رواية سجن العصفورة هي رواية رومانسية تقع احداثها بين ادهم وهبه والرواية من تأليف داليا الكومي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية سجن العصفورة لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية سجن العصفورة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية سجن العصفورة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية سجن العصفورة من الفصل الاول للاخير بقلم داليا الكومي
صوت زقزقة عصفورة علي نافذة غرفتها ...صوت المذياع المفتوح علي اذاعة القرآن الكريم...صوت ابيها سلطان وهو يوقظها كما اعتاد ان يفعل يوميا تغلغلوا لاعماق عقلها وهى نائمة....
- قومى يا بـ.ـنتى ...اصحى عشان تفطري جهزتلك الفطار....
هبة فتحت عينيها بكسل.. شاهدت والدها يقف علي باب غرفتها ....قفزت من فراشها فورا ...: كدة يا بابا لية بس تعبت نفسك ..مش كفاية تعبك طول النهار في شغلك وتعبك في البيت بعد ما بترجع...تطبخ وتكنس وتنضف وبترفض مساعدتى ليك في شغل البيت عشان ازاكر ...كمان بتحضر الفطار وتصحينى ..طب سيبنى يوم اخدmك انا
سلطان : يا حبيبتى انا سامعك طول الليل سهرانة بتزاكري ...كان لازم احضرلك الفطار واصحيكى
هبة غادرت السريربنشاط ...مالت علي كف والدها وقبلتة في امتنان ....
والدها عم سلطان ...كل حياتها ...من يوم وفاة والدتها وهى تلدها وليس لديها أي احد سواة في الدنيا ...والدها كما يقولون (مقطوع من شجرة). ..
وحيد بدون عائلة او أي اقرباء حتى من بعيد ...ووالدتها ايضا كانت كذلك حتى عنـ.ـد.ما تزوج سلطان من فتاة طيبة القلب تحبة ..القدر القاسي لم يمهلة وقت للسعادة واخذها منة يوم ولادة بـ.ـنتهم الجميلة هبة ...اسماها هبة لانها هبة من الله اعطاها اياة ليعوضه بها عن حرمانة من زوجتة الحبيبة...هدية السماء الية... انارت ايامة القاحلة برقتها وجمالها...
- يلا يا هبة ...الفول هيبرد دة انا عاملهولك يا حبيبتى زى ما بتحبي ...
- حاضر يا بابا هصلي واجى
سلطان خرج من الغرفة ليصنع لها الشاي وهبة خرجت معة ودخلت الحمام توضئت وعادت غرفتها لتصلي......:"الحمد لله"
مع كل فرض كانت تحمد الله علي حياتها وعلي والدها ... فهو تحمل كتيرا من اجل ان يربيها ويعلمها ... فشخص اخر في نفس ظروفة.. كان تزوج منذ زمن بعيد واحضر لها زوجة اب.. لكن هو فضل ان يعيش حياتة لها ... ضحى بكل شيء حتى لقمتة كى يعلمها ويوفر لها كل ما يستطيع تـ.ـو.فيرة
بعد الصلاة هبة خرجت للصالة كى تتناول الفطور مع والدها الحنون....
........
ستة عشر عاما مرت على نفس المنوال ...سلطان يتفانى في دور الاب والام لها ...لم تشعر يوما بنقص في الحنان ...حياتهم البسيطة لا يوجد بها اي تعقيد ...بيتهم البسيط مكون من غرفتين وصالة صغيرة وحمام في منطقة شعبية في القاهرة .. ومع ذلك كان بالنسبة اليها نعمة من الله.. درع الامان الذى تتحامى فية ...حب ابيها يغطيها ...عم سلطان لم يبخل عليها يوميا بكل ما يملك.. حتى انها تتذكرجيدا الان تضحيه اخري تضاف الي لائحة تضحياتة التى لا تنتهى.... فعنـ.ـد.ما كانت اصغر كانت تراة يدخن السجائر وبعد ذلك لم تعد يراة يفعل ذلك... ثم ادركت انة ضحى حتى بمزاجة من اجل ان يوفر جنيهات السجائر القليلة لها
هذا ما ادركتة عنـ.ـد.ما كبرت .... الجنيهات القليلة اضيفت لميزانيتها هى.. عم سلطان بسيط الحال والمكانة وفر لها حياة معقولة من د.خـ.ـلة البسيط ..من عملة كفراش في شركة رجل ثري جدا ...هبة لا تتزكر بالتحديد متى بدأ سلطان بالعمل لدية لكنها بالتأكيد تتزكر التحسن الملموس في حالتهم المادية منذ ان بدأ سلطان ذلك العمل
- تسلم ايدك يا بابا الفول النهاردة جميل ..الحمد لله ..انا هدخل اجهز عشان معطلكش...هبة علقت علي فطور والدها اللذيذ برقة شـ.ـديدة ودخلت الي غرفتها تجهزنفسها وتستعد للنزول الي مدرستها
منذ يوم دخولها الي المدرسة وسلطان اعتاد توصيلها حتى باب مدرستها ويعود في وقت الانصراف لارجاعها للمنزل مجددا ..حتى عنـ.ـد.ما وصلت لمرحلة الدراسة الثانويه سلطان ايضا كان يقوم بتوصيلها الي المدرسة... في البداية كان يرافقها علي قدmية فمدرستها السابقة كانت بجوار منزلهم تماما ولكن بعدmا انتقلت الي المرحلة الثانوية والمدرسة اصبحت في حى اخر ...سلطان اصبح يعانى معاناة شـ.ـديدة عند توصيلها من والي المدرسة... فميزانيتهم المحدودة لم تكن تسمح لهم ابدا بركوب سيارات الاجرة... لكن القدر الكريم تدخل ...فعنـ.ـد.ما علم صاحب العمل بمشكلتة اعطاة سلفة من راتبه تسدد علي اقساط مريحة ساعدتة علي ان يشتري دراجة نارية كانت كمعجزة لهم رحمتهم من ذل المواصلات العامة ...ومن ميزانية سيارات الاجرة الخرافية...
هبة دخلت الي غرفتها...ارتدت زى المدرسة الكحلي لمت شعرها الاصفر برباط رفيع و.جـ.ـعلتة علي شكل ضفيرة ...اخذت شنطتها وخرجت الي سلطان المنتظر بهدوء ... دائما سلطان كان ينتظرها بصبر ...لم يشتكى يوما من انتظارها ...اخبرها انة سينتظرها للابد حتى اخر يوم في عمرة سلطان كان دائما يزكر المـ.ـو.ت ...كان دائما قلبة يحدثة انة لن يعيش طويلا وكان ايضا يبوح بتلك المخاوف لهبة التى كانت تشعر بالرعـ.ـب من مجرد ذكر الفكرة ...فماذا ستفعل هى بدونة ...؟ هبة ركبت خلف سلطان الذى انزلها امام مدرستها واكمل طريقة الي عملة كالمعتاد...
ومثل كل يوم كانت تجدة في انتظارها قبل ميعاد الانصراف كى يرجعها الى منزلهم الصغير .... كان يقوم بالطبخ واعمال التنظيف اليومية بحب ويشجعها كى تزاكر ...امنيتة ان يراها مهندسة ...
سلطان وصل المدرسة قبل ميعاد الانصراف بقليل كعادتة انتظرها بلهفة البنات بدؤا في الخروج ... هبة كانت قادmة في اتجاهة مع احدى صديقاتها فرحتها التلقائية التي يلاحظها علي وجهها كل يوم عنـ.ـد.ما تراة تشرح قلبة تسعدة ...بـ.ـنتة هبة الجميلة ... جميلة جدا ..شعرها اصفر وعينيها ملونة بلون عجيب ...لون بين الازرق والاخضر... كانت زوجتة الراحلة جميلة جدا وايضا تحمل نفس لون شعرهبة ولكن عيناها كانتا عسليتان...وكانت دائما تردد علي مسامعة قصة مشكوك في صحتها لولا الدليل الذى كان يراة في ملامح هبة الاجنبية " انا عندى اصول فرنساوية جدة جدتى كانت فرنسية رفضت تسيب مصر مع الحملة واتجوزت مصري .. " هبة بـ.ـنتة جميلة جدا وضعيفة وهشة للغاية والمثير للدهشة انها نفسها لا تدرك مقدار جمالها الربانى النادر ...هبة من الله ولكن جمالها النادر وضعفها يرعـ.ـبوة ...من لها غيرة في هذة الدنيا كلها...؟ ماذا لوحدث لة أي مكروة فلمن يتركها وقتها ؟...صوت رد علية من داخلة طمئنة...: اللي خلقها وخلقك احن عليها منك الف مرة .....
عنـ.ـد.ما وصلوا الي البيت ..هبة حاولت ان تساعد سلطان في تحضير طعام الغذاء...لكنة رفض كالمعتاد وامرها بلطف : ادخلي ريحى شوية عما اخلص...دة انا عامل ليكى النهاردة المسقعة اللي انتى بتحبيها
هبة لطالما حاولت المساعدة لكنة كان دائما يرفض بحزم ويقول...: طول مانا عايش انا هخدmك بعيونى...ياة يا بابا تسلم لي وتسلم عيونك
في الواقع كانت حالتهم المادية (تعبانة) لكنها كانت حينما تستمع لحكايات البنات في صفها عن الضـ.ـر.ب والاهانة والمعاملة السيئة التى كانوا يتلقوها في بيوتهم كانت بتحمد الله علي حياتها وعلي حب سلطان الذي غمرها والذى عوضها حتى عن حنان الام الذى لم تعرفة يوما...
اقتنعت ان الرزق ليس فقط نقود متوفرة وحياة مريحة انما الاهم ان يكون في شكل بيت مستقر واب حنون متفهم فما فائدة الاموال الكثيرة اذا لم تتهنى بها في حـ.ـضـ.ـن عائلة سعيدة ...ما كان ينغص عليهم هنائهم في حياتهم البسيطة هوانه في الفترة الاخيرة وخصوصا بعد احداث الثورة منطقتهم الشعبية امتلئت ببلطجية وشبيحة والذي فاق الاحتمال ان احدهم شغل الشقة الفارغة فوق سطوحهم.. وفي الليل كان يجمع اصحابة لعمل جلسات انس رائحة المـ.ـخـ.ـد.رات والشراب مع ضحكات الساقطات التى تتسلل الي مسامع السكان كانت الروتين اليومى المعتاد علية طوال الليل في الفترة الاخيرة وللاسف لم يكن احد من السكان قادرعلي الاعتراض... هؤلاء البلطجية كانوا دائما يحملون الاسلحة البيضاء وحتى الاسلحة النارية في العلن ويهددون باستخدامها اذا ما تجرء احدهم وهم بالاعتراض علي الوضع وبالفعل لم يتجرأ احد علي الاعتراض...
حتى سلطان نفسة اكتفي بتكثيف حمايتة لهبة وتغاضى عن السفور الذى كان يحدث فوقة يوميا ...ضحكات السيدات الخليعة كانت تصل لمسامعة هو ايضا و كان يري عبدة وهو يصعد يوميا حاملا زجاجات الخمربفجور....الاتاوة التى كانوا يفرضونها علي السكان والبائعين دفعت بصمت ...فمن تجرء علي الرفض نال نصيبة من العنف ... فواجة التهديد ثم الضـ.ـر.ب وحتى القــ,تــل ...
بعد الغذاء الشهى الذى اعدة سلطان لهبة ... هبة نهضت وبدأت في الاستزكار بكل همة كعادتها...هدفها الاوحد النجاح بتفوق كى تكافىء سلطان عن كل قطرة عرق بذلها في سبيلها...والدها المسكين اضاع عمرة من اجلها... من اجل تعليمها ...من اجل ان يلبي كل ما يستطيع من احتياجاتها ...........
قلة الامكانيات جعلتها تزاكر بهمة اكبر فلا يوجد احتمال لان تاخذ الدروس الخصوصية مثلها مثل كل البنات في صفها ولكنها كانت متفوقة حتى بدون دروس ..الكثير من المجهود جعلها دائما الاولي علي صفها مما اثار غيرة البنات.......كانت دائما تري الغيرة في عيونهم والتى ارجعتها لمستواها العلمى لكن سببها الحقيقي كان جمالها الاخاذ...
بحلول الساعة الخامسة سلطان استعد للذهاب الي عملة ...الفترة الثانية من عملة تبدأ في الساعة السادسة مساء وتنتهى في التاسعة... صاحب الشركة كتيرا ما كان ياتى ايضا في الفترة المسائية وبصحبتة بعض الضيوف الهامين مثلة فهو احد اقطاب المال في البلد... سلطان كان يحرص علي اتمام عملة لارضاء رئيسة السخى معة وكان دائما يردد..: البية علي اد ماهو طيب وحنين بس دقيق في شغلة وبيحب الدنيا نضيفة ومتلمعة والبوفية عمران بكل المشاريب وحتى الساندوتشات الخفيفة عشان الموظفين ميحتاجوش حاجة من برة... في الماضي القريب قبل ان تعزل الست حسنية الخياطة جارتة وتهرب بجلدها من البيت كان يترك هبة معها ويذهب الي عملة في الفترة الليلية وهو مطمىن نسبيا عليها.. لكن الان بعد رحيلها اصبح مضطر لترك هبة وحيدة... الست حسنية طفح كيلها من البلطجية وقررت الرحيل خـ.ـو.فا علي بناتها من الوضع المخيف في المنزل والحارة...كان يذهب الي العمل وقلبة ينزف الدmاء وكان يامرها بعدm فتح الباب مطلقا لاي سبب ....لكن لسوء حظة جمال هبة كان يزداد ويزداد كل يوم... ونظرات الحـ.ـيو.ان عبدة المقيم فوقهم كانت تاكلها وهم في طريقهم اليوم الي المنزل عند عودتها من المدرسة لم يكن وجود سلطان معها رادع لة كى يخفض بصرة او يستحى فهو كان كائن بلا اخلاق تماما...
سلطان دخل لهبة غرفتها قبل خروجة ..اعاد عليها جملتة اليوم وقلبة ينزف دmا : نور عينى انا نازل متفتحيش الباب ابدا سامعانى
هبة هزت راسها بالموافقة فهى لم تكن بحاجة ابدا لتحذيرة ..من نفسها كانت تغلق الباب بالمفتاح وتجر خلفة اريكة كبيرة علها تحميها ...سلطان ودعها بعنية ونزل السلالم استعداد للمغادرة ... كان لا يزال في مدخل العمارة وقبل خروجة للشارع لمح عبدة البلطجى يجلس علي القهوة المقابلة للمنزل ويراقب المدخل بعيون مثل عيون النسر الجارح وكأنة ينتظر شيء ما... سلطان قلبة لم يطمئن ابدا بسبب جلوس عبدة بذلك الشكل ...جميع الفئران تدخلت وشكلت حرب ضارية داخلة استداروصعد السلالم مرة اخري... هبة فوجئت به يعود من جديد ...عنـ.ـد.ما سمعت الجرس كادت ان تمـ.ـو.ت رعـ.ـبا ..لكنها عنـ.ـد.ما سمعت صوتة من خلف الباب ازاحت الاريكة وسمحت لة بالدخول :...بابا مالك خير حصل حاجة....؟
سلطان طمئنها وقال : انتى مخرجتيش من زمان ...مش عاوزة تغيري جو؟ هاتى كتبك وتعالي معايا زاكري في الشركة...
سعادة هبة كانت قصوى بقرارة...ليس فقط بسبب انها لم تخرج فعليا منذ اشهر ولكن بسبب خـ.ـو.فها الفظيع الذى كانت تشعر بة في كل مرة كان يخرج فيها سلطان ويتركها في المنزل ...كانت تستمع الى اصوات مخيفة خلف باب منزلهم وكأن احدهم يتعمد اخافتها ...لم تخبر سلطان يوما بما تسمعة لاسباب عديدة ربما اهمها خـ.ـو.فها علية من بطش البلطجية اذا ما حاول مواجهتهم ......
- ثوانى واكون جاهزة...
هبة دخلت غرفتها فتحت خزانة ملابسها ...من غير تفكير اخرجت فستان العيد وارتدتة بسرعة...كم تحب هذا الفستان فهو كان اخرهدية لها من طنط حسنية اعطتة لها وهى تبكى وتقول...: هتوحشينى.. علي عينى يا بـ.ـنتى... بس الوضع بقي صعب انا خايفة علي البنات...ربنا معاكم يا بـ.ـنتى وتنجوا انتم كمان ...الفستان دة انا خيطته ليكى عشان تفتكرينى ....انا دايما هسأل عليكى بس انا ربنا فتحها علي وعملت اسم مش بطال والناس بدأت تطلبنى بالاسم عشان كدة هقدر انقل من هنا...
هبة قررت ارتداؤة.. من يوم العيد وهي لم تخرج والفستان ايضا لم يري النور من يومها ...ايضا لابد وان تشرف اباها في عملة لابد ان يروا مجهودة الجبـ.ـار في الاعتناء بها وحيدا...فهو يستحق ان يري الناس مجهودة ليعلموا انه لم يحرمها من أي شيء ابدا...فستان حسنية مصنوع من قماش منقوش حريري يغلب علية لون الزرع لة حزام ابيض عريض ...يصل لتحت ركبتها بشبرين يظهر جزء صغير من رجليها البيضاء الجميلة انتعلت صندلها الابيض الذى كانت ترتدية بحرص بالغ في مناسبات قليلة فهو رقيق للغاية ولا يتحمل شقاء المشي ...تطلعت لنفسها في المرأة ثم امسكت الفرشة وبدات تمشط شعرها الاشقرالحريري... سمعت صوت سلطان ينادىها بلطف ...
- يلا يا هبة هتأخر ...بسرعة هبة لمت شعرها كذيل حصان في تموجات متمردة علي جانب كتفها الايسروحملت كتبها وخرجت تجري من الغرفة
*********************************************
↚
فور وصولهم الي الشركة سلطان ادخلها مباشرة الي المطبخ ...اجلسها علي طاولة طعام في ركن المطبخ وقدm لها الشاي وقال لها بحنان.. - يلا حبيبتى زاكري.... ثم غادر المطبخ ليباشر عملة...
هبة انـ.ـد.مجت في المزاكرة ...فترة طويلة مرت وهى مازالت منـ.ـد.مجة لا تشعر باي شيء...موظفوا الشركة علموا ان سلطان احضرابـ.ـنتة واجلسها تستزكر في المطبخ فتجنبوا ان يزعجوها وربما تجنبوا ان يحرجوها ... هبه احست بالامان والراحة اخيرا بعد اسابيع من الخـ.ـو.ف سوف تزاكر بدون خـ.ـو.ف.. نعمة وجود ابيها الي جوارها لا يعادلها أي شىء اخر انحنائها المتواصل منذ ساعات علي كتابها جعلها تشعر بالم فى ظهرها ورقبتها.....قامت تتجول في المطبخ ...خلعت صندلها وعادت مجددا للجلوس علي الكرسي...رفعت رجليها علي كرسي امامها ...فستانها ارتفع حتى ركبتيها ...سيقانها البيضاء الجميلة ارتاحت بنعومة علي الكرسي...اصابع قدmيها الصغيرة تنفسوا بإرتياح خارج الصندل .... اغمضت عينيها ويداها حررت شعرها وفكت ربطته فنزل كشلال الذهب علي كتفيها...
هزت راسها تبعد شعرها عن عينيها ...دلكت عضلاتها المرهقة لعدة دقائق ثم واصلت مزاكرتها... تلك الدقائق من الدلال اعادت اليها همتها واكملت بنشاط
عند الساعة التاسعة كانت تقريبا قد اكتفت واحست بالرضى من نتيجة تحصيلها ....سلطان ايضا كان قد انهى عملة ...هتف بسعادة غامرة فور دخولة المطبخ ...
- البية الله يكرمة ادانى 500 جنية وقالي جيب حاجة حلوة لبـ.ـنتك وانت مروح...عشان كدة ال500 جنية دول بتوعك اختاري هتعملي بيهم اية
هبة شهقت من الصدmة فخمسمائة جنية دفعة واحدة خارج الميزانيه معجزة لم تشهدها من قبل .. يالله يا كريم ...الفرحة غمرتها حتى النخاع
- خلاص يا بابا انا عرفت هنجيب بيهم اية...يلا بسرعة عشان نلحق المحلات قبل مـ.ـا.تقفل.....
- لا لا يا هبة مش ممكن الفلوس دى بتاعتك يا حبيبتى....
- يا بابا يا حبيبي انت بتلبسنى خوذة ...وانت مش لابس اشمعنى انت لازم عشان خاطري تلبسها انا بخاف عليك
دmـ.ـو.ع الفرحة ملئت عينيه ....بعد اصرار رهيب من هبة وتوسلات.. سلطان اخذ الخوذة التى كان ثمنها مائة وتسعون جنيها....
سلطان : كدة فاضل 310 جنية انا عارف بقي هنعمل بيهم اية ... انا عازمك علي العشا في اغلي مطعم ... هبة اعترضت بشـ.ـدة...: لا يابابا مينفعش خسارة الفلوس سلطان دmعت عيناة ...- دي يا حبيبتى هتكون اول مرة هعزمك فيها برة مش خسارة فيكى أي حاجة.... هبة اقترحت علية بقناعة شـ.ـديدة.. - خلاص ناخد الاكل ونروح نعد علي النيل انا بحبة اوى ونفسي اشم هوا نضيف ... ومجددا سلطان اذعن تحت اصرارها فرقة هبة وضعفها كانوا دائما ينتصرون ...من كان يستطيع مقاومة طلب لهبة الملائكية ... سلطان اكتفي باحضار مشويات للعشاء من مطعم فخم وكنافة بالقشطة كتحلية لها لانة يعلم مقدارحبها لها .... واخذها للجلوس علي النيل بناء علي رغبتها ...
سلطان اقترح بسعادة بعد العشاء .... - عارفة بقى يا حبيبتى الباقى لازم تجيبى لنفسك بيه فستان جديد ...بكرة ان شاء الله بعد المدرسة هاخدك المحلات....
كعادة كل يوم هبة وجدت سلطان في انتظارها علي باب المدرسة ولكن في ذلك اليوم كان يرتدى الخوذة الجديدة بفرح ...
سلطان اخبرها بفرحة غامرة عنـ.ـد.ما راها ... - ادهم بية الله يكرمة ويعمربيتة قالي ..." يا سلطان خلاص متجيش الفترة التانية وراتبك ماشي زى ماهو مش هيجري حاجة يعنى لو كل واحد قام عمل طلبة بنفسة "
يعنى الحمد لله مش هسيبك لوحدك بالليل تانى ابدا ...و كالمعتاد بدأ سلطان يعدد في صفات ادهم الحميدة كما يفعل كلما يتزكرة ... - دة ابن حلال وكريم وبيعاملنا كويس ربنا يكرمة ..... ابن عز طول عمرة بصحيح...
دائما سلطان كان يتحدث بالخير عن رب عملة المليارديرادهم البسطاويسي... ويكفيها اعفائه لسلطان من عملة في الفترة الثانية حتى تتأكد بنفسها من استحقاقة لكل مدح اختصة بة سلطان طوال سنوات عمرها الاخيرة....فشعرت بامتنان بالغ تجاهه
منذ ان وعت وبدأت في الفهم وابيها يعمل كساعى خصوصى لمكتب ادهم البسطاويسي...بالتحديد منذ ثمان سنوات ومن حينها تحسنت احوالهم المادية بدرجة كبيرة فادهم البسطاويسي كان كريم مع موظفية بطريقة ملحوظة اباها اعتاد الثناء علية كل يوم....والان اشفق ادهم علي ابنه سلطان من ظروفهم الصعبة واعفي سلطان من عملة في الفترة المسائية كى لا يتركها وحيدة في تلك الظروف المرعـ.ـبة والتى اصبحت تواجهها يوميا ...فكرت مع نفسها زامتنان كبير يغمرها من شهامتة مع ابيها " اكيد عندة بنات عشان كدة فهم خـ.ـو.ف بابا علية..."
بعد اسابيع طويلة ... اخيرعاد لها احساس الامان اثناء مزاكرتها لدروسها كانت تجلس علي الطاولة في صالة منزلهم و بجوارها سلطان وهو يقرأ في المصحف..." الحمد لله "...ساعات عملة في السابق كانت تقضيها في الرعـ.ـب من المجهول...واستراق السمع عبر الجدران للاصوات التى تخيفها
شهران مرا منذ رحيل حسنية فكانت تغلق فيهم علي نفسها باب شقتهم بالمفتاح وتظل تدعى الله ان يسترها ويمر الوقت بسلام حتى عودة سلطان من عملة في العاشرة ...لكن الحمد لله بفضل رحمة ادهم البسطاويسي وعطفة سلطان لن يتركها في المنزل وحيدة مجددا.....
مع عمل سلطان لفترة واحدة اصبحت حياتهم افضل ...وايضا تحسنت صحتة كثيرا وعنـ.ـد.ما اطمئنت لوجودة بجوارها زاد تركيزها وتحصيلها ارتفع بشكل كبير
كل شيء كان يتحول للافضل واستمتعت بالوضع الجديد لفترة... لكن كل شيء تغير فجاءة وتكهرب الجو مجددا ...فعند عودتهم في احد الايام من المدرسة سلطان كان يوقف دراجتة النارية تحت منزلة كما كان يفعل دائما فاعترضة احد البلطجية وقال بغباوة ... - دة مكانى شفلك مكان تانى ....الخـ.ـو.ف احتل سلطان ..لم يخف علي نفسة بل خاف علي هبة حتى المـ.ـو.ت...فهو ادرك ان البلطجى يعطلة لغرض ما وبالتاكيد هوغرض دنىء مثلة....
سلطان اجابة بتـ.ـو.تر بالغ ...- طيب يا بنى ...ثم اشار لهبة بالصعود لمنزلهم فورا وغادرعلي دراجتة لايجاد مكان اخر لها وهو يرتعد من الخـ.ـو.ف
خـ.ـو.فة الاعظم واسوء كوابيسة كانوا علي وشك التحقق...لكنة ما ان ابتعد حتى فهم الغرض من حركة البلطجى ..."عبدة " ...الحقيقة ضـ.ـر.بتة بقوة فالبلطجى كان يعطلة كى ينفرد عبدة بهبة علي الدرج...
سلطان ترك دراجتة في وسط الشارع بدون اهتمام وعاد بأقصى سرعة الي هبة ....
هبة صعدت الدرج وهى تجري بقوة ....قلبها يخفق بعنف ...دقات قلبها تصم اذانها من قوتها... وصلت لباب منزلهم وانتظرت اباها فهى لم تملك يوما مفتاح فهى لم تحتاجة ابدا فسلطان كان يوصلها حتى الباب دائما ولم تضطر يوما لحمل مفتاح في المدرسة ...لسوء حظها رأت عبده البلطجى ينزل الدرج وهو يتطلع اليها بعيون شريرة تفضحة....
هرب الدm من عروقها وتسألت برعـ.ـب... - انت فين يا بابا..؟ ...رعـ.ـبها وصل الي السماء مع اقتراب عبدة منها لدرجة انها شمت رائحة مقرفة تفوح من فمة القذر... عبدة اقترب اكثرمنها حتى احست بلفح بانفاسها القذرة علي وجهها...هبة الصقت نفسها في باب شقتهم وكأنها تستنجد بة....
الدmـ.ـو.ع حبستها بصعوبة ...صوت خطوات والدها التى تطوي السلالم جريا اعطاها الامل في الخلاص...خطوات والدها المقتربة لم تؤثر في عبدة الذى قال بوقاحة ... - مسيرك لية يا جميل.. وقريب اوى....ثم وجة نظرات تهديد وتحدى لسلطان كأنه يتحداة ان يعترض علي ما قالة... وببرودة اخرج مدية صغيرة من جيبة لوح بها في تهديد في وجة سلطان ثم هوي بها في حركة تهديد صريحة علي كفة عدة مرات ... بعدmا انهى تهديدة الفج...عبدة دفع سلطان بكتفة بقوة اطاحت بة علي الارض وهو في طريقة لنزول الدرج....
سلطان اتجة فورا لهبة المرعوبة كى يطمئن عليها... خـ.ـو.فة علي هبة وصل لحد الجنون ...قلبة يبكى ويقول .." اة من الظلم والفقر والذل والضعف "...
سلطان ادرك ان عبدة وضع هبة في رأسة ولن يتوان حتى ينالها... جمالها المبهر لعنة عليها منذ الان..لابد وان يهربوا ...يغادروا هذا المكان الموبؤ ...لكن السؤال الاهم الي اين ؟
وكان اسوء ما في الامر اكتشافة منذ ايام قليلة انة مريـ.ـض بقلبة وحالتة خطيرة ..
القهراكل قلبة ...خـ.ـو.فة علي ابـ.ـنته من الدنيا من بعدة سيطرعلي تفكيرة اذا كان لا يستطيع حمايتها من عبدة في وجودة فماذا ستفعل اذن عنـ.ـد.ما تكون وحيدة في مواجهتة...؟
سلطان ادخل هبة المرعوبة الي المنزل واغلق الباب بقوة.... - هبة حبيبتى طمنينى ..لمسك ؟
هبة هزت دmاغها برعـ.ـب : لا لا
سلطان : الحمد لله ...الحمد لله
تركها ورفع يدة الي السماء وقال : يارب احميها مالناش غيرك...
...........
عنـ.ـد.ما اتى سلطان لاخذها من المدرسة في اليوم التالي احست بشيء غير طبيعى في تصرفاتة ...كان متـ.ـو.تر وخائف ويتلفت من حولة باستمرار
- بابا مالك طمنى مالك...؟ ...انا خايفة
- مافيش ياهبة ..عاوزك لما تروحى تلمى في شنطة صغير خالص كام غيار والحاجات المهمة ...الحاجات المهمة العزيزة عليكى بس يا هبة فاهمانى ؟
نصف ساعة وتكونى جاهزة عشان نمشي
نمشي ؟
هبة تسالت في دهشة ....- نمشي نروح فين يا بابا ؟
سلطان : متسأليش دلوقتى ...ادعى ربنا يسهلها ونطلع بالسلامة وبعد كدة هفهمك كل حاجة
لسان سلطان بدء في الاستغفار بدون توقف " استغفر الله العظيم ...استغفر الله العظيم "...كررها بلا توقف....حتى بعد ما وصلوا الي منزلهم وهو مازال يردد ...استغفر الله العظيم
هبة نفذت طلبة بسرعة ...اشياؤها القيمة قليلة جدا وهو اكد عليها ضرورة احضار حقيبة صغيرة لا تلفت الانتباة اليهم ...في حقيبتها المدرسية المعتادة وضعت كتبها وادواتها جميعا وحشرت في حقيبة يدها فستان حسنية وبعض الغيارات الداخلية واهم ماحملتة معها كان الصورة الوحيدة التى لديها لوالدتها...خرجت بسرعة الي سلطان الذى كان مازال يستغفر
سلطان قادها لخارج المنزل واركبها علي الدراجة النارية خلفة مجددا ...
احد رجـ.ـال عبدة البلطجى شاهدهم واخرج هاتفة وبدء في عمل اتصال... هبة حـ.ـضـ.ـنت شنطتها بقوة...اما سلطان فتوكل علي الله وقاد دراجتة النارية باقصى سرعة وخرج من الحارة وكأن شياطين العالم كلها تطاردة....
*******
↚
هبة لم تفهم تصرف والدها الغريب...نفذت تعليمـ.ـا.تة حرفيا وجمعت اقل القليل.. ونزلت معة من المنزل بدون أي كلام او سؤال كيف تستطيع سؤالة وهو متـ.ـو.تر وخائف بهذا الشكل ....فاجلت فضولها وتساؤلاتها ...
سلطان اوقف دراجتة النارية تحت بناية فخمة في حى افخم ...اخذها من يدها وصعدوا في المصعد الي الطابق الرابع.... اتجة الي احدى الشقق واخرج مفتاح من جيبة وفتح باباها وادخلها برفق...
دهشة هبة واستغرابها من تصرفات والدها كانت بلغت عنان السماء لكن عنـ.ـد.ما فتح الباب ودخلت الي الشقة الفخامة والترف الواضحيين اوقفوا عقلها تماما عن العمل... لم تكن تتخيل وجود مكان بهذا الجمال في حياتها اذا لم تكن هذة هى الجنة فكيف اذن الجنة ستكون ...؟
دهشتها وصدmتها من فخامة الشقة اثاروا انتباة سلطان ... بحكم عملة عند ادهم البسطاويسى هو اعتاد رؤية اماكن بمثل تلك الفخامة بل وافخم كثيرا اما هبة المسكينة فلم تغادر الحارة مطلقا سوى الى المدرسة ادهم البسطاويسي احد اغنى اغنياء مصر ان لم يكن الاغنى بلا منازع...عائلتة كبيرة ومشهورة في الصعيد ...من هؤلاء الناس اصحاب المقامـ.ـا.ت والنفوذ ...يقال ان جدة في الماضى عثر علي كنز من الاثار وقام ببيعة ومن يومها واموالهم تعبأ في شكائر كما يقولون...والدة مشهور بالقوة والقسوة وادهم هو الواجة المتحضره لتلك العائلة ...ادهم الذى تعلم في احسن الجامعات استطاع ان يسيطرعلي اموال العائلة وتحويلها لمليارات راس مالهم اكبر من راس مال دول صغيرة...قوة عائلتة مع ذكاء ادهم وقوتة حولوا الاموال الطائلة والسلطة اللي كانت لديهم لامبراطورية قوية لها اسمها...
هذة الشقة التي فتحت ابـ.ـنتة فمها ببلاهة عنـ.ـد.ما راتها كانت شيء عادى وبسيط بجانب ما كان يراة في قصر البسطاويسي عند ذهابة الي هناك...
كان دائما يستمع الي حكايات الموظفين في الشركة عن فخامة قصرادهم... الحكايات المبالغ فيها التى كان يستمع اليها كانت تقول ان صنابير المياة في قصر البسطاويسي صنعت من الذهب وان مقابض الابواب زينت باحجار كريمة...
سلطان دخل واغلق الباب بالمفتاح وبكل الترابيس الموجودة في خلف الباب وتنفس بـ.ـارتياح... ..- الحمد لله
الوعى عاد لهبة عنـ.ـد.ما راتة يغلق الباب...بابا احنا بنعمل اية هنا ....؟ سلطان تجنب النظر في عينيها وقال - احنا هنعيش هنا
الصدmة التي تلقتهاهبة كانت عنيفة ...لدرجة انها لدقائق تخشبت وفقدت القدرة علي الكلام.... وعنـ.ـد.ما اخيرا استاطعت الكلام ...كان صوتها منخفض مبحوح.... - بابا انت اكيد بتهزر....؟
سلطان اقترب منها وامسك كتفيها بحنان وقال...
- هبة انا بتكلم جد من هنا ورايح انسي اي حاجة عن حياتك القديمة.........
انسي اي حاجة غير ان اسمك هبة سلطان ...حتى مدرستك انا نقلتك منها لمدرسة تانية ...خلاص ياهبة ...عيشتنا هتبقي هنا
من الطبيعى ان اي فتاة اخري كانت ستشعر بالفرحة وتنبهر بالمكان ولاتهتم بكيفية حدوث تلك المعجزة ....لكن عقل هبة ابي ان يرحمها ..
عقلها العنيد ملىء بمليون سؤال وسؤال....- بابا فهمنى بس..ازا..
سلطان قاطعها....فهى لا ينبغى عليها ان تفكر ولا ان تقلق بعد اليوم فوضعها الجديد حماية لها من كل خـ.ـو.ف ولتدع الخـ.ـو.ف لة هو وحدة ليعانى منة لباقى عمرة ...
