رواية شد عصب كاملة جميع الفصول بقلم سعاد محمد سلامة

رواية شد عصب هي رواية رومانسية تقع احداثها بين جنه وفهد والرواية من تأليف سعاد محمد سلامة في رواية شد عصب تتشابك المشاعر والقدر في قصة حب ساحرة تأخذنا بين طياتها بين لحظات الفرح والحزن تجد الشخصيات نفسها تواجه تحديات الحياة والقلوب التي تنبض بالحب رواية شد عصب تفتح أبواب عالم من الرومانسية حيث تلتقي الأحلام بالواقع في مشهد لا ينسى

رواية شد عصب كاملة جميع الفصول بقلم سعاد محمد سلامة

رواية شد عصب من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد سلامة

بمنتصف ليالى الخريف
ب إحدى قرى التابعه ل الاقصر
تدعى قرية الأشرف
فى حوالى الثانيه صباح
منزل عريق واجهته شبه آثريه بطراز عتيق لكن رغم مرور ما يقارب على أكثر من خمس سبعون عام على بناؤه، لكن مازال بحاله جيده جدا حتى من الداخل يشبه غرف القصور الفخمه القديمه لكن حدث عليه بعض التعديلات الحديثه العصريه أصبحت الفخامه تمتزج بالعصريه
بإحدى الغرف.

رغم شعوره بالإرهاق بسبب العمل طوال اليوم ومحاولته النوم أكثر من مره، لكن حين يغمض عينيه يسمع بأذنيه طنين صوت تلك المرأه التي قابلها اليوم ب معبد الأقصر
تذكر حين مرت جواره وهمست له بإسم سمعه بوضوح
[فلاش باك]
قبل غروب الشمس.

كان يسير بين أروقة المعبد بصحبة أحد العملاء الروسيين هو وزوجته وشقيقتها بجوله سياحيه مجامله منه لهم، يشرح لهم بعض المعلومـ.ـا.ت الذي يعرفها عن المعبد ويرد على أسئلتهم حسب معرفته، لاحظ إنبهارهم بذالك المعبد، يتجاذب الحديث عن أنهم سيأتون مره أخرى بميعاد لاحق للسياحه فقط يستمتعون برؤية تلك الحضاره التي سبقت التاريخ
فحقا مصر خلقت أولا ثم آتى التاريخ يرسم ويكتب بين طياته عن تلك الحضاره.

أثناء سيره معهم صدح رنين هاتفه، إعتذر منهم وتجنب قليلا عنهم، يرد على من يهاتفه الى أن إنتهى الإتصال أغلق الهاتف ونظر أمامه الى مكان سير الثلاث وسار نحوهم لكن كاد يصطدm بإمرأه ترتدى زيا أسود تقليدى قديم (الملس) كان جزء من وشاح رأسها يغطي جزء كبير من وجهها بسبب الرياح عينيها مرسومه بكحل أسود فرعونى، تجنبها قليلا، لكن هي إقتربت منه قائله: جاويد يا ولد الأشرف.

آن آوان اللجى(اللقاء). العشج بينادm على صاحبة النصيب
سلوان العشج المكتوب عليك لوعته، الجريبه(القريبه) البعيده.

فى البدايه ظن أن تلك المرأه ربما تعرفه حين ذكرت إسمه وكاد يتجاهلها، لكن إسم سلوان ترك رنين خاص وعلق بأذنيه، لكن بنفس اللحظه نادى عليه ذالك الضيف إنتبه يشير له أنه آتي، للحظه واحده أحاد بصره عن تلك المرأه، أختفت من المكان، تلفت يمين ويسار أمام وخلف بكل إتجاه في المعبد لكن كآنها تبخرت إندهش كثيرا ولكن حاول نفض ذالك عن رأسه حين أقترب منه العميل، وبدأ يتسأل بعض الأسئله عن المعبد ووروعة هندسة المكان.

[عوده]
زفر نفسه يحاول التغلب على حالة السهد تلك يريد أن يفصل عقله وينام، تلك المرأه بالتأكيد كانت وهما، بنفس اللحظه يتراجع عقله
بلا لم تكن وهم ولما ذكرت ذالك الأسم الغريب أمامه
نهض من على الفراش يستهزئ بحاله قائلا: .
واضح إن عقلك جن يا جاويد من أمتى بتصدق في الخرافات، الست دى أكيد بتشتغل في الشعوذه حابه تلفت عقلك.

بنفس اللحظه نظر الى صدره وذالك الخيط السميك المتدلى من خلف عنقه على صدره ينتهى بحجاب مثلثي صغير ملفوف بقطعة قماش زرقاء، أحيانا يأخذه الفضول ويود تقطيع ذالك الحجاب الموصول بالخيط الذي رغم مرور سنوات لم يهترئ الخيط، ود معرفة ماذا يحتوى بداخل تلك القماشه الملفوفه، لكن ككل مره يتراجع دون سبب، ذالك الحجاب يلازمه منذ أن كان عمره الحاديه عشر، شعر بأن كثرة التفكير بذالك الأسم ترهق عقله، إرتدى قميص فوق سرواله، وخرج من الغرفه.

لكن دون آنتباه منه تصادm مع جواد أخيه بممر صغير أمام السلم الداخلي للسرايا مازحه قائلا: مش تفتح عنيك يا أخ وإنت ماشى خلعت كتفي ولا هما الغلابه اللى زيي لاجين أكتافهم.
ضحك جاويد قائلا: راضي ذمتك، في دكتور في مصر غلبان.
ضحك جواد قائلا: آه أمثالى الدكاتره اللى واخدين الطب رساله ساميه زيي.
ضحك جاويد بإستهزاء قائلا: رساله ساميه، عالعموم متآسف.

مزح جواد قائلا: أصرفها منين متآسف دى، بعد ما إتسببت إن الكاتشاب اللى كان في السندوتش بجع الجميص، أمك لما تاخد الجميص في الغسيل وتشوف البجعة هتدينى درس إن الأكل الچاهز ده فيه سم قـ.ـا.تل، وتجولي ظبطك بالچرم المشهود.
ضحك جاويد بتفكير قائلا: جولها دى بجعة دm، او مكركروم أو أى مطهر طبي إنت مش دكتور هي هتصدجك.

زفر جواد نفسه قائلا: هي لو أم تانيه غير الحجه يسريه ممكن تصدج، لكن الحجه يسريه تختلف هتشم البجعه، بس سيبك من البجعه أنا هخفى الجميص، بس إنت هتدفع تمن جميص چديد ماركه كده زى الجمصان بتوعك، طبعا رجل أعمال وعندك كذا مصنع خزف وفخار غير البازارات اللى في الأقصر وأسوان، بتتعامل بالعملات الصعبه.

ضحك جاويد قائلا: ما يحسد المال الأ صحابه، وأيه منعك مش إنت اللى إختارت الطب من الاول، وجولت مش هاوي شغل الفخار والخزف، مع إنك كنت بتعرف تشكل الفخار كويس.

تنهد جواد متحسرا بمزح: ما إنت عارف إنى كنت بجعد إچبـ.ـاري چار جدك زاهر الله يرحمه لما كان يغـ.ـصـ.ـب علينا ويجول شغل الفخار وراثه من چدكم الاشرف الكبير ولازمن تتعلموه، بس مكنتش هاوي الشغل ده، لا أنا ولا حتى زاهر واد عمك صالح، بس كنا بنخاف من كرباچ جدك يعلم على چتتنا، يلا الله يرحمه.
آمن جاويد على قول جواد: جدك زاهر فعلا كان جلبه جاسي.

تنهد جواد قائلا: إنت ورثت منيه صنعة الفخار، بس بعترف عندك ذكاء أكتر منيه، أو يمكن دراستك ساعدتك على مواكبة التطور الزمني، وأنشأت مصانع فخار وخزف، بس تعرف أحسن حاجه حصلت بعد مـ.ـو.ت جدك ه‍ى إن عمك صالح قسم كل شئ وأخد نصيبه وساب لينا الدار دى وبنى لنفسه بيت مودرن وأخد زاهر إبنه الغـ.ـبـ.ـي معاه، تعرف كان نفسي كمان عمتك صفيه تاخد ميراثيها في الدار ونرتاح من سماجتها.

توقف جواد عن الحديث فجأه ثم غمز عينيه بمكر يعلم رد جاويد حين يقول: ولا بلاش عمتك تتخلى عن نصيبها في الدار أهو ينفع بتها مستجبلا، لما تبقى مرت جاويد الأشرف.
لكز جاويد كتف جواد بقوه قائلا: .
ده شئ مستحيل يحصل، مسك بالنسبه ليا زى حفصه أختي.
ضحك جواد بإستفزاز قائلا: المثل بيجول ان حبتك حيه إتلفع بيها.

تنهد جاويد بسآم قائلا: عندى أتلفع بحيه ولا إنى إتچوز من مسك بت عمتك صفيه، وبعدين فضنا من السيره دى دلوك، إنت مش راچع من المستشفى تعبان.
زفر جواد نفسه بإرهاق قائلا: مش تعبان، هلكان، مدير المستشفى ما صدج طلع معاش وجال يا فكيك، وأنا اللى ماسك إدارة المستشفى بالإنابه على ما وزارة الصحه تفتكر تبعت لينا مدير چديد.

ضحك جاويد وهو يضع كف يده على كتف جواد بمؤازره مازح قائلا: مش الطب رساله ساميه، إتحمل عشان خاطر ساميه ترضى عنك، يلا هسيبك تروح تنام.
تبسم جواد قائلا: والله ساميه طلعت متعبه جوى جوي، بس إنت أيه اللى مسهرك لحد دلوك، وكنت رايح فين؟
تنهد جاويد قائلا: مش جايلى نوم، وكنت طالع الاوضه اللى عالسطح، أشغل نفسى شويه يمكن النوم يچي.

غمز جواد بعينيه مازحا بإستخبـ.ـار: وأيه اللى مطير النوم من عنيك، لتكون عاشج يا ولد الأشرف.
لكزه بقوه بكتفه قائلا: روح نام شكلك هيست من كتر السهر، يلا تصبح على خير ومتنساش تاخد ساميه في حـ.ـضـ.ـنك.
ضحك جواد قائلا: تمام إعملى ماج جديد أشرب فيه النسكافيه في المستشفى الماج الجديم كـ.ـسرته وراء المدير وهو طالع من المستشفى.

ضحك جاويد قائلا: من أعمالكم سلط عليكم، كـ.ـسرت وراء المدير الماج وأهو إنت اللى إتورطت مكانه بالإنابه.
ضحك جواد وهو يتثائب قائلا: فعلا، يلا تصبح على خير.
صعد جاويد الى سطح المنزل.
فتح باب تلك الغرفه الكبيره التي تعتبر مخدع ثاني له، بها فراش وأريكه كبيره، كذالك جزء من الغرفه يضع به طاوله عليها (دوامه، ميزان صغير، وعاء بلاستيكى به ماء، قطع إسفنج، وصلصال) كذالك أدوات تستخدm في صقل الفخار تساعد في تشكيل الفخار
ذهب مباشرة الى تلك الطاوله وجلس خلفها وبدأ يقوم بصناعة إحدى الأشكال لكن رغم ذالك مازال طنين إسم سلوان وحديث تلك المرأه يشغل رأسه.
بنفس الوقت، بالقاهره
ب حي سكني فاخر.

شقه فارهه
مازالت مستيقظه تشعر بالضجر، نهضت من فوق فراشها وزفرت نفسها بسأم قائله: مش عارفه ليه النوم طاير من عيني، وعندى إحساس كده في قلبي مش عارفه له تفسير، يعنى هي أول مره أسافر لوحدي.
زفرت نفسها تجاوب: يمكن عشان أول مره أسافر من غير ما أقول ل بابا، بس أنا لو قولت له هيفكر آنى مضايقه عشان هو إتجوز.

نفخت أوداجها بضيق قائله: بس أنا فعلا مضايقه إن هو إتجوز، وإشمعنا الست دولت بالذات طبعا عشان صاحبة عمتو شاديه
عشان تضمن إنها متتحرمش من مرتب كل أول شهر اللى بابا بيبعته ليها، بس ها دولت متأكده إنها من نفس نوعية عمتو والاتنين هيظهروا حقيقتهم الإتنين طماعين، وبعدين أنا مالي دى حياة بابا وهو حر فيها، أما أروح المطبخ أجيب لى كوباية لبن أشربها يمكن بعدها أحس بهدوء وأنام.

أشعلت ضوء المطبخ وآتت بعبوة حليب وسكبت القليل منها وقامت بتدفئته على الموقد ثم سكبته بكوب وحملته وأطفأت الضوء مره أخرى لتعود لغرفتها، لكن أثناء سيرها سمعت ضحكة زوجة أبيها العاليه والتي تشبه ضحكة الغواني، كذالك سمعت صوت والداها يقول لها بتحذير: وطي صوت ضحكتك شويه يا دولت متنسيش إن سلوان أوضتها قريبه من الأوضه.

ردت زوجة والداها عليه بمياعه: وفيها لما أضحك يعنى، هو عيب وبعدين بنتك مش صغيره دى اللى في سنها أتجوزوا ومعاهم بدل العيل إتنين، بس هي اللى مغروره بجمالها ورافعه راسها، أخويا قبل كده طلبها للجواز وهي رفضت ويحق لها طبعا ما أنت مدلعها عالآخر وده غلط عليها يا هاشم في النهايه هي بنت ولازم تفوق لنفسها قبل الغرور ما يسـ.ـر.ق عمرها.

زفر هاشم نفسه قائلا: سلوان حره في حياتها أنا طول عمري سايب ليها حرية الإختيار، وياريت تتعاملي معاها بطريقه كويسه لآن معنديش شئ في حياتى أغلى من
سلوان.
تضايقت زوجته وتعلثمت قائله بخداع: .
أنا مكنش قصدي سوء ل سلوان أنا...
قاطعها هاشم قائلا بتحذير: أنا بحذرك يا دولت سلوان اغلى من حياتي.

سارت سلوان وهي تشعر بإنشراح، لكن همست بعد أن سمعت ضحكة ماجنه مره أخرى قائله: طبعا حاميه ومصدقتى لقيتي اللى يبرد حمو جـ.ـسمك.
عادت سلوان لغرفتها وضعت كوب اللبن على طاولة جوار الفراش قائله: أما أتأكد تانى إنى حطيت بطاقتي الشخصيه وكمان الكريديت وكمان تذكرة في شنطة إيدي.

فتحت الحقيبه وتأكدت من وجود البطاقتين، أغلقت الحقيبه ووضعتها بمكانها، ثم تمددت فوق الفراش ومدت يدها أخذت كوب اللبن وبدأت تحتسيه، الى ان إنتهى تثائيت قائله: كويس آنى حجزت في القطر ل الاقصر احسن من الطيران، أنا مش بحب السفر طيران من أصله بسبب سرعته بحس كآنى في مكانى مش بتنقل لمكان تاني، وأكيد في القطر هلاقى ناس أتكلم معاهم.

تثائبت ثم تمددت على الفراش تغمض عينيها تحلم بتلك الرحله التي كانت تخطط لها منذ زمن وكانت كلما تنتوي القيام بها تتراجع بآخر لحظه لكن هذه المره آن الآوان، لن تتراجع عن تلك الرحله المؤجله.
بالأقصر
بمنزل مجاور ل منزل الأشرف، يضاهيه في كبر الحجم والفخامه لكن بطراز عصري حديث
بأحد الغرف
بآخر الليل.

طفل إستيقظ من النوم فزعا على صوت صراخ أمه، نهض من على فراشه سريعا وذهب لغرفتها كالعاده كان سبب صريخها والده الذي يصفعها بقوه إقترب الطفل من والده يحاول أن يسحب أمه من بين يدي والده، لكن والده قام بدفعه بقوه الصقه بالحائط، وذهب نحوه ينهره قائلا: بجيت راچل وبدافع عن أمك يا حيلتها، چاي وعاوز تضـ.ـر.بنى، لكن لاه دا أنا ادفنك إنت وهي في جبر(قبر) واحد.

قال هذا وكاد يصفع الطفل، لكن منعته زوجته وهي تنظر له قائله: . إدلى على مجعدك يا زاهر
بوك دلوك هيهدى.
هز الطفل رأسه ب لا وكاد يتحدث لكن تهجم عليه والده قائلا: غور على مجعدك داهيه تاخدك إنت وأمك.
بضعف نهض الطفل مره أخرى وخرج من الغرفه، لكن إستدار مره أخرى حين سمع صوت صفع باب الغرفه ثم عاود والده التهجم على والداته بالسباب النابي بابشع الألفاظ والضـ.ـر.ب المبرح قائلا: .

بتربي ولدي على إنه يكرهني، لكن ده بعدك عاد إنت وهو ملكوش عيندي ديه.
قال هذا وقام بضـ.ـر.بها، في نفس اللحظه فتح زاهر الغرفه، ليرى والده يلكم والداته لكمـ.ـا.ت قويه على وجهها وبطنها، ويحاول خـ.ـنـ.ـقها ثم قام بدفع جسدها بقوه فوق الفراش ليهمد جسدها ولا يتحرك ليس هذا فقط بل دmاء تسيل منها بغزاره بسرعه كان تحول الفراش الى لون دmائها.

بنفس اللحظه آتى جد ذالك الطفل ودخل الى الغرفه، ذهل حين وقع بصره على تلك الممده على الفراش الدmوي، إنصعق قائلا: جتلت مرتك يا صالح!
نظر لها صالح بإمتعاض قائلا: تغور في داهيه.
نظر له والده قائلا بتعسف: إنت اللى هتروح في داهيه، دى شكلها مـ.ـا.تت ألف مره جولت لك بطل ضـ.ـر.ب في مرتك، لكن.

بصق صالح جانبا يقول: هي اللى عتعصبني بحديتها وسؤالها الماسخ رايح فين دلوك، كآنى ههچ منيها، أنا من الاول مكنتش رايد أتزوچ بها بس هي حبلت في زاهر واد الحـ.ـر.ام.
زفر والده بغضب قائلا: زاهر مش واد حـ.ـر.ام، وإدلى دلوك إخرچ من الدار لحد ما أشوف حل للمصيبه اللى عملتها دى.

خرج صالخ من المنزل دون تآنيب ضمير، وبعد وقت دخل طبيب الى الغرفه، رأى ذالك الفراش الدmوي وكذالك أثار الصفعات على وجه تلك الممده، لم يعاينها طبيا ورفع فوق وجهها دثار قائلا: البقاء لله.
تنهد الجد قائلا: عاوز تصريح بالدفن.
كاد الطبيب أن يعترض ويقول أن المـ.ـيـ.ـته قـ.ـتـ.ـلت، لكن نظرة الجد القاسيه كفيله بزج الرعـ.ـب في قلب الطبيب الذي دون سبب الوفاه نـ.ـز.يف إجهاض أدى الى الوفاه.

يوم واحد عزاء والليله الثانيه كانت زوجه أخرى تدخل الى غرفة والداته.

إستيقظ من النوم مفزوع ليس بسبب تلك الذكرى التي تسيطر عليه دائما يراها وهو نائم، لكن بسبب صوت صفع أبواب المنزل، يعلم جيدا من السبب في ذالك، إنه والده الذي يكرهه ويتمنى يوما أن يصحوا من النوم على خبر مـ.ـو.ته، لكن هو ككل ليله عاد بعد ان قضى وقت برفقة الغواني الذي يذهب لهن لا يكفيه الحـ.ـر.ام الذي يرتكبه، نهض من فوق الفراش وخرج من غرفته وقف بالاعلى ينظر الى والده الذي دخل للمنزل وأشعل الضوء يسير بترنح مخمور كعادته، ذهب نحو غرفته يصفع بابها لكن سقط أرضا قبل ان يدخل للغرفه، رأه ولم يرآف به بل لم يرف له جفن، لا يشعر بشئ نحوه سوى البغض، يعلم انه بالنهايه والده و وواجب عليه بره لكن هو لا يستحق البر هو يستحق الجفاء الذي زرعه من البدايه، تجاهله وعاود الذهاب نحو غرفته، بداخله كم تمنى بهذه اللحظه أن يظل نائم هكذا أرضا ولا يصحو أبدا.
شبرا الخيمه
قبل آذان الفجر
بمنزل متوسط بأحد القرى
دخلت الى الغرفه وجدت والداتها تسجد أرضا وترفع يديها بالدعاء والتضرع باكيه الى الله ان يحفظ إبنتها ويوفقها بالطريق التي ستذهب إليه.
تدmعت عينيها قائله بعتاب: برضوا بتعيطى يا ماما.
نهض من فوق سجادة الصلاه وتوجهت نحوها قائله: ومش عاوزاني اعيط يا إيلاف وإنت مسافره لآخر الدنيا.

تنهدت إيلاف قائله ببسمه تحاول رسمها تغلب بها ضعفها: هي الأقصر بقت آخر الدنيا، دى بينها وبين القاهره ساعة زمن بالطياره.
بكت والداتها قائله بلوم: كان لازم تقدmى تظلم، يمكن كانوا اخدوا بيه في وزارة الصحه وبدل ما يبقى تكليفك في الاقصر كان ممكن يبقى في اى مكان قريب مننا حتى لو وحده صحيه ريفيه، في إسكندريه ولا القاهره مش في الأقصر آخر الصعيد.

تبسمت إيلاف قائله: مالها الاقصر، طب ياريت كان الحظ إبتسم لى وجالى التكليف في مستشفى مجدي يعقوب في أسوان، كانت تبقى فرصة عمري، بس مش مهم الاقصر قريبه من المستشفى دى ويمكن تكون الاقصر فرصه توصلنى لأسوان.
تنهدت والداتها ببكاء قائله: إ ليه أنا حاسه إنك مبسوطه ويمكن إنت اللى أختارتي مكان التكليف بتاعك يبقى بعيد كده.

تعلثمت إيلاف قائله: لأ طبعا يا ماما، وبعدين لو كان بمزاجي كنت هختار الأقصر برضوا، والأقصر مش بعيده زى ما إنت متخيله، ساعه بالطياره زى ما قولت لك، وكفايه بقى عـ.ـيا.ط مش عاوزه اسافر وانت حزينه كده، المفروض تدعيلى، كمان خلاص لازم أمشى الطياره الساعه خمسه الفجر ولازم أكون في المطار قبلها بساعه عالاقل، إدعيلي يا ماما.
بكت والداتها وهي أيضا.

حين إنحنت على يدها تقبلها، ثم رفعتها وقامت بضمها بقوه تدعى لها بالخير والستر، هي على يقين ان إيلاف تريد البعد عن هنا وعن أى مكان قريب، وربما هي من إختارت الأقصر عنوه منها كى تبتعد وتذهب بل تهرب الى مكان تعتقد أن لا أحد سيعرف أنها إبنة اللص القـ.ـا.تل.
صباح
منزل القدوسي
بغرفة مؤنس
فتح إحدى ضلف الغرفه وأخرج ألبوم صور قديم
ثم جلس على أحد المقاعد وفتحه يقلب بين صفخاته بإشتياق الى أن توقف عند تلك الصوره.

صوره ودmعه، لم تكن أغنيه بل كانت شعور مضني في القلب لذكرى صاحبة تلك البسمه، كانت جميله بوجه ملائكي، من يراها يعطي لها عمرا أكبر من ثمانية عشر عام عمرها وقت إلتقطت تلك الصوره.

جمالها كان لها لعنه، كانت عيون وقلوب الرجـ.ـال تتهافت عليها وهي لا تعطى لهم إهتمام، لكن العصفوره الجميله فجأه وقعت بيد صياد ربما لم يكن مخادع لكن هي بسببه إختارت الطيران بعيد عن السرب وعن حـ.ـضـ.ـن والداها، كان الإختيار عليها سهلا، لن أتزوج الأ من أحببت حتى لو كان الثمن قـ.ـتـ.ـلي يا والدي وقد كان بداية الجفاء.
بغرفة مسك
إستيقظت على صوت منبه هاتفها.

تمطئت بيديها تحاول نفض النوم الذي مازال يسيطر عليها، ثم مدت يدها لطاوله جوار الفراشه وجلبت ذالك الهاتف أغلقت صوت التنبيه ثم فتحت ملف خاص بالصور وآتت بإحدى الصور وقبلت الهاتف ثم قالت بشوق: صباح الخير يا جاويد يا حبيبي.
ظلت تنظر للصوره بشوق ثم قالت بتمنى: أمتى أصحى من النوم والأجي جاويد نايم چاري، يارب إسمع دعايا وقرب البعيد.

بنفس اللحظه فتحت والداتها باب الغرفه وتبسمت حين راتها مستيقظه قائله: صباح الشهد على أحلى الصبايا، يلا جومي فوجى كده عشان تفطري جبل ما تروحى للمدرسه، وبلاش تتأخري النهارده.
إبتسمت مسك قائله بسؤال: وفي أيه النهارده بجى عشان مش عاوزانى اتأخر في المدرسه.

إبتسمت صفيه قائله: معزومين عالعشا عند خالك صلاح، وكنت بفكر نروح عينديهم من العصريه تجعدي شويه مع حفصه تحاولى تليني راسها من ناحية أخوك، سايجه الدلال عليه.
إبتسمت مسك قائله: حاضر يا ماما، متخافيش حفصه بتسمع كلامى ناسيه إنى صاحبتها الوحيده وانا اللى لمحت ليها إن أخوي هيحبها لحد ما هي كمان حبته ووافجت على الخطوبه منيه، رغم إن مرات خالى يسريه
مكانتش موافجه، بس رضخت لما حفصه وافقجت.

تنهدت صفيه وزمت شفتيها قائله: يسريه طول عمرها شـ.ـديده ومستجويه، بالك يمكن هي اللى مجسيه جلب جاويد.
تنهدت مسك بشوق وتمني قائله: لاء مش هي يا ماما مرات خالى نفسها تجوزه، بس جاويد هو اللى زي چدى زاهر الله يرحمه جلبه جاسي بتمنى بس لو يفتح لى جلبه.

إبتسمت صفيه قائله بتأكيد: لاه إطمنى خلاص جاويد مش بس هيفتحلك جلبه، لاه، ده هيبجى من حظك ونصيبك بس إنت زى ما جولتلك، دايما تهاودي چاويد في اى حديت يتحدت بيه، ومتأكده بعد ما أحط الحچاب ده تحت فرشتة جاويد هيبجى كيف العاشج الولهان ليك، وكيف ما جالتلى العرافه هيجولك، سيري أما أنظرلك، ويغلبك بالمال تغلبية بخلف الصبيان.

نظرت مسك الى ذالك الحجاب بيد والداتها قائله بإستفسار: مـ.ـيـ.ـتى ده يحصل يا ماما، انا بجى عندي شك بالوليه المشعوذه اللى بتروحى ليها مفيش عمل جبل إكده رفق معاها، زى ما يكون جاويد محصن نفسيه.
ردت صفيه بتأكيد: لاه المره دى العمل هيچيب نتيجة ومش بعيد جبل ما نعاود من العشا يكون جاويد طالبك بلسانه للجواز، بس جولى يارب، ده عمل بالمحبه.

بمكتب بأحد مصانع الخزف، شعر جاويد بالسأم فجأه من العمل، أغلق ذالك الحاسوب، وإتكئ بظهره على المقعد، نظر نحو شباك المكتب، ظهر قرص الشمس وهي تستعد للغروب تذكر ان ذالك نفس موعد أمس الذي إلتقى فيه مع تلك المرأه بالمعبد، تهكم على نفسه قائلا: كلمتين من دجاله خلوك مش عارف تنام ولا تركز.

زفر نفسه يذم ذالك الشعور، لكن فجأه نهض من فوق مقعده متذكرا موعده مع أحد العملاء، خرج من المكتب وذهب الى مكان ركن سيارته، صعد إليها كى يتوجه الى مكان لقاؤه بذالك العميل، لكن أثناء سيره بالطريق كان قريب من ذالك المعبد، توقف قليلا يفكر وهو ينظر لساعة يده، وجد انه مازال بعض الوقت على موعد العميل، نظر نحو طريق المعبد يشعر بحيره في عقله هنالك شئ يجذبه للذهاب الى المعبد، إستسلم لذالك الهاجس وبالفعل.

دخل الى المعبد ظنا منه أن هذا ليس أكثر من فضول منه لرؤية تلك المرأه وسؤالها لماذا قالت له ذالك الإسم بالأمس.
بعد قليل
كان يسير بين أروقة المعبد عيناه تبحث بكل إتجاه وزاويه، لم يجد ما يبحث عنها، لكن بلحظه سمع صوت من خلفه يقول: اللى عتدور عليه جدامك يا ولد الأشرف.
نظر خلفه لذالك الصوت بدهشه هو بالكاد أدار ظهره متى جلست تلك المرأه جوار أحد أعمدة المعبد، لكن
تحدثت تلك المرأه: چاي تسألني عنها.

نفض تلك الدهشه عن رأسه وأقترب من مكان جلوسها أرضا جاثيا على ساقيه قائلا بإستفسار: مين اللى جولتى لى إسمها إمبـ.ـارح؟
ردت المرأه: كنت متوكده إنك هترچع لإهنه من تانى تسألنى عنها، بس كل اللى أعرفه إسمها
سلوان وهي دلوك بالطريج، اللجى(اللقاء) الليله تحت الجمر الأحدب، ودى لعنه تانيه.
همس الأسم يشعر بنغمه خاصه له بين لسانه ورنين خاص بآذنيه سلوان.

لكن نظر للمرأه وكاد يتسأل لكن هي سبقته قائله: العين عليها مرصوده يا ولد الأشرف
إنت الحارس الحامى ليها، بس حاذر لوعة العشج، لعنة العشج لساتها مستمره، يا تنتهى ب دm واحد من الأحبه، يا يظهر الغريج(الغريق) ويبيح بمين اللى خلع جلبه من بين ضلوعه وهو حي.
كاد جاويد أن يتستفسر منها عن قصدها، لكن قاطعته المرأه قبل أن يسأل قائله بحسم: الليله تحت الجمر هيكون بداية الوعد المحتوم.
قبل وقت، بنفس اليوم
بمشفى حكومي بالأقصر
أثناء دخولها ذهبت الى مكان الإستقبال بالمشفى للإستفسار، لكن.

قبل أن تستفسر على ما تريد، دخل رجل يستنجد وهو يسند رجل آخر ينزف من ذراعه بغزاره رغم وجود وشاح رجـ.ـالى (شال) ابيض إحمر لونه من غزارة الدmاء حول يده لكن مازال الدm ينزف، بحكم مهنتها توجهت الى ذالك الرجل وفكت ذالك الوشاح ونظرت ليد الجريح، شعرت بآلم كآن هذا الجـ.ـر.ح بجسدها، لكن قالت: الجـ.ـر.ح اللى معصم أيد الحج كبير ولازم يتخيط مش اقل من خمستاشر غرزه.

رد الموظف الذي يقف في الأستقبال قائلا: بس الدكتور جواد مش في المستشفى جدامه نص ساعه ويوصل هو مواعيده مظبوطه ومفيش ولا دكتور هنا، إدلى ياعم أى مستشفى خاصه أو مستوصف، او حتى عيادة دكتور.

لم تستغرب إيلاف رد موظف الاستقبال لكن تنهدت بيأس قائله: والراجـ.ـل المصاب ده هيستنى على ما الدكتور يوصل، أنا دكتوره منتدبه لتأدية التكليف هنا، وأقدر أخيط للحج إيده بس قولى مكان أوضة الإسعافات الاوليه اللى هنا في المستشفى.
شعر موظف الأستقبال بالحرج قائلا: .
آسف يا دكتوره، إتفضلي إمعاي.

لفت إيلاف يد الجريح بالوشاح مره أخرى قائله: تمام إتفضل يا عم الحج، متخافش أنا صحيح لسه متخرجه من كلية الطب بس والله عندى خبره أعرف أخيط جروح.
رغم شعور الآلم لديه، لكن تبسم لها قائلا: الخبره مش بالسن يا بتي، ربنا يزيدك علم.
إبتسمت له، دخلت الى غرفة الاسعاف بالمشفى لكن قال موظف الأستقبال من فضلك يا دكتوره إكتبي للأخ المرافج للچريح على المستلزمـ.ـا.ت اللى هتجتاجيها عشان يروح صيدلة المستشفى يچيبها.
إبتسمت إيلاف بتفاجؤ قائله: غريبه أنا قولت هتقوله يشتري المستلزمـ.ـا.ت من أى صيدليه بره المستشفى، والله كويس أن المستشفى فيها صيدليه فيها علاج.

رد الموظف: لاه إحنا حدانا إهنه بالمستشفى صيدله فيها أوديه البركه في الدكتور جواد هو المسؤول المباشر عن الصيدليه وموفر العلاچ، بس إحنا حدانا نجص في الدكاتره كلهم ما بيصدجوا يشتغلوا في مستشفيات الحكومه اللى في الآرياف عشان يدخلوا ويطلعوا براحتهم من غير ظبط ولا ربط عشان مواعيد عياداتهم الخاصه، حتى المستشفى دى رغم إنها في البندر بس بالنهايه برضك مستشفى حكومي يا دكتوره وإنت عارفه بجى الرزج يحب الخفيه.

تعشمنت إيلاف صامته بينما قال الجريح: الرزج على حساب الغلابه، هي دى رسالة الطب دلوك. بس واضح إن الدكتوره في جلبها رحمه.
إبتسمت له قائله: أنا من الناس الغلابه يا عم الحج، عالعموم أنا كتبت المستلزمـ.ـا.ت أهى خدها وروح هاتها بسرعه لأن الحج نزف دm كتير وده مش كويس على صحته.
بعد قليل
نزعت إيلاف ذالك الوشاح من على يد الجريح ونظرت ليده بإستغراب قائله: إنت إيدك كانت محروقه قبل كده.

رد الجريح: أيوه، كنت بشتغل في مصنع لحرق الطوب وإيدي إتحرجت(اتحرقت) وأنا بدخل الطوب في الفرن عشان يتحرج، نصيب عمك بليغ دايما كده منصاب.
إبتسمت له قائله: وأيه سبب الإصابه الكبيره دى بقى يا عم بليغ.
إبتسم بغصه قائلا: أنا رئيس عمال في مصنع الأشرف بتاع الخزف ومخدتش بالى وأنا بمر عالعمال و.جـ.ـعت فازه كبيره من واحد من العمال وإتكـ.ـسرت وأنا إتحزلجت على يدي، الحمد لله ربنا لطف وإنصابت إصابه خفيفه بمعصم يدي.

إبتسمت له إيلاف بإستغراب قائله: إيدك عالأقل هتاخد خمستاشر غرزه وبتقول إصابة خفيفه.
تنهد بليغ قائلا: يا بتي جـ.ـر.ح البدن سهل يداوى، لكن جـ.ـر.ح كـ.ـسرة النفس مالوش داوه.
أمائت له رأسها بتوافق فهى أكثر من يعرف و.جـ.ـع جـ.ـر.ح كـ.ـسرة النفس الذي لا دواء له.
بعد قليل إنتهت من تقطيب جـ.ـر.ح بليغ وقامت بوضع ضماد طبي عليه مازحه: الحج اللى كان معاك طلع جبان ومستحملش يشوفنى وأنا بخيط إيدك وطلع لبره الاوضه.

إبتسم بليغ قائلا: هو رشاد إكده، يخاف من منظر الدm والمستشفيات أنا لو مش غالي عليه مكنش وجف چاري من الأول، بتشكرك يا دكتوره على معروفك إمعاي.
إبتسمت له قائله: ده مش معروف يا عم بليغ دى واجبي اللى أقسمت عليه إنى أداوي حتى عدوي طالما محتاج لمساعدتي.
إبتسم لها بتقدير قائلا: ربنا يحفظك ويحميك يا بتي ويزيدك علم.

إبتسمت له بتآمين قائله: يارب، إشرب عصاير كتير عشان تعوض نزف الدm، انا هكتبلك على مضاد حيوي وشوية أدويه وبلاش الميه تمس الجـ.ـر.ح.
قالت هذا ثم إبتسمت مازحه: إلحق إصرف العلاج من صيدلية المستشفى.

ضحك بليغ قائلا: بجولك أنا رئيس عمال، وجاويد بيه لو عرف إني جيت لمستشفى حكومي هيلوم عليا، خلي علاج الحكومه لناس تانيه تحتاج له أكتر مني يا بتي، بس عشم مني أنا هاجي عشان إنت اللى تغيرلي عالچرح إهنه، بصراحه يدك خفيفه ومحستش بأى آلم.
كلمة يدك خفيفه
طنت برأسها تذكرها بتهجم إحداهن عليها يوما ما ونعتتها بالكذب
لصه وإيدك خفيفه زى باباك اللص القـ.ـا.تل.

تبدل حالها وعبست للحظات ثم قالت: متنساش تاخد المضاد الحيوي، هيسكن الآلم بعد ما مفعول البنج يروح، ومره تانيه حمدلله على سلامتك.
قالت هذا وإبتعدت قليلا وخلعت فقازي يديها وألقتهم بسلة المهملات ثم خرجت من الغرفه.
إستغرب بليغ ذالك، لكن وظن أنه ربما تجاوز معها بالحديث نـ.ـد.م على ذالك، وكاد يذهب خلفها معتذرا ربما أخذه العشم الزائد، لكن حين خرج من الغرفه وجد صديقه رشاد يقترب منه قائلا: أنا اتصلت على.

جاويد بيه ولما عرف باللى حصل و إننا إهنا في المستشفى دى زعجلي وجالى ليه منروحناش مستشفى خاصه، حتى جالي إنك تتصل عليه وإنك في أجازه والبضاعه اللى چايه من أسوان الليله هو هيستلمها مكانك ويد.خـ.ـلها للمخازن.
تنهد بليغ قائلا بلوم: وليه بتتصل عليه، ده جـ.ـر.ح بيدي مش مستاهل عالعموم أنا هتصل على جاويد بيه تانى وأجول له آني زين وأنا اللى هستلم البضاعه الليله.

نظر له رشاد بلوم قائلا: إنت مش شايف وشك ولا يدك اللى مبطلتش نزف لأكتر من ساعه، وبعدين دى فرصه إستغلها شويه وتعالى أمعاي أسهرك سهره تنسيك وچع الدنيا بحالها.

تنهد بليغ يهز رأسه بآسف قائلا: سهره عند الغوازي يا رشاد مش هتبطل الداء ده بجى بيتك وولادك أولى باللى عتصرفه عند الغوازى وتكسب بيه كمان سيئات من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، خاف على بتك وأهل بيتك، وبعد من خلجتى مشوفتش الدكتوره راحت في أي إتچاه.
رر رشاد بنزك: الدكتوره إدلت ناحية الأستجبال.

تنهد بليغ وترك رشاد متجها ناحية الاستقبال، لكن حين وصل لم يجد إيلاف، كاد يسأل موظف الإستقبال لكن آجل ذالك لل الغد بالتأكيد سيآتى لتغير ضماد جـ.ـر.حه ويسأل عليها ويعتذر إن كان أخطأ دون إنتباه منه.
بينما حين خرجت إيلاف من الغرفه توجهت ناحية الإستقبال وسألت الموظف عن غرفة مدير المشفى، ودلها عليها قائلا: أوضة المدير آخر الممر ده على يدك اليمين.
توجهت الى حيث ارشـ.ـدها الموظف.

فتحت باب الغرفه بعد أن سمعت السماح لها بالدخول، لكن توقفت خلف باب الغرفه بخطوه تشعر بالحرج قائله بإعتذار: متآسفه واضح إنى غلطت في الاوضه، أنا فكرت دى اوضة مدير المستشفى.

نهض من خلف المكتب مبتسما يقول: لاء، حضرتك مغلطيش في الأوضه، دى فعلا أوضة مدير المستشفى، وللآسف المدير ما صدق جاب سن المعاش وسلم كل مسؤلياته حتى قبل ما وزارة الصحه تبعت مدير جديد للمستشفى وللآسف إضطريت أنا أبقى المدير بالإنابه لحد ما المدير الجديد يوصل بالسلامه.
إزدردت ريقها بهدوء قائله: يعنى أنا جايه اقضى مدة التكليف في مستشفى مفيهاش دكاتره ولا مدير كمان.

ضحك جواد قائلا بآسف: بس فيها مرضى مش قادرين على مصاريف العلاج حالتهم الماديه متسمحش يتعالجوا في المستشفيات الخاصه، بس حضرتك متعرفناش، أنا الدكتور جواد صلاح هو المفروض تخصصي
جراحة قلب وأوعيه دmويه، بس انا بشتغل هنا في المستشفى تخصص عام حتى أحيانا أطفال.
إبتسمت إيلاف دون رد.
بسمتها لفتت نظر جواد الى ذالك الحـ.ـز.ن الذي يسكن ملامحها رغم إبتسامها، لكن تنحنح قائلا: أنا عرفتك على نفسى وحضرتك...

ردت إيلاف وهي تمد يدها بملف ورقي قائله: أنا الدكتوره إيلاف التقى وده الملف الخاص بتاعى وفيه جواب التكليف بتاعى في المستشفى هنا.
إبتسم جواد وأخذ من يدها الملف بفضول وبدأ بقرائته بتآني صامتا لدقيقه، شعرت إيلاف للحظات بالتوجس من صمته وهو يقرأ إسمها: إيلاف حامد التقي.

شعرت برعشه بداخلها من نطقه إسمها دخل إليها شك إن كان يعلم أنها إبنة ذالك اللص القـ.ـا.تل، فوالداها كان حديث الإعلام في إحدى الفترات. لكن بداخلها حسمت جوابها لو سألها ستقول تشابه أسماء، لكن خاب ظنها حين قال جواد: إسم إيلاف ده غريب، تقريبا أول مره أسمع عنه.
إبتسمت إيلاف قائله: إيلاف
مش أسم غريب هو إسم من القرآن الكريم ومعناه من التآلف.

نظر لها مبتسما لا يعلم ذالك الشعور الذي دخل الى قلبه مباشرة فعلا شعر إتجاهها بالتآلف، مد يده لها بالمصافحه قائلا: .
أهلا بيك في يا دكتوره إيلاف ينتظرك عمل شاق
ب الأقصر بلدنا.
دار صالح الأشرف.
بين العصر والمغرب
للتو إستقيظ من النوم يشعر بصداع برأسه، نهض من على الفراش بكسل يضع يده على بطنه قائلا: حاسس بچوع
أما أجوم أتسبح (إستحمى) بشوية ميه فاتره عشان أفوج وبعدها أبجى أكل.

بعد قليل خرج من الغرفه توجه نحو المطبخ، رأى إحدى النساء عمرها يتخطى الأربعون كاتت تقف ظهرها له، نظر لجسدها يزدرد ريقه بإشتهاء
رغم أنها سيده بدينه لحد ما تسحب بهدوء وكاد يمد يده على مكان حساس بجسدها لكن تراجع حين سمع صوت يتحدث بتعسف: سيده خلصتي الوكل اللى طلبته منيك.
إنخضت الخادmه وإستدارت لتفاجئ ب صالح خلفها زادت خضتها، تستعيذ بالله.
تهكم صالح قائلا: .
بتستعيذي بالله في وشى أيه شوفتى شيطان، فين الوكل يا وليه المغرب جرب يأذن ولسه وكل الغدا مش چاهز، بجيتي تجيله جوى شوفى بنته خفيفه تشتغل إمعاك بالدار.
إستهزئ زاهر قائلا بتلميح: كلامك صحيح، بس ياريت تعمل إنت بيه أولا وتعيش زى اللى في سنك.
نظر صالح له بإستهجان قائلا بإستهزاء: واللى في سني عايشين كيف يا زينة الشباب.
تجاهل زاهر الرد عليه ونظر للخادmه قائلا: جهزي الوكل في السفره.

قال زاهر هذا للخادmه ثم نظر ل صالح قائلا: هتفضل واجف في المطبخ إكده كتير يااا، بوي.
تنهد صالح بسأم وضيق قائلا: لاه هدلى عالسفره، وإنت يا وليه خفي لحمك إشوي وجهزي الوكل.
بعد دقائق بغرفة السفره كان لا يسمع سوى صوت إرتطام الملاعق بالأطباق الى أن صدح رنين هاتف...
أخرج زاهر الهاتف من جيبه وقام بالرد على المتصل الى أن أنهى الإتصال قائلا: معارفيش مشكلة الأرض دي، هجول لعمي صلاح وهو اللى يتصرف بجى.

أغلق زاهر الهاتف ووضعه على طاوله السفره، بينما تسال صالح بفضول: أرض أيه اللى كنت هتحدت عليها عالموبايل.
تنهد زاهر بسأم: دي أرض الچميزه، المستأجر اللى كان مأجرها عاوز يسيبها.
تسأل صالح: ليه، دي أرض عفيه وجريبه من مية النيل بينها وبين النيل مشايه صغيره.

رد زاهر: معرفش ده تالت مستأجر يأجر الارض وجبل السنه يجول إنه هيسيبها، ولما سألت المستأجر الاخير جالي، إن على راس الأرض جراطين (قيراطتين) أو تلاته إكده الارض بتهور والأرض بتهبط لتحت وتسحب الميه عن بجية الارض وتبخس محصول الزرعه، بيجول أنا بجول يمكن السبب في ده چدر شجرة الجميز يمكن مخوخ وهو السبب إن الارض بتهور.
تهكم صالح قائلا: ماشاء الله مهندز وفاهم، چدر شجرة الجميز هيبجى على تلات جراريط.

فهم زاهر أن صالح يستهزي به فرد بلا وعي: خبرنى چنابك أنت يمكن اللى فاهم وعارف سبب إن الارض بتهور وتهبط لتحت، هيكون تحتها كنز إياك.
رنت كلمة كنز برأس طامع وفكر لما لا ربما هذا تفسير صحيح، فتلك الأرض قريبه من النيل، ربما ترقد على كنز آن الآوان أن يحصل عليه.
بالعوده لل المعبد
ذهل جاويد قائلا: جصدك أيه بالحديت اللى عتقوليه.

ردت المرأه: كل سر وله آوان مكتوب يظهر فيه يا ولد الأشرف، إنت مكتوب عليك عشج متمرده، هتطل ونچمه بتسكن مدار الجمر في السما وباجي النجوم هتتواري في الغيوم وجتها، فيها علامه مميزه.
كاد جاويد أن يتسأل لكن صدح رنين هاتفه بنفس اللحظه.
همست المراه بوصف سمعه جاويد بوضوح ثم قالت له رد على الجدر اللى عينادm على صاحبه.

إستغرب جاويد ذالك وأخرج الهاتف ونهض واقفا يرد على المتصل الى أن أنهى أتصاله آمرا: لاه إستريح إنت وأنا اللى هروح أستلم البضاعه من محطة الجطر(القطر) مش معضله هي، ومره تانيه سلامتك.
أغلق جاويد الهاتف وعاود النظر خلفه لكن ذهل حين لم يرى المرأه بالمكان كأنها إختفت كما حدث بالأمس.
بين المغرب والعشاء
ب الحديقه التي بين منزلي
صالح وصلاح الأشرف.

كانتا مسك وحفصه تجلسان على أورجوحه يتحدثان، كانت مسك تحاول إقناع حفصه بما أمرتها به والداتها صباح، أن تحاول إقناع حفصه بالموافقه على عقد قرانها على أخيها أملا منهن أن تكون تلك فرصه تقرب زواج جاويد من مسك.
بسهوله أقنعت مسك حفصه ووافقت، تنهدت مسك بينما إقترب من مكان جلوسهن زاهر مازح: طول عمري أعرف إن الكره الأرضيه فيها جمر (قمر)
واحد بس الليله أنا أتأكدت إن ده كذب جدامى جمرتين.

إبتسمت حفصه له قائله بسذاجه: وفين الجمرتين دول، السما فيها جمر واحد حتى أحدب مش كامل.
تمركزت عين زاهر على مسك قائلا: إنت ومسك الجمرين.
شعرت مسك بالبغض من نظرات زاهر لها، بينما إبتسمت حفصه قائله بمدح في مسك: مسك چميله وأجمل من الجمر كمان لكن آنى على قد حالى، بس هصدجك، تعالى إجعد إمعانا نتسامر شوي، وإحكى لينا قصص من اللى بتسمعها في الموالد، أنا بحب القصص دى جوى جوي.

تهكمت مسك قائله: دى قصص سخيفه واللى يصدجها هما السذج.
كادت حفصه ان تعترض لكن سمعت نداء والداتها عليها فنهضت قائله: . هروح أشوف ماما عاوزانى ليه وهرچع تانى بسرعه.

نهضت حفصه وتركت مسك، تجرأ زاهر وجلس جواراها على الاورجوحه، حتى أنه ضـ.ـر.ب قدmه بقوه في الارض فأهتزت الاروجوحه قويا، مما سبب إستهجان مسك وكادت تنهض من جواره لكن أمسك زاهر معصم يدها قائلا: القصص اللى بستهزئ منها دي، قصص ناس فهمت معنى الحب والعشج ومعاشتش في وهم إن مفيش غير البطل بس هو اللى فارس وحارب عشان يظفر بحبيبته كمان كان في أبطال تانين فهموا الحجيجه وسابوا وهم هما بس اللى عايشين فيه.

نفضت مسك يد زاهر عن معصمها بقوه وإستهجان قائله: سبج وحذرتك تمسك يدي، وجولت لك إنى ماليش في القصص السخيفه دى ومش فاهمه جصدك أيه من وراء كلامك البايخ ده.
إضجع زاهر بظهره على الأورجوحه ونظر الى السماء قائلا: في نجمه واحده هي اللى هتسكن مدار الجمر وباجي النچوم هتتواري خلف الغيوم جدامها.

رفعت مسك رأسها بتلقائيه تنظر للسماء حدث بالفعل ما قاله زاهر، تهكمت بإستهزاء عليه قائله: كان حجك(حقك) تشتغل مشعوذ ولا مع اللى بيقروا الفلك الطالع.
غص قلب زاهر مجاوبا: ده مش شعوذه ولا ولا له علاقه بقرايه الفلك والطالع ده الحجيجه اللى عتنكريها يا مسك، جاويد لو كان رايدك كان إتكلم من زمان بس إنت عتعيشي وحدك في وهم الطفوله.

نهضت مسك بغضب قائله بتعسف بلا إحساس: سبج وجولت لك إنسى اللى براسك يا زاهر، أنا مستحيل أحبك، وقصص المچانين اللى عتسمعها في الموالد دى خرافيه صعب تحجج.
قالت مسك هذا وغادرت المكان، شعر زاهر بحريق في صدره، لو ترك العنان لخروج ذالك الحريق لكانت مسك هو أول من طالتها تلك النيران وما تركتها سوا رمادا، ربما يصير مثل قصة العنقاء التي تولد جديدا من الرماد ربما بالولاده الثانيه كانت وقعت بعشقه.
بداخل منزل صلاح.

إنتهزت صفيه إنشغال زوجة أخيها بتحضير العشاء وتسحبت دون أن يراها أحدا الى أن وصلت أمام غرفة جاويد وقفت تتلفت بكل إتجاه تتأكد بعدm رؤية أحد لها، ثم فتحت باب الغرفه بهدوء وسريعا دخلت وأغلقت خلفها باب الغرفه وقفت تلتقط نفسها، لكن للحظه شعرت بأختناق بسيط غريب بعد أن سمعت صوت مذياع بالغرفه يقرأ القرآن الكريم.

لكن تحاملت وتجاهلت ذالك بصعوبه وذهبت الى غايتها، فراش جاويد رفعت تلك الوسائد ثم ازالت فرش الفراش وأخرجت سـ.ـكـ.ـين صغير وقامت بشق جزء جانبي صغير من مرتبة الفراش وسحبت من بين طيات تلك المرتبه ذالك الحجاب الذي كان بصدرها، حتى وصل بالمكان التي قالت لها عليه المشعوزه، أسفل رأس جاويد، ثم أخرجت إبره وخيط وحاكت مكان ذالك القطع الجانبي عادت المرتبه مثلما كانت، لكن بسبب تسرعها سقطت منها الابره الموصوله ببقايا الخيط، إنحنت تبحث عن الابره لكن سمعت صوت نحنحه رجـ.ـاليه من خارج الغرفه فارتعبت وذهبت خلف باب الغرفه سريعا تنتظر تتمني أن لا يكون جاويد ويفتح باب الغرفه ويسألها لما هي بغرفته، بالفعل أنقذها القدر بعد أن ظلت لدقائق خلف باب الغرفه حتى شعرت بالامان، ثم فتحت باب الغرفه بمواربه ونظرت للخارج، تنهدت حين رأت الطريق خالي، خرجت سريعا تلتقط أنفاسها الى أن دخلت الى غرفة السفره وقع بصرها على مسك التي كانت تجلس على أحد مقاعد السفره، غمزت لها، إبتسمت مسك لها بتفهم.

بينما تحدث صلاح قائلا: كنت فين يا صفيه بسأل عليك يسريه جالت لى إنها كانت مشغوله في تحضير العشا.
جلست صفيه على احد المقاعد قائله: كنت في الحمام، معرفش بجالى كام يوم بطني بتو.جـ.ـعني.
رد صلاح قائلا: سلامتك، إكشفي، أجولك إعملى كيف ما عمل جواد مع يسريه هي كمان جعدت فتره بطنها توچعها، لحد ما جواد أخدها معاه للمستشفى وعمل لها فحوصات كامله وأها إتحسنت بعدها.
ردت صفيه: لاه مالوش لزوم، ده برد في معدتي وأخدت تحويجه من عند العطار، وأها الحمد لله بجيت زينه كتير، بس جالى أمشى عالوكل المسلوج لفتره، وبعدين فين جاويد بجالى أكتر من سبوع مشفتوش ولا جال ليا عمه اسال عنيها.
تنهد صلاح قائلا: جاويد مشغول جوي الايام دى عنده طلبيه كبيره هيصدرها ل روسيا، إدعي له ربنا يوفجه.

دعت صفيه قائله: بدعى له دايما في كل صلاه وأنا ساجده، ربنا يوفجه ويوسع رزجه، ويرزجه ببت الحلال اللى تعمر دار الأشرف.
آمن صلاح على دعائها غير منتبه ل فحوى التلميح بحديثها وهي تنظر ناحية مسك بينما يسريه فهمتها
جيدا، لكن بداخلها شعرت بالتوجس حين تذكرت لقائها مع وصيفه صباح.
[فلاش باك]
فى الصباح الباكر بالكاد كانت تشرق الشمس.

نزلت يسريه الى مياه النيل عبر بعض سلالم جيريه صغيره، وبدأت بملأ تلك الزجاجه البلاستيكيه المتوسطة الحجم، لكن فجأه ظهر إنعكاس إمرأه بمياه النيل، في البدايه إنخضت يسريه وتركت الزجاجه تسير بمياه النيل لكن قبل ان تبتعد عنها جذبتها مره أخرى، بينما تحدثت المرأه قائله: لساك عتفتكري الماضي يا يسريه.
تنهدت يسريه بآسى قائله: جولي لى طريجه أنساه بها يا وصيفه عشان جلبي يخف من الآلم.

ردت وصيفه: لو كنت أعرف طريجه كنت عالچت بها نفسي من سنين يا يسريه.
قالت وصيفه هذا ونظرت الى السماء ترى إنسحاب القمر وسطوع الشمس قائله: مسك مش من نصيب جاويد، نصيبه جاي في الطريج، بس لعنة العشج تحرج(تحرق)جلبه.
نهضت يسريه تشعر بآسى قائله بإستفسار: وجاويد ذنبه أيه.
ردت وصيفه: دى لعنة الجد ولازمن توصل للنسل التالت...
مكتوب أخوة الدm والروح الأخ يفدي أخوه.
إنصرعت يسريه بتسرع سائله: جصدك مين باللى هيفدي أخوه.

جواد ولا جاويد!؟
سارت وصيفه بعيدا عن يسريه تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت لم تفهم منها يسريه غير الدm هو اللى هيفك اللعنه، ثم تمتمت ببعض الكلمـ.ـا.ت لم تفهمها يسريه، شعرت بتوجس للحظات لكن رأت إنعكاس شروق الشمس تلمع فوق مياه النيل، شعرت بأمل تدعى بالنجاه.
[عوده].

عادت يسريه من تلك الذكرى على قول صفيه: بص بجى يا صلاح، بجى حفصه في آخر سنه في الچامعه وانا بجول كفايه إكده فترة الخطوبه طولت، ومش هيجري حاچه لو كملت حفصه باجي السنه اللى باجيه ليها في داري، أنا بجول نكتب كتاب حفصه على آخر الشهر ده ونتمم الچواز في أجازة نص السنه.
كادت يسريه أن تعترض لكن وافق صلاح قائلا: أنا موافج لو حفصه موافجه هي صاحبة الرأي.

نظرت يسريه نحو حفصه تنتظر منها الرد بالرفض لكن إنصهر وجه حفصه وظلت صامته، مما جعل صفيه تنتهز الفرصه قائله: أها بيحولوا السكات علامة الرضا، أنا بحول على بركة الله، ويمكن ربنا يزود أفراحنا ونفرح ب جاويد و جواد.
تنهد صلاح ببسمه قائلا: آمين.
بينما سخرت يسريه بداخلها تفهم قصد صفيه، لكن صمتت تدعوا لولديها أن يخلف قول وصيفه لها صباح.
,
بمنتصف الليل
أمام الباب الخارجي لمحطة قطار الأقصر
توقف جاويد بسيارته.

للحظه تذكر حديث تلك المرأه التي كانت بالمعبد تهكم على نفسه قائلا: بجينا نص الليل واللى جالت عليها الست دي مظهرتش، مين اللى هتكون لحد دلوك بالطريج، عقلك جن يا جاويد من أمتى بتصدق في الخزعبلات دي.
زفر جاويد نفسه يذم عقله الذي صدق تلك التخاريف، لكن رأى إنعكاس القمر فوق زجاج سيارته الامامي، ترجل من السياره ونظر الى السماء، كما قالت تلك المرأه.

نجمه وحيده بمدار القمر وباقى السماء غيوم، فعلا يرى هذا بوضوح، لكن سرعان ما تهكم على نفسه لائما تصديقه لخرافات لا وجود لها، فكثيرا يحدث هذا بالسماء، نفض عن عقله التفكير ثم دخل الى محطة القطار.
بالقاهره
بشقة هاشم
وقف يضع الهاتف على أذنه يسترجي أن ترد عليه سلوان، لكن أعطى الهاتف إشارة عدm وجود الهاتف بمكان به شبكة هاتف.

زفر نفسه بقلق قائلا: قربنا على نص الليل وسلوان مرجعتش للشقه وبتصل عليها يا مش بترد يا الهاتف خارج التغطيه.
حاولت دولت إشعال غضبه قائله: هي سلوان كده دايما أنا فاكره لما كانت في الجامعه وقاعده عند عمتها شاديه كانت اوقات تتأخر ساعات مانت تجي تبات هنا في الشقه دى لوحدها وشاديه كان بيبقى عقلها هيطير منها، هي سلوان كده معندهاش تقدير لمشاعر قلق غيرها طالما في الآخر بتلاقي دلع.

نظر هاشم لها بغيظ قائلا: أنا مش ناقص كلامك السخيف ده، ومعرفش إزاي خرجت من الشقه ومعاها شنطة هدوم وإنت مشوفتهاش.
إرتبكت دولت قائله: سهتني، إنت مفكر لو انا شوفتها وهي خارجه بشنطة هدوم مكنتش هسألها هي رايحه فين، سلوان من وقت ما أتجوزتك وهي بتعاملنى على إنى مش موجوده وطول الوقت بتتجنبني، غير كمان طول الوقت حابسه نفسها في أوضتها وقاعده عالتلفون يا عالابتوب بتاعها، معرفش بتعمل أيه حاولت أتكلم معاها بس هي تقريبا مش بترد عليا غير بالقطاره على قد السؤال، هي ممكن تكون معذوره انا برضوا مرات باباها.

زفر هاشم نفسه بقلق وضيق وعاود الإتصال على سلوان، لكن تنهد قائلا: .
تليفون سلوان بيرن.
شعرت دولت بغلظه لكن رسمت بسمه تتنهد براحه كاذبه حين ردت سلوان.

بالقطار
كانت سلوان تجلس تشعر بألفه بين ركاب القطار تنجاذب أحيانا الحديث مع من يجلسون جواراها، وأحيانا تنظر خارج شباك القطار ترى أماكن جديده وتقرأ أسمائها منها ما هو غريب ومنها ما هو مألوف، حتى سمعت رنين هاتفها التي تجاهلت الرد عليه سابقا مرات.

زفرت نفسها بضيق شـ.ـديد وهي تنظر الى شاشة هاتفها تعلم من الذي كان ومازال يتصل عليها، فهى شبه علاقاتها مع الآخرين محدوده فقط مجرد زمالات دراسيه وقتيه وتنهى، فهى منذ طفولتها لا تشعر بالإنتماء لأى مكان قضت معظم حياتها بالتنقل مع والدها سواء في مصر او حتى فترة بقائها برفقة والدها سنوات بالخارج...

فكرت للحظات بعدm الرد لكن بلمسه خطأ فتحت الخط، إضطرت الرد لتسمع من يقول بلهفه وإستخبـ.ـار: سلوان، إنت فين بقينا نص الليل ولسه مرجعتيش للشقه.
تهكمت سلوان ساخره تهمس لنفسها: أخيرا حسيت إنى سايبه البيت من الصبح طبعا عايم في العسل مع العروسه هتفتكر إن ليك بنت.
عاود سؤالها مره أخرى
ردت سلوان بنزك: أنا قولت بلاش أبقى عازول حضرتك عريس جديد، وقررت أسافر كام يوم سياحه وكمان أسيبك تتهنى مع، طنط.

تسأل مره أخرى بإستفسار وتعجب: سلوان سافرتى! إزاى بدون ما تقوليلى وكمان سافرتى فين؟
ردت بلا مبالاه وسـ.ـخريه: لما أسحب فلوس من الكريديت أكيد هتعرف أنا فين، سلام يا بابا أبقى سلملى على طنط، وبالرفاء والبنين.
كاد يتسأل مره أخرى، لكن رأت عبر زجاج القطار لوحه مكتوب عليها محطة الأقصر، وشعرت أن القطار يستعد للوقوف.

أغلقت الهاتف ونهضت، شعرت بتيبس بساقيها سببه بقائها جالسه لمده طويله تهكمت قائله: المفروض القطر بيطلع من محطة مصر الساعه اتناشر الضهر يوصل أسوان إتناشر بالليل، لكن كويس إنه وصل لل أقصر الساعه إتناشر وتلت، حاسه إن رجليا زى ما تكون متشنجه مش رجليا بس ده جـ.ـسمي كله، هانت أوصل للأوتيل وأخد شاور دافي يفك جـ.ـسمي.
علي رصيف القطار.

وضع الهاتف على أذنه يرد على سؤال والده: إنت فين يا جاويد لدلوك، الساعه جربت على إتناشر ونص وإنت لساك معاودتش للدار، أمك سألتنى إن كنت بعرف مكانك، جولت لها مخابريش.
رد جاويد: أنا في محطة الجطر(القطر)، وخلاص كلها نص ساعه وجطر البضاعه يوصل أشحن البضاعه على محجر المصنع وأعاود للدار، يعنى ساعه ساعه ونص بالكتير.
تنهد والده قائلا: إنت اللى هتستلم البضاعه بنفسك كنت خليت أى حد من المصنع يستلمها مطرحك.

رد جاويد: وفيها أيه لما أستلمها آنى، أنا فاضي دلوك.
تنهد والده بإشتياق وتقدير قائلا: ربنا يديك طولة العمر بتشبه چدك الله يرحمه كان دmه حامي إكده ويعمل كل شئ حتى الحاچه الصغيره بيده، بلاش تتأخر عشان إنت عارف أمك عندها جلج(قلق) عليك بزياده.
تنهد جاويد قائلا: مش عارف أيه سبب الجلج ده، أنا خلاص كبرت وكلها أجل من شهر وأكمل واحد وتلاتين سنه.

تبسم والده قائلا: هي بتجول مش هنطمن عليك غير لما تتزوچ ويكون لك مره تاخد بالها منيك.
ضحك جاويد قائلا: كنت بنته إياك وهيفوتنى الجطر، وبعدين يعنى العرايس جدامها كتير.
رد والده ببساطه: العرايس كتير، وفي منهم اللى في إنتظار كلمه منيك.
فهم جاويد تلميح والده قائلا بتتويه: نتكلم في الموضوع ده بعدين خلاص الجطر اللى جايه فيه البضاعه انا سامع صوته بيجرب من المحطه.
أغلق جاويد الهاتف وكاد يضعه بجيبه لكن.

بسبب تيبس جسدها ومكان مقعدها بمنتصف إحدى عربات القطار تأخرت في النزول من القطار، بمجرد أن وضعت إحدى قدmيها على رصيف القطار إندفع القطار سيرا وكاد يجذبها تحت عجلاته لكن وقعت منها حقيبة يدها كذالك حقيبة ملابسها، أسفل تلك العجلات بينما إختل توازن جسدها وإنعدmت جاذبيته وأخذت تدور وتدور لا تستطيع السيطره على جسدها كآنه مثل الهلام، تتخبط بين بعض النزلاء من القطار، حتى أنها تصادmت بكتف جاويد ومازالت أيضا تدور، الى أن إقتربت رصيف القطار المقابل وكادت تسقط على القضبان، لكن سريعا حين رأها جاويد أمسكها بقوه من إحدى عضديها وجذبها عليها، ثم أمسك عضد يدها الأخرى يثبتها بمكانها قبل خطوه واحده من السقوط على قضبان القطر، ثبتها قويا وهي شبه دائخه.

وحين يشاء القدر يكون اللقاء الذي سيجمع بين العصب والوتين، ب أرض مازالت تحمل لعنة خيانة الجدود ل عهد قديم يدفع ثمنه الأحفاد.
بأقصى أطراف البلده منزل من الطوب اللبن
يشبه العشش تفوح منه رائحة كريهه
رائحة مكان يعقد فيه عهود مع شياطين الجان، هنالك أيضا شياطين البشر التي لا تفكر سوا في الطمع.
ألقت بعض من الرمال فوق ذالك المنقد (موقد صغيرللفحم)
حتى تهدأ نيران ذالك الفحم المتأججه، زفرت نفسها قائله: صالح الأشرف من زمان رچليك مخطتش لعشتي، چاي كيف العاده عشان مصلحتك، أرض الچميزه.

إستغرب صالح الذي شعر بغثيان من رائحة المكان الكريهة أخرج منديل معطر من جيبه ووضعه فوق أنفه.
إستهزأت به قائله: الأرض راجده(راقده)على كنز كبير بس كل شئ بآوان ولساه آوان خروچ الكنز مجاش.
لمعت عينيه بطمع وإنبسط وجهه بظفر في البدايه ثم سأم وجهه متهجم يقول: ومـ.ـيـ.ـتى بجى آوان خروچ الكنز يا غوايش.

ألقت غوايش بعض الرمال فوق المنقد قائله: لما أعرف طلبات مارد المقبره، بس قبلها لازمن تحاوط الأرض دى ب سور خرساني عشان لازمن نحفر الأرض، الكنر في جب غويط، ولو حفرت أكده في العلن ألف يد هتتمد عالكنز المدفون.

لمعت عين صالح بطمع متسألا: بس أنا ليا جزء في الأرض مش كلها ملكي، صلاح له فدان وصفيه نص فدان، كيف هحاوط على نصيبهم بالأرض، ومش معجول هجول لهم إن في كنز تحت الأرض، صلاح ولاده التنين لابسين توب العفه، وصفيه هتمشى وراء صلاح وولاده.
زفرت غوايش نفسها ونفخت في ذالك المنقد ليشتعل الفحم قائله: بس تجدر تحاوط نصيبك مش قليل، فدان صحيح الكنز راجد تحت الأرض كلها بس سهل نسحبهم من نصيبك في الأرض بعد الحفر.

تنهد صالح بطمع قائلا: تمام، بس هيسألونى عن سبب إنى بحاوط الأرض دى؟
زفرت غوايش نفسها بضيق قائله: سهل الچواب، جول لهم إنك هتبنى عليها مصنع فخار كيف جاويد ولد أخوك ما عنده مصانع، هتستغل الأرض وإنها جريبه من النيل وأكيد طميها هينفع المصنع، وكفايه أسئله عاد دلوك وكل سؤال له چواب بعدين، دلوك إلحق حاوط الأرض.

ب سور سميك وبلاش تستعجل عالكنز له آوان يخرج فيه، لما يتم طلب مارد المقبره، ودلوك هملني وأنا هبجى أشيع لك، كيف ما حصل سابج، هتغرف من كنز ثمين مدفون مش بس دهب مساخيط، كمان في اللى أهم من دول.
برقت عيناه بجشع مبتسما يقول بأستفسار: وأيه اللى بالمقبره أهم من الدهب والمساخيط، بترول إياك.

نظرت له غوايش بعين تحولت الى وهج نيران مستعره تقول: لاه مش بترول، ده سر جديم تركيبه ترچع الشايب شاب من تاني ويعافر مع صبيه مش يبلبع حبيتين وآخره يحسس بيده.
فهم صالح مغزى حديثها شعر في البدايه بخزي لكن لمعت عينيه وبرقت بآشتياق وأهتز جسده برغبه قائلا: جصدك الزيبق الأحمر.

ردت غوايش: لاه مش الزيبق الأحمر ده ترياق تاني مخلوط ومعزم عليه بجوة مارد المجبره، ودلوك كفايه أسئله، جولت هملني لحالي. وحط اللى في چيبك على الكرسى اللى جاعد عليه.
وقف صالح وأخرج من جيب جلبابه ظرف وضعه على المقعد مكان جلوسه وخرج من العشه تاركا.

غوايش التي إزداد توهج عينيها نيرانا وهي ترى خيال مارد شيطاني كبير ومخيف يقف على الحائط أمامها، نهضت سريعا وإقتربت من الحائط شعرت بيد قويه توضع فوق رأسها تغـ.ـصـ.ـبها أن تسجد بالفعل سجدت أمامه تشرك بالله تبيع روحها لشيطان طالبه قوه خفيه تساعدها في أعمال شريره تأذي بها الأخرون، تعتقد أنها تعطيها سطوه كي تأخذ بثآر الماضي.
بمنزل مؤنس القدوسى.

رغم أن الغرفه مظلمه، لكن جافى النوم مرقده بسبب هو يعلمه جيدا، الشوق والحنين، لفتاه كانت مدلله ربما أفرط في تدليلها، ليكون هذا الدلال سبب هلاكها، لا يعلم سبب لتذكره لها اليوم لكن سأل قلبه: هل نسيتها يوم بل لحظه بحياتك، تخليت عنها وتركتها تذهب خلف هلاكها بعيدا لتعود لك في يوم جـ.ـثـ.ـه دفنتها دون عزاء وإعتقدت أن هذا كان عقاب لها بل كان لك، قلبك يآن بكل لحظه، تتمنى لو كنت سبقتها إلى القبر وإنقلب الوضع وهي من أخذت عزائك.

نهض من على فراشه واشعل الضوء وأخذ عباءه عربيه وضعها على كتفيه وخرج الغرفه لو ظل بالغرفه يتذكر أكثر سيجن عقله، خرج الى حديقة المنزل، حتى قدmيه ساقته نحو ذكراها وهو ينظر الى شجرة التوت التي بالحديقه رأى تساقط أورقها بسبب الخريف حين تسلط ضوء شبه منير من القمر الاحدب، للحظه إبتسم وهو يتذكر صبيه يافعه تتسلق فروع شجره توت مثل هذه، كانت تتسلق بحذر كأنها فراشه تتنقل بين الأغصان وقفت بحذر على أحد الفروع تقذفه بحبات التوت الأحمر قائله بغنج: إفتح حجرك يا أبوي وخد دوج(تذوق) توت أحمر كيف ما بتجول عليه.

خد الچميل متخافيش الچلابيه اللى عليك غامجه وكمان جديمه ولو بجعت (بقعت)أمى ما هتصدج وتعملها خلجات تمسك بيها الطناچر من على الباجور.

كان يضحك لها ويفعل مثلما تقول يفتح حجر جلبابه ويتلتقط حبات التوت التي تقذفها من فوق الشجره وينتظرها حتى تهبط من فوق الشجره تجلس جواره أسفل الشجره يستمتعان بتذوق التوت وحين يرى ذالك المياء الأحمر حول فمها وخديها يضحك قائلا: كلى واحده واحده بلاش بالحفان (كف الايد) خدودك وشفايفك بتاكل معاك بجى لونهم أحمر.
كانت تضحك بدلال قائله: ده لونهم الطبيعي يا أبوي ناسى إنك بتنادm عليا مسك خد الچميل.
مسك خد الچميل.

ترددت تلك الجمله في رأسه مع دmـ.ـو.ع حسره على شبابها الذي ذهب سريعا، جلس على جذع شجره قريب من تلك الشجره، لا يعلم سبب لذالك الشعور الذي يتوغل بقلبه، يشعر برائحتها في نسمة الهواء الخريفيه، يشعر أنها قريبه منه، ربما لو عاود النظر لأغصان الشجره يرها واقفه على أحد أغصانها، لكن غص قلبه، هذا وهم، فالراحلون لا يعودن فقط يتركون ذكريات وآسى بالقلوب.

بنفس اللحظه شعر مؤنس بيد على كتفه، بلهفه جفف دmـ.ـو.ع عينيه بيديه ونظر خلفه، للحظه ظن أنها مسك وأن ما حدث كان كابوس حتى أنه قال بلهفه: مسك.

إبتسم محمود وهو يظن أنه يعتقد أنه إبنته قائلا: مسك من وجت ما عاودت مع صفيه من دار خالها دخلت لمجعدها، وزمانها في سابع نومه، أيه اللى مسهرك يا أبوي، أنا خدت نعسه وجومت من النوم عطشان ملجتش ميه في المعجد نزلت للمطبخ لمحتك باب الدار مفتوح وكنت هجفله بس لمحتك في الچنينه، أيه اللى شاغل بالك إكده يا أبوي من صباحية ربنا وإنت شارد.

تنهد مؤنس يتنفس الهواء يشعر بآسي في قلبه محمود ظن أنه يتحدث عن إبنته بينما هو قصد خد الچميل التى رحلت وتركت مكانتها في قلبه لم تهتز، لكن بداخله نـ.ـد.م لو عاد الزمن مره أخرى لن يتركها ترحل بعيد عنه حتى لو كان ألزمها بالزواج.
ب رجل تبغضه، لكن فات الآوان وأصبح كل شئ ماضى مؤلم، تنهد يحبس تلك الدmعه التي تترك قلبه أشلاء قائلا بكذب: أنا مش شارد يا ولدي ولا حاچه، بس يمكن تقلت في الوكل، والنوم طار من عيني جولت أتمشي هبابه أهضم الوكل وأها أنا جايم أدلى على مجعدي وإنت كمان مش شربت يلا إدلى على مجعدك.

قبل أن ينهض مؤنس من على جذع الشجره جلس محمود على جذع آخر قائلا: في موضوع يا أبوي عاوز أتحدت فيه وياك وأخد بشورتك، بصراحه إكده، صالح الأشرف عرض عليا أنى أشتغل وياه وأبيع له بضاعة الفخار اللى عم صنعها وهو يبيعها في البازار بتاعه للآجانب.
زفر مؤنس نفسه بسأم قائلا بتحذير: .

لاه يا ولدي بعد عن سكة صالح الأشرف، سكته واعره وآخرها النـ.ـد.م، إنت مش ربنا راز.قك وبتشتغل مع بازارات تانيه في الاقصر غير زباينك اللى واثجين في جودة صنعتك، بلاها يا ولدي وبلاش تسمع حديت مرتك الفارغ، بالك لو كان چالك العرض ده من صلاح أو جاويد كنت جولت لك وافج بدون ما تفكر حتى إنت يمكن مكنتش هتبجى محتار وتسألنى، آخر حديت يا ولدى خلينا بعيد عن سكة.

صالح الأشرف كفايه اللى حصل منيه بالماضي، لسه مكان الچرح لغاية دلوك بينزف.
بغرفة مسك
خلعت ذالك المئزر الحريرى من على جسدها وبقيت بثوب نوم نسائى شبه عاري ذهبت وجلست على مقعد أمام المرآه، جذبت قلم حمره للشفايف وبدات بطلي شفاها منه بكثرة حتى أصبحت شفاها شبه دmويه ومغريه أطبقت شفاه أكثر من مره ثم وضعت قلم الحمره ونظرت لإنعكاس وجهها وجسدها بالمرآه.

نهضت واقفه تدور حول نفسها بإعجاب من جسدها الغض وشفاها المثيره تخيلت لو جاويد رأها بكل تلك الفتنه ماذا سيكون رد فعله، ذهبت نحو الفراش وأرتمت بظهرها عليه تغمض عينيها تتخيل لو تحققت تلك الأمنيه.

تخيلت أن جاويد نصف عاري فتح باب غرفتها ودخل وأغلق خلفه باب الغرفه مبتسما ينظر لها بإفتتان ورغبه تضخ من عينيه وهو يقترب من الفراش، نهضت قليلا وبدأت يديها تسير على محنيات جسدها بإغواء، تبتسم له وهو ينحني على الفراش عليها وشعرت بيديه فوق وجنتيها شعرت بأنفاسه القريبه من شفاها، قلبها يدق بصخب تنتظر أن تشعر بشفاها بين شفاه، لكن هنا فاقت من تلك الغفله التي يتمنى قلبها قبل عقلها تحقيقها، فاقت بعد أن شعرت بخواء وان ذالك كان مجرد وهم لذيذ تحي من أجل أن يتحقق يوم ما قريبا وتصبح ملك يمين جاويد، تلك هي الامنيه التي تحيا من أجلها، تعشقه منذ نعومة أظافرها هو فارس أحلامها، رغم أنه لم يعطي لها يوم إهتمام أكثر من كونها إبنة عمته، ذمت نفسها قائله بلوعه: لحد مـ.ـيـ.ـتى يا مسك هتتحملي جفى جاويد، إنت سمعتى بودانك الليله حديته عالموبايل مع مرات خالك بتسأله هو فين، وإن عمته في الدار ونفسها تشوفه، إتحچچ أنه مشغول ومجاش.

جاوبت على نفسها بلوم قائله: واه يا مسك هتتخيلى وترسمى قصص من خيالك عاد، أكيد جاويد حداه شغل مهم هو عنده مسؤليات كتير، أيه اللى هيخليه يتهرب وميجيش عالعشا، من مـ.ـيـ.ـتى وجاويد بيهمه حاچه أو يستحي وكيف ما جالت أمى لو مش رايدني كان ولا همه وإتزوچ من زمان من بنت غيري، بس هو عامل نفسه تجيل(تقيل) حبتين، بس بعد عمل المحبه اللى أمى دسته له في المرتبه أكيد هينسى التجل ويبيح باللى في جلبه، ويتم المراد.

تنهدت بأمل تغمض عينيها ترسم وهم لذيد لديها إحساس أنه أقترب تحقيقه.
.
بمحطة القطار
ساعة القدر يعمى البصر
هذا هو تفسير ما لا تشعر به كآنها فقدت الإدارك تماما لا تشعر بشئ رغم ذالك تدافع الهواء القوي الذي لولا تشبث جاويد بعضديها لدفعها ذالك الهواء أسفل عجلات القطار.

بينما جاويد المتشبث بها كان أول شئ وقعت عيناه على شفاها المرسومه بحمره طبيعيه، سار بقلبه رغبه قويه في تقبيلها للحظات تنحى العقل وكاد يقترب من شفاها ويحقق تلك الرغبه، لكن فاق من ذالك الإنسياق على صوت إحداهن تصـ.ـر.خ وتقول: الجطر دهس بنت تحت عجلاته.

فجأه عم الصخب بين نزلاء القطار وتوقف القطار للدقائق البعض ينظر الى أسفل عجلات القطار يرى تطاير ملابس منهم من يجزم أن هنالك من فرمتها عجلات القطار وآخر يقول أن تلك حقيبة ملابس فقط، تأكدوا حين عاود القطار السير، وأقترب البعض من مكان وقوف جاويد المتشبث ب عضدي سلوان التي بدأت تشعر بعودة الإدراك، هنالك من ظن وأبتسم أن هذان الإثنان عاشق يستقبل معشوقته الآتيه من السفر، وأخر إستهزئ من ذالك وأعتبره وقاحه لا داعى منها أمام أعين الغرباء، وهنالك آخر من رأى الموقف من البدايه وفهم أنه كان عمل إنساني من جاويد لكن إستغرب حين رأى تقارب جاويد منها يضمها أكثر وكاد يقترب من شفاها.
بينما جاويد رفع رأسه قليلا نظر لوجهها الخالى من أى رد فعل، لكن لفت بصره وطن برأسه وصف إمرأة المعبد حين همست له قائله: العلامه في وشها شامه عالخد وإتنين عالشفايف وخصله غجريه ثايره على شفايفها.
هذا بالفعل ما يراه أمامه، بنفس اللحظه سقط ورقة العشق وأيقن أن تلك المرأه لم تكن تقول له خزعبلات بل كآنها قرأت الطالع والمكتوب على قلبه...

كذالك سلوان التي بدأت تشعر باحساس عودة الحياه مره أخري، تلاقت عينيها مع عيني جاويد دخل الى قلبها شعور لا تعلم ما هو لكن شعور
ب قبول غريب عليها
كذالك بدأت تشعر بيدي جاويد الممسكان بعضديها ببديهيه منها تراجعت للخلف خطوه لكن مازال أثر الخضه وكذالك يدي جاويد يحطان بها الى أن أقترب ذالك الرجل الذي رأى كل شئ من البدايه ومد يده بزجاجة مياه نحو سلوان قائلا: خدي يا بت بلى ريجك بشوية مايه.

مدت سلوان يدها بضعف تمسك زجاجة المياه، لكن قبلها نظرت ل جاويد قائله بهدوء: سيب إيديا.

بتردد شعر جاويد بالخزي وترك عضديها، لكن مازال ينظر لها بتعجب وإعجاب، في نفس الوقت، بينما إرتشفت سلوان بعضا من الماء ثم نظرت نحو قضبان القطر رأت بقايا حقيبتيها وملابسها التي ذهبت أدراج الرياح لم يبقى شئ سوا قطع ممز.قه من كل شئ، كذالك جسدها واهن بصعوبه ذهبت نحو إحدى الآرائك تسير بوهن الى أن جلست عليها مازالت تائهة الوجدان، بتلقائيه ذهب جاويد الى مكان جلوسها وجلس جوارها فقط ينظر لها صمت غريب حل على المكان وإختفى الماره.

شردت سلوان وهي تنظر الى بقايا أشلاء ثيابها بين قضبان القطر، لو لم يتغير القدر وإنزلقت مع حقيبتيها أسفل عجلات القطار، كانت ستصبح أشلاء كهذه، ولن يتعرف أحد على جثمانها، شعرت ببروده تسري في جسدها بتلقائيه ضمت يديها تمسد عضديها بكفيها، تود أن تبكي لكن حتى الدmـ.ـو.ع تحجرت بعينيها، لكن شعرت بمعطف ليس ثقيل يوضع على كتفيها، رفعت نظرها، رأت ذالك الرجل الذي أعطاها المياه قبل قليل يبتسم لها قائلا: متخافيش الچاكت نضيف.

إبتسمت له بوهن وإمتنان وإرتدت المعطف فوق ثيابها، شعرت بدفء...

بينما جاويد نظر لذالك الرجل وشعر بالغيره حين إبتسمت له سلوان، رغم أنه يعلم ان بسمتها له مجامله منها، زفر نفسه قويا ونظر نحو قضبان القطر، رأى لمعان شئ يضوي، دخل إليه فضول ونهض من جوارها وقفز بين القضبان وذهب نحو ذالك الشئ الامع، وجذبه من بين بعض الأشلاء، كانت بطاقة هاويه نظر نحو سلوان وكاد يتحدث لكن الفضول جعله يود قرأة إسمها، إقترب من أحد أعمدة إنارة المكان وهمس إسمها بذهول
سلوان هاشم خليل راضى.

بينما جلس الرجل جوار سلوان متسألا: إنت زينه يا بتي.
ردت سلوان على سجيتها بتلقائيه: إسمي سلوان مش زينه.
إبتسم لها الرجل قائلا: عاشت الأسامي يا بتى أنا جصدى إنك بخير.
ردت سلوان: الحمد لله بخير، بس مش عارفه هعمل أيه دلوقتي وهروح فين بعد كل حاجه ما ضاعت تحت عجلات القطر.
إبتسم الرجل قائلا: ربك هيدبرها يا بتي متجلجيش، زى ما أنجدك من شويه.

صمتت سلوان وهي ترى جاويد يقترب من مكان جلوسها مره أخرى حتى وقف أمامها ومد يده لها قائلا: أنا لقيت بطاقتك الشخصيه بين قضبان القطر أتفضلي.
أخذت منه بطاقة الهاويه بإنشراح وهي تنظر الى الرجل الجالس جوارها قائله: إنت راجـ.ـل بركه، قولت لى ربنا هيدبرها وأهو بطاقتي الشخصيه والأستاذ لقاها، كده تقريبا إتحل جزء مشكلتي.

إبتسم لها الرجل قائلا: سلمي أمرك دايما لله يا بتي، بس زى ما جولتى اللى إتحل جزء من المشكله وأيه الباجي؟
ردت سلوان: أنا كنت حجزه هنا في الأقصر في أوتيل عن طريق النت حتى كمان كنت حولت جزء تحت الحساب، بس أنا مش عارفه هروح للاوتيل ده إزاي دلوقتي؟

إبتسم الرجل وهو ينظر نحو جاويد قائلا بمكر وهو يرى نظره خاصه من جاويد لها قائلا: بسيطه يا بتي ممكن تأخد تاكسي ولما توصلى للأوتيل خلي الاوتيل يحاسبه ويضيف الحساب على فاتورتك، أو...
صمت الرجل، بينما قالت سلوان بإستفسار: أو أيه؟
نظر الرجل نحو جاويد قائلا: أو الأخ ده لو معاه عربيه يجدر يكمل معروفه ويوصلك للأوتيل.

نظرت سلوان ل جاويد تشعر نحوه بشعور غريب، لا تستطيع تفسيره وكادت تسأله لكن صمتت حيائها منعها، فعرض جاويد: معايا عربيه بره محطة القطر ولو فاكره إسم الاوتيل خليني أوصلك له.
نهضت مبتسمه تقول له: آه فاكره إسم الأوتيل بس معرفش هو قريب من محطة القطر أو لاء.
إبتسم الرجل قائلا: مش هتفرق يا بتي، خلى الأستاذ يوصلك، دلوك بحينا بعد نص الليل والله أعلم بمين عالطريج.

دب الخـ.ـو.ف في قلب سلوان لكن شعرت بالامان ناحية ذالك الرجل قائله برجاء: تعالى معانا، أنا حاسه ناحيتك بانك راجـ.ـل طيب وتشبه بابا.
إبتسم لها قائلا: . واضح إن جلبك طيب يا بتي، بس أنا هنا عشان هستلم بضاعه جايه في الجطر من أسوان وهي تجريبا وصلت عالرصيف، والأستاذ كمان شكله طيب وولد حلال.

نظرت سلوان ل جاويد تشعر ناحيته بآمان ربما أكثر من ذالك الرجل وشعور آخر لكن تخشى الثقه الزائده، وكادت تقول برجاء ل ذالك الرجل الذي قاطعها قبل أن تتحدث: عمك بليغ له نظره في الناس يا بتي، روحى مع الأستاذ متوكد أنه أمين.

كأنها كانت بحاجه لسماع ذالك الكلام من بليغ لتذهب مع جاويد، بالفعل أومأت برأسها بموافقة وسارت بعض الخطوات أمام جاويد الذي إقترب منه بليغ قائلا: شكلي جيت في الوجت المناسب، إدلى مع الصبيه وصلها للفندق، ومتحملش هم البضاعه انا هستلمها واد.خـ.ـلها للمخازن.
إبتسم جاويد له قائلا: لو مش اللى حصل الليله كان هيبجى ليا رد فعل تاني إنك تكـ.ـسر كلمتى وتچى تستلم البضاعه وإنت مصاب ولازمك راحه.

إبتسم بليغ وهو ينظر ل سلوان التي توقفت عن السير تنظر لهم قائلا: أعتقد إنك هتكافأني إنى جيت في الوجت المناسب روح وصل سلوان، شكلها محتاجه لراحه بعد اللى شافته الليله، لو مش إنت اللى جيت في الوقت المناسب يمكن، ربنا بيسبب الأسباب، أشوفك بكره في المصنع يا جاويد.

سار جاويد نحو سلوان التي أشارت بيدها ل بليغ بالسلام، ثم سارت أمام جاويد الى أن وصلا الى خارج محطة القطار، أشار لها على سيارته وفتح لها الباب الامامي وذهب هو الى الناحيه وجلس خلف المقود.
كان الصمت بينهم، كل منهم يود سؤال الآخر لكن هنالك شئ يمنعه، الى أن وصلا الى مكان الفندق توقف جاويد بالسياره أمام مبنى ضخم قرأت إسم اللوحه الأعلانيه الكبيره علمت أنه الفندق.

فتحت باب السياره وترجلت منها، توجهت نحو باب الفندق، لكن قبل أن تتبعد عن السياره سمعت صوت إغلاق باب السياره نظرت خلفها ورأت ترجل جاويد، فقالت له بإختصار: شكرا.
أومأ لها برأسه صامتا وظل واقف أمام سيارته الى أن دخلت الى داخل الفندق، ظل قليلا ثم دخل الى الفندق وذهب الى مكان الإستقبال سألا عن غرفتها ثم غادر الفندق، عائدا عقله يفكر كل ما حدث الليله الذي لو سرده عليه أحدا لقال أن هذا قصه خياليه، يحكيها راوي بأحد الموالد الشعبيه، يضحك بها على عقول السذج.

دخلت سلوان الى داخل تلك الغرفه التي من الجيد أنها أكدت الحجز بتحويل جزء تحت الحساب الى الفندق، ألقت بمفتاح الغرفه وبطاقة هويتها فوق الفراش ثم ألقت جسدها فوق الفراش تنظر الى سقف الغرفه عقلها يسترجع ما حدث لها الليله عقلها كأنه مثل شريط فيديو سجل ما حدث دون إراده منها، دmعه سالت من عينيها للحظه كان بينها وبين مـ.ـو.ت محقق خطوه واحده، لولا...

لولا من هذا؟ وما هذا الشعور الغريب الذي بداخلها مره لأول مره تشعر بآلفه إتجاه أحد من أول لقاء لها معه، فما عاشته سابقا بسبب كثرة تنقلاتها من مكان لآخر علمها التريس في إعطاء الآمان لمن أمامها، هي آمنت ل ذالك الشاب الذي أنقذها ليس هو فقط ذالك الكهل الآخر، نظرت الى جسدها وذالك المعطف الذي وضعه فوق كتفيها وهي بمحطة القطار، إحساس غريب يغزوا عقلها هي حذرت سابقا من المجئ الى هنا بالأقصر، لكن إنقسم تفكيرها، بين ما كاد يحدث لها وبين ما قابلته هنا منذ البدايه بداخلها تمنت رؤية ذالك الشاب مره أخرى لا تعلم سبب لذالك، لكن نهضت من على الفراش تشعر بإرهاق وخلعت ذالك المعطف، لكن شعرت بشئ معدني بداخل أحد جيبوب المعطف، بفضول منها أخرجته، كان سوار فضي به بعض النقوش الفرعونيه، أعجبها تصميمه كثيرا لفت نظرها حفر كتابه باللغه العربيه داخله، قرأته بصعوبه قائله: جلال الدين.

وضعت السوار بجيب المعطف مره أخرى، قائله: كان فين عقلي كان لازم أسأل عم بليغ ده عن عنوانه عشان أرجع له الجاكت بتاعه، أكيد الأسوره دى غاليه عليه.
زفرت نفسها قائله: حاسه جـ.ـسمي بيوجـ.ـعنى، هدخل أخد شاور وبعدها هيكون في طريقه أرجع بيها الچاكت والخاتم ده، كويس أن البطاقه بخير، أكيد في فرع للبنك هنا في الاقصر أروح أطلع كريديت جديد وأبقى أشترى لى هدوم وموبايل جديد.
بمنزل صلاح الأشرف.

خلع جاويد بعض ثيابه وظل بالبنطال فقط وذهب يجلس على الفراش، تنهد بإنشراح قلب، أغمض عينيه لثوانى، سكن وجه سلوان خياله، إبتسم بشوق وهو يتذكر نظره لشفاها، سارت رغبه قويه بقلبه وهو يتخيل لو كان أكمل وقبل شفاها بما كان سيشعر وقتها، لعق شفاه، لكن فتح عينيه على صوت طرق على باب الغرفه.
نهض بتكاسل يرتدي قميص قائلا: إدخل.

دخلت يسريه ببسمه قائله بعتاب حازم: أيه اللى أخرك لدلوك، كل ده عشان جولت لك عالموبايل إن عمتك صفيه هنا، بتتهرب عشان متشوفش مسك.

تنهد جاويد قائلا: موضوع مسك إنت عارفه رأيي فيه من الأول، مسك زى حفصه، والتخاريف الجديمه بتاعة زمان اللى لسه عمتى متمسكه بيها، ان جاويد ل مسك من وهي في اللفه حتى لو أنا اللى وجتها كنت واخد الموضوع لعبة طفوله مش أكتر، لما كبرت عرفت حجيجة مشاعري، مسك في نظري زى أى بنت عاديه ومستحيل أقبلها زوجه ليا.

تنهدت يسريه بسأم قائله: وإنت عارف زين إن عمتك حاطه أمال في جلب بتها والله بتصعب عليا أحيانا، أنا مجدرش أغـ.ـصـ.ـب عليك تتجوزها، وبعد إكده لو محصلش بينك وبينها وفاج ترچع تلومني، بص يا ولدي كل شئ قدر وربنا هو اللى بيسره وبيدخل التآلف في الجلوب، أنا كل اللى خايفه منيه هو حفصه أختك مسك ليها تأثير كبير عليها، وعمتك طلبت الليله نحدد ميعاد كتب كتابها هي وإبنها، وأبوك وافج إن كتب الكتاب يتم كمان سبوعين، والچواز في أچازة نص السنه.

تفاجئ جاويد قائلا: وليه الأستعجال ده عاد، ما يتجوزوا بعد أمتحانات نهاية السنه حتى تكون حفصه خلصت دراستها قبل ما ترتبط بمسؤلية جواز.
تنهدت يسريه بقبول قائله: جولت إكده بس عمتك جالت إن حفصه كيف بتها مسك والجواز مش هيأثر على دراستها، وأبوك وافج كمان.
تثائب جاويد قائلا: تمام، طالما أبوي موافج يبجى على بركة الله.

نهضت يسريه من جوار جاويد قائله: هسيبك ترتاح شكلك هلكان، بس لسه لنا حديت عن سبب تأخيرك لدلوك بره الدار.
ضحك جاويد قائلا: ليه هو انا بنته وممنوع أتأخر بره الدار بعد العشا.
تنهدت يسريه قائله: لاه مش بنته بس انا بفضل جلجانه لحد ما تعاود إنا وأخوك للدار، هو كمان زمانه راجع من المستشفى
ومعاه وكل من الشارع، طول عمره بيحب الرمرمه.
ضحك جاويد.

نهض من فوق الفراش بعد خروج يسريه، ذهب نحو حمام غرفته وأخذ حمام دافئ، وإرتخى بجسده فوق الفراش كي ينام لكن سهد النوم وطار من عينيه رغم أنه كان قبل قليل يتثائب ويشعر بالنعاس، وعاود خيال وجه سلوان يشغل عقله وقلبه.

خرج من غرفته وصعد الى تلك المضيفه التي بأعلى المنزل وذهب نحو تلك الطاوله وبدأ بممارسة هوايته المفضله التي ورثها، وهي تشكيل الفخار، حاول الانهماك، لكن عقله وقلبه يرفضان ان يبتعد عنه وجه سلوان، وتذكر آخر كلمه سمعها من إمرأه المعبد وتحذيرها له: حاذر تكذب أو تخدع
لوعة العشج مكتوب ع الجلوب.
بعد مرور يومين
ليلا
منزل صلاح.
بتلك المضيفه التي بأعلى المنزل.

