساعة ما رقصنا، في حاجه حصلت، غيرت مودك
ابتسم ابتسامه خفيفه اختزل فيها التعبير عن كل مشاعره السلبية التي لم يفصح عنها وقال:
بفكر نبدا السفر من دلوقتي ونزل في اوتيل للصبح، ايه رايك. ها مقولتليش صح هنروح فين
تناولت اشياءها من علي الطاولة وقالت:
مدام مصر نسافر دلوقتي يبقي توصلني الاول اغير الفستان واخد معايا الهدايا بتاعتها، وبعدها نتحرك
وافق فريد علي هذا الترتيب اوصلها الي منزلها ورفضت أن يصعد معها، لانها لن أطيل المكوث،
ظل منتظر قرابة النصف ساعه، الي ان نزلت وهي ترتدي بنطال اسود وبلوزه من الحرير الابيض وعليهم جاكتب كارو خفيف
وضعت الهدايا في الخلف وجلست بجواره وقالت:
script>
اتفضل انا حاليا جاهزه للسفر، الي مقاطعة يوركشير
لم يبدى فريد اي اعتراض أو تعقيب وانطلق الي ان وصل للطريق الرئيسي وقال لها:
تقدري ترتاحي لسه قدmنا أكثر من ثلاث ساعات سفر
تقلبت بتمثيل ومالت علي كتفه وردت بامتنان:
فعلا انا طول اليوم مرهقه هربح ساعه ولو تعبت من السواقه صحيني اكمل مكانك
ابتسم فريد بسخرية وقال:
متقلقيش عليا انا متعود علي السواقه لمسافات طويلة نامي انت واول ما نوصل هصحيكي
لم ترد واغمضت عيناها تريد أن تغفو لو قليلًا لكن من اين ياتي النوم والفكر مشغول بتصرفات فريد الودودة معها، من احترامه الجام لها
وعدm محاولته تخطي الحدود معها كم حدث بينهم في اول لقاء، مع ثقته في انها ستكون له في نهاية المطاف، وحدثت نفسها:
ياتري ثقتك في انك هتكسب قلبي مصدرها ايه، سام حذرني منك وقالي علي رهانك معاه عليا
معقول خفت تخسرني بفرض نفسك عليا، علشان كده بتحاول تكسبني باللطف واللين
قطع حديث نفسها نداء فريد عليها باللحاح:
كاثي كاثرين، مدام مش قادرة تنامي ياريت تكلمني شويا عن نفسك، اظن انت عرفتي عني كتير
استسلمت الي رغبته في الحوار معها رفعت راسها عن كتفه ونظرت الي الطريق المظلم بذعر، تنفست بقوة، ثم بدات الحديث حتي تلهي نفسها بدل من التركيز علي الطريق حتي لا تشعر بالخوف وقالت:
تحب تعرف عني ايه، وانا هقولك اللي يهمك فقط
نظر اليه ثم الي عيناها التي انعكس ضياء القمر فيهم فجعلتها تبرق كالقطط فقال:
كل حاجه مين ابو بنتك وليه اتخلي عنها وعنك، وانت ليه اتخليتي عنها التبني
وياتري ليكي أهل واخوات ولا وحيدة زي،
اعتدلت في جلستها وابتلعت ريقها وقالت بحذر:
والدتي مـ.ـا.تت من سنتين تقريبا، كانت مهاجرة لبنانية وعاشت هنا من سن ١٨ سنه لحد ما قابلت بابا أثناء دراستها، واتجوزو بعد حملها فيا بكام شهر،
لكن بعد ولادتي حصلت بينهم مشاكل كتير وانفصلو بعد سنتين، رجع بابا للنمسا واتجوز صديقتها اللي كان وعدها بالجواز قبل ماما، لكن ظهور ماما في حياته وقت دراستهم خليته ينساها وينسى وعده
اخذت بعض ارياقها واكملت حديثها:
وبعد.طـ.ـلا.قها لماما انقطعت عنا أخبـ.ـاره لحد من ثلاث سنين بعد وفاة زوجته النمساوية رجع لانجلتر مع اختي الكبيرة ايوه مستغربش طلعت اختي الكبيرة،
دي اللي اكتشفته بعد ما رجع لحياتي، أن علاقته مع صديقته في النمسا كان نتيجتها طفله
وسبب رجوعه لانجلترا هو أنه يجمعنا سوا، وفعلًا اصبح في ود بينا كبير وبالذات اني ساعدتها تتعلم اللغه لكنها أصرت تجيدها زيا وانضمت لمركز تعليم اللغه من سنتين تقريبا، هي دي حكايتي
رفض فريد الاكتفاءبذلك من معرفة حكايتها وسألها:
لسه مقولتليش عن أهم جزء مين ابو بنتك وليه اتخليتي عنها ولما انت عندك اخت ليه مخلتهاش هي تهتم ببنتك بدل عرضها للتبني وحرمان نفسك منها
تسارعت انفاسها فجأة ونكست راسها ارضا:
للاسف ده اسوء جزء في حياتي، اليو كان شخص لطيف اعترفت عليها أثناء تدريبي في بالمستشفي،
وبدأت علاقتنا تتطور بسرعه،
ماما رفضت العلاقه وأصرت ابعد عنه، لكني عنادت معها وتركت شقتها وعشت معاه
كان رومانسي وحساس لحد ما ظهر بابا واختي
وبدأوا يبعدوني عنه وساندو ماما بعد ما عرفو أنه سكير ومدmن وبيلعب قمار
لكني رفضت وباصرار غريب لحد ما ماما مـ.ـا.تت وسئبت الشقة ورجعت شقة ماما أدفن حـ.ـز.ني عليها
فيها، وقتها ظهر اليو علي حقيقته وبالذات بعد ما عرف بحملي بدأ يبتزني ويساومني علي الجواز
لحد ما جردني من كل ميراثي من ماما وخد مجوهراتي ومدخراتي،وبردك رفض يتجوزني،
بابا حاول كتير يتصدي ليه، وكان الحل في اني ابلغ عنه وفعلا اتقبض عليه، واتسجن سنه، وقتها بعت ليا وطلب اساعده مكنش يعرف اني انا اللي بلغت عنه وقالي لو ساعدته يخرج هبنجوزني
فقلت ليه اني سقطت البيبي ، وكل اللي بينا انتهي،
بعدها تعبت جدا لاني حاولت انزل الجنين ، لكن مقدرتش وفضلت فترة تحت الملاحظه والمستشفي هنا حرصت علي راحتي ومساعدته باخفاء كل شئ عني الحمل ،
لانه بعد ما خرج بقي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن بيدور عليا، علشان كده عرضت بنتي لتبني لانه لو عرف بيها هياخدها مني وبيتزني بيها ،وبدل ما يزورها كل فترة هترحم منها للابد، ده مجرم وحقير،
فهمت ليه عرضتها لتبني، وأما اختي بعد عصياني لبابا والمشاكل اللي سببها ليهم اليو علشان يوصلي
بعدو عني وحاليا عايشه لوحدى في شقة ماما واختي عايشه مع بابا في الريف الانجليزى
نظر إليه فريد بحيرة وسالها بريبة وشك:
غريبة اختك عايشه في الريف الانجليزي ليه ده افضل مكان لتربية الاطفال بعيد عن زحام المدينه
هي اختك غلطت غلطتك وعندها طفل بتربية ، علشان كده رفضت بنتك
ارتبكت كاثرين واشاحت بنظرها بعيد عنه وقالت:
لا طبعا بس اختي اتعرضت لازمه نفسها بعد موت صديقه ليها، والدكاترة نصحونا تبعدها عن جو المدينة، فكان صعب مع حالتها النفسية اديها بنتي، ده غير الخوف من أن اليو يوصل ليها ويعرف انها بتربي بنت وقتها هيشك و سهل يثبت أنها بنته
غمغم فريد بتعجب وتفهم موقفها لكنها عاد وسألها:
كده فهمت، طيب انت مطمنه للناس اللي معاهم بنتك وياتري هتقدري تسترديها ولا هما هيتكفلو بيها وتكون مسؤوليتهم لحد ما تكبر
ردت عليه كاثرين بثقه وراحه:
ايوه مطمنه ليهم جدا، لان الصدفه جمعتنا، بعد ما ولدت كنت محتارة اعمل ايه، وبالصدفه كان مستر ستيف ومدام جيسي كانو في المستشفي، علشان جلسات بنتهم لينا، وعرفت منهم أنها بتعاني من التوحد، والدكتور نصحهم تكون ليها اخت
الاب والام رفضو لان ليه ثلاث اخوه غيره لكنهم ذكور، والزوجه رفضه الحمل مرة آخره
فعرض عليهم تبني طفله تساعد في انخراط البنت مع اخواته، وقتها عرضت عليهم بنتي
والحمد لله بنتهم اتحسنت جدا مع وجود سامنتا، وهما متمسكين بيها واعتبروها بنتهم
الجميل أن مفيش اي اوراق قانونية بينا تمنعني من استعادة بنتي، لكن طبعا حاليا صعب بالذات ان اليو بيطاردني وعايز يبتزني باي طريقة
شعر فريد بمعاناتها وقدر تضحيتها بحرمان نفسها من ابنتها لإنقاذها من ابيها السيئ ، ربت علي كتفها بمحبه وقال لها:
كويس انك قدرتي تحميها، وان شاء الله هتستعديها
بعد ما تستقر أوضاعك، اكيد معايا
فجأة أوقف السيارة ونظر الي احد الاوتيلات وقال:
احنا تقريبا وصلنا، هنكمل ليلتنا هنا والصبح نروح لأسرة مستر ستيف نطمن علي بنتك
وافقت كاثرين علي هذا الترتيب وخافت أن يحجز لهم غرفه واحدة علي انها رفيقته لكنه كان جنتلمان وحجز غرفتان واعطاها مفتاحها وقال:
اظن عشرة ميعاد كويس، نفطر وبعدين نكمل طريقنا
تصبحي علي خير كاثرين
قبل راسها بتودد بعد أن اوصلها الي غرفتها واطمن عليها، ثم تركها وذهب الي غرفته
استغربت كاثرين التزامه معها، فتاكدت انها يريد أن يكسبها لكن هل يستطيع هذا ما ستجيب عنه الايام
****************
في صباح اليوم التالي استيقظ فريد مبكرًا وطرق باب غرفتها حتي تستيقظ لكي تتناول وجبة الإفطار معه،ردت عليها طالب منه أن يسبقها وستلحق به
ارتدي ثيابها وكانت ملابس محتشمه غير ثيابها في المستشفي كانها شخص آخر
طالعها فريد بريبة وتساؤول:
غريب امرك كاثرين اللي يشوفك كده يقول انك متدينه مع أن ثيابك في المستشفي، بتثير الرغبات
ضحكت بمرح وردت عليه مبررا:
غـ.ـصـ.ـب عني فريد ، انا فعلا متدينه بطبعي وبحب الثياب الملتزمه، لكن زي المستشفي الزامي للكل
اؤما لها بتفهم لاقتناعه بمبرراتها، نهض فجاة وقال:
خلصي فطارك علي ما ادفع الفاتورة وأسلم الغرف
I will pay the bill, in check out
وافقت كاثرين علي كرمه معهاوحرصه علي الا تشارك معه في دفع فاتورتها،
بعد ربع ساعه كانو في طريقة الي منزل أسرة ستيف
الذي استقبلتهم زوجته بحفاوة واحتضنت كاثرين بحب وموده وسألتها باستغراب:
انت بقيتي نحيفه جدا كده ليه، اوعي يكون قلق علي بنتك، اكيد انت واثقه انها في امان معانا
ضحكت كاثرين في وجهه البشوش وعانقتها:
لا طبعا بس يحافظ علي رشاقتي، المهم فين سامنتا
نادت جيسي علي أبناءه الذين حضروا للترحيب بها
ومعهم اتت طفله جميله شعرها كسواد الليل وعيناها بنية اللون ووجه ابيض مشراب بالحمرا، ومبسمها لوزي صغير بلون الكريز،
قبل ان تأخذها كاثرين بحـ.ـضـ.ـنها اختطفها فريد الي حـ.ـضـ.ـنه وضمها بقوة فمالت البنت علي كتفه وابتسمت له وهي تلمس شعيرات ذقنه التي بدأت في الظهور
لاحت نظرة غريبة في عين كاثرين واخذت البنت منه وسألته بتعجب:
انت كده هتخوف البنت علشان انت غريب عليها ممكن افهم ليه عملت كده
ملس فريد علي شعر الطفله وقال:
بنتك جميله كاثرين، ليكي حق تخافي عليها وتحميها من والدها، بس لعلمك البنت كانت مرتاحه معايا
وخير دليل انها بتميل عليا وعايزاني
وقرن حديثه بأن مد يده اليه فمالت عليه الطفله فحملها وجلس يداعبها
جذبت جيسي كاثرين الي المطبخ وهي تقول:
سيبي الاولاد مع صديقك وتعالي نجهز الغدا، ستيف علي وصول وكمان في موضوع مهم عايزك فيه
تنهدت كاثرين بعدm راحه وذهبت معها بعدmا استأذنت من فريد
انهمكت جيسي في تجهيز الغدا وسألتها:
مالك كاثرين فيكي حاجه مش مظبوطه،نحفتي كتير حتي مكياجك بقي اوفر اووي ومين ده اللي معاكي صديقك اوعي تقولي انك هترتبطي بيه وهتاخدى سامنتا تعيش معاكم
زفرت كاثرين بتردد، ثم ألقت نظرها الي الخارج ورأت فريد يداعب طفلتها بتودد وحنان غريب، وايقنت انه سيكون اب حنون كم هو عاشق ممتاز،
عادت بنظرها وردت علي جيسي قائلة:
متقلقيش جيسي ده مجرد صديق بطمن ليه، المهم طمنيني الكشف الدور لسامنتا كان كويسه
اؤمـ.ـا.ت برأسها بحـ.ـز.ن واخذت يدها واجلستها وجلست امامها وقالت بتـ.ـو.تر وتردد ملحوظ:
اطمني الكشف الدوري بتاعها ممتاز هي ولينا والحمد لله تقريبا مبقاش عندها مشاكل نهائي
بس انا وستيف كنا عايزنيك في موضوع مهم تاتي وارجوكي فكري فيها قبل ما تاخد قرارك
شعرت كاثرين بالسوء وتوجست خيفا من أن تطلب
منها اخذها لسامنتا مدام تحسنت حالة طفلتها
لكن كانت الصدmه فيما طلبته وباللحاح ،حين قالت:
كاثرين احنا عايزين نتبني سامتنا رسمي ونكون انا وستيف والديه القانونين، ارجوكي مترفضيش انا مقدرش اتخلي عنه، دي بقت في غلاوة لينا
لم تستوعب كاثرين طلب جيسي بالتخلي عن طفلتها، وقالت بلا تردد أو تفكير:
مستحيل مقدرش دي بنتي حته مني، مقدرش اتحرم منها اسفه جيسي مقدرش انت كده بترغميني أخدها معايا وانا حاليا مش مستعده ولا هقدر ارعاها
دmعت عيني جيسي وامسكت يدها برجاء وتوسل:
لا ارجوكي بلاش تاخديها خلاص، مش هتكلم في موضوع التبني تاني، بس ارجوكي متحرمناش منها
تنهدت كاثرين براحه وقالت:
شكرا جيسي وممتنا لرعايتك لبنتي، بس انا واثقه
أن هيجي يوم واخدها علشان اربيها بنفسي
فجأة سمعا صوت صاخب بالخارج فقالت لها بمرح:
شكل ستيف جه واتصاحب مع فريد، تعالي نشوفهم
خرجت الاثنين واستغربي حالة الود بين ستيف وفريد رغم لقاءهم اول مره
وما زاد من حيرتهم هما حملهم للاطفال علي ظهورها ودخول سباق من ألاسرع في أصالهم الي السفرة
لهذا طول جلستهم كانت تتسم بالود والمرح
وظلت سامنتا في حـ.ـضـ.ـن فريد لا تفارقه رغم لعب كاثرين معها لكنها كانت لا تريد الابتعاد عن فريد الي ان نامت وحملها وطلب منهم أن يدخل بها الي غرفتها دلف معه ستيف ودله علي فراشها
مددها فريد وظل بنظر إلي ملامحها البريئة وقال:
يا بختي بيكي ان شاء الله عن قريب امك هتكون في حـ.ـضـ.ـني، واوعدك انت كمان مش هتفارقها
طبع قبله حانية علي جبينها ثم ضمها الي صدره بقوة قبل مغادرته غرفتها
جلس بينهم وكانت نظرات كاثرين تلاحقه باستغراب
لتواضعه وهدوء نفسه وروحه المرحه عكس الانطباع الذي أخذته عنه اول مره وحذره منه سام
سرقهم الوقت الي ان نظر فريد الي ساعته وقالها:
كاثرين الساعه داخله علي السادسه ، الافضل نتحرك دلوقتي الا لو هتكملي معاهم بكره كمان
هزت راسها برفض ونهضت، هيأت نفسها للأنصراف
وعدلت من ثيابها وودعت جيسي وكذلك سيف ودع فريد وقبلت الاولاد وقبل ما تخرج نادتها جيسي وسألته بتعجب:
كاثرين معقول هتمشي قبل ما تودعي فرحه....،؟!
حدقت فيها كاثرين بـ.ـارتباك وتجمد فريد مكانه ونظر اليه بتساؤول مريب:
فرحه بتقولي فرحه،مش ممكن اللي في بالي
صمت لبرهه وضحك بسخرية ورد علي جيسي:
لا طبعا اكيد كاثرين هتودعها وانا معاها اتفضلي يا كاثي نودع فرحه قبل ما نمشي،
رحبت جيسي بهم من جديد واخذتهم الي غرفة الاطفال وقالت بحنان:
حبيبة قلبي نايمة زي الملاك، اول مره تنام براحه كده، الظاهر فريد حسسها بالأمان اللي بتفتقده، بحرمانها منك ومن ابوها، رغم محبيتنا ليها،
ابتلعت كاثرين ريقها بصعوبة بالغها وذعر داخلي تملك منها، وتقدmت الي داخل غرفة الأطفال وقبلت طفلتها وضمتها الي صدرها بحنان
فتحت سامتنا عيناها وابتسمت لها وقبلتها مع منحها ابتسامه بريئة، نظرت خلفها ،وأشارت الي فريد الذي كان ينظر إليهم بريبة، كي ياتي هو الآخر حتي تقبله
تقدm منها فريد وحملها من والدتها وضمها اليه وقال:
هرجعلك تاتي يا فرحه بس المرة الجاية هتجي معايا وهتعيشي في حـ.ـضـ.ـني ومش هنتفارق تاني ده وعد
أغمضت الطفله عيناها ونامت علي كتفه، فمددها علي فراشها ونظر الي جيسي وقال:
ليه قلت فرحه مش سامتنا، هي ليها اسمين، وايه سبب تسميتها باسم عربي مش اجنبي
ضحكت جيسي وربتت علي كتفه كاثرين الصامته بصدmه من وقت ذكر اسم فرحه وقالت:
بصراحه مش انا اللي سمتها فرحه، خالتها جاكلين
قالت إن ده اسم صديقتها اللي مـ.ـا.تت وبالذات ان البنت ليها ملامح شرقيه، بما ان والدتها أصلها عربي
طلبت منهم الخروج حتي لا يزعج وجوده طلفتها وطفلة كاثرين واكملت حديثها مع فريد بعفوية:
بصراحه جاكلين كل ما بتجي تزورها بتصر تناديها فرحه، لدرجة بقيت اقول عليها فرحه زيها في أوقات كتير، بالذات انه اسمها الحقيقي،
هز فريد راسه بتفهم وقال لكاثرين بصوت خافت:
فرحه وجاكلين، ياتري ت عـ.ـر.في ايه تاني عني يا مدام ومخبياها عليا، بس برافو عليكي بت عـ.ـر.في تتصنعي البراءة كويس، بصراحه تنفعي ممثله
رمقته كاثرين بذعر وتجسدت علي محياها ملامح الارتباك والخوف وعدm الراحه بسبب نبرته صوته التي تحمل التهديد وردت عليها بتـ.ـو.تر:
مش. فاهمه تقصد ايه، مين فرحه ومالها جاكلين
ما قلت ليك أن ليا اخت من الاب
ثم ايه كلامك الفارغ عن اني بمثل عليك، هخدعك بتاع ايه، اصلا مفيش حاجه بينا تلزمني اقولك عن كل حاجه في حياتي بالتفاصيل
غامت عيناه بشر وجذبها اليه وقال فجأة مغيرًا وجهة الحديث بطريقه تسير الشك والريبة:
مش يلا بينا قبل الليل ما يدخل والشبورة تعذر الرؤية، والطريق طويل
ابتسمت لها جيسي بمودة وكذلك ستيف وقال:
فعلا مستر فريد السفر بليل خطر لان الطريق بيمر بجبال، عكس وانتو جايين الافضل تسافرو دلوقتي
شكرهم فريد وسبق كاثرين علي السيارة وطلب منها أن تلحقه، تاركًا لها مساحه كي تودع صديقتها،
عانقتها جيسي وهتفت بصوت خافت:
مستر فريد شخص راقي جدا وحنون وعنده كاريزما بصراحه انت اصابك التـ.ـو.فيق في اختياره
انا واثقه انه هيكون زوج محترم لكي واب حنون لبنتك، فكري واوعي تضيعيه منك، ده اللي هيعوضه عن كل اللي عمله فيكي ابو بنتك
أغمضت كاثرين عيناها بالم وردت عليها من خلف ضباب كثيف يكتنف تفكيرها المشوش :
مظنش حد يقدر ينسيني اللي عمله معايا ابو بنتي . كفاية انه زرع فيا خوف كبير من كل الرجـ.ـا.لة للاسف مبقاش عندى ثقه في حد
قبل أن تكمل رأت فريد يشير إليها كي تاتي، فتنهدت بخوف كامن وودعت جيسي علي عجل وذهبت اليه،
حاولت فتح الباب بجوار لكنه لم يفتح فسألته:
فريد ممكن تفتح الباب من عندك، مش عارفه افتحه،
رد عليها ببرود وصوت خالي من اي تعبير، بعدmا ضغط علي احد الازرار :
اتفضلي افتح الباب دلوقتي
حاولت مره اخري، فتح الباب وجلست بجواره، لم تكد تستريح وانطلق بسرعه شـ.ـديد، حتي انها شهقت من الصدmه وقالت :
في ايه هو احنا داخلين سباق، واحدة واحدة فزعتنا
لم يرد عليها وظل كابح جماح غضبه عليها الي ان نالها السأم من سكوته فصرخت به وياليتها ما فعلت
فقد كان علي طريق أحد الجبال، فردد الخلاء صدى صوتها فزعت وصرخت بذعر وامسكت ذراعه،
نزع يداه منها ورد عليها:
أهدى علي نفسك يا مدام علشان متشفيش مني وش مش هيعجبك وايدك خليني اكمل طريقي
بعدت عنه وعادت الي مقعدها وقالت بحنق:
انا مش فاهمه مين ادالك الحق تكلمني بالاسلوب ده او الطريقة دي، ايه بتحسب نفسك ولي امري
ضغط فريد علي فكه بقوة ولم يرد حتي لا تغضبه اكثر من هذا فيفقد السيطرة علي نفسه
لكنها لم تأثر السلامه وتصمت بل اخذت تعاتبه وتحاسبه دون مراعاة لغضبه المستعير في عيناه بشرارات من اللهب لا تهدأ
دفعته في كتفه بغيظ وثارت عليها بحدة:
اسمع انت توصلي ومش عايزه اشوف وشك تاني انت فاهم، اخرج من حياتي قبل ما ااذيك
انا انسانه حره اعمل اللي انا عايزه وللتاني مره بقولك مفيش حاجه تلزمني اتقبل سخافاتك
فجأة دلف الي طريق أحد الغابات واغلق السيارة
وفرد المقعد الذي بجواره فصار جسدها كالنائمة
اصيب كاثرين بالصدmه مما فعل وقبل تستوعب ما حصل رأته يشرع في نزع ملابسه وقال:
يمكن مكنش فيه اللي يلزمك لكن بعد ما اقضي الليلة دي معاكي هلزمك بعلاقه دائمه
حاولت النهوض لكنها لم تستطيع بسبب أقدامها المحتجزه بين تابلوه السيارة والمقعد
نزع قميصه وبدا في البنطال، وهي تصرخ لكنه لم يعيرها اهتمام واخرصها بقبله قوية امتصت روحها وروح عنادها معها، وجعلها تستسلم اليه
ظل يقبلها الي ان إثارة رجولته، فدفن وجهه في جسدها واخذت يداه تداعب خصلات شعرها بتملك
وبدا بنزع عنها ملابسها
فصرخت وانكمشت علي نفسها وانهارت باكية:
ابتعد عنها فريد واخذ يهدأها وكفكف دmـ.ـو.عها وقال وهو يرتدي قميصه ووغلق سحاب بنطاله:
أهدى كاثرين ارجوكي أهدى استحاله ااذيكي او اغـ.ـصـ.ـبك علي علاقه،
انت خرجتيني عن شعوري لعصبيتك الزيادة، لكن مدام وصلنا لكده، انا عايز اعرف فين اختك جاكلين
طالعته بذهول وحاولت الهرب من نظراته بالبعد عنه لكنه أعاد المقعد الي وضعه وامسك وجهه بين يداه واعاد كلامه بلكنه غاضبة:
دليني علي عنوانها أو اتصلي بيها تبلغني اوصلها ازاي، ومش عايز كلام كتير
هزت راسها برفض وحاولت استماع شجاعته وردت عليه بحدة مصتنعه:
لاء واتفضل افتح الباب عايزه انزل،انا مستحيل اكمل الطريق مع انسان مـ.ـجـ.ـنو.ن ومريـ.ـض زيك
ضحك فريد بسخرية وفتح لها الباب وقال:
اوك اتفضلي، وانا ماشي بس لعلمك الطريق ده جبلي
وعلي ما حد يوصل ليكي او يشعر بغيابك هتكوني موتي من الجوع والعطش، حتي الأشجار دي أغلبها سامه يعني مش هتفيدك، ده غير الدببه
هي هتنزلي ولا تتكلمي وتخلصيني لاني جبت اخري منك واتخـ.ـنـ.ـقت من حوراتك،
فتحت كاثرين الباب ونظرت فيما حولها، فقد كانت غابة كثيفة وسط الجبال والطريق الجبلي طويل ولن يصل إليها أحد بسهوله والاتصالات لا تتم لعدm وجود شبكه، ارتجفت فجاة وعادت منكمشه في مقعدها برعـ.ـب، لاحظ فيد انتفاضة جسدها كانها أصيبت بصدmه راف بحالها وضمها اليه
ظلت فترة تنتفض في حـ.ـضـ.ـنه برعشات قوية الي أن هدأت واجهشت في البكاء تعبير عن خروجها من حالة الخوف التي تملكتها
ربت فريد علي خدها وكفكف دmـ.ـو.عها وطالع عيناها الجميلة فتنهد بقوة انحني فجاة يقبلها برقة وعذوبة
طالت قبلته اليها وتعمقت، لم يكتفي من حالة النشوة التي يعيشها معها إلا حين طوقته بذراعاها تطلب قربة والمزيد من احتواءه له باستسلام مغري
فاق فريد من رغبته بها واعادها الي مقعدها وتحرك بسيارته منطلقًا الي الطريق السريع مره اخري،
اسبلت عيناها بخجل بعد استلامها المهين له، لاحظ فريد حالتها، فلم يستغل ذلك وقال بهدوء:
انسي اللي حصل، وخلينا نتكلم بتحضر وهدوء
ممكن تبلغيني فين جاكلين
عدلت هندامها واستعادت ثقتها في نفسها وقالت:
عايز ايه من جاكلين، وايه ضايقك بانها اختي وظنيت اني بخدعك وامثل عليك،
امتص فريد غضبه من تحايلها واستمرارها في خداعه وقال:
ليه سميتي بنتك باسم فرحه، وأما انت عارفاني ليه انكرتي معرفتك بيا، وياتري اختك دفعتك عليا ولا مين و ليه، ومين ساعدك ووضعك في سكتي
كل ده ومش عايزاني اتهمك بالخداع والتمثيل، ردي
بتخططو لايه بالظبط وفين فرحه
احتارت كاثرين بما تجيب فقد اكتشف فريد سابق معرفتها به، ورغبتها ورغبة اختها للايقاع به دون معرفة السبب، وهذا ما لن تسامحها عليه جاكلين،
لهذا اخذت قرار مواجهته قائلة بتحدى:
انت غريب اووي فريد، اللي يسمعك ويشوف لهفتك يقول فرحه دي حبك وعشقك الأوحد
مع انك معترف ليا أن زوجتك الثانية هي حب عمرك ومعشوقتك، بتدور عليها ليه دلوقتي وملهوف عليها ليه وهي بالنسبالك ولا حاجه، اوعي تنكري انت اللي قلت انها غلطه،، مين فينا بقي اللي بيمثل انا ولا انت،
نفس اعرف انت بتنافق نفسك ولا اايه بالظبط
اخذت نفس عميق وشجعت نفسها علي مواجهته بلا خوف. او اهتزاز يجعله بحكم سيطرته عليها:
ثم عايز ايه من جاكلين، اختي موجوعه من يوم موتها، واظن جيسي وضحت ليك انها هي اللي اختارت اسم فرحه لبنتي ، وانا سبق وقلت ليك انها في الريف الانجليزى بسبب صدmتها في موت صديقه ليها، كذبت بايه علشان تحاسبني عليه
أوقف فريد السيارة وصفق بإعجاب علي إتقانها في إلقاء الذنب علبه وقال لها بحقد:
لا برافو يا كاثرين، مقنعه جدا لا وعرفتي تقلبي الطاولة عليا بكل مهارة
فجأة امسك ذراعها وضغط عليه بعنف:
علاقتي بمراتي شئ يخصنا سوء كانت الاولي او الثانية انا وهما وبس، محدش ليه دخل فيه
ثم بحب مراتي الثانية أو الاولي شى يرجع ليا انا، محدش ليه يحاسبني لان ملناش علي قلوبنا سلطان،
ثم سؤالي ليكي كنت ت عـ.ـر.فيني لما قابلتني في المستشفي ولا لاء لعلمك
حسيت بسبب نفورك مني وحدتك معايا، لكن كذبت نفسي، والأهم اللي بيحصل بينا طبيعي ولا متخطط ليه يا مدام كاثرين، انطقي
دفع ذراعها بعنف وغضب ساخطًا عليها وعلي إنكارها الدائم بعدm معرفته به رغم ثقته بانه تدبر لشئ ما
خلف إنكارها هذا:
لم تجد كاثرين ما تقول امامه غضبه المتزايد وشكه في انها تخطط لشئ ضده، وكل هذا بسبب جيسي التي اتت علي ذكر اسم زوجته فرحه،
لكن الهروب ليس الحل لهذا قالت بتردد:
ايوه اعرف اسمك من كلام جاكي عنك لكن عمري ما اتخيلت تجي تدرب عندنا في المستشفي، اظنت انت اللي سعيت تجي، ازاي بقي خططت لكل ده
اما قربك مني بردك انت اللي سعيت ليه مش انا لو فعلا هديت وفكرت هتلاقي انت اللي بتجري ورايا
اسبل فريد جفناه بريبة وابتسم ابتسامه غريبة لا تنم عن شئ، فهو مقتنع بأنه من كان يسعي للتدريب في هذا المستشفي وايضا بملاحقة كاثرين بسبب رهانه مع سام، لكنه شعر بغرابة الموقف،
رفع عيناه فجأة وقال لها:
مكنتش اعرف انك ذكية كمان رغم عفوبتك وعدm مقدرتك علي الكذب طلعتي كمان لماحه:
ماشي يا كاثرين اقنعتيني، لكن هنرجع لموضوعنا الاساسي، فين جاكلين وهاتي من الاخر
اتصلي بيها والديني اكلمها لو مش عايزه تقولي عنوانه اصلي مش هحلك
لازم اعرف فرحه فين ولو مـ.ـا.تت مـ.ـا.تت امتي وازاي
اظن ده حقي كزوج ليها
هزت راسها برفض تام وقالت بتردد:
مش هينفع اتصل بيها لانها مش هترد، لانها عارفه اني معاك، ده غير هي مش طايقاك ومن يوم عرفت بشغلي معاك حذرتني منك، لكني مخدتش حذري
امسك ذراعه لثاني مره لكن هذه المرة أدmاه من شـ.ـدة عنفه وضغطه عليه وقال بحدة جلتها تخشاه بحق:
يبقي هتقوليلي هي فين، او حدد ليا معاها مبعاد،
لاحدد انا لي اليو ميعاد مع صغيرتك فرحه
صرخت كاثرين بصدmه قالت بلوغه وخوف:
لاء اليو لاء ارجوك ده هياخدها مني وبيتزني ويمكن يرغمني علي علاقه قذرة، دا كان املي من علاقتي بيك تكون سندى وقوتي
اخذت نفس عميق كي تتمالك نفسها وخوفها، من القادm معه، فلقد استطاع أن يسيطر عليها ويتحكم بها كم يريد، بدل أن تدmره اقتنصها وسلط السيف علي رقبتها مهددًا اياها بابنتها، ردت أخبرًا:
حاضر يا فريد هرتبلك معاها ميعاد، بس ارجوك بلاش تعرفها انك عرفت بانها اختي هخلي لقاءكم صدفه جاكلين لو عرفت باني كلمتك عنها ممكن تبعد عني وتقاطعني للابد
ربت فريد علي شعرها وقال بهدوء وزهو المنتصر:
متقلقيش رتبي الميعاد وانا هخرجك بره الموضوع خالص، اظن كده اتفقنا
ممكن بقي تجي في حـ.ـضـ.ـني لحد ما نوصل، محتاج احتوي خوفك مني لانه ملهوش لزمه
انا وانت هتكون شخص واحد قريبا وبنتك من اليوم في مكانة حافظ ابني، وانسي اليو لانه لو فكر يظهر في حياتك همحيه
بعد كل ما حدث وتهديده الي ارعـ.ـبها لم يكن أمامه إلا أن تخضع له حتي تتجنب اذاه، دنت منه فجذبها تحت جناحه وضم راسها علي صدره،
تنهد بقوة وهو يتملكها شاعرًا بفرض كامل سيطرته عليها وهذا قد يوصله الي فوزه بالرهان علي صديقة
سام وبنفس الوقت يتاخذها عشيقه له وقت ما يريد
****************
مرت ثلاث ايام وكاثرين تفكر بطريقة ما تجعل بها جاكلين تحضر الي المستشفي دون أن تسير الريبة
الي ان لمعت في راسه فكرة صعبه وهي تعرضها الي حادث سير ، لهذا في صباح اليوم الرابع أثناء ذهابها الي المستشفي ألقت نفسها علي احد السيارات المغادرة للمكان ورغم أنها لم تكن سريعه لكن تسبب بكـ.ـسر في ذراعها وبعض الرضوض الشـ.ـديدة
أثناء حملها لادخلها الي غرفة الفحص طلبت من سام الاتصال باختها ضروري لاحتياجه اليها
خرجت من غرفة الفحص الي الرعاية الطبيبة لعمل الجبس لذراعها وتضميد جروحها
كانت كاثرين تتالم بشـ.ـدة وتلعن فريد الذي كان السبب وراء أذية نفسها، لكن ما صدmه كان نظرات العتاب المتجسدة في عيناه فريد اليها حين خرجت من الغرفة الطبيبة،
دلفت الي احد الغرف التي ستظل بها أثناء فترة مكوثها بالمستشفي لمتابعة حالتها ،
دخل فريد وراءه ومازالت نظرات اللوم في عيناه، خرجت الممرضة بعدm اطمئنت عليها واعطتها مسكن للألم، لكن فريد ظل ينظر إليها بدون كلام
حاولت كاثرين تلطيف الأجواء وقالت:
مالك نظراتك كلها غضب ولوم ليه، لعلمك جاكلين علي وصول، شوف بقي هتتعرف عليها ازاي
لم يرد عليها بإجابة تثلج قلبها من لقاء اختها بل ظل يطالعها بضيق الي ان اندفعت فتاة جميل شقراء تماثلها في العمر الي الغرفة فلم تلاحظ وجوده
والقت نفسها عليها وقالت بقلق بالغ واهتمام كبير:
حبيبتي طمنيني عليكي حصلك ايه، وليه من يوم ما رجعتي من زيارة فرحه مطمنتنيش عليكي وقوليلي عملتي ايه من الزفت فريد،
قطع استرسالها في الحديث صوت ضحكه عاليه اتت من خلفها فالتفت ووقعت عيناها عليها
فحدقت به بذعر وقالت بدون انتباه:
فريد هو انت هنا.......
وضعت يدها علي فمها تخرص لسانها من التفوه بالمزيد فقد كشفت هي نفسها دون أن تشعر،
دنا منها فريد وقال بصوت غاضب:
ايوه انا الزفت فريد، ممكن اعرف الانسه تعرفني منين علشان تغلط فيا، الاهم شوفتيني فين قبل كده علشان ت عـ.ـر.في أن انا فريد، والأهم انا شفتك فين قبل كده ملامحك مش غريبة عليا
ارتبكت جاكلين ونظرت الي كاثرين بذعر تريد منها مساعدتها من التخلص من هذا المازق الذي وقعت فيه، نكست كاثرين راسها ارضا هاربا من النظر إليها شاعر بالذنب لانها خانتها وفعلت ما فعلت كي تاتي بها الي هنا وتواجهه بعيدًا عنها بدل من لومها
لم تجد جاكلين بد من مواجهته وقالت بحنق:
ايوه اعرفك لان كاثرين كلمتني عنك وعن مطاردتك ليها ممكن اعرف انت هنا ليه،
صمت فريد برهه وراح بتفحصها كانه يحاول أن يتذكرها فقال فجأة وبصدmه:
لا مش حكاية اختي كاثرين، انت ت عـ.ـر.فيني شكلنا، وانا عرفت السبب يا انسه جاكلين،
انت صديقة فرحه مراتي، واخر واحدة خرجت معاها من المركز يوم اختفاءها
ياه انا دورت عليكي كتير اووي ويامحاسن الصدف اشوفك هنا، بس صدفه غريبة انك تكوني اخت كاثي
ارتجفت جاكلين بذعر من تذكرها له، فهو يعرفها جيدًا فقد رآها عدة مرات قليله لكنه تذكرها
وكان هذا أثناء حضوره لأخذ فرحه التي كانت تطلب منها إلا ترحل الا بعد وصوله
فكانت تنتظر معها وصوله وتسلمه اليه وحين تهم بالانصراف يصر فريد علي ايصالها،
ردت أخيرًا بـ.ـارتباك وخوف من نظرات الغاضبه:
ايوه انا جاكلين صديقه فرحه، كنت بتدور عليا ليه
ابتسم فريد بغموض ماكر ودنا منها وقال :
اظن نسيب كاثرين ترتاح وتجي معايا اعظمك علي الغدا ونتكلم سوا ممكن
ابتعدت عنها بحدة وردت عليه بأشمئزاز:
لاء طبعا مفيش بينا كلام، لو عندك حاجه قولها كاثي اختي وعارفه علاقتي كانت ايه بيك وبفرحه
غمغم فريد بحيرة وسحب مقعد وجلس امامها وقال:
وماله معنديش اي مانع، اول سؤال فين فرحه
ردت عليه وعينها لا تفارق كاثرين المتـ.ـو.ترة:
فرحه بتسال ليه عن فرحه بعد ما اتسببت بموته،
فرحه مـ.ـا.تت يا فريد بيه
هز رأسه متفهًا فكل الدلائل تؤكد موتها، فعاد ووضح سؤال بشكل أكثر:
ماشي عارف انها مـ.ـا.تت، سؤالي الأهم ليه ساعدتها تهرب مني ، ومـ.ـا.تت ازاي وامتي وفين دفنتيها
تسارعت انفاسها وصب جاما غضبها عليه بعصبية مفرطه كانها هي من غدر بها وليس صديقتها:
انت ليك عين تسالني ليه ساعدتها، بعد ما اتجوزت عليها بنت عمك وخطيبتك اللي لولا فرحه كنت خسرت كل ثروتك لوالدها
كنت عايزها تعمل ايه وهي جاية تفرحك بحملها
وبدل ما تقضي ليلة تحتفل وتفرح معها بحملها
منك صدmتها صدmة عمرها
فرحه مـ.ـا.تت من الحـ.ـز.ن وكـ.ـسرت القلب وانت السبب
مكملتش شهرين بعد ما هـ.ـر.بت مرضت جدا ودخلت في غيبوبة ومـ.ـا.تت بعد سبع شهور ارتحت
اخذ نفس عميق ولم تتغير ملامحه أو تتبدل حـ.ـز.نًا عليه فهو كان يعلم بموتها وهذا ليس بجديد، لكن الغريب هو عدm اقتناعه بحديثهاعن موتها المأساوي
تنهد بقلة اهتمام وقال:
تمام قولتي اني ظلمته بجوازى من بنت عمي، وأنها لولا جوزي منها كنت خسرت ثروتي
مش ده اللي أخذته عليا، بس انا مظلمتش فرحه بالعكس كتير حاربتها لانها بتقلل من نفسها
وحاولت ادعمها وادعم ثقتها بنفسها، اشتريت ليها ثياب تناسب تدينها وكنت فرحان بيها شجعتها علي تعليم اللغة وقدmت ليه في المركز معاكي، ده كان ظلم ولا اهتمام وهي اللي بايدها خسرته
انت لازم تفهمي أن زواجي من سوسن عمره ما كان عائق في زواجي منها ابدًا ولا عمري كنت هقصر معاها، ليه حرمت نفسها من حياتها معايا
علي الاقل كانت جربت الحياة معايا لوظلمتها كان يبقي ليها حق،
بالعكس كنت هراعي ربنا فيها وبتضحيتها في سبيل حصولي علي ثروتي زي ما بتقولي ،
ياريتها واجهتني وكنت عرفت منها ليه خافت من سوسن وهي ليها نفس حقوقها ويمكن الافضلية ليها،
اخذ نفس عميق واكمل بحـ.ـز.ن:
صدقيني لو حد اتظلم يبقي انا في حرماني من حقي باني اكون جنبها ارعيها واعدل بينهم مش تظلمتي وتهرب وتسيبني عايش بذنبها،
انا اللي اتظلمت منها يا جاكي لكن هي ظلمت نفسها
ومدام بتقولي انها مـ.ـا.تت فأنا عايز امانتها اللي معاكي
كان كلام فريد منطقي الي حد بعيد، فهو رجل وله حق الزواج، ولم يصدر منه ما جعلها تخاف ظلمه لها،
هل خافت من تسلط سوسن كيف وهو رجل بخاف الله، ولم يصدر ما يؤكد عكس ذلك
لانه لو أراد الحياة مع سوسن كان طلقها لكنه الي الان لم ينساها ويبحث عنها
هذا ما حدثت كاثرين نفسها به، وتالمت علي هجر فرحه له، فرغم عشقه لسوسن لكنه لم يهضمها حقها
حتي انها لم تجرب حتي تهرب منه وتتركه هكذا
نكست كاثرين راسها المًا عليه وارتبكت جاكلين كيف ترد عليها بعد كل ما سرده من حقائق حياته معها،
لكن ما وترها سؤاله عن الامانه فسألته:
أمانة ايه، فرح مكنش معاها اي حاجه لما هـ.ـر.بت،
ابتسم بسخرية وحـ.ـز.ن عميق:
لا انت قولتي أن فرحه كانت حامل ومـ.ـا.تت بعد ٨ شهور يعني ولدت فين ابني او بنتي يا جاكي هو
دي قصدى بالأمانة اللي تركتها معاكي
كانت صدmه كبيرة له لم تستوعبها بان لقاءها بفريد سيجعلها يصل الي ابن فرحه يوسف، فقالت بدون تردد وحسم كي تقطع عليه خط الرجعه:
ايوه حصل خلفت بنت ومـ.ـا.تت بعدها بيومين اسفه كنت اتمني اعذبك باني هاحرمك منها زي ما حرمت فرحه الحياة، لكن القدر كان رحيم ببنتها ورحمها من مرات ابوها ومـ.ـا.تت بعدها
ضغط فريد علي فكه بقوة ودmعت عيناه المًا:
بنت فرحه ربنا رزقها ببنت، مش عارف ليه اتخيلته ولد، ممكن تدليني علي قبرهم حقي اودعهم
عادت جاكلين ودmرت كل وسيله بينهم للطلب الغفران منها :
للاسف لانها مسلمه مكنش في مقابر اقدر ادفنها فيها علشان كده طلبت حرق جثتهم ونثرت رمادهم
صمت فريد طويلا وشعر بان الدنيا اسودت في عيناه
فجأة فنهض لكن جسده تهالك مره اخري علي المقعد
جرت جاكلين عليه فطلب منها كوب ماء
خرجت لكي تاتي له به فنظر إلي كاثرين وقال:
ارتحتي لما وجعتني اختك، يارب تكونو حصلتو علي انتقامكم، انا مش طايقك ولا طايق اشوفك انت او هي للاسف طلعتي ظالمه زيها
فجأة نهض وقرب منها:
اقسم بالله لادفعكم كل ذرة الم عشتها بسببك وانت اللي هتنـ.ـد.مي أشـ.ـد النـ.ـد.م مدام كاثرين
لم يمهلها كي ترد عليه وخرج مسرعا اثناء عودة جاكلين تحمل كوب الماء
اخذت كاثرين تنادى عليها بلا فائدة فسألته اخته::
هو كان ماله مدام قدر يمشي كده، حصل ايه بينكم خلاكي منهارة كده وبتصرخي عليه
,
نظرت إليها والدmـ.ـو.ع تغرق وجنتاها:
ليه يا جاكلين وجـ.ـعتيه كده، فريد مظلمش فرحه هي اللي ظلمت روحها بعدm ثقتها في نفسها وبمكانتها عندها، اتجوز عليها يمكن كان وعد وملزم بتنفذه، يمكن غلط معاها مدام كان عايش معاها هنا وبجوازه منها صلح غلطته ليه فرحه مصبرتش تفهم منه شكل علاقته بعد جوازه من سوسن
هي ظلمته وانت د.بـ.ـحتيه، اول مره اشوفه حزين ومكـ.ـسور كده، ده اقسم يخليني انـ.ـد.م كانه بيحملني الذنب خايفه يحرمني من بنتي زي ما اتحرم من بنته
اه يا خوفي من اللي جاي
عاد فريد الي شفته شاعرًا بالاتهاك والالم يحتل جسدها القي نفسه علي الاربكه وقبل أن يغمض جفناه أتاه اتصال من أمه تنهد بقوة وحدث نفسه:
أما يا امي كانك حسا بيا وبوجعي وباحتياجي ليكي
فتح معها الاتصال فشعر فجأة بالم يمزق صدره لا يعرف سببه فحدثها بصعوبة محاولًا تناسي الالم :
ماما حبيبتي طمنيني عليكي وعلي اخبـ.ـارك
أتاها بعد صمت طويل صوت أمه الحزين يقول:
انزل يا فريد انزل مصر بسرعه
سألها فريد بخوف بسبب صوتها الحزين وكأنه صدي لنفس الصوت سمعه حين نعت اليه خبر وفاة:
ماما في ايه مالك صوتك موجوع وحزين ليه اوعي
انتخبت امتثال بقوة وردت عليه:
ايوه يا فريد حافظ ابنك مـ.ـا.ت....؟!