- اخرمرة يا هبة هنتكلم في الموضوع دة .. انا هقلك اللي لازم ت عـ.ـر.فية وبس...انا عملت خدmة لادهم بية فكان قصادها انة كافئنى وسمحلنا نعيش في الشقة دى وناخد بالنا منها لحد ما امورنا تتحسن
هبة قد تكون اقتنعت او قد تكون استسلمت بانها لن تاخذ منة أي معلومـ.ـا.ت اضافية ولكن في النهاية حملت حقيبتها...وبدات في البحث عن غرفة لها...
بدات تتعود علي فخامة الشقة تدريجيا...بعد زوال الصدmة ...انزاح الضباب عن عقلها وبدات في التركيز... الشقة الضخمة تحتل طابقين كاملين من
المبنى ويربط بينهم سلم داخلي ...
الطابق العلوى يحتوى علي ثلاث غرف نوم اشبة بالاجنحة لكل غرفة حمام خاص بها وصالون وملحق بكل غرفة غرفة اخري تحتوى علي ارفف عرفت فيما بعد انها تسمى غرفة الملابس...وفي الطابق السفلي يوجد ثلاث غرف اخريات اصغر من اؤلئك اللاتى يحتلين الطابق العلوى منهم اثنتان لهما حمام خاص واخري بدون ويحتل معظم الطابق السفلي صالون مهيب قد تكون مساحتة اكبر من مساحة شقتهم القديمة باكملها.......
المطبخ في حد ذاتة حكاية ...ملحق به غرفة خادmة بحمامها الخاص ....
بدون تفكير اختارت لنفسها احدى الغرف الصغيرة التى لها حمام خاص بها وسلطان اخذ الغرفة الصغيرة القريبة منها والتي كانت بدون حمام
سلطان اخبرها بتردد...
- ما تجربي تاخدى واحدة من الغرف الكبيرة اللي في الدور التانى هبة نظرت الية برعـ.ـب....- لا يا بابا ازاي وافرض صاحب الشقة رجع لاي سبب ...خلى الدور اللي فوق جاهز ومتوضب لصاحبة واحنا خلينا تحت دة حتى غرفتى من فخامتها وجمالها مش قادرة اصدق انى هستعملها....تفتكر يا بابا مش المفروض نستعمل غرفة المطبخ ؟ سلطان هز راسة بشـ.ـدة ... - اية يا بـ.ـنتى اللي بتقولية دة..؟....بكرة هتفهمى كل حاجة وغرفة المطبخ من بكرة في خدامة هتيجى تعد فيها تنضف وتطبخ
هبة عينيها اتسعت... صدmة اخري اضيفت الي سلسلة الصدmـ.ـا.ت السابقة....- خدامة امال احنا شغلتنا اية هنا ....ضيوف ؟
سلطان ظهرت الحيرة علي ملامحة لبعض الوقت ثم اجابها ....
- شغلتى اخد بالى من البيت واللي فية في غياب صاحبة... وانتى شغلتك تزاكري وتنجحى ....كمان نسيت اقولك انا من النهاردة اترقيت في شغلي البية الله يكرمة خلانى امين مخزن من مخازنة ...المخزن قريب من هنا...يعنى في مدرستك الجديدة لما اصحابك يسالوكى بابكى بيشتغل اية تقدري تقوليلهم مدير مخزن
الدmـ.ـو.ع ملئت عينيها...فهو يعتقد انها كانت تخجل منة - انت طول عمرك احسن اب وانا عمري ماخبيت او انكسفت من شغلك انت في نظري احسن اب في الدنيا...
السعادة غمرت سلطان ...- الحمد الحمد لله اللهم ديمها نعمة علينا يارب المعجزة التى حولت حياتها لم تنتهى بعد علي الرغم من انها لم تحرج يوميا من الركوب خلف والدها علي دراجتة النارية الا انها احست بالراحة عنـ.ـد.ما علمت ان وسيلتها الجديدة للذهاب الي مدرستها هى الباص الخاص بالمدرسة والذى سيوصلها يوميا ذهابا ايابا..وسيلة امنة ...فخمة ومريحة...و الاهم كان زى المدرسة الموحد والذي وصل في اليوم التالي لاقامتها في الشقة...تسالت بدهشة ....- امتى باباب جهز دة كلة...؟ وجدت ثلاثة اطقم من الزى المدرسي ...ولدهشتها كانوا مناسبين لها تماما وكأنهم صمموا خصيصا لها... بألوان جميلة من درجات النبيتى وجاكيت اسود اظهر شعرها الاصفر كأنة شلال دهب علي اكتافها النحيلة...
هبة مختلفة ...هبة جديدة ...اخيرا كل البنات تساوا ...نفس الزى نفس وسيلة المواصلات ..لكن هبة مازالت مميزة عنهم بمستواها العلمى المميز و جمالها الملفت والاهم اخلاقها العالية...
ولكن تبقي دائما السؤال المؤرق الذى عجزت عن اجابتة....ما المقابل يا تري....؟
↚
سنتان مرتا مثل الحلم منذ انتقالهم ...هبة اعتادت الغموض ويئست من الفهم ولكنها دائما انتظرت ان ينتهى الحلم فجاءة كما بدء...
مدرستها الجديدة ...مدرسة بنات الطبقة الراقية...كل شيء فيها بحساب حتى الكلام ...
مديرة مدرستها الجديدة مشهورة بصرامتها ...في وقت المدرسة لم تكن تسمح للبنات باي عمل غير هادف فدائما وقت الطالبات مشغول في عمل اشياء مفيدة كالدراسة اوالقراءة ... حتى وقت الراحة في منتصف اليوم الدراسي الطويل اجبرت البنات علي قضائة في النادى الرياضى الملحق بالمدرسة اوالمسبح او ملاعب التنس "الرياضة والقراءة كغذاء للروح"... كان شعار المدرسة وحرصت المديرة علي تطبيقة بحذافيره...
مدرسة مميزة ...قلة فقط من استطاع ان يدخل بناتة فيها ليس فقط بسبب سعرها الخيالي ..لكن السبب الاهم شروطها الاخلاقية المستحيلة ...معظم البنات اعتبرتها نوع من انواع السـ.ـجـ.ـن...قواعد صارمة لابد ان تتبع المدرسة كانت تجربة فريدة نفذتها مديرة معروفة بشـ.ـدتها وصرامتها... وقت الدوام كان من من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء حتى في ايام الاجازة الصيفية...
المدرسة شغلت كامل وقتها لسنتين وفي الاجازات الصيفية ايضا كانت تذهب لتعلم الاتيكيت وفن ترتيب السفرة ودراسة اللغات بالاضافة الي البرنامج الرياضى اليومى
الامتحانات النهائية علي الابواب ...السؤال الغامض مازال ينهش عقلها.. - ايه اللي جاي؟ بعد ما أخلص الثانوية هروح فين ...؟؟ والسؤال الاهم .. بابا جاب الفلوس دى منين...؟
كانت عيونها تتسأل لكن نظرات الارتياح المصحوبة بالالم في عيون سلطان كانت تمنعها من الضغط علية.... في نظرها سلطان هو افضل و واشرف اب في الدنيا ...لا يمكن ان يكون قد اختلس من عملة الجديد...المخازن...؟؟؟ هو اصبح امين مخزن كما قال .... استغفر الله العظيم... يالا الشيطان اللعين.....
نهرت شيطانها..- يارب سامحنى لا يمكن سلطان يعمل كدة...سلطان اللي مبيسبش فرض ومربي بـ.ـنتة علي الشرف والامانة لا يمكن يكون مختلس لايمكن يخـ.ـو.ن الراجـ.ـل اللي ائتمنة علي مالة و حالة...
وكالعادة دفنت افكارها وشغلت نفسها في الامتحانات ...شهر يفصلها عن انهاء المرحلة الثانوية...وايضا عن تحديد مصيرها
الامرالمثير للدهشة حتى لدهشتها الشخصية انها انـ.ـد.مجت تلقائيا مع وسطها الجديد فلم تظهر مختلفة او منتقدة في وسط بنات الطبقة الراقية بل علي العكس ظهرت وكانها ولدت منهم......انـ.ـد.مجت معهم ببساطة تحسد عليها او ربما لانها فضلت الانعزال وعدm التدخل في شؤن الاخريات وشغلت نفسها فقط بامور الدراسة فكونت حولها هالة من الغموض ... فعرفت ب "البـ.ـنت الشاطرة"
لم يكن سبب انعزالها هو احساسها بالعار من مهنة ابيها كساعى بسيط او امين مخزن ولكن انعزالها كان لتجنب الدخول في تفاصيل هى نفسها لا تستوعب معظمها ...فمن اين لسلطان امين المخزن البسيط بمثل ذلك المبلغ الخرافي المدفوع للمدرسة او تلك الشقة الفخمة التى تسكن فيها ...؟ فسرت نظرات الارتياح في عيون سلطان لانة انقذها من مصير اسوء من المـ.ـو.ت تحت رحمة عبدة وتهديدة ووفر لها حياة لم تكن تعلم حتى بوجودها من بيت فخم لمدرسة اغرب من الخيال وخادmة جاهزة لتلقى طلباتها حتى قبل ان تطلبها......وايضا نظرات الالم كانت موجودة في عينية...ربما ضميرة يأنبة بسبب.. فضولها غلبها لمعرفتة لكنها فشلت ... - اية السبب يا بابا في نظرات الالم دى؟ ...انت بتخبيها بس انا بحسها بفهمها مهما حاولت تخبيها...
- مدام الماس ... مدام الماس ..بابا اتأخر النهاردة هو بلغك انة هيتأخر؟
- لا يا انسة هبة هو مبلغنيش بحاجة
- انا قلقانة اوى موبيلة مقفول..انا هتجنن..انا حتى معرفش مكان شغلة عشان اسأل عنة
الدmـ.ـو.ع سالت انهارعلي وجنتيها...تمسكت بهاتف المنزل في حـ.ـضـ.ـنها
وسيلتها الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجى...فهى لا تملك هاتف نقال خاص بها...
فجاءة رن الهاتف وهى مازالت متمسكة بة في حـ.ـضـ.ـنها...هبة انتفضت لكنها تمالكت اعصابها ورفعت السماعه بسرعة ...
ردت بلهفة ...- الو
رد عليها صوت رجولي هادىء ...- انسة هبة..؟
هبة هزت راسها بعنف ثم اكتشفت ان محدثها لا يستطيع ان يراها - ايوة انا
رد نفس الصوت الرجولي بنبرة تعاطف... - انسة متقلقيش والدك تعب شوية في الشغل ونقلناة المستشفي
شهقات الدmـ.ـو.ع المحبوسة خرجت اخيرا ..هبة انهارت تماما
الصوت اكمل بقلق واضح .... - ارجوكى يا انسة متقلقيش والدك بخير .. وطالب يشوفك...عربية الشركة هتوصل لحد عندك وهتاخدك توصلك لعندة في المستشفي
هبة سالت بخـ.ـو.ف... - ممكن اسأل مين حضرتك ؟
الصوت الهادى رد بعد تردد للحظات ....- انا ادهم البسطاويسى
عصافير رفرفت في معدتها مع اجابتة ....
القت سماعة الهاتف من يدها بدون اضافة اية تعليق..ودخلت جريا الي غرفتها كى تستعد للخروج والدmـ.ـو.ع تغسل وجهها الجميل ... عيونها الخضراء اصبحت بلون الدm...فتحت خزانتها...
علي الرغم من الترف الذى اصبحت تعيش فية في الفترة الاخيرة الا انها اكتشفت انها لم تملك يوما نقود في يدها او حتى خرجت للتسوق بنفسها... جميع احتياجاتها كانت تصل اليها من جهة مجهولة...... لم تضطر يوما للطلب ..كانت تستلم ملابس داخلية ...احذية ..بيجامـ.ـا.ت...عطور...ملابس رياضية للمدرسة ...كل شيء كان لديها ماعدا شيء واحد انتبهت حاليا انة مفقود...ملابس ترتديها عند الخروج..
هبة انتبهت انها لمدة سنتين لم تخرج فعليا من المنزل ... "من البيت للمدرسه ومن المدرسة للبيت" ...حتى ايام الاجازات عنـ.ـد.ما كانت تذهب الي المدرسة كانت ترتدى زى المدرسة وايضا رحلات المتاحف والمكتبات التى كانت تنظمها المدرسة لزيادة ثقافتهم كانت تذهب ايضا بنفس الزى...
الخزانة المتسعة ممتلئة عن اخرها ...ولكن عنـ.ـد.ما بحثت عما تستطيع ارتداؤة لم تجد ....
في ركن مهمل من الخزانة وجدت فستان بسيط منقوش ..الفستان الوحيد الذى حملتة معها من حياتها القديمة ...فستان حسنية مازال ينقذها كلما احتاجت للخروج...
بدون تفكيرارتدت خيارها الوحيد علي الرغم من مرور السنين ...الفستان مازال مناسب لها ...ارتدتة بسرعة ولمت شعرها في ضفيرتين وخرجت...
الماس ابلغتها فور رؤيتها... - انسة حراسة المبنى اتصلوا وقالوا ان فية عربية في انتظارك تحت...
هبة هبطت الدرج بسرعة...حتى انها لم تستطع انتظارالمصعد...
في الاسفل امام البناية كانت توجد سيارة سوداء فخمة لم تتعرف علي نوعها...اكملت جريها بدون توقف فتحت الباب الخلفي وركبت بسرعة..... - حضرتك هتوصلنى لبابا..؟
السائق اجابها بتردد ....- ايوة
صوته يزكرها بشىء ما عجزت عن تحديدة بسبب اضطرابها الشـ.ـديد...اسندت راسها علي النافذة بجوارها واغمضت عينيها واكملت بكائها...
فتحت عينيها مجددا علي صوت السائق يقول.. - وصلنا...
انطلقت كطلقة المدفع من السيارة عنـ.ـد.ما توقفت امام المستشفي ...وصلت الاستقبال في سرعة قياسية ....- غرفة سلطان ابراهيم لو سمحتى
الموظفة تطلعت للجهاز الموضوع امامها وقالت .... - 208 الدور التانى اطلعى بالاصانصير...
هبة لم تنتظرارشادتها للوصول لغرفة سلطان ....الدرج اسرع في الوصول صعدت جريا للدور الثانى...عنيها بحثت بلهفة علي ارقام الغرف .....جرت لرقم 208 فتحت الباب ودخلت بسرعة....رأت سلطان نائم ومحاط بالاجهزة من كل جانب...صرخت بانهيار.... - بابا ..بابا حبيبي....
سلطان فتح عينية ...امسك يدها بضعف ملحوظ ثم اغمض عينية مجددا
هبة تمسكت بيدة بقوة... هى حاليا بين نارين ...فهى ترغب بالبحث عن طبيبة للاستعلام عن حالته ...وفي نفس الوقت خائفة من افلات يدة ... خائفة من المجهول ... فسلطان كل عائلتها ...ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعة ممرضة ...الطبيب بادرها يقول في اشفاق واضح .... - شوفي لازم ت عـ.ـر.في ان والدك لما جة كانت حالة قلبة حرجة جدا ..بس الحمد لله قدرنا نتدخل وننقذة ودة بأمر الله طبعا... لازم ت عـ.ـر.في ان وجودك في غرفة العناية المركزة لان ادهم بية امر بكدة ...بس لازم تتبعي التعليمـ.ـا.ت... المفروض الزيارة هنا ممنوعة عشان كدة انا بطلب منك تمسكى اعصابك ومتعمليش اي حركة هيستيرية والا هتعرضي صحتة للخطر تانى...
هبة هزت راسها بفهم .. عرفانها بالجميل لادهم يطوق رقبتها
سالت بصوت يكاد يكون مسموع ...- بابا عامل اية...؟
- والدك عندة مشاكل في القلب من زمان وكان لازمة عملية بس هو كان بيرفض يعملها...الحمد لله دلوقتى عدى الخطر بس ربنا وحدة اللي يعرف العواقب لو جتلة نوبة تانية...لازم عملية في اقرب وقت
هبة قلبها دق بعنف...راقبت بقلق والطبيب يقوم بفحصة... دعت الله في سرها ... - يارب نجية
وكأن الله استجاب لدعائها ... سلطان فتح عينية مجددا وتكلم بصعوبة ... - هبة عملتى اية في الامتحان...؟؟؟ يا الله علي الرغم من وضعة هو من يطمئن عليها...
- الحمد لله يا بابا متقلقش علي انت عامل اية طمنى..؟
سلطان رد بضعف ...- الحمد لله يا بـ.ـنتى...ثم انتبه فجاءة... - هبة انتى جيتى هنا ازاي ؟
- عربية الشركة جتلي البيت ووصلتنى لهنا
سلطان هز راسة في ارتياح....واغمض عينية مرة اخري
هبة عادت للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة ...كانت مصممة علي البقاء بجوارة لكن سلطان رفض بصورة قاطعة ... - روحى يا بـ.ـنتى عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس عشان ت عـ.ـر.في تحلي يوم الاحد في الامتحان...
مرة اخري وجدت سيارة الشركة في انتظارها واوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من امام البناية الا بعدmا تاكدت من صعودها لشقتها
بعد خمسة ايام سلطان خرج من المستشفي اخيرا... خلال الخمسة ايام التى قضاها في المستشفي كانت تذهب الية يوميا بنفس الوسيلة ...نفس سيارة الشركة وايضا نفس السائق...الذى كان احيانا يختلس النظرات وتجدة ينظر اليها بتمعن في مراءة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ...وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنية عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها الية ...
- نورت البيت يا بابا الحمد لله انك بخير
هبة استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصلة للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبة اوصلتة لسريرة...
علي الرغم من انة خرج من المستشفي لكن سلطان حالة لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عدة اضيفت لسنوات عمرة السبعة واربعون...
اخيرا انتهت الامتحانات ...هبة انتظرت النتيجة بقلق ...حلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان في ان يراها مهندسة ...ما كان يقلقها فعليا هو التفكير ...في انتظار المجهول...
شغلت نفسها بالتركيز علي صحة سلطان وتعافـ.ـية وركنت خـ.ـو.فها وقلقها في جانب مظلم من عقلها...
اخيرا وصل يوم الحسم... هبة تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97% ...
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء ...بكاء عن سبعة عشر عام قضاها في الحلم واخيرا تحقق حلمة...الحمد لله استطاع اكمال رسالتة معها ..الحمد لله هبة نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعة ..بكلية الهندسة كما تمنى دائما....
مضى شهران منذ النتيجة وهبة قبلت في كلية الهندسه وسلطان صمم علي الحاقها بجامعة خاصة علي الرغم من مجموعها الكبير الذى كان يمكنها من دخول أي جامعة حكومية تريدها.... الفصل الدراسي الاول سوف يبدأ مع بداية الاسبوع القادm ... مشكلة هبة الابدية الاسئلة التى بلا اجوبة..- بابا هيتصرف ازاي؟ صاحب الشقة هياخدها امتى؟ والسؤال الاهم ...هلبس اية في الكلية انا معنديش لبس..؟
منذ خروج سلطان من المستشفي لم يخرج من غرفتة الا نادرا ...حتى انة لم يستطع الذهاب الي عملة....
الماس ابلغتها ان سلطان يريد رؤيتها في غرفتة فورا..
.... هبة طرقت باب غرفة سلطان ودخلت
بابا بعد اذنك حضرتك طلبتنى ... انا كمان كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع....
سلطان اشار لها بالدخول ....جلست بجانبة واخذت يدة بين يديها في حنان...
- بابا معلشي بس انا زى ما انت عارف هدخل الكلية قريب...والكلية يعنى ما فيهاش زى موحد زى المدرسة انا هعمل اية..؟ ...كمان انا عمري ما خرجت لوحدى هروح ازاي ؟
سلطان كأنة انتبة لازمتها....التفكير واحساس الذنب ضـ.ـر.بوة الم صدرة ازاداد...اصبح يتنفس بصعوبة...سلطان فكر ..- لازم اقول لها... هبة لازم تعرف النهاردة هى تمت 18 سنة والسر اللى انا شيلته سنتين لازم يتعرف... ذنب سلطان اصبح حمل لايطاق ....احس ان الهواء نفذ من الغرفة...
سلطان جذبها اقرب الية وقال ...- هبة سامحينى انا عملت اللي عملتة عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبة انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملتة كان زمان عبدة اخدك منى ...وجهة اصبح ازرق بلون مخيف...
هبة صرخت وسط دmـ.ـو.عها...- بابا ارجوك متتكلمش انا هطلب الاسعاف
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان صمم ...- هبة لازم ت عـ.ـر.في منى ..لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما امـ.ـو.ت...بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسة من اجل ان ينطق بالحقيقه صوتة كان مهزوز متقطع... - هبة ...هبة سامحينى ...الحقيقة الوحيدة اللي لازم ت عـ.ـر.فيها انك...انك...زوجة ادهم البسطاويسى من سنتين...سلطان اخيرا ارتاح من الكابوس المخيف ...اخيرا تحرر...مع اخر حرف نطقة ...اللون الازرق في وجهه اختفي وتبدل بلون ابيض باهت وتحجرت عيناة....
هبة صرخت بأعلي صوت لديها...- بابا....
*********
↚
صدmة مـ.ـو.ت سلطان غطت علي اي صدmة اخري حتى صدmة اعترافة الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسة... اما ان يكون زوجها الية فذلك شيء لم تتوقعة علي الاطـ.ـلا.ق في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونة بريقهم
الماس سمعت صراخها ...وطلبت الاسعاف ..ولكن عند وصول المسعفين ابلغهوها بما كانت تعرفة بالفعل ... - البقاء لله
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...ردد لنفسها بانهيار .. " بابا مـ.ـا.ت ...بابا مـ.ـا.ت "
- اة يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسة يوما كان دائما يفكر بها
هبة حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ...ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...؟؟؟
هبة فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيدة لتواجة مصيرها.... بمفردها لتواجة خبر زواجها بدون علمها اورضاها
بالتأكيد هو كان لدية اسباب قوية لتزويجى دون علمي لرجل عجوز... ادركت مدى عـ.ـذ.ابة خلال الفترة السابقة لكتمانة السرعنها
في حياتها لم تري ابدا وجة ادهم البسطاويسي....زوجها
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنة فسلطان يعمل لدية منذ 10 سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمرة لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لدية العديد من الابناء ...احست بالرعـ.ـب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منة...
خائفة من الخروج من الغرفة فلربما تراة في الخارج ...او ربما ياتى ليأخذها ولكن رعـ.ـبها الاكبر كان خـ.ـو.فها من ان يطردها ...فالي اين ستذهب حينها...؟
ولكن خطتها فشلت ...
فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها... - انسه في واحد عاوز يقابلك برة
هبة قلبها هوى حتى ارجلها بعنف واصفر وجهها ... - واحد ...؟؟ ... مين ؟؟؟
الماس اجابتها بنبرة الية... - واحد قدmلي كارت مكتوب فية ان اسمة عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونية
هبة هزت رأسها في دهشة...- ورث اي ورث ؟
فهى تعلم جيدا ان لا املاك لابيها وان اكبر مبلغ رأتة في حياتها كان مبلغ الخمسمائة جنية التى اعطاها ادهم لابيها يوم زيارتها لشركتة...
ادهم البسطاويسي رعـ.ـبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفة...؟
تحت ضغط الماس ...هبة خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمرة في عمر ابيها رحمة الله تقريبا...فكرت في نفسها
عند دخولها للصالون نهض المحامى فورا واخذ يدها في يدة وقال.. - البقاء لله
صمت لبعض الوقت ثم اكمل ...- اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهاردة محاميكى انتى
هبة تفاجئت ..محامى بابا ؟؟ ...فلماذا كان لدية احدهم...؟
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...؟
المحامى استعد للمغادرة ... - التعليمـ.ـا.ت اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمة....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي..... - بعد اذنك يا انسة
وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهولة...
هبة استوعبت اخيرا ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعة مقابل شراؤها...فهمت اخيرا سبب عدm امتلاكها للملابس ...فهمت ايضا سبب عدm خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسة ...اسيرة لادهم وسلطان كان سجانها المخلص....
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حبسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يوما بالاسراوالسـ.ـجـ.ـن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محمية من سلطان كعادتة معها...فجاءة رأت قضبان سـ.ـجـ.ـنها المحيطة بها...حدودة اصبحت واضحة ومرئية الان ...
هى كالعصفورة المحبوسة في قفص ...صحيح انة قفص من ذهب ...لكنة في النهاية سـ.ـجـ.ـنها ...سـ.ـجـ.ـن العصفورة....
في النهاية اتى يوم الاثنين....هبة حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصولة سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفة من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنة في النهاية اتى علي الرغم من كل محاولتها ...
في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل...
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المراءة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباة عضلاتة كانت واضحة بشكل ملحوظ من تحت سترتة السوداء ...رائحة عطرة النفاذة مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان...
ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنة احس بترددها ...
بعد الوفاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديدة ضمت كل القطع التى من الممكن ان تحتاج اليها ... وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق...الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعة كانت تستلمها ... القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء...ومن قماش فاخرجدا....
الماس اختارت لها تايوراسود تنورتة تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا برقبة عالية ...هبة فجاءة بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدتة مع ملابسها ...الطرحة كانت من قماش الساتان الطري ..... اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغة فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مرة في حياتها تخرج من المنزل بمفردها...
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسرت الحرب من شـ.ـدة نعومتها فانهالت بفوضوية علي وجهها الجميل من تحت حجابها
عـ.ـذ.ابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانة...
بعد قليل نزلت سيدة متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة وعرفت نفسها قائلة ... - انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت...هو مستنيكى فوق
هبة تبعتها مثل المـ.ـخـ.ـد.رة ...صعدا الي مكتب فخم كل اثاثة مصنوع من الجلد الاسود معبق برائحة الدخان....رائحة زكرتها بدخان سلطان قبل ان يقلع عن التدخين ليوفر ثمن السيجارة من اجلها ....
هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف ...كانت متـ.ـو.ترة بدرجة كبيرة فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفتة سوف ينكشف اليوم ...
دخل عزت حمدى لمكتبة بمفردة...امر السكرتيرة بالمغادرة.... - مدام اتفضلي علي مكتبك.... اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح...
بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامرة فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منة معها ..عزت اكمل طريقة وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يدة مغلف احمر اللون.... - انسة هبة انا هدخل في الموضوع علي طول ...في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير ..احداث كتير كانت مبهمة ليكى بس انا هفهمك كل حاجة...
عزت فتح المغلف واخرج منة بعض الاوراق ..ناولهم اياها.... - افضل انك تشوفي بنفسك....
هبة بدأت في تصفح الاوراق...عقلها توقف عن العمل ...الخـ.ـو.ف من المجهول سيطرعليها ...احتل كيانها ...ارتجفت بشـ.ـدة وهى تقرأ ...
المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبة سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي...
العقد تاريخة يعود لسنتين مضتا ... شقة الزمالك شقتها منذ سنتين....
مجموعة الاوراق التالية كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف ثانى ...بدأت تقرا بعنيها
بسم الله الرحمن الرحيم
العقد شريعة المتعاقدين...تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاة مع الطرف الثانى المذكور اعلاة علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدرة مليون جنية مصري وشقة الزمالك المذكورة في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي
هبة احست بالغثيان ....رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شـ.ـديدة... ورفضت ان تكمل القراءة...هى وعدت سلطان انها سوف تسامحة وفعلا قد سامحتة ..مهما فعل فقد كان دافعة الوحيد هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى ...الذي وافق علي الزواج بطفلة واستغلال ظروفها .. لا يمكن ان تسامحة ابدا مهما حييت...
عزت حاول اعادة الاوراق اليها ... - لسة اهم ورقة ..اخر ورقة قسيمة جوازك
هبة ردت بقهرودmـ.ـو.عها تغرق وجهها الجميل.... - قصدك قسيمة عبوديتى ....قسيمة بيعى لراجـ.ـل عجوز اكبر والدى الله يرحمة ...هشوف اية..؟ ...مصيري اتحدد من زمان .. ياتري انا عندى اختيار؟
عزت عينية اتسعت من الصدmة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق... - انسة اسمعينى انتى فاهمة غلط ... يمكن ادهم بية فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجـ.ـل عجوز زى ما انتى فاهمة...ادهم بية عمرة 4و ....
صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير ... - عزت!! انا هتكلم عن نفسي....
قلب هبة بدأ في الخفقان بسرعة مـ.ـجـ.ـنو.نة عنـ.ـد.ما سمعت صوته...احست بضيق في التنفس من شـ.ـدة خـ.ـو.فها ...جسدها كلة كان يرتعش بعنف ... رعـ.ـبها اليوم اعاد لزاكرتها رعـ.ـبها يوم تهجم عبدة البلطجى عليها
لم تتمكن من رفع رأسها لتواجة مصيرها الاسود
علي الرغم من انها لم تتعرف الي عزت من قبل لكنة عنـ.ـد.ما انسحب فور ظهورادهم البسطاويسي قادmا من الغرفة الاخري رعـ.ـبها تضاعف فها هى الان وحيدة في مواجهتة ...عزت وكأنة اخذ امر بالخروج ...فخرج مثل الالة المطيعة وتركها بمفردها في مواجهة خنزيرغريب عنها من المفترض انة زوجها... صوت خطواتة التي تقترب منها زادت الالم في معدتها....رأسها المحنية أنت بالم لانها كانت تجبرها علي الانخفاض بقسوة...
زوجها المزعوم اقترب منها لاقصى لدرجة ..عينيها لمحت حذائة ...حذاء جلدى اسود لامع ويعلوة بنطال اسود ...رائحة عطرة القوى اثارت معدتها فسببت لها غثيان غير محتمل ....الكرة غلف قلبها المملوء بالمرارة...
ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء... - هبة هبة لو سمحتى ارفعى راسك...رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظة...حمدت الله علي عدm اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعـ.ـبة.... هو امرها ان ترفع رأسها ....لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك.. طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهربانة غير حقيقي.. ادركت انها القت بالاوراق ارضا خـ.ـو.فا من رؤية صورتة علي قسيمة عبوديتها ...صورتة المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنة الان يجبرها علي المواجهه ...رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم..تزكرها باسوء لحظات حياتها ...يوم مرض سلطان ويوم بيعها....
احست بيداة تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوة ..الخـ.ـو.ف من لمستة نفضها...راسها رفعت وودارت ناحيتة بـ.ـارادتها الحرة كى تتجنب لمستة المحتملة الغير محتملة ...
فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمرة طويل.. عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد ...كان كتلة من العضلات.. عينيها اكملت رحلتها لوجهة ...وجة اسمر بلمحة من الوسامة وذقن مربع وفك قوى صعقت عنـ.ـد.ما تعرفت علية ...فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت... مازالت تتزكر نظرتة لها في المراءة ..الان فهمتها... زكري وفاة سلطان مع رائحة عطرة القوي مع مفاجاءة اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويتة الحقيقة بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن..عوامل مجتمعة اوصلت غثيانها لذروتة .... هبة اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاة الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوة....
↚
هبة دخلت الي الحمام الملحق بمكتب عزت وهناك افرغت معدتها..احست ببعض الارتياح غسلت وجهها بماء بـ.ـارد وخرجت لاكمال حفل تقرير المصير....
لدهشتها عنـ.ـد.ما خرجت من الحمام وجدت مكتب عزت فارغ...رأسها استدارت بخـ.ـو.ف وهى تبحث عنة ...ولكنها لم تجد لة أي اثر...ارجلها المسكينة عجزت عن المقاومة فانهارت جالسة رغما عنها..تجمدت لدقائق مثل تمثال خشبي...
بعد فترة قليلة عزت دخل الي المكتب وعلي وجههة علامـ.ـا.ت الضيق... - ادهم بية مشي لانة مرتبط بموعد..
هبة اتنفست بإرتياح...الحمد لله محنتها انتهت مؤقتا ...
عزت احس بـ.ـارتياحها الواضح لمغادرة ادهم...فقال بإشفاق ... - هونى علي نفسك الامور يا بـ.ـنتى...انا عارف انك اتفاجئتى بس لازم تشوفي الامور بنظرة ايجابية ...انتى عارفة كام بـ.ـنت في مصر مستعدة ترتكب جريمة وتكون مكانك ؟؟؟
هبة ردت بمرارة ...- مبروك علي اي واحدة تاخد مكانى
عزت نصحها ... - البكاء علي اللبن المسكوب مش هيفيد زى ما المثل بيقول...دلوقتى عندنا وضع ولازم نتعامل معاة ....حياتك في فوضي ولازم تترتب..
هبة هزت راسها بالموافقة
عزت اكمل ...- انا هوصفلك الوضع الحالي وانتى كملي ليه لو نسيت حاجة...
من غير ادهم بية انتى عندك ايه ؟
الشقة والمليون جنية مرتبطين في العقد بالجواز الشرعى وان كان ادهم بية اتنازل عن شرط اساسي من شروط الجواز الشرعى وسمح ليكم بالسكن في الشقة والتصرف في الفلوس طول السنتين بدون مقابل منك فدة مش معناة انة هيصبر للابد...
طبعا هى تدرك تلك الحقيقة لسنتين وهى زوجة علي الورق لادهم ..تمتعت بشقة فخمة ومدرسة راقية وحياة مرفهة ولكن ما المقابل الذى توقعة ادهم منها...؟ بالتاكيد لابد ان يكون لة هدف ما من وراء تلك الصفقة المستحيلة
وان كان ادهم انتظر لعامان فهو الان لن ينتظر للابد... لقد حان وقت تسديد الدين......
ولتأكيد كلامة عزت اكمل ... - سألتى نفسك لو طلبتى فسخ العقد هتروحى فين ؟
طبعا الاجابة معروفة ...الشارع....
طالما عاشت هبة محمية من والدها أي خبرة لديها في الحياة تمكنها من الاعتماد علي نفسها والصمود بمفردها في العالم ؟؟..سلطان لم يسمح لها بالخروج بمفردها يوما حتى انها لا تعرف اسماء الشوارع او الاتجاهات... كل مالديها هو القليل من التعليم والكتير من البراءة وقلة الخبرة ... طوال حياتها وسلطان يغدق عليها بالحماية والحنان يحبسها ويحتفظ بالمفتاح في قلبة...... - ادهم بية طلب منى اوضحك لك الصورة كاملة عشان تبقي فاهمة بس اشربي عصير شكلك دايخة..
هبة نفذت كلامة فورا ...ياة لاول مرة تشعر بنعمه وجود كرسي فارجلها المسكينة رخوة لدرجة انها ستنهار في أي لحظة...والعصير ايضا انعشها
عزت اكمل حديثة ... - انتى طبعا مت عـ.ـر.فيش اي حاجة عن عيلة البسطاويسى اسمحيلي احكيلك من البداية...