توقف جاويد عن تكملة تشكيل تلك القطعه الفخاريه التي كانت بيديه، نهض يشعر ب سأم من كل شئ، شئ واحد فقط يفكر فيه سلوان تلك الجميله التي سلبت تفكيره قبل أن يراها، فجأه نهره عقله لائما: عقلك خلاص هيتجنن يا جاويد بجالك كام يوم مش مركز في حاجه، لأ والأدهى إنك كمان ناسي إلتزامتك وبتروح تجعد طول اليوم في الاوتيل تستناها لحد ما تنزل من أوضتها، كله من الوليه العرافه اللى جابلتها في المعبد بكلمتين منها لخبطت حالك.

لكن بنفس اللحظه ذم قلب جاويد عقله: كل اللى جالتلك عليه إتحقق وفعلا جابلت سلوان.
همس إسم سلوان برنين خاص يخترق قلبه مباشرة وإبتسم وهو يتذكر ملامحها وبالأخص شفاها لعق شفاه بلسانه بإشتهاء متشوقا يشعر برغبه في تذوق قبله من شفاها يعطي لنفسه تبرير أن تلك رغبه لا أكثر: بصراحه شفايفها تجنن، لو...
قطع حديث جاويد من فتح باب الغرفه وسمع آخر جمله له وأستغرب قائلا بغمز: مين اللى شفايفها تجنن يا ولد الأشرف، ولو أيه كمل كلامك؟
نظر جاويد نحو باب الغرفه صامتا، ثم جلس على أريكه بالغرفه دخل الآخر وجلس جواره قائلا: كمل يا ولد الأشرف، مين اللى شفايفها تجنن.
لكزه جاويد قائلا: إنت اللى سمعت غلط، وبعدين أنت مش راچع من المستشفى هلكان زى كل يوم، أيه اللى طلعك لإهنه دلوكيت.

تنهد جواد يشعر بشعور خاص يختلج بقلبه لا يعلم ما هو سببه، أو ربما يعلم جزء من السبب هو الإعجاب وكثرة التفكير بتلك الطبيبه التي لم يتحدث معها سوا مره واحده فقط، ولكن يراها بممرات المشفى عن بعد، يود أن يتحدث معها مره أخرى ربما علم سبب ذالك الشعور الغير مفهوم، ما بها أثار إنتباهه مثل أى فتاه عاديه، ربما يريد معرفة سبب ملامحها الحزينه، لكن لا ليس ذالك فقط هذا يعتبر فضول وتطفل منه.

لم يرد هو الآخر على سؤال جاويد وبدل دفة الحديث ونظر نحو تلك الطاوله قائلا: برضك نسيت تعملى الماج اللى جولت لك عليه، عالعموم أنا هعمله لنفسي دلوك ولا الحوچه لك.
نهض جواد من جوار جاويد وقام بتشمير كم قميصه عن ساعده وجلس خلف تلك الطاوله، وبدأ بتشكيل قطعة الفخار.

إبتسم جاويد ونهض هو الآخر يجلس خلف تلك الطاوله وبدأ بالتشكيل هو الآخر كأنهما يتبـ.ـاريان معا بصناعة الأميز، يتجذبان الحديث بأمور تلك الصناعه الى أن مر بهم الوقت دون شعور منهما سمعا صوت آذان، ترك جواد ما كان يفعله ونهض يتثائب قائلا: الحديت أخدنا والوجت كمان.

ده آدان الفجر الاولاني، أما أقوم أفرد ضهري عالسرير شويه، لحد الفچر ما يأذن أصلي وبعدها وأنام ساعتين، عندي عمليه الساعه خمسه العصر ولازم أبجى فايج ليها.
نهض جاويد هو الآخر قائلا: أنا كمان عندي أشغال مهمه ولازم أكون مركز.
بعد قليل إنتهى الإثنين من صلاة الفجر.

خلع جواد ثيابه وظل بسروال فقط، وتوجه ناحية الفراش، وتمدد عليه يتثائب لكن لفت نظره جاويد وهو يخلع ثيابه، نظر الى تلك الندبه الظاهره بصدره قائلا: لساه آثر الچرح ده معلم مكانه في صدرك.
نظر جاويد الى تلك الندبه التي بصدره يشعر بآلم مازال عالق ب فؤاده تنهد بغصه قويه.

شعر جواد بنفس الغصه قائلا: إنت عارف إنك السبب إنى أغير مسار حياتي وأبجى فاشل عيلة الأشرف وأدرس الطب، لما شوفتك غرجان في دmك ومبجتش عارف أعملك أيه عشان نـ.ـز.يف الدm ده يتوجف، وجتها جولت لازمن أبجى طبيب عشان محش أنى ضعيف وبلا حيله مره تانيه.
إبتسم جاويد بغصه قائلا: عارف، كلنا في لحظه إتغيرت أمنياتنا لل المستقبل.

تنهد جواد بغصه هو الآخر قائلا: أنا فاكر إنك كنت عاوز تبجى مهندس مدني وتبني قصور كبيره زى المعابد الجديمه، بس إنت اللى أختارت تدرس سياسه وإقتصاد وبرضك شيدت مصانع كبيره.
تسطح جاويد على الناحيه الأخرى للفراش كل منهم يشعر بفقد شيئ كان ذو أهميه كبيره بحياته.
تنهد جاويد قائلا: اللى حصل مكنش سهل، بس.

غريب القدر بلحظه كلنا بدلنا أمنياتنا، أنا حققت أمنية غيري، بس مع الوجت إكتشفت أنها كانت أمنيتي أنا كمان، كان حلم حياته يبجى حدنا مصنع واحد بجوا مصانع بس هو مبجاش موچود بينا.
أغمض كل منهما عيناه يخفي ذالك الحـ.ـز.ن الساكن بلقبيهم، لكن سكنت خيال كل منهم أميره آتيه من بعيد كأن لها تعويذة سحر خاص ألقتها على قلبه.
بالفندق قبل قليل
أغلقت سلوان التلفاز تتنهد بسأم وضيق ألقت جهاز التحكم وتسطحت فوق الفراش.

تذمرت قائله: هي دى الرحله الممتعه اللى خططت لها يا سلوان آخرها معظم الوقت محبوسه في أوضة الأوتيل مفيش غير ساعتين العصر بتنزلى تتمشى في جنينة الأوتيل، كل ده بسبب فرم القطر شنطة الهدوم ومعاها شنطة ايدك، كويس إنه لقى بطاقتى الشخصيه الله أعلم لو مش وجودها كان زمانى فين، حتى روحت فرع البنك هنا عشان يطلعلى يرا جديده قالى مش هطلع ال يزا قبل خمستاشر يوم، كويس إنى كنت محوله مبلغ جزء من حجز الأوتيل، بس ده كمان مع الوقت قيمة الحجز هتخلص وممكن الاوتيل يطلب منى دفع جزء تاني هعمل أيه دلوقتي وهصرف منين أنا مش معايا أى فلوس حتى تمن تذكرة القطر عشان أرجع لل القاهره من تاني، وحتى لما كلمت بابا من تليفون الاوتيل كل اللى على لسانه إنت فين، بس النظام ده يخـ.ـنـ.ـق أنا بقيت حاسه إنى زى اللى في سجن بيخرج ساعتين يشم هوا ويرجع تانى، أنا الصبح هكلم بابا وأقوله يحولي فلوس عالأوتيل هنا، بس أنا كدبت عليه وقولت له أن موبايلى ضاع دلوقتي هقوله أيه كمان عال يزا لو قولت له اللى حصلي وإنى كان ممكن أدهس تحت عجلات القطر زى الشنط وقتها الله أعلم برد فعله، هو سبق وحذرني من السفر لهنا قبل كده رغم إنى قولت له قبل كده نفسي أزور الاقصر بس هو كان بيمانع معرفش السبب، وأهو أول خطوه ليا في الاقصر لو مش...

توقفت عن حديثها مع نفسها تذكرت ذالك الموقف وهي بين يدي ذالك الغريب لحظه بلحظه عقلها يعيد ما حدث وتقاربه منها كذالك حين أمسك طرف وشاح رأسها يخفي شعرها الذي شبه إنسدل خلف ظهرها وخصله منه تمردت فوق جبينها وفمها شعرت بيده التي أخفت تلك الخصله أسفل وشاح رأسها، وضعت يديها حول عضديها بمكان يديه اللتان أمسكها بهم شعرت بحراره تغزو جسدها شعور غريب عليها لأول مره تصادفه بحياتها، لا تفسير لديها لهذا الشعور، رغم أن وقتها كان عقلها فصل عن الإدراك لكن خزن عقلها كأنه شريط يديو تعجبت من ذالك وقتها كانت بلا إدارك لكن فهمت ماحدث لها أنها.

الذاكره البشريه أقوى من أعظم ذاكره إليكترونيه فهي تسجل ما يحدث دون ضغطة ذر إدخال المعلومـ.ـا.ت، تنهدت تستعجب من ذالك الشعور لديها تخيلت عصرا أنها رأت ذالك الغريب بالفندق وأرادت النداء عليه لكن صمتت لا تعرف بماذا تنادي عليه، وحين أقتربت من مكان تواجده بالفندق كأنه إختفى، زفرت نفسها وأغمضت عينيها تشعر بنبضات جديده على قلبها، ربما ذالك أثر ما حدث لها قبل يومين.
.
بغرفه صغيره ب بيت مخصص للمغتربات.

غرفه مرفقه بحمام مناسب لها
خرجت إيلاف من الحمام بيديها منشفه تجفف بها وجهها، ثم وضعتها على أريكه صغيره بالغرفه وجذبت سجادة صلاه وفرشتها بإتجاه القبله، تنهدت ببسمه قائله: الست المشرفه بتاع الدار رغم أن شكلها قاسيه بس لما سألتها عن إتجاه القبله قالتلى عليه، أما أصلى الفجر وبعدها أقرى ورد القرآن بتاع كل يوم.

بعد قليل أغلقت المصحف، نهضت من فوق سجادة الصلاه، وضعت المصحف على طاوله جوار الفراش، ثم فتحت شباك الغرفه تنفست تلك النسمه الصباحيه العليله والمنعشه بهواء شبه بـ.ـارد لكن بنفس الوقت شعرت بوخز بسيط في عينيها كآن بعض الرمال الناعمه دخلت الى عينيها، ورابت الشباك وعادت نحو المرآه وتنظر لإنعكاس عينيها لكن كما خمنت السبب، دخول بعض الرمال الناعمه لعينيها، لحظات وينتهى هذا الوخز، لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفها، إبتسمت وهي تعلم من التي تتصل عليها بهذا الوقت، جذبت هاتفها وقامت بالرد: صباح الخير يا ماما، لازم كل يوم تتصلي عليا بعد العشا بعد الفجر مباشرة، وتتأكدي إن كنت صليت الفجر أو لاء.

ردت والداتها: في صلاة الفجر بركه كبيره يا بنت، ربنا يبعد عنك كل شر.
آمنت إيلاف على دعاء والداتها قائله: والله أنا بقالى تلات أيام هنا في الاقصر معاملة الناس هنا كويسه جدا، ناس طيبين، يعنى متقلقيش أنا هنا في أمان، عكس اللى كنا بنسمعه عن أهل الصعيد وتشـ.ـددهم ومشكلة التار اللى منتشره بينهم.
تنهدت والداتها قائله: بلاش تآمنى ولا تحكمي عالناس بسرعه كده، مفيش دخان من غير نار.

تنهدت إيلاف قائله: إنت عارفه انى مش باخد عالناس بسرعه بس ده اللى لغاية دلوقتي شيفاه عالعموم أنا لسه في الاول وصعب أحكم على شئ هنا، بس بتمنى يفضل الوضع كده هادي، أنا من المستشفى ل دار المغتربات ماليش أختلاطات بحد غريب.
آمنت والداتها على أمنيتها، تشعر بغصه في قلبها تعلم سبب أن من صفات إيلاف الإنزواء عن البشر خشية أن تسمع كلمه تجـ.ـر.ح شعورها، لكن قالت: ومديرة الدار بتعاملك لسه بنشوفيه.

ردت إيلاف: هي واضح أنها ست مش بتحب الأستهتار حتى قالتلى اما يبقى ليا نبطشيات ليل في المستشفى أبقى أقولها تصوري يا ماما طالبه منى تقرير من المستشفى بأيام نبطشيات الليل بتاعتى، شكلها ست قويه حتى سمعتها إمبـ.ـارح بتزعق مع بنت وقالت لها تخلي أوضتها بسبب تأخيرها وانها كـ.ـد.ابه مش بتتأخر في شغلها.
ردت والدة إيلاف: وهي مالها بمواعيد شغلها.

ردت إيلاف: خايفه على سمعة الدار، وكمان لاحظت أنها بتخاف عالبنات أوي، وكمان شوفتها بتقعد مع بعض البنات كأنهم اصحابها، أنا زى ما قولتلك في حالي.
بعد قليل قبل خروج إيلاف من دار المغتربات قابلتها مديرة الدار قائله: كنت لسه هطلع لك أوضتك، كويس إتقابلنا قبل ما تخرجي من الدار، أنا لاحظت إنك بتخرجي الصبح وبترجعى العشا تقريبا، إنت مش ليك مواعيد محدده في المستشفى.

ردت إيلاف: هو المفروض ليا ورديات معينه بس أنا لسه جايه جديده غير كمان وجودي في المستشفى يعتبر عمل إنساني، حضرتك عارفه مستشفيات الحكومه الدكاتره بتهرب منها وبصفتى غريبه عن هنا بحاول أشغل وقتى وأفضل في المستشفى أهو يمكن أتسبب في إنقاذ مريـ.ـض محتاج إستشاره طبيه ومش قادر على فيزيتا عياده لدكتور.

إبتسمت مديرة الدار بإنشراح وشعرت بألفه خاثه إتجاه إيلاف قائله: تمام، بس متنسيش أبقى هاتيلى من المستشفى تقرير بأيام النبطشيات الليله بتاعتك عشان الدار ليها نظام، في هنا ممرضات انا طلبت منهم مواعيد نبطشياتهم، عشان باب الدار بيتقفل بعد الساعه عشره بالليل، بس إستثناء للى بيقدmوا تقارير أن مواعيد شغلهم ممكن تبقى ليليه، أنا بدي للمشرفه خبر تستنى لحد ما يرجعوا عشان تفتح لهم باب الدار، وده بس للى بيقدm تقرير، لكن اللى بتدلع وتفكر إن ده تدخل مني في شؤنها تقدر تشوف لنفسها شقه خاصه أو أوتيل، إحنا هنا دار مغتربات وملتزمين بالقوانين وقبل القوانين الأخلاق المحترمه.
إبتسمت إيلاف قائله: حاضر هجيبلك تقرير من المستشفى بمواعيد نبطشياتي الليله.
إبتسمت لها مديرة الدار برحابه قائله: تمام، إتفضلى روحي لشغلك وربنا يوفقك.
إبتسمت إيلاف وغادرت، إبتسمت من خلفها مديره الدار بتنهيد قائله: واضح إن زى ما إتقالي عليها، محترمه ومؤدبه، شكلها تستاهل التوصيه من عم بليغ، ربنا يحرسك يا بت من كل شر.
منزل صلاح
غرفة جاويد.

لم يكمل إرتداء بقية ثيابه وفتح درج بمرآة الزينه وجذب تلك البطاقه الإتمانيه، وإبتسم وهو يتذكر بالأمس حين رأى سلوان بحديقة الفندق هو منذ يومين يراقبها عن كثب، رغم أنها لا تخرج من غرفتها الأ بعد العصر، وتظل قليلا بحديقة الفندق او تسير بمكان قريب من الفندق ثم تعود له وتذهب الى غرفتها ولا تغادرها، لاحظ أيضا أنها ترتدى نفس الثياب التي كانت بها تلك الليلة، أجزم ان ربما ذالك بسبب، حقيبتب ثيابها ويدها اللتان أندهسا اسفل عجلات القطار، تذكر أيضا أن من عثر على تلك البطاقه الإئتمانيه هو بليغ وأعطاها له كي يعطيها لها بالفندق الذي أوصلها له، بالفعل بالغد كاد أن يعطي لها تلك البطاقه لكن آتى له إتصال هام وغادر سريعا من الفندق، لكن اليوم لن ينتظر الى أن تخرج الى حديقة الفندق عصرا.

بعد قليل
بالحديقه التي تتوسط بين منزلي، صلاح وصالح
أثناء خروج جاويد من المنزل توقف جوار سيارته حين رأى دخول مسك الى المنزل
إبتسم حين إقتربت منه قائله بإنشراح: صباح الخير يا جاويد.
رد عليها الصباح مبتسما.
إنشرح قلب مسك أكثر قائله: أنا جايه عشان أخد حفصه وننزل الأقصر نشتري شوية طلبات ومستلزمـ.ـا.ت عشان كتب الكتاب، وكمان نشتري لينا فستانين حلوين.

رد جاويد بمجامله بريئه: إنتم مش محتاجين فساتين حلوه إنتم تزينوا أى فستان، عالعموم، حفصه تلاجيها بتشيل مع ماما الفطور، أدخلى ليها لأنها بتاخد وجت على ما تجهز.
كاد قلب مسك ان يخرج من صدرها من كلمة جاويد البريئه وقالت بإنشراح قلب: ما هو ده السبب إنى جيت النهارده جبل كتب الكتاب بكام يوم عشان عارفه حفصه صعب تعچبها حاجه، عشان يبجى في وجت لو معجبهاش فستان چاهز نلحق نفصل فستان على ذوجها.

إبتسم جاويد وهو يفتح باب سيارته قائلا: عارف حفصه هي كده دايما متردده وفي الآخر بترجع لاول شئ، عالعموم، عجبالك إنت كمان يا مسك جريب إن شاء الله، أو أجولك يارب تبحي صحبه مع حفصه، يلا أنا لازمن أمشى عندي ميعاد مهم.

قاد جاويد السياره مغادرا، ومازالت مسك سارحه تنظر الى سيارة جاويد أن غاب عن رؤية عينيها، تشعر بسعاده بالغه، ظنت نهاية حديث أنه تلميح منه، تنهدت بإنشراح، هامسه: شكل عمل المحبه هيچيب مفعول، وجاويد هينطج(هينطق) أخيرا ويجول عاوز مسك تبجى مرتي.

لكن سرعان ما سأم وجه مسك حين رأت إقتراب زاهر من مكان وقوفها تجاهلته وسارت بخطوات سريعه نحو منزل صلاح، غير آبهه حتى بنداؤه عليها لا تود إفساد مزاجها بعد حديث جاويد معها الذي ادخل أمل سعيد بقلبها.
بالقاهره بشقة هاشم
دخلت دولت الى المطبخ قائله: برضوا بتشرب قهوه عالريق، بقالك أكتر من يومين مش بتنام ساعتين على بعض مش عارفه سبب لقلقك ده؟

نظر هاشم لها بآستغراب قائلا بذم: وعاوزاني أنام براحه وأنا معرفش بنت فين؟
تنهدت دولت قائله: مش إتصلت على التليفون الأرضى للبيت كذا مره وطمنتك عليها يبقى لازمته أيه القلق الزايد ده.
تنرفز هاشم قائلا: أيوه أتصلت وطمنتنى انها بخير وقالت أن موبايلها ضاع منها، بس لما سألتها هي فين توهت في الكلام،
بنفس اللحظه بالأقصر
بالفندق.

جذبت سلوان الهاتف الارضى الذي بالغرفه وطلبت من الاستقبال الأتصال برقم أعطته له، وإنتظرت لدقائق تزفر نفسها بلوم قائله: معرفشى كان عقلك فين يا سلوان حتى كنت لبستي أى خاتم او سلسله دهب من بتوعك كان سهل تتصرفى وتبيعها وبتمنها حتى تشتري تذكره للرجوع للقاهره، لكن كنت بتسحبى زى الحـ.ـر.اميه وإنت طالعه من الشقه، مفيش معايا غير السلسه الصغيره اللى في صدري دى ودى مستحيل أبيعها دى آخر تذكار ليا من ماما.

بنفس اللحظه صدح الهاتف الارضي رفعت السماعه سريعا، سمعت صوت زوجة أبيها شعرت بضيق قائله: أنا سلوان ممكن تديني بابا.
ردت دولت برياء تدعى اللهفه الكاذبه: سلوان إنت فين.
خـ.ـطـ.ـف هاشم سماعة الهاتف من يد دولت حين سمعها تقول سلوان، وقام بالرد عليها متسألا: إنت فين يا سلوان؟
ردت سلوان: أنا بخير يا بابا إطمن وكنت متصله عليك عشان.

قاطعها هاشم بلهفه قائلا: عشان أيه عشان تطمنى أبوك المغفل، اللى سافرتى من غير ما تاخدى الاذن منه، كأنى مش موجود، قولى لى إنت فين.
شعرت سلوان بفداحة ما فعلته وقالت بحياء: أنا آسفه يا بابا، أنا كنت هقول لحضرتك، بس خـ.ـو.فت ترفض إنى أسافر، وكمان أنا سافرت عشان أسيبلك الشقه مع طنط دولت إنتم عرسان جداد.

زفر هاشم نفسه بغضب قائلا: عذر أقبح من ذنب يا سلوان، أنا طول عمرى كان عندي ثقة فيك بس سفرك بالشكل ده بدون ما تقولى لى فقدتى ثقتى، قولى لى إنت فين.
ردت سلوان بتبرير: انا مش اول مره أسافر
حضرتم عارف إنى سافرت قبل كده كذه مره لوحدي.

تنهد هاشم بغضب: كنت ببقى عارف إنت رايحه فين وبوصلك بنفسى للطياره، لكن المره دى أتفاجئ إن بنت مش في الشقه وأتصل على موبايلها مش بترد ولما ردت بهد نص الليل تقولى أنا سافرت حتى مقالتليش هي فين، قولى إنت فين؟
ردت سلوان: بابا أنا بتصل عليك عشان كده، أنا محتاجه تحولي فلوس عشان أرجع للقاهره تاني.
تعجب هاشم قائلا: . أحولك فلوس ليه والكريديت بتاعك فين؟

ردت سلوان: . الكريديت بتاعي ضاع مني ومكنش معايا اى فلوس سايله.
تسأل هاشم بشعر بشعور سئ: الكريديت والموبايل الإتنين ضاعوا منك إزاي.
تـ.ـو.ترت سلوان بماذا تجيب على والداها، وأغلقت الهاتف بلحظة خطأ منها.
بالفندق
إتخذ جاويد القرار ولا تراجع، وقف أمام موظف الأستقبال قائلا: من فضلك عاوز أتصل على أوضة نزيله هنا في الفندق.
تسأل الموظف قائلا: أوضه رقم كام حضرتك.

أعطى جاويد رقم الغرفه للموظف الذي سرعان ما أستجاب وأتصل على هاتف الغرفه
ردت سلوان سريعا: أيوا يا بابا، لكن شعرت بحياء حين تحدث لها موظف الاستقبال بالفندق وأخبرها أن هنالك شخص يود الحديث إليها، في البدايه تعجبت فهى لا تعرف أحد هنا لكن الفضول جعلها تسمح له أن يعطى له الهاتف.
رد جاويد: أنا آسف حضرتك أنا اللى وصلتك للفندق قبل يومين.
تنهدت سلوان وتذكرته سريعا قائله: . آه أهلا وسهلا. خير.

رد جاويد: خير، حضرتك في ليك أمانه معايا ممكن نتقابل عشان تاخديها.
تعجبت سلوان عن أى أمانه يتحدث، لكن قالت: تمام عشر دقايق وأكون في لوبي الاوتيل.
اعطى جاويد سماعة الهاتف الى موظف الفندق مبتسما، وظل واقفا مكانه يترقب حضورها.
بينما سلوان كادت ان تخرج من باب الغرفه، لكن صدح الهاتف الأرضى، ذهبت ترد عليه سريعا، سمعت صوت والداها قائلا بتهجم: قفلتى الخط ليه، قوليلى إنت فين؟

ردت سلوان: أنا في الأقصر يا بابا ومحتاجه تحولى فلوس.
صدmه بل صاعقه ضـ.ـر.بت قلبه، ظل للحظات صامتا قبل أن يقول: إرجعى للقاهرع فورا.
ردت سلوان: مش هعرف مش معايا حتى تمن تذكرة القطر، عشان كده بقولك حولى فلوس.
تنهد هاشم بغضب قائلا: لأ مش هحولك فلوس، خدى عربيه خاصه من الأقصر وإرجعى القاهره ولما توصلى انا هحاسب صاحب العربيه، بس ممنوع تفضلى عندك، فهمتي.
تنهدت سلوان قائله بإستسلام: . تمام يا بابا.

قالت سلوان هذا وأغلقت الهاتف تشعر بغصه، أرادت رد آخر من والداها ان يرسل لها المال دون تحكم منه، تدmعت عينيها للحظات، لكن تذكرت حديثها مع ذالك الغريب، أرادت معرفة ما هي تلك الامانه الخاصه بها، حسمت أمرها بالنزول ومعرفة الامر ثم بعدها، ستطلب من الفندق إغلاق حسابها وتعود للقاهره مره أخري، غادرت الغرفه.
بالأستقبال.

إنشرح جاويد حين رأى سلوان تقترب من مكان وقوفه، كانت كل خطوه تسيرها يشعر بخفقان يزداد في قلبه، كذالك هي تشعر بنفس الخفقان الى أن أقتربت من مكان وقوفه، رسمت بسمه قائله: آسفه أتأخرت عليك بس كان معايا مكالمه مهمه، خير، أيه هي الامانه اللى تخصنى.
إبتسم جاويد قائلا: أنا اللى متأسف إنى أزعجتك، بس الامانه اللى معايا أكيد مهمه ليك.

وضع جاويد يده بجيبه وأخرج تلك البطاقه ومد يده بها ل سلوان قائلا: الكريديت دى أكيد بتاعتك، عم بليغ لقاها بين قضبان القطر وإدهالى عشان أجيبها ليك.
بدهشه مدت سلوان يدها وأخذت البطاقه منه قائله: فعلا الكريديت دى مهمه جدا ليا وجت في وقتها المناسب، أنا بشكرك جدا وكمان عاوزه أشكر عم بليغ وأرجع له الچاكت بتاعه، بس معرفش اوصله إزاي.
رد جاويد يشعر بإنشراح في قلبه بسبب بسمة سلوان الصافيه: الچاكت بتاعي مش بتاع عم بليغ.
إبتسمت سلوان قائله: تمام ممكن تستناني خمس دقايق هطلع أجيبه من ألاوضه وانزل بسرعه.
أومأ جاويد لها رأسه، ود لو يقول لها سأنتظرك الباقى من عمري.
بينما هاشم
عاود الإتصال مرات على رقم الهاتف التي إتصلت منه سلوان، يتنهد بإستجداء قائلا: ردى يا سلوان.

بينما دخلت دولت عليه متعجبه من منظره وجهه الموجوم كذالك من محاولات إتصاله التي لا رد عليها، فقالت: في أيه هاشم، مش خلاص عرفت مكان سلوان، هي يومين هتتفسح في الأقصر هتروق مزاجها وترجع لهنا تاني.
نظر لها هاشم بتعسف وبعقله يتردد قول تلك المنجمه التي قابلها قبل سنوات بالاقصر: إرحل ببتك من إهنه، وحاذر بتك ترچع تاني لإهنه إن رچعت لل الأقصر مره تانيه مهتعاوديش لك، دmها الفديه قربان فك طلسم لعنة الماضي.
بالفندق
بغرفة سلوان.

جلست على أحد المقاعد تتنهد براحه وهي تنظر الى تلك البطاقه الإئتمانيه الخاصه التي بيدها، بعد أن كانت قررت العوده إستجابه لآمر والدها أرجأت ذالك قررت البقاء لبضع أيام تسمتع بالتجول والتنزه بالأقصر، لكن قبل هذا عليها شراء بعض الثياب كذالك هاتف جديد، الآن لم يعد المال عقبه أمامها، نهضت سريعا حين سمعت رنين هاتف الغرفه، ردت مبتسمه لكن سرعان ما أختفت تلك البسمه حين سمعت حديث والداها المتهجم والحاسم: سلوان إرجعي للقاهره فورا.

ردت سلوان بعناد: لاء يا بابا أنا خلاص لقيت الكريديت بتاعتي هفضل هنا كم يوم أتفسح، وحتى كمان أسيبك مع عروستك تتهنى شويه أكيد وجودى معاكم في نفس الشقه عامل ليها إحراج.
زفر هاشم نفسه بغضب قائلا: سلوان بلاش عند وإرجعى فورا والا رد فعلي قادر أرجعك لهنا تاني غـ.ـصـ.ـب.

تنهدت سلوان بعناد قائله: بابا قولتلك انه مش أول مره أسافر لمكان لوحدي، تفرق أيه الأقصر عن سفري لأي مكان غيرها، معرفش سبب لرفضك المستمر عليها، بابا هو أسبوع وهرجع للقاهره.

قالت سلوان هذا وأغلقت الهاتف قبل أن تسمع رد والداها، التي لا تعلم سبب لتحكمه هذا، لكن تذكرت قائله: أنا نسيت الشخص اللى جابلى الكريديت، زمانه أستغيبني وأضايق أو مشي، عالعموم هاخد الچاكيت وأنزل ويارب يكون لسه موجود، أقل حاجه أشكره، بصراحه لولاه كان زماني هرجع تانى غـ.ـصـ.ـب للقاهره قبل ما أزور قبر ماما لأول مره في حياتي.

بعد دقائق توجهت نحو المكان الذي كان ينتظرها به جاويد، لكن في البدايه ظنت أنه غادر لكن شعرت بآنامل يد توضع على كتفها بتردد.
إستدارت خلفها وسرعان ما إبتسمت له بأعتذار: آسفه أتأخرت على ما نزلت بالچاكيت.
إبتسامتها كأنها بنظره لها سحر خاص فاتن بالنسبه له، رد بإبتسامه: فعلا، أنا كنت إستغيبتك وكنت ماشي، بس جالى إتصال ووقفت أرد عليه شوفتك وإنت نازله على السلم، والچاكيت في إيدك، فرجعت لهنا تاني.

قال هذا ومد يده كي يأخد منها المعطف الخاص به0
تركته له بإبتسامه ثم مدت يدها الأخرى بذالك السوار الفضي قائله: أنا كنت لقيت الأسوره دى في جيب الجاكيت.
شعر جاويد بغصه قويه في قلبه ومد يده وأخذ منها السوار، بلا حديث.
لم تلاحظ سلوان سأم وجهه، لكن قالت له: .
بصراحه أنا مش عارفه أشكرك على أيه ولا أيه، بسبب أنا لسه موجوده على قيد الحياه، وكمان بطاقتي والكريديت.

لمعت عين جاويد بنظره خاصه هو نفسه لايفهم تفسير لها قائلا: كل شئ له سبب، وأنا كنت سبب مش أكتر.
إبتسمت له قائله: فعلا كل شئ له سبب، وإنت السبب إنى هفضل هنا كام يوم في الأقصر بعد خلاص ما كنت هرجع للقاهره من تانى، آجلت الرجوع وقررت أستمتع هنا بجمال الأقصر.
شعر جاويد بإنشراح في صدره قائلا: متأكد الأقصر هتعجبك جدا.

أكدت سلوان على قوله: أكيد أنا كنت شوفت أماكن ومزارات عالنت قبل ما أجي، وكمان غير المعابد، قدامى أسبوع أستمتع بيه هنا وأشوف الاقصر كلها.
إبتسم جاويد لكن بنفس اللحظه جاء إليه فكره قائلا: بس أنا أقدر أخليك تشوفي الأقصر كلها في ساعتين زمن.
تعجبت وهي تنظر له متسأله: . إزاي ده بقى.

قبل أن يرد جاويد صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم ل سلوان قائلا: مش هقدر أقولك إزاي دلوقتي، بس لو حابه وقلبك جـ.ـا.مد نتقابل الساعه سته المغرب.

للحظات ترددت سلوان وكادت ترفض لكن الفضول تملك منها غير أنها تشعر بالراحه النفسيه إتجاه هذا الشخص الغريب والعجيب هذا الشعور لديها إتجاهه، بسبب ما قابلته سابقا من إدعاءات وأكاذيب لبعض الاشخاص تدعى الإحترام وتصدm بحقيقتها فيما بعد، ترددت قليلا لكن هنالك شعور آخر لا تعلمه يجذبها نحو هذا الشخص التي حتى لا تعرف إسمه، لكن ذلة لسان بدل أن ترفض، قبلت: تمام هستناك هنا في لوبي الاوتيل الساعه سته.
بعد قليل.

بالأقصر
بأحد محلات بيع الثياب
وقفتا كل من حفصه ومسك تتشاوران حول إنتقاء بعض الثياب، اقنعت مسك حفصه بأحد الثياب، رغم عدm إقتناع حفصه لكن وافقت مسك في تجربة إرتداء ذالك الطقم ورؤيته عليها كتجربه قبل الشراء
أخذتا الأثنين الطقم وذهبتا الى مكان قياس الثياب، بنفس اللحظه صدح رنين هاتف مسك، أخرجت الهاتف من حقيبة يدها ونظرت له ثم ل حفصه قائله: دى عمتك هرد عليها وإنت إدخلي إلبسي الطقم.

دقيقه ورجعالك، هتشوفى ذوجي هيعجبك جوي.
أومأت حفصه لها برأسها مبتسمه تقول: سلمليلى على عمتي.

تركت مسك حفصه التي وقفت مخضوضه حين فتح باب مكان القياس فجأه وكادت تتصادm مع فتاه، توقفت هي الاخرى بخضه لثوانى ثم تجاهلت حفصه ومرت من جوارها دون حديث، شعرت حفصه نحوها بضيق دون سبب او ربما أعتقدت ان عدm حديث الاخرى تعالي منها وهنالك سبب آخر أنها ترتدي زى مثل التي أختارته لها مسك ويبدوا عليها أنيق للغايه هي تفوقها أنوثه بالهيكل الجسدي، قررت عدm قياس ذالك الطقم وعادت مره أخرى، تنظر نحو تلك الفتاه التي ذهبت ووقفت مع إحدى البائعات التي وقفت تمدح بمدى أناقة الزى عليها وجسدها الذي يزينه برونق جذاب، تمدح أيضا بذوقها الانيق في إختيار ما يلائم جسدها، رأت إبتسامة الأخرى لها، حتى إبتسامتها جذابه، شعرت بغيره من تلك الفتاه لا تعرف لها سبب، بينما الأخرى ردت على تسأول البائعه: لأ مش من الأقصر أنا من القاهره أنا هنا سياحه.

إبتسمت لها البائعه بمجامله قائله: خساره ياريتك من إهنه كنت خطبتك لاخويا بيشتغل محاسب في مصنع الأشرف بتاع الخزف.
إبتسمت لها قائله: ربنا يرز.قه ببنت الحلال دلوقتي أنا عرفت إن المحل بيقبل الدفع بال يزا، ال يزا بتاعتى أهى.
إبتسمت البائعه لها قائله: تمام، إتفضلى أكتبى الرقم السرى بتاعها.
ردت سلوان: تمام
بعد قليل، آتت البائعه لها بمجموعه من الأكياس قائله: إتفضلي تدوبيهم بعافـ.ـية.

إبتسمت سلوان لها قائله: . هو مفيش هنا مكنة سحب فلوس عاوزه اسحب مبلغ من ال يزا محتاجه له سايل معايا، وكمان محتاجه أشتري موبايل جديد اللى كان معايا ضاع.
أرشـ.ـدتها البائعه قائله: في جنبنا مباشرة هنا محل بيع موبيلات وهتلاقي كمان چنبيه مكنة سحب فلوس.

إبتسمت لها سلوان شاكره وتركتها لكن قبل خروجها من المحل، كادت تتصادm مع مسك التي تجنبت منها لكن لفتت نظرها، وبعد ان كادت تصل الى مكان حفصه عادت سريعا تنظر خارج المحل لكن لم ترى سلوان، وقفت تنظر بكل إتجاه بتأكيد، لكن هي أختفت، ربما ما رأته كان خيال، فتلك تشبه كثيرا صوره قديمه رأتها سابقا
بحوالي الرابعه والنصف عصرا
بالمشفى.

اثناء سير إيلاف بممرات المشفى سمعت نداء عليها، نظرت خلفها ووقفت تنتظر مبتسمه قائله: عم بليغ.
بعد لحظات أمامها يلهث قليلا قائلا: أزيك يا دكتوره إيلاف، كده برضوا نسيتي عمك بليغ جيت لهنا أكتر من مره عشان أغير عالجـ.ـر.ح ومكنتش بعتر فيك، واللى كان بيغيرلى عالجـ.ـر.ح الممرضات وايديهم تجيله جوي، ويفعصوا في يدي.

إبتسمت له قائله: أنا طول اليوم ببقى هنا في المستشفى، بروح عالنوم بس، أكيد ببقى مشغوله مع مريـ.ـض، بس كويس أهو النهارده عترت عليا.
مد يده لها بموده بكيس ورقي قائلا: ده من حظك الحلو وأنا چاي للمستشفى جابلني بياع نبق صابحين أوعي تكسفي يدي.
إبتسمت له ومدت يدها أخذت إحدى الثمرات من الكيس نزعت عنها القشره ثم وضعتها بفمها مستلذه قائله: لاء مش هكسف يدك أنا بحب النبق جدا، ولو إديتنى الكيس كله هاخده.
مد يده به لها قائلا: يبجى الكيس كله من نصيبك.
إبتسمت له وشعرت بالحرج قائله: أنا كنت بهزر.
إبتسم بليغ حين رأى إقتراب جواد من مكان وقوفهم قائلا: الدكتور جواد كمان بيحب النبق.
إبتسم جواد وهو يقف جوار بليغ قائلا: أحلى وألذ نبق تاكليه من يد عم بليغ.
وضعت إيلاف ثمره أخرى بفمها قائله: فعلا طعمه لذيذ وصابح إتفضل.
إبتسم جواد ومد يده بالكيس أخذا ثمره وضعها بفمه قائلا: بسرعه إتعرفتي على عم بليغ.

إبتسم بليغ قائلا: الدكتوره هي اللى خيطت لى يدي، وبصراحه هي أحن كتير من الممرضات اللى هنا، اللى ناجص يطردوني.
إبتسم جواد ينظر ل إيلاف عيناه تلمع بشعور خاص، لكن شعر بالغيره حين تحدث بليغ بعفويه: .
الدكتوره إيلاف بلسم، ياريتها كانت جت لإهنه من زمان، جبل ما أشيب كنت جطفت لها النبق من عالشجر بيدي.

إبتسمت إيلاف تشعر بآلفه خاصه من هذا الرجل، بسمتها نغزت بقلب جواد وشعر بغيره من طريقة تبادل الحديث الودى والمرح بين بليغ وبينها كآنهما يعرفان بعض منذ زمن، ود أن يخـ.ـطـ.ـفها من أمام بليغ أو يقوم بإبعاده عنها خشية شئ ما يشعر به، من نظرات الاعجاب التي بعين إيلاف ل بليغ.
نظر بساعة يده قائلا: أنا عندي عمليه جراحيه بعد نص ساعه، لو الدكتورع تحب تشارك في العمليه.
إبتسمت إيلاف بلهفه قائله: عملية أيه؟

رد جواد: عملية قلب مفتوح ل طفل صغير.
تعجبت إيلاف قائله: هو النوع ده من العمليات بيتم هنا في المستشفى دى.
رد جواد: أيوا المستشفى فيها جزء صغير مخصص لجراحة القلب، بس طبعا، الحجز بالأسبقيه او بالواسطى، بس ده طفل صغير ومحتاج تدخل سريع صدفه من كام يوم والده قابلنى على باب المستشفى وقالى إن المدير السابق عطاه ميعاد بعد أربع شهور، بس لما جابلى إبنه لقيت إنه محتاج تدخل سريع والإنتظار مش في صالحه.

إبتسمت إيلاف له قائله: تمام أنا دى هتبقى أول عمليه أحضرها بعد التخرج.
إبتسم لها بليغ قائلا: ربنا يوفقكم ويجعل شفا الطفل ده على إيديكم، يلا هروح أشوف أى ممرضه تغيرلى عالجـ.ـر.ح النهارده وأستحمل بقى.
إبتسمت إيلاف قائله: هستناك بكره في نفس الميعاد ده وأنا اللى هغيرلك عالجـ.ـر.ح، بس إنت إدعي لي دى أول عمليه خطيره في حياتى أشارك فيها وانا دكتوره مش طالبه.
إبتسم لها بليغ قائلا: ربنا هيوفقكم عشان قلوبكم الطيبه.

شعر جواد بغيره لم يستطيع إخفائها قائلا: أظن الوقت لازم نتعقم عشان العمليه.
فهم بليغ نبرة صوت جواد إبتسم ساخرا ماذا يظن به يعتقد أنه ينظر ل إيلاف ك حبيبه، هي فعلا حبيبه، لكن ك أب، لا حبيب.
بينما هي نظاراتها مختلفه ل بليغ، وهذا ما يحز بقلب جواد، لا يعرف لما.

إبتسم بليغ وهو ينظر لسيرهم جوار بعضهما شعر من نظرات جواد ل إيلاف أنه ربما هنالك مشاعر خاصه تنمو إتجاه إيلاف، راهما متكافأن بشـ.ـده لبعضهما، دخل الى قلبه أمنيه أن يرى هذان يوما بزي عريس وعروس.
فى السادسه وعشر دقائق مساء.

إنشرح قلب جاويد حين رأى سلوان آتيه الى مكان الاستقبال بالفندق، رأى زيها الانيق الملائم لها يبرز جمال جسدها بآناقه غير سافره، مع ذالك ليس ضيق على جسدها هي ليست نحيفه ومع ذالك ليست سمينه، بجسد ممشوق.
إبتسم جاويد حين إقتربت منه سلوان ونظر لساعة يده قائلا بمزح: عشر دقايق تأخير، الساعه سته وعشره
إبتسمت له بمرح قائله: مفيش ست بتوصل في ميعادها مظبوط.

إبتسم لها قائلا: الأعتراف بالحق فضيله، عالعموم خلينا نتحرك عشان الوقت.
إبتسمت له قائله: بصراحه عندى فضول أعرف أزاي هشوف الاقصر كلها في ساعتين، مفيش غير طريقه واحده وهي هليكوبتر.
إبتسم لها قائلا: تخمينك فيه جزء صح، بس مش هليكوبتر، حاجه مشابه ليه، دقايق وهت عـ.ـر.في.
أومأت له رأسها وسارت لجواره الى انا وصلا الى سيارته، صعدت لجواره، بعد دقائق أوقف السياره وترجل منها، يشير لها بالنزول هي الأخرى.

ترجلت من السياره تنظر نحو المكان قائله: منتطاد، إزاي مجاش في بالي، أنا شوفت ده وأنا بعمل سيرش عالنت عن الاقصر بس أنا...
صمتت فجأه حين أصبح أمامها جاويد، لكن تسأل بفضول: بس إنت أيه، قلبك مش جـ.ـا.مد.
شعرت سلوان برجفه حاولت إخفائها قائله: قلبي جـ.ـا.مد، بس الحكايه هنا مش حكاية قلب، أنا قريت عن حوادث كتير إن المنتطاد أوقات بيفرقع وهو في السما.

إبتسم جاويد متفهما: قولتى أوقات يعنى مش دايما، دى حوادث فرديه، وممكن تكون بسبب أن اللى بيوجه المنتطاد معندوش فكره عن طريقة التعامل معاه، عالعموم متخافيش، كل حاجه في الحياه مجازفه.
تسألت برجفه: وأنت تعرف تتعامل مع المنتطاد كويس، أنا لسه من يومين بس كنت في مواجهه مع مـ.ـو.ت محقق تحت عجلات القطر، مش يمكن عزرائيل مستنينى فوق.

ضحك جاويد ومد يده لها قائلا: متخافيش، متأكد المجازفه مش هضرك بالعكس يمكن تجمد قلبك أكتر، الرؤيه من فوق شكل تاني، خلي عندك ثقه صدقينى وهتشوفي.

نظرت سلوان ل يد جاويد المدوده للحظات تفكر في الهرب خشية ذالك الرهاب الذي لديها من الأماكن المرتفعه، كذالك رهاب الأماكن الضيقه والمنتطاد حجمه يساع لإثنين فقط، لكن نبرة صوت جاويد الواثقه تجذبها للموافقه دون إراده منها، لا تعلم سبب لثقتها الزائده به، فكرت للحظات بالتراجع والرفض، لكن حسها جاويد وهو مازال يمد يده لها قائلا: بلاش تفكري كتير، أوقات قرار مـ.ـجـ.ـنو.ن في لحظة تسرع بيبقى وراه فوز ومتعه عظيمه.

لا تعرف كيف رفعت يدها ووضعتها بيد جاويد الذي سحبها للدخول الى المنتطاد وقام بتشغيله، شعرت بهزه قويه وكاد يختل توازنها لكن أطبقت يدها تتمسك بيد جاويد، وحرف المنتطاد، بسبب إندفاع المنتطاد الى الأعلى، إبتسم جاويد وشعر بلسعة كهرباء تمس قلبه مباشرةبسبب برودة يدها التي بين يده تحدث: غريبه إيديك ساقعه كده ليه، مع إن الجو يميل لل الحر أكتر من الخريف.

شعرت بخجل وسحبت يدها من يده، مازالت تشعر برهبه من صعود ذالك المنتطاد لأعلى، نظرت الى تلك الشعله الموجوده بالمنتطاد أسفل ذالك البالون الكبير الملون، شعرت بتوجس قائله: بسمع دايما عن إن المنتطاد بيتحرق في الجو.
ضحك جاويد قائلا بتلاعب: فعلا حصلت كذا حاله المنتطاد ولع وهو طاير في الجو.
توجست سلوان ونظرت نحو الأرض قائله: إحنا لسه قريبين من الأرض خلينا ننزل أفضل.

لم يستطيع جاويد تمالك ضحكته قائلا: وليه تقدري البلا، إستمتعي بالنسمه اللطيفه والنضيفه اللى فوق في الجو، ومتخافيش في في المنتطاد براشوت لو حصل حاجه نقدر نستعمله.
تهكمت قائله: على إعتبـ.ـار إن البـ.ـارشوت هو كمان مش ممكن بسهوله يفرقع.

ضحك جاويد وحاول صرف نظرها حتى يزيل ذالك الرهاب الواضح على وجهها قائلا: على فكره الأقصر من فوق غير، وبالذات في الوقت ده من السنه الخريف له مذاق خاص هنا في الاقصر، الجو بدأ يلطف بعد حر الصيف، كمان هتشوفى معبد الكرنك من فوق بمنظر تانى غير لو شوفتيه من عالارض هتقولى شوية أعمده خرسانيه صحيح مرسومه ومتنفذه بدقه وإبداع بس الابداع الحقيقى هتشوفيه من فوق مع الصوت والضوء اللى هيبدأوا دلوقتى، هتسمعى حكاية المكان بطريقه تحسسك إنك جوه قصه خياليه.

شعرت سلوان ببعض الهدوء وزالت جزء من تلك الرهبه وهي تنظر الى وجه جاويد الذي إنعكست تلك الشعله على وجهه، شعرت بتوهه قليلا وهمست لنفسها: والله أنا اللى حاسه إنى جوه قصه خياليه، لو حد بيحكيها لى كنت قولت عليه ساذج.

كذالك جاويد نظر لإنعكاس تلك الشعله على وجه سلوان رأى عينيها التي تشبه لون الحناء التي تشبه لون اوراق الشجر الخريف التي تميل الى درجات اللون البني الغامق، تذكر قول العرافه له قبل أيام، كم لام وذم نفسه سابقا على سمعه وتصديقه لحديثها، لو أخبره أحدا بهذا سابقا كان قال عليه أبله أو مغفل كيف يصدق بأقوال المنجمون.

فهما صدقوا هم كاذبون، لكن الآن حتى الكذب يرى به شعور مميز وهو برفقة تلك الجميله، بين السماء والأرض تبدأ حكاية عشق بمكان هو منبع لخرافات العشق القديمه، بهذه الأرض عاشت نفرتيتي الجميلة الفرعونيه، وسلوان جميله آتت لتحي قلب عاش يرفض الخرافات لكن بين تلك الخرافات سقطت ورقة العشق.
بعد وقت.

زالت الرهبه عن سلوان وبدأت تخبر جاويد عن جمال حكايات المعابد هنا، لكن فجأه شعرت بنغزه قويه في قلبها وهي تتذكر والداتها التي ترقد بين الثرى بأحد البقاع هنا، لمعت عينيها بدmعه لاحظها جاويد وهي تضع يديها تمسد على عينيها ظن أن ذالك بسبب قوة الهواء المتدافع طرف عينيها، الهواء، الذي بسببه كاد يتطاير وشاح رأسها أكثر من مره لولا إمساكها له بيديها حتى أن بعض خصلات من شعرها التي تشبه لون عينيها، تطايرت خارج ذالك الوشاح، سار بداخله رغبه في إمساك تلك الخصلات المتمرده يتنعم بملمسها الغجري بين آنامله، لكن سلوان كانت تحاول السيطره على تمردها بزجها أسفل وشاح رأسها الذي هو الآخر يتمرد لولا أن قامت بربط أطرافه ببعضها بإحكام حول رأسها.
مر الوقت سريعا ووجب الهبوط بالمنتطاد بعد رحله إنتهت ب سلام كما تنهدت سلوان براحه حين شعرت بعوده رسو المنتطاد على الأرض مره أخرى، لكن التسرع عيب فيها إكتشفه جاويد حين فتحت باب المنتطاد وخرجت منه قبل أن يتوقف وكادت تفقد توازنها مره أخرى لولا تشبثها بطرف باب المنتطاد، في البدايه شعر جاويد باللهفه خشية أن يصيبها مكروه لكن تنهد براحه حين وقفت على الارض لكن مازالت تشعر بترنح وهي تغمض عينيها تضع يديها حول رأسها، إبتسم قائلا: كان لازم تستني المنتطاد يوقف نهائيا على الارض قبل ما تفتحي الباب وتنزلى منه، واضح إنك متسرعه.

فتحت عينيها رغم شعورها بالدوخه قائله: وعرفت منين بقى إنى متسرعه.
رد جاويد ببساطه: المره الأولى ليلة ما كنت هتقعي على محطة القطر ودي تانى مره برضوا نزلتي قبل المنتطاد ما يوقف عالأرض مش معنى أنه رسي عالأرض تنزلى فورا منه.

مازالت تشعر بالدوخه لكن كابرت قائله: عادي جدا، ده مش تسرع منى، انا ليلة القطر إتأخرت في النزول ولما نزلت كان القطر بدأ يتحرك، ودلوقتي فكرت طالما وصل المنتطاد الأرض يبقى عادي أنزل منه.
إبتسم جاويد يعلم انه تكابر كي تظهر غير متسرعه، لكن سلوان نظرت بغيظ من بسمته التي تعلم مغزاها قائله: بتضحك على أيه، أنا فعلا مش متسرعه دى صدف.

إبتسم جاويد بمهاوده قائلا: تمام، في مطعم كويس قريب من المكان لو معندكيش مانع ممكن تقبلي عزومتي عالعشا.
ترددت سلوان كثيرا قائله: لاء، مش هقدر أقبل عزومتك عالعشا لان الوقت خلاص قربنا عالساعه تسعه ونص ولازم أرجع للاوتيل.
إبتسم جاويد قائلا: تمام، إتفضلي خلينى أوصلك للاوتيل.
أومأت له برأسها وسارت أمامه الى ان وصلا الى مكان ركن السياره صعدت خلفه وجلست جواره، لكن حل الصمت لوقت قبل أن تتنحنح سلوان متسأله: .

بصراحه أنا نسيت أسألك على إسمك، أنا أسمي سلوان.
نظر جاويد لها قائلا: عارف إسمك من قبل كده.
للحظه تعجبت، متسأله: وعرفته منين بقى؟!
للحظه كاد يخبرها جاويد أنه يعرف إسمها من قبل أن يتقابل معها لكن قال: من بطاقتك الشخصيه وكمان الكريديت.
شعرت سلوان بإحراج قائله: آه آسفه نسيت، وكمان نسيت أشكرك على إنقاذك ليا ليلة القطر، ولو مش مسكتنى يمكن كان محدش قدر يتعرفلى على ملامح.

نظر لها جاويد مبتسما وهمس لنفسه: بعيد الشر.
لكن قال لها بتواضع: العفو أى حد كان ممكن يكون مكاني وجودي كان سبب مش أكتر.
إبتسمت سلوان له قائله: على فكره نسيت تقولى إسمك وكمان عندي سؤال تاني تقدر تعتبره فضول مني، إنت بتشتغل في السياحه، مرشـ.ـد سياحي مثلا.
إبتسم جاويد قائلا: فعلا بشتغل في السياحه بس مش مرشـ.ـد سياحي.
تعجبت سلوان قائله: غريبه مع إن عندك معلومـ.ـا.ت كتير عن الاقصر.

إبتسم جاويد قائلا: عادي أعرف المعلومـ.ـا.ت دى، أنا عشت هنا معظم حياتى.
إبتسمت سلوان قائله: نسيت تقولى إسمك أيه؟
إبتسم جاويد قائلا: إسمي جلال صلاح.
إبتسمت سلوان قائله: يعنى الاسم اللى محفور في الأسوره هو إسمك.
غص قلب جاويد صامتا، للحظات ثم أومأ برأسه.
تنهدت سلوان حين توقف جاويد بالسياره قائله: وصلنا للفندق مره تانيه بشكرك كانت رحلة المنتطاد فعلا ممتعه، بس متمناش أعيدها تاني.

إبتسم جاويد قائلا: عالعموم إنت شوفتي الأقصر من فوق لسه مشوفتهاش من تحت، لما تشوفي الاتنين وقتها هتقررى الأفضل وأعتقد هتختاري تشوفيها مره تانيه من فوق.
إبتسمت سلوان قائله: ممكن ليه لاؤ، عالعموم مره تانيه شكرا، تصبح على خير.
إبتسم جاويد وهو يقف أمام سيارته ينظر لدخول سلوان التي إستدارت تنظر له قبل دخولها من باب الفندق الداخلى وأشارت له باصابع يدها، ب سلام.

أشار لها هو الأخر بشعر بخواء، يتمنى ان تعود مره أخرى، ظل واقفا على أمل واهى وتذكر حين تعمد النظر ليديها سابقا
يديها الأثنين كانتا خاليتين من أى مصوغات تثبت أنها مرتبطه، لكن حتى هذا ليس دليل قاطع فبعض الفتيات تكون مرتبطه لا ترتدين المصوغات حرصا أو لأسباب خاصه لديها، شعر بغصه وتسأل هل هي مرتبطه، أم لا؟ عليه معرفة ذالك.
بالمشفى
بعد وقت طويل.

خرج جواد من غرفة العمليات وأستقبل لهفة والدا ذالك الطفل ببسمه قائلا: إطمنوا يا جماعه الحمد لله العمليه مرت بخير وزرعنا الدعامه ومحصلش أى مضاعفات أثناء العمليه، واضح أن إبنكم بطل.
إبتسمت والدة الطفل قائله: كتر خيرك يا دكتور جوزي جالي إنك اللى إتبرعت بمصاريف العمليه كلها، ربنا يعمر بيتك ويزيدك من فضله، لولاك كان زمان ولدي منتظر دور في كشف العمليات.

إبتسم لها جواد قائلا: الشكر لله يا ست وربنا يكمل شفاه على خير ويجوم يرمح كيف الخيل، هو دلوك هيطلع عالعنايه المركزه، مالوش لازمه وجوفكم إهنه، هو شخص واحد اللى هيبجى مرافج له.

فى نفس الوقت كانت تخرج إيلاف من غرفة العمليات وسمعت حديث والدة الطفل ل جواد، شعرت بشعور خاص فسرته على أنه إعجاب بإنسانية جواد، وسارت بعيدا لم ترى عيني جواد التي ذهبت خلفها، إستأذن من أهل الطفل وذهب خلفها بخطوات سريعه حتى توقفت حين سمعت نداؤه بإسمها.
إبتسم حين اصبح امامها قائلا: بشكرك يا دكتوره، بصراحه ساعدتيني كتير وإحنا في أوضة العمليات، واضح إنك هتبقى دكتوره جراحة قلب شاطره.

إبتسمت إيلاف قائله: بالعكس أنا كنت بتعلم من حضرتك، واضح إنك دكتور متمرس في جراحة القلب.
إبتسم جواد قائلا: بصراحه أنا شاركت مع الدكتور مجدي يعقوب قبل كده في كذا عمليه واتعلمت منه وأهو بحاول اساهم في نزع الالم على قد ما أقدر.
إبتسمت له إيلاف، لكن قبل أن تتحدث صدح رنين هاتفها، أخرجته من جيب معطفها قائله: يا دوب فتحت الموبايل ورن، أكيد دى ماما اللى بتتصل، عن إذنك هروح أكلمها من أوضتي.

إبتسم جواد له يومئ برأسه، تنهد بعد ان ذهبت وضع يده على قلبه قائلا: . واضح إن دكتور القلب هيحتاج إستشاره خاصه قريب من الدكتوره
إيلاف حامد التقي.

منزل مؤنس
فتح ضلفة الدولاب وأخرج ذالك الصندوق الصغير
وضعه على الفراش أمامه بقلب منفطر تردد كثيرا قبل أن يفتحه
لكن حسم أمره وفتحه
ليرى كم كبير من الرسائل مطويه
شعر بآسى ودmـ.ـو.ع فرت هاربه من بين أهدابه
دmـ.ـو.ع حسره ونـ.ـد.م وهو يضع يديه بين تلك الرسائل المطويه التي لم تفتح من قبل.

مد يده وأخذ إحدى الرسائل قربها من أنفه يستنشق عبق ماضي أليم، يديه قامت بنزع جزء صغير من المظروف وأخرج الرساله التي كانت بداخله فتح طياتها وبدأ بقرائتها بدmـ.ـو.ع.

أبوي أنا مبسوطه جوي مع هاشم هاشم حنين جوي يا أبوي مش كيف ما جولتلى عليه مع الوجت هيزهج منيك، بالعكس يا أبوي، ده مع الوقت حبي في جلبه عيزيد، في خبر يا أبوي كنت عاوزه أجوله له وعارفه إنك هتفرح جوي، أنا حبله وهاشم لما عرف مش عاوزنى اشيل الياسمينه من عالأرض، أنا حاسه إنى حبله في بنت، وإن شاء الله هسميها سلوان كيف ما كنت رايد تسميني يا أبوي بس چدتي هي اللى سمتني مسك، انا سعيده يا أبوي مش ناجصني غير رضاك عني.
وضع الرساله وجذب رساله أخري
يقرأها بقلب موجوع
النهارده يا أبوي سلوان كملت سنه، دى شجيه(شقيه) جوي يا أبوي وعنيده فيها شبه كتير مني ومن چدتى حتى ورثت الشامه اللى كانت على خد جدتى الله يرحمه، وخدودها حمره شبه توت
خد الچميل انا بعت لك صوره ليها في الجواب.

ورساله أخرى وأخرى وأخرى بدأ يقرأها كانت ترسل له رسائل كل شهر الكبر والغضب أعمى قلبه عن قراءة تلك الرسائل بوقتها، كانت تخبره كم هي سعيده لكن عدm رده على رسائلها يغص قلبها ينقص من سعادتها، وقعت عيناه يقرأ هذا السطر بقلب باك.

أنا عارفه يا أبوي إنك مش هتقرى رسالتى زى بجية الرسايل اللى بعتها جبل إكده، بس انا مش هيأس يا ابوي وهفضل أبعتلك رسايل لحد آخر يوم في عمري، آه نسيت اجولك إن سلوان دخلت المدرسه وشافت صورتك وأنت في المعبد وجالتلى ان نفسها تزور الأقصر وتشوفك، أنا بحكي ليها عنك كتير يا أبوي.
ورساله أخري تبدوا مثل رسالة قرأ أسطرها كأنها كانت رسالة وداع منها قرأ آخر سطر باكيا بشـ.ـده.

سلوان، بت يا أبوي لو چرالي حاجه إبجى أسأل عليها من بعدي
طوى الرساله مره أخرى ووضعها مع الرسائل
تبوح الدmـ.ـو.ع بنـ.ـد.م كيف قسى قلبه يوما، لماذا لم يبحث عن تلك الفتاه الصغيره التي كانت بالمقابر تنظر له يوم دفن جثمان مسك
تذكر نظرة عينيها كأنها خائفه أن تقترب منه، توارت خلف جسد والداها باكيه تسأل بعقل طفله لما أغلقوا ذالك المكان الموحش الضيق على جسد والداتها وتركوها وغادروا.

حين تصحوا ستخاف من الظلام، ولا جواب لسؤالها
ترك هاشم يأخذها ويرحل وتنقطع ذكري
مدللته الذي قسى عليها لم يتبقى منها سوا إبنتها وبعض الرسائل المطويه من الماضى.
طوى مؤنس الجوابات ووضعها بداخل الصندوق مره أخرى وأغلقه وتركه جواره لكن أحتفظ بصورة تلك الطفله بين يديه يتأمل ملامحها الصغيره فعلا تشبه كثيرا مسك إبنته، لكن بعض الملامح لا تلاحظ، سوا لم يتأمل كثيرا، شفاه تلك الصغيره أكثر سمكا كذالك لون العينين مختلف وتلك الشامـ.ـا.ت التي بوجهها كذالك العين بها نظره أجرأ، تسأل عقله: الآن أصبحت تلك الصغيره صبيه ترى هل مع الوقت أصحبت نسخه مختلفه تمام أم مازال هنالك تشابه كبير بين هن؟

الحنين والنـ.ـد.م يبكيان القلب، وأسئله تجول بالرأس
هل؟ وهل؟ وهل؟ ولا جواب غير بالتأكيد تلك الصغيره مثله لا تعلم عنه شئ، سوا أنه كان.

ل والداتها أب جحد قلبه عليها، حين خالفت أمره ورفضت الزواج بأكثر شخص كانت تبغضه بحياتها، كما قالت له، لو آخر ربما كانت تخلت عن من هوى قلبها له وإمتثلت لأمره لكن هذا مستحيل أن تقبل الزواج منه لو قـ.ـتـ.ـلها في الحال، لكن لم يقـ.ـتـ.ـلها كان العقاب أقوى من القـ.ـتـ.ـل بالنسبه لها، أن يتبرأ منها كأنها ليست تلك المدلله التي كان لها مكان ومكانه قويه في قلبه حتى أكثر من أخيها، لم يكن عقاب لها وحدها، بل العقاب شمل الجميع، أدmى قلوب مز.قها النـ.ـد.م والآسى.

إهتدى قلبه بلحظه لما لا؟
تنحى عقله عن الكبرياء والجحود، وجذب هاتفه المحمول ذو الطراز والإصدار قديم قليلا، وآتى برقم خاص قام بالإتصال عليه.
رد الآخر عليه بترحيب وإحترام.
للحظه تردد في إخبـ.ـار الآخر لما هاتفه الآن لكن بلحظه حسم أمره قائلا: .
جولي أيه آخر أخبـ.ـار هاشم خليل و، بنته.

تنحنح الآخر متفاجئا وقال بحرج: آخر حاچه أعرفها عنه كان من ست سنين تجريبا، إنه عايش في السعوديه بيشتغل مهندس إتصالات هناك والبنت كانت معاه.
تنهد مؤنس قائلا: أكيد بينزل مصر عشان أخته، مش كان جوز أخته زميلك في الجيش؟
رد الآخر: .
كان زميلى بس من فتره العلاجه بينا شبه إتجطعت بنتكلم على فترات متباعده، الدنيا تلاهي يا حج مؤنس، بس نمرة تلفونه عندي، لو في حاچه مهمه ممكن أتصل عليه وأسأله بأى حجه؟

شعر مؤنس بغصة نـ.ـد.م قويه في قلبه، فمن يريد أن يسأل عنها كان من المفروض هو من يكون على درايه بأحوالها، إبتلع تلك الحسره في قلبه قائلا: سلوان هاشم خليل
عاوز أعرف أيه آخر أخبـ.ـارها.
بالفندق.

تستطحت سلوان على الفراش تتنهد بشعور مختلف عليها، تشعر بإنشراح وصفاء غريب يسيطر عليها، جذبت هاتفها وقامت بفتحه على، ملف الصور ترى تلك الصور القليله التي إلتقطتها لنفسها وهي بذالك المنتطاد بعد أن زالت الرهبه عنها وشعرت بصفاء الجو حولها وإستمتعت بتلك الرحله القصيره، أجل كانت قصيره، تصفحت تلك الصور التي إلتقطها لها جلال أيضا، تنهدت بشعور خاص، لا تعلم لما بحثت بين الصور علها تجد له صوره بينهم لكن لا يوجد، ذمت نفسها قائله: مالك يا سلوان أيه الأفعال الطفوليه دى، بدوري على صوره ل شخص إتعرفتى عليه بالصدفه، ومت عـ.ـر.فيش عنه غير إسمه، عقلك جن.

لكن سرعان ما إبتسمت بنشوه خاصه قائله: فعلا عقلى جن، ومعرفشى إزاى وثقت في الشخص ده بالذات، رغم إنى عمري كنت بحاذر من أى شخص غريب عني، حتى كمان في قريبين مني وعارفاهم كويس وبحاذر منهم بعد ما ظهروا على حقيقته الوقحه معايا، بس جلال أيه المختلف فيه، أيه الشئ اللى بيجذبني له جوايا إحساس أوي بالثقه إتجاهه، رغم إننا يادوب تلات مرات اللى إتقابلنا فيهم، لو حد بيحكي لى عن اللى بيحصلي ده كنت هقول فيلم رومانسي خيالي، وصعب يحصل في الواقع.

تنهدت سلوان تزفر نفسها بقوه قائله: ده كأنه شئ من السحر بيجذبني أثق فيه وأتخلى عن التحفظ وأنا ومعاه، أكيد الثقه دى بسبب إنه هو اللى أنقذنى من المـ.ـو.ت على محطة القطر.
بغرفة نوم جاويد.

إضجع على أريكه بالغرفه يتنهد يشعر بنشوه ممتعه لاول مره بحياته، يشعر أن شئ غريب يحركه يغزو قلبه شعور جديد لم يكن في حساباته سابقا، أجل حساباته هو دائما كان يحسب قيمة كل خطوه قبل أن يخطيها بعقله، الى أين تذهب به هذه الخطوه، لكن الآن تنحت تلك الحسابات ترك خطاه هي من تسحبه الى أين؟

لا يعلم، لكن يشعر ب حريه كأنه مثل ذالك الطائر الذي يسمعه، يشـ.ـدوا بصوته الليلي في الأفق الهادئ الآن، هدوء خاص يشعر به، لكن فجأه غص قلبه حين تذكر جوابه حين سألته عن إسمه
جلال
سأل نفسه لما يقول لها ان إسمه جاويد الاشرف؟
جاوب عقله: يمكن عشان إسم جاويد الأشرف مشهور هنا وسهل تعرف عنه أى شئ.

لم يقتنع عقله بهذا الجواب، سهم للحظات وهو يضع يده فوق مكان ذالك الندب الذي بموضع قلبه، وزفر نفسه يشعر بغصه ووخز في قلبه، ربما لآن هذا الأسم لم ينسي صاحبه يوم وتمنى لو كان إنقلب الماضي وكثيرا ما كان يتمنى أن كان هو من رحل بلا عوده.
ب بيت المغتربات.

تقلبت إيلاف بالفراش تشعر بآرق، تذكرت حين كانت بغرفة العمليات تشارك بتلك العمليه الخطيره للحظه أثناء تقطيبها للجـ.ـر.ح إرتعشت يديها، لم يلاحظ ذالك سوا جواد الذي نظر لها وأخذ منها الملقط وبدأ يقطب هو مكان الجـ.ـر.ح، تحير عقلها لما لم يتفوه لها بكلمه بغرفة العمليات، إهتدى عقلها ربما لم يريد إحراجها أمام الموجودين بالغرفه، لكن كذالك لم يتفوه بشئ بعد خروجهم من غرفة العمليات.

إهتدى عقلها: بس أنا بعد العمليه مفضلتش كتير بالمستشفى وكمان ماما إتصلت عليا بعدها وإتحججت بيها ومشيت من قدام الدكتور جواد، أكيد مستني فرصه أو يمكن بعد كده يقول عليها منفعش دكتورة جراحه.
زفرت نفسها تذم نفسها: أيه اللى كان حصل وخلى إيديك تترعش أول مره تخيطي جـ.ـر.ح دى أسهل خطوه في الجراحه كلها، أكيد دلوقتي هيستنى فرصة عمليه تانيه ولو طلبت أشارك فيها ممكن يقولى لاء إيديك بترتعش.

نظرت ليديها بنفس اللحظه شعرت أنهما يرتعشان بالفعل، تذكرت تلك الحاله التي أصابتها فتره من حياتها حين كان أحد ينظر لها ترتعش من داخلها تتمنى الأختفاء عن كل البشر حتى لا تسمع منهم إهانه، بداخلها كثيرا تمنت أن تقول لهم ان تلك أكاذيب وإفتراءات على والداها، فكيف لم كان يقظها بعز أيام الشتاء الأكثر بروده فجرا كى تصلى الفجر وتنتظره مع أختها ووالداتها حتى يعود من صلاة الجماعه بالمسجد، تعلم جيدا أنه لم يكن مرائي، كيف تمتد يديه الى خزينة مال شركة النسيج الذي كان يعمل بها، وكيف يقـ.ـتـ.ـل أقرب صديق إليه، لكن القانون والبشر لديهم العداله التي تأخذ بالأدله حتى لو كانت مجرد بصمـ.ـا.ت الشخص، حتى إن لم تصدق لم تقدر على المواجهه ولا عن الدفاع عنه.

بالمشفى
بغرفة جواد
إضجع بظهره على المقعد خلف المكتب، لكن سرعان ما سمع طرق على باب الغرف، سمح له بالدخول وإبتسم له حين قال: .
الجهوه سكر زيادة يا دكتور كيف ما عتحبها وكمان في الماج اللى جيبته سيادتك، بس حاول يا دكتور تخف من الجهوه شويه مش زينه على صحتك.
إبتسم جواد له قائلا: جهوتك إدmان يا عم خلف، ومتخافيش على صحتي الحمد لله بمب، بس الجهوه بشربها عشان تفوجني شويه وانا سهران إهنه في المستشفى.

إبتسم خلف له قائلا: .
والله يا دكتور لو مش حضرتك في المستشفى دى، كانا بجت مخروبه مفيش فيها دكاتره تشوف العيانين الغلابه اللى إهنه في المنطجه(المنطقه) كل الدكاتره تمضي حضور وبعديها بتهرب على عيادتهم الخاصه ومنهم اللى بجى عنديه مستشفي خاصه، ربنا يرزج الچميع.
رد جواد: تعرف يا عم خلف لو كل دكتور بس فضى نفسه يوم وقال هشتغل اليوم ده زكاه عن نفسي وأكشف عل ناس تستحق العلاج ببلاش ربنا هيرزجهم أكتر ويبـ.ـارك لهم أكتر.

اومأ له خلف مبتسما يقول: ربنا يزيدك رضا يا دكتور، هسيبك تشرب الجهوه، آه نسيت أجولك إن وأنا بنضف مكتب الدكتوره الچديده اللى جات لأهنه تكليف لجيت الكيس الورج ده، فيه نبق خـ.ـو.فت أسيبه في المكتب يلم نمل وكنت هشيله في التلاچه اللى في عيندي في البوفيه لبكره بس التلاچه بتاعتى إصغيره وفيها حاچات كتير وفي إهنه تلاچه في أوضة المدير خاليه جولت أشيل الكيس فيه لبكره لحد ما تعاود الدكتوره.

إبتسم جواد ومد يده نحو الثلاجه قائلا: .
تمام حطه في التلاچه، بس متنساش تبجى تاخده ليها بكره.
ذهب خلف ووضع الكيس قائلا: لاه مش هنسى، هسيبك تشرب جهوتك، وهروح أنا بجى، معاوزش منى حاجه جبل ما أمشي.
رد جواد: .
لاء متشكر تسلم عالجهوه.
غادر خلف، مد جاويد يده وأخذ كوب القهوه.

من فوق المكتب إرتشف منه بعض القطرات ثم وضعه وأعتدل في المقعد يشعر بفضول إتجاه تلك الطبيبه صاحبة الأسم الغريب إيلاف هي الأخرى تبدوا شخصيه غريبه بالنسبه له، تذكر رعشة يديها أثناء تقطيببها لذالك الجـ.ـر.ح، لم يتفوه وقتها بشئ أمام الموجودين بالغرفه حتى لا تتـ.ـو.تر وتشعر بإفتقار أمام زملائها بالغرفه، هو حدث معه ذالك مره لكن وقتها وبخه الطبيب أمام زملاؤه، وحين خرج من غرفة العمليات ذهب الى الطبيب وسأله لما قولت لى ذالك وانت تعلم جيدا مدى مهارتي كطبيب جراح، أجابه الطبيب وقتها كى تتعلم من أخطاء ولا تفعل هذا مره آخرى، كذالك لسبب آخر ستعلمه يوما ما، اليوم علم السبب الآخر لم يفعل مثل ذالك الطبيب ويلفت نظر الآخرون الى إيلاف حتى لا تشعر مثلما هو شعر ذات يوم أنه يفتقر للإجاده التي تؤهله ليكون يوما مسؤل عن حياة شخص ما ربما لو ارتعشت يديه بلحظه أضاع حياته.

.
بعد مرور أسبوع
والشمس بدأت تبدد ذالك الظلام من بعيد
نزلت يسريه على تلك السلالم الجيريه ووضعت حلق تلك الزجاجه البلاستيكيه كى تملأها بالمياه، لكن.

فجأه شعرت كأن شئ بالمياه يسحب منها تلك الزجاجه بقوه وفلتت منها تسمع صوت فقعات المياه وتلك الزجاجه تغرق بالمياه، إستعجبت ذالك كذالك ساد الظلام مره أخرى كأن الشمس التي كانت تستطع توارت خلفه وقفت مخضوضه حين سمعت صوت غليظ من خلفها تقول: جاويد، مهما عملتي المكتوب عليه هيشوفه.

إزدرت يسريه ريقها الجاف ونظرت للسماء، رأت تلك الغربان تحوم وتنعق بصوت مرهب، لكن نظرت الى تلك المرأه قائله بتحدي: وأديك جولتى يا غوايش المكتوب عليه، مش اللى إنت كتبتيه عليه.
تنرفزت غوايش قائله: في الماضي ساعدتى في حرجة(حرقة) جلب عاشج
وجاويد هيتحرج جلبه زيه.

ردت يسريه بثقه: أنا كل اللى عملته وجتها إنى وعيت صبيه وساعدتها تهرب من مصير معتوم مع چبروت عيستناها، وياريت اللى عملته بالماضى يجعد ل جاويد، بعدت ملاك من طريج شيطان.
تنرفزت غوايش أكثر قائله: هتشوفى جاويد وهو بيتعذب جدامك ومش هتجدري وجتها تداوي چرحه كيف ما حصل بالماضي، چرح العشج مالوش دوا.

ردت يسريه بتحدي: وأنا فين هشـ.ـد عصب جاويد وجتها كيف ما حصل في الماضي هيلاجي يدى تطبطب على ضهره تجويه وصدري يضمه يسليه الضنا، بعدي بشرك عن جاويد يا غوايش.
تهكمت غوايش وهي تنظر نحو السماء شعرت برعـ.ـب حين إبتعدت تلك الغربان وعاد شعاع الشمس يستطع مره أخري.

شعرت يسريه بأمل حين عاود جزء من نور الشمس ونظرت نحو غوايش بثقه قائله: النار مهما كان وهجها المي والتراب جادرين يطفوا لهيبها، المي والتراب طاهرين مهما كان الدنس حواليهم نور السمس بيطهرهم وجادرين على رجم لهيب نار السموم اللى عتشرك بالله وعتسجدي
ل شيطان عبد مطرود من رحمة الله.

وضعت غوايش ذالك الوشاح الأسود فوق وجهها قائله بغيظ: اللى إنكتب بالدm مش هيمحيه غير الدm يا يسريه، والطريج إبتدى وإتجمع الشتيتين إهنه على نفس أرض البدايه هتكون النهايه.

قالت غوايش هذا وغادرت المكان بخطى مسرعه، بينما نظرت يسريه الى المياه ورأت تلك الزجاجه تطفوا مره أخرى فوق سطح المياه لكن إبتعدت بداخل المجرى المائى عن متناول يديها، شعرت بريبه فظهور غوايش نذير شؤم، تنهدت ونظرت لأعلى وجدت الشمس بدأ نورها يستطع والظلام يتبدد، وتلك الغربان إبتعدت وصمت نعيقها، تنهدت تشعر بتوجس لكن لا فرار من القدر الذي بلحظه قد يتبدد مثل الظلام الذي أباده شعاع شمس بسيط.

بأحد البازارات السياحيه
رد زاهر على من يحدثه قائلا: تمام هستني الشخص اللى چاي من طرفك وهمضي عقد الإيچار وهديه المبلغ اللى إتفجنا عليه.
أغلق زاهر الهاتف وظل لوقت يقرأ تلك الاوراق التي أمامه، قرأ ذالك الأسم الموجود بالطرف الثانى للعقد
حسنى إبراهيم النحاس
بعد وقت سمع صوت طرق على باب غرفة الاداره سمح له بالدخول، دخلت فتاه بطول متوسط يميل قليلا للقصر وجسد صغير أيضا، وجهها ملامحه بريئه وضاحكه بنفس الوقت.

نظر لها بتعجب قائلا: أهلا بحضرتك، تحبي أخدmك بأيه؟
إستغربت منه قائله: أنا أبوي بعتني عشان أجابل الأستاذ زاهر الأشرف.
إستغرب زاهر متسألا: أنا زاهر الأشرف، بس مين والد حضرتك!
ردت عليه: أنا حسنى إبراهيم النحاس.
إستغرب زاهر قائلا: مين سيادتك؟
ردت حسنى بتأكيد: كيف ما جولت لك، أنا حسنى بت الحاح إبراهيم النحاس اللى هتأجر المخزن منيه هو جالي إكده.

تعجب زاهر قائلا: بس الحج إبراهيم جالي هبعت شخص من طرفي و مكتوب بالعقد حسني إبراهيم النحاس 0.

جاوبت حسنى: حسنى، مش حسني، الحاء بالفتحه مش بالضمه، هجولك أنا أمى الله يرحمها لما ولدتنى تانى يوم أبوي راح السجل المدنى عشان يسجلنى في المواليد، جام الموظف بتاع السجل المدنى سأله عن نوع المولود أبوي جاله بنته كيف الجمر(القمر)، جام موظف السجل جاله وهتسمى البنته الجمره دى أيه بحى، ابوي جاله على إسم أمى، جام الموظف جاله وإسم إمك أيه جاله حسنا.

جام الموظف كتب إسمى حسنى، بس بدل في الحروف بجى بدل ما يكتب إسمي (حسنا) بالألف كتبها (حسنى)بالياء ومن يوميها وأنا كل ما حد ينطج إسمي يفتكرني ولد، يعنى غلطة موظف السجل المدني، زى ما بنجول خطأ إرتكبه الآخر اللى هو موظف السجل المدنى.
إرتسمت بسمه على محيا زاهر قائلا: تمام أنا فهمت، خلاص إن اسمك حسنى، بنت مش ولد، إتفضلي إجعدي عشان نتفاهم ونمضى عقد إيجار المخزن زي ما إتفجت مع الحج إبرهيم.

جلست حسنى على مقعد مقابل لمكتب زاهر قائله: لاه إنت لازمن تتفج معايا آني لأني أني صاحبة الدار اللى المخزن واخد الدور الأرضي منيها، هجولك الدار دى كانت بتاعة چدي أبو أمى الله يرحمهم التنين، وجدي جبل مايمـ.ـو.ت سچل الدار دى بأسمي بس انا كنت قاصر وجتها وأبوي كان الوصي عليا وهو اللى كان بيأجر الشجج الاربعه اللى في الدار دى بس المخزن كان مقفول عشان فيه شوية نحاس من اللى چدي كان بيشتغل فيهم، أصل چدي ده كان بيشتغل مبيض نحاس بس كان عليه جلوه للنحاس مجولكش كان النحاس يطلع من تحت يديه بيلمع كيف الدهب إكده، وأبوى بجى كان بيفاهم مع المستأجرين، بس أنا خلاص كبرت وبلغت سن الرشـ.ـد من تلات شهور وبجي عندي واحد وعشرين سنه جولت لأبوي انا اللى هدير أملاك بنفسي والدار أنا اللى بجيت بتفاهم مع المستأجرين اللى فيها هقولك في إتنين من المسأجرين نفسي أكرشهم مش بيدفعوا الإيجار بانتظام بس برجع وأجول إنهم غلابه حداهم عيال بلاش يتشردوا، و...

شعر زاهر بالسام من كثرة حديث حسنى قاطعها قائلا: متخافيش أنا هدفع ايجار المخزن كل شهر في ميعاده خلينا نتفج ونمضي العجود.

نظرت حسنى بتمعن حولها للمكان قائله: لاه أنا واثجه إنك مش هتتأخر في دفع الأيجار، صلاة النبي البازار على مساحه واسعه وفي منطقه جريبه من المعبد وأكيد السواح بيچوا لأهنه عشان يشتروا المساخيط هدايا وهما راچعين لبلادهم، بس أنا ليا ملاحظه إكده عالمكان، البايع اللى واجف بره بيبع للسواح لما إتحدت معاك كش فيا، بس لما جولت له إنى جايه من طرف الحج إبراهيم النحاس جالى ادخلك المكتب، إبجى جول له يبتسم شويه، البياع الشاطر يكون مبتسم إكده عشان يقنع الزبون يشتري...
قاطعها زاهر قائلا: تمام هجوله وهلفت نظره خلينا نمضى العجود.
نظرت حسنى ل زاهر وهمست لنفسها قائله: العيب مش في البياع ده العيب في صاحب البازار شكله كشري إكده، وانا مالى فخار يكـ.ـسر بعضيه، أنا جولت اللى يخلص ضميري.
رأى زاهر شفاه حسنى التي تتحدث بهمس لم يسمعه لكن شعر بضيق ووضع أمامها على المكتب ورقة عقد قائلا: العقد أهو مكتوب عند محامى وناجص بس على الأمضا بتاعتنا.

أخذت حسنى العقد ونظرت ل زاهر قائله: جبل ما أمضى لازمن أقرا العقد، ده حاچه متعزلش.
اومأ لها زاهر راسه ب تمام.
قرأت حسنى العقد ثم نظرت ل زاهر قائله: العقد تمام، أوعاك تكون زعلت مني، المثل عيجول
العقد شريعة المتعاقدين، وكمان ده حقى ولازمن أضمنه.
أومأ لها زاهر رأسه قائلا: تمام إتفضلى إمضي العقد.
نظرت حسنى للعقد ثم ل زاهر قائله: فين القلم اللى همضي بيه.

كبت زاهر ضيقه ومد يده لها بقلم قائلا: إتفضلى القلم أهو.
أخذت القلم من يده ووضعت الورقه على فخذها لكن لم تعرف ان تضع توقيعها نظر ل زاهر قائله: مفيش كراسه أو دفتر أحط الورجه عليه عشان أعرف أمضي.
تنهد زاهر بنرفزه حاول كبتها قائلا إتفضلى دفتر أهو حطيه تحت الورجه، وأمضي عشان نخلص لأنى عندي ميعاد كمان نص ساعه.

أخذت حسنى الدفتر ووضعته أسفل الورقه ووضعت توقيعها وهي تهمس لنفسها: معرفش أيه الراجـ.ـل اللى خلقه ضيج ده بياع إزاى اكيد بينفخ عالزباين ويطفشهم وانا مالى.
أنهت حسنى توقيعها ومدت يديها بالدفتر والورقه والقلم قائله: . أها أنا مضيت تحت إسمي.

تنهد زاهر وأخذهم من يدها ووضع توقيعه هو الآخر قائلا: تمام إكده، إتفضلى ده العربون اللى إتفجت مع الخج إبراهيم عليه، وياريت تفضوا المخزن من الخرده اللى فيه عشان أبتدي أجدده قبل ما أخزن فيه البضاعه.

أخذت حسنى المبلغ المالي قائله: تمام أنا هجول لأبوي وهو يجيب كم شيال يشيلوا الحاچات اللى في المخزن يطلعوها في الاوضه اللى چنب عشة فراخ إم سندس اللى ساكنه في الدور التانى، عينديها كم فرخه وكم بطه وديك وشوية رومي مربياهم في عشه عالسطوح بتجولى يلموا بجايا الوكل اللى بتفيض منينا وكمان بتسترزج من بيع البيض والفراخ والبط وكمان عنديها حمام، أبوي كان عاوز يطردها بس أنا جولت حـ.ـر.ام بتصرف على ولادها تساند چوزها عالمعايش...

قاطعها زاهر ونهض واقفا يقول: . تمام حطي الخرده مكان ما إنت عاوزه أنا اللى يهمني المخزن يفضى.
نهضت حسنى واقفه هي الأخرى قائله: تمام، بس ليا سؤال، هو المبلغ اللى في الظرف ده هو هو المبلغ اللى إتفجت مع أبوى عليه ولا هو هيخنسر كيف عادته إمعاي، ويجولى مبلغ أقل من الإيجار الحقيقي.
نظر لها زاهر بغضب قائلا: .

لاه ده نفس المبلغ اللى إتفجت مع الحج إبراهيم عليه وياريت تستغلى الوجت من دلوك وتبدأى في شيل الخرده من المخزن لأنى محتاجه في أسرع وجت وكمان أنا لازمن أمشى عيندى ميعاد مهم دلوك.
تهكمت حسنى وهمست قائله: صحيح الچواب بيبان من عنوانه البياع إتم ومجابلته ناشفه يبجى صاحب البازار أيه اكيد جلف زيه.
تنهد زاهر الذي لم يسمع همسها وأشار بيده لها نحو الباب قائلا: هستنى تليفون من الحج إبراهيم إن المخزن بجى فاضي.

كبتت حسنى غيظها من جحافة زاهر وسارت نحو باب الغرفه لكن توقفت قبل ان تخرج منها ونظرت ل زاهر قائله: نصيحه منيي إبجى أضحك في وش الزباين دول سواح وضيوف عندينا، بلاش الخلقه الكشره دى، بتقطع الرز.ق.
قالت حسنى هذا وغادرت
زفر زاهر نفسه بقوه يتنفس قائلا: أيه الرغايه دى، دى لو فضلت كمان دقيقتين كنت هتشل من رغيها ودى زى مدفع وإتفتح عليا.
.
عصرا.

بذالك المحل الخاص بييع الملابس خرجت كل من حفصه ومسك التي نظرت ل حفصه مبتسمه تقول: كويس أهو خلاص كده خلصنا شراء الفساتين الست جابت لينا فستانين زى ما طلبنا منها بالظبط، كانت فكرتى إننا ننزل نلف عالمحلات أولا فكره كويسه، أهو الفساتين حسب ذوقنا.
إبتسمت حفصه قائله بتاكيد: فعلا كانت فكرتك عجبال ما أتعب إمعاك إكده عن قريب، أنت كيف أختي.

إدعت مسك الخجل قائله: ربنا يتمم بخير ويمكن يكون كتب كتابك إنت وأمجد أخوي فال خير وتهل الأفراح من بعديه خلينا نشوف فين السواج راكن العربيه، أها هناك أهى، خلينا نروح عنديه، ونحط الفساتين في العربيه في محل عطور زميله ليا في المدرسه جالت لى عليه عنديهم برفانات ومساحيق تجميل بماركات عالميه.
إبتسمت حفصه قائله: مساحيق تجميل ما إنت عارفه جاويد أخوي مش بيحب المساحيق دى، بيجولى بقرف منيها.

ردت مسك: . وإنت هتحطي الحاجات دى جدام جاويد إنت هتحطيها لعريسك، وكمان خلاص دلوك كل البنات ماشيه بالمكياچ على وشها، وجاويد يمكن كان بيجولك إكده عشان كنت صغيره دلوك بجيتي عروسه، يلا بلاش تفكري كتير دى صاحبتى جالتلى على ماركات أصليه عنديهم وأنت عارفه إنى بحب المكياچ والبرفانات جوي.
وافقت حفصه مسك وتوجه الاثنين الى مكان ركن السياره، لكن.

توقفت مسك فجأه قبل أن تصعد للسياره حين رأت سيارة جاويد تقف بمكان قريب منهن، لكن صعق قلبها حين رأت فتاه تدخل لسيارة جاويد، لم ترى وجهها لكن شعرت بغصه قويه في قلبها، بينما نظرت لها حفصه من السياره قائله: مسك واجفه إكده ليه إركبي خلينا نروح محل العطور الوجت المغربيه قربت وماما منبه علينا منتأخرش.
نظرت مسك ل حفصه قائله: العربيه اللى هناك دى مش عربية جاويد.
نظرت حفصه نحو إشارة يد مسك قائله: أيوا هى.

تسألت مسك: وجاويد بيعمل أيه هنا، وكمان مين اللى راكبه جنبه العربيه دي؟
نظرت حفصه بتمعن لسيارة جاويد قائله بتبرير: معرفش يمكن في له شغل إهنه، واللى راكبه جنبه ممكن تكون واحده بيتعامل معاها في الشغل، إركبي بجى خلينا نلحق نرجع للدار قبل الضلمه، وانا هبجى أسأل جاويد بعدين.

تنهدت مسك تشعر بوخزات قويه في قلبها يكاد يحترق ثم صعدت للسياره جوار حفصه صمتت قليلا الى ان وضعت حفصه يديها تقرص خدود مسك بمزح منها قائله: يا عيني عالغيره، لو جاويد شاف خدودك الحمره اللى كيف جشرة الرومان دى هيجولك بعد إكده وإنت في الشارع تلبسي نقاب يداري خدود الرومان.
نظرت مسك لحفصه قائله تهكم: بتهزري.

ردت حفصه قائله: لاه مش بهزر بس انت وشك قلب من وجت ما شوفنا جاويد ومعاه واحده ست بالعربيه حتى مشفناش وشها والغيره أشتغلت يا بنت نصيحه منى الرچاله مش بتحب الست اللى غيرتها بتظهر على وشها، بيستغلوها نقطة ضعف، خليك زيي إكده حتى لو غيرانه على أمجد بداري غيرتى، خليك تقيله، وأنا متأكده أن جاويد مش من النوع اللى يركب واحده ست معاه في العربيه بدون ما يكون بينه وبينها مصلحه خاصه بشعله.

رسمت مسك بسمه على شفاها لكن تشعر بلهيب حارق يغزوا قلبها وجسدها بأكمله.
بينما بسيارة جاويد
زفرت سلوان نفسها وهي تنظر بضيق وإستغراب الى تلك البطاقه الائتمانيه التي تضعها بداخل حقيبة يدها.
لاحظ جاويد سأم وجه سلوان تسأب قائلا: في أيه، واضح من ملامح وشك إنك مضايقه.
تنهدت سلوان قائلا: لاء مفيش يمكن من الحر الجو النهارده حر شويه.
رد جاويد: بالعكس دى أحسن فتره للجو في السنه هنا الخريف في الأقصر.

ردت سلوان: يمكن بس ده بالنسبه للى عايش هنا في الاقصر انا هنا سياحه ويعتبر الجو ده حر بالنسبه لى، عالعموم ممكن ترجعني للأوتيل.
تعحب جاويد قائلا: بس إحنا قريبين من معبد حتشبسوت مش كنت عاوزه تدخلى تشوفيه.
ردت سلوان: مش النهارده، حاسه بشوية صداع خلينا لبكره الصبح ولو مش فاضي أنا ممكن أجى لوحدى معايا كتالوج خاص بيوضح الاماكن الاثريه هنا خدته من الفندق.

شعر جاويد بأن هنالك شئ ضايق سلوان فجأه ليس صداع مثلما قالت له لكن لم يصر عليها وتوجه بالسياره نحو الفندق، كان يتحدت مع سلوان وهي ترد بإقتضاب عكس عادتها معه الايام السابقه التي كان بمثابة مرشـ.ـدا سياحي خاص لها يستمتع برفقتها لأكثر وقت، كذالك سلوان كانت تشعر بإزدياد الآلفه إتجاهه وأصبحت تأمن له كثيرا.
بعد قليل ترجلت صابرين من السياره قائله: شكرا يا جلال.
إبتسم جاويد لها وكاد يقول لها أن إسمه جاويد.

وأن أخطأ حين أخبرها بإسم آخر، لكن دخلت سلوان الى الفندق دون إنتظار.
بعد قليل
بغرفة الفندق
نظرت سلوان الى بطاقة الأئتمان قائله: البطاقه حطيتها في مكنة السحب كذا مره من كذا كابينة سحب ونفس الجمله بتظهرلى لا يوجد رصيد، مش معقول يكون ده غلط من كابينة السحب، عالعموم في طريقه أتأكد منها أكلم بابا، بس هيزعقلى زى كل مره بكلمه بس مفيش قدامى غير كده.

فتحت سلوان هاتفها وضغط على رقم والداها الذي رد عليها، تسألت سلوان: بابا أنا بحط الكريديت في مكنة السحب بيقولى لا يوجد رصيد بالبطاقه.
رد هاشم بتعسف: أنا لاغيت ال يزا دى وحولت الرصيد كله لحساب تاني.
شعرت سلوان بالضيق قائله: ليه يا بابا، من فضلك رجع الرصيد تانى لل يزا.
رد هاشم بتعسف: لاء وإرجعي للقاهره فورا، وكمان إيهاب.

إتقدm وطلب إيدك منى وانا وافقت وإعملى حسابك إن كتب الكتاب والجواز هيكونوا في أقرب وقت.
ردت سلوان بعصبيه: بس أنا مش بطيق اللى إسمه إيهاب ده شخص سمج ودmه تقيل على قلبي، ومستحيل أتجوزه، من فضلك يا بابا رجع رصيد ال يزا واوعدك ارجع للقاهره، بس مستحيل هوافق عالجواز من إيهاب.

رد هاشم بتحدي وامر: لاء هتوافقي عالجواز من إيهاب ومش هرجع رصيد ال يزا، إنتهى خلاص ده آخر كلام عندى عشان انا دلعتك كتير وعطيتك ثقه بس إنت مقدرتهاش.
قال هاشم هذا وأغلق الهاتف بوجه سلوان.

التى فرت الدmعه من عينيها لاول مره والداها يحدثها بتلك القسوه، ألقت الهاتف على الفراش بعصبيه كبيره ووضعت وكفيها حول وجهها تتنهد بغضب، لكن سرعان ما قررت موافقة والدها والعوده الى القاهره، لكن قبل العوده عليها زيارة قبر والداتها هنا، لكن هي لا تعرف كيف تصل الى تلك البلده، للحظه فكرت بسؤال عامل الاستقبال في الفندق ربما يدلها على تلك القريه، لكن فجأه تذكرت قائله: مفيش غير جلال هو اللى ممكن يعرفلى قرية الأشرف دى فين، وأهو بالمره أشكره قبل ما أرجع للقاهره تاني، جذبت هاتفها من على الفراش وقامت بطلب رقمه.
بينما جاويد عاد الى أحد المصانع الخاصه به وقبل أن يجلس آتاه إتصال هاتفى قائلا: انا حولت لك عالأيميل ملف خاص عن البنت اللى قولتلى أسألك عليها.
تنهد جاويد قائلا: وأيه اللى في الملف ده، مينفعش تقولى كده شفوي، يعنى مثلا هي مرتبطه أو مخطوبه.
رد الآخر: لاء هي مش مرتبطه ولا مخطوبه وفي في الملف تفاصيل دقيقه عنها.
إنشرح قلب جاويد قائلا: تمام متشكر جدا.

جلس جاويد سريعا وفتح حاسوبه وآتى بذالك الملف المحول له وبدأ بقرائته بتمعن بكل حرف لكن لف نظره
إسم والدة سلوان
همس الاسم: مسك مؤنس القدوسي
إستغرب قائلا بحيره: مش معقول يكون في تشابه أسماء للدرجه دي.
بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه، نظر للشاشة الهاتف ورأى إسم سلوان سرعان ما رد عليها، سمع صوتها الذي شعر كأنه مخـ.ـنـ.ـوق قليلا لكن قبل أن يسألها تحدثت سلوان: جلال.