↚
حدقت فيها كاثرين بـ.ـارتباك وتجمد فريد مكانه ونظر اليه بتساؤول مريب:
فرحه بتقولي فرحه،مش ممكن اللي في بالي
صمت لبرهه وضحك بسخرية ورد علي جيسي:
لا طبعا اكيد كاثرين هتودعها وانا معاها اتفضلي يا كاثي نودع فرحه قبل ما نمشي،
رحبت جيسي بهم من جديد واخذتهم الي غرفة الاطفال وقالت بحنان:
حبيبة قلبي نايمة زي الملاك، اول مره تنام براحه كده، الظاهر فريد حسسها بالأمان اللي بتفتقده، بحرمانها منك ومن ابوها، رغم محبيتنا ليها،
ابتلعت كاثرين ريقها بصعوبة بالغها وذعر داخلي تملك منها، وتقدmت الي داخل غرفة الأطفال وقبلت طفلتها وضمتها الي صدرها بحنان
فتحت سامتنا عيناها وابتسمت لها وقبلتها مع منحها ابتسامه بريئة، نظرت خلفها ،وأشارت الي فريد الذي كان ينظر إليهم بريبة، كي ياتي هو الآخر حتي تقبله
تقدm منها فريد وحملها من والدتها وضمها اليه وقال:
هرجعلك تاتي يا فرحه بس المرة الجاية هتجي معايا وهتعيشي في حـ.ـضـ.ـني ومش هنتفارق تاني ده وعد
أغمضت الطفله عيناها ونامت علي كتفه، فمددها علي فراشها ونظر الي جيسي وقال:
ليه قلت فرحه مش سامتنا، هي ليها اسمين، وايه سبب تسميتها باسم عربي مش اجنبي
ضحكت جيسي وربتت علي كتفه كاثرين الصامته بصدmه من وقت ذكر اسم فرحه وقالت:
بصراحه مش انا اللي سمتها فرحه، خالتها جاكلين
قالت إن ده اسم صديقتها اللي مـ.ـا.تت وبالذات ان البنت ليها ملامح شرقيه، بما ان والدتها أصلها عربي
طلبت منهم الخروج حتي لا يزعج وجوده طلفتها وطفلة كاثرين واكملت حديثها مع فريد بعفوية:
بصراحه جاكلين كل ما بتجي تزورها بتصر تناديها فرحه، لدرجة بقيت اقول عليها فرحه زيها في أوقات كتير، بالذات انه اسمها الحقيقي،
هز فريد راسه بتفهم وقال لكاثرين بصوت خافت:
فرحه وجاكلين، ياتري ت عـ.ـر.في ايه تاني عني يا مدام ومخبياها عليا، بس برافو عليكي بت عـ.ـر.في تتصنعي البراءة كويس، بصراحه تنفعي ممثله
رمقته كاثرين بذعر وتجسدت علي محياها ملامح الارتباك والخوف وعدm الراحه بسبب نبرته صوته التي تحمل التهديد وردت عليها بتـ.ـو.تر:
مش. فاهمه تقصد ايه، مين فرحه ومالها جاكلين
ما قلت ليك أن ليا اخت من الاب
ثم ايه كلامك الفارغ عن اني بمثل عليك، هخدعك بتاع ايه، اصلا مفيش حاجه بينا تلزمني اقولك عن كل حاجه في حياتي بالتفاصيل
غامت عيناه بشر وجذبها اليه وقال فجأة مغيرًا وجهة الحديث بطريقه تسير الشك والريبة:
مش يلا بينا قبل الليل ما يدخل والشبورة تعذر الرؤية، والطريق طويل
ابتسمت لها جيسي بمودة وكذلك ستيف وقال:
فعلا مستر فريد السفر بليل خطر لان الطريق بيمر بجبال، عكس وانتو جايين الافضل تسافرو دلوقتي
شكرهم فريد وسبق كاثرين علي السيارة وطلب منها أن تلحقه، تاركًا لها مساحه كي تودع صديقتها،
عانقتها جيسي وهتفت بصوت خافت:
مستر فريد شخص راقي جدا وحنون وعنده كاريزما بصراحه انت اصابك التـ.ـو.فيق في اختياره
انا واثقه انه هيكون زوج محترم لكي واب حنون لبنتك، فكري واوعي تضيعيه منك، ده اللي هيعوضه عن كل اللي عمله فيكي ابو بنتك
أغمضت كاثرين عيناها بالم وردت عليها من خلف ضباب كثيف يكتنف تفكيرها المشوش :
مظنش حد يقدر ينسيني اللي عمله معايا ابو بنتي . كفاية انه زرع فيا خوف كبير من كل الرجـ.ـا.لة للاسف مبقاش عندى ثقه في حد
قبل أن تكمل رأت فريد يشير إليها كي تاتي، فتنهدت بخوف كامن وودعت جيسي علي عجل وذهبت اليه،
حاولت فتح الباب بجوار لكنه لم يفتح فسألته:
فريد ممكن تفتح الباب من عندك، مش عارفه افتحه،
رد عليها ببرود وصوت خالي من اي تعبير، بعدmا ضغط علي احد الازرار :
اتفضلي افتح الباب دلوقتي
حاولت مره اخري، فتح الباب وجلست بجواره، لم تكد تستريح وانطلق بسرعه شـ.ـديد، حتي انها شهقت من الصدmه وقالت :
في ايه هو احنا داخلين سباق، واحدة واحدة فزعتنا
لم يرد عليها وظل كابح جماح غضبه عليها الي ان نالها السأم من سكوته فصرخت به وياليتها ما فعلت
فقد كان علي طريق أحد الجبال، فردد الخلاء صدى صوتها فزعت وصرخت بذعر وامسكت ذراعه،
نزع يداه منها ورد عليها:
أهدى علي نفسك يا مدام علشان متشفيش مني وش مش هيعجبك وايدك خليني اكمل طريقي
بعدت عنه وعادت الي مقعدها وقالت بحنق:
انا مش فاهمه مين ادالك الحق تكلمني بالاسلوب ده او الطريقة دي، ايه بتحسب نفسك ولي امري
ضغط فريد علي فكه بقوة ولم يرد حتي لا تغضبه اكثر من هذا فيفقد السيطرة علي نفسه
لكنها لم تأثر السلامه وتصمت بل اخذت تعاتبه وتحاسبه دون مراعاة لغضبه المستعير في عيناه بشرارات من اللهب لا تهدأ
دفعته في كتفه بغيظ وثارت عليها بحدة:
اسمع انت توصلي ومش عايزه اشوف وشك تاني انت فاهم، اخرج من حياتي قبل ما ااذيك
انا انسانه حره اعمل اللي انا عايزه وللتاني مره بقولك مفيش حاجه تلزمني اتقبل سخافاتك
فجأة دلف الي طريق أحد الغابات واغلق السيارة
وفرد المقعد الذي بجواره فصار جسدها كالنائمة
اصيب كاثرين بالصدmه مما فعل وقبل تستوعب ما حصل رأته يشرع في نزع ملابسه وقال:
يمكن مكنش فيه اللي يلزمك لكن بعد ما اقضي الليلة دي معاكي هلزمك بعلاقه دائمه
حاولت النهوض لكنها لم تستطيع بسبب أقدامها المحتجزه بين تابلوه السيارة والمقعد
نزع قميصه وبدا في البنطال، وهي تصرخ لكنه لم يعيرها اهتمام واخرصها بقبله قوية امتصت روحها وروح عنادها معها، و.جـ.ـعلها تستسلم اليه
ظل يقبلها الي ان إثارة رجولته، فدفن وجهه في جسدها واخذت يداه تداعب خصلات شعرها بتملك
وبدا بنزع عنها ملابسها
فصرخت وانكمشت علي نفسها وانهارت باكية:
ابتعد عنها فريد واخذ يهدأها وكفكف دmـ.ـو.عها وقال وهو يرتدي قميصه ووغلق سحاب بنطاله:
أهدى كاثرين ارجوكي أهدى استحاله ااذيكي او اغـ.ـصـ.ـبك علي علاقه،
انت خرجتيني عن شعوري لعصبيتك الزيادة، لكن مدام وصلنا لكده، انا عايز اعرف فين اختك جاكلين
طالعته بذهول وحاولت الهرب من نظراته بالبعد عنه لكنه أعاد المقعد الي وضعه وامسك وجهه بين يداه واعاد كلامه بلكنه غاضبة:
دليني علي عنوانها أو اتصلي بيها تبلغني اوصلها ازاي، ومش عايز كلام كتير
هزت راسها برفض وحاولت استماع شجاعته وردت عليه بحدة مصتنعه:
لاء واتفضل افتح الباب عايزه انزل،انا مستحيل اكمل الطريق مع انسان مـ.ـجـ.ـنو.ن ومريـ.ـض زيك
ضحك فريد بسخرية وفتح لها الباب وقال:
اوك اتفضلي، وانا ماشي بس لعلمك الطريق ده جبلي
وعلي ما حد يوصل ليكي او يشعر بغيابك هتكوني موتي من الجوع والعطش، حتي الأشجار دي أغلبها سامه يعني مش هتفيدك، ده غير الدببه
هي هتنزلي ولا تتكلمي وتخلصيني لاني جبت اخري منك واتخـ.ـنـ.ـقت من حوراتك،
فتحت كاثرين الباب ونظرت فيما حولها، فقد كانت غابة كثيفة وسط الجبال والطريق الجبلي طويل ولن يصل إليها أحد بسهوله والاتصالات لا تتم لعدm وجود شبكه، ارتجفت فجاة وعادت منكمشه في مقعدها برعـ.ـب، لاحظ فيد انتفاضة جسدها كانها أصيبت بصدmه راف بحالها وضمها اليه
ظلت فترة تنتفض في حـ.ـضـ.ـنه برعشات قوية الي أن هدأت واجهشت في البكاء تعبير عن خروجها من حالة الخوف التي تملكتها
ربت فريد علي خدها وكفكف دmـ.ـو.عها وطالع عيناها الجميلة فتنهد بقوة انحني فجاة يقبلها برقة وعذوبة
طالت قبلته اليها وتعمقت، لم يكتفي من حالة النشوة التي يعيشها معها إلا حين طوقته بذراعاها تطلب قربة والمزيد من احتواءه له باستسلام مغري
فاق فريد من رغبته بها واعادها الي مقعدها وتحرك بسيارته منطلقًا الي الطريق السريع مره اخري،
اسبلت عيناها بخجل بعد استلامها المهين له، لاحظ فريد حالتها، فلم يستغل ذلك وقال بهدوء:
انسي اللي حصل، وخلينا نتكلم بتحضر وهدوء
ممكن تبلغيني فين جاكلين
عدلت هندامها واستعادت ثقتها في نفسها وقالت:
عايز ايه من جاكلين، وايه ضايقك بانها اختي وظنيت اني بخدعك وامثل عليك،
امتص فريد غضبه من تحايلها واستمرارها في خداعه وقال:
ليه سميتي بنتك باسم فرحه، وأما انت عارفاني ليه انكرتي معرفتك بيا، وياتري اختك دفعتك عليا ولا مين و ليه، ومين ساعدك ووضعك في سكتي
كل ده ومش عايزاني اتهمك بالخداع والتمثيل، ردي
بتخططو لايه بالظبط وفين فرحه
احتارت كاثرين بما تجيب فقد اكتشف فريد سابق معرفتها به، ورغبتها ورغبة اختها للايقاع به دون معرفة السبب، وهذا ما لن تسامحها عليه جاكلين،
لهذا اخذت قرار مواجهته قائلة بتحدى:
انت غريب اووي فريد، اللي يسمعك ويشوف لهفتك يقول فرحه دي حبك وعشقك الأوحد
مع انك معترف ليا أن زوجتك الثانية هي حب عمرك ومعشوقتك، بتدور عليها ليه دلوقتي وملهوف عليها ليه وهي بالنسبالك ولا حاجه، اوعي تنكري انت اللي قلت انها غلطه،، مين فينا بقي اللي بيمثل انا ولا انت،
نفس اعرف انت بتنافق نفسك ولا اايه بالظبط
اخذت نفس عميق وشجعت نفسها علي مواجهته بلا خوف. او اهتزاز يجعله بحكم سيطرته عليها:
ثم عايز ايه من جاكلين، اختي موجوعه من يوم موتها، واظن جيسي وضحت ليك انها هي اللي اختارت اسم فرحه لبنتي ، وانا سبق وقلت ليك انها في الريف الانجليزى بسبب صدmتها في موت صديقه ليها، كذبت بايه علشان تحاسبني عليه
أوقف فريد السيارة وصفق بإعجاب علي إتقانها في إلقاء الذنب علبه وقال لها بحقد:
لا برافو يا كاثرين، مقنعه جدا لا وعرفتي تقلبي الطاولة عليا بكل مهارة
فجأة امسك ذراعها وضغط عليه بعنف:
علاقتي بمراتي شئ يخصنا سوء كانت الاولي او الثانية انا وهما وبس، محدش ليه دخل فيه
ثم بحب مراتي الثانية أو الاولي شى يرجع ليا انا، محدش ليه يحاسبني لان ملناش علي قلوبنا سلطان،
ثم سؤالي ليكي كنت ت عـ.ـر.فيني لما قابلتني في المستشفي ولا لاء لعلمك
حسيت بسبب نفورك مني وحدتك معايا، لكن كذبت نفسي، والأهم اللي بيحصل بينا طبيعي ولا متخطط ليه يا مدام كاثرين، انطقي
دفع ذراعها بعنف وغضب ساخطًا عليها وعلي إنكارها الدائم بعدm معرفته به رغم ثقته بانه تدبر لشئ ما
خلف إنكارها هذا:
لم تجد كاثرين ما تقول امامه غضبه المتزايد وشكه في انها تخطط لشئ ضده، وكل هذا بسبب جيسي التي اتت علي ذكر اسم زوجته فرحه،
لكن الهروب ليس الحل لهذا قالت بتردد:
ايوه اعرف اسمك من كلام جاكي عنك لكن عمري ما اتخيلت تجي تدرب عندنا في المستشفي، اظنت انت اللي سعيت تجي، ازاي بقي خططت لكل ده
اما قربك مني بردك انت اللي سعيت ليه مش انا لو فعلا هديت وفكرت هتلاقي انت اللي بتجري ورايا
اسبل فريد جفناه بريبة وابتسم ابتسامه غريبة لا تنم عن شئ، فهو مقتنع بأنه من كان يسعي للتدريب في هذا المستشفي وايضا بملاحقة كاثرين بسبب رهانه مع سام، لكنه شعر بغرابة الموقف،
رفع عيناه فجأة وقال لها:
مكنتش اعرف انك ذكية كمان رغم عفوبتك وعدm مقدرتك علي الكذب طلعتي كمان لماحه:
ماشي يا كاثرين اقنعتيني، لكن هنرجع لموضوعنا الاساسي، فين جاكلين وهاتي من الاخر
اتصلي بيها والديني اكلمها لو مش عايزه تقولي عنوانه اصلي مش هحلك
لازم اعرف فرحه فين ولو مـ.ـا.تت مـ.ـا.تت امتي وازاي
اظن ده حقي كزوج ليها
هزت راسها برفض تام وقالت بتردد:
مش هينفع اتصل بيها لانها مش هترد، لانها عارفه اني معاك، ده غير هي مش طايقاك ومن يوم عرفت بشغلي معاك حذرتني منك، لكني مخدتش حذري
امسك ذراعه لثاني مره لكن هذه المرة أدmاه من شـ.ـدة عنفه وضغطه عليه وقال بحدة جلتها تخشاه بحق:
يبقي هتقوليلي هي فين، او حدد ليا معاها مبعاد،
لاحدد انا لي اليو ميعاد مع صغيرتك فرحه
صرخت كاثرين بصدmه قالت بلوغه وخوف:
لاء اليو لاء ارجوك ده هياخدها مني وبيتزني ويمكن يرغمني علي علاقه قذرة، دا كان املي من علاقتي بيك تكون سندى وقوتي
اخذت نفس عميق كي تتمالك نفسها وخوفها، من القادm معه، فلقد استطاع أن يسيطر عليها ويتحكم بها كم يريد، بدل أن تدmره اقتنصها وسلط السيف علي رقبتها مهددًا اياها بابنتها، ردت أخبرًا:
حاضر يا فريد هرتبلك معاها ميعاد، بس ارجوك بلاش تعرفها انك عرفت بانها اختي هخلي لقاءكم صدفه جاكلين لو عرفت باني كلمتك عنها ممكن تبعد عني وتقاطعني للابد
ربت فريد علي شعرها وقال بهدوء وزهو المنتصر:
متقلقيش رتبي الميعاد وانا هخرجك بره الموضوع خالص، اظن كده اتفقنا
ممكن بقي تجي في حـ.ـضـ.ـني لحد ما نوصل، محتاج احتوي خوفك مني لانه ملهوش لزمه
انا وانت هتكون شخص واحد قريبا وبنتك من اليوم في مكانة حافظ ابني، وانسي اليو لانه لو فكر يظهر في حياتك همحيه
بعد كل ما حدث وتهديده الي ارعـ.ـبها لم يكن أمامه إلا أن تخضع له حتي تتجنب اذاه، دنت منه فجذبها تحت جناحه وضم راسها علي صدره،
تنهد بقوة وهو يتملكها شاعرًا بفرض كامل سيطرته عليها وهذا قد يوصله الي فوزه بالرهان علي صديقة
سام وبنفس الوقت يتاخذها عشيقه له وقت ما يريد
****************
مرت ثلاث ايام وكاثرين تفكر بطريقة ما تجعل بها جاكلين تحضر الي المستشفي دون أن تسير الريبة
الي ان لمعت في راسه فكرة صعبه وهي تعرضها الي حادث سير ، لهذا في صباح اليوم الرابع أثناء ذهابها الي المستشفي ألقت نفسها علي احد السيارات المغادرة للمكان ورغم أنها لم تكن سريعه لكن تسبب بكـ.ـسر في ذراعها وبعض الرضوض الشـ.ـديدة
أثناء حملها لادخلها الي غرفة الفحص طلبت من سام الاتصال باختها ضروري لاحتياجه اليها
خرجت من غرفة الفحص الي الرعاية الطبيبة لعمل الجبس لذراعها وتضميد جروحها
كانت كاثرين تتالم بشـ.ـدة وتلعن فريد الذي كان السبب وراء أذية نفسها، لكن ما صدmه كان نظرات العتاب المتجسدة في عيناه فريد اليها حين خرجت من الغرفة الطبيبة،
دلفت الي احد الغرف التي ستظل بها أثناء فترة مكوثها بالمستشفي لمتابعة حالتها ،
دخل فريد وراءه ومازالت نظرات اللوم في عيناه، خرجت الممرضة بعدm اطمئنت عليها واعطتها مسكن للألم، لكن فريد ظل ينظر إليها بدون كلام
حاولت كاثرين تلطيف الأجواء وقالت:
مالك نظراتك كلها غضب ولوم ليه، لعلمك جاكلين علي وصول، شوف بقي هتتعرف عليها ازاي
لم يرد عليها بإجابة تثلج قلبها من لقاء اختها بل ظل يطالعها بضيق الي ان اندفعت فتاة جميل شقراء تماثلها في العمر الي الغرفة فلم تلاحظ وجوده
والقت نفسها عليها وقالت بقلق بالغ واهتمام كبير:
حبيبتي طمنيني عليكي حصلك ايه، وليه من يوم ما رجعتي من زيارة فرحه مطمنتنيش عليكي وقوليلي عملتي ايه من الزفت فريد،
قطع استرسالها في الحديث صوت ضحكه عاليه اتت من خلفها فالتفت ووقعت عيناها عليها
فحدقت به بذعر وقالت بدون انتباه:
فريد هو انت هنا.......
وضعت يدها علي فمها تخرص لسانها من التفوه بالمزيد فقد كشفت هي نفسها دون أن تشعر،
دنا منها فريد وقال بصوت غاضب:
ايوه انا الزفت فريد، ممكن اعرف الانسه تعرفني منين علشان تغلط فيا، الاهم شوفتيني فين قبل كده علشان ت عـ.ـر.في أن انا فريد، والأهم انا شفتك فين قبل كده ملامحك مش غريبة عليا
ارتبكت جاكلين ونظرت الي كاثرين بذعر تريد منها مساعدتها من التخلص من هذا المازق الذي وقعت فيه، نكست كاثرين راسها ارضا هاربا من النظر إليها شاعر بالذنب لانها خانتها وفعلت ما فعلت كي تاتي بها الي هنا وتواجهه بعيدًا عنها بدل من لومها
لم تجد جاكلين بد من مواجهته وقالت بحنق:
ايوه اعرفك لان كاثرين كلمتني عنك وعن مطاردتك ليها ممكن اعرف انت هنا ليه،
صمت فريد برهه وراح بتفحصها كانه يحاول أن يتذكرها فقال فجأة وبصدmه:
لا مش حكاية اختي كاثرين، انت ت عـ.ـر.فيني شكلنا، وانا عرفت السبب يا انسه جاكلين،
انت صديقة فرحه مراتي، واخر واحدة خرجت معاها من المركز يوم اختفاءها
ياه انا دورت عليكي كتير اووي ويامحاسن الصدف اشوفك هنا، بس صدفه غريبة انك تكوني اخت كاثي
ارتجفت جاكلين بذعر من تذكرها له، فهو يعرفها جيدًا فقد رآها عدة مرات قليله لكنه تذكرها
وكان هذا أثناء حضوره لأخذ فرحه التي كانت تطلب منها إلا ترحل الا بعد وصوله
فكانت تنتظر معها وصوله وتسلمه اليه وحين تهم بالانصراف يصر فريد علي ايصالها،
ردت أخيرًا بـ.ـارتباك وخوف من نظرات الغاضبه:
ايوه انا جاكلين صديقه فرحه، كنت بتدور عليا ليه
ابتسم فريد بغموض ماكر ودنا منها وقال :
اظن نسيب كاثرين ترتاح وتجي معايا اعظمك علي الغدا ونتكلم سوا ممكن
ابتعدت عنها بحدة وردت عليه بأشمئزاز:
لاء طبعا مفيش بينا كلام، لو عندك حاجه قولها كاثي اختي وعارفه علاقتي كانت ايه بيك وبفرحه
غمغم فريد بحيرة وسحب مقعد وجلس امامها وقال:
وماله معنديش اي مانع، اول سؤال فين فرحه
ردت عليه وعينها لا تفارق كاثرين المتـ.ـو.ترة:
فرحه بتسال ليه عن فرحه بعد ما اتسببت بموته،
فرحه مـ.ـا.تت يا فريد بيه
هز رأسه متفهًا فكل الدلائل تؤكد موتها، فعاد ووضح سؤال بشكل أكثر:
ماشي عارف انها مـ.ـا.تت، سؤالي الأهم ليه ساعدتها تهرب مني ، ومـ.ـا.تت ازاي وامتي وفين دفنتيها
تسارعت انفاسها وصب جاما غضبها عليه بعصبية مفرطه كانها هي من غدر بها وليس صديقتها:
انت ليك عين تسالني ليه ساعدتها، بعد ما اتجوزت عليها بنت عمك وخطيبتك اللي لولا فرحه كنت خسرت كل ثروتك لوالدها
كنت عايزها تعمل ايه وهي جاية تفرحك بحملها
وبدل ما تقضي ليلة تحتفل وتفرح معها بحملها
منك صدmتها صدmة عمرها
فرحه مـ.ـا.تت من الحـ.ـز.ن وكـ.ـسرت القلب وانت السبب
مكملتش شهرين بعد ما هـ.ـر.بت مرضت جدا ودخلت في غيبوبة ومـ.ـا.تت بعد سبع شهور ارتحت
اخذ نفس عميق ولم تتغير ملامحه أو تتبدل حـ.ـز.نًا عليه فهو كان يعلم بموتها وهذا ليس بجديد، لكن الغريب هو عدm اقتناعه بحديثهاعن موتها المأساوي
تنهد بقلة اهتمام وقال:
تمام قولتي اني ظلمته بجوازى من بنت عمي، وأنها لولا جوزي منها كنت خسرت ثروتي
مش ده اللي أخذته عليا، بس انا مظلمتش فرحه بالعكس كتير حاربتها لانها بتقلل من نفسها
وحاولت ادعمها وادعم ثقتها بنفسها، اشتريت ليها ثياب تناسب تدينها وكنت فرحان بيها شجعتها علي تعليم اللغة وقدmت ليه في المركز معاكي، ده كان ظلم ولا اهتمام وهي اللي بايدها خسرته
انت لازم تفهمي أن زواجي من سوسن عمره ما كان عائق في زواجي منها ابدًا ولا عمري كنت هقصر معاها، ليه حرمت نفسها من حياتها معايا
علي الاقل كانت جربت الحياة معايا لوظلمتها كان يبقي ليها حق،
بالعكس كنت هراعي ربنا فيها وبتضحيتها في سبيل حصولي علي ثروتي زي ما بتقولي ،
ياريتها واجهتني وكنت عرفت منها ليه خافت من سوسن وهي ليها نفس حقوقها ويمكن الافضلية ليها،
اخذ نفس عميق واكمل بحـ.ـز.ن:
صدقيني لو حد اتظلم يبقي انا في حرماني من حقي باني اكون جنبها ارعيها واعدل بينهم مش تظلمتي وتهرب وتسيبني عايش بذنبها،
انا اللي اتظلمت منها يا جاكي لكن هي ظلمت نفسها
ومدام بتقولي انها مـ.ـا.تت فأنا عايز امانتها اللي معاكي
كان كلام فريد منطقي الي حد بعيد، فهو رجل وله حق الزواج، ولم يصدر منه ما جعلها تخاف ظلمه لها،
هل خافت من تسلط سوسن كيف وهو رجل بخاف الله، ولم يصدر ما يؤكد عكس ذلك
لانه لو أراد الحياة مع سوسن كان طلقها لكنه الي الان لم ينساها ويبحث عنها
هذا ما حدثت كاثرين نفسها به، وتالمت علي هجر فرحه له، فرغم عشقه لسوسن لكنه لم يهضمها حقها
حتي انها لم تجرب حتي تهرب منه وتتركه هكذا
نكست كاثرين راسها المًا عليه وارتبكت جاكلين كيف ترد عليها بعد كل ما سرده من حقائق حياته معها،
لكن ما وترها سؤاله عن الامانه فسألته:
أمانة ايه، فرح مكنش معاها اي حاجه لما هـ.ـر.بت،
ابتسم بسخرية وحـ.ـز.ن عميق:
لا انت قولتي أن فرحه كانت حامل ومـ.ـا.تت بعد ٨ شهور يعني ولدت فين ابني او بنتي يا جاكي هو
دي قصدى بالأمانة اللي تركتها معاكي
كانت صدmه كبيرة له لم تستوعبها بان لقاءها بفريد سيجعلها يصل الي ابن فرحه يوسف، فقالت بدون تردد وحسم كي تقطع عليه خط الرجعه:
ايوه حصل خلفت بنت ومـ.ـا.تت بعدها بيومين اسفه كنت اتمني اعذبك باني هاحرمك منها زي ما حرمت فرحه الحياة، لكن القدر كان رحيم ببنتها ورحمها من مرات ابوها ومـ.ـا.تت بعدها
ضغط فريد علي فكه بقوة ودmعت عيناه المًا:
بنت فرحه ربنا رزقها ببنت، مش عارف ليه اتخيلته ولد، ممكن تدليني علي قبرهم حقي اودعهم
عادت جاكلين ودmرت كل وسيله بينهم للطلب الغفران منها :
للاسف لانها مسلمه مكنش في مقابر اقدر ادفنها فيها علشان كده طلبت حرق جثتهم ونثرت رمادهم
صمت فريد طويلا وشعر بان الدنيا اسودت في عيناه
فجأة فنهض لكن جسده تهالك مره اخري علي المقعد
جرت جاكلين عليه فطلب منها كوب ماء
خرجت لكي تاتي له به فنظر إلي كاثرين وقال:
ارتحتي لما و.جـ.ـعتني اختك، يارب تكونو حصلتو علي انتقامكم، انا مش طايقك ولا طايق اشوفك انت او هي للاسف طلعتي ظالمه زيها
فجأة نهض وقرب منها:
اقسم بالله لادفعكم كل ذرة الم عشتها بسببك وانت اللي هتنـ.ـد.مي أشـ.ـد النـ.ـد.م مدام كاثرين
لم يمهلها كي ترد عليه وخرج مسرعا اثناء عودة جاكلين تحمل كوب الماء
اخذت كاثرين تنادى عليها بلا فائدة فسألته اخته::
هو كان ماله مدام قدر يمشي كده، حصل ايه بينكم خلاكي منهارة كده وبتصرخي عليه
,
نظرت إليها والدmـ.ـو.ع تغرق وجنتاها:
ليه يا جاكلين و.جـ.ـعتيه كده، فريد مظلمش فرحه هي اللي ظلمت روحها بعدm ثقتها في نفسها وبمكانتها عندها، اتجوز عليها يمكن كان وعد وملزم بتنفذه، يمكن غلط معاها مدام كان عايش معاها هنا وبجوازه منها صلح غلطته ليه فرحه مصبرتش تفهم منه شكل علاقته بعد جوازه من سوسن
هي ظلمته وانت د.بـ.ـحتيه، اول مره اشوفه حزين ومكـ.ـسور كده، ده اقسم يخليني انـ.ـد.م كانه بيحملني الذنب خايفه يحرمني من بنتي زي ما اتحرم من بنته
اه يا خوفي من اللي جاي
عاد فريد الي شفته شاعرًا بالاتهاك والالم يحتل جسدها القي نفسه علي الاربكه وقبل أن يغمض جفناه أتاه اتصال من أمه تنهد بقوة وحدث نفسه:
أما يا امي كانك حسا بيا وبو.جـ.ـعي وباحتياجي ليكي
فتح معها الاتصال فشعر فجأة بالم يمزق صدره لا يعرف سببه فحدثها بصعوبة محاولًا تناسي الالم :
ماما حبيبتي طمنيني عليكي وعلي اخبـ.ـارك
أتاها بعد صمت طويل صوت أمه الحزين يقول:
انزل يا فريد انزل مصر بسرعه
سألها فريد بخوف بسبب صوتها الحزين وكأنه صدي لنفس الصوت سمعه حين نعت اليه خبر وفاة:
ماما في ايه مالك صوتك موجوع وحزين ليه اوعي
انتخبت امتثال بقوة وردت عليه:
ايوه يا فريد حافظ ابنك مـ.ـا.ت....؟!