سليم البسطاويسي والد ادهم كبير عيلة البسطاويسي الصعايدة... راجـ.ـل قوى وكلمتة مسموعة ...بس ادهم طلع قوى زية بقوا الند بالند ...ظاهريا سليم بيحاول يكـ.ـسر قوة ادهم ويفرض قوتة بس في الحقيقة من جواة هو فخور بإبنة الوحيد اللي جابة بعد طول انتظار...بس حقيقة ان ادهم الولد الوحيد حملتة حمل كبير ....الحمل دة كان وصل حد ادهم مقدرش يتحملة وعشان اكون واضح اكتر.. من سنتين والدة كان بيضغط علية يتجوز واحدة من عيلة في بينهم مصالح وكان والد العروسة بيلمح ...سليم بدأ يلوى دراع ادهم عشان يخلية يمشي في الجوازة ...وضيق علية كل الطرق ...مع انة كان عارف كويس ان ادهم مبيجيش بالعند ....ادهم من عمر 24 سنة وهو قايم بكل الشغل وحول المال اللي كان عندهم لامبراطورية امبراطورية تهز الدولة لو اختلت ....كانت اخر مواجهة بينهم مرعـ.ـبة يومها سليم هددة انة لو مسمعش كلامة واتجوز بـ.ـنت الكفراوى ...هيمنعة من دخول بيت العيلة في الصعيد للابد...فكان رد ادهم علية انة بعتلة قسيمة جوازكم
هسيب لمخيلتك رسم صورة للى حصل ..الحرب قامت بين سليم وادهم وطبعا لما سليم فشل انة يرجع ادهم عن قرارة استسلم واعلن جوازكم وساعتها الكفراوى بطل يلمح بس شايلها للبسطاويسي وناوى يرد لية القلم قلمين خصوصا انة فتح الجروح القديمة...
وعشان متشغليش بالك بحاجات متهمكيش ...الصفقة المعروضة عليكى دلوقتى من ادهم بية ...يبقي الوضع علي ماهو علية ....انتى هتستفيدى وهو هيستفيد......
ادهم بية وعد سلطان والدك انة هياخد بالة منك ...انتى فعليا مسؤلة منة ...
هو بيطلب منك تكملي دراستك وتسيبي القلق لوقتة...
ياة معقول ...الكابوس انكشف...هتفضل في الشقة ومصاريف كليتها مدفوعة ...دة حلم تانى بيتحقق..
عزت اكمل بوضوح ... - الشرط اللي البية بيطلبة وبيرجوكى متعتبريهوش شرط ...ان الوضع يبقي علي ماهو علية فعليا ...يعنى السواق هيوصلك ويرجعك والخدامة هتفضل معاكى في البيت ولو حبيتى تخرجى اي مكان يبقي بعلمة لانك في الاول وفي الاخر مراتة رسمى وشايلة اسمة.....
شرطة الوحيد ان تظل في السـ.ـجـ.ـن ..في الماضى تقبلت السـ.ـجـ.ـن بنفس الشروط ولكن وقتها لم تكن تعلم انة سـ.ـجـ.ـن ....ولكن حينما علمت الحقيقة المخفية عنها لسنوات توضحت امامها القضبان الخفية ورسمت حدود السـ.ـجـ.ـن الرهيب ....
هبة ردت بخفوت : موافقة
عزت : موافقة ؟
هبة : ايوة
عزت : عندك اي شروط..؟
هبة : لا
عزت : خلاص اتفقنا...هبلغ ادهم بية ان الاتفاق ساري...وان مافيش اي وضع هيتغير
هبة هزت راسها بالموافقة
هل يوجد لديها اختيار اخر ...؟ ادهم انتصر ومازال يحبسها في دنيتة والخلاص من سـ.ـجـ.ـنة ليس اختيارى......
.......
سنتان اخرتان مروا من عمرها ...نفس الروتين الذي تعودت علية في وجود سلطان كررتة في غيابة ...فقط المدرسة تبدلت بالكلية ...واصبحت من الكلية للبيت ومن البيت للكلية ...الفارق الوحيد ان خزانتها ملئت باحدث الموديلات بدلا من زى المدرسة الموحد ...وكالعادة تجنبت تكوين صدقات حتى لا تكون مضطرة للتبريرات...وكعادتها كانت من الاوائل علي دفعتها تعودت علي الوحدة والحـ.ـز.ن...وضعها الغير عادى حرمها من العيشة بصورة طبيعية مثل البنات في مثل عمرها الصغير ...حرمت علي نفسها التعامل مع الرجـ.ـال فرجل واحد امتلكها علي الرغم منها يكفيها وفي النهاية هى زوجتة شأت ام ابت ولابد ان تخلص له بالكامل حتى فكريا ... فعلي الرغم من أي مرارة تشعر بها لكن وضعها بدونة لم يكن ليقارن ابدا بوضعها الحالي...
دائما كانت تزكر نفسها بمصيرها لو ظلوا في الحارة تحت رحمة عبدة وتهديدة... وكلمتة " مسيرك لية يا جميل" ورائحة انفاسة المقززة تجعلها تشكرادهم علي وضعها مهما بلغت غرابتة.....
احساسها بالكراهية نحوة قل كثيرا لكن كان لابد وان يتحمل احدهم اللوم سلطان الان مـ.ـيـ.ـت ولايوجد غير ادهم يتحمل كل اللوم...كل المها وحرمانها...
سلطان استغل سلطتة كأب وقرر بالنيابة عنها ونفذ ....
صدmتها عنـ.ـد.ما اكتشفت ان ادهم اكبر منها بخمسة عشر سنة فقط وليس بثلاثين او اكثر كما كانت تعتقد سببت لها الحيرة ..عزت قال لها ان نصف بنات مصر يتمنوا ان يكونوا مكانها... بالطبع فشاب بمثل وسامتة واموالة يستطيع اختيار أي فتاة تريد وستذهب الية راكعة ..لكنه اختارها هى ... اذن فما سبب احساسها بالمرارة والذى لا تستطيع التخلص منة ؟
منذ يوم مواجهتم المقيتة في مكتب عزت وادهم لم يحاول ابدا الاتصال بها...مصروف شهري ضخم كان تستلمة بانتظام...كل فترة خزانتها تتجدد بالكامل باحدث الازياء وافخرها... جميع ثيابها صممت خصيصا لها وبيد اشهر المصممين العالميين ... الماس جاسوس ادهم المخلص كانت تلازمها مثل ظلها ...كانت حلقة الوصل بينها وبينة والمدهش انها لم تسمعها يوما وهى تحدثة ... الماس لم تفارقها ابدا ..حتى يوم اجازتها الاسبوعية كانت ايضا تقضية معها لانها علي حسب كلامها ليس لديها مكان اخر لتذهب الية فهى في الخامسة والاربعين من عمرها ولم تتزوج ابدا ولا ترغب في الزواج ...
علي الرغم من حالتها النفسية المضطربة ..جمالها كان يزداد كل يوم بشكل ملحوظ ...حاول معها الكثيرون لاستمالتها ولكنها لم تتأثر مطلقا...
بسبب رفضها الغير مبرر من وجه نظرهم... سموها غريبة الاطوار وتحملت فدائما اعتادت اطـ.ـلا.ق الالقاب عليها ...وهى فعلا غريبة الاطوار من يتحمل العيش لسنوات وهو مسجون بـ.ـارادتة بين اربع جدران حتى لو كانت تلك الجدران مصنوعة من الذهب ...اربعة سنوات مرت وهى مسجونة عشرون سنة مرت وهى مسيرة ....عصفورة تعودت علي السـ.ـجـ.ـن فحتى لو فتح لها القفص لن تستطيع الطيران
↚
سـ.ـجـ.ـنها الاجبـ.ـاري الاختياري اصبح اكثر من سـ.ـجـ.ـن ...في كل يوم يمرعليها كانت تتعلق به اكثر فالحريه اصبحت مصدررعـ.ـب لها ...حمل لا ترغب في حملة...السـ.ـجـ.ـن اصبح ملجئها ووحدتها اصبحت رفيقتها
اصبح لديها الوقت الكافي للنظر بترو في احداث الماضى..التصرفات المبهمة بالنسبة لها فيما مضى اصبحت الان مفهومه
بعد انتقالهم للحى الراقى والشقة الفخمة سلطان ابلغها انه لن يستطيع استخدام دراجتة النارية بعد الان ...قال لها في خجل.. - ممنوع..طبعا مش مسموح لبناية اقل ساكن فيها مليونيرانه يسمح لمـ.ـو.توسيكل يركن جنب عربياته الفخمة اللي اقل واحده فيهم سعرها معدى المليون
حينها سلطان اخبرها انه طلب من سائق المخزن توصيله كل يوم الي المخزن واعادته للمنزل بعد انتهاء الدوام.. وابلغها انه خزن دراجتة النارية في المخزن لانه لم يعد في حاجتها حاليا
هبه استرجعت تصرفات سلطان منذ يوم انتقالهم..اكتشفت اكتشاف مذهل هزها....علي الرغم من جو الترف المحيط بيهم ..سلطان لم يحاول كسب اي مكسب شخصى لنفسه ....حتى ابسط الاشياء مثل الملابس...علي الرغم انه حافظ علي مظهر لائق مناسب للمكان الا انها اكتشفت في الحقيقه ان سلطان فعليا كانت خزانته فارغه الا من بعض الملابس القليلة التى تستره
اكتشفت ان المذياع المفتوح علي اذاعة القرآن الكريم اختفي من حياتها.. اختفي لان الشقه لم يكن بها واحد وسلطان رفض شرائه من اموال هبة
سلطان اعتبر اموال هبه امانة رفض ان يمد يده عليها ويستفيد منها بأي طريقة واعتبر هبه بنفسها امانة عنده ...امانه حافظ عليها بحياته لادهم... " شغلتى اخد بالي من الشقه واللي فيها " هكذا اخبرها يوم انتقالهم من الحاره ..حافظ لادهم علي ممتلكاته الغاليه بما فيهم هى شخصيا ...اثمن الممتلكات
تزكرت في يوم عيد ميلادها السابع عشر ... يومها سلطان فاجئها بسلسلة ذهبية....
مصحف ذهبي صغير يتدلي حول عنقها الجميل...حينها سلطان دmعت عيناه وهو يقول .. - انا بعت المـ.ـو.توسيكل النهارده ...خلاص معدش ليه فايده ومش هيكون له استخدام تانى...افتكري دايما ان السلسلة دى بفلوس المـ.ـو.توسيكل...
حبيبي يا بابا ...جبتلي هديه بفلوسك وكنت عاوزنى اعرف كويس انها منك مش من تمن بيعى...
بعد عدة اشهر اكتشفت بالصدفة ان المصحف يفتح...فتحته فوجدت بداخله الصورة الوحيدة التى كانت لديهم لوالدتها الراحله....
سلطان سلمها تركتها...كل ورثها منه... كل ممتلكاته كانت دراجتة النارية وصورة والدتها
.......
السنة الدراسية انتهت ...سنة اخري مرت من عمرها ...رفضت كل الدعوات لحضور حفل انتهاء العام الدراسي كالمعتاد ....في ايام المدرسة كانت تقضى اجازتها الصيفية في المدرسة اما الان فشهور الصيف طويله كئيبه تقضيها بين حوائط سـ.ـجـ.ـنها...
حاليا فترة الاجازة سـ.ـجـ.ـن انفرادى...حفظت جدران البيت شبر شبر من اليوم ستبدأ الاجازة ... ستبدأ العـ.ـذ.اب ...الدراسة كانت تشغل وقتها في شهورالسنة الدراسية ...اما الان فهى تستعد لشهرين من السـ.ـجـ.ـن الانفرادى
مع وصول سائقها ليقلها الي المنزل ...هبه ودعت حريتها الجزئية واستقبلت سـ.ـجـ.ـنها الانفرادى.....
.............
الم عنيف في بطنها ايقظها من النوم....حاولت النزول من الفراش لطلب المساعد من الماس لكنها لم تستطع...المشى يسبب لها الم رهيب ...عادت لفراشها....نوبة غثيان ضـ.ـر.بتها ...لابد لها من المحاولة مجددا...
ليتها طلبت المساعدة عنـ.ـد.ما شعرت بالالم قبل نومها لكنها اعتقدت ان النوم سيريحها ....
ضغطت علي نفسها وحاولت الذهاب لحمامها ...الالم غير محتمل...الدmـ.ـو.ع غلبتها ...صرخت في الم ..وامسكت بطنها ...رعشه هزت كل جسدها رعشة لم تستطع السيطرة عليها.... حرارتها كانت مرتفعه وعرق غزير يتصبب منها .... ..." يارب ساعدنى" ... وكأن دعواتها استجابت الماس فتحت بابها ودخلت الغرفة وهى تصيح بقلق..
- انسه هبه ..مالك خير؟؟؟ ..سمعت صرخه وانا معديه من ادام بابك...
- الحقينى ...همـ.ـو.ت من الالم...مش قادره
الاحداث التاليه مرت عليها بين الحلم والحقيقة ...الماس اتصلت بالاسعاف فورا...فقط عشرة دقائق ووصلت سيارة اسعاف وطبيب... في خلال دقائق الانتظارالقليلة الماس ساعدتها علي ارتداء ملابسها وجهزت لها حقيبة ملابس صغيرة ...بدا وكأن الماس تلقت تعليمـ.ـا.ت وقامت بالتنفيذ
الاسعاف نقلتها لمستشفي كبير وضخم بالقرب من شقتها ...نفس المستشفي الذى نقل اليه سلطان...في دقائق كانت شخصت حالتها بانها التهاب في الزائدة الدودية ولابد لها من دخول العمليات فورا..
الالم النفسي لوحدتها المها اكثر من الم بطنها...تقريبا كانت المريـ.ـضة الوحيدة في المستشفي التى لا يوجد معها اهل...وكأنها نبتة شيطانيه بلا جذور...
صحيح الماس كانت معها عند وصولها ولكنها اختفت فور وصولها الي المستشفي...مرة اخري تنفذ التعليمـ.ـا.ت بأليه...تلك الالة لا مشاعر لديها اطـ.ـلا.قا الان لا تتعجب من عزوفها عن الزواج ..فهى لا تحمل قلبا ينبض مثل كل الناس...مكتفيه بنفسها بشكل غريب...تسألت بمرارة اين وجدها ادهم ...؟
انتقلت الي غرفة كبيرة في انتظار تحضيرها للعمليه...ابلغوها انها ستدخل الي العمليات بعد ساعة واحدة فقط...اصوات المرافقين للمرضى الاخرين التى تطمئنهم تسللت اليها من خلال الجدران ...الجميع لديه احد ما بجواره اما هى فليس لديها أي احد ......اكتشفت كم هو صعب ان تكون موجوده في مستشفي وتستعد لاجراء عمليه بدون ان يكون أي شخص بجوارها ..
ممرضة مبتسمة بلطف دخلت اليها وساعدتها علي استبدال ملابسها لزى المستشفي الاخضر الكئيب ...ربطت لها شعرها الاصفر بطاقية خضراء ايضا... دخلت ممرضة اخري ونقلوها سويا لغرفة العمليات...
احساس عنيف بالخـ.ـو.ف ضـ.ـر.بها .... تمنت لوان سلطان كان مازال معها.. في مرضها كان دائما يطمئنها وهو يقرأ القرآن بصوتة الجميل...حلها الوحيد حاليا هو استرجاع صوت سلطان وهو يقرأ القران علها تطمئن قليلا ..فكرت في نفسها بالم طاغى... ما اصعب شعور الانسان بالوحده وخصوصا وهو مريـ.ـض....""
في غرفة العمليات كانت ترتجف بشـ.ـده ...اخر زكرياتها كانت صورة طبيب التخدير الوسيم وهو ويحقنها بشيء جعل الغرفة تدور من حولها...
.............
يا الله ماهذا الحلم الرائع!! ...ليتها لا تستيقظ منه ابدا...
حلمت بوجود شخص حنون رائحته مثيره يجلس بجوارها علي السرير يحتضنها بقوه.. يدللها كأنها كنز ثمين يقبل جبهتها بحنان..حلمت ايضا انه يمسح وجهها بمنديل منعش...الحلم الرائع لم ينتهى بعد فذلك الجالس بجوارها انتزع غطاء شعرها بلطف شـ.ـديد واصابعه مشطت شعرها بحنان غامر كم ارتاحت لصوته الهامس .. لكلامه الذى يجعل قلبها يخفق حتى في الحلم كان يهمس في اذنها بكلام لم تسمع مثله من قبل .. كلام سبب لها قشعريرة في عمودها الفقري...شفتاه تجولت بحرية اكبرعلي وجهها مجددا واقتربت من شفتاها... طوال عمرها محرومة من اللمس ...حتى في حياة سلطان ... لم تتزكر احتضانه لها ابدا....
او في الحقيقة احتضنها مرات قليله ...استمتعت بحلمها لاقصى درجه الحلم عوض افتقارها للمس ...للتواصل البشري ...شعرت ان بطل حلمها سوف يبتعد.... تذمرت بشـ.ـده ...وشعر هو بإعتراضها فعاد لمكانه بجوارها يحتويها بين ذراعيه مجددا ..اقترب منها ... جسده ضغط جسدها اليه ووضع ذراع قوية تحت رأسها فاطمئنت انها محميه واستسلمت بسعادة للدوار الذى كان يهاجمها بشراسه كى يحتل عقلها...
حلمها انتهى والدليل انها عادت وحيدة مجددا والرائع الذى كان يحتضنها اختفي مع الحلم .. الم بطنها مكان الجـ.ـر.ح يأكد لها انها استيقظت بالكامل من التخدير ففى حلمها لم تكن تشعر بأي الم فقط كانت تشعربالنشوه ... فتحت عينيها ببطء شـ.ـديد ... كانت تشعر بالظمأ ...لمحت نفس الممرضه التى رافقتها لغرفة العمليات.. تجلس علي كرسي بجوار فراشها...
- ميه ...عطشانه... هبه هتفت بضعف
الممرضه نهضت فورا... اقتربت منها وقالت ...- حمدالله علي سلامتك لسه شويه علي الشرب... لازم الدكتور يشوفك الاول قبل ما اقدر اسمح ليكى بالشرب
الممرضه اخذت علامـ.ـا.تها الحيويه وخرجت تبلغ الطبيب باستيقاظها
الم يكن الحلم اجمل يا هبه ها قد عدتى لوحدتك الاليمه ولالم بطنك الحقيقة المرة ملئت عيناها بالدmـ.ـو.ع..." وحيده في المستشفي يا هبه حتى يوم عمليتك "..ربما ستنتهى حياتها هنا كما انتهت حياة سلطان ...لكن الالم القوى في بطنها مع كل حركه او كل نفس انبئها انها تجاوزت ازمة المرض وعادت لوحدتها المريره....
ما حدث بعد ذلك كان شىء لا يمكن ان تتوقع حدوثه ابدا...الممرضة التي ذهبت لابلاغ الطبيب انها استيقظت عادت بسرعه وقالت لها باهتمام .. - عندك زائر بيطلب يدخلك..
هبه كادت ان تقفز من سريرها ... - زائر ...زائر مين..؟....عقلها اشتغل بسرعة الصاروخ ..مين ممكن يجينى..؟ انا معرفش أي حد
الممرضة ....- ادهم بيه البسطاويسي
من يوم مقابلتهم الكارثية في مكتب عزت حمدى المحامى وهى لم تره اطـ.ـلا.قا كل تعاملاتهم المالية كانت من خلال عزت المحامى وكل طلباتها كانت تصل اليه من خلال الماس..
بالتأكيد عنـ.ـد.ما علم عن مرضها اتى لرؤيتها كواجب ثقيل مفروض عليه....لاول مرة منذ استيقاظها تنتبه لشكل غرفتها ...الغرفة لم تكن غرفة عادية .... بل كانت جناح فخم جدا ..جناح استثنائي...
الممرضة اكملت بحشريه ... - ادهم بيه مهتم بيكى جدا وطلب منى انى افضل جنبك من ساعة ما خرجتى من الافاقه .....كلمة السر ادهم البسطاويسي واموال ادهم البسطاويسى ونفوذ ادهم البسطاويسى..هبه فكرت في سرها
حاولت الجلوس لكن الم بطنها العنيف منعها ...تأوهت بصوت عالي
الممرضة اتجهت اليها فورا... - استنى انتى عاوزه ادهم بيه يفصلنى..؟
علي الرغم من المها الشـ.ـديد..هبه سألتها بدهشة ...- ادهم ؟
- ايوه ادهم بيه صاحب المستشفي ..او بمعنى ادق سلسلة مستشفيات.... المستشفي دى واحده من سلسلة مستشفياته الكتيره ... ثم سألتها بفضول واضح ...- هو انتى مت عـ.ـر.فيش ..؟..اصلك اندهشتى اوى لما قلتلك
" لا طبعا معرفش وهعرف ازاي ... ده حتى معرفش اساسا ان مستشفي كبيره كده ممكن تكون ملك لشخص واحد..." هبه فكرت
الممرضه ساعدتها علي تعديل وضعها بحرص ووضعت لها وسائد خلف ظهرها مكنتها من الجلوس ثم مشطت لها شعرها بفرشاه ...هبه لاحظت نظرات الاعجاب التى ظهرت علي ملامح الممرضة وهى تمشط لها شعرها ...
- شعرك رائع... اسمحيلي اسألك شكله طبيعى مش مصبوغ مش كده..؟
- اه طبيعى عمري ما صبغت... نظرات الاعجاب الان اختلطت بنظرات الحسد .. - يا بختك...خلاص جاهزه ابلغ ادهم بية ...؟
وبدون انتظار ردها خرجت الي الصالون الملحق بالغرفة لابلاغه بأنها مستعده ...
ادركت الان سبب الاستقبال الحافل والمعاملة المميزة التى تتلقاها منذ وصولها فهى من طرف الرجل الكبير...ضحكت مع نفسها بسخريه
الممرضه فتحت الباب مرة اخري وقالت ... - اتفضل يا فنـ.ـد.م
قلب هبه هوى في ارجلها وامسكت بطنها بقوه بكلتا يديها
ادهم دخل الي غرفتها ببطء وهو يراقبها بتمعن ...
اضخم واطول مما كانت تتزكر...بدلته السوداء المصممة خصيصا له زادت من جو السلطة والقوة حوله...الشيء المختلف كليا عن اخر مرة رأته فيها كانت نظرة عيونه علي الرغم من ان يومها لم تجلس معه سوي دقائق معدوده انتهت سريعا لكنها كانت تتزكر نظرتة الحيوية الجريئة اما اليوم فكانت نظراته مرهقة حزينة...
دخوله الرسمى المتحفظ للغرفة اراحها كثيرا ...حياها بأدب وقال بطريقة رسمية.... - حمدالله علي سلامتك يارب تكونى بقيتى احسن
هبه ردت بضعف....- الحمد لله
ادهم انتظربجوارالباب وكأنه يختبر رده فعلها علي رؤيته....هدوءها شجعه علي الاقتراب من سريرها وقال ....
- الممرضه هتفضل معاكى لحد ما تخرجى بالسلامة من هنا ..اي طلب ما تتكسفيش هى هنا عشان تنفذه
هبه سعلت بقوه..السعال سبب لها الم فظيع في مكان الجـ.ـر.ح فامسكت بطنها وتأوهت بألم ....
ادهم فزع من المها اقترب منها ومد يده كأنه سيلمسها ثم تردد وسحب يده فورا واعادها الي مكانها ...يده غيرت اتجاهها وبدلا من ان تساعدها ضـ.ـر.بت الجرس فوق سريرها
الممرضه دخلت الي الغرفة فورا .... - نعم يا فنـ.ـد.م
ادهم امرها ...- استدعى الدكتور فورا
الممرضه نفذت بدون جدال وخرجت وتركتهم
ادهم سألها بقلق ....- فيه الم..؟
هبه اجابته ...- بس مع الحركه او الكحه
الطبيب دخل الي الغرفة فورا وقال باهتمام ملحوظ ....
تحت امرك يا ادهم بيه-
ادهم امره بترفع ...- ريحها فورا...الطبيب قام بفحصها وامر لها بأبره من عقار مسكن ...ادهم انتظر حتى انتهى الطبيب من فحصه لها
بعد ذلك ثبت نظراته علي وجهها لدقائق ثم غادر الغرفة من حيث اتى ...
↚
بعد يومين هبة تحسنت كثيرا واستاطعت النهوض من فراشها بمفردها..الممرضة التي كلفها ادهم بخدmتها لم تتركها
لحظة واحدة حتى وقت النوم كانت تنام في غرفه الصالون الملحقة بغرفتها...لم ترة مجددا منذ يوم العملية لكن اسمة كان يتردد دائما...ادهم البسطاويسى
اكتشفت انة شخصية مسيطرة جدا والجميع يخشاة ويحترمة ...كانوا دائما يتحدثون عنة...عن قوتة وقوة قرارتة لكنهم ايضا كانوا يتحدثون عن انسانيتة ومساعدتة للجميع....
اكتشفت انة استدعى افضل طقم جراحة في المستشفي لمعاينتها وكانوا في انتظارها عند وصولها بالاسعاف ...في دقائق تجمع افضل طاقم في المستشفي بدون نقاش ....اوامر ادهم لا نقاش فيها...
سألت نفسها مرارا عن مدى معرفة العاملين في المستشفي بعلاقتها بأدهم..؟..لم يتجرأ احد منهم عن سؤالها عن علاقتها بة وهى ماذا تستطيع القول ....
في مرور الطبيب الصباحى عليها اليوم سمح لها بالخروج مع تعليمـ.ـا.ت مشـ.ـددة بالراحة لمدة اسبوع هبة ضحكت في سرها بسخرية مريرة من وضعها...- راحة هو انا عندى غير الراحة...؟
بعد ان قرر الطبيب خروجها فوجئت بحضورالماس الي المستشفي فهى لم ترها منذ ان تركتها قبل العملية ... الماس احضرت لها حقيبة كبيرة ممتلئة بملابسها مما اثار دهشة هبة .. - لية الغيارات دى كلها يا مدام ...انا هخرج علي البيت مش هحتاجهم......الماس هزت كتفيها وقالت بروتنية ....- اوامر ادهم بية
هبة سألتها بدهشه ....- ادهم طلب منك تجهزى شنطة كبيرة لية وتجبيها المستشفي ؟؟؟؟ طيب قالك هنمشي امتى ؟
اكملت لنفسها...هرجع امتى لسـ.ـجـ.ـنى...؟
لدهشتها الماس قالت ....- ادهم بية بلغنى انى احضرلك الشنطة واساعدك تلبسي ومقالش اي حاجة تانية
الماس جاسوس ادهم وخادmتة المطيعه تنفذ تعليمـ.ـا.تة حرفيا.... وبالطبع لن تسألة عن المزيد من المعلومـ.ـا.ت مالم يعطيها اياها بنفسة ...هى فقط تنفذ
هبة جلست تنتظر بملل..اخيرا الماس تلقت اتصال علي هاتفها.. - ايوة يا فنـ.ـد.م هي جاهزة
المكالمة انتهت ...كلمـ.ـا.ت موجزة انهت المكالمة وحددت مصيرها...وهاهى مستعدة ... مستعدة للعودة للسـ.ـجـ.ـن...احست بالظلم ...مرضها عظم من احساس الظلم والقهر لديها ...ستعود لشقتها مريـ.ـضة وحيدة وسجينة ...
هبة انتظرت اتصال اخر من السائق كالمعتاد ...لكن ماحدث اذهلها. . طرق خفيف علي باب غرفتها تبعه دخول ادهم بنفسة للغرفة واشارتة لالماس بالخروج... الماس خرجت فورا...
ادهم تعمد الحديث بجدية ..كلامة كان خالي من اي تعبير... - الافضل في الفترة الجاية انك تفضلي في بيتى...صمت للحظات ثم اكمل
فترة النقاهة بتاعتك محتاجة عناية ومكان مفتوح فية جناين وهوا نضيف الشقة بتاعتك مش مناسبة..
هبة لم تحاول الاعتراض.... المرض والوحدة ارهقوها ...فهى تحتاج الان للشعور بالحماية .. بالامان والا سوف تجن ...الوحدة في ظل ظروفها الحالية غير محتملة...هو قال فترة نقاهة ...فليكن ستقبل بعرضة ..ستخرج من سـ.ـجـ.ـن صغير لسـ.ـجـ.ـن اكبر ...لكنة كان العرض الوحيد المعروض عليها
هبة تجنبت النظر الية وهزت رأسها بالموافقة...موافقتها السهلة اذهلتة وكأنة كان مستعد لجدالها ...عينية اتسعت بصدmة ولكنة تمالك نفسة بسرعة
و ضـ.ـر.ب الجرس فوق سريرها...اقترابة منها ارسل ذبذبات في كل جسدها قلبها خفق بعنف....الممرضة دخلت بكرسي متحرك وساعدتها علي الجلوس علية ...الماس دخلت وتناولت حقيبتها المعدة مسبقا... اما ادهم فغادرغرفتها دون اضافة المزيد من الكلام...
الممرضة دفعت الكرسي بلطف واوصلتها الي سيارة فان سوداء مفتوحة السائق تناول الكرسي من الممرضة وادخلها بالكرسي في السيارة في مكان مخصص للكرسي ...السيارة مصممة لاستيعاب الكرسي المتحرك الممرضة والماس ركبوا بجوارها في الخلف ..السائق سحب الباب واغلقة ثم انطلق الي وجهة مجهولة...
جميع نوافذ السيارة كانت تحمل زجاج بلون اسود داكن وايضا مغطاة بستائر سميكة .... السيارة مريحة وسريعة تليق بالمليارديرادهم البسطاويسى ومرضى مستشفاة الفخم
هبة اغمضت عينيها واسندت رأسها علي النافذة الصغيرة بجوارها واستسلمت للنوم ....
لم تشعر بالوقت ولم تتمكن من معرفة المدة التى قضتها السيارة منذ ان غادرت المستشفي ...صوت باب السيارة وهو يفتح ايقظها من نومها ...منذ عمليتها وهى دائما بحاجة للنوم ...
بنفس الروتين السابق..السائق ساعدها علي النزول من السيارة وسلم الكرسي وهى مازالت لم تغادرة للحظة الي الممرضة المنتظرة ... وصلوا امام باب حديدى ضخم مزخرف بالزجاج الملون....فتاة شابة في تايور اسود رسمى منقوش علي جيب الجاكت العلوى اسم عبير.. استقبلتهم واوصلتهم لمصعد داخلي.... هبة بدأت تستوعب مكانها ...السيارة اوصلتها حتى باب سفلي في قصر كبير من الداخل...استنتجت انة يؤدى الي موقف للسيارات تحت الارض والمصعد يرفعهم حتى القصر نفسة...
الفتاة ذات اليونيفورم الاسود اوصلتهم للطابق الثانى من القصر
جناح مميز مخصص لهبة وبجوارة غرفة صغيرة للممرضة
عبير قالت لهم بأدب .... - اي حاجة تطلبوها بس اضغطوا الجرس ...انا اسمى عبير وهكون المساعدة الشخصية للهانم..
الكلمة افزعت هبة بشـ.ـدة ...مساعدة شخصية ...هانم..؟ ... بالتاكيد هناك شيء ما غير مفهوم...
عبير ساعدت الممرضة وارقدوا هبة علي السرير بلطف
هبة سألت عبير....- فين الماس اية حصل ؟
عبير ....- الماس موجودة تحت مع الخدm بس انا اللي هكون مسؤلة عن خدmتك
عبيرغادرت الغرفة لبعض الوقت وعنـ.ـد.ما عادت كانت تحمل صينية عليها عصير وشاي وقهوة وانواع عدة من فطائر لذيذة وبعض الحلويات الفخمة التى لم تري هبة مثلها من قبل...
عبير: اي خدmة تانية يا هانم...؟
عقل هبة الصغير الذى لم يتعود علي مثل ذلك التعقيد من قبل احس بالحيرة...دنيتها كانت محدودة جدا سلطان كان كل حياتها
هبة هزت راسها ...- لا شكرا
الممرضة فحصتها جيدا ثم اخذت علامـ.ـا.تها الحيوية بالاجهزة العديدة الموجودة في حقيبتها ولاحقا ساعدتها علي الاكل وشرب بعض القهوة ثم قالت ..- وقت العلاج يا انسة هبه ...هبة اخذت علاجها باستسلام ...احست وكأنها دmية يتم تحريكها بالخيوط ...وجميع الخيوط تتجمع في يدة ...في يد ادهم ليحركها كيفما شاء ومتى شاء
الممرضة امرتها بلطف.. - دلوقتى لازم ترتاحى كويس...نامى شوية وانا هكون جنبك لو احتاجتى اي حاجة رنى الجرس... ثم غادرت وتركتها فريسة لافكارها
ادهم نقلها من سـ.ـجـ.ـن لسـ.ـجـ.ـن..من سـ.ـجـ.ـن صغير لسـ.ـجـ.ـن كبير ...ولكن علي الاقل هذا السـ.ـجـ.ـن لة حديقة خلابة..
هبة تزكرت الحدائق الجميلة التى شاهدتها اثناء صعودها في المصعد الزجاجى ...منظرالحدائق من زجاج المصعد كان خرافي كأنها حديقة سحرية منعشه وكأنها تعيش تتنفس ...كأنها حية... في حياتها لم تري زرع بمثل هدا الجمال الخلاب ... تسألت بدهشة ...- مين الفنان اللي صمم الجنينة الفظيعة دى ...؟
قررت زيارة الحديقة عنـ.ـد.ما تستطيع السير ...التجول فيها يطيل العمر
بعد تفكير طويل غلبها النوم بسهولة كعادتها في الفترة الاخيرة
مر اسبوع منذ يوم عمليتها وثلاثة ايام منذ انتقالها للقصر...ادهم لم يحاول رؤيتها ابدا علي الرغم من انها كانت تعلم بوجودة في القصر...وفي بعض الاحيان كانت تسمع صوتة امام باب جناحها ولكنة لم يدخل مطلقا اليها
الالم في بطنها خف بدرجة كبيرة واستاطعت المشي بدون مساعدة... تمت معاينتها في الصباح من قبل طبيبها الذى طمئنها ان صحتها اصبحت علي ما يرام وانها تستطيع الحركة بحرية ولكنه منعها من ممارسة الرياضة والمجهود العنيف وابلغها ان الممرضة لم يعد لوجودها ضرورة
اسبوع كامل وادهم قام بشراء وقت الممرضة ليل نهار كانت مثل ظلها..الممرضة اخيرا تحررت وتستطيع مواصلة حياتها ...سوف تستطيع الخروج ...رؤية عائلتها ...والعودة لعملها مجددا... اما هى فستظل حبيسة
هبة علمت من الممرضة سهى ان أدهم دفع لها مبلغ خيالي في الاسبوع الذى قضتة في مرافقتها ... اموال ادهم لا تنتهى وهو يسخرها لتنفيذ اوامرة بكل سهولة ...جميع مشاكلة يستطيع حلها بالمال" بالكثير من المال" وهى الاثبات الحى علي ذلك
بعد ان سمح لها الطبيب بحرية الحركة..عبير عرضت عليها نزهة في الحديقة....
يااة اخيرا... هبة طبعا وافقت بلهفة وقبلت يدها لتستند عليها ...عبير ساعدتها علي ارتداء ملابسها ...اختارت لها فستان اخضراللون لة نفس لون عينيها مشطت شعرها الحريري بضـ.ـر.بات سريعة من الفرشاة...هبة علمت ان عبير كانت تعمل من قبل في مساعدة الفنانات في اختيار ملابسهم وتمشيط شعرهم وعمل زينة وجوههم "لبيسة كما يسمونها"
عبير اخبرتها ان ادهم عرض عليها الوظيفة منذ اسبوع وانها وافقت فوراعنـ.ـد.ما عرفت الراتب الشهري الضخم المخصص لها بالاضافة للسكن والاكل المجانى
ادهم عرض عليها الوظيفة منذ اسبوع ... تقريبا في يوم دخولها الي المستشفي اوبعدها بيوم ... تسألت والفضول يمزقها ارادت معرفة اذا ما كان ادهم وظف عبير خصيصا لها ام انة كان سيوظفها علي أي حال ...... الاجابة وصلتها فورا عنـ.ـد.ما اكملت عبير ...
- البية طلب منى يوم ما عرض علي الوظيفة انى اهتم بيكى بس.. يعنى شغلي كلة معاكى ...اساعدك تختاري اللبس اللي يناسبك واجهزلك شعرك ومكياجك...وصيفة ليكى يعنى..