أنا متأسفه إنى بتقل عليك، بس أعتبر ده آخر طلب مني ليك، بس مفيش قدامي غيرك ممكن يفيدني في الطلب ده.
شعر جاويد بغصه قائلا: وأيه هو الطلب ده؟
ردت سلوان: في قريه، او نجع هنا إسمه الأشرف كنت عاوزه أعرف مكانها فين.
لم يستغرب جاويد وسألها بفضول قائلا: والقريه أو النجع ده عاوزه تعرفى مكانها ليه؟
تنهدت سلوان قائله: أمر شخصي، من فضلك لو مش هتعرف مكانها أنا ممكن...

قاطع جاويد حديثها قائلا: لاء ليا صديق من القريه دى، وسهل أسأله على مكانها فين.
تنهدت سلوان براحه قائله بإختصار: تمام هنتظر منك إتصال تقولى مكان البلد دى فين، سلام.

أغلق جاويد الهاتف ووضعه على المكتب الآن تأكد مما هو مذكور بالملف، سلوان لديها نصف ينتمي لهنا بالأقصر، بنفس اللحظه وشعر بحيره، عقله بدأ يفهم معنى قول تلك العرافه التي قالت له قبل أيام: الدايره بدور عشان تلتقى وتنسجم نهاية الماضى مع بداية الحاضر والمستقبل.
منزل القدوسى
إنزوت مسك بغرفتها منذ أن عادت الى المنزل، جلست فوق الفراش تقضم أظافرها تشعر بثوران يسري بجسدها، مازال منظر صعود إمرأه الى سيارة جاويد يطارد عقلها، بداخلها شعور سئ للغايه يحدثها عقلها بتسأول: مين اللى ركبت العربيه جنب جاويد من شكل حجابها وهدومها العصريه إنها بندريه، ويمكن مش من إهنه.

جاوب قلبها بخداع لنفسها: أكيد زى ما جالت حفصه، يمكن واحده ليها شغل إمعاه، بس ليه ركبها معاه في العربيه ليه متقابلش إمعاها في مكتب، وكمان كأنه كان مستنيها، يمكن زبونه وجابلها صدفه وعرض يوصلها ذوق منه، أو. أو.

تفسيرات عقلها يفسر الأمر وعكسه وقلبها تائه بعشق تغلغل وإمتزج بكل عصب بجسدها أصبح هوسا تخشى من لحظه تستطيع أخرى أن تستحوز على عقل جاويد، وتبدد حقها بالزواج منه، لديها شبه يقين جاويد يعلم بمكنون قلبها وهو الآخر يبادلها نفس المشاعر لكن يحتفظ بها بخفاء في قلبه بالتأكيد سيأتي يوما ويبيح بذالك المكنون.
إهتدى عقلها وقلبها لسلام كاذب، جاويد من حقها فقط هي الأجدر بنيل القرب منه.

بنفس اللحظه دخلت الى الغرفه صفيه مبتسمه تسأل: .
مسك، مالك اكده من وقت ما رجعتى من مع حفصه دخلتي لأوضتك ومخرجتيش منها حتى الوكل جولتى للخدامه مش چعانه، ونايمه إكده ليه، أوعى تكوني مرضانه ومخبيه علي.
إعتدلت مسك جالسه على الفراش تتنهد بضجر قائله: لاه يا ماما أنا زينه بس حاسه بشويه إرهاق إكده، يمكن من اللف في المحلات مع حفصه الفتره اللى فاتت.

جلست صفيه جوارها على الفراش ونظرت لها بتمعن قائله: لاه من ده السبب يمكن زعلانه عشان حفصه أصغر منيك وأها خلاص هينكتب كتابها بس متجلجيش الوليه الغجريه اللى سوت العمل آخر مره جالت لى إن العمل ده مفعوله جوي جوي، وأن في بشرى چايه عن جريب(قريب)بس هيكون في مرتبط بچواز، فانا جولت نقرب البعيد ونقدm كتب كتاب أمجد وحفصه أهو برضوا كتب الكتاب نص چواز، تعرفى أنا جولت للغجريه لو صدج حديتها هيكون ليها مكافأه كبيره ميني، حتى لو طلبت ميني مـ.ـيـ.ـت الف چنيه، طمعتها عشان تعمل العمل بضمير، ويچيب مفعول بسرعه.

تنهدت مسك قائله: يارب يچيب مفعول وميبجاش زى اللى جبليه، انا عيندي شك من الأول في الوليه الغجريه دى، مفيش عمل من الاعمال اللى سوتها جبل إكده چاب نتيچه.

تنهدت صفيه قائله: لاه الغجريه مش خرفانه، يسريه هي اللى حويطه حبتين وعارفه تحاوط على ولادها، مشفتيش الحچاب اللى بصدر چاويد عالدوام لابسه، يمكن حتى وهو نايم، اكيد فيه تعويذه خاصه لما جولت للعرافه عليه جالتلى لو قدرت أجيبه لها وجتها هيبجي سهل تعمل العمل عليه تتحكم في جلبه، بس كيف ما جولتلك مش بيقلعه من رجابته.

تنهدت مسك بهدوء قائله: لاه أكيد بيقلعه شوفته مره كان قالعه وسايبه على الكومودينو اللى جنب سريره
نظرت لها صفيه ب خيبه قائله: خايبه طب كنت هاتيه.
ردت مسك بتفسير: كنت هجيبه وخلاص يدي كانت عليه بس حفصه دخلت الأوضه وأنا كدبت عليها وجتها إنى دخلت للأوضه أچيب ل مرات خالي الخلاجات اللى مش نضيفه.
تنهدت صفيه بسؤال: وحفصه صدجتك بسهوله إكده.

ردت مسك: إنت عارفه حفصه بتصدج حديتي دايما ده حتى ممكن أجول لها تجيب الحچاب ده بأى حچه.
تسرعت صفيه بالنهي قائله: لاه أوعاك، حفصه لسانها زالف ممكن يزلف جدام يسريه وتاخد حرصها، وأها إحنا مستنين نتيچة العمل اللى دسيته في قلب المرتبه تحت راس جاويد كيف ما الغجريه جالتلى، بس هي كانت جالتلى بلاش أستعچل النتيجه هتاخد وجت.

تنهدت مسك بنرفزه قائله: هتاخد وجت قد أيه، أنا بجيت بخاف يا ماما إن في لحظه واحده تضحك على عقل جاويد وتلهفه ميني، بالك بعد العصر لما كنت مع حفصه بنجيب الفساتين، شوفت واحده ركبت العربيه چار جاويد بس مشفتش وشها كانت بضهرها ليا ولما سألت حفصه عنيها جالتلى يمكن زبونه عينديه.
للحظه إنخضت صفيه متسأله: غريبه فعلا، بس إنت مخدتيش بالك من وشها يمكن زبونه أچنبيه.

ردت مسك: لاه مش أچنبيه، في زبونه أچنبيه هتبجى لابسه حجاب على راسها، وكمان من نوعية لبسها دى بندريه بتلبس زيي أنا وحفصه إكده، حتى الطقم اللى كانت لابساه أنا كنت أختارت زيه ل حفصه وبعد ما كان عچبها جالتلى لاه لونه مش داخل مزاچها، أنا خايفه يا ماما الوليه الغجريه دى يطلع كل كلامها وأعمالها فشنك، وفي الآخر جاويد...
قطعت مسك حديثها لم تستطيع حتى تكملة الجمله خشية أن يحدث حقا تكهنها.

كذالك صفيه التي قالت بلهفه وتسرع: لاه أنا من باكر هروح للوليه الغجريه دى وأجول لها عالحديت ده، لو هي واحده بتنصب خايه عليه تشوف طريجه تبعدها عنيه.
.
بمنزل صلاح
بغرفة النوم
رفع صلاح الوساده ثم
إتكئ بظهره عليها ينظر لإنعكاس يسريه وهي جالسه أمام المرآه تمشط شعرها الأسود إبتسم قائلا: شعرك لساه غجري أسود كيف الليل.
وضعت المشط بين خصلات شعرها تفرده قائله: .
لاه الليل بدأ يغزيه النور، في خصلات شابت منه أهى.

نظر صلاح لتلك الشعيرات التي فردتها أمامه رأى بها لون المشيب، لكن قليله تلك الشعيرات حتى أنها لا تلاحظ الإ بالتمعن، إبتسم قائلا: أنا فاكر أمي الله يرحمها لما شعرها بدأ يبشيب كانت بتجيب الحنه من عند العطار وتحني شعرها.
إبتسمت يسريه قائله: .

أنا كمان فاكره كذا مره كنت أنا اللى بحط لها الحنه على راسها، ولما سألتها في مره جالتلى، الشعر الشايب بيضعف النضر (البصر)، بصراحه وجتها عقلى إتحير إيه علاجة الشعر بالنضر حتى سألت أمى وجتها هي كمان كان شعرها بقى شايب وإبيض منه جزء كبير، جالتلى إن كان الناس الكبـ.ـار بيحنوا شعرهم الأبيض عشان خايفين يأثر على عنيهم، بس دى خرافه أو بدعه، إن الشعر الأبيض لما الهوا يطيره على عنيك بيبجى شفاف فمش بتشوفيه وبيطرف عنيك، عكس الشعر الاسود او الأصفر بعد الحنه اللون بيخليك تاخدى بالك منيه وبتبعديه عن عنيك جبل ما يطرفها.

تنهد صلاح بحـ.ـز.ن: أمى كانت موسوسه زياده عن الازم ومحدش إتحمل طباعها ومشي على هواه غيرك، كانت تجولي: بالك يسريه عيندي أعز من صفيه بت بطنى بتهاودني دايما بدعي ليها وأنا ساجده ربنا يراضيها ويرضى عنيها ويرزجها بر ولادها.
نهضت يسريه من وذهبت الى الفراش وتمدد جوار صلاح قائله: لما أتجوزتك أمى جالتلى خالتك عاشت عمرها مغلوبه على أمرها بس هي مش إكده هي مشيت بكلمة حاضر مش بتعارض بشئ خليك في ضلها كل اللى تجولك عليه جولي ليها طيب وحاضر بالك كلمة حاضر بتعيش صاحبها في راحه عالاجل مش بيفوت اللى يضايجه، الكلمه الطيبه في وجت الشر بتهدي الأعصاب، چوز خالتك صحيح طبعه جاسي بس خالتك بتسمع حديته مش عشان معندهاش شخصيه لاه عشان راضيه بقدرها.

شعر صلاح بغصه قائلا: وإنت عمرك ما في يوم وجفتى جدام أبوي وإتحملتى طباعه الجاسيه، كنت راضيه أنا كنت بعشجك يا يسريه من جبل ما نتچوز كنت عارف إن صالح بيضايجك أوجات كتيره وكنت عتصديه ويمكن جبلتي بالچواز مني عشان إكده تتچنبي غلاسة صالح، لما تبجي مرت أخوه هيبعد عن طريجك، بس الطبع غلاب وصالح فضل يضايجك لفتره من غير ما يراعي إنك مرت أخوه وهو اللى المفروض يكون حامي ل شرفك إنت خابره إنى بعد أبوي ما مـ.ـا.ت أنى انا اللى طلبت من صالح بيبع لى نصيبه في الدار، واشتريته منيه بضعف تمنه عشان يبعد بشره عنينا إحنا وولادنا.

تنهدت يسريه قائله: صالح طول عمره منزوع منيه الأخلاق والشرف، بس متزعلشي مينى يا صلاح، السبب في ده ضعف شخصيه خالتي الله يرحمها، الأم لازمن تكون جويه في تربية ولادها وتوجهم للصواب، صالح ورث طباع كتير من چوز خالتي، يمكن چوز خالتي مكنتش عينيه فارغه عالحريم كيف صالح، بس التنين إتشاركوا في طبع جسوة وچبروت القلب، إنت خابر إنه جتل مرته أم زاهر وكلنا دارينا على جريمته وشاركناه في الوز ده، كان بيصعب عليا زاهر جوي وخـ.ـو.فت إنه يورث طباعه وكنت بحاول أبعده عن ولادي بس في الحجيجه زاهر إنظلم كتير كان أوجات كتير بيصعب على وأخده في حـ.ـضـ.ـني احاول أغفر عن الوز اللى ساعدت فيه لما سكتت عن چريمة صالح اللى كان يستحق عليها الأعدام، صالح الطمع والفجور أتوغلوا وأمتزجوا بجوا هما عصبه اللى بيزيده في طغيانه، حتى رغم أنه عمره كبر والمفروض يتوب عن الطباع المنحطه دى بجي، بس هو ماشى في طريج مزينه له شيطانه، كل يوم برچع وش الفجر بيتمطوح من الهباب والحـ.ـر.ام اللى بشربه، أنا كل يوم بحمد ربنا انه خرج من الدار إهنه وبعد عنينا بلعنته.

تنهد صلاح بآسى معترفا: أبوي فعلا هو اللى ساهم في زيادة شر صالح كان بيتغاضى عن أخطاؤه وبيطمسها، وده اللى حاولت أتجنبه مع ولادنا رغم إنك إنت اللى كنت مسؤوله عن تربيتهم معظم الوجت، وهما كمان الحمد لله التنين كان براسهم هدف يوصلوا ليه، فاكره جواد لما چاله چواب التنسيق بتاع چامعة الطب في القاهره وجتها كنت معارض جولت هيتلم على أخوه جاويد اللى بيدرس في كلية الأقتصاد والعلوم السياسيه وهيبجوا بعيد عن عينيا التنين ومصر بحورها غويطه والتنين مطمع، بس التنين مكنش في دmاغهم غير دراستهم وبس، وجاويد كمان كان عنده هدف يوصله يحول شهرتنا في صناعة الفخار ل مصنع كبير وبدأ فعلا أخد قرض من البنك بضمان حتة الأرض بتاعتك اللى ورثتيها عن چوز خالتي وبدأ باول مصنع قبل ما يخلص دراسته كان المصنع صيته كبير وإتعامل مع بازارات مشهوره إهنه وفي أسوان كمان وبدأ ينشأ مصنع وراء التاني بمجهوده، بس في حاجه ملاحظه الفتره الاخيره على جاويد.

شعرت يسريه ب فخر تذكرت حين طلب منها جاويد أن تعطي له اوراق ملكيتها لقطعة أرض صغيره كانت تمتلكها سألته لما عليه أخذ قرض من البنك بضمان أرضها هي ومن السهل أن يأخذ من إرث أبيه قال لها، أنا عندي شك إن أساس الإرث ده حـ.ـر.ام، وانا مش عاوز أبدأ مستقبلي بمال مشكوك في مصدره، وقتها طاوعته مرحبه بطموحه.
تسألت يسريه: وأيه اللى ملاحظه على جاويد في الفتره الأخيره.

تنهد صلاح ببسمه: بجاله كم يوم إكده بيسيب شغله من بعد العصر م عـ.ـر.فيش بيروح فين، حتى سالته جالي أشعال بيخلصها.
ردت يسريه ببساطه: طب ما أهو جالك أشغال أهو.
إبتسم صلاح قائلا: أشغال أيه دى اللى هيدريها عني، كمان كذا مره موبايله رن جدامي، وكان بيستأذن منى ويبعد عنى يرد عليه ولما يرچع يحولى نتحدت بعدين لازمن أخرج دلوك، مش خابر ليه حاسس إن في حاچه هو مداريها وهيفاجئنا بيها عن جريب.

تسألت يسريه: وإنت عندك شك بالحاچه اللى هتظن أنه هيفاچئنا بيها؟
رد صلاح: جاويد هيتجوز.
إستغربت يسريه من ظن صلاح قائله: ودى فيها أيه يفاجئنا هو شاب ولازمن هيتجوز.
رد صلاح يشعر بتوجس قائلا: مش مفاجأه إن جاويد يتجوز، المفاجأه مين اللى هيتجوزها جاويد، عيندى يقين إنها مش هتكون
مسك.
إزدرت يسريه ريقها تشعر بتوجس هي الأخرى قائله: كل شئ نصيب، أنا عرضت عليه مسك أكتر من مره وهو كان بيجول لاه هي كيف حفصه زى أخته.

شعر صلاح بتوجس قائلا: ما أنا عارف رد جاويد على مسك انا بنفسى لمحت له كذا مره وكان بيتهرب ميني، بس صفيه أختي عينديها أمل كبير ولمحت كذا مره إن مسك بيچيها عرسان وهي بترفضهم.
ردت يسريه بحسم: انا كمان حاسه بإكده وعشان إكده كنت عاوزه آجل كتب كتاب حفصه شويه، صفيه من البدايه في دmاغها البدل
حفصه ل أمجد
ومسك ل جاويد
بس هي بدأت باللى تعرف تسيطر عليه أمجد
وحفصه، عشان إحنا ناخد الخطوه التانيه.

ونطلب مسك ل جاويد، بس النصيب هو اللى هيحكم في النهايه مش بيدنا شئ.
بعد منتصف الليل بالمشفى
خلعت إيلاف معطفها الأبيض وعلقته وهي تنظر الى تلك الممرضه قائله: دى أول نبطشية سهر ليا في المستشفى، حاسه بإرهاق كبير يا وفاء.

ردت وفاء: فعلا الليله كان الشغل الليلى بالمستشفى كتير، بالذات حالات التسمم اللى جات لينا عالمسا عيله بأكملها إتسمموا بسبب الآكل الفاسد، بس الحمد لله إنت والدكتور جواد قومتوا بالعلاج بسرعه وكلهم بقوا بخير، عالصبح هيخرجوا من المستشفى.
ردت إيلاف بتسأول: مش غريبه شويه إن عيله كلها تتسمم.

ردت وفاء: لاه مش غريبه، الست قالتلى إن الوكل كان بايت وهي نسيت تغليه ولما جه المسا كان فسد ويمكن كانت سايباه مكشوف وحاچه بخت فيه، ربنا قدر ولطف بيهم.
علقت إيلاف معطفها الابيض على علاقه خشبيه خلف باب الغرفه قائله: . فعلا ربنا لطف بيهم، بس هلكنا معاهم، دلوقتى مش عارفه بقى بصفتك من هنا هلاقى موصله توصلني، ل بيت المغتربات اللى ساكنه فيه.

ردت وفاء: لاه إطمنى يا دكتوره هتلاجي موصله الأقصر زى القاهره مش بتنام هنا السواح بيسهروا للصبح، بس الأچره بجى في الوجت ده سياحيه.
قطبت إيلاف حاجبيها بإستفسار قائله: قصدك أيه بالأجره سياحيه؟
ردت وفاء ببسمه: جصدى أچره هتبجى مضاعفه في عشره، زى السواح، يعني ممكن سواج التاكسي يجولك هاتى مـ.ـيـ.ـت إچنيه.
إستعجبت إيلاف قائله: كم!
انا كده مرتبى مش هيتحمل نبطشيتين سهر بعد كده، أمال إنت بتروحي إزاي؟

ضحكت وفاء قائله: لاه أنا ساكنه إهنه في عماره قريبه من المستشفى باخدها مشي.
إبتسمت إيلاف مازحه: يبقى أنا كمان بقى آخدها مشي لحد بيت المغتربات، المسافه مش بعيده ساعه بس مشي.
ضحكت وفاء قائله: أنا كنت زيك إكده لما كنت عايشه في دار حمـ.ـا.تي، كان مرتبي كله ضايع على أچره موصلات أيام النبطشيات.
إبتسمت إيلاف متساله: آه يعني إنت بدلتي السكن عشان أجره الموصلات.

ردت وفاء: لاه والله السبب حمـ.ـا.تى ربنا يصبحها بنيتها بجى.
إستغربت إيلاف قائله: قصدك أيه بحمـ.ـا.تك السبب.

ردت وفاء: حمـ.ـا.تي ربنا يسامحها، ست شـ.ـديده جوي، مكنتش مرتاحه إمعاها في دار العيله وإتوقفت أنا جوزي عالطـ.ـلا.ق أكتر من مره، بس أنا معايا ولد وبنت آخر مره طردتنى من دارها حلفت إنى مش راجعه دارها تانى، بس چوزي صعب عليه العيال يتشردوا لو سمع حديت أمه وطلقني كيف ما كانت رايده، وبعت يصلحني، بس أنا إتشرطت عليه لو عاوزنى أنا العيال يبجي نبعد عنيها إن شاله نسكن في عشة فراخ، وسكنا إهنه في عماره قريبه من المستشفى، هو كمان موظف في شركة الكهربا، ومرتبه على مرتبي معيشنا كويس وإرتاحنا حتى العيال نفسيتهم إرتاحت، واللى كنت بصرفه عالموصلات بدفع بيه جزء من أيجار الشجه، وباخد نبطشيات بالليل كتير عشان بيبجي فيها حوافز أكتر من نبطشيات النهار.

إبتسمت إيلاف قائله: ربنا يرز.قك، ويهدي حمـ.ـا.تك.
ردت وفاء: آمين ويسترك يا دكتوره شكلك بنت حلال.
شعرت إيلاف بغصه لكن رسمت بسمه قائله: بس أنا دلوقتي لازم أشوف تاكسي يوصلنى وأمري لله في المرتب اللى هيطير من قبل ما أقبض أول قبض.
ببنما في غرفة جواد.

وضع يديه حول عنقه يقوم ببعض الإيماءات كى يفك ذالك التيبس الذي يشعر به وتثائب بآرهاق وهو يخلع معطفه الأبيض ثم علقه قائلا: خلاص مبقتش قادر أفتح عينيا أكتر من كده، وبكره عندى عمليه المسا ولازمن أبجى فايج، أروح الدار أمدد جـ.ـسمي.
علق جواد معطفه ثم مد يده على المكتب وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج من الغرفه.

أثناء سيره بالممر الخارجي للمشفى تقابل مع إيلاف وتلك الممرضه، إبتسم لهن ونظر ل إيلاف متسألا: إنت لسه في المستشفى يا دكتوره، مع إن ورديتك المفروض خلصت من ساعه ونص.
ردت إيلاف: فعلا ورديتي خلصت بس واجبي الطبي هو اللى فرض نفسه عليا.

إبتسم جواد لها لاحظت الممرضه بسمة جواد فقالت بخباثه: فعلا الدكتوره تعبت جوي الليله في النبطشيه، ودلوك، هتتعب على ما تلاجي مواصله توصلها لمكان سكنها، إنت مش معاك عربيه يا دكتور ما توصلها في سكتك وينوبك ثواب.
نظرت إيلاف ل وفاء بذم وكادت ترفض.
لكن سبق حديثها جواد قائلا: أيوا معايا عربيه، ومكان سكن الدكتوره في سكتي وأنا راجع للبيت، ويشرفنى اوصلها.
تعلثمت إيلاف قائله: لاء انا هاخد تاكسي يوصلنى.
ردت وفاء: وتاخدي تاكسي ليه والدكتور قال إن سكنك على طريقه، وفري أجرة التاكسي لمره تانيه.
كادت إيلاف أن ترفض لكن تحدثت وفاء: أنا كمان هركب مع الدكتور، أنا مش كمان حاسه بأرهاق شـ.ـديد مش هقدر أمشي المسافه من المستشفي للعماره اللى ساكنه فيها.
علي مضص وافقت إيلاف وذهبت مع وفاء الى مكان ركن سيارة جواد.

كادت إيلاف أن تصعد للمقعد الخلفي للسياره لكن سبقتها وفاء قائله: لاء خلينى أنا أركب في الكرسي اللى ورا عشان إمعايا شوية مستلزمـ.ـا.ت للبيت كنت شرياها، هحطها عالكرسى جنبي.

بخجل صعدت إيلاف الى المقعد المجاور ل جواد الذي قاد السياره، ظل الصمت قليلا الى ان تجاذبت وفاء الحديث مع إيلاف عن بعض أمور المشفى، كان جواد صامتا يستمع لهن فقط الى أن طلبت منه وفاء التوقف أمام العماره التي تقطن بها، ترجلت من السياره مبتسمه وشكرت جواد قائله: شكرا يا دكتور، تصبحوا على خير.
أماء لها جواد برأسه صامتا، بينما ردت إيلاف عليها: وإنت من أهل الخير.

عاود جواد قيادة السياره، ظل الصمت لدقائق الى أن فجأه شعرت إيلاف برجه قويه وكادت تصدm رأسها بتابلوه السياره، نظرت ل جواد قبل أن تتحدث إعتذر جواد قائلا: آسف ده مطب عالطريق معرفشى ليه دايما بنسى مكانه.
ردت إيلاف وهي تلتقط نفسها قائله: في حاجه إسمها بتنسى، لازم تنتبه للطريق كويس.
رد جواد: فعلا، عالعموم متآسف.

ردت إيلاف بحياء: لاء محصلش حاجه، بس إبقى إنتبه بعد كده إن في مطب عالطريق، ولازم تهدي سرعة العربيه وإنت معدي من عليه.
إبتسم جواد يومئ برأسه لها بموافقه، ظل بينهم حديث مقتضب من ناحية إيلاف، بينما جواد إستمتع بالحديث معها الى ان توقف بالسياره الى أمام دار المغتربات.
وضعت إيلاف يدها فوق مقبض باب السياره ونظرت ل جواد قائله: متشكره يا دكتور، تصبح على خير.
رد جواد: العفو يا دكتوره، وإنت من أهل الخير.

ترجلت إيلاف من السياره، وتوجهت الى باب الدار، وقامت بقرع جرس الباب ووقفت قليلا الى أن فتحت لها إحدى النساء العاملات بالبيت، لكن لفت بصرها على وقوف سياره فخمه أمام البيت، لم تسير الا بعد دخول إيلاف الى داخل الدار، هزت رأسها
ل جواد الذي لم يأخذ باله، لاحظت ذالك أيضا مديرة الدار، كذالك رأت سياره أخرى سارت خلف سيارة جواد.
اليوم التالي
صباح.

فتحت سلوان عينيها تشعر بآرق بسبب نومها المتقطع بليلة أمس، بسبب هاتف والداها وإخبـ.ـاره لها عن موافقته على طلب إيهاب الزواج منها، هذا مستحيل، لن يتم.
تمطئت قائله: متأكده إن بابا عمره ما هيجبرني على شئ انا رافضاه هو بس متعصب منى، بس لما هرجع للقاهره هعرف أتفاهم معاه، بس دلوقتي لازم أزور قبر ماما قبل ما أرجع للقاهره تاني، أما أتصل على جلال أسأله عرف مكان البلد دى من صاحبه؟

فتحت هاتفها لكن نظرت الى ساعة الهاتف الوقت لازال باكرا، للحظه ترددت في الإتصال على جلال، قائله: الوقت لسه بدري أوي، ويمكن زمانه نايم.
زفرت نفسها بآرق، لكن قالت: هو سبق قالى إنه بيصحي بدري، يمكن يكون صاحي، وبصراحه أنا مبقاش عندي صبر، وبابا لو طولت عليه أكتر من كده ممكن الحيه دولت تملى دmاغه من ناحيتى وتخليه يجبرنى أقبل طلب أخوها لأيدي.
بلحظه قررت سلوان مهاتفة جلال، وقفت تسمع رنين الهاتف.

علي الجهه الأخرى
كان جاويد مازال نائما وأستيقظ على رنين هاتفه
رفع رأسه من فوق الوساده ونظر ناحية الهاتف، وتثائب وهو يجذب الهاتف، فتح عينيه ينظر لشاشته إبتسم كما توقع من التي تتصل عليه بهذا الوقت الباكر، المده القصيره التي عرف بها سلوان عرف أن بها صفة التسرع، فتح الهاتف وقبل أن يرد سمع قول سلوان المتلهف: صباح الخير.
إبتسم جاويد بخباثه وقام بالرد عن قصد منه: صباح النور يا حبيبتي.

إستغربت سلوان رد جلال، وبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت لشاشته تتأكد من هاتفت.
تأكدت أنها هاتفت جلال، وضعت الهاتف مره أخري على أذنها، قائله بنبرة إرتباك: جلال أنا آسفه إن كنت أزعجتك وصحيتك من النوم بدري.
أبتسم جاويد قائلا بتلاعب: لاء، مفيش إزعاج انا كنت صاحى
آسف كنت برد على أختي.
تعلثمت سلوان قائله: لاء مفيش مشكله، المهم إنت كنت قولتلى ليك صديق من البلد اللى إسمها الاشرف دى وصفلك مكانها فين بالظبط؟

رد جلال: أيوا، انا حتى روحتها قبل كده.
إنشرح قلب سلوان قائله بحياء وترقب: طب كويس ممكن توصف لى مكانها فين؟
إبتسم جاويد بمكر قائلا: لو وصفت لك مكانها مش هتعرفى توصلى ليها أنا عندي شوية مشاغل ممكن أخلصها عالعصر ونتقابل أوصلك للبلد دى، بدل ما تتوهي.
ردت سلوان بتسرع: لاء بعد العصر مش هينفع، قولى إنت مكانها وأنا أخد تاكسي يوصلني.
رد جلال: ممكن سواق التاكسي ميعرفش البلد دى، أنا ممكن أوصلك.

شعرت سلوان بإنشراح قائله: طب وشغلك، هتتأخر عليه.
رد جلال: لاء قدامي وقت نص ساعه وهكون قدام الاوتيل، بس إنت بلاش تتأخري.
إبتسمت سلوان قائله: لاء هتوصل تلاقينى بتنظرك قدام باب الاوتيل، سلام عشان معطلكش.
أغلقت سلوان الهاتف تشعر بغصه لا تعلم سببها او تعلم السبب لكن لا تريد التفكير في كيف سيكون إستقبال جدها لها لم تفكر كثيرا بهذا بعد قليل ستعرف ذالك، لكن عاد رنين صوت جلال حين
قال صباح الخير يا حبيبتى.

أشعلت الجمله وهج خاص ب قلبها للحظه تمنت أن يقول تلك الجمله لها هي...
وضعت يدها على قلبها تشعر بزيادة خفقان بررته أنه مجرد أمنيه لا أكثر.
بينما جاويد اغلق الهاتف ونهض من على الفراش يشعر بشعور خاص ومميز، تمنى فعلا لو يرى سلوان جواره حين يفتح عينيه صباح، وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش وبرأسه إتخذ القرار الذي أصبح يريده قلبه، لا خرافات تلك العرافه.
بعد قليل بسيارة جاويد
أخفى جاويد معرفته، بأمر سلوان.

نظر لها يتسأل: إنت ت عـ.ـر.في حد من البلد اللى دى؟ قرايب ليك راحه تزوريهم.
إرتبكت سلوان قائله بنفي: لاء، دول قرايب صديقه ليا طلبت منى أزورهم.
بعد قليل
أمام تقاطع لطريق ترابى، توقف جاويد بسيارته، لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه، رد عليه بتمثيل قائلا: تمام نص وأكون عندك.

أغلق جاويد الهاتف ونظر ل سلوان قبل أن يتحدث تحدثت سلوان: آسفه إنى عطلتك، بس ممكن بس توصلني لاول البلد دى وأنا هسأل بعد كده على الناس اللى عاوزاهم في قلب البلد، وروح إنت لشغلك.
رد جاويد بمراوغه: لاء مش لازم الشغل لو مروحتش مش هيجري حاجه، ممكن تتوهي في البلد دى ومين هيوصلك وإنت راجعه.
ردت سلوان: لاء متخافش مش هتوه البلد شكلها صغيره، ووأنا راجعه ممكن أطلب من أى حد من اللى رايحه أزورهم يوصلنى للاوتيل.

حاول جاويد المراوغه لكن أصرت سلوان على ان يعود لعمله ويتركها هي ستتدبر أمرها.
إمتثل جاويد لطلبها بتمثيل مرغما قائلا: تمام إحنا وصلنا لأول طريق البلد دى، هخلص شغلى بسرعه وأتصل عليك لو مكنتيش رجعتى للاوتيل هاجى لك هنا اوصلك للاوتيل.
ردت سلوان: تمام، بشكرك.
إبتسم جاويد قائلا: على أيه كفايه إنى مش هوصلك لقرايب صديقتك.
ردت سلوان: لاء كفايه وصلتنى لحد هنا، يلا بلاش تعطل نفسك أكتر.
إبتسم جاويد لها.

ترجلت سلوان من السياره وقفت الى ان غادر جاويد
توجهت الى الطريق الذي أشار لها عليه جاويد أن آخر هذا الطريق الترابي بداية البلده
وقفت قليلا سلوان تنظر أمامها للحظه تراجعت وكادت تعود، لكن سمعت إمرأه تصعد بعض السلالم الجيريه التي تنحدر الى ذالك المجرى المائى المجاور للطريق تقول لها: خدي بيدي يا بت.

وقفت سلوان للحظات تنظر لها برهبه وتردد، لكن عاودت المرأه نفس القول برجاء أكثر مما جعل سلوان تقترب منها وأمسكت إحدي يديها، تساعدها على صعود بقية السلالم، الى ان وصلت لنهايه السلم، وقفت المرأه تلتقط نفسها، قائله بلهجه صعيديه لكن فهمت سلوان من قولها: قدرك على بعد خطوه واحده رجلك تخطيها، بعدها كل خطوه هتمشيها عالأرض هنا بتقرب بينك وبين ولد الأشرف، المستقبل مش هعيد الماضي، الحاضر العشق زاد و زواد القلوب، القدر بيشـ.ـد صاحبه على أول طريق النصيب.
بمكان واسع قريب من طريق البلده
توقف جاويد بسيارته وترجل منها سريعا يقترب من تلك السياره الأخرى التي ترجل سائقها منها قائلا: المفاتيح في الكونتاك.
نظر جاويد له قائلا: تمام خد إنت العربيه التانيه وإرجع بيها للمصنع.

صعد جاويد للسياره الأخرى وقادها سريعا عائد بإتجاه طريق البلده عيناه على جانبي الطريق تنهد براحه حين رأى سلوان من ظهرها لكن إستغرب حين رأها تمشي جوار إمرأه تتكئ عليها رغم أن لديه فضول معرفة من تلك المرأه لكن حافظ على مسافه بعيده قليلا عنهن.
بينما سلوان توقفت للحظه بسبب حديث تلك المرأه ونظرت لها بإستغراب قائله بإستفسار: حضرتك تقصدي أيه مش فاهمه معنى كلامك، ومين ولد الأشرف ده!؟
تنهدت المرأه قائله: لكل سؤال أو فعل رد والزمن كفيل بالرد المناسب.
كل سؤال ليه جواب هيظهر مع الوجت بلاش تتسرعي دلوك.

لا تعلم سلوان سبب لمساعدتها لتلك المرأه لكن بقشعريره تعلم سببها هي تلك المرأه التي يظهر فقط عينيها من أسفل ذالك الوشاح الابيض الملفوف حول رأسها ويخفي أكثر من نصف وجهها عينيها سوداء بكحل فرعوني، حدثها عقلها أن تبتعد عن تلك المرأه بالفعل حاولت سحب يدها من أسفل يد تلك المرأه لكن المرأه تمسكت بيدها قائله: خلاص وصلت يا بت وصلنى بس لحد المصطبه اللى هناك ويبجى كتر خيرك.

نظرت سلوان الى المكان التي أشارت عليه تلك المرأه شعرت بثليج ورهبه يضـ.ـر.بان قلبها حين رأت تلك المصطبه التي خلفها مباشرة المقابر للحظه إرتعبت وإرتعش جسدها، لاحظت المرأه ذالك فقالت لها: إهنه لينا أحبه سكنوا الديار قبلينا بس سكن في جلوبنا لوعه وآنين مكانهم.

تدmعت عين سلوان وشعرت بوخزات قويه في قلبها وهي تساعد تلك المرأه تجلس على تلك المصطبه، لكن تحدثت لها المرأه: تسلمي يا بت، إفتكري كلامي زين النصيب بيتعقب صاحبه مهما حاول أنه يهرب منيه، المكتوب مفيش منه مهروب.
مازال حديث تلك المرأه يثير إستغراب سلوان حتى شعرت للحظه أن عقلها جن كيف تصغي لحديث لتلك لكن حدثها عقلها أن تلك المرأه عجوز خرفه
تهزي.

شعرت المرأه أن سلوان تظنها تهزي، إبتسمت قائله: في دكان عمك رضوان هناك إسأليه وهو هيدلك عالمكان اللى بتريديه. يا خد الچميل.
للحظه سهمت سلوان صامته بدهشه، من ذالك الوصف والداتها كانت تناديها به أحيانا، نظرت لها رأتها تبتسم، لكن.

للحظه إنشغل عقل سلوان بحديث المراه كأنها تسحرها كانت ستسألها كيف علمت ذالك الوصف لكن المرأه نظرت نحو سيارة جاويد التي تقترب منهن إبتسمت: القدر بيتبع صاحبه كيف ضله، روحي يا بت الخير اللى عملتيه في يوم هيتردلك.
رغم إستغراب سلوان من أقوال تلك المرأه لكن بداخلها شعرت بتوجس ورهبه منها تزداد وفضلت أن تبتعد عنها حتى لا تغفلها وتصدق تخريفها.

تركت سلوان المرأه وسارت قليلا، مازال يشغل عقلها أقوال تلك العجوز، للحظه توقفت عن السير ونظرت خلفها مكان جلوس تلك المرأه، لكن تحولت نظرتها الى ذهول وهي تبحث بعينيها عن تلك المرأه التي إختفت دون آثر، تلفتت عينيها بكل إتجاه تبحث عن أثرها لكن كآنها تبخرت ليس لها آثر، شعرت برهبه قويه، وتيبس جسدها حتى أنها لم تشعر بذالك الشخص الذي يقترب من مكان وقوفها الا حين تحدث: واقفه في وسط الطريق إكده ليه، ومش واخده بالك إن في عربيه چايه عليك وإنت واقفه، شكلك مش من إهنه من البلد.

إنخضت سلوان ونظرت خلفها بشهقه.
نظر لها الرجل قائلا: تبـ.ـارك الله إنت حلوه جوي، واقفه إكده ليه في نص الطريق.
إزدرت سلوان ريقها تشير بيدها نحو المصطبه قائله: كان في ست قاعده هناك المصطبه فجأه إختفت.
نظر الرجل نحو المصطبه قائلا: أنا دكاني قريب من المصطبه ومشوفتش حد كان جاعد إهناك، جولى لى إنت شكلك غريبه يمكن تايهه.

ذهل عقل سلوان التي مازالت غير مستوعبه، لكن جاوبت: أنا فعلا مش من البلد، ومش عارفه أنا تايهه ولا لاء، أنا عاوزه أعرف فين بيت الحج مؤنس القدوسى.
نظر لها الرجل بتمعن لكن قبل أن يتحدث آتت عليهم إمرأه تبدوا بمنتصف الآربعين قائله: في أيه يا رضوان واجف مع الصبيه الحلوه في وسط الطريق إكده ليه، أوعى يا راجـ.ـل تكون عينك زاغت وناويت تتجوز عليا، بس لو هتتجوز الصبيه الحلوه دى انا معنديش مانع.

إبتسمت سلوان قائله: لاء يا مدام أنا كنت بسأل على بيت الحج مؤنس القدوسى.
نظرت لها المراه باسمه تقول بفضول: حلوه منيك كلمة مدام دى، بس إنت عاوزه بيت الحج مؤنس ليه، هتشتري منيه
قلل وأبـ.ـاريق، لاه إنت شكلك بندريه أكيد بتشربى ميه معدنيه في الازايز النضيفه.
إبتسمت سلوان لها قائله: لاء محتاجاه في أمر خاص، واضح من كلام حضرتك إنك ت عـ.ـر.فيه ممكن تدليني على بيته لو سمحت.

نظرت المرأه ل رضوان قائله: حلاوه وذوق يا رضوان يا خساره لو كان حدايا واد مكنتش طلعتك من البلد، ما تتجوزها يا رضوان شكلها عسوله ورقيقه إكده.
إبتسم رضوان قائلا: لاه عيندي ليها عريس مناسب بس مش يمكن هي متجوزه يا محاسن.
جذبت محاسن يدي سلوان تنظر لهن بتمعن ثم قالت: لاه الصبيه مش متجوزه مفيش في يدها اليمين ولا الشمال دبله، بس جولى مين العريس اللى في بالك.

رد رضوان: والله الصبيه الزينه دى ما يليق بيها غير جاويد الأشرف.
تممت محاسن على قول رضوان، بينما ضحكت سلوان التي شبه تناست أمر تلك المرأه الغريبه بسبب حديث هذان الزوجان بمزح معها، وقالت بمراوغه: هو طالما مفيش في إيديا دبله يبقى مش متجوزه
عادى جدا.
للحظه تحير الزوجان وهما ينظران لبعض، وبخت محاسن رضوان: مش تركز يا رضوان هي الرچاله كانت عمـ.ـيـ.ـت عن الصبيه الزينه دى، أكيد متجوزه، يا خساره.

إبتسمت سلوان قائله: لا خساره ولا مكسب ممكن تدلونى على بيت الحج مؤنس ويبقى كتر خيركم وعملتوا فيا ثواب أكتر من أنكم تجيبولى عريس.
ردت محاسن: والله خساره ما كان يليق بيك غير جاويد الاشرف، بس النصيب عاد، تعالي إمعاي أوصلك لدار الحج مؤنس.
إبتسمت سلوان قائله: يمكن نصيبه في بنت أحلى مني، ومتشكره لخدmتك مقدmا.

سارت كل من سلوان ومحاسن التي كانت تسأل سلوان بفضول منها بينما سلوان كانت ترد عليها بإفتضاب وإختصار الى أن وصلتا الى أمام منزل مؤنس، تحدثت محاسن: دار الحج مؤنس أهى.
بحثت سلوان عن جرس المنزل حول إطار الباب، لكن لم تجده، نظرت لها محاسن قائله: بتدوري على أيه يا زينة الصبايا؟
ردت سلوان: فين جرس الباب؟
دفعت محاسن باب المنزل الحديدى الكبير قائله: .
چرس الباب چوه، إدخلي.
تعجبت سلوان لكن سبقت محاسن بالدخول.

لكن توقفت للحظه وضعت يدها على قلبها تشعر بوخز قوي بقلبها تذكرت أن والداتها يوما ما كانت تعيش هنا.
لاحظت محاسن وقوف سلوان إقتربت منها قائله: وقفتي ليه، ومال وشك إتخـ.ـطـ.ـف إكده ليه ما تجلعى النضاره اللى واكله نص وشك الصبوح ده.
نفضت سلوان ذالك الشعور عنها و إبتسمت قائله: مفيش، بس يمكن عشان أول مره أدخل بيت قبل ما صحابوه هما اللى يفتحولى الباب، والنضاره عشان الشمس والتراب بيتعبوا عينيا.

ردت محاسن: سلامة عيونك أكيد حلوه ويتخاف عليها من السمس والتراب، تعالى بلاش توقفى إكده، .
سارت سلوان خلف محاسن نحو باب المنزل الداخلى، كل خطوه تشعر كأن عصبها يتقلص ويمتزج بأوردتها يسيل.
وضعت محاسن يدها على جرس المنزل لكن قبل أن تدق عليه فتح باب المنزل وخرجت مسك.
تجنبت محاسن منها الى جانب الآخر مقابل سلوان.
إقتربت مسك من محاسن ورسمت بسمه باهته قائله بترحيب فاتر: خالتي محاسن إزيك، منوره الدار.

ردت محاسن بفتور أيضا: . الدار منوره بصحابها، في ضيفه غريبه عن البلد كانت بتسأل على دار الحج مؤنس.

بنفس اللحظه نظرت مسك لجهة سلوان تعجبت كثيرا وتمعنت بالنظر لها هي نفس الفتاه التي صادفتها قبل أيام أمام محل الثياب، لم تكن خيال كما ظنت بعد ذالك، شعرت ببغض ناحيتها لا تعرف سببه، بنفس اللحظه آتت خلف مسك صفيه تنادي عليها حتى كادت تخرج من باب المنزل لكن توقفت عن الحديث حين رأت مسك تقف مع محاسن وفتاه أخرى تبعد وشاح رأسها عن وجهها، ثم خلعت نظارتها الشمسيه ونظرت لها ثم ل مسك التي رن إسمها بأذنيها برنين خاص.

ذهلت صفيه حين وقع بصرها على وجه سلوان وهمست: بنت مسك!
لكن إدعت عدm معرفتها ونظرت بترقب ل محاسن قائله: نورتي داري يا محاسن.
ردت محاسن: بنورك يا صفيه الحلوه دى بتسأل على عم الحج مؤنس.
ردت صفيه: .
الحج مؤنس مش إهنه، راح هو ومحمود أسوان هيشتروا طمي من هناك، ومش هيرجعوا غير عشيه.
تسرعت سلوان بالسؤال قائله: يعنى أيه مش هيرجعوا غير عشيه، بكره يعنى.
ردت محاسن: عشيه يعني بعد ادان العشا.

كذالك ردت صفيه سريعا: ويمكن يباتوا إهناك.
سأم وجه سلوان قائله: طب لو رجعوا بكره هيرجعوا أمتى كنت محتاجه الحج مؤنس في أمر ضروري.
ردت صفيه: والله ما اعرف وقت رجعوهم، ممكن يرجعوا الصبح او المسا.
إنسرعت سلوان قائله: بكره المسا!
ردت مسك: أيوه لو محتاجه حاجه ضروري ممكن تقولى لينا عليها.

نظرت لهن سلوان لم تشعر إتجاههن براحه ووضعت النظاره على عينيها قائله: لاء مش هينفع انا كنت محتاج الحج مؤنس في أمر خاص، على العموم ممكن تدينى رقم موبايل الحج مؤنس وانا هبقى أتصل عليه وأخد منه ميعاد يكون موجود فيه.
قبل أن ترد إحداهن ردت محاسن: نمرة موبايل الحج مؤنس مع رضوان ياريت كنا إتصالنا بيه قبل ما نجي لإهنه كنا وفرنا المسافه اللى ميشناها لإهنه.
نظرت صفيه ل محاسن ب عتاب فاتر: إكده لاء عيب عليك يا محاسن الأبله تقول علينا أيه مبنرحبش بالضيوف، أهو حديتك ده نسانا نسأل الابله هي مين أو حتى إسمها أيه؟
إرتبكت سلوان قائله: إسمي سلوان، عالعموم متشكره لحضرتك أنا هاخد نمرة موبايل الحج مؤنس هتصل عليه وأشوف ميعاد مناسب يكون موجود فيه، عن أذنكم.
إستدارت سلوان نحو باب المنزل الخارجى وخلفها محاسن.

بينما نظرت مسك لخروجهن من باب المنزل ثم نظرت ل صفيه قائله: ماما دى شبه...
قبل أن تكمل مسك حديثها أومأت صفيه رأسها قائله: عمتك مسك، سلوان بنتها، أنا فاكره إسمها سمعته من هاشم يوم چنازة عمتك، الأسم لساه بيطن في وداني.
إندهلت مسك قائله: طب ودي أيه اللى جابها هنا مع إن علاقتنا بيها مقطوعه تماما، تفتكري جايه وعاوزه جدي في أيه؟

ردت صفيه: أكيد چايه طمع أكيد أبوها اللى كان حتة مهندس في شركة التليفونات يا دوب مرتبه بيكفيهم بالعافيه ويمكن أتجوز بعد عمتك ومعاه عيال تانيه وهي لعبت في دmاغها وجالت أروح اضحك على جدي واستعطفه يمكن تطلع منه بورث، بس ده مش هيحصل واصل.

تهكمت مسك قائله: ورث أيه اللى چايه عشانه مش شايفه منظر لبسها، دى هدوم ماركات غاليه حتى نظارة الشمس بتاعتها ماركه عالميه حتى البرفان بتاعها نفس ماركه أصليه، أنا وحفصه طلبنا من عالنت زيه، أعتقدفى سبب تانى.
نظرت صفيه ل مسك بحيره قائله: ويا ترى أيه هو السبب التانى ده، اللى يخليها تجطع المسافه دى كلياتها من القاهره لل ألاقصر.

ردت مسك بتكهن: اولا المسافه من القاهره لل الاقصر مش بعيده زى حضرتك ما متخيله دى ساعة زمن بالطياره، ثانيا يمكن هتتجوز مثلا وحبت جدي يحضر فرحها مهما كان هو والد مامتها.
ردت صفيه: تتجوز؟ بس دى إيديها الإتنين خالين، ومنين جالك إن غنى النفس باللبس الغالي ولا الرفانات والنظارات الماركات، مش يمكن منظر او خدعه عشان منفكرش إنها جايه طمعانه.

إستوعبت مسك رأى صفيه وقالت: ممكن عالعموم انا لازمن أمشى دلوك عيندي حصه في المدرسه وأما أرجع نبقى نتحدت في موضع البلوه بت عمتى اللى ظهرت دلوك ليه؟
إبتسمت صفيه قائله: بالسلامه إنت والبلوه دى ربنا يسلم من شرها وشر طمع النفوس في اللى في يد غيرها.
سارت سلوان مع محاسن الى أن عدن الى محل رضوان ودخلن إليه. نهض رضوان قائلا: .

زين إنك متأخرتيش كيف عادتك يا محاسن، لساه التاچر اللى هنشترى منيه العدس قافل إمعاه الموبايل، وجولت لها ساعه وأكون عينديك آخد البضاعه.
نظرت محاسن بشرز مرح ل رضوان قائله: . جصدك أيه يا راچل إنى بتعوق في السكك.
ضحك رضوان قائلا: لاه، بس أنا خابرك من ناحية صفيه مبترتحيش لحديتها واوجات بتشـ.ـدى جصادها.

ردت محاسن: لاه متخافيش، أنا روحت مع الصبيه الحلوه إم اسم حلو زيها سلوان ملقناش الحج مؤنس في الدار حتى المخفيه صفيه كلمتنا من عالباب ما جالت لينا إتفضلوا.
تذكر رضوان قائلا: آه فاتت على دى انا كنت شايف الحج مؤنس ومحمود من بدري راكبين العربيه، ونسيت حتى الحج مؤنس شاورلى بيده.

نظرت محاسن ل رضوان قائله: ياريتك كنت إفتكرت قبل ما نروح الدار كنت وفرت علينا شوفة وش صفيه الإتم وكانت سلوان خدت منك نمرة موبايل الحج مؤنس.
نظر رضوان ل سلوان قائلا: إسمك حلو ولايق عليك يا زينة الصبايا.
تبسمت له صابرين بخجل، بينما قالت محاسن: واه بتعاكس الصبيه جدامي يا رضوان.
إبتسم رضوان قائلا: بعاكس مين يا ست الستات دى لو كنت خلفت كان زمان إمعاي عيال في عمرها.

إبتسمت محاسن وشعرت بشجن في قلبها قائله: طب طلع موبايلك وإدي ل سلوان نمرة الحج مؤنس.
اخرج رضوان هاتفه وقام بتملية سلوان رقم هاتف مؤنس دونته على هاتفها.
أغلق رضوان هاتفه قائلا: .
همشى أنا بجي عشان متأخرش عالتاچر.
ردت سلوان: أنا كمان أستأذن بس كنت عاوزه أسأل على موقف الباص هنا عشان أرجع للاوتيل في الأقصر.
باص!

هكذا قالت محاسن بتعجب قائله: موقف الباص اللى هو نفسه موقف الميكروباص، بس موقف الميكروباص عالطريق الناحيه التانيه للبلد.
إستغربت سلوان قائله: هو في طريق تانى للبلد.
ردت محاسن: أمال إنت جايه في أيه.
ردت سلوان: شخص معرفه وصلني لحد بداية طريق الترعه اللى هناك دى وقالى إن الطريق ده هيوصلنى للبلد.
مصمصت محاسن شفاها قائله: والصديق ده لما هو يعرف البلد ليه موصلكيش لحد دار الحج مؤنس؟

ردت سلوان: هو مش من هنا وميعرفشي أهل البلد وعنده أشغال وأنا قولت له أنى هعرف أدبر نفسي، عالعموم متشكره ليكم ممكن بس حد يوصلني للموقف.
نظرت محاسن ل رضوان وإمائت له برأسها مبتسمه كذالك هو إبتسم يومئ رأسه بتوافق.
إستغربت سلوان فعلتهم لكن إندهشت حين قالت محاسن: عمك رضوان نازل بعربيه نقل صغيره الاقصر بدل ما تتبهدلى أو تتوهي في الموصلات هو يوصلك لأقرب مكان من الاوتيل اللى بتقولى عليه ده.

كادت سلوان ترفض هي لا تثق بأحد بسهوله، لكن اصرت محاسن عليها قائله: متخافيش عمك رضوان طيب وعينه مش فارغه.
تـ.ـو.ترت سلوان قائله: أنا مش قصدى حاجه بس مش عاوزه اعطله عن مقابلة التاجر مش أكتر.
إبتسم رضوان قائلا: لاه متخافيش مفيش عطله، العطله إنك تفضلى واقفه إكده كتير.
علي مضص وحذر وافقت سلوان وذهبت مع رضوان بسيارة البضاعه الخاصه به.

بينما جاويد الذي يتتبع سلوان عينيه لم تغفل عنها سوا دقائق، وهي بمنزل القدوسى لديه فضول يعلم لما لم تبقى به سلوان سوا دقائق قليله، كذالك رأى تلك المرأه التي كانت تسندها سلوان هي نفس المرأه التي ظهرت له بالمعبد سابقا وتحدث معها رغم أن لا يصدق بتلك الخرافات، لكن إذا كانت الخرافات هي من ستقرب بينه وبين سلوان على إستعداد لصنعها.
ظهرا
بمنزل صالح.

إستيقظ من ثباته على صوت رنين هاتفه، إستيقظ بتذمر مد يده يجذب الهاتف من طاوله جوار الفراش، وضعه على أذنه وهو مازال يشعر بالنعاس لكن نهض منشرحا حين سمع تلك الضحكه الرقيعه وذالك الحديث البذئ الذي يهواه قائلا: حلاوتهم
من زمان مسمعتش صوتك يا بت.

ردت عليه بضحكه رقيعه: واه وحشتنى يا شيخ الشباب وجيتلك مخصوص مت مصر لهنا في الأقصر، مهرجان شعبي وجايه ارقص فيه وقولت مينفعش أبقى في الأقصر ومقابلش وأملى عنيا شيخ الشباب صالح الأشرف.
شعر صالح بنشوه كاذبه من مدح تلك الراقصه به ونعتها له ب شيخ الشباب الذي مازال يود التمتع به رغم أن ذالك أصبح أيضا يحتاج لطاقات لم يعد قادر عليها، لكن هنالك متعه أخري وهي النظر قادر بها يخترق مفاتن النساء.

سألها: ويا ترى بقى مهرجان الرقص ده كام يوم؟
ردت حلاوتهم: تلات أيام ونازله هنا في فندق كبير هستناك تعدي عليا فقرة الرقص بتاعتى هتبدأ الساعه عشره.
رد صالح: يبجى نتجابل الساعه تمانيه قبل ما تنزلي من الاوتيل.
ردت حلاوتهم بضحكه مجلجله: بس ده أوتيل محترم، عالعموم شيخ الشباب هيجي ومعاه هديه قد شوقه.
إبتسمت عيناه تلمع ببريق الشغف والشهوه، ونهض من على الفراش يشعر أنه مثل شاب في ريعانه.
-
بالمشفى
بغرفه كبيره.

جلس جواد على رأس تلك الطاوله نظر الى الاطباء الجالسين وظل صامتا للحظات طويله مما أثار دهشة الاطباء الذي تحدث أحدهم قائلا: أعتقد إنت مش طالبنا كلنا عالموبايلات عشان تقعدنا قدامك كده زى التلاميذ، وبعدين كلنا عندنا مرضى أولى بالوقت، الثانيه بتفرق معاهم.

تنهد جواد قائلا: فعلا في مرضى اللحظه بتفرق معاهم وده اللى طلبتكم عالموبيلات بسببه، بس قبل ما أقول الكلمتين اللى عندى حابب أعرفكم مضمون الورقه دى، ياريت يا دكتور ناصف تقرى فحوى الأمر ده.
قرأ ناصف فحوى الورقه الى أن قال: . تم تعين الدكتور جواد صلاح الأشرف مديرا عام للمشفى.

إنصدm ناصف ونظر لأحد الاطباء بالغرفه ثم رسم بسمه كاذبه قائلا بنفاق: مبروك يا دكتور جواد أنت أكتر واحد تستحق تبقى مدير للمشفى رغم إن سنك صغير أنك تكون مدير بس الكفاءه هي اللى تستحق تاخد المناصب العليا وأنت كفأ لها.
تهكم جواد ساخرا لنفسه، لكن إبتسم حين قالت إيلاف بود: مبروك يا دكتور.
كانت نظرة عينيه لها بها شئ خاص ومميز لفت نظر ناصف له وإبتسم بظفر، بينما تحدث جواد.
قائلا بتوضيح: متشكر على التهانى والمبـ.ـاركات اللطيفه منكم نجى بقى للجد
أنا أصدرت قرار أى دكتور مش هيبقى موجود في فترة الورديه بتاعته في المستشفى هياخد لف نظر مره واحده وبعدها هرفع تقرير فيه للوزاره إنه غير ملتزم بمواعيد عمله كمهني.
تهامس الاطباء بين بعضهم بغضب وتحدث أحدهم بتعسف: بس إحنا أطباء مش موظفين حكومه.

رد جواد: فعلا أطباء بس في وقت مواعيد عملكم بالمستشفى أنتم موظفين ولازم تلتزموا بالقوانين وأول قانون هو الحضور الفعلى في المستشفى مش خمس دقايق وبعدها تمشوا على عيادتكم الخاصه، معتقدش لو قضيتوا بس ساعتين تلاته في المستشفى تكشفوا على ناس متقدرش تدفع ال يزيتا بتاعت العياده الخاصه هتأثر معاكم أعتبروها زكاه عن علمكم وكمان هتلاقوا فيها منفعه أكبر هتصتادوا زباين لعيادتكم، زى ما بيحصل وبعض الممرضات بتعمل لكم دعايه بين المرضى.

كاد أحد الاطباء ان يتعصب لكن ناصف تحدث بكهن: فعلا كلام الدكتور جواد صحيح يا ساده إحنا الطب رساله قبل أى شئ، انا مقتنع بحديث الدكتور جواد وعن نفسى بعد كده هلتزم بمواعيد نبطشياتى.
بالقاهره
نظرت دولت ل هاشم قائله: سلوان قالتلك أيه؟
رد هاشم: خلاص سلوان حجزت تذكرة القطر وراجعه بعد بكره.
إستهزأت دولت قائله: لسه هترجع بعد بكره، وليه مقولتش لها ترجع طيران أسهل واسرع من القطر يمكن بتتحجج او بتكذب عليك.
رد هاشم: لاء سلوان مش بتكدب طالما قالت راجعه تبقى راجعه.

إستهزأت دولت قائله: ومالك واثق من كلامها كده ليه، معرفشى ليه عندي شك إنها بتماطل عشان تفضل هناك وقلبك يحن ليها وترجع تشغل الفيزا بتاعتها، لو كانت صادقه كانت حجزت في اول طياره ورجعت للقاهره تانى في ساعة زمن.
شعر هاشم بضيق قائلا بتعسف: لاء متاكد سلوان مش بتماطل، وكمان الباسبور مش معاها.

تهكمت دولت قائله: وفيها أيه يعنى لو الباسبور مش معاها دى حجه فارغه، ناسي الأقصر للقاهره يعتبر طيران داخلى في البلد يعنى ممكن بالبطاقه الشخصيه بتاعتها، كل اللى محتاجاه هو تذكرة السفر.
رد هاشم بضيق: سلوان عندها فوبيا الاماكن العاليه ومش بتحب سفر الطيران قبل كده قالتلى إنها كانت بتفضل خايفه وهي في الطياره لحد ما بتنزل للمطار، وكذا مره كانت بتسافر عن طريق البحر الاحمر.

تهكمت دولت قائله: آه وماله بس مقولتليش قالتلك أيه بعد ما قولت لها عن طلب إيهاب لايدها.
رد هاشم: مقولتش ليها مستنى لما ترجع، تحقيقك كده خلص عن إذنك مصدع وكمان معزمين عالعشا عند أختى خلينا نجهز عشان الوقت منتأخرش عليهم.

ترك هاشم دولت وتوجه الى غرفة النوم زفرت دولت نفسها بضحر وضيق قائله: أكيد طبعا الكونتيسه رفضت، أنا سمعاك بنفسي وإنت بتقول ليها، بس طبعا متقدرش تضغط عليها، بس نافش نفسك عليا، كآنك إتجوزتني غـ.ـصـ.ـب، بس هي ترجع لهنا وأنا هعرف إزاي أخليها توافق على جوازها من إيهاب حتى لو كان غـ.ـصـ.ـب عنها زيك.
بمنزل صلاح
أثناء تناول العشاء.

نظر صلاح ناحية حفصه مبتسما يقول: كلها فتره صغيره وحفصه تتجوز ومش هنلاقى حد يقعد معانا عالسفره يا يسريه.
شعرت حفصه بحياء لكن قالت: معتقدش يا بابا مش يمكن قبل ما أنا أتجوز يكون جاويد إتجوز ومـ.ـر.اته تقعد مكاني.
تنهد صلاح بتمني قائلا: ياريت، ربنا يسمع منك.
إبتسمت حفصه وهي تنظر ناحية يسريه قائله: الموضوع ده في إيد ماما تقنع جاويد يتجوز مسك بنت عمتي قبل ما واحده تانيه تلوف عليه.

نظرت يسريه ل حفصه بإستغراب قائله: .
جصدك أيه بواحده تلوف عليه؟
ردت حفصه: بصراحه يا ماما مسك شافت جاويد قدام البوتيك اللى كنت أنا وهي بنشترى منه الفساتين، كان واقف بالعربيه وفي واحده ركبت جنبه في العربيه، بس مشافتش وشها شافتها من ضهرها.
تحير عقل يسريه وقالت: مش يمكن مسك غلطت في عربية جاويد، المكان ده زحمه أساسا.

ردت حفصه بتأكيد: لاء، أنا متأكده أنا كمان شوفت جاويد قاعد وجنبه بنت في العربيه يعنى انا ومسك هنغلط نفس الغلطه.
للحظه سأم قلب يسريه وشعرت بتوجس وتذكرت حديث غوايش لها الشتيتين إتجمعوا.
لكن تنهدت بإيمان قوي.
بالفندق
بغرفة حلاوتهم.

لهوها وإندامجها بالرقص لم يجعلها تنتبه لشرود صالح الذي مازال طيف تلك الشبيهه بصورة الماضي بعقله، يسترجع ذكرى فتاه سلبت عقله من أول مره رأها ذات يوم صدفه لينغلق قلبه خلفها، رغم أنه تزوج أكثر من مره ورافق نساء كثيرات لكن لم تستطيع إحداهن محو مسك مؤنس القدوسى من قلبه ولا عقله، زفر نفسه بغضب وهو يتردد صوت رفضها له بوجهه قائله: لو مبجاش غير المـ.ـو.ت هو اللى هيريحني منك أنا همـ.ـو.ت نفسي ودلوك، عندي امـ.ـو.ت كافره ولا أبجى من نصيبك.

وقد كان المـ.ـو.ت من نصيبها بعد ثلاثة عشر عام قضتها مع رجل آخر فضلته عليه، ورحلت معه بعيدا غير باقيه على شئ، إختارت البقاء مع آخر، وتركت قلبه حطام خلفها، عاش بلا قلب أصبحت النساء بالنسبه له لسن سوا متعه وهو ينهش جسدهن بنظرات عينيه حتى إن لم يلمس هن، مر وقت أكثر يقترب من الثلاثون عام، ومازالت صورتها محفوره، لكن من تلك التي تشبهها هو تعقبها الى أن دخلت الى إحدي غرف الفندق.

خرج من ذالك الشرود حين جلست تلك الراقصه لجواره على الاريكه تلهث قائله: أما أشوف الساعه في الموبايل، عشان أنزل للفقره اللى هقدmها في المهرجان.
نظر لها صالح قائلا: .
ها عتجولي أيه؟
تعحبت الراقصه قائله: بجول ايه، إنت كنت شارد ولا أيه، لاء أزعل منيك يا شيخ الشباب.
نفض صالح عن رأسه ونظر لها بوقاحه قائلا: لاه مش شارد، بس سحرني رقصك.

إبتسمت له بدلال سافر قائله: هصدق ان مكنتش شارد في حاجه غيرى، وعالعموم ياشيخ الشباب عندى فقره الساعه عشره والساعه تسعه ولازم أنزل دلوقتي عشان أسخن قبل الفقره، بقولك أيه مش هينفع نتقابل تانى الليله هنا في الاوتيل ممكن الأمن يطلع يسأل سبب وجوده هنا في الأوضه ويطلع عليا سمعه وأنا فنانه وليا صيت ومحبش يطلع عليا إشعات مغرضه، إنى جايه الأقصر مش عشان فني.

زفر صالح نفسه ونهض واقف يقول: نتجابل في الشقه اللى إهنه بعد مـ.ـا.تخلصي الفقره بتاعتك، سبق وإتجابلنا فيها، هنتظرك نكمل الليل سوا.
ضحكت الراقصه بخلاعه ولكن تعجبت من نهوضه ومغادرته للغرفه سريعا، لكن لم تبالى هي تعلم ستحصل منه على ما تريد نهاية الليله.

بينما خرج صالح من الغرفه وسار بالرواق إقترب من تلك الغرفه التي دخلت لها شبيهة الماضى وقف أمامها للحظات كاد شيطانه أن يدفعه يطرق عليها باب الغرفه، بالفعل رفع إحدى يديه لكن توقفت قبل أن تصل الى جرس الإنذار الخاص بالغرفه، كور يديه بقوة جبروت حتى كاد عصب يده أن يسيل من بين المفاصل، لكن عاد يتحكم الشيطان به وكاد يطرق الباب لولا أن رأى إقتراب أحد النزلاء ونظر لوقوفه هكذا أمام الغرفه، شعر بالإحراج وغادر بخطوات سريعه.

ليلا
بغرفة جاويد.

خلع القميص من فوق جذعه وألقاه على جانب الفراش ثم تسطح عليه يتثائب، عدل إحدى الوسائد أسفل رأسه يشعر بشعور جميل، أغمض عينيه للحظات سكنت فيها خياله تلك الأميره الرقيقه الآتيه من بين خرافات العرافه، ملامح وجهها، عينيها، شفاها، كل نظره ينظرها لها كأنها تعويذة سحر تترك بعدها طلسم على قلبه يصعب إزالته، يتنحى عقله عن الأستوعاب، لو حكى له أحدا عن ما يحدث معه لقال له أنت ساذج ليس لديك عقل ما تقوله ليس سوى خرافه، ضحك وتذكر بقية حديثهم قبل قليل وهم يسيرون بأروقة الأقصر.

[فلاش باك]
بعد أن قصت له أن والداتها من الأقصر.
إدعى التعجب قائلا بكهن: يعنى إنت مامتك من إهنه من الأقصر نصك صعيدي يعنى.

ردت سلوان بضحكة سخريه مؤلمه تؤكد: أيوا، مامتي من إهنه من الأقصر نصي صعيدي، بس عمري ما جيت هنا غير مره واحده يوم دفن ماما، وبعدها محدش منهم سأل عني، رغم إن ماما في يوم قالتلى وحكتلى عن جزء من هنا حتى إنها إتقابلت مع بابا هنا، كمان قد أيه باباها كان طيب وبيدلعها ومتأكده في يوم هيرضى عنها، وإن اليوم ده لو مجاش وهي عايشه أبقى أنا أفكره بيها، وأنا من الاساس كنت جايه عشان أشوفه وأسأله ليه محققش أملها وهي عايشه، رغم إني كنت بشوفها أوقات بتبكي وهي بتكتب له جوابات، عندي إحساس كبير أنه مقراش الجوابات دي، لو كان قراها كان حس بعذاب ماما، أنا كنت طفله صغيره وقتها مش فاهمه ليه هي بتبكي وهي بتكتب الجوابات دى، بس لما كبرت عرفت إنها كانت بتشتاق له وهو قاسي، حتى يوم دفنها هنا مبصش ليا كآنه كان بيدفنها عشان. عشان.

مش عارفه أفسر عشان أيه بس اللى حسيته أنه زى ما يكون كان بيتخلص من شئ مالوش أهميه عنده، عكس ماما اللى كانت تحكيه عليه وعلى طيبته وحنيته معاها، بس ده قبل طبعا ما تختار بابا وتطلع عن طوعه، ده اللى فهمته مع الوقت لما كبرت، أنا مش جايه أسأله ليه عنى، أو أفتح الماضي ولا أعاتبه، أنا جايه عشان أزور قبر ماما وبس وأقول لها آنى منستاهاش زى البقيه، لو أعرف طريق قبرها كنت روحت لوحدي، ومقدرش أسأل أى من أهل البلد مفيش غير الحج مؤنس أو إبنه هما اللى يدلوني على قبر ماما.

سالت دmـ.ـو.ع سلوان التي تغص بقوه بقلب جاويد لكن لا يملك سوا كلمة مواساه، من بعدها غير دفة الحديث حتى لا يرى تلك الدmـ.ـو.ع قائلا: أيه رأيك قبل ما ترجعي للقاهره أنا بقول تودعي الأقصر من فوق.
فى البدايه للحظه نظرت سلوان بعدm فهم ثم فهمت قائله: قصدك المنتطاد، لاء كفايه مره.
ضحك جاويد قائلا: عشان جبانه وبتخافي، بس أعتقد المفروض تزيل الرهبه بعد ما طلعنا رحلة المنتطاد، خـ.ـو.فك مالوش لازمه، ولا معندكيش ثقه فيا.
إبتسمت سلوان قائله: تعرف إنك الشخص الوحيد اللى وثقت فيه بعد بابا، وده يعتبر شئ غريب لأنى صعب أثق في أى شخص بسهوله، يا جلال، يمكن لآنى قابلت قبل كده أشخاص كنت صحيح مبقاش واثقه فيهم بس برضوا مش هقولك كنت بتصدm في حقيقتهم المخادعه اللى بيحاولوا يجملوها، لآن عندى يقين إن الطبع غلاب ومهما حاولوا يخفوا حقيقتهم هتظهر مع الوقت.
إبتسم جاويد قائلا بإطراء: يمكن جمالك السبب في عدm ثقتك بهم.

تهكمت سلوان بضحكه ساخره: جمالي، يمكن رقم إتنين في عدm ثقتى بالأشخاص.
إبتسم جاويد متسائلا: وأيه السبب الأول؟
ردت سلوان بآسى: أنهم عارفين إنى وحيده وسهل يستغلوا ويسهل خداعهم ليا، وكمان مش بيقولوا على إن الجميلات بيبقى عندهم العقل ناقص شويه.
ضحك جاويد قائلا: أعتبر ردك ده غرور، إنك جميله.
شعرت سلوان بالخجل للحظات وأخفضت وجهها لكن عادت ورفعته تنظر ل جاويد بسؤال: إنت شايف إنى مغروره يا جلال.

تأمل جاويد ملامحها مبتسم على إحمرار وجنتيها الظاهر والذي أعطاها وهج يشع جمالا قائلا: حتى لو مغروره جدا يا سلوان جمالك يغفرلك.
شعرت سلوان بحياء وحادت بعينيها ورفعت وجهها الى السماء قائله بتتويه: النجوم في السما بتتحرك، لما كنت صغيره ماما كانت تقولي النجوم بتمشي ومعاها أمنيات العشاق.
أغمض جاويد عينيه ثم فتحهما ونظر ل سلوان قائلا: وأنا إتمنيت أمنيه.

إبتسمت سلوان قائله: دي تخاريف أكيد، بس بنحبها وبنصدقها رغم إننا متأكدين إن كل شئ قدر ومكتوب كان مين يصدق
بابا شركة التليفونات اللى كان بيشتغل فيها زمان تبعته هنا الاقصر عشان زرع عمدان إشاره تعزز وتقوي إشارة التليفونات ويقابل ماما صدفه ويقع في غرامها وهي كمان نفس الشئ وتتخلى عن عادات وتقاليد هنا وترحل معاه عشان سبب واحد.
صمتت سلوان لكن كانت تبتسم، تحير جاويد متسألا بفضول: وأيه السبب الواحد ده؟

تنهدت سلوان ببسمه ولمعة عين لكن ليست لمعة دmـ.ـو.ع بل لمعة ذالك الضوء الذي تسلط على عينيها من إحدى عمدان الإناره بالطريق قائله بإختصار: العشق.
توقف جاويد عن السير للدقيقه وتمم على كلمتها كأنه يسأل: العشق؟!

إبتسمت سلوان وتوقفت عن السير هي الأخرى تؤكد قولها: أيوه العشق اللى بيلغى كل الحسابات والعادات بيمقتها أو بمعنى أصح بيوئدها، هنا بدأت قصص عشق خياليه كتير قبل كده، وكمان قصة بابا وماما كانت خياليه في البدايه بس إتحققت مع الوقت.

نظر جاويد لتلك اللمعه بعين سلوان وهي تتحدث عن والدايها ود أن يقول لها أنه لم يكن يؤمن سابقا بشئ غير الحسابات العقلانيه لكن تلك الحسابات إختفت منذ أن سمع إسمها من تلك العرافه بالمعبد
إنتهت حسابات العقل وطغت حسابات أخرى ترسم علامـ.ـا.ت قويه بالقلب مثل تلك العلامـ.ـا.ت المحفوره فوق تلك الاعمده والتي لم تختفى منذ آلاف السنوات.

إبتسمت سلوان بحياء من نظرة عين جاويد لها وتهـ.ـر.بت قائله: معايا نمرة الحج مؤنس وبصراحه كده خايفه أتصل عليه هقوله أنا مين.
رد جاويد: رأيي تتصلي عليه ومش شرط تقولى له إنت مين ممكن تقولى له محتاجه له في أمر خاص هتقولى له عليه لما تتقابلوا.
إبتسمت سلوان قاىله: فعلا هو ده الحل الوحيد.

فتحت سلوان هاتفها وقامت بالإتصال على رقم هاتف مؤنس، لكن أعطى لها الرد أن الهاتف مغلق أو غير متاح، عاودت الإتصال لمرتين ثم نظرت ل جاويد قائله: بيقول مغلق او غير متاح، يمكن في مكان مفيش فيه شبكه، عالعموم مبقاش قدامي وقت هتصل عليه الصبح وأشوف إذا كان رجع من سفره، أو حتى بفكر أروح تانى لبيته ولو ملقتوش أسأل الست اللى قابلتنى او بنتها عن قبر ماما، بس وقتها هيسألوني أنا مين وبسأل ليه؟

زفرت سلوان نفسها تشعر بحيره.
لكن جاوب جاويد: بلاش تفكري كتير والصبح إتصلى عالحج مؤنس يمكن يكون رجع ووقتها يبقى الحل سهل.
إبتسمت سلوان قائله: فعلا هنتظر لبكره الصبح واتصل عليه، دلوقتي خلاص الوقت
قربنا عالساعه تمانيه ونص لازم أرجع للأوتيل عشان حاسه بشوية إرهاق.
إبتسم جاويد قائلا: تمام والصبح هتلاقينى منتظرك قدام الاوتيل عشان أوصلك.
إبتسمت سلوان قائله: إن شاء الله، تصبح على خير.
[عوده].

عاد جاويد متنهدا يشعر بإنشراح في صدره أغمض عيناه وذهب الى ثبات في لحظات...
لكن أثناء نومه رأى نور يأتى من قريب
ويخرج منه طيف طفل بعمر الثانيه عشر، إبتسم جاويد وقال بهمس: جلال.
رد الطيف متسائلا: ليه أخدت أسمي وقولت لها إن إسمك جلال مش جاويد.
شعر جاويد بنـ.ـد.م قائلا: معرفشي السبب فجأه لسانى نطق إسمك، رغم السنين اللى فاتت بس لسه إسمك وشكلك معلق في دmاغي، يا جلال مش قادر أنساك.

إبتسم جلال له قائلا: إنسى يا جاويد وعيش حياتك أنا مجرد طيف عايش بس في خيالك، عيش يا جاويد وإنسى الماضي.
فجأه مثلما ظهر الطيف إختفى وإنطفئت هالة النور، نظر جاويد حوله لكن سادت عتمه مظلمه.

نهض جاويد فجأه من نومه وشعر بتعرق كذالك عطش ليس شـ.ـديد، أشعل ضوء خافت بالغرفه ثم مد يده وأخذ دورق المياه وسكب منه مياه بكأس صغير وأحتساها برويه، ثم تذكر الحلم شعر بوخزات قويه وضع يده على قلبه كآنه مازال يشعر بأن جلال يرافق قلبه، لكن تسأل لماذا آتى له جلال الآن بالحلم هذه أول مره يحلم به بعد مضي عشرون عاما.
بغرفة صلاح.

كانت تسير برواق أحد المشافى بداخل قلبها أمل أن تكون تلك الخبريه أكذوبه وأن فتاها الأول مازال حيا، كل خطوه كانت تتلهف لتتيقن من ذالك الأمل الواهي، الى ان دخلت الى إحدى غرف المشفى، وجدت صلاح يقف جوار فراش يبكي، عيناها نظرت نحو الفراش الفراش عليه دmاء كثيره كذالك من يرقد عليه كان الغطاء يدثره من إخمص قدmه الى رأسه، تلهفت سريعا نحو الفراش وجذب غطاء الفراش من فوق رأسه بأمل أن يخطئ الخبر لكن كل خبر يخطئ ما عدا خبر المـ.ـو.ت، شعرت بفاجعه أول فتيانها ممدد أمامها وجهه به بعض الخدوش النازفه وجسده مدmى، لم تستطع الوقوف مالت بجذعها عليه تحتضن جسده تقول بإستجداء ولوعه: جلال إصحى يا حبيبي خلاص مش هزعجلك تاني عشان روحت تلعب في الترعه من ورايا، جوم إمعاي.

بكى صلاح وإقترب منها وإنحنى يجذبها كى تترك جثمان جلال قائلا بمواساه: وحدي الله يا يسريه جلال طفل من الآبرار هيشفع لينا.
لكن فجأه شعرت يسريه كأن يدي جلال تختضنها، تركت جسده على الفراش ونظرت ل صلاح بفرحه تمسح دmـ.ـو.ع عينيها بيديها قائله: جلال عايش يا صلاح إيده حـ.ـضـ.ـنتني.
نظر لها صلاح باكيا يقول: بلاش اللى بتقوليه ده يا يسريه، أطلبي له الرحمه.

نظرت يسريه الى جلال الراقد بالفراش فاقت من هزيانها وقالت بلوعه: جلبي حاسس بولدي هو لساه حي، بس...
توقفت عن الحديث قليلا ثم نظرت الى صلاح بتسأول وفزع: بس فين جاويد، أوعى تقولى هو كمان...
صمت لسانها تشعر بلوعه، لكن قال صلاح: جاويد حالته إتحسنت والدكتور قال الخطر زال عنه.

تنهدت يسريه بهدوء قليلا ثم نظرت الى جثمان جلال بآسى ولوعه تذكرت يوم قريب حين كانت تحسد أن لديها ثلاث فتيه إقتربوا من الصبا ها هي بالمشفى تنظر لجثمان أحدهم والآخر بالكاد نجى والثالث بالخارج يبكي ضعفه، رغم ذالك الآلم المضني عليها الآن التماسك حتى تنجو بالآخرين.

علي صوت همس يسريه بإسم جلال إستيقظ صلاح وأشعل ضوء الغرفه ونظر لوجه يسريه الذي يغرق وجنتيها الدmـ.ـو.ع، شعر بلوعه وآسى ووضع يده على كتفها يهزه قائلا: يسريه إصحى إنت بتحلمي بكابوس.
إستجابت يسريه وفتحت عينيها للحظه تمنت أن تكون فعلا بكابوس وإنتهى، لكن رأت دmـ.ـو.ع بعين صلاح الذي قال لها: من زمان محلمتيش ب جلال أكيد في حاجه فكرتك بيه.

نهضت يسريه قائله: ومن مـ.ـيـ.ـتى كنت نسيت جلال يا صلاح، ياريتنى كنت أقدر أنسى، كان جلبي إرتاح من الخـ.ـو.ف اللى معشش چواه.
إقترب صلاح من يسريه وإحتضنها قائلا: ياريت كان النسيان بيدنا، الخـ.ـو.ف إحساس صعب يا يسريه إنسيه وبلاش تفكري فيه كتير، كل شئ قدر ومكتوب وهنعيشه بحلوه ومره، بلاش تخلي تخاريف جديمه تسيطر عليك، ربنا قال
كذب المنجمون ولو صدقوا.

تنهدت يسريه قائله: أنا خابره زين إن كل شئ قدر ومكتوب وعندي إيمان كبير بالله، بس يمكن لحظة ضعف ميني، أنا أم وقلبى إنكوى على واحد من ولادي، بدعي من ربنا معيشيش الإحساس ده تاني، أنا هجوم اتحدت ويا جاويد وأسأله مين البنت اللى كانت راكبه چاره بالعربيه، وكمان هجول له إنى خلاص مش هستنى وهطلب يد مسك بنت عمته، هي أكتر واحده مناسبه ليه وكمان أولى بيه.

أمسك صلاح يدها قبل ان تنهض من على الفراش قائلا: يسريه إنت أكتر واحده عارفه جاويد كويس لو حاولتى تفرضي عليه يتجوز من مسك هيعند أكتر بلاش نضغط عليه.
ادارت يسريه قول صلاح برأسها ثم قالت: تمام حديتك صح، بس عيندي فكره، أيه رأيك نحطه تحت الامر الواقع أنت تتحدت مع عمي الحچ مؤنس وتطلب يد مسك منيه وكمان نكتب كتابهم مع حفصه وأمجد بعد أربع ليالى.

هز صلاح رأسه بعدm قبول قائلا: بلاها الفكره دى يا يسريه جاويد هيعند وجتها ومش بعيد يكسفنا جدامهم، خلى إتوكالك على الله وربنا هو اللى هيرشـ.ـد جاويد ناحية الصالح له.
رددت يسريه قول صلاح بتآمين: .
يارب إرشـ.ـده للصالح وبعد عنيه كل سوء.
بشقه بالأقصر
بعد منتصف الليل.

بعد وصله من الرقص، جلست تلك الراقصه جوار صالح أرضا وجذبت من يده خرطوم تلك الآرجيله تسحب نفسا عميقا ثم نفثت الدخان من بين شفتيها فوق وجنة صالح بإغراء قائله: شيخ الشباب مش مركز معايا الليله يا ترى أيه اللى شاغل بالك عنى يا حبيبي، أوعى تكون عينك شافت أحلى من حلاوتهم أزعل منك هتلاقى في شقاوتى ودلعى فين.
قالت هذا ووجهت خرطوم الارجيله نحو فمه، إلتقمه منها وسحب نفس وقام بنفثه قويا بإمتزاج قائلا بغمز ولمس لأحد مفاتنها بوقاحه: لاء مفيش لا في دلعك ولا شقاوتك، بس بطلتى هز ليه.
هزت حلاوتهم صدرها بحركة إغراء قائله: بطلت هز لما حسيت إنك شارد الليله ومش في الفورمه.
نفث صالح الدخان ونظر لها قائلا: مش شارد ولا حاچه بس في حاچه إكده في راسى وبحاول أرتبها، بس خلاص مش هشرد تاني جومى إرجصي بدلال وشجاوه.

ردت حلاوتهم بدلع: لاء مش هقوم ارقص غير لما تقولي الحاجه اللى شغلاك عني، ولا سيبنى أخمن أنا، أكيد ناويت ترشح نفسك لمجلس الشعب.
نظر لها صالح بإستغراب قائلا: أترشح لمچلس الشعب، لاه...

قاطعته الراقصه: وليه لاه، خلاص إنتخابات المجلس قربت وإنت لك سطوه هنا في الأقصر وسهل تكسب الإنتخابات من اول جوله، ووقتها بقى هتفضل في القاهره وقت أكبر وتبقى قريب مني هناك، كمان المجلس له حصانه محدش يقدر يتغافل عنها، يا شيخ الشباب، فكر إنت وإنوي النيه واللى بعدها سهل يا حضرة النايب صالح الأشرف، والنبي لايقه عليك، عضوية المجلس، وأهو تبقى قريب مني في القاهره بدل كل فتره والتانيه أجيلك هنا يا شيخ الشباب.

عقل صالح طلب الراقصه منه الترشح للإنتخابات البرلمانية، هي فرصه قويه له يزداد بها قوه، كذالك هنالك سبب آخر مكوثه بالقاهره لفترات طويله وقتها سهل عليه العثور على شبيهة الماضى الذي سأل عنها عامل الإستقبال بطريقه غير مباشره علم إسمها فقط سلوان هاشم خليل
بالتأكيد ليس هذا تشابه أسماء، لكن السؤال الذي مازال يحير عقله ماذا تفعل هنا شبيهة الماضي.

نفض عن رأسه التفكير حين نهضت الراقصه وجذبته معها للرقص بخلاعه وهو ينهش بنظره مفاتنها يراها بصورة آخرى يود تتمايل بين يديه مثل تلك الراقصه.
بنور يوم جديد
صباح
دخلت يسريه الى غرفة جاويد بعد أن طرقت الباب وسمح لها، إبتسمت حين راته يعدل هندامه قائله: صباح الخير.
رد جاويد: صباح النور يا ماما.
إبتسمت له وجلست على إحدى المقاعد إستدار لها جاويد متسألا: خير يا ماما.

ردت يسريه: خير يا جاويد كنت عاوزه أتحدت وياك في موضوع إكده.
شعر جاويد وخمن ذالك الموضوع قائلا بفضول: خير يا ماما أيه هو الموضوع ده؟
ردت يسريه: إنت عارف إن بعد أربع أيام هنكتب كتاب حفصه وأمجد كنت بجول...
صمتت يسريه حين صدح رنين هاتف جاويد، الذي توجه الى مكانه ونظر الى شاشة الهاتف وإبتسم.

لاحظت ذالك يسريه، بينما أغلق جاويد الإتصال ونظر الى يسريه قائلا: عارف يا ماما بكتب الكتاب، ومتخافيش عامل حسابي هفضي نفسي يومها عشان لازم أكون حاضر، مش أخو العروسه.
إبتسمت يسريه وكادت تتحدث لكن صدح رنين الهاتف مره أخري، تضايقت قائله: مين اللى مش مبطل إتصال عليك من بدري إكده.

أغلق جاويد الهاتف قائلا: ده من الشغل، عالعموم نتكلم في حكاية كتب كتاب حفصه وامجد دى المسا لما أرجع دلوك لازمن أخرج عيندي ميعاد مهم، سلام عليكم.
نهضت يسريه سريعا قائله: يعنى مش هتفطر معانا برضك كيف الايام اللى فاتت.
إبتسم جاويد قائلا: لاء يا ماما عيندي ميعاد مهم ولازمن ألحقه.
غادر جاويد سريعا، بينما زفرت يسريه نفسها بقوه لديها يقين أن هذا ليس ميعاد عمل كما قال جاويد لهفته في الذهاب سريعا تؤكد حدثها.

بمنزل مؤنس القدوسى
بغرفة صفيه همست مسك لها قائله: موبايل جدي أهو فصلته من عشيه زى ما جولتى لى من وجت ما رچع إمبـ.ـارح للدار، بس أكيد ممكن البت دى ترجع لإهنه تاني من غير ما تتصل وتاخد منيه ميعاد.

ردت صفيه: ممكن وده اللى خايفه منيه، البت دى شكلها إكدن خبـ.ـيـ.ـثه ومفكره إننا معرفناش هي مين، حتى هي مجالتش هي مين، عاوزه تفاچئ الحج مؤنس وتشوف رد فعله هيبجي أيه، أنا خايفه جلبه يحن ليها، كيف ما كان بيحن على أمها ويدلعها.
ردت مسك: طب والعمل أيه دلوك، ممكن نلاقيها طابه علينا زى القدر، البت دى معرفشي ليه حاسه من ناحيتها ببغض.

ردت صفيه: ومين سمعك، بجولك كلها هبابه وچدك وأبوك هيخرجوا من الدار وإن جت تانى النهارده أنا هحاول اوصل ليها إنها غير مرحب بيها، يمكن تحس على دmها وترحل ونرتاح منيها، بس الطماع مش بيمل، لو وصل الامر هطمعها بقرشين تاخدهم وتبعد عنينا لأن الحج مؤنس مستحيل يعترف بوجودها.
وافقت مسك والداتها وإبتسمت ورحبت بفكرتها قائله: ده أحسن قرار، يمكن بعدها تخفى من هنا وتعرف ان ملهاش مكانه ولا حق إهنه تدور عليهم.

بعد قليل
بالمطعم الخاص بالفندق
جلس جاويد بالمقعد المقابل ل سلوان خلف يفصل بينهم تلك الطاوله...
تحدثت سلوان وهي تضع الهاتف على الطاوله قائله بضيق وضجر: برضوا بتصل على الحج مؤنس مش بيرد عليا ونفس الرساله، يا مغلق يا خارج نطاق الخدmه، مش عارفه أعمل أيه.
للحظه فكر جاويد ونهض واقفا يقول حاولي تتصلي عليه مره تانيه وإن مردش مفيش غير إنك تروحي له داره مره تانيه.

نظرت سلوان له بتعجب قائله بإستهجان: سبق وقولت لك طريقة إستقبالهم ليا إمبـ.ـارح، وممكن لو روحت النهارده ملاقيش الحج مؤنس وكمان ممكن لو شافوني تانى يطردوني بسهوله جدا.
تنهد جاويد قائلا: عندك حل تاني، عالعموم ثواني هعمل مكالمه وأرجعلك بسرعه تكونى قررتي.
زفرت سلوان نفسها بغضب، بينما إبتسم جاويد على إحمرار وجنتيها.

بعد مسافه قليله وفتح هاتفه وطلب أحد الأرقام، سرعان ما رد عليه قائلا بإنشراح: صباح الخير يا جاويد.
رد جاويد: صباح النور يا جوز عمتي، معليشي بتصل عليك كنت محتاج الحج مؤنس في موضوع وكنت بتصل عليه مش بيرد عليا بيقولى خارج نطاق الخدmه أو مغلق.
إستعجب محمود قائلا: يمكن موبايله فاصل شحن، خير كنت محتاج له في أيه؟
رد جاويد: هو لسه في الدار ولا خرج.

رد محمود: لأه هنا في الدار حتى مش هيخرج النهارده إمبـ.ـارح كنا في أسوان وهو رچع حاسس بشوية إرهاق من السفر والرجوع بنفس اليوم وهيفضل في الدار.
إبتسم جاويد قائلا: طيب ممكن تجول له ينتظرني ويفتح موبايله عشان كنت محتاجه في حاجه إكده، ساعه ونص بالكتير هكون في الدار عينديه.
رد محمود: تمام هخبره.
رد جاويد: تمام متشكر.

أغلق محمود الهاتف يشعر بحيره من طلب جاويد مقابلة والده، وظل واقف قليلا، لاحظت صفيه وقوفه إقتربت منه قائله: واجف مكانك إكده ليه بتكلم نفسك كنت مين عالموبايل.
نظر لها قائلا: ده جاويد بيجولي إنه بيتصل على أبوى موبايله خارج الخدmه.
إرتبكت صفيه قائله بتبرير: وفيها أيهةالحج مؤنس اوجات كتيره بينسى يشحن موبايله، بس جاويد كان عاوزه ليه؟
رد محمود: معرفش هو جال هيچى له إهنه الدار بنفسه إنكسفت أسأله.

إنشرح قلب صفيه قائله: هو جالك إكده هيچى للدار بنفسه، بس يا ترى ليه ملمحش لك بحاجه.
تسأل محمود: وهيلمحلى بأيه، أما أروح أجول لأبوي ينتظر جاويد وبعدها أتوكل على الله أسعى لرز.قي.
ترك محمود صفيه التي سرعان ما ذهبت نحو غرفة
مسك وفتحت باب غرفتها منشرحه وأغلقت الباب خلفها.
نظرت لها مسك بإستغراب قائله: في أيه يا ماما مالك فرحانه جوي إكده ليه، ليقيتى طريقه تطفشى بيها للبت الثقيله دى ومترجعش لإهنه تاني.

ردت صفيه: لاه تغور البت دى سيبنا من سيرتها، أنا كنت واجفه مع ابوك وجالى أن جاويد إتحدت وياه عالموبايل وطلب يجابل الحج مؤنس، وزمانه چاي عالدار.
تعجبت مسك قائله: غريبه أول مره يطلب يجابل جدي، بس يمكن عاوزه أمر خاص بشغل الفخار.
ردت صفيه: وهو جاويد هيحتاج من جدك إستشاره وهو عنده مصانع، لاه أنا جلبي حاسس إن العمل اللى الغجريه عملته المره دى چاب نتيچه وإن جاويد جاي عشان يطلب يدك من جدك.

إنشرح قلب مسك وذاب عصب جسدها قائله: ياريت يا ماما يكون كلامك صح.
ردت صفيه: حديتى صح وهتشوفى بعد شويه عاوزاك إكده تتقلي وبلاش تنسرعي إكده لازمن تعززى نفسك جدام جاويد لا يجول عليك مدلوقه عليه.
بالعوده لمطعم الفندق
عاد جاويد الى الطاوله التي تجلس عليها سلوان متسألا: ها الحج مؤنس رد عليك؟
زفرت سلوان نفسها قائله: لاء ومبقاش في طريقه غير زى ما إنت قولت اروح وأسأل عليه تانى ويارب يكون موجود.

إبتسم جاويد قائلا: تمام طالما قررتى خليني أوصلك لبيته.
نهضت سلوان قائله: تمام خلينا نخلص لآن خلاص بكره زى دلوقتي هكون في القطر راجعه للقاهره تانى.
رسم جاويد بسمه وبداخله قرر
انها ستبقى هنا لن ترحل.
بنفس الطريق على مشارف البلده
بالسياره
طلبت سلوان من جاويد التوقف بالسياره.
توقف جاويد ونظر لها متسألا: .
ليه عاوزه نوقف هنا، أيه غيرتي رأيك ومش هتروحي لبيت جدك.
لم تستسيغ سلوان كلمة جدك وتهكمت قائله: جدي، قصدك الحج مؤنس، لاء مغيرتش رأيي مبقاش في وقت ودى آخر فرصه، أنا هنزل هنا وأكمل بقية الطريق مشي على رجليا، بيت الحج مؤنس مش بعيد من هنا كمان لو لقيت نفسي هتوه هسأل.
حاول جاويد أن يقنعها بأن يوصلها حتى لو الى بداية منازل البلده، لكن سلوان أصرت على قرارها لا تعلم سبب لذالك ربما لا تريد أن يرى جاويد طريقة إستقبالهم لها، فضلت أن لا تشعر أمامه بالحرج لو اسائوا طريقة إستقبالها مثل الأمس، ربما تحكي له لاحقا لكن لا تريده أن يرى ذالك، فليس من سمع كمن رأى، كذالك ربما لو جلال ذهب معها قد يسألونها من يكون بالنسبه لك ماذا سترد عليهم وقتها أنه شخص قابلته هنا أصبح شبه رفيق بدرب كانت بدايته المـ.ـو.ت لها لولا إنقاذه لها بالوقت المناسب، هكذا أفضل لتذهب وحدها وترى طريقة الإستقبال اليوم هل ستختلف عن الأمس وهل ستقابل ذالك المدعو مؤنس القدوسي وتنتهى الرحله بزيارتها لقبر والداتها كما تريد.

تكهنات لا تعرف أي منها مناسب لكن المناسب هو ذهابها لمنزل القدوسى وحدها.
بالفعل فتحت سلوان باب السياره وترجلت منها ثم نظرت للناحيه الاخرى ل جلال الذي ترجل هو الآخر قائلا: هستناك هنا.
ردت سلوان: لاء مالوش لازمه أنا مش عارفه هتأخر او...
قاطعها جاويد قائلا: هستناك يا سلوان ومن فضلك بلاش رفض.

إبتسمت سلوان وأمتثلت لقوله تومئ برأسها، لا تعرف سبب لإمتثالها لقوله شعور خاص لديها له لا تعرف له تفسير سوا أنه تشعر معه بالراحه والثقه والآمان، رغم معرفتها به قبل أيام فقط، لكن ربما مثلما قالت لها والداتها ذات يوم: من اول مره شوفت فيها هاشم حسيت إتجاهه بثقه وأمان، واحد قابل واحده في مكان شبه صحرا لو معندوش شرف كان سهل يستغل وضعها وقتها ويأذيها لكن هو حماها لحد ما وصلت لمكان قريب من بيتهم...

ربما التاريخ يعيد جزء مما حدث بالماضى معها، لكن بشكل مختلف والداتها رحلت من هنا مع من أحبت، لكن هي بالامس سترحل من هنا وحيده كما آتت.
تركت سلوان جلال يقف أمام سيارته ثم سارت بالطريق الرملي المجاور للمجرى المائي، لكن فجأه هبت زوبعه رمليه خفيفه، أغمضت سلوان عينيها قبل أن يدخل الغبـ.ـار الى عينيها وقامت بوضع النظاره الشمسيه على عينيها، ثم أكملت سير رغم ذالك الغبـ.ـار الأسود لكن فجأه سمعت صوت ينادي.