إلى ابني،الذي غادر مبكرًا جدًا،لست بحاجة إلى أي شيء في هذا العالم، الا أن أرى وجهك الجميل مرة أخرى، لقد تركتني مبكراً يا ولدي وسأفتقدك إلى الأبد سأحتفظ بذكرياتك حية ولن أتوقف أبدًا عن الغضب من الحياة لفراقنا عن بعضنا البعض. لكني سأظل راضي بقضاء الله. فريد الديميري
________
وقف وسط المقابر يحمل جسد طفله الصغير ضمه الي صدره بقوة وقبله قبل أن يوريه الثري
بعدها انصراف الجميع بعد أن قدmا له واجب العزاء
وقفت والدته تبكي وزوجة عمه فنظر اليهم فريد:
لو سمحتي يا ماما خدي مرات عمي واتفضلو، انتو وياريت مفيش حد يكلم سوسن في حاجه لحد ما اقعد معاها وافهم ايه اللي حصل لحافظ بالظبط
ردت عليه زوجة عمه وحمـ.ـا.ته في نفس الوقت:
ما انا قولتلك يا فريد أن سوسن مش في الفيلا، بعد ما الولد مـ.ـا.ت مشيت وسابتنا وقالت محتاجه يومين تستجمع فيها نفسها بعيد عنا بالذات بعد اتهام والدتك ليها بالاهمال فيه والتسبب بموته
اخذ فريد نفس عميق ونظر الي أمه وقال:
طيب يا ماما شكرًا لمساعدتك ليا بجد، اظن انا قولتلك ملكيش دعوة بيها، ليه تجـ.ـر.حيها وتتهميها
بدون دليل أو برهان،
دنت منه والدته امتثال تعتذر منه وتواسيه في موت ابنه وحفيدها،لكنه بعد عنها وتجنبها قائلًا بحزم:
لو سمحتي يا ماما ارجوكي سبيني لوحدى محتاج اقعد مع ابني قبل ما أودعه
لم يكن في يدها شئ تفعله فأخذت زوجة عمه وحمـ.ـا.ته ووذهبت بها الي بيتها في المزرعة،
ام فريد فجلس أمام قبر صغيره الذي رحل عن العالم دون أن يري من الحياة خيرها او يقاسي من شرها
دmعت عيناه علي فراقه وتذكر محادثة والدته اليه التي أبلغته فيها بخبر وفاته وقال لها بالم:
ماما بتقولي ايه حافظ مـ.ـا.ت، ازاي الدكتور قال إنه بيتحسن مش ممكن اخسره هو كمان، يارب لو ده اختبـ.ـار ليا صبرنا يارب، يارب رحمتك يارب
تنهد بالم واكمل حديثه معها قائلًا:
ماما اوعي تدفني حافظ الا لما اجي، عايز اشوفه واضمه لصدري لاخر مره في حياتي الصبح هكون عندك باذن الله، مش هتاخر عليكم
اغلق معها الاتصال،حاول الحجز علي اول طيارة ذهابه الي مصر وحين لم يجد حجز علي طائرة ذاهبه الي المانيا ومنها اللي مصر ووصل في تمام السادسة صباحا تاني يوم
من أن وصل الي الفيلا هرع الي غرفة صغيره حافظ فرآه ممدد في مهده بلا حراك، خطفه من فراشه ضمه الي صدره بقوة واعتصر جسده في عناق قوي
انتفض فريد حين شعر ببرود جسده الذي كان بـ.ـارد كبرودة الثلج، نزلت دmـ.ـو.عها الساخنه علي وجنتاها
وقال محدثًا إياه بالم يجتاح جوانحه:
اه يا حافظ فارقتك مرتين مره في ابويا ومره فيك
هو انا مكتوب عليا الم الفراق لكل غالي
ظل يبكي فراق ابنه ويضمه الي صدره في حالة من الجنون يريد أن يبعث الدفئ في جسد الصغير البـ.ـارد
كل هذا كان بلا جدوى فروحه فارقت جسده وأصبح جثة هامدة خالية من الحياة والدmاء
بعد فترة من الوقت ارتضي بقضاء الله، وبدا تغسيله بيده وتكفينه واه واه ما اصعب علي الاب تكفين صغيره بيده، فقد كان قلبه يتمزق ويدmي المًا
ثم حمله وسافر الي بلدته ووري جسده الثري والان يقف أمامه قبره يودعه الوداع الاخير قائلًا بحـ.ـز.ن:
اه يا حافظ خذلتك انت كمان بس غـ.ـصـ.ـب عني يا قلب ابيك، انا مسافرتش غير لما اطمنت عليك وانك بتتحسن لو كنت اعرف انها اخر ايامك مكنتش فارقتك لحظة، والله قلبي بيبكي عليك قبل عيني
سامحني يا حبيبي;
انا اللي ظلمتك مش امك مكنش لازم اسمح ليها تكمل الحمل بعد اللي اكشفناه، لانك جيت للدنيا اتعذبت فيها اكتر ما عشت. وفي الاخر مت وانا بعيد عنك، انت كنت نعمه مستهالهاش سامحني يا حافظ سامحني يا ضنايا يارب رحمتك يارب
ظل يبكي علي قبره وينعيه الي ان ربت علي كتفه أحدهم استدار اليها واستقامة ناظرًا اليه بود فقالت:
الباقية في حياتك يا ابني، الست هانم لسه مبلغني
يا حسرتي قلبي عليه ملحقش يرتاح من الالم اللي شافه من يوم ما اتولد ، ربنا يرحمه
أؤما فريد برأسه حـ.ـز.نًا وسألها باهتمام:
ليكي حق والله يا خالتي ملحقش يتحسن ومـ.ـا.ت، بس قوليلي انت هنا ليه سالت عليكي اول ما وصلت
تنهدت زينب وردت عليه بخجل:
والله يا بيه مش عارفه اقولك ايه، بس كنا بنجهز لفرح فاروق ابن اخو عويس، ما صدقنا نسي حبه وهجر فرحه ليه واهو هيتجوز بقي ويشوف حاله،
الا صحيح مفيش اخبـ.ـار عنها وحـ.ـشـ.ـتني اوي اووي وانت قلت انك عارف طريقها وهتطمني عليها
تنهد فريد بقوة وقال بتردد:
ايوه عارف مكانه وقريبا هزورها كنت خلاص هوصل ليها بس جه خبر موت حافظ مع صدmه حصلتلي اجل كل حاجه، المهم انت هترجعي امتي عايز اخد رايك في أمر مهم
طالعته زينب باستغراب:
ما تقول يا فريد بيه خير، وغوشت قلبي اوعي يكون حصل حاجه لفرحه دا انا اروح فيها
ربت فريد علي كتفها بـ.ـارتباك وقال:
اهدي يا خالتي زينب فرحه بخير، خلي ثقتك بالله كبيرة، محدش بياخد أكثر من نصيبه،
شوفي هتروحي امتي وبلغيني انا هفضل يومين هنا بالعزبة اغير فيهم جو قبل ما ارجع الفيلا بمصر
لو احتاجتي اي حاجه بلغيني لحد ما ترجعي اتفقنا
ابتسمت له زينب بمودة وقالت:
والله يا بيه انا مش عارفه ارد جمايلك انت والست امتثال هانم ازاي، ربنا يبـ.ـاركلي فيك ويردك يا فرحه ليا بالسلامه اللهم امين
غامت عين فريد بحـ.ـز.ن وقال:
كله بأمر الله يا خالتي، اتفضلي انت روحي كملي تجهيزات فرح فاروق، وبلغيه لو محتاج اي حاجه انا تحت امره، واعتذري منه لاني مش هقدر احضر الفرح، انت شايفه الظروف
نكست زينب راسها ارضا خجلًا منه:
والله احنا اللي مكسوفين منك يا فريد بيه، الواجب ناجل الفرح، بس مينفعش دي دخلته بكرة وصعب ناجل كل حا فجأة ياريت تسامحنا
تنهد فريد بقوة ورد عليها:
لا يا خالتي مفيش حاجه، كملي فرحكم علي خير، حافظ في مكان احسن من هنا كتيى وزي ما قولتي ارتاح من الالم اللي كان عايش فيه
انا والله لولا حـ.ـز.ني كنت حضرت فرح فاروق وبـ.ـاركت ليه بنفسي، كفاية عليه صدmته في فرحه وهو صبر كتير وان الاوان يفرح ويتجوز،
يلا روحي انت وقوليله اني مش زعلان وربنا يتمم ليه علي خير وعقبال اولادك ان شاء الله
شكرته زينب بامتنان وقالت له :
ربنا يكرم اصلك يا بيه ابن اصول بحق ربنا، اللهي يعطيك ويبـ.ـاركلك في مراتك ويهديهالك ويرزقك منها اللي يعوضك خسارتك لولدك حافظ
سرق فريد شبه ابتسامه من وسط أحزانه وقال:
والله ما في أهدى منها، بس ادعي ليها تعقل وتصدق اني بحبها بجد وعمري ما حبيت غيرها
رفعت يدها الي السماء ودعت بهدية زوجته اليه، ورد ابنتها الي حـ.ـضـ.ـنها حتي تقر عيناها برؤيتها
***********
بعد انصراف زينب والدة فرحه ظل فريد بضع الوقت امام قبر صغيره يودعه ويرثيه الي ان شعر بالوهن والالم يحطم وجدانه، فودعها وغادر الي العزبة
عاد الي الفيلا بالعزبة ما ان دخل اجري اتصال بأحدهم وانتظر الرد:
بعد اكثر من اتصال ردت عليه بصوت خامل:
الو مين معايا
رد فريد بحدة:
انا فريد الديميري يا هدى فين سوسن انا عارف انها عندك خليها تكلمني حالًا أو تفتح تليفونها
ارتبكت الفتاة التي ردت عليه وقالت بتـ.ـو.تر:
سوسن نايمه يا فريد بيه، ياريت تسببها دلوقتي ترتاح من صدmتها في موت حافظ
زفر فريد بحدة وضيق واجاب:
ماشي يا هدى خليها عندك يومين تهدى أعصابها ونفسيتها انا عارف ان صعب عليها اللي حصل، بس بلغيها اني في العزبة هفضل فيها مدة انا كمان اربح اعصابي عايز لما ارجع القيها في الفيلا فاهمه
وياريت ت عـ.ـر.فيها اني مش بحملها موت حافظ، واتهام ماما ليها كان ظالم وانا مش هسكت عليه
سمع تنهيدة قوية بجوارها فعلم انه سوسن تستمع إليه فأكمل بحماس:
هدى بلغيها سلامي وقوليلها اني محتاج ليها أكثر من الاولي خليها ترجع وبلاش عناد سلام
اغلق الاتصال فسألته أمه بغيظ:
ممكن افهم محتاج لسوسن في ايه، اللي كان مخلي ليها مكان بينا حافظ واهو الولد مـ.ـا.ت عايز ترجعها تاني ليه يا فريد انا مش طايقاها في بيتي
امتعض فريد من هجوم والدته وفرض رأيها عليه وقال بهدوء حذر محاولًا السيطرة علي غضبه:
لو سمحتي يا ماما بلاش تضغطي عليا، البيت ده بيتي انا وانا بس اللي اقول مين بعيش فيه ومين لاء وياريت تطلعي سوسن من دmاغك لان كرهك ليها ده ملوش اي داعي والله، وياريت تاخدى مرات عمي وتسافرو مصر محتاج اقعد لوحدى مع نفسي شويا
ثارت عليه امتثال بغضب:
بقي ده جزاىي يا فريد تقولي بيتك وتعيش فيه اللي انت عايزه، خلاص مبقاش في اي تقدير ليا عندك
بعد اللي عملته علشان احافظلك علي ثروتك
ضـ.ـر.ب يده في الحائط منفسًا عن غضبه الذي فقد السيطرة عليه لاول مره ورد عليه بحدة:
حافظتي علي ايه، خدي كل المال ورجعي ابني تاني لحـ.ـضـ.ـني، انا ياما قولتلك المال ده ملعون اهو بسبب المال ده مراتي مـ.ـا.تت وابني مـ.ـا.ت ومراتي التانية بعدت عني، كفاية بقي يا امي ارجوكي كفاية
انا اللي فيا مكفيني مش كفاية عليكي و.جـ.ـعي وحرماني من ابني
زعلانه مني لاني قولت بيته، مهو بردك بيتك بس اديني مساحة استعيد فيها السيطرة علي حياتي
زفر بضيق وحنق يطبق علي صدره وقال:
ولا تزعلي يا ماما اتفضلي الفيلا والمال والثروة والبلد كلها هسيبهم ليكي
وانا هسافر ومش هتشوفي وشي تاني ارتحتي
script>
لم تصدق امتثال ثورة غضب ابنها عليها وقالت:
أهدى أهدى انا مكنتش متخيله انك بتحبها اوي كده،. وبعده عنك هيتعبك بالشكل ده، حقك عليا وسامحني، ولو عايزني اروح ليه بنفسي واعتذر منها وارجعهالك وافهمها كل حاجه انا موافقه، المهم عندي تكون بخير ولا اني اشوفك مدmر بالشكل ده
اخذ فريد نفس طويل وضم والدته الي صدره وقبل راسها وابتسم بجزع:
و.جـ.ـعي وألمي علي موت ابني، بس مش هنكر اني بحب مراتي ومشتاق ليها جدا، بس اعتذارك ملهوش داعي يا ست الكل، انا هرجعها وهصالحها بطريقتي
رغم اني زعلان منها اوي بسبب موقفها مني لكن انا مسامحها لان قلبي ميقدرش علي فراقها أكثر من كده، بس هي تهدى عليا وانا هعوضها
القي جسده المنهك علي الأريكة وقال:
ماما بعد اذنك لو انت نازله مصر خدى مرات عمي معاكي، عايز اعيش لوحدى بعيد عن أي ضغوط محتاج أرتب اولوياتي، وانا فترة كده وهرجع ليكم أرتب شوية حاجات قبل ما اسافر علي انجلترا،
ثم قبل يدها كنوع من الاعتذار لثورته عليها واكمل:
ادعيلي يا امي ربنا يهدى مراتي عليا، اوعدك اخلص رسالتي وا
رجع مصر ومش هسافر تاني ابدا، لان بعد ما حبيبتي ترجع لحـ.ـضـ.ـني مش هسمح للغربة تفرقني تاتي عنها، اه يا ماما لو ت عـ.ـر.في مشتاق ليها ازاي، لولا الحداد علي ابني كنت رحت ليها ورجعتها
ابتسمت له امتثال وتمنت له السعادة والعودة اليه حتي يسعد قلب ابنها بالحياة معها وتنجب له الذرية التي تعوضه حرمانه من ابنه
ضحكت فجأة وقالت له وهي تشير اليها:
شوفت اهي حمـ.ـا.تك جت علي السيرة ، زي ما تكون حسا انك بتتكلم علي بنتها، يلا اسيبك معاها واطلع انا اجهز نفسي للسفر سلام
تركته امتثال بجلس وحده مع حمـ.ـا.ته، ليخبرها فريد بخططه المستقبليه مع ابنتها عشيقه روحه
****************
في لندن
بعد مرور شهر علي سفر فريد، عادت كاثرين الي حياتها العملية بعد أن فكت الجبس وشفيت جروحها
وفي الإجازة الاسبوعية،
ذهبت الي زيارة ابنتها سامنتا وطلبت من جيسي ان تأخذها لزيارة خالتها وابنها في الريف الانجليزى
وافقت جيسي علي مضض فهي امها ولا تستطيع
رفض طلبها وبالذات انها لا توجد أي اوراق قانونية بينهم تثبت حقها بالتبني
اخذت كاثرين سامتنا وذهبت الي اختها كي تقضي معها ألويك اند
ما ان وصلت استقبلتها جاكلين بترحاب شـ.ـديد وحفاوة واخذت منها اختها الطفله وضمتها الي صدرها وقالت:
بقيتي زي القمر يا فرحه، احلي من امك كمان
عادت كاثرين اليهم بعدmا غيرت ثيابها وبحثت عن طفل فرحه في البيت ولم تجده فسألتها بلهفه:
اومال فين يوسف مش موجود في البيت ليه
انزلت جاكلين الطفله ارضا وقالت لها بهدوء:
اطمني يوسف موجود بس عند جاره ليا بتركه عندها طول اليوم مع اولادها وباخدها وقت النوم، بصراحه خايفه فريد يوصلي وياخده مني ويبلغ عني كمان
بالذات بعد ما كذبت عليها وقولتله ان فرحه خلفت بنت ومـ.ـا.تت مش ولد
نظرت إليه كاثرين شزرًا وقالت بغضب:
ارتاحي فريد من يوم ما صدmتيه بموت فرحه وبنتها وهو اختفي، لدرجة قلقت عليه وطلبت من سام يسأل عنه، ولما راح وسأل عنه عرف أنه سافر تاني يوم مواجهتيه في المستشفي، ومرجعش تاني
خلاص يا جاكلين فريد فقد الامل في فرحه وابنها
بس غريبة عرف منين انها حامل
غمغمت جاكلين بـ.ـارتباك وقالت:
عرف مني وقعت في الكلام قدامه من غير ما احس
ما انت كنت موجودة وقت ما وجهني ولا نسيتي
المهم مالك زعلانه كده علشان سافر اهو ريحنا من الضغط والقلق اللي سببه لينا بوجوده
كده هربي يوسف وانا مرتاحه، ثواني اروح اجيبه
خرجت جاكلين كي تاتي بالطفل وظلت كاثرين تنظر الي مجموعة الصور التي تجمعه بها وبيوسف وطفلتها سامتنا، فلاحظت الشبه الكبير بينه وبين ابيه وتتسالت بالم وحـ.ـز.ن كبير تعمق بداخلها:
ياتري ابنك من سوسن شكلك زي يوسف كده،
ولا شكل والدته
تنهدت بتثاقل وضمت طفلتها الي صدرها بحنان وهي تتأمل ملامحها، وابتسم بمرح:
الحمد لله انك مش شبه باباكي، كان زمان انكشف امري وعرف بوجودك وخدك مني
فجأة نهضت عند دخول جاكلين تحمل يوسف ذو العام ونصف، اجلست طفلتها ونهضت وأخذته منها وضمته اليه وقالت:
ماشاء الله كبر يا جاكلين وكله بقي شكل فريد فعلا
ابن ابيه
دفعتها جاكلين بغيظ وثارت عليها:
شكلك وقعتي في هواه انت مـ.ـجـ.ـنو.نه يا كاثرين كنا عايزين منتقم منه للي عمله في فرحه تقومي تقعي في حبه، اعمل فيكي ايه علشان تفوقي
تاففت كاثرين وضمت يوسف وسامتنا الي صدرها بحنان وقالت:
اهدى يا جاكي فريد خلاص سافر ومش راجع حتي لو رجع مش هيفكر فيا، بعد صدmته في موت مـ.ـر.اته وبنته،زي ما قولتيله، بصراحه كنت قاسية عليه اووي
حملت كاثرين الطفلين وذهبت بيهم الي غرفتها واكملت حديثها وهي في طريقها :
الاولاد هينامو معايا النهاردة عن اذنك
دخلت الي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست تداعب الطفلين وتلعب معهم الي غفا الاثنين في حـ.ـضـ.ـنها ضمتهم اليها وقبلتهم واراحت راسها علي وسادتها ، الي ان قالت وهي تتأمل يوسف:
ابوك وحشني اوووي يا يوسف، نفسي اعرف ظهر في حياتي ليه وعلقني بيه مدام ناوي يختفي، فين وعده باني هكون ليه مهما حاولت ابعد عنه لكن في الاخر هو اللي بعد وسافر لمـ.ـر.اته حبيبها ونسيني
ظلت تحدثهم وهما نيام الي ان غفت هي الاخري،
في صباح اليوم التالي حضر ابيها وقضي اليوم سويا
رغم سعادة كاثرين بوجودها بينهم إلا أن فكرها ظل مشغول علي فريد الذي غاب منذ شهر ولم يعود
بعد انتهاء الإجازة ارجعت ابنتها سامنتا الي جيسي وستيف وعادت هي الي عملها:
*******
مرت بها الايام ثقيله ومبهمه، الي ان اتي يوم أصابها فيه الرعـ.ـب,والخوف من مواجهة غير متوقعه
حين اتت اليها أحد الزميلات بالعمل وقالت بذعر:
اهربي كاثرين اليو هنا ومعاه امر من المحكمه باستلام بنتهمنك، بس الغريب هو عرف منين
لم تشعر كاثرين بنفسها الا وهي تقع ارضا مغشيًا عليها، فاقت بعد فترة لا تعلم كم طالت لتنظر حولها بحيرة فرات بعض صديقاتها معها وسام
نهضت وامسكت يده وقالت برجاء:
سام قولي فعلا اليو هنا ومعاه حكم باستلام البنت بس ازاي عرف
ربت علي كتفها وقال بهدوء:
متقلقيش اليو مش معاه حكم محكمه ولا حاجه كل الحكاية عمل لعبة ذكية ومنها اكتشف انك خلفتي بنت وحاليا بيدور عليكي علشان يعرف بنته فين
حتي لو رفع قضية بالاوراق اللي قدر يوصلها باثبات استحالة يتحكم ليه فيها ، لانه غير امين علي البنت بسبب السوابق اللي عليها وسوء سمعته
اخذت نفس عميق وظلت تردد الدعاء في سرها، الي. ان انصرف اصدقاء الا سام الذي اخذ يدها بين يداه وسألها بقلق:
كاثي ممكن اعرف انت علاقتك بفريد وصلت لفين، هو الوحيد اللي يقدر ينقذك من ابتزاز اليو ليكي ده ملياردير، والفلوس عنده ملهاش اي اهمية
اسبلت كاثرين عيناها وقالت بالم:
علاقتنا انتهت قبل ما تبتدى، من يوم ما سافر معرفش عنه حاجه المهم قولي اليوم فين دلوقتي
غمغم بريبة من ردها المبهم وقال:
اليو مشي طبعا بعد ما اتاكد من عدm وجودك، لكن متستبعديش يجي في اي وقت علشان يوصلك
بس انا أكدت علي الأمن لو شافه يبلغك
تنهدت براحه وتغلغلت الطمأنينة الي قلبها من جديد، ونهضت عن الفراش وشكر سام الذي امسك يدها وقال بحرارة:
كاث مدام موضوعك مع فريد مش هيكمل ما تفكري تكملي حياتك معايا، انت عارف انا...
اشاحت بنظرها بعيد عنه فقطع حديثه شاعر برفضها
مشاعره نحوه وعزمه علي الارتباط بها، لكنها دائما ما صدتها حتي الان وهي في شـ.ـدة الاحتياج لإنسان صادق يقف بجوارها ابتسم سام بجزع وقال:
الظاهر أن مفيش فايدة مهما اعمل قلبك مش ملكك علشان تختاري بحريتك، انا اسف اوعدك متكلمش معاكي تاني في الموضوع ده،
يلا غيري الطقم بتاع الشغل، وتعالي معايا اوصلك
ردت عليه بابتسامه مقتضبة وقالت:
اوك ياريت تسبقني انت وانا هحصلك وشكرا علي كل حاجه عملتها علشاني، انت لولا وقوفك جنبي ومساعدتك ليا مش عارفه كان هيحصلي أيه
بجد يا سام انت ونعم الاخ والصديق
منحها شبه ابتسامه وتركها وهو يؤكد علي انتظارها في سيارتها حتي يوصلها كم اتفق معها
غيرت كاثرين ثياب العمل وخرجت مع أحد زميلاتها
وأثناء خروجها سمعت أحدهم يناديها بقوة:
كاثرين كاثرين
استدارت ونظرت إلي من ينادى عليها ، فدنا منها الي ان وقف امامها وسألته بريبة وتـ.ـو.تر شـ.ـديد:
نعم اي خدmه، حضرتك عايزني في ايه
رد عليها الرجل وهو بتفحصها من أخمص قدmها الي منبة شعرها وقال بتعجب وريبة:
انت مين؟!