بس الصراحة مكنتش متوقعة انك جميلة كدة ...انتى مش محتاجانى اطـ.ـلا.قا اللي اشتغلت معاهم قبل كدة كنت بحولهم تمام ...لمساتى كانت سحرية ... ادهم بية عرفنى عن طريق الفنانة فريدة جمال كنت مساعدتها الشخصية وعرض علي الوظيفة وانا وافقت وبصراحة اكتر ما صدقت .... فريدة انانية وعصبية وكانت بتعاملنى بترفع كأنها اشترتنى ....لو تشوفيها من غير لمساتى مش هتصدقي
كمية المعلومـ.ـا.ت اللي استقبلتها هبة اكبر من استيعاب عقلها..حاولت ان تحلل المعلومـ.ـا.ت بالتدريج عساها تتمكن من الاستيعاب ..ادهم وظف عبير خصيصا لها...ادهم علي علاقة بفنانة تسمى فريدة جمال والتى من المفترض انها مشهورة لكن للاسف هبة تجهل تماما أي شيءعن عالم المشاهير والفنانين ...سلطان كان متشـ.ـدد جدا ورفض دخول التلفازالي بيتهم وبعد مـ.ـو.تة هبة لم تتجرأ علي كـ.ـسراي قاعدة من قواعد حياتها ...من قواعد سلطان...القراءة كانت تسليتها الوحيدة ...كانت تطلب كتب في الفن والتاريخ والادب من عزت الذى كان يرسلهم لها فورا
ثقافة اكتسبتها من مدرستها الثانويه ...الوقت اغلى من ان نضيعة في التفاهات وهى كان لديها الكثير والكثير من الوقت
اول علاقة لها بالتلفاز كانت في غرفتها في المستشفي ...ثم في جناحها في قصر ادهم...اذا فكيف لها بمعرفة المدعوة فريدة جمال ؟؟؟
عبيرتناولت علبة مكياج وبدأت في اضافة لمسات بسيطة من المكياج عليها لاول مرة في حياتها تستعمل المكياج ...تحديد عيونها بالكحل الاسود اظهر جمال عينيها واتساعهم وروعة لونهم ...ملمع الشفاة اضاف لمعة لشفاها الوردية.....
هبة شاهدت نفسها في المراة واندهشت من التغييرالكامل في منظرها من شعرها لفستانها لوجهها....تقريبا لم تتعرف علي نفسها ...بلمسات بسيطة غيرتها عبير بالكامل...اصبحت هبة جديدة اجمل واكثرغموض وجراءة
عبير امسكت بذراعها برفق وقادتها الي الباب ....- نبدأ التمشية ؟
هبة هزت رأسها بالموافقة وهبطت معها الي الحديقة فهناك سوف تستمتع بمساحة حرية اكبر ولو لفترة مؤقتة...
↚
هبة استقبلت كل لحظة من لحظات نزهتها في الحدائق الواسعة الملحقة بالقصر بلهفة شـ.ـديدة ...حاولت ان تخزن في زاكرتها اكبر قدر من الصور تسترجعهم فيما بعد عنـ.ـد.ما تعود لسـ.ـجـ.ـنها... فرصة نادرة لن تعوض ويجب استغلالها جيدا ...مجددا ادهم يظهر حسن تقديرة للامور فدعوته لها للاقامة في قصرة انقذتها...لربما الان كانت استسلمت لاكتئابها لو كانت خرجت من المستشفي علي شقتها ...تجربة اقامتها في القصر تجربة فريدة لن تنساها مطلقا ليتها تراة لتشكرة علي دعوتة ..
عبير انتزعتها من افكارها ...نبهتها بلطف .... - انا اسفة مش قصدى اضايقك ..بس مش كفاية كدة انتى لسة ضعيفة بعد العملية
هبة انتبهت الي انها بدأت تشعر بألم بسيط ..... - انا فعلا تعبت بس كنت زهقانة ومحستش بالتعب الا لما انتى نبهتينى
- انتى لسة مشفتيش الجزء الخلفي من القصر هناك حمام السباحة والجنينة الخصوصية بادهم بية
الجنينة والحمام مكان مغلق ما فيش حد يقدر يدخل هناك الا بإذنة .. لو تحبي تعالي ريحى هناك شوية
عبيرسندتها برقة ...مشوا خطوة بخطوة ...دخلوا الي القصر مرة اخري
الريسبشن الضخم يضم اكثرمن اربعة صالونات من افخم الانواع ...طاولة الطعام الكبيرة كان لها اثنى عشر كرسيا ... عبير اشارت الي باب مغلق وقالت .... - دة مكتب ادهم بية ..فية صالون وحمام ...دخولة ببطاقات اليكترونية خاصة مافيش غيراتنين مسموح ليهم بدخولة ...ادهم بية و مصطفي المساعد الشخصي واهم راجـ.ـل بعد ادهم ....بيباشر الشغل لما ادهم بية يسافر
سميرة رئيسة الخدm هى اللي بلغتنى بالمعلومـ.ـا.ت دى وقالتلي انها بتدخل تنضف المكتب كل يوم بس لازم يكون مصطفي موجود وهى بتنضف
دنيا جديدة غريبة عليها ..منذ اليوم الذى قررادهم عمل الصفقة فية مع سلطان وحياتها تتحول ...صفقة من المفترض في خلاصتها ان يستفيد الطرفين ...ادهم تخلص من زواج لا يرغب فية وهى تخلصت من الفقر والتهديد....سؤال ينهش عقلها بقوة لماذا اختارها هى ...؟
اسم فريدة اقتحم افكارها...ربما ادهم تزوجها كى يتمكن من الحياة بحرية وانفلات...تخلص من مشكلة زواجة الغير مرغوب فية واحتفظ بعلاقاتة الانثوية الغير شرعية ...ظاهريا لة زوجة ...بس هى في الحقيقة مجرد غطاء ...تخلصت من افكارها بصعوبة فعلي أي حال ما شأنها هى بادهم وخططه طالما هى ايضا تستفيد...
الصالون ينتهى بابواب زجاجية تطل علي حوض السباحة المميز في تصميمة والحديقة الصغيرة...الابواب لها ستائر تحمل لون مارون غامق طياتها القصيرة تغطى فقط نصف الابواب العلوى
عبير اقتربت من الابواب ...وادخلت بعض الارقام علي جهاز شبية بالالة الحاسبة مخفي جيدا تحت الستارة السميكة وقالت .... - انا معايا اذن من البية بدخول المنطقة دى عشان اوصلك لما تحبي تتمشي فيها...
بمجرد انتهاءها من كتابة الارقام علي الجهاز ...الابواب فتحت فورا
عبير ساعدت هبة علي الدخول الي منطقة المسبح.. اجلستها علي طاولة لها مظلة بلون ابيض...اراحتها علي مقعد من مقاعد حوض الاستحمام المريحة المصنوعة من قماش سميك وقالت ..
- انا هروح اطلب لحضرتك مرطبات اكيد انتى عطشانة
عبير تأكدت من جلوس هبة براحة علي المقعد المخطط بالاصفر وذهبت لطلب المرطبات لها...
ايضا من مميزات اقامتها في القصر معرفتها بعبير فهى علي الاقل تحمل المشاعر وليست الة مثل الماس ... ايقنت انها بسهولة قد تصبح صديقة لها اذا ما توفرت لهم المدة اللازمة لتأصيل تلك الصداقة...
هبة استغلت الفرصة وتأملت المكان من حولها...ادهم لة ذوق رفيع في كل ما يختار ...اثناء تجول عيونها في المكان لمحت ادهم يخرج من غرفة الغيار الموجودة بجوار المسبح ...كان يرتدى شورت سباحة قصير جدا ويحمل منشفة كبيرة في يدة مخططة ايضا بالاصفر مثل المقاعد... ادهم كان يتجة الي الحوض ولم يلحظ وجودها حتى الان ....
لاول مرة في حياتها عيونها تري رجل يرتدى مثل هذا القدر الضئيل من الملابس ....وجهها تلون بكل الالوان المعروفة ... الخجل خشبها في مقعدها..
ادهم لمحها وهو في طريقه الي الحوض...صدmة رؤيتها مسترخية على المقعد بجوارالمسبح اوقفتة في مكانة...بدى علية التردد للحظات وكأنة يفكر في العودة من حيث اتى ولكنه عنـ.ـد.ما لم يلحظ أي رد فعل عنيف من ناحيتها علي وجودة اكمل طريقة للحوض..اختار اقرب مقعد بجوارها وقام بفرش منشفتة علية ببطء شـ.ـديد...
ادهم سألها بتردد ....- عاملة اية دلوقتى...؟
هبة تجنبت رفع عينيها الية كعادتها وقالت ....- الحمد لله
ادهم سألها باهتمام حقيقى.....- مرتاحة هنا..؟ في اي حاجة ناقصاكى ؟
هبة اجابتة بامتنان ظهر جليا علي وجهها الجميل ... - لا الحمد لله
اردت شكرة علي استضافتها في اثناء اصعب فترة في حياتها ...هو لا يدري كم تأثرت باهتمامة وفي تفكيرة بالتفاصيل ...لكن الكلام انتهى فيما بينهم ......فهما غريبان في الحقيقة ... ورقة زواج هى كل الرابط الوهمى بينهم...كيف ستبدأ معه حوار وتعبرلة عن امتنانها وهى لم تتحدث في حياتها الي أي رجل باستثناء عزت المحامى وسائقها الخاص ...وهم اعتبروها مثل ابـ.ـنتهم وعاملوها كما كان يعاملها سلطان رحمة الله....
هبة حاولت النهوض.. قررت ترك المسبح له فهى لن تتطفل علي خصوصيتة.. فهو لم يدعوها بل لم يكن يعلم بوجودها عنـ.ـد.ما اختارالسباحة في ذلك الوقت ...هو تجنب رؤيتها منذ مجيئها اذن لن تضايقة بوجودها الالم البسيط في بطنها عند محاولتها النهوض ظهرعلي وجهها فورا
ادهم رفع عينية وركز نظراتة علي وجهها المتألم وقال بصوت متقطع... - هبة انتى تعبانة..؟.. في اي الم ؟
هبة ردت بهمس ....- الم بسيط مع الحركة
ادهم ظهرعلية الاهتمام الشـ.ـديد ...اقترب منها لدرجة انها احست بأنفاسة علي وجهها وقال ....- تحبي اطلب الدكتور..؟
هبة هزت راسها ....- لا دة عادى مع الحركة الالم بيقل كتير الحمد لله
ادهم نهض فجاءة وقفزالي حوض السباحة... قطع الحوض مرات ومرات
تحت نظرات هبة الفضولية ... اهتمامة بألمها اثار مشاعرها ..لسبب ما لم تستطع المغادرة كما قررت وجلست تراقبة
اطول منها بكثير مع انها دائما كانت تصنف انها من الفتيات ذوات القامة الطويلة... قد يكون اطول منها بحوالي عشرين سنتيمتر علي الاقل ضخم جدا ...عضلاتة متناسقة ومشـ.ـدودة....شعرة اسود طويل وناعم ملامحة خشنة لكن علي الرغم من ذلك كان لدية جاذبية وغموض ...لون بشرته اغمق من بشرتها البيضاء الصافية بدرجات... تزكرت كلام عزت المحامى ..." ادهم البسطاويسي من عيلة كبيرة في الصعيد"
ادهم قطع الحوض عدة مرات برشاقة وفي النهاية قررالاكتفاء وغادر الحوض بقفزة واحدة... تناول منشفتة وبدأ في تجفيف نفسة ...
سؤالة فاجئها ...- بت عـ.ـر.في تسبحى ؟
هبة هزت راسها وقالت ....- ايوة اتعلمت في المدرسة - الحمام هنا فية خصوصية تامة لو حبيتى تسبحى في أي وقت اطلبي من عبير تجهزلك احتياجاتك....
هبة هزت راسها مجددا
انها لا تدرك ماهو سبب الم معدتها الدائم عنـ.ـد.ما تراة لكنها اصبحت متأكدة الان انها لا تكرهه ابدا ......رائحة عطرة خفيفة جدا بعد السباحة لكنها مازالت تؤثر فيها ....
قوة شخصيتة المسيطرة المتكبرة تجعلها مهزوزة امامة...ادهم معتاد علي القاء الاوامر ومعتاد ايضا علي تنفيذ اوامرة بدون نقاش
بكلمة منة كل حياتها تدار وترتب وبكلمة ايضا منة يستطيع ايقاف حياتها وتدmيرها... اذا هو اراد ذلك...هى تدور في فلكة ....
ادهم رفع يدة وابعد خصلة متمردة قررت الهبوط علي وجهها .. لمستة ارسلت قشعريرة في جسدها كلة ...اغمضت عيناها في ترقب ... ادهم اقترب منها اكثروهى مازالت مغمضة العينين... كانت تشعر بالخدر يسري في كل جسدها ولم تستطع الحركة بعيدا عنة ...
خصوصيتهم قطعت عنـ.ـد.ما اختارت عبيرالعودة في تلك اللحظة... عبيرعادت بصينية فضيه فخمة عليها مرطبات ومآكولات خفيفة
مفاجاءة وجود ادهم وقربة الشـ.ـديد من هبة الجمت عبير لكنها تمكنت من هزرأسها باحترام لادهم الذى اشار اليها بتقديم المرطبات .....
هبة اخدت العصير وبدأت تشرب ببطء.... فجاءة ادهم نهض بقوة وقرر مغادرة المكان بدون أي كلمة اخري
..................
بعد مروراسبوع اخر...هبة تحسنت تماما واستعادت صحتها بالكامل....الم بطنها اختفي تماما ومجهودها عاد لطبيعتة...محنة العملية انتهت اخيرا لم تترك لديها سوى ندبة صغيره طولها ثلاث سنتيمترات في بطنها وزكريات اقامتها الممتعة في القصر
اكتشفت غرفة الرياضة بجوارالمسبح ...غرفة مجهزة بأجهزة تماثل اجهزة افضل النوادى الرياضية ...لكن جـ.ـر.حها مازال حديثا والطبيب حذرها من المجهود قبل شهور ...حتى السباحة اجلها حتى يتعافي جـ.ـر.حها تماما
علمت ان ادهم سافرالي الصعيد في سفرة مفاجئه طوال الاسبوع الماضى منذ يوم مقابلتهم عند المسبح بالتحديد ...سألت الماس عن ميعاد رجعوهم للشقة لكن الماس للاسف لم يكن لديها اي اوامر جديدة فيما يتعلق بانتقالهم من القصر...فاكتفت بقول " لما ادهم بية يأمر "
مر اسبوع اخروهبة تنتظراوامر ادهم الجديدة...عنـ.ـد.ما يئست من الانتظار طلبت من عبيرابلاغ ادهم برغبتها في مقابلتة...عبير ابلغتها انه سافر من الصعيد الي دولة اروبية وسيغيب لمدة اسبوع اخر...
انتظرت مرور الاسبوع بصبر ...ان كان من المفروض عليها ان تعيش في السـ.ـجـ.ـن طوال عمرها فعلي الاقل ابسط حقوقها ان تختارزنزانتها بنفسها
صحيح القصر افضل بكثيرمن شقتها لاسباب لا تحصى ولا تعد.. لكن وجودها بقربة يجعلها تشعر بالتهديد...يجعلها تشعر بالتمرد ...خافت من ان تتمرد علي حياتها القديمة فكل يوم تقضية هنا يترك اثاره في روحها الخائنة .... كلما عادت اسرع كلما استاطعت تقبل وضعها...تقبلها السابق لحياتها كان كلمة السر التى جعلتها تبتلع مرارة وضعها
التهديد باحتمالية رؤية ادهم يسبب لها الم غامض في معدتها تعجز عن فهمه...هى الان لا تشعر نحوة بالكراهية اذن فما هو ذلك الاحساس في معدتها كلما رأتة او تزكرتة...؟
في الحقيقة هى لم تكن تتعجل ابدا عودتها لشقتها لكنها ارادت ان تعلم متى ستغادر تلك الجنة التى ادخلها ادهم اياها ....
اعتادت الجلوس في الحديقة بعد العصر لشرب الشاي وتناول الحلويات الفاخرة التى تفننت فرحة الطباخة في تحضيرها...كانت تنتظر الغروب يوميا وهى جالسة بالقرب من النافورة ...هنا علي الاقل عادت لرؤية العصافير وسماعها...منذ يوم انتقالهم الي الشقة وهى مفتقدة اصوات العصافير عند نافذة غرفتها...
كانت تحمل معها بعض الحبوب وتضعها لهم علي حافة النافورة الكبيرة التى تتوسط الحديقة وتجلس تراقبهم بالساعات وهم يأكلون بشهية..اصدقاؤها العصافير سوف يفتقدونها عند رحيلها ...
- اتفضلي يا انسة هبة
هبة رفعت عينيها فشاهدت عبيرتحمل قفص ذهبي بداخلة عصفورة جميلة....ريشها بلون اصفر فاقع جدا مطعم بريش صغير يحمل الوان مختلفة عند الذيل ....اجمل عصفورة شاهدتها في حياتها
عصفورة جميلة ضعيفة محبوسة في قفص ذهبي تزكرت نفسها فورا عنـ.ـد.ما رأتها...
عبير اكملت ...- الهدية دى وصلت ليكى من شوية مع وليد حارس ادهم بية الخصوصي
ادهم ارسل لها هدية ...عصفورة ضعيفة تشبهها بدرجة كبيرة ..محبوسة في قفص ذهبي مثلها
ياتري اية رسالة ادهم يريد ايصالها اليها بهديتة...؟
عبير وضعت القفص علي طاولة جانبية في التراس المفتوح علي الحديقة الرئيسية ...لدقائق ظلت هبة تراقب العصفورة .. الحبوب كانت امامها بوفرة لكنها لم تأكل ...هبة شعرت انها حزينة ووحيدة...
الذهب يحيط بها من كل جانب لكنة يظل سـ.ـجـ.ـن يمنعها عن حريتها...
العصفورة كأنها كانت تبكى ...سمعت صوت نحيبها الهامس ...حاولت لمس ريشها كى تواسيها ففزعت العصفورة منها وقفزت بعيدا عن لمستها
هبة تملكتها رغبة شـ.ـديدة بفتح القفص للعصفورة...للحرية التي تعانى هى من الحرمان منها ...ربما العصفورة سوف تسعد بحريتها.... وتستعيد غنائها بدلا من بكائها ...بدون تفكير يدها التى حاولت لمس العصفورة اتجهت لباب القفص وفتحتة علي مصرعية ... فتحت الباب امام العصفورة للرحيل ...العصفورة ترددت لبعض الوقت ثم قررت ان تاخذ المخاطرة وتغادر للحرية وطارت باندفاع ..
فى نفس اللحظة هبة استدارت للعودة لداخل القصر...شاهدت ادهم يقف عند مدخل التراس وهو يراقبها باهتمام ...
↚
هبة فتحت القفص بدون تفكير ...العصفورة نفسها ترددت قبل الطيران ... فورمغادرة العصفورة للقفص هى نفسها احست بالخـ.ـو.ف عليها.. احيانا يكون القفص حماية وليس مجرد سـ.ـجـ.ـن... هذة العصفورة الجميلة الضعيفة ربما تتعرض للمخاطر بسببها...هذة العصفورة ربما كانت محبوسة ومحمية طوال عمرها...مثلها ...فهل ستستطيع ان تدافع عن نفسها وتعيش في العالم الحقيقي...؟
النـ.ـد.م ضـ.ـر.بها بقوة لكن الوقت قد فات علي النـ.ـد.م ...وعنـ.ـد.ما استدارت للدخول للقصر للبكاء بمفردها علي غبائها وتسرعها في اطـ.ـلا.ق سراح العصفورة شاهدت ادهم وهو يراقبها باهتمام شـ.ـديد...
ادهم كان يقف متخشب علي مدخل التراس...موقفها من العصفورة واضح و فهمة بشكل صريح ...هى اختارت ان تمنح العصفورة الشبية بها حريتها والذي اكد شكوكها ...ان ادهم لم يتكلم أي كلمة حتى انة لم يحيها وغادر التراس علي الفور...
بعد ساعتين ادهم استدعاها في مكتبة ..عبير اوصلتها لباب المكتب وغادرت فورا بدون ان تحاول مرافقتها للداخل ...من الواضح ان ادهم كان سيء المزاج لان عبيركانت متـ.ـو.ترة وهى تطلب منها الاسراع
ادهم كان يطالع بعض الاوراق خلف مكتبة لكنة نهض فوردخولها واشار لها بالجلوس علي مقعد جلدى مريح امام المكتب
هبة جلست في المكان الذى اختارة لها وهى متـ.ـو.ترة جدا
ادهم بادرها بالقول ...- عبير بلغتنى انك طلبتى تقابلينى
هبة ردت بصوت منخفض خجول ...- ايوة
ادهم سألها باهتمام ....- خير؟
هبة : انا كنت بس بسأل امتى هرجع شقة الزمالك..؟
وكأن ادهم كان متوقع لسؤالها...هبة استنتجت ذلك من ردة الفوري علي سؤالها
ادهم اجابها مباشرة .... - انا طلبت بالفعل من عبير انها تجهزك للانتقال من هنا
ارتياح ممزوج بالحـ.ـز.ن احتلها بقوة عند سماعها لردة علي سؤالها... فكرت بحـ.ـز.ن ..." خلاص هترجعى لزنزانتك يا هبة ... " فعلي الاقل هنا كان يوجد بشر للتواصل معهم بعكس الماس الرسمية الروتينية ...هبة قضت معها 4 سنوات ..التواصل بينهما فيهم كان معدوم الماس جاسوس ادهم كما اسمتها هبة كانت مثل الرجل الالي فقط تنفذ التعليمـ.ـا.ت بمنتهي الدقة والاتقان....
اما هنا فهى تعرفت علي عبير مساعدتها الشخصية وعلي فرحة الطباخة وعلي سميرة رئيسة الخدm وغيرهم وكانت تستمتع بالجلوس معهم في المطبخ علي الرغم من اعتراضهم...هى احبتهم وهم احبوا بساطتها وتواضعها....
كانت تري في اعينهم التساؤلات عن حقيقة وضعها ....لم يسألها احد منهم عن طبيعة علاقتها بأدهم وهى خافت ان تسألهم عن حدود معرفتهم بطبيعه علاقتهم المعقدة...طالما تسألت اذا كانوا يعلمون انها زوجة ادهم ام لا...؟
هبة نهضت وفي نيتها الذهاب الي غرفتها والانتظار هناك متجنبة المزيد من رؤية ادهم حتى تنتهى الماس من التجهيز والاستعداد للرحيل لشقتها لكنة عنـ.ـد.ما اكمل جملتة هبة عادت للجلوس مجددا من الصدmة..
- انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا....وتبلغك انك هتسافري الصعيد معايا
اخر شيء توقعتة هبة في حياتها ان يطلب منها ادهم السفر الي أي مكان معة وبالاخص الي الصعيد...
الرعـ.ـب في ملامحها جعلة يقول بحدة .. - انتى مراتى قدام اهلي والحجج اللي عندى خلاص خلصت... ازاي انا لاربع سنين كاملين مش بعرفك عليهم في الاول اتحججت انك صغيرة وانى كتبت الكتاب بس ومنتظرك لحد مـ.ـا.تكبري شوية ونتم الجوازة
بس بطريقة ما والدى عرف انك عندى هنا وتوقع انك خلاص كبرتى وانى قررت احول جوازنا لحقيقة وصمم انة يشوفك وكمان عمل حفلة كبيرة يحتفل فيها بجوازنا الفعلي
مع كلامة هبة احست بالرعـ.ـب الحقيقي...
"اسافر معة الي الصعيد عند اهلة كأنى زوجتة الحقيقية...؟ " هبة ارتعشت من الصدmة...جسدها كلة اهتز برعشات قوية لم تستطع السيطرة عليها.... ادهم احس برعشتها... صوتة عبر عن غضبه الذى لم يحاول كتمانة ...لاول مرة ينفعل عليها ويتحدث بصوت عالي اخافها للغاية .... - الموضوع منتهى احنا هنسافر بكرة ان شاء الله .... انتى مراتى وهتسافري معايا ...عندك اعتراض ؟
ولتأكيد جدية قرارة ادهم رفع هاتفة النقال واتصل بعبير يستدعيها للحضور...عبير وصلت فورا وانتظرت تعليمـ.ـا.تة...
ادهم : جهزتى اللي قلتلك علية...؟
عبير: ايوة يافنـ.ـد.م
ادهم : زى مابلغتك قبل كدة السفر بكرة بدري واعملي حسابك هتسافري معانا
عبير: حاضر يافنـ.ـد.م
وفي اشارة من يدة هبة فهمت منها ان المقابلة انتهت وانه يأمرها بالانصراف ..عبير اخذت يد هبة التى مازالت تحت تأثير الصدmة وقادتها لخارج المكتب بلطف...عبير وكأنها احست باضطرابها ربما من برودة يدها التى كانت متجمدة في يدها او ربما من تعبيرالذهول المرتسم علي وجهها لكنها في النهاية اوصلتها لغرفتها بامان ومنعت عنها غضب ادهم الذى كانت ستواجهه اذا ما بقيت للحظة واحدة امامة ...
بعد الفجر بساعة واحدة كانوا في طريقهم الى المطار في سيارة سوداء ضخمة...
عند نزولها مع عبير استعدادا للمغادرة ...ادهم فتح لها باب السيارة ودعاها للركوب في المقعد الخلفي من السيارة وركب بجوارها من الباب الاخر عبير ركبت في المقعد الامامى بجوار وليد الحارس الشخصي لادهم السيارة الليموزين الفخمة كان بها زجاج سميك يفصل المقاعد الامامية عن الخلفية حيث يجلسون ...
سيارة من سيارات الدفع الرباعى وبداخلها اربعة من حراسة ادهم المسلحين تبعتهم مثل ظلهم ...ادهم لم ينطق بحرف واحد طوال طريقهم للمطار ...لكنها لاحظت انة كان يختلس بعض النظرات اليها عنـ.ـد.ما تكون تنظر من النافذة ...
عند وصولهم الي المطارهبة صدmت عنـ.ـد.ما علمت ان ادهم لدية طائرة خاصة...
طائرة ادهم البيضاء الجميلة كانت في انتظارهم ...صغيرة لكن فخمة بطريقة مبالغ فيها ...كانت تستوعب اثنى عشر راكب ...فخامتها من الداخل تدل علي ثمنها الباهظ الذى من المؤكد ان ادهم دفعة فيها ....ادهم دائما يقتنى الاجمل ويحتفظ بة لنفسة ويسخراموالة لامتلاك كل مايريد حتى هى
المضيفة استقبلتهم عند الباب بضحكة مرسومة بإتقان...
ادهم وهبة جلسوا في مقصورة خاصة ..الحراسة وعبير جلسوا في المقاعد الخلفية...
هبة لاحظت دلع المضيفة الزائد عن الحد وتدليلها لادهم الذي قابلة ببرود وكأنة معتاد علي ذلك ... بحركة لا ارادية هبة امسكت حجاب شعرها ولمستة بإستغراب.... وهى تستعد للسفر في القصر..عبير احضرت لها فستان طويل باكمام طويلة وجاكت ... هبة ارتدتة بدون اي اعتراض..
بعد ذلك تفاجئت بعبير وهى تلف حجاب علي شعرها الجميل وتغطية..
وقبل ان توافق او تعترض.. عبير اخبرتها بلهجة اعتذار... - ادهم بية طلب منى انك تلبسي حجاب طول فترة وجودكم في الصعيد...وطلب منى انك متستعمليش اي مكياج وانا بلغتة ان جمالك طبيعى وانك مبتستعمليش اي نوع من انواع المكياج غير الكحل...فوافق علي استعمالك الكحل بس..لكن كان شكلة مذهول لما اكدتلة ان جمالك طبيعى تماما ...في وسط زى وسطة اكيد متعود علي امثال فريدة اللي بيحطوا المكياج بالكيلو ..
مهما ان كان ادهم متحضر متحرر لكن اصلة الصعيدى يجبرة علي احترام التقاليد عنـ.ـد.ما يتعلق الامر بمظهر زوجتة امام عائلتة واهل بلدة ...
لدهشتها عنـ.ـد.ما تطلعت لنفسها في المراة وهى ترتدى الحجاب احست براحة كبيرة... وشاهدت نفسها افضل والمدهش احلي ...لفة عبير السحرية للطرحة اظهرت وجهها الابيض البيضاوى ولون الطرحة الاصفر الذهبي اظهر لون عينيها الخضراء النادر...فستانها المذهل تلائم مع جسدها الطويل الرشيق بفن ....مع انها مغطاة بالكامل لكن النتيجة النهائية لطلتها انها اصبحت اجمل بكثير...انيقة ومحتشمة
عنـ.ـد.ما شاهدها ادهم عند السيارة قبل مغادرتهم للقصر ظهرت علية الصدmة وعينية وجهت عتاب صامت لعبير كأنة يلومها علي ان هبة مازالت جميلة علي الرغم من محاولاتة...
راحة نفسية غمرتها بعد لبسها للحجاب ... فقررت انها حتى بعد رجوعهم من الصعيد انها لن تخلعة عنها ابدا...فلاول مرة في حياتها ستأخذ قرار بنفسها وهى سعيدة للغاية بذلك...حتى كليتها سلطان اختارها لها...ولم يترك لها حق الاختيار
ادهم لاحظ حركة يدها علي حجابها... لاول مرة منذ مغادرتهم القصر يوجه لها الكلام .... - مضايقة منة ؟
هبة نفت بقوة ...- ابدا بالعكس انا مرتاحة جدا
ادهم هز راسة واكمل عملة علي حاسبة المتنقل الذي كانت المضيفة اعطتة لة منذ قليل
*************************************
↚
ادهم اختار العمل علي حاسوبة في صمت تام....تجاهل وجود هبة تماما طوال فترة الرحلة ...فشغلت نفسها بقراءة مجلة ادبية اختارتها من مجموعة مجلات عرضتها المضيفة عليها...نظرات الحسد والغيرة التى وجهتها لها المضيفة الحسناء اخافتها ...احست انها تتمنى ان تكون مكانها بجوارادهم وكانت ايضا تقيمها بنظرة متفحصة ويبدو انها اغتاظت من نتيجة تقيمها لها فانسحبت لاخر الرحلة ولم تحاول مجددا مع ادهم ....هبة نظرت في اتجاهه فوجدته مازال منهمك في العمل علي حاسوبة ولم يرفع رأسة بعيدا عنة الا عنـ.ـد.ما احس بعجلات الطائرة وهى تلامس ارض المطار..
حتى هذة اللحظة هى فقط تعلم انهم مسافرين الي الصعيد ...اخيرا عرفت وجهتهم عنـ.ـد.ما طائرة ادهم وصلت لجزء خاص من مطار الاقصر الدولي
سيارة سوداء شبيه بسيارة القاهرة كانت في انتظارهم مع سيارة دفع رباعى اخري ...نفس المنظر الذي شاهدتة في القاهرة يتكرر هنا مرة اخري بنفس التفاصيل ..فشخصية مهمة مثل ادهم لابد وان يحاط بحراسة مشـ.ـددة من رجـ.ـا.لة المخلصين اينما ذهب...
هبة لاول مرة في حياتها تسافر ...لاول مرة كانت تغادرالقاهرة لاول مرة كانت تركب طائرة ...مع ادهم كانت دائما تختبر لذة المرة الاولي في كل شيء....
"القرنة "....
ادهم قال لها بلدى القرنة بفخر عند وصولهم لمدخل القرية...اخبرها وصوتة يقطر فخرا...
- القرنة فيها اماكن اثرية شهيرة زى وادى الملوك ومعبد حتشبسوت وتمثال ممنون ومعبد الرمسيوم ومعبد سيتي ووادي الملكات...اكثر اثار الاقصر عندنا
اعجبت بولائة وانتمائة لقريتة ليتها تمتلك الاصل والعائلة مثلة...
متعت نفسها بمناظر البلد الخلابة ...جو مختلف تماما عن الذي اعتادتة في القاهرة....النشوة التي احست بها غمرتها لدرجة انها فقدت الاحساس بالوقت لم تستعيد ادراكها الا حينما توقفت السيارة امام بوابة ضخمة...
استقبلهم عند البوابة الخارجية لمنزلة رجلان يرتديان جلابيات ويحملون بنادق علي اكتافهم...هبة دهشت بشـ.ـدة ولم تستطع التصديق
وجهت نظرة رعـ.ـب لادهم ...وعنـ.ـد.ما احس برهبتها يدة احتوت يدها بحنان بالغ ...
بعد اجتياز البوابة الحديدية السيارة دخلت في حدائق مساحتها شاسعة في نهايتها منزل اشبة بالقلعة الحجرية مبنى علي مساحة ضخمة جدا مكون من طابقين....علي الرغم من جمال المنزل الفريد في عمارتة وجمال الاراضي المحيطة بة الا ان هبة تملكها رعـ.ـب هائل ...في قصرة في القاهرة كانت سعيدة اما هنا فهى مقبوضة وتشعر بالخـ.ـو.ف ...خـ.ـو.ف لم تعرف لة سبب واضح ...ربما لانها لم تعتاد رؤية ذلك الكم الهائل من البشر في نفس الوقت
الرجـ.ـال مع بنادقهم اصبح الان منظرمعتاد من تكرارة مرارا امامها فعند سلالم المنزل شاهدت العديد منهم وهم يرحبون بأدهم باحترام واضح حراس ادهم الشخصين المسلحين والتى كانت تستنكر وجودهم حولة يصبح منظرهم متحضر جدا بجوار جيش الغفر الموجودين بغزارة في كافة ارجاء المنزل والحدائق...
ادهم اصطحبها الي واحد من مجالس عدة تحتل مساحة ضخمة صممت لتناسب كبير عائلة البسطويسى...
في المجلس كان يوجد نسخة لكن كبيرة في السن من ادهم ...
ادهم ولكن بعد مرور ثلاثين سنة ...لكن ايضا بوجه جـ.ـا.مد قاسي خالي من التعبير كأنما لم يعرف الضحك او الانفعال في حياته مطلقا ....
ايضا شاهدت سيدة عجوز ملامحها بسيطة وجههها بشوش وحجمها قليل جدا فوررؤيتها لادهم فتحت ذراعيها لاستقبالة وقالت بحب وفرحة غامرة ....
- ولدى....
ادهم استقبل لهفتها بقبلة حنونة علي راسها وقال...
- كيفك يا امى ...كيفك يا والدى
سليم ...- بخير الحمد لله دى بجي عروستك ؟
ادهم قال بنبرة حانية ...- ابوى ...امى اقدm لكم هبة مراتى طالبة في كلية الهندسة
سليم مد يدة لهبة بالسلام ...هبة استقبلت يدة بحذر.. يدة القوية عصرت يدها...لكنها علي الرغم من قوتها احست معها بالحنان
اما والدة ادهم فوجهها الحنون يرسم تعبير لن تستطيع هبة نسيانة مهما عاشت من عمر ...الفرحة الممزوجة بالحب ...اخذت هبة في حـ.ـضـ.ـنها وقالت بفرح حقيقي نابع من اعماق قلبها .. - نورتى يا بـ.ـنتى
هبة صدmت صدmة عمرها لاول مرة في حياتها يتم احتضانها...واحست بحـ.ـضـ.ـن والدة ادهم وكأنة حـ.ـضـ.ـن ام...اخيرا تذوقت حـ.ـضـ.ـن الام الذى لم تعرفة يوما ....علي الرغم عنها دmـ.ـو.عها نزلت وغسلت وجهها
ادهم احس بدmـ.ـو.عها....فامسك ذراعها بلطف بعد ما تحررت من حـ.ـضـ.ـن والدتة...وكأنه احس انها ستسقط علي الارض بدون دعمة لها
- امى الحاجة نجية اطيب قلب ....عاوزك تعتبريها زى مامتك
"من غير مـ.ـا.تقول... انا ماصدقت لقيت ام"... هبة فكرت
هبة هزت راسها بإمتنان...لمسة ادهم سببت لها قشعريرة في جسدها مجددا
سليم : الرجـ.ـا.لة يا ولدى منتظرينك في المجلس ...سيبك من جعدة الحريم وتعالي معايا
ادهم تردد لثوانى لكن نجية شجعتة : روح يا ولدى ...انا هاخد بالي منيها لحد مـ.ـا.ترجع
ادهم تطلع في عينيها بحنان ثم حرر ذراعها وذهب مع سليم وتركها في حماية نجية..... حنان نجية وفرحتها برؤيتها فاقوا كل توقعاتها....