مسك وقفت تتلفت حولها بتعجب لا أحد يسير بالطريق وتلك الزوبعه الرمليه أصبحت خلفها تتلاشى، شعرت بشبه توجس لكن نظرت أمامها وجدت نفسها اصبحت قريبه جدا من بداية البلده، على يسارها تلك المقابر، سارت خطوات بإتجاه ذالك المحل القريب الى ان وقفت أمام بابه تلقي السلام.
إبتسمت لها محاسن وقائله بترحيب: إنت الجميله اللى جت إمبـ.ـارح وسألت على دار الحج مؤنس القدوسي، أنا مستحيل أنسى وشك الصبوح ده.

إبتسمت لها سلوان بمجامله قائله: شكرا يا مدام محاسن مظبوط انا كمان لسه فاكره إسمك، معليشي هتقل عليك النهارده كمان ممكن توصلينى بس لأول شارع الحج مؤنس، عشان هنا الشوارع داخله في بعضها وممكن أتوه.
إبتسمت محاسن وهي تنظر لها بحيره قائله: بس محدش إهنه هيوجف بالدكان لحد ما أرجع، أجولك إستني إهنه دجيجه ورجعالك، هنادm عالواد حسام
يوجف في الدكان لحد ما اعاود.

بعد لحظات عادت محاسن ومعها طفل بحوالى العاشره يتذمر قائلا: هما خمس دجايج اللى هقف في الدكان لو غبتي عن إكده أنا مش مسؤول كفايه سيبتينى اللعب وانا كنت كسبان.
ردت محاسن بتعسف: كنت بتلعب قمار على بلي، متعرفش إن القمار حـ.ـر.ام، بس ماشى هرچع قبل خمس دجايج.

أشار لها حسام يده بلا مبالاه، ذهبت محاسن مع سلوان كما حدث بالأمس تحاول جذب الحديث معها وسلوان ترد بإختصار، حتى أن محاسن ذكرت إسم جاويد أمامها قائله: ت عـ.ـر.في يا حلوه لو بس تجوليلي إنت من وين، كنت خبرت جاويد الأشرف عن مطرحك وجولت له عروسه كيف القمر متناسبش حد غيرك.

إبتسمت سلوان قائله بفضول: أنا مش عارفه إشمعنا جاويد الاشرف ده اللى معلق في راسك من وقت مشوفتينى إمبـ.ـارح، عالعموم متشكره لحضرتك انا مش جايه هنا عشان عريس واضح له قيمه عاليه عند حضرتك.
إبتسمت محاسن قائله: ده له قيمه عاليه بالبلد كلياتها والأقصر كلها بس إنت جولى جاويد الأشرف وشوفي بنفسك.

إبتسمت سلوان قائله بإستهوان: مره تانيه أبقى أسأل عليه، أعتقد ده شارع الحج مؤنس، حسب ذاكرتى من إمبـ.ـارح، لو مكونتش ملغبطه.
إبتسمت محاسن قائله: لاء مش الشارع ده اللى بعديه علطول.
إبتسمت سلوان لها وسرن الى بداية الشارع توقفت سلوان لها قائله: كفايه لحد هنا وشكرا لحضرتك إرجعي للدكان لا الولد يسيبه ويمشي.

كادت محاسن ان تلح عليها للدخول معها حتى أمام المنزل، لكن سلوان قالت لها: كفايه لحد هنا البيت خلاص يعتبر ظاهر قدامى معروفك مش هنساه.
إبتسمت لها محاسن قائله: أي معروف عملته إمعاك، ربنا يعرف إنت دخلتى لجلبي، وكان نفسى أعرف بس إنت منين يمكن ربنا يريد يكون بينا ود.
ردت سلوان: انا من مكان بعيد يا مدام محاسن، بس كانت صدفه جميله إني شوفت حضرتك.

إبتسمت لها محاسن قائله: وإنت راجعه فوتى على دكاني، عيندي سكر نبات
چوزي بيچيبه ليا مخصوص طازه مش بطلعه غير للغاليين.
إبتسمت سلوان لها قائله: حاضر، أكيد وانا راجعه هفوت على دكانك.

غادرت محاسن واكملت سلوان وحدها السير بإتجاه منزل القدوسى الى ان وقفت أمام المنزل الخارجي، وقفت تزفر نفسها لا تشعر بأي شئ، فقط تريد رؤية مؤنس القدوسي لا أكثر، لا شعور لديها نحو المكان لكن هي هنا لهدف واحد تريد الحصول عليه وبعدها تعود للقاهره مره أخرى وتظل هذه الرحله وكل ما حدث بها مجرد ذكري مرت عليها، إمتلكت جأشها ودفعت تلك البوابه الحديدية ودخلت الى فناء المنزل توجهت نحو الباب الداخلى مباشرة مثلما فعلت أمامها محاسن بالأمس، رفعت يدها ودقت جرس الباب وتجنبت على إحدى جانبيه تنتظر أن يرد عليها أحدا تمنت الا تكون إحدى الإثنتين اللتان قابلتهن بالأمس، بالفعل إستجابت أمنيتها فتحت لها إمرأه أخري إبتسمت لها.

إستغربت سلوان من بسمة تلك المرأه شعرت بأمل قائله: صباح الخير لو سمحت كنت عاوزه اقابل الحج مؤنس القدوسي، يا ترى هو هنا في البيت.
إبتسمت لها المرأه قائله: .
أيوه الحج مؤنس لساه إهنه في الدار جاعد في المندره اللى عالچنينه تعالي إمعاي اوصلك له.

خرجت تلك المراه من باب المنزل وأشارت بيدها ل سلوان بأن تتبعها الى أن وصلن الى غرفه لها باب يفتح على حديقة المنزل الصغيره، سبقتها المرأه بالدخول من باب الغرفه قائله: حج مؤنس في صبيه بتسأل على چنابك.

بينما قبل لحظات بداخل المنزل.

كانت مسك تكاد الفرحه ان تسلب عقلها وهي تتكهن سبب طلب جاويد مقابلة جدها اليوم، بالتأكيد من اجل أن يطلب يدها للزواج منه، سيتحقق حلم ظلت سنوات تتمنى ان يتحقق، فماذا سيريد جاويد من جدها شى غير ذالك، فرحه عارمه تدخل قلبها وإزدادت حين سمعت قرع جرس المنزل، لم تستطع الانتظار، خرجت من غرفتها ونزلت سريعا بلهفه، حتى أنها كادت ان تصتطدm بوالداها بالقرب من باب غرفة المندره المفتوح بداخل المنزل، لكن توقفت بآخر لحظه، إبتسمت لها صفيه قائله: أكيد اللى كان بيرن جرس الدار ده جاويد، الخدامه راحت تفتح له الباب وأبوك وچدك هيستجبلوه في المندره اللى عالچنينه.

تنهدت مسك بفرحه قائله: تفتكري يا ماما ظننا هيطلع صح وجاويد هيطلب يدي من چدي، ولا هيكون في سبب تانى.
ردت صفيه بتأكيد: أكيد هيطلب يدك، سبب تانى ايه اللى هيعوز جدك فيه، أجولك خليني أروح للمندره الأسم إني هسلم على جاويد وهنادm عليك بأي حجه.
إبتسمت مسك بإنشراح، لكن لم تنتظر أن تنادي عليها صفيه بل دخلت خلفها الى المندره مباشرة.
بالعوده
رد مؤنس على الخادmه بتسأول: ومين الصبيه اللى بتجولي عليها دي.

ردت الخادmه: مهعرفهاش اول مره أشوفها وشكلها بندريه مش من إهنه من البلد.
نظر مؤنس ل محمود بإستغراب ثم قال للخادmه: . خليها تدخل.
وقفت الخادmه على إطار باب المندره ونظرت ل سلوان قائله: إتفضلي.
شعرت سلوان بتوجس للحظه ودخلت من باب المندره قائله: سلاموا عليكم.
بنفس اللحظه كانتا صفيه ومسك تدخلن من الباب الآخر نظرن لبعضهن بإستغراب ثم نظرن بمقت وإمتعاض من تلك التي جاءت مره أخرى.

لكن نظر لها محمود الذي وقف مذهولا، كذالك حال مؤنس الجالس، والذي شعر كآن ساقيه تيبسن ولم يقدر على الوقوف، كان الجميع كآنهم أصبحوا أصنام لا تتحرك ولا تنطق، الى أن خلعت سلوان نظارتها الشمسيه لتتضح ملامح وجهها بالكامل ثم جالت عينيها عليهم بترقب حين قالت: .
آسفه إني جيت بدون ميعاد سابق، بس أنا كنت جيت إمبـ.ـارح أسأل ع الحج مؤنس وقالولى مش موجود و...

قاطع حديث سلوان محمود سألا وهو يعلم الجواب على سؤاله فالملامح موضحه من تكون، لكن المفاجأه أفقدته الرزانه: .
إنت مين؟
خرج الجواب من فم مؤنس بخفوت: سلوان.
سمعه فقط محمود الواقف ملاصق لمكان جلوسه، ترنح الإسم ب عقل مؤنس كآنه صدى صوت بالفضا.
إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بشموخ: .
أنا سلوان هاشم خليل راضي صوره من الماضي نيستوها.

رفع مؤنس وجهه وتمعن ب سلوان مبتسما فهى لم ترث فقط كثير من ملامح إبنته بل أيضا ورثت شموخها وتسرعها بالحديث، لكن ظل هادئا مكانه رغم ذالك الحنين الذي بقلبه يقول له إنهض وخذها بين يديك تنفس منها رائحة الماضي الذي إفتقدها، لكن هنالك من شعرن بالبغض منها وقالت صفيه: إنت بنت مسك، ومين اللى دلك على مطرحنا أكيد أبوك، جالك عشان...
قبل أن تكمل صفيه وتبخ كلمـ.ـا.ت غير صحيحه قاطعتها سلوان بكبرياء: .
لاء مش بابا اللى دلني على مكانكم هنا، لأن بابا مكنش يعرف إنى جايه لهنا غير بعد ما وصلت وهو زيكم بالظبط مكنش حابب إنى أتعرف عليكم، وأنا مش جايه أتعرف عليكم.
شعرت مسك ببغض من طريقة رد سلوان المجحفه قليلا وقالت بإستهزاء: ولما إنت مش جايه عشان تت عـ.ـر.في علينا جايه ليه؟
ردت سلوان ودmعه تتلألأ بعينيها: جايه أزور قبر ماما، لو كنت أعرف مكانه مكنتش جيت هنا عشان أسأل الحج مؤنس عليه.

وضع مؤنس يده فوق موضع قلبه يشعر بتسارع في خفقات قلبه، وهنالك آلم ليس عضوي بل نفسي أكثر قسوه، تلك إبنة مسك خد الجميل مثلما وصفتها بأحد رسائلها الذي قرأها
تذكر جملة
سلوان لما بتتعصب وشها بيحمر وبتبقى شبه توت خد الجميل.
حاول مؤنس النهوض برويه يستند على عكازه حتى يقدر الوقوف على ساقيه ودmعه حاول إحتجازها بمقلتيه، وأصم مسك حين حاولت أن ترد على سلوان بتعسف قائلا: أهلا يا سلوان كنت في إنتظارك.

تعجب الجميع من كلمة مؤنس حتى سلوان نفسها تعجبت قائله بإستهزاء: بجد مكنتش أعرف إنك بتشوف الطالع.
تحدث محمود بضيق قائلا: واضح إنك معندكيش أدب.
كذالك قالت صفيه وأزدادت: فعلا حديتك صح يا محمود، بس هتچيب منين الأدب وهي بت واحد غوى أمها زمان بالعشج والمسخره وخلاها...
قاطع مؤنس صفيه قائلا: .
إخرسي ياصفيه، وكلكم أخرجوا بره المندره.

بضجر خرجن مسك وصفيه كذالك محمود كاد ان يمانع لكن نظرة مؤنس له جعلته يخرج على مضض منه، بينما سلوان توجهت الى باب الغرفه وكادت تخرج هي الأخرى لكن صوت مؤنس جعلها تقف حين قال: على فين يا سلوان؟
إستدارت له سلوان قائله: ماشيه، مش حضرتك قولت الجميع يطلع بره، وصلتنى الرساله.
إبتسم مؤنس لها قائلا: نفس تسرعها وغرورها، وأى رساله وصلتك؟
ردت سلوان: رسالة إنى مش مرحب بيا هنا.

إبتسم مؤنس كم ود أن يفتح لها ذراعيه لكن خشي رد فعل سلوان التي تبدوا غاضبه ولديها الحق لكن أشار له على أريكه بالغرفه قائلا: واضح إنك قماصه كمان
إجعدي يا سلوان وخلينا نتحدت بهدوء.

ترددت سلوان، لكن هي لديها هدف تود الوصول الى قبر والداتها وبعدها لن تبقى هنا ولا تود رؤية هؤلاء الأشخاص مره أخري، حسمت قرارها وجلست على أريكه أخرى غير التي اشار لها عليها مؤنس بعيده قليلا عنه، جلس هو الآخر ظلت بينهم نظرات مترقبه الى ان قطع ذالك الصمت وتلك النظرات صوت رنين هاتف مؤنس، الذي أخرجه من جيبه وقام بالرد التي لم تفهم منه سلوان سوا آخر جمله من مؤنس: .
تمام هنتظرك المسا يا جاويد.

تردد إسم جاويد برأس سلوان لكن نفضت ذالك سريعا، ربما هو شخص ذات شهره خاصه هنا كما أخبرتها محاسن.
بينما أغلق مؤنس الهاتف ووضعه جواره على الآريكه وعاود النظر ل سلوان على يقين أنها لن تنتظر طويلا وستتحدث، بالفعل صدق حدسه، وتنحنحت سلوان قائله بغصه: ممكن حضرتك توصلني لمكان قبر ماما، اوممكن تبعت معايا أي شخص يعرف المكان لو...

قطع مؤنس إستكمال سلوان يشعر هو الآخر بوخزات تنخر قلبه قائلا: لو أيه يا خد الجميل.
نظرت له سلوان مذهوله، من أين علم بهذا اللقب التي كانت تقوله لها والداتها حين كانت تتعصب وهي صغيره.
إبتسم مؤنس بغصه يومئ برأسه ومد يده قائلا: خدي بيدي عشان نروح المقابر، أنا كمان من سنين مزرتهاش.

نظرت سلوان ل يد مؤنس الممدوده كانت نظرة عتاب منها له أرادت ان تلوم عليه، لما لم تزوها سابقا، لكن ماذا كانت تتوقع غير ذالك فهو نسيها من قبل أن تمـ.ـو.ت، لكن لا يهم هي تتذكرها، نهضت وعلى مضص منها أمسكت يد مؤنس الذي بمجرد أن وضعت يدها بيده ضغط قويا على يدها حتى أن سلوان شعرت بآلم طفيف وصمتت.

بينما تبسم مؤنس، وشعر كآن ملمس يدها مثل البلسم، لكن غـ.ـصـ.ـبا ترك يدها للحظات وإقترب من باب الغرفه ونظر الى خارجها قائلا: .
أنا خارج.
تلهفت مسك بالرد سأله: جاويد زمانه على وصول يا جدي.
رد مؤنس: لاء جاويد إتصل وجالى عنده ظهر جدامه شوية مشاغل فجأه إكده، وهيچى آخر النهار وانا مش هتأخر.
عاد مؤنس لمكان وقوف سلوان وأشار بعكتزه لها لتسير أمامه قائلا: يلا بينا يا خد الچميل.

نظرت له سلوان ولم تبدي أى رد فعل بالنسبه لها مجرد كلمه عاديه كما أخبرتها والداتها يوم حين سألتها عن معنى اللقب ولما هو غالى عندها بهذا الشكل لتتخلى عنه لها، واجابتها وقتها أن هذا اللقب غالي جدا لان والداها هو من أطلقه عليها، رأت اليوم والد والداتها لاول مره، تشعر بانه لقاء فاتر خالي من المشاعر، وماذا كانت تظن أن تجد من جدها أن يجذبها بين يديه ويضمها، ربما مثلما توقعت سابقا هى وهو مشاعر خاويه من الطرفين، على الأقل هذا ما شعرت به من ناحيتها ولا تهتم لشعور جدها، يكفى أن يصلها الى قبر والداتها.

بينما بداخل المنزل، تعصبت مسك تشعر بحقد وغل من سلوان قائله: مش عارفه إزاي جدي يخرج مع البت دى بعد طىيفة كلامها معانا قليلة الادب والإحترام، دى زى ما تكون سحرت له وإتقبل كلامها الدبش، جدي غلطان كان أقل واجب طردها من إهنه.
وافقت صفيه حديث مسك، لكن محمود عارضهن قائلا: انا فعلا مضايق من طريجتها في الحديت بس ده مش معناه أنكر أن أبوي حر، وأكيد شايف طريجتها في الحديت، ومتأكد في راسه ليها الرد المناسب.

تهكمت صفيه متسأله: وأيه هو الرد المناسب ده، بعد ما خدها وخرج من الدار، بدل ما كان يطردها ويكون ده الرد المناسب على قلة أدبها، كويس إن جاويد إتصل وجال إنه هيأجل مجيه لإهنه للمسا كان شاف قلة أدب السنيوره ونزلت جمـ.ـيـ.ـتنا وجيمة الحج مؤنس من نظره.

تعصب محمود قائلا بتعسف: محدش يقدر يقلل من جيمة الحج مؤنس، وانا متأكد أن أبوي هيعرف يرد عليها الرد المناسب، وانا مش فاضى ل لت (رغي) النسوان الماسخ وطالما جاويد مش جاي دلوك انا خارج أشوف أشغالي، سلاموا عليكم.
غادر محمود وترك مسك وصفيه التي تبسمت بعد خروج محمود، رأت مسك بسمتها نظرت لها متعجبه تقول: بتبتسمي على أيه يا ماما، بعد كلام البت اللى ناجصه ربايه دي.

إبتسمت صفيه تفسر سبب ضحكتها: هي فعلا ناجصه ربايه، بس النجص ده في مصلحتنا.
إستغربت مسك قائله: جصدك ايه في مصلحتنا بعد ما إتعالت علينا كآننا أقل منيها.

ردت صفيه: إحنا مش أقل منيها هي اللى بغبائها خسرت يعنى لو جايه وطمعانه في ورث، بعد طريجة حديتها الحچ مؤنس نفسيه هيحرمها منيه، الغـ.ـبـ.ـيه بدل ما كانت تتحايل وتحاول بالحيله تكسب قلب الجميع ظهرت على حجيجتها الجبيحه، وده ضد مصلحتها، أنا كده إطمنت إن الحج مؤنس مستحيل يحجج لها طمعها.
زفرت مسك نفسها بغضب قائله: برضك مش بتفكري غير في ورث جدي، ليه ميكونش للبت دى هدف تاني جايه عشانه.

تنهدت صفيه قائله: وأيه هو السبب التانى ده اللى يخليها تقطع ابمسافه دى كلها بعد السنين دى، غيرالطمع، إياك مصدجه أنها چايه عشان تزور قبر أمها كيف ما جالت، عندي توكيد إنها طماعه بس لعبتها غلط لما إتحدت ويا چدك بالطريجه العفشه دي، فكرت لو جالت له أنه جايه عشان تزور قبر امها هتلعب على وتر عواطفه، بس هي غـ.ـبـ.ـيه وسبجت بقلة الأدب، أمها كانت إكده زيها وفي الآخر خدت أيه غير غضب جلب چدك عليها زمان.

سارت سلوان جوار مؤنس بالبلده لاحظت أن له شعبيه تبدوا طيبه بالبلده فكل من يقابله يلقى عليه السلام بإسمه، لم تستغرب من ذالك، الى أن وصلا الى مدخل المقابر.

شعرت برهبه وتوجس معا، رغم انها ثاني مره تدخل الى المقابر، لكن اليوم تشعر بأن للمكان رهبه قويه وخاصه به، للحظه إرتجف جسدها من قوة تلك الرهبه، لكن وضعت نظارتها الشمسيه وهي تسير خلف مؤنس الى ان توقف امام أحد القبور نظرت الى تلك الشهاده الموضوعه على حائط القبر قرأتها عرفت من الأسم من بالقبر الأسم كان إسم جدتها فقط، نظرت نحو مؤنس للحظات شعرت ببعض من البغض لما لم يضع شهاده على القبر بإسم والداتها ألهذا الحد وصل به الجحود عليها لكن لا يهم وليس جديد منه الجحود على والداتها عاشته معها طوال سنوات تراها تكتب رسائل بدmـ.ـو.عها ولا يرسل لها ردا على.

رساله واحده، حتى لو كان ردا يقول لها لا ترسلى تلك الرسائل، بل هو لم يهتم بالرسائل من الأساس، والدليل واضح أمامها عينيه حتى لم ترتجف وقف صامتا، بينما هو
عكس ذالك الهدوء الظاهري الواضح عليه قلبه ينكوي بنار وهجها شـ.ـديد يحرق العصب ويسيل كان يريد العكس وأن هي من تقف امام قبره تقرأ له الفاتحه وتدعوا له بالرحمه.
لم تستطيع سلوان السيطره على دmـ.ـو.عها التي تحولت الدmـ.ـو.ع بقلبها الى نشيج يدmى القلب. شعرت أن.

الإشتياق أقسى و.جـ.ـع بالأخص إذا كان لشخص بينك وبينه فقط حائط هش غير قادر على إزالته رغم سهوله هدm المكان بأكمله، لكن تعلم بالنهايه لن تجد سوا رفات أغلى من أثمن الكنوز.
بعد قليل جذب مؤنس سلوان من يدها للسير قائلا: كفايه إكده.
كادت سلوان تنفض يده عن يدها، لن أكمل مؤنس قوله: قربنا على صلاة الضهر، وفي چنازه قريبه من إهنه خلينا نطلع جبل المكان ما يتزحم بالمشيعين للچنازه.

بالفعل رأت سلوان بعض الاهالى يتوافدون الى داخل المقابر قريب من مكان وقوفهم، إمتثلت ل مؤنس وسارت معه الى أن خرجا من المقابر، سحبت يدها من يده، قائله: شكرا، أنا لازم أرجع الاوتيل عشان راجعه القاهره بكره، عن إذنك.
إستغرب مؤنس قائلا: هت عـ.ـر.في تطلعي من البلد لوحدك.
ردت سلوان بتهكم: زي ما جيت لوحدي هطلع لوحدي، سلام.

غادرت سلوان وتركت مؤنس الذي ينظر في خطاهت الى أن رأها دخلت الى ذالك الدكان ولم تظل به سوا بضع دقائق ثم غادرت بالطريق الموازى للمجري المائى إستغرب ذالك لكن إقترب منه أحد الاشخاص يحدثه، فألتفت له، لكن عاود النظر نحو الطريق كانت إبتعدت سلوان عن مرأى عينيه.
بينما سلوان.

حاولت السير تشعر بإنهاك في قلبها حتى كادت ان تسير دون الذهاب الى دكان محاسن لولا ان راتها محاسن ونادت عليها، ذهبت سلوان لها، من الجيد أن النظاره كانت حول عينيها أخفت الحـ.ـز.ن واثار الدmـ.ـو.ع.
تحدثت لها محاسن بعتاب: .
إكده كنت هتمشى من غير ما تفوتى علي.
صمتت سلوان، بينما جذبت محاسن كيس بلاستيكى صغير بحجم كف اليد تقريبا ومدت يدها به الى سلوان قائله: سكر النبات أهو، جلبي بيجولي إنك هتعاودى لإهنه من تاني.

إبتسمت سلوان وفتحت حقيبتها وأخرجت بعض المال وكادت تعطيه ل محاسن لولا ان نظرت لها بعتاب قائله: أنا جلبي إنشرح لك من أول ما شوفتك، لو رچعتي لإهنه تانى إبجي إفتكريني.
إبتسمت سلوان لها قائله: مظنش هرجع لهنا تانى، بس مش هنساك يا مدام محاسن.
إبتسمت لها محاسن، وهي تغادر الدكان، ثم سارت على الطريق جوار الترعه إبتسمت حين رأت سيارة جلال من بعيد قليلا لكن فجأه من العدm ظهرت إمرأه تتشح بالسواد من إخمص قدmيها حتى تلك التلثيمه حول وجهها، تقترب من سلوان بخطوات سريعه لحد ما تقابلت وجها لوجه مع سلوان التي شعرت برهبه مخيفه حين تلاقت عينيها مع عيني تلك المرأه شعرت برهبه وخـ.ـو.ف مضاعف بسبب عينيها اللتان غلب عليهن السواد بالكامل وإختفى منهن البياض، عينيها تشبه عيني الشياطين، إرتجفت سلوان وتجنبت منها على جانب الطريق ناحيه المجري المائى وكلما تجنبت بعيد عنها كانت تضيق عليها الطريق حتى أن سلوان أصبحت على بعد خطوه واحده وتسقط بالمياه، لولا نداء جلال عليها بصوت جهور، إبتعدت عنها تلك المراه خطوه عدت منها سلوان سريعا بإتجاه جاويد.

جاويد الذي رأى تلك المرأه رغم ان ظهرها له لكن تعرف على نذيرة الشؤم بالنسبه له فهو لم يراها سوا مره واحده وكان طفلا وقتها لم يمر سواد الليل ومـ.ـا.ت أخيه الأكبر وهو نجى من مـ.ـو.ت محقق بأعجوبه إلآهيه وقتها، شعر بالخـ.ـو.ف على سلوان منها، وترجل سريعا من السياره وقام بالنداء عليها كتحذير لتلك المرأه.

شعرت سلوان براحه وطمأنينه حين إقتربت من جاويد الذي إنخض عليها وقابلها بالطريق وأمسك يدها قائلا: سلوان إنت بخير، الست اللى كانت بتضيق عليك الطريق كانت عاوزه أيه منك:
إزدرت سلوان ريقها قائله: لاء أنا مش بخير والست دى معرفش كانت عاوزه أيه، وممكن بلاش أسئله وصلني للاوتيل لو سمحت.

رغم فضول جاويد لكن شعر بالشفقه على سلوان وجذبها للسير الى ان وصلا الى مكان وقوف السياره فتح لها الباب، صعدت سريعا جلست وإتكئت برأسها فوق مسند السياره وأغمضت عينيها مازال الخـ.ـو.ف يسيطر عليها.
بينما قاد جاويد السياره صامتالبعض الوقت كل لحظه ينظر ناحية سلوان لا تحرك ساكن، ظن أنها ربما نامت، مد يده بجرأه يجذب تلك النظاره عن عينيها لكن شعرت سلوان به وإعتدلت بخضه قبل أن ينزع النظاره.

تسال جاويد: فكرتك نمتي، في أيه اللى حصل وبقيتي بالشكل ده، جدك رفض يقابلك؟
ردت سلوان: لاء قابلته وكمان زورت قبر ماما، وحاسه بو.جـ.ـع في قلبي، كمان الست اللى قابلتها عالطريق دى خـ.ـو.فتني أوي.
وضع جاويد يده فوق يد سلوان قائلا: والست عملت إيه أو قالتلك أيه خـ.ـو.فك بالشكل ده؟

ردت سلوان: مقالتش حاجه، بس نظرة عنيها خـ.ـو.فتني، حتى لما حاولت اتجنب منها عالطريق بقت تضيق الطريق عليا حسيت أنها زى ما تكون معتوهه أو مجرمه شكل عينيها خـ.ـو.فنى حسيت إنى شوفت فيهم وهج نار، لو مسمعتش صوتك في الوقت المناسب يمكن كنت مـ.ـو.تت من الخـ.ـو.ف منها.
إزدرد جاويد ريقه قائلا: بعيد الشر عنك، تحبي نروح أى مكان هادي، تريحي فيه أعصابك.

إتكئت سلوان براسها مره أخرى على مسند المقعد قائله بشعور الإنهاك نفسيا: لاء وصلني للأوتيل محتاجه أنام، يمكن أما انام أحس براحه أكتر.
وافق جاويد سلوان وتركها طوال الطريق ظل صامتا
رغم فضوله، لكن شعر أنها تود السـ.ـكـ.ـينه ألآن أكثر، الى ان وصلا الى أمام الفندق.
ترجلت سلوان من السياره، كذالك جاويد الذي إقترب من مكانها قائلا: هتصل عليك المسا.

اومـ.ـا.ت سلوان رأسها بصمت ودخلت الى الفندق، ناحية الإستقبال مباشرة وأخذت مفتاح غرفتها لكن أثناء سيرها كادت تصتطدm بأحد الماره نظرت له بدونيه ثم إبتعدت عنها بلا حديث...
صعدت الى غرفتها حين دخلت ألقت حقيبتها ومفتاح الغرفه أرضا وألقت بجسدها فوق الفراش سرعان ما نزعت تلك النظاره عن عينيها وتركت العنان لعينيها تضخ دmـ.ـو.ع غزيره كانت تشعر انها تود الصراخ أيضا، لكن فجأه تذكرة مقولة والداتها.

لما تحسي إنك مبقتيش قادره تتحملي قساوة الواقع غمضي عنيك ونامي وإتخيلي شئ سعيد نفسك يحصل
بالفعل
أغمضت سلوان عينيها سرعان ما غفت يفصل عقلها قليلا.
بالمشفى
بحوالي العاشره صباح
نظر ناصيف الى ساعة يده ونظر الى دخول جاويد الى المشفى متهكما بمرح: الدكتور اللى طلب مننا الإنضباط في مواعيد ممارستنا للعمل جاي متأخر، ده مش يعتبر تسيب، ولا عشان بقيت المدير بقى.

علم جواد ان ناصيف يقول هذا بتلميح منه يظن انه هزاز او مزح، جاوب عليه: أنا آخر واحد بيغادر المستشفى الفجر تقريبا، وأما أتأخر ساعتين أظن من حقي طالما عارف إن الوقت ده في أكتر من دكتور مناوب يحلوا محلي، وإن كان على المصالح نائب المستشفى في إيده كل الصلاحيات يقدر يتصرف في غيابى.
شعر ناصف بالخزي، ووضع يده فوق كتف جواد قائلا: انا كنت بهزر إنت خدت الكلمتين جد ولا أيه.

رد جواد يعلم أنه كاذب قائلا: ما انا عارف إنك كنت بتهزر بس حبيت اوضحلك مش أكتر، عن إذنك ملهاش لازمه وقفتنا دى، الوقت ده المرضى اولى بيه كفايه انى جاي متأخر.
ترك جواد ناصف وسار لبضع خطوات ليتوقف مره أخرى لكن هذه المره شعر بإنشراح في قلبه حين تقابل مع إيلاف التي إبتسمت له، شعر كآن نسمه هادئه تتوغل الى فؤاده، ألقى عليها الصباح قائلا: .

صباح الخير يا دكتوره، شايفك إنت الوحيده اللى حديثى إمبـ.ـارح أثر فيها وبتمارس مهمتها برحابة صدر.
إبتسمت إيلاف: بالعكس انا صحيح بقالى فتره صغيره في المستشفى بس النهارده حاسه بنشاط مختلف فيها، ختى مفيش تكدس للمرضى، بسبب وجود أكتر من دكتور في المستشفى.
إبتسم جواد قائلا: .

الغربال الجديد له شـ.ـده في الأول، كلها يومين بالكتير وهيرجع كل شئ زى ما كان، بس هما فاكرين كده، بس انا أختلف عن غيري، ومبدأي هو صحة الناس اللى محتاجه لينا.
إبتسمت إيلاف قائله: ربنا يقويك، هستأذن أنا عشان عندي حاله متابعه لها من يومين، وتقريبا إتحسنت هروح أشوفها إن كان يستدعي بقائها او لاء.

إبتسم جواد قائلا: هو ده اللى نفسي يتغير، إن المريـ.ـض لما يخرج من المستشفى ميبقاش لسه نص شفا، ونخرجه عشان نقول غيره يستحق الرعايه أكتر منه، نفسي يخرج من المستشفى وهو صحته كويسه وفي نفس الوقت نقدر نستقبل غيره ونقدmه العلاج المناسب.
تهكمت إيلاف قائله: ده بيحصل في المستشفيات الخاصه بس إنما الحكومه مضبوطين بإمكانيات محدوده، عالعموم يمكن ده يتحقق ليه لاء.

إبتسم جواد يشعر بأمل حين يرى إيلاف رغم أنها غير ذالك لا تشعر شئ بإتجاهه سوا بعض الإعجاب بشخصيته كطبيب لديه نزعه إنسانيه.
أما ناصف فقد رأى وقوف جواد وإيلاف تهكم ساخرا: مش فاضي توقف معايا دقيقتين وهاخد من وقت المرضى إنما تقف الدكتوره الجديده عادي مش هضيع وقتك الثمين، وماله يا سيادة المدير الجديد.

مساء
بالفندق.

كانت تسير بطريق يكسوه ضباب أسود بكثافه شـ.ـديده يشبه دخان الحريق بالكاد ترى خطوه واحده منها، فجأه من بين ذالك الضباب خرجت تلك المرأه التي قابلتها قبل الظهر، إرتعبت منه وعادت خطوات للخلف، لكن المرأه كانت تقترب منها بخطوات سريعه شعرت كأنها تتحرك بلا قدmين، توجست رعـ.ـبا وكادت تصـ.ـر.خ، لكن تلك المرأه وضعت يدها حول عنقها شعرت كأنها جمرة نار على عنقها، كادت تخـ.ـنـ.ـقها لولا أن إنقشع جزء من ذالك الضباب وإقترب جلال منها ونزع يد تلك المرأه التي إرتعبت حين رأت جلال وتلاشت مع ذالك الضباب، وحل نور الشمس، نظرت سلوان ل جلال وبلا شعور منها.

قامت بحـ.ـضـ.ـنها كآنها كانت تستنجد به وآتى بالوقت المناسب، عادت برأسها للخلف قليلا، نظرت لوجهه رأته يبتسم لها، شعرت بحياء وأخفضت وجهها قليلا، لكن جلال رفع وجهها لتنظر لعينيه بحياء، لكن تفاجئت به يميل بوجهه ويقترب بشفاه من شفاها وكاد يقبلها، لولا أن
أستيقظت على صوت رنين هاتفها الذي أفزعها.
بمنزل القدوسي.

نظرت مسك الى تلك الساعه المعلقه على الحائط ثم نظرت ل صفيه قائله بضيق: الساعه بقت سبعه المغرب وجدي من وجت ما خرج مع قليلة الربايه مرجعش للدار، وزمان جاويد على وصول، ولو جه وملجاش چدي في إنتظاره هيفكر إن ده قلة ذوق منيه.

تنهدت صفيه بضيق قائله: فعلا من وجت ما خرج مع بت مسك، وهو معاوديش للدار حتى وجت الغدا، وزمان جاويد على وصول، أنا بحمد ربنا إنه آجل ميعاده الصبح ولا كان شاف طريجة مقصوفة الرجبه دي، كيف أمها زمان كانت إكده عيندبها كبر وغرور كأن مفبش في جمالها، بالك لو جاوي. كان جه وشاف طريجة البت الجبيحه دى يمكن كان ضـ.ـر.بها قلمين فوقها.

ردت مسك: او الله أعلم يمكن كانت عچبته ما اهو الصنف اللى زى البت دى بيلاقى اللى يمرعه.
ردت صفيه: عيندك حق، بس مش الصنف ده اللى يعجب جاويد ويبص لها، سيبك من التفكير فيها، أنا هتصل على بوك وأسأله فين چدك لا يكون عقله راح منيه وناسي ميعاد جاويد
و...
صمتت صفيه فجأه حين سمعت صوت مؤنس يقول بإيحاء وإستهزاء: لاه لسه فيا عقل وبفتكر زين، ومش ناسي ميعاد جاويد وأها انا جيت وإتجابلت إمعاه على باب الدار.
بالفندق
إستيقظت سلوان بفزع قليلا على صوت رنين هاتفها.

نهضت جالسه على الفراش تنظر حولها بإستيعاب كان نور النهار تقريبا يغادر، نظرت لوميض ذالك الهاتف الذي كان قريب منها على الفراش، وضعت يدها فوق الهاتف، تشعر كآنها كانت تائهه ليست نائمه، فجأه مثلما صدح صوت الهاتف صمت لثواني لا أكثر تنهدت وبدأت تعود لإدراك ما حولها قبل أن يصدح رنين الهاتف مره أخرى، رفعت الهاتف ونظرت للشاشه، زفرت نفسها تتوقع حديث والداها الجاف، لكن خاب توقعها حين قامت بفتح الهاتف حدثها بهدوء ولهفه: مساء الخير يا سلوان أيه آخرك في الرد على إتصالى.

شعرت بهدوء قليلا قائله: كنت نايمه يا بابا، إنت عارف إنى القطر هيطلع من الأقصر بعد الفجر، وإنت عارف لما بكون مسافره مش بعرف أنام في الطريق، قولت أنام ساعتين وصحيت على رن الموبايل، على ما جيت الرد كانت مدة الرنين خلصت، وكنت لسه هتصل عليك.
تنهد هاشم براحه قائلا: تمام يعني هتكوني هنا في القاهره على بكره المسا.
ردت سلوان: أيوا يا بابا بس قبل ما أرجع أهو بقولك إنسى موضوع إيهاب ده مستحيل يحصل.
إبتسم هاشم وتلاعب بها قائلا: أما توصلي للقاهره لينا كلام بعض، الموضوع ده مينفعش الكلام فيه عالموبايل.
تنهدت سلوان بضجر: لاء يا بابا مستحيل ده يحصل ومش عاوزه حتى أما ارجع بكره نتكلم في سيرة إيهاب ده خالص، أنا مش بطيقه من الأساس من أيام ما كنت ساكنه مع عمتو شاديه كنت بستغلس دmه هو و...

صمت سلوان قبل أن تقول، هو دولت التي تزوجت بها، لكن لا تريد إشعار والدها بأنه أخطأ بالزواج من إمرأه لا تحبها، وهل كانت ستحب أى إمرأه زوجه لأبيها، لكن اصبح عليها القبول بذالك الآمر والتعامل معه ببساطه حتى لا تثير الإزعاج لوالدها.

بينما شعر هاشم بغصه في قلبه وهو يعلم ان سلوان قطعت إستكمال قولها أنها أيضا لا ترحب بزوجته لديها الحق هي تظن أنه وضعها أمام الأمر الواقع وتزوج بإمرأه تأخذ مكان ومكانة والداتها الراحله، وربما تستطيع أن تسيطر على قلبه وتجعله يقسوا عليها، لكن هي مخطئه فلا يوجد أحد يستطيع أخذ مكانتها بقلبه لا هي ولا والداتها، لكن الحياه فقط تستمر.

تنهد هاشم قائلا بتهديد مباشر: تمام يا سلوان اللى عاوزاه بس إعملي حسابك لو أتأخرتى يوم واحد زياده عندك في الأقصر أنا وقتها هوافق على طلب إيهاب حتى لو غـ.ـصـ.ـب عنك.
تنهدت سلوان براحه وفرحه قائله بتأكيد: لاء إطمن يا بابا راجعه بكره، كده كده الفلوس اللى معايا خلاص تعتبر خلصت يادوب على قد رجوعي لعندك تاني.
إبتسم هاشم قائلا: تمام هسيبك تنامى تانى عشان عندك سفر طويل، بالسلامه.

أغلقت سلوان الهاتف ووضعته على الفراش جوارها، تشعر بمشاعر مختلفه لا تعلم تفسير لها، بقلبها ضيق لما سافرت الى أماكن كثيره سابقا حين كانت تغادر لم يكن يسيطر عليها أى شعور أحيانا كانت تريد المغادره بعد لحظات من الوصول، لكن هنا شئ غريب يجذبها للبقاء، ما هذا الشئ لا تعلم هي تود البقاء فقط، لكن لا مفر تحتم عليها المغادره.

بينما أغلق هاشم الهاتف ووقف يتنهد مبتسم يشعر براحه بعد قلق عاشه الأيام الماضيه، سلوان ستعود بالغد وينتهى هذا القلق، لاحظت دولت بسمة هاشم إقتربت منه سأله بصوت يشوبه السخرية: أيه سلوان رجعت في وعدها وآجلت رجوعها من الاقصر.
رد هاشم: لاء سلوان راجعه بكره.

قال هاشم هذا وترك دولت تقف وحدها وذهب نحو غرفة سلوان ود.خـ.ـلها وأغلق خلفه الباب، بينما زفرت دولت نفسها بغضب وحقد قائله: كانت شوره سوده بقالى خمس سنين أرمله كنت عايشه مرتاحه مع إبني معرفش أيه اللى خلانى أتهفيت في عقلي ووافقت عالجوازه دي، واحد عنده بنته أهم من أى شئ تاني، كآن مفيش غيرها في الحياه عقله ناقص يطير منه عشان يرجعها كآنها طفله وهتوه، رغم من تعاملي معاه قبل كده متأكده إنها خبـ.ـيـ.ـثه ودلوعه.

بينما دخل هاشم الى غرفة سلوان جلس على طرف الفراش وجذب ذالك البرواز الصغير الموضوع على طاوله جوار الفراش، نظر له بقلب منفطر، يرى صورة
سلوان بالمنتصف بينه وبين مسك.

تلك الرائحه الطيبه التي عاشت معه ثلاث عشر عام بدأت معه من الصفر عاشت معه وتحملت إمكانياته البسيطه لسنوات تتحمل ضيق المعيشه بل وأحيانا كانت هي من تواسيه بعد يوم عمل شاق قضاه وأن الآتى سيكون أفضل كانت تنتظره كل مساء مع طفلتهم التي ورثت جمالها إنقضت الأيام والسنين معها سريعا حتى بعد أن آتت إليه فرصة العمر وعقد عمل بدولة الإمارات رحلت معه لكن كآن القدر، إذا أعطى شئ آخذ شئ ثمين بالمقابل له، توفر المال براتب خيالي إستطاع به شراء شقه بمكان أفضل وتبدل الحال ب سلوان لتدرس بمدارس أجنبيه خاصه هناك بالإمارات، لكن هذا لم يدوم ذالك كثيرا فجأه مرضت مسك وأخفت آلامها لفترات الى أن تغلب عليها اللعين وعرف هاشم أنها بالمرحله النهائيه لمرض خبـ.ـيـ.ـث نهش جسدها، رغم ذالك لم يؤثر على جمال ملامحها، تذكر وصيتها الآخيره.

أنا عارفه آنى همـ.ـو.ت يا هاشم، المرض خلاص إتمكن من جـ.ـسمي، بس ليا عندك أمنيه ووصيه، بتمنى أنك تقدر تحققهم
الأمنيه، آنى بعد أمـ.ـو.ت أندفن في الاقصر في بلدي اللى عشت فيها وأتقابلت معاك كمان هناك.
الوصيه، بنت سلوان، أنا عارفه إنك هتتجوز من بعدي، بس وصيتك سلوان بلاش تسمع للى هتتجوزها من بعدي وتآسى على سلوان، سلوان عاشت مقفول عليها بسبب ظروف جوازنا، بتخاف تثق في اللى حواليها حافظ عليها.

دmعه فرت من عين هاشم وآنامله تتلمس وجه مسك الرقيقه، كانت مثل إسمها رائحه طيبه
لكن لم يزول عبقها من حياته تركته ب سلوان التي حاول دائما تـ.ـو.فير الراحه لها إستكفى بها هي وعمله لسنوات إنغمس في العمل حتى يستطيع التحكم في آلم قلبه الذي مازال يحمل العشق فقط ل مسك.

لكن فجأه شعر أنه أصبح مثل الترس الذي بدأ يتآكل فقط يعمل ويجني المال من أن يجعل سلوان تعيش بمستوى راقي جدا يليق بها، لكن سلوان كبرت وأصبحت شابه جميله تتهافت عليها العرسان، حقا كانت ترفضهم بلا أسباب، لكن ذالك لن يطول ربما يآتى من يخـ.ـطـ.ـف قلبها وتذهب معه ويظل هو وحيدا، أنهى عقد عمله وأنهى مرحلة سفره الطويل وقرر المكوث ب مصر نهائيا لكن بلحظه شغلت أخته عقله أن عليه أن يجد زوجه ليس شرط أن يحبها وهذا من حقه أن يجد أنيسه له ف سلوان لن تظل معه طوال العمر سوف يآتى وقت وتتزوج وتبتعد عنه وتبني حياه خاصه لها لما يظل وحيد وهو مازال بصحه جيده، قابل دولت جارة أخته الأرمله وجدها مناسبه له عمريا، وقريبه من نفس ظروفه، فقط تريد زواج ونس، تزوج بها بعد أن أخبر سلوان التي لم تبدى أي معارضه، رغم أنه شعر أن معاملتها مع دولت فاتره حتى من قبل أن يخبرها أنه سيتزوجها، ربما لم تعترض سلوان حتى لا يقول عنها آنانيه، تحملت زواجه، الذي أحيى بداخلها ذكرى والداتها الراحله، لكن هي مازالت وستظل الأولى والأغلى بحياته.

بعد حوالى ساعه
بمنزل القدوسى
نهض جاويد مبتسما يقول: تمام هنتظر رأيك يا حج مؤنس أتمنى يكون في أقرب وقت.
أومأ له مؤنس برأسه وكاد ينهض، لكن جاويد قال له: خليك مرتاح أنا مش غريب هستأذن وهنتظر ردك، سلاموا عليكم.

غادر جاويد من باب الغرفه المطل على الحديقه، رأت مغادرته مسك من شرفة غرفتها الواقفه بها ظاهره بوضوح للرؤيه، لكن رغم ذالك لم يرفع جاويد رأسه وينظر إليها، لكن لم تهتم ونزلت من غرفتها سريعا، كى تأخذ البشاره التي تنتظرها بقلب منشرح.
ب المندره
رغم أنها تشعر ببعض الخزي لكن الفضول جعلها لا تهتم لما قالته قبل قليل، ودخلت الى المندره بلهفه سأله بخبث: أيه ده هو جاويد مشي بسرعه إكده ليه، كان چاي في أيه؟

نظر مؤنس لها بتهكم هل تظن أنه أحمق بعد كل تلك السنوات الذي عاشها وعلمته التمييز بنوايا البشر جيدا، لكن إدعي عدm الإنتباه لنواياها ورد ببساطه: الآمر اللى كان عاوزنى فيه كان بسيط وإنتهى بسرعه.
رغم فضول صفيه هي تعلم خبث ومكر مؤنس جيدا، لكن قالت: طب كنت إمسك فيه عالعشا حتى هو جاويد غريب.
رد مؤنس: لاء جاويد مش غريب وفعلا طلبت منه يتعشى معانا بس هو جال حداه شغل مهم.

تهكمت صفيه: شغل ايه دلوك، دى المغربيه حلت والعشا فاضل عليها ساعه بالكتير.
رد مؤنس بتهكم: والله مسألتوش عن أشغاله هو جالى اللى كان جاي عشانه وسابلى وجت أفكر قبل ما أرد عليه، وبعدها إستأذن همسك فيه غـ.ـصـ.ـب عنيه.
شعرت صفيه بالضجر ثم قالت بسؤال: .
إلا هو جاويد كان عاوزك في أيه؟

نظر لها مؤنس وتخابث قائلا: مش فاكر، نسيت أصلى كبرت والذاكره عيندي بجت بعافيه، أنا رايح الچامع ألحق أصلي المغرب، ومش هعاود غير مع محمود بعد صلاة العشا، بدل وجفتك دي، روحي تتمي عالوكل.
غادر مؤنس الغرفه وترك صفيه تشعر تنفخ أوداجها
تشعر بالغضب، لكن دخلت مسك الى الغرفه بلهفه قائله: فين جدي؟
ردت صفيه: جدك خرج راح الچامع.

إستغربت مسك من ضيق صفيه وتسألت: مالك يا ماما مضايجه ليه إكده، هو چدى جالك حاجه زعلتك، ولا يكون إتحدت مع جاويد بطريجه كويسه بعد ما سمع كلامك عليه.
ردت صفيه: لاه، مهعرفش چدك حاويط، وبيعرف يداري مشاعره زين، وقبل ما أسأله جاويد كان عاوزة ليه، جال رايح الچامع، ومش هيرجع غير مع بوك بعد صلاة العشا.

زفرت مسك نفسها بغضب قائله: ولسه هنستي لحد ما يعاود هو وبوي بعد صلاة العشا وممكن كمان يتأخروا كيف عادتهم، ياريتنى ما سمعت حديتك وكنت وجقفت چار باب المندره يمكن كنت سمعت جاويد وعرفت هو كان عاوزه في أيه؟

ردت صفيه: إفرضي جاويد بدل ما كان خرج من باب المندره اللى عالجنينه كان خرج من الباب ده وشافك كان يجول أيه وياخد عنك فكره إنك بتتصنتي، وأنا متوكده إن عيندي إحساس إن جاويد طلب يدك من چدك بس هو إكده حداه مكر ولؤم، ومفيش في يدنا غير الصبر لحد ما يعاود ونعرف ونتوكد من إحساسي.
تنهدت مسك بأمل رغم أن الإنتظار الآن هو أسوء حل.
قبل صلاة العشاء بقليل
أمام المشفى.

أثناء خروج إيلاف من المشفى بعد ان أنهت وقت عملها، رأت جلوس بليع مع فرد الأمن الواقف على باب المشفى، نهض حين رأها تقترب من مكانه يبتسم هو الآخر الى أن تقابلا بالقرب من بوابة المشفى
مد يده بكيس ورقي قائلا: من حظك لحقتك قبل ما تمشى من المستشفى، جبتلك شويه فول سوداني مقلى طازه وسـ.ـخن.

أخذت إيلاف من يده الكيس مبتسمه تقول: متشكره يا عم بليغ والله أنا بقيت بنتظر حضورك لهنا قدام المستشفى زى الطفله اللى منتظره...
توقف الكلمه بلسان إيلاف، فماذا تقول
منتظره أبيها يعود لها بالحلوى، شعرت بغصه، نظر لها بليغ بإستغراب قائلا: مالك يا دكتوره وجفتى حديتك ليه، أوعى اكون بضايجك.

إبتلعت إيلاف تلك الغصه وأخفت تلك الدmعه بعينيها وتبسمت له: لاء يا عم بليغ بالعكس انا ببقى سعيده لما بشوفك، تعرف إنى قبل كده كان مستحيل أخد أى حاجه من حد غريب عني، وبالذات حاجة الأكل.
إبتسم لها بليغ قائلا: بس أنا مش غريب يا بت أنا عمك بليغ.
إبتسمت له تشعر بشعور مختلف معه شعور ألفه، ودت أن تقول له لكنك لست بالنسبه لى عم بل أريد أن اناديك بليغ فقط لكن الذوق يمنعني.

بينما بليغ رفع وجهه قليلا ونظر لأعلى ليرى ذالك الواقف خلف شباك مكتبه بيده كوب يحتسي منه، لكن تبدوا ملامحه غاضبه بعض الشئ تبسم بداخله، هو حقا عاش حياته مثل شريد لكن أصبح لديه شفافيه خاصه يستطيع قراءة العيون ويعلم منها صدق أو كذب المشاعر.
بينما بمكتب جواد لم ينتبه لمن كان يتحدث معه الا حين وضع كف يده على كفته ينظر الى ما ينظر إليه عبر الشباك، وتخابث قائلا: سرحت فين يا دكتور جواد بكلمك مش بترد عليا.
إنتبه جواد له قائلا: مش سرحان ولا حاجه، بس هما شوية إرهاق عالعموم هفكر في عرضك وهرد عليك في أقرب وقت يا ناصف.

إبتسم ناصف بمكر قائلا: دى تبقى فرصه عظيمه لو قبلت تنضم لينا يا دكتور جواد في النهايه إحنا غرضنا صحة الاهالى المستشفى الجديده اللى بقولك عليها هي خاصه صحيح بس هيبقى فيها جزء خيري لعلاج المحتاجين مجانا، يعنى غرضنا مش الربح فقط، المستشفى مفتوحه للجميع اللى قادر يدفع قصاد علاجه، واللى مش قادر ومحتاج ومعندوش إمكانية إنتظار مكان يفضى بمستشفى الحكومه.
رد جواد: تمام قولتك هفكر بلاش طريقة إلحاحك دي.

تبسم ناصف بخبث قائلا: تمام هنتظر ردك، ودلوقتي انا خلاص ورديتي خلصت هروح بيتي أرتاح شويه.
أماء له جواد براسه دون حديث حتى خرج من المكتب.

جلس جاويد يزفر نفسه بقوه يشعر بضيق من بليغ الذي يتقارب من إيلاف وينتظرها شبه يوميا أمام المشفى، لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، نظر الى الشاشه، إبتسم وقام بالرد مازحا: من الواضح إكده إن مصانع الاشرف قربت تعلن إفلاسها ورئيس عمالها يوميا بشوفه المسا هنا قدام المستشفى، يا جاويد باشا.

إبتسم جاويد قائلا: لاه إطمن الحمد لله المصانع شغاله كويس، بس رئيس العمال يمكن يكون بيجي المستشفى يطمن على صحته، ناسي إن يده كانت مجروحه، عالعموم مش متصل عليك عشان تقر عليا، أنا محتاج لإستشاره خاصه.
مزح جواد قائلا: بصفتك من عيلة الاشرف ومقتدر ماليا فا الإستشاره هتتحول للقسم الأقتصادي بالمستشفى قولى نوع الإستشاره عشان أحدد قيمة المبلغ.

رد جاويد: لاء مش هينفع نتكلم عالموبايل انا قريب من المستشفى ربع ساعه واكون عندك.
رد جواد: تمام، بس أعمل حسابك مبلغ الإستشاره هيتحدد حسب الوقت اللي هتاخده.
إبتسم جاويد قائلا: تمام يا دكتور يا إستغلالي هدفعلك التمن مضاعف متخافيش، سلام.
أغلق جواد الهاتف ووضعه على المكتب ثم جلس على مقعده يحتسي القهوه مره أخري يشعر بمشاعر تغزوا قلبه تجعل عقله يحتار رغم انها أشياء بسيطه.

بينما بخارج غرفة المكتب تقابل ناصف مع أحد الاطباء الذي تلهف بالسؤال: ها جواد وافق يشتغل في المستشفى.
رد ناصف: لاء قال سيبنى أفكر، بس سيبك من الموضوع ده دلوقتي، شوفت الدكتوره الجديده اللى جات هنا تكليف في المستشفى.
تعجب الطبيب الآخر قائلا: مالها دى كمان عاوز تجيبها تشتغل معانا غى المستشفى، بس دى لسه يادوب متخرجه وكمان ده تكليف وبعد السنه أكيد هترجع للمكان اللى جت منه، يعنى مش هطول هنا.

رد ناصف بضيق: مش فاهمنى انا مقولتش إننا نجيبها تشتغل معانا في المستشفى، انا بقولك مش ملاحظ نظرات جواد ليها واضح كده أن كيوبيد ضـ.ـر.ب سهمه في قلب جواد، أنا لاحظت نظراته ليها أكتر من مره فيها إعجاب.
تنهد الطبيب الآخر قائلا بسخريه: آه وعاوزنى بقى أشتغل خاطبه وأروح أخطبها له.

زفر ناصف نفسه بضيق قائلا: لاء طبعا، أنا عاوز نقرب الدكتوره دى مننا وتبقى جدع لو قدرت تقنعها انها تشتغل معانا في المستشفى الجديده، بأى تسهيلات هي عاوزها لآن وقتها جواد هيوافق يشتغل معانا عشان يبقى قريب منها طول الوقت.

تنهد الطبيب الآخر متفهما: آه فهمتك، وماله ميضرش، بس دى مهمتك بقى إنت اللى بتفهم في الجنس اللطيف وبتعرف تتعامل معاه، يلا بلاش وقفتنا دي لا جواد يشوفنا ويفكر إننا بنضيع وقت المرضى اولى بيه، بالسلامه.
بنفس الوقت بمنزل صالح
علي درج السلم
تقابل هو وزاهر الذي يتحدث بالهاتف وسمعه يقول بتعسف: أنا نص ساعه واوصل لمكان المخزن عاوز حد يجابلنى بالمفاتيح.

قال هذا زاهر واغلق الهاتف يشعر بضيق وهو ينظر ل صالح الذي يصعد بالمقابل له، كاد يتجاهله ويكمل نزول السلم لكن صالح تهكم عليه قائلا: مخزن أيه اللى مضايجك إكده، وهتعمل بيه أيه، وبتتمنظر وتشخط إكده ليه. آخرك فاشل بالك لو مش فلوسي كان زمانك شغال أچري.

نظر زاهر له بإشمئزاز قائلا: فلوسك، وماله لما أتمنظر بفلوسك الحـ.ـر.ام، مش أنا ولدك واد الحـ.ـر.ام برضك، بس مش بعاده أشوف في الوجت ده إهنه في الدار، الليل خلاص دخل وده وجت الشيطان، وراجع منين إكده مضايج.
نظر صالح ل زاهر بغيظ قائلا: وإنت مالك، غور شوف كنت رايح فين وإعمل حسابك لما تفشل كيف العاده متبجاش تطلب منيي فلوس.

تهكم زاهر قائلا: بلاش إنت تعيش في الوهم يا أبوي، فلوسك حـ.ـر.ام وأنا معوزهاش أنا اللى خدته منيك فلوس أمى اللى جتلتها وأستوليت على أرضها ومالها انا الوريث الوحيد ليهم وأخدتهم، يعنى فلوسك اللى كنت باخدها سابج وبخسرها كانت عن جصد ميني خسارتها، لكن مال أمي حلال وهو اللى هيدوم لى، أسيبك لشياطينك، سلام.

غادر زاهر يشعر بحسره وشجن في قلبه، بينما شعر صالح بالبغض ل زاهر قائلا: واد حـ.ـر.ام بصحيح، ضحك على لحد ما سچلت له أرض أمه ودلوك بيتمنظر علي، لكن لاه مش صالح الأشرف اللى بيضحك عليه، كفايه مره إنضحك علي، بس...
توقف صالح لحظات يفكر قبل ان يسأل نفسه: بس أيه يا صالح، البت اللى في الفندق دى مش عارف ليها سكه منين أتحدت وياها؟

تنهد مشتاقا يقول: بس عنيها جريئه جوي، نسيت أسأل عامل الفندق واد الحـ.ـر.ام أخد منى بقشيش قد إكده، كان لازمن أسأله هي لسه فاضل ليها كم يوم إهنه، بسيطه أنا أرچع للفندق من تانى وأسأل بأي حچه ولو أمكن آخد أوضه چارها.
حسم صالح أمره وقرر العوده للفندق مره أخرى.
...
بعد صلاة العشاء
بمنزل القدوسى
علي طاولة العشاء.

الفضول يتآكل بكل من صفيه ومسك التي فاض صبرها ونظرت ل مؤنس وحاولت رسم البراءه: هو جاويد كان عاوزه ليه يا جدي.
نظر مؤنس ل محمود ثم نظى ل مسك وجاوب: كان عاوزنى بيعرض أنه يشتري الأرض الچبليه بتاعتنا اللى في أول البلد.
شعرت مسك بالصدmه ونظرت ل صفيه التي إستغربت قائله: وهو عاوز يشتري الارض دى ليه بجى، ما أهو أرضنا في نفس المكان.

رد مؤنس: سألته عن السبب وجالى، أنه بيفكر ينشأ مصنع فخار وخزف إهنه ومحتاج لقطعة أرض كبيره وتكون چار أرضهم، وطبعا أرضنا هي اللى جنبيهم وهو عرض عليا يشتري بأي سعر أنا أطلبه.
تسألت مسك ودmعه تتحجر بعينيها: وإنت وافقت طبعا يا جدي تبيعها له.
رد مؤنس: لاه موافقتش وهو عطاني وجت أفكر فيه، بس انا مش موافج أبيع الارض دي.

تسأل أمجد: وليه يا جدي مش موافق تبيع له الارض دى، الارض دى تعتبر سلخه صغيره وكمان مش متساويه ناحيه واسعه وناحيه ضيقه وعشان تتعدل لازمن تاخد من الارض اللى چارها، والارض اللى جارها بتاع أخوالي، رأيي إنك تبيعها له بس إطلب تمن مناسب لان الأرض مصلحه لهم أكتر ميننا.

زفر مؤنس نفسه بغضب قائلا: أنا جولت له قراري خلاص ومش عاوز حديت في الموضوع ده تانى، أنا شبعت وحاسس بشويه إجهاد هدلى على مجعدي أنام تصبحوا على خير، وإنت يا محمود نام بدري بكره عندينا شغل مهم بدري.
أومأ محمود له رأسه ب تمام.
نظرت صفيه ناحية محمود بعد مغادرة مؤنس وتسألت بفضول: شغل أيه المهم ده؟ وليه متكلمتش وجولت للحج مؤنس إنك يبيع الارض ونستفاد بحقها.

تنهد محمود قائلا: أبوي حر في رأيه وهو مش عاوز يبيع الأرض، وبصراحه إكده انا موافق أبوي بعدm بيع الأرض دى، لآن الارض دى كنز لينا.
تهكمت صفيه قائله: الأرض اللى مش مكمله فدان ونص دى كنز لينا ليه بجى؟
علم محمود من نبرة حديثها أنها تتهكم فرد عليها قائلا: الأرض دى لاز.قه في النيل مباشرة حتى مية النيل لما بتعلى بتصب فيها، يعنى رملتها شـ.ـديده من ناحية الزراعه وكمان الطمى بتاع النيل بينفعنا في صناعة الفخار.

بعد قليل بغرفة مسك
كانت تبكي أمام صفيه قائله: كنا مفكرين إن جاويد طلب يقابل جدي عشان يطلبنى منيه، بس طلعنا غلطانين، أكيد الوليه الغجريه دى نصابه مفيش مره عمل واحد من اللى عملتهم جاب نتيجه، انا خلاص مبقتش قادره أتحمل أكتر من إكده، انا خايفه في لحظه الاقى چاويد بيتجوز من واحده غيرى ووجتها أمـ.ـو.ت بقـ.ـهـ.ـرتي.

ضمت صفيه مسك بلهفه قائله: بعيد الشر عنيك، إن شاله اللى ما تتسمى اللى كانت داخلتها علينا جدm النحس، انا من باكر هروح للوليه الغجريه دي وهجول ليها على إكده، وإن معملتش عمل يخلي جاويد يطلب يدك في اقرب وجت ههدها إنى هبلغ عنيها الحكومه.

تهكمت مسك قائله: وهي الغحريه دي هتخاف من الحكومه برضك، انا خلاص يا ماما حاسه قلبي هيوجف، مبجتش قادره أتحمل، ومش عارفه هو جاويد ده جلبه أيه حچر صوان مش بيرق، أوجات بحس من نظرة عنيه أنه رايدني وبيعمل تجيل، واوجات تانيه بحس إنى ولا على باله.
ردت صفيه: كيف مش على باله، هو اللى تجيل، كلنا عارفين إنه إتغير كتير بعد مـ.ـو.ت چلال.

ياريته كان عاش يمكن كان قلب جاويد مبجاش قاسي إكده، لكن القدر بجي هنجول أيه، وحدي الله إكده ونامي دلوك وأنا لازمن أروح للوليه الغجريه واشوف إمعاها حل نهائى.
تهكمت مسك وتنهدت بآلم قائله: والله جلبي حاسس إن الوليه دى خرفانه وما بنكسب من وراها غير إننا بنبجي ملعونين لا بيتقبل مننا صوم ولا صلاه لأربعين يوم.

بالفندق
كانت سلوان تضجع بظهرها على بعض الوسائد فوق الفراش تتصفح بالهاتف لكن فجأه صدح رنين الهاتف بيدها، لوهله إنخضت وسقط الهاتف من يدها فوق الفراش، سرعان ما تهكمت على نفسها قائله: الوليه الخرفانه اللى قابلتيها قبل الضهر بالطريق خلت أعصابك خفيفه يا سلوان.
جذبت الهاتف ونظرت للشاشه إبتسمت بإنشراح ثم قامت بالرد سريعا تسمع: مساء الخير يا سلوان، إزيك دلوقتي بقيتى أفضل.

ردت سلوان: آه الحمد لله بقيت كويسه، متشكره لسؤالك يا جلال.
إبتسم جلال قائلا: طب طالما بقيتي كويسه أيه رأيك أنا عازمك عاالعشا.
إبتسمت سلوان وفكرت قليلا، ثم قالت: تمام وانا موافقه، حتى تبقى نهاية رحلتى هنا عيش وملح سوا.

إبتسم جلال قائلا: تمام أنا قدام الفندق منتظرك، ياريت بلاش تتأخري إنت جميله ومش محتاجه تقف قدام المرايه كتير، وكمان سمعت خرافه بتقول: إن اللى بتقف قدام المرايه بالليل كتير جـ.ـسمها بيتلبس من الجان أو بتعنس.
ضحكت سلوان قائله: مش مهم أعنس بس بلاش جـ.ـسمي يتلبس أنا جبانه وبخاف، ومش هتأخر عشر دقايق وهنزل.
إبتسم جاويد وشعر بإنشراح في قلبه حين سمع صوت ضحكة سلوان، يبدوا أنها عادت للصفاء مره أخري، وقال لها: تمام أما أشوف هتنزلى في ميعادك مظبوط ولا زى العاده، عشر دقايق وفي الآخر تنزلى بعد نص ساعه.
إبتسمت سلوان قائله: لاء هما عشر دقايق بالظبط وهتلاقيني قدامك، بس لو طولت في الكلام عالموبايل ممكن يبقوا أكتر.
إبتسم جلال قائلا: آه يعنى هتاخدي الموبايل حجه عالعموم سلام أنا في إنتظارك.

أغلقت سلوان الهاتف وظلت لدقيقه تفكر، ما سر هذا التأثير القوي ل جلال عليها، هي كانت تشعر بسأم وضجر قبل أن يهاتفها، وزال هذا الآن بعد حديثه معها ومدحه بجمالها، لم يكن أول مره يمدح جمالها لكن كل مره تشعر بشعور مختلف، تذكرت ذالك الحلم الذي راوضها وهي نائمه قبل قليل، في البدايه الحلم كان مخيف بتلك المرأه، ثم ظهور جلال وإقترابه منها بشـ.ـده حتى أنه كاد يقبلها لولا...

لولا ماذا، لولا إتصال والداها، وضعت يدها على فمها سألت نفسها: ياريت بابا كان إتأخر شويه ومتصلش عليا يمكن كان جلال باسني، يا ترى كنت هحس بأيه بعدها.

ظلت سلوان شارده قليلا وهي تلعق شفاها الى ان فاقت فجأه تذم نفسها قائله: أكيد عقلك جن بسبب اللى شوفتيه هنا من اول الرحله خلاص كلها ساعات وتسافرى للقاهره وتنسي كل اللى حصل هنا، حتى جلال نفسه هينساك، وكمان العشر دقايق خلاص تقريبا إنتهوا دلوقتي يتريق ويقولى دايما متأخره عن ميعادك.
أخذت سلوان هاتفها ووضعته بحقيبة يدها وغادرت الغرفه مسرعه حتى لا تضيع وقت أكثر.
بعد دقائق قليله.

توجهت سلوان نحو عامل الاستقبال وأعطته مفتاح الغرفه قائله: أنا كنت قولت للحسابات تعملى كشف حساب نهائي لآنى هسيب الاوتيل الليله قبل الفجر.
رد موظف الاستقبال: فعلا يا أفنـ.ـد.م وصلنا كشف الحساب بتاع أوضة حضرتك أهو، وأتمنى تكون خدmتنا نالت رضا حضرتك، وهننتظر عودتك لهنا مره تانيه.
إبتسمت سلوان بغصه، فليس هنالك مره أخرى، لكن قالت للعامل: تمام أنا دلوقتي ولما أرجع هاخد كشف الحساب.

تركت سلوان مفتاح غرفتها وسارت نحو باب الخروج من الفندق
بنفس اللحظه كان يدخل صالح الى الفندق ورأى شموخ خطواتها شعر برجفه قويه إهتز لها قلبه مثلما حدث بالماضى كأنه أمامه الآن
تختال بسيرها كالمهره الآبيه، كاد يتتبعها بالفعل لكن
لسوء حظه تقابل مع أحد معارفه الذي وقف معه على مضص يتحدث الى ان غابت سلوان
عن مدى نظره، سأم وجهه ولعن الواقف معه، ضاعت فرصته في تعقبها الليله.

كان جاويد يجلس بالسياره وتعجب كثيرا حين رأى عمه صالح يدخل من باب الفندق، لكن توقع ان يكون هنا لآجل شئ خاص به لم يهتم بأمره وظل جالسا بالسياره ينتظر سلوان
التى رأها تقترب من السياره، ترجل من السياره ونظر الى ساعة يده ثم الى سلوان قائلا بمرح: قولت عشر دقايق وبالظبط دلوقتي بقوا عشرين دقيقة.
إبتسمت سلوان قائله: التأخير مش مني ده من عامل الإستقبال كنت واقفه معاه عشان أقوله أنى هغادر قبل الفجر الفندق.

إبتسم جلال قائلا بخباثه: قولي إن شاء الله، إتفضلي إركبى العربيه عشان نروح المطعم.
إبتسمت سلوان لفتح جلال لها باب السياره وصعدت الى السياره، تبتسم الى أن قاد جلال السياره، قائلا: واضح إن نفسيتك هديت كتير عن قبل الضهر بصراحه أنا خـ.ـو.فت عليك وقتها، ومكنتش عاوز أسيبك في الحاله دي.

نظرت سلوان ل جلال ببسمه ودت سؤاله هل حقا شعرت بالخـ.ـو.ف على وما السبب في ذالك، لكن خشيت تفسير ذالك بشكل آخر منه، تبسمت قائله: الحمد لله، بصراحه الوليه الخرفانه اللى قابلتنى دى خـ.ـو.فتني، كمان قبلها كنت قدام قبر ماما وكنت حاسه انى مخـ.ـنـ.ـوقه وكان الافضل أن ابقى لوحدي.
رد جلال: تمام، خلاص وصلنا للمطعم.
نظرت سلوان قائله: بس مش ده المطعم اللى جينا فيه قبل كده.

رد جلال وهو يترجل من السياره: فعلا ده مطعم تانى، المطعم ده على ربوه عاليه شويه قريبه من المعبد تقريبا كده هتشوفي المعبد كله من هنا.
إبتسمت سلوان وترجلت هي الاخري من السياره، ودخلت الى المطعم أمام جلال، جذب لها أحد المقاعد جلست عليه وجلس هو بالجوار منها مباشرة وأشار له بيدها نور المعبد ظاهر قدامك أهو.

جلس الإثنان يتحدثان غير منتبهان للوقت، تحدثا بأشياء كثيره بود، سلوان حكت له قليل عن طفولتها وانها كانت طفله هادئه عاشت بلا صداقات حقيقيه بسبب تنقلات والداها الكثيره من بلد لآخر.

بدايه من القاهره الى الإمارات ثم نهايه بالسعوديه الى أن عادت لمصر حتى تكمل دراستها الجامعيه ثم عودتها للسفر للسعوديه مع والداها الذي قرر من بضع أشهر العوده والعيش بمصر بشكل نهائي، يكفى غربه، حتى زواجه بأخرى لم تبدي لها أى مشاعر أمامه.

كذالك جلال حكى لها عن بعض الاساطير حدثت هنا بالاقصر جزء منها كانت في البدايه خرافات وتحقق جزء منها مع الوقت لكن لم يحكى لها أن أكبر مثال للخرافه هى، علم أسمها قبل أن يراها
وهمس إسمها بنبض قلبه
سلوان
مضى الوقت حتى إقترب الفجر
وإقتربت النجوم من تلك الاعمده، من يراها من بعيد يظن أنها فوق تلك الاعمده مباشرة.

وقفت سلوان وإقتربت من سياج المطعم وضعت يديها تنظر الى ذالك المشهد الرهيب والمهيب بنفس الوقت، النجوم فوق تلك الأعمده كآن النجوم تساقطت من السماء لا يوجد بينهم فاصل نهائيا، كذالك جلال نهض ووقف لجوارها
وسمع قولها: ماما كانت بتقولى الأقصر فيها عمدان بتوصل الارض بالسما، محفور على جدرانها قصص قديمه ل عشاق بتهمس للنجوم كل ليله ترنيمة عشق.
بظهيرة اليوم التالى
فى حوالى الواحده والنصف
ب أحد الكافيهات
نظر لساعة يده ثم زفر نفسه بضجر فلقد طال وقت إنتظاره، لكن تفاجئ بمن تقف أمامه مبتسمه تتسأل بتخمين: أمجد القدوسى؟
نظر لها شعر بخفقان في قلبه ونهض واقفا يقول: أيوه.
إبتسمت له قائله: إنت مش فاكرني، أنا إيمان المحمدي، كنا سوا في الجامعه، حتى كنا في نفس سكشن العملي دايما سوا.

إزدرد ريقه يشعر بزياده خفقان كيف ينسى حبه الأول لكن إدعى التذكر: آه بصراحه آسف مخدتش بالي، فعلا إفتكرتك، إزيك يا إيمان، أخبـ.ـارك أيه؟
سئم وجهها وقالت بإختصار: الحمد لله كويسه وإنت أخبـ.ـارك أيه كنت من المتفوقين بتوع الدفعه.
إبتسم لها قائلا: الحمد لله بعد التخرج إتعينت معيد في كلية الزراعه ودلوقتي بقيت دكتور.

إبتسمت له قائله: تستحق، إنت متفوق وكان عندك طموح كبير فاكره لما كنا يوقف قدامنا نقطه صعبه في المنهج كنت بتشرحها لينا بطريقه مبسطه، بس أيه آخر أحوالك الشخصيه، إتجوزت ولا لسه؟
قبل أن يرد أمجد ردت من آتت وشعرت بضيق قائله: لسه، بس كتب كتابنا بعد بكره والجواز في أجازة آخر السنه.
إبتسمت إيمان لها قائله: ربنا يتمم بخير، أكيد إنت العروسه، بصراحه أمجد طول عمره ذوقه حلو.

نظرت حفصه لها ثم ل أمجد سأله بغرور: طبعا عندك حق، بس أنا معرفش مين حضرتك.
شعر أمجد بالإحراج قائلا: أستاذه إيمان المحمدي كنا زمايل في الجامعه، الآنسه حفصه...
سبقت حفصه بتعريف نفسها: حفصه صلاح الأشرف أبجى بنت خال أمجد وكمان خطيبته.
إبتسمت إيمان قائله: يعنى أهالى خطوبتكم بجى حب من الطفوله.
ردت حفصه بثقه وهي تنظر ل أمجد: أيوه.

صمت أمجد بينما شعرت إيمان بالإحراج من نبرة حفصه الجافه قائله: واضح فعلا، عالعموم مبروك، وآسفه إن كنت أزعجتكم عن إذنكم.
أمائت حفصه برأسها دون رد، بينما قال أمجد بتبرير: لأء أبدا مفيش إزعاج.
إبتسمت إيمان قائله: تمام عن أذنكم.
غادرت إيمان وتركت حفصه تشعر بضيق وغيره من نظر أمجد الذي مازال مسلط على تلك الدخيله بنظرها تحدثت بإستهجان: خلاص مشيت، مين دي يا أمجد؟
إنتبه أمجد قائلا: زى ما جالت، كانت زميلتي في الجامعه.
تهكمت حفصه بسخريه قائله: آه كانت زميلتك ولسه فاكراك، وعينك منزلتش عنها.
إزدرد أمجد ريقه بإحراج قائلا: قصدك أيه، دي صدفه غير مقصوده، أنا مشوفتهاش من وجت ما إتخرجنا من الجامعه.

لا تعرف حفصه لما شعرت بضيق من ذالك الموقف او ربما أحي لديها شعور تحاول التغافل عنه أن أمجد ليس مرغوم على القبول بها ك زوجه ولابد من إيضاح لهذا وهذا هو الوقت المناسب لمعرفة حقيقة مشاعر أمجد تسألت بمفاجأه: أمجد إنت مشاعرك أيه ناحيتي؟
تعجب أمجد قائلا: مش فاهم جصدك أيه!؟
وضحت حفصه سؤالها: يعني إنت اللى إختارت تتجوزني، ولا كانت رغبة عمتي؟

إرتبك أمجد وشعر بتـ.ـو.تر وصمت قليلا، زفرت حفصه نفسها بإستعلام قائله: زي ما كنت متوقعه، خطوبتنا من البدايه كانت رغبة عمتي، بص يا أمجد إن كنت مفكرنى معدومة الشخصيه ومش بعترض تبقى غلطان أنا بس بحب أريح نفسي من المجادلات، متفكرش إني ساذجه زي ما واضح عليا بقبل كلام مسك أنا صحيح بهاودها يمكن في كل حاجه بس لآنى عارفه إن الحاجات ده مش هتضرني، لكن في جوازي أنا وانت بس المسؤلين عنه، لآن إحنا مع الوقت هيجمعنا طريق واحد وهدف واحد إن جوازنا يكون حقيقي ناجح ومستقر، مش هقبل بالمنظر الخارجي ولا هقبل عمتي أو مسك يدخلوا في حياتنا لو كان نصيبنا مع بعض، ودلوك بجولها لك صريحه وعاوزه منك رد مباشر وسكوتك هعتبره نهاية خطوبتنا، إنت بتحبني وعاوز تتجوزني ونكمل طريجنا سوا، ولا بتنفذ رغبة عمتي صفيه؟

صمت أمجد للحظات كادت حفصه أن ترد على سؤالها لكن رد باللحظه الأخيره: الإتنين يا حفصه.
إستغربت حفصه رده قائله: جصدك أيه بالأتنين!
فسر أمجد جوابه: جصدي أن خطوبتنا مش بس قرار أمي، أنا كنت أقدر أرفض، لو مكنتش حاسس إنك مناسبه لى.

تهكمت حفصه بغرور تعيد كلمته الآخيره: مناسبه لك، معناها أيه الكلمه دى بقى، هوفر عليك واقولك أنا معناها أيه، طبعا نسب عيلة الاشرف وكمان بنتهم الوحيده، يعنى مفيش إمتيازات أكتر من كده.

نهضت حفصه واقفه وقامت بخلع ذالك الخاتم من إصبعها قائله بثبات قوي: أنا مقبلش أكون مجرد زوجه لشخص معندوش مشاعر قويه ليا، شخص سلبي، وأعتقد ده الأفضل دلوك قبل ما نتكتب الكتاب ويتحسب على جوازه فاشله، عالعموم هتفضل على وضعك الطبيعي بالنسبه لي إبن عمتي.

وضعت حفصه الخاتم على الطاوله أمام أمجد وغادرت تكبت دmعتها وغصة قلبها القويه، هي لديها مشاعر أخرى إتجاهه، لكن لا تريد أن تجد نفسها مقيده بزواج من شخص سلبي هي بالنسبه له فقط مجرد زوجه مناسبه لطموحات والداته.

بينما إستغرب أمجد فعلة حفصه ومد يده واخذ الخاتم يديره بين إصابعه، للغرابه شعر بغصه قويه لم يكن يتوقع ان يشعر بها إتجاه حفصه، حقا لم يختارها من البدايه، لكن بعد هذا الموقف منها إستغرب تغير شعوره هذا نحوها، ربما أعجبته الصوره التي كانت عليها قبل قليل، صوره أخرى قويه صاحبة قرار، عكس ما كان يظن سابقا، أنها بلا قرار مثله، لكن هي أثبتت أنها ربما تساير من أمامها لكن ليس على حساب نفسها، لكن تحير ماذا سيفعل الآن وماذا سيقول لعائلته، وعقد القران باقى عليه يومين فقط.

أمام ذالك المنزل المملوك ل حسنى
ترجل زاهر من السياره وتوجه الى باب ذالك المخزن المفتوح على مصراعيه يخرج منه بعض العمال يحملون بعض الأغراض القديمه، لكن ربما لسوء حظه أنه آتى الآن وسمع حديث حسنى لأحد العمال بطريقه بسيطه تتجاذب معه الحديث وتقوم بالمريسه على العمال الآخرون بين لحظه وأخري قائله: الهمه يا رچاله، عاوزين ننتهى ونفضي المخزن.

تقول لهم هذا وتعاود الحديث لذالك العامل الذي يبدوا رئيسهم، إستغفر ربه ثم دخل الى المخزن ملقيا السلام.
تركت حسنى رئيس العمال وتوجهت نحوه ترحب به قائله: أهلا يا استاذ زاهر، أهو كيف ما جولت لك عشيه، انا على راس العمال من صباحية ربنا حتى مدوجتش الفطور ولا الزاد لحد دلوك، عشان نفضي المخزن، معرفش إنت ليه مستعجل إكده، مع إن لسه كام يوم على اول الشهر.

تنهد زاهر بضيق قائلا: والله إمعاك العجد إبجي إقريه، أنا دافع الإيجار من يوم ما مضينا العجد، ومحتاج للمخزن بأسرع وجت وقبلها كمان قبل ما دخل البضاعه فيه لازمه شوية تعديلات وتشطيب.
ردت حسنى: خلاص أها العمال قربوا يفضوا نص المخزن واللى مش هينتهي النهارده بكره بالكتير المخزن هيكون فاضي وتستلمه، والمخزن چدي كان مبيضه قبل ما يمـ.ـو.ت بشويه صغيرين، صحيح البويه بهتت، بس أقل تعديلات هتخلي المخزن زين، و.

قاطعها زاهر بحسم قائلا: أنا عاوز المخزن يفضى النهارده حتى لو العمال سهروا يطلعوا الحاجات اللى فيه، وانا اللى هدفع لهم الأجره متخافيش.
نظرت له حسنى قائله: الحكايه مش حكاية أچره، الحكايه إن العمال دول لهم طاقة تحمل، يعنى يرضيك يفرهدوا، ومچتش من يوم يعني و...
قاطعها هذه المره دخول إمرأه تحمل على رأسها سبت خوص قائله: غدا العمال أها يا ست حسنى هانم كيف ما طلبت.
إقتربت حسنى من تلك المرأه واخذت منها السبت.

ووضعته أرضا ونظرت بداخله وذمت شفتيها بضيق تقول: تسلم يدك يا مرت أبوي، بس اللحمه مش قليله شوي، أنا كنت چايبه أكتر من إكده، هي اللحمه صحيخ بتكش في السوا، بس مش بتنسخط إكده.
ردت المرأه: أنا مأخدتش منيها حاچه ليا، كل اللى خدته حتتين لابوك وخواتك، ولا هما العمال ياكلوا وخواتك وبوك يجعوا.

زفرت حسنى قائله: لاه ميرضنيش يچعوا، بس اللحمه دى كنت چيباها عشان العمال الغلابه دول، وأبوي وخواتي كنت چايبه لهم لوحدهم، كمان الطبيخ قليل عالعمال.
زفرت زوجة أبيها بسام قائله: أنا معرفش ليه كلفتينا وكل العمال...
هما مش هياخدوا أچره، إحنا مش ملزمين بوكلهم، دى حاچه ذوقيه منينا، والجوده بالموجود.

ردت حسنى: أها جولتي حاچه ذوقيه منينا، يعنى المفروض كنت تزودوا أشوي، هما أچرتهم فيها قد أيه عشان يضيعوها عالوكل، وأحنا هنكسب فيهم ثواب.
مصمصت زوجة أبيها شفاها بسخريه قائله: وماله هما يستحقوا الوكل ده برضك هنكسب فيهم ثواب
قالت هذا ونظرت الى زاهر الواقف قريب من حسنى قائله: ثواب أيه اللى يستحقوه العمال، ما باين أها من رئيس العمال مش شايفه ده لابس جميص ومنطلون بالشئ الفلاني.

نظرت حسنى ل زاهر ثم لزوجة أبيها قائله: ده مش رئيس العمال ده الأستاذ زاهر اللى أچر المخزن يا مرت أبوي.
زاغت عين زوجة أبيها تنظر ل زاهر بتمعن شـ.ـديد، يبدوا عليه الثراء، للحظه جاء لها خيال وحسنى تقف جواره وهما عروسان، لمع الطمع بعينيها فزواج حسنى من شخص ثري كهذا قد يكون له فائده كبيره عليها، ولما لا، لكن فجأه عبس وجهها وعقلها يقول: إفرضي إنه متجوز يا عواطف، واه هتخسري ايه إسأليه.

بالفعل رسمت الخزي ومدت يدها لمصافحة زاهر قائله: معليشى، متأخذنيش فكرتك رئيس العمال، أهلا وسهلا بيك، المخزن نور، لاه البيت كله والمنطجه نورت.
نظر زاهر ل يد عواطف للحظه ثم مد يده وصافحها، لكن تعجب حين رفعت عواطف يده تنظر لها وهمست بشئ لم يسمعه.
بينما تنهدت عواطف براحه قليلا وهي تنظر ليده الأخري وجدتها خاليه من أى إثبات زواج، لكن ليس هذا ألاثبات الوحيد، لم تستحي وهي تسأله: هو سيادتك متجوز.

نظرت لها حسني بإستغراب قائله: واه يا مرت أبوي وإنت مالك متچوز او لاه، عيندك له عروسه.
نظرت عواطف له قائله: هو بس يأشر.

رغم تعجب وإشمئزاز زاهر من عواطف لكن جاوبها قائلا: لاه مش متچوز، وشاكر أفضالك، أنا مش بفكر في ألچواز دلوك، وكمان أنا كنت چاي أشوف المخزن إن كان فضي أو لاه، ودلوك عيندى ميعاد مهم في البازار ولازمن أرجع له، بس ياريت العمال يشهلوا شوي، وبلاش لكاعه، عشان أنا خلاص إتفجت مع الصنيعيه اللى هيعدلوا ويشطبوا المخزن.
ردت حسنى: لاه متخافيش إن شاء الله على بكره المسا بالكتير هيكونوا خلصوا، وتستلم مفتاح المخزن.

رد زاهر: تمام، بكره المسا هفوت إهنه عشان أخد مفاتيح المخزن، يلا سلاموا عليكم.
ردت السلام عليه حسنى وعواطف التي تلمع عينيها بطمع وجشع، بينما زامت حسنى معها بالحديث قليلا لم تنتبه له عقلها يمني لها ويزين لها فرصة وضرورة زواج حسني من ذالك الثري حتى لو كان غـ.ـصـ.ـبا بفكره شيطانيه.
مساء قبل المغرب
بالقاهره.
بشقة هاشم، زفر نفسه بضيق وهو يضع هاتفه فوق الطاوله قائلا: برضوا سلوان مش بترد على إتصالى ودلوقتي بيقولى خارج نطاق الخدmه، مع إن كان المفروض دلوقتي تكون وصلت محطة رمسيس عالأقل يعنى وصلت القاهره.
تهكمت دولت تقول بتوريه: يمكن القطر إتأخر في الطريق، وموبايلها فصل شحن، أو يمكن غيرت رأيها والجو في الأقصر عجبها وقررت.

قاطع حديث دولن نهوض هاشم واقفا يشعر بضيق قائلا بتعسف: قررت أيه، هي إمبـ.ـارح اكدت لى إنها جايه لأن الفلوس اللى كانت معاها تقريبا خلصت.
تنهدت دولت قائله: طالما هي قالت لك كده يبقى أطمن يمكن زي ما قولت موبايلها فصل شحن، وبعدين انا مستعجبه إنت أيه اللى معصبك كده من وقت ما عرفت إن سلوان في الاقصر، عادي يعني اللى أعرفه أنها سافرت كتير قبل كده لوحدها، تفرق أيه الاقصر عن أى مكان سافرت له قبل كده؟!

نظر هاشم لها قائلا: الأقصر تفرق عن اى مكان سافرت له قبل كده، عارفه ليه عشان الأقصر بلد أمها، يعنى أهل أمها هناك، وخايف سلوان تكون راحت لهم.
إستعجبت دولت قائله: أول أعرف إن مراتك الاولانيه من الاقصر اللى أعرفه أنها كانت من الصعيد وبس، وبعدين فيها ايه لو راحت لأهل أمها عادي.
جعد هاشم بين حاجبيه بضيق قائلا: لاء مش عادي، ومن فضلك سيبني لوحدي دلوقتي.

شعرت دولت بالحقد لكن أخفته قائله: تمام، بس ياريت تهدي أعصابك مش بعيد نلاقى سلوان بتفتح باب الشقه دلوقتي، هروح أتصل على
مدحت أطمن على أبني انا كمان.
غادرت دولت وتركت هاشم الذي جذب هاتفه وعاود الإتصال على هاتف سلوان لكن نفس الرد غير متاح بالخدmه، زفر نفسه يشعر بشعور سئ، وهو يتذكر قول العرافه، ماذا لو فعلا سلوان ذهبت إليهم، لن يستطيع تحمل خسارة سلوان.
.
بنفس الوقت بمنزل القدوسي.

دخل مؤنس الى المنزل نادي على الخادmه التي لبت نداؤه سريعا تقول: نورت يا حچ مؤنس تؤمرني بأيه.
إبتسم لها مؤنس قائلا: الامر لله يا بت، الضيفه فين.
ردت الخادmه: الضيفه من وجت ما سيادتك سيبتها في المجعد وهي مخرجتش منيه واصل، حتى خبطت عليها ومردتش عليا.
تعجب مؤنس قائلا: طيب روحى إنت حضرى صنية وكل وهاتيها لى عند اوضة الضيفه.
ردت الخادmه: حاضر من عنيا.

تنهد مؤنس براحه وذهب نحو تلك الغرفه وطرق على الباب أكثر من مره لكن لم يأتيه رد، فتح باب الغرفه شعر بوخزات قويه تصعق قلبه، هذه الغرفه كانت مغلقه لسنوات طويله، تقابل بظلام الغرفه إزدادت الوخزات الغرفه كانت قديما دائما بها نور حتى ليلا.

أشعل ضوء الغرفه وجالت عينيه بها إبتسم حين وقعت عينيه على الفراش ورأي تلك النائمه، إقترب من الفراش ينظر لها لكن زالت تلك الوخزات حل محلها إنشراح قليلا، وهو يتأمل تلك الغافيه التي تنام مثل الملاك تشبه والداتها مسك
حقا يليق بها لقب خد الچميل بوجهها الملائكي الجميل وتلك الخصلات المتمرده فوق جبهتها مثل خصلات والداتها كانت متمرده هكذا، ظل يتأملها
لبعض الوقت.
بينما بالمطبخ.

دخلت صفيه ورأت تلك الصنيه الموضوعه والخادmه تضع فوقها بعض الاطباق المليئه بالطعام، سألتها بإستفسار: صنية الوكل دي لمين؟
ردت الخادmه: دى للضيفه اللى جات الفچريه مع الحچ مؤنس هو اللى جالي من هبابه، أحضر صنية وكل واخدها لحديها بالمجعد.
تهكمت صفيه بضيق وغل قائله: وهي الضيفه على رچليها نقش الحنه إياك ما تچي لإهنه تاكل، ولا حتى تستني شويه كلها كام ساعه ونتعشى بالسفره.
ردت الخادmه: الحچ مؤنس هو اللى جالي.

تهكمت صفيه بإستهزاء: الحچ مؤنس هو اللى جالك طب يا أختي شيلي الصنيه وروحي بيها لمجعد السنيوره، كيف ما جالك.
حملت الخادmه الصنيه وغادرت المطبخ بينما قطبت صفيه حاجبيها بضيق قائله بحقد: شكلها بت حربايه وسهنه ومسهوكه كيف أمها وعرفت تتلاعب بعقل الراچل الخرفان وچري وراها وچابها لإهنه، بس بعينها توصل للى هي عاوزاه وقبل بس ما تفكر تضحك على عقله لازمن أخليها تغور من إهنه مطروده وملعونه كيف أمها قبل إكده.

بينما بغرفة سلوان
كانت نائمه ترى نفسها طفله للتو عادت من المدرسه، ألقت حقيبتها أرضا بمجرد أن دخلت الى الشقه وجلست على أحد مقاعد الردهه بإرهاق، رأتها والداتها إبتسمت لها وإنحنت تحمل تلك الحقيبه قائله: كده بترمي شنطتك عالارض مش دي المدرسه اللى كان نفسك تروحيها.

ردت بتذمر طفولي: لاء يا ماما انا خلاص رجعت في كلامي مش عاوزه أروح للمدرسه تاني، أنا بكره الصحيان بدري، كمان المدرسين اللى في المدرسه بيقعدوا يزعقوا لينا طول الوقت.
ضحكت والداتها قائله: طب يلا قومى أدخلى الحمام أتوضي عشان تصلى زمان بابا راچع عشان نتغدا مع بعض.
إبتسمت سلوان ونهضت لكن خلعت حذائها أثناء سيرها وتركته قائله: . أنا هقول لبابا إنى مبقتش أحب المدرسه وعاوزه أروح اشتغل معاه.
إبتسمت والداتها.

وهى تنحنى تحمل حذائها تجري خلفها قائله: وانا هقول ل بابا
سلوان بتزهق وبتمل بسرعه، واخده عالانتخه والدلع، وعاوزه تنام طول الوجت كيف الدبه.
تبسمت سلوان بخيالها الذي عاد بها لذكريات الطفوله القليله والبعيده.
بينما مؤنس ظل يتأملها بشوق وضنين، لكن يبدوا أن الضوء بدأ يزعج سلوان او ربما حان وقت إستيقاظها، تمطئت بيديها قبل ان تفتح عينيها، إبتسم مؤنس فعلا سلوان ورثت الكثير من مسك.

حتى بعض الأفعال البسيطه بسمة مسك وهي نائمه، كذالك كانت تفعل ذالك سابقا حين كانت تصحوا من النوم وبالأخص بأيام الدراسه كانت لا تود النهوض من النوم ولا الذهاب الى المدرسه، فتحت سلوان عينيها حين سمعت صوت مؤنس يقول بموده: مساء الخير يا خد الچميل السمس خلاص غابت.
للحظه شعرت سلوان بالتوجس ونهضت جالسه على الفراش تنظر نحو باب الغرفه ثم الى تلك الخادmه التي بالغرفه ثم قالت: إنت إزاي دخلت للاوضه؟

إبتسم مؤنس ونظر للخادmه قائلا: .
حطي الصنيه اللى بيدك عيندك وروحي شوفى شغلك.
فعلت الخادmه مثلما أمرها مؤنس وتوجهت نحو باب الغرفه، لكن فعلت مثلما قال لها مؤنس: إقفلي باب الاوضه وراك.
نظرت سلوان الى باب الغرفه الذي أغلقته الخادmه ثم الى مؤنس الذي جلس على طرف الفراش قريب منها يبتسم على ذالك التوجس الواضح على وجهها، قائلا: الدار فيها رچاله وميصحش تشوف شعر خد الجميل الغجري.

وضعت سلوان يديها على رأسها تضم خصلات شعرها بين يديها وقامت ببرمها ولفها كعكه عشوائيه.
إبتسم مؤنس قائلا: نورت دار چدك يا خد الچميل، كنت في إنتظارك.
إستغربت سلوان قائله: مش فاهمه قصدك يعنى ايه كنت في إنتظاري.
برر مؤنس قوله: كان جلبي حاسس إنك هتچي لإهنه، وهشوفك قبل ما أسلم أمانتي، وأرحل وألحق باللى سبقوني.
تهكمت سلوان قائله: بجد!

كنت حاسس إنك هتشوفنى غريبه مع أن مفيش مره سألت عني، مش يمكن كنت مـ.ـو.تت زى ماما، وخاب إحساسك ده.
رد مؤنس سريعا بلهفه: بعيد الشر عنك ربنا يطول بعمرك، أنا عارف إنك واخده على خاطرك ميني، بس يمكن كنت غفلان وربنا رايد قبل ما ارحل يزيح عني الغفله دي.
تهكمت سلوان قائله باستغراب: كنت غفلان لاكتر من تلاتين سنه، تعرف أنا ليه جيت لهنا دلوقتي، أنا صحيح كنت جايه عشان ازور قبر ماما، بس كمان كان في عندي سؤال نفسي تجاوبني عليه.
شعر مؤنس بنـ.ـد.م قائلا: وأيه هو سؤالك يا خد الچميل.
تهكمت سلوان قائله: برضوا بتقول خد الچميل
إسمي سلوان.