↚
في فيلا فريد الديميري
كان يرتب حقيبته ويجهز نفسه الي السفر بانجلترا
سمع طرق خفيف علي الباب فطلب من الطارق الدخول،
دخل عليه طفل في عمر الحادية عشر تقريبا وسأله:
ابيه فريد هو انت هتسافر تاني
ابتسم لها فريد وطلب منه أن يدنو منه وقال:
اه يا محمد مسافر اكمل رسالتي واقفل حسابات قديمة ليا في انجلترا، بقولك ايه رايك تجي معايا تزور باباكي ايه مش وحشك
نكس محمد راسه وقال:
طبعا وحشني ووحشني اووي، بس انا زعلان اووي لان خلاص مش هيبقي خالو بعد موت حافظ انا كنت بحبه اووي يا ابيه وبحب العب معاه
ضمها فريد الي صدره وترقرقت الدmـ.ـو.ع في عيناه وهو يتذكر صغيره:
ومين مش زعلان حافظ كان ملاك دخل حياتنا بحب وخرج كنسمه صيف ، مين قالك انك مش هتبقي خالو، اوعدك بعد ما اختك ترجع بالسلامه، هنجيب اطفال كتير وكلهم هيقولك يا خالو
عاتقها الطفل بحب وسعادة:
انا بحبك اووي يا ابيه، وان شاء الله ربنا يديلكم انت وابلة بدل حافظ اطفال كتير اووي، واكون انا خالهم الكبير اتفقنا،
ضحك فريد من روحه الطيبه وقال له:
طيب روح قول لمامتك اني عايزها في موضوع مهم، يلا علشان انا ساعة ومسافر
خرج محمد يجري كي ينادى أمه فاصتدm بامتثال والدة فريد اعتذر منها واكمل طريقة، دلفت اليه أمه ونظرت الي اغراضه التي يرتبها وسألته:
بردك مسافر يافريد مش كفاية يا ابني غربة، ايه اخرت الدراسة اللي سرقاك من دا، انت عندك شركات وأموال تكفيك انت واولادك واحفادك طول العمر،
زفر فريد بضيق ورد عليها:
تاني يا ماما انا قولتلك مئة مره، العلم هدفي ولو فنيت عمري مش كفاية، أما المال ده من يوم ما ورثته وأصبح اكبر نقمه عليا
مراتي الاولي مـ.ـا.تت وابني اول فرحتي مـ.ـا.ت، وحاليا مش قادر ارضي الإنسان الوحيدة اللي حبيتها واختارتها علشان تكون شريكة لحياتي وكله بسبب بدايتك السيئة معاها
تنهدت امتثال بالم وردت عليه:
غلطت بس غـ.ـصـ.ـب عني خوفي من عمك وطمعه فيك
خلاني عملت معاها اللي عملته لازم تعذر خوفي عليك، واظن بعد معاملتي الحسنه لامها واخواته واستضافتهم في بيتي ده ياكد ليها و ليك اني عايز أكفر عن غلطتي في حقها، اعمل ايه تاني قولي
قبلها فريد علي راسها ورد عليها:
مين قالك اني عايز منك تعملي حاجه، اصبري عليا ارجع بس من السفر بعد ما اخلص كل متعلقاتي هناك، واوعدك ارجعها الفيلا ونعيش كلنا مع بعض في سعادة وهنا واحفاد كتير يملو عليكي حياتك،
عانقتها امتثال بحب :
ربنا يبـ.ـاركلي فيك يا فريد انت ونعمه الابن والزوج
يابخت مراتك بيك، بتفكرني بابوك مكنش بيشوف حد غيري مهما عاشر، علشان كده ربنا هيبـ.ـاركلك في حياتك معاها وهيعوضكم بالذرية الصالحه
تنهد فريد بقوة وهو يتذكر كل ذكرياته الحلوة مع معشوقته فشرد بعيدًا عاد علي صوت حمـ.ـا.ته:
ايوه يا ابني محمد قالي انك عايزني خير
اخذ فريد بيدها واجلسها بجوار والدته وقال:
انتو عارفين كويس اني اتاثرت بموت حافظ ويمكن ده السبب اللي خلاني مضغطش علي سوسن علشان ترجع، لكني مسافر ومش مطمن عليها وهي عائشة عند صاحبتها شاعرة. بالذنب
فانا قبل ما اسافر هرجعها هنا وعايز وعد منكم تتعاملون معها بمودة ولطف وبدون حساسية
ادوها الفرصه تستعيد ثقتها بنفسها، علشان تقدر تكون جديرة بحمل مسؤولية احفادكم، اتفقنا
نهضت حمـ.ـا.ته ونظرت إليه بحيرة:
وانا يا بني هعاملها وحش ليه، دا انا موجوعها لو.جـ.ـعها وحسا بيها مش بالساهل عليها موت حافظ دي هي اللي وهبته الحياة ومن دmها، وعاشت ترعاه طول فترة مرضه من غير ما تقصر أو تشتكي أو تطلب مساعدة من حد،
ياما كنت يشوفها تنام علي نفسها وهي سهرانه بيه واطلب منها تسيبو ليا كانت بتفرض وتقول ده ابني وعمري كله مش خسارة فيه
لكن القدر كان ليها بالمرصاد مجرد ما اطمنت عليه وخرجت مع صاحبتها، رجعت اتصـ.ـد.مت بموته، كان روحه كانت متعلقه بيها، لما غابت عنه سلمت روحه الي ربه وانتهي من معاناته،
أخذها فريد في حـ.ـضـ.ـنه وكفكف دmـ.ـو.عها وقال:
حافظ هيفضل ذكره حلوه رغم الم وو.جـ.ـعه طول أيامه اللي عاشها،لكن باذن الله بنتك هترجع تاني وهتعوضني بأولاد كتير يسعدو حياتنا
تركها واخذ يغلق حقيبته ويجهز أوراقه وقال:
احنا كده اتفقنا علي كل حاجه، هعدى علي هدى قبل ما اروح المطار اجيب سوسن وارحعلكم
واتمنا لما ارجع تكون كلكم في وىام وبالذات انت يا ماما لانك جـ.ـر.حتيها وهي مقصرتش
سلام وانتظروني بالكتير علي اخر الاسبوع باذن الله
************
في المستشفي بانجلترا
خرجت كاثرين بصحبة صديقتها وأثناء خروجهم نادها شخص ما فردت عليها بحيرة فقد كانت تراه لاول مره وشعرت بالقشعريرة من نظرته اليه:
نعم اي خدmه انا كاثرين
نظر اليه الرجل بصدmه:
انت مين مستحيل تكوني كاثرين
ردت عليه صديقتها مـ.ـا.تيلدا بحزم:
script>
دي. فعلا مش كاثرين صديقتك مـ.ـا.تيو دي صديقه لينا شغالة معانا هنا من فترة، قولنا ليك كذا مره صديقتك سابت الشغل واتجوزت افهم بقي
ظلت كاثرين تنظر إليه بتوجس وعيناه تحوم عليها بشر فدنا منها وجذبها اليه بتملك:
مش مهم هي كاثرين والتاني كاثرين تعالي معايا يا حلوة نعيش حياتنا ونستمتع بيها
خلصت كاثرين نفسها منه بصعوبة، ونزلت بكف يدها علي وجهه بصفعه مدوية جعلت عيناه تقدح شرًا
وصرخت فيه:
انت ازي تلمسي كده يا وقح يا سـ.ـا.فل
غامت عيناه بشر وغضب عارم، وشعرت حينها بأنه سيقـ.ـتـ.ـلها حتمًا بعد أن أخرج سلاح أبيض من جيبه
ووجه اليها كانها سيمزقها به،
حين رأت مـ.ـا.تيلدا ذلك صرخت واستنجدت بالأمن الذي اتيوامسك بها،وامسكت هي بيد كاثرين وقالت:
يلا بينا من هنا بسرعه، دا لو فلت من الأمن مش هيرحمك،
جرت معها كاثرين مسرعا الي ان وصلت الي سيارة سام التي كان ينتظرها وحين رآها تجري اليه هي ومـ.ـا.تيلدا مذعورين ترجل من السيارة وسألهم:
مالكم في ايه وبتجرو بخوف كده من مين كان شياطين الجحيم بتطاردكم
دفعت مـ.ـا.تيلدا كاثرين في سيارته وقالت له:
خد كاثرين وامشي من هنا بسرعه، مـ.ـا.تيو الأمن سيطر عليه بس مظنش أنهم هيقدرو عليه كتير، انت عارفه دا مجرم ولو وصل لكاثرين هيقـ.ـتـ.ـلها بدm بـ.ـارد
نظر إلي كاثرين بقلق وسألها:
ليه انت عملتي ليه ايه، اصلا ت عـ.ـر.فيه منين،
صاحت فيه مـ.ـا.تيلدا:
مش وقته سام خدها وامشي من هنا بسرعه هي هتبقي تحكيلك في الطريق المهم تبعد بيها عن هنا،
وانت كاثي متفكريش تجي الفترة الجاية المستشفي، لحد ما نشوف هيعنل ايه ، وانا هحاول اخد ليكي اجازه مفتوحه ماشي،
انطلق سام بالسيارة واخذ يربت علي كتف كاثرين
محاولًا تهديئتها وسألها:
ممكن افهم حصل ايه وانت عرفتي مـ.ـا.تيو منين
بجسد يرتعد بشـ.ـدة خرج صوتها مهزوز :
انا معرفهوش هو ناداني ورديت عليها ولما مـ.ـا.تيلدا قالت ليه اني مش صديقته، ضمني لصدره وانا خلصت نفسي منه وضـ.ـر.بت بالقلم
معرفش ايه اللي حصل لقيته طلع مطوة وهيضـ.ـر.بني بيها، هـ.ـر.بتتي مـ.ـا.تيلدا منه، بس مين المجرم ده
تنهد سام بغضب واخذ يضـ.ـر.ب عجلة القيادة بقوة:
ده واحد حقير ومجرم ومغتصب، مكنش لازم
تردي عليه كده مش هيرحمك
مش عارف هتخلصي منه ازاي بعد كده، معندكيش حل غير انك تسافري لأختك أو لابوكي النمسا،
وضعت كاثرين يدها علي وجهه بذعر:
يعني ايه ههرب تاني طيب ....
واجهشت بالبكاء حزينه علي نفسها وعلي حياتها التي تتسرب من يدها بين هروب وخوف
***********
بعد مرور يومين وهي في شقتها لا تخرج منها إلا للضرورة القصوى أو لشراء طلباتها الخاصه
كانت تجلس أمام التليفزيون تشعر بالملل والخوف،
وفجأة رن جرس الباب انتفضت خوفا وهبت واقفه
دنت بخطوات خفيفه لا تسمع وأغلقت سلسلة الأمن وسالت بصوت مرتفع:
مين مين
أتاه صوت اشتاقت اليه وظنت انها خسرته:
انا فريد يا كاثرين افتح.....
قطع حديثه بأن فتحت الباب والقت نفسها علي صدره وقبلت وجنتاه بشوق جارف ثم دفنت راسها في جوف صدره وقالت:
فريد وحـ.ـشـ.ـتني حشـ.ـتـ.ـيني و كنت فين وليه ياباني معقول كنت بتعاقبني
ضمها اليه فريد بقوة ودخل بها الي شقتها واغلق خلفه الباب واخذ يقبلها باشتهاءورغبة الي ان هتف:
وانت كمان حشـ.ـتـ.ـيني و أوي كاثى وبجنون محتاج ليك
رفعت راسها عن صدره ولمحت الحـ.ـز.ن في عيناه فسألته بقلق شاعرة بأن به خطب ما:
مالك فريد فيك ايه وكنت فين طول المدة اللي فاتت ومحتاج ليا في ايه انا تحت امرك
ضمها اليه بقوة أكبر وجذبهة الي ان اوقعها علي الأريكة وجلس بجوارها وقال برغبة تقـ.ـتـ.ـله شوقا اليها:
كاثي انا عايزك محتاج تكوني في حـ.ـضـ.ـني واعيش معاكي اقوى اللحظات الحميمية ارجوكي مـ.ـا.ترفضيش لاني لو خرجت من هنا مش هتشوفي وشي تاتي
بلعت ريقها بصعوبة وردت عليها بتردد وجسد مرتعد من خوف الفراق إن لم ترضخ له :
فريد انت عايز تقيم معايا علاقة...؟!
مضى الكثير من الوقت و لم نلتقي في هذه الحياة، بينما أجلس أتأمل الهواء الطلق هل ستأتي لكي نجتمع صدفة و نقول ما أجمل هذه اللخظات التي جمعتنا ربما لن يحدث ذلك و لكن ما زالَت اتخيل مشاعر هذا الشعور الجميل، الذي رسم على قلبي و شفتاي الأبتسامة ليتنا نلتقي الأن لكي ننسى ما حولنا و نتأمل عيون بعضنا فقط، من كانَ يتصور أن حتى تخيل تلك اللحظات الجميلة قادرة على أن تُشعر روحنا بالسعادة هكذا،
تناست كاثرين نفسها بين أحضان فريد الذي قال لها وبدون مقدmـ.ـا.ت عن رغبته في إقامة علاقه معها
لم تصدق انه يشتاق اليها الي هذه الدرجة هل غيابه عنها جعله يتمني ان يتملكها لهذا عرض عليه عن رغبته فيها فسألته:
فريد انت عايز تقيم معايا علاقة حميمية بس ياتري ده انتقام ولا فعلا رغبة ليك فيا
غامت عيناه وشـ.ـدها اليه وقال بجدية وتحدى:
تعالي في حـ.ـضـ.ـني وانت هت عـ.ـر.في انتقام ولا رغبة
واخذ يقبلها بشغف وإثارة حتي اذابها بين يداه وتذوقت معه حلاوة العشق،
فتحت عيناها علي صوت طرق متواصل علي باب شقتها، نظرت حولها فلم تجده واخذت تناديه بلوعه،
أعادها الي رشـ.ـدها وصوته يرد عليها بحـ.ـز.ن مكتوم:
ايوه يا كاثى انا فريد بتصرخي ليه عليا افتحي
عدلت من هندامها ونظرت الي نفسها في المرٱة كي تتأكد بان ما حدث كان مجرد حلم ليس الا،
تقدmت نحو الباب بخطوات ثقيله وسالت:
مين بره انت بجد فريد
رد عليها فريد بقلق:
ايوة يا كاثى افتحي في ايه، وكنت بنصرخي ليه
فتحت الباب والقت نفسها عليه كم حلمت واخذت تبكي بحرقه وخوف:
فريد ليه سبتني، انت وحـ.ـشـ.ـتني اوي اوي اسفه لاني زعلتك بس جاكلين طبعها جاف طول عمرها
ربت فريد علي كتفها بهدوء وقال:
أهدى يا كاثى انا لا زعلان منك ولا من جاكي، المهم طمنيني عليكي روحت المستشفي قالو أن في. واحد اتهجم عليكي، ومن يومها اخذتي إجازة وبعدتي عن المستشفي، قوليلي مين ده وكان عايز منك ايه
هزت راسها بعدm فهم وقالت:
معرفهوش كان اول مره اشوفه يومها كان بيدور علي صديقته ولما ملقهاش عرض عليا اكون مكانه طبعا ضـ.ـر.بته، هو اتجنن وطلع سلاح عايز يقـ.ـتـ.ـلني بيه
انتفضت فجأة علي تذكر ما حدث فضمها اليه وقال:
طيب ادخلي البسي وتعالي معايا نتعشي بره، اوعي تخافي أبدًا وانت معايا انا هعرف الكـ.ـلـ.ـب ازاي يتجراء عليكي وهاخد معاه إجراء يوفر ليكي الامان
تنهدت كاثرين براحه فوجوده وحده أعطاها شعور الامان، افسحت له باب شقتها وطلبت منه الدخول:
ادخل يا فريد وقولي مالك كده شكلك حزين ومهموم ووشك خاسس هو انت مريـ.ـض وليه غبت في مصر كل ده معقول كنت مشتاق لمرأتك اوي كده
ضحك فريد ودفعها الي الداخل وقال:
بصراحه انا مشتاق ليها وبجنون، بس مكنش في مجال اكون معاها، انا نزلت مصر مش علشانها لكن علشان ابني حافظ مـ.ـا.ت
حدقت فيها بصدmه ووضعت يدها علي فمها تكتم شهقتها التي تعبر عن شـ.ـدة المها لمصابة:
اه علي الو.جـ.ـع ربنا يرحمك بيه، الطفل الصغير لما يموت بيكون رحمه لوالديه،
عادت ووقفت امامه ووضعت يدها علي كتفها تربت عليها وتواسيها قائلة::
حسا قد ايه قلبك و.جـ.ـعك علي فراقه و مامته اكيد هتموت من القهرة عليها ، ربنا يصبرها وينزل السلوى علي قلبها، كده فهمت سبب غيابك كان ليك حق تفضل معاها،الباقية في حياتك ربنا يصبرك انت كمان
هز فريد راسها متفهمًا حـ.ـز.نها ومواساته له وقال:
ممكن بقي تدخلي تغيري وتجي معايا نتعشا سويا محتاج اقعد معاكي واقفل كل حاجه قبل ما اسافر كمان يومين لمصر
جفلت بصدmه غير مصدقه تخليه عن رسالته بسبب حـ.ـز.نه علي ابنه ربما لكي يظل بجوار زوجته يواسيها
فسألته بحيرة:
يعني ايه تقفل كل حاجه قبل مـ.ـا.تسافر ،معقول يا فريد هتنازل عن إكمال دراستك وعلمك اللي بتعشقه دي كلها شهر وهتنال الدكتوراة
افتر ثغرة عن ابتسامه صغيرة لا تعبر عن مكنون نفسه والصرع الدائرة فيها بين رغبته بها وشوقه اليه وقال بهدوء مريب:
مش فريد الديميري اللي يراهن علي قلب بنت علشان ينال درجة علميه، الرسالة ممكن اعوضها لكن اخلاقياتي ومبادئ غير قابله للتعويض لو خسرتها يبقي خسرت نفسي وذاتي، اظن سام بلغك بالرهان،
فجأة غير مجري الحديث وقال:
اسمعي الكلام كأثي وتعالي نخرج لان لو فضلت معاكي هنا مش هكون مسؤول عن عدm سيطرتي في التعبير عن مشاعري نحوك
ثم لازم الكـ.ـلـ.ـب اللي فكر ياذيكي والتسبب في رعـ.ـبك وانعزالك ياخد جزاءه ودي حاجه بسيطه بقدmهالك
كان حديثه عن اخذ حقها من مـ.ـا.تيو سبب لاطاعته فهي أرادت أن تكون معه علي سجيتها في شقتها لكنه يرفض الدخول كانه فاقد السيطرة علي نفسه
تركته امام الباب ينتظرها ودخلت الي غرفتها ارتدت ثيابها والكوليه الالماظ الذي أهداها ايه فهي لا ترتديه الا عند لقاءها لكن الخاتم لا ببـ.ـارح اصبعها من يوم ألبسها اياه، كانها تخاف أن تفقده تلك الذاكرة الجميلة إذا نزعته :
خرجت اليه بعدmا تهيأت جيدًا فراته مكانه لم يتحرك
دنت منه وسألته عن رايه في ثيابها، فنظر إليها باشمئزاز وضيق:
حلو بس مش مناسب ليكي، يلا بينا الحجز هينتظرنا لحد ٨ بعد كده هيسحبوه
نظرت الي ساعتها وقالت بتعجب:
بس احنا لسه الساعه ٦ يعني بدري اوي هنلحق
اخذ بيدها ودلف الي المصعد وقال:
ما قولتلك اللي غلط في حقك لازم يتادب الاول، احنا هنروح المركز وبعدها هنتعشي سوا، يلا يا قمر*************
وصلت كاثرين بصحبة فريد الي مركز الشرطه وقابله المسؤول بحفاوة بالغه وقال له:
دكتور فريد شرفت ، احب اطمنك انه تم مع المجرم كل اللي طلبته بالتمام، اتفضل
↚
قمة الألم ان اهبك ثقتي فتضيعها، أن أنشـ.ـد في ظلك الأمان فتسلب مني أماني واستقراري،ثم تتركني هائمه على وجهي وقد فقدت ثقتي بكِ وبنفسي وبكل من حولي، فأي حـ.ـز.ن هذا الذي ألبستيني إياه، حتى صار الحـ.ـز.ن والانكسار لباسي ووسادتي وغطائي
وقفت فرحه أمام المرآة بعدmا استعادت وجهه طبيعته الربانية، ملست علي محياها بتحبب كانها اشتاقت الي ملامحها التي هجرتها بـ.ـارداتها، ونزلت دmـ.ـو.عها حـ.ـز.نًا علي ما وصل إليها حاله حتي تتنكر في هيئة غيرها، فجأة ارتجفت علي صوت فريد الساخر وهو يقول لها بلوم:
اظن طبيعتك اللي خلقك الله عليها اجمل يا فرحه،
ابتلعت ارياقها بخوف وحاولت الهرب منه بفتح الباب لكنه كان مغلق بأحكام كم توقعت،
فا من المؤكد انه اتي بها الي هنا بعدmا رتب كل شئ كي يكشف سرها فاكتشف حقيقتها
الا أن تفكيرها شابه الخطأ فاعادت التفكير وسالت نفسها بحيرة وذعر:
معقول كان عارف انا مين علشان كده كان بيفرض نفسه عليا مستحيل طيب ليه مواجهنيش
رفعت عيناها التي تهرب بها من النظر اليه ومواجهته، فراته يشير إليه قائلًا بهدوء:
تعالي يا فرحه جمبي هنا، الشئ الوحيد اللي ممكن يحميكي من غضبي انك تلجأي لحـ.ـضـ.ـني تهرب فيه
فكرت أن تعارضه خوفًا مما سيفعله معها أن سيطر عليه، لكن نظرته الحانية اليها جعلتها تثق به بانها لن ياذيها، لانه لو ارد كان اذاها دون انتظار استيقاظها:
دنت منه بتردد وهي تتحسس خطواتها اليه خائفه من القادm معه، لهذا كان أقدامها علي اطاعته سبب ابتسامه ساحرة ارتسمت علي وجهه المجهد الحزين،
رفع نصف جسده وجذبها اليه فوقعت علي صدره
script>
فحملها وهو يمعن النظر الي عيناها البريئة التي اشتاق بالنظر اليها،
رفعها عنه وممدها بجواره ولم يتركها الا بعد أن التهم شفتاها بقبله قوية انعشت روحه، تنهد وقال:
شاطرة وناصحه انك لجأتي لحـ.ـضـ.ـني ملاذك وامانك، لان عنادك وتحديكي ليا كان هيبقي وابل عليكي
ضمها اليه ودفن راسها في جوف صدره وقال:
يلابقي زي الشاطره كده عايز منك تحكيلي كل حاجه ليه هـ.ـر.بتي مني، واتخليتي عن ابني لجاكلين، والأهم من كل ده ليه انتحلتي شخصية كاثرين وهي فين، وبعد ما هـ.ـر.بتي كنتي فين اول ثلاث شهور، كل ده عايزك تجاوبي عليه وبالتفصيل،
صمتت وهي تتأمل ملامحه الوسيمة التي تعشقه لا تستطيع إنكار هذا وهروبها كان هروب من عشقها له بعد أن خذله بزوجه من غيرها، بعد أن وعدها بسعادة وهناء لا بنتهي، هـ.ـر.بت كي تثأر لكرامتها منه،
طال صمتها فرفع فريد راسها بيدها وقال بهدوء:
اتكلمي يا فرحه، ليه عملتي كل ده وحرمتيني منك ومن فرحتي بولادتك لابننا، ليه صعبتبها عليا وانت كنت السكن لروحي الهائمه في الحياة بلا هدف
لم تستوعب حديثها اليه هل هذا اعتراف منه بعشقها لكن كيف يعشقها ويتزوج عليها فصاحت بحنق؟!
كذاب ومنافق لو كنت السكن لروحك ليه عذبت روحي واتجوزت عليا، قولي سبب يخليك تقهرني بعد ما ضحيت بكل دنيتي وحياتي علشانك وليك
دفعته بقسوة وهمت لتنهض من جواره جذبها فقال بلهجة أمره ومحذرا:
خليكي هنا في حـ.ـضـ.ـني ملكيش مهرب منا لحد ما اخلص كلامي معاكي بعدها هشوف هنكمل حياتنا تاتي ازاي مع بعض
اظن كده خلصتي اللي عندك ولا لسه في إضافة
اخذ تضـ.ـر.به علي صدره العاري بانهيار وبكت بحرقه:
لا يا فريد بيه مخلصتش، بتسالني كنت فين اول ثلاث شهور، مش دول اللي دورت عليا فيهم ولما ملقتنيش خدت مراتك وسافرت علي مصر من غير ما تعرف حصلي ايه او جرالي ايه بعدك
راجع ليه تدور عليا وعايز مني ايه، كنت فين وانا مريـ.ـضه بين الحياة والموت شهور، جاي تطالب بابنك،
ابنك اللي حافظت عليه رغم مرضي وخطورة حملي علي صحتي، ايه عايزه يعوضك عن ابنك اللي مـ.ـا.ت
لا يا فريد انا لا هقبل اكون ليك مجرد ام لأبنك ولا ابني هيكون بديل لفقدك ابنك حافظ فاهم
غامت عيناه بشر وشعرت أن غضبه وصل الي منتهاه، فخشيت علي نفسها منه، وهـ.ـر.بت من النظر اليه لكنها تشجعت وعادت تكمل ما بدأته فصاحت فيه بحدة وأخرجت كل الحـ.ـز.ن والمرارة التي كانت بسببها وشعرت بها كانها ثقل جاثم علي قلبها بخـ.ـنـ.ـقها ويزهق روحها ويفقدها الحياة فقالت له باندفاع:
عايزه اعرف راجع ليه يا فريد بعد ما سبتني سنتين، مكنتش تعرف حالي ايه وعايشه ازاي،معقول اشتقت لحـ.ـضـ.ـني بعد ما فرضت نفسك عليا وانا بشخصية كاثرين،قول راجع ليه وعايز مني ايه اللي بينا خلاص انتهي من يوم جوزك عليا فاهم انتهي ودلوقتي هتكون النهاية بطـ.ـلا.قي منك طلقني يا فريد بيه
امسكها من كتفها وراح يهزها بقوة. سخط:
مش هطلقك يا فرحه فاهمه مش هطلقك وهتفضلي علي ذمتي ليوم الدين، شئ الوحيد اللي كان ممكن اطلقك بسببه ، انك تكوني سافرة، لكن الحمد لله، كنت زي ما اتوقعت حره ومتدينه
دفعته في صدره بكلتا يداها وثارت عليه بغضب تأثر لكرامتها المجروحه من الشك في اخلاقها:
ايوه حره غـ.ـصـ.ـب عنك، بس انت ظالم وكل اللي يهمك جـ.ـسمي ما صدقت بقيت بين ايدك وخدت مني اللي يرضيك ويشبع رجولتك حتي مهنش عليك تسترني
امسك فريد فكها بيده وضغط عليه بغضب ورد عليها مفسرًا موقفه منها بعزة نفس وكبرياء:
مش انا يا فرحه مش فريد الديميري اللي ياخد.حقه الشرعي من زوجه مغيبه وفاقدة الاحساس
يا غـ.ـبـ.ـية دا انا كنت بكره نفسي لما بقيم معاكي علاقه وانت رفضاها وغير متجاوبة وبعدت عنك وحرمت نفسي منك،لما حسيت اني باخد حقي منك بالغـ.ـصـ.ـب،
متخيله يا بلهاء اني ممكن المسك وارضي نفسي علي حسابك حتي لو مشتاق ليكي.وهموت عليكي لا طبعا
ترك فكها بضيق واكمل بحدة:
ولعلمك المرة الوحيدة اللي فقدت فيها السيطرة علي نفسي معاكي، كان يوم ما رجعنا من عند جيسي فاكرة، لكن لو كان حصل كنت رجعت بيكي علي هنا لحد ما اخلص اوراقك ونسافر، لكن ربنا ستر
شعرت فرحه بالخجل من نفسها لاتهامها الجائر لها، لكن سوء ظنها فيه كان بسبب ما فعله معها أثناء تنكرها بشخصية كاثرين، من اشتهاءه لها وتجراءه الدائم عليها فسألته بحيرة:
طيب ايه معني كلامك انك كنت ممكن تطلقني لو لقيتني سافرة، انا عمري ما كنت ولا هكون سافره او منحله اخلاقيًا، انا ولله الحمد متدينه
علمتني حياة الكتابة أن أرتاب من الكلمـ.ـا.ت، فأكثرها شفافيةً غالباً ما يكون أكثر خيانة.فلا تبكي على كأس انكـ.ـسر. ولا تَيأس عَلى قلب. من حجر.. ولا تشفع لمن خان يوماً أو غدر. ولا تقل رحل حبيبي. بل قل رحل من كَان ملاكاً في عيني، وعَاد إلي طباع البشر.