سألت نفسها بقلق ....- ياتري هما يعرفوا انها بـ.ـنت سلطان الساعى البسيط..؟
حياة ادهم حياة خيالية لم تتخيل وجودها يوما ..عم سلطان الساعى البسيط كان كل دنيتها ..منزلهم الصغير كان حصن امانها وفجاءة دخلت دنيا غريبة من اوسع ابوابها
فرحه نجية الواضحة والمرتسمة علي وجهها طمئنت هبة بإن اقامتها هنا سوف تكون سهلة
نجية اخبرتها بلطف... - اخلعى حجابك يابـ.ـنتى محدش هنا غريب لايمكن راجـ.ـل غريب يجدر يدخل هنه ابدا
هبة خلعت حجابها ...شعرها الاصفر الحرير تحرر من ربطتة
نجية هتفت بانبهار ...- بسم الله ما شاء الله ...زى ما أدهم وصفك بالظبط
هبة علقت في دهشة....- وصفنى...؟
نجية : ايوة لما سألتة اية شكلها عروستك قالى " ملاك شعرة لونة الدهب الصافي وعنية لون الزرع..وبشرتها لون التلج "
هبه صدmت من وصفة وقالت.... - هو وصفنى كدة معقول..؟
- هو فعلا مكنش بيبالغ ....شعرك لونه جميل مرة..ما شفتش زية في حياتى قبل كدة ... ضحكت بحنية واكملت ... - انا وابوة سألنا نفسينا كتيرعن سبب تعلق ادهم الجوى بيكى لكن لما شفتك عذرتة وفهمت...
ياما عرضنا علية يتجوز وكان بيرفض لحد ما عرفنا في يوم انة اتجوزادهم ولدى جوى وبياخد قرار ولا يمكن حد يجدر يعارضه حتى ابوة
عقل هبة اشتغل فورا....حاولت ان تفهم ...سألت نفسها يمكن نجية ليس لديها فكرة عن الضغط الذي مارسة زوجهاعلي ادهم...هى قالت عرض علية ولم تقل اجبرة...نجية مازالت تواصل تعريفها بادهم الذى لا تعرفة
- ادهم ولدى الوحيد ..جبتة بعد سنين انتظار ..كنت خلاص فقدت الامل انى اخلف وكنت بتحايل علي سليم اللي انتظرنى كتيرانة يتجوز تانى وكان بيرفض...وبعد ضغط منى ومن العيلة ...سليم وافق اخيرا ويوم ما قرر يتجوزعرفت انى حامل ...سليم غير رأية ولغى الجوازة وحصلت مشكلة كبيرة وعداوة بين العيلتين لسة لحد اليوم قايدة بينا وبين عيلة الكفراوى بس متغطية تحت ستارة المصالح بس علي اي شرارة هتولع نار مش هترحم
الاسم ضـ.ـر.ب هبة ...عائلة الكفراوى...تزكرت عزت المحامى عنـ.ـد.ما اخبرها عن الضغوط التي كان يواجهها ادهم من اجل ان يتزوج ابنة عائلة الكفراوى وقال لها ايضا انها فتحت الجروح القديمة ...الان فهمت ماهى تلك الجـ.ـر.ح القديمة...موقف كان ادهم لا يحسد علية ولكنة واجههة بقوة نجية اكملت ..
- مش هكذب عليكى يا بـ.ـنتى ومش عاوزاكى تزعلي منى لكن انا قلبي انقبض لما عرفت ان ادهم اتجوز واحدة مصراوية ومن غيرما يقلنا كمان بس اما شفتك الحمد لله اطمنت وجلبي انفتحلك وهعتبرك بـ.ـنتى اللي مخلفتهاش في حياتى واتمنى منك تعتبرينى مكان والدتك
زى مافهمنا من ادهم انك يتيمة من زمان ...عشان كدة لو تجبلينى مكان والدتك الله يرحمها هتفرحنى كتير وتريحى جلبي
الدmـ.ـو.ع غلبت هبة ...حنان نجية الفياض غطاها من رأسها حتى اصابع قدmيها...نجية ام وتحب ابنها لدرجة انها مستعدة لحبها مثل ابـ.ـنتها لاعتقادها انها بذلك تسعد ادهم... اة لو يعلموا الحقيقة..وانها مجرد لعبة اشتراها كى يسيطر علي اوضاعة...
- الدور الفوجانى يا بـ.ـنتى كلة مجفول لادهم ومش هيكون معاكم فية اي حد حتى الخدm ومساعدتك عبير هيطلعوا بالطلب بناء علي اوامر ادهم .. هو طلب كدة...
طابق كامل مغلق عليهم بمفردهم ...هبة قلبها هوى في ارجلها من الخـ.ـو.ف كيف ستواجة ذلك الوضع المستحيل ...؟ ربما ادهم يرغب في حفظ سرهم ولذلك منع صعود الخدm الا باذن منة كى لا يكتشفوا زيف زواجهم
هبة تزكرت ذهول عبير عنـ.ـد.ما تجرأت اخيرا سألتها .. - انتى ت عـ.ـر.في اية عن علاقتى بأدهم...؟
عبير اجابتها بذهول ...- طبعا مراتة هى دى حاجة تستخبي البية بلغنى يوم ما اتفق معايا بانى هكون مساعدة عروستة اللي اتجوزها من فترة بس عمليتها اجلت اتمام واعلان جوازهم وبلغ كل اللي في البيت بكدة ...
لو تسمحيلي اسألك ...لية سؤالك دة ؟
بماذا ستجيبها ...؟ لذلك صمتت وتجاهلت سؤالها ولكن عقلها بدأ في الفهم والتركيز...
ادهم منذ يوم عمليتها وهو قرر انها سوف تتنقل الي منزلة واتفق مع مساعدة شخصية لها وابلغ خدmة انة تزوج ....قرران يبوح بالسر الذي اخفاة سنوات اخيرا ... خبر انتقالها لمنزلة تسرب الي اهلة في الصعيد ...وبالطبع طلبوا منة ان يقابلوا العروسة المجهولة التى اخفاها ادهم لسنوات وقرر ان يظهرها اخيرا...يبدو ان ادهم تسرع عنـ.ـد.ما دعاها للاقامة في منزلة وتورط بالاعلان عن زواج لا يرغبة
- اطلعى ارتاحى ونامى يا بـ.ـنتى انتى لسة طالعة من عملية ...ثم اكملت بخبث.... - ومتنتظريش ادهم جريب.. لما مجلس العيلة بيجتمع بية بيعدوا ساعات كتير ياما ..مصالح العيلة كلها في يد ادهم...
يا ام السيد وصلي العروسة لفوج خليها ترتاح في جناحهم
اثر ندائها سيدة عجوز ظهرها محنى من اثر الزمن ووجهها رسمت التجاعيد علية خريطة واضحة المعالم خرجت من باب جانبي صغير
ام السيد اشارت لهبة ان تتبعها وصعدت علي سلالم رخامية مفروشة بسجاد احمر سميك....
هبة تبعتها بطاعة ...وصعدت خلفها الي الطابق الثانى الذى كان مختلف كليا في تصميمة عن الطابق الاول....
ام السيد فتحت لها باب غرفة نوم ...هبة دخلت منة بتردد وام السيد خرجت واغلقت عليها الباب بدون ان توجة لها أي كلام...
↚
ام السيد خرجت بدون اي كلمة واغلقت الباب خلفها....هبة استقبلت سـ.ـجـ.ـنها الجديد ولكنة هذة المرة سـ.ـجـ.ـن لة طابع اثري ....اول شيء لمحته عيناها كان الفراش الكبيرالمحاط بـ.ـاربع اعمدة خشبيه محفورعليهم اشكال فرعونية بديعة يغطيهم ستارة بيضاء شفافة مربوطة برباط ذهبي عند كل عمود...
فراش مذهل لم تري في حياتها تحفة رائعة مثلة.. ظهرة المنجد بقماش القطيفة ذو لون ازرق تراكوازى مع لحاف السرير الذهبي الستان والناموسية البيضاء شـ.ـديدة البياض بقماشها الفاخراعطوا الفراش فخامة عجيبة ... في طرف اخر من الغرفة كان يوجد صالون كبير منقوش ايضا بالوان ذهبية متداخلة مع درجات متنوعة من اللون الارزق في تناغم مدهش
لمحت بابين مغلقين احدهم علي الجدار المواجهة للفراش ... والاخر اصغربالقرب منها ...استنتجت انه باب الحمام ...حب الاستطلاع دفعها لفتح الباب الاخر الذى لم تتعرف علي طبيعتة في البداية ...عنـ.ـد.ما فتحتة رأت غرفة ملابس كبيرة ...ممتلئة بملابس رجـ.ـالية ..بدل وقمصان و....وجهها احمر من رؤية ملابس ادهم الداخلية وخفضت عيناها للارض بحياء ...
لكن هناك علي الارض شاهدت حقيبتين السفرالخاصتين بها اللتان جهزتهما عبير...الحقيبتان كانتا مازالتا مغلقتان....من غرفة الملابس شاهدت باب اخر مغلق لم تجرؤ علي فتحة ففضولها له حدود
هبة عادت لغرفة النوم بعد ان اشبعت جزء من فضولها ... كانت تشعر بالحيرة فماذا يجب عليها ان تفعل الان ..؟ صوت عبيرعلي باب غرفتها تطلب الدخول انقذها من حيرتها ....
عبير : انا بستأذنك ادخل ارتب حاجاتك واجهزلك الحمام
بعد فترة قليلة عبير خرجت من غرفة الملابس تحمل قميص ابيض طويل ستان بحمالات رفيعة وروب يماثلة...هبة دهشت من رؤية ذلك القميص الغريب فهى لم ترة من قبل
الحمام جاهز اتفضلي-
هبة استمتعت بحمامها ..انواع غريبة من الاعشاب عبير اضافتهم لمياة المغطس ...عطروا جسدها بعطر خفيف منعش وفكوا تعب عضلاتها من اثر السفروالاجهاد...
خرجت من المغطس وهى تشعر بالراحة والنعاس لفت نفسها في منشفة كبيرة واتجهت لغرفة النوم... كانت عبير قد خرجت من الغرفة وتركت القميص الابيض جاهزعلي الفراش ...هبة ارتدت القميص الستان الابيض والروب وانتظرت عودة عبير كى تجفف لها شعرها.... شعرها الحرير جفف في دقائق وتموج بحرية فى تموجات لطيفة حول اكتافها النحيلة
رفضت تناول اي اكل او شرب صلت الظهر ودخلت فراشها خلعت روبها والقتة باهمال علي كرسي مجاور لفراشها.. جذبت اللحاف الذهبي الساتان علي جسدها المرهق احست بقشعريرة بسيطة من جو الغرفة المكيف ولكن اللحاف اشعرها بالدفء الفوري فنامت فورا...
بعد ساعات طويلة هبة استيقظت من نومها العميق ...كانت تشعر بالراحة وذهنها صافي... ضوء الاباجورة الخافت بجوار فراشها انبئها انها نامت لوقت طويل وان الوقت اصبح ليلا...شـ.ـدت جسدها في حركة تلقائية تنشط بها عضلاتها... تثائبت وهى مازالت مغمضة العينين ....اصابعها لعبت في شعرها...كشفت الغطاء عنها بحركة واحدة .. وانزلت قدmيها الي الارض وفي نيتها الذهاب الي الحمام... قميصها مع النوم ارتفع حتى اعلي ركبتيها فكشف عن ارجلها الطويلة الجميلة....
فتحت عينيها لتبحث عن طريقها للحمام...فوجئت بأدهم يجلس علي كرسي من كراسي الصالون المقابل لفراشها وهو يراقبها....
عنـ.ـد.ما رأتة وهو يراقبها قلبها خفق بعنف ...ارتعشت لدرجة ان السرير ارتعش معها ...لاول مرة ادهم يدخل الي غرفتها بدون استأذانها اولا بحثت بسرعة علي روبها كى تلبسة ..تزكرت انها رمتة علي كرسي الصالون بجوارادهم قبل نومها...
هبة عادت للنوم فورا وغطت نفسها باللحاف حتى ذقنها....
من الواضح ان ادهم كان يراقبها منذ فترة...جاكت بدلتة مخلوع ومرمى بإهمال علي كرسي التسريحة...رابطة عنقة ايضا لحقت الجاكت علي الكرسي...
اكمام قميصة مرفوعة حتى الكوع وقميصة نفسة مفتوح حتى خصرة وشاهدت من فتحتة شعر صدرة الاسود....لكن المشهد الاهم كان وجود روبها علي ركبتية....
ادهم كان يحمل روبها بين يدية وعنـ.ـد.ما ركزت اكثر لاحظت انه ملفوف عدة مرات حوال ذراعة في لفات دائرية
حركتها الفورية بتغطية نفسها باللحاف جعلتة ينهض ويقترب منها ويمد يدة بالروب اليها...
هبة تمسكت باللحاف باحدى يديها واخذت الروب منة باليد الاخري...وبسرعة قياسية كانت ارتدت الروب وربطتة حول خصرها بالحزام تحت نظرات ادهم المتفحصة ثم نهضت من الفراش ...
هبة من سرعتها ربطت الروب علي جزء شعرها... الروب حبس جزء كبير منه بينة وبين جسدها...
ادهم مد يدة وحرر شعرها من الروب ... يدة امسكت شعرها برفق شـ.ـديد ورتبة علي اكتافها....رعشة عنيفة هزتها بسبب قربة منها ...من لمستة لها...لاول مرة في حياتها رجل يكون بمثل هذا القرب منها ...يلمس شعرها
ادهم مد يدة الاخري ولمس خدها الملتهب بلطف...هبة قلبها خفق بعنف مجددا..احست بالدوار...ارجلها اصبحت رخوة مثل الجلي ولا تستطيع حمل وزنها الخفيف...
احست بضألتها مقارنة بجسد ادهم الضخم...هبة اغمضت عينيها ..احست به بيجذبها لحـ.ـضـ.ـنة اصبحت اسيرة بين ذراعية ...لتانى مرة في يوم واحد يتم احتضانها ...حـ.ـضـ.ـن نجية اشعرها بالحنان لكن حـ.ـضـ.ـن ادهم اوقف قلبها عن العمل ...حاولت المقاومة ودفعة عنها لكن مقاومتها كانت ضعيفة جدا ادهم قربها منة لدرجة ان كل عظمة في جسدها لمست كل عظمة في جسدة....رعشتها وصلت ذروتها في حـ.ـضـ.ـنة جسدها كان ينتفض...
فجاءة ادهم انسحب وادار ظهرة لها وتركها ترتعش حتى انها احست انها ستغيب عن الوعى...استدار مرة اخري وواجهها قائلا ... - هبة...هبة انا...انا... وعنـ.ـد.ما لم تسعفة الكلمـ.ـا.ت دخل غرفة الملابس واغلق خلفة الباب
هبة جلست علي السرير...ظلت ترتعش لدقائق... ادهم استغرق وقت طويل بداخل الغرفة وهى مازالت في انتظار عودتة اليها ...
هبة انتظرتة بتـ.ـو.تر ...كانت تتوقع عودتة الي غرفتها في اي لحظة .. مراكثر من نصف ساعة وهبة متجمدة من الخـ.ـو.ف وخائفة من لحظة رجوعة للغرفة...عبير طرقت الباب بخفة ثم دخلت...
عبير: ادهم بية بيبلغ حضرتك ان العشا هيكون جاهز بعد ساعة وطلب منى اجهزك
هبة سألتها بدهشة شـ.ـديدة ...- ادهم...انتى شفتية امتى ؟ - طلبنى في غرفتة من 5 دقايق وبلغنى بالتعليمـ.ـا.ت
غرفتة ...غرفتة......اخيرا فهمت سبب وجود الباب الثانى في غرفة الملابس والحمام....الباب الثانى يوصل غرفة نوم ادهم الخاصة بغرفة الملابس وحمامها
.........
بعد ساعة ادهم كان علي باب غرفة الملابس ودخل منها لغرفتها بدون ان يطرق الباب.. ..كأنة بيجبرها علي ان تتعود علي دخولة الي غرفتها بدون استأذان..
هبة حمدت الله انها كانت مستعدة للنزول ...عبير ساعدتها علي ارتداء فستان حريرى اصفر لة حزام جلدى عريض اسود وارتدت فوقة جاكيت اسود مثل الحزام ... واختارت لها طرحة منقوشة بنفس الوان الفستان ....
ادهم دخل وقيمها بنظراتة فورا ...ثم قال ... - ممتاز ..بس حاليا مافيش داعى للطرحة مافيش اي راجـ.ـل يقدر يدخل بدون اذنى...
هبة لم تتحرك خطوة من مكانها..".طيب وانت اية..؟ " فكرت مع نفسها
ادهم انتظرها تنفذ تعليمـ.ـا.تة وتخلع حجابها لكنها مازالت متخشبة
ادهم امرها بلطف : هبة سمعتينى ...فكى حجابك
هبة ترددت ...ادهم ظهرعلية بوادر نفاذ الصبر ... - لو مفكتيهوش هفكة انا
هبة فورا خلعت الطرحة وشعرها نزل بقوة مثل الشلال
ادهم : ايوة كدة ...ممتاز ...واقترب منها ...وامسك يدها في يدة ... هبة حاولت ان تسحب يدها ...ادهم منعها ... - هبة اهدى...انتى مراتى وهتنزلي ايدك في ايدى..
هبة استسلمت ...كفة حـ.ـضـ.ـن كفها واخذها بحنان واضح ونزل السلالم
العشاء المعد لهم كان فاخر بكل معنى الكلمة...اصناف واصناف اهمها كان خروف كامل ينام بفخرعلي طبق كبيرمن الارز المطهى بعناية وايضا كان يوجد جميع انواع الطيور واللحوم المشوية...
طوال عمرها شهيتها للاكل ضعيفه جدا ...لكن منظرالاكل الشهى مع وجود نجية بجانبها وهى تطعمها بيدها جعلوها تأكل بشهية ...السفرة قدmت لاربعتهم لكن في الحقيقة كانت تكفي جيش كامل من كمية المأكولات التي توجد عليها....فكرت في مصير باقي العشاء بعدmا ينتهون...
بعد العشاء انتقلوا جميعا للصالون ...بعد فترة ام السيد قدmت الشاي والحلويات
ادهم سألها بعد ان انتهت من التقديم .. - الرجـ.ـا.لة كلهم اتعشوا ...؟
ام السيد هزت رأسها بالايجاب وانصرفت لعملها
هبة اخيرا عرفت مصير باقي العشاء ...ادهم كان كريم للغاية مع الجميع وكعادتة يهتم بكل التفاصيل ولا يترك أي شيء للظروف...
طول فترة العشاء كانت مدركة لنظرات سليم المتفحصة وخصوصا لشعرها كأن لونة صدmة...علي الرغم من جمود ملامحة الواضح لكن هبة اكتشفت الحقيقه تحت جموده... القلب الطيب الذي وهبة كلة لعائلتة...
مازالت تشعربلمسة يد ادهم علي يدها علي الرغم من مرور ساعة عليها مازالت تتزكر الطريقة التي احتضنها بها .. حتى انفاسة مازالت تشعر بها علي وجنتها ...تجربتها الاولي في اللمس...وجودها بين احضان رجل...دهشتها كانت شـ.ـديدة عنـ.ـد.ما اكتشفت ان احساسها بأدهم لم يكن نفور كما كانت تعتقد...الم معدتها في وجودة لة سبب اخر حاولت ان تفهمة ولكنها فشلت...
خرجت من افكارها علي صوت سليم يقول ... - امتى هنبـ.ـارك علي سليم الصغير...؟
هبة وجهها احمر لدرجة لم تصل اليها في في حياتها...هلعها وصل للسماء...سليم الصغير..؟
نجية نهرتة بلطف : واة يا ابو ادهم متكسفهاش... البنية خجولة ..الشهادة لله ملاك زى ما ادهم جال مش زى البنات التانية خالص...شوف وشها بجى لونة اية ...
ادهم ضحك وتعمد ان يثبت عينيه علي عنيها واجابهم بثقة... - اطمنكم قريب اوى
↚
تفكيرها في تهديد ادهم منعها من التركيز في اي كلمة طوال فترة وجودها مع العائلة في الصالون ...ادهم قال .." قريب اوى" ...يا تري ماذا كان يقصد من وراء كلمـ.ـا.ته...؟ لكنه تعمد ايصال رسالة لي ...في الحقيقة ادهم لم يكن يحدثهم هم بل كان يعلمها هى ...يطلب منها اخيرا سداد ديونها ... اتمام نصيبها المؤجل من الصفقة
صوت ادهم وهو يطلب منها ان ترافقه لمشاهدة البيت نبهها انها غائبة في دنيتها الخاصة منذ وقت طويل ... الروتين اصبح انه يمد يده لها وهى تتقبلها بدون نقاش...
اول مكان اخذها اليه كان غرفة مكتبه الخاصه ...المكتب ممتليء بتماثيل وتحف كأنه متحف...ادهم اجلسها علي كرسي مريح وسألها ... - تحبي تشربي حاجه ؟
هبه هزت رأسها بالرفض...
ادهم اتجة لجهاز فونوجراف قديم وشغل اسطوانة موسيقيه هادئة
ادهم سألها بفضول ...- بتحبي الموسيقى ؟
هبه اجابته وهى تستمتع بالموسيقى التى ادارها ادهم ... - اكيد هى تسليتى الوحيده ..هى والقرايه...دة الكونشراتو 23 لمودزرت
ادهم اجابها باعجاب واضح لتعرفها علي المعزوفة الرائعة... - برافو ...فعلا المدرسة تستاهل تمنها الغالي...اتعلمتى السباحة والموسيقي
هبه ردت بحده واضحة لم تتمكن من السيطرة عليها ... - ايوه... وكمان اتعلمت التنس ...مهارات بنات الطبقة الراقيه اللي انا مش منها بس فلوسك خلتنى منها ظاهريا ...مش ممكن حد يعلق علي لبسي او طريقة اكلي او تصرفاتى ادام معارفك...بس اللي انت نسيته ان محدش ابدا سألنى عن رائى في مصيري ...قررتوا واتصرفوتوا بالنيابة عنى...
عمرك سألت نفسك انا موافقه ولا لا مش يمكن كنت بفضل حياتى القديمة ؟
انفجارهبه الان لم يكن له أي مبرر...حتى ان ادهم لم يكن يتوقعه فهو كان يفتح معها مواضيع مهذبة للنقاش ..
ولكن اخيرا الكلام المحبوس داخلها لسنتين تحرر..فعليا هذه اول محادثة لها مع ادهم بإستثناء المحادثات التقليدية المهذبة اللي كانت بينهم منذ يوم مرضها هبه كانت تدرك جيدا ان أي شيء اتفق عليه سلطان مع ادهم كان لمصلحتها الخالصة ...وضعها الحالي لا يقارن بوضعها السابق ...ماديا وعلميا وثقافيا لكنها احتاجت لقول ما قالته... ادهم لابد له من دفع الثمن... اضافت بسخريه متعمدة ايلامه بشـ.ـدة.... - طبعا المزايا دى كانت تمن بيعى...الحمد لله تمنى كان غالي لازم احس بالفخر..
لاول مرة تشاهد ادهم المتكبر الواثق من نفسه ...بمثل تلك العصبية
ادهم اقترب منها وامسكها من كتفيها وهزها بعنف... - انتى قررتى تقفلي عقلك وعنيكى عن كل اللي بيجري حواليك...عجبك دور الضحية ..الطفلة اللي الراجـ.ـل العجوز اتجوزها من غيرعلمها ولا رضاها... لو بس فكرتى شويه هتشوفي الحقيقة...
هبه اغمضت عينيها وهزت راسها برفض لكل ما يقول هى لا تمثل دور الضحية فهى لا تنكر فضله عليها لكنها كانت يجب ان تخرج الكلام المحبوس داخلها منذ سنوات كى تتحرر منه ربما تأخر كثيرا في الخروج حتى فقد معناه لكنها احتاجت الي ذلك بقوه .... ادهم مازال يتزكر كلامها عنه في مكتب المحامى...مازال مجروح من وصفها اياه بالعجوز...
ادهم اكمل كلامه بمرارة واضحه ... - انا فعلا كنت قررت بعد مقابلتنا في مكتب عزت انى امسحك من حياتى اديكى حريتك بعد ما تخلصى كليتك عشان ابقي وفيت بوعدى لسلطان اخلصك من الراجـ.ـل العجوز واسيبك تعيشي حياتك بالطريقة اللي انتى تختاريها بس للاسف..عمليتك غيرت حاجات كتير....
هبه حاولت ان تشرح لها سب وصفها اياه بالعجوز وانها كانت تعتقده اكبر من سلطان وان سبب اعتراضها علي وضعها ليس له علاقة بسنه ابدا ولكن صوتها خرج متقطع وجملها غير مفهومه...
ادهم تجاهل محاولتها للكلام واكمل بخشونه... - انتى دلوقتى مش الطفله اللي انا خالفت قوانين الدنيا كلها واتجوزتها من 4 سنين ...دلوقتى انتى ناضجة وتقدري توزنى الامور صح... بغض النظر عن سبب جوازى منك ..انتى ايه كانت خياراتك من غيري؟...طيب حاولتى طول سنتين انك تفهمى قفلتى علي نفسك وعلي مرارتك ...لو بس شغلتى عقلك يمكن كنتى حاولتى تفهمى...بس احب ابلغك ان فرصتك للفهم ضاعت ...وجه وقت التنفيذ الفعلي ...لازم تأهلي نفسك ان جوازنا بقي حقيقة ما فيهاش خلاف وكل الناس عرفوا انك مراتى وتحويله لحقيقة هى مسألة وقت....مش بمزاجك تدخلي حياتى وتخرجى منها من غير ما تدفعى التمن ....اعملي حسابك انك هتجيبى ليه وريث ...متوقع منى اجيب وريث .. عيلة البسطاويسي لازم تستمر...
انا هسيبك الوقت اللازم لحد ما تتعودى علي الفكرة بس حابب انبهك ان انا استنيت كتير ومش هستنى تانى اكتر من ايام
الدmـ.ـو.ع غلبتها...شهقاتها غطت علي صوته ...قسوته جـ.ـر.حتها
ادهم اشار لها بقرف ... - اطلعى غرفتك يا هبه ...احسنلك تختفي من وشي الليله دى والا انا مش مسؤل عن اللي هيحصلك
..............
هبه تقريبا جرت حتى الباب ..لاول مرة يتركها تغادربمفردها من دونه او من دون عبير ..لكنه لم يستطع تحمل وجودها اكثر من ذلك هبه خرجت من المكتب ودmـ.ـو.عها الغزيرة تمنعها من ايجاد طريقها... البيت الكبير مازال متاهه بالنسبة اليها ...حاولت ان تتزكر مكان السلالم كى تصعد للطابق العلوى... بعد صعوبة هبه كانت في غرفتها اخيرا ...
وضعها الجديد مخيف بالنسبة اليها ...الامان الوهمى الذى احتمت فيه تخلي عنها الان....
كلمـ.ـا.ت عزت ترن في اذانها...لماذا لا تستطيع الاستسلام وتقبل وضعها ...؟ الا يكفيها انها سوف تصبح زوجة الملياردير ادهم البسطاويسى ...؟
حقيقة انها اجبرت علي الزواج بدون علمها تكتفها وتجبرها علي الرفض اه لو سلطان كان مازال حى لربما كان تحمل نصيبه من اللوم بدلا من ان تحمل ادهم كل لومها وحده ...ادركت انها تريد من ادهم اكثر من مجرد زواج تقليدى لانجاب وريث له ...لكنها لم تدرك جيدا ماذا كانت تنتظر منه بخلاف ما اعطاها اياه مسبقا...
علي حسب كلامة ان عمليتها غيرت مصيرها...وجودها في بيته تسبب في تحويل زواجهم لحقيقة...ادهم مجبرعليها بسبب اهله ...مجبرعلي ان يستخدmها من اجل انجاب الوريث المنتظر وهذا اكثر ما المها....
مصيري تحدد من يوم موافقة سلطان علي الصفقة مع ادهم ولكن ادهم لديه الان خيارات كثيرة بخلافها ....
التفكيرارهقها ...فتحت باب تراسها وخرجت تستنشق هواء الليل النقي
اول ليلة تقضيها خارج القاهرة...منظر ظلام الليل الدامس بتلك الطريقة كان جديد بالنسبة لها ...من تراسها راقبت السماء السوداء وهى مزينة بالنجوم السماء كانت اشبه بثوب مخملي اسود مرصع بحبيبات الماس اللامعة الظلام منعها من رؤية الحديقة ...جو الصباح الخانق تبدل الان الي جو مغري به نسمة هواء بـ.ـاردة ...
هبه قررت النزول لاستكششاف الحديقة ...لم تري عبير من قبل ان يتناولوا العشاء وهى حتى لا تعرف مكانها الان... حتى لو حاولت الوصول اليها فلن تستطيع ايجادها في هذا البيت الكبير
هبه لفت حجابها بنفسها ...نزلت السلالم فتحت باب البيت واتجهت للحديقه لم تقابل أي احد في طريقها ...مشت بدون هدف محدد...الضوء المنبعث من المنزل والحديقة حوله منعها من رؤية السماء المخملية كما كانت تريد ان تراقبها ...شاهدت منطقة مظلمة خلف البيت فقررت الذهاب اليها كى تراقب السماء منها بشكل افضل ...بالتاكيد الرؤية من هناك افضل ... عنـ.ـد.ما وصلت لتلك البقعة المعزولة تأكدت انه كان معها حق ...
السماء منظرها مذهل من الجزء المظلم كما توقعت ...استمتعت بالحرية اخيرا حتى ولو لوقت بسيط ..هبه اخذت نفس عميق ...رفعت راسها للسماء في لحظة جنون بدأت تدور حوال نفسها برقة فستانها لف معها ..منظر السماء مع الدوران منظر خيالي لكنها بدأت تشعر بالدوار ...الارض اصبحت تدور معها بعنف قررت ان توقف الدوران وتوقفت فجأه ... ضحكت عنـ.ـد.ما احست بالدوخة تضـ.ـر.بها بشـ.ـدة مع توقفها المفاجىء ...راسها مازالت مرفوعة للسماء انزلت رأسها واستعدت للعوده بعد ان انتشت من المغامره اللطيفه التى تجرأت واقدmت عليها ...عيناها قابلت افزع منظر شاهدته في حياتها كلها...
فهناك في الظلام كان يقف اضخم كـ.ـلـ.ـبان رأتهم في حياتها ..الكـ.ـلـ.ـبان المتوحشان كانا يراقباها بتحفزوينظران اليها بنظرة مرعـ.ـبه انبئتها انهم سوف يهجمان عليها حالا
من غيران تتنبه هبه صرخت بصوت عالي ... - ادهم
وكأن ملاكها الحارس سمع ندائها...ادهم ظهر فجأه من العدm وهو يجري بلهفه واخذ جسدها المنتفض من الرعـ.ـب بحنان وحمايه بين يديه وهو يقول - متخافيش يا حبيبتى انا معاكى
هبه تعلقت به برعـ.ـب شـ.ـديد دفنت راسها في صدره واغمضت عينيها لا تريد رؤية ما سوف يحدث لاحقا... كانت تعتقد ان الكـ.ـلـ.ـبان سوف يهجمان عليهما معا...يداه ضمتها اكثرالى جسده ...احست به يرتعش مثلها تماما... سمعته يتحدث الي الكـ.ـلـ.ـبان ويأمرهما بالهدوء ... ادهم حملها بسهولة شـ.ـديدة بين ذراعيه القويتان كأنها لا وزن لها واتجه بها للمنزل...
طوال الطريق للبيت هبه ظلت تدفن راسها في صدره ...سمعته يهدد ويسب بأسوء الالفاظ... كان يسب ويهدد حراستة الخاصة وغفر المنزل اللذين لحقوا به .... الحراسة والغفر كانوا قد تجمعوا بعد وصوله اليها ...سمعته يخبرهم انه لولا رؤيته لها من نافذة مكتبة وهى تتجه بمفردها الي منطقة تواجد الكـ.ـلـ.ـبان لكانت هوجمت من الكـ.ـلـ.ـبين بعنف ... توعدهم ان هذا الاهمال لن يمرعلي خير ...
ادهم صعد وهو يحملها الي طابقهم العلوى..رفض بقسوه اي عرض للمساعدة من اي حد ...ارقدها علي السرير بلطف ...مازال يشعر برعـ.ـبها ورعشتها العنيفة وتمسكها به بقوة ...
ادهم حـ.ـضـ.ـنها بقوة فترة فشلوا في تحديدها ..دقائق وربما ساعات
ادهم طمئنها بصوت هامس ... - هش متخافيش خلاص ...الحمد لله عدت علي خير..بس انتى عارفه دى اول مرة تنطقي اسمى
هبه ما زالت متمسكه به بكل قوتها ...رعشتها من الكلاب انتهت وبدأت رعشة من نوع اخر ...رعشة وجودها في حـ.ـضـ.ـنه
ادهم حاول تهدئتها بلطف ...فك حجابها كى يساعدها علي النوم براحه ساعدها علي التخلص من جاكيتها ..مال علي ارجلها ونزع عنها صندلها بحنان... هبه كانت مستسلمه مغمضة العينين ...ادهم عاد لشعرها ومسح عليه بحنان فائق وسألها بقلق... - هبه حبيبتى ...انتى كويسه...؟
هبه ارتعشت وهزت رأسها... تمسكت به خائفة من ان يتركها بمفردها
ادهم نهض من السرير ...قرر المغادرة علي الرغم من اعتراضها الواضح ورفضها مغادرته ...- هبعتلك عبير تساع...
فجأه قطع كلامه وكأنه حسم معركته الخاصه ...عاد الي جوارها في صمت وانضم اليها في السرير مرة اخري ...خلع سترته واخذها في حـ.ـضـ.ـنه بلهفه ...
↚
هبة استيقظت بعد الفجر ..اكتشفت انها في السرير بمفردها ...اغمضت عينيها وتزكرت ما حدث بينهم منذ ساعات
ادهم نفذ تهديدة ...الزوجة التي كانت فقط علي الورق اصبحت الان زوجة فعلية ...فستانها المرمى علي الارض والسرير المدmر اعادوا لزاكرتها لحظات تملك ادهم لها...
حاولت ان تنهض كى ترتب الغرفة وتخفي اثار الدmارالواضح لكن جسدها المرهق رفض الاستجابة لها ...التجربة كانت رهيبة ...الامرالمثير للدهشة انها لم تشعربالنفوراوالقرف كما كانت تتوقع...هي استسلمت لة تماما وعلي الرغم من خـ.ـو.فها من التجربة لا تستطيع الانكارانها كانت مستمعة بكل لحظة قضتها معة وانها كانت تستطيع ايقافة عدة مرات ولكنها لم تفعل...