إبتسم مؤنس. بينما أكملت سلوان حديثها بسؤال: ليه وافقت بابا زمان لما طلب منك إن ماما تندفن هنا مع إنك كنت غضبان عليها وعمرك ما رديت على رساله بعتتها لك، حتى يمكن مقريتش الرسايل دى وقطعتها أو حتى حرقتها.
شعر مؤنس كأن سلوان بيدها سـ.ـكـ.ـين وقطعت قلبه هو مازال حيا، تدmعت عينيه وصمت.
إستغربت سلوان تلك الدmـ.ـو.ع التي رأتها بعين مؤنس، ثم قالت: ليه مش بترد عليا، ليه سمحت إن ماما تندفن هنا.

رد مؤنس سريعا وأخفى أنه وافق على إستقبال جثمان مسك حتى دون ان يعرف أن هذه وصيتها، أنه اراد إستردادها وبقاؤها جواره حتى لو كانت متوفاه رغم أن ذالك آخر ما أراده، لم، حتى لم يكن يريده نهائيا لكن يود أن يشعر بها عادت قريبه منه لكن قال: عشان دى كانت أمنيتها الأخيره مني، والمثل بيجول
القبر مش بيرد حد.
سالت دmـ.ـو.ع سلوان هي الأخري ونـ.ـد.مت لما سألته وسـ.ـخرت من جواب.

مؤنس القاسي بنظرها قائله: فعلا القبر مش بيرد حد، هو ده جوابك، بكده يبقى وجودي هنا إنتهي يا، يا حج مؤنس كويس إنى لحقت أبدل تذكرة القطر بغيرها، شكرا على إستضافتك ليا الكام ساعه اللى فاتوا هنا في دارك.
قالت سلوان هذا ونهضت من فوق الفراش.

وأخذت ذالك الوشاح الذي كان على أحد المقاعد وقامت بلفه حول رأسها وبحثت بعينها بأرضية الغرفه حتى عثرت على مكان حذائها، ذهبت بإتجاهه، وكادت تضع قدmيها به، لكن نهض مؤنس سريعا وتوجه نحوها، وجذبها بقوه عليه يضمها بين يديه بشوق وحنين وضنين
كل تلك المشاعر بقلبه.

يديه كانت قويه رغم كبر عمره، شعرت سلوان بأنه يكاد يكـ.ـسر عظامها، حتى حين ضعفت يديه حولها شعرت كأنه يستند عليها عادت برأسها للخلف ونظرت لوجهه رات خطوط تلك الدmـ.ـو.ع التي تسيل بين تجاعيد وجهه، رجف قلبها بلا شعور منها رفعت يديها وضعتهم على وجنتيه تزيل تلك الدmـ.ـو.ع، إبتسم لها مؤنس وضمها مره أخري لكن بحنان، كذالك هي لفت يديها وعانقته ثم قبلت إحدى وجنتيه قائله: ماما زمان قالتلى إنك كنت حنين عليها، ليه قلبك قسي عليها.

رد مؤنس بلوعة قلب: كان قدر مرسوم عالجبين.
ليلا بالمشفى
بإلأستقبال
كان هنالك زحام وشجار قوي
وصل صوته الى غرفة جواد
نهض سريعا وتوجه ناحية الإستقبال
تفاجئ بوقوف إيلاف بالمكان
لكن توجه ناحية أحد اللذين يفتعلون الشجار وتحدث معه بجسار: في أيه، المفروض دى مشتشفى مش شارع عشان تتخانقوا بالشكل ده.

رد أحد الشباب ينظر له بإستعطاف ثم قال: أمي عيانه والدكتور اللى كشف عليها جال لازمها جلسات إستنشاق أكسچين وجينا هنا الإستقبال بيجول لينا، مفيش ليها مكان، وإحنا منجدرش على مصاريف مستشفى خاصه، نسيبها تمـ.ـو.ت.
رد جواد قائلا: لاء، بس لو إنت هدفك صحة والداتك بصحيح مكنتش هتفتعل الشر وتعمل الجلبه دى كلها وفين الست والداتك دي.
رد الشباب: أمى أهى جاعده عالكرسي مش جادره تاخد نفسها.

نظر جواد نحو مكان إشارة الشاب ورأى سيده تقترب من الخمسون فعلا تبدوا مريـ.ـضه، فنظر الى موظف الاستقبال قائلا: بسرعه الحجه تدخل الأستقبال وتعملوا لها جلسة إستنشاق.
اومأ له الموظف رأسه بخزي، بينما إبتسم الفتى لجواد وذهب يساعد والداته على النهوض، ثم ذهب معها، وإنفض التجمع لكن ما هي الأ ثوانى قبل ان
يدخل شاب آخر يبدوا عليه أنه متكسع وهو يشهر سلاح أبيض كبير.

يسب بألفاظ سوقيه بذيئه وتهجم على أحد الموظفين وكاد يضـ.ـر.به بالسلاح الذي بيده لولا ان عاد للخلف قبل ان يصيبه السلاح، لكن ذالك المتسكع لم يهاب وشعر بإنشراح وهو يري تجنب الجميع من أمامه، ثم نظر الى جواد قائلا: . إنت يا حلو يا ابو بلطوا أبيض، جولي
فين أجزخانة المستشفى، معايا روشته وعاوز أصرفها حالا.
رد جواد بجساره: نزل السافوريا اللى في إيدك دي، وروشتة أيه اللى معاك دي، وبعدين.

صيدلية المستشفى قافله، روح إصرف الروشته من أى صيدليه بره.
نظر المتسكع ل جواد بغضب وأقترب منه يهدده بالسلاح، لكن جواد أبدى الجساره مما جعل المتسكع يهابه، فنظر ناحية إيلاف كاد يقترب منها وهو يقرب السـ.ـكـ.ـين من وجهها قائلا بتهديد: إفتحلى أجزخانة المستشفى أخد منها الدوا الل. في الروشته ولا هفسخ لك الحلوه دى نصين؟

تعصب جواد وإقترب منه قائلا: زى ما توقعت إنت شارب مخدرات ومش في وعييك بلاش تضر نفسك أكتر من إكده ونزل السافوريا اللى معاك، بدل ما تزود جرايمك.

بينما إيلاف شعرت برعـ.ـب بسبب إقتراب ذالك المتسكع منها وهو يشهر سلاحه وكاد ينفذ تهديده ويضـ.ـر.بها بالسلاح لولا أن تلقى الضـ.ـر.به عنها جواد الذي طـ.ـعـ.ـنه المتسكع بالسلاح بمعصم يده لكن جواد كان اقوى منه وقام بوضع يده وضغط على العرق النابض بعنقه بقوه افقدته وعيه بلحظه، تردى أرضا وسقط من يده السلاح امام أقدام إيلاف التي ترتجف رعـ.ـبا.

نظر لها جواد ثم نظر الى أحد العاملين بالمشفى قائلا بحسم: شيلوا الحـ.ـيو.ان ده قيدوه في سرير وأطلبلى البوليس وكمان عاوز أفراد امن المستشفى عندي في مكتب حالا، بسبب التسيب كان ممكن يحصل مجزره في المستشفى، إزاي يسمحوا لمتسكع زى ده يدخل اساسا من باب المستشفى، ولا دخل هما نايمين.

أوما له الموظف برأسه، بينما إيلاف مازالت تقف مكانها متسمره، لاول مره بحياتها تشعر أنها كانت أمام مـ.ـو.ت محقق على يد متكسع يتهجم على المشفى، إقترب منها جواد سائلا: إيلاف إنت بخير؟
هزت إيلاف راسها ب لا صامته ثم نظرت الى يده الذي يضعها فوق معصم يده الذي ينزف بغزاره فاقت من ذالك الذهول وقالت بلهفه: إيدك بتنزف خليني أخيطلك الجـ.ـر.ح.
إبتسم جواد قائلا: تمام، بس أتمني إيدك مترتعش وإنت بتخيطى لى الجـ.ـر.ح.

شعرت إيلاف بحرج وفهمت تلميحه ثم قالت: لو معندكش ثقه فيا تقدر تخلي أى دكتور تانى في المستشفى يخيط إيدك.
إبتسم جواد قائلا: أنا واثق فيك يا إيلاف، خلينا نروح مكتب.
بعد قليل إنتهت إيلاف من تقطيب يد جواد، الذي إبتسم قائلا: ممتاز، شوفتى إيدك مرتعشتش.
قبل أن ترد إيلاف دخل ناصف بلهفه مصطنعه: . أيه اللى حصل يا دكاتره، انا كنت بمر على بعض المرضى و...

قاطعه جواد قائلا بسخريه: اللى حصل حصل يا دكتور، عالعموم انا بلغت البوليس يحقق في اللى حصل وكل اللى إتسبب في التسيب ده هيتحول للتحقيق من أول أمن المستشفى لحد المتسكع اللى إتهجم عالمستشفى.
تـ.ـو.تر ناصف قائلا: بس دى مش اول مره يحصل الهجوم ده على مستشفيات الحكومه، وحذرنا منه قبل كده، وفرد الامن ماله هو كمان إنسان وعنده مسؤليات وخايف على عمره، إنت قولت متسكع يعنى مش واعي هو بيعمل أيه.

ردت إيلاف: لاء النوعيه دى لازم التعامل معاها بشـ.ـده وكمان الامن مسؤول، مفيش حاجه إسمها خايف على عمره، العمر واحد والرب واحد، وأمن المستشفيات لازم يكون أقوى من كده، إحنا هنا أرواح ناس، كان ممكن بسهوله المتسكع ده بدل ما يطـ.ـعـ.ـن الدكتور جواد في إيده يطـ.ـعـ.ـنه في مكان تانى طـ.ـعـ.ـنه خطيره والامن واقف يتفرج.

رد ناصف بحرج: فعلا لازم عقاب للأمن، هروح أنا كنت بعاين مريـ.ـض وسيبته لما سمعت إن الدكتور جواد إتصاب، بس الحمد لله عدت على خير.
تهكم جواد قائلا بمغزى: فعلا عدت على خير، لكن واضح إن البوليس وصل يحقق في اللى حصل كله.
إزدرد ناصف ريقه قائلا: المفروض اللى زي المتسكع ده يتعدmوا فورا، هستأذن انا.
غادر ناصف، بينما نظرت إيلاف ل جواد قائله: ليا عندك سؤال: ليه لما أيدي إرتعشت يوم العمليه ما تكلمتش والليله...
لم تكمل إيلاف سؤالها حين دخل أحد افراد الشرطه، نظر لها جواد قائلا: الشرطه وصلت نتكلم في الموضوع ده بعدين.
قبل وقت بنفس الليله بحوالى العاشره مساء
بمنرل القدوسي
بالغرفه التي تمكث بها سلوان
فصلت هاتفها عن جهاز الشحن قائله: أكيد الموبايل شحن شويه مش عارفه إزاى نسيت اشحنه وأنا في الاوتيل وطول اليوم نايمه وأكيد بابا زمانه أتصل عليا ألف مره ودلوقتي لما أكلمه هيتفتح فيا، وبالذات لما يعرف إنى هنا في بيت والد ماما...
فتحت سلوان ذر فتح الهاتف وأنتظرت قليلا.

حتى بدأ الهاتف يعمل لم تتفاجئ من أصوات تلك الرسائل ولا عدد المكالمـ.ـا.ت الآتيه من والداها، زفرت نفسها وحسمت أمرها قائله: دلوقتي لما أتصل على بابا هفتح لى تحقيق بصراحه يحق له أنا كان المفروض أتصل عليه من بدري وأقوله إنى هآجل رجوعي للقاهره يومين مش أكتر، عارفه كان هيضايق مني، دلوقتي مفيش قدامي غير إنى أسمع وأستحمل طريقة كلامه، بس يارب يتقبل لما قوله إنى ضيفه في بيت والد ماما.

وضعت سلوان يدها فوق ذر الإتصال ثم وضعت الهاتف على أذنها تنتظر رد والداها الذي سرعان ما رد بلهفه: سلوان إنت بخير، ليه مكنتيش بتردي على إتصالي ولا الرسايل.
ردت سلوان: أنا بخير يا بابا إطمن، بس موبايلى كان فاصل شحن.
هدأ قلب هاشم قليلا ثم تسأل: إزاي لغاية دلوقتي، موصلتيش للبيت، أوعى تقولى القطر فاتك.
إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بترقب لرد فعل هاشم: بصراحه يا بابا أنا فعلا لسه في الأقصر.

تنرفز هاشم قائلا بحده: أنا سبق وقولت مش هلتمس لك أى عذر لو إتأخرتي في الرجوع للقاهره، بس ياتري أيه الحجه الفاضيه اللى هتقوليه بقى المره دي، أتأخرت عالقطر ولا التذكره ضاعت منك.
ردت سلوان: لاء يا بابا، مفيش حجه، بصراحه الحج مؤنس القدوسي والد ماما...
لم تكمل سلوان حديثها حين قاطعها هاشم بفزع قائلا: الحج مؤنس خـ.ـطـ.ـفك.

قال هاشم هذا سريعا ثم إستوعب قائلا بإستنتاج: بس إزاي هيخـ.ـطـ.ـفك هو يعرف إنك في الاقصر منين، إنت اللى روحتى له برجليك، كان عندي شك كبير إنك هتروحي له، ودلوقتي إرجعي يا سلوان وإعملي حسابك انا خلاص إتراجعت، ووافقت على طلب إيهاب وهتفق معاه على كل شيء والجواز هيكون في اقرب وقت.

زفرت سلوان نفسها بغضب قائله: بابا، مالوش لازمه طريقتك دى في الكلام إنت عمرك ما غـ.ـصـ.ـبت عليا حاجه، هتغـ.ـصـ.ـب عليا أتجوز آخر شخص كنت أفكر فيه يبقى شريك حياتى وكمان أنا لسه هفضل هنا في الاقصر يومين، عشان أحضر كتب كتاب...
كتب كتاب مين ويومين أيه اللى لسه هتفضلى فيهم عندك في الأقصر، ولا أقولك كويس خليك عندك على ما أجهز هنا مع إيهاب لكتب كتابكم بمجرد ما ترجعي من عندك.

قال هاشم هذا بتعسف وأنهي المكالمه مع سلوان التي ألقت الهاتف فوق الفراش تزفر نفسها بغضب فوالداها لم يستمع لبقيه ما كانت ستخبره به، كذالك يبدوا أن لديه تصميم على تنفيذ وعيده له إن تأخرت في العوده للقاهره، زفرت نفسها بداخلها سؤال لما والداها يمارس عليها هذا التعسف بالقرار لأول مره بحياته، ولما إنزعج حين علم بسفرها.

لل أقصر من البدايه، تعلم أنه لم يكن على صله بأحد من أهل والداتها، لكن هذا ليس سبب كافيا لهذه الدرجه من الغضب والضيق لديه، تشتت عقلها بالتفكير.
بينما بالقاهره، أغلق هاشم الهاتف وقام بقذفه على الفراش بغضب قائلا بصوت حاد: كان لازم أتوقع إن سلوان تروح لعند الحج مؤنس، إزاي كنت غفلان، عالعموم مستحيل أفرط في سلوان لو وصل الآمر...
توقف هاشم عن الحديث ثم إتخذةالقرار قائلا: أناهسافر أجيبها بنفسي.

قال هذا ثم جذب الهاتف من فوق الفراش وقام بالإتصال وإنتظر الرد لثواني، ثم قال: لو سمحت عاوز تذكرة سفر ل الاقصر لو أمكن دلوقتي.
رد عليه: للآسف يا أفنـ.ـد.م في عاصفه رمليه في الجو والسفر الداخلي كله متوقف من إمبـ.ـارح وهيستمر يومين كمان.
تعصب هاشم قائلا: تمام أنا عاوز طياره خاصه وهتحمل المسؤليه كامله.
رد عليه: متآسف يا أفنـ.ـد.م مستحيل مفيش طيار أو شركة طيران هتخاطر وتطلق طياره في الطقس ده.

أغلق هاشم الهاتف بعصبيه، ثم قام بإتصال على شخص آخر بمجرد أن رد عليه قال له آمرا: عاوزك تدبر لى طياره خاصه ومعاه طيار، بأي تمن هقفل دلوقتي هستنى ترد فورا.
أغلق هاشم الهاتف يزفر انفاسه بغضب ساحق، إستعجبت منه دولت ومثلت الخضه قائله بإستفسار: هي سلوان جرالها حاجه مش كويسه.
نظر لها هاشم قائلا: لاء، هي لسه هتفضل في الاقصر لمدة يومين.

تنهدت دولت بتمثل الراحه قائله: الحمد لله إنها بخير، انا لما سمعتك بتتصل تطلب تذكرة سفر خـ.ـو.فت عليها، بس إنت ليه متعصب أوى كده، ومصر إنك تسافر ليها فيها أيه لما تفضل يومين كمان في الاقصر، شابه ويمكن المكان هناك عجبها وحابه تتفسح.

نظر لها هاشم بإستهجان وكاد ان يرد علبها لولا أن صدح رنين هاتفه الذي بيده، نظر للشاشه ورد سريعا يسمع: للآسف في عاصفه رمليه في الجو والطيران متوقف، حاولت مع شركة الطيران حتى قولت لهم انا مستعد اتحمل المسىوليه كامله، رفضوا قالوا مستحيل طيار هيقفبل يضحي بنفسه ويطلع بطياره في الطقس اللى كله رياح وتراب.
تنرفز هاشم قائلا: تمام متشكر، بس حاول مره تانيه حتى لو على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه.

رد الآخر: تمام، هحاول، بس أيه اللى حصل لكل ده؟
رد هاشم: سلوان سافرت الأقصر وإتقابلت مع الحج مؤنس.
إستغرب الآخر قائلا: إزاي، وإمتى!
انا مش قولت لك إن الحج مؤنس من كام يوم سألني عليها وقولت له معرفش عنها حاجه.
رد هاشم بقلة حيله: ده اللى حصل، سلوان هي اللى راحت لهم برجليها، خايف تكون راحت لهلاكها.
رد الآخر قائلا: بلاش تظن السوء، أكيد دى زياره عابره، إنت راجـ.ـل متعلم وعارف إن كذب المنجمون ولو صدقوا.

تنهد هاشم بضيق قائلا: عارف ده كويس، بس إنت عارف إن سلوان مش بس بنت الوحيده دى كمان أمانة مسك، سلوان بتتصرف على حسب إحساسها معندهاش لؤم ولا خبث تعرف تتعامل بيهم مع نوايا اللى حواليها.
رد الآخر: متخافش إن شاء الله ترجع لك بخير، بس إنت إهدى وبلاش عصبيتك دي.
رد هاشم: تمام، بس هستني منك تقولى الطياره جاهزه للسفر.

رد الآخر: تمام هحاول مره تانيه على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه، يلا حاول تهدي وتسترخي، تصبح على خير.
هدأ هاشم في حديثه قليلا: .
تمام هستنى إتصالك، تصبح على خير.

أغلق هاشم الهاتف، ثم ذهب وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يحاول أن يهدأ، بينما نهضت دولت من على الفراش وجلست على مقعد مجاور له تشعر بفضول وتسألت: مين اللى كنت بتتصل عليه، وفيها أيه لما سلوان تفضل في الاقصر أيه اللى معصبك أوي كده، وليه عاوز تسافر ليها، هي مش طفله وهتوه؟!
نظر هاشم لها بإستهجان: عارف إنها مش طفله ومش هتوه، بس أنا مش هطمن غير لما تبقى قدام عينيا هنا.

إبتلعت دولت طريقة رد هاشم الجافه عليها وتسألت: اللى فهمته من كلامك عالموبايل إنك عاوز تسافر الأقصر والطيرات واقف بسبب العاصفه الرمليه، طب ليه متسافرش في القطر، سهل تحجز فيه وأكيد مش هيتآثر بالعاصفه، زى الطيران.
نهض هاشم واقفا وتوجه نحو الفراش وتمدد عليه قائلا: أكيد مت عـ.ـر.فيش إنى عندي ديسك في ضهري ومقدرش أتحمل قاعده في القطر أكتر من إتناشر ساعه متواصل ده لو القطر كمان متاخرش في الطريق.

إدعت دولت اللهفه عليه قائله: .
مكنتش أعرف إن ظهرك بيوجـ.ـعك، انا بس كنت بقترح عليك بسبب اللهفه والعصبيه إللى أنا شيفاها بتزيد من يوم ما سلوان سافرت من غير ما تقولك هي رايحه فين؟
تثائب هاشم ووضع الهاتف على طاوله جوار الفراش يحاول السيطره على غضبه قائلا: خلاص مش هبقى في القلق والعصبيه دى أنا هسافر بنفسي وأرجع سلوان لهنا تاني.

إبتسمت دولت ونهضت واقفه تتحدث وهي تسير نحو الفراش: أنا سمعتك بتقول ليها أنك وافقت على طلب إيهاب لخطوبتها، ده صحيح، إيهاب هيفرح...
قاطعها هاشم قائلا بتوضيح: ده مجرد تهديد ل سلوان مش أكتر، أنا مقدرش أغـ.ـصـ.ـب عليها تتجوز أو تتخطب ل إيهاب دى حياتها ومقدرش أفرض عليها شئ هي مش راغبه فيه، والكلام ده سابق لآونه لما ترجع يحلها ربنا، طفي نور الأوضه وتصبحى على خير.

أطفئت دولت نور الغرفه وذهبت الى الفراش وهي تتهكم بداخلها تشعر بالغيظ، لكن كبتته وهي تتمدد جوار هاشم على الفراش، لا تود إثارة غضبه الآن أكثر، ربما بعد عودة سلوان يختلف الآمر.
بالفندق.

سئم صالح الذي يجلس منذ وقت طويل بمكان قريب من مكان إستقبال الفندق ينتظر رؤية تلك الشبيهه بشوق، لكن طال الوقت وهي لم تظهر نهض بضجر من طول الإنتظار وإتخذ قراره سيسأل بالأستقبال عنها، توجه نحو مكان الإستقبال وأخرج مبلغ من المال من جيب جلبابه ووضعه على طاولة الإستقبال يوجهه نحو عامل الإستقبال مبتسم يقول: في نزليه إهنه في الفندق قريبتي من بعيد وكنت عاوز اعرف هي في أوضه نمره كام.

تسأل عامل الأستقبال قائلا: إسمها أيه حضرتك؟
إبتسم صالح قائلا بتذكر: سلوى، لاه سلو، سلو، آه سلوان هاشم خليل راضى.
بحث العامل عن إسمها عبر الحاسوب الموجود أمامه ثم نظر ل صالح قائلا: هي فعلا كانت نزيله هنا في الفندق بس للآسف هي غادرت الفندق النهارده قبل الفجر مباشرة.
صدm صالح قائلا: متوكد إنها غادرت الفندق.
نظر العامل الى الحاسوب ثم أكد له ذالك قائلا: أيوه يا أفنـ.ـد.م، ده مثبوت قدامي عالكمبيوتر.
صمت صالح يشعر بغيظ هامسا بتوعد: إزاي فاتت على دي إنها ممكن تمشي من هنا مكنش لازمن أستنى كتير، بس الآوان لساه مفاتش يا
بت هاشم ومسك.
-
بالعوده...
للوقت الحالي بحوالي الثانيه والنصف صباح.

خلعت إيلاف معطفها الطبي علقته خلف باب الغرفة، تذكرت ما حدث الليله بالمشفى وذالك المتسكع كذالك جواد وتعامله معه دون أن يتردد أو يهابه جازف بنفسه امامها، للحظه شعرت برجفه في قلبها، فسرتها على أنها رجفه عاديه، كانت شتسعر بها مع أى شخص، نفضت عن رأسها، شعرت ببعض الآلم بعنقها، رفعت يدها وضعتها تمسد عنقها ثم زفرت نفسها تشعر بإنهاك وإرهاق تود العوده لمسكنها للنوم حتى تشعر بالراحه، عدلت هنـ.ـد.مها وأخذت حقيبة يدها وخرجت نحو باب الخروج من المشفى، توقفت أمام الباب الخارجي تنظر على جانبي الطريق، تنتظر إقتراب أى سيارة أجره من المكان.

بنفس الوقت رغم شعوره بآلم معصم يده لكن تحامل عليه وقاد سيارته مغادرا المشفى بسبب شعوره ببعض الخمول بسبب تناوله إحدى مسكنات الآلم، أثناء خروجه من باب المشفى رأى إيلاف واقفه، إقترب منها بالسياره وقام بفتح زجاج باب السياره قائلا: إتفضلى يا دكتوره اوصلك في سكتي.
فى البدايه رفضت إيلاف ذالك قائله: متشكره لذوقك يا دكتور.

تنهد جواد قائلا: من فضلك بلاش إعتراض يا إيلاف الوقت إتأخر وقليل لو فات من هنا تاكسيات.
رغم أن إيلاف سمعته اليوم يقول إسمها بلا لقب دكتوره يسبقه لكن شعرت بنغمه خاصه لإسمها، لكن نفضت ذالك قائله: تمام يا دكتور، هركب معاك مش عشان توصلني، بس لآنى عندى سؤال وإنت لسه مجاوبتش عليه.

إبتسم جواد وهي تفتح باب السياره ثم جلست بالمقعد جواره، وأغلقت خلفها الباب، قاد السياره صامتا ينتظر أن تعيد سؤالها، بالفعل تحدثت إيلاف: على فكره غلط إنك تحمل زياده على إيدك الجـ.ـر.ح مش صغير، يعنى المفروض مكنتش تسوق العربيه.
نظر جواد ل معصم يده الملفوف بالضماد قائلا: واضح إن لسه تآثير البنج عليه عشان كده مش حاسس بأي آلم.
صمتت إيلاف لدقائق قبل أن تتنحنح سأله: مجاوبتش على سؤالي؟

إدعى جواد المكر بعدm التذكر قائلا بتعمد: سؤال أيه يا، إيلاف؟
نظرت له إيلاف قائله: على فكره إسمي الدكتوره إيلاف.
رد جواد بمكر: عارف بس أنا مش بحب الالقاب أوي يعنى تقدري إنت كمان تقوليلى جواد من دكتور وأبقى سعيد جدا، معتقدش الالقاب دليل عالاحترام بالأخص إن إحنا بينا فرق عمر صغير.

شعرت إيلاف بالحرج قائله: حتى لو كان فرق العمر بينا صغير، معتقدش الالقاب بتكبر صاحبها، بس ده الافضل يا دكتور وعالعموم انا ميفرقش معايا تقولى إيلاف أو دكتوره، لآن بالاول بالآخر تعاملنا محدود مجرد زملاء، وده مش سؤالى، سؤالى اللى سألته لحضرتك في مكتبك قبل البوليس ما يدخل، ليه لما إيدي إتهزت في العمليه موبختنيش قدام الموجودين وقتها؟

توقف جواد فجأه بالسياره ونظر نحو إيلاف التي إنخضت لوهله وهي تنظر له وقبل ان تتحدث، تحدث هو: عشان نفس الموقف حصل معايا قبلك، ووقتها انا إضايقت من الدكتور وحسيت من نظرة زملائى ليا إنى هكون دكتور فاشل بس للآسف مع الوقت خيبت أملهم، هقولك على حاجه غريبه، أنا عشت سنتين في لندن كنت بشتغل في مستشفى كبيره، وكان في دكتور شاطر جدا ومعروف بس فجأه مدير المستشفى رفض إنه يدخل يعمل عمليه لمريـ.ـض، أنا أستغربت ده، والفضول خلاني أسأل ليه منعته من دخول أوضة العمليات رغم أنه دكتور كبير ومشهور، قالى إنت جاوبت على سؤالك، دكتور كبير، هو صحيح كبير طبيا، بس كمان بقى كبير عمريا عمره عدى الخمسه وستين سنه، والعمليه خطيره والدكتور كبر وإيده بقت تتهز وهو ماسك المشرط، ومجرد رعشة أيده ممكن تكلفنا حياة المريـ.ـض، وقتها جات فكره إن الدكتور عندهم عامل زى.

خيل الحكومه لما بتكبر الأفضل ليها ترتاح، رغم آنى في دmاغي مش مقتنع بده بس غـ.ـصـ.ـب حاولت أتغاضى، وأكمل وده السبب اللى خلاني إنهى رحلة تكملة دراستي في إنجلترا، هما مش متفوقين عننا بالعكس الطب المصري أثرى العالم كله بأطباء أكفاء ورعشة الأيد صحيح ممكن تكون سبب كبير فى
حياة مريـ.ـض، بس في النهايه ربنا بيسبب الاسباب، زى ما بنقول.

محدش بيمـ.ـو.ت ناقص عمر، إختلفت الاسباب والمـ.ـو.ت واحد كلها أعمار ربنا كاتبه بدليل إن الدكتور نفسه ممكن يمرض وميقدرش بعلمه يشفى نفسه او حتى يتجنب المرض، يعني مش رعشة الايد هي اللى تبين إن كان الدكتور ماهر او لاء، ممكن تكون الرعشه للحظه حافز إن الدكتور يتعظ بعد كده ويتجنب الخطأ ده.
إبتسمت إيلاف بتفهم، بينما إنشرح قلب جواد من بسمتها مازحا: رغيت كتير في الموضوع أنا عارف.

إبتسمت إيلاف تومئ رأسها ب نعم قائله: فعلا قولت كلام كتير، بس ده كان جواب مقنع لسؤالي، رغم إنى عارفه جزء إن الدكتور لما عمره بيكبر في دول متقدmه طبيا بتمنع دخوله العمليات الكبيره، وبتكتفي بيه أنه يشرح نظري، بس ده تفكير غلط منهم، إحنا أهو شباب وإيدينا إتهزت في حاجات بسيطه جدا.
ضحك جواد قائلا: تحكمـ.ـا.ت فارغه.

وافقت إيلاف جواد ثم قالت له: ياريت تشغل العربيه عشان نكمل الطريق، لآنى رغم إنى سمعت قبل كده عن التهجمـ.ـا.ت االى بتحصل عالمستشفيات الحكوميه من بعض المجرمين، لكن السمع مش زى الرؤيه، وبعد اللى حصل النهارده في المستشفى حاسه بإرهاق كبير، وكويس إنى عندي بكره راحه.
أدار جواد مقود السياره قائلا: أنا بقى معنديش أيام راحه، بسبب منصب المدير ده، اهو ده عيب المناصب العليا، لازم أكون متواجد يوميا.

ردت إيلاف: مش كل اصحاب المناصب بيكون عندهم إلتزام، بس أصحاب الضمير الواعي هما اللى بيلتزموا وعالعموم ربنا يعينك إنت لسه شباب.
إبتسم جواد وأكمل الإثنين الحديث بمرح تاره وبجديه تاره أخرى، الى أن وصلا الى أمام دار المعتربات
توقف جواد بالسياره يشعر ان الوقت مر سريعا، بينما فتحت إيلاف باب السياره وترجلت منها ثم إنحنت قليلا تنظر لجواد قائله: متشكره جدا إنك وصلتني يا دكتور جواد.

أومأ لها رأسه مبتسما يقول بقصد: تصبح على خير يا إيلاف.
اومأت له مبتسمه ثم ترجلت نحو باب الدار، غير منتبه ل جواد الذي ظل واقفا الى أن فتح لها الباب ودخلت الى داخل الدار، ولا الى تلك التي راتها عبر شباك غرفتها وشعرت بالإنزعاج، وأجزمت أن هذا خطأ، أنه لابد من تنبيه لها فهذا الامر تكرر سابقا، ولن تسمح به مره أخري، حفاظا على سمعة بنات الدار الآخرين.

صباح بنور يوم جديد، عاصف
بمنزل القدوسي
إستيقظت سلوان على صوت طرق باب الغرفه، نهضت من فوق الفراش ووضعت وشاح فوق راسها وفتحت الباب، إبتسمت لها الخادmه قائله بصوت منخفض قليلا: صباح الخير يا بنت الغاليه، القمر نور دار القدوسى من تاني.
رغم شعور سلوان بغصه من ذكر والداتها لكن إبتسمت لها قائله بإستغراب: طب ليه بتوطي صوتك.

نظرت الخدامه على يمينها ويسارها بترقب ثم دفعت سلوان للخلف لتدخل الى الغرفه ثم أغلقت الباب خلفهن قائله بخفوت: عشان الست صفيته وبتها ميسمعوش ويغلوا بجلبهم منيك يا زينة الصبايا وبت الغاليه على جلبي، بالك أنا عرفتك من أول ما شوفتك وإنت واجفه إمعاهم جدام الباب أول مره چيتي الدار، رغم أن النضاره كانت واكله نص وشك، بس لما جلعتيها وظهر وش الچميل عرفتك طوالى جولت بت الغاليه رچعت، وهجولك سر كمان أنا جولت لل الحج مؤنس قبل ما تجى تاني ومكنش مصدجني.

لم تستغرب سلوان ذالك لكن تسألت: وإنت كنت ت عـ.ـر.في ماما.
ردت الخادmه بمسكنه: انا والمرحومه مسك كنا حبايب وهي اللى خلت الحج مؤنس يشغلنى إهنه في الدار حداه، هي كانت كيف إسمها نسمه رجيجه(رقيقه)
هو إكده القدر، ربنا زى ما يكون بيختار الناس الطبيه تسكن في جلوبنا حتى بعد رحيلها في عز شبابها ويبتلينا بالعفش دايما عشان يقرف فينا.

رغم غصة قلب سلوان من ذكر والداتها لكن تبسمت سأله: ومين بقى العفش اللى ربنا إبتلاك بيه؟

ردت الخادmه بصوت خافت: ما جولت لك صفيته وبتها اللى خساره فيها الإسم، كفايه حديت إكده بجي لازمن انزل أكمل تحضير الفطور، أنا كبرت ومش ناجصه اسمع كلمتين فارغين من الحربايتين، أنا كنت جايه اجولك إن الفطور قرب يجهز كيف ما جالي الحج مؤنس إنى أخبرك، يلا يا زينة الصبايا إغسلى وشك ولا اجولك حتى من غير ما تغسلى وشك إنت تخزي القمر بجمالك.
إبتسمت لها سلوان ب ود وهي تخرج من الغرفه...

جلست سلوان على الفراش وجذبت هاتفها لم تجد أى رسائل او مكالمـ.ـا.ت فائته، تنهدت بحيره قائله: أكيد بابا إمبـ.ـارح كان متعصب وكان بيهددنى بأنه قبل طلب إيهاب السخيف ده، ودلوقتي زمانه هدي شويه، بس لو كلمته هيرجع يتعصب من تاني، خلاص كلها النهارده وبكره وبعد بكره هكون قدامه وهعرف أتفاهم معاه مباشرة.

بنفس اللحظه شعرت بهزة الهاتف بين يديها برساله، فتحت الرساله وتبسمت حين قرأتها: صباح الخير يا سلوان، يا ترى صحيتي من النوم ولا لسه؟
إبتسمت سلوان بإنشراح وأرسلت له رساله: صباح النور، أيوا صحيت من النوم من شويه صغيرين.
إبتسم على ردها وارسل رساله: تمام هنتقابل النهارده محتاجك في مهمه خاصه بالنساء.
تعجبت سأله بفضول: مهمة أيه اللى خاصه بالنساء يا جلال.

رد جلال: لما نتقابل هت عـ.ـر.في، هستناك عالساعه واحده الضهر في نفس الطريق اللى كنت بوصله له وإنت رايحه
ل دار جدك، بس ياريت بلاش تتأخري عن الميعاد زى عادتك.
إبتسمت سلوان قائله: تمام متقلقش مش هتأخر عن الميعاد.
إبتسم جلال قائلا: آها، أما أشوف، بصراحه مفيش مره إتظبط معاك ميعاد.
ردت سلوان مبتسمه: لاء متخافش عندي فضول اعرف ايه هي المهمه النسائيه.

إبتسم جلال قائلا: وانا كمان عندي فضول أعرف أيه اللى حصل من بعد ما إقتنعتي تروحى لبيت جدك.
إبتسمت سلوان قائله: لما نتقابل هقولك ودلوقتي بقى هقولك كفايه رسايل لازم أقوم أروح افطر مع عيلة ماما، واتعرف عليهم كويس، عشان لما احكيلك بيبقى الصوره كامله.
إبتسم جلال وارسل: تمام، بلاش ياخدوا عنك فكرة إنك مش ملتزمه بالمواعيد كده من أولها، سلام.

أغلقت سلوان الهاتف وتنهدت بإنشراح، لكن سرعان ما نهضت قائله: أما اروح أشوف رد فعل الآخرين على وجودي ضيفه هنا.
بعد قليل دخلت سلوان الى غرفة السفره وقفت قليلا بحياء قبل أن يقول مؤنس: تعالى يا سلوان إجعدي چارب إهنه إنت مش غريبه ومحتاج نعزم عليك.
بنفس الحياء توجهت سلوان الى ذالك المقعد الذي أشار لها عليه مؤنس وجلست بهدوء صامته، حتى لم تتناول أى طعام.
نظر لها محمود بإستغراب قائلا: مش بتاكلي ليه يا سلوان، مكسوفه ولا الوكل مش عاچبك!؟
قبل ان ترد سلوان ردت صفيه بإيحاء: هتكون مكسوفه من مين إهنه لو مكسوفه مكنتش چت لإهنه، هو
أكيد الوكل مش عاچبها متعوده على فطور البندر الماسخ اللى مفيش فيه لا طعم ولا غذا.

شعرت سلوان بالبغض من رد صفيه الذي يوحي بأنها ليس لديها حياء، لكن قالت: بصراحه فعلا مش متعوده عالوكل اللى من النوعيه دي، أصل الدادا بتاعتي لما كانت بتجيب ليا الفطور عالسرير الصبح كان بيبقى فطور خفيف مع كوباية اللبن اللى كنت بشربها ل مـ.ـا.تيو الكـ.ـلـ.ـب اللولو بتاعي، أهو حضرتك فكرتيني بالكـ.ـلـ.ـب بتاعي نسيت أقول لل دادا أو ل بابا يهتموا بيه في غيابي هنا.

نظرت صفيه ل سلوان بغيظ مكبوت بينما تهكمت مسك قائله: إنت عندك دادا وكمان كـ.ـلـ.ـب لولوه.

ردت سلوان: أنا عشت حياتى في الإمارات والسعوديه وكنت بدرس في مدارس أجنبيه كمان، أنا جايه هنا مش طمعانه لا في ورث ولا بتمحك في إسم مؤنس القدوسي، أنا كنت جايه لهنا سياحه في الاساس وكمان كان عندي هدف تانى وخلاص الحمد لله وصلت له، وكنت راجعه للقاهره تاني، بس الحج مؤنس هو اللى دعاني افضل هنا يومين عشان أحضر كتب كتاب حفيده، أظن أمجد.

شعرن صفيه ومسك بزيادة البغض والنفور من سلوان لكن تحدثت مسك: ايوه كتب كتاب أمجد أخويا على حفصه بنت خالى صلاح الأشرف، عقبالك بس إحنا منعرفش إنت مرتبطه أو لاء؟
رفعت سلوان يديها أمامهم قائله بغرور: لاء، الحمد لله ليه مش مرتبطه، رغم إتقدm ليا عرسان كتير بس كنت برفضهم، عن نفسى بقول لسه النصيب مجاش، وإنت يا ترى مرتبطه ولا زيي بترفضي العرسان بدون سبب.

إغتاظت مسك منها قائله بغرور: لاء زيك برفض العرسان بدون سبب.
إبتسمت لها سلوان بسماجه، بينما كبت مؤنس بسمته فيبدوا ان سلوان عكس إبنته كانت لا تعرف الرد المناسب، لكن سلوان تبدوا بلا حياء، لكن تحدث بحزم قائلا: أنا بجول نفطر بهدوء أفضل، وإنت يا سلوان لو مش عاجبك الفطور ده، خلي الخدامه تچهز لك فطور حسب رغبتك.

ردت سلوان: بالعكس أنا كان نفسي أدوق في نوعية الفطور الصعيدي ده، شوفته في المسلسلات قبل كده، وأهو أمنيتي أتحققت وهدوقه، بس يارب معدتي تتحمله.
همست صفيه قائله: إن شاله ما يوعى يسري في جـ.ـسمك، شكلي إستهونت بيك، بس ملحوقه يا بت مسك.
بعد قليل
نهض محمود قائلا: عيندي شويه اشغال لازمن أخلصها قبل المسا.

نهض مؤنس أيضا قائلا: انا كمان هروح الأرض الجبليه أشوف شجر الموز في كم شجره لازمن تنكز عشان الخلفه الجديده تحل مكانها.
نهضت سلوان بتسرع قائله: .
ممكن حضرتك تاخدنى معاك، عشان انا مش بحب الحبسه في البيت واخده الحريه والإنطـ.ـلا.ق.
إبتسم لها مؤنس قائلا: تمام، إن كنت چاهزه يلا بينا.
ردت سلوان: ثوانى هجيب نظارة الشمس وشنطة إيدي.

تهكمت صفيه قائله: هو السروح للغيط بيبقى بالشنطه ونضارة السمس، آه نسيت إنك تربية مدارس خواجات.
تركتها سلوان بغيظها وذهبت، بينما نظر لها مؤنس بتحذير قائلا: سلوان مش ضيفة يومين يا صفيه سلوان لها هنا حق أمها، بلاش طريقتك دى في الحديت وياها، أنا عارف إنها سبق وجت لاهنه وإنت إستقبلتيها بطرجه فظه.

إرتبكت صفيه قائله: واه يا حج مؤنس وانا كنت أعرفها منين عشان أستجبلها بطريجه فظه، هي اللى معندهاش حيا ولا خشى للأكبر منيها وأها إنت شايف ردها علينا بتتكبر و...
قاطعها محمود قائلا: صفيه إعتبري سلوان زى بتك وبلاش طريجتك إنت ومسك معاها كآنها في تحقيق، يلا يا ابوي خليني أوصلك للارض في طريجي.
إبتسم مؤنس قائلا: .
ماشي يا ولدي، زين أنا رچلي مبجتش تتحمل المشي كتير كيف الاول.

رد أمجد: ربنا يديم عليك الصحه يا چدي.
بعد قليل
جلست صفيه تزفر نفسها بغضب قائله: بت سهونه ومسهوكه وشكلها هتعرف تلعب على عقل الراجـ.ـل الخرفان.
وافقت على قولها مسك، بينما نظر لهن أمجد قائلا: في موضوع مهم حصل إمبـ.ـارح وبسبب إنى رجعت للدار إمبـ.ـارح متأخر، مرضتش ازعجك بيه يا ماما، ومرضتش أتكلم فيه جدام الضيفه.
زفرت صفيه نفسها بمقت قائله: يارب يكون موضوع كويس، لآنى حاسه دخول البت دى الدار هبجيب الفقر إمعاها.

إزدرد أمجد نفسه قائلا بترقب لرد فعل صفيه الذي يعلمه مسبقا، لكن لابد ان تعلم ما فعلته حفصه معه، سرد لهم الجزء الخاص بما فعلته حفصه وخلعها لخاتم الخطوبه حتى أنه وضعه أمامهن على الطاوله.
إنصعقتا الإثنتين وتعجبن من فعلة حفصه، لكن تحدثت مسك: أكيد حفصه جرا لعقلها حاجه، أنا هقوم أتصل عليها وأقنعها ترجع عن الهبل والغباء ده.

اومأت لها صفيه بموافقه قائله: مش جولت حاسه إن النحس دخل لدارنا مع البت دي، وإنت كيف ما قدرت تتحدت وايا حفصه وتحاول تخليها تتراجع عن اللى في راسها ده.
رد امجد: حاولت أتصل عليها حتى بعت ليها رسايل، بس هي مش بترد عليها.
نفخت صفيه اوداجها قائله: ربنا يهدي، اكيد ده دلع من حفصه، حابه تعمل لنفسيها شخصيه جدامك، بس إطمن هي بتسمع لحديت مسك، بس نكتب الكتاب ووجتها حفصه مش هتقدر تتحدت.

شعر أمجد بوخز في قلبه وظل صامتا، ينتظر عودة مسك، التي دخلت للغرفه قائله: غريبه موبايل حفصه زى ما يكون مقفول وبيقولى خارج نطاق الخدmه، يمكن تكون نايمه، عالعموم انا بعد ما أرجع من المدرسه هفوت على دار خالي صلاح وهتحدت وياها، وهقنعه تشيل الغباء ده من راسها، همشى انا دلوك عشان عيندي الحصه الاولى.
بمنزل صلاح الأشرف.
أنهى إرسال الرسائل ل سلوان مبتسما، تذكر ما حدث بالأمس
[فلاش باك].

بالمطعم، نظرت سلوان لساعة الهاتف وجدت أن
ميعاد مجئ القطار الى الأقصر إقترب، تنهدت بشجن قائله: خلاص إنتهت رحلتي هنا، لازم ارجع للاوتيل عشان أخد شنطة هدومى وألحق ميعاد القطر.
رد جلال ببسمه عكس إحساس التوجس الذي بداخله: تمام خليني أوصلك للأوتيل وبعدها أوصلك لمحطة القطر.
إبتسمت له سلوان بغصه.

بعد قليل خرجت سلوان من باب الفندق وبيدها حقيبة ملابس صغيره، تبسمت ل جلال الواقف أمام السياره بمكان قريب من باب الفندق، لكن فجأه سمعت صوت ينادي عليها بنت مسك، نظرت له
بتعجب وذهول، حين رأته يقترب يقول برجاء: سلوان ممكن نتحدت خمس دجايج قبل ما تمشي من إهنه؟
تعجبت سلوان ونظرت نحو جلال الواقف تحدثت عينها له كآنه تساله ماذا تفعل.
أومأ لها جلال راسه بأن توافق على الحديث معه.

إمتثلت سلوان لإيماءة جلال لها، قائله: تمام لسه وقت قبل ما القطر يوصل للأقصر ممكن نقعد في مطعم الاوتيل.
إبتسم مؤنس لها، وتجاهل معرفته ب جاويد
ذهب الإثنين الى مطعم الفندق.
جلس الإثنين، ظل الصمت قليلا، مؤنس فقط يود النظر لوجه سلوان، لكن تنحنحت سلوان قائله: أعتقد مطلبتش نتكلم عشان تفضل تبص في وشي، وكمان إزاى عرفت إنى مسافره دلوقتى، وعرفت منين اصلا إنى نازله في الأوتيل ده، ايه بعت ورايا اللى يراقبني بعد ما طلعنا من المقابر.

إبتسم مؤنس قائلا: فعلا بعتت وراك شخص يعرف إنت نازله فين في الأقصر، وكمان سأل في الفندق وعرف إنك هتسافري دلوك، وكان لازمن الحقك قبل ما تعاودي ل مصر تاني.
تهكمت سلوان قائله: وليه كنت عاوز تلحقني قبل ما أعاود ل مصر.
رد مؤنس: عشان أطلب منيك، تفضلي إهنه كمان لكم يوم، وتحضري كتب كتاب ولد خالك محمود.

تهكمت سلوان قائله: إنت عاوزني أفضل هنا في الاقصر، بس عشان أحضر كتب كتاب حفيدك، متآسفه أنا خلاص عملت مغادره للاوتيل، وقبلها كنت حجزت تذكره في القطر ويادوب الحق أوصل لمحطة القطر عن إذنك، طلبك مرفوض، يا حاج مؤنس.
نهضت سلوان وتركت مؤنس تحاول كبت دmعة عينيها، كذالك مؤنس نهض خلفها مباشرة يشعر بوخزات قويه في قلبه، تلك الفتاه تبدوا عنيده للغايه، او مدلله وتود المحاوله مره أخري.

بالفعل فعل ذالك قبل أن تصل سلوان الى مكان سيارة جلال، تفاجئت وشعرت برجفه في قلبها حين أمسك مؤنس معصم يدها من خلفها قائلا: سلوان هما يومين مش أكتر وتذكرت القطر ممكن نستبدلها بتذكره ليوم تانى، وكمان مش هتحتاجي للفندق، هتجي معايا ل دار القدوسي، دار جدك.
إستدارات سلوان ونظرت ل مؤنس رأت تلك الدmـ.ـو.ع التي تتلألأ بعينيه، لكن نحت النظر عن عينيه قائله بتسرع: لازم الحق ميعاد القطر، عن إذنك.

سحبت سلوان يدها من يد مؤنس الذي شعر كآن الروح تنسحب من جسده معها، لكن رفع نظره ونظر نحو جاويد الذي فهم من نظره أن سلوان رفضت عرضه، فاومأ له برأسه متفهما، ثم نظر ل سلوان التي تقترب من مكان وقوفه ثم رسم بسمه لها، رغم أنه لاحظ ملامح وجهها العابسه، فتح لها باب السياره ثم إتجه للناحيه الأخري نحو المقود، وبدأ بقيادة السياره، للحظات عم الصمت الى أن قال جلال: الحج اللى كان طلب يتكلم معاك ماشي ورانا بعربيته.

إستعجبت سلوان ونظرت خلفها، ثم عادت تنظر امامها، بينما تسأل جلال بإدعاء الفضول: آسف لو بدخل في آمر يخصك، بس هو
كان عاوزك في أيه؟
تنهدت سلوان قائله: مش تدخل ولا حاجه، عادي هو كان بيعرض عليا أفضل هنا كمان يومين وأحضر كتب كتاب حفيده تقريبا، بس...
توقفت سلوان عن تكملة حديثها وعاودت النظر خلفها رأت السياره مازالت تتعقبهم شعرت بحنين للبقاء هنا أكثر لاتعرف لذالك الشعور سبب.

بينما تسأل جلال: بس أيه، إنت رفضتي طلبه.
هزت سلوان رأسها ب نعم.
إبتسم جلال لها قائلا: طلب ليه رفضتي طلبه، وطالما مش عاوزه تبقي هنا ليه وشك زعلان كده.
ردت سلوان: معرفش، بصراحه أنا كان نفسى افضل هنا في الاقصر كمان كم يوم، بس الظروف حكمت إنى لازم ارجع للقاهره غـ.ـصـ.ـب لأن بابا...
توقفت سلوان عن الحديث فجأه ثم نظرت بسؤال ل جلال: هو أكيد بابا ممكن يضايق مني، بس أكيد هينسى بسرعه.

إبتسم جلال الذي لاحظ تردد سلوان، وتلاعب بالحديث يدفعها لآخذ قرار نهائي بالبقاء قائلا: أكيد ممكن يضايق، بس معتقدش بابك هيفضل مضايق منك كتير، بس أنا
مش فاهم قصدك أيه، إنت قررتي إنك تقبلى دعوة الحج وتفضلى هنا في الاقصر كمان يومين؟
تنهدت سلوان بحيره وتردد قائله: مش عارفه.
دفعها جلال للموافقه دون ضغط عليها قائلا: مش هتخسري حاجه لو فضلتي هنا يومين وفي النهايه هو جدك، بس طبعا القرار النهائي ليك.

تنهدت سلوان تشعر بتردد بداخلها تود البقاء لكن ليس من أجل حضور عقد قران حفيد مؤنس بل من أجل جلال، شعور غريب يدفعها نحوه تريد البقاء معه أكثر، ترددت قائله: بس إفرض إنى وافقت على عرض الحج مؤنس ولما روحت عنده البيت معاملة مرات إبنه ومقابلتها ليا بصراحه كده مكنتش لطيفه وحسيت إتجاها بنفور متبادل ومش بس هي كمان بنتها زيها، وإبن الحج مؤنس صحيح محستش أى شعور ناحيته، بس برضوا ممكن ينضم ناحية مـ.ـر.اته وبنته.

رد جلال بإقناع: بسيطه خالص، نقدر نبدل تذكرة القطر وتجربي لو معاملتهم ليك معجبتكيش تقدري تسافري بسهوله.
تنهدت سلوان قائله: مش عارفه أنا حيرانه كمان بابا...
قاطعها جلال قائلا بحسم: الوقت مبقاش في تردد دلوقت لازم تحسمي أمرك يا تسافري، يا تقبلي عرض جدك وتفضلى هنا يومين كمان، لآن خلاص وصلنا محطة القطر كمان أنا سامع صوت القطر من بعيد.

بتسرع من سلوان قالت: هفضل هنا اليومين دول، بس ممكن أبدل تذكرة القطر، أو أحجز غيرها عشان أنا عرفت قبل كدن إن التذاكر بتبقى محدوده وممكن منلقاش تذكره بعد يومين.
إنشرح قلب جلال قائلا: تمام أنا هنزل للمحطه أشوف لو عرفت أستبدل التذكره او أحجزلك غيرها،
إبتسمت سلوان له قائله: تمام وأنا هنزل أتكلم مع الحج مؤنس ومش هروح معاه غير لما ترجع بالتذكره.

إبتسم جلال وتركها لكن راقبها وهي تسير نحو سيارة مؤنس وإبتسم حين ترجل مؤنس من السياره وقابلها بالطريق قائلا: جولي إنك وافجتي تحضري كتب كتاب واد خالك.
زفرت سلوان نفسها قائله: هحضر بس ليا شرط قبل ما أروح معاك لبيتك.
إبتسم مؤنس قائلا بإنشراح: أي شرط هتجولي عليه هنفذه.
ردت سلوان: إنى لما أجي عندك الدار أفضل في أوضة ماما.
غص قلب مؤنس قائلا: تمام.
شعرت سلوان براحه ثم قالت: .

وكمان لو حسيت إن معاملة الست صفيه ليا مش مقبوله زى قبل كده مش هسكت ليها ولو وصل الأمر همشي فورا.
إبتسم مؤنس قائلا: لاء متخافيش من معاملة صفيه، هي يمكن مكنتش تعرف إنت مين، لكن دلوك عرفت إنت مين فهتغير معاملتها إمعاك.
ردت سلوان: تمام، هنتظر بس جلال يرجع بالتذكره وبعدها هروح معاك لبيتك.

إبتسم مؤنس ووضع يده فوق كتف سلوان يمسد عليه بحنان، الى أن عاد جلال وتوجهت سلوان نحوه إبتسم لها قائلا: إتفضلي بدلت لك التذكره بتذكره تانيه بعد يومين.
أخذت التذكره من يد جلال مبتسمه قائله: متشكره جدا.
إبتسم جلال قائلا: تمام هنتظر إتصالك عليا.
اومـ.ـا.ت له سلوان بإبتسامه ثم توجهت نحو سيارة مؤنس وصعدت لجواره.
إبتسم جلال وهو يشعر بإنشراح حين غادر مؤنس ومعه سلوان الى منزله.

بعد قليل وصل مؤنس الى منزله ترجل من السياره قائلا: يلا إنزلي يا سلوان، نص ساعه والشغاله تنضف لك الأوضه.
أومـ.ـا.ت سلوان له ودخلت خلفه الى المنزل، وإنتظرت قليلا تجلس مع مؤنس الذي يحاول جذبها للحديث معه، لكن لم يسأل أى شئ عن جلال، كانت سلوان ترد عليه بحرص الى أن آتت الخادmه قائله: الأوضه چهزت يا حچ مؤنس.

نهض مؤنس واقفا وجذب سلوان من يدها خلفه الى أن دخل الى الغرفه شعر بشرخ كبير في قلبه مازال يآن منه لكن سرعان ما نظر نحو سلوان شعر براحه قيلا.
بينما سلوان شعرت كآن للغرفه يدين تضمها تشعرها برائحة والداتها التي فقدتها، هدوء غريب في قلبها لم تشعر به سابقا بأي مكان ذهبت إليه، تبسمت وهي تتذكر جلمة والداتها يوم لها.

فى مكان بيفضل في القلب مهما تمر سنين وسنين بعاد قلبك يفضل يشتاق إليه، المكان ده هو أوضتي اللى في دار أبويا الحج مؤنس، الاوضه دى شهدت كل ذكرياتى حتى قصتي مع باباك كنت بقعد على كنبه جنب شباك الاوضه وأبص عالسما واشوف النجوم والقمر وأدعي ربنا يكون هاشم من نصيبي، وربنا إستجاب لى صحيح التمن كان غالي، بس إنت عندى أغلي من أي شئ في الوجود يا سلوان، بتمني في يوم لو مرجعتيش لبيت أبويا أبقى روحى مكاني يا سلوان هتحسي بمشاعري اللى بحكيلك عنها.

شعرت سلوان بيد مؤنس فوق كتفها، حبست تلك الدmعه بعينيها ورسمت بسمه باهته له.
رد مؤنس ببسمه قائلا: الوجت لساه بدري، يادوب الفجر آذن من شويه، هروح أتوضى وأصلى الفچر، وإنت...
قاطعته سلوان قائله: أنا هتوضى وأصلى الفجر وبعدها محتاجه أنام شويه.
إبتسم لها مؤنس وأقترب من رأسها وقبله قائلا: . على راحتك، هسيبك دلوك تستريحي ولينا حديث مع بعض وجت تاني.

غادر مؤنس وترك سلوان بالغرفه توجهت نحو ذالك الشباك الخاص بالغرفه، نظرت نحو السماء، نور الشمس بدا يسطع ويبدد الظلام وكذالك تلك النجوم بدأت تتواى تترك مكان لنور الشمس، لكن هنالك ما لفت نظرها حين نظرت نحو بوابة المنزل الخارجيه ورأت سيارة جلال شعرت براحه كبيره ولم تغلق الشباك لكن ذهبت نحو الفراش وتمدد عليه وتحتضن تلك الوساده سرعان ما غفت عينيها.
[عوده]
عاد جاويد منتهدا، على صوت طرق باب غرفته.
نهض من فوق الفراش مبتسما ثم وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش ونظر نحو باب الغرفه وإبتسم ل يسريه التي قالتله: صباح الخير يا جاويد، فكرتك لسه نايم.
إبتسم لها جاويد قائلا: لاء يا ماما أنا صحيت وكنت هستحمى وبعدها أنزل أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم.
إبتسمت يسريه قائله: خير يا جاويد.
إبتسم جاويد قائلا: خير يا ماما متأكد إن الموضوع اللى هتكلم فيه مع حضرتك هيبسطك جوي.

توجس قلب يسريه، تشعر برهبه لكن رؤية تلك السعاده على ملامح جاويد جعلتها تنسي تلك الخرافات، وهي تسمع ل جاويد
بصراحه يا ماما أنا أتفقت مع عمال تشطيبات عشان يجوا يعدلوا تشطيب الجناح القبلي اللى في الدور التاني، وكمان أنا خلاص هتجوز، كتب الكتاب بكره بعد صلاو العشا، وإشهار عقد الجواز والد.خـ.ـله بعد بكره.
تعجبت يسريه كثيرا لكن إزدرت حلقها الجاف تشعر برهبه متسأله بترقب: مين العروسه؟!
شعرت يسريه بدوار فجأه وكاد يختل توازنها حين أجاب عليها جاويد: العروسه تبقى سلوان حفيدة الحج مؤنس بنت بنته.
إستغرب جاويد وإقترب سريعا يسند يسريه بلهفه قائلا: ماما مالك، جواد أكيد لسه هنا في الدار إجعدي وأنا هطلع أنادي له يقيس ليك السكر.

وضعت يسريه يدها فوق كف جاويد قائله بتطمين: لاه، سيب جواد نايم ده بيرجع وش الفچر، أنا زينه بس يمكن دى دوخة چوع أصلي متعشتش عشيه إمبـ.ـارح وخلاص كبرت مبجتش أستحمل الچوع من يوم ما جالى السكر.
تنهد جاويد بلوم قائلا: ليه يا ماما متعشتيش.
ردت يسريه: مكنش ليا نفس بعد اللى حفصه جالتلي عليه.
إستغرب جاويد متسألا بإستفسار: وأيه اللى حفصه جالتلك عليه خلاك تنامي من غير عشا!
ردت يسريه: فسخت خطوبتها من إبن عمتك.

تبسم جاويد غير مستعجب قائلا: ده كان شئ متوقع من حفصه.
نظرت يسريه ل جاويد بعدm فهم.
إبتسم جاويد قائلا: .

حفصه نسخه تانيه من حضرتك ياماما، تبان أنها بتنطاع للى قدامها، بس مستحيل تكمل في شئ هي مش مقتنعه بيه، ميه في الميه، كنت متوقع حفصه تعمل كده في أى وقت بس بصراحه لما جولتلى أنكم حددتوا ميعاد كتب الكتاب جولت يمكن أقتنعت بأنها هتقدر تسيطر على أمجد فيما بعد، بس واضح إن حصل حاجه وخاب ظنها فقالت الإنفصال دلوك أفضل من بعد كتب الكتاب على الاقل متنحسبش عليها چوازه من مفيش.

نظرت يسريه له بفهم قائله: هو دلوك فعلا أفضل من بعد كتب الكتاب، بس الحرج جدام الناس في البلد هيجولوا أيه، فسخت خطوبها قبل كتب الكتاب بيومين.
تنهد جاويد قائلا: وفيها أيه، حتى لو قبل كتب الكتاب بدقيقه ده مش هيضرها أكتر ما تكمل في جوازه فاشله، وبعدين متخافيش اوي إكده الناس هتتلخم في أمر تاني وهتنسي.
تسألت يسريه كآنها نسيت ما أخبرها به قبل قليل: وأيه اللى البلد هتتلخم فيه؟

إبتسم جاويد قائلا: كتب كتابي والفرح، إنت لحقتي تنسي يا ماما.
شعرت يسريه برجفه في قلبها كذالك تشعر ببعض اللغبطه في عقلها لكن تنهدت قائله: يمكن عقلى إتبرجل، بس اللى أعرفه إن بنت مسك مجتش البلد غير مره واحده يوم دفنة أمها حتى يمكن وجتها محدش شافها إهنه، هتتجوز بنت عمرك ما شوفتها!
رد جاويد مبتسما يشعر بشوق لرؤية سلوان: لاء يا ماما، سلوان هنا في الاقصر من كام يوم.

إزدادت الرجفه بقلب يسريه، وتذكرت لقاؤها مع غوايش، حديثها لم يكن تخاريف، شعرت بقلق وتوجس، لكن إبتسمت بأمل أن تخيب بقية تخاريفها، بسبب رؤية تلك السعاده الظاهره على وجه جاويد، لن تعكر صفوه، ليحدث بالمستقبل ما يحدث، أحيانا قد يكون الأفضل عدm معاندة القدر.
-
بالحقل الخاص ب مؤنس والمجاور لل النيل.

سارت سلوان خلف خطوات مؤنس، للحظه كادت أن تتعرقل أثناء سيرها لكن وضعت يدها على كتف مؤنس الذي إستدار لها باسما يقول: مش تاخدي بالك فين بتخطي برچلك يا خد الچميل، وهتشوفى كيف والنضاره واكله نص وشك، إجلعي النضاره، السمس مش جاسيه(قاسيه) لسانا في أول النهار.

أمائت سلوان له وخلعت النظاره، وسارت خلفه بحذر الى أن وصل الى جسر عالي صغير يفصل مياه النيل عن الارض، أعجبت بالمنظر البديع وآشعة تلك الشمس التي تساقطت فوق المياه تعطيها لون عشبي كذالك تلك شجرات الموز المصطفه على الجسر ومنها المائل على النيل كآنه يتهامس مع المياه، وأيضا بعض أنواع شجيرات أجرى، توقفت خلف جدها وهو يتحدث مع أحد العاملين ويتشاور معه ب جز بعض أشجار الموز، سمع له العامل وذهب يفعل ما أمره به، نظرت سلوان ل مؤنس بعد ذهاب العامل بإستفسار قائله: هو إنت ليه أمرته يقطع أشجار الموز مع إنها خضره.

إبتسم مؤنس وتذكر نفس السؤال سألته يوم إبنته مسك كأنهن لسن فقط شببهات بالملامح، أيضا بالعقليه والتفكير، رد عليها بتفسير: شجرة الموز لازمن تنجطع من چدرها كل سنه عشان الخلفه اللى حواليها ترعرع وتثمر هي كمان.
تعجبت سلوان قائله: كل سنه لازم تتقطع، طب ليه مع إنها لسه خضره؟

رد مؤنس: شجرة الموز مش بتطرح في السنه غير مره واحده وبعدها الشجره مش بتطرح مره تانيه، بس من عجايب ربنا إن الشجره الواحده بتخلف جنبها يچي أربع أو خمس ولدات، أو شجيرات صغيره بتحل مكانها وعشان تكبر بنجطع الشجره الكبيره.
تفهمت سلوان قائله: آه فهمت عشان كده بقى بيطـ.ـلقوا شجرة الموز قاطعة أبيها.

أومأ مؤنس رأسه بموافقه، لكن تعجبت سلوان حين رفع مؤنس يده، ظنت في البدايه أنه سيضعها على كتفها لكن، كآنه أشار بيده ب سلام ثم سرعان ما خفض يده جواره في لحظات مبتسما
إستدارت سلوان برأسها ونظرت الى الطريق القريب من الارض، رأت سياره بماركه عاليه تذكرت أنها رأت تلك السياره سابقا بنفس الطريق وقت أن آتت لهنا اول مره، لكن تسألت بفضول: مين اللى بتشاور له ده؟
رد مؤنس ببسمه: ده جاويد الأشرف.

نظرت سلوان بفضول نحو السياره لكن كان قد مرت السياره ولم ترى السائق، لكن إستدارت تنظر ل مؤنس قائله بسؤال: ومين بقى جاويد الأشرف.
قبل أن يجيب عليها مؤنس آتى العامل نحوهم قائلا: حج مؤنس هنعمل أيه بشجر الموز اللى چزناه، نرميه في النيل؟
رد مؤنس: لاه چمعه وحطه على سطح العشه اللى على راس الأرض، كمان شجره التوت اللى چار العشه إهنه فيها كم فرع ناشف عاوزك تجطعهم عشان الطرح الچديد.

رد العامل بإحترام وموده: حاضر يا حج مؤنس، بس ليا عيندك طلب، أنا بت هتتچور كمان سبوعين وكنت طمعان إكده في إنك تصنع لها قلل الفرح اللى هناخدها لدار العريس يوم الشوار.
إبتسم مؤنس له قائلا: إبجي فوت عليا بعد يومين وفكريني، وفالك زين، أنا كنت چايب طمي من أسوان من كام يوم يظهر مكتوب عليه يتصنع للأفراح.

إبتسم العامل قائلا: ربنا يديم الأفراح يا حج مؤنس وعجبال ما تفرح بالعروسه اللى چارك دى هي والأستاذه بنت عم محمود.
شعر مؤنس بغصه قويه فيبدوا أن السعاده دائما منقوصه، تذكر مسك حفيدته ماذا سيكون رد فعلها حين تعلم أن جاويد سيتزوج من أخرى.
تذكر قبل يومين لقاؤه مع جاويد بالمنزل
[فلاش باك].

بعد ان سمع جاويد ومؤنس نعت صفيه له بأنه كبر وربما أصبح يتناسى، تغاضى جاويد عن ذالك وإبتسم لترحيب صفيه الحار له، تنهد مؤنس الذي يشعر بالضيق من صفيه قائلا: أنا بجول بلاها وجفتنا إكده، تعالى إمعاي للمندره يا جاويد، وإنتم ياريت واحده فيكم تجول ل نبيه
تچيب لينا كوبايتن شاي ومش عاوز واحده منيكم تقرب من باب المندره.
شعرن صفيه ومسك بالخزي، في البدايه تحركت صفيه بضيق وظلت مسك واقفه تنظر ل جاويد.

بهيام، أفقتها صفيه منه وجذبتها من يدها بضيق...
سارت خلفها مسك بضجر
بينما أشار مؤنس بيده ل جاويد قائلا: خلينا نتحدت بالمندره.
بعد لحظات بغرفة المندره، تحدث مؤنس: بشكرك يا جاويد بفضلك النهارده إتجابلت مع حفيدتى الغايبه، بس ليا سؤال منين عرفت إنها چايه؟

إبتسم جاويد قائلا: سلوان هنا في الاقصر من كام يوم، وإتجابلت إمعاها صدفه وسألتينى عن البلد هنا، وانا اللى وصلتها لاول البلد وهي كملت لوحدها وسالت لحد ما وصلت لدارك.
لاحظ مؤنس تلك اللمعه الخاصه التي بعيني جاويد وتسأل: طب ليه موصلتهاش إنت بنفسك لحد الدار إهنه.
رد جاويد: بصراحه هي متعرفش أنى جاويد الأشرف، وده اللى چاي عشان أتحدت فيه وياك دلوك، سلوان هترجع مصر فجر بكره.
شعر مؤنس بغصه قائلا: هتعاود بسرعه إكده، أنا لما نبيه جالت لى إن في صبيه شبه مسك الله يرحمها جت وسالت عليا مصدجتهاش، لكن لما إنت إتصلت وأكدت عليا أفضل إهنه في الدار عشان في ضيفه عاوزه تجابلك، من المفاجأه نسيت أسألها هي نازله إهنه فين، كان لازمن أجول لها تچي تجعد إهنه ب داري.
رد جاويد: ملحوقه، ممكن ده يحصل لو وافجت على طلب منيك.
تسأل مؤنس بلهفه سريعا: وأيه هو الطلب ده؟

تبسم جاويد قائلا: أنا بطلب أيد سلوان من حضرتك.
تعجب مؤنس بإستفسار قائلا: جصدك تتجوز سلوان، طب ومسك.

سأم وجه جاويد قائلا: مسك بالنسبه ليا زى حفصه أختى مش أكتر من بنت عمتي، أنا مش مسؤول عن اوهام وكلام فاضي إتقال قبل إكده، أنا بطلب أيد سلوان، وعارف هتجولي إن ممكن أبوها في مصر ميرضاش، بس هجولك أنا باخد موافجتك الاول وبعدها ليا طريجه هتحدت فيها ويا أبوها ومتأكد أنه هيوافج، بهدين في الاول والآخر كل شئ نصيب ومسك يمكن نصيبها يكون مع شخص أفضل ميني، ها مجولتليش ردك أيه.

تنهد مؤنس قائلا: فعلا حديتك صح، كل شئ نصيب، وإن كان عليا أنا موافج على چوازك من سلوان، بس ده هيتم كيف وإنت بتجول سلوان هتعاود مصر بكره الفچر.
رد جاويد بثقه: لاه سلوان مش هتعاود مصر، بس إنت اللى هتساعدنى على إكده، سلوان نازله إهنه في فندق في الأقصر وأنا خابره، وهجولك على خطه لو نفذتها متوكد سلوان هتفضل إهنه في الاقصر.
إبتسم مؤنس قائلا: جولى عالخطه وانا هنفذها.

إبتسم جاويد قائلا: بس قبل ما أجولك الخطه، سلوان متعرفش آنى جاويد الأشرف، هي فاكراني شخص تانى، وده لظرول خاصه مالوش لازمه تعرفها، بس عاوزك تنسى إنك تعرفني جدامها، وأنا متوكد إن سلوان هتوافج تچي إمعاك للدار إهنه.
تبسم مؤنس وتسمع لخطة جاويد، الى أن إنتهى، تنهد مؤنس قائلا: تمام يا ولدي، بتمني سلوان متعندش.

إبتسم جاويد بثقه ونهض واقفا يقول: لاه إطمن سلوان جواها حيره ومحتاجه اللى يوافقها على غرضها، هنتظرك قبل الفجر جدام اللوكانده، بلاش تتآخر.
نهض مؤنس هو الآخر قائلا: لاه متخافيش هنكون جدام اللوكانده قبل الميعاد يا ولدي.
[عوده]
عاد مؤنس ينظر ل وجه سلوان مبتسما على إحمرار وجنتيها بسبب آشعة الشمس، قائلا: خلينا نشوف مكان ضل نجعد فيه بعيد عن السمس.
إبتسمت له سلوان بموافقه.
ب دار المغتربات.

بحوالى الساعه الحاديه عشر صباح
إستيقظت إيلاف على صوت طرق على باب الغرفه الخاصه بها، تمطئت بذراعيها وجذبت هاتفها ونظرت الى الساعه، تعجبت قائله: الساعه بقت حداشر الصبح انا صليت الفجر ونمت بعدها مادريتش بالوقت، أكيد اللى بيخبط عالاوضه حد من الشغالين في الدار هنا.
نحت إيلاف غطاء الفراش تشعر بتكاسل ونهضت ترتدي مئزر فوق منامتها ووضعت فوق راسها وشاح، ثم فتحت باب الغرفه مبتسمه.

تبسمت لها الأخري قائله: صباح الخير يا دكتوره، ممكن نتكلم مع بعض خمس دقايق.
إستغربت سلوان لكن قالت لها: أكيد طبعا، إتفضلي.
دخلت الى الغرفه ثم أغلقت الباب خلفها وجلست على أحد المقاعد قائله: واقفه ليه يا دكتوره، الموضوع اللى جايه فيه مهم وإنت يظهر لسه قايمه من النوم دلوقتي، طبعا كنت سهرانه نبطشيه في المستشفى.

جلست إيلاف بمقعد جوارها قائله: فعلا، انا كنت نبطشيه ليلة إمبـ.ـارح وكنت أعطيت للمشرفه خبر إنى هرجع عالساعه إتناشر ونص بالليل، بس حصلت ظروف إتأخرت في المستشفى.
تسألت المديره قائله بفضول: ويا ترى اقدر أعرف ايه الظروف دى اللى كانت السبب في تأخيرك في الرجوع على ميعادك.
سردت إيلاف لها ما حدث والهجوم على المشفى.

زفرت المديره نفسها بغضب قائله: هو ده اللى أنا بخاف منه عشان كده بحذر على البنات الغرابه مـ.ـيـ.ـتأخروش بره لوقت متأخر غير لو حكمت الظروف، وطبعا إنت دكتوره ووارد سهرك نبطشيات في المستشفى، والحمد لله ربنا ستر، عالهموم أنا مطلبتش منك نتكلم خمس دقايق عشان كده في موضوع تانى.
إستفسرت إيلاف قائله: وأيه هو الموضوع التانى؟
ردت المديره بسؤال: مين اللى وصلك إمبـ.ـارح لهنا بعربيته؟

ردت إيلاف ببساطه: ده دكتور زميلى في المستشفى.
تسالت المديره: زميلك بس؟
ردت إيلاف بتعجب: أيوا زميلي وبس، وكمان مدير المستشفى.
تنهدت المديره قائله: آه، كمان مديرك، وليه وصلك لهنا.
ردت إيلاف: الوقت كان اتأخر والطريق كان تقريبا فاضى من أي تاكسيات قدام المستشفى وهو عرض عليا ووافقت بعد إلحاح منه، بس حضرتك ليه بتسألى، أنا حاسه إنك زى ما تكوني بتحققي معايا.

ردت المديره: فعلا تقدري تعتبري ده تحقيق، لما الأمر يتكرر أكتر من مره يبقى لازم يكون في تنبيه، أنا هنا في الدار عندي بنات مغتربات من اماكن بعيده، جايين لاسباب مختلفه، زيك كده، والبنات دول انا مسؤله عنهم وكمان عن سمعة الدار، مقبلش إن حد يمسها بسوء حتى لو بدون قصد منه.
إستغربت إيلاف قائله: مش فاهمه قصد حضرتك أيه؟
ردت المديره بحسم: ممنوع حد يوصلك بعربيه خاصه لهنا قدام الدار.

تعجبت إيلاف سأله: برضوا مش فاهمه قصدك أيه بعربيه خاصه؟

ردت المديره: قصدي إن ممكن بنات في الدار يشوفوا رجوعك متاخر في عربيه فخمه زى اللى رجعتي فيها قبل الفجر ويفسروا الامر على هواهم، وكمان ممكن يقلدوا كده ويتأخروا عن قصد منهم، أنا بقالى سنين مسؤله عن الدار دي ومحدش يقدر يمس سمعتها، عشان كده انا بحذرك ممنوع ترجعى للدار متأخر في العربيه دي، حتى لو كان زميلك او حتى مديرك بالمستشفى، في أكتر من سواق تاكسي أنا واثقه منهم ومعايا ارقام موبيلاتهم، وهديكي الارقام دي تقدري تتصلى على أي سواق منهم وهو هيجي لمكانك في أي وقت ومتخافيش الأجره بتاعتهم مش بيبقي غاليه.

شعرت إيلاف للحظه بالضيق من تحكم المديره الذي بنظرها زائد وكادت تعترض، لكن فكرت قليلا ثم تقبلت حديثها قائله: تمام حضرتك، ممكن تديني ارقام موبيلات اصحاب التاكسي دي، واوعدك بعد كده مش هرجع في عربيه خاصه.
نهضت المديره واقفه ببسمه تسير نحو باب الغرفه قائله: تمام، أنا هنزل دلوقتي لمكتبي وهبعتلك قايمه بالارقام.

نهضت إيلاف هي الاخري خلف المديره الى أن خرجت من الغرفه واغلقت خلفها الباب وقفت خلف الباب تفكر في عقلية تلك المديره المستبده قليلا وأنها لما لم تعترض وتخبرها أن ثقتها بمن حوالها تكاد تكون معدومه، فماذا يفرق إن عادت بسياره خاصه وسائقها شخص مخترم، وسيارة أخره لا تعلم هوية سائقها، لكن هي لا تود الجدال كثيرا معها بعقليه متزمته.

فى اثناء تفكيرها، آتى لخيالها منظر جواد بالأمس ويده تنزف دm، كذالك ملامح وجهه المرهقه بعد خروجهم من المشفى، ذهبت نحو هاتفها، لكن فجأه تذكرت أن رقم جواد ليس معها، فكرت قليلا ثم قالت: سهل أتصل على المستشفى وأسأل عليه، بس يمكن يكون لسه موصلش للمستشفى أو تعبان من آثر الحرج، وقرر ياخد أجازه...

تحيرت إيلاف قليلا ثم حسمت الأمر قائله: أنا هحتار ليه أنا أطلب رقم المستشفى، كان موجود هيرد عليا مش موجود يبقى مش مشكله.
بالفعل قامت بالإتصال على المشفى وضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد، كاد ينتهي مدة الرنين لكن سمعت رد تسرعت قائله: صباح الخير يا دكتور جواد، أنا الدكتوره إيلاف.

تبسم من رد عليهة قائلا بمكر: صباح النور يا دكتوره، أنا مش الدكتور جواد أنا ناصف، قصدي الدكتور ناصف، الدكتور جواد لسه لغاية دلوقتي محضرش للمستشفى.
إرتبكت إيلاف قائله: آه تمام، أنا بس كنت بتصل، عشان، عشان، عشان انا عندي راحه النهارده مش جايه للمستشفى، كنت هقوله يتابع حالة الست المريـ.ـضه اللى جت إمبـ.ـارح للمستشفى، هي محتاجه رعاية في المستشفى عالاقل كمان للنهارده.
إبتسم ناصف بمكر قائله: تمام يا دكتوره أما دكتور جواد يوصل هقوله، في حاجه تانيه تحبي أقوله عليها لما يوصل.
شعرت إيلاف بحرج قائله: لاء، شكرا، سلام.
أغلقت إيلاف الهاتف تشعر بحرج ولامت نفسها قائله: يارب ما يفهم سؤالي على جواد غلط، هو شخص بحس منه إنه آفاق وعكس الشخصيه المرحه اللى بيتعامل بيها.

بينما وضع ناصف سماعة الهاتف بمكانها وتبسم بظفر وغيظ قائلا: هو أيه ده واضح كده المشاعر متبادله بين الاحبه ولا أيه، عالعموم، كويس، لاء كويس جدا، كده هيسهل الأمر عليا.
بحوالى الواحده ظهرا
بالحقل نظرت إيلاف الى ساعة الهاتف، ثم نهضت من جوار مؤنس قائله: أنا في مشوار مهم في الاقصر ولازم اروحه دلوقتي.
إبتسم مؤنس قائلا بإستفسار: مشوار ايه ده، وإزاي هتروحى للاقصر لوحدك.
تهكمت سلوان قائله: .

هروح زى ما جيت لهنا لوحدي مش معضله.
رد مؤنس: طب والمشوار ده مـ.ـيـ.ـتاجلش لحد ما اتصل على خالك محمود يجي يوصلك للمكان اللى هتروحي له.
ردت سلوان بتهكم، وعدm إستساغه لكلمة خالك
قائله: لاء مـ.ـيـ.ـتأجلش.
إبتسم مؤنس قائلا: تمام روحي بس متتأخريش في الرجوع للدار.
ردت سلوان: تمام مش هتأخر، سلاموا عليكم.

بحذر سارت سلوان الى ان خرجت من الحقل واصبحت على الطريق المجاور للأرض، إبتسمت حين رأت سيارة جلال من بعيد تقف على رأس الطريق، إبتسمت بإنشراح وهي تسير نحو مكان وقوفه الى أن إقتربت منه ترجل جلال من السياره ونظر لساعة يده قائلا: زى ما توقعت الساعه واحده وعشر دقايق.
إبتسمت سلوان له وهو يفتح لها باب السياره قائله: عشر دقايق مش كتير.

إبتسم جلال وهو يتوجه للناحيه الاخري ثم صعد للسياره قائلا: العشر دقايق دول يتغير فيهم حاجات كتير أوي، عالعموم خلاص انا أتعودت على إنك دايما تتأخري على ميعادك، بس أعرف سبب إحمرار وشك أوى كده ليه.
إبتسمت سلوان وهي تضع يديها على وجنتيها قائله: كنت في الغيط مع الحج مؤنس والشمس قويه، بس مش ده المهم، أنت إتصلت عليا وقولت محتاجني في آمر نسائي اقدر أعرف أيه هو الإمر ده؟

إبتسم جلال وهو يقود السياره قائلا بمزح: مش بس بتتأخري على مواعيدك كمان متسرعه، عالعموم هقولك، أنا أختى هتتجوز كمان كم يوم وكنت عاوز أعمل ليها مفاجأه، وأشتري ليها شوية هدوم للبيت وكمان خروج، غير أى حاجه دهب.
إبتسمت سلوان قائله: طب ليه مأخدتهاش وروحت تشتري ليها اللى على مزاجها.
رد جلال: بقولك عاوز اعملها لها مفاجأه.

إبتسمت سلوان قائله: طيب، هنقول الدهب عادى ممكن تختار أى قطعه ذوقها حلو، بس إزاي هتعرف مقاسها في اللبس.
رد جاويد: بالنظر، أختي تقريبا نفس طولك في جـ.ـسمك كده، وإنت دوقك جميل في اللبس ومتأكد هيعجبها.
ضحكت سلوان قائله: بس إختيار الهدوم مبيبقاش بشكل الجـ.ـسم بس وكمان الذوق ممكن ذوقها يكون مختلف عن ذوقي.

رد جلال: لاء تقريبا كمان نفس الذوق، ووالله إن معجبهاش سهل تبقى ترجع للمحل اللى هنشتري منه وتبدل هي بقى على ذوقها، بس دلوقتي عاوز أعملها مفاجأه تحبي نبدأ بأيه الاول
الهدوم ولا الصايغ.
فكرت سلوان ثم إبتسمت قائله: الدهب انا معرفش فيه أوي، بابا هو دايما اللى كان بيشترلي دهب، كنوع من الهدايا وكمان للزمن هو قالى كده، إنما الهدوم أنا اللى كنت بشتري على ذوقى، بس فيا عيب.

إبتسم جلال قائلا: وأيه هو العيب ده بقى؟
ردت سلوان: مش بعرف أفاصل مع الشغالين في المحلات، اللى بتقولى عليه بدفعه.
إبتسم جلال قائلا: ده عيب خطير جدا، بس تمام، ممكن نتغاضى عنه في الآخر دى هدايا ومش هدقق في تمنها.
إبتسمت سلوان قائله بإستفسار: جلال أنا عاوزه أسألك سؤال، إنت بتشتغل أيه بالظبط؟
إبتسم جلال قائلا: ما قولتلك قبل كده بشتغل في السياحه.

تسألت سلوان: عارفه إنك بتشتغل في السياحه، بس بتشتغل أيه في السياحه بالظبط، مرشـ.ـد مثلا، أو موظف في شركة سياحه.
ضحك جلال قائلا: لا ده ولا ده.
إستغربت سلوان سأله: امال بتشتغل أيه بالظبط.
إبتسم جلال قائلا: في شغل الفخار والخرف عندي مصنع خرف وفخار هنا بيصنع التحف والتماثيل اللى بيشتريها السواح كمقتنيات تذكاريه وهما راجعين لبلادهم.

إبتسمت سلوان قائله: بجد، تعرف أنا نفسى أشوف مصنع للفخار ماما كانت بتحكيلي عن صناعة الفخار كتير، كمان وانا راجعه للقاهره ابقى أخد منك شوية تماثيل وتحف تذكار، بس هحولك تمنهم لما أوصل للقاهره.
إبتسم جلال قائلا: تمام، في مره هاخدك معايا للمصنع، بس دلوقتي خلاص وصلنا لمحل الصايغ، عاوزك تشتري أى شئ على ذوقك وميهمكيش تمنه.
إبتسمت سلوان بهزار قائله: آه طبعا بعد ما طلعت صاحب مصنع، مش هيفرق معاك تمن حتة دهب.

ضحك جلال قائلا: لاء مش للدجادي برضوا إعملي حساب إن لسه في شنطة هدوم، بس اقولك أختاري على ذوقك أي طقم دهب.
إبتسمت سلوان قائله: طقم دهب مره واحده، تمام، بس يارب يعجب أختك ذوقي.
إبتسم جلال وترجل من السياره وخلفه سلوان ثم دخلا الى محل الصائغ، وضع الصائغ امامها مجموعه من الأطقم الذهبيه، إختارت بينهم سلوان أحد الاطقم، لكن بخبث آتى جلال بخاتم ذه‍بي قائلا: حلو الخاتم ده.

إبتسمت سلوان قائله: ده مش خاتم، ده دبلة خطوبه.
نظر جلال للخاتم قائلا: بس ذوقه حلو أيه رأيك قسيه كده.
أخذت سلوان الخاتم من يده قائله: لاء ذوقه مش حلو أنا شوفت هنا اذواق أحلى منه، إستني كده.
أشارت سلوان للصائغ على خاتم أفضل تصميم، إبتسم جلال قائلا: فعلا الدبله دى ذوقها أحلى كويس إنى جبتك معايا، قيسي الدبله دى كده.

إستغربت سلوان باسمه تقول: هو إنت بتشتري هديه لاختك ولا بتشتري ليها شبكه كامله، وبعدين ممكن صوابعي تبقى أتخن او ارفع من صوابع أختك، الطقم سهل إختياره.
إبتسم جلال قائلا: أنا مش هشتري الدبله كفايه الطقم بس عاوز أشوف شكل الدبله دى في إيدك.
شعرت سلوان للحظه بإنشراح في قلبها وتمنت أو بالاصح تخيلت لو فعلا كانت هذه فرصه لها لشراء خاتم زواج من جلال، لكن هذا كان خيال فقط...
وافقت سلوان جلال ووضعت الخاتم بإصبعها...
تبسم جلال ونظر نحو الصائع واومأ له برأسه، تفهم الصائغ إيمائته، بينما خلعت سلوان الخاتم قائله: واسع على صباعي شويه صغننين، خلينا في الطقم الدهب، الطقم ده ذوقه حلو جدا.
إبتسم جلال لها قائلا: على فكره إنت مريحه جدا في الإختيار أنا توقعت تاخدي وقت أكتر من كده على ما ترسي على إختيار، كده معتقدش هناخد وقت كبير في إختيار الهدوم.

إبتسمت سلوان قائله: لاء بلاش تاخد فكره مش مظبوطه عني، في إختيار الهدوم باخد وقت، إنما الذهب زى ما قولت لك قبل كده، يمكن أول مره بدخل محل دهب، بابا هو اللى بيفهم في الدهب بحكم شغله كمهندس كهربا.
إبتسم جلال قائلا: تمام طمنتيني، عالعموم طالما إستقريتي عالطقم ده أنا هشتريه، وخلينا نلحق محلات الهدوم عشان الوقت، عندي ميعاد مهم المسا.

إبتسمت سلوان، بينما جلال ذهب نحو الصائغ وأخرج له بطاقة سحب إئتمان، وجه له الصائغ ماكينة السحب كتب كلمة السر.
بعد قليل بأحد محلات الملابس.

جلس جلال على أحد المقاعد ينتظر بينما سلوان وقفت تختار بعض الثياب النسائيه، كانت البائعه تمدح بذوقها الراقي حتى في إختيار بعض العباءات المنزليه، بعد قليل جلست سلوان جواره قائله: على فكره أختك بعد ده كله لو معجبهاش ذوقي أنا مش مسؤله، كمان البياعه هنا، شكلها خلقها ضيق، يعنى ممكن لو جت تبدل الهدوم تضـ.ـر.بها.
ضحك جلال قائلا: لاء إطمني متاكد ذوقك هيعجبها.

تنهدت سلوان بأمل قائله: أتمني ذوقي يعجبها بس مقولتليش أختك هتتجوز أمتي.
توه جلال بالحديث ونهض واقفا يقول، هروح الحسابات أحاسب على المشتريات، وراجع فورا.
بعد قليل عاد جلال لمكان جلوس سلوان مبتسما يقول: تمام أنا دفعت الحساب والعامل بيحط المشتريات في شنطة العربيه، خلينا نروح للعربيه كمان في ضيف مهم على وصول ولازم أستقبله بنفسي.
نهضت سلوان قائله: تمام، لو معندكش وقت ممكن أخد تاكسي يوصلنى.

رد جلال: لاء في لسه شوية وقت خلينى اوصلك بسرعه.
إبتسمت سلوان له
بعد وقت
أوقفت سلوان جلال قائله: إحنا لسه الدنيا مضلمتش، نزلنى هنا وأنا هكمل مشي لحد بيت الحج مؤنس.
إبتسم جلال لها قائلا: تمام، هبقى أتصل أطمن عليك إنك وصلتي للبيت.
تبسمت سلوان قائله: تمام، وبلاش تقول لاختك إن في حد تاني إختار الهدوم او الدهب، كده هيبسطها أكتر إنك فكرت فبها واختارت على ذوقك.

إبتسم جلال لها قائلا: تمام، مع إنة متأكد إن ذوقك ممتاز.
المسا
ب مطار الأقصر
خرج هاشم الى صالة الوصول إبتسم حين رأى من بإنتظاره، إلى ان وصل الى مكان وقوفه
مد يده له بالمصافحه.
صافحه الآخر بترحيب قائلا: الأقصر نورت يا هاشم.
إبتسم هاشم قائلا: متشكر جدا إنك قدرت تدبر لى طياره خاصه في الطقس الترابي ده، الطيار كان شبه مرعوب، بس الحمد لله وصلنا بخير.

إبتسم له قائلا: حمدلله عالسلامه، خلينا نطلع العربيه مستنيانا بره المطار.
إبتسم هاشم وسار لجواره يتحدثان الى أن خرجا الى خارج المطار، تفاجئ هاشم بمن آتى عليهم ومد يده بالمصافحه
ضحك الآخر على ملامح هاشم قائلا: أعرفك
جاويد صلاح الأشرف
عريس سلوان اللى كلمتك عنه.
إبتسم هاشم بذهول قائلا: جاويد، إبنك يا صلاح.
منزل القدوسي
بغرفة السفره، على طاولة العشاء.

زفرت صفيه نفسها بغضب وهي تنظر ناحية مسك قائله بلوم: كان لازم تنسي موبايلك في المدرسه، يمكن تكون حفصه إتصلت عليك.
ردت مسك بتبرير: أنا مفتكرتش الموبايل غير بعد المغرب، وإنت عارفه إنه مستحيل الفراش هيرضى يدخل المدرسه في الوقت ده.
تعجبت سلوان قائله: وليه مستحيل.
ردت مسك بنزك: عشان المدرسه مسكونه ب جني، وأى بيخاف يدخل المدرسه بعد الدنيا ما تضلم.

ضحكت سلوان بتريقه قائله: المدرسه مسكونه ب أيه، جني، هو لسه في حد بيصدق في الخرافات دي، ما عفريت الا بنى آدm زى ما بيقولوا 0
نظرت لها صفيه بضيق وضجر قائله: لاء في چني ساكن المدرسه وجيران المدرسه شافوه قبل إكده.

ضحكت سلوان متهكمه، آثار ذالك غضب مسك التي نظرت ل مؤنس قائله: دلوقتي هتعمل أيه يا جدي، حفصه فسخت خطوبتها من أمجد ولما روحت الصبح بيت خالى صلاح أسأل عليها، مرات خالي قالتلى إنها راحت الجامعه، وهترجع على دار خالتها عشان تعبانه إشوي، وأنا بصراحه انا وخالتها مش بنطيق بعض، حتى وانا راجعه روحت لبيت خالتها مكنتش رجعت من الجامعه وخالتها قابلتني بطريقه مش كويسه، وموبايلى نسيته في المدرسه ومش عارفه اوصل ليها عشان اقنعها تتراجع عن فسخ الخطوبه، خلاص المفروض كتب الكتاب بكره بعد المغرب، هنقول أيه للمأذون.

نظر مؤنس نحو سلوان باسما يقول: مش هنجول حاچه لآن في كتب كتاب هيتم بكره فعلا.
تعجبت مسك قائله: كتب كتاب مين؟
رد مؤنس وهو مازال ينظر ل سلوان: كتب كتاب سلوان.
إعتقدت سلوان أن مؤنس يمزح فقالت بمزح أيضا: ويا تري بقي مين العريس اللى هيكتب كتابه عمياني كده على عروسه ميعرفهاش.
نظر مؤنس بترقب لرد فعل سلوان قائلا: العريس هو جاويد الأشرف.
ضحكت سلوان قائله: نكته حلوه من حضرتك، بس بقى نفسي أعرف مين
جاويد الأشرف.

ده اللى من ساعة ما رجلي خطت للبلد دي وأنا بسمع إسمه.
بغرفه خاصه بالفندق
جلس صلاح يعتب على هاشم قائلا: برضوا أصريت تنزل في اللوكانده، مع إن بيت مفتوح لك وكمان خلاص هبنجي نسايب.
إبتسم هاشم وهو يتمعن النظر ب جاويد قائلا: إنت عارف قيمتك عندي يا صلاح من زمان أوي، وبعتبرك بمثابة أخ كبير ليا، بس أنا هرتاح في الأوتيل أكتر كمان إنت عارف انا مش حابب أبقى قريب من مكان صالح، ومش عاوز أتقابل معاه.

تنهد صلاح قائلا: خلاص الزمن مر على الماضي يا هاشم، ودار الأشرف الكبير بجي ليا أنا وصفيه أختي حاولت إمعاها كتير تاخد تمن حقها بس هي اللى مش راضيه، وصالح بجي له دار لوحده صحيح چاري بس تقريبا العلاقه مجطوعه بينا، نادر لما بنتجابل صدفه.
قال صلاح هذا وتوقف للحظه يتنهد بحسره: صالح ملهي في دنيته، ومبيفكرش غير في شهواته وذاته، رغم أنه أخوي بس مش بجول إكده عشان أجاملك، صالح كان يستحق اللى حصل بالماضي.

نظر هاشم ل جاويد قائلا: صلاح قالى إنك إتعرفت عليه سلوان هنا.
إبتسم جاويد قائلا: صدفه من أول ما نزلت من القطر عالمحطه، كنت وجتها هستلم بضاعه جايه للمصانع الفخار والخزف بتاعتنا من أسوان.
إبتسم هاشم بإعجاب قائلا: هاشم سبق وقالي إنك حولت هوايتك في صناعة الفخار وأنشأت مصنع، ومع الوقت بقوا مصانع واضح إنك طموح، عكس صلاح.

ضحك صلاح قائلا بمدح ب جاويد: فعلا جاويد طموح، كمان دراسته إقتصاد وعلوم سياسيه بالذات الإقتصاد فاده جنب معرفة صنعة الفخار، مزج بين الدراسه والمعرفه العامه وقدر ينجح في وقت مش قليل، بس قدر يبجى له شآن كبير مش بس إهنه في الاقصر كمان طور شغله ودخل صناعة الخزف وبجي له زباين أچانب بيصدر لهم.
إبتسم هاشم قائلا بمزح يشوبه بعض الآلم الروحي: المثل بيقول.
السعيد في المال تعيس في الحب وعن تجربه شخصيه مريت بيها بأكدلك صحة المثل ده.
إبتسم جاويد قائلا: كل قاعده وليها شواذ، أنا إتعلمت الرضا وكل شئ نصيب، ومتأكد إن سلوان هي أفضل نصيب حصلي في حياتي.
مع الوقت يستحوذ جاويد على إعجاب هاشم أكثر بثقته الواضحه.
إبتسم هاشم سألا: تمام، بس اللى فهمته إن سلوان متعرفش إنك جاويد الأشرف، النقطه دي مش فاهم معناها.