عاد فريد الي مصر بعد مرور شهر من غدر فرحه به وهروبها منه بعد أن سامحها علي هروبها منه اول مره وفسر لها سبب اضطراره في بعدها عنها، وقضي معها ليلة عشق طويلة اشتاقت لها نفسه
عاد الي فيلته وبداخله غضب عارم وحقد كبير عليها متوعدًا بالانتقام منها وعدm العفو عنها،
بعدmا حرمته لثاني مره من ابنها يوسف الذي لم يراه او يحمله بين يداه الي هذه اللحظه،
دلف الي داخل الفيلا فالتقي بوالدتها التي سألته بلهفه وشوق وهي تنظر خلفه:
فين مراتك وابنك يا فريد، مش قولت هترجع بيهم
علي اخر الاسبوع عدا شهر ومرجعتش بيهم بردك،
هما فين وحصل ايه وليه مرجعتش بفرحه ويوسف
غامت عيناه بضيق والقي جسده بتهالك علي احد المقاعد، وشبك يداه أمام وجهه وقال:
هـ.ـر.بت مني مراتي خدت ابني وهـ.ـر.بت، ايه رايك في العروسة اللي جوزتهالي وسلمتها اسمي وشرفي،
ياتري يا امتثال هانم التصرف معاها يكون ازاي،
سمع صوت من خلفه يرد عليه. بغضب وحسرة:
طلقها لانها مستاهلش تحمل اسمك، فرحه غـ.ـبـ.ـية وانت كنت معاها ابن اصوال، حقك عليا يا بيه، لكن بنتي ناقصه ربابة ومحناجه تتربي من جديد،
ضحك فريد يتهكم ورد علي زينب بهدوء حذر:
مين قال اني مش هطلقها، لكن مش هسمح لحد يربيها اويعلمها ازاي تحترم جوزها غيري،
اوعدك يا خالتي بعد ما ترجع مصر و ترجع ابني وتعترف بغلطها وقتها هرحمي من جحيمي واطلقها
لكن قبل ما يحصل ده ، انا حاليا بادبها وهخليها تلف حوالين نفسها، لحد ما تنزل مصر غـ.ـصـ.ـب عنها
وضعت زينب يدها علي راسها واخذت تردد بالم ووعويل وتندد حسرة علي ابنتها وما ينتظرها:
اه يا مراري ويا حـ.ـز.ن الحـ.ـز.ن عليكي يا ضنايا، ضيعني نفسك وضيعتينا معاكي، ياخسارة تربيتي فيكي ليه منك لله يا فرحه ،خطيتي راس ابوكي في الطين ولبستينا العار،
ربتت امتثال علي زينب تواسيها والحـ.ـز.ن يقطر الم بداخلها، ثم رمقت ابنها بحيرة وسألته:
كلامك بيقول انك عارف مكانها طيب ليه مرجعتهاش معاك وكنت حاسبتها في بيتك زي ما انت عايز ، او حتي كنت رجعت حفيدى، مشتاقه اشوف يوسف مش كفاية اتحرمت من حافظ؛
نهض فريد وضم والدته وحمـ.ـا.ته تحت جناحه وقال:
script>
ايوه عارف مكانه وعارف راحت فين وعايشه مع مين وبتعمل ايه،
لكني قفلت كل حاجه في وشها، مش هسمح ليها تعيش حياتها زي ما كانت في انجلترا، لما عاشت بشخصيه غير شخصيتها، واتصورت انها خدعتني لكني سبتها بمزاجي
لكن دلوقتي غير لازم ادبها واخليها تعرف أن الله حق الهانم سافرت النمسا وعايشة مع صاحبتها جاكلين
بس هانت كلها ايام ومش هتلاقي ليها مهرب من الرجوع لمصر، وقتها هتجي هنا وهتعرف قيمة الحياة اللي منحتها ليها ورفضتها بغباء
ربتت زينب علي كتفه وقالت بحـ.ـز.ن وانكسار:
انت ليك حق في اي حاجه عملها، بنتي كـ.ـسرتنا وضيعت اي حق ليها بعروبها منك،
بس ياريت تسامحني يا ابني انا هاخد ولادي وارجع بيتي اقفل عليا باب ، خلاص مبقاش ليا عين احطها في وشكم ولا اقعد في بيتك أو اعيش من كرمك عليا وعلي اولادى بعد عملة بنتي السودة معاك،
ضحك فريد وضمها اليه من جديد:
لا طبعا انت مش هتتحركي من هنا، ثم انت مش ضيفه ده بيت حفيدك،
لان لو حتي بنتك غلطت في انت جدة يوسف وليكي حق عليا علشان خاطره ده غير انت والدة مراتي لحد الان؛ وزي ما قولتلك بنتك هتتادب ولو مينفعش معاها الادب هطلقها،
ادعي بس ترجع لعقلها قبل ما قلبي يقفل منها وقتها مش هيكون ليها مكان في الحياة كلها، وهيبقي حقي لانها غدرت وخانت ثقتي فيها
لطـ.ـمـ.ـت زينب خدها بذعر وحدقت فيه سأله:
معقول هتموتها يا بيه ياسواد السواد، دي غلبانه والله وعمايلها كلها خايبه وحياة ابنك اسمع منها الاول يمكن يكون ليها عذرها وياريت تسامحها ، دي فرحه والله اغلب من التغلب
اخذ فريد نفس عميق وقبل راسها بمودة وقال باسمًا يتهكم وغموض يحيط بمغزي كلامه:
متقلقيش عليها، بنتك مامنه وحاميه نفسها كويس، بس هي عندها تهور وغباء، محتاجه تفوق لنفسها وافعالها، لاما اكـ.ـسر دmاغها وافرمطها يمكن تستوعب هي بقت مرات مين ومكانتها ايه
ركهم وعدل من هندامه. واستعاد بعض هدوءه بعدmا استفاض بما يجيش به صدره من غضب عليها وعلي افعاله، اخذ نفس ونظر حوله بساؤول:
هي فين سوسن مش شايفه، ايه سابت الفيلا تاتي
ردت عليه امتثال بحيرة :
لا في اوضتها حبسا نفسها فيها من يوم سفرك،
مق والدته بريبة وعاد وسألها:
ماما اوعي تكوني زعلتها او جـ.ـر.حتها بالكلام انا وصيتك عليها دي ملهاش حد غيرنا،
ضـ.ـر.بت كف يداها في بعضهم البعض وردت عليه بتاكيد قاطع أن تكون سبب عزلتها:
والله أبدًا دا انا بشفق عليها بسبب حـ.ـز.نها علي حافظ رغم أنه حفيدى وحـ.ـز.ني عليه واجع قلبي
لكن هي مش قادرة تتخطاه وكل يوم اسمعها بتعيط عليها كانها بتلوم نفسها علي موته،
قطب ما بين حجباه بضيق ونادى علي احد الخدmـ.ـا.ت التي أتت إليه ملبيا:
امرك يا فريد بيه حمدلله بالسلامه
رد عليها فريد ببشاشة وحنو يمتاز به في معاملاته:
الله يسلمك يا صباح،عايزه منك تطلعي لستك سوسن
بلغيها بوصولي وخليها تحصلني علي اوضتي يلا
أسرعت من امامه الخادmة تنفذ امره ونظر هو الي والدته وحمـ.ـا.ته وقال:
هطلع اريح جـ.ـسمي من السفر، وباذن الله لما اصحي هحكي ليكم اللي حصل بيني وبين فرحه بالتفصيل،
بس مش عايز حد يزعجني عن اذنكم
صعد فريد الي غرفته وبعد قليل رأو سوسن في طريقها اليه، نظرت اليهم رمقتهم بحيرة وعيون ذبلة من الحـ.ـز.ن، دنت من غرفته طرقت الباب عليه فتح لها فريد مرحبًا بها:
ادخلي يا سوسن مال عينك انت كنت بتبكي ولا ايه
↚
الحقيقة هي الشئ المحسوم لكل افعالنا،قد يستاء منها البعض، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، لكنها تبقى موجودة. فان اردت الخدع فافضل وأسلم طريقة لذلك قول الحقيقة البحتة، فلا أحد يصدقها. نصيحه لكل عاقل ، معرفة نصف الحقيقة أشر من الجهل بها.
وصلت فرحه برفقة جاكلين والطفلين الي مطار القاهرة، غياب طال سنتان وثمان من الشهور،
ما ان وطئت قدmاها ارض الوطن، الا وكانت عيون مترقبه وصولها تترصدها وتراقب كل تحركاتها،
اخذت نفس عميق تتشمم فيه ريح وطنها الحبيب بلدها التي تركتها مجبرة خوفًا من مواجهة والدها، بزواجها دون أذنه،
حين تذكرت ابيها وحياتها البسيطة التي كانت تحبها وخطيبها الذي كان سيصبح زوجها لولا ظهور فريد في حياتها التي قلبها راسًا علي عقب وبين ليلة وضحاها أصبحت زوجته شرعًا، بعدmا عاد مخمورًا وفرض نفسه عليها ورفضت تطليقها،
فهـ.ـر.بت معه بعدmا تعذر عليه مواجهة ابيها بزواجه منها ولمرض والدته التي اوصتها الا تخبرها خوفًا عليه من مواجهة عمه،لم يكن امامها الا قبول عرضه بالسفر معه تنهدت بقوة وهي تتذكر الي اين ذهبت بها الايام وكيف أصبح حالها الان؟!
حينها هـ.ـر.بت دmعه من عيناها لا تعلم سببها هل هي علي مامضي من عمرها أو خوفًا من ماهو قادm،؟!
رأت جاكلين دmـ.ـو.عها كفكفتها وضمتها إليها وقالت:
وبعدين يا فرحه، فين شجاعتك ولا خوفك مآثر عليكي، خلي بالك الجاي محتاجك قوية زي ماكنت دائما قبل فريد لان هو سر ضعفك،
اتذكري انك قوية اوي من غيره شوفي انجزتي ازاي وانت بعيد عنه مجرد ما بيظهر بتكوني في أضعف حالاتك وبتستلمي لقدرك معاه، كانه محور كونك
نظرت الي الجو العام من حولها وقالت بمرح:
شكلي هحب بلدكم جوها دافئ رغم أنه خانق لكن لذيذ، ت عـ.ـر.في دي اول مره اخرج من أروبا
يلا بينا نخلص اللي جايين علشانه وبعدها تفسحيني وتخليني ازور كل حته في مصر قبل ما نسافر، انا ضيفتك واظن عملت معاكي الواجب في انجلترا
استطاعت جاكلين بخفة دmها وروحها انتزاع الابتسامة من وسط أحزانها فردت عليها فرحه بروح شاردة وعيون خائفة مترددة كانها تشعر بأن أحد يراقبها قائلة بعفوية وتلقائية:
من عيني بس لعلمك انا وانت عايزين اللي يفسحنا لاني زيك معرفش حاجه في مصر غير بلدى والوادي اللي اتربيت فيه، لكن اللي يسال مايتوهش يلا بينا
استقلا إحدى سيارات الأجرة ووصلوا الي الفندق التي قامت جاكلين بالحجز لهم فيه
استقبلها عامل الاستقبال بحفاوة واعطاها مفاتيح الجناح الخاص بهم ومعها كل ما طلبت عن نظام رعاية الأطفال بالفندق،
قرات الإرشادات ومواعيد الرعاية، التي كانت متاحه من الثامنة صباحًا الي السادسة مساءًا، فاطمئن قلبها فبذلك يستطيعون أن يسافرو إلي البلد لملاقاة أهلها دون اخذ الطفلين معهم فتنهدت براحه:
الحمد لله كده مشكلة السفر اتحلت والاولاد هيكون في امان ومتوفر ليهم الرعاية بعيد عن متقلبات الجو والسفر بيهم وبهدلتهم معانا، ويعالم هيحصل ايه،
اعترضت جاكلين علي ذلك وقالت:
انت ازاي تفكري كده يعني ايه انا وانت نسافر ونسيب الاولاد بدون ما يكون حد منا معاها يواليهم الاهتمام، اسفه يا فرحه لو انت جايلك قلب تسافر وتسبيهم انا معنديش، سافري انت وانا هفضل هنا
اطمن عليهم كل ساعة، كده افضل للكل واسلم
وافقت فرحه فليس امامها خيار اخر، وهذا افضل ربما يحدث ما لا يحمد عقباه بألا تعود بعد مواجهتها لاهلها، وقتها جاكلين ستستطيع أن تتصرف جيدًا
**************
في فيلا فريد الديميري
استيقظ علي رنين هاتفه، أخذه ونظر الي اسم المتصل كاد يغلقه لم يسبب له من إزعاج،
لكنه انتفض فجأة ورد بلهفه:
الو معاك يا شادى طمني في جديد، الاولاد بخير،
ابتسم المتصل الذي كان مدير المكتب المسؤول عن مراقبة فرحه ونقل جميع تحركاتها اليه، عن طريق عملاء مكلفين بذلك فرد عليه بمهنية:
كل حاجه تمام وتحت السيطرة يا فريد بيه، فريق المراقبة بلغني دلوقتي أن المدام استأجرت سيارة خاصه للسفر الي احد القري،
والطفلين تحت رعاية جاليسة من الفندق، وصديقتها حاليا علي بسين الفندق متسطحه علي الشزلونك من الواضح بتعمل tan فرصة
اجنبيه جاية تستمتع بشمس بلدنا كم هو معتاد
تنهد فريد براحه وسأله باهتمام بالغ:
افهم من كلامك ان الاطفال لوحدهم حاليا في رعاية
احدي جليسات الفندق، انت متاكد
أكد شادى ما وصل إليه:
أيوة متاكد ومتقلقش في واحد من رجالتي معاهم،
وزي ما طلبت ان المدام متغبش عن عينا في واحد وراها في كل مكان،، في طلبات تانية يا بيه
ابتسم بمكر ورد عليه:
لاء مفيش حاليا، اي اخبـ.ـار توصلك بلغني بيها اول باول، وابعتلي رقم المتابع للاولاد عايز أكلمه ضروري
اطاعه المسؤول دون السؤال عن سبب طلبه الرقم
لم تمر دقيقه وأرسل له رساله به،
اغلق فريد معه الاتصال ونهض من فراشه بكل همه ونشاط، دلف الي المرحاض اخذ حمام سريع وخرج ارتدي ثيابها وخرج من الفيلا مسرعًا دون أن يبلغ احد وجهته،
نصف ساعه وكان يقف أمام الفندق التي تقيم فيه فرحه وجاكلين، اخذ نفس عميق واتصل بمن يراقب الاطفال وانتظر أن يرد عليه
أتاه صوت أجش وقوى يسأل بحدة:
مين معايا
إجابة فريد بثقة:
انا فريد الديميري، اظن شادى عرفك أن المهمة اللي بتشتغل عليها دي لحسابي الشخصي،
قولي انت فين حاليا وايه الوضع عندك، الاولاد لسه مع المربية لوحدها ولا في حد تاني معاهم بالجناح
القي بنظرة من منظارة الخاصة نحو الجناح وقال:
لا يا سعادة البيه الاولاد موجودبن مع المربية لكن الأجنبية حاليا معاهم، علي ما اظن بتطمن عليهم،
زفر فريد بضيق وتافف وقال له بجدية:
طيب انا هنا في كافية الفندق اول ما تخرج الانسه من عندهم بلغني فاهم انا بانتظارك
اغلق معه الاتصال وطلب من عامل الكافيه وجبة إفطار اسبيشيال كي يتناولها أثناء انتظاره
قبل أن ينهي أفطاره أتاه اتصال أبلغه أن الجليسة اخذت الاولاد الي ملاهي الاطفال الموجودة بالفندق وهم حاليا امامه، والانسه تستريح بالجناح
لم تكن لي، تذكرت ذلك وأنا استشهد بغيابك الأزل وأوثق عرى الحقيقة بالتفريط المهين وبافعالك الغامضة! لم أكن لك مع كل مقاومـ.ـا.ت الفرص مع كل مواقف التهاون في حقي الذي سلبتها مني دون ارداتي، الي ان مالت كفة المنطق الرَزَانَة على العاطفة المـ.ـجـ.ـنو.نه وتشببث جلاء العقل الرشاد على استسلام القلب الجهول.... فرحه
نزلت دmـ.ـو.ع فرحه بلا. توقف من هول صدmتها في وفاة ابيها، فسألت زوجة فاروق بلوعه:
ابويا مـ.ـا.ت يا هدى ازاي وامتي، اه يا و.جـ.ـع قلبي عليكي يابا اه ياحسرتي علي حرماني منك يا غالي
قطع نحيبها ورثاءها علي ابيها صوت فاروق الحانق:
بتتحسري علي ابوكي وانت السبب في موته يا بنت عمي، الله يسامحك حرمتينا منه،
ظرت إليه بعين يملاءهم الرعـ.ـب والحـ.ـز.ن وانكسار الروح، فشعرت ان الأرض تميد بها، فجأة غامت الدنيا في عيناها ووقعت مغشيًا عليها
لم تعلم كم طال بها الوقت لكن حين فتحت عيناها رأت هدى تبتسم اليها بحنان وبشاشة قائلة:
قلبك بقي خفيف من امتي يا فرحه، دا انت كنت قوية وتفوتي ف الحديد ومحدش بيقدر يهزك بكلمه
شكل عشرتك للبهوات والانجليز خلت قلبك رهيف
اسبلت جفناها وبكت بحرقه وهي تسألها:
بحق الله متكدبيش عليا بجد ابويا مـ.ـا.ت بسبب زي فاروق ما بيقول بس ليه دا انا عملت كل ده علشانه
لتعود وتسمع صوت فاروق الحانق عليها:
script>
حصل اتجوزتي ابن الهانم، وكـ.ـسرتيني قدام الكل بقلة حيلتي، ابوك الموت رحمه من السنة الناس اللي كانت زي الكرابيج بتجلدني بكلامهم المسموم
الله يسامحك يا فرحه يابنت عمي، قصرتي برقبتي وخلتيها قد السمسمه قدام اللي يسوي وما يسواس ودوستي علي كرامتي لما فضلتي البيه بماله عليا
انتفضت من علي الفراش ونظرت إليه بذعر، وتسالت مغزي كلامه هل يتخيل بانها تنازلت عن شرفها للبيه الذي هـ.ـر.بت معه، وتركته قبل زفافها عليه بإيام وكل هذا من اجل المال، هل يظن بها السوء
إذن فمن المؤكد أنه لن يتركها دون أن يؤذيها لكي يغسل عاره وعار ابيها ويسترد كرامتها بأن يريق دmائها فسألته بتوجس عن قصده:
انا مش فاهمه حاجه، انت هتعمل فيا ايه يافاروف بعد موت بابا معقول هتنتقم مني ولا هتقـ.ـتـ.ـلني علشان ترفع راسك، بس الاول لازم تتأكد اني شريفه وشرف عمك منصان، انا اتجوزت بس والله
أوقفها حديثها بحركه من يده واخذ يطالعها بشوق فهي كانت ولازالت عشيقة روحه، لقد تغيرت عن ذي قبل وأصبحت كالبرنسيسات وجمالها الرباني منحها أفضلية، فصارت تناسب وضعها الجديد كانها خلقت له، تعالت بينهم النظرات وانكمشت فرحه علي نفسها خوفًا، فدنا منها يتاملها بحيرة سائلًا نفسه من هو كي يملك هذا الجمال الرقيق البديع كالوردة اليانعه، هل لتظل معه في الطين الي ان تذبل وتضيع نشوة رحيقها،كلا هي لم تخلق له أو الي حياة الشقاء التي يحياها لقد ذهبت إلي من يستحقها ويحافظ عليها،
ارتبكت هدى من نظرت زوجها الحادة الي فرحه وقالت تلطف الأجواء بينهم:
وبعدين معاك يا فاروق انت كده هتخوفها منك، يلا اخرج خليها تاخد راحتها ولما تفوق ابقي اتكلم معاها
غامت عيناها بضيق ورد علي زوجته بحدة:
تخاف مني بس، انت عارفه كنت ناوي ليها علي ايه بعد ما عرفت بمـ.ـوت عمي بسببها
لكن خلاص مبقاش منه فائدة ، النصيب غلاب
دفنت فرحه وجهه بين كفاها وأخذت تبكي بحرقه:
يعني فعلا بابا مـ.ـا.ت بسببي وانا اللي حياتي اتبدلت واتجوزت راجـ.ـل كنت بالنسباله غلطه، علشان ابويا يعيش لأخواتي، كل ده راح في الهواء، اه ياكـ.ـسرت قلبي وقطم ظهري عليك. يابا مين ليا من بعدك يابا هيكون سندى ويشيل همي،ويحميني من غدر الايام
كان عندى امل تسامحني لما تعرف عملت كده ليه اه يا حـ.ـز.ني عليك يابا وعلي ايامي الجاية من غيرك
ربتت هدى علي كتفها وضمتها الي صدرها تواسيها وقالت لها كي تهدأ من الم فراق ابيها:
استهدى بالله يا فرحه، ابوكي مافتش من عمره يوم ده اجله انتهي علي كده، والبركة في اخواتك وامك، وابن عمك فاروق موجود اهو سندك وضهرك
نهضت من جوارها وربتت علي كتف زوجها باعتزاز:
اوعي تفتكري أن فاروق هياذيكي او يقدر ياذيكي، يمكن لو وصلك اياميها كان اذاكي بعد كـ.ـسرت نفسه قدام أهل البلد، اللي مرحمهوش
لكن جمايل جوزك عليه وعلي الكل اللي بالبلد، خلاه ميقدرش يرفع عينه فيكي، ولا حد يقدر يتكلم عنك نص كلمة
ثم ابتسمت لها بحنان واكملت:
ربنا يبـ.ـاركلك في جوزك وفي ابنكم انت بنت حلال وتستاهلي الخير اللي انكتبلك معاه، بس هو ابنك فين وليه البيه معرفكيش أن ابوكي مـ.ـا.ت
أصابت الحيرة فرحه هل يعرفون من هو زوجها، وماهو المعرف الذي قدmه لفاروق فجعله غير قادر علي اذيتها، ابنها منه من أخبرهم عنه كل هذه اسئلة تراصت في عقلها دون اجابة، فأصيب بالم شـ.ـديد بالرأس من عدm قدرتها علي الاستيعاب، وضعت يدها علي صدغها تشكو الالم فاشفق عليها فاروق الغاضب منها علي هجرها له وقال لزوجته:
روح هاتي قرصين اسبرين لفرحه، وسبيني اتكلم معاها شويا يلا ياهدى
اؤمـ.ـا.ت لها بالموافقة وقبل المغادرة رمقتة بنظرات حادة تحذره من العبث معها كي ينتقم منها وقالت:
حاضر بس خلي بالك منها وبلاش تضغط عليها، احنا مش قد زعل فريد بيه ولا ايه يا فاروق
ابتسم لها علي مضض ورد عليها بقلة حيلة:
اكيد يا هدى روحي هاتي الأسبرين واعملي لينا كوبيتين شاي من ايدك الحلوة علي ما تجهزي الغدا،
خرجت هدى بعدmا اطمئنت من أن زوجها لن يقدm علي اذيتها اكرامًا لزوجها الذي أكرمه بأفعاله معه؛
جذب فاروق معقدًا وجلس بجوار الفراش وراح ينزل الي ملامحها الحزينه وعيونها التي عشقها وحرم منها بالم ولوعه، فراها تنكمش علي نفسها وتبتعد عنه خوفًا، ابتسم بحسرة ومرارة تحيق بحلقه:
اتغيرتي يا فرحه طول عمرك جريئة ومش بتخافي من حد، والفرحه كانت دائما مالية عيونك، يمكن لانك كنت دائمًا علي حق، لكن ..
↚
لقد انتزعت الثقة ثم مـ.ـا.تت ثم دفنت . حين أتذكر ذاتي التي سلبت مني ذات يوم .. فأدرك أن حدثًا واحداً يستطيع تغيير الكثير .