الباب فتح بهدوء... عبير دخلت متسللة وكأنها تخشي ايقاظها ... هبة اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم...احساسها بالخجل منعها من مواجهة أي احد...
عبير جمعت ملابسها من علي الارض ...اتجهت لغرفة الملابس وجهزت لها غيار...دخلت الحمام ملئت المغطس بالمياة الدافئة ...عادت للغرفة وايقظت هبة بلطف ... - مدام....
اصحى عشان تصلي انا جهزتلك الحمام ...ومدت لها روب تغطى بة جسدها العاري المغطى باللحاف ...عبيرادارت وجهها وتركت لهبة المجال لستر جسدها بالروب ....ساعدتها في الوصول للحمام وانتظرتها في الغرفة
هبة دخلت الحمام والقت نفسها في المغطس ...تمددت فية حوالي عشرة دقائق ثم جففت نفسها وارتدت ملابسها وخرجت لغرفتها...وجدت عبير رتبت الغرفة وجهزت لها السرير.. هبة صلت وعادت لسريرها
عبير طلبت منها بلهجة حانية ...- نامى انتى محتاجة للراحة ..ولا تحبي اجيبلك فطار
هبة هزت راسها لكن فضولها غلب خجلها وسألتها ...- عبير...انتى اية اللي جابك عندى دلوقتى ؟
عبير وجهها احمر بشـ.ـدة ...- ادهم بية طلبنى وقالي اجى لعندك لانك اكيد محتاجانى
هبة اصبح وجهها بلون الطماطم الملتهبة من شـ.ـدة نضجها ...
عبير طمئنتها ...- متتكسفيش يا مدام دة العادى وانا هنا عشان اساعدك لو محتاجة اي حاجة ...ربنا يسعدك مع جوزك ويوعدنى باللي في بالي عقبالي انا كمان....
هبة لاحظت ان عبيراصبحت تناديها بالمدام بدلا من الانسة او الهانم كما اعتادت مناداتها من قبل... - نامى دلوقتى ولو احتاجتى اية حاجة اطلبينى
هبة عادت للفراش ...جسدها مرهق محتاج للنوم العميق...استرجعت كلام ادهم لها احست بالخجل مجددا... كلامه لها وهو يهمس بكلام الحب منذ ساعات زكرها بحلمها الرائع في المستشفي يوم عمليتها
عنـ.ـد.ما استيقظت مرة اخري الشمس كانت في وسط السماء ...قدرت الوقت بانة وقت الظهيرة ...مدت يدها علي الطاولة الصغيرة بجوارفراشها لتلتقط ساعتها كى تعلم منها الوقت ...يدها امسكت ساعة ادهم ...ادهم نسي ساعتة في غرفتها الليلة الماضية...تزكرتة وهو يخلعها ...كانت اخر شيء خلعه...
هبة امسكت الساعة الفخمة ...الساعة كانت الواحدة ظهرا لقد نامت طوال النهار من ارهاقها...
ساعتة كانت تنطق بالرجولة الصارخة مثلة ...مجرد لمسها لساعة يدة يعيد اليها الزكريات ...هبة اعادت الساعة لمكانها واتجهت للحمام كى تتوضأ...دخلت الحمام علي عجل فوجئت بوجود ادهم يقوم بحلاقة ذقنة وهو عاري الصدر ...شهقت من الصدmة وخرجت لغرفتها مرة اخري...لاول مرة منذ اقامتها هنا يتصادف وجودهم سويا في الحمام
طرقات علي باب غرفتها بعد قليل نبهتها انها تجلس متخشبة منذ بعض الوقت...
ادهم دخل الغرفة من الباب الرئيسي وليس من باب غرفة الملابس كما كان يفعل...
ادهم تكلم بلهجة برسمية احبطتها للغاية .... - اتوقع انك مستنية اعتذار منى ...وانا جيت اعتذروعشان اطمنك اللي حصل دة مش هيتكررتانى ابدا ولما نرجع من هنا هترجعى شقتك زى الاول...والطـ.ـلا.ق هيكون بعد ما تخلصى الكلية ومتقلقيش من حاجة حياتك هتفضل في نفس المستوى وهتكونى مرتاحة ماديا مدى الحياة...وبدون ان ينتظرردة فعلها علي قرارتة الفجائية خرج كالاعصارمن الباب المفتوح....
علي الرغم من انها كانت تتمنى الحرية وكانت تشعربالظلم والقهرمنذ معرفتها بزواجها الاجبـ.ـاري ....الا انها احست بقلبها يتوقف عن العمل عنـ.ـد.ما زكر ادهم الطـ.ـلا.ق احست بالفعل كأن قلبها توقف عن العمل لثوانى لم تشعر بة ينبض داخل صدرها .."طـ.ـلا.ق اي طـ.ـلا.ق..؟" هى لا تريد الطـ.ـلا.ق .. بل انها اخيرا تقبلت فكرة انها زوجتة....ملكة....اخيرا احست بدفىء العائلة وحـ.ـضـ.ـن الام...
تزكرت مواجهتها مع الكلاب وحـ.ـضـ.ـن ادهم القوى الذي حماها بعيد عن الخطر...طـ.ـلا.ق..لا ...هى لا تريد الطـ.ـلا.ق خاصة بعد ما حدث بينهم ...بعدmا اتحدوا واصبحوا شيء واحد...بعدmا ازيلت كل الحواجز من بينهم
فكرت مع نفسها بحسرة ... " ياة ياهبة ....خسرتى تانى ....لحظات سعادتك كانت محددودة جدا ..الامان والحماية هيختفوا...اي سعادة عرفتها هتختفى مع الطـ.ـلا.ق" سوف تعود لشقتها البـ.ـاردة وحيدة منبوذة .... لكن ادهم قال عنـ.ـد.ما نعود مما يعنى انة مازالت لديها فرصة لاصلاح الوضع لكن ادهم يبدوانة نادm ولا يريدها في حياتة...مهمتها مستحيلة ...كرامتها لن تسمح لها بالتوسل ولكن وجودها بقربه اهم من كرامتها ..اهم من أي شيء
يااارب ....يااارب " "
اغلب الظن انة سوف يواصل معاملتها كزوجتة حتى يوم سفرهم حفاظا علي المظاهر فقط اذا كان زمن المعجزات لم ينتهى اذن فهى بحاجة الي معجزة ... ادهم لسنوات لم يزكر الطـ.ـلا.ق وهى بعيدة عنة اذن فلماذا اختارة عنـ.ـد.ما اصبحت زوجتة...؟ الحقيقة ضـ.ـر.بتها ...بالتأكيد هو يخشي ان اطالبة بحقوقي اذا ظننت انى زوجتة الحقيقة ... ادهم اراد ان يضعها في مكانها الحقيقي حتى لا تتأمل المستحيل..مجرد زوجة اشتراها لغرض في رأسة .... بالتأكيد ليلتهم امس اصابته بخيبة الامل...
مر يومان وادهم كان يتجنبها فيهم تماما ...لكن في اوقات الوجبات كان بيتعمد النزول معها للطابق السفلي مما اكد شكوكها بانة لا يرغب الا في الحفاظ علي المظاهر وربما انة لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراة...حادثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر...
عبير اخبرتها بحـ.ـز.ن واضح ... - ادهم بية غضب بشـ.ـدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل الغفر... هبة احست بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها ...- يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عندة وتخلية يديهم فرصة
هبة احست من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير ...
- يهمك حد معين فيهم..؟
عبير ارتبكت بشـ.ـدة...- هو يعنى فية حاجة لكن لسة في اولها...وليد الحارس الشخصى لادهم بية معجب بية ومكذبش عليكى انا كمان معجبة بية ... والشغل مع ادهم بية مميزلانة انسان محترم وخلوق... بيحترم العاملين معاة ورواتبة اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير....
هبة طمئنتها...- خلاص ان شاء الله هكلمة
عبير ضحكت بفرح ....- شكرا ليكى كتير يا مدام ...اكيد ادهم بية مش هيقدر يرفض طلبك...واضح اوى هو بيحبك اد اية
هبة فعلا احست بالذنب... فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير...والان شباب بريء سوف يدفع الثمن ...احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم ... لابد لها وان تتحدث مع ادهم...لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبة مقطوعة بينهم ...عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجة الي من يتوسط لها عندة
قررت ان تتحدث معة اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادتة ...
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد ..تمت مناقشة موضوعات عامة.. اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة ...حنان نجية الواضح اثارها بشـ.ـدة فأكثر ما سوف يـ.ـؤ.لمها عنـ.ـد.ما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها ...حتى سليم نفسة اكتشفت ان جمودة مجرد قناع مضطر لوضعة بسبب مكانتة لكن في حقيقتة هو قلب حنون...
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عنـ.ـد.ما قالت نجية فجاءة بلهجة خبيثة ... - انتى متغيرة يا بنيتى بجالك يومين ...ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان ...الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى
للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عنـ.ـد.ما اجاب ادهم بجمود ...
الجمال مش كل حاجة يا ست الكل المهم جمال الروح ...نجية اجابتة بحنان .. - وكدة كمان .... ما في زى جلب مرتك ابيض وزى الفل يا بختك بيها يا ولدى دعواتى ما انى راضية عليكى لازم ربي يرضى عليك
بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبة بحجة العمل...
هبة لحقتة عند باب المكتب وقالت بخفوت - ادهم لو سمحت... ممكن اتكلم معاك...؟
ادهم رفع احدى حاجبية وركز نظراتة عليها بدهشة...لاول مرة هبة تطلب منة الحديث معة بنفسها دون واسطة بينهم ...
ثبات هبة تحت نظراتة اجبرة علي الاستسلام والموافقة علي طلبها...اشار لها بالدخول قبلة...هبة دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب
هبه كانت تشعر بحيرة شـ.ـديدة ممتزجة بالخجل ....انتظرت منة اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشـ.ـديد ...فكلما تراة يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه...يفهمة علي انة نفور...وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم احس بحيرتها ...اشار لها بالجلوس علي كنبة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبة ثم جلس بجوارها...
ادهم ضغط علي جرس ...ام السيد دخلت فورا...- هبة تحبي تشربي اية..؟
هبة اجابته بخجل ....- شاي
ادهم وجة حديثة برفق لام السيد وقال ... - لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبة وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمة ...لولا ان هبة هبة سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادmـ.ـا.ت لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنة يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو يلمس الفوونوجراف بلطف...- مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجة معينة..؟
هبة هزت راسها فهى متأكدة من ذوقة العالي في الاختيار ...- لا اللي انت تحبة
ادهم ابتسم بسخرية .....- اللي انا احبة ... خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع " لتشايكوفسكي "... سألها بحدة شـ.ـديدة ... - اية رأيك ؟؟؟؟
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوتة ...هبة اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى ... - روعة يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش لية
ادهم نظراليها بدهشة شـ.ـديدة وردد بعدm تصديق ...- جناين قصرى انا..؟
هبة هزت رأسها وأكدت... - ايوة جناينك ...تحفة الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنية علي ذوقة وعبقريتة...
اصبحت تستخدm اسمة بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق ....- عجبتك الجناين فعلا ...؟ طيب دة لسة هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...؟
هبة هزت رأسها وقالت ...- طبعا .... دة انا كمان بقيت منبهرة اكتر... انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافورة اللي في الجنينة زى البجعة في البالية ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة... - بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم الموجود في البالية..
هبة ردت بعند ..- انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بـ.ـنت الفراش عم سلطان .. بس بردة نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة ..- انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدmت القهوة
لادهم والشاي لها وخرجت فورا...
هبة بدأت تشرب الشاي ...جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد لها الم معدتها البسيط ...ادهم سألها فجاءة ..
- قلتى عاوزة تتكلمى معايا في حاجة ...؟ هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجوده معة انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلتة
صفت صوته بنحنحة خافتة وقالت... - ايوة ....بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة ...- مالهم طقم الحراسة...؟
هبة اخبرتة بنـ.ـد.م واضح... - حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دmاغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل
ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية....- متأكدة...؟
هبة احمروجهها بشـ.ـدة لانها فهمت الى ما يلمح بسؤالة
هبة تجاهلت تلميحة واكملت ...- ارجوك يا ادهم...اديهم فرصة تانية...انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤلة عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس.... - في العالم بتاعى ياهبة فية حاجات مافيهاش تهاون او تقصير ..بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب ...حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا...
عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعة في حركة تدل علي السعادة... - شكرا
ادهم ضيق عينية وركز نظراتة علي يدها المتعلقة به ... - معقول الموضوع دة كان مهم كدة لدرجة انك اول مرة تشكرينى واول مرة تطلبي منى طلب ثم قبض علي يدها بقوة ...واول مرة تلمسينى بـ.ـارادتك
هبة هزت رأسها بسعادة بالغة ووضعت يدها الاخري علي يدة التى تغطى يدها...- ايوة مهم جدا متتخيلش مهم ازاي
ادهم اجابها وحيرة واضحة تحتل كل ملامحة ... - حقيقي بتحيرينى...بقدmلك الدنيا كلها ومستعد البي ليكى أي طلب ومافيش مرة واحدة شكرتينى علي أي حاجة عملتها عشانك...وبتشكرينى وحاسس السعادة في عنيكى دلوقتى عشان وافقت علي طلب ميخصكيش اساسا...
هبة هزت رأسها بالموافقة...
ادهم قال لها بنفس الحيرة...- ادفع نصف عمري وافهمك ... ثم امسك ذقنها بين اصابعة ورفع راسها لمواجهتة...
هبة اغمضت عينيها ...لمستة سببت لها الرعشة ...قربة منها اصبح عـ.ـذ.اب ولكن عـ.ـذ.اب من نوع اخر ..عـ.ـذ.اب لذيذ...
هبة خرج صوتها اجش ...- الموضوع ابسط مما تتخيل ..مافيش اي صعوبة في فهمى ...بس يمكن بشكرك عشان دة الطلب الوحيد اللي انا طلبته بإرادتى ومتفرضش علية...
ادهم اكمل كلامها بمرارة ....- قصدك انى اجبرتك وحبستك مش كدة ... انا عرفت اللي في قلبك يوم ما فتحتى القفص للعصفورة
هبة اخبرتة بألم واضح... - متصدقش كل اللي تشوفة....مش يمكن يومها انا نـ.ـد.مت بعد ما فتحت القفص
ادهم ردد بدهشة ....- نـ.ـد.متى؟
هبة هزت رأسها ...- ايوة نـ.ـد.مت ...خفت عليها ..صحيح ادتها حريتها بس من غيرحماية وانا معرفش هى تقدر علي حماية نفسها ولا لا ... انا عرضتها لمخاطرالقفص كان مانعها عنها....
ادهم اقترب منها اكثر ...نفسة يحرك شعرها... - طيب انا هديكى حريتك وهأوفر ليكى الحماية كمان ...لاخر يوم في عمري هفضل احميكى حتى بعد انفصالنا...
هبة كتمت دmـ.ـو.عها بداخل عيونها المغلقة ... ادهم الان يعرض عليها حريتها علي طبق من ذهب وليس فقط حريتها بل حريتها تحت حمايتة كى لا تتعرض للمجهول مثل عصفورتها التى اطلقت سراحها بدون حماية
لكنها لا ترغب في حريتها الان...
طرقات علي الباب منعتها من الرد عليه ورفض عرضة القاسي
ادهم رفع يدية عنها وقال ...- مين؟
صوت رجـ.ـالي من خلف الباب قال باحترام......- بفكر حضرتك بموعدك بعد نصف ساعة
ادهم امرة ... - خلاص روح انت يا وليد استنى في العربية...وانا هاجى وراك
هبة استغلت فرصه انشغالة بالرد علي وليد وجففت دmـ.ـو.عها
ادهم اعتذر منها ....- انا عندى موعد مهم ولازم امشي دلوقتى
هبة هزت رأسها بتفهم وخرجت من المكتب...
↚
هبة استيقظت لصلاة الفجر وهى تشعر براحة نفسية غريبة ....تصالح مع نفسها يغمرها ...هل من الممكن ان مقابلتها مع ادهم امس كانت السبب ؟؟؟ مقابلتهم امس كانت خطوة تقارب جيدة ... فعلي الاقل نعمت بلمستة ولو لثوان قليلة
و ربما ايضا سبب سعادتها ان عبير ابلغتها قبل خلودها للنوم ان ادهم رتب لها جولة لمشاهدة اثار البلد الخلابة ... هبة صلت وارتدت الملابس التي جهزتها لها عبير...عبيراخبرتها وهى توقظها ... - هنخرج بدري قبل الحر زى ما ادهم بية امر
ارتدت جينز ازرق اللون و بلوزة بنيه اللون من قماش الجرسية وانتظرت عبير كى تساعدها في لف طرحة تركوازيه بلون عيونها
انتعلت صندل بنى مريح علي شكل اشرطة رفيعة تتجمع بحلية ذهبية دائرية ...وضعت متعلقاتها الشخصية وهاتفها النقال في شنطة الخوص خاصتها وجلست تنتظر قدوم عبير..
عبيرلفت لها الطرحة وزينت وجهها بمكياج خفيف...هبة اخذت نظارة شمس بيضاء كبيرة تغطى معظم وجهها ونزلت معها
كلام ادهم لها يرن في اذانها منذ البـ.ـارحة ...لاول مرة تدقق في ممتلكاتها الشخصية ...لديها اكثر من عشر نظارات شمسية جميعهم يحملون ماركات عالمية ...ملابسها تصمم خصيصا لها علي ايد المصممين المشهورين عالميا...في الشقة كانت توجد لديها خزنة مليئة بالمجوهرات والتى لم تحاول فتحها ابدا ولا حتى بدافع الفضول لمعرفة محتوياتها.....رصيدها في البنك اكثرمن مليون جنية بالاضافة الي الشقة التي تساوى ملايين الجنيهات والسيارة الفخمة والسائق والخادmة مدفوعين الاجر بل وفوق هذا لها مصروف شهري ضخم كانت بتعجزعن ايجاد مـ.ـا.تستطيع شراؤة بة فكل طلباتها متوفرة حتى قبل ان تطلب ...مصاريف كليتها كانت تدفع أليا من قبل المحامى كل عام .....
بالفعل ادهم اغرقها في نعمتة وهى لم تشكرة يوما....
السائق كان في انتظارهم وفتح لهم باب السيارة الخلفي... هبة وعبير ركبوا في المقعد الخلفي ...وفي الخلف تبعتهم سيارة حراسة اخري
جولتها بدأت بالفطور.....فندق خلاب علي النيل.....من المعاملة المميزة التي تلقتها استنتجت ان ادهم هو صاحب الفندق بالتأكيد...الفندق فخم وراقي والفطورمبكرا علي النيل مع هواء الصباح النظيف اعطوا المكان سحر عجيب...
سمعت بوجود طاقم تصوير فيلم يقيمون في الفندق منذ ايام ..لكنها لم تشاهد اي حد منهم لانها كما علمت ان المطعم اغلق لها وحدها حتى تنتهى من فطورها بحرية ودون ازعاج ...مجددا ادهم يبهرها بتصرفاتة الغير متوقعة كان يعاملها كملكة كما قال ...الملكة الوحيدة الحزينة
بعد الفطور مباشرة بدؤا جولة في الاثار ..في المعابد ...الرهبة تملكتها من عظمة المشاهد ...درست التاريخ كثيرا واحبتة جدا لكن رؤيتها له امامها اشعرتها بالضألة
كحرم ادهم البسطاويسي عوملت كملكة فعلية ..جميع الابواب المغلقة فتحت لها...استمتعت بجولتها لاقصى درجة فقط تمنت لو ان ادهم كان صحبها بنفسة ..عادت لواقعها .. نهرت نفسها بقوة "لا تتمنى المستحيل يا هبة اين انتى من ادهم البسطاويسى ...؟ " رفضت بقوة كل عروضهم عليها لركوب المنطاد ربما لو ادهم معها لكانت قبلت بترحاب
- الساعة دلوقتى قربت علي 12 والشمس هتبقي صعبة عليكى تعليمـ.ـا.ت ادهم بية انك تريحى لبعد العصر
بالطبع تعليمـ.ـا.ت ادهم اوامر مطاعة حتى لو كانت اعترضت كانت النتيجة ستظل نفسها ...جناح ادهم الخاص في الفندق كان مستعد لاستقبالها بالطبع فأين غير ذلك حرم ادهم البسطاويسى ستكون...؟
هبة عادت الي الفندق مع حراستها...سيارتها توقفت امام مدخل الفندق عبير والحراسة رافقوها حتى المصعد .. في لحظات انتظارهم للمصعد هبة لمحت ادهم وهو يخرج من الفندق بصحبة سيدة فاتنة ... سيدة جميلة جدا شعرها اسود ناعم بلون الليل وترتدى ملابس تفصل كل جسدها الجميل
هبة تجمدت في مكانها لم تسمع عبير وهى تناديها في البداية ... - مدام...مدام الاصانصير وصل...
هبة مازالت تنظرفي اتجاة ادهم بدون ان يراها او ربما رأها وتجاهل وجودها تماما...
عبير استدارت ونظرت حيث تنظر هبة المصدومة... بدون وعي منها عبير قالت ....- فريدة جمال
هبة اخيرا عرفت وجة فريدة جمال....تزكرت الكلام عن وجود طاقم تصوير الفيلم...فريدة جمال ضيفة في فندق ادهم وتصور حاليا فيلم هنا...وادهم اخبرها انهم سوف يقضون عدة اسابيع هنا لارتباطة بعمل ما احست فجاءة بروحها تسحب منها وقلبها المسكين ارتبكت خفقاتة ... ادهم ظل في الصعيد بسبب فريدة ...ووافق علي اعطائها حريتها بسهولة شـ.ـديدة
الم جسدها زاد ...احست انها سوف تفقد الوعى ...تفسيرها الوحيد لما يحدث لها الان هو الغيرة ...الغيرة علي ادهم اكلت قلبها
ولكن ماسبب غيرتها علية..؟ فادهم حر في افعالة ويتصرف كيف يشاء الحقيقة اصبحت واضحة لها الان .." طبعا بغير علية عشان بحبة ..."
...........
عبير جذبتها بالقوة وادخلتها المصعد..اوصلتها للجناح وهى شبة مـ.ـخـ.ـد.رة الحقائق اللي ضـ.ـر.بتها كثيرة عليها ...واهمها حقيقة انها تحب ادهم ...نعم تحبة ...الفترة اللي قضتها في منزلة من بعد العملية غيرتها .. الامان الذى احستة في حـ.ـضـ.ـنة ربطها بة للابد....العائلة التي استقبلتها بحنان عوضتها عن يتمها ووحدتها ..الاغرب انها اكتشفت انها تحبه منذ يوم لقائهم في مكتب عزت وانها وافقت لي ان تكمل دورها في الصفقة حتى تظل مرتبطة به ...مرتبطة بة بأي طريقة حتى ولو بالاسم فقط ...هبة كبرت وهى تسمع اسم ادهم يوميا...سلطان كان يحترمة ويعتمد علية اكتشفت انها طالما احبته كحصن امان لهم من حكايات سلطان الخيالية عنة وعن شهامتة وتبقي فقط رؤيتة شخصيا كى تحبة كرجل ... لكن للاسف ادهم لدية ارتباطات اخري وهى حمل علية منذ سنوات ...فهو ان كان تزوجها في الماضي للهروب من زواج مدبرلايريدة اذن فأخر شيء يريدة الان هو استمرارتلك المهذلة واستمرارزواج مدبر اخر .. زواجهم ادى غرضة منذ زمن وربما بـ.ـنت الكفراوى قد تزوجت الان ...اذن فلماذا سوف يبقيها زوجة لة وخصوصا بوجود فريدة الجميلة في الجوار .....
نوبة صداع عنيفة ضـ.ـر.بتها..
- عبير... عبير ....معاكى اي مسكن..؟ همـ.ـو.ت من الصداع ...
عبير قالت بأسف...- لا بس انا هتصرف
غيرت ملابسها لبيجاما خفيفة من قماش الدانتيل عبير كانت قد احضرتها لها ....هبة نظرت لنفسها في المرأة بسخرية... - جهاز عروسة من غير عروسة ...مجددا قطع تظهر في خزانتها بدون معرفة مصدرها .... صداعها زاد لحد غير محتمل فطلبت من عبيران تظلم لها الغرفة ونامت في السرير المريح ...
ربما نامت لدقائق او اكثر لكنها استيقظت علي يد تملس شعرها بحنان
هبة فتحت عينيها فشاهدت ادهم نائم بجوارها علي السريروعنـ.ـد.ما احس بحركتها سحب يدة فورا
- "اة" ...هبة تأوهت بالم ورفعت يدها الي رأسها
تعبيرغريب ظهرعلي وجه ادهم وسألها بقلق ...- انتى لسة تعبانة..؟
هبة هزت راسها بألم ...- اة جدا ...عمر ما جالي صداع فظيع كدة
ادهم حاول النهوض ...- طيب هجيب دكتور
هبة امسكتة من ذراعة ...- لا مافيش داعى بس مسكن وهكون كويسة
هبة انتبهت ليدها علي ذراعة ...ادهم ايضا انتبة عاد لمكانة وغطى يدها بيدة الاخري ...
ظلواعلي هذا الوضع للحظات لكن صداعها الواضح جعل ادهم ينهض فتح ثلاجة صغيرة وقدm لها زجاجة مياة بـ.ـاردة مع قرصين من مسكن قوي
هبة قبلت منة الاقراص شاكرة وعادت للنوم في السرير واغمضت عينيها
ادهم استعد للمغادرة ...- هسيبك ترتاحى
هبة سألتة بحـ.ـز.ن ...- عندك شغل مهم ؟
ادهم اجابها باهتمام ...- اة جدا ...هشوفك كمان ساعتين تكونى اتحسنتى ان شاء الله
وخرج فورا وتركها لصداعها وحـ.ـز.نها وغيرتها
النوم عاندها لوقت طويل ...صداعها مع المها الداخلي والتفكير منعوها من النوم بسهولة ...فريدة جمال احتلت افكارها وزادت من الم رأسها ... لكن مع بداية مفعول الاقراص القوية التي اخذتها من ادهم النوم بدأ يسيطر علي عقلها بالتدريج....
↚
رحلة العودة للمنزل كانت كئيبة جدا ...صداع هبه ومزاجها المتعكر منعوها من تكملة جولتها ..فضلت العودة للمنزل مباشرة بعد الغذاء الكارثى .... عبير ايقظتها وجهزتها لان ادهم كان ينتظرها علي الغذاء في مطعم الفندق بالاسفل..
المفاجأت مع ادهم لا تنتهى ...دائما يفكر في كل شىء حتى وجود حقيبة كاملة لغياراتها فوجئت بها في جناحها بعد جولتها الصباحية علي المعابد
فستانها الحالي كان بسيط وانيق اعطاها عمر اكبر من سنواتها العشرون واناقة تليق بحرم ادهم البسطاويسى... ادهم نهض فوردخولها المطعم واوصلها لطاولته الخاصة...
الوجبة كانت لذيذة بشكل مدهش ومع ذلك هبه كانت تبلع بصعوبه...تزكرت سعادتها الصباحية قبل بدء الجولة وتعاستها الحالية بعد رؤيته يغادر مع فريدة.. دهشت عنـ.ـد.ما ادركت كيف ان ادهم يستطيع تغييرمزاجها للنقيض تتحول من السعادة الى التعاسه في لحظات عنـ.ـد.ما يتعلق الامر به .... ولكن هكذا هو الحب يـ.ـؤ.لم بشـ.ـدة كما يفرح بشـ.ـدة... فاذا اختارت ان تحب فلتتحمل الي النهايه.. لكنها تعلم جيدا ان الحب ليس اختيار بل هو قدر ناقشوا مواضيع عامه وسألها عن جولتها الصباحية في الاثار ...
هبه حكت له عن المعابد والمتاحف والافطارالمميزعلي النيل ..علي الرغم من انها كانت متأكده من انه كان يعلم كل التفاصيل مسبقا من جواسيسه الا انه استمع اليها باهتمام شـ.ـديد وهى تروى له احداث يومها...رغما عنها وجدت نفسها تخبره عن سبب رفضها لدعوة المنطاد بعد الغروب ... وأخبرته بحياء انها كانت تتمنى وجوده معها ولو كان رافقها للكانت تجرئت وخاضت التجربه... فرحت للغايه عنـ.ـد.ما فزع من مجرد تخيل فكرة ركوبها للمنطاد وقال ... - لو كانوا اتجرؤا وعملوها من غير اذنى كنت قــ,تــلتهم كلهم ...
هبه ابتسمت وقلبها يقرع كالطبول واكملت حديثها الشيق له بحب... فخـ.ـو.فه الواضح عليها اعطاها امل ....حكت له عن ادق تفاصيل يومها بسعادة
ملامح وجهه فضحت شعوره بالاستمتاع لما كانت تحكيه له فاضطر للاعتراف باستسلام .. - بحب اسمعك وانتى بتحكى ..بتخلي الحاجات كأنها عايشه ...وصفك ممتع وجهها احمر من الخجل ...
- ادهم ...حبيبي انا جيت
الصوت المقيت كأنه ضـ.ـر.بها بسيخ حديد في قلبها وتحول خفقان السعادة الي الم المـ.ـو.ت...لفت رأسها لمصدر الصوت بغـ.ـيظ رهيب وهى متأكده من هوية صاحبته حتى قبل ان تستدير ...شاهدت فريدة وهى تقف خلفها وعلي وجهها ضحكة مصطنعة...
ادهم نهض بأدب لتحيتها ... وامسك يد هبه بلطف وساعدها للنهوض
- هبه اعرفك ..الفنانة فريدة جمال
فريده...هبة مراتى
الضحكة المصطنعة علي وجه فريدة غطت علي نظرة حقد واضحه جاهدت كى تخفيها ومدت يدها لهبه وقالت بدلع مفضوح .... - كلنا كنا بنسأل شكلها ايه مراتك اللي انت مخبيها عن الدنيا كلها... بس اخيرا عرفت.....
هبه وجهت لها نظرة تحدى وقالت ... - وعرفتى ايه بقي ؟
فريدة ارتبكت مع احساسها بحدة هبه في الرد...ووجهت نظرة استنجاد لادهم ...الغريب في الامر ان ادهم كان مسترخى جدا وكأنه كان يستمتع بما يحدث ...
ادهم اشار لها بالجلوس.... - اتفضلي يا فريدة لو تحبي تشاركينا الغدا
غدا ايه بقي..؟ انا اساسا ببلع بالعافـ.ـية وبعد ماهى تنضم لينا خلاص نفسها هتقفل تماما ...هبه فكرت وكان صوت تفكيرها كان مسموع ...ادهم نظر اليها وقال ...- هبه...؟
بالطبع هبه لم يكن لديها حل اخر سوي ان تقول ....- اتفضلى
بكل بجاحه فريدة جلست علي الكرسي الملاصق لادهم وهى تأكله بعيونها
ادهم اشار للجرسون الذى اتى فورا...فريدة كانت قالت لادهم بدلع عنـ.ـد.ما سألها ماذا تحب ان تطلب .. - اللي انت اكلت منه
الغذاء اصبح حوار بين ادهم وفريدة التي تجاهلت هبه تماما كأنها غير موجوده وادهم الذي كان مضطر لاجابتها بأدب ...فعليا لم يفتح معها أي موضوع بنفسه لكنها في النهاية شغلت وقته كله بأسئلتها التى لا تنتهى
جملة اوقفت رشفة مياة كانت سوف تبتلعها ..وكادت ان تختنق بها ... فريدة قالت بدلع ...- فاكر... يا ادهم اخر سفريه لينا لما كنا في اوروبا من شهر...؟
فريدة سافرت مع ادهم اوروبا من شهر ... قبل عمليتها مباشرة ادهم كان له علاقة مع اخري غيرها ...الشيطان سيطرعلي افكارها .... تسألت والألم يأكل امعائها....ياتري ماذا كانت حدود العلاقة بينهم والتى يتخللها السفر سويا ؟؟ ... هبه تقريبا القت كاس الماء بعنف علي الطاولة امامها ونهضت وقالت .. - عن اذنكم ... ادهم لحقها بسرعة قبل مغادرتها لصالة الطعام ..- هبه استنى مالك..؟
هبه اجابته بترفع ...- معلش كمل انت الغدا انا لسة مصدعه وعاوزه اروح البيت
ادهم سألها .... متأكده ...اجى معاكى ؟
- لا مافيش داعى...كمل غداك براحتك وتمنت في سرها ان تختنق فريدة بطعامها
ادهم اشار لطاقم الحراسة ولعبير ...اطئمن انها اصبحت بصحبتهم وعاد يكمل غذائه الكارثي مع فريدة...
في السيارة هبه سألت عبير بفضول عجزت عن اخفائه اكثر من ذلك ... - انتى اشتغلتى كتيرعند فريدة ؟
عبير اجابتها بقرف عجزت ايضا عن اخفائه...- تقريبا سنة
هبه سألتها مجددا بفضول اكبر ...- وخلال السنة دى اتعرفتى علي ادهم مش كده ؟
عبيرهزت راسها بإشفاق ...- حضرتك بتدوري علي المشاكل ...انا حاسه بيكى من لحظة ما شفتيهم مع بعض ...بس صدقينى زى ما بيقولوا العبرة بالنهاية ...انتى مـ.ـر.اته الرسميه الشرعيه...اي حاجة تانية اهيف من انك تشغلي نفسك بيها
بالطبع ادهم يشتري ولاء العاملين معه بالرواتب الضخمة التى يدفعها لهم عبير لن تخبرها أي شيء يتعلق بعلاقة ادهم بفريدة فهى بالنسبة اليها سر قومى من اسرار رئيسها لكنها لم تنكر تردد ادهم علي منزل فريدة
"اه يا هبه مكتوب عليكى الشقى...حتى لما حاولتى تفرحى الدنيا استكترت عليكى الفرحة "....فمن اغلق باب الامل لديها اضاع مفتاحه
وصلوا الي البيت مع اخر ضوء للشمس...نجيه استقبلتها بترحاب شـ.ـديد واخذتها معها الي الصالون... - ام السيد هاتلنا الشاي في المجعد الغربي
هبه تناست افكارها المؤلمة مؤقتا وانـ.ـد.مجت مع نجيه في حكاياتها المثيرة...نجيه تقريبا حكت لها عن كل مايخص ادهم ...طفولته ..تعليمه ... عرفت من نجيه انه درس ادارة الاعمال وانهى ماجستير فيها من الولايات المتحدة وانه استلم العمل من عمر الرابعة والعشرون وطور في الشركات و.جـ.ـعلها تكاد تكون اقوى مجموعة في مصر... نجيه كانت تتكلم بفخر..فخورة بإبنها وحيدها وذكاؤة الخارق...
فعلا ادهم مصدر فخرلاي ام ...لاي زوجه ...تزكرت شجاعته يوم حادثة الكلاب ..ادهم عمل من نفسه درع بشري لها يتلقي عنها اي ضـ.ـر.بة مفاجئه من الكلاب... كان من الممكن جدا ان تهاجمه الكلاب فورا قبل ان تدرك انها تهاجم سيدها ادهم...