إبتسم جاويد قائلا: هفهم حضرتك، سلوان عارفانى بإسم تانى وقبل ما تسألني هقول لحضرتك معرفش السبب أيه لما سألتني عن إسمي قولت لها جلال صلاح.
شعر صلاح بنغزه قويه وآسى بقلبه بينما
إستغرب هاشم ونظر الى وجه صلاح الذي ظهر عليه الحـ.ـز.ن بحـ.ـز.ن قائلا: طيب وليه بعد كده مقولتش لها على إسمك الحقيقى، ودلوقتي كمان، مش عاوزها تعرف إنك جاويد.

رد جاويد: فعلا في البدايه كانت غلطه ميني أن عرفتها عليا بإسم تاني، بس بعد إكده إكتشفت إن ده كان الافضل ليها وليا.
إستغرب هاشم قائلا: مش فاهم غرضك توصل لأيه وضح قصدك أكتر.

رد جاويد بتوضيح: سلوان أكيد عندها علم عالأقل بجزء من اللى حصل بالماضي، زيي كده صحيح معرفش كل شئ بالتوضيح بس عالاقل عندها نبذه عنه، وعارفه إن عيلة الأشرف بينها وبين عيلة القدوسي، نسب قديم وكان ممكن وقتها تاخد حذرها أو تقطع حديثها معايا نهائيا هي نفسها قالت لى إن عندها صعوبه في الثقه في الناس، ولما تعرف إني جاويد الاشرف ثقتها فيا كانت هتنعدm أو عالاقل هتحرص ميني.

أماء هاشم رأسه بفهم قائلا: فعلا سلوان صعب تثق في أى حد وده اللى بستغرب له بعد ما حكيت ليا إنك كنت على صله وثيقه بها الايام اللى فاتت كمان إنت اللى وصلتها لبداية طريق جدها الحج مؤنس القدوسى، رغم تحفظي في إن مكنش لازم تطاوعها في النقطه دي.

رد صلاح قائلا: جاويد كان غرضه خير يا هاشم سلوان كان عندها أمنيه تزور قبر مسك الله يرحمها، كمان كان عندها نية البقاء في الأقصر ومكنش ينفع تقضل في اللوكانده أكتر من كده.
رد هاشم متسألا: هي مكنتش هتقعد لآنى كنت لاغيت إمكانية إنها تقدر تسحب فلوس من الكريديت اللى كان معاها، بس ليه مكنش ينفع تفضل في اللوكانده أكتر.
تنهد صلاح بآسى قائلا بإختصار: بسبب صالح.
إنخض هاشم قائلا: صالح!

سلوان ملهاش دعوه باللى حصل في الماضي وإن مسك فضلتني عليه.
تنهد صلاح قائلا: صالح لساه في قلبه الحقد، وممكن لما شاف سلوان في اللوكانده إحتيا الأمل أو الجديم إشتعل، وكمان سال عنيها، ومش بس إكده ده كمان كان حچز أوضه إهنه.
تحدث هاشم بحده: والله لو كان مس شعرايه واحده من شعرها كنت قـ.ـتـ.ـله بدون تردد لحظه واحده، وبعدين إنت لما كنت عارف ده كله ليه لما إتصلت عليك قبل كده عملت نفسك متعرفش حاجه.

إبتسم جاويد قائلا: بلاش تظلم بابا فعلا مكنش يعرف حاجه عن إن سلوان بالاقصر غير منك وأنا دخلت عليه الأوضه بالصدفه وهو بيكلم حضرتك إمبـ.ـارح وحكيت له وكمان آنى طلبت أيد سلوان من الحج مؤنس والحج مؤنس هو اللى قالي إن بابا على معرفه بشخص وسيط قريب من حضرتك إنه وهو اللى هيوصل بيني وبين حضرتك وفعلا ده اللى حصل، بس بصراحه مكنتش أعرف إن المعرفه بينكم مباشره ومفيش أي وسيط بينكم.

إبتسم صلاح وهو ينظر ل هاشم بإمتنان قائلا بتوضيح: هاشم أنقذ حياة جلال مره وهو عنده سنه ونص تقريبا كان جاله نـ.ـز.يف بعد ما وقع من على السلم ووالوحده الصحيه بتاعة البلد وجتها مكنش فيها بنك دm، وهو كان بيشتغل في مكان قريب منها ووجتها كان عقل يسريه هيطير منيها وكانت ماشيه تسأل أى حد يقابلها في السكه ومن اللى قابلوها كان هاشم، وهو اللى أتبرع له بالدm في الوقت المناسب، وبعدها إتعرفت عليه وبقى بينا صداقه مخفيه.

توقف صلاح للحظات يتنهد يشعر بغصه قويه ثم أكمل حديثه يشعر بمراره: جلال واضح إنه كان إبن مـ.ـو.ت من صغره.
شعر جاويد بوخز قوي بقلبه.
شعر هاشم بحـ.ـز.ن صلاح وأدار دفة الحديث قائلا: تمام، طب ده سبب إنك مقولتش ل سلوان إنت مين قبل كده، طب ليه دلوقتي مش عاوزها تعرف حقيقة شخصيتك.
إبتسم جاويد قائلا: بصراحه عاوز أتأكد في البدايه الأول إن كانت المشاعر بينا متبادله او لاء، وده سبب بس كمان في سبب تاني.

تنهد هاشم بقلة صبر قائلا: إنت مكنش لازم تدرس سياسه علمتك المراوغه وتتكلم بالتنقيط كمل كلامك مره واحده، وأيه هو السبب التاني.
ضحك صلاح كذالك جاويد قائلا: بصراحه عاوز اعرف طريقة رد فعلها مباشرة لما تعرف انا مين وهي مراتي، لأنها ممكن تعند وترفض او تفكر إنى كنت بكذب عليها، وقتها هعرف أحتوي غضبها.

ضحك هاشم قائلا: إنت فعلا كنت بتكذب عليها، بس هي تستاهل كذبك ده، عشان أوقات بتتصرف من غير وعي ومبتفكرش في نتيجة اللى هيحصل بعد كده، عالعموم أنا موافق على جوازك منها، وبتمني إن يكون كلام العرافه كذب، رغم إن إتحقق جزء كبير من تنبؤاتها اللى قالتلي عليها قبل كده، منها إن ربنا هيرز.قنى ب بنت واحده والمال لما هيكتر هيقل عمر مسك، بس أنا راجـ.ـل مؤمن بالله.

وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، بس سلوان أمانتك يا جاويد.
ربت صلاح على فخذ جاويد قائلا: جاويد خير من يصون الامانه يا هاشم إطمن على سلوان هتبقى هنا في عنينا.
إبتسم جاويد ونهض واقفا يقول: هفوت بكره الصبح على حضرتك هنا عشان أوصلك ل دار الحج مؤنس، هو أكيد زمانه قالها، وأنا منتظر إتصاله عليا يقولى رد فعلها اللى متوقع طبعا.

نهض صلاح وهاشم أيضا والذي قال ببسمه: متوقع رد فعل سلوان، هتفكر إن جدها بيهزر ولما تتأكد أنه مش هزار هتثور وممكن تسيب له الدار مع أول ضوء للشمس.
إبتسم جاويد قائلا: وده وقت ظهور حضرتك قدامها، وطبعا قرارك هو الحاسم بالنسبه لها.
ضحك هاشم قائلا بمدح ل جاويد: مش قولت قبل كده إنك داهيه، خساره إنك مختارتش تبقى دبلوماسي، كنت هتبقى رجل سياسيه خطير.
ب دار القدوسي.

سعلت سلوان من كثرة الضحك على قول مؤنس، لكن فجأه توقفت ضحتها وهي تنظر ل ملامح مؤنس الصامته ينتظر هدوء ضحكتها، شعرت للحظه من ملامحه الجاده أنه لا يمزح بل صادق فيما قاله.

سئمت ملامح وجهها، لكن قبل أن تتسأل تتأكد إن كان هذا مزحه، إلتقطت مسك تلك السـ.ـكـ.ـين الصغيره الموضوعه ب طبق الفاكهه بغضب جم تشهر تلك السـ.ـكـ.ـين بيدها وتقترب من مكان سلوان وكادت تتهجم عليها قائله بعنفوان: الخسيسه الوضيعه فتحنا لها دارنا وهي جايه تخـ.ـطـ.ـف جاويد.

قبل أن تصل السـ.ـكـ.ـين الى سلوان أمسك أمجد يد مسك التي حاولت الخلاص من يديه وتغرس السـ.ـكـ.ـين الذي بيدها بقلب سلوان التي نهضت من على مقعدها وعادت للخلف بتعجب وإندهاش من رد فعل مسك الذي بنظرها مبالغ فيه. وتحدثت بحده: أنا مش خسيسه ولا وضيعه، ومعرفشي مين جاويد اللى بسببه هتقـ.ـتـ.ـلينى عشانه ده، عموما أنا سايبه ليك البلد بحالها وأنا لو مكان جاويد ده، آخر واحده أفكر فيها هو إنت، لأنك غـ.ـبـ.ـيه ومعندكيش عقل ولا تمييز، لو فكرتي للحظه واحده كنت سألتى جاويد ده عرفني فين، عشان يتقدm لي وأنا مشفتوش ولا مره سمعت عنه فقط، وكمان أ عـ.ـر.في سبب يسيب عشقك له الظاهر بوضوح للأعمى ويتقدm لواحده ميعرفهاش، بس عنده حق إنت غـ.ـبـ.ـيه ومتتعاشريش.

ت عـ.ـر.في إن لو فيا ذره من غباوتك كنت وافقت أتجوز جاويد ده بس نكايه فيك، بس مش أنا اللى أربط حياتي بشخص معرفوش عشان أكايد واحده غـ.ـبـ.ـيه زيك.

قالت سلوان هذا وتركت الغرفه سريعا، بينما صـ.ـر.خت مسك بهستريا تترجي أمجد أن يتركها تذهب خلف تلك الوضيعه وتغرس السـ.ـكـ.ـين بقلبها تشفى غليلها منها، بينما صفيه من الصدmه فقدت الإدراك كليا لوقت تشعر أن ما يحدث أمامها تراه مجرد مشهد بداخل شاشة تلفاز، لكن هو حقيقه مره فاقت على هبوط مسك فاقده للوعي بين يدي أمجد ولهفة محمود عليها بدmـ.ـو.ع سالت من عينيه على إبنته البائسه، تصعب عليه حالها هي رسمت وهم عاشت على أمل تنتظر أن يتحقق يوم ما، لكن ها هي فاقت على قسوة الواقع ورفض عقلها تصديقه وذهب الى غفوه غـ.ـصـ.ـبا عنها.

حمل أمجد مسك وذهب بها الى غرفتها بينما صفيه التي بدأت تعود للواقع وتعي ما سمعته، نظرت ل محمود بغضب قائله: بنت أختك طلعت خسيسه زى أمها ورسمت على إبن أخويا وخـ.ـطـ.ـفته من بنتك، وإنت واقف ولسه مرحب بها، طب هجول على أبوك راچل كبير وخرف وفي آخر أيام عمره عاوز يحس إنه بيكفر عن سيئاته، لكن إنت عذرك أيه؟
غضب محمود بشـ.ـده قائلا: ت عـ.ـر.في يا صفيه لو مش باجي على عشرة العمر اللى بينل وكمان سمعة بت مسك لما يتجال ابوها طلق أمها وهي عروسه، كنت طلقتك دلوك، مش عشان عيبك فيا، لاه عشان حديتك الماسخ على أبوي، أبوي أعقل من عيلتك كلها وأولهم جاويد اللى عيشتي بتك في وهم مكنش ليها من البدايه، جاويد لو كان رايدها كان طلب يدها من سنين ما هي جدامه كنت إنت وهي بس تنتظروا إشاره واحده منيه، كتير حاولت أنصحه وأجولك بلاه تزرعي وهم براس بتك حتى خطوبة أمجد ل حفصه كان ليك نوايا تانيه من وراها حتى دي مع الوجت إنتهت، كلمه واحده منيك يا حفصه عيب في أبوي مش هسامح فيها ووجتها تبجي محرمه علي.

تهكمت صفيه قائله: مش قادر غير علي، لكن بت أختك اللى دخلت دارنا ومعاها الفقر والشؤم أولها فسخ خطوبة امجد والحين خـ.ـطـ.ـفها ل جاويد وكـ.ـسرة قلب بتك ووقوعها من طولها بسببها.

شعر محمود بنغرات قويه في قلبه قائلا: وإنت فين قلبك، واجفه جدامي تتهجمي وسايبه بتك الفاجده للوعي، وعماله ترمي إتهامـ.ـا.ت وكلام ماسخ، أنا رايح أشوف بت اللى فاجت من وهم على حقيقه مره، متوكد مع الوجت هتقدر تتخطى وتعاود حياتها من تاني، بس ياريت كفايه ترزعي بقلبها أوهام تانيه.

غادر محمود وترك صفيه واقفه تشعر بالغلول والحقد، هامسه: سهتانه وداهيه كيف أمها زمان قدرت تضحك على الراچل الخرفان وإستغلت لهفة جلبه، بس مبجاش صفيه لو سيبتها ساعه تتهنى مع چاويد.
بغرفة سلوان دخل خلفها مؤنس وجدها تضع حقيبة ملابسها فوق الفراش وتضع بها بعض الثياب القليله، نظرت له سلوان بحده قائله: أنا ماشيه مستحيل اوافق على التخاريف اللى سمعتها وأتجوز اللى أسمه جاويد الاشرف ده، خليه ل مسك تشبع بيه.

رد مؤنس بهدوء: اللى حصل من مسك كنت متوقعه.

لم تستغرب سلوان وتهكمت قائله بسخريه: آه عشان عاشقه متيمه باللى إسمه جاويد، واللى إتقدm وطلب يتجوزني وهي مشافنيش حتى مره واحده، نكته حلوه واحد بيتقدm للجواز من ولحده وهو عمره ما شافها، حتى يمكن عمره ما سمع عنها، انا عن نفسي لا عاوزه أشوفه ولا أسمعه، وكمان كتب الكتاب بتاع حفيدك إتلغي، كده يبقى وجودي هنا إنتهي معايا تذكرة القطر ممكن أروح أغيرها بغيرها او حتى أشتري غيرها واسافر مع اول قطر راجع القاهره، وأنسى إنى جيت هنا من الاساس، بابا كان عنده حق يخاف إنى أقرب منكم او حتى آجي هنا الأقصر.

تنهد مؤنس بآلم قائلا: الصباح رباح، هتروحي فين دلوك الساعه قربت على عشره المسا.
تهكمت سلوان قائله: ناسي يا حج مؤنس إنى مش طفله وأقدر أصرف نفسي كويس.

انهت سلوان حديثها مع إغلاق سحاب حقيبة ملابسها وحملتها بيدها وكادت تتوجه ناحية باب الغرفه لكن تشبث بها مؤنس قائلا: بلاش تعندي، وخليك إهنه لحد الصبح وبعدها أعملى اللى بتريده، أنا مجدرش أغـ.ـصـ.ـب عليك حاچه إنت مش رايداها انا كنت مرسال بلبي طلب إنطلب ميني، وإنت صاحبة الشآن، بلاه تسرع.

فكرت سلوان قليلا بقول مؤنس وللحظه فكرت أن لا تسمع لحديثه وترحل فورا من هذا المنزل، لكن فكرت فيما معها من مال لا يكفي لإستأجار غرفه تبيت بها، فكرت أن تتصل على جلال لكن ماذا ستخبره سبب تركها لمنزل مؤنس بهذا الوقت، عدلت عن فكرة مغادرة المنزل ونظرت ل مؤنس قائله: تمام، مسافة الليل مش هخسر حاجه، هفضل هنا في الاوضه لحد الصبح وبعدها همشى وانسى هنا نهائيا.

شعر مؤنس بوخزات قويه على قلبه صعب يتحملها وهو مثل الشريد بين طريقين صعب على قلبه الإختبـ.ـار، والإختيار بين
مسك و سلوان الإثنتان حفيدتيه وبنفس الغلاوه واحده في قلبه، لكن القدر صادm وأختار جاويد سلوان من آتت من بعيد لتمتلك قلبه بأيام قليله عكس مسك التي كانت أمامه وقريبه منه منذ أكثر من عقدين من الزمن، هو القدر المكتوب بلحظه يتبدل كل شئ دون إراده.
بمنزل بسيط.

شعرت حسنى بزغد زوجة أبيها لها بقوه قائله بتهجم: نومك تجيل(تقيل)، إصحي شوفى المصيبه اللى أنا فيها.
إستيقظت حسنى من النوم فزعه تقول: في أيه يا مرت أبوي، بتصحيني إكده ليه الجيامه جامت ولا البيت بيوقع.
تهكمت زوجة أبيها قائله: معليشي يا برينسيسه زعچتك وصحيتك من أحلامك السعيده.
تهكمت حسنى لنفسها قائله: وانا أما اصحى على سحنتك هيبجي فيها أحلام سعيده.

بينما قالت لزوجة ابيها: خير يا مرت ابوي هي الساعه كام دلوك؟
ردت عليها: الساعه إتناشر بعد نص الليل جومي إنت هتحاكي إمعاي، بوك عيان ومش جادر يچيب النفس.
نفضت حسني غطاء الفراش ونهضت مسرعه تقول بلوم: أبوي عيان وواقفه تحكي إمعاي.
خرجت حسنى سريعا، بينما وقفت زوجة أبيها تبتسم بظفر.

دخلت سلوان الى غرفة والداها وجدته يسعل بشـ.ـده ويكاد يستنشق الهواء بصعوبه، جذبت له بخاخ إستنشاق ووضعته سريعا على أنفه، هدأ سعاله قليلا، لكن سرعان ما نزع ذالك البخاخ عن أنفه قائلا بنهجان: مش قادر أجيب نفسي.
إرتبكت حسنى قائله: حاول تتنفس بالبخاخه يا ابوي
هروح أغير هدومى بسرعه وأخدك للمستشفى يعملولك جلسة إستنشاق، كان عيندينا چهاز الإستنشاق بس مرت أبوي شحتته لولد أخوها.

تقابلت حسنى بزوجة ابيها على باب الغرفه قالت لها: هروح أغير هدومي وأخد ابوي للمستشفى شكل أزمة صدره رچعت له تاني.
اومـ.ـا.ت لها قائله بلهفه مصطنعه: خواتك نايمين وإنت الكبيره، مينفعش أسيب الدار وهما نايمين، يصحوا يتفزعوا.
تهكمت حسنى بغصه: لاه طبعا خليك إهنه وأنا هروح مع أبوي، هي ساعة زمن يعملوله جلسة الإستنشاق ونرچع طوالي.

أماوت لها رأسها بتوافق، حتى ذهبت الى غرفتها شعرت براحه وهي تدخل الى الغرفه وتسمع صوت سعال زوجها الذي عاد أقوي من سابق، كانت خطتها جيده، الآن لو ذهبت حسنى بوالدها الى المشفى، بالتأكيد ستحتجز هي وهو على الأقل حتى يعود تنفس والدها طببعيا، وبذالك اليومين بالتأكيد لن تهتم بإخلاء المخزن، وبذالك فرصه لها تستطيع تنفيذ خطتها التي ستجلب لها الحظ الوفير.
قبل الفجر بقليل بمنزل صلاح.

جافى النوم عيني يسريه، الفكر السئ يتلاعب بها وذكريات آليمه تجول بعقلها ودmعات من عينيها تتساقط كزخات المطر، تحاول كتم صوت بكاؤها حتى لا يستيقظ صلاح، سمعت صوت سيارة جواد
نهضت من فوق الفراش وضعت مئزر على ثيابها وخرجت من الغرفه بهدوء وأغلقت الباب خلفها دون أن يشعر صلاح
ترجل جواد من السياره وجذب معطف بذته وضعه فوق كتفه نظر للمنزل من الخارج كان هادئا، إبتسم قائلا: الهدوء الذي يسبق العاصفه.

دخل الى المنزل، وصعد السلم مباشرة نحو غرفته لكن تفاجئ بمن تقف أعلى السلم، إبتسم قائلا بمزح: ماما، أكيد مش جاي لك نوم وإبنك جاويد أخيرا خلاص هيتجوز، أكيد بتفكري بألاعيب ماري منيب عشان تنفذيها مع عروسة جاويد اللى هتشرف الدار بكره.

نظرت له يسريه في البدايه وتبسمت لكن سرعان ما سئم وجهها حين وقع بصرها على ذالك الاصق الطبي الذي يظهر من أسفل كم قميصه وتلهفت وهي تضع يدها فوق معصمه ترى ذالك الاصق كبير قائله
: حاطط الضماد ده على إيدك ليه.
شعر جواد بآلم قائلا: براحه شويه يا ماما، ومتخافيش أوي إكده، ده چرح بسيط.
نظرت يسريه لمعصمه قائله: كل ده وجـ.ـر.ح بسيط، جولى أيه سببه، إنت دكتور ولا بلطجي.

تنهد جواد قائلا: أنا المفروض دكتور، بس كان نفسي أبجى بلطجي وفشلت وبطلت شقاوه من زمان.
رغم شعور يسريه السئ لكن تبمست قائله: ليك نفس تهزر كمان، جولى سبب الجـ.ـر.ح ده وبلاش تكدب علي، زى ما بتكدب على ببقع الوكل اللى بتشتريه من الشارع، وبطنش بمزاچي.
ضحك جواد قائلا: طب ما تطنشي دلوك بمزاچك، وتسيبني أروح أوضتى أنام وتوفري التحقيق ده لبكره، أنا هلكان، لو رسمتي لي سرير إهنه عالسلم هنام عليه.

نظرت له يسريه بشفقه قائله: تمام، جولي الاول سبب الجـ.ـر.ح، وبعدها روح نام.
رد جواد بقلة حيله: واحد بلطجي إتهجم عالمستشفى وكان معاها سـ.ـكـ.ـينه صغيره وانا باخدها من يده چرحني، جـ.ـر.ح صغير، كم غرزه.
تنهدت يسريه بسخريه قائله: كل الضماد ده وچرح صغير، تمام بنجي نتحدت في الموضوع ده، بعدين، كنت هجولك لو جعان أحضرلك لجمه خفيفه، بس طبعا كالت من الشارع قبل ما تچي لإهنه.

تنهد جواد قائلا: لاه والله چعان جدا كمان، هروح أستحمي على ما تحضري لى لجمه خفيفه من يدك.
إبتسمت يسريه بحنان له قائله: تمام، على ما تتحمم أكون چيبت لك الوكل.

بعد قليل دخلت يسريه الى غرفة جواد بصنيه متوسطه لكن تبسمت بحنان حين وجدت جواد ممدد فوق الفراش بثيابه نائما، شعرت بشفقه عليه كم يرهق نفسه بالعمل بالمشفى لاوقات كثيره ومتأخره، حتى أنه ذهب للنوم دون أن يخلع ثيابه أو حتى حذاؤه، تنهدت ثم وضعت الصنيه على طاوله بالغرفه وتوجهت الى الفراش ونزعت حذاء جواد الذي سرعان ما إعتدل نائما على الفراش، إبتسمت له قائله بحنان وهي تمسد على خصلات شعره: تصبح على خير يا جواد.

رد جواد بنعاس: وإنت من أهله ياماما.

تبسمت ثم أخذت الصنيه وأطفئت ضوء الغرفه وخرجت منها سارت لخطوات ثم توقفت أمام باب الغرفه المجاوره ل جواد، وضعت الصنيه على طاوله قريبه من الغرفه ثم فتحت باب الغرفه بهدوء وأشعلت ضوء خافت، نظرت على جاويد النائم وجهه مبتسم، رغم شعورها بتوجس لكن تبسمت هي الآخري ربما يري شئ سعيد بمنامه، تنهدت وتمنت له السعاده وخرجت من الغرفه، تسمع أذان الفجر الأول شعرت بلفحة هواء خريفيه رطبه، نظرت الى ذالك الشباك وجدت إحدي ضلفتيه مفتوحه، إتجهت نحوها كي تغلقها، لكن نظرت الى السماء سطع بعينيها نور بسيط، نظرت له كان نور تلك النجمه السابحه بملكوت إلاهي، تذكرت سؤال يوم سأل لها: ماما أنا سوفت فيلم أجنبي إننا لما بنمـ.ـو.ت بنتحول لنجوم في السما، يعنى نجوم السما دى أرواخ الناس الطيبه...

رأت خيال لم تنساه يسكن بين تلك النجمـ.ـا.ت الساطعه بالسماء، رغم ذالك، إنشرح قلبها وظلت لدقائق ثم أغلقت ضلفة الشباك بأمل.
إنتهت ليله خريفيه لم تكن قصيره.
ب منزل القدوسى
لم يغمض جفن سلوان
لأوقات كثيره ليلا لكن لا تعلم متى سحبها النوم وإستسلمت له، إستيقظت تشعر بيد على كتفها وصوت تعلمه جيدا يقول لها: إصحي يا سلوان.
فتحت عينيها قليلا، ونظرت أمامها ظنت أنها مازالت نائمه وأغمضت عينيها همست قائله: بابا.

جلس هاشم على حرف الفراش ورد عليها بحده قليلا: أيوا بابا اللى بسببه ركب الطياره في جو عاصف.
فتحت سلوان عينيها بفزع ونهضت جالسه تقول بذهول: بابا إنت جيت هنا للأقصر أمتى.
رد هاشم: أنا هنا في الاقصر من ليلة إمبـ.ـارح كنت بايت في الاوتيل اللى كنت نازله فيه.
إستغربت سلوان قائله: طب طالما كنت هنا في الاقصر من إمبـ.ـارح بالليل ليه متصلتش عليا وقولتلى.
تنهد هاشم قائلا: محبتش أزعجك يا عروسه.

إستغربت سلوان من نعته لها بكلمه عروسه قائله: قصدك أيه يا بابا، أنا مستحيل أوافق أتحوز إيهاب ده وخلاص أنا كنت هرجع النهارده للقاهره، وأنسى الرحله دي.
نهض هاشم من فوق الفراش قائلا: إيهاب مين، لاء أنا عرفت إن إتقدmلك عريس تانى من هنا من الاقصر، ولما سألت عنه وقارنت بينه وبين إيهاب اللى إنت مش بطقيه، لقيت العريس ده الافضل ليك.

نهضت سلوان سريعا من فوق الفراش بفزع وذهبت لمكان وقوف هاشم قائله برفض: أكيد الحج مؤنس هو اللى قالك عالعريس ده ومدح لك فيه، بس أنا معرفوش أساسا جاويد الأشرف ده
ومستحيل يحصل وأتجوزه يا بابا.

رد هاشم بتعسف: مفيش حاجه إسمها مستحيل، أنا قولتلك وصلني معلومـ.ـا.ت كتير عن جاويد الاشرف ولقيت أنه الشخص المناسب اللى كنت أتمني إنك تتجوزيه، بلاش رغي كتير عالصبح، هسيبك تغيري هدومك عشان اليوم هيبقى طويل، المسا بعد المغرب كتب الكتاب ولازم تكوني جاهزه.

توجه هاشم نحو باب الغرفه وكاد يفتح بابها لكن قالت سلوان بتصميم: مستحيل كتب الكتاب ده يتم يا بابا، عمرك ما فرضت عليا حاجه، هتجوزني دلوقتي غـ.ـصـ.ـب عني، عشان تريح مدام دولت اللى أتجوزتها وأبقى بعيده عنك.

شعر هاشم بغصه قويه في قلبه وإستدار لها وقبل أن يتحدث إقتربت منه سلوان وأمسكت يده قائله بإستعطاف: خلاص يا بابا أنا آسفه ومعتش هسافر تاني لأي مكان بدون علمك، وكمان أنا موافقه أتخطب ل إيهاب عالأقل أعرفه قبل كده.
شعر هاشم بحنين وكاد يرق لرجاء سلوان لكن تذكر قول جاويد أن صالح رأى سلوان هنا بالاقصر وسأل عنها بالفندق، وعلم من تكون، ولن يهدأ قبل أن ينال القصاص من الماضي، والوحيد القادر الآن على حماية سلوان من براثنه السيئه هو، جاويد.
حاول هاشم التغلب على ضعف قلبه ونظر لها قائلا: بس أنا أتقابلت مع جاويد ولقيته الأفضل ليك وخلاص عطيته الرد بالموافقه.

قال هاشن هذا وخرج من الغرفه مسرع، نظرت سلوان حولها وجذبت وشاح راسها وخرجت خلف هاشم سريعا حتى وصلت له قبل أن يخرج من المنزل وامسكت يده برحاء قائله: بابا أرجوك بلاش الطريقه التعسفيه دي معايا، خلاص أنا بعتذر مش هتكرر تاني، وأخالف آمرك.
سحب هاشم يده من يد سلوان يشعر بآسى لكن قال لها بحسم: أنا راجع المسا مع المأذون.

خرج هاشم سريعا من المنزل، وكانت خلفه سلوان، لكن كان هنالك سياره راتها سابقا بإنتظار هاشم الذي سرعان ما صعد اليها وإنطلقت السياره سريعا، مخلفه خلفها غبـ.ـارا أعتم الرؤيه بعين سلوان التي جثت على ساقيها أرضا، تشعر بضياع، الى ان آتت تلك الخادmه ووضعت يديها حول كتف سلوان قائله: جومي وياي يا بت، ليه رافضه چاويد بيه زينة شباب الأقصر كلياتها، والمكتوب يا بت مفيش منيه مهروب.
بمنزل القدوسي
غرفة مسك
بعد أن فقدت وعيها أمس أحضروا لها الطبيب الذي أعطى لها إبره مهدئه جعلها تبقى في سبات طوال الليل الى الصباح، ظلت معها بالغرفه
صفيه التي لم يغمض لها جفن حتى غسق الفجر تسحبت خلثه لبعض الوقت ثم عادت مره أخرى وظلت جوار مسك يعصف بقلبها إعصار هائج قادر على إقـ.ـتـ.ـلاع قلب سلوان من بين ضلوعها لو وقفت أمامها الآن.

دخل الى الغرفه محمود ونظر نحو الفراش بغصه قويه قائلا: هي مسك لغاية دلوك مفاجتش.
زفرت صفيه نفسها بغضب قائله: أهى جدامك ممده هي والسرير حته واحده طول الليل تهزي، بسبب وش الشوم اللى دخلت للدار، وفي رچلها النحس، وياريت إكده بس لاه كمان حطت عينيها على جاويد ومعرفش إزاي خـ.ـطـ.ـفته بسهوله إكده، بالتوكيد سحرتله، لاه وكمان بجحه وبتكدب وبتجول إنها متعرفوش.

تنهد محمود وهو ينظر ل مسك بآسى قائلا بيقين: تعرفه او متعرفهوش شئ ميخصناش، وجاويد حر في إختياره وبنتك كانت جدامه من سنين من قبل ما تظهر سلوان، بتك عاشت في وهم وآن الآوان تفوق منيه، وكفايه حديتك ده، وإهتمي ببتك إشوي، وكفايه زرع أوهام في دmاغها دفعت تمنها غالي بكـ.ـسرة قلبها، أنا خارج دلوك وإعملي حسابك المسا كتب الكتاب ياريت حتى بلاش تتدخلي في حاچه من التحضيرات، أبوي أمر نبيه تتولى تحضير الازم وخليك إنت چار مسك ولما تصحي بلاش تسممي عقلها كفايه.

زمت صفيه شفاها بغضب ونظرت ل محمود تلمح بلوم: وماله مدخلش، وإنت مفكرني ههتم بحاجه تخص وش الشوم اللى بسببها إتكـ.ـسر قلب بت.
تنهد محمود بسأم قائلا: قلب بتك إنت اللى كـ.ـسرتيه من البدايه وكفايه تلومي عليا، سلوان أنا مفيش في قلبي لها حب ولا كره بالنسبه ليا وجودها من عدmه عادي، أنا منسيتش إن بسبب أمها زمان كان ممكن أخسر حياتي، بلاش تعيشي أوهام إنك إنت الوحيده اللى همها مصلحة ولادنا وأها إنت شوفتي.

حفصه فسخت الخطوبه قبل يومين من كتب الكتاب ومهماش مشاعرك همها مصلحتها وبس، وجاويد كمان مهموش قلب بتك وإختار على مزاچه.
زفرت صفيه نفسها بغضب صامته، لكن بداخلها تشعر بالبغض ناحية سلوان وأنها هي من دخلت للمنزل بنذير الشؤم
تذكرت حين تسحبت وخرجت قبل آذان الفجر من المنزل خلثه دون أن يراها أحد وذهبت الى عشة تلك العرافه...
[فلاش باك].

دخلت الى عشة العرافه قبل أن تتحدث لها بإستهجان تحدثت العرافه: چايه عشان تطلبي ميني سحر أوجف چواز جاويد من البت الغربيه اللى چت لإهنه، هجولك إتأخرتي، نفد السهم من يدي، لكن.
صمتت العرافه فتحدثت صفيه بلهجة حده: لاه أنا چايه أسألك ليه مفيش ولا سحر من اللى عملتيهم حوق وجاب نتيجه قبل إكده، يمكن مكنتش چيت لك دلوك وانا بتسحب كيف جطاعين الطرق.

تهكمت العرافه بحده أكثرقائله: كل مره بتچني لإهنه، بتتسحبي كيف الجطاعين، فرق أيه دلوك، جولى چايه دلوك عاوزه أيه، وبلاه حديتك الماسخ.
شعرت صفيه برهبه من حديث العرافه وإرتبكت قائله: عاوزه أعرف ليه مفيش عمل چاب فايدة مع جاويد، كانه محجب إياك ولا إنت اللى كبرتي ومبجاش ليك سطوه مع الأسياد؟!

ردت العرافه بحده: لاه سطوتى لساها جويه مع الآسياد، بس معرفشي أيه سبب إن الأعمال اللى عملتهالك مچبتش النتيجه اللى عاوزها، يمكن إنت بتدسيها في مكان غير اللى بجولك عليه.
ردت صفيه: .
لاه بدسها في قلب المرتبه اللى بينام عليها جاويد تحت راسه كيف ما بتجوليلي، حتى من يومين شوفت العمل مطرحه مكان ما دسيته.

فكرت العرافه للحظه ثم تسألت بخبث: سبق وجولتلي إن في حچاب عالدوام حوالين رجابته، ت عـ.ـر.في تچيبي لى الحجاب ده.
ردت صفيه: .
ما جولت لك قبل إكده عالدوام لابسه برجابته، هخـ.ـطـ.ـفه منيه إياك.
ردت العرافه: هو الحچاب ده اللى محصن جاويد، ودلوك، چايه ليه، مجدرش أمنع چواز جاويد من بت مسك، لكن.
تعجبت صفيه من صمت العرافه بعد أخبرتها علمها بمن سيتزوج جاويد، وتسألت: لكن أيه.

تبسمت العرافه بشيطانيه قائله: في يدي أخلى العروسه تكره جاويد وتشوفه مسخ تخاف منيه، بس في طلبات لازمن تتنفذ.
بلهفه رحبت صفيه بذالك ولمعت عينيها وتسألت: وأيه هي الطلبات دى أنا چاهزه ألبي طلباتك، بس البت دي متمددش چسمها چار جاويد على سرير واحد، ويكرهها.
تبسمت بشيطانيه قائله: الليله الچايه
هاتيلى خلجه من خلجات من البت دى بكره زى دلوك بس بشرط يكون عرقها فيه.

زفرت صفيه قائله: الليله الچايه هيكون إنعجد كتاب جاويد عليها، يعني هيكون كل شئ إنتهى مفيش حاچه تعمليها توجف عجد الكتاب.
ردت العرافه بثقه: حتى لو إنعجد الكتاب، أقدر أخلي العروسه تشوفه مسخ وتخاف منيه، ومش بس إكده أقدر أخلي جاويد نفسه جدامها كيف الجطه(القطه).
نظرت صفيه لها بفهم قائله بسؤال: جصدك!

أماءت العرافه رأسها قائله بتأكيد: جصدي إني أربطه وأخليه ميقربش منيها ولا يلمسها، وهي وجتها اللى مش هتتحمل كتير.
إبتسمت صفيه بظفر قائله: ياريت ده يحصل.
اكدت العرافه قدرتها قائله: هيحصل بس التمن المره دي غالي.
أخرجت صفيه من صدرها روزمة مال قائله: وأنا چاهزه وكل اللى هتطلبيه هجيبه، بس معوزاش الجوازه دي تعمر.
ردت العرافه ببريق شيطاني: هبحصل هاتيلى قطر من البت دى ما طلبت منيك.

ردت صفيه: بس كيف هاجي لإهنه بكره، أكيد هتبجي الدار بعد كتب الكتاب فيها حركه ومعرفش هعرف إطلع من الدار في وجت زى ده ولا لاه.
ردت العرافه: بسيطه أنا هاچي لحد الدار وهستناك في الضلمه جدام باب الدار الوراني.
تبسمت صفيه بإنشراح قائله: تمام.
[عوده]
تنبهت صفيه على همس مسك بإسم جاويد، ندرت لها ببؤس، لكن تذكرت طلب العرافه منها، نظرت ل مسك وجدتها مازالت تغط بالنوم، نهضت من مكانها وخرجت من الغرفه بهدوء.

أثناء سيرها بممر المنزل إقتربت من ذالك الشباك المطل على حديقه المنزل ويكشف مدخل المنزل، رأت سلوان وتلك الخادmه تقف جوارها بخارج المنزل، تبسمت بظفر، يبدوا أن الحظ معها اليوم ولن تضيع تلك الفرصه، سريعا توجهت نحو الغرفه التي تمكث فيها سلوان حتى دخولها للغرفه كان سهلا ف باب الغرفه مفتوح على مصرعيه، راقبت المكان قبل أن تدخل وتأكدت أن لا أحد قريب من الغرفه دخلت سريعا، تبحث عن ضالتها التي سرعان ما وجدتها أيضا وشاح رأس رأته بالأمس على رأس سلوان وضعته على أنفها تشتم راىحة عطر سلوان به إذن لابد أن مازال به آثر لعرقها، لفت الوشاح جيدا، ثم وضعته بصدرها بين ثنيايا ملابسها، وتوجهت نحو باب الغرفه، قبل أن تخرج من الباب نظرت على جانبيه ولم ترى أحد قريب، خرجت مسرعه نحو غرفة مسك ولكن أثناء سيرها دون إنتباه كادت تصتطدm ب مؤنس الذي إستعجب بلهفه قائلا: مالك يا صفيه بتجري إكده ليه، مسك چرالها حاچه.!
تهكمت صفيه بإستغراب وإستفزاز قائله: وهي مسك لو چرالها حاچه هتأثر إمعاك، طالما الغندوره بت بتك اللى سحبت بيومين عقلك بخير، ونستك إن مسك تبجي بت ولدك اللى عمره ما خرج من طوعك، معرفش كيف سحبت عقل جاويد هو كمان، عشان يفضلها على بت.

فهم مؤنس فحوي تلميح صفيه المباشر تنهد بآسى قائلا: بلاه حديتك الفارغ، مسك غاليه عيندي، وجاويد عمره ما لمح حتى إنه عنده نية الجواز بها، وفي الاول وفي الآخر كل الچواز نصيب، ويمكن ربنا شايل ل مسك الأفضل من چاويد.

تهكمت صفيه قائله: آه، الجواز نصيب، ومتوكده إن ربنا شايل لبت الافضل ويا عالم أيه اللى هيحصل في المستقبل، يمكن جاويد يعرف إن مش أى لمعه تبجي دهب، هروح أشوف بت، يمكن تكون صحيت من نومها ومحتاجه يد حنينه تطبطب عليها.
نفض مؤنس حديث صفيه المتهكم والساخر على يقين أن سلوان ومسك بنفس درجة المعزه في قلبه، ودخل خلف صفيه الى غرفة مسك ونظر الى رقدتها بالفراش بغضه كبيره وهي مازالت تغط بذالك السبات.

نظرت له صفيه قائله: مسك أها جدامك من عشيه وهي نايمه زي ما تكون مش عاوزه تصحي تاني، موجوع قلبها اللى دوستوا عليه بقلب مرتاح.
تقطع نياط قلب مؤنس و رد على صفيه: عيندي أشغال لازمن أخلصها قبل المسا، ومتجلجيش مسك جويه وهتجدر تتخطي اللى حصل لما تتوكد إن النصيب بينادm على صاحبه وهي مكنتش من نصيب جاويد.

غادر مؤنس وترك صفيه تشعر بحقد يزداد، لكن وضعت يدها على صدرها وتحسست ذالك الوشاح تشعر بزهو ظنا إن كل شئ سيعود لما خططت له سابقا.
بخارج منزل القدوسي
ساعدت نبيه سلوان على النهوض ونفضت ذالك الغبـ.ـار عن ثوبها كذالك وجهها، قائله بحنان: ليه يا زينة الصبايا زعلانه، متوكده إن جاويد بيه هيسعد قلبك.
نظرت سلوان لها لثواني بسخريه ثم تذكرت جلال
وتلهفت قائله: مفيش قدامي دلوقتي غير جلال، لازم أتصل عليه بسرعه.

تركت سلوان نبيه ودخلت الى المنزل متوجهه الى الغرفه التي تمكث بها سريعا وجذبت هاتفها، تقوم بالإتصال على جلال.

بينما بسيارة جاويد
للحظه تقطع نياط قلب هاشم ورأف قلبه وهو يرى جثو سلوان على الأرض عبر المرآه الجانبيه للسياره، تحدث ل جاويد بآمر: إرجع بالعربيه يا جاويد لمكان سلوان، أنا هقول لها إن جلال وجاويد شخص واحد وهاخد رأيها لو موافقه عليك يبقى تمام ولو قالت لاء مش غـ.ـصـ.ـبها.

لم يعترض جاويد على طلب هاشم ونظر خلفه للطريق وبدأ يعود بالسياره، لكن بنفس الوقت لم تنتبه سلوان لعودة السياره ودخلت الى المنزل بسرعه، توقف جاويد لثواني قبل أن يصدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه وتبسم ثم نظر ل هاشم قائلا: سلوان اللى بتتصل.
نظرهاشم بلهفه آمرا: طب رد عليها بسرعه بس إفتح الإسبيكر بتاع الموبايل.

فتح جاويد ذر التحدث ورد على سلوان التي سرعان ما قالت بلهفه واستنجاد: جلال انا محتاجه لك بسرعه ممكن تجي لحد أول طريق البلد.
رسم جاويد اللهفه قائلا: خير يا سلوان في أيه؟
ردت سلوان: مش هعرف أقولك عالموبايل تعالى لحد طريق البلد بسرعه من فضلك.
تلاعب جاويد قائلا: قوليلى في أيه اللى حصل، يمكن أقدر أساعدك.
زفرت سلوان قائله: لما نتقابل هقولك.

رد جاويد بخبث: بس أنا دلوقتي مش في الاقصر أنا في أسوان بشتري بضاعه، قوليلى في أيه يمكن أقدر أساعدك وأنا هنا.
زفرت سلوان نفسها بيآس قائله: وهترجع أمتي من أسوان.
رد جلال: الله أعلم أنا يادوب لسه واصل أسوان ويمكن مرجعش غير المسا بعد العشا، قوليلى في أيه؟

تمكن اليأس من سلوان ولم ترد على جاويد الذي تخابث قائلا: سلوان، سلوان، روحتي فين، قوليلى أيه اللى حصل إحنا كنا مع بعض إمبـ.ـارح وقولت لى إن جدك بيعاملك كويس.
ردت سلوان بيأس: مفيش يا جلال ياريت تحاول ترجع من أسوان قبل المسا.
تنهد جلال قائلا: تمام، هحاول ولما أوصل الأقصر هتصل عليك مباشرة.
ردت سلوان بحيره: تمام في أى وقت ترجع لل الاقصر إتصل عليا سلام.

أغلقت سلوان الهاتف وألقته فوق الفراش وجلست على الفراش تشعر بخيبه، حتى جلال من فكرت أنه سيكون المنقذ لها، غير موجود بالأقصر، كآن كل شئ يضيق عليها الخناق، لكن لن تستسلم وتلك الزيجه لن تتم.
بينما بالسياره أغلق جاويد الهاتف ونظر ببسمه الى هاشم الذي شعر بإنشراح في قلبه وإبتسم ل جاويد
قائلا: واضح إن سلوان عندها ثقه كبيره فيك.
إبتسم جاويد دون رد.

عاود هاشم سؤال جاويد قائلا: رغم إنى لغاية دلوقتي مش مقتنع بعدm معرفة سلوان إن جلال وجاويد شخص واحد، ومش عارف ليه مش عاوزها تعرف قبل كتب الكتاب عالاقل.
إبتسم جاويد قائلا: أظن إتأكدت بنفسك إنى مصدر ثقه ل سلوان، وحكاية إنى مش عاوزها تعرف أنى جاويد الاشرف قبل ما نتجوز، يمكن عاوز أعرف رد فعلها بعد ما تكون بقت مراتي رسمي، لهدف في دmاغي مقدرش أقوله لحضرتك.

إبتسم هاشم بفهم قائلا: تمام، براحتك، بس أحب أبشرك سلوان جميله وتبان هاديه، بس هي عنيده ومتمرده جدا.
إبتسم جاويد بتأكيد قائلا: عارف، بس أنا هعرف أسيطر على عنادها وتمردها وأحولهم لعشق.
وضع هاشم يده على كتف جاويد قائلا: طب شـ.ـد عصبك بقى وإتحمل اللى جاي، بس بحذرك سلوان لو لجأت ليا أنا وقتها مش هخذلها مره تانيه وهحتويها.

إبتسم جاويد بثقه قائلا: لاء إطمن يا عمي، وإنسى سلوان خلاص وإتأكد إنى هقدر أحتوي عنادها وتمردها.
بغرفة مسك.

إختار عقلها النوم، أو ربما تأثير تلك الادويه التي كتبها لها الطبيب بناء على طلب محمود منه، كى يستطيع السيطره على هزيانها وقسوة ما تمر به، ربما النوم هو الحل الوحيد الآن القادر على مساعدتها أن تتخطي تلك المرحله القاسيه حتى فقط يمر عقد القران، ربما تصحو على حقيقة أن ذالك الامل الواهي إنتهى وعليها نسيانه مهما كانت صعوبته، عليها تقبل حقيقة أن جاويد كان وهما صنعته بخيالها...

لكن للآسف رغم ذالك هو يعلم صعوبة نسيان حب عشش في قلبها منذ الطفوله كبر معها وكبرت به
حتى في خيالها وهي نائمه غـ.ـصـ.ـبا سكن وجدانها وهي ترى
جاويد ينادي بإسمها وهو يقترب منها مبتسما فاتحا ذراعيه الآثنين لها، هرولت سريعا نحوه كي تلقى بنفسها بين يديه لكن حين أصبح بينهم خطوه واحده جاويد أعطى لها ظهره، إستغربت ذالك وإقتربت من جسد جاويد ووضعت يديها على متفيه وسندت برأسها على ظهره، قائله: بحبك يا جاويد.

لكن سرعان ما سأم وجهها حين إبتعد عنها ذالك الجسد وإستدار ينظر لها متشفيا يقول: أنا زاهر يا مسك ياما جولت لك فوجي من الوهم اللى معشش في قلبك، وأها جاويد أول بنت ظهرت جدامه چري عليها وتجاهل غرامك الملحوظ له.
تخبطتت مسك بالحائط وهي تقاوم إغلاق عينيها وتبتعد عن زاهر قائله: لاه جاويد بيحبني، دى نزوه وهيفوق منيها بسرعه.

ضحكت مسك بهستريا وهي تنظر أمامها رأت جاويد يقترب من مكان وقوفها، عادت بنظرها ل زاهر قائله بتحدي: أها جاويد چاي عشاني، أنا مش عايشه في وهم، إنت اللى حقود وعايش في وهم غرامي، وده مستحيل يحصل.
ضحك زاهر قائلا بتشفي: إنت اللى عايشه في وهم بصي جدامك جاويد إتخطاك للى بتستناه بالتوب الابيض.

نظرت سلوان بحسره نحو جاويد الذي تخطاها وذهب الى إتجاه فتاه أخري، يركض خلفها ويضحك وهو يحملها بين يديه مقبلا وجنتيها وهي تتدلل عليه، رغم ذالك يتقبل دلالها، سقطت بجسدها أرضا تشعر بإنهاك وهي تصـ.ـر.خ بعشق إسم جاويد، وزاهر يضحك عليها بتشفي.
سأم وجه صفيه التي سمعت صراخ مسك بإسم جاويد وهي نائمه، شعرت بآسى قائله: ياريت جاويد كان مـ.ـا.ت وبتصـ.ـر.خي عليه من الحـ.ـز.ن، بس وحيات مرارة قلبك لا أخليه يرجعلك راكع يطلب وصالك.
مساء
بين المغرب والعشاء
بمنزل القدوسي بغرفة المندره
إستقبل مؤنس و صلاح مأذون البلده الذي تبسم قائلا بمزح: المأذون وصل قبل العريس ولا أيه.
إبتسم جاويد من خلف المأذون قائلا: لاه يا حضرة الشيخ أنا إهنه، بس كان معايا إتصال مهم.
أبتسم الماذون مازحا: إلأتصال أهم من كتب كتابك، خد بالك النساء صعب تفوت حاچه زى إكده وأكبر عدو للمرأه هو تليفون چوزها.

إبتسم جاويد بينما همس صلاح ل هاشم الجالس جواره قائلا: ده إن مكنش عندي ثقه إن العروسه هي صاحبة الإتصال المهم.
إبتسم هاشم له هامسا: ده شئ واضح من وش جاويد، ربنا يستر لما سلوان تعرف إن جلال هو جاويد، وإن الشخص اللى بتستنجد بيه هو نفسه اللى عاوزه تهرب منه.
إبتسم صلاح قائلا: متخافيش جاويد داهيه زى ما بتجول عليه، خلينا في كتب الكتاب.

فتح المأذون دفتره قائلا: قبل ما أكتب أي بيانات لازمن أعرف من وكيل العروس منيها نفسيها.
نظر جاويد نحو هاشم الذي وقف قائلا: تمام تقدر تتفضل معايا ونسأل العروسه.
ذهب هاشم مع المأذون الى غرفة سلوان
وقف أمام باب الغرفه يشعر بتوجس قائلا لل مأذون تسمح بس بدقيقه أدخل أتكلم معاها فيها.
أومأ الماذون برأسه موافقا.

إنتظر هاشم ثواني بعد أن طرق باب الغرفه ولم يسمع رد سلوان بالسماح له بالدخول، للحظه توجس وفتح الباب، لكن أخذ نفسه براحه حين وقع بصره على سلوان التي تجلس على أحد مقاعد الغرفه يبدوا أنها تشعر بهدوء عكس توقعه، أيقن أن جاويد حين خرج من الغرفه قبل دقائق كي يرد على مكالمه لهاتفه، كانت سلوان من تهاتفه، تأكد أن جاويد يحتل مكانه خاصه لدى سلوان، فهو يعلم جيدا خصالها وأنها صعب أن تثق بأي أحد لكن هذا عكس ما تشعر به نحو جاويد التي وثقت به، يعلم أنها حين تعلم هويته الحقيقه ستثور وتعند لكن هو ترك كل شئ بيد القدر، كما حدث من البدايه، دون تخطيط من أحد...

إقترب هاشم من مكان جلوس سلوان قائلا: بخبط عالباب ليه مردتيش عليا.
نظرت له سلوان بهدوء وظلت صامته.
زفر هاشم نفسه وتضايق من تجاهل سلوان لكن إبتلع تجاهلها قائلا: تمام المأذون واقف قدام باب الأوضه، عشان يعرف مين اللى هتوكليه بكتب كتابك.
إنتفضت سلوان بسرعه وغضب قائله: بس أنا مش موافقه على كتب الكتاب أساسا وهطلع أقول للماذون كده.

قبل أن تتوجه سلوان نحو باب الغرفه أمسك هاشم يدها بتعسف قائلا: بس أنا ولي أمرك وموافق على كتب الكتاب، وحذرتك قبل كده وخالفتي أمري، جيتي لهنا بإرادتك.

نظرت سلوان له برجاء قائله: بابا أرجوك بلاش تضغط عليا، عمرك ما عاملتيني بالطريقه دى قبل كده، ولا غـ.ـصـ.ـبتني على حاجه مش عاوزها، عارفه إنى خالفت أمرك وجيت لهنا الأقصر من وراك، بس خلاص يابابا خلينا نرجع تاني للقاهره وهنسي الاقصر دى نهائيا، بابا عشان خاطري بلاش تضغط عليا، الجواز مش لعبه.
كاد هاشم أن يحن قلبه ل سلوان ويوافقها على ما تريده، لكن كآنه لمح بالغرفه صوره قديمه.

ل مسك، وتخيلها أمامه تومئ له ببسمه وهي تهز رأسها بقبول، رجف قلبه، وأغمض عيناه ثم فتحها ونظر ل سلوان يحاول جاهدا عدm الإنصياع خلف حنين قلبه قائلا: خلاص الوقت نفد يا سلوان، دلوقتي أنا هفتح الباب للمأذون ولما يسألك مين وكيلك في كتب الكتاب، إختاري اللى يريحك بيني وبين الحج مؤنس.

شعرت سلوان بالآسى قائله بإستهجان تتلاعب بمشاعر والداها: طبعا عاوز تتخلص مني عشان مبقاش عازول بينك وبين مراتك اللى إتجوزتها، وبتدور على راحتها إنى أبقى بعيده عنكم، ويمكن أطلع من جوازي من اللى إسمعه جاويد ده بمبلغ محترم ووقتها محدش هيلغي الكريديت بتاعتي.
تنهد هاشم يفهم تلميح سلوان بغضب قائلا: إحسيبيها زى ما إنت عاوزه يا سلوان، كفايه تضيع وقت المأذون واقف قدام الباب والشهود في المندره خلينا ننتهي.

نظرت له سلوان بدmعة خذلان قائله بإنصياع: تمام يا بابا هوافق عالجواز، بس إعمل حسابك الجوازه دي مستحيل هتعمر ومتأكده أنها هتنتهي في أقرب وقت، بس مش هرجع لحضرتك تاني.
شعر هاشم بتقطع في نياط قلبه وأومئ ل سلوان رأسه دون حديث، وتوجه نحو باب الغرفه وفتحه وكبت تلك الدmعه بعينيه قائلا: إتفضل يا حضرة الشيخ، العروسه قدامك أهي أسألها مين وكيلها.

دخل المأذون الى الغرفه مبتسما يقول: الف مبروك، يا عروسه، يا ترى مين وكيلك في كتب الكتاب.
نظرت سلوان نحو هاشم للحظه تمنت أن ينهي ذالك لكن هو تجاهل النظر لها غـ.ـصـ.ـبا، شعرت سلوان بمراره حين عاود المأذون السؤال مره أخري، نظرت نحو هاشم بتعمد قائله: وكيلي هو الحج مؤنس القدوسى.
إبتسم المأذون قائلا: تمام ألف مبروك.

خرج المأذون من الغرفه وكاد يخرج خلفه هاشم لكن سمع تهكم سلوان: طبعا كده إرتاحت مني، ومش هتلاقى أى عازول بينك وبين طنط دولت إبقى سلملي عليها، بس يا خساره هتزعل أوي كان نفسها تجوزني أخوها عشان تضمن السيطره على قلب حضرتك، بس هي كانت غلطانه، هي ملكت قلبك كله حتى مكاني فيه هي خدته.

لم ينظر هاشم ل سلوان وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب، ووقف أمامه يشعر بتقطع في قلبه، أغمض عينيه، حين سالت تلك الدmعه الذي سرعان ما شعر بيد توضع على وجنتيه تجفف تلك الدmعه.
نظر هاشم لصاحبة تلك اليدين وتبسم حين تبسمت له قائله: متقلقش على سلوان أنا فرحانه أوي يا هاشم إنها هتبقى هنا في الأقصر قريبه مني.

إبتسم هاشم ورفع يده ووضعها على وجهه مكان تلك الأنامل الذي شعر بها وخشي أن يفتح عينيه ويعلم أن تلك اليدين لم تكن سوا خيالا تمني وجوده الآن.

بعد وقت إنتهي عقد القران، وضع جاويد توقيعه على قسيمة الزواج، وذهب مؤنس بدفتر المأذون ل سلوان كي تضع توقيعها هي الأخري على قسيمة الزواج، دخل الى الغرفه بعد أن طرق على بابها، وجد سلوان تقف خلف باب الغرفه ملامح وجهها متهجمه، حاول الهدوء، ومد يده بدفتر المأذون قائلا: جاويد مضي على قسيمة الجواز ناجض توقيعك.
تهكمت سلوان بتحدي قائله: واضح إن جاويد ده مستعجل أوي، تمام توقيعي مش هيضرني، ولا هينفعكم.

أخذت سلوان الدفتر ونظرت الى توقيع جاويد على القسيمه بإستهزاء، بينما أشار لها مؤنس بيده بالمكان الذي توقع به، لكن بسبب عصبية سلوان تغافلت ليس فقط عينيها وعقلها عن عدm وجود صور لها ولا ل جاويد، لكن قدm لها مؤنس بصامه كي تبصم على القسيمه فعلت مثلما قال لها بلا مبالاه منها.
عاد مؤنس بدفتر المأذون الى المندره مبتسما، تنهد جاويد براحه مبتسما هو الآخر.
بعد وقت بنفس الليله
بحوالي التاسعه والنص مساء.

نظرت سلوان بترقب من شباك غرفتها، رأت بعض العاملات يقومن ببعض الأعمال المنزليه، تنهدت بسأم قائله: دلوقتي لو خرجت قدام الشغالات دول مش هلحق أوصل لباب الدار، ومعرفش مدخل تانى للبيت ده، وأكيد زمان جلال على وصول.

زفرت نفسها بغضب، ثم توجهت نحو باب الغرفه تنظر بترقب وحسمت أمرها قائله: مفيش قدامي غير آنى أجازف وأخرج والا في النهايه هلاقي نفسي قدام الامر الواقع ومتجوزه من اللى إسمه جاويد الأشرف، اللى معرفش إزاي قابل على نفسه يتجوز ب بنت عمره ما شافها ولا هي شافته، وأنا أساسا مش عاوزه أشوفه ولا أعرفه، كل اللى عاوزاه أني أخرج من الدار دى ومن البلد دى كلها وبعد كده سهل أطلب الطـ.ـلا.ق، وينتهي الأمر.

خرجت سلوان من غرفتها وتوجهت الى خارج المنزل، للغرابه العاملات إبتعدن عن باب الخروج، سريعا سلوان إنتهزت الوقت واسرعت بالخروج من المنزل نظرت خلفها للحظه، تنهدت براحه، ثم أسرعت بالمشي، كآنها تركض رغم توجسها ورعشة جسدها حين مرت من أمام المقابر كذالك الطريق المجاور للمجري المائى، لكن إنشرح قلبها حين رأت سيارة جاويد للتو وصلت برأس الطريق أسرعت بالتوجه لها سريعا، قبل أن يترجل جاويد من السياره فتحت سلوان باب السياره وصعدت إليها قائله بلهاث: إطلع بسرعه يا جلال.
مثل جلال الأستغراب قائلا: في أيه يا سلوان، ومالك بتنهجي كده ليه، أنا مكملتش أشغالى في أسوان وجيت مخصوص عشانك.
إلتقطت سلوان نفسها قائله: سوق العربيه بسرعه وفي الطريق هقولك على كل حاجه، بس خلينا نمشى من هنا بسرعه.
إمتثل جلال لأمر سلوان وسار بالسياره قليلا ثم نظر ل سلوان التي هدأت أنفاسها قائلا: أعتقد دلوقتي لازم أعرف أيه سبب إتصالك وطلبك نتقابل في وقت زى ده.

ردت سلوان بهدوء: هي أول مره نتقابل في الوقت ده، بس المره دي بصراحه كان لازم نتقابل لأنى محتاجه منك خدmه خاصه.
تسأل جلال: وأيه هي الخدmه دى بقى؟
ردت سلوان: أول شئ محتاجه مكان أبات، ويكون بعيد عن هنا.
رد جلال: بسيطه بسهوله أحجزلك أوضه في الاوتيل اللى كنت نازله فيه بس أفهم أيه اللى حصل، جدك زعلك.

ردت سلوان بصراحه: لاء، مش الحج مؤنس السبب، بابا كمان هنا في الاقصر من إمبـ.ـارح وأنا مكنتش أعرف، بس مش ده المهم، في حاجه تانيه حصلت.
مثل جلال الأهتمام والفضول سألا: وأيه اللى حصل بقى.
ردت سلوان ببساطه وسردت له عن غـ.ـصـ.ـب وضغط والداها عليها كي توافق على عقد قرانها على المدعو جاويد الاشرف.

توقف جلال بالسياره فجأه قائلا: يعني إنت إتغـ.ـصـ.ـبتي تمضى على قسيمة جوازك من جاويد الأشرف، ليه ده أمنية أى بنت في الاقصر كلها يكون من نصيبها.
نظرت سلوان ل جلال بتهكم قائله: وإنت تعرف جاويد ده.
تبسم جلال قائلا بتأكيد: أعرفه شخصيا.
ردت سلوان: بس أنا بقى مش عاوزه أعرفه ومستحيل الجوازه دى تتم، لاني ههرب، وأنت هتساعدني.

نظر جلال لها يقول: مقدرش في دي بالذات يا سلوان، إنت خلاص زي ما قولتلى إنك وقعتي وبصمتي على قسيمة جوازك من جاويد، يعني رسميا مـ.ـر.اته، وكمان بسهوله جدا يعرف مكانك فين، فكرة الهرب دي فكره قديمه كانت بتحصل في الافلام القديمه بس في الواقع مستحيل تحصل.
ردت سلوان بثقه: لاء بتحصل ماما زمان هـ.ـر.بت يوم كتب كتابها ورفضت تتجوز من شخص تانى غير بابا.

زفر جلال نفسه قائلا: حتى لو ده حصل فأنت قولتى زمان مش دلوقتي، كمان جاويد الاشرف مش سهل.
زفرت سلوان نفسها قائله: سهل ولا صعب ميهمنيش أنا رافضه الجواز منه ومستحيل يتم، وبعدين إنت بدافع عنه كده ليه حاسه إنك مش عاوز تساعدنى، يمكن خايف من سطوة اللى إسمه جاويد ده.
ضحك جلال بإستهزاء قائلا: أنا آخر واحد أخاف من جاويد الاشرف.
تبسمت سلوان بأمل قائله: ليه، بينكم عداء ولا أيه؟

ضحك جلال قائلا: لاء بينا صداقه متينه ومستحيل أخون الصداقه دى يا سلوان.
نظرت له سلوان بإستغراب قائله: قصدك أيه، إنت مش هتساعدني.
أومأ جلال رأسه ب لا.
شعرت سلوان بصدmه قائله: مش فاهمه ردك.
رد جلال: لاء مقدرش أساعدك يا سلوان إنت دلوقتي، تعتبري زوجه رسميه ل جاويد الأشرف، واللى بتعمليه وفكرة الهرب مش في صالحك، لازم ترجعي تاني ل بيت جدك.

تهكمت سلوان بدmـ.ـو.ع قائله: آه أرجع دار الحج مؤنس وأوافق أبقى زي الهديه اللى بيسلموها ل جاويد بيه، زى الشغاله ما بتقولى، بس ده مستحيل يحصل حتى لو إنت رفضت تساعدني، ومتخافش مش هتخون صداقتك مع جاويد الأشرف، واللى الله أعلم بينكم صداقه ولا مصالح مشتركه وخايف عليها، عالهموم شكرا وبعتذر إنى عطلتك عن بقية شغلك، أنا هنزل من العربيه وأكمل الطريق لوحدي، زى ما جيت لهنا لوحدي برضوا.

وضعت سلوان يدها فوق مقبض باب السياره وكادت أن تفتحه كى تترجل، لكن جاويد أغلق ذر التحكم الإليكترونى ب باب السياره، نظرت له سلوان بعد أن سمعت صوت صمام الآمان قائله بأمر: أفتح التحكم يا جلال وخليني أنزل من العربيه.
نظر لها جلال ببرود قائلا: لاء يا سلوان، وخليني أرجعك لبيت جدك، وبلاش تتسرعي أكتر من كده، ومت عـ.ـر.فيش نتيجة تسرعك ده.

نظرت له سلوان قائله بحده: وإنت مالك بنتجة تسرعى، أنا حره، وأفتح باب العربيه بقولك.
تجاهل جاويد طلب سلوان، وبدأ بقيادة السياره قائلا: هوصلك لبيت جدك.
تنرفزت سلوان قائله: بقولك نزلني، يا جلال.

تجاهل جاويد طلب سلوان لكن تعصبت سلوان وبدأت تثور عليه ومدت يديها على عجلة القياده كى توقف السياره، لكن جاويد صد يديها، لكن لم تستسلم سلوان لذالك وظلت تحاول، حتى قال لها جلال: سلوان كفايه إهدي أنا مش هوقف العربيه، والطريق محدود وترابي وبهوجتك دى ممكن نعمل حادثه وندخل في أي شجره عالطريق.

لم تبالى سلوان من تحذير جلال، وظلت تحاول أن يقف جلال بالسياره غـ.ـصـ.ـبا، الى أن كاد يقفد السيطره على السياره، أوقفها سريعا ونظر نحو سلوان التي نظرت له بغيظ قائله: إفتح كنترول باب العربيه.
زفر جلال نفسه بغضب قائلا: لاء يا سلوان، كادت سلوان أن تتهجم عليه، قائله بذهول: إنت مين؟
كانت كلمة سلوان الاخيره قبل أن يضع جاويد يده فوق عنق سلوان ويضغط على العرق النابض بقوه لتغشى سلوان بعدها فاقده للوعي.

شعرت سلوان بالهدوء النفسي وهدأ إرتجاف جسدها، وإستكانت بهدوء غير منتبه أنها بين يدي جاويد الذي يضمها يهمس ببعض الآيات القرآنيه بأذنها...
شعر جاويد بإستكانة سلوان ظن أنها غفت، بين يديه، ضم جسدها أكثر ومال قليلا نائما على جانبه كى يتمدد على الفراش لكن.

سلوان إنتبهت أنها تعانق جاويد عاد لها الإدراك وحلت يديها اللتان كانتا تعانقه بهما وكادت تبتعد عنه، تخفض وجهها تشعر بخزي، لكن جاويد تشبث بجسدها وهو يجذبها بين يديه يتمددان فوق الفراش، أزاح بيده تلك الخصلات المتمرده من فوق عينيها، وإقترب يقبل جبينها وهو ينظر بوله لوجهها الذي أصبح أحمر داكن، تمركزت عيناه على شفاها التي تشبه حبات التوت الأحمر البري، بلا إنتباه منه كان يلتقم شفاها في قبلات شغوفه وهو يضم جسدها بين يديه، في البدايه تغافل عقل سلوان وإستجابت لذالك العناق وأيضا لتلك القبلات، لكن فجأه أغمضت عينيها للحظه جاء بخيالها ذالك المارد الذي رأته بالحلم، إرتعش جسدها وفتحت عينيها سريعا تشعر بقبلات جاويد على وجنتيها وكاد يصل مره أخرى لشفاها لكن سلوان دفعت جسده عنها بيديها كذالك حاولت إبعاد وجهها عن شفاه جاويد، قائله دون إنتباه: كفايه يا جلال.

لم يهتم جاويد في البدايه بيدي سلوان التي تدفعه كي يبتعد عنها، ومازال يشعر برغبه قويه في قلبه يود الإلتحام ب سلوان وإذابة ذالك الثلج المتجمد بينهم بحرارة قبلاته المتشوقه والشغوفه يستحث بها سلوان، لكن شعر بتصلب في قلبه، حين سمع نطقها له بإسم جلال
ليس فقط قلبه الذي تصلب أيضا جسده، وقبض بيديه بقوه فوق عضدي سلوان ورفع وجهه ينظر لعينيها بإستياء قائلا: .
قولت قبل كده تنسي إسم جلال خالص، إسمى جاويد.

تذمرت سلوان وشعرت بآلم طفيف من قضبتي يديه القويه على عضديها وحاولت فك قبضتي يديه عن عضديها دون حديث، لاحظ جاويد تأوه سلوان فخفف من قبضتي يديه على عضديها لكن مازال يأسر جسدها، ونظر لوجهها الذي مازال يشع إحمرارا وتسأل بفضول: أيه اللى كان خلاك بتصـ.ـر.خي وإنت نايمه وصحيتي مفزوعه.
تذكرت سلوان جزء من الحلم ثم قالت: أبدا كابوس عادي، واضح إنه بسبب نومك جانبي قبل كده مكنش بيجيلى أي كوابيس.

ضحك جاويد وضم جسد سلوان عليه أكثر قائلا: يعني نومي جنبك عالسرير هو اللى جابلك الكابوس ده، يعني مفيش سبب تانى.
ردت سلوان بإستهزاء: وهيكون أيه هو السبب التانى بقى.
إبتسم جاويد وإقترب من أذن سلوان قائلا بهمس ومغزى: إنك كنت عاوزه تحـ.ـضـ.ـنيني زى ما حصل لما صحيت من النوم، بس عاوزه تظهري الدلال.

تهكمت سلوان بحياء قائله: أظهر الدلال، لاء بلاش تتوهم ومن فضلك إبعد إيدك عن جـ.ـسمي، أنا عاوزه أكمل نومي، وإن حلمت تانى بكابوس مش هقرب منك، مع إنك إنت صاحب أكبر كابوس في حياتى اللى نفسي أصحى وأفوق منه.
ضحك جاويد وإزداد في ضم جسدها وخـ.ـطـ.ـف قبله من فمها قائلا بمرح: أنا بقول تنامي، عشان بصراحه الشيطان بيغويني ويقولى طالما أنت بتتعتبرينى أكبر كابوس في حياتك أحول الكابوس لحقيقه...
توقف جاويد عن حديثه لحظات غامزا بعينيه قائلا: وكمان بلاش حركه كتير منك.
انهى حديثه بقبله أخري خاطفه، بينما سلوان كادت أن تتذمر من ذالك لكن حذرها جاويد بنظرة توعد من عينيه فإستسلمت مجبره وأغمضت عينيها، أو بالأحرى أرادت ذالك العناق الذي يشعرها بالأمان لأول مره بعد أن ترى هذا الكابوس الذي تكرر معها سابقا بنفس ذااك المارد الذي يخرج من النيران ويتبعها ويقول نفس الجمله إنت لى منذ القدm.

سابقا كانت تصحو مفزوعه ولا تجد أحدا يضمها ويهدئها ويشعرها بالأمان، في فترات كانت بعيده عن والداها بسبب دراستها هنا ب مصر وهو بالخارج، تسأل عقلها: ما هذا الشعور الغريب التي تشعر به مع جاويد رغم أنه خدعها لكن بقلبها مازال لديها شعور الأمان معه ونحوه، حتى أنها بدأت تستهوي البقاء في حـ.ـضـ.ـنه رغم إظهارها عكس ذالك...

سرعان ما نهرت نفسها قائله: فوقي يا سلوان، جاويد مخادع جيد وبيتلاعب بيك هو عارف نقط ضعفك وبيستغلها.
عادت تخبر نفسها: بس رغم مرور أكتر من أسبوع على جوازه منك ولغاية دلوقتي مغـ.ـصـ.ـبش عليك يتمم الجواز، صحيح بيتـ.ـحـ.ـر.ش بيا ويبـ.ـو.سني وكذا مره كان ممكن بسهوله يتمم بقية أركان الجواز.

زفرت سلوان نفسها بقوه حائره بين تضارب وتصارع عقلها مع قلبها، لأول مره تعيش هذا الشعور المختلط، شعر جاويد بزفرتها فقال بإيحاء: بتنفخي ليه سقعانه حـ.ـضـ.ـني مش مدفيك ولا أيه، لو مش مدفيك عندي طريقه تانيه ومتأكد هتدفيك.
إستهزأت سلوان بقوله قائله: لاء وفر طريقتك أنا أساسا حاسه بالحر بسبب حـ.ـضـ.ـنك، وياريت تفك حصار إيديك من حواليا.

ضمها جاويد أكثر وتنهد قائلا بصدق: نامي يا سلوان، ومتخافيش أنا جنبك، ومش هخلي حاجه تأذيك، تصبح على خير.
إبتسمت سلوان تشعر براحه وأغمضت عينيها سرعان ما غفت مره أخرى.
بمنزل القدوسى.

فتحت صفيه باب المنزل بهدوء ودخلت تتسحب بهدوء وحذر، لكن فجأه تيبس جسدها وشهقت بخضه حين رأت أمجد امامها يحمل دورق به مياه، بينما إستعجب أمجد ذالك قائلا: ماما، مالك أيه اللى خضك، كنت فين الساعه دي، يادوب فاضل ساعه عالفجر الأولانى.

إرتبكت صفيه وتعلثمت بالرد: يعنى كنت هكون فين، حسيت إنى مخـ.ـنـ.ـوقه نزلت إجعد في الجنينه شويه وسوهي عليا ونمت من غير ما أحس ولما حسيت بالجو برد صحيت مستغربه، إزاي سوهي عليا الوجت ده كله، وبعدين إنت أيه اللى مسهرك وخرجك من أوضتك دلوك، بتفكر في الغـ.ـبـ.ـيه حفصه اللى ضيعتها من إيديك، فيها أيه لما تكدب وتجول لها إنى بحبك هو الحديت كان بفلوس إياك.

رفع أمجد دورق المياه الذي بيده قائلا: أبدا أنا مكنتش سهران، أنا صحيت من النوم عطشان وملقتش ميه في الاوضه نزلت المطبخ وأخدت دورق ميه معايا، وتفتكري لو كنت كذبت على حفصه كانت هتصدقني، رغم إني إكتشفت فعلا، أنا بحب حفصه وأعتقد الوقت لسه مفاتش.

تنهدت صفيه بتهكم قائله: فات ولا مفاتش أهى جدامك وإنت حر أنا سلتت يدي، كفايه حرقة جاويد لقلب أختك هو ومقصوفة الرقبه سلوان اللى دخلت لدارنا وجابت في ديلها الفقر بسببها رقدت أختك في السرير.
تنهد أمجد قائلا: تصبح على خير يا ماما عيندي محاضرات الصبح ولازم أنام شويه عشان أبقى فايق، كمان هقدm خلاص على رسالة الدكتوراه وكمان انا خلاص إتحدد ميعاد البعثه اللى تبع الجامعه الفتره الجايه.

تنهدت صفيه قائله: والبعثه دى جت مفاجأه مره واحده إكده، ولا كنت عارف ومخبي عليا؟
رد أمجد بهدوء: لاء يا ماما مجتش مره واحده ومكنتش مخبي عليك، بس أنا كنت مستني الوقت المناسب وأقول لحضرتك، بس اللى حصل الفتره اللى فاتت نساني.
تهكمت صفيه قائله: آه معليشى، المهم مدة البعثه قد أيه، فين بجي؟
رد أمجد: البعثه مدتها هتبقى ست شهور في ماليزيا.

تثائبت صفيه بجحود قائله: طيب، أنا حاسه بجـ.ـسمي مكـ.ـسر من نومتي في الجنينه، هطلع أفرد جـ.ـسمي عالسرير.
غادرت صفيه وتركت أمجد.

الذى شعر بالحـ.ـز.ن وإستعجب من رد فعل والداته الغير مباليه لسفره، كآنه يخبرها بأي شئ لا أهميه له لام نفسه كم كان مغفلا قبل ذالك حين كان يستمع لها ويفعل لها ما تشاء، حتى بخطبته من حفصه كان بسبب رغبتها في ذالك، لكن رغبته لم تكن لها أهميه لديها، لكن الآن تعلم الدرس قبل فوات الآوان وضياع حفصه التي لن يخذلها مره أخري ويسير خلف رغبة والداته.

بينما فتحت صفيه باب غرفة النوم بهدوء ودخلت الى الغرفه أشعلت ضوء خافت وتوجهت نحو الفراش نظرت على وجه محمود تبسمت بإرتياح حين رأته غارق بالنوم، همست بهدوء: زين إنى بخيت عليه من إزازة المنوم قبل ما أروح ل غوايش، إكده مش هيحس إنى جومت من جاره وهو نايم، أما أغير خلجاتي وأندس جاره، أفرد جـ.ـسمي من الخضتين اللى شوفتهم الليله.
آتى صباح جديد
بمنزل صلاح
بغرفة السفره.

إبتسم صلاح ل سلوان وهي تجلس جوار جاويد، بحياء مازال يسيطر عليها، ردت سلوان ببسمه خجوله، بينما دخلت الى الغرفه حفصه بلهفه وجلست على مقعدها قائله: جت عليا نومه لو مش منبه الموبايل مكنتش صحيت دلوك.
ردت يسريه بتسأول: مش النهارده مبيبقاش عندك محاضرات بدري، قبل إكده لما كنت بصحيك كنت بتجوليلى سيبني أنام.
ردت حفصه: كان في دكتور في الجامعه إعتذر عن محاضراته الاسبوع اللى فات وجابهم الاسبوع ده.

بحياء تسألت سلوان: بتحصل كتير، فعلا كان الاساتذه يأجلوا المحاضرات ويجيوا مره واحده ويحددوا ميعاد تانى، بس أنا معرفش لغاية دلوقتي إنت في كلية أيه.
نظرت حفصه لها بفتور قائله بنبرة تعالي: أنا في كلية الآلسن بدرس لغات أجنبيه، ويا ترى إنت بقى درستي أيه؟
شعرت سلوان بنبرة تعالي حفصه لكن ردت ببساطه: أنا درست أداب لغه فرنسيه.
تهكمت حفصه قائله: يعني بت عـ.ـر.في تتكلمي فرنساوي كويس.

ردت سلوان: مش بس فرنساوي أنا بعرف أتكلم أربع لغات
إنجليزي، فرنساوي، ألماني، إيطالي، وشويه روسي كمان، أصلي كنت عايشه مع بابا في الإمارات قبل ما أدخل الجامعه هنا في مصر وكنت في مدرسه إنترناشيونال، غير كنت جايبه مجموع كان ممكن يدخلني كلية الآلسن بس انا قولت كده كده أنا بعرف كذا لغه قرايه وكتابه مش هتفديني، وأنا مش بفكر أشتغل بعد ما أخلص دراسه، وكنت عاوزه جامعه الدراسه فيها سهله إختارت آداب فرنساوي.

شعرت حفصه بالغيظ من رد سلوان، وتهكمت قائله: وليه مكنتيش بتفكري تشتغلي بعد الدراسه، كان في دmاغك هدف تاني، زى الجواز مثلا.
ردت سلوان: لاء الجواز عمره ما كان هدف في دmاغي، ولا حتى كنت متوقعه أتجوز دلوقتي، كمان تقدري تقولى مكنش في دmاغي أى هدف نهائي، عادي.
تهكمت حفصه قائله بتسرع: يعني تافهه.
تحدث جاويد بحده: حفصه!، أوعي ل حديتك.
تعلثمت حفصه قائله: أنا مش جصدي، إن كان جصدي إزاي ملهاش هدف في حياتها و...
قاطعت سلوان حفصه تشعر بفتور نحوها: أنا فاهمه قصدك كويس، بس مش معني إن مكنش ليا هدف في حياتي إنى أبقى تافهه، يمكن عشان أنا عشت حياه قدريه غـ.ـصـ.ـب عني من صغري، ف إتعودت أمشي مع قدري وأشوف هيوصلني لفين، وأهو وصلني لهنا وكمان إتجوزت، رغم إنى مكنش الجواز في دmاغي، أنا بأمن ب القدر أكتر من إنى أخطط لمستقبل في علم الغيب، ويمكن يكون في ده جزء تفاهه فعلا مني.

أعجب صلاح من رد سلوان العقلاني ونظر لها ببسمه ثم ل حفصه قائلا: إنتم هتتحدتوا ويا بعض وتسيبوا الفطور.
ردت يسريه وهي تنظر ل ملامح حفصه التي تشعر أنها ليس لديها ألفه ناحية سلوان، وقالت: الحديت عالوكل مش بيشبع وبيضيع الوجت.

فهمت حفصه مغزي حديث يسريه أن سلوان ليست ضيفه وعليها معاملتها بقبول أكثر من ذالك، حادت حفصه عينيها عن يسريه وبدأت بتناول الطعام بسرعه وغادرت متحججه بأنها لا تود التأخير على ميعاد المحاضره بينما بالحقيقه مازالت تشعر بعدm تقبل ل سلوان كزوجه لأخيها.

بعد قليل إنتهى جاويد وكذالك صلاح الذي نهض قائلا: الحمد لله، مش يلا بينا يا جاويد عشان توصلني إمعاك للمصنع بليغ من عشيه مأكد عليا أكون عينديه في المصنع من بدري.
نهض جاويد قائلا: تمام يا بابا.
قبل أن يغادر جاويد غرفة السفره نهضت سلوان بتسرع خلفه قائله بعفويه: جلال.

توقف جاويد ونظر نحو صلاح الذي غص قلبه لكن هو يعلم حقيقة أن سلوان كانت تعرف جاويد بهذا الإسم، بينما شعرت يسريه بنغزه قويه في قلبها ودmعه إنحشرت بين أهدابها، بينما قالت سلوان بتلقائيه: هترجع عالغدا.
رد جاويد بإختصار: لاء عندي شغل كتير، مش هرجع غير عالمسا.

أومـ.ـا.ت سلوان رأسها ل جاويد وظلت واقفه تنظر في أثره وهو يغادر من المكان، لكن شعرت بيد يسريه تقبض على معصم يدها بقوه بصوت متحشرج بالدmـ.ـو.ع قائله: ممنوع أسمعك تقولى إسم جلال ده تاني، إسمه جاويد فاهمه.
للحظه شعرت سلوان بالخـ.ـو.ف من نبرة يسريه القويه، كذالك بألم من قبضة يد يسريه القويه وأومأت رأسها ب نعم.
تركت يسريه يد سلوان وغادرت الغرفه، بينما ظلت سلوان واقفه تشعر بوحده ليست جديده عليها.

بينما صعدت يسريه الى غرفة نومها وشعرت بهبوط في قلبها وإنفجرت عينيها بالدmـ.ـو.ع وهي تفتح أحد أدراج الدولاب تخرج ذالك الألبوم الخاص بالصور، وجذبت إحدي الصور تنظر لها وتتلمس ملامح صاحب الصوره بآسي، كان وليدها الأول
كان قصير العمر، طريقة مـ.ـو.ته كانت مفزعه وصعب على أى قلب أم أن تتقبلها ولدها وجد غريق مسلوب القلب.

تذكرت قول أوصاف لها ذالك اليوم بعد دفنه بعدة أيام، كان وقتها جاويد صاحب الإثني عشر عام بالكاد إسترد جزء من صحته وتسلل خلفها الى المقابر، رأى جلوسها تبكي أمام ذالك القبر، إقترب منها ووضع يده على كتفها، رأت دmـ.ـو.عه هو الآخر، نهضت سريعا وضمته بحـ.ـضـ.ـنها، وسحبته من يده كى يغادران المقابر، لكن قبل أن يخرجا من المقابر تقابلا مع إنصاف التي نظرت الى جاويد ثم ل يسريه التي رأت طيف أسود من بعيد بين المقابر، جذبت جاويد عليها بقوه كآنها تحميه، ونظرت الى إنصاف ثم أمائت لها برأسها بفهم، وغادرت هي وجاويد من المقابر، لكن ذهبت للقبر باليوم التالى تحمل بيدها إيناء فخاري به إحدي شتلات نخيل الزينه الخضراء، وضعتها أمام قبر جلال، وجلست قليلا، الى أن رأت إقتراب إنصاف منها وأخرجت ذالك الحجاب الصغير الموصول بخيط، رغم أن الخيط رفيع لكن سميك، مدت يسريه يدها وأخذت منها الحجاب، وإستمعت لها: جاويد بلاش يقرب من أرض الجميره، جاويد كان هو المرصود مش جلال، الحجاب ده يلبسه في رقابته بإستمرار، العشق لعنه وهتصيبه، وفيها نجاته أو هلاكه...

القدر وقوة العشق في القلوب هي اللى هتحدد مصيره، وإحذري قطع خيط الحجاب
لو إتقطع الخيط معناه حاجه من الإتنين، يا اللعنه إتفكت، يا العمر إنتهى
دmعه نزلت من عينى يسريه على تلك الصوره، مسحتها بأناملها مازالت تشعر بحسره تسكن قلبها.
عصرا
بشقة ليالي.

كادت ليالى أن تضع تلك الصنيه الصغيره على تلك الطاولة صغيره وهي تبتسم لكن نهض الجالس سريعا وأخذ هو منها الصنيه، إبتسمت وهي تترك له الصنيه قائله: زاهيه إتصلت الصبح وبتقول أنها داخله على دور برد شـ.ـديد وخافت تجي النهارده لا تعديني منها، صوتها في الموبايل كان شكلها تعبانه أوي، بس أنا برضوا بعرف أصرف نفسي، ومتخافش الكيكه دي اللي كانت عملاها زاهيه إمبـ.ـارح وشالت لك نصيبك منها بعيد عني.

إبتسم الآخر وهو يجذب يدها لتجلس جواره على الاريكه ثم ضمها الى صدره قائلا بعتاب مرح: .
يعني لو مش زاهيه شالت نصيب كنت هتاكلي الكيكه لوحدك من دوني.
إبتسمت له قائله: إنت اللى بقيت تغيب كتير والمثل بيقول الغايب مالوش نايب و إنت عارف إن أنا نقطة ضعفي هي كيكة البرتقال.

إبتسم وهو يجذب قطعة من قطع تلك الكيكه وقربها من فمه وأخذ قطعه ثم وجه بقية القطعه لفم ليالى قائلا: أنا كمان بحب كيكة البرتقال من زمان أوى كانت أمي طول الشتا تشتري لينا برتقال ويوستفندي وتجول كلوا منهم كتير، عشان هما بقللوا نزلات البرد، وكانت تعمل هي وأختي كيكة البرتقال.
إبتسمت ليالى قائله: .
ربنا يرحمهم هما الإتنين.

شعر بغصه قليلا وصمت، بينما رغم فقد ليالي لبصرها لكن صمته أعطاها شعور أنه يتآلم، رفعت يديها ووضعتها على وجنتيه قائله بيقين: لسه لغاية دلوقتي مش قادر تسامح أختك يا
محمود.
شعر بغصه قائلا: حاولت أسامحها كتير، لكن أوقات قلبي بيفتكر إن بسببها زمان إتجبرت أتجوز من صفيه.

وإتغـ.ـصـ.ـبت أتحمل عشرتها لحد دلوقتي، ت عـ.ـر.في يا ليالي لو مش وجودك في حياتى، وطول الوجت تصبريني وتجوليلى عشان خاطر ولادك يمكن مكنتش قدرت إتحمل عشرة صفيه.
مساء
بالمصنع
بمكتب جاويد، نهض بليغ قائلا: كده يبجي كله تمام بضاعة العميل الروسي إنتهينا من تصنيعها، فاضل بجي نشحنها له.

تنهد جاويد قائلا: فعلا كده تمام، الشحن أمره سهل أنا إتفقت مع شركة شحن طيران ليها فرع إهنه في الأقصر، يعني مسألة يومين أو تلاته بالكتير والبضاعه تكون وصلت للعميل الروسي، متأكد إنه هيرجع يطلب مننا بضاعه مضاعفه، أنا لما كنت معاه في رحله في المعابد حسيت إن عنده هوس بالنوعيه دي من التماثيل، وكمان هو متمرس في تجارة الفخار والخزف في روسيا وأكيد عامل دراسة جدوي وافيه عارف بها إزاي يسوق لبضاعة زى دى كويس.

إبتسم بليغ قائلا: ربنا يوفقك ويزيدك، إنت تستاهل النجاح إنت وصلاح.
إبتسم جاويد قائلا: أنا معرفش من غيرك يا عم جاويد كنت هتصرف إزاي بصراحه إنت اللى بتشجعني كمان إنت تقريبا اللى كنت شايل الشغل الفتره اللى فاتت.

إبتسم بليغ قائلا: بلاش حديت فاضى، كل ده بذكائك وتعبك إنت أها المفروض عريس جديد، وسايب عروستك وداير معانا في المصانع، بس أنا بجول طالما تمام إكده تاخد العروسه بجي كام يوم وتسافروا في أى مكان تقضوا يومين عسل، والله العروسه تستحق لو واحده غيرها كانت إضايجت وجالتلك أنا لسه عروسه وفايتني ومهتم بشغلك، خد بالك نصيحه من عمك بليغ الستات بتحوش ولحظه بتطرش وتفتكر لك هفوات وتبجي عينديها كبيره جوي.

ضحك جاويد قائلا: بس أطمن إن البضاعه وصلت روسيا للعميل بسلام هاخد سلوان كم يوم ونسافر أى مكان هي تختاروه.
إبتسم بليغ قائلا: تمام ربنا يهنيكم، وإبجي سلميلي عليها، همشي أنا بجي بلاش أعطلك، عشان متتأخرش عالعروسه، سلام.

أبتسم جاويد بعد خروج بليغ من المكتب وإتكئ بظهره للخلف على مسند المقعد يتنهد بشوق، وهو يتذكر قبلاته ل سلوان صباحا كذالك نهوضها خلفه وسؤاله متي سيعود، لكن شعر بغصه، سلوان مازالت تنادي عليه بإسم جلال، يبدوا أن ذالك الخطأ الذي إرتكبه بذلة لسان وقتها سيلازمه مع سلوان لفتره قبل أن تنسى ذالك الإسم، لكن تنهد بشوق، ونهض أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج ذاهبا الى من تسلب قلبه وعقله معا رغم عنادها المحبب له.

بمنزل صلاح
كانت سلوان تجلس مع يسريه ومحاسن التي كانت تمزح وتحاول جذب سلوان للحديث معهم تود إذابة ذالك الجمود بين يسريه وسلوان، كذالك رهبة سلوان المتخفظه ليس فقط من ناحية يسريه، بنفس الوقت دخلت إحدي الخادmـ.ـا.ت الى الغرفه قائله: حجه يسريه في ست واجفه جدام باب الدار بتسأل عنيك.
تسألت يسريه: ومين الست دي يا توحيده؟
ردت توحيده: معرفش مجالتش إسمها كمان مخبيه وشها.
نهضت يسريه واقفه قائله: طب دخليها لمجعد الضيوف وأنا جايه وراك أها.
ذهبت توحيده، بينما إستغربت محاسن قائله: هتكون مين الضيفه دي تكون عاوزه منك أيه؟
ردت يسريه: وأنا أعرف منين.
كادت محاسن أن تنهض قائله: أجى إمعاك أشوف هي مين وعاوزه أيه؟
نظرت يسريه نحو سلوان قائله: لاه خليك إهنه شايفه إنك منسجمه مع سلوان، هروح أنا أعرف مين الست دى وعاوزه أيه.

شعرت سلوان بالفضول هي الاخري لكن ظلت تتحدث مع محاسن ترد على مزاحها بإقتضاب، رغم أنها تشعر معها بالألفه عن يسريه، لكن هي بطبيعتها حذره في التعامل مع الآخرين، وإزداد هذا الحذر بعد خداعها في جاويد، أو ربما هنالك سبب آخر معاملة يسريه ببعض من الحده والآمر.

بينما دخلت يسريه الى غرفة الضيوف وألقت السلان على تلك المرأه التي تخفي وجهها بوشاح أسود، ثم رحبت بها قائله: أهلا يا ست، خير توحيده جالتلى إنك عاوزني في شأن خاص.
كشفت تلك المرأه عن وجهها وإقتربت من يسريه وكادت تنحني تقبل يدها قائله: أنا جايه ليك مخصوص، يا حجه يسريه بعد اللى سمعته عنيك وأنك مش بتحبي الظلم، وأنا جايه لك في مظلمة شرف بسبب زاهر واد سلفك صالح.

جلست سلوان مع محاسن تتحدثان قليلا الى أن صدح هاتف محاسن وقامت بالرد عليه ونهضت قائله: ده جوزي بيتصل بيسالني على مكان حاجه في الدكان ومش لاقيها، هو هروح له الدكان أطلعها من جدامه، هو إكده يادوب أسلت رچلي من الدكان ويحتار مع الزباين وأماكن البضاعه فين، كآني ببجي مخبياها في جيبي وانا ماشيه، جومي إمعاي نتمشى لحد باب الدار، والله جعدتك ما يتشبع منيها، أجولك يسريه خيتي كان لازمها مرت إبن سو زى مسك، بس الواد جاويد طول عمره بيفهم وذوقه حلو، وأنا من أول ما شوفتك جولت هي دي زينة الصبايا اللى تليق ب جاويد.

إبتسمت سلوان ونهضت معها الى أن أوصلتها الى باب المنزل وهي عائده نظرت نحو تلك الأؤرجوحه الموجوده بالحديقه، شاور عقلها قليلا ببعض الفضول أن تذهب الى غرفة الضيوف وترى من تلك السيده التي طال مكوثها مع يسريه، لكن خشيت أن تحدثها يسريه بحده أمام تلك الضيفه، كذالك شعرت بنسمة هواء ليليه لطيفه، وتوجهت نحو تلك الأؤرجوحه وجلست عليها تنظر نحو تلك النجوم المصطفه بالسماء كذالك القمر الذي إقترب من الكمال، إبتسمت بشجن وهي تتذكر يوما ما أخبرتها والداتها أن تلك النجوم هي أرواح الناس الطيبين، عقلها وقتها كانت طفله وصدقتها، حتى أنها كانت تنظر للنجوم أحيانا وتتحدث معها ظنا أن والداتها إحدي تلك النجمـ.ـا.ت وتستمع إليها، لكن إكتشفت الحقيقه حين كبرت، أن تلك النجوم ما هي الى مجـ.ـسمـ.ـا.ت فضائيه تدور بفلك خاص بها، لكن تظل بالرأس أشياء نعلم حقيقتها جيدا رغم ذالك قد نظل نصدق وجه آخر نريده لها، تنهدت سلوان، وبدأت تتأرجح برويه على الأؤرجوحه، غير منتبه الى ذالك الخسيس.

الذى يقف في إحدي شرفات منزله.

عيناه تقدح برغبه وهو يضع يده يمسد بها على صدره، يبتلع لعابه، يشعر بإثاره، وفكره واحده تجول برأسه، كم كان سيشعر الأن بلذة نشوه خاصه لو كانت تلك الجميله بين يديه، تلك الجميله التي أحيت في قلبه إمرأة الماضي التي فرت منه ليلة زواجه بها، وفضلت عليه خسيس تلاعب بعقلها ووهمها بعشق هرولت خلفه وتركت كل شئ هنا غير آبهه بمن تركته خلفها بقلب محطم، يعلم أن هنالك من ساعدتها في ذالك وأخبرتها ببعض أطباعه السيئه لكن لو كان ظفر بها ربما كان تاب عن تلك الأطباع السيئة وإكتفي بها وحدها...

اغلق عينيه لحظات.

يلعق شفاه بإثاره وهو يتخيل تقبيلها ونشوه خاصه تسري بجسده وهو يتخيلها بين يديه لكن قطع نشوة ذالك الخيال السافر صورة جاويد وهو يسحبها من بين يديه ويقوم بتقبيلها هو، فتح عيناه سريعا وليته ما فتحها، ها هو جاويد الذي قطع جموح خياله آتى بالحقيقه، وترجل من سيارته وإقترب من سلوان التي تبسمت له بسمتها مثل ضوء القمر الذي يشق عتمة غيوم الشتاء، شعر ببغض وحقد كبير ل جاويد يشبه بغضه القديم ل هاشم بل ربما أكثر حقدا عليه.

بينما
بنفس الوقت دخل جاويد بسيارته الى فناء الموجود بين المنزلين وأول ما وقع عليه كان وقوف صالح بتلك الشرفه وعيناه ترتكز نحو تلك الأؤرجوحه التي نظر نحوها ليشعر بغيره حين رأي سلوان تجلس عليها، توجه نحو جلوسها، شعر بإنشراح في قلبه حين تبسمت سلوان بعفويه منها، لكن بنفس اللحظه شعر بعصبيه قبل أن يجلس جوارها على الأؤرجوحه قائلا بحده: أيه اللى مقعدك بره الدار هنا في الجنينه.

شعرت سلوان بنبرة جاويد الحاده حاولت تجاهلها وهي تنظر نحو السماء قائله ببرود: هي الجنينه مش من الدار، وبعدين
كنت بعد النجوم.
إستوعب جاويد طريقته الحاده وهدأ ونظر ل سلوان مازح: ويا ترى طلعوا كم نجمه.
ردت سلوان: معرفشي غلطت وأنا بعدهم، كنت لسه هبدأ أعدهم تاني.
نهض جاويد باسم يقول بحده: طب كفايه عد وخلينا ندخل للدار، وبعد كده بلاش تقعدي على المورجيحه دي.

تنهدت سلوان وظنت أن هذا تحكم من جاويد كعادته وقالت: وليه مقعدش عالمورجيحه، عالعموم تمام أنا هنا بنفذ اللى بيتقالي عليه وبس، مش مطلوب مني غير كلمة حاضر.
إستغرب جاويد قائلا: سلوان، إنت فهمتيني غلط، أنا...
قاطعت حديثه سلوان قائله: لا غلط ولا صح ياريت ندخل لجوه لآنى بدأت أحس بشويه سقعه.

دخلت سلوان أمام جاويد الذي كاد يصتطدm بتلك المرأه لكن تجنب منها وأفسح لها الطريق معتذرا، بينما بعد مغادرة تلك المرأه نظر ناحية والداته قائلا: مين الست دي يا ماما.
ردت يسريه: دى معرفه جديمه، إطلع غير هدومك على ما أجول لتوحيده تحضر العشا.

وافق جاويد يسريه فبالنهايه هذا شئ لا يهمه سحب يد سلوان معه وصعد الى الجناح الخاص به تعجب من صمت سلوان التي جلست على مقدmة الفراش، إقترب وجلس جوارها على الفراش ووضع يده على كتفها قائلا: مالك يا سلوان ساكته ليه.
ردت سلوان ببساطه: وعاوزني أتكلم أقول أيه.
إبتسم جاويد بمكر قائلا: ولا يمكن الكابوس اللى شوفتيه لسه مأثر عليك.
تنهدت سلوان قائله: الكابوس اللى شوفته أرحم من الحقيقه اللى عيشاها.

قالت سلوان هذا وإبتعدت عن يد جاويد وعادت للخلف على الفراش وتسطحت عليه.
شعر جاويد بغصه في قلبه ونهض واققا ينظر لها قبل أن يتحدث صدح رنين هاتف أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم مد يده بالهاتف نحو سلوان قائلا: الإتصال ده ليك باباك.
نظرت سلوان للهاتف الذي بيد جاويد وترددت أن تمد يدها له، لكن جاويد أمسك يدها ووضع بها الهاتف قائلا: هروح أغير هدومي في الحمام.

توجه جاويد نحو دولاب الملابس وأخذ له زي منزلي وذهب نحو الحمام، مازالت سلوان متردده بالرد، لكن قبل أن تنتهي مدة الرنين ردت.
تنهد هاشم بهدوء قائلا: إزيك يا سلوان.
صمتت سلوان للحظات قبل أن يعيد هاشم سؤاله: بقولك إزيك يا سلوان ليه مش بتردي عليا.
ردت سلوان: مفيش بس يمكن شبكة الموبايل مش كويسه، أنا الحمد لله بخير.

تنهد هاشم براحه قائلا: فرحت لما إتصلت على موبايلك وردتي منه قبل كده لما كنت بتصل عليه كان بيدي خارج نطاق الخدmه وكنت بضطر أتصل على التليفون الأرضي او موبايل جاويد.

إستعجبت سلوان قول والداها، لكن بنفس اللحظه إعتقدت أنه يكذب عليها الا يعلم أن هاتفها كان بحوزة جاويد منذ ليلة كتب الكتاب، لكن صمتت، مما جعل هاشم يسترسل في الحديث معها، وكانت ترد بإقتضاب، مما جعل هاشم يشعر بوخزات في قلبه، سلوان مازالت غاضبه، دخل لديه شك أن جاويد مازال لم يستعيد ثقة سلوان، إنتهي الإتصال سريعا حسب رغبة سلوان التي مازالت تشعر بالغضب، كذالك تشعر بشعور غريب عليها بين القبول بما حدث وزواجها بهذه الطريقه المخادعه من جاويد، أو رفض تلك المشاعر التي تسحبها بلا إراده منها، لا تنكر إنجذابها ل جاويد منذ أول لقاء بينهم لكن هذا لم يكن إنحذاب فقط بل كان ثقه وهو خدعها، تنهدت سلوان بسأم وألقت الهاتف على الفراش بنفس اللحظه خرج جاويد من الحمام ونظر نحو سلوان بتعجب قائلا: خلصتي مكالمة باباك بالسرعه دى.
إعتدلت سلوان على الفراش وتمددت جالسه تقول: أيوا، مفيش موضوع يستاهل نطول الكلام فيه، الموبايل أهو.
إستغرب جاويد قائلا: ده الموبايل بتاعك.
ردت سلوان: ما أنا عارفه إنه الموبايل بتاعي، بس هو كان معاك من ليلة ما...

صمتت سلوان ولم تكمل حديثها، بينما إقترب جاويد من الفراش قائلا: الموبايل كان في تابلوه العربيه، وأنا كنت نسيه وهو كان فاصل شحن بالصدفه النهارده بفتح التابلوه لقيته حطيته يشحن وأنا في العربيه عشان منساش أجيبه ليك.
تهكمت سلوان قائله: معليشي مشاغلك الكتير نستك، عالعموم انا مش محتاجه له، بالنسبه لى وجوده من عدmه مش مهم، هكلم مين يعني.
رد جاويد: إبقي كلميني يا سلوان ويلا قومي خلينا ننزل زمان العشا جهز.

ردت سلوان: أنزل إتعشي إنت أنا مش جعانه، حاسه بشوية صداع ومحتاجه أنام.
صعد جاويد على الفراش ممددا جوار سلوان قائلا بمكر: وأيه يا تري بقى سبب الصداع كابوس إمبـ.ـارح.
نظرت سلوان له بسخريه وإلتزمت الصمت.
تنهد جاويد وجذب يد سلوان قائلا: سلوان خلينا نتعشى، وبعدها إبقى ألوي شفايفك الحلوين دول، إحنا لسه عرسان جداد والمفروض وشك يبقى بيضحك.

تنهدت سلوان بضجر وسحبت غطاء الفراش عليها قائله: قولت مش جعانه هو الأكل كمان غـ.ـصـ.ـب، ولا خداع.
زفر جاويد نفسه سألا
سلوان مالك الصبح كنت كويسه، ولا طريقة كلام حفصه ضايقتك.
ضيقت سلوان عينيها تقول: أنا نسيت أساسا كلام حفصه هي من وقت ما دخلت للبيت وهي واضح إنها كانت عاوزه لك زوجه تانيه، عادي يعني، من فضلك يا جاويد سيبني وإنزل أتعشى أنا مش جعانه.

تنهد جاويد قائلا: لو مش هتنزلي تتعشى أنا كمان مش هنزل وده محبب على قلبي جدا، لأنى هتعشى بحاجه تانيه ومتأكد هتبقى ألذ وأطعم، بس فيها عيب مش بتشبع.
أنهى جاويد قوله ووضع يده على سحاب عباءة سلوان بإيحاء، فإنتفضت سلوان وأزاحت غطاء الفراش عنها بعنف ونهضت من فوق الفراش قائله بعصبيه: هو كل شئ لازم أعمله غـ.ـصـ.ـب حتى الأكل كمان.

إستغرب جاويد رد فعل سلوان المبالغ فالأمر لا يستحق كل ذالك منها وكاد يقترب منها، لكن هي رفعت كف إحدي يديها قائله: من فضلك سيبني لوحدي، أنا حاسه أنى مصدعه ولو نمت هرتاح.
كاد جاويد أن يعترض لكن سلوان أعادت قولها برجاء: أرجوك سيبنى لوحدي يا ج...
توقفت سلوان قبل أن تقول جلال.
غص قلب جاويد وهو يعلم أنها توقفت عن تكملة إسم جلال
تنهد بإستسلام لرغبتها قائلا: تمام مش هضغط عليك براحتك يا سلوان.

حاولت سلوان أن لا تنظر له الى أن غادر الغرفه وأغلق خلفه الباب بقوه، تركت العنان لدmـ.ـو.ع عينيها وجسدها الذي تهاوي فوق الفراش، لا تعرف سبب لتلك الدmـ.ـو.ع ولا سبب لذالك الشعور الذي يجعل قلبها يآن.

كذالك جاويد خرج من الغرفه وتوجه حديقة المنزل وصعد الى سيارته وخرج من المنزل يقود السياره بلا هدف، يشعر هو الآخر بحيره تنهش عقله، هو ظن أن سلوان ستغفر كذبته سريعا، خاصتا أنه لم يغير طريقه معاملته معها، لم يتغير سوا إسمه فقط.
بالقاهره.

وضع هاشم الهاتف جواره يشعر بغصه في قلبه سلوان رغم مرور أكثر من أسبوع مازالت ترد على إتصاله وسؤاله عليها بإختصار وإقتضاب، حسم أمره وتنهد وقام بجذب الهاتف مره أخري وقام بالإتصال قائلا: من فضلك عاوز أحجز تذكرة سفر لل الأقصر.
إنتظر الرد بعد دقيقه قائلا: تمام متشكر.
بنفس اللحظه وضعت دولت تلك الصنيه الصغيره قائله بإستغراب: أنا سمعت جزء من مكالمة الموبايل وفهمت إنك حجزت تذكرة سفر لل الاقصر.

رد هاشم: ايوا، قلبي مشغول على سلوان، هسافر أطمن عليها.
تعجبت دولت قائله: إنت راجع من عندها يادوب من أسبوع وكمان سبق وقولت إن جوزها شخص ثقه.
رد هاشم: وفيها أيه يعني هي مش بنت ولازم أطمن عليها، عالعموم هو يوم صد رد مش هغيب هروح أطمن عليها وأرجع بسرعه، أنا ماليش مزاج للشاي هروح أنام عشان أبقى فايق وأنا في الطياره.

ترك هاشم دولت التي تهكمت بحسره قائله: آه عشان تبقى فايق لمقابلة بنتك، كانت غلطة حياتى إنى وافقت أتجوز كنت عايشه مرتاحه مع إبني، منك لله يا شاديه، غوتيني بواحد قلبه إتقفل على بنته بعد مـ.ـو.ت مـ.ـر.اته، اللى زى ما تكون كانت ساحره له من بعدها يزهد الحريم.
ب شبرا الخيمه
شعرت إيلاف بالسهد.

نهضت من فوق فراشها وقامت بإزاحة ستائر شباك الغرفه الزجاجي، رأت تجمع تلك الغيوم البسيطه التي تسير بالسماء تخفى تلك النجوم السابحه جوارها منها ما يتوراي خلف تلك الغيوم ويعود للظهور مره أخرى بعد سير الغيوم، تنهدت ببسمه وتذكرت مهاتفة بليغ لها مساء اليوم وسؤاله عنها متى ستعود لل الاقصر وإجابتها عليه أنها ستعود بعد غد
سألت نفسها عن ذالك الشعور الغريب التي تشعر به إتجاه بليغ، هل هو إعجاب أم حب.

حب، إستغربت تلك الكلمه، تعلم جيدا بليغ ربما يقترب في العمر من والداها، سأم وجهها وتحسرت هنالك فرق كبير بين والداها و بليغ، بلحظه
تمنت لو كان لها والد مثل بليغ، وما كان ترك لها تلك الوصمه التي تشعر بها وتتهرب منها داىما ما تخشى أن يعلم أحد عن ماضى والداها اللص القـ.ـا.تل.

حتى أنها هي من أرادت الهروب لابعد مكان حتى لا يعلم أحد بتلك والوصمه، والتي للحظه إرتجف قلبها وقت أن دقق جواد بالملف الشخصى لها خشيت أن يكون قرأ بالصدفه عن حادثه والداها التي كانت مشاع وتتصدر القنوات والصحف لوقت، على ذكر جواد لا تعلم سبب لتلك البسمه التي شقت فمها كذالك تلك النغزه التي شعرت بها، لم تنكر إعجابها بشخصيته اللطيفه والإنسانيه، للحظه ضحكت وشعرت بإنشراح في قلبها، حين تذكرت مزحه قالها قبل أن تآتى لهنا لقضاء أجازتها، شعرت بشوق للحديث معه، تركت تلك الستائر، وذهبت نحو مكان هاتفها، وجذبته بين يديها كادت تتصل على جواد لكن في آخر لحظه ترددت حائره فماذا ستبرر إتصالها له الآن، آتى لها هاجس قائلا: بسيطه إسأليه عن أى حد من المرضى اللى متابعه حالتهم في المستشفى.

لكن سرعان ما ذمت نفسها قائله: بلاش تهور، كلها بكره وترجعي لل الاقصر تاني، الأفضل إنك تحاولى تنامى وتبطلي تفكير سواء في بليغ أو حتى جواد، إنت في الأقصر بس في مهمة عمل، لها وقت وهتنتهي وبعدها هيختفى الإتنين من حياتك، بلاش تتعلقى بأوهام مش من حقك تفكري فيها.
بالمشفى بعد منتصف الليل
بمكتب جواد
إتكئ بظهره للخلف يتنهد بإشتياق.

منذ يومان لم يرى إيلاف التي سافرت الى بلدتها لقضاء يومي الأجازه، جذب هاتفه وقام بفتحه على رقم هاتفها وكاد يضغط على ذر الإتصال لكن تراجع قائلا: بطل غباء يا جواد الساعه قربت على واحده ونص أكيد زمانها في سابع نومه، وكمان هتتصل عليها بأي حجه.

ترك الهاتف على المكتب وزفر نفسه يشعر بضجر، رغم أنه كثيرا ما كان يسهر ليالي بالمشفى لكن منذ أن غادرت إيلاف المشفى يشعر بضجر وعدm الرغبه في العمل، تنهد قائلا: واضح إن فعلا العشق لعنة ولاد الأشرف.
بعد مرور أسبوع
منزل صلاح
إقتربت سلوان من الإنتهاء من تبديل فرش الفراش بآخر وهي تتذمر قائله: مش عارفه لو شغاله من اللى في البيت دخلت تغير فرش السرير كان هيحصل أيه، أنا أكتر حاجه بكرها هي توضيب فرش السرير؟
بنفس اللحظه خرج جاويد من الحمام، فقط بمنشفه حول خصره، ضحك قائلا: وفيها أيه لما تبدلى إنت فرش السرير، المفروض إن دى أوضة نومنا وخاصه بينا ودى حاجه سهله جدا.
رفعت سلوان وجهها وكادت تكمل تذمر لكن حادت نظرها عنه بضيق قائله بإستهجان: هو مفيش مره تاخد هدومك وتلبسها في الحمام.
قالت سلوان هذا وإدعت إنشغالها بهنـ.ـد.مة فرش الفراش، بينما ضحك
جاويد وأراد مشاغبة سلوان كعادته كل صباح قائلا: الحق عليا بخاف الهدوم تتبل ميه ووقتها هتضطري تخرجي لى غيار تاني، أنا بحب راحتك عشان كده بلبس هدومي هنا في الأوضه.

تهكمت سلوان بصوت خافت وهي مازالت تقوم بهنـ.ـد.مة الفراس: هتقولى إنت يهمك راحتى عالآخر.
سمع جاويد تهكم سلوان وأكمل مشاغبه معها وإقترب مقدmة الفراش وجلس عليها، نظرت له سلوان بغيظ قائله: قوم من فوق السرير الفوطه أكيد مبلوله، وأنا مصدقت إنى خلاص قربت أنتهي من تبديل الفرش، يعنى خايف على هدومك تتبل ومش بتلبسها في الحمام، وقاعد عالسرير بالفوطه مبوله ومش ملاحظ إنها ممكن تبل فرش السرير.

ضحك جاويد بمغزى قائلا: والله مش عاجبك أقعد بالفوطه ممكن أقلعها عادي، واضح إن بسبب إنشغالك في توضيب فرش السرير نسيتي تجهزيلى غيار ألبسه.
نفخت سلوان أوداجها بضيق قائله: والله إنت خرجت من الحمام وشايفني مشغوله فمش هيحصل حاجه لو تعبت رجلك بخطوتين ورفعت إيديك تفتح الدولاب وتطلع لنفسك غيار وتاخده وتروح تلبس في الحمام، ولا هو نظام صخره، ومن فضلك قوم من عالسرير.

نهض جاويد ضاحك يقول بتكرار: لاء نظام صخره، وبصراحه أكتر نظام إعجاب إنت ذوقك حلو وبيعجبني أكتر وياريت تطلعي الغيار بسرعه عشان الوقت عندي ميعاد مهم بعد ساعه ونص في المصنع.

تنهدت سلوان بضجر وهي تتجه نحو دولاب الملابس تفتحه بحده قائله: ملاحظه من يوم ما إتجوزنا مواعيدك كلها بقت مهمه، ومبترجعش البيت غير المسا، معرفشى قبل كده لما كنت بتخدعني كنت بتجيب الوقت الفاضي ده منين، ولا الخداع كان عندك له وقت خاص مستقطع بتمارس هوايتك الأولى فيه.

ضحك جاويد وذهب نحو مكان سلوان وأصبح خلفها مباشرة ورفع يده أزاح خصلات شعرها على جانب عنقها وهمس جوار أذنها قائلا بمكر وتلاعب: أفهم من كلامك إن غيابي بيفرق معاك.

شعرت سلوان بكهرباء تسري في جسدها مع شعورها بأنفاس جاويد تلفح عنقها كذالك همسه الناعم جعل عقلها للحظات يغفو وهي تشعر بقبلات جاويد على عنقها، لكن كانت فقط لحظات قبل أن يعود عقلها ويتحكم وإستدارت تواجه جاويد بحده قائله: ولا يفرق معايا بس مجرد سؤال، إزاي وقتها كنت بتلاقى وقت.

إبتسم جاويد قائلا: إنت جاوبتي عالسؤال، كنت باخد وقت مستقطع، يمكن الوقت ده هو السبب في إنى مشغول جدا الفتره دي، مع إنى كنت في الفتره دى كان أكتر وقت بحس فيه بالهدوء، بوعدك الفتره الجايه أحاول أخد وقت مستقطع مره تانيه ونقضيه مع بعض، بس متأكد الوقت اللى هنقضيه مع بعض هيختلف عن قبل كده، لإن مش هتفارقيني آخر الوقت زى ما كان بيحصل قبل كده.

نبرة صوت جاويد الهادئه سحبت جزء من عقل سلوان وهي تنظر لعيناه كآن بهم سحر خاص عليها، لكن قطع نظرها لعيناه حين إنحني يقبل وجنتيها ثم كاد يقبل شفاها، لكن بلحظه تحكم عقلها ونبهها أنه مخادع يجيد الحديث الناعم فقط للوصول لهدفه معها، ألقت تلك الملابس التي كانت بيدها على الفراش وقامت برفع يديها ودفعته بهما، لكن جاويد إستمر في مشاغبتها وقبض على إيدي يدها وقام برفعها وثبتها على ضلفة الدولاب، لكن وقع بصره على تلك الخرابيش الظاهره على معصم يدها إستغرب ذالك قائلا: أيه سبب الخرابيش اللى على معصم إيدك دى يا سلوان!

نظرت سلوان ليدها ثم له وصمتت، مما جعل جاويد يعاود السؤال وهو يرفع يدها الآخري ولم يجد بها أى أثر مثل يدها الأخري: ردي على سؤالى يا سلوان؟
تنهدت سلوان بضجر قائله بإختصار: سبب الخربشه قط.
قط!
هكذا إستعجب جاويد قبل أن يكمل قوله: قط!
فين القط ده؟
ردت سلوان: عادي يعنى كان في قط في الجنينه ولما جيت أقرب منه خربشني في إيدي وجري.
إستعجب جاويد قائلا: قط هنا في جنينة الدار.

ردت سلوان ببساطه: أيوا ومالك مستعجب كده ليه من وجود قط هنا في الدار.
رد جاويد: لآن حفصه بتكره القطط من صغرها عشان خربشتها وعضتها وأخدت حقن وعلاج ومن وقتها وماما منعت دخول القطط الدار.
آستغربت سلوان قائله: وهو في حد يقدر برضوا يمنع دخول القطط للبيوت، دى بتدخل بدون إستئذان.
إبتسم جاويد قائلا: فعلا القطط بتدخل بدون إستئذان بس أيه اللى خلاها خربشتك.

ردت سلوان: يمكن فكرتني هأذيها، مع إنى بحب الحـ.ـيو.انات الأليفه وكان عندي مـ.ـا.تيو
كـ.ـلـ.ـب شيووا صغير بس سيبته في شقة بابا قبل ما أجي لل الأقصر، أكيد زمان طنط دولت جوعته أو حطت له سم عشان تتخلص منه هي مكنتش بتقبل تشوفه قدامها، هبقى أطلب من بابا يجيبه معاها وهي جاي الزياره الجايه.
ضحك جاويد قائلا: طب بلاش تقربي من القط ده تاني، واضح إنه غدار وخربشك.

أنهى جاويد قوله وهو يقبل معصم سلوان مكان تلك الخربشات قائلا بمكر: بس أيه اللى عرفك إن اللى خربشك قط، مش يمكن قطه.
ردت سلوان ببساطه: عادي جدا أنا أساسا ملحقتش أشوفه كويس، هو أول ما قربت منه هبشني في إيدي وجري، حتى لما جريت وراه ملقتوش كآنه إختفى أكيد خاف مني وهرب بره الدار.
إبتسم جاويد وهو يضع يده على خصر سلوان وجذبها عليه قائلا: على فكره أنا هتأخر المسا.

إرتبكت سلوان وردت بحده: عادي أيه الجديد، ومن فضلك إبعد إيديك عني والغيار بتاعك عالسرير.
قالت سلوان هذا ودفعت جاويد، الذي إبتعد عنها باسما لكن قام بفك تلك المنشفه من حول خصره ونظر نحو الفراش قائلا بإغاظه: فعلا ذوقك بيعجبني.
كادت سلوان أن ترد بإستهجان لكن تلجم لسانها وشعرت بحياء، وإرتبكت قائله بإستهجان وهروب: مفيش عندك حيا، أنا خلصت توضيب الفرش، هاخد الفرش اللى مش نضيف أحطه في سلة الغسيل.

تنهد جاويد ضاحكا على هجاء سلوان وهروبها من أمامه.
بينما سلوان صفعت باب الحمام خلفها بضيق وألقت تلك المفارش ب سلة الغسيل بحده، لكن سرعان ما ذمت نفسها قائله: نسيتي تجيبي معاك غيار يا سلوان
كل ده بسبب المخادع نسيت مفيش قدامي غير إنى أطلع للأوضه أخد غيار وأرجع بسرعه.

حسمت سلوان أمرها وفتحت باب الحمام بمواربه ونظرت بالغرفه، إستراحت حين رأت جاويد قد إرتدى بعض ثيابه خرجت مسرعه وتوجهت نحو دولاب الملابس وأخذت بعض الثياب لها دون حديث وكادت تدخل الى الحمام، لكن شاغبها جاويد قائلا: خدي بالك لا الهدوم تقع منك في الحمام وتتبل خليها هنا.
لم ترد سلوان وصفعت باب الحمام، بينما عاود جاويد الضحك.

عصرا
بمنزل مؤنس القدوسي
إستقبلت صفيه حفصه بفتور ولوم منها قائله: نسيتي إنى عمتك بقالك كام يوم حتى مسألتيش عني بالتليفون، وكمان ناسيه مسك اللى زي أختك ولا عروسة جاويد قدرت تسحرلك إنت كمان.

زفرت حفصه نفسها بإمتعاض قائله: أبدا والله يا عمتوا سلوان أنا أساسا مش برتاح ليها حاسه إنها متكبره ومغروره معرفش جاويد عجبه فيها أيه، أنا والله كنت مشغوله الايام اللى فاتت في الجامعه ولخبطة الدكاتره في مواعيد المحاضرات، حتى أنا لسه راجعه من الجامعه وجولت أفوت على دار عمتي كمان أشوف مسك مش بترد على إتصالاتى ليه زى قبل إكده.

تنهدت صفيه تشعر بحسره قائله: مسك حالها بجي عدm من يوم ما دخلت وش الخراب سلوان دارنا كانها مش بس نحست الدار لاه وكمان سأمت وش مسك، بجت تروح الصبح المدرسه ولما ترجع تنكفى على سريرها لحد ما تنام.
شعرت حفصه بالآسى قائله: يعني مسك في أوضتها دلوك، طب يا عمتى متجلجيش أنا هدخل أتحدت وياها وإن شاء الله هتشوفى، هترجع مسك تفرفش.

تنهدت صفيه بأمل قائله: ياريت، إنت عارفه جاويد كان بالنسبه ليها أيه، أنا جولت ليها كل شئ قسمه نصيب، بس هي قلبها إنجـ.ـر.ح بالجوي، ربنا ينتجم من اللى كانت السبب دخلت لدارنا وخـ.ـطـ.ـفت جاويد من مسك في لحظه، هقول أيه، ربنا رايد إكده، وإنت كمان معرفش أيه اللى حصل لك فجأه وفسختى خطوبتك من أمجد، البت دى باين سرها باتع جوي، قدm النحس والشوم.

ردت حفصه بثقه قائله: لا سرها باتع ولا حاجه هي يمكن زهوه يا عمتي، وبكره تنطفي، هروح لأوضة مسك أتحدت وياها.
إبتسمت صفيه بخباثه قائله: روحى لها وإتحدتى وياها وجولى ليها إن يمكن ربنا رايد ليها الخير لسه.
إبتسمت حفصه وتوجهت نحو غرفة مسك، بينما زفرت صفيه نفسها بضيق قائله: نسخه من أمك يسريه بتاخد اللى جدامها على هواه، بس وجت الجد تتجبر وتنفذ اللى هي عاوزاه.

طرقت حفصه على باب غرفة مسك ثم دخلت بعد أن أذنت لها...
شعرت حفصه بغصه وهي تنظر نحو الفراش ورأت مسك تجلس شبه شارده تحملق بسقف الغرفه وعينيها حمراء يبدوا أنها كانت تبكي، إقتربت من الفراش قائله بعتاب: بتصل على موبايلك ليه مش بتردي عليا هو إحنا مش إخوات، أنا ماليش أخت بنت وإنت كمان ومن صغرنا كنا بنعتبر بعض أخوات وبنتشارك حتى أسرارنا.
مثلت مسك الدmـ.ـو.ع قائله: خلاص إنت نسيتني وبجي ليك صاحبه تانيه مرت جاويد.

زفرت حفصه نفسها بإمتعاض قائله: والله ما في بينى وبينها إستلطاف، وبلاش حديت فارغ، أنا جايه ليك نجعد سوا شويه أها مع إنى هلكانه من المحاضرات بس جولت لازمن أفوت على مسك وأطمن عليها واللى حسبته لقيته، أها راجده في السرير ومدmعه عينيك.

دmـ.ـو.ع فرت من عيني مسك وظلت صامته إقتربت منها حفصه وجلست جوارها على الفراش ووضعت يدها على فخذها قائله: الدmـ.ـو.ع دى ملهاش لازمه لازمن تبجي جويه، إنت مفكره إن جواز جاويد من سلوان هيستمر كتير طب بكره تجولي قد أيه كنت عبـ.ـيـ.ـطه لما كنت ببكي.
إستغربت مسك حديث حفصه وتسألت: جصدك أيه؟

ردت حفصه: جصدي إنك لازمن تفوجي إكده وبدل ما تجعدي وتحبسى نفسك في أوضتك المفروض كنت تظهري إن اللى حصل مش فارق إمعاك، جاويد أخوي زي أمى مش بيحب الشخص الضعيف جدامهم، ويمكن ده اللى علق جاويد ب سلوان هي عينديها شوية كبر وتعالي، لفتوا إنتباه جاويد ليها، لكن متوكده إن مع الوجت الزهوه دي هتروح وتنطفى ووجتها جاويد مش هيستحملها كتير، أنا شوفت إكده بنفسي، جاويد كذا مره سمعته بيحذر سلوان.

إستغربت مسك وتسألت بتسرع: جصدك أيه بأنه بيحذرها وكان بيحذرها ليه؟
ردت حفصه: معرفشي كان بيحذرها ليه، بس هي شكلها عنيده ومدلعه وهو مش بيحب اللى يخالف أمره، وهي عايشه دور إنها دلوعه ولازمن تبجي ليها رأي مخالف، أو معارض، كمان حاسه في حاجه تانيه.
إستغربت مسك متساله: وأيه هي الحاجه التانيه دي.

همست حفصه بصوت مخفض قائله بحياء: سلوان وجاويد واضح أنهم لسه متجوزوش، كمان سمعت بالصدفه ماما بتقول ل بابا إنها حاسه إن سلوان لساها بنت بنوت لما بتلمح ليها بحاجات معينه بتسكت ومش بترد عليها.
إستغربت مسك قائله: وأيه هي الحاجات المعينه دي اللى مش بترد عليها.
ردت حفصه بحياء: إنت مش فهماني ولا بتستعـ.ـبـ.ـطي، أكيد أسئلة ماما عن علاقتها بجاويد، حتى كمان سمعت إمبـ.ـارح خالتي محاسن بتسأل سلوان وبتقولها مفيش بشاره إكده إنها تكون حبلى، بس هي وشها جاب ألوان وسكتت مردتش عليها.
تهكمت مسك قائله: عادي، يمكن حاويطه في الرد، وكمان هي متجوزه بقالها قد أيه عشان خالتك الغـ.ـبـ.ـيه تسألها سؤال زى ده؟

نظرت حفصه بغضب ل مسك قائله: خالتي محاسن مش غـ.ـبـ.ـيه، بلاش تقولى عليها كده عشان بزعل لما تعيب فيها، إنت عارفه خالتى محاسن ربنا حرمها من الخلفه وبتعتبرنا ولادها، وأنا كمان بحبها زى ماما، وهي عشان عاشت تجربة الحرمان الخلفه بتسأل بحسن نيه، عادي.
إنشرح قلب مسك وتوهمت أن ربما سحر الغجريه آتى بنتيجه.
.
بالقرب من منزل والد حسني.

ترجلت يسريه من السياره حين آتى عليها السائق قائلا: سألت على إسم الراجـ.ـل اللى جولتيلى عليه ودلونى إهناك داره.

إبتسمت يسريه تومئ برأسها له وتوجهت نحو المكان الذي أشار له بيده عليه، قرعت جرس الباب ثم وقفت على أحد جانبيه تنتظر قليلا الى أن فتح الباب وطلت شابه بملامح بريئه ولكن تبدوا شقيه، وإزدات تيقن من حدسها حين تحدثت لها بذوق وترحيب: أهلا يا حجه، عاوزه مين أهنه من شكلك ست طيبه يبجي مش عاوزه مرت أبوي، يمكن تايهه في العنوان، أو...

قطعت وصلة حديث حسني زوجة أبيها التي آتت بفضول منها ترى من الذي كان يقرع جرس المنزل و يقف يتحدث مع حسني على باب المنزل وحين لمحت يسريه رحبت بها بحفاوه قائله: وسعي يا حسنى من جدام الباب، دى الحجه يسريه.
إستغربت حسني وهمست لنفسها: أول مره مرت أبوي تعرف ست ويبان عليها الطيبه، ولا يمكن المناظر بتخدع، وأنا مالى.

إستغربت حسني أكثر حين دخلت يسريه الى داخل المنزل، ومن رسم ثريا الحنان الزائف أمامها، وتحير عقلها، حين سحبت ثريا يد حسني ودخلن الى غرفة الضيوف خلف تلك السيده، جلسن معا ترحب ثريا ب يسريه بحفاوه التي شعرت براحه وألفه إتجاه حسني تحدثت ثريا: واه الحديت اخدنا ونسيت أسألك يا حجه تشربي أيه أجولك ده ميعاد الغدا، جومي يا حسني حضرى الغدا.

كادت حسني أن تجحظ عينيها فمنذ متى وزوجة أبيها بهذا الكرم المصطنع، لكن نهضت لكن قالت يسريه: لاه كتر خيركم، أنا بس عاوزه كوباية ميه.
قالت يسريه وهي تنظر نحو ثريا التي فهمت النظره ان يسريه تود الإنفراد ب حسني، نهضت ثريا قائله: خليك إنت مع الحجه يسريه يا حسني أنا هجيب الميه وإرجع.

إستغربت حسني ذالك أكثر، زوجة أبيها ترهق نفسها وستأتى بالمياه، لابد أن لتلك السيده سر باتع هكذا أشار عقل حسني عليها، بينما نظرت يسريه ل حسني قائله بهدوء: إنت حسني، إسمك لايق على ملامح وشك.
إرتبكت حسني لاول مره تسمع إطراء من أحد بملامح وجهها، تلجم لسانها الزالف في العاده وشعرت بحياء قائله بإختصار: كتر خيرك يا حجه.
إبتسمت يسريه وأشارت ل حسني بالجلوس.

جلست حسني وظلت صامته لدقيقه تنظر نحو باب الغرفه تنتظر عودة زوجة أبيها بالمياه كي تخرج هي وتترك تلك السيده التي تزيد التمعن بملامحها قبل أن تسألها مباشرة: إنت ت عـ.ـر.في زاهر الأشرف؟
إستغربت حسني قائله بإرتباك: آه، لاه، جصدى، آه ولاه.
إستغربت يسريه رد حسني وضيقت عينيها بإستفهام: مش فاهمه، إنت ت عـ.ـر.فيه ولا لاه.

نظرت حسني نحو باب الغرفه ثم نظرت ل يسريه قائله: أنا أعرفه معرفه سطحيه، هو مأجر المخزن اللى في الدور الارضى في دار جدي الله يرحمه مش أكتر من إكده، وإن كان وصلك الحديت الفارغ اللى مرت أبوي ألفته من راسها أنا ماليش دعوه بيه، هجولك سر كمان اللى إسمه زاهر الأشرف ده انا شوفته كم مره بس خدت عنه فكره انه مـ.ـيـ.ـتعاشرش عالدوام كشري إكده وقافش في الحديت، بيرد زى ما يكون بتسحبي الحديت من لسانه غـ.ـصـ.ـب عنيه زى ما يكون خايف يتحدت لا يدفع عالكلام تسعيره.

ضحكت يسريه وأومأت رأسها...
بينما عاودت حسني الحديث سأله: بس إنت ليه بتسأليني عنيه، أكيد وصلك حديث مرت أبوى الماسخ، هجولك والله أنا ماليش أى علاقه بيه ولا أعرف هو كان إهنه ليه هاديك اليوم، وليه مرت أبوي عملت إكده أساسا هي كدبت الكدبه وصدجتها، ومن يومها وانا بنكسف أبص في وش حد من المنطقه.
إستغربت يسريه حديث حسني وكادت تتسأل لكن بنفس اللحظه دخلت ثريا بصنيه متوسطه عليها.

كوب مياه وجواره بعض قطع الحلوي كذالك أحد أنواع العصائر قائله: نورتي دارنا يا حجه يسريه.
نهضت يسريه قائله: الدار منوره بأصحابها، معليشي لازمن أمشي بجي، عشان متأخرش عاللى في الدار، أصلهم ميعرفوش أنا فين كنت قريبه من إهنه صدفه.
ردت ثريا: واه يا حجه يسريه هتمشى بسرعه إكده.

وضعت يسريه يدها تربت على كتف حسني قائله: أكيد هاجي مره تانيه زياره مخصوص، ودلوك يا حسني وصلنى يا بت لحد العربيه مستنياني قريب من إهنه.
إستغربت حسني وقالت: حاضر يا حجه هجيب الإيسدال بتاعى في ثوانى وأرجع لك.
تركت حسنى يسريه مع ثريا التي قالت لها: شوفتي كيف ما جولت لك بت چوزي ملهاش في العوج، وبالتوكيد زاهر إستغل سذاجتها و ضحك عليها.

نظرت يسريه الى ثريا نظرة تفهم لطبيعة شخصيتها الكاذبه، لكن أومأت رأسها قائله: أنا هحل الموضوع ده، والكل هيبجي مرضي.
إنشرح قلب ثريا بفرحه قائله: ربنا يرضا عنك يا حجه ثريا، طمنتي جلبي، ربنا يستر على ولاياك يارب.
آمنت يسريه على دعاء ثريا، رغم أنها تعلم أنها كاذبه لكن ربما يكمن الخير في كذبه ملفقه، من نظرتها علمت أن تلك الفتاه بريئه لكن تستحق الأفضل من كذب تلك الأفاقه الطامعه.
بعد قليل بمنزل صلاح.

بغرفة الضيوف
دخل زاهر وألقى السلام على يسريه وصلاح الذي كان يجلس برفقتها.
تبسم له الإثنان وردا عليه السلام، ثم طلب صلاح منه الجلوس قائلا: إجعد يا زاهر، خلينا نتحدت بهدوء.
جلس زاهر قائلا: حاضر يا عمي.
بينما إبتسم صلاح قائلا: مرت عمك عملت كيف ما جالت قبل إكده وراحت لدار الحج إبراهيم وجابلت حسني.
بمجرد ذكر إسم حسني تعصب زاهر قائلا: وبالتوكيد البت دى أكدت كدب مرت ابوها ما أهما سابكين الحكايه سوا.

صمتت يسريه بمغزي في رأسها لا تود نفي إتهام زاهر ل حسني وتقول له أن حسني مثله نفت تلك الكذبه، وتبسمت على ثوران زاهر المصر على أخذ موقف سلبي من تلك الفتاه التي إستشفت منها أنها مازالت تحمل قلب طيب وبرئ.
تنهد صلاح قائلا: إهدي يا زاهر، دلوك لحد ما ترد مرت عمك وتجول عن حديتها وياها.

صمت زاهر بضجر ينظر نحو زوجة عمه التي قالت بهدوء: بصراحه أنا شوفت حسني بس مجدعتش وياها بس سألت عنيها في المنطقه والحديت اللى سمعته يأكد كلام مرت أبوها، ودلوك مفيش حل تاني جدامك يا زاهر، البنت سمعتها شبه إدmرت ومرت ابوها كان ناجص تبوس يدي وأنت الوحيد اللى جادر ترد سمعتها جدام الناس.
إنتفض زاهر ثائرا: جصدك أيه يا مرت عمي، إنت عاوزانى أتجوز من الكـ.ـد.ابه الرغايه دي، ده شىء مستحيل يحصل.

تنهدت يسريه قائله: جولت مفيش حل غير إكده، إنت سيق وجولت إن الست دى كـ.ـد.ابه وأنها بتدعي عليك بالكذب، ولما سألت في المنطقه أكدوا حديتها وأنهم شافوا شاب معها في الدار واهلها مكنوش في الدار، يعنى مش كـ.ـد.ابه.

رد زاهر بضجر قائلا: ما أنا جولتلك إنه كان فخ يا مرت عمي أبوها بعتلى رساله عالموبايل ولما روحت للدار قابلت هبابه اللى إسمها حسني وكانت وحديها في الدار وعلى حديتنا جت مرت ابوها بالتوكيد كانت خطه منيهم سوا.
تنهدت يسريه قائله: حتى لو كانت خطه او فخ منيهم فأنت خلاص وقعت فيه وحـ.ـر.ام سمعة الصبيه، ومش بس سمعتها كمان سمعة خواتها.
رد زاهر بغضب: وأنا مالى بسمعتها تغور في داهيه هي وخواتها.

يعنى عوازنى أتجوزها غـ.ـصـ.ـب عني يا مرت عمي، هو أنا بنته وخايفين على سمعتي.
رد صلاح: بطل عصبيتك دى يا زاهر والقصه مش إنك بنته وخايفين على سمعتك، وبعدين فيها أيه لما تتجوز، ولا إنت رايد عروسه معينه.
إرتبك زاهر قائلا: مش حكاية رايد عروسه معينه يا عمي، بس ده إستغلال وموافجتي عالجواز منيها يبجي بحقق لهم كدبهم.

شفقت يسريه على قلب زاهر التي تعلم أنه مولع بعشق مسك، مسك التي لا تراه ولن تراه أبدا، عليه التخلص من ذالك الوهم وبداية حياته مع أخري علها تخرجه من ذالك الظلام الذي يدفع بنفسه به.

مسك لن تنظر له أبدا حتى بعد زواج جاويد لن تعطي إهتمام لمشاعره، لإنها بالنهايه تراه ناقص بعينيها، ربما لو دخلت أخري لحياته مع الوقت يفيق من ذالك الوهم وتأخذ بيده نحو النور، وذالك ما جعلها لا تقول حقيقة مقابلتها مع حسني وأنها تقول مثله أن ما حدث فخ وقع الإثنين به، لكن ربما يكون هذا الفخ، نصبه القدر لنجاة الإثنين، أو هكذا تمنت.

تنهد زاهر قائلا بغضب: طيب تمام يا مرات عمي خليني عملت اللى كانت سيئه ومرات أبوها رسموه، آخرتها أيه، هتجوزها، طب ما ممكن بعد ما أتجوزها أسود عيشتها، ومش بعيد
أجتل...
توقف زاهر عن تكملة كلمة أجتلها، وهو يشعر بإنهاك في قلبه، وجـ.ـر.ح مازال ينزف بآنين، شـ.ـد على خصلات شعره يكز بقلبه ذالك الألم.
لكن شعر صلاح يآنين قلب زاهر وقال له: بس إنت مش زي صالح يا زاهر.

صحيح إنت إبنه بس إنت عندك نقطة ضوء بلاش تسلم نفسك للعتمه، وأنا مش شايف إن جوازك من حسنى أمر صعب عليك تتقبله، أوجات يا أبني ربنا بيحط جدامنا إختيار واحد بيختبرنا بيه، أنا بعد زيارة مرت عمك لاهل حسني، حاسس إن ربنا بيعطيك فرصه، البت يتيمة الأم ومكـ.ـسورة الجناح ومش يمكن اللى لفقت التهمه دى مرت أبوها وهي إتغـ.ـصـ.ـبت تسكت.

تنهد زاهر مغـ.ـصو.با يقول بإستسلام: رغم إنى متوكد إن البت دى شيطانه ومشاركه مع مرت أبوها في الفخ، بس أنا موافق أتجوزها يا عمي، بس عشان مجدرش أخالف لك أمر إنت ومرت عمي، لأنها غاليه عيندي كيف أمى الله يرحمها.
قال زاهر هذا وغادر الغرفه بعصبيه مفرطه، لو رأى حسني أمامه الآن لقطعها إربا.
بينما نظر صلاح نحو يسريه قائلا: أنا خايف يا يسريه نكون بنعيد الماضي.
ردت يسريه: لاه متخافيش أنا بعد مقابلتي ل حسنى متوكده إنها الوحيده اللى تقدر تطلع الوهم اللى في راس زاهر، و يعرف إن عشجه ل مسك وهم متعلق بيه، كل ما بتزيد في رفضها له هو بيتوهم أكتر هو محتاج لواحده زي حسني تستفزه وطلع الوهم اللى جواه ومع الوقت هيتحول الإستفزاز ده لعشق، تعرف أنا في البدايه كنت زيك بفكر أبرئ حسني جدامه وأجوله انها أنكرت حديت مرت أبوها، بس كان وجتها هيرفض يتجوزها، وهيفضل عايش في ضلام مستني يطلع له نور، ومسك عمرها ما هتحس بيه لأنها زيه متعلقه بوهم مش بس صفيه اللى زرعته في عقلها، هي كمان عايشه الوهم بإرادتها، مش وهطلع منه غير بإرادتها وأعتقد ده شئ صعب وكمان حتى لو طلعت من الوهم اللى رسماها من صغرها في خيالها مش هتفكر في زاهر نهائى، هتفكر في شخص يشبه شخصية جاويد، وزاهر أبعد شخص عن الشخصيه دي، يبقى لازمن يفوق من الوهم اللى بضيع عمره عليه، زاهر كان الفتره اللى فاتت كاره جاويد بسبب تفضيل مسك عليه، بس لما عرف إن جاويد معندوش أى مشاعر ل مسك فاق من ناحيته، وده اللى هيحصل مع الوجت مع حسني، زاهر محتاج اللى تجذبه ناحيتها غـ.ـصـ.ـب عنيه.

مساء.

شعرت سلوان بضجر من تضيع الوقت بين مشاهدة التلفاز وتصفح الهاتف، فكرت في الذهاب الى غرفة حفصه والتحدث معها لكن نفضت تلك الفكره عن رأسها، هي لا تشعر بالراحه إتجاه حفصه أو بالاصح شعور متبادل بينهم، ربما السبب به حفصه نفسها كثيرا ما تتجنبها أو تسخر منها، كذالك يسريه ذهبت مع محاسن لزيارة قريبه لهم مريـ.ـضه، زفرت نفسها وألقت الهاتف وجهاز تحكم التلفاز، على الفراش وذهبت نحو شرفة الغرفه وقامت بفتحها وقفت قليلا رأت تلك الغيوم كذالك شعرت بالبرد قليلا، ضمت يديها حول كتفيها لكن لفت إنتباهها لمعة عين تلك القطه التي تقف بالحديقه، إبتسمت، وسرعان ما دخلت الى الغرفه وجذبت شال خفيف ووضعته فوق كتفيها وخرجت من غرفتها وتوجهت الى حديقة المنزل بنفس المكان التي كان يقف فيه القط، إستغربت في البدايه عدm وجوده قائله: أكيد مشي تانى، لكن فجأه رأت لمعة عينه يقف أسفل تلك الشجره توجهت نحوه مبتسمه، ظل واقف قليلا، الى أن إقتربت منه، كادت تنحني عليه لكن هو كاد يهبشها، لكن لم يصيبها بعد أن رجعت للخلف قائله: أنا عارفه إنك خايف مني، متخافش أقولك شكلك جعان إستني هروح أجيب لك أكل من جوه.

ظل القط واقفا كأنه فهمها، حتى عادت له بقطع طعام، لكن حين إقتربت منه، هرول بالجري نحو باب المنزل، إستغربت سلوان وسارت خلفه، لكن قبل أن تخرج من المنزل بمسافه قليله توقفت بسبب ضوء سيارة جاويد الذي ضـ.ـر.ب بعينيها، ولوهله ظنت أنه ربما دهس القط أثناء دخوله...
توقف جاويد وترجل من السياره مستغربا يقول: سلوان رايحه فين بطبق الأكل اللى في إيدك ده.

إنحنت سلوان تنظر أسفل إطارات السياره تبحث بعينيها عن القط لم تراه، إستقامت ترد على جاويد: ده أكل كنت جيباه للقط، بس هو خاف وهرب.
إستغرب جاويد قائلا: وجايبه للقط أكل وهو جري منك أكيد قط أهبل.
ردت سلوان بتلقائيه منها: لاء هو قط أعور، بعين واحده، أنا شوفته هو ليه عين تقريبا مفقوعه، يعنى أعور، ويمكن ده سبب خـ.ـو.فه مني وجري، وإختفى تاني.
تنهد جاويد قائلا: تمام الجو هنا في الجنينه برد، خلينا ندخل.

إبتسمت سلوان قائله: هروح أحط الأكل ده تحت الشجره اللى كان واقف القط تحتها عشان لو رجع ياكله.
إبتسم جاويد وهاود سلوان الى أن عادت الى جواره وقبل أن يدخلا الى داخل المنزل، بنفس اللحظه سمع الإثنين صوت يشبه طرقعة تكسير الزجاج آتى من ناحية السياره.
بنفس الوقت
بالمشفى
دخلت إيلاف الى مكتب جواد بعد أن أذن لها بالدخول، إنشرح قلبه وتبسم لها بتلقائيه. ، ونظر لساعة يده
قائلا: .
المفروض ميعاد نبطشيك خلص.

ردت إيلاف: فعلا ميعاد نبطشيتي خلص، بس كان في حاله جت للمستشفى وإستدعت وجودي معاها لحد الحمد لله إنتظمت حالتها الصحيه، وكنت خلاص همشى بس كنت جايبه لحضرتك الملف الطبي ده، خاص بمريـ.ـض كان بيتعالج هنا في الفتره اللى فاتت وخرج قبل ما أروح الأجازه، والنهارده دخل للمستشفى تاني وحالته إدهورت بشكل مفاجئ، انا كنت متابعه حالته من أول ما جه المره اللى فاتت كانت شبه مستقره وده كان تقريري وقتها بس النهارده لما جه للمستشفى حالته إدهورت جدا بشكل ملحوظ.

لم يستغرب جواد قائلا: عادي بتحصل، أوقات المريـ.ـض ممكن يحصل له إنتكاسه مفاجأه.
ردت إيلاف: أنا عارفه بده، بس في شئ غريب لاحظته المريـ.ـض ده كان بياخد أدويه غلط مش خاصه بعلاجه.
إستغرب جواد قائلا: إزاي.

ردت إيلاف: المريـ.ـض ده كان عنده يروس في الكبد وكان بياخد علاج هو اللى خلى الميه تتحبس في جـ.ـسمه وجابت له تضخم في الكليتين وتقريبا الكليتين فقدوا وظيفتهم بشكل مؤقت وده سبب تدهور حالته الطبيه وهو دلوقتي في أوضة العنايه المركزه.
إستغرب جواد ذالك قائلا: تمام أنا هتابع بنفسى الحاله دي وهسال أهل المريـ.ـض.
إبتسمت إيلاف وجلست قليلا تتحدث عن بعض الامور الخاصه أيضا بالمشفى، ثم صمتت قليلا.

قبل أن تنحنح بحرج قائله: بصراحه كمان في أمر كنت محتاجه أخد رأيك فيه خاص بالدكتور ناصف.
إبتسم جواد قائلا: الدكتور ناصف!
واضح إن الأمر مهم جدا عندي فضول اعرفه.
إزدردت إيلاف ريقها قائله: بصراحه الدكتور ناصف كلمني من كام يوم إنه هيفتح مستشفى خاص بتكاليف علاج رمزيه، وكان طلب مني إني أشتغل معاه في المستشفى دي.

إستغرب جواد قائلا: بس إنت لسه دكتورة تكليف مش متمرسه، مش قصدى يعنى إنى أقلل من شأنك ك دكتوره، بس مدة التكليف معروف انها سنه وكمان ك خبره العمليه لسه في البدايه، وحسب ما قالى قبل كده إن عاوز يضم كفاءات في المستشفى، حتى طلب مني الإنضمام لهم، بس أنا رفضت.
إستغربت إيلاف بتسرع قائله: وليه رفضت طالما المستشفى تعتبر خيريه زى ما الدكتور ناصف قالى.
رد جواد: أنا رفضت أساسا بسبب الدكتور ناصف، هقولك ليه
لسببين.

السبب الاول عندي شك في نوايا ناصف، ناصف كان متعين هنا في المستشفى قبلي وكان هو الأقرب أنه يكون المدير بعد ما المدير السابق طلع معاش، ولما أشتغل معاه في مستشفى خاصه هو صاحبها أو حتى شريك فيها هيديه إحساس بأنه أفضل مني مهنيا ووقتها يستغل النقطه دي بأنه يتكبر عليا.

ثانيا هيستغل شغلى معاه في المستشفى ويتحجج بأنه مشغول وأنا لازم أعذره وأفوت أوقات غيابه عن ممارسة العمل هنا في المستشفى وبصفته هو صاحب المستشفى أنا لازم وقتها أتحمل أفوت له وده مش هيحصل طبعا...
كمان في سبب تالت إسمح لى أحتفظ بيه لنفسي.
إبتسمت إيلاف قائله: تمام، بشكرك بتوضيحك ليا خليت سهل عليا أخد القرار.
بالمشفى
بعد خروج إيلاف من مكتب جواد بالتصادف أثناء سيرها بممر المشفى تقابلت مع ناصف، الذي تبسم لها قائلا: مساء الخير يا دكتوره، إنت نبطشية ليل ولا أيه.
ردت إيلاف: لاء أنا كنت همشى دلوقتي، بس كويس إني إتقابلت مع حضرتك.
إبتسم ناصف قائلا: فعلا كويس أننا إتقابلنا، أظن ده وقت كافى للتفكير ومحتاج أخد قرارك عشان أبلغ الدكاتره اللى معايا.

ردت إيلاف بهدوء: بصراحه أنا فكرت وقررت إني أعتذر لأنى مش هقدر أوفق بين الدوام هنا والممارسه في مستشفى حضرتك، الشغل هنا في المستشفى مرهق وكمان بسبب إغترابي يعني فات أكتر من شهر ومدة التكليف سنه، وبعدها أكيد مش هفضل هنا في الأقصر وهتنقل لمكان تاني، يعني وجودي هيبقى مؤقت غير كمان أنا لسه دكتور مبتدأه وأنتم محتاجين أطباء أكفاء يكون عندهم خبره كويسه تفيد المستشفى بخبراتهم، أنا بعتذر منك.

لم يحاول ناصف الألحاح على إيلاف وتبسم برياء قائلا: براحتك طبعا، مع إن كنت أتمني تنصمي لإصطف المستشفى كان هيفدك خبره أكتر، بس مقدرش أضغط عليك في النهايه ده عمل فيه جزء كبير تطوعي ومحتاج لوقت، عالعموم أتمنالك التـ.ـو.فيق.
إبتسمت إيلاف قائله: متشكره إنك قدرت موقفي، وبتمني لكم التـ.ـو.فيق.

أومأ ناصف رأسه ببسمة رياء ونظر ل إيلاف وهي تسير بالممر بغيظ وهمس لنفسه: واضح إن الدكتور جواد له تآثير على قرارك أنا شايفك خارجه من مكتبه...
آتى الطبيب الآخر الى مكان وقوف ناصف وقبل أن يسأل جاوب ناصف: رفضت الشغل في المستشفى.
زفر الطبيب الآخر نفسه بغضب قائلا: أحسن أنها رفضت هي مفكره نفسها دكتورة عالميه، دى حتة دكتورة إمتياز.

رد ناصف: هي فعلا دكتورة إمتياز، بس في عندها ميزه كان ممكن نستفاد منها مستقبلا.
إستغرب الطبيب قائلا بإستهزاء: وأيه هي الميزه دى بقى، قصدك إعجاب أو مشاعر جواد.

رد ناصف: لاء ميزه تانيه أنا عرفتها بالصدفه، بعدين أقولك عليها، بس دلوقتي لازم نأدي المطلوب مننا جواد قافش في إدارة المستشفى سمعت أنه عطي لكام ممرضه ومعاهم كام إداري بالمستشفى لفت نظر، يعنى مركز أوي، لازم نخليه يهدي أعصابه شويه، لراحته وراحة اللى بيشتغلوا في المستشفى.

إبتسمت إيلاف حين خرجت من باب المشفى ورأت بليغ يقترب منها كانت تسير بخطوات سريعه الى أن وقفت أمامه قائله: مفاجأه حلوه إنى أشوفك الليله، بقالك فتره مشغول عني.
إبتسم بليغ ومد يده لها بكيس ورقى صغير قائلا: في ضغط شغل الفتره دي في المصانع.

إبتسمت وهي تأخذ منه ذالك الكيس وفتحته قائله: الفول السوداني الطازه تعرف إن كان إحساسي من الصبح إنك هتجيب لي لما إتصلت عليا الضهر وقولتلك إنى هفضل في المستشفى لحد المسا.
إبتسم بليغ قائلا: بصراحه انا أتأخرت وكنت متوقع الأقى مشيت، بس الفول السوداني كان من نصيبك.

إبتسمت إيلاف قائله: فعلا أنا أتأخرت في المستشفى النهارده بس كان في حاله بتابعها غير عملت زي ما قولت لى أشاور الدكتور جواد في حكاية عرض الدكتور ناصف، والحمدلله أخدت القرار وانا مرتاحه.
إبتسم بليغ قائلا: الجو بدأ يبرد شويه خلاص الشتا عالأبواب، خلينا نتكلم وأنا بوصلك لدار المغتربات.
أنهى بليع قوله وهو يشير لإحدي سيارات الاجره التي توقفت له.
تبسمت إيلاف وبليغ يفتح لها باب السياره كى تصعد ثم توجه للناحيه الأخري وصعد للسياره قائله: تعرف إنك لما وصلنتي يوم فرح أخو جواد لقدام باب دار المغتربات قولت المديره المره دى هتطردني رسمي، هي حذرتني قبل كده لما جواد وصلني، رغم أنها يومها شافتك بس مقالتش حاجه.
إبتسم بليغ قائلا: أنا راجـ.ـل كبير مش شاب زى جواد، يعنى إنت بنت.

شعرت إيلاف بغصه قويه في قلبها وصمتت للحظات قبل أن يقول بليغ بموده: قصدي زي بنت، وكمان ملامحي إتبدلت وشاب عليها الزمن، وكمان راجـ.ـل بسيط مفيش فيا ميزه تلفت النظر، إنما الدكتور جواد ربنا يحميه شباب ووسامه وواضح أنه مطمع، ربنا يرز.قك على قد نيته الطيبه أنا أعرفه من وهو عمره عشر سنين أو أزيد شويه ومن أول ما شوفته وهو نفسه يبجي دكتور، وربنا حقق له أمنيته.

إستغربت إيلاف لأول مره تتفاجئ وتسألت: هو حضرتك مش من الأقصر ولا أيه؟
تنهد بليغ بدmعه تلألأ بعينيه قائلا: لاه مش من الأقصر، كلنا يا بت القدر بيودينا مكان ما يشاء، لو الحياه ماشيه حسب مشيئتنا مكنش حد إتغرب عن مكان أحبابه، وأختار يبعد عنهم.
إستغربت إيلاف تلك الدmعه الواضحه بعيني بليغ، شعرت بغصه لا تعلم سببها لكن سائلته: أنا مش فاهمه قصدك أيه يا عم بليغ.

إبتلع بليغ تلك الدmعه التي بعينيه وتنهد وهو يضع يده فوق كتف إيلاف قائلا: مفيش يا بت، السكه خلصت بسرعه خلاص وصلنا قدام دار المغتربات.
إبتسمت إيلاف بداخلها تود البقاء أكثر مع بليغ وسؤاله عن تلك الدmعه التي رأتها بعينيه يبدوا أن خلفها قصه، لكن آجلت السؤال بعد أن قال لها: أنا هسافر حوالى يومين أو أكتر في بضاعه تبع المصنع وأنا اللى هسافر أشرف عليها في أسوان هبقى أتصل أطمن عليك.

اومأت إيلاف رأسها له قائله: ترجع بالسلامة، تصبح على خير.
ترجلت إيلاف من سيارة الاجره وتوجهت نحو باب دار المغتربات بفكر شارد، قبل أن تدخل من باب الدار نظرت خلفها رأت سيارة الأجره مازال تقف حتى أشار لها بليغ بيده ثم إنطلقت السياره، تنهدت إيلاف ودخلت الى الدار، تفاجئت بمديرة الدار تقترب منها وتبسمت لها قائله: أهلا يا دكتوره، كويس لحقتك قبل ما تنامى كان في أمر هام محتاجه أتحدت فيه وياك.

تسألت إيلاف بإعتقاد أن مديرة الدار ربما قد تحذرها أو تقوم بطردها: وأيه الأمر الهام ده.
تبسمت مديرة الدار لها قائله: شكلك مرهقه دلوقتي إدخلى خدي لك حمام دافى وبكره نتكلم تكوني فايقه أكتر.
خاب ظن إيلاف، ربما لبعض الوقت هكذا مازال الظن برأسها، دخلت الى غرفتها، وضعت حقيبة يدها على الفراش وإستلقت بجسدها فوق الفراش تنهدت بحيره، لا تعلم لما غص قلبها بهذا الشكل من تلك الدmـ.ـو.ع التي رأتها بعيني بليغ.

بليغ، بليغ. ما سر تلك المشاعر التي تشعر بها نحوه حين تراه ينشرح قلبها وتشعر بخفقانه يزداد لم تشعر بهذا الشعور سابقا، لما ودت أن ترفع يديها وتمسح دmـ.ـو.عه، وأرادت ضمه للحظه، تنهدت إيلاف تحسم أمرها بآسف: حيره ملهاش تفسير غير أن بليغ أستحوز على قلبك يا إيلاف، وهو قالها لك إنت زي بنته.
بمنزل صلاح
نظرت سلوان ل جاويد قائله: أيه اللى طرقع ده.
رد جاويد: معرفش ده صوت طرقعة إزاز جاي من ناحية العربيه.

ترك جاويد سلوان وذهب نحو السياره، لكن سلوان ذهبت خلفه بفضول منها
وقف جاويد مذهول، كذالك سلوان التي تسألت: أيه اللى حصل لإزاز العربيه، إزاي إزاز الكبوت كله سرطن بالشكل ده.
رد جاويد بإستغراب: معرفش.
إستغربت سلوان قائله: بس غريبه الإزاز مشرخ ومع ذالك متماسك في بعضه.

مد جاويد يده وضعها فوق زجاج السياره المشروخ، بمجرد أن لمس إصبعه الزجاج تناثر فوق مقدmة السياره وبداخلها، لكن سلوان بلهفه منها قبل أن يصل إصبع جاويد للزجاج تحدثت بنهي: أوعى تلمس الازاز يا جاويد. لا تتعور.
لكن رغم تنبيه سلوان بنفس اللحظه الذي وضع جاويد أصبعه على الزجاج إنشق إصبعه بجـ.ـر.ح صغير وتناثر الزجاج.
تراجع جاويد للخلف خطوه وجذب سلوان التي لامت عليه: قولتلك بلاش تلمس إزاز الكبوت، أهو صباعك أتعور.

أنهت سلوان قولها وجذبت يد جاويد المصابه وقامت بشـ.ـد ذالك الوشاح من فوق كتفيها ووضعت إصبعه به بلهفه.
نظر لها جاويد وشعر بخفقان في قلبه وشق بسمه شفاه وهو يرى لهفة سلوان عليه بسبب جـ.ـر.ح صغير لا يذكر
قائلا: ده خدش بسيط.
لامت عليه سلوان قائله: إنت شايف إنه خدش بسيط بس كان ممكن يكون أكبر لو الإزاز إتملك من بقية إيدك.

إبتسم جاويد وهو ينظر ل سلوان التي مازالت تلومه، لكن قطع تلك النظره صوت طرقعة بقية قطع الزجاج التي تتناثر فوق مقدmة السياره، نظر الإثنين لذالك الزجاج بإندهاش من صغر حجم قطع الزجاج التي تشبه قطع السكر، قطع ذالك الإندهاش نسمة هواء بـ.ـارده شعر بها الإثنين، تبسم جاويد ل سلوان التي مازالت تضع الوشاح حول يد جاويد وتضغط على إصبعه المصاب حتى لا ينزف، بينما قال جاويد: الجو بدأ يبرد خلينا ندخل للدار.

إبتسمت سلوان وهي تسير جوار جاويد ومازال يترك يده لها، يشعر بسعاده من لهفة سلوان على مكروه لايذكر أصابه.
ليلا.

بعد منتصف الليل إستيقظ جاويد بعد قسط من النوم ظن أن الصباح قد آتى، أشعل ضوء خافت بالغرفه وجذب هاتفه كي يعلم ما الوقت تفاجئ أن الساعه بحوالى الواحده صباح رغم شعوره أنه نعس لفتره طويله، نظر ناحية سلوان وأخذ يتأمل ملامحها الرقيقه، يشعر بهدوء نفسي، ليست فقط ملامحها رقيقه بل هي أيضا رقيقه وعفويه، تنهد جاويد مبتسم قائلا: بس العيند والدلال أسوأ صفاتها.

أنحني يقبل وجنتها ثم نهض من فوق الفراش وإرتدي زي منزلى وخرج من الغرفه بهدوء صاعدا الى تلك الغرفه الموجوده بأعلى المنزل، جلس خلف تلك المنضده يقوم بممارسة هواية صناعة الفخار، بدأ بصناعة شكل مبهم كآنه يلعب بالطمي عقلة وقلبه مشغول ب سلوان الرقيقه العنيده، لم يدري بالوقت، الإ حين سمع فتح باب الغرفه، تبسم بتلقائيه ل جواد الذي قال بإندهاش و إيحاء مرح: لسه مكملتش شهر جواز وسايب العروسه وجاي هنا، أوعي تكون مش رافع راسنا، أخوك دكتور وممكن ينفعك ويتستر عليك.

ضحك جاويد وألقى قطعة طمي صغيره على جواد قائلا: لاء أخوك رجوله مش محتاج لسترك عليا، بس أيه عرفك إني هنا.
إنحني جواد وجذب قطعة الطمي ودخل الى الغرفه قائلا: شوفت نور الاوضه وأنا بركن عربيتي، إستغربت قولت يمكن حد نسي نور الاوضه، وجابني الفضول، بس بصراحه مكنتش متوقع إنك تكون هنا، في الوقت ده، بس لاحظت حاجه وأنا بركن عربيتي جنب عربيتك، إزاز الكبوت كله مكـ.ـسور، بصراحه قلقت عليك، بس قولت بلاش أزعج العروسه.

تنهد جاويد قائلا: معرفش فجأه بعد ما ركنت العربيه سمعت تكسير الإزاز.
رد جواد: عادي بتحصل أوقات من تسلط الشمس مده كبيره الإزاز بيسرطن أو يمكن كان في شرخ وكمل، المهم إنك بخير، بس أيه اللز.ق الطبي اللى على صباعك ده.

نظر جاويد الى ذالك الاصق الطبي الذي تلوث من الطمي وتذكر لهفة وإصرار سلوان على تضميد ذالك الجـ.ـر.ح الصغير بنفسها حتى هي من وضعت ذالك الاصق، تنهد مبتسم يقول: جـ.ـر.ح صغير، عادي إقعد نتكلم شويه، ولا إنت مرهق وعاوز تنام.
جلس جواد جوار جاويد يتنهد بإرهاق قائلا: هو من ناحية مرهق فأنا مشطب، وعاوز أنام، بس عمليا النوم إتخلي عني من فتره، زيك كده بالظبط، رغم إن سلوان نايمه جنبك بس برضوا النوم هجرك.

إبتسم جاويد قائلا: برضوا الدكتوره مش واخده بالها منك، يمكن محتاجه إقتحام مفاجئ زي ما أنا عملت مع سلوان.
زفر جواد نفسه قائلا: إقتحام!

وخدت أيه من الاقتحام إنت أهو سهران بعيد عنها، وكمان إيلاف مختلفه عن سلوان، عالأقل سلوان كان عندها شوية قبول لك، إنما إيلاف غامضه وقافله على نفسها، حاسس إنها عايشه في قوقعه كل حياتها هي الطب وبس، حتى كلامها معايا عن الطب، رغم إنى حاولت أفتح معاها كذا مره مواضيع مختلفه، كانت بتقفل عالكلام، مش عارف مش لاقى طريقة إقتحام زي ما بتقول إنت كده.
ضحك جاويد قائلا بمزح: بلاش إقتحام إسحر لها على ورق المحبه.

نظر جواد ل جاويد وقام بقذفه بقطعة الطمي قائلا: بتتريق عليا، تصدق حلال فيك اللى بتعمله سلوان، اللى واضح إن لغاية دلوقتي إنها لسه آنسه سلوان.
ضحك جاويد قائلا: هو البيت كله عارف ولا أيه.
ضحك جواد قائلا: يا فضيحتك لو عمك صالح عرف هو كمان، لاء ولا عمتك صفيه هتشمت وتتشفى فيك وتقول الحمد لله ربنا بيحب بنت بدل ما كانت تتجوز من راجـ.ـل معيوب.

ضحك جاويد وقذف جواد بقطعة الطمي قائلا: معيوب في عينيها تفقعها، أنا الحمد لله تمام غايته سايب سلوان تتعود عليا بالراحه مش بالأقتحام، إنما إنت الدكتوره قدامك، لا عارف تتعامل معاها بالراحه ولا بالأقتحام، أقولك قوم نام وإحلم بالدكتوره.
إبتسم جواد قائلا: وإنت لسه هتسهر تفكر في سلوان.
نهض جاويد قائلا: لاء هنزل أنام جنب سلوان، أهو نص العما ولا العما كله، أنا أرحم من غيري.

ضحك الإثنان على حظهم مع النساء الذي هوي لهن قلبهم.
بينما بغرفة جاويد قبل لحظات.

شعرت سلوان كآن الفراش يدور بها في فضاء أسود خالي ثم توقف وهبط بحفره سحيقه كانت ليست ضيقه وباب مغلق وفجأه إنفتح رأت خلف ذالك الباب نيران سرعان ما خرج منها شعله ضخمه تشكلت على هيئة مارد يقترب من الفراش الذي فجأه تحول وأصبح مثل توابيت المـ.ـو.تى وهي بداخله، أقشعر جسدها بالهلع، وحاولت رفع يديها لكن شعرت كآنها مقيده بجانبي التابوت، حاولت الصراخ، لكن شعرت بسيلان دافئ حول رقبتها، وأقترب المارد ووضع يديه المشتعله حول طرفي التابوت وكاد ينحني عليها، لكن...

فجأه فتحت سلوان عينيها ونهضت من غفوتها ترتعش، وهي تشعر بيدين يضمان جسدها، في البدايه حاولت دفع تلك اليدين عنها لكن حين سمعت همس جاويد ببعض الآيات القرآنيه ثم قال: سلوان إصح أنت في كابوس.

هدأ إرتجاف جسد سلوان قليلا لكن تشبثت بعناق جاويد لها كآنها تحتمي به من تلك الأطغاث المخيفه، لوهله أغمضت عينيها، عاد ذالك المارد أمامها ولأول مره تحققت من شئ مميز به أن هذا المارد أعور بعين واحده، فتحت عينيها سريعا وإزدادت بعناق جاويد لدقائق، حتى عادت تشعر بالهدوء النفسي، لاحظت ذالك العناق الصامت، قامت بفك يديها بخجل وحاولت الإبتعاد عن جاويد لكن جاويد مازال يأسر جسدها، لكن عاد برأسه للخلف، ينظر لذالك الخجل التي تحاول سلوان إخفاؤه وهي تبتعد عنه، لكن جاويد رفع إحدي يديه ونحي تلك الخصلات عن عيني سلوان، وقام بتقبيل جبهتها، ثم نظر لعينيها التي تخفضها، ورفع ذقنها قليلا ورأى شفاه اللتان تلعقهما بلسانها، شعر برغبه قويه بتقبيل شفاها، رغم أنه يعلم أن سلوان الآن بغفوه ولاحقا حين تفيق ستعود لعنادها الواهي أمامه، لكن لن يهتم بما سيحدث لاحقا، الأهم الآن لن يتوانى عن تذوق شفاه سلوان، بالفعل إقترب بشفاه من شفاها وقبلها في البدايه قبلات ناعمه تزداد تلهف وشوق للمزيد، كذالك غفي عقل سلوان وهي تستمتع بتلك القبلات، لكن قطع سيل القبلات صدوح صوت آذان الفجر الأول، إنتهت غفوة عقل سلوان ودفعت جاويد بيديها حتى ترك شفاها، ونظر لها مبتسم، بينما خجلت سلوان وحاولت عدm النظر ل جاويد، تشعر بخزي صامته.
لكن قطع الصمت إستغرابها حين رأت جاويد يرتدي ملابس منزليه، هو كان شبه عاري حين إستلقى جوارها بأول الليل، إزدردت ريقها قائله بعدm إنتباه: إنت إمتى لبست هدومك.
ضحك جاويد قائلا بغمز: عادي هقوم أقلعها تاني.
شعرت سلوان بالبلاهه والخجل وتعلثمت قائله: إنت فسرت سؤالى غلط على هواك أنا بس بسأل سؤال عادي، إنت أكيد كنت طلعت بره الجناح وأنا نايمه.

رد جاويد بمكر: أبدا أنا نايم جنبك طول الليل وصحيت مفزوع بسبب كوابيسك، قولتلك بلاش تتقلي في العشا، أهو حلمتي بكابوس.
نظرت له سلوان بإستهجان قائله: بس أنا متقلتش في العشا على فكره بالعكس قومت جعانه بسبب...

صمتت سلوان، حتى لا تقول له أن السبب في عدm أكلها هو تلقيح حفصه وذكرها الحديث عن مسك والمدح بها بتعمد منها كثيرا أمام سلوان، رغم أنها لا تشعر بأي مشاعر إتجاه مسك، لكن على يقين أن مسك تكرهها منذ أن رأتها كان دون أسباب، أو أصبحت تعلم سبب من الأسباب، هو جاويد الذي تهواه مسك وتظن أنها خـ.ـطـ.ـفته منها كذالك حفصه دائما تحاول التلميح بأحقية مسك ب جاويد، لا تنكر شعورها بالغيره، وذالك ما جعلها لا تكمل عشائها ونهضت بحجة أن والداها سيتصل عليها الآن هو أخبرها بذالك سابقا، وكان ذالك كذب منها هي فقط أرادت عدm سماع تلميح حفصه، رغم أنها سمعت جاويد يحذرها سابقا، كذالك يسريه حذرت حفصه، لكن حفصه لا تهتم.

لم يستغرب جاويد صمت سلوان وكان يعلم أن سبب عدm إكمالها للعشاء هو حفصه الذي حذرها مرار ولا تهتم، لكن أراد مشاغبة سلوان: وأيه اللى خلاك مكملتيش عشا، كنت عاوزانى أعزمك عالعشا في المطعم اللى كنا بنتقابل فيه.
تنهدت سلوان قائله: لاء طبعا، بس كنت بكلم بابا عالموبايل، خلاص أنا بقيت كويسه كابوس وعدى، هكمل نوم تانى.

إبتسم جاويد وحاوط جسد سلوان قائلا: يعني مش هرجع أصحي على صريخك تاني، بس أيه الكوابيس اللى بتشوفيها كتير دي، أنا بقول تخليك في حـ.ـضـ.ـني إحتياطي.
دفعت سلوان جاويد بيدها قائله: لاء أطمن مش هصـ.ـر.خ، وإبعد عني، وبعدين الكوابيس دى أنا حاسه إن إنت السبب فيها، نومك جانبي عالسرير.
ضحك جاويد قائلا: يعني نومي جانبك بيجيب لك كوابيس.

ردت سلوان بتسرع ونرفزه وهي تحاول خلاص جسدها من بين يدي جاويد: أيوا، قبل كده مكنتش بحلم بكوابيس، وإبعد إيديك عني بقى.
إبتسم جاويد وضمها أكثر وتسطح على الفراش وجذبها معه للنوم، ثم قام بجذب دثار الفراش عليها، ضاحكا بسبب حركة سلوان التي تحاول التخلص من أسر جاويد، الذي تنهد قائلا: أنا بقول تنامي يا سلوان، كفايه إنى هستحمل أنام بالبيجامه مع إنى سهل أقلعها وهي والبيجامه دي.

أنهى جاويد، وهو يضع يده فوق أزرار منامة سلوان، التي وضعت يدها فوق يده تدفعها قائله بإستهجان: بطل قلة أدب لو سمحت.
ضحك جاويد قائلا: نامي يا سلوان لأعرفك قلة الادب على حق، أنا صابر وساكت بمزاجي.
ردت سلوان: محدش قالك إصبر، ومتفكرش إنك...

قطع حديث سلوان قبلة جاويد المفاجأه لها، ثم ترك شفاه، أربكت القبله عقلها وصمتت، ولم تتحدث وأغمضت عيناها وذهبت للنوم تشعر ب سـ.ـكـ.ـينه، كذالك جاويد عاود النوم هانئا فقط بها بين يديه.
باليوم التالى
صباح
بمنزل والد حسني.

إستغربت حسني زيارة يسريه مره أخري لهم، لكن لم تهتم فقط قامت بضيافتها ودخلتها الى غرفة الضيوف حتى آتت زوجة أبيها ورحبت بها بحفاوه تستغرب منها حسني فزوجة أبيها لا تمتلك تلك الحفاوه بمعاملة أى أحد
تحدثت يسريه: أقعدي يا حسني الكلام اللى هقوله يخصك.
جلست حسني باستغراب، تبسمت يسريه قائله: يمكن ثريا مقلتش ليك أنا مين، أنا الحجه يسريه وأبقى مرات عم زاهر الأشرف.

فتحت حسني فمها مثل البلهاء، قائله بتسرع: أنا قولت لك حقيقة اللى حصل.
إبتسمت يسريه قائله: وأنا مصدقاك يا حسني وعشان كده جيت النهارده عشان أطلب يده للجواز من زاهر.
صعقت حسني من حديث يسريه وشكت أنها سمعت خطأ لكن زغاريد زوجة أبيها جعلتها تفيق ونهضت واقفه تقول برفض: ده شئ مستحيل، لاء أول المستحيلات أنا أتعاملت مع اللى إسمه زاهر كم مره مفيش مره إتحدت فيها وياي بطريجه حلوه، ده شخص مـ.ـيـ.ـتعاشرش.
بالمشفى مساء.

تقابل جواد مع إيلاف بأحد ممرات المشفى، تبسم لها ووقف، رغم أنه يعلم لكن تسأل بفضول: إنت نبطشية ليل الليله ولا أيه.
ردت إيلاف: أيوا، كويس إنى إتقابلت معاك كنت عاوزه منك خدmه خاصه ليا.
إستغرب جواد قائلا بمزح: خدmه خاصه، بس أحب أقولك معنديش وسايط.
إبتسمت إيلاف قائله: لاء متخافش دي مش وسايط تقدر تقول خدmه إنسانيه.
تسأل جواد بفضول: وأيه هي الخدmه الإنسانيه دي.

قبل أن ترد إيلاف آتت الى مكان وقوفهم إحدي العاملات قائله بلهفه: الحق يا دكتور جواد في مشكله في غرفة الإستقبال بتاع المستشفى.
هرول جواد نحو غرفة الأستقبال، كذالك إيلاف بفضول منها.
دخل جواد الى غرفة الأستقبال قائلا بحده: في أيه أيه اللى بيحصل هنا.
رد أحد الموجودين: الست دى معاها تحويل طبي وحالتها تستلزم حجزها في المستشفى.

رد جواد بهدوء: تمام وأيه المشكله في كده، لازمته أيه الزعيق ده وممكن تديني جواب تحويل الدكتور اللى معاك.
نظر الشاب نحو المرأه بتـ.ـو.تر، ثم أخرج ورقه من جيبه وتردد أن يعطيها ل جواد قائلا: الدكتور ناصف هو اللى حولنا لهنا حتى قال أنه هيسبقنا على هنا عشان يتابع حالة أمي بنفسه.
رد جواد بهدوء: تمام ممكن أشوف التحويل، يمكن أنا اللى أتابع حالة المريـ.ـضه بنفسي.

أعطي الشاب جواب التخويل الطبي ل جواد على مضض، قرأه جواد قائلا: تمام، ياريت كل اللى في الاوضه يطلعوا بره، أنا اللى هكشف عالمريـ.ـضه بنفسي وأشخص حالتها.
تـ.ـو.ترت المريـ.ـضه كذالك آبنها الذي قال: زمان الدكتور ناصف هيوصل وهو اللى متابع حالة أمى.
رد جواد بحده: أنا مدير المستشفى، وقولت الكل يطلع بره مش عاوز في الاوضه غير المريـ.ـضه والا هرفض إستقبالها وهنادي للآمن يخرجك إنت وهي بره المستشفى.

إرتبك الشاب قائلا: تمام يا دكتور.
خرج جميع من بالغرفه عدا المريـ.ـضه وإيلاف ظلت واقفه بفضول.
تنهد جواد قائلا: لو سمحت يا دكتوره ممكن تتفضلى تسيبنى مع المريـ.ـضه.
شعرت إيلاف بالحرج قائله: .
تمام.
بعد قليل خرج جواد من غرفة الأستقبال قائلا للشاب: .
حالة مامتك كويسه ميلزمهاش حجز المستشفى دى كانت كارشة نفس وخلاص راحت، تقدر تاخدها وتخرج دلوقتي.
تعصب الشاب وبدأ في الصياح والإتهام ل جواد، بأنه يخل بعمله حسب هواه.

بينما مثلت المريـ.ـضه أنها تختنق، لكن جواد لم يرأف بهم وقام بطلب أمن المشفى لهم.
إستغربت إيلاف ذالك وصدقت كذبة الشاب ووالداته التي مازالت تدعي المرض وبلا شعور منها تعصبت على جواد قائله: ليه رفضت تستقبل الست تتعالج في المستشفى، ده يعتبر تعسف منك.

نظر لها جواد وقبل أن يدافع عن نفسه آتى ناصف الذي أشعل فتيل الغضب قائلا: فعلا ده تعسف منك يا دكتور أنا متابع حالة الست من فتره وهي محتاجه تتعالج، وإمكانياتها بسيطه.
نظر له جواد وقبل ان يتحدث إندفعت إيلاف نحو تلك السيده التي مثلت المرض الشـ.ـديد بخبره منها، وأنها كادت تسقط أرضا، لكن لحقتها إيلاف وسندتها ونظرت نحو جواد بحده قائله بآستهجان: ليه رافض إن الست تدخل للمستشفى.

رد ناصف بكذب: عشان خاطر أنا اللى محولها للعلاج هنا، عاوز يعمل نفسه أنه الوحيد اللى بيعمل خير، وبيساعد المرضى المحتاجين.
تعصبت إيلاف وصدقت كذبة ناصف قائله: فعلا ده تعسف منك، الست مش قادره تقف على رجليها.
زفر جواد نفسه بغضب قائلا: تمام أنا هأذن بدخول الست للمستشفى بس مش قبل ما يتم عليها الكشف من دكتور تاني، وإنت اللى هتبقى المسؤوله عنها.

قال جواد هذا وغادر المكان بعصبيه مفرطه، بينما إرتبك ناصف قائلا: . خليني أنا أكشف عالمريـ.ـضه أنا عارف تشخيص حالتها كويس.
ردت إيلاف بتحدي: لاء أنا اللى هكشف عليها وهقدm التقرير الازم بحالتها.
بمنزل صلاح
بجناح جاويد
خرج من الحمام، نظر بإستغراب لتلك المفارش الموضوعه على أرض الغرفه جوار الفراش كذالك بعض الوسائد، تسأل جاويد بإستغراب: أيه المفارش المفروشه عالأرض دى.

تسطحت سلوان على تلك المفارش قائله: أنا هنام عليها، عشان لما بنام جنبك بحلم بكوابيس.
ضحك جاويد قائلا: تعرفى إنى وأنا نايم بتقلب كتير عالسرير و وممكن أقع من عالسرير.
لم تبالى سلوان بحديث جاويد وجذبت دثار فوقها وأغمضت عينيها قائله: إطفي نور الاوضه.
إبتسم جاويد بمكر وخفض إضاءة الغرفه، ثم تسطح على الفراش.
تنهدت سلوان قائله: ليه سايب نور في الاوضه.
رد جاويد بمكر: سايبه عشان لما تحلمي بكوابيس.
نظرت له بغضب وإستهجان صامته أدارت ظهرها له وأغمضت عينيها لدقائق قبل أن
يتخابث جاويد وهو ينظر ناحية سلوان وجدها مغمضة العين إنتهر الفرصه، وألقى بجسده من فوق الفراش فوق جسدها.
تآوهت بآلم تشعر بوقوعه من على الفراش المتعمد منه شعرت بثقل جسده فوق جسدها بآلم قائله: أي.

دفس جاويد رأسه بين حنايا عنقها يخفي بسمته الماكره، بينما هي زمت شفتيها مازالت تشعر بآلم بسبب سقوطه عليها قائله بتهجم: أنا سيبت لك السرير تنام عليه لوحدك.
رفع رأسه عن عنقها يحاول إخفاء بسمته قائلا ببرود: وأنا حذرتك وقولت لك إني بتقلب كتير وأنا نايم وممكن أقع من فوق السرير عالأرض.

تنهدت بتذمر تزم شفاها تحاول دفع جسده عنها قائله بإستهجان وآمر: تقع عالأرض مش تقع فوقى، بعدين قوم من فوقي أنا متأكده إنك قاصد تقع فوقي.

لم يستطيع إخفاء بسمته أكتر من ذالك بالأخص حين حاولت دفع جسده بيديها، أمسك يديها ورفعهم فوق رأسها يضمهما بقبضة يد واحده واليد الآخرى بدأ بسبابته رسم ملامح وجهها الى أن وصل أسفل ذقنها، ورفعه قليلا، ثم تركزت عينيه بعينيها، إبتسم على حركتها الزائده وزمها لشفاها تحاول سحب يديها من قبضة يده، لكن فشلت قائله بإستهجان: سيب إيديا وقوم من فوقى ومتفكرش مهما تعمل حركاتك مفضوحه وعمرك ما هتوصل للهدف اللى في دmاغك.

ضيق عينيه بمكر وإقترب بأنفه من أنفها عن قصد منه حك أنفه بأنفها ثم رفع وجهه قليلا تمركزت عينيه على شفاها، ثم عاود حك أنفه بأنفها مره أخرى يتنفس من أنفاسها المضطربه يشعر بخفقات قلبها العاليه أسفل جسده هو مثلها تزداد خفقات قلبه بصخب، شعرت هي بتشتت بسبب أنفاسه الساخنه التي تشعر بها فوق شفاها، تمركزت عينيها على شفاه تاه عقلها هو يجيد المكر أجفلت عينيها للحظه تنتظر منه أن يقبلها، لكن شعر بزهو حين أغمضت عينيها وإقترب بأنفاسه أكثر فوق شفاها، لكن بلحظه غفله منها.

نهض واقفا وجذبها من عضديها تقف بين يديه، زادت تلك الغفله التي كانت بها بخضه أفقدتها الباقى من إحساسها، كأنها لا تشعر بجسدها ولا بأى عصب متماسك به، تشعر بإنصهار جسدها، لولا أنه يضمها لكانت عادت هوت أرضا تائهة الوجدان، حتى أنها لم تشعر بإنسدال الجزء العلوى من منامتها وخلفه بعض من ملابسها الداخليه أرضا، وأنها بين يديه نصف عاريه، ثم حملها ووضعها فوق الفراش وجثى بجسدها فوقها.

شعرت سلوان بقشعريره في جسدها لكن عادت من تلك الغفله وشعرت بالحياء وحاولت دفع جسده عنها بغيظ، لكن أمسك جاويد يديها قائلا: أنا سهل عليا أخد جـ.ـسمك يا سلوان وهيبقى برضاك، بس أنا عاوز ده قبل ده.
وضع جاويد كف يده فوق قلب سلوان، بعدها أشار بيده الأخرى على جسدها.
تهكمت سلوان بإستهزاء قائله: موهوم طماع.
عقد جاويد حاجبيه بغضب وكز على شفتاه بقوه ينظر ل سلوان التي تلمع عينياها بتحدي، للحظه فكر في إتمام زواجهم الآن حتى لو فرض هذا على سلوان عقاب لها كي يجعلها تنسى إسم جلال، بالفعل رغم غيظه ترك النظر لعيني سلوان وعاود تقبيل شفاها رغم محاولتها دفعه الى أنه لم يهتم وظل يقبلها ويعبث بيديه على جسدها، لكن صوت رنين الهاتف جعله ينهي ذالك العبث ونهض عن جسدها، ينظر لها وهي تجذب غطاء الفراش على جسدها تلهث قائلا بإستفزاز: صوت الموبايل هو اللى منعني إنى أتمم جوازنا يا سلوان.

كادت سلوان أن تتفوه لكن جذب جاويد الهاتف ونظر لشاشته ووضع سبابته فوق فمه وهو ينظر ل سلوان بإشاره معناها أن تصمت، بالفعل صمتت تلتقط أنفاسها، بينما جاويد قام بالرد على الإتصال يستمع الى قول الآخر حتى أنهى الإتصال قائلا: تمام أنا بكره الصبح هكون عندك في أسوان.
فهمت سلوان من فحوي حديث جاويد أنه سيسافر الى أسوان، تسألت بفضول: إنت هتسافر ل أسوان.
أيوه.

هكذا قال جاويد بإختصار وذهب نحو دولاب الملابس وفتحه جذب له زي منزلي وشرع في إرتدائه، لكن سلوان إستغربت من إرتداؤه ملابس قائله: وهتسافر أسوان ليه.
رد جاويد بإختصار: مشكله هناك هروح أحلها.
مشكلة أيه.
. هكذا تسألت سلوان بفضول منها...
بينما رد جاويد بإستهزاء: ولو قولتلك عالمشكله هتفهميها أو هتعرفى حلها.

شعرت سلوان بالضيق ولم تهتم، وقامت بجمع غطاء الفراش حول جسدها ونهضت من فوق الفراش تكبت غضبها وإنحنت إلتقطت من على الأرض الجزء العلوي من منامتها ونظرت خلفها نحو جاويد وجدته يعطيها ظهره نحت الغطاء قليلا وإرتدته ثم ألقت الدثار فوق الفراش مره أخري، بينما جاويد إختلس نظره ناحية سلوان للحظات دون أن تشعر بذالك تنهد بإستهزاء وهي ترتدي الجزء الأعلى من منامتها لكن بنفس اللحظه أنتهى من إرتداء ثيابه وتوجه نحو باب الغرفه، سمعت سلوان صوت فتح مقبض الباب، نظرت نحوه سريعا قائله بإندفاع: رايح فين دلوقتي.

رد جاويد وهو يعطيها ظهره ببرود: هسيبلك الأوضه عشان متحلميش بكوابيس بوجودي.

لم ينتظر جاويد وصفع باب الغرفه خلفه بقوه، إنتفضت لها سلوان، توجهت نحو الفراش وجلست عليه، ورفعت يديها تضم خصلات شعرها تجذبها للخلف، تزفر نفسها بضجر تشعر بوحده ليست مستجده عليها، بينما خرج جاويد ووقف بجوار حائط باب الغرفه وجذب خصلات شعره المتدليه على جبينه يزفر أنفاسه يشعر بتوق لكن سلوان كلما أعتقد أنه إقترب من نيلها تذكره ب جلال كانت ذلة لسان لكن تحولت الى خدعه بنظرها، دلك جبينه يتنفس بقوه ثم إبتعد عن الغرفه، ولم ينظر خلفه الى حفصه التي رأته صدفه دون أن يراها وتبسمت تشعر بفرحه.

بعد وقت ليس قليل
شعر جاويد بالسأم من العمل على حاسوبه الخاص، شعر ببعض الآلم في بعنقه، إضجع برأسه على مسند المقعد، وتنهد يشعر بزهق، حسم أمره ونهض واقفا، يقول: أما أطلع للأوضه أمدد جـ.ـسمي، أريح رقابتى عالمخده سلوان أكيد زمانها نامت.

نهضت سلوان من على الفراش وقامت ب ضب تلك المفارش التي وضعتها على الأرض ووضعتها على أريكه بالغرفه ثم توجهت الى الفراش وتسطحت عليه تتقلب يمينا ويسارا تتثائب رغم أنها تشعر بنعاس لكن توغل شعور الضجر مصحوب
ب سهد، الى أن سمعت صوت مقبض باب الغرفه تبسمت براحه ثم أغمضت عينيها حتى لا يعلم جاويد أنها مازالت مستيقظه.

كما توقع جاويد سلوان قد نامت ولم تهتم، تهكم على حاله وذهب نحو دولاب الملابس أخرج حقيبه صغيره ووضع بها بعض الثياب القليله كذالك أخذ بعض ثياب خروج خاصه به وتوجه نحو باب الغرفه، لكن قبل أن يخرج منها نظر نظره خاطفه ل سلوان ثم أغلق باب الغرفه بهدوء، بينما فتحت سلوان عينيها حين فتح جاويد ضلفة الدولاب ورأته يضع بعض الملابس بها كادت أن تكشف عن نفسها أنها مازالت مستيقظه وتسأله، لكن خشيت أن يسخر منها، شعرت بغصه قويه حين خرج من باب الغرفه وكادت تنهض خلفه لكن تراجعت تشعر بوخز قوى بقلبها.

قبل وقت بالمشفى.

حاول ناصف أن يقوم بالكشف هو على تلك المريـ.ـضه، لكن إيلاف أصرت على إجراء الكشف بنفسها كما طلب جواد، بالفعل إنتهت من الكشف عليها وعلمت صدق جواد فالمرأه كل ما تشعر به كان مجرد ضيق نفس ربما بسبب إرهاق أو تأخير في مواعيد الدواء بسبب أنها مريـ.ـضة قلب كما قالت لها المرأه على إستحياء منها، وأنه لا يلزمها المكوث بالمشفى، فقط بعض التآثيرات الوقتيه وإنتهت، خرجت من غرفة الكشف تشعر بحرج هي تسرعت وأخطأت بحق جواد، لكن لابد أن تعتذر منه عن سوء ظنها، بحرج يغزو عقلها توجهت نحو غرفة جواد تهمس لنفسها بذم قائله: إنت إتسرعتي وغلطي يا إيلاف وأقل شئ تعمليه هو إنك تعتذري عالأقل.

قبل أن تصل إيلاف الى مكتب جواد تقابلت بالممر مع ناصف الذي تسأل بجباحه مبطنه: أيه حالة الست المريـ.ـضه، أكيد زى ما قولت إنها محتاجه...
قاطعته إيلاف بتوضيح: لاء,زى ما قال الدكتور جواد الأمر بسيط، ومكنتش محتاجه تتحجز في المستشفى، كل اللى عندها شوية أثار جانبيه، يمكن بسبب عدm إنتظام في مواعيد أخد العلاج بتاعها، وحالتها كويسه ومش محتاجه تتحجز في المستشفى.

حاول ناصف أن يخفي خزيه وكذبه قائلا: إزاي الست كانت جيالى العياده خلصانه بتاخد نفسها بالعافيه، وده اللى خلاني حولتها فورا على هنا، حتى سيبت العيانين في العياده جيت عشان أتابع حالتها، يعني هتكون كانت بتمثل عليا، دا حتى خلتني أتعصب عالدكتور جواد.

ردت إيلاف تشعر بخزي هي الآخري: فعلا الدكتور جواد فهم حالتها من البدايه يمكن كانت تعبانه وقتها بس، وإحنا إتسرعنا، أنا كنت رايحه له المكتب أعتذر منه، تقدر تجي معايا وتبرر له سبب عصبيتك وإتهامك له.
إرتبك ناصف وتحجج بالهاتف الذي دق بيديه قائلا: إسبقيني وأنا بس دقيقتين وهرد عالموبايل وهروحله المكتب أعتذر له ده أقل حق له.

اومأت إيلاف له وتركته وذهب نحو مكتب جواد، بينما أغلق ناصف رنين الهاتف وقام بإتصال آخر قائلا بآمر: نفذي اللى قولت لك عليه دلوقتي حالا.
أغلق ناصف الهاتف عيناه تقدح بشرر قائلا بإستهزاء وتوعد: نفدت من واحده أما أشوف هتنفد من التانيه إزاي، ويا سلام بقى لما يتم اللى خطتت له مع الدكتوره صاحبة المبادئ الساميه.

أمام مكتب جواد، وقفت إيلاف تستجمع شجاعتها قبل أن تطرق على الباب بتردد منها، حتى سمعت صوت جواد يسمح بالدخول...
فتحت الباب ودخلت الى داخل المكتب وهي تشعر ببعض من الخزي، نظرت الى جواد الجالس خلف مكتبه قائله بإعتذار: أنا متآسفه يا دكتور جواد مكنتش أعرف أساس اللى حصل وإتسرعت.

رفع جواد يده من فوق جبهته ونظر لها، قبل أن يتحدث دخلت تلك العامله ووضعت صنيه صغيره عليها كوب قهوه وآخر مياه، للحظه إرتجفت يد العامله وهي تضع الصنيه على المكتب وكادت تقع من يدها لكن تمسك بها جواد، نظرت العامله ل جواد قائله بلجلجه: آسفه يا دكتور.

أومأ جاويد لها برأسه أن لاشئ، إنصرفت العامله وأغلقت باب الغرفه خلفها، للحظه تعجبت إيلاف من إغلاق العامله لباب الغرفه لكن لم تهتم فهي لن تبقى كثيرا، وستعتذر وتغادر فورا.
بينما جواد حاول تجاهل إعتذار إيلاف وجذب كوب القهوه وإرتشف منه قليلا، ثم وضعه، ذمت إيلاف شفتاها بعد أن تحول الخزي الى ضيق من تجاهل جواد الرد عليها، زفرت نفسها وعاودت الحديث: أنا...
تعصب جواد قائلا: إنت أيه يا دكتوره، مفكره بإعتذارك خلاص كده تبقى غلطانه إنت مت عـ.ـر.فيش النوايا المخفيه وراء اللى حصل، وإتسرعتي في الرد.

إزدردت إيلاف ريقها تحاول تبرير خطأها، بنفس الوقت عاود جواد إرتشاف القهوه الى أن فجأه شعر بسخونه خاصه تزداد بجسده، ظن في البدايه إنها ربما بسبب إرتشافه للقهوه وهي ساخنه أكثر من الازم لكن هنالك سخونه آخرى أصبحت تسري بجسده رغبه جامحه تثيره تحركه بلا إراده وهو ينظر الى إيلاف الواقفه قرب باب الغرفه، نهض فجأه وتوجه نحوها بلا مقدmـ.ـا.ت جذبها عليه من عضدي يديها يضمها له بقوه ينظر لشفاها بإثاره، وكاد يقبلها لولا أن شعر بآلم قوي يضـ.ـر.ب قلبه، فجأه إرتخت يداه عن عضدي إيلاف ولم يعد قادرا على تحمل الوقوف على ساقيه، بدأ جسده يهوى الى أن أصبح جاثيا أمام ساقي إيلاف يضع يده على قلبه بحركات تدليك، قبل أن يتمدد أرضا يرتجف جسده،.

بينما إيلاف في البدايه إنخضت وإرتجف جسدها وكادت تدفع جواد عنها وتقوم بتعنيفه لفظيا قبل أن تتراخى يديه عنها وتراه يهوي بهذا المنظر المثير للشفقه وهو يتمدد أرضا وجهه متعرق بشـ.ـده ويرتجف، بسرعه لم تفكر كثيرا وإنحنت بخضه قائله: جواد مالك أيه حصلك فجأه.

لم يرد جاويد ويداه اللتان كان يدلك بهم صدره أصبحت حركتهم بطيئه للغايه، يلعق شفتاه اللتان بدأتا تجف ويتبدل لونها الى أزرق داكن ونفسه بدأ يثقل، بسرعه نهضت إيلاف وفتحت باب المكتب وضرحت على أحد العاملين الذي آتى سريعا الى الغرفه ورأى إيلاف وهي تفتح أزرار قميص جواد وبدأت بيديها تضغط بقوه على صدره، ؤفعت رأسها للعامل قائله بإستهجان وأمر: إنت واقف تتفرج بسرعه هاتلى ترولى أو ساعدنى ننقل الدكتور لأوضة العنايه المركزه بسرعه لازم نحطه على جهاز التنفس، سريعا عاد العامل بسرير نقال وأحد العمال معه وقاما بوضع جواد على الفراش النقال سريعا كان بغرفة العنايه المركزه وأوصلت إيلاف بعض المجثات الحيويه بجسده، كذالك الأوكسجين، وآتى طبيب آخر معها وأخذ عينه من الدm سريعا كانت تآتى إليهم نتيجة العينه أن الطبيب تعاطي بعض أنواع مضاعفات الإثاره الحثيه، إستغربت إيلاف كذالك الطبيب الآخر وبدأ بالتعامل مع حالته الى أن أستقرت نسبيا، تنهدت إيلاف براحه بعد أن عاد جواد يتنفس طبيعيا رغم أنه مازال غائب عن الوعى بغرفه خاصه بالمشفى...

فجرا حتى بعد إنتهاء وقت دوامها بالمشفى لم تغادر وظلت تتابع حالة جواد عن ترقب طوال الليل حتى صدح آذان الفجر، نهضت من جلوسها على ذالك المقعد وتوجهت نحو الفراش نظرت لرقدته على الفراش لكن إستغربت قائله: شئ غريب، الدكتور جواد مش متجوز عشان ياخد أدويه من النوع ده، لو كان ترامادول أو أنواع المنشطات التانيه اللى بتدى قوه تضاعف قوة الجـ.ـسم عشان يتحمل التعب كنت قولت عادي لكن منشطات حثيه للإثاره دي غريبه.

فجأه تذكرت إيلاف أن جواد كان طبيعيا قبل أن يحتسى القهوه، حقا كان يحدثها بإستهجان لكن بمجرد أن إحتسى القهوه تبدل لتلك الحاله، فكرت سريعا وتوجهت نحو غرفة جواد، لكن لم تجد صنية القهوه، بالتأكيد أخذتها العامله، فكرت أن تذهب إليها لكن تراجعت عن ذالك حتى يعود جواد لصحته وتخبره بشكها أو ربما هنالك تفسير آخر لديه لتلك الحاله التي كان عليها والتي كادت تصل به الى المـ.ـو.ت.
مع صدوح آذان الفجر.

بمنزل صلاح أمام غرفة جاويد القديمه التي كان يمكث بها قبل أن يتزوج، تقابلت يسريه معه بالصدفه سأله بإستغراب: جاويد أيه اللى جابك للأوضه دى وكمان أيه الشنطه اللى في إيدك دى.
رد جاويد بتبرير كاذب: أنا كنت سهران على ملف صفقه والوقت سرقني ومحستش غير على آذان الفجر، و دى شنطة سفر، أنا مسافر أسوان دلوك في مشكله هناك وإحتمال أبات خدت لى غيار إحتياطي معايا.

تسألت يسريه: والمشكله دى ظهرت فجأع ومكنش ينفع تتحل عالموبايل من غير ما تسافر أسوان.
رد جاويد بكذب هو كان يستطيع حل تلك المشكله البسيطه بمكالمه هاتفيه، لكن أراد الإبتعاد عن سلوان تلاعبا منه على وتر الإشتياق لديهم الإثنين: فعلا المشكله ظهرت فجأه ولازم أسافر بنفسي أحلها مش هتاخد معايا وقت يمكن آخر النهار أرجع ومباتش هناك على حسب الوجت.

وضعت يسريه يدها على كتفي جاويد تجذم طرفي المعطف عليه قائله بأمومه: إقفل الجاكيت الجو بدأ يبرد، وتروح وترجع بالسلامه.
إبتسم جاويد سألا: بس إنت أيه جايبه هنا دلوك يا ماما.
ردت يسريه: مسمعتش صوت عربية جواد، قلقت وجيت أطمن عليه، بس مش في الاوضه حتى بتصل عليه مش بيرد.
إبتسم جاويد قائلا: يمكن كسل يجي ونام في المستشفى، إنت عارفه إنه أوجات كتير بيعمل إكده، ويمكن قافل موبايله عشان عارف قلق حضرتك الزايد.

رغم ذالك الشعور السئ الذي يختلج بقلبها لكن تبسمت ل جاويد قائله: بكره لما يبجي عيندكم ولاد تجربوا قلقي، عاعموم انا هروح أتوضى وأصلي وأدعي لكم بصلاح الحال، وإنت متنساش تصلي الفحر قبل ما تمشى، ربنا يسهلك الطريق.
إبتسم جاويد قائلا: هصلي الفجر في المسجد جماعه في الطريق.
توقف جاويد عن الحديث للحظات ثم قال: ماما خلى بالك من سلوان، وحذري حفصه بلاش تلقح عليها كتير بسيرة مسك.

تنهدت يسريه ببسمه قائله: هحذرها مع إنى حذرتها قبل إكده ومعرفش مسك دي عامله لها أيه، كل شئ نصيب، بكره حفصه مع الوقت تاخد على سلوان ويبجوا أصحاب.
إبتسم جاويد وترك يسريه تتنهد تشعر بحدوث شئ لكن ما هو، كما يقولون الخبر السئ لا ينتظر.
بغرفة سلوان.

لم تستطع النوم طوال الليل، تشعر بالسأم للحظات فكرت بالخروج من الغرفه والبحث عن جاويد لكن تراجعت، الى أن سمعت صوت تشغيل سياره، نهضت من على الفراش وذهبت نحو زجاج شرفة الغرفه وسحبت الستائر قليلا ونظرت من خلفها على الحديقه رأت نور سيارة جاويد غص قلبها هو غادر دون أن يهتم بها، للحظه تدmعت عينيها بنـ.ـد.م لا تعلم سبب له، بالتأكيد غضب بسبب ذكرها له بإسم جلال بتعمد منها، آيا كان السبب هو قاسي القلب، بدأ يتوغل لقلبها نـ.ـد.م لاتعرف سببه تمنت قائله: ياريتني كنت سمعت لتحذيرات بابا ومجتش هنا.

لل الأقصر يمكن مكنتش قابلت جاويد الكـ.ـد.اب اللى خدعني بشخصيه مزيفه مش موجوده عنده.
بينما جاويد أثناء تشغيله للسياره قبل أن يخرج من المنزل رفع وجهه صدفه ونظر نحو شرفة جناحه لمح سلوان واقفه تتخفى خلف ستائر الشرفه تبسم وهو يشعر بشوق لها من قبل أن يغادر، للحظه شار عليع قلبه، إذهب إليها وأطفي لهيب الشوق بقبلاتها، لكن ذمه عقله لا تستسلم لذالك الشوق، يوم بعيدا قد يكون إستراحة محارب من العشق.

بعد قليل خرج جاويد من المسجد بعد تأدية صلاة الفجر، سار بسيارته بطريق البلده المجاور لأرض الجميزه، لكن قام بتهدئة سرعة السياره حين رأي تلك المرأه تسير على جانب الطريق، وفتح زجاج باب السياره المجاور له، وكاد يتحدث لكن هي سبقته بالحديث قائله بتحذير: خد بالك طريج العشج واعر، والصبيه العين عليها مرصوده وهي في جلب(قلب) دارك بس السلسال اللى بصدرها حاميها.

إستغرب جاويد وكاد يتسأل لكن المرأه أشارت له بالسير حتى يفسح الطريق لسياره أخرى آتيه خلفه.
إمتثل جاويد للسير بالسياره بسرعه مقبوله بعد سماع صوت تنبيه تلك السياره التي خلفه أكثر من مره، لكن إستغرب حين نظر بمرآة السيارة الجانبيه ولم يرى تلك المرأه على الطريق، إستغرب أكثر وفكر أى سلسال تقصده تلك المرأه!
بالمشفى
صباح.

دخلت إيلاف الى غرفة جواد بداخلها شعور تتمني أن تجده قد عاد للوعي، لكن حين دخلت كان مازال غافيا، إقتربت من الفراش ترى عمل تلك المجثات الموضوعه على صدره، لا تعرف سبب لما توقفت لدقيقه تتأمل ملامحه التي تتسم ببعض السمار المحبب الذي يعطي لملامحه رجوله خاصه به، حتى ذالك الشعر الناعم المنسدل منه خصلات على جبينه وعيناه وهو نائم، بتلقائيه منها إقتربت بآناملها من تلك الخصلات وأزاحتها عن عيناه، بنفس اللحظه كان يفتح جواد عيناه تلاقت أعينهم للحظات قبل أن يعود جواد ويغلق عيناه ثم فتحها بوهن، بنفس اللحظه تبسمت إيلاف وسحبت يدها سريعا قائله: حمدلله عالسلامه يا جواد، قصدى يا دكتور جواد.

تحدث جواد بوهن سألا: أنا أيه اللى حصلىي آخر حاجه فاكرها إني حسيت إن قلبي كان هينفجر جوايا.
تنهدت إيلاف براحه قائله: الحمد لله أزمه وعدت، بس عاوزه أسألك سؤال: إنت كنت بتاخد أى منشطات قبل كده.
إستغرب جواد قائلا: منشطات أيه!، أنا بسهر لاوقات طويله حتى طول عمري بكره أخد أى برشام غير للضروره القصوى.
إستغربت إيلاف قائله: بس تحليل الدm اللى إتعمل ليك بالليل كان فيه نسبه من أحد أنواع المنشطات ال...

توقفت إيلاف عن تكملة حديثها بخجل منها، مما جعل جواد يتسأل بفضول: منشطات أيه؟
بخجل من إيلاف جاوبت عليه: منشطات حثيه، وكانت بنسبه كبيره وده السبب اللى أثر على قلبك.
إستغرب جواد قائلا: مستحيل، أكيد في حاجه غلط في تحليل الدm.
ردت إيلاف: معتقدش والسبب حالتك من كام ساعه كانت تأكد ده، بس ممكن تكون أخدت المنشطات دي بطريقه غلط مثلا.
إستغرب جواد يتسأل: قصدك أيه بطريقه غلط بقولك قليل لما باخد برشام للصداع حتي.

ردت إيلاف بتوضيح: بس ممكن تكون إتحطت لك بالغلط في القهوه مثلا.
قبل أن يتسأل جواد، كان هاتف بجيب معطف إيلاف يصدح برنين، أخرجت الهاتف من جيبها ومدت يدها به نحو جواد قائله: ده موبايلك رن أكتر من مره، متآسفه أخدته وإحنا بنقلعك هدومك وحطيته في جيبي وفضل معايا، زى ما قولتلك رن أكتر من مره.

مد جواد يده بوهن وأخذ الهاتف من يد إيلاف، ونظر للشاشه وتبسم ثم قام بالرد، وسمع لهفة يسريه: جواد إنت بخير ليه مرجعتش للدار وكمان ليه مكنتش بترد على إتصالاتي.
رد جواد بهدوء: .
أنا بخير إطمني يا ماما، ومرجعتش للدار كسل مني.
تنهدت يسريه براحه قائله: كسل، ماشى بس بلاش تبات الليله دى كمان عندك في المستشفى لأحسن هتلاقينى طابه عليك وأحرجك قدام زمايلك والعيانين اللى في المستشفى.

إبتسم جواد قائلا بموده: الحجه يسريه مجامها عال تشرف المستشفى ومديرها المتواضع.
إبتسمت يسريه قائله: بس يا بكاش عالصبح، إنت لو مكنتش رديت عليا دلوك كنت هتلاجيني حداك.
إبتسم جواد قائلا: ياريتني ما رديت كنت نولت شرف زيارة الحجه يسريه.

إبتسمت يسريه بألفه قائله: كده أنا إطمنت إنك بخير طالما بتهزر كده، بس بلاش ترهق نفسك زياده يا حبيبي، إن لبدنك عليك حق، وكمان المستشفى فيها دكاتره وموظفين غيرك خليهم يشوفوا شغلهم وإرتاح إنت شويه وإرجع الدار بدري الليله.
إبتسم جواد قائلا: حاضر يا ماما هرجع بدري عشان قلق الحجه يسريه.
إبتسمت يسريه قائله: ترجع بالسلامه، يلا متتأخرش المسا هعمل حسابك معانا عالعشا وهطبخلك الوكل اللى بتحبه، مش وكل الرمرمه بتاع الشوارع الماسخ.
إبتسم جواد قائلا: لاء طالما هتعملي لى أكل مخصوص قبل عشيه هكون حداك في الدار، وكمان مش هاكل طول اليوم عشان أشبع من وكلك اللى ما يتشبع منيه.
إبتسمت يسريه قائله بتأكيد: بس إياك إنت متتأخرش وتجولى كان حداك زحمة شغل.
رد جواد: لاه إطمني، بس إنت جهزي الوكل بدري.

ردت يسريه: تمام، ترجع بالسلامه.
أغلق جواد الهاتف، ونظر ل إيلاف التي كانت تستغرب رد جواد على والداته بتلك الطريقه من يسمعه يقول أن ليس هذا من كان يواجه المـ.ـو.ت قبل ساعات و.جـ.ـعل قلبها يرتجف بلهفه غريبه عليه.
بعد الظهر
بمنزل صلاح، إستقبلت حفصه عمتها صفيه ومعها مسك بترحيب خاص، بينما سألت صفيه: فين صلاح.
ردت حفصه: بابا لسه مجاش من المصنع بس زمانه جاي عشان الغدا.

تنهدت صفيه قائله بنزك: يظهر إحنا جينا بدري، حتى مستنناش أمجد يرجع من الجامعه.
إبتسمت يسريه التي آتت لهن قائله: تنوري يا صفيه، الدار دارك.
تهكمت صفيه قائله: فعلا الدار داري ناسيه إن ليا فيها حقى في ورث أبوي.
إزدردت يسريه ريقها قائله: لاه مش ناسيه يا صفيه، ومالوش عازه الحديت ده.
شعرت حفصه بتـ.ـو.تر حاولت تلطيف الحديث قائله: هاخد مسك معايا أوضتي نتحدت سوا على ما بابا يرجع من المصنع ويحضروا الغدا.

أخذت حفصه مسك وذهبن نحو غرفة حفصه لكن كادت سلوان أن تصتطدm بهن دون إنتباه منها حين تقابلا على غفله بأحد ممرات المنزل، تجنبت منهن، لكن تسمعت لضحكهن كآنهن يسخرن منها، لم تبالى لهن وأكملت طريقها...
بينما دخلت حفصه الى غرفتها خلف مسك وأغلقت باب الغرفه عليهن ونظرت ل مسك ببسمه قائله: . كويس إنك جيت مع عمتي.
مثلت مسك الآسي قائله: مكنتش هاجي عشان متقابلش مع الحربايه سلوان، وأهو لسه كانت في وشي.

ردت حفصه: غلطانه، ت عـ.ـر.في إنى مع الوقت بتأكد أن سلوان مش هتعمر إهنه، ويمكن قريب كمان ترحل عن إهنه.
إستغربت مسك سأله: جصدك أيه؟
ردت حفصه بتوضيح: أنا شوفت جاويد وهو واقف بره الجناح بتاعه في أول الليل وكان شكله مضايق، ومشى نزل لأوضته الجديمه، والفجر سافر أسوان وسمعت إنه هيبات هناك كمان الليله.
ردت مسك: وفيها أيه يعني.

تنهدت حفصه قائله: . فيها إن جاويد واضح جدا أنه مش على وفاق مع سلوان، وأعتقد هو مش هيتحمل ده كتير، جاويد مش بيحب الحال المايل ولا الدلع الماسخ بتاع سلوان.
إنشرح قلب مسك قائله: جصدك إنه ممكن يطـ.ـلقها.

ردت حفصه: ممكن جدا، ليه لاء، سلوان عايشه دور البرنسيسه وبتتجنب الحديت مع كل اللى إهنه وبترد بتعالي، حتى على ماما وجاويد، وإنت عارفه قيمة ماما عند جاويد، ممكن يفوت ليها معاه لكن مع ماما مستحيل يفوت ليها، ومتوكده ان هيحصل خلاف بين ماما وسلوان قريب جدا.
بغرفة الصالون
دخل صلاح على حديث صفيه مع يسريه مبتسما وألقى عليهن السلام.

رددن عليه الإثنتين، جلس يرحب بصفيه، الى أن أشار بعينه الى يسريه التي فهمت إشارته ونهضت قائله: هروح أشوف توحيده خلصت الغدا ولا لسه.
غادرت يسريه وتركتهم، تحدثت صفيه: إمبـ.ـارح كنت في مشوار قريب من أرض الجميزه وأنا راجعه لفت نضري شئ غريب إهناك، أيه الطوب والرمل والأسمنت ده كله.

رد صلاح بتفسير: ده الموضوع اللى كنت متصل عليك عشانه، بصى صالح قرر يحاوط نصيبه في الأرض كله بسور، وكان عرض عليا يشتري نصيب وكمان نصيبك.
إستغربت صفيه سأله: وعاوز يشتري الأرض دى ليه، هيبنيه ماخور زى اللى بيسهر فيهم كل ليله.
رد صلاح بغصه: بلاش الحديت ده وإدعى له بالهدايه.
تهكمت صفيه قائله: ربنا يهديه، بس إنت رديت عليه بأيه هتبيع له نصيبك في الأرض.

رد صلاح: لاه، بس جولت أجولك على عرضه، يمكن إنت ليك رد تاني وتوافقى تبيعي له نصيبك.
ردت صفيه بتسرع: انا كمان لاه مش هبيع نصيبي، نصيبى كان أمجد أنه بيفكر يضم أرض الحج مؤنس مع نصيب يعمل مشتل إصغير لنباتات عطريه وطبيه ودي ليها مستجبل، بس لسه بيدرس المشروع، وولدي أولى بأرضي.
مساء
منزل صالح.

تقابل مع زاهر على سلم المنزل الداخلى، تنهد زاهر بهدوء قائلا: زين إنى لحقتك قبل ما تطلع من الدار، كنت عاوز أجولك أمر هام.
تهكم صالح سألا بسخريه: وأيه هو الآمر الهام، لو عاوز فلوس هجولك لاه، إنت مش خدت أرض أمك.
تنهد زاهر بصبر قائلا: لاه مش عاوز منيك فلوس ده أمر تانى.
زفر صالح نفسه بضجر قائلا: وايه الامر الهام ده.
رد زاهر: أنا خلاص هخطب.
تهكم صالح مستغربا يقول بإستقلال: ومين بت الحـ.ـر.ام اللى رضيت بيك!

إبتلع زاهر غصه قويه في حلقه قائلا: هي فعلا بت حـ.ـر.ام عشان هتتجوز واد حـ.ـر.ام زييها، ياريتني ما سمعت حديت عمي وجولت أخبرك حتى من باب المعرفه.
تهكم صالح بغيظ قائلا: يعنى إنت مسوي كل شئ وجاي تجولى بعد ما عمك جالك، لاه كتر خيرك، واد حـ.ـر.ام بصحيح، ها مسك هي العروسه.
رد زاهر: لاه مش مسك، العروسه صبيه تانيه.
تهكم صالح وضحك بصخب قائلا: لاه واضح إنك ورثت ميني لعنة العشق المحروم.
ب أحد فنادق أسوان.

وقف جاويد بشرفه تطل على النيل يشعر بشوق ل سلوان كان يستطيع العوده اليوم الى الأقصر، لكن فضل المبيت هنا، أخرج هاتفه وقام بفتحه على أحد الملفات ونظر الى تلك الصور الخاصه ب سلوان يتنهد بشوق لو أنها أمامه الآن بهذا المكان، فكر للحظه أن يهاتفها ويشاغب معها مثلما كان يفعل بالأيام الماضيه، كاد يضغط بإصبعه على رقمها لكن تراجع باللحظة الحاسمه وأغلق الهاتف ودخل الى داخل الغرفه وألقى الهاتف فوق الفراش وتستطح عليه يزفر أنفاسه بتوق، وتردد للحظه وجذب هاتفه وقام بالإتصال على سلوان، لكن الهاتف أعطي أن هاتفها مشغول بإتصال آخر، إستغرب ذالك لكن تذكر أن هذا ميعاد إتصال والد سلوان بها، نهض من على الفراش وترك الهاتف، وذهب نحو الحمام قائلا: أحسن حل أخد حمام بـ.ـارد يرطب جـ.ـسمي، وبعدها أكيد هيقل تفكيري في سلوان.

بنفس الوقت
بحديقة منزل صلاح
كانت سلوان تجلس على تلك الأرجوحة تنظر نحو السماء الملبده ببعض الغيوم
شارده ب جاويد الذي لم يهاتفها طوال اليوم عكس عادته الأيام السابقه كان أحيانا يهاتفها بلا سبب، لكن مضى اليوم لم يهاتفها، أثناء شرودها لم تنتبه ل صالح الذي إقترب من مكان جلوسها وتحدث من خلفها بإطراء لها: هي الجميله كيف الجمر(القمر) مش بتظهر غير بالليل زييه.

إنشعفت سلوان وفزت واقفه من على الأؤرجوحه ونظرت له بنفور صامته.
تهكم صالح من نفضتها قائلا: كانك سمعت ولا شوفت عفريت إياك.
إبتلعت سلوان ريقها قائله بإشمئزاز: لاء بس كنت سرحانه ولما سمعت صوتك إتخضيت.
شعر صالح بالغيظ سألا: وكنت سرحانه في أيه؟ في جاويد؟

صدح رنين هاتف سلوان بنفس اللحظه ظنت أنه جاويد لكن رأت رقم والداها، نظرت ل صالح بضيق قائله بنفور وإشمئزاز من نظرات عين ذالك العجوز الدنئ: لاء كنت سرحانه في بابا اللى بيتصل عليا دلوقتي، عن إذنك لازم أرد عليه، عشان بيقلق لما بغيب في الرد.

قالت سلوان هذا وتركت صالح ذهبت نحو داخل منزل صلاح، تنهد بغضب وكره قائلا: هاشم وجاويد التنين أسوء من بعض مكنش لازم أتردد أجتلهم لما جاتلى الفرص قبل إكده، بس ملحوقه لازمن التنين يدجوا(يدقوا) من جمر نفس النار اللى بسببهم لسه نار الماضي شاعله بقلبي.
بعد مرور ليلتان، باليوم الثالث
صباح
بمنزل القدوسي
إستقبلت صفيه يسريه إستقبال هادئ
جلسن سويا، تنحنحت يسريه: أنا جايه النهارده عشان أجولك تچي إمعانا قراية فاتحة زاهر وكمان كتب كتابه الليله عشيه في دار أبو العروسه.
تفاجئت صفية قائله بأستغراب: وجه فجأه إكده، طقت براس زاهر مره واحد يقرى الفاتحه وكمان كتب كتاب، ومين صاحبة النصيب من إهنه من البلد ولا واحده بندريه لافت عليه هو كمان.

فهمت يسريه تلميح صفيه وقالت بهدوء: كل شئ نصيب، والنصيب بينادm على صاحبه، العروسه من الأقصر بس مش من البلد.
تهكمت صفيه سأله: وعرفها منين دى بجي، ولا تكون رمت شباكها عليه، ماهو رجـ.ـا.لة الأشرف طبعهم إكده.

ردت يسريه بهدوء: عرفها بالصدفه، وعجبته وجالي عليها وسألت عنيها هي وأهلها وطلعوا ناس طيبين، والجـ.ـسمه والنصيب، أنا هجوم عشان لازمن أكمل تحضير مستلزمـ.ـا.ت كتب الكتاب مش معقول هنخش عالناس بيدنا فاضيه، صحيح كتب الكتاب هيبجي عالضيق، بس زاهر برضك ولد الأشرف ولازمن نرفع براسه جدام عروسته وأهلها
تهكمت صفيه قائله: أومال لازمن نرفع براس زاهر جدام نسايب الهنا، المسا هكون في دار الأشرف وأروح إمعاكم.
أمائت لها يسريه ببسمه وهي تغادر بحجة أنها مشغوله ببقية تحضيرات عقد القران...
قبل أن تخرج يسريه تقابلت، ب مسك أمام باب الغرفه تبسمت مسك لها بترحاب قائله: أهلا يا مرات خالي، نورت الدار.
تبسمت لها يسريه قائله: الدار منوره بأهلها، همشي أنا بجي عجبالك.
إستغربت مسك وكادت تسألها ماذا تقصد لكن غادرت يسريه، نظرت مسك ل صفيه سأله بإستفسار: مرات خالى جصدها أيه ب عجبالك دي.

تهكمت صفيه مجاوبه: زاهر هيقرى فاتحته الليله عشيه.
ذهلت مسك قائله: زاهر، متأكده يا ماما.
ردت صفيه بسخريه: أيوه متوكده، ومش بس هيقري الفاتحه لاه كمان كتب كتاب، وطبعا يسريه لازمن تكون الريسه وتبان إنها أم قلب كبير.
ذهلت مسك أكثر، وشردت قليلا تفكر كيف ومتى حدث هذا زاهر قبل أيام قليله كان يتودد لها وهي مازالت تنفره كالعاده، كيف فجأه قرر الزواج بأخري لابد أن هنالك خطب ما حدث.

نغزت صفية مسك قائله: سرحت في أيه، بحديتك مش بتردي عليا.
ردت مسك: مش في شئ غريب فجأه كده زاهر قرر يكتب كتابه.
تنهدت صفية بتهكم قائله: قلبى بيجولى إن كله من الحربايه يسريه، هي اللى سعت له وزنت على ودانه، تلاجي البت من ألاضيشها وحبت توجب إمعاهم.
نظرت مسك ل صفيه قائله: معتقدش مرات خالي تعمل إكده طب ما عينديها جواد، لاه حاسه إن وراء كتب كتاب زاهر قصه، أو يمكن...

توقفت مسك قليلا، مما أثار فضول صفيه سأله: يمكن أيه؟
ردت مسك: أنا فاكره مره من زمان خالي صالح كان بيقول ل جدي أنه إتجوز أم زاهر غـ.ـصـ.ـب عنيه وهو بيكرهها ومش متحمل عيشرتها بس جدي كان بيغـ.ـصـ.ـب عليه عشان زاهر، حتى سمعت جدي قاله وقتها، قذارتك مع الحريم هي اللى ورطتك في الجواز منيها، مفهمتش قصد جدي وقتها بس لما كبرت عرفت إن خالى صالح عنده هوس بالستات، يمكن زاهر ورث نفس الطبع منيه.

ردت صفيه: لاه زاهر تربية يسريه ومتوكده إن هي اللى إختارت له العروسه، هي عارفه أنه عاشقك ومش طايقه نفسها، طول عمرها كانت بتحض مني، بالك أنا حاسه إنها هي اللى شجعت جاويد عالجواز من اللى ما تتسمي سلوان، محاسن زمان كانت صاحبة عمتك مسك الروح بالروح، وهي اللى ساعدتها تهرب يوم كتب كتابها من صالح، يسريه مش بنت خالتي، بس طول عمرها إكده تساعد الغريب عني.

صمتت صفيه قليلا، وتذكرت أن بسبب هروب مسك تلك الليله تم زواجها من محمود غـ.ـصـ.ـبا كنوع من وئد فـ.ـضـ.ـيحة هرب مسك، شعرت بغصه قويه في قلبها كم تمنت أن تحصل يوم على قلب محمود الذي وافق والده مرغم مرت سنوات أنجبت له وعاشت معه مجرد زيجه ناجحه أمام الناس لكن لم يراها هو كزوجه سوا في الفراش الذي جمعهم أحيانا كثيره كانت تشعر أنه معها مثل الآله بلا إحساس.
بشقة ليالي
عصرا.

دخل محمود الى تلك الشرفه التي تفضل الجلوس بها، رغم أنها شعرت به لكن لم تتحدث، الإ حين وضع يداه فوق عينيها، وشعرت بأنفاسه قريبه من عنقها، حتى قبل وجنتها، تبسمت قائله: ليه دايما بتعاملني على إن عينيا بتشوف، أنا بشوفك بقلبي يا محمود.

إبتسم وجلس جوارها على مسند المقعد وضمها لصدره يشعر بغصة نـ.ـد.م هو كان السبب في ضياع بصرها، عينان زرقاوان تشبهان صفاء السماء لكن مثل الزجاج المعتم لم ينـ.ـد.م يوم على عشقها تهاونت في حقها أن تكون زوجته أمام الناس، لكن يعترف من دون وجودها بحياته ما كان إستطاع أن يكمل زواجه مع صفيه صاحبة القلب الأسود التي واجهها يوم أن قلبه مغرم بآخري لكن هي لم تهتم ولم تهدأ حتى بعد زواجه منها مرغم بآمر من والده حتى لا يصبح علكه بفم الناس، بعد هروب مسك كل ما حدث وقتها هو.

تبدل العروسان
من مسك وصالح
ل محمود وصفيه.

خطأ مسك هو من دفع ثمنه وذهبت مسك خلف حبيبها بعيدا بأمر من والده، يعترف أنه لا يحمل في قلبه ضغينه ل مسك أخته والا ما كان سمح لوالده بتسمية إبنته على إسمها، فقط كان يحمل عتاب لها كيف طاوعها قلبها على عدm السؤال عنه لسنوات ربما كان أصبح حلقة الوصل بينها وبين والداهم وسامحها، مسك لم تكن أخته الوحيده بل كانت مدللته الصغيره التي كان يحامي عنها، كانت قطعه من قلب والداتهم التي مـ.ـا.تت بحسرتها بعد وفاة مسك ب أشهر معدوه رقدت جوارها بنفس القبر كآنهن روحهن كانت مرتبطه ببعضهن، تركناه هو وأبيه يعيشان بحسرات فقد الأحبه.

تعجبت ليالي من صمت محمود، لكن شعرت بسخونة أنفاسه القريبه من وجنتها، فتحدثت بمرح: إتأخرت فكرتك مش جاي النهارده.
تنهد محمود ونهض واقف يجذب يد ليالى قائلا: على فكره الطقس بقى برد وقعدتك كده في البلكونة المفروض تقل الهوا ممكن يمرضك.
تبسمت ليالي ونهضت معه بترحاب تقول: مع إنى مش حاسه بالبرد بس خلينا ندخل، زمان زاهيه حضرت الغدا.

جلسا الإثنين على طاولة الطعام تبسمت ليالي سأله: محمود كنت قولت لى إن أمجد هيسافر.
تنهد محمود قائلا: فعلا هي بعثه تبع الجامعه مش هيغيب كتير.
تبسمت ليالى قائله: قولتلى شكله نـ.ـد.مان على إن البنت اللى كان خاطبها سابته.

رد محمود: فعلا أنا حسيت بكده، بس هو حر في حياته، أنا نصحته قبل ما صفيه تخطبها له، لو معندكش ليها مشاعر بلاش تورط نفسك، هو مشي ورا حديت صفيه وأها حفصه قبل كتب الكتاب بيومين فسخت الخطوبه، بس أنا بجول دلوك أفضل من بعدين.
تسألت ليالى بإستفهام: مش فاهمه قصدك أيه؟

رد محمود بتفسير: رأيي إن حفصه صدmته في الوجت المناسب، قبل ما يتجوزوا ويعيش في ملل وحياه رتيبه إكده في فرصه جدامه يحدد مشاعره ولو بيحبها وقلبه رايدها يبجي على نور مش عشان طمع صفيه في نسب عيلة الأشرف العظيم.
بالمشفى
رب ضرة نافعه.
بغرفة جواد تبسم لدخول إيلاف التي أصبحت تتعامل معه بطريقه مقربه أكثر بعد ليلة مرضه، تسأل جواد: هطلب قهوه تشربي معايا.

ردت عليه بتلميح: لاء أنا بعد اللى حصلك من يومين بقيت أفكر كتير قبل ما أطلب أى مشروب من البوفيه.

تبسم جواد قائلا: لازم يكون عندك ثقه أكتر بالناس يا دكتوره، الحذر لا يمنع قدر، ومتأكد إن كان في مؤامره بس ليه، أنا مدي ل فتحه الأمان لغاية دلوقتي لهدف لكن قريب هفاجئك يا دكتوره، بالذات بعد ما إتشاع في المستشفى إن اللى حصلي كان إرهاق من كتر الشغل بعد ما إتفقت مع دكتور التحليل هو كمان يقول كده، لازم أدي الأمان عشان أقدر أسيبها توقع في الغلط لوحدها ووقتها بسهوله هي هتقر ليه عملت كده ومين اللى حرضها، رغم إنى عندي شبه يقين إن اللى حرضها واحد من الإتنين، بس أنا واخد حذري كويس يا دكتوره، وهنشرب قهوه مع بعض ومتخافيش دى مضمونه.

كادت تتسأل إيلاف، لكن تفاجئت ب جواد نهض وفتح إحدي ضلف المعلقه بالغرفه وأخرج إيناء زجاجي مستطيل الشكل صغير أخرجه جواد وجذب معاه كوبان من الفخار قائلا: قهوه مضمونه مفيهاش أى منشطات من أى نوع صناعة الحجه يسريه، بالك الحجه يسريه دى عليها صناعة بن محوج مزاجه عال.

تبسمت إيلاف قائله: تمام طالما القهوه مضمونه وصناعة الحجه يسريه معنديش مانع أشربها معاك كمان عندى سؤال من أول ما جيت ونفسى أساله ليك، بس متردده تفهمني غلط.
صب جواد فنجان الفهوه ومد يده به ل إيلاف قائلا: .
ومتردده ليه، إسألى.

أخذت إيلاف فنجان القهوه منه قائله: بصراحه أنا لما قابلتك أول مره يوم ما وصلت لل الاقصر، إستغربت أنك المدير حتى لو بالإنابه، إنت واضح إن سنك صغير يمكن مكملتش التلاتين سنه كمان في في المستشفى دكاتره أكبر منك سنا، إزاي تبقى مدير وإنت في السن ده.
ضحك جواد قائلا بإختصار: أنا عندى تسعه وعشرين سنه، وبقيت مدير بالواسطه.
إستغربت إيلاف سأله: مش فاهمه قصدك، يعنى أيه بالواسطه.

ضحك على ملامح إيلاف المندهشه قائلا: يعنى أنا خدت مكان غيرى كان أحق بيه بالواسطه إستخدmت سطوة إسم عيلة الأشرف.

أنا لما أخدت مدير المستشفى بالإنابه، كان في كذا دكتور يقدروا ياخدوها، بس البعض إشترى دmاغه وفكر في مصلحته، هيكسب أيه لما يبقى مدير مستشفى حكومى غير إنه هيبقى مقيد بتواجد عالأقل لوقت طويل، الوقت ده يقدر يستغله سواء في عيادته الخاصه أو المستشفيات الخاصه أو يعطله عن حضور بعض المؤتمرات الهامه اللى بتحصل وبياخد منها خبره غير شهره طبعا، يبقى إدارة المستشفى ملهاش لازمه، وفي كمان كان مستنظر إنه ياخد إدارة المستشفى لأن عارف إن مفيش حد قدامه أجدر بيه ومستتني ياخدها بالتزكيه أو بالمحايله وكان هيقبلها بتفضيل منه وطبعا كان هيديرها على هواه، بس أنا بقى ليا غرض تالت هو صحة المرضى المحتاجين عن حق.

إبتسمت إيلاف قائله: وإنت ليه مش زى نوع من الإتنين اللى قولت عليهم.

جاء خاطر ل جواد وهو طفل بالعاشره من عمره يخلع كنزته يضعها على صدر جاويد يحاول كتم سيل الدmاء منه لكن لا جدوي وجاويد بدأ يضعف ويغمض عيناه مستسلما لغيوبه ظل بها لأيام، كان ذالك الضعف هو المحفز له لأن يصبح طبيبا يساعد من يحتاج إليه، بلحظه لا مال ولا سيط عائلة الأشرف كان لهم أهميه حين كان يصارع جاويد المـ.ـو.ت ومـ.ـو.ت جلال، أين كان المال والسيط.

لم يكن لهم وجود بل كان الإحتياج ل معجزه كى ينجو جاويد ولا يلحق بأخيهم الأكبر اللذان كان لفقدانه آثر كبير في تغير مصائر حياتهم.
إستغربت إيلاف صمت جواد، لكن قبل أن تسأله سمعا طرقا على باب الغرفه، ودخول أحدى الممرضات بلهفه قائله: .
دكتور جواد المريـ.ـض اللى الدكتوره إيلاف كانت مسؤوله عن حالته من شويه جاله كريزه ضيق تنفس ودخلناه الإنعاش، وحالته سيئه جدا.
نهض جواد وإيلاف سريعا يهرولان نحو غرفة الإنعاش، دخلا الى غرفة الإنعاش يسمعان صفير مدوى، سريعا طلب جواد الصاعق الطبي، حاول تنسيط القلب بصعقه إثنان ثلاثه، لكن لا فائده المريـ.ـض لا يستجيب وكل مؤشراته الحيويه توقفت.
تنهد جواد بآسى قائلا: البقاء لله، حد يبلغ أهل المريـ.ـض.

رفع جواد وجهه نظر ل إيلاف التي تقف تدmع عينيها تضع يدها على فمها مندهشه، تسأل جواد بإستغراب: مالك واقفه كده ليه، خلينا نطلع إحنا عملنا اللى علينا وقضاء الله نفذ.
تعلثمت إيلاف قائله: إزاي، أنا كنت متابعه حالته قبل ما أجي لمكتبك وكانت مستقره، إزاي فجأه حصل ده.
شعر جواد بالحـ.ـز.ن قائلا: خلينا نروح مكتب.

ذهبت إيلاف مع جواد الى غرفة مكتبه تشعر أن مفاصل جسدها كآنها تفككت من بعضها، جلست على أحد المقاعد، أعطى جواد لها كوب من الماء، مدت يدها كى تأخذ الكوب لكن يدها إرتعشت تمسك جواد بالكوب حتى إرتشفت بعض القطرات قائله: شكرا.
نظر لها جواد قائلا: أيه اللى جرالك فجأه كده.

عاودت إيلاف الرد وهي تشعر بأنها أصبحت أفضل: كان كويس قبل ما أجيلك من شويه، حتى كان بيقولى إن فرح بنت من بناته قريب وهيدعينى، أيه اللى حصله فجأه كده مش عارفه.
تنهد جواد قائلا: التفسير الوحيد، هو سكرة المـ.ـو.ت، بس أعتقد دى أول مره تشوفي مريـ.ـض بيمـ.ـو.ت قدامك.
أومأت إيلاف رأسها بنعم.
تبسم جواد بغصه قائلا: هي أول مره بتبقى صعبه بس بعد كده قلبك هيتعود ويمكن يحصلك تبلد مشاعر.

قال جواد هذا مواسيا لها، بينما بداخله شك لابد أن يتأكد منه.
بينما خارج الغرفه كان ناصف يقف مع أحد الاطباء يتهامس يروج لشائعه أن المشفى مكان للعمل لا مكان للقاءات العاطفيه.
مساء
بمنزل الأشرف
نظرت يسريه ل حفصه بإستغراب سأله: ليه ملبستيش هدومك عشان تچي إمعانا لكتب كتاب واد عمك.

تنهدت حفصه بضجر قائله: لاء أنا مش هاچي، أنا أتصلت على مسك وهي كمان مش هتروح جولت لها تچي مع عمتى نقعد نتسلى سوا لحد ما ترجعوا، إنت ماليش في الحوارات دى، وبعدين مش بتقولي كتب كتاب عالضيق، يبقى أنا لازمتي أين.
زفرت يسريه نفسها قائله: هو كتب كتاب عالضيق صحيح بس ده واد عمك وفي مجام أخوك والمفروض تت عـ.ـر.في عاللى هتبجي مرته.

ردت حفصه ببساطه: بكره لما يتجوز وتجي لداره إهنه أبقى اتعرف عليها، . لكن دلوك أنا إتفجت انا ومسك نتسلى سوا.
زفرت يسريه نفسها بضجر قائله: براحتك.
بنفس اللحظه آتت سلوان قائله: أنا جاهزه.
نظرت حفصه ل سلوان لا تنكر لديها ذوق خاص بها يعطيها رونق وآناقه خاصه رغم أنها ترتدي عباءه تشبه الملس الصعيدى لكن بذوق حديث، تمزج بين الشيفون المبطن بالحرير الامع باللون الأسود والرصاص.

بينما قالت لها يسريه: تمام طالما جاهزه خلينا نطلع نقابل زاهر بره.
قبل أن تخرج يسريه وسلوان من المنازل تقابلن مع مسك التي ألقت نظرة نفور ل سلوان بينما تبسمت ل يسريه التي رحبت بها وغادرن، تنظر في آثرهن بإشمئزاز.
بعد قليل
بمنزل والد حسني.

رحبت ثريا ب يسريه ونظرت بإنبهار ل سلوان ورحبت كذالك صفيه التي نظرت لها بدونيه، كما توقعت زاهر هنالك متسلقه أخرى لافت عليه، تركتهن ثريا وذهبت الى حسنى متحججه انه عروس وتخجل، تهكمت صفيه من ذالك
عادت ثريا بعد لحظات ب حسني كى ترحب بهن، تبسمت حسنى بخجل وهي تستقبلهن، لكن إنبهرت من ذوق وطريقة سلوان الرقيقه والراقيه، إنشرح قلبها لها كذالك سلوان، شعرت ببعض من عدm الألفه مع صفيه.

جلسن سلوان وحسنى الإثنين جوار بعضهن يتجاذبن الحديث، وإن كانت حسني هي التي تتحدث طوال الوقت وسلوان ترد عليها بقليل من الكلام، بينما جلست ثريا بين الحين والآخر ترحب ب صفيه الضاجره، ويسريه التي نظرت لهاتان الفتاتان وتبسمت من ألفتهن تبدوان متفقتان.

بينما بغرفة أخرى جلس صالح وصلاح ومعهم جواد وزاهر الذي يود أن يذهب الى تلك الآفاقه الكاذبه ويصفعها وينهي تلك المهزله بنظره، لكن هيهات فهو وقع بفخ نساء محكم بينهم، بعد قليل آتى المأذون
تحدث صلاح: جوم يا زاهر إجعد جار المأذون عشان كتب الكتاب.

نهض زاهر وهو ينظر نحو باب الغرفه للحظه شار عليه عقله، فر أيها الآبله ولا تدع تلك الثرثاره تفوز بكذبتها لكن قبل أن يفعل ذالك تهكم صالح بغلاظه مبطنه قائلا: أومال في العروسه مش كانت تجي تسلم على حتى أشوف ذوق ولدي الوحيد، مع إنى عارف ذوقه كويس.

نظر له زاهر بكراهيه وجلس بلا إهتمام، بدأ المأذون بعقد القران شفويا ثم وبدأ بتسجيل البيانات، حتى أن إنتهى منها أيضا وطلب من زاهر التوقيع ثم طلب توقيع العروس، نادي إبراهيم على زوجته حين أتت أخبرها أن تآتى ب حسني.
علي إستحياء منها دخلت حسنى الى الغرفه
حاد زاهر بنظره عنها لكن للحظه وكزه جواد وكاد ينظر له لكن وقع بصره على حسني، للحظه شعر بشئ يقول له أنظر لها
نظر لها.

كانت بريئه ملامحها هادئه عكس ما يشعر به من ضجر كلما رأها، بها اليوم شئ مميز، ربما بسبب مساحيق التجميل البسيطه التي تضعها، والتي لا بنتبه لها غير الذي يتأملها فقط كحل برز عينيها الواسعه كذالك بعض من الحمره الطفيفه سواء على وجنتيها أو شفاها، آه شفاها تبدوا ورديه للحظة ود الشعور برحيقها، لكن نهر نفسه لائما: لا تنخدع ببراءة ملامح تلك الآفاقه الكاذبه هي تظن انها وصلت لمآربها لكن هذا ليس صحيح، مازال هنالك وقت قبل إتمام الزفاف.

بينما قال المأذون: أين الشهود؟
نظر زاهر نحوه قائلا: الشهود عمي صلاح وجواد.

نظر له صالح بسحق بينما تغاضي زاهر عن النظر إليه لا يعلم سبب لذالك، أو ربما هنالك سبب لا يريد أن يضع ذالك الدنيئ توقيعه على شئ خاص به، حتى أنه شعر بالبغض من نظراته ل حسنى ومن الجيد أنها لم تنتظر كثيرا بالغرفه، بالكاد وضعت إمضائها وغادرت عيناها لم ترى أحد فقد كانت تود الإختفاء بتلك اللحظه، لكن أصبح هنالك واقع أنها أصبحت شبه زوجة صاحب الخلق الضيق والعصبي.
بمنزل صلاح الاشرف.

ترجل جاويد من السياره يشعر بشوق لرؤية سلوان، التي لم يراها منذ أكثر يومان ولم يحدثها أيضا فبعد أن قام بالإتصال عليها ووجد هاتفها مشغول تراجع عن مهاتفتها، ود ترك فراغ لها لكن بالنهايه إشتاق لها يتمنى رؤية ملامحها حين تراه أمامها الآن.
تقابل مع توحيده التي تبسمت له، أعطاها تلك الحقيبه الصغيره سألا: سلوان فين.
ردت توحيده: الست سلوان راحت مع الحجه يسريه كتب الكتاب، اللى هنا حفصه ومعاها الابلة مسك.

تبسم جاويد على لهجة توحيده الساخره وهي تنطق إسم مسك.
عاودت توحيده السؤال: تحب أحضرلك العشا، من شويه حفصه والمقصوفه إتعشوا.
ضحك جاويد قائلا: لاء كتر خيرك أنا كلت في الطريق، هطلع جناحى أستحمي على ما يرجعوا من كتب الكتاب.
تبسمت له توحيده قائله بموده: عجبال عوضك إنت وست الستات سلوان ويكونوا صبيان.
تبسم لها جاويد، وذهب أمامها لكن.

قبل لحظات بغرفة حفصه سمعن صوت بوق سياره، نهضت مسك ونظرت من خلف زجاج الشرفه رف قلبها حين رأت جاويد يترجل من السياره، نظرت ل حفصه قائله: ده جاويد رجع، مش كنت بتقولى مت عـ.ـر.فيش هيرجع إمتى من اسوان
تبسمت حفصه قائله: مكنتش أعرف، بس كويس إنه رجع دلوقتي.
إستغربت مسك سأله: كويس ليه.

نهضت حفصه قائله: سلوان مش هنا في الدار أهى فرصه نقعد انا وإنت شويه مع جاويد، أهى فرصه يعرف الفرق بينك وبينها إنت معندكيش نفس غرورها ودلعها.
تهكمت مسك بتكرار قائله: غرورها ودلعها دول عجبوه وخلوه إتجوزها وهو ميعرفش عنها حاجه واصل.
ردت حفصه بتأكيد: أهو إنت قولتيها ميعرفش عنها حاجه واصل، بس أكيد بدأ يعرف، بلاش تقفلى وشك، أفرديه وخلينا ننزل نستقبل جاويد ونقعد معاه شويه.
لم تعترض مسك بل رحبت بذالك...

قبل صعود جاويد على درج السلم سمع حفصه تقول: حمدلله عالسلامه يا جاويد.
رفع بصره ونظر لها مبتسما، سألا: مروحتش معاهم كتب الكتاب ليه؟
ردت حفصه وهي تترجل على السلم: إنت عارف أنا ماليش في حوارات النسوان دى، ومسك كمان زيي، إنما سلوان هي اللى طلبت من ماما أنها تاخدها معاها، مش المفروض كانت تفضل في الدار تستقبل جوزها.
رد جاويد: سلوان متعرفش إنى راجع النهاردة.

شعرت مسك بالضيق من دفاع جاويد، لكن أخفت ذالك ببسمه رسمتها: أزيك يا جاويد.
رد جاويد: كويس الحمد لله، يلا هسيبكم وأطلع أخد دش على ماما ما ترجع هي وسلوان.
قبل أن يصعد جاويد جذبت حفصه يده بدلال أخوي قائله: دش أيه، انا بقيت مش بعرف اقعد معاك بسبب سلوان زى ما تكون بتغير لما تشوفنى قاعده معاك، خلينا نقعد ندردش سوا في المندره.

كاد جاويد ان يعترض لكن حفصه ألحت عليه بدلال فوافق على مضض، وجلس معهن حفصه ومسك يتجاذبن الحديث معه بينما هو عقله شارد ب سلوان.
بعد وقت قليل
دخلتا سلوان ويسريه الى المنزل، سرعان ما سمعن صوت ضحكات آتيه من نحو المندره، فسرت سلوان ضحكة جاويد، خفق قلبها، لكن بنفس اللحظه تسأل عقلها عن سبب تلك الضحكات، بفضول ذهبت خلف يسريه الى المندره.
تبسم جاويد حين رأي يسريه ونهض واقفا وتوجه إليها وإنحني يقبل يدها، تبسمت يسريه وهي تمسد على راسه قائله: حمدلله عالسلامه، لما إتأخرت في الوصول قولت يمكن هتحصلنا على دار أبو عروسة زاهر واد عمك المفروض كنت تبجى جاره.
رد جاويد: معليشي ملحوقه في فرحه، وجواد قام بالواجب مكاني.
تبسمت يسريه قائله: محدش بياخد مكان حد، شايفه إنكم جاعدين ممزوجين جوي.

نظرت حفصه نحو سلوان بكيد قائله: مبسوطين جوي جوي، مسك كانت بتحدت عن العفريت اللى ساكن المدرسه، وجاويد بيقول لها إنه مش مصدق التخاريف دي، رغم اصحاب البيوت اللى حوالين المدرسه أكدوا سماعهم لأصوات مخيفه وكمان الحجر اللى قدام المدرسه اللى كل ما يفكروها يهدوها عشان يبنوا مدرسه جديده يحصل مصيبه.

كانت عين سلوان تنظر ل جاويد الذي حاد بنظره وعنها وإبتسم ل حفصه، لكن هي ظنت أنه ينظر ل مسك، شعرت بالغيره قائله: المثل بيقول ما عفريت الأ بنى آدm كل دي تخاريف ممكن يكون حد له مصلحه وبيستفيد من تخويف الناس.
تهكمت مسك قائله: وأيه مصلحته من المدرسه، عالعموم براحتك.

عاودت حفصه ومسك المزاح مع جاويد بعد أن تركتهن يسريه وذهبت الى غرفتها تود الراحه، شعرت سلوان بالضجر وهي ترى حفصه تتعمد المرح مع جاويد وتزج ب مسك بالمنتصف، ومسك مستلذه من ذالك.
بينما جاويد يود أن ينهض ويجذب سلوان معه ويذهب معها الى غرفتهم يحتضنها، لكن رسم البرود، تضايقت سلوان من ذالك ونهضت قائله: أنا نسيت أحط للقط أكل في الجنينه هاخد له أكل.

تهكمت حفصه قائله: فين القط ده، ماما مانعه اى قطط يدخل البيت، عندي حساسيه منهم وبكرههم عشان غدارين وبيخـ.ـطـ.ـفوا ويجروا.
ردت سلوان ببراءه: بالعكس دول لذاذ جدا، انا بحب الحـ.ـيو.انات الأليفه من صغري، هقوم اخد أكل من المطبخ وأحطه له.
غادرت سلوان الغرفه تشعر بغضب من تجاهل جاويد لها ومزاحه مع مسك.

بينما نظرن مسك وحفصه لبعضهن بنظره ذو مغزي، أن حفصه لديها حق جاويد لا يعطي إهتمام ل سلوان، إنشرح قلب مسك وعاود الامل بقلبها.
بعد قليل نهض جاويد لم يعد يستطيع التحكم بشوقه ل سلوان، تحجج بالإرهاق بسبب قيادته للسياره من الأقصر ل اسوان وغادر صاعدا الى غرفته هو وسلوان.

أخذت سلوان الطعام وذهبت الى الحديقه تنتظر ذالك القط، لكن لم يإتى الليله عكس الليالى الماضيه، شعرت بالغضب وتوجهت الى غرفتها، بدلت ثيابها بمنامه قطيفه باللون النبيذى الداكن، لكن بنفس الوقت سمعت صوت فتح باب الغرفه، لم تنظر نحوه وإدعت عدm الاهتمام وبدأت بتصفيف خصلات شعرها.

كذالك جاويد مازال يتعمد تجاهل سلوان، دخل دون حديث، وضع هاتفه وسلسلة المفاتيح وبعض أغراضه الخاصه على طاوله جوار الفراش وتوجه ناحية الحمام، خرج بعد قليل، تبسم حين رأى سلوان تتسطح فوق الفراش، ولم تبالى به، أغمضت عينيها، توجه جاويد الى الفراش وتمدد عليه، إستغربت سلوان عدm مشاغبته لها كالعاده، لكن فعلت مثله وتجاهلته، حتى إنه لم يقترب منها لكن وجوده معها بالغرفه أعطاها شعور بالآمان عكس الثلاث ليالى المنصرمه كانت تشعر بخـ.ـو.ف كآن أحدا يراقبها، أغمضت عينيها سرعان ما ذهبت للنوم، بينما جاويد فتح عيناه وأقترب منها ولثم شفاها بقبله ناعمه منتشيا من نفسها جواره.

صباح
إستيقظت سلوان من النوم تمطئت بيديها ونظرت لجوارها على ذالك الضوء المتسرب، شعرت بغصه من تجاهل جاويد لها لكن قررت ستفعل مثله.
نهضت من جواره وذهبت نحو الحمام عادت بعد قليل نظرت نحو ق كان جاويد مازال نائما أو هكذا تظن، ذهبت نحو ستائر الشرفه وقامت بفتحها ل ضوء النهار، نظرت نحو الفراش كان جاويد يعطيها ظهره، رأت ذالك الوشم الذي كلما راته يثير الفضول برأسها، ظلت تنظر قليلا الى أن.

تحكم الفضول بها وهي تتمعن النظر الى ذالك الوشم الذي على كتف جاويد، لديها شعور أن لهذا الوشم معني، فكرت قليلا ثم جذبت هاتفها وفتحت الكاميرا وإقتربت من الفراش وسلطت كاميرا الهاتف فوق الوشم وإلتقطت له صوره وكادت تلتقط صوره أخري لكن شهقت بخضه حين جذبها جاويد على غفله وأصبح جسدها فوق الفراش وإعتلاها ينظر له بمكر قائلا: بتصوريني وأنا نائم ليه، للدرجه دي معحبه بيا.

إلتقطت سلوان نفسها بصعوبه قائله بتهكم: معجبه بيك، قولتلك قبل كده إنك موهوم، كل الحكايه الوشم اللى على كتفك، عندى فضول أعرف له تفسير كنت هاخد صورته وأشوف له تفسير عالنت.
ضحك جاويد وهو يرى علو وهبوط صدر سلوان تحاول التنفس بهدوء قائلا: كان سهل تسألينى وأنا أقولك إن الوشم ده مالوش تفسير عادي، رسمه عجبتني ووشمتها على كتف.
حاولت سلوان تهدئه أنفاسها قائله: تمام، رغم إنى مش مقتنعه بس قوم من فوقي لو سمحت.

ضحك جاويد بمكر، ودفس رأسه بين حنايا عنقها ولثمه بقبلات ناعمه تزداد شوق وتوق.
سرعان ما وضع كف يده على فمها يخشى أن تستفزه وتنطق بأسم جلال، لكن سلوان تشعر بالشوق له، كانت تفتقد لتلك المشاغبات التي أحيانا ما تتذمر منها، لكن الآن كل ما توده هو الشعور ب جاويد قريب منها، رغم أنها بالفعل كادت تهمس لكن...
خاب ظنه حين همست بإسم جاويد رفع كف يده عن فمها ورأسه من بين حنايا عنقها وتسلطت نظرات العيون بينهم للحظات قبل أن تخفض سلوان عينيها تذم شفاها بحياء، بينما جاويد إرتكزت عيناه على شفاها بتوق الليالى الماضيه، بلا إنتظار كان يقبلها بشغف، تفاجئ من عدm إعتراض سلوان أو دفعها له أن ينهض من عليها كما كان قبل قليل، بل شعر بيديها على ظهره تسير بنعومه، ترك شفاه لتتنفس ونظر لوجهها وجدها مغمضة العين، تبسم وعاد يقبل وجنتيها، ثم نظر لوجهها وهو يضع يديه على أزرار منامتها وبدأ بفتح أول زر، شعرت سلوان بيده وفتحت عينيها نظرت لعيناه سرعان ما إستحت وأخفضت عينيها، وإنصهر وجهها بخجل ولم تعترض لا على قبلاته ولا ولا يداه الجريئه التي تقريبا فتحت كل أزرار منامتها وبدأ تشعر بيداه على جسدها مباشرة مستمثله للمساته؛ وهو كذالك حين لم يجد منها تمنع كالعاده توغل بلمساته بجرآه، يشعر بشوق وتوق، شعر الإثنان كأنهما هائمان بين نسمة شتاء بـ.ـاردة كل منهم يحتاج لشعور بأنفاس الآخر كي يشعر بالدفئ المفقود في قلبه...

لكن بلحظه بدأت تلك النسمه تثلج برودة حين سمعا طرقا على باب الغرفه، يتبعه حديث توحيده بإخبـ.ـاريهم أن الفطور قد تم تجهيزه.

للحظات تجاهل الإثنين ذالك ولم يهتم جاويد وتحكمت به رغبة إتمام زواجه من سلوان، حتى سلوان هي الآخري أرادت خوض ذالك معه، شعر الإثنين بشعور غريب رغم الشوق المتحكم بهما؛ لكن فاقا من تلك الغفوه على صدوح رنين هاتفه لآكثر من مره، أرادت سلوان أن يتجاهل رنين الهاتف كما تجاهلا طرق توحيده، لكن رنين الهاتف أكثر من مره جعل جاويد يزفر أنفاسه بضجر على عنقها ثم نهض عنها مرغما لكن عيناه تنظر لها وهي تحاول إستجماع شتاتها وهي مازالت نائمه على الفراش تزم طرفي منامتها وتحاول إغلاقهما بيديها اللتان ترتعشان، نهضت كآنها لاتشعر بخلايا جسدها كآنها ذابت، لم تنظر بإتجاه جاويد بصعوبه قررت أن.

ربما الهروب الآن أفضل من هذا الضياع أمامه، بالفعل توجهت نحو الحمام.

زفر نفسه بغضب ونـ.ـد.م، ليته تجاهل الهاتف كما تجاهل طرق توحيده، خلل يده بشعر رأسه ينظر الى شاشة الهاتف، حاول الرد بثبات الى أن إنتهى ألقى الهاتف على الفراش بعصبيه، وهو ينظر نحو باب الحمام، بينما سلوان دخلت الى الحمام وأغلقت بابه شعرت بإرتخاء جسدها ذهبت نحو حوض الإستحمام وجلست على حرفه، تضع يدها على قلبها تشعر بتسارع خفقاته أغلقت عينيها وحاولت التنفس بهدوء تشعر بتشتت سواء بعقلها أو بقلبها، الإثنين أصبحان يريدان قرب جاويد، لكن لحظة يتحكم العقل ويتذكر خداعه لها تشعر بتلك اللحظه أنه لم يفرق عن الآخرين بل هو إستغل ثقتها به، ربما يرى خداعه لها بسيط لكن لو كان إعترف لها بهويته الحقيقيه تلك الليلة التي إستنجدت به ربما كانت تغاضت وأخذت الآمر مجرد مزحه، لكن هو إستمر بخداعه حتى بعد عقد قرانهم، سؤال يتردد بعقلها: ليه خدعني من البدايه بإسم مش إسمه، وليه كان إسم أخوه ده بالذات، وليه الحجه يسريه بتضايق لما بتسمعنى بناديه بالإسم ده، حاسه إنى ضايعه، كان لازم أسمع لتحذير بابا، بابا هو كمان معرفش إزاي صدق خداع جاويد ووافقه؟

ولا جواب لكل تلك الأسئله، فقط شعور السأم من كل شئ حولها.
إستغيب جاويد خروج سلوان من الحمام قام بالطرق على باب الحمام سألا: سلوان.
نهضت سلوان سريعا قائله: ثواني وخارجه.
بالفعل بعد دقيقتين سمع جاويد صوت مقبض باب الحمام، نظر نحوه تبسم حين رأى سلوان ب مئزر الحمام تزم طرفيه على جسدها، لكن كان قصير قليلا.
شعرت سلوان بالضيق من نظره نحو ساقيها وقالت بحده: بتبص على أيه؟

تبسم جاويد بمكر قائلا: تعرفى إن البورنص ده أحلى كتير من البيجامه اللى كنت لبساها من شويه، وهيبقى كمان سهل الفتح.
ضيقت سلوان عينيها بعدm فهم سأله: قصدك بأيه سهل الفتح.
إبتسم جاويد وإقترب من سلوان وهمس في أذنها بنبرة خبث.
خجلت سلوان من همسه وتـ.ـو.ترت وحاولت الإبتعاد عنه، لكن جاويد وضع إحدي يديه على خصرها وضحك قائلا: للآسف عندي ميعاد شغل في المصنع بعد ساعه، نأجل الموضوع ده للمسا.

أنهى جاويد حديثه وإختلس قبله من شفاها ثم تركها سريعا وتوجه نحو الحمام، بينما سلوان ذمت ضعفها أمام جاويد الذي يستغله بسوء.
بأحد المطاعم ب الأقصر
وضع النادل بعض الأطباق كذالك كوبان من الشاي، شكره بليغ، ونظر نحو إيلاف الشارده تنظر نحو مياه النيل الذي يطل عليه المطعم، إستغرب قائلا: إيلاف.
نظرت له إيلاف.
تبسم بليغ سألا: مالك سرحانه في أيه عالصبح كده.
ردت إيلاف ببساطه: مش سرحانه ولا حاجه.
تبسم بليغ قائلا: يمكن مش سرحانه بس حاسس إن في حاجه شاغله عقلك، كمان إمبـ.ـارح لما كلمتك المسا حسيت صوتك فيه حاجه غريبه.
زفرت إيلاف نفسها وقالت: قولي إيه السر يا عم بليغ.
إستغرب بليغ السؤال قائلا: سر أيه!
ردت إيلاف: سر إنك حسيت إنى كنت فعلا مضايقه وقت إتصالك عليا إمبـ.ـارح المسا.
إبتسم بليع قائلا: مفيش سر في الأمر، صوتك كان واضح إنه مخـ.ـنـ.ـوق، أو كنت بتبكي وقتها.

صدقت إيلاف تبرير بليغ وقالت بتأكيد: فعلا كنت ببكي وقتها.
شعر بليغ بغصه سألا: وليه كنت بتبكي؟
تنهدت إيلاف تشعر بآلم طفيف في قلبها وأجابته بما حدث بالأمس ووفاة أحد المرضى بتفاجؤ بعد أن كانت تحسنت حالته بدرجه كبيره.
تبسم بليغ قائلا: المـ.ـو.ت في لحظه بيجي وربنا أوقات من رحمته بيدينا لحظات قبل المـ.ـو.ت نحس فيها براحه حتى من الو.جـ.ـع، زى ما نبجول إكده سكرة المـ.ـو.ت.

تنهدت إيلاف قائله: نفس اللى قاله جواد، بس معرفش ليه قلبي و.جـ.ـعني عالراجـ.ـل ده، يمكن زى ما جواد قالي، عشان أول مريـ.ـض يمـ.ـو.ت قدامي ومقدرش أنقذه.
تبسم بليغ قائلا: حديت جواد صح، ويمكن ربنا رحم المريـ.ـض من آلمه، وبعدين المفروض تنسي وتتعودى المـ.ـو.ت حقيقه صعبه، ويا اما ناس عايشه قلبها مـ.ـيـ.ـت، بس في حاجه حصلت في الفتره الاخيره أنا مبسوط منها.
تسألت إيلاف: وأيه هي الحاجه دي؟

رد بليغ ببسمه: قربك من جواد بعد ما حكيتى لى اللى حصله فجأه، حسيت إنك بقيتي أقرب له، جواد أنا أعرفه من زمان زى ما قولتلك وعيندى ثقه كبيره في شهامته.
شعرت إيلاف براحه قائله: فعلا، بس ساعات بحس إن عنده ثقه زايده في نفسه.
تبسم بليغ قائلا: والثقه دي عيب ولا ميزه بالنسبه لك؟
ترددت إيلاف في الرد: مش عارفه، أوقات الثقه الزياده بتبقلب غرور.
ضحك بليغ قائلا بتعجب: جواد!، والغرور!

مستحيل يتفقوا مع بعض، ت عـ.ـر.في نفسى يبقى عندك ثقة جواد كده في نفسك، أنا بحس إن أقل شئ ممكن يحصل بيهزك وبيخليك تخافي.
تـ.ـو.ترت إيلاف قائله: يمكن بحكم إن هنا غريبه.
رد بليغ بنفي: لاء مش ده السبب إنت جواك غربه من نفسك يا إيلاف، يعني قافله على نفسك جـ.ـا.مد زي اللى خايف يقرب من الناس ليضروه، أو يكتشفوا عنه شئ هو بيحاول يخفيه.

نظرت إيلاف ل بليغ بإندهاش وتـ.ـو.ترت بالرد: لاء إنت غلطان أنا مش قافله على نفسي ولا حاجه بس بحاول أبقى حياديه في تعاملى مع الغير.

تبسم بليغ قائلا: دي مش حياديه، دى إنطوائيه، وفي فرق كبير بين الإتنين، يعنى إنت معاك بنات كتير في دار المغتربين رغم إن مر وقت ليك فيها بس متوكد إنك يمكن مت عـ.ـر.فيش مين اللى ساكنه في الاوضه اللى جانبك، يمكن مت عـ.ـر.فيش غير مديرة الدار وبعض الموظفين، حتى في المستشفى يمكن لو مكنش اللى حصل ل جواد مكنتيش قربتي من أى حد في المستشفى، زى ما يكون جواك سر خايفه حد يعرفه.

إرتبكت إيلاف وقالت بتعلثم: وهيكون أيه السر ده، عادي أنا بس مش باخد عالناس بسرعه والدليل إنت قولته جواد في الفتره الأخيره بقينا شبه أصدقاء.
تبسم بليغ وتلاعب بتـ.ـو.تر إيلاف مفاجئا بسؤال: وأنا ليه من أول ما أول ما إتعاملت وياك حسيت بثقه ناحيتي.
ردت إيلاف ببساطه: هتصدقنى لو قولت لك معرفش السبب.
تبسم بليغ هامسا: بس أنا عارف السبب يا إيلي.
بمنزل والد حسنى.

تأففت حسني من زوجة أبيها التي أيقظتها من ذالك الحلم التي كانت ترى والداتها به، صحوت بغضب قائله: خير ما مرت أبوي بتصحيني دلوك ليه، أنا نايمه بهد الفچر بعد ما نضفت الدار وكمان چيبتلك عيش من المخبز اللى على أول الشارع، عاوزه أيه دلوك هو حـ.ـر.ام لما أريح چتت، إنت بيصعب عليك إنى أنام ساعتين على بعض.
تنهدت ثريا بسخريه قائله: أنا الحق على إنى بفكر في مصلحتك وعاوزه أطول رجابتك جدام أهل جوزك.

سئم وجه حسني وقالت بتسرع: بالعجل هتجوليلي أهل جوزي ده كان كتب كتاب عالضيق مش فرح وزفه.
زفرت ثريا نفسها قائله: بشطارتك تخليه يعملك فرح وزفه في أقرب وقت.

تهكمت حسني قائله: بشطارتى أيه، وده أعملها إزاي بجي، أسحر له ولا أتهمه بالباطل كيف ما عملتي أنت قبل إكده، بالك لو مش الحجه يسريه هي اللى أقنعتي أنا مكنتش وافجت، وشكلي هنـ.ـد.م بعد إكده إنى طاوعتها وواجقت، ده ليلة إمبـ.ـارح مبصش في وشى حتى ما صدق الماذون كتب الكتاب وبعدها مشي مع أهله.

ردت ثريا بسخريه: وكان هيطلع في وشك كيف وإنت وشك كان مطفي يطفش العفريت، حتى الكحل وشويه الأحمر اللى بالغـ.ـصـ.ـب حطيتهم، يلا همي جومي خلينا ننزل السوق نشتري شويه فاكهه ومعاهم كام علبة شيكولاته ونروح نرد لهم زيارة عشيه.

سخرت حسني بتهكم قائله: جصدك الاحمر اللى كان على شفايفي، أنى كنت حاسه إنى كيف البهلونات، وفكرك دار الأشرف مستنين منيك رد الزياره، أنا بجول تسيبني أعاود النوم من تانى ووفري الفلوس اللى هتصرفيها في الفارغ وإن كنت منمره على إيجار الدار بتاع چدي، بجولك إصرفي نظر أنا چيبت لى موبايل جديد بيه حتى فاضل عليا جزء من حق الموبايل جولت لصاحب السنترال الشهر الچاي هكملهم لك، وبفكر أشتري لاب توب بالتجسيط كمان وأتعلم عليه برامج.

Word and Excel
عشان بفكر أشتغل بدل ما أنا شغاله في إهنه خدامه ليك ولعيالك اللى ميعرفوش كلمة شكرا.
لوت ثريا شفاها بسخريه قائله: وأيه اللى رطمتي بيه ده وهتشتغلى أيه بجي بحتة الدبلون بتاعك.

ردت حسني بثقه: أنا جصدي برامج سطح المكتب، وهدفي أشتغل سكرتيره في مكتب سياحه إهنه، والدبلون اللى بتتحدتى عنيه ده ياريت بت من بناتك توصل ليه، بناتك الإتنين صيع يا مرت أبوي حتى ديك البرابر بتاعك هو كمان بيهرب من المدرسه ويتصرمح مع الصيع، بالك يا مرت أبوي لو تركزي إمعاهم بدل ما أنت مركزه إزاي تطفشينى من دار أبوي، كان إتصلح حالهم.

تضايقت ثريا وغضبت من حسني وألقت عليها دثار الفراش قائله: إتخمدي، أنا غلطانه إنى صحيتك من النوم، هنزل لحالي مش عاوزاك إمعاي بس هاتي خمسمـ.ـيـ.ـت جنيه من معاك.
ضـ.ـر.بت حسني كفيها ببعض بوفاض قائله: منين بجولك إشتريت موبايل جديد، بح إيجار دار جدي، أجولك البت بتك الكبيره سمعتها بتتحدت عالموبايل بتجول إنها قبضت جمعيه وإمعاها ألف جنيه الحجيها قبل ما تصرفهم في الهالك.

إستغربت ثريا قائله: وجابت فلوس الجمعيه دى منين عاد.
ردت حسني: ربنا بيسلط أبدان على أبدان يا مرت أبوي، زى ما كنت بتخنسري إيجار دار جدي كله، بتك
كانت بتخنسر من وراك من مصاريفها، يلا مرت أبوى إنت هتوجفي إكده إلحجيها قبل ما تنزل وتصرفهم عالفاضي.

نظرت لها ثريا بغضب، وتركتها مسرعه، وصفقت خلفها باب الغرفه، تبسمت حسني بظفر قائله: يارب ما تلحجها، عشان تتحسر بعد إكده، ما أعاود النوم، يمكن أمي ترجع تاني تتحدت وياي المره دي، توقفت حسني عن الحديث للحظه وتذكرت والداتها معها بالحلم، كانت سعيده وأشارت لها على باب كبير أن تذهب نحوه وتفتحه، فعلت مثلما قالت لها وفتحت الباب في البدايه وجدت ضباب كثيف سرعان ما إنقشع وظهر بعد ذالك الضباب باب آخر أشارت لها بفتحه، فتحه وجدت حديقه وأطفال صغار يلهون، ذهبت نحوهم بطفوله جلست على أريكه قريبه منهم وهي تنظر للهوهم بسعاده وسرعان ما توجه هؤلاء الأطفال بعيدا قليلا، تتبعتهم بعينيها الى أن توقفوا يمرحون حول شاب يتدللون عليه، سرعان من نظر نحوها وإبتسم.

شهقت حسني وتذكرت ملامح الشاب قائله: مستحيل!
زاهر يضحك حتى في الحلم، بس بصراحه كان حلو جوي وهو بيضحك.
بالبازار الخاص ب زاهر
دخل عليه أحد العمال قائلا: زاهر بيه، المجاول اللى كان بيشطب المخزن الچديد جاب المفاتيح دي وجالى إنه خلاص إنتهى من تشطيب المخزن وبجي جاهز.

أخذ زاهر المفاتيح من العامل قائلا: تمام خد نسخة مفتاح أهو معاك وخد عامل كمان غيرك وإنقل البضاعه اللى في المخزن الجديم فيه وحاذر حاجه تنكـ.ـسر، وكمان في بضاعه إتفجت عليها هنشونها في المخزن ده، بدل المخزن الجديم كان ضيق.

أومأ له العامل وأخذ المفتاح وغادر، بينما نظر زاهر الى بقية المفاتيح وزفر نفسه بغضب قائلا: بسبب المخزن ده إتورطت في بلوة معرفش إتحدفت على منين، ومش عارف هتخلص منيها كيف دي كمان، مستحيل الجوازه دى تتم، لازمن أتقابل مع البت دي وأشوفها تاخد قد أيه وتحلني من كتب الكتاب، للحظه تذكر وجه حسني بالأمس، شعر بضيق قائلا: لاه والغـ.ـبـ.ـيه ملطخه شفايفها بأحمر كيف البهلونات، أنا لو مش إتحكمت في غضب كنت لطشت لها على صداغها حمرتهم هما كمان.
للحظه توقف خيال زاهر وهو يعاود رؤية وجه حسني، للحظه تبسم وشعر بهدوء، لا ينكر ملامحها كانت رقيقه بالأمس، تنهد قائلا: صحيح الحلو مش بيكمل، هي لو لسانها يتقطع منه حته وتبطل رغي وكدب يمكن كنت...
توقف زاهر قائلا: يمكن أيه كنت أيه يا زهر ده مستحيل، في أقرب وقت هتخلص من كتب الكتاب اللى رابطنى بالرغايه الآفاقه.
ليلا
بحديقة منزل الأشرف.

توجهت سلوان بذالك الطبق الموضوع عليه بعض قطع اللحم النيئه وذهبت الى ذالك المكان أسفل إحدي الأشجار، تبسمت حين رأت ذالك القط، إقتربت منه وإنحنت تجلس القرفصاء ووضعت أمامه طبق الطعام على الأرض قائله: جبتلك أكل أهو زى كل يوم.

بسرعه بدأ القط في إلتهام الطعام، تبسمت سلوان ببتلقاىيه من سلوان مدت يدها تضعها على فرو القط للحظات إتمزج القط من لمسات يدها على جلده لكن سلوان تعجب من ملمس فرو القط، شعرت كآنه ليس فرو ناعم بل خشن يشبه حرافيش القنفد رفعت يدها، ونظرت للقط بإستغراب قائله بشفقه: أكيد سبب خشونة جلدك إنه إتحرق وووو
للحظات إبتعد القط عن سلوان لخطوات، نظرت له سلوان قائله: متخافش أنا مش هأذيك.

قالت هذا ونهضت تقترب من القط، لكن بنفس اللحظه سمعت نداء يسريه عليها من إحدي شرفات المنزل، نظرت لها ثم للقط قائله: تعالى كمل أكلك وأنا هشوف الحجه يسريه عاوزنى ليه وأرجعلك.
للحظه زمجر القط حين سمع إسم الحجه يسريه، تبسمت له سلوان قائله: هرجعلك بسرعه قبل ما تخلص الأكل.

للحظه أثناء سير سلوان شعرت كآن نفس ساخن لفح وجهها، إستغربت ذالك، فالطقس الليله يبدوا بـ.ـاردا، لكن نداء يسريه عليها مره أخري صرف تفكيرها ودخلت الى المنزل، توجهت الى الغرفه التي كانت تنادى عليها يسريه من شرفتها.
حين دخلت تفاجئت ب مؤنس الذي نهض ببطئ مبتسما بموده، تبسمت له بتلقائيه، بينما تبسمت يسريه هي الاخري قائله بترحيب: الدار نورت يا حج مؤنس، من زمان مزورتناش إهنه البركه حلت علينا.

تبسم مؤنس وعيناه على سلوان قائلا: كيف بجي من زمان مجتش إهنه وليلة عرس سلوان أنا جيت وراها لإهنه.
ردت يسرعه بعتب مقبول: جيت وراها بس مدخلتش الدار.
تبسم مؤنس قائلا: وأها أديني دخلت الدار، عشان أشوف سلوان.
إبتسمت سلوان وإقتربت من مكان وقوف مؤنس الذي جذبها من يدها وقبل جبينها قائلا: أنا چاي مخصوص عشانك.

تبسمت له سلوان بتحفظ، بنفس اللحظه دخل جاويد الى الغرفه هو وصلاح الذي رحب ب مؤنس قائلا بعتاب: إكده يا حج مؤنس بجالك سنين مدخلتش دار الأشرف، يعني لو مش سلوان مكناش نولنا الزياره الكريمه دي.
تبسمت يسريه قائله: لسه كنت بجول له إكده.
نظر مؤنس نحو سلوان قائلا: وهو في أغلى من سلوان برضك.
تبسم صلاح قائلا: سلوان غاليه و جد سلوان الحج مؤنس زيارته غاليه برضك.

نظر مؤنس نحو جاويد قائلا: بس في ناس عينديها سلوان الاغلى من الحج مؤنس.
تبسم جاويد قائلا بهدوء: نورتنا يا حج مؤنس.
تبسم مؤنس قائلا بعتب: من ليلة جوازك من سلوان وهي مجتش تزورني بدار القدوسي، أوعاك تكون مانعها، جولي يا سلوان الحجيجه.

كادت سلوان أن تقول أنها شبه لم تخرج من المنزل منذ تلك الليله الأ مره واحده بالأمس حقا لم تطلب الخروج ومنعها، لكن كذالك هي أصبحت تميل الى المكوث بالمنزل، فأين ستذهب، لكن تبسم جاويد قائلا: أنا أمنع سلوان عن الناس كلها إلا عنك يا حج مؤنس، ناسي إنك إنت اللى طلبت يدها منيك وإنت اللى حطي يده بيدي وجوزتهالى.

لا تنكر سلوان ذالك الشعور بالراحه التي تشعره مع مؤنس، رغم أنها تحمل بقلبها غصه منه بسبب عدm رده على رسائل والداتها سابقا، لكن لديها له ألفه فسرتها أنها ربما مازالت تتذكر دmـ.ـو.ع والداتها وهي تشتاق له وتحكي عن حنانه عليها، لكن العشق كان هادm ذالك الحنان.
.
بعد وقت
بغرفة المكتب بالمنزل.

كان جاويد وصلاح يتحدثان، أثناء دخول سلوان بصنيه الى الغرفه سمعت قول صلاح ل جاويد: يعني إنت هتسافر للقاهره بكره بعد الفجر.
نظر جاويد ل سلوان التي دخلت قائلا: أيوا لازم أتابع بنفسي شحن البضاعه للعميل الروسي، هو إتصل عليا بنفسه وطلب كميه مضاعفه وأنا دبرتها بسهوله من مخازن المصانع.
تبسم صلاح ل سلوان قائلا: واضح إن سلوان قدm الخير عليك، صفقة زى دى نقله كبيره لإسم الأشرف.

تبسمت سلوان وهي تضع تلك الصنيه أمام صلاح قائله: أنا جبت لحضرتك الشاي، توحيده كانت مشغوله وأنا اللى عملته لحضرتك.
تبسم صلاح قائلا بمكر: يعنى كوبايتى إنت سويتها وكوباية جاويد مين اللى سواها بجي.
إرتبكت سلوان قائله: لاء قصدي أنا اللى عملت الإتنين، يارب يعجبك.
تبسم صلاح قائلا: متوكد إن طعمه هيكون زين، طالما من يدك، تسلم يدك.
تبسمت سلوان قائله: شكرا يا عمي، هسيبكم تكملوا بقية شغلكم.

تبسم لها صلاح حتى خرجت من الغرفه نظر ل جاويد قائلا: هتفضل في القاهره كم يوم.
رد جاويد: لغاية دلوقتي معرفش ممكن يومين تلاته أو أكتر.
إستفسر صلاح قائلا: وسلوان.
تسأل جاويد: مالها سلوان.
تبسم صلاح بخباثه قائلا: هتفضل متحمله كده كتير إنت يادوب راجع من أسوان من كم يوم، دلوك رايح القاهره، متنساش إنها عروسه جديده.
تبسم جاويد قائلا: إطمن مش ناسي وعشان كده هاخدها معايا القاهره.

تبسم صلاح قائلا: ربنا يهنيكم، ويتم المراد، لآنى بدأت أشك فيك.
ضحك جاويد بشوق قائلا: هيتم وكن مطمن وإبعد الشك عن راسك أنا تمام الحمد لله.
بعشة غوايش.

قبل قليل أثناء خروج صالح من منزله رأى إصطحاب جاويد ل مؤنس الى أن أوصله الى تلك السياره التي كانت تنتظره، وغادرت السياره بعد أن صعد إليها مؤنس، وعاود جاويد الذهاب نحو باب منزل صلاح، أومأ له رأسه بتلقائيه، لكن شعر صالح كآنه يتشفى به، وإشتعل الغل بقلبه وخرج من المنزل ساقه شيطانه الى عشة غوايش، دخل يشعر بوخزات ناريه في قلبه، حين رأته غوايش تهكمت قائله: أيه اللى جابك الليله يا صالح، جولت لك متجيش غير لما أشيع لك حدا من طرفي.

إرتبك صالح مبررا: أنا كنت چاي عشان أجولك، إن تقريبا السور اللى جولتى أحاوط الارض بيه قرب ينتهي إنشاؤه.
تبسمت غوايش قائله: زين، عملت كيف ما جولتلك.
رد صالح: أيوه، خليت المقاول يبنيه على نص طوبه ويحط فلين بينها وبين نص الطوبه التاني في النص عشان يحبس الصوت داخل السور وميطلعش لبره.

تبسمت غوايش قائله: تمام لما ينتهي السور إعمل چواها زي عشه صغيره بلوازمها عشان تبجي إستراحه للعمال اللى هيبجوا يحفروا جوا السور.
تسأل صالح: ليه هما العمال مش هيبجوا من أهل البلد.

تعصبت غوايش قائله: لساه الغباء متحكم فيك زى زمان، لو مش غبائك وطمعك في مسك اللى طلبها المارد قربان لكن إنت بطمعك خونت العهد وكنت هتاخدها قبليه فسدت الإتفاق، وأنا اللى لغاية دلوك ملجمه المارد عشان مينتجمش منيك لإنك أخلفت بالوعد.
إرتعش صالح قائلا: ما أنا جدmت للمارد قربان تانى بعديها عشان أسترضيه.

تهكمت غوايش بشر قائله: كان بعد أيه بالك أنا لو سيبتك لعقلك مره تانيه يبجي أنا اللى هنضر المره دى، ودلوك غور من وشي والعمال اللى هيحفروا چوه السور أنا اللى هجيبهم بنفسي، عشان أتجي (أتقي)غـ.ـدرك.
بالمشفى
دخل ناصف الى مكتب جاويد ورسم بسمه قائلا: مساء الخير يا دكتور جاويد بصراحه كده أنا مرضتش أجيلك الا لما ورديتي خلصت عشان نقعد براحتنا.

بداخله تهكم جواد على حديث ناصف المبطن، بينما رسم بسمه قائله: خير أيه الموضوع المهم اللى أجلته لحد ما تنتهى ورديتك.
ببسمه صفراء جاوب ناصف وهو يخرج بطاقة دعوه من جيبه واجها نحو جواد: دى دعوه إفتتاح المستشفى، عاملين إفتتاح صغير كده، وعازم عليه بعض الشخصيات الهامه في الأقصر وكمان بعض الأطباء، ومكنش ينفع مدعيش الدكتور جواد الأشرف، المستشفى بيها جزء خيري، وإنت قلبك كبير ولازم تكون أول الحاضرين.

أخذ جواد منه بطاقة الدعوه قائلا: لاء بالتأكيد هحضر الإحتفال، وألف مبروك.
تبسم ناصف وتنحنح قائلا: بصراحه أنا كنت عاوز أدعى الدكتوره إيلاف كمان، بس خايف تكسفني وترفض الحضور، بس ممكن إنت بسهوله تقنعها تحضر الإحتفال.
إستغرب جواد قائلا: وأنا هقنعها إزاي، والله إنت جرب وإدعيها وشوف.
تبسم ناصف بإيحاء قائلا: لاء إنت ممكن تقنعها بسهوله، أنا شايف كده في بينكم تقارب في الفتره الأخيره.

فهم جواد قصد ناصف قائلا بهدوء: تمام هقولها، وهي حره مقدرش أضغط عليها.
تبسم ناصف قائلا: لاء هي هتوافق لو إنت قولت لها إنك هتحضر الإفتتاح، بصراحه كده أن ملاحظ إن في تقارب خاص بينكم واضح إننا هنسمع خبر مفرح قريب.
تبسم جواد يفهم فحوي تلميحات ناصف قائلا: قول يااارب.
نهض ناصف قائلا: ياااارب، مش هعطلك أكتر من كده، هستني حضورك الأفتتاح مع الدكتوره إيلاف.
أومأ جواد له مبتسم حتى خرج من المكتب ألقى الدعوه على المكتب قائلا: مفكرني غـ.ـبـ.ـي ومش فاهم ألاعيبك يا ناصف بس وماله، أمسك بس فرصه واحده عليك ووقتها هتعرف مين فينا الغـ.ـبـ.ـي يا ناصف، بس نفسى أعرف سبب إنك عاوز تورط إيلاف في أعمالك القذره.
بغرفة جاويد
مازال التردد يسيطر على سلوان تخشى سؤال جاويد ظنا منها أن يظن أنها كانت تتسمع على حديثه مع والده.

تنهدت بقوه وحسمت أمرها ونظرت نحو جاويد قائله: جاويد إنت هتسافر القاهره، أنا سمعتك بالصدفه وأنا بدخل القهوة المكتب ل عم صلاح.
ترك جاويد تكملة فتح أزرار قميصه ونظر لها يخفي بسمته هي تأخرت في السؤال، إقترب منعا بخطوات هادئة قائلا: أيوا، عندي شغل في القاهره ولازم أسافر بنفسي أتابعه.
شعرت سلوان بالفضول قائله: وهتفضل في القاهره كام يوم؟
بتلاعب من جاويد تبسم قائلا: معرفش حسب ما الشغل ينتهي، بس بتسألى ليه؟

إرتبكت سلوان قائله: أبدا من باب المعرفه مش أكتر.
إبتسم جاويد بخبث قائلا: المعرفه ولا الفضول، أو يمكن في سبب تالت؟
إستغربت سلوان من رد جاويد وسألت: وهيكون أيه هو السبب التالت.
بمكر من جاويد جاوب عليها: باباك يمكن وحشك.
ردت سلوان ببساطه: فعلا بابا وحشني إبقى سلمليلى عليه.
وضع جاويد يديه حول خصر سلوان وجذبها جسدها يضمه بحميميه وهمس جوار أذنها بنبره ناعمه: وياترى أنا كمان بوحشك ولااااا؟

تفاجئت سلوان من فعلة جاويد وتـ.ـو.ترت وظلت لثوانى صامته، ثم حاولت دفع جاويد لكن تمسك بها جاويد وتبسم قائلا: بس تقدري تسلمي بنفسك على باباك.
نظرت سلوان ل جاويد بعدm فهم
ضحك جاويد وهمس جوار أذنها يتلاعب بعقلها: يعني إنت هتجي معايا القاهره، بس لو عندك إعتراض أنا مقدرش أغـ.ـصـ.ـب عليك.
ردت سلوان بتسرع ثم تـ.ـو.تر: لاء معنديش إعتراض أجي معاك، قصدي يعني إن بابا وحشني.

رفع جاويد يده ووضعها بين خصلات شعر سلوان قام بفرده على كتفيها ثم مسد بآنامل يده على عنقها قائلا بإشتياق: سلوان آن الآوان إن حياتنا تتقدm ل طريق تاني.
نظرت له سلوان بعدm فهم وكادت تتسأل لكن إقتنص جاويد شفاها في قبلات مشتاقه.

تاهت سلوان بين قبلاته ولمساته إنسحب العقل ترك الزمام ل القلب هو المتحكم لا تشعر بشئ سوا به كآن الكون حولهما خالي، كذالك جاويد يود أن ينال المزيد عل هذا الشوق المسيطر عليه يهدأ ولو قليلا، سابقا كان يتمهل حتى يعثر على قلب سلوان قبل جسدها لكن لم يعد يتحمل الإنتظار، هي ليست رغبه من البدايه هي عشق مكتوب عليه، سيل من المشاعر بقلب كل منهما يود إعطائه للآخر...
لكن.

فجأه فاق الإثنين وبدأ هذا الإنسجام يهدأ بعد أن سمعا صوت صراخ عال
رفع جاويد رأسه ونظر ل سلوان التي قالت بذعر: الصريخ ده هنا في البيت.
نهض جاويد من عليها واقفا يلهث وهو يجذب ثيابه يرتديها بسرعه وخرح من الغرفه، كذالك سلوان نهضت نحو خزانة الملابس أخرجت لها إيسدال وإرتدته سريعا وخرجت خلف جاويد كي تعلم سبب الصريخ.

بنفس اللحظه خرج كل من صلاح ويسريه بفزع من غرفتهم، توجه الجميع نحو حديقة المنزل الآتى منها الصراخ، أول من وصل كان جاويد الذي رأى حفصة جاثيه على ساقيها تضم وجهها بين يديها وتصـ.ـر.خ، فزع وذهب نحوها سريعا جثى لجوارها رفع يديها عن وجهها ذهل قليلا من آثر تلك الخرابيش الظاهره، كذالك مازالت تصـ.ـر.خ وترتعش ضمها جاويد سألا: إهدي يا حفصه قوليلى حصل أيه وسبب الخرابيش اللى على وشك؟

لم ترد حفصه شعر جاويد بإرتخاء جسدها بين يديه، إنخض بنفس اللحظه وصلا
صلاح ويسريه التي تلهفت برجفه قائله: حفصه مالها، جرالها أيه؟
حملها جاويد ونهض واقفا يقول: معرفش يا ماما، خليني أد.خـ.ـلها أوضتها، واضح إنها أغمي عليها.
تسرع صلاح بلهفه قائلا: هتصل على جواد يجي من المستشفى.
منعته يسريه تحاول التماسك: إستني بس شويه، يمكن...

توقفت يسريه عن الحديث للحظه حين رأت طيف صغير يبتعد قليلا، لكن نظر لها للحظه تدmعت عينيها حتى إختفى الطيف تنهدت بآسى ونظرت ل صلاح وأكملت حديثها: حفصه هتبقي بخير بلاش تخض جواد.
بعد لحظات
تقابلت سلوان مع جواد إنخضت حين رأته يحمل حفصه قبل أن تسأله رأت تلك الخرابيش على ناحيه من وجهها، كادت تتسأل لكن جاويد قال لها بآمر: إفتحي باب أوضة حفصه.

فعلت سلوان مثلما قال لها، دخل جاويد ب حفصه للغرفه وضعها فوق الفراش، نظرت سلوان نحو مرآة الزينه ذهبت إليها وجذبت قنينة العطر توجهت بها نحو الفراش واعطتها ل جاويد الذي أخذها من يدها وبدأ بمحاولة إفاقة حفصه، بنفس دخول صلاح وخلفه يسريه، توجه صلاح مباشرة وجلس على الطرف الآخر للفراش، لحظات وفتحت حفصه عينيها بفزع وصـ.ـر.خت مره أخرى تهزي بخـ.ـو.ف قائله: ده شيطان.

قالت هذا بذعر ونهضت تضم جاويد الذي إستغرب ذالك، كذالك الجميع
إستغرب، عدا يسريه التي لحد ما تمتثل بالهدوء.

شعرت سلوان بالغيره للحظه، ليس من حـ.ـضـ.ـن حفصه ل جاويد، بل من أمنيتها التي لم تتحقق وهي أن يكون لها أخوة كانت تشاركت معهم الأفراح والأطراح، وما كان لازمها شعور الوحده طول الوقت، للحظه تدmعت عينيها على أمنية الأخوة، لكن فجأه ذهلت من نظرة حفصه لها وهي مازالت تحتضن جاويد وقالت بعجرفه: إطلعي بره أوضتي، أوعي تدخليها تاني، اللى جرالى كان بسببك.
ذهل صلاح ويسريه كذالك جاويد الذي قال بحده: حفصه...

قاطعته سلوان تشعر بغصه في قلبها وسألت بإستفسار: هو أيه اللى جرالك وأنا السبب فيه.
تعجرفت حفصه في الرد بحده: القط بتاعك اللى دوشانا بيه هو اللى هجم عليا وخربشني.
إستغربت سلوان قائله: يعنى أنا اللى هكون حرضته يخربشك، أنا نفسي خربشني قبل كده، عالعموم سلامتك، وأوضتك دي أنا مش هد.خـ.ـلها تاني.
خرجت سلوان تكبت دmـ.ـو.ع عينيها.

بينما نظر جاويد ل حفصه بلوم ونهض من جوارها قائلا: أنا مش عارف ليه بتتعمدي تظهري كرهك طول الوقت
ل سلوان وسبق ونبهتك إنك بلاش تستقصدي تستقلي بها أو تعامليها بالطريقه الفظه دي، أنا فاهم دmاغك يا حفصه، كل ده عشان خاطر مسك بنت عمتك، بس أحب أقولك وبأكدلك حتى لو سلوان مكنتش ظهرت في حياتي عمري ما كنت هفكر في مسك غير إنها بنت عمتي وبس يعني زي أختي، مره تانيه
سلامتك، وتصبحوا على خير.

للحظه شعرت حفصه بالخزي، لكن تهكمت حين نظرت لمغادرة جاويد الغرفه بغضب قائله: متوكده هيچي يوم وتتوكد إن سلوان دي حيه وبتعمد تبان جدامك ناعمه، وهي سهونه.
سمعها جاويد ولم يبالي بقولها، بينما نظرت لها يسريه بغضب قائله: .
سلوان مش حيه ناعمه، سلوان على نياتها إنت اللى واخده منها موقف، ومالكيش مبرر في اللى جولتيه ليها دلوك، ومتنسيش سلوان هي اللى مرت أخوك، ولازمن تتقبلي وجودها إهنه، ولازمن تعتذري ليها.

نظرت حفصه بذهول ل يسريه ثم قالت بتهكم: .
أنا أعتذر ليها، هي السبب في اللى جرالي، مش هي اللى مصاحبه القط، سبق وجولت ليها إنى بكره القطك وعيندى فوبيا منيهم، بس هي صاحبته وهي السبب إنه يسكن هنا في الدار، بس لاء ده مش قط طبيعي، ده شيطان أول ما قربت منيه هبشني في وشي، وحاسه إن وشى قايد نار.

زفر صلاح نفسه بغضب هو الآخر قائلا: ولو برضك مكنش لازمن تتحدتي مع سلوان بالطريجه دي، ويمكن إنت اللى إستفزيتي القط ده وأيه اللى نزلك دلوك الجنينه.

ردت حفصه: أنا كنت بذاكر وحسيت بشويه زهق وفي بحث لازم أقدmه بعد بكره في الجامعه، وقولت أخد راحه