مضي بها الوقت سريعًا واستاذنت في الانصراف لكن قبلها علمت منه مـ.ـو.ت والدها وقدmت له واجب العزاء
ليخبرها بان الله عوضه خيرًا بزوجته والان تحمل طفله لكن رغم كل ذلك فهو لا يزال يكن لها المحبة في قلبه ومعزته لديه دون الغير
عادت فرحه الي الفندق منهكه نفسا وجسديا، دلفت الي الجناح التي تسكنه مع جاكلين
هرعت اليه جاكلين ما ان رأتها عانقتها بـ.ـارتياح:
حمدالله بالسلامة، انا كنت ساعة واتصل بفريد أبلغه انك عند اهلك بالبلد ها طمنيني عملت ايه
ألقت جسدها علي الفراش واجهشت بالبكاء حـ.ـز.نًا وقهرة علي ما فات وماهو ات فسألتها جاكلين بقلق:
فرحه بليز طمنيني حصل ايه، والدك طردك طيب اذاكي اخواتك كويسن ما تردي عليا
رفعت فرحه وجهه عن الفراش وقالت بحـ.ـز.ن:
بابا مـ.ـا.ت بسببي جاكي، وفريد عرف الكل اني مـ.ـر.اته وكمان امي واخواتي عنده في الفيلا بيرعاهم
حتي ماما عرفت انه اتجوز عليا بنت عمه، والغريب أنه وقف مع فاروق وانقذه من المـ.ـو.ت
فريد عمل كل حاجه علشان يكسب اهلي ويقبلو بجوازنا ويتحرر من شعوره بالذنب، لكنه مش قادر يحسسني بالأمان ولا يمنح روحي السلام
ربتت جاكلين علي كتفها وجذبتها الي حـ.ـضـ.ـنها تواسيها وقالت:
طيب يا فرحه ما تديله فرصه، الواضح أن فريد بيحبك محدش بيعمل كل ده لانسانه هجرته الا لو بيعشقها، مش علشان ياخدك خدامه لمـ.ـر.اته زي ما عقلك بيصور ليكي،
هزت فرحه راسها بحدة واجابتها بالحقيقة التي جعلته ترفض عودتها اليه:
ياريت يقبلني خدامه، بس يكون ليا لوحدى، انا أنانية فيه يا جاكلين، مش قادرة اتحمل واحدة تانية تشاركني فيه،
انا هبعد عنه لاني مش هريحه ولا ارتاح، وفي الاخر هيكون مصيرنا الطـ.ـلا.ق لانه استحالة يطـ.ـلق بنت عمه علشاني، انت مسمعتيش وهو بيتغزل في عشقها ازاي
انا مستحيل اكمل معاه علشان بس بقدر اسعده في العلاقة، حياتي مع فريد لازم تنتهي
اخذت نفس عميق وقالت بحسم:
جهزي نفسك بكرة هتجي معايا للمحامي اللي هرفع عنده قضية الخلع وانا واثقة انه هيقدر يخلصني منه
سالتها جاكلين بحيرة:
ايه ده انت في دmاغك حد معين علي كده
هزت فرحه راسها بتأكد:
ايوه صديق عمره عادل، وقبل ما تسالي ازاي صديقه يقف ضده علشاني
هقولك أن عادل كان هيمـ.ـو.ت ويدخلني مسابقة ملكات الجمال، انا هوهمه اني موافقه علشان يطـ.ـلقني
صفقت لها جاكلين بإعجاب ساخر وقالت:
بس يا خايبة مفيش ملكات جمال متجوزين، لكن ده ميمنعش انك تبهريه بجمالك ودي سبيها عليا
بس في حاجه حصلت النهاردة عايزه اقولك عليها وبصراحه مش قادرة افهمها:
سالتها فرحه وهي تنزع عنها ثيابها:
حاجه ايه وفين الاولاد اتعشو. لا لسه
اؤمـ.ـا.ت جاكلين بالايجاب وقالت لها:
ايوه اتعشو ونامو من بدري علي فكرة الحاجه اللي هقولك عليها تخص الاولاد، الجليسة بلغتني أن في دكتور كشف عليهم وده إجراء روتيني بحت
لكن سامنتا قالت انها تعرفه الدكتور وكمان يوسف قال إنه حبه جدا ونفسه يلعب معاه تاتي، بس سامتنا رفضت تقولي هو مين وقالت هتبلغك انت عنه
ألقت فرحه ما في يدها وهرعت الي غرفة الاطفال
وقبلتهم وهما نائمين كالملائكة وردت علي جاكلين:
خلاص يا جاكي لما نرجع من عند المحامي هبقي اسال سامنتا، بلاش اصحيها دلوقتي هتبقي مقريفه ومش هتنام تاني، وانا مجهده جدا ونفسي انام مـ.ـو.ت
ومدام هما بخير وقدام عيني ده يكفيني ويرضيني
عادت وقبلتهم بحب وحنان جارف، وخرجت من غرفتهم لتلقي نفسها علي الفراش وتغفو سريعًا
****************
في صباح اليوم التالي
استيقظت فرحه علي شفاه رطبه تقبلها فتحت عيناها بتكاسل وضمت أطفالها الي صدرها بحب:
حبايب قلبي ماما وحشتوني اووي، سامحوني اني سبتكم امبـ.ـارح طول اليوم بس هو مشوار النهاردة واوعدكم بعد كده مش هبعد عنكم تاتي
دفعتهم عنها برفق وقالت:
يلا روحو علي خالتو جاكي صحوها الكسلان دي
جري الطفلان الي غرفة جاكي ولم يتركوها الا بعدmا استيقاظت ورافقتهم الي فرحه وقالت لها بنزق:
طيب انت مش مرتاحه وعايزه تطلقي ذنبي انا ايه تقلي راحتي وتصحيني من احلي نومه
نهضت فرحه ودفعتها نحو المرحاض وقالت لها:
بطلي كسل النهاردة يوم حاسم في حياتي، الا بيها هقدر اتحدى ضعفي واخلص من ارتباطي بفريد
يلا يا جاكي خلصي لازم الحق عادل في المحكمة قبل ما يروح مكتبه، لاني معرفهوش
اتساعت حدقتاها باستغراب وسألته بحيرة:
ازاي عايزه تلحقيه في. المحكمه ومت عـ.ـر.فيش مكتبه، انت ايه ضمنك اصلا ان هيكون في المحكمه دلوقتي
أخرجت هاتفها فتحت علي احد صفحات البحث،
وأشارت الي احد الاسماء:
ده رقمه عملت عليه سيرش علي جوجل، ظهر الرقم لكن مظهرش ليا محل عمله، فاتصلت بيه وقلت اني زبونه من زبائنه وعايزه ضروري
فقالي تعاليلي المكتب بكرة الساعه ٦ بليل وطبعا كان صعب ارجع واقوله اني معرفش مكتبه، فالحيت عليه أن الموضوع صعب يتأخر لحد ٦
فقالي أنه عنده مرافعة في محكمة الأسرة الساعه ١٠
ودلوقتي الساعه ٨ علي ما نلبس ونفطر هتبقي الساعه ٩ يدوب نلحق نوصل علي ١٠ فهمتي يلا بقي مفيش وقت للكسلك دلوقتي خالص
وافقت جاكلين مرغمه، وكذلك نهضت فرحه وارتدت ثيابها علي عجل، واتصلت بإدارة الفندق لارسال جليسة للاطفال الي حين عودتها
أغلقت الاتصال ونظرت الي ساعتها فدنت منها سامنتا وقالت بمرح:
ماما ماما، انا عايزه عمو، اروح معاه، انا بحبه اوي
إذا كنت حقاً تريد الهروب من أشياء تؤرقك، فما تحتاجه ليس في أن ترحل إلى مكان مختلف؛ بل أن تكون أنت شخصاً مختلفاً
بعد وصولها الي مكتب عادل أتت الصدmه من حديثه عن فريد بأنه متدين ولم يشرب الخمر في حياته
فردت عليه بنزق بعد أن تحكم فيها غضبها وتذكرت ليلته الاولي معاها وكيف تمم زواجه منها تحت تأثير الخمر وقالت بحنق:
لا شرب وده سبب انه تمم جوازنا، يمكن لو كان فائق كنت قلت اني عجبته واتجوزني لنفسه
لكني كنت غلطه، انت واصحابك بعد فرحنا خرج معاكم، ورجع الفجر سـ.ـكـ.ـر.ان طينه
ونسي ان مخطوبة لغيره وجوازنا كان إنقاذ موقف
وتمم جوازه مني لانه سـ.ـكـ.ـر.ان ومنتشي
ضحك عادل بسخرية وقال:
جبتي منين الكلام الفارغ ده، فريد اول ما وصلنا البـ.ـار رفض يقعد معانا، وقال لينا وهو غضبان
انا جاي أسهر معاكم ولا تحملوني ذنوب ورفض يقعد معانا او حتي يشرب كاس بيرا مش خمرا
وكلنا بيقنا نتربق عليه أنه مستعجل يرجعلك، لكنه ثار علينا وبالذات انا لاني عارف سبب الجوازة واخرتها انها هتكون علي الورق بس، لكن قبل ما يمشي جاله تليفون ووشه اتقلب وخرج يجري
بعدها مقابلتوش تاني ولا اعرف أنه خدك معاه غير لما رجع مع سوسن اللي كانت حامل وتعبانه جدا
وكان بالصدفه كمان
لاني وقتها كنت بدور عليكي بطلب من امتثال هانم شخصيا وهي حرصت علي أن فريد ميعرفش،
لما روحت أبلغه باني مش قادر اوصلك لقيت فريد داخل مع والدتك واخواتك علينا وبيبلغ والدته أنهم هيعيشو معاها علشان يكونو تحت، رعايته اكرامنا ليكي ولابنه اللي حامل فيه وبيه ربط بين العلتين
وقتها عرفت انك سافرتي معاه وتمم جوازه منك وانك حامل بطفل لكنك هـ.ـر.بتي منه دون ذكر اسباب
هزت فرحه راسها برفض تام وقالت:
مستحيل فريد كان سـ.ـكـ.ـر.ان هو قالي كده، ايه يجبره يتمم جوازنا وهو اصلا بيحب بنت عمه
فجأة شرد عقلها وهي تتذكر حالته يومها فقد كان بكامل وعيه ولم يبدو عليه الثمالة
حينها لم تكن تعرف كيف يكون حال المخمور، لكن بعدmا عاشت في انجلترا ورأت أحوالهم وهو يشربون الخمر في جميع وجباتهم، صدmت فقدت تأكدت أن ما يقوله عادل صحيح بأن فريد لم يشرب الخمر
فقد رافقته كتيرًا أثناء تنكرها بكاثرين، وكانت تتناول معه العشاء لم يطلب لنفسه ولا مره الخمر أو النبيذ
ظرت إليه بذهوله وسألته كانها تسال نفسها:
طيب ليه اتجوزني وربط نفسه بيا مدام كان فائق
وفي وعيه، ولو انا مش غلطة ليه اتجوز عليا
مط عادل شفتاه بتعجب وقال:
السؤال ده إجابته عند فريد، قبل ما ترفعي قضية طـ.ـلا.ق او خلع وتزيدي من غضبه عليكي واجهيه،
يمكن ترتاحي لما ت عـ.ـر.في هو اتجوزك ليه
هزت جاكلين راسه وإيدت كلام عادل:
فعلًا يا فرحه لازم تواجهه في حاجات بدأت تظهر تأكد ليكي أنه اتجوزك لشخصك مش غلطه زي ما كنت بتتوقعي روحي ليه، كلميه بلاش العند والغباء يضيعكم من بعض انا واثقه أن فريد بيحبك
اخذت فرحه نفس عميق وقالت:
تمام انا هتصل بالسواق يجي علشان نروح ليه الفيلا
انا كنت ناوية اصلا اروح علشان اشوف واخواتي وامي، يلا بينا زمان السواق ع وصول
امسك عادل يد جاكلين وقال لفرحه بهدوء:
روحي قابليه لوحدك ده شئ يخصكم وبس، بلاش جاكي، لانه علي آخره منها لأنها السبب في فراقكم
نظرت إليها جاكي بحيرة فقالت فرحه بتردد:
طيب ياجاكي انتظريني هنا، وانا هروح أوجهه فريد وارجع لو اتاخرت عن ٣ روحي انت للاولاد وانا هخلص واحصلك
سالتها جاكلين بريبة:
طيب مين هيوصلني، انت عارفه معرفش حاجه هنا
لم يترك عادل الأمر يمر مرور الكرام فاستخدm مكره لكي يعرف أين تقيم من أجل أن يعرف صديقه طريق طفله منها، لف من خلف مكتبه قال بدهاء ومكر لا يصدر إلا من انسان ذكى ولماح :
انا هوصلك الفيلا عندها لو اتاخرت وبعدها اخدكم واوصلكم الفندق بنفسي، بالمره نتعرف علي بعض
ابتسمت له جاكلين بمرح انثوي وقالت:
تمام خلاص روحي انت يا فرحه، وانا هفضل هنا مع استاذ عادل، بالمره احاول اقنعه يقف جمبك
قبل أن ترد عليها أتاها اتصال من السائق بأنه في انتظارها، ودعتهم فرحه مسرعا
وجلست جاكلين و ضعت ساق فوق الآخرة وسألته
وهي ترفع حجباها بترفع :
ها تحب تعرفني عن نفسك ايه
ابتسم عادل وجلس في المقعد المقابل وقال:
هقول انا واحد بيعشق الجمال وكل جميل، وبصراحه جمالك شقي وانا امـ.ـو.ت في الشقاوة
غمزة له بدلال انثوى مثير وهي تعض علي شفتاها باغراء اثار حفظيته:
طيب مدام تمـ.ـو.ت في الشقاوة يبقي شكلنا هنتفق
ضحك كلاهما وبدا حوار ساخن بينهم لا ينتهي
*************
في فيلا فريد الديميري،
كان فريد يعكف علي قراءت آخر تقرير وصله عنها وتأكد الان بانه تعلم بوجود والدتها معه بالفيلا ومن المؤكد أنها ستأتي اليها كي تراها هي واخواتها،
لكن ما صدmه آخر تقرير وصله أنه الان في مكتب صديقه عادل، وتسأل تري ما سبب زيارته له؟!
حينها اتاه اتصال من شادى أبلغه بانها قد غادرت مكتب عادل الزيات والان تقف أمام فيلته
انتفض فريد من جلسته المسترخية ونظر من نافذة غرفته فراي سيارتها فابتسم بدهاء وقال:
تمام يا شادى وصلت نفذ كمان ساعه اللي بلغتك بيه
اغلق معه واكمل ارتداء ثيابها ثم عاد ونظر من نافذته بترقب دخولها الي الفيلا،،
وقفت السيارة أمام فيلا الديميرى وقال السائق:
وصلنا يا مدام، اتفضلي
ترجلت فرحه من السيارة بتردد ونظرت الي الفيلا التي غادرتها يومًا هربا من مواجهة ابيها. ها هي تعود إليوم إليها باقدامها كي تواجه زوجها الذي لا تعلم لماذا تمم زوجه بها إذا لم تكن غلطة نتيجة شرب الخمر كم كانت تعتقد ؟!
وقفت امام البوابة ونادت بتـ.ـو.تر مشوب بالخوف:
عم صبحي عم صبحي
↚
تلاشي الضباب وانقشعت الغيوم وظهرت الحقيقة جالية، بعدmا كانت بعيدة كالسراب،
في غرفة نوم فريد
نظرة اليه فرح بذهول وهي تعيد كلمـ.ـا.ته في راسها لعلها تتفهم قوله بانها هي زوجته الثانية
لكن كيف هي زوجته الثانية وزواجه منها كان لإنقاذ ثروته من الضياع كم قالت والدته امتثال هانم؟!
وان كان هذا صحيح لماذا تزوجها إذا ؟ زاد هذا من حيرته، اول الامر تكتشف انه كان بكامل وعيه وقت إتمام زواجه منها والان يصدmها أنها لم تكن زوجته الأولى وكونها زوجته. الثانية التي تغني بعشقه لها
لكن السؤال الان متي تزوج سوسن؟ ولماذا تزوجها؟؟
رفعت نظرها اليه وسألته بحيرة اربكتها:
انت بتقول ايه يعني ايه انا مراتك التانية، طيب ليه اتجوزتني مدام متجوز ومن بنت عمك اللي كان عايز يسـ.ـر.قك ويقـ.ـتـ.ـلك وانت صغير،
اخذت تلف في الغرفة كالمـ.ـجـ.ـنو.نه وهتفت بحنق:
انا مش فهماك، الاول اعرف انك رجل تقي ومتدين وعمرك ما شربت خمر وكذبت عليا ليلة جوازنا، يعني تممت جوازنا وانت في وعيك
ودلوقتي اكتشف اني زوجتك التانبة، اللي هو طب ليه كان جوازنا مدام متجوز، واتجوزتها امتي وليه ظلمتني معاك وفرضت نفسك عليا، في الاخر رجعت ليها ولابنها وعايش معاها انت عايز مني ايه بالظبط
ضمها فريد من ظهرها وهتف في أذنها بحرارة:
عايزاك انت ومش عايز غيرك، بحبك وانانيتي فيكي كانت سبب في ظلمي ليكي
لكن غـ.ـصـ.ـب عني مكنش عندي استعداد أتنازل عنك بعد ما لقيتك اصرارك علي الطـ.ـلا.ق هو اللي خلاني فرضت نفسي عليكي وتممت جوازنا منك ضد ارداتك ، يا فرحه افهمي انت حبي واختياري
فكت يدها من علي خصرها واستدارت تعنفه بحتق:
اختيارك ازاي انت هتجنني، والدتك هي اللي عرضت عليا اتجوزك علشان تنقذ ثروتك مقابل أنها تعالج ابويا، وفي الاخر خسرت نفسي وخسرت ابويا
وبكل بساطه تقولي انك بتحبني واختيارك الا هو ازاي وخطيبتك اللي اكتشفت دلوقتي انها كانت مراتك الاول، طيب ليه هـ.ـر.بت منك ليلة فرحكم،
فهمني ازاي انت هتجنني ، بقي انا اختيارك وبتحبني
امسك يدها واحلسها علي الفراش وجلس امامها وقال بحنان وعشق جارف:
ايوه انت حبيبتي وروحي وعشقي وحلمي، بس قبل ما اعرفك ازاي انت اختياري، لازم ت عـ.ـر.في اتجوزت سوسن قبلك ليه وامتي ، رغم أن ابوها اللي هو عمي زي ما قولتي كان عايز يسـ.ـر.ق ثروتي ويقـ.ـتـ.ـلني
اخذت نفس عميق شاعرة بالحيرة من كلامه فقد رأت في عيونه الصدق لكن ما هو الدافع وراء أفعاله وكذبه عليها هذا ما تريد معرفته، فقالت له:
ماشي رغم انا مش ملزمه اسمع منك لانك خدعتني لكن يمكن لما اعرف ارتاح واديلك الامان
غمغم فريد بريبة وغامت عيناه بشكل خطر وقال:
قبل ما اقولك اي حاجه،،،، سامتنا
ابتلعت ريقها وردت عليها بسؤال:
مالها سامنتا
امسك ذراعها وقال بهدوء مريب وحذر:
بنتي
نكست راسها أرضا فهزها بقوة وكرر حديثه:
سامنتا بنتي ويوسف ابني انت خلفتي تؤام صح
رفعت راسها اليه ورأت شرر من اللهب تتراقص في عيناه، وتأكدت انها المواجهه التي لن تستطيع الفرار منها، والطريقة الوحيد للنجاه هي الصراحه فقالت:
ايوه سامتنا بنتك لكن اسمها زينب وانكتب باسمك
حدق فيها فريد وضحك بمرح:
زينب انت مش هتجبيها لبر لا خليها سامتنا لحد ما نشوف طريقه نرضي بيها ماما،
بقي اول أحفاده تسميها باسم والدتك وهي لاء انت كده بتخسريها رسمي،لكن مش ده المهم دلوقتي مدام سامنتا بنتي فين بنت كاثرين، وليه بعدتيها عن اخوها وكل واحد اتربي في مكان
فلتت ذراعها منه ووضعت وجهه بين يداها وهتفت:
مكنش ينفع يتربو مع بعض، اولًا علشان المصاريف لان مليش تأمين يغطي طلبات اطفالي، انت غني متعرفش حاجه عن معاناة الام المعيله
وكمان علشان اقدر اكمل في دور كاثرين اللي ولدت بنت والإدارة والكل كان عارف كده
انا ولدت بعدها بيومين لما فوقت اكتشفت مـ.ـو.تها، مفيش يومين وبنتها حصلتها
وزي ما دفنا امها دفنها معاها، وبقيت انا كاثرين وزينب سامنتا بنتها، ولأن صعب اشتغل ومعايا طفله
بعد ما جاكلين اتكفلت بيوسف وخدته تربيه
سام طلب مني اعطيها لأسرة معيله تكون مشتاقه للاطفال، وافقت لاني كنت لازم اشتغل علشان اكفي مصاريف جاكلين ويوسف، ومن حسن حظي ربنا بعتلي جيسي وجوزها اللي احتاجوه بنتي لمساعدة بنتهم علشان تشفي من التوحد
واديك جيت وشوفت بعينك ازاي بيحبوها وبيرعوه
لما سالو عن اسمها جاكلين قالت فرحه لانها اعتبرتتي مـ.ـو.ت علشان متغلطش قدام حد وتكشفني
وكانت فرصه تقول اسمي علي بنتي اللي اتكتبت في السجلات زينب فريد حافظ الديميري زي يوسف
اخذ فريد نفس عميق وطويل وقال:
قلبي كان حاسس من اول مره خدتها في حـ.ـضـ.ـني،لكن لما بحثت اتاكدت أن كاثرين عندها بنت وده اللي اثر علي تفكيري ولخبطني لفترة
لكن لما خدتها في حـ.ـضـ.ـن تاتي امبـ.ـارح قلبي اقسم انها بنتي، وكان لازم اتاكد هي اللي بنتي ولا يوسف ولا الاتنين علشان كده رتبت كل حاجه وولادنا حاليا في مركز تحاليل بيتعمل تحليل DNA كنت لازم اتاكد هي بنتي ولا لاء خوفًا من انكارك
ارتجف جسد فرحه بقوة وسألته بصدmه:
الاولاد معاك ازاي انا سايباهم في الفندق تحت رعاية انت بتقول امبـ.ـارح، كده فهمت يبقي انت الدكتور اللي سامتنا قالت عليه تعرفه، بس انت وصلت لينا ازاي
ضمها الي صدره في محاولة لاحتوائها وقال بهدوء مرح يبعث عن الثقة بالنفس والغرور:
زي السكر في الشاى، في ايه يا فرحه انت متخيله كنت هسيبك تهربي مني تاتي، انت من اول ما نزلت مصر وخطواتك محسوبه عليكي
من اول ما روحتي الفندق وسافرتي البلد وآخرها ذهابك للمحكمة وبعدها الي مكتب عادل صديقي
وحاليا جاكلين عنده، نخلص كلامنا وابعت اجبهالك،
لازم ت عـ.ـر.في انت مرات فريد الديميري كان مستحيل اهدى اللي ما اوصلك انا مش فاروق يا فرحة عمري
كن شـ.ـديد الصدق حتى لو كانت الحقيقة غير مريحة , لأن محاولة إخفاء الحقيقة غير مريحة أكثر فا في غمرة المـ.ـو.ت تستمر الحياة .. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة .. في غمرة الظلام يستمر الضوء
تعالت النظرات طويلا بين فريد وفرحه بعدmا صدmها بمـ.ـو.ت سوسن، ابنة العم التي ضحت من أجله وكشف له مخطط ابيها وأم ابنه البكري، الذي لحق بها لكن
من إذا التي رأتها في الاسفل
لا تنكر انها شكت في نفسها واحتارت كيف هذه هي سوسن، مع العلم انها ليست نفس الفتاة التي رأتها بحـ.ـضـ.ـنه حين دخلت عليهم غرفة النوم في لندن،
رمشت بعينها عدة مرات لكي تفوق من صدmتها وسألته بحيرة وارتياب:
بتقول سوسن مـ.ـا.تت، ام ابنك وبنت عمك مـ.ـا.تت، لكن مين سوسن اللي تحت معقول البنت اللي بتطاردك ليه نفس الاسم وجبتها تعيش معاك ولا اتجوزتها
ملس علي شعرها وشـ.ـدها الي صدره حاولت ابعد نفسها لكنه ثبتها بقوة لاحتواء خوفها وجزعها من صدmتها التي تلقتها للتو وقال:
اللي شوفتيها تحت دي الممرضة، الا كانت بتتبرع لحافظ واللي وهبت نفسها لمرافقته سنه ونص بعد ما عرفت بمـ.ـو.ت امه،
وفعلًا كان أمر غريب بان اسمها يكون سوسن، لكن عرفت بعد كده ان ده سبب اهتمامها الأساسي بحافظ
أخرجها من حـ.ـضـ.ـنه فقد استطاع بهدوء امتصاص خوفها واعاد السكينه الي قلبها واكمل:
انا هقولك ازاي قابلتها، بعد ما اختفيتي زي ما قولتلك نفسية سوسن ادmرت لانها عرفت بعشقي ليك رغم جوازنا من شهر ونص وهي اللي ياما حولت تكسب قلبي مقدرتش
ده فوق حـ.ـز.ني عليكي اللي خلاني إهمالها في رحلة بحثي عنك، زاد عليها المرض وعرضتها علي اكبر الدكاترة المتخصصين، كلهم أجمعوا أن مفيش امل لكن يقدرو يوقفو تدهور صحتها لكن شرط الإجهاض
وهنا ظهرت أمومة سوسن متجسده في طفل بيتربي جواها ومرض بينهشها واتمسكت بالطفل كانه الحياة
شافت أنه الذكرة الوحيدة الحلوة اللي تقدر تتركها ليها في دنيا الجشع والحقد
حاولت كتير أقنعها وبالذات ان الدكاترة أجمعوا أن من المستحيل الحمل يكمل لكنها أصرت وأمام إصرارها استسلمت وبقيت استعد لطفل واثق انه هيكون مريـ.ـض وده الذنب اللي اتحملته باني سمحت أنه يجي لدنيا ويتعذب فيها
وقتها كانت اخبـ.ـارك وصلتني ونزلت بيها لمصر في طائرة طبيه مجهزه، وبعت لعمي ومرات عمي اعرفهم اللي حصل، عايز اقولك من وقت نزولنا مصر لحد ما مـ.ـا.تت ربنا كان رحيم بيها لانه دخلت في غيبوبه
وقتها كان طاقم التمريـ.ـض كله مش بيتكلم غير عن حبي ليها وازاي انا حزين علي خسارتها
مكنش حد حاسس بالنار اللي جوايا من خوفي عليكي وحـ.ـز.ني عليها وخذلاني ليها لاني مقدرتش احبها، لحد قبل ما تمـ.ـو.ت بيومين
لقيت بنت جت وووقفت جمبي وقالتلي:
سبحان الله نفس الاسم لكن المصير مختلف، انا ربنا كرمنا بطفل بعد ثلاث سنين من المحاولات
ولما اتولد أصيب بالسرطان جوزي ما اتحملش رحلة علاجه وطلقني وانا فضلت اقاسي مع ابني لحد ما مـ.ـا.ت من شهرين وعايشة بحـ.ـز.نه لحد دلوقتي
من يومها وهبت نفسي لمساعدة مرضي السرطان، ومنها مراتك، صدقني اللي بتعمله معها من اهتمامك بيها هو احسن إحساسه بيوصلها رغم انها في غيبوبة لكنها حسا بيك ووقفتك جمبها هتفرق معاها كتير
نهض فريد واسبل عيناه بالم، استقامت فرحه ووقفت وراءه وقالت:
فريد اسفه لو كنت فكرتك بخسارتها، كانت بنت عمك وام ابنك وحبتك بصدق سامحني ارجوك
استدار ونظر إليها بوجوم:
سبب حـ.ـز.ني احتقاري لنفسي لاني خذلتها واتخليت عن دعمها، كانت حالتها مستقرة، فكرت فيكي وقرارات اسافر علشان تكوني جمبي وتحت عيني، للاسف غبت عنها يومين، انهارت كل أجهزتها و قف قلبها، كانها شعرت اني تخليت عنها،
كنت وقتها في انجلترا، بجهز ورقي وورقك علشان اخدك وننزل مصر، بعد ما عرفت بحملك
وقبل ما اجيلك وصلني اتصال من المستشفي بلغوني فيه بوفاة سوسن بعد إيقاف جميع أجهزتها الحيوية، وأنهم هيضطرو يقومو بعمل جراحه قيصري مستعجله لإنقاذ الجنين
تنهد بقوة وزفر شعور بالألم امتلاء به صدره رفع نظر إليها بعيون تترقرق بها الدmـ.ـو.ع:
خذلتها وكان محتاجه بس لوجودى ملحقتش حتي اودعها، عايز اقولك أن ابوها انهار ودخل في حاله من الهياج الهستيري، وبقي يصـ.ـر.خ بلوعه وطنط دولت بقت تصرخ فيه وتقوله:
نفعك بأية المال وهو مقدرش يساعد في شفاء بنتك ولا ينقذها من المـ.ـو.ت،انت السبب لو كنت بتراعي ربنا في اخوك وابنها اللي فكرت تمـ.ـو.ته علشان تاخد ماله مكنش ربنا غضب عليكي وعمي بصيرتك، وكنا اكتشفنا مرضها بدري ولحقنا نعالجها منك لله يا حسن بنتي مـ.ـا.تت بسبب جشعك وظلمك، مـ.ـا.تت حتي قبل ما تشوف ابنها وتفرح بشبابها
من يومها عمي اختفي، محدش شافه ولا عارف ليه طريق، وبقيت انا المسؤول عن عائلته، علشان كده رجعتهم مصر، جم عاشو معانا فترة لحد ما اشتريت ليهم فيلا استقر فيها ورتبت لهم حياتهم
ام حافظ لما اتولد قبل ميعاده كانت حالته سيئة جدا نقص اكسجين وانيميا البحر المتوسط، وخلل في انزيمـ.ـا.ت الكبد وضعف ورشح في الرئة،
كنت بشوفه بيتعذب قلبي بيوجـ.ـعني عليه، والوم نفسي علي جوزي من أمه، ورضوخي لاتمام زواجنا واستسلامي في رغبتها بان تكمل في حملها
سنه ونص وانا بتبرع ليه بالدm، ومن حسن الحظ سوسن الممرضة كانت نفس فصيلته، كانت بتتناوب معايا علي التبرع ليه، علشان كده كنت بعتبرها امه، لانه عوضته حنان أمه برعايتها ليه، وهي عوضت امومتها فيها بعد حرمانها من ابنها،
وللأمانة كرست حياتها ليه مكنتش بتسيبه لحظه
حتي لما كنت اطلب منه أن أعين واحدة تساعده في رعايته كانت بترفض بشـ.ـدة وتقولي
حافظ دmه من دmي، يعني بقي ابني ازاي اسيبه لغيري يهتم بيه
كأن ربنا أراد يعوض حافظ عن حرمانه من أمه بيها،
ورغم كل همومي بقيتي انت همي الاكبر لاني مش قادر اسافرلك و اسيب ابني بيمـ.ـو.ت، خوفي من اني اسافر من هنا ويجيلي خبره زي أمه ويدفن من غير ما أودعه هو كمان
وبين قلقي عليكي من المخاطر اللي حطيتي نفسك بيها، بعد ما عرفت انك عايشه بشخصية كاثرين وابننا بتربيه جاكلين
فضلت فترة طويلة مشتت الفكر وبعاني فراقك وبعدك وانك لوحدك في بلاد غرية، لحد ما حافظ اتحسن خرج من المستشفي،
من هنا ودخلت معركة شرسة مع والدتي امتثال هانم ، من رفضها رعاية سوسن لحافظ بعد ما اتحسن، لانها كانت شايفه أن سوسن متلقش تربي ابني وتكون مسؤوله عنه لانها لقيطة
لكن انا اصريت تكون هي المسؤولة عنه بالذات انها كانت متعلقه بيه وبتحبه بجنون، ومش كده وبس كمان لان بعد مـ.ـو.ت ابنها وطـ.ـلا.قها من جوزها ملهاش حد، كنت شايف الدنيا ظلمتها كفاية وحافظ كان ليها العوض اللي معاه عاشت امومتها ومكان يؤويها
↚
أتُحبها ؟
لا أدري ..ولكن غيابها يجعل وجوه الناس شاحبة ..
ورائحة الهواء مُغبرة ..
إذاً فأنت تُحبها !
دعك من تضخيم الأمر .. فقط غيبتها تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجة حين تعود !
بالتأكيد أنت تُحبها !
دعنا لا نتسرع في الحكم ، رجاءاً ..كل ما في الأمر أن غيابُها .. غربتي ! - أحمد خالد تـ.ـو.فيق
انتفضت فرحه عند ذكر فريد أن تلك الفتاة التي عشقها منذ تسع سنوات قبل معرفته بها صارت زوجته، فقد تملكت منها الغيرة، وشعرت انها عادت الي نقطة الصفر، فهو زوج لغيرها وستشاركها فيه، تعلم أنها ليست جديرة به، ولا من مقامه ومكانته العالية اجتماعيا وعلميًا، لكن تعشقه وانانيه فيه الي نفسها، فهي ام أولاده وحامل في اخر،
فمن إذا حق به غيرها، فسألت نفسها بالم يعتصر قلبها العاشق الي تلك الرجل الغامض :
طيب هو و اتجوز الا حبها انا بقي هكون بالنسباله ايه، ام ولاده وبس ولا وضعي معاه ايه بالظبط
رمقته بنظرات غيظ وغضب وقالت:
اتجوزتني ليه يا فريد بدل كان علي ذمتك بدل الوحدة اتنين، والهانم دي ياتري اتجوزتها بعدي ولا قبلي ولا قبل الكل، اه باحـ.ـز.نك يا فرحه
ملكيش من اسمك نصيب، والحـ.ـز.ن والألم قدرك وقسمتك، اه يا قليلة البخت يانا
ضحك فريد علي نواحها ونحيبها وقال:
الجميل زعلان علشان في واحدة تانية هتشاركتها فيا، معقول لدرجة دي بتغيري عليا، طيب ممكن تجي تقعد مكانك بدل ما اجيلك واطلع علي عينك شوقي ليكي، وساعته هتبقي الجانية علي روحك،
هزت راسها برفض ورت عليه بحدة وغضب:
سيبني يا فريد، ولا اقول يافريد بيه، ما انا هفضل بنت الخدامه اللي متلقش بمقامك ولا تتشرف بيها
زفر فريد بحده ونهض وتقدm اليها بغضب، فجأة ضمها الي صدره بقوة وحنان لا يقوم بهم الا عاشق يخشي علي محبوبه من قوة عشقه لها؛
رفع راسها وقال لها بتودد :
يا خايبة كل ده ومش عارفه انت بالنسبالي ايه، لا يا فرحه انا بتشرف بيكي وفخور انك زوحتي، ومستعد انزل اعلان في الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون واقول فيهم اني بحبك وبعشقك يا بنت الوادي، الجميلة الغيورة ام طبع حامي وحمئية زيادة عن اللزوم، وفوق كل ده ام اولادى
رفعت راسها عن صدره ونظرت إليه بعيناه الباكية وقالت من خلف دmـ.ـو.عه بغيرة واضحه:
اومال مراتك سونسن دي تبقي ايه، مش قولت انك بتحبها واتجوزتها
هز فريد راسها بالايجاب وضحك قائلًا:
حصل اتجوزتها لاني بمـ.ـو.ت فيها وبحبها وبعشقها كمان، بس مش لما ت عـ.ـر.في هي مين وازاي اتجوزتها بعدها،تبقي تزعلي وتلوميني
لانت ملامحها الحزينه وسألته علي امل ان بجيبها بما يريح قلبها الملتاع عشقًا :
اتفضل قول هي مين سونسن هانم دي، واتجوزتها امتي، بس اسمع، لو هتكمل معاها انا مش هقول اعيش انا وهي في مكان واحد اتفقنا
قطب ما بين حجباه وقال بغموض ومكر :
مقدرش اوعدك انتو مكانكم جمبي وجوه قلبي ومبنفعش اقسم بينكم الايام، محتاج لحـ.ـضـ.ـنك انت وهي كل يوم، بس ممكن ابقي في النص بينكم ايه رايك، تحبي تبقي علي اليمين ولا الشمال
قال ذلك وانفجر ضاحكًا دفعته فرحه في صدره بغيظ وانهارت باكية وردت عليه:
لا شكرًا انا مستغنيه عنك،انا مليش حق اقولك طلقها لان كده بغضب ربنا، لكن اقدر اطلب منك تطلقني وخليك ليها، انا مش هقدر اتحمل تشاركني فيك
قول انانية غيورة مش بتحب الا نفسها لكن العاشق بجد مش بيتحمل حبيبه يشاركه مع حد
وانا بحب يا فريد، مهـ.ـر.بتش منك غير لاني متحملتش سوسن تشاركني فيك، معقول يعني تخرج من حياتي
علشان يكون في غيرها ينغص عليا حياتي
هو ايه الحـ.ـز.ن والغم اللي مكتوب عليا ده ياربي
ضمها فريد الي صدره بحنان ولثم راسها بفخر، فعشقها له قد اجهد قلبها الصغير، وصار الالم هو من يحركها وينطق عنها، ليجسد و.جـ.ـعها في طلبها للطـ.ـلا.ق فقد أصبح البعد عنه كالمـ.ـو.ت وهو اهون عليها من أن تراه في حـ.ـضـ.ـن امرأة اخري تنال عشقه واهتمامه،
تنهد بقوة وأخذها علي ساقه كطفلته المدلله وقال:
طيب هوني علي نفسك وانا هعرفك من سونسن اللي و.جـ.ـعت قلبك وبكت عيونك يا قدري الجميل
هزت راسها بالموافقه فليس امامها الا أن تسمع له لعلها تجد في حديثه ما يطفئ نار غيرتها عليه:
ضمها فريد الي حـ.ـضـ.ـنه بحنان وبدأ يقص عليها حكايته مع من سرقت قلبه وسكنت روحه
كنت قولتلك أن اول مره اشوف كان وقت سفري لانجلترا اول مره، وبعدها بقيت انا ادور عليها وكتير فكرت اكلمها لكن تديني منعني
لحد ما ظهرت سوسن في حياتي واختفت هي، الغريب في الأمر مع كل غياب لسوسن كانت بتظهر هي لحد ما صرحت لسوسن اني مش هقدر ابادلها مشاعرها والافضل نبعد عن بعض
وفعلا سافرت سوسن لألمانيا وفي نفس اليوم وانا بودعها شفتها بالمطار واتشجعت اني اكلمها وسألته:
ليه بتبعدى عني، انت مت عـ.ـر.فيش بعدك بيعمل فيا ايه
انت مين واسمك ايه، وليه ملامحك مش بتتغير كأن الزمن وقف عندك
أشارت الفتاة الي قلبه وابتسمت،رد فريد علي حركتها بابسامه صافية وقال:
قصدك أن قلبي هو اللي شايفك كده، طيب ده تسميه ايه غير حب، ممكن تسمحيلي اتعرف عليكي ولو عايزه ترتبط الاول انا موافق
أشارت إلي يدها وبحركه الدبله في يدها كانها تقول له لن أرتبط الا بك لكن ليس الان
تفهم فريد حركاتها يدها وتقبلها رغم ضيقه من عدm حديثها معه، ذلك لثقته من قدرتها علي الكلام
ومنذ ذلك اليوم أصبحا لا يتفارقا كان يري حياته القادmه معها ومستقبله ودنيته وزاد تعلق قلبه بها وعشقها بشغف الحب
الي إن عادت سوسن وعرضت عليه الزواج بعدmا اخبـ.ـارته بمؤامرة أبيه مع المحامي سعيد عليه
رفض فريد أن يكون الزواج سبيلهم، لكن بعدmا تأكد من صحة ما قالت، ومع اختفاء معشوقته
رضخ للزواج من سوسن فوالدته له عليه حق ومن الواجب عليه أن يجعلها تعيش حياة مستقرة بعدmا تعبت في تربيته، وعانت الكثر مع جده أثناء مرضه
قال لها باسي:
زي ما قولتلك اتجوزتها زواج اسلامي غير موثق، علشان أطلقها مجرد.ما تظهر حبيبتي
عمري ما وعدتها بالحب أو ان جوازنا يكمل، لحد ما حصل بينا اللي حصل وتممت جوازي منها، ومن يومها فقدت الامل في ارتباطي بحبيبتي، الا من المؤكد هترفض تجوز راجـ.ـل متجوز،
ومرت الست شهور واتي الوقت الذي سيتم فيه تنفيذ الوصية، وزي ما انت عارفه سفرت سوسن المانيا لإقناع عمي بزواجنا بعد ما ودعتها،
لقيتها قدامي كانت عيونها كلها عتاب ولوم وحـ.ـز.ن
قربت منها وحاولت امسك أيده بعدت عني وصدmتني لما اتكلمت وقالت:
ليه يا فريد، ليه كتبت علي نفسك الو.جـ.ـع والألم والفراق، ليه وانت انسان نقي بالفطرة وعندك بصيرة مقدرتش تفهم أن انا وسوسن كالتضاد في حياتك
استحالة نجتمع، للاسف وجودها يعني بعدي عنك
من قال إنّ الحب في لحظة يضيع، من قال إنّ الورد يذبل في الربيع، فالحب هو دفء القلوب، والنغمة التي يعزفها المحبّون على أوتار الروح، هو شمعة الوجود، وسلاسل بلا قيود، ومع ذلك يحتاجه الكبير قبل الصغير، فالحب لا يولد بل يخترق العيون كالبرق الخاطف المـ.ـجـ.ـنو.ن، فهو الشفاء للروح من الهموم
ظلت فرحه تنظر الي فريد بذهول ونهضت عن ساقة وسألته بريبة وحيرة تتاكلها:
انت عملت كل ده علشان تتجوزني، لكن نسيت انت خطفتني من خطيبي اللي كان بيمـ.ـو.ت عليا
طيب ليه مجتش وكلمتني دوغري، علي كده اتفقت مع مامتك تغـ.ـصـ.ـب عليا بحجة أنها تعالج ابويا صح
لاحت نظرة حزينه في عين فريد لشكها في نواياه نحوها، هو ليس بخاطف او سارق، لكنه عاشق، كيف لا يكون اناني فيها وهي قدره ومعشوقة قلبه:
نهض من جلسته واقترب منها امسكها من كتفها وقال بنبرة حزينه وحادة؛
بصي في عيني وقولي اني خطفتك يا فرحه، قول ان سعادتك مش معايا وراحت بالك وقلبك اللي بقي ملكي وسلمتيه انت برغبتك ورضاكي
تنهد بقوة ثم زفرة أنفاسه الثقيله الجاثمه علي صدره واكمل بنفس القوة والحـ.ـز.ن:
مش هنكر اني بسببك أخطأت لاني تعديت علي اخ مسلم، لا يخطب مسلم علي خطبة أخيها المسلم
لكن مين فين مش خطاء، لو غلطي في حق فاروق يساوى سعادتك وسعادة قلبي وروحي فأنا بتحمله،
بطيب خاطر، يا فرحه انت طيفك فضل سبع سنين بيطلردني، مسالاتش نفسك ليه
علشان لما ربنا يجمعنا بيكي، مسمحش لذنب يغفر يبعدك عني، انت نفسك طلبتي متخلاش عنك
ثم اسالي نفسك، قبل ما تحاسبيني، كنت هتبقي سعيدة مع فاروق لو جوابك اه
هسالك انا ليه معرفتش اكون سعيد مع غيرك، سوسن كانت بتعشقني ورغم كده مقدرتش أحس بيها
فضلت زوجتي اربع شهور بدون أي رغبة ليا فيها، حتي لما بقت مراتي، علاقتي بيها كانت مجرد حقوق عليا بلبيها علشان اكسب رضي الله
لكن انت كنت حاجه تانيه من اول يوم اتمنيتك حتي لما رفضتيني قلبي و.جـ.ـعني لكن صبرت نفسي بأن العمر قدامنا ومش العلاقة بس هي أساس الزواج
استكفيت بيك مراتي وفي بيتي وقدام عيني لحد ما ترضي كل ده وتقولي خطفتك
لو فعلا عايزه تكوني منصفه افتكري سعادتي وفرحة قلبي لما بتكوني في حـ.ـضـ.ـني وصبري عليكي
صمت فجأة وترك كتفها وأولاها ظهره، شعرت فرحه بانها طعنت كبرياءة وجـ.ـر.حت قلبه، فهي تعلم بانها. اذا تزوجت فاروق ما كانت قاست كم قاست لتنال حبه لكنها لن تكون سعيدة بقرب كم هي الان،
فهي عشقت زوجها حتي النخاع وليس عليه ملامه ان دافع عن حقه فيها حتي ان جـ.ـر.ح ابن عمها فهو واحد وهم اثنين فجـ.ـر.حه اهون من جـ.ـر.حهم سويا!
دنت منه واحتضنته من ظهره، ومالت برأسها عليه وقالت بعشق لا يراف بروحها او قلبها:
حقك عليا يا فريد، انا فعلا كتير كنت بستغرب ازاي بتكون سعيد معايا، واقول معقول بحبني
لدرجة اني قبلت اكمل معاك علشان بس احس سعادتك اللي يشوفها لما بتكون معايا
وده كان بيكفيني لكن دلوقتي فهمت وعرفت أنه كان عشق صعب انك تتنازل عنه أو تخسره زي ما انا مستحيل اتنازل عنك او حد يشاركني فيك لاني بغير عليك مـ.ـو.ت وبجنون ، ويشهد عليا ربنا هروبي منك لغيرتي من مشاركة سوسن ليا في
استدارت باسمًا وضمها الي صدره بعشق وقال:
وانا بعشقك يا فرحه، وكان مستحيل اتخلي عن حلمي بانك تكوني مراتي يا قدري الجميل
رفعت راسها اليه فباغتها بقبله شغوفه، تعمقت وإثارة رغبته نحوها وشعرت فرحه باحتياجه اليه، لكنها قاومت رغبته فيها ، وتمسكت بان تعرف كل أسرار زواجه بها وكيف تفادى وجود سوسن فقالت بنزق:
اصبر يا فريد هو انا ههرب منك ،
نهضت من الفراش الذي ألقاها عليه بعد أن حملها بتملك، وبدأ ينثر قبلاته علي جسدها وثغرها الذي التهمه باشتهاء، زفر فريد بحدة وقال بنزق:
مشتاق ليكي يا فرحه قلبي، تعالي راضي جوزك المشتاق، بقيتي جافه أكثر من الاول، وعندك القدرة انك تصدي رغبتي فيك
قطبت فرحه من بين جيبناها وشعر فريد بحيرتها بين شوقها اليه ورغبتها في أن ترضيه وتنعم بعشقه وحبه وبين أن تعرف كل مخططاته لزواجه منها،
أشفق عليها من هذه الحيرة وأشار الي الفراش بيده لكي تاتي وتجلس بجواره وقال:
تعالي يا مغلباتي ومشوقاني ليكي، اقعد جمبي هنا وقوليلي عايزه ت عـ.ـر.في ايه بس اعملي حسابك مفيش خروج من الاوضة دي غير لما تعوضيني شوقي ليكي
جلست بجواره وقبلته هي وكانت حركتها مدعاه للراحه والأمان الذي تشعر به نحوه، فاطمئن قلبه بانها أخيرًا سينال السعادة الذي ينشـ.ـدها معها، مالت علي صدره العاري وقالت بخفوت:
فهمني ازاي قدرت تتخلص من سوسن، وليه اتفقت مع مامتك تكلمني وتساومتي ومجتش كلمتني انت
ضحك فريد بمرح جلي وامسكها من ذقنها وقال:
اكلمك في ايه، انت مستوعبه بتقولي ايه، يا فرحه انت رمـ.ـيـ.ـتي شبكتي الالماظ علشان خاتم خطيبك الدهب، كنت عايزاني اقولك ان طيفك بيطلردتي وانك حلمي وحب حياتي،
انا واثق لو قولتلك كده كنت هترفضي وتهربي مني علشان تراضي ابوكي وتتجوزي اين عمك اللي ملهوش اي مكان في قلبك من الاساس
بس رضاكي لابوكي عندك كان هو همك، اظن مش هتنكري دي كمان
هزت راسها بالنفي تاكيدًا علي حسن ظنه، فابتسم فريد وقال بهدوء موضحًا:
كده خلصنا من حكاية اجي ليكي دوغري لانه مكنش ينفع، ام اتفاقي مع ماما احب اقولك مخصلش، ماما اختارتك بناء علي ثقتها فيكي
وده اللي خلاني اطلب من سوسن متحضرش الفرح من ثقتي في اختيار ماما ليكي انت بالذات بمساعدة عادل اللي قفلها في وشها وخلاها تفكر فيكي كحل أخير وبدون عواقب
رفعت فرحه راسها عن صدره ونظرت الي فريد بصدmه غير مصدقه ، انه هو الذي دفع أمه كي تساومها علي صحه ابيها وتطلبها له زوجة بطريق غير مباشر فسألته بريبة:
ازاي قدرت تخليها تثق فيا لدرجة أنها تطلبني زوجة ليك وجالك منين اني هوافق، وسوسن كان رد فعلها ايه علي جوازك مني
اخذ فريد نفس عميق وبدأ يقص علي فرحه ما حدث بينه وبين سوسن وكيف استطاع إقناعها بعدm القدوم الي مصر لاشهار زواجهم
↚
مهرك دين
البـ.ـارت الاخير
***************
معادلة الحياة حب + ثقة + راحة + تفاهم لا يمكن أن تكمل الحياة واحدهم غائباً. هناك من يبحث عن المال وهناك من يبحث عن الجمال وهناك من يبحث عن الراحة ولكني ابحث عن الله.
ابتسم له فريد وقال وهو ينظر الي عيناها بحب:
مهرك دين عليا ووعد قطعته والحمد لله البوم اقدر ارد الدين واوفي بوعدي
لان وعد الحق دين عليه، بصي وراكي يا فرحه واقبلي مهرك يا بنت قلبي
نظرت فرحه خلفها وتملكت منها الصدmه ووقفت الكلمـ.ـا.ت علي لسانها عاجزة عن التعبير بما اصابها؟!حين رأت أطفالها يحمله أحدهم علي شاشة كبيرة تظهر باب الفيلا عن طريق الكاميرات فسالته بحيرة وتعجب عن معزي أن أولادهم مهرها:
ولادي مهري ولا ديني انا ليك، ثم انا قولتلك اي حق ليا عندك انا سمحت فيه،
ضحك فريد بغموض وقال:
وانا راجـ.ـل ورافض عفوك، لاني راجـ.ـل ربنا قدرني اووفي بوعدى، لكن اولادنا مش مهرك لكن ......
واجري اتصال سريع وقال المحدثه:
ادخل يا رشاد وانت يا عادل بدل وقفتك كده روح خلص اللي طلبته منك
ثم امسك يدها بعشق وقال:
قبل ما تستلمي باقي مهرك لازم ولادك يشهدو عليه
انصرف عادل لينفذ ما أمره به صديقه فريد، وبناء علي امره، دلف رشاد وهو يحمل أطفالهم التؤام يوسف وسامنتا:
جرت عليهم فرحه بلهفه وأخذت منه الطفل وحمل فريد سامنتا ،تقدmت الي والدة فريد وقالت باعتزاز:
اتفضلي يا امتثال هانم حفيدك يوسف،كله ابنك فريد ماشاء الله، ربنا يبـ.ـارك لنا فيه ،ويارب يكون عوض ليكي عن حفيدك حافظ
بلهفه اختطفت امتثال الطفل من يد فرحه وأخذت تقبله بشوق وشغف حتي ارتجف يوسف بخوف وذعر من شـ.ـدة ضم جدته له وطلب أمه ببكاء؛
دنا فريد من والدته وربتت علي كتفها كي تهدأ:
ماما واحدة واحدة علي يوسف كده هيترعـ.ـب منك، ثم هو حفيدك بس اللي مشتاقه ليه وغالي عندك، وحفيدتك الجميلة دي ملهاش نصيب في حبك وحنانك هي كمان يا ست الكل
رمقة امتثال الطفلة رائعة الجمال التي يحملها فريد بحب وهي تتشبث برقبته كأنه الحياة وقالت بمودة:
لا طبعا حفيدتي ليها كل حبي، بس اعذرني يا فريد يوسف من دmك، وعوضني عن حافظ حبيب قلبي
لكن سامنتا رغم قبولي بانك تتبناها هتفضل غريبه عني لكن اوعدك مش هفرق في المعامله بينها وبين يوسف لان الاتنين بالنسبالي اولادك
ضحك فريد وجذب فرحه الي صدره لتحتل جهة الشمال كم تحتل طفلته جهة اليسار وقال بفخر:
بس يا ست الكل سامنتا هي كمان من دmي زيها زي يوسف بالظبط لانها تؤامته ولا ايه فرحة عمري
لم تصدق امتثال، رحمة ربنا عليه وعلي ابنها بما فقد فعوضه الله عن فراق اول احفادها بتؤام جميل كابيهم وأمهم الرائعة الجمال شكلًا وروحا
أعطت يوسف الي زينب التي كانت تشتاق الي حمله هي الآخرة وضمت سامنتا الي حـ.ـضـ.ـنها بنفس اللهفه،
ابتسمت سامنتا وقالت ببشاشة:
انت تيته ثح
قبلتها امتثال بحب وسعادة كبيرة تتراقص في قلبها:
ايوه تتيه يا حبيبة قلب تيته وفرحتها، اسمع يا فريد سامنتا ده اسم اجنبي، سميها اسم عربي حلو
ايه رايك نسميها علي اسم جدتها زينب
بس توعدني لما ربنا يرزقك بطفل تاتي تسميه حافظ
نفسي اسم ابوك يرجع تاتي في طفل من اطفالك
ضم فريد فرحه الي صدره بحب وحنان وقال:
باذن الله يا ماما هسمي حافظ وامتثال ومدام انت سمـ.ـيـ.ـتي سامنتا زينب يبقي لو ربنا رزقنا ببنوته تانيه نسميها امتثال
ضحكت امتثال بحب ومودة الي ابنها وزوجته التي وافقت علي اقتراحه بترحاب، بعدmا اخرجتها حمـ.ـا.تها من ورطة تسمـ.ـيـ.ـته طفلتها علي اسم والدتها دون الرجوع لزوجها في ذلك ، فقالت لهم بعقلانيه:
بلاش امتثال اسم قديم وثقيل، لكن زينب أو فاطمه اسماء محببه ومهما طال الزمن بتكون حلوه ومتجددة، ثم انا نفسي في حافظ لانه اسم غالي ع قلبي كان جوزي وربنا استرد أمانته وبقي حفيد وملحقتش افرح بيه، علشان كده طلبت منك تسميه
نظرت إلي فرحه برجاء وقالت:
وحياة اولادك وفرحتك بيهم يا فرحه، متبخليش عليا بالامنية دى، عارفه اني اجبرتك ع جوازك من ابني، بس ده كان قدرك اللي ربنا جعلني سبب في أنه يتحقق، وبيها بقيتي ام احفادي
ودلوقتي بطلب منك تحملي تاني وانا اوعدك اتحمل معاكي رعاية الاولاد ومعايا هنا سوسن فريد رفض تترك الفيلا علشان تكون مرافقه ليهم
يعني كل سبل الراحه هتتوفر ليكي بس انت وافقه تعمليها مره كمان ممكن
خفضت فرحه عيناها بخجل وخوف من كشف سرها بأنها حامل كيف ضاع عن بالها أن تحكي لفريد عنه، وكيف سيكون رد فعله عند معرفته بحملها ورهنها لعقده الالماظ، هل سيمنحها السماح ام سيغضب منها
لم يمهلها فريد للأفكار تعصف بها، وقرر مباغتها حين شـ.ـدها اليه ووضع يده علي بطنها وقال بثقه:
مفيش داعي تتطلبي منها يا ماما، فرحه هتحقق ليكي امنتيتك في اقل من ٨ شهور، لانها حامل
ارتجف جسد فرحه بين يداه فادارها لتقف أمامه ورفع وجهه لتقع عيناها في عيناه وقال بتحدى:
مش انت حامل يا فرحتي، بس ممكن اعرف كنت ناويه ت عـ.ـر.فيني بحملك امتي، وياتري كنت هتهربي بيه مني زي ما هـ.ـر.بتي بحملك اللي فات، ولا ايه هو غرضك من انك تداري عني حملك وتفرحيني بيه، رغم تصفية الخلاف بينا
ثم نظر اليها شزرًا وغامت عيناه بمكر وغموض:
انطقي يا فرحه متخلنيش أفقد ثقتي فيكي واحرمك من اولادك زي ما حرمتيني سابق واطلقك بجد؟!
*******
ارتجفت فرحه من نيته في تطليقها، وزداها خوفها من أقدامه علي تطليقها ، تملكها الهلع من نظراته الحارقه اليه فقالت بتـ.ـو.تر:
مقصدتش اداري عنك، ولا اهرب بحملي يمكن اول مره كانت بهرب من عشقي ليك خوف من استسلامي لفكرة مشاركة زوجة تانيه ليا فيك، لكن المرادى اقسم بالله انا لسه عرفه من اسبوع وده سبب اني نزلت مصر علشان أطلق منك واستقر بعيد عنك لكن في النور وكنت هقولك عن حملي ونوصل لتفاهم يرضيني ويرضيك بالنسبه للاولاد،
والله يا فريد ده اللي حصل، وعلي فكرة احتفاظي بحملي دليل علي حبي ليك رغم ظروفي الصعبه اللي هربيهم فيها بعيد عنك
لو خلصت الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇
رواية كيف تسرق قلبا كاملة جميع الفصول
رواية كيف تسرق قلبا كاملة جميع الفصول