نجيه تكلمت وتكلمت وهبه استمعت واستمعت ....جراءة تملكت هبه جعلتها تسألها فجأة بدون تفكير- هى بـ.ـنت الكفراوي اتجوزت...؟
نجيه ظهرعليها الدهشة ...- بـ.ـنت الكفراوى ..؟...اه متجوزه من زمان ايه اللي فكرك بيها دلوقتى ؟
كيف ستجيب نجيه عن سؤالها ...؟ ماذا ستقول لها الان ...؟
هبه حاولت تغير الموضوع...- الشاي عندكم ليه طعم تانى ...كل حاجة هنا ليها طعم تانى
حيلتها نفعت ...نجية الفخورة بأدهم ايضا فخورة بأرضها...- طبعا احنا بنزرع كل حاجه ..القمح ..الخضار ...النعناع حتى السكر ..عشان اكده هنه كلة خير...
عيلة البسطاويسي يا بـ.ـنتى عيلة اصيلة ...البسطاويسى الكبير خلف عيال ياما ...جد ادهم كان بيحب العزوة خلف 3 اولاد و3 بنات ..سليم كبيرهم بس اتأخر ياما في الخلفه ..عشان اكده كان ادهم اصغر حفيد ليه بس بسم الله ما شاء الله اجواهم واذكاهم...الخير علي يده زاد وكفي....عوضى سليم يا بـ.ـنتى عن تجصيري في الخلفه وجيبى لادهم عزوه ...يا الله تحمل اطفاله في احشائها ....انها امنية عزيزه دعت الله ان يستجيب لها
هبه استمتعت بكل لحظة من حوارها مع نجيه ...استمتعت وهى تتعرف علي ادهم الحقيقي ادهم بدون قناع رجل الاعمال الذى يرتديه دائما ... حبيبها ادهم ... تعرفت علي كل لحظات طفولته ..حتى البومـ.ـا.ت صوره وهو طفل صغير لم تنجى من فضولها ...من ضمن الصور شاهدت صوره لادهم وهو مبتسم ...الصورة كانت له وهو في سفاري يغطى وجهه بوشاح يزيد من غموضه ..من رجولته.. قوته واضحه في ملابس شبابيه ليست مثل البدل الرسمية التى دائما تراه يرتديها...طلبت من نجيه ان تحتفظ بالصورة... نجيه فورا فتحت الغلاف البلاستيكى وسلمتها الصورة والسعادة تقفزقفزا علي وجهها... هبه اخذت الصورة من نجيه ...
فتحت حقيبة يدها ودستها فيها بسرعة شـ.ـديدة كأنها ترتكب جريمة
قبلت بسرورعرض نجيه للعشاء في الجنينة ...لاول مرة سوف تقدm لكل عائلة ادهم ... الاعمام والعمـ.ـا.ت واولادهم ....
نجيه قالت لها ..- هنشوي في الجنينة مع كل العيلة ... هبة صفقت بفرح مثل الاطفال وقالت ...- الله اول مرة في حياتى اشوف الشوى..
ثم استأذنت منها للصعود الي جناحها لاستبدال ملابسها ان كانت ستقدm لعائلة ادهم اذن لابد لها من اختيار ملابسها بعناية ... ...صعدت الي جناحها وارتدت قفطان مغربي اسود في ذهبى واسع مريح ... عبير لفت شعرها بطرحة ذهبية وزينت وجهها باعتناء شـ.ـديد ...هبة طلبت منها ان تحدد عينيها الملونة بشكل صريح في تحدى واضح لرغبة ادهم السابقه ...ارادت لفت انتباهه الي جمال عيونها فلربما تنجح في جعله ينسي فريدة الجميلة عنـ.ـد.ما يدرك انها ايضا جميله....
دهشتها كانت شـ.ـديدة عنـ.ـد.ما لمحت ادهم وهى تدخل التربيعة الصيفية المغلقة المقامة في الحديقة...ادهم كان قد غير ملابسه الي شورت وتى شيرت وكان يقف علي الشواية يقوم بالشواء بنفسه وحوله عدد كبير من الرجـ.ـال شبهت عليهم انهم أعمامه....
ادهم عاد الي المنزل اليوم ...لم يقضى الليلة خارجا كما اعتاد ان يفعل منذ ليلتهم معا
في التربيعة او مجلس الحريم تعرفت علي عمـ.ـا.ت ادهم وبناتهم ...فعلا ادهم كان اصغرهم سنا....بنات عمـ.ـا.ته جميعهم فوق الاربعين
رحبوا بها بترحاب شـ.ـديد يليق بمكانتها كزوجة لادهم ...علي حسب كلامهم هى زوجة الكبير...لاحظت مكانة ادهم والاحترام الذى يحظى به من الجميع كبيرا كان او صغير..
المشويات كانت مذهله ...ربما لان ادهم قام بشوائها بنفسه لكنها استمتعت بكل لقمة اكلتها واكلت بشهية عوضت غذائها المشؤم
بعد الاكل قدmت الحلويات والمشروبات والعصائر للجميع ..ادهم ذهب لتغيير ملابسه وعنـ.ـد.ما عاد اقترح ان يتجمع الجميع معا للاحتفال بزواجهم في البداية شعرت انهم استنكروا طلبه ولكن لم يستطيع احد معارضته وتجمع الجميع رجـ.ـالا ونساءا معا في الحديقة...ادهم جلس بجوارها واحتوى يدها في يده ...
لاول مره في حياتها تدرك معنى العائلة ولمتها ...دنيتها كانت محصورة في سلطان ...سلطان كان كل عائلتها ...وبعد سلطان اغلقت علي نفسها بابها وحياتها ...سلطان لطالما صنع درع حولها حتى الصداقة العادية منعها منها وعنـ.ـد.ما مـ.ـا.ت تعودت علي ذلك وخافت من التغيير ...والاكثر خافت من ان تسأل عن حقيقة وضعها الغريب في السنوات السابقة...
صدmتها الان شـ.ـديدة ...وحيرتها اكبر اذا كان ادهم قررالطـ.ـلا.ق فلماذا اذن يحتفل الان بزواجهم المنتهى ...؟ فها هو الان يقدm لها حفلة الزفاف التى لم تحظى بها يوما ....
جلست سعيدة الي جواره تستنشق عطره الذى مازال يسبب لها الرعشة لم يترك يدها للحظة طوال جلستهم التى لم تعد محل استنكار بل لاحظت انـ.ـد.ماج الجميع بسرور في الاحتفال...
لمة العائلة ...ادهم وحبه ...اشياء دائما ما حرمت منها....وللاسف سوف تحرم منها مجددا....لابد لها من المحاوله ... حدثت نفسها بتصميم ..." اذا كان هناك أي امل اذن سوف اتمسك به الي اخر نفس في حياتى "....
↚
خبرة هبه العاطفية المعدومة وعدm معرفتها ابدا بأي طريقة من طرق الاغراء كانوا حاجز امام محاولتها لجذب ادهم اليها ...ادهم اخذها مضطر ومن المؤكد الان انه يرغب في التخلص منها في اسرع وقت حتى يتفرغ لخططه الاخري..." لفريدة "....الغيرة تمزقها لكن باي حق تعترض وهى تعرف جيدا شروط الصفقة ...المساعدة الوحيدة لها كانت من عبير ونصائحها ...عبير نصحتها بالصبر والتغاضى عن تصرفات ادهم التي اصبحت مستفزه...كرامتها لم تسمح لها بالبوح حتى لعبير عن حقيقة زواجها بادهم ... هبة فكرت بسخرية " عبير فاكرة ان ادهم بيحبنى هقلها ايه ..؟ " لكن تصرفات ادهم لم تعد تترك مجال للشك في طبيعة علاقتهم الغريبة ...
تقريبا ادهم نقل اقامتة للفندق....منذ يوم حفلة الشواء وهو يقضى كل نهاره في الفندق ومعظم لياليه ايضا...حتى المظاهر لم يعد يحافظ عليها ...التغيير في موقفة بعد الحفل اربكها ...في الحفل رفع سقف توقعاتها للسماء عنـ.ـد.ما اصرعلي جلوسها بجوارة واعلنها عروسه ثم بعد ذلك اهملها بدرجة كبيرة وملحوظه ...هبه اصبحت الان في نظرهم العروسة المهجورة ... نظرات الشفقة في عيون نجيه وسليم كانت واضحة وظاهرة كأنهم يواسوها الالم في قلبها كان مضاعف ..الم الغيرة والم تأنيب الضمير ...في نظر الناس ادهم خائن مهمل لزوجته وذلك المها جدا فادهم لا يستحق... ليتهم يعلمون ماذا فعل ادهم لها ... ليتها تستطيع ايفائه حقه ...ادهم انتشلها من المجهول.. امن لها حياتها وعرض عليها الحمايه والامان وبدون اي مقابل ولوعندها الشجاعة الكافية لكان من المفترض ان تترك منزله وتعود الى شقتها وتعفيه من الحرج لكنها لا تستطيع التخلي عن لحظاتها المتبقية معه حتى لو قليلة ... المؤلم انها فتحت عيونها وقلبها كما اخبرها من قبل انها لا تفعل لكن للاسف بعد فوات الاوان...
الليالي القليلة التى كان يقضيها في المنزل كانت تسهر فيها وراء باب الحمام تستمع الي صوت المياة وهى تجري في المواسيرفتعلمها انه بالقرب منها ...فقط يفصل بينهم باب ... صورته وقميص مستعمل له يحمل رائحته اخذته سرا من غرفة الملابس... اخفتهم في مكان سري...كانت تلجأ اليهم عنـ.ـد.ما تتأكد انها بمفردها....رائحته كانت تزكرها بحـ.ـضـ.ـنه بلمسته ... تزكرت ايضا عنـ.ـد.ما قررت التجول في الحديقة منذ ايام لكنها كانت قد تعلمت من درسها السابق فاعلمت حراستها بنيتها في التنزه في الحديقة علي الرغم من عدm اقتناعها لكنها لم ترد ان تسبب لهم المزيد من المشاكل ولتجنب مواجهة شبيهه بمواجهتها السابقة مع الكلاب فضلت الجوله ومازالت الشمس تبعث باخر خيوطها...طلبها الوحيد من حراستها كان ان يتركوها تتجول بحرية ...هى فقط كانت تعلمهم بمكان تواجدها لكن اخر ما كانت تريده هو ان تتجول بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبته كان ادهم وحده... تتبعت ممر حجري حتى نهايته ...رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبه بالتوابل ...في نهاية الممرلاحظت وجود درجات سلمية بسيطة تؤدى الي جلسة خشبية محاطة بالنباتات وفي داخلها ارجوحة كبيرة صعدت السلالم بفرح وجلست علي الارجوحة سعيدة باكتشافها لذلك المكان الرائع... المكان كان اشبة بكشك للشاي ...محراب يختلي فيه احدهم بنفسه ...علي طاولة كبيرة امامها شاهدت العديد من الجرائد اليومية وكتاب مفتوح يدل علي ان احدهم يقرؤه حاليا...المكان كان معد لشخص يحب العزلة والتفكير والقراءة في هدوء ..لاحظت ايضا وجود علبة من السجائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمسته بلطف فعرفت من حرارته انه مازال ساخنا وينتظر صاحبه ليقوم بشربه... هبه قررت الانسحاب حتى لا تزعج صاحب الجلسة....همت بالعودة عنـ.ـد.ما سمعت صوت ادهم...تطلعت من بين الشجيرات المحيطة بالجلسة الخشبية فشاهدت ادهم في الخلف يتحدث في هاتفه النقال ... كان واضحا من اسلوب كلامه انه غاضب فهو كان يعنف احدهم بشـ.ـدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول .. - بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعه...موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا ...وانت عارف كويس انا اقدر اعمل فيهم ايه .... هبه انسحبت للارجوحة مجددا تزكرت كلام سلطان عن مصدر ثروة عائلة ادهم ....في خلال علاقتهم القصيرة لم تشاهده من قبل بمثل ذلك الغضب الهادر ...صوته كان يجمد الدm في عروق اشـ.ـد الرجـ.ـال ...فضلت اعطاؤه الخصوصية في مكالمته وعادت للجلوس علي الارجوحة ... ادهم هو صاحب الجلسة اذن لا داعى لانسحابها السريع ...ربما لو تلكعت قليلا فسوف يعود ويراها ... تناولت الكتاب المفتوح من علي الطاولة لاحظت انه كتاب للكاتب البرازيلي باولو كويلو.... الصفحة المفتوحة امامها اشار احدهم الي جملة فيها .." يُحَب الْمَرْء لِأَنَّه يُحَب، فَلَا يُوْجَد سَبَب لِلْحُب" قلبها خفق بعنف احست بغيرة تمزقها اذن بالفعل ادهم يحب ...اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك...اغمضت عيناها المليئة بالدmـ.ـو.ع بالم ... لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه ...؟ بالفعل ادهم مميز ... رجولتة طاغية , جاذبيته مدmرة وفوق ذلك هو مثقف قوى , مسيطروكريم لاقصى درجة...رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخري في حياتها القادmة...رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله ...رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله ... هى ايضا تحب القراءة والموسيقى ...تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده .." بإِمْكَان الْكَائِن الْبَشَرِي أَن يَتَحَمَّل الْعَطَش اسْبُوعا وَالْجُوْع أُسْبُوْعَيْن ، بِإِمْكَانِه أَن يقْضَى سَنَوَات دُوْن سَقْف ، لَكِنَّه لَا يَسْتَطِيْع تحمل الْوَحْدَةِ لأَنَّهَا أَسْوَأ أَنْوَاع الْعَذَاب وَالْأَلَم " هاهي ستعود لوحدتها قريبا ...ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا
جففت دmـ.ـو.عها بسرعه وتركت الكتاب مكانه حينما شعرت بعودته ... ادهم تفاجأ تماما عنـ.ـد.ما وجدها تجلس في صومعته الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعنـ.ـد.ما اطمئن ان احدهم كان يراقبها من بعيد اعاد انظاره اليها ادهم تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها ... الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيته لادهم يجلس بجوارها...هبه تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدmته له وهى تقول بدلع ... - قهوتك بردت...
ادهم مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شـ.ـديد ...هبه احست بفرح غامر من حركته التلقائيه ...ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سيجارة ... - مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سيجارة دلوقتى .. هبه هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة ..- انا معرفش انك بدخن... ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة هجومية.. - بدخن احيانا مش دايما يعنى بس هو انتى فعليا ت عـ.ـر.في عنى ايه...؟ غالبا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كده ...؟ قبل العملية نسيتى كل حاجه عنى لدرجة انى شكيت انك راجـ.ـل ألي مش انسانه بتتنفس... هبه ردت عليه في الم ... - ادينى بحاول اعرف بس انت مش مدينى فرصة... ادهم ركزعيونه علي عيونها وسألها بوحشية شـ.ـديدة... - هبه انا تعبت ... انتى عاوزة ايه بالظبط ....؟ فهمينى لانى مش فاهمك بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك... عاوزه منى ايه تانى ...؟
هبه ردت عليه بيأس ...- مش عاوزه حاجه يا أدهم
ثم غادرت صومعته وتركته بمفرده ..كلامة المها حتى النخاع ..سألها ماذا تريدىن منى ...؟ حظها العثرجعله يعتقد دائما انها تريد منه اشياء مادية هى لا ترغب في نقوده ولا في شقته ولا في سيارته انما ترغب في حبه ولكن كيف ستطلب منة ذلك ...؟ دmـ.ـو.عها غطت علي مجال رؤيتها فتعثرت في طرف فستانها الطويل وسقطت ارضا وهى تتأوه بألم ...وليد انتبه الي سقطتها فهى كانت قد ابتعدت عن صومعة ادهم كثيرا... وفي ثوانى قليلة كان بجوارها ومد يده اليها ليساعدها علي النهوض ولكن فجأه ادهم اقتحم المشهد بغضب.... وجه نظرات نارية الي وليد وقال له بتهديد ... - اياك تلمسها..ثم حملها برقة بين يديه واعادها الي الارجوحة وجلس الي جوارها ...
شهقات دmـ.ـو.عها المتة فنظراليها وهم بالحديث لكن عنـ.ـد.ما تأكد من مدى عـ.ـذ.ابها فضل الصمت وما كان سيقوله فقد للابد ...وضع ذراعه حول كتفها واراح رأسها علي كتفه ...سألها برقة شـ.ـديدة ... - في الم في رجلك ...؟
هزت رأسها بالنفي ...كيف تشعر بالالم بعدmا حملها بنفسه واحتواها بحنان امرها بلطف .... - ابقي خدى بالك ... وخصوصا وانا مش موجود...عارفه لو كان وليد لمسك وساعدك تقومى كنت دفنته هنا في الجنينة ....
هبه ضحكت علي الرغم من دmـ.ـو.عها ... - كان زمان عبير دفنت نفسها وراه... دى بتحبه جدا ونفسهم يتجوزوا بقي ادهم ادارها اليه ونظر في عيونها ... وسألها متألما... - هبه ت عـ.ـر.في ايه عن الحب ...؟ هبه اجابته بحياء ...- الحاجه الوحيده اللي اعرفها انه بيغيرالانسان وبيغير كل مفاهميه ...بيدخل من غيراذن وكمان من غير سبب...
ادهم سألها مجددا ...- وحب عبير لوليد هو اللي علمك الحب ...؟
ماذا ستخبره ...؟ ليتها تتمتع بالجراءة الكافية للاعتراف له بحبها لكنها تعلم النتيجة فهى حتى وان اخبرته بحبها فستزيد وضعهم المحرج سوءا ...
هبه فضلت الصمت فالصمت احيانا ابلغ من الكلام ...
عنـ.ـد.ما لم يتلقى ادهم رد منها علي سؤاله اخبرها بألم ... - عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا ...بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم ...
هبة نظرت اليه نظرة عجز ادهم عن تفسيرها لكنه اخذها في حـ.ـضـ.ـنه بحنان عنـ.ـد.ما عادت دmـ.ـو.عها للنزول مجددا ...لم يعلم انها كانت تحسد عبير علي سعادتها...
مراسبوعين اخريين وادهم لم يغيرمن نظام بقائه في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهم ...مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببه ...دورتها الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتـ.ـو.ترها
الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم... عبير قدmت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير ...قضته بين النوم والقراءة ...شهيتها للاكل معدومة من الالم.....
اخيرا المها اصبح افضل قليلا ولكنه مازال موجود ..قررت اخذ حمام سريع ...كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير ...بدون ان تنتبه لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار....بالصدفة وجدت ادهم هناك .. كان ايضا يحضرغيار لنفسه ....الصدmة جمدتهم سويا...ادهم قررالانسحاب ويتركها بحريه ....لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه ...
ادهم سألها بقلق ...- هبه انتى كويسه ...؟
هبه افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العنيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبه هزت راسها...
ادهم اقترب منها وسألها بشك...- وشك اصفر وشكلك تعبانه ...اطلبلك دكتور
هبه احمر وجهها من الخجل ..- لا لا مافيش داعى حاجة عادية
ادهم سالها بقلق واضح ...- حاجة عادية ازاي يعنى..؟ انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى...؟
احراج هبه وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي...؟
هبه ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل .... - عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها ...لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شـ.ـديد احتل ملامحه...هبه توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب...لكن الالم الشـ.ـديد الواضح عليه اربكها....
ادهم اقترب منها وامسك يدها بقوة وسألها بخشونة ...- متأكده ؟
لمسته سببت لها نار في كل جسدها ..قربه منها جننها ...اخيرا بعد اسابيع احست به بالقرب منها مرة اخري ...
هبه ردت بإرتباك ...- ايوه طبعا
يده الممسكة بيدها هبطت بجواره علي الفور وقال في صوت امر ..
- خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده...
هبه أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شـ.ـديد لم تكن تتخيله ...لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي... الم احسته في رئتها داخل قفصها الصدري
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفته ...هبه تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصراخ والانهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاه ...كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها ... لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة ..انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل ايه...؟
ربما مرت ساعات وهبه علي نفس وضعها في غرفة الغيار ...اول عوده لها للواقع كانت علي صوت عبير...
عبير سألتها بدهشة ...- انتى هنا واحنا بندور عليكى...؟
هبه انتبهت... - بتدوروا عليه..؟
- ايوه اختفيتى من فترة وقلقتينا واخر حاجة كنت اتوقعها انى الاقيكى هنا
هبه تشجعت وسألتها بامل ...- ادهم بيدورعليه...؟
عبير اجابتها ... - لا البيه خرج من بدري وقال انه هيبات في الفندق وطلب منى اجهز الشنط للسفر ...لكن انا ومامته دورنا عليكى ...الحاجة قلقانه عليكى وطلبتك في غرفتها...
هبه تفاجئت بشـ.ـدة لاول مرة نجيه تطلبها في غرفتها فهى لم تدخل غرفتها من قبل... عبير ساعدتها علي استبدال ملابسها واوصلتها لغرفة نجيه وتركتها عند الباب
ترددت كثيرا ثم دخلت الغرفة بخـ.ـو.ف وقلق... كانت متـ.ـو.ترة بشـ.ـدة وتسألت عن ماذا عساه حدث ؟ نجيه كانت مستلقية علي السرير..هبه سمعت صوت تأوهات صادرة منها بصوت عالي ....هبه فعليا قلبها خلع من الفزع ...فهرعت اليها وهى مفزوعه وبدون ان تشعر مالت عليها وسألتها بهلع واضح ...- ماما مالك خير...؟
تأوهات نجيه انقلبت لابتسامة خبيثة وهمست ... - روحى سكري الباب وتعالي
هبه مازالت مرعوبة ولا تفهم الوضع جيدا لكنها نفذت طلب نجيه التى اشارت لها ان تقترب اكثر منها واخذتها من يدها واجلستها بجوارها علي الفراش...
نجيه قالت بحنان ...- انا حسيت بيكى كنتى تجصدي لما جلتى ليه امى بصحيح حاساها يا هبه ...؟
هبه امسكت يدها وقالت بألم ... - انتى الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
نجيه ربتت علي يدها بحنان...- وانتى كمان يا بنيتى دخلتى جلبي... البـ.ـنت اللي اتمنتها وربنا مأردش جاتلي بعد صبرعشان اكده انا حاسة بيكى اسمعينى كويس صحيح ادهم ولدى بس انا مش غـ.ـبـ.ـية ولا غافلة عن تصرفاته ناحيتك جاوبينى بصراحة وانا هساعدك ...انتى بتحبي ولدى وباجيه عليه ؟
الامل جواها نمى وترعرع... هبه ردت بلهفه ...- ايوه بحبه
نجيه ضحكت بإنتصار ...- خلاص اعتمدى علي الله وعليه ... صحيح يا بـ.ـنتى انا مش متعلمة زيكم بس عاجلي صاحى وواعى ...ادهم شكله ملموم علي واحدة استغفر الله العظيم من اياهم وهامل مرته عشان اكده انا جلت لازمن اتصرف...مش ادهم بس اللي ليه جواسيس انى كمان ليه ...
انى شايفه انه كان مهتم بيكى اول ما جيتوا وبعدها من يوم ما العجربة دى جت وهو انشغل بيها عشان اكده انا مثلت انى بعافـ.ـية شويتين عشان يفضل هنه وميسافرش ...انا يا بـ.ـنتى صحتى زى الفل ..بس ادهم حنين مش هيهون علية يسافر وانا اكده ....انا عرفت ان العجربة هتسافر بكره ....الله يسهل ليها تسافر وانتم افضلوا هنه لحد ماربنا ييسرها ليكم.. بردك بعيد عنيها افضل والدور والباجى عليكى بجى ....رجعى جوزك لحـ.ـضـ.ـنك
الست ملهاش الا راجـ.ـلها ...وربك حلل حبك لجوزك ...انتى ربنا وهبك جمال ...استغليه صحيح وهتكسبي...انا معرفش اية اللي بينتكم بس انا اعرف ولدى زين ...من يوم ما خبرنا انه اتجوز وهو حالة غير....
الامتنان الذي غمرها من موقف نجيه اكبرمن انها تعبرعنه بالكلام... كل ما استاطعت فعله انها القت بنفسها في حـ.ـضـ.ـن نجيه وبدأت بكاء مكتوم بداخلها منذ سنوات.. بكت سلطان وبكت وحدتها ...بكت حبها المستحيل لادهم..
نجيه هدئتها ومسحت علي شعرها بحنان...- ابكى يا بـ.ـنتى ..ابكى بس في حـ.ـضـ.ـنى بس... بـ.ـنتى لازم تكون جويه ...لو هتدخلي الحرب لازم تستعدى ليها كيف تسمحي لجوزك يبات برات فرشته ...؟
هبه قالت بألم ...- قوليلي اعمل ايه ..؟
نجيه اخبرتها بحكمة وبخبرة سنوات عمرها ...- الراجـ.ـل يا بنيتى بيحب يحس برجولته ...ضعفك بيجذبه أي نعم لكن ممكن يوصل لدرجة انه يخـ.ـنـ.ـقه الراجـ.ـل لازمن يحس بالتهديد الخفي ...لو صرحتى انك هتسيبه هيفتحلك الباب ولو اطمن لوجودك وملي ايده منك..هيهملك...صدجينى يا بنيتى ولدى عاوزك بس بيكابر انا ام وافهم...
ابدئي تشغلي وقتك بأي حاجة بعيدة عنه ...انا علي اعطله هنه اسبوع كمان وانتى بجى شعليله في الاسبوع ده خلي راسه تلف
هبه شكرت نجيه بقبلة علي كفها .... خطة نجيه بسيطة لكن مذهله ... "شعليليه "
↚هبه ذهلت من نفسها عنـ.ـد.ما اكتشفت انها تستطيع اغراء ادهم...شعلعلة ادهم بدأت كما خططت مع نجيه... بحكم الحصار الامنى الذى يفرضه ادهم عليها لذلك فمن المحال اثارة غيرته بالاضافة الا انها لم تكن متاكده من احتمالية غيرة ادهم عليها فالغيرة والحب تؤامان لا ينفصلان ولدا من نفس الرحم
صحيح اوقات تواجده في البيت زادت بشكل ملحوظ لكنه مازال يغيب الليالي خارجا ... كانت تتحين اي فرصة لوجوده كى تنفذ خطتها... مبدئيا تعمدت دخول غرفة الملابس باقل شيء تستطيع ارتدائه بدون ان تكون مبتذله وخصوصا عنـ.ـد.ما كانت تسمع صوته في الحمام
لعدة مرات دخلت عليه غرفة الملابس وهو يبدل ملابسه وهى ترتدى اقل القليل ...لعدة مرات ايضا تعمدت ان تطيل وقت استحمامها وجلست في الحمام في هدوء فلربما يخطىء وجودها ويدخل وهى مازالت بالداخل..
لكن للاسف طوال الاسبوع وهو حجرلا يلين....كان يتجاهل وجودها تماما
اليأس تسلل الي قلبها دفاعات ادهم الحصينة ضدها احبطتها ..... - انا مين عشان املي عينه ويهتم بيه ...؟
بمرور الوقت وصلت لدرجة الاستسلام ....- خلاص يا هبه ...ربنا يسعده في حياته ...ارحمى نفسك بقي
القراراختمر في دmاغها سوف تطلب منه العودة الي شقتها بمجرد ان تراه
نجيه تحسنت او لم تستطع التمثيل اكثر من ذلك ولن تستطيع ابقائه بقربها لوقت طويل...ربما الامل الوحيد الان ان يطلب منها البقاء عنـ.ـد.ما يشعر بنيتها في الرحيل ...راهنت علي اخر امل لديها فماذا لديها لتخسره ...؟
هبه انتظرت ادهم ...سمعته في الحمام ...شجعت نفسها ..- خلاص اتشجعي يا هبه ....لبست روبها وخبطت علي باب غرفة الملابس
ادهم فتح الباب صدm لرؤيتها وكأنها اخر مخلوق يتوقع رؤيته عند بابه
هبه قالت بأدب ....- لو سمحت ممكن اتكلم معاك...؟
ادهم اجابها بعد تردد ... - طيب استنى هلبس وارجعلك
بعد فترة ادهم خرج واخذها لخارج جناح النوم ...اخذها لصالون يري الحديقة من اعلي .. ادهم رفض استقبالها في غرفة نومه كانها وباء معدى سوف يلوث غرفته
ادهم سألها بعصبية ....- خير؟
ارجوك يا ادهم انا من الاساس بحاول ارحمنى...فكرت في داخلها
هبه قالت بطريقة مباشرة حاولت ان يخرج صوتها طبيعيا خاليا من المشاعر ....- انا عاوزه ارجع شقتى ....الدراسة خلاص هتبدأ
وكأن ادهم بركانه انفجر ولم يعد يستطيع السيطرة عليه بعد الان ... - انتى ابرد واغـ.ـبـ.ـي واحدة شفتها في حياتى....
اعملي حسابك انا ها اتجوز فريدة ...لو تحبي تفضلي مراتى براحتك ... لو حابه تطلقى براحتك ...بس يكون في علمك الطـ.ـلا.ق مش هيتم الا لما تخلصى كليتك ...وعدى لسلطان مقدرش ارجع فيه
الدنيا دارت من حولها بقوة... حاولت ان تسند نفسها علي اقرب حائط خلفها كى لا تهوى ارضا ....كلمـ.ـا.ته ترددت في عقلها .." هيتجوز فريدة
خلاص ياهبه املك مـ.ـا.ت واندفن" ... معجزة مكنتها من تمالك اعصابها وقول..- مبروك ..اتمنالك السعادة مع الانسانة اللى انت اختارتها
غضب ادهم وصل لمرحلة الانفجار اقترب منها ...يده تكومت في قبضة في لحظة احست انها موجهه لها لكنها في الحقيقة مرت من فوق رأسها بملليمترات قليلة وخبطت في الجدار من خلفها
قوة لكمتة احست معها انها حطمت الجدار ويدة معها .....هبه حاولت ان تلمسه تطئمن علي يده ...ادهم منعها بنظرة نارية جمدتها فورا
الدmـ.ـو.ع تهدد بالنزول ...لكن كرامتها منعتها من السماح لهم بالحريه ... ادهم امسك يده المصابة بيده الاخري ...وقال بغضب ... - انتى لو مصنوعة من لحم ودm زينا كنتى حسيتى من زمان ...لكن اللي اكتشفته انك مش حقيقية حتى الاله حقيقيه وموجوده ... لكن انتى عايشه في دنيا لوحدك ومكتفيه بيها ...لسة مرارتك مسيطره عليكى ... كمان عندك كمية غباء وسذاجه مشفتهاش في حياتى ...ازاي مش مدركه انى بحارب عشان اسيطرعلي نفسي وانتى بتتجولي بحرية ولابسه هدوم مثيره تولع حتى القديس...
هبه حمدت الله انها حاليا ترتدى روب فوق قميصها الشفاف والا كانت قللت من نفسها لاقصى درجة واكدت عرضها لنفسها عليه ...ادهم مد يده السليمة وفك حزام روبها في حركة مفاجئة ...قميصها الشفاف انكشف وكشف جزء كبير من جسدها الجميل..... رغبة لمعت في عيون ادهم ...في لحظه كانت بين يديه...سعادتها بوجودها في حـ.ـضـ.ـنه لا يوجد لها وصف ... قربه منها شلها رعشات بسيطة من كل عضلاتها كانت هي استجابتها لدقائق ادهم فقد السيطرة علي نفسه في انفاسها يداه كانت تتجول بحرية في كل جزء من اجزاء جسدها ...لكن عنـ.ـد.ما عاد اليه الوعى ...ابعدها عنه بحركة عنيفة وقال بقرف ....- متخافيش وترتعشي كل اما اقرب منك اوعدك دى كانت اخر مرة اطمنى....ثم خرج من الصالون فورا...
مشكلة حياتها الاساسية ...ادهم لا يستطيع ان ينسي نفورها الاول منه الانطباع الاول يدوم كما يقولون .....هو فسررعشتها خـ.ـو.ف ونفورولكنه مخطىء في ذلك ...لن يسامحها مطلقا علي رغبتها في القىء عنـ.ـد.ما رأته لاول مرة في حياتها ....
لكن فعليا هى تستحق احتقاره ...ادهم يحب امرأة اخري وهى حاولت لايام اغراءه وعنـ.ـد.ما استجاب وضعف اخيرا ...ارتعشت بين ذراعيه ولسوء حظها فسر موقفها بشكل خاطىء ....طبعا من حقه ان يحتقرها وينعتها بأسوء الالقاب
دmـ.ـو.عها تحررت اخيرا ....الان سعادة ادهم هى ما يهمها فهو يستحق ان يكون سعيد .. جففت دmـ.ـو.عها بعد رحيله ...ارتدت ملابسها علي عجل وذهبت لرؤية نجيه الان هى تحتاج لحـ.ـضـ.ـن الام بشـ.ـدة...
طرقت باب غرفتها بلطف ...وعنـ.ـد.ما دعتها نجيه للدخول هبه دخلت وهى محنية الرأس ....
بدون كلام نجيه فتحت ذراعيها لاستقبال هبه بكل حب ...
عنـ.ـد.ما انتهت هبه من ثورة الدmـ.ـو.ع اخبرت نجيه بألم ...- قال هيتجوزها يا ماما ...خلاص ما فيش امل ...
نجيه ربتت علي كفها بحنان ...- خابرة بحالك يا بـ.ـنتى وعارفة نار الغيرة وجربتها قبل كده ....مشكتك يا بـ.ـنتى ان جوزك مش أي راجـ.ـل ....جوزك جوي اوى ...وما فيش حد يقدر يغير قراره ...هو صحيح ولدى لكن انا خابراه زين عنيد ولما بيقرر حاجه بيبقى وازنها مليح ....
وكأن نجيه تخبرها ما لا تعلمه ...هبه سألتها بألم ...- حاولت معه كتير ...ما فيش امل هو مش بيحبنى ومش عاوزنى ...
- لا يا بـ.ـنتى حتى لو قال هيتجوزها هو بيحبك بردك ...الصبر يا بـ.ـنتى معلش استحملي...الست العاقلة تدافع عن بيتها وجوزها لاخر نفس ...
- خلاص ما فيش بيت ...انا طلبت اتنقل شقتى لوحدى ... نجيه عاتبتها بألم ...- مش انا جلت لك يا بـ.ـنتى لو طلبتى تمشي هيفتحلك الباب...ادهم كرامته بالدنيا ...في راجـ.ـل هيعيش مع مرته غـ.ـصـ.ـب مين يقبلها علي نفسه ....انتى صغيرة يا بـ.ـنتى وحظك ان جوزك اكبر بكتير ...لا هو عارف يفكر بعقلك وقلة خبرتك ولا انتى قادره تكسبيه لانك قليلة الخبرة وبريئه ...
انتى سبتيه لواحده عندها خبرة تلف أي راجـ.ـل وواقفة تتفرجى
- لكن هو بيحبها ...
- لا ...انا مشفتش ابنى بيحب الا لماعرفتك لكن هى عرفت تغريه وتحسسه انه راجـ.ـل...
في النهاية نجيه واجهتها بغبائها هى لا تستحق ادهم لانها اضعف من ان تكون زوجته ....
هبه انتظرت ادهم امام غرفة مكتبه لساعات وعنـ.ـد.ما يئست من عودته عادت الي غرفتها تجر اذيال الخيبة... نجيه امرتها بانتظاره في الداخل
وعنـ.ـد.ما فتح ادهم الباب وشاهدها تنتظره تردد للحظات ثم اغلق الباب وسألها بلهجة عادية ...- عندك طلب تانى ...؟
هبه اجابتة بألم ...- لا بس جيت اطمن علي ايدك ...شفت دكتور
ادهم هز رأسة بسخرية ...- لا اتعودت اداوى نفسي بنفسي ...عاوزه حاجه تانيه ...؟
هبه تمالكت دmـ.ـو.عها وانسحبت في صمت فدmـ.ـو.عها الان لن تثير سوي اشمئزازه.....
الامر الجيد الوحيد الذى فعلته في حياتها كان مساعدة عبير ووليد علي الزواج فأدهم وعدها بمساعدتهم اذن فسوف يفعل
لن تنسي مطلقا فرحة عبير الغامرة حينما اخبرتها لدرجة انها احتضنتها وامطرتها بالقبلات ...مشاهدة الاحباء يجتمعون سويا امر لا تستطيع منع نفسها عن المساعدة فيه اذا ما استاطعت لكنها ايضا رثت نفسها وحبها الميؤس منه لكن للاسف لن يستطيع احد مساعدتها ابدا
↚
اخيرا هبه استسلمت ادهم يحب فريدة...ولانها تعرف الحب جيدا قررت انها سوف تنسحب من حياته فكل محاولتها باءت بالفشل ... كلمة واحدة شغلت تفكيرها.. فكرت فيها ليل نهار ...نجيه دائما ما كانت تلمح الي قوة ادهم... قوته التى لاحظتها بنفسها ادهم حاليا هو الامر الناهى لكل العائلة .. نجيه اخبرتها في ذلك اليوم الذى استدعتها فيه في غرفتها... - فرحت يوم ما ادهم خبرنا بالجواز ..هذا يعنى انه ابلغهم بنفسه ... في علاقتها بادهم الكثير من التناقضات التى تلحظها .... تشعراحيانا بغموض ادهم ...واحيانا اخري تشعر به واضح وصريح .. كلام عزت كله لها في مكتبه عليه الكثير من علامـ.ـا.ت الاستفهام ؟؟؟
لابد وان تفهم والا سوف تجن...
ادهم سوف يقضى ليلته في الفندق كالمعتاد ...هبه قررت ان تدخل غرفته تشاهدها ولو لمرة واحدة ...امنيتها ان تري فراشه....فهذه اخر ليلة لهم هنا وغدا سوف يفترقون...تسلحت بالجراءة ودخلت....رائحته تعبق الجو...امسكت عطره واغمضت عينيها تمليء عقلها من رائحته علها تحملها فيه للابد....تجولت وتجولت حتى ارهقت... فراشة المرتب بعناية كان يحمل رائحته...دفنت رأسها في المخدة وبدأت البكاء....بكت حتى ارتاحت....بكت حتى نامت...
استيقظت علي ادهم وهو يهزها برقة...الخجل والحياء من موقفها المفضوح سببوا لها تـ.ـو.تررهيب...لحسن حظها ادهم لم يتحدث ...لم ينطق أي كلمة.... بل اخذها في حـ.ـضـ.ـنه بقوة ونام بجوارها بملابسه...
ادهم نام فورا واصبح نومه عميق وكأنه لم ينم منذ ايام لكن هبه قررت ان تستيقظ حتى الصباح كى تستمتع باخر لحظاتها بقربه ...فلربما تكون تلك اللحظات هى اخر زكرياتها معه....وعنـ.ـد.ما استيقظ مجددا بعد فتره نظر اليها برغبة شـ.ـديده ثم غابا في عالمهم الخاص....
الصباح التالي كانوا في الطائرة التى حملتهم بعيدا عن اجمل اسابيع عمرها
ساعات وكانت في قصره في القاهرة ...بعد ليلتهم الاخيره هبه فضلت تجنبه خلال رحلة العودة ...بعد ان اكتشفها في غرفته خافت من مواجهته دهشت بشـ.ـده عنـ.ـد.ما وصلوا القصر فهى كانت متوقعه منه ان يوصلها لشقتها كما هى طلبت منه...لكن اخر شيء تستطيع فعله الان هو ان تسأله او تفتح معه موضوع انتقالها مجددا بعد انفجاره الغاضب
دخلت غرفتها ونامت ساعات ..وساعات بعدmا ارهقتها الدmـ.ـو.ع والصداع ضـ.ـر.بها بقسوة...
حالتها النفسية وصلت للحضيض فادهم تجنبها بطريقة مقيته هو ايضا منذ استيقاظها في حـ.ـضـ.ـنه هذا الصباح .... استيقظت علي صوت عبير يطلب منها النهوض ... كان لا يوجد لديها أي مزاج لتغيير ملابسها او لرؤية أي احد ... لكن تحت الحاح عبير هبه نهضت اخذت حمام سريع وارتدت فستان شيفون اخضر بلون عيناها معه طرحة منقوشة ....عبير جهزتها وببراعة حاولت ان تداري عيونها الحمراء المنتفخة... هبه اجبرت نفسها بالقوة حتى تستطيع تلبية طلب ادهم والنزول للعشاء مع ضيوفه كما ابلغتها عبيرعن رغبته..
صدmتها الاولي كانت في الضيوف او بالاحري في الضيفة الوحيدة التى وجدتها برفقة ادهم عنـ.ـد.ما نزلت من غرفتها
الضيفة كانت فريدة ...بالمظهر الذي ظهرت به فريدة اقل وقت توقعته هبه انها قضت علي الاقل ست ساعات كاملة في الاستعداد لعمل شعرها ومكياجها حتى تظهر بمثل هذا التألق ...فريدة كأنها خرجت للتو من كاتالوج للموضه ...كل شىء فيها صائب...
صدmتها الثانية والاشـ.ـد كانت ذراع ادهم المحيطة بكتفيها والتي حتى لم يحاول ان ينزلها عنها مع دخولها للصالون
تزكرت يداه اللتان احاطتها بحنان في حـ.ـضـ.ـنه طوال الليل لكن حاليا
ادهم يريها مكانتها الحقيقية ..تقلبه يخيفها فهو قادرعلي الهبوط بها لاسفل ارض بعدmا يكون قد رفعها حتى عنان السماء...هو الان يريها وضعها الحقيقى في حياته ....زوجة مجبرعليها بسبب وعد قطعة لرجل مـ.ـيـ.ـت.....
اخر محاوله لانقاذ كرامتها ....فرصتها للخروج برأس مرفوعه
كرامتها الجريحة اعطتها القوة للتحمل...اعطتها القوة لتدخل الي الصالون متجاهله المشهد القـ.ـا.تل امامها...بكل كبرياء دخلت حيت فريدة وتجاهلت ادهم تماما ...من داخلها تتمزق وروحها تمـ.ـو.ت ببطء وظاهريا هى مثل جبل الثلج...اصبحت مثل التمثال الخالي من الروح والمشاعر
زيادة في اذلالهاعند تقديم العشاء ادهم اخذ فريدة الي غرفة الطعام الفخمة وترك هبه لتلحقهم بمفردها ....اه لو كان لديها امل حتى لو ضئيل لكانت حاربت...لكانت قطعت وجهها باظافرها وجذبتها من شعرها المصفف بعنايه لكنها للاسف علمت جيدا من داخلها أي جانب ادهم سوف ياخذ اذا ما تجرأت علي اهانة فريدة ...
اصبحت بين نارين ....نار انها تثور وتشتمها وتطردها خارجا ونار اخري تحثها علي المحافظة علي كرامتها وتقبل وضعها...
العشاء كان كابوس بكل ما للكلمة من معنى مع ان فرحه الطباخة ابدعت في الوجبة كعادتها الا ان طعمها بالنسبة لهبه كان طعم الجير...
اخيرا العشاء انتهى وهبه تستطيع الانسحاب الان وتركهم بمفردهم
بعد تقديم الحلويات هبه تحججت بالصداع والارهاق من السفر
ادهم رحب تماما بإنسحابها ...اثناء خروجها من الصالون سمعت ادهم يخبر فريدة انهم سوف يكملون السهرة في الخارج
خنجر غرز في قلبها بدون أي رحمة ....قوة غريبة مكنتها من الصمود حتى النهاية وانسحبت بكرامتها ...فازت في معركة الكرامه وخسرت في معركة الحب
كلمة النهايه كتبت اخيرا ..لابد ان تترك القصر فورا...ادب ادهم يمنعه من طردها لشقتها..لكنه بالتاكيد يتمنى ان تاخذ هى تلك الخطوة المحرجه من نفسها...
فور صعودها لغرفتها ..هبه طلبت من عبير الاستعداد لترك القصر في الحال
عبير ابلغت ادهم بقرارها بالرحيل في الحال ....وعنـ.ـد.ما سألتها هبه عن ردة فعله اجابتها عبير ..- وافق فورا...وخرج مع فريدة
موافقة ادهم الفوريه كانت كتابة كلمة النهاية ليس فقط لاقامتها في القصر لكن لزواجهم ايضا
هبه قررت الرحيل قبل عودته... الوداع يصعب عليها الامر ...خافت من انهيارها التام امامه...الالم يصبح غير محتمل...
شعرت انها مخـ.ـنـ.ـوقه فقررت التجول في الحديقة حتى تنتهى عبير من حزم اغراضهم....بعد حوالي ساعه عبير ابلغتها انهم مستعدون الان للرحيل...
هبه اخذت جولة اخيرة تودع بها المكان .....تلكعت عند كل شبر تحفظ تفاصيله...
بعد مقاومه مع نفسها قررت اخيرا تقبل فكرة الرحيل...
وقفت متخشبه وحقائبها الكثيرة تنقل الي السيارة...عبيرادخلتها الي السيارة كأنها طفلة لا حول لها ولاقوة ....دmـ.ـو.عها نزلت بهدوء حفرت قنوات علي وجهها ... كحلها مع مسكرتها حولوا عيونها الجميلة لعيون الباندا
السائق تحرك بالسيارة ...خرج من القصر... راقبت بلوعه الحدائق وهى تختفي حامله معها اجمل ايام حياتها....بعد عدة دقائق من مغادرتهم للقصرهبه صرخت في السائق وقالت بصوت امر ..- ارجع
بدون نقاش نفذ السائق طلبها واستدار بالسيارة جهة القصر مجددا...
وسط احزانها وطلبها من عبير ان تقوم بحزم امتعتها هبه نست كنزها المدفون..
كنزها الذي دفنته تحت مخدتها بعد رجوعهم من الصعيد...صورة ادهم وقميصه المستعمل الذى يحمل رائحته ....هبه صرخت وامرت السائق بالرجوع كى تذهب وتحضرهم لا يمكن ان تغادر بدونهم فهم كل مـ.ـا.تبقي لها منه... سوف تصعد لغرفتها و تحضرهم ثم يذهبوا للمجهول مجددا.... توقعت بالطبع عدm وجود ادهم بل وربما سيقضى الليلة خارجا ...
السيارة انزلتها امام القصر...هبه ابلغت عبير والماس انها سوف تصعد لغرفتها لاحضار شيء نسيته وسوف تعود فورا... عبير والماس اصبحتا كل ما لديها الان ...
كنزها سيساعدها علي الصمود ....هبه صعدت الدرج بهدوء شـ.ـديد كانت تتسلل مثل اللصوص...وصلت لغرفتها ...يداها بحثت عن زر الاضاءة وجدته بصعوبة في الظلام واضاءت الغرفة....
المنظر الذي شاهدته عنـ.ـد.ما فتحت الضوء هزها بقوة ...ضـ.ـر.بها بعنف كأنها تعرضت لزلال عنيف ....احساس الانسان اذا ما ضـ.ـر.ب الف لكمه مجتمعين معا
هناك علي فراشها السابق شاهدت ادهم يحمل غلالة نومها التي خلعتها عنها قبل نزولها للعشاء المشؤم ...
عبير بالتاكيد نسيت ان تجمعها مع اشياؤها الاخري .. ادهم كان يحمل غلالتها قرب قلبه وعيناه مليئه بالدmـ.ـو.ع.....
↚
هبه قرصت نفسها بعنف حتى تتأكد ان المعجزة التي تراها بعيونها الان هى حقيقه وليست حلم...
ادهم كان يحمل قميص نومها بين يديه وهو يبكى بحزن....
الدموع التي تلمع في عيونه حقيقيه جدا لا يمكن ان تكون حلم... لا يمكن لحلم ان يكون بمثل تلك الروعه....
هبه صرخت بعدم تصديق ...- ادهم...؟
ادهم رفع راسه ببطء وجودها صدمه بقوة....
ادهم قاطعها ..منعها من ان تاخذ فرصة للتعبيراوللكلام هاجمها فورا... - الحمد لله رجعتى تشهدى علي ذلى الكامل ...ارتاحتى ...انتقامك تم حققتى امنيتك انك تكسرينى بالكامل ... تشوفي بعنيكى ذل العجوز اللي غصبك علي الجواز بدون ارادتك ...ومش بس كدة استغل لحظة ضعفك واجبرك علي معاشرته.... اطمنى انا احتقرت نفسي كفايه بالنيابة عنك
هبه اقتربت منه مازالت تخشي ان تستيقظ من الحلم علي الحقيقة المرة حلم زكرها بأخر رائع فى المستشفي يوم عمليتها... هبه قالت برجاء ..- ادهم ارجوك اسمعنى
ادهم اجابها بمرارة ....- خلاص يا هبه خلص الكلام ...امشي ايه اللي رجعك؟ . حياتك ادامك ...انا حولتلك ملايين كتيراوى ...الحراسه هتفضل معاكى ...مفتاح قفصك بقي معاكى اخرجى حصلي العصفورة...
هبه امسكت يده بقوة وقالت ...- ادهم ممكن تسمعنى لحظة واحدة...ادهم ادينى بس فرصة اشرحلك سبب رجوعى
هبه رفعت المخدة بيدها الاخري واخرجت الصورة والقميص من تحتها نظراته تركزت علي ما تحمله في يدها...هبه اكملت بصوت خافت يكاد يكون غير مسموع ...- رجعت لانى نسيت قميصك وصورتك ...الزكريات الوحيدة اللي هتبقالي منك
ادهم هز رأسه بعدم تصديق ...- هبه ..انا مش فاهم
هبه اجابته بمرح ...- معقول ادهم الذكى الملياردير لسه مفهمش ... ادهم ..سامحنى علي كلمة قلتها في لحظة غباء ...ادهم انا كبرت وبابا بيشتغل عندك عارف يعنى ايه ؟؟؟
يعنى حياتنا كانت متوقفه عليك ...صبح وليل بابا بيشكر فيك وفي اخلاقك ويتكلم عن امبراطوريتك....انا لما قلت عجوز ...فعلا كنت فاكراك اكبر من بابا الله يرحمه...اخر حاجه اتوقعها ان ملياردير زيك عمره في التلاتينات
ادهم عينيه اتسعت من الصدمه...
- ادهم انا لما شفتك اتصدمت من سنك ...اتصدمت لانى اكتشفت ان السواق اللي انا اعتبرته سواق يوم المستشفي هو انت
ادهم هز رأسه بمرارة واضحه ...- طبعا اتصدمتى لدرجة انك رجعتى... رجعتى كل اللي في معدتك لما شفتينى....هبه عندك فكرة عن الالم اللي انا حسيته يومها لما عرفت انك قرفانه من العجوز اللي اتجوزك ...يومها الدنيا اسودت في وشي ...كنت علي استعداد انى اتخلي عن ملياراتى كلها في مقابل انى اكسب حبك ...عشان كده قررت اسيبك في حالك وارحمك منى
لكن لما عملتى العمليه ورحتلك المستشفي وشفتك وانتى لسه في التخدير...قربت منك ولاول مرة في حياتى باخدك في حضنى عرفت انى مقدرش ابعدك عنى تانى
هبه مشاعرها جياشه ....الكلمات خانتها ...التعبير بالكلمات اقل من الموقف...حب ادهم واضح في كلامه في المه... في دموعه
ومعدلك حاولت ان تتكلم دورها الان في الكلام ...- ادهم....
ادهم اكمل باستسلام وكأنه لم يسمعها تناديه ..- خلاص يا هبه انتى شفتى انهياري الكامل ...اخر حاجه كنت اتمناها انك تشوفينى بالضعف ده ....بس لازم اتمسك بأخر امل لو فعلا موجود ...
انتى رجعتى عشان الحاجات دى ايه بالنسبه ليكى ؟
انا ايه بالنسبة ليكى ياهبه...؟....سجانك العجوز ولا جوزك وحبيبك؟
هبه قالت بحب واضح ...- انا غبيه وعنيده زيك بالظبط
ادهم ضمها بقوة لدرجة انها شعرت ان عظامها سوف تتكسر ...- هبه ارحمينى انا مش حمل سخريتك منى
هبه منعته يكمل كلامه ..اصابعها الرقيقة لمست شفتيه ...- ادهم انا بحبك
قولي فعلا انت اللي كنت في حلمى في المستشفي ...انت كنت موجود ...ده مكنش حلم مش كده ...؟
ادهم شدد من ضغطه عليها ...الامان الذي احسته في حضنه يساوى كل الدنيا...- ايوه يا هبه انا كنت هناك وكانت اول مرة اخدك في حضنى ...انا كنت في المستشفي من لحظة وصولك ولو كنت اقدراستحمل اشوفك وانتى في العملية كنت كمان دخلت معاكى العمليات بس للاسف مقدرتش... هبه فكرت بفرحة غامرة ...الحمد لله مكنتش وحيده يوم العملية...طمعها زاد فسألته بجراءه ......- ادهم انت بتحبنى من امتى ...؟
ادهم شعر بقوة ضغطه عليها فخفف ضغطه قليلا ....حاول ان يحررها من قبضته هبه اعترضت بتذمر وتمسكت به بقوة...
ادهم اخيرا ضحك ثم قال...- اصبري بس... كده هتخلينى معرفش اركز في اللي هقوله واللي عندى مهم ولازم تسمعيه ...هبه وافقت تحت ضغط ادهم اخذها بحنان طاغى ...واوصلها لاريكة مريحة في التراس ...ادهم اخذها مرة اخري في حضنه...
هبه انتظرت ادهم يكمل بلهفه ..اخيرا سوف تسمع منه الكلمة التى انتظرتها طويلا ....ادهم صفي صوته ... استجمع شجاعتة اخيرا وقال ... - هبدأ معاكى من البدايه ... مرة من 4 سنين ... دخلت مطبخ مكتبى اطلب حاجه من عم سلطان ...هناك مشفتش عم سلطان لكن شفت ملاك ملاك صغيرلابس فستان ...المنظر اللي شفته جمدنى في مكانى
شفتك قاعده علي كرسي ورجليك الجميلة بترتاح علي كرسي تانى ...ايدك بتلعب في شعرك بحرية ...في حياتى عمري ماشفت حاجة بالجمال ده فضلت اراقبك دقايق زى المتخدر ...كنتى مشغوله بمزاكرتك لدرجة انك ملاحظتيش وجودى
رجعت مكتبي ..طلبت سلطان ....من نفسه قالي عن بنته الجميله هبه..هبه اللي خايف عليها من البلطجية ...تصدقينى لو قلتلك انى حبيتك من لحظة ما شوفتك ...حسيت بالخوف عليكى ...بالرعب ان ممكن حد يقربلك او يؤذيكى...عشان كده عفيته من شغل الفترة المسائية وعرفت مدرستك... كنت بروح اراقبك من بعيد زى المراهقين ...
كنت مستعد اقتل لما في يوم من الايام سلطان قالي عن البلطجى اللي اتحرش بيكى علي السلم ...اقسم بالله كنت رايح اقتله يومها لكن لما هديت فكرت افضل ...البلطجى انا اتصرفت معاه تصرف عمره ما هينساه في حياته ولحد النهارده مرمى في السجن...
عرضت علي سلطان تنتقلوا شقة الزمالك ...سلطان خاف منى اكتر من البلطجية ...تخيلي خاف عليكى منى...
اكيد حس في كلامى انى مهتم بيكى حس بلهفتى في صوتى ...شاف اعجابي في عيونى ...خاف عليكى منى لدرجة الرعب ...طبعا انا كنت محرج من نفسي ومكسوف ازاي انا وانا عمري31 سنة احب طفله من نظرة واحدة لدرجة الجنون
شهقة صدمة من هبه منعته يكمل كلامه ....ادهم امرها بلطف ... - هش اسمعينى للاخر
ازاي هفهم سلطان انى بحبك وخايف عليكى ...سلطان كان كله كبرياء وكرامه ...رمى عرضي في وشي وتقريبا شتمنى وصمم يسيب الشغل..وقالي اللي خلقنا مش هينسانا وهو قادر يساعدنى احافظ عليها
وقتها الحل الوحيد ادامى كان انى اطلب منه ايدك...رعب سلطان زاد اضعاف من طلبي ...غالبا اعتبرنى معتوه ...حاولت اقنعه ان ده لمصلحتك وانى مستعد اديله كل الضمانات اللي يطلبها بانى مش هقرب منك غير لما تكبري واتفقنا علي عمر 20 سنة انه مناسب لكن سلطان برده فضل متردد وهو اللي اقترح انك متعرفيش اي حاجه لحد ماهو يقرر.. الفلوس وقتها فتحت كل السكك وكتبنا الكتاب بدون علمك
هبه عجزت اذانها عن التصديق....المفاجأت كثيره عليها لدرجة انها خافت ان يتوقف قلبها من الفرحه ...اقصى امنياتها كانت ان يحبها ادهم ...لكنه الان يخبرها انه احبها منذ البدايه
ادهم اكمل بألم ....- انا كنت ناوى فعلا انى افضل بعيد ...كل فترة كنت بروح اراقبك من بعيد وانتى خارجة من المدرسة ....جمالك كان بيزيد يوم بعد يوم وكنت بتجنن عليكى اكتر واكتر ..... لكن كنت مطمن انك بأمان
بس لازم تصدقينى انا مطلبتش من سلطان انه يحبسك او يضيق عليكى
انا فتحت له اعتماد مفتوح وخفت اسأله يعتبرنى بتدخل في شؤنك وبأخل بوعدى له... بعد وفاته علي الرغم من انى كنت قررت اخرجك من حياتى لكن غصبا عنى كنت بلاقينى بروح عند كليتك اراقبك من بعيد برده ....كل كتاب او رواية قريتيهم انا قرتهم الاول قبل ما ابعتهملك ... كل حاجة بعتهالك اختارتها بحب وقضيت الايام بتجهيزها ليكى ... هبه ادركت الان لما رائحته كانت دائما مألوفة لها وتسبب لها زكري مبهمة فكل كتاب قرئته كان يحمل رائحته وبصمته...
- خطتى لما قررت اتجوزك كانت انى اتعرف عليكى بالتدريج ...اخليكى تحبينى زي ما انا بحبك
ابدا عمري ما كنت هفرض نفسي عليكى او اجبرك علي اي حاجه ... لكن بمرض سلطان عرفت ان النهاية قربت لان سلطان صمم يريح ضميره
لما نقلت سلطان المستشفي ...بلغنى انه هيقلك ...قالي باللفظ ... - انا روحى متعلقه لحد ما أقول لها ...علي الرغم من خوفي وقلقي مكنش عندى اي حل تانى ...رحت اجيبك من البيت وانا متوقع الانفجار في أي لحظة....كنتى قلقانه ومضطربه لدرجة مرعبة شفتك في نفس الفستان اللي كنتى لابساه يوم ما سرقتى قلبي...كان نفسي اخدك في حضنى ..بس انتى اعتبرتينى السواق وركبتى..انا كنت غرقان في قلقى محستش غير وانتى بتفتحى باب العربية وبتركبي...
وانتى كنتى في دنيا تانيه لدرجة انك محستيش بوجودى...عرفت انى حظى معاكى شبة معدوم لانى عارف ان سلطان هيقلك وانا مقدرتش امنعه ومعرفتك بالطريقة دى عن جوازنا كانت هتدمر أي امل ليه في حبك ...لكن قررت احاول معاكى مرة تانية بعد وفاته...وانتى عارفه الباقي...عزت ومكتبه...
هبه اخيرا استطاعت ان تتمالك اعصابها وسألته ...- عزت قالى عن صفقة وجواز والدك غصبك عليه
ادهم انفجر في الضحك ...ضحكته ترجعه العديد من السنوات للوراء حيوته عادت كأنه كان نبته حرمت وقت طويل من المياة وارتوت اخيرا
ادهم اكمل ...- لما كان رد فعلك علي قربي منك الترجيع .....الدنيا اسودت في وشي... حبيبتى اللي بحبها من سنتين ومستنيها بصبر...قرفانه منى سببتلها الغثيان ...تفتكري فيه راجل واحد في الدنيا يستحمل كده ..؟
هبه نفت بقوه... - ادهم انا مرجعتش لانى حسيت بالنفوراوالقرف ...انا رجعت لانى دخت وجتلي نوبة صداع نصفي ...كان بقالي يومين من غير اكل ..صدمات ورا صدمات اخرها اكتشاف انك مش كبير زى ما انا كنت فاكره ...يومها ريحة برفانك كانت قوية جدا وهى اللي قلبت معدتى ...اي ريحة قوية وقتها كانت هتسببلي كده مش انت ابدا او قربك...انا بطبعى عندى صداع نصفي ولما بيكون عندى أي ريحة قوية بتخلينى ارجع...
ادهم ضحك بمرارة ...- يومها روحت كسرت البرفان كسرت كل حاجه في طريقي ومن يومها مستعملتوش في حياتى ابدا لانه بيفكرنى بذلي
ادهم اكمل بخبث ...- بس بصراحة انا يومها كنت مزودها يمكن خلصت العبوة كلها عليه ..فضلت ساعتين اغير في لبسي كنت عارف انك اول مرة هتشوفينى ...حبيت اظهر في احسن صورة ...الالم تجلي بوضوح علي وجههة الوسيم ...- حبيت اظهر اصغر عشان اعجبك ...بس كانت مكافئتى احساسك بالقرف منى...عشان كدة اخدت قرار نهائي انى ابعد عن حياتك الفت حكاية الصفقة في ثوانى وعزت وصلها ليكى عشان احفظ اي جزء من كرامتى المجروحه... علي الرغم من رفض عزت في البداية انه يشترك معايا لكن وافق في الاخر وساعدنى لما شاف حالتى يومها ... لو لا حظتى حكايتى كان فيها تناقضات كتير لانى مبعرفش اكذب ... لكن فعلا انا كنت ناوى اشيلك من حياتى واحاول اواصل حياتى من غيرك ...عرفت ان ما فيش اي امل لينا مع بعض ..وفضلت طول سنتين بحاول انساكى...لكن عمليتك غيرت كل حاجة ..رجعتك لحياتى بقوة... بعد ما لمستك مرة كان لايمكن اكتفي
ادهم ضحك فجأه...- انتى عارفه بنت الكفراوى دى عمرها كام سنة ؟
هبه هزت راسها بترقب....
ادهم اكمل ضحكه وقال ..- 45 سنة ومتجوزه من اكتر من 20 سنة يعنى قبل ما انتى تتولدى
عدوى الضحك انتقلت اليها ....- عشان كده مامتك استغربت لما سألتها عليها....
ادهم سألها بفضول ...- ماما
هبه ردت بحياء ...- اه مامتك ...الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
ساعدتنى كتير عشان احاول اكسبك ...وجهها احمر من الخجل ... - قالتلي شعليليه
ادهم انفجر في الضحك ...- يعنى العروض دى مكانتش عفويه...؟
هبه وجهها احمر بعنف...وهزت راسها بالموافقه ...
هى قالتلي انا علي اخليه هنا والباقي عليكى-
ادهم ضحك بمرح ... - بصراحه كنت شاكك... ماما طول عمرها صحتها بمب وعمرها ما اشتكت من حاجه ..والدكتور كمان قال انها كويسه جدا...انا كنت علي اخري عاوزك بطريقه خلتنى زى المجنون وبس باب بيفصل بينا ...كنت بهرب من البيت للفندق وماما ساعدتك تجنينى اكتر ...؟
هبه ابتسمت ...- كانت بتساعدنى باخلاص...قلبها حنين اوى ...اد ايه انا كنت فرحانه انى اخيرا شفت حب ام لابنها ....حب الام عمري ما جربته
ادهم ضمها بحنان ...- انا هعيش عمري اعوضك عن اي حنان
هبه دفنت راسها في صدره ...دقات قلبه تسمع صداها فى اذنها .... يا الله..... الحمد لله
ادهم اكمل ...- تصرفات ماما خلتنى اسأل نفسي كتير ...لكن عمرها ما وجهت ليها اي سؤال...بعد حادثة الكلاب احتقرت نفسي... انا استغليت ضعفك
افرق ايه عن الكلاب ...انتى كنتى خايفه وانا استغليتك ....يمكن الكلاب احسن منى ...قررت خلاص ...لازم ابعدك عنى ...لازم تاخدى حريتك
كفايه تدخل في حياتك واجبارك علي حاجات انتى مش عاوزاها ...كلمة الطلاق كانت صعبة جدا علي نفسي ..لكن انتى كنتى تستاهلي تختاري حياتك بنفسك..
هبه غمغمت كلام غير مفهوم بصوت خافت جدا ...ادهم سألها بحنان بتقولي ايه يا حبيبتى ؟-
هبه كررت كلامها بصوت اعلي قليلا ...- انا مكنتش معترضه يومها ..انا كنت اقدر ارفض
ادهم سألها بخبث ....- يعنى عاوزه اتقولي انك كنتى موافقه...؟
هبه هزت رأسها بخجل
- هبه انا بحبك لدرجه لايمكن تتخيلي انها موجوده ....بحبك لدرجة ان حياتى فاضية مالهاش اي معنى من غيرك...
هبه سألته بجراءة ....- و فريدة...؟
احساس رهيب بالذنب غطى وجهه ...- هبه انا فعلا مش فخورعشان موقفى مع فريدة ...بس انا كنت بتمسك بأي حاجة تنقذ كرامتى وتطلعنى بأقل الخساير
كان لازم تصدقي انى مش عاوزك...بصراحة فريدة كانت بتدعونى استغلها
كانت بترمى نفسها علي بطريقة واضحة ...وانا قبلت اللي هى بتقدمه من غير ما اديها اي وعد...في الاول استغلتها في الصعيد لما حسيت غيرة في تصرفاتك وبعد كده استغلتها هنا لما اتاكدت انها مش غيره ...كنت بتمنى تثوري وتطرديها...تبينى حبك ...غيرتك...لكن برودك خلانى اضغط عشان تمشي وترحمينى قبل ما انهار كليا
هبه علقت بغيظ ...- انا كنت بموت لما شفتها معاك ...ومت فعلا لما شفت ايدك محوطة كتفها.... طيب والجواز...؟
ادهم اجابها بألم ...- انا مصيري اتحدد من يوم ما شفتك...لو انتى مش في حياتى ..يبقي خلاص ما يهمنيش اي واحدة تانية مهما ان كانت ... فريدة كانت وسيلة لابعادك بسرعه لان سيطرتى علي نفسي كان ليها حدود كانت خايف اخدك تانى من غيرارادتك اوالاسوء انى اركع واطلب منك تفضلي معايا
هبه لمست وجهه بحنان...
- اخر امل كان عندى ...انك تكونى حامل ...فضلت اسبوعين في الصعيد علي امل انك تكونى حملتى واربطك بيه للابد..يمكن لو جبنا طفل توافقى تفضلي مراتى ...كنت هرضى بأي حاجة تخليكى جنبي... في نفس الوقت كان عندى حجة الشغل عشان اخليك جنبي هناك ..هناك علي الاقل كان بيتقفل علينا باب واحد ...كنت حاسس اننا لو رجعنا القاهرة هتطلبي ترجعى شقتك فورا وساعتها كنت هبطل اشوفك...الفكرة في انك هتبعدى عنى جننتنى ,,,هبه انا فعلا كنت بتعذب في حبك ...الحب مؤلم فعلا ...وخصوصا لما يبقي من طرف واحد والمستحيل بقي لما تحس ان الطرف التانى بيحتقرك وبيكرهك
لما عرفت خلاص انك مش حامل سلمت ان نصيبنا الفراق ..وقررت السفر
هبه سألته بأمل ...- يعنى مفضلناش هناك عشان فريدة...؟
ادهم نفي بقوة ... - ابدا ..علاقتى بفريدة فعلا علاقة شغل ...فريدة بتصور فيلم تاريخى ثقافي عن الاقصر بلدى اللي بحبها جدا ..وانا فخور بيها وبتاريخها اظن انها عملت الفيلم مخصوص عشان تقرب منى ... وانا قررت انتج الفيلم عشان اضمن جودته واصرف عليه كويس عشان يطلع زى ما انا عاوز الفيلم تصويره شغال من شهور ...صورنا في مصر وخارج مصر
وجه وقت تصوير الاقصر ...طبعا كان لازم الطقم ينزل في فندقي ما انا المنتج ...معقول هدفع ليهم في فندق تانى ...؟
علاقتى بيها كانت شغل بس...النهاردة انا مكنش عندى اي نيه اروح معاها اي مكان ...لما اطمنت انك مشيتى رجعت فورا اشم ريحتك يمكن اتصبر شويه...
هبه ردت بلهفة ...- انا كمان رجعت عشان قميصك فيه ريحتك...عشان صورتك تفضل في قلبي...عشان انا مقدرش اعيش من غيرك ابدا...
ادهم امسك يدها بقوة ..- متأكده ياهبه..؟ لازم تكونى متأكده من موقفك ومقرره بحريه ...هبه ان عشتى معايا مش هقدراسيبك ابدا...هبه فكري انا اكبر منك ب 15 سنة
هبه ردت بكسوف ...- ادهم .. انا بحبك...اكتشفت انى بحبك وانا في حضنك يوم حادثة الكلاب ...اكتشفت ان الامان في حضنك انت بس والعيلة وفرحتها معاك حستهم ...ادهم انت ادتنى كل حاجة حلوة في الدنيا ومطلبتش منى أي حاجة في المقابل... انا اللي كنت انانية وغبية بشكل فظيع واستاهل أي عقاب تعاقبنى بيه الا انك تبعدنى عنك ... ادهم امسك خصلة من شعرها الجميل اخرجها من محبسها تحت حجابها ولفها حول اصبعه....- هبة انا متملك ...وحبك خلانى مجنون تماما ...بس الي انا حاسه ناحيتك اكبر من الجنون ...صدقينى لايمكن حد هيحبك ابدا زى ما انا بحبك ... هبه اقتربت منه اكثر ...استمتعت بهمسه لها بكلمات الحب ....كلمات اسكرتها كليا ...غابت معه عن عالم الواقع حتى صرخت فجأه ... - السواق العربية ...عبير ...
ادهم ايضا تنبه الي الجمع المنتظر لهبه في الاسفل ...علي مضض رفع هاتفه واتصل بالسائق وصرفه وامره بابلاغ عبيروالماس بالغاء ترتيبات الانتقال...هبه حاولت الكلام ...
ادهم تنفس براحه واسكتها بضمه اقوى ... - هبه اسكتى بقي ضيعنا وقت كتير....
لقد سجنتك في دنياي فأصبحت انا سجينك....
وعدت كالرضيع اتمنى حنانك ... ولسنوات انتظرت رضائك فكنت كالغريق اتعلق بثيابك كالطفل التائه في رحابك .. لكننى كنت سجانك.... فظلمت نفسي وظلمتك.... فهل ستحبين يوما سجانك...؟ فاصفحى عنى واستردى الان حياتك.....وانا سأتحمل اللوم راضيا عن كل احزانك...
وها قد فتحت لك القفص مرغما فطيري وانعمى في فضائك .... واتركينى العق جراحى بدونك.... فقدري ان اكون ذليلك ...فانا العملاق الذى يتحول الي قزم امام نظراتك... وعدت انا لسجن نفسى فلم اعد احتمل احتقارك ....
ياعصفورة القلب سأظل للابد اسيرك ....
وتمر خمس سنين نجد العصفورة السجينة تحرارت بالحب وهي جالس امام النفورة تستمع للموسيقة ويحضنه ادهم وامامها طفلين سليم وسلطان سليم 4 سنين وسلطان سنتين ببيلعبو وهو طلب منها ترقص رقصة الباليه بحيرة البجاع
تمت بحمد الله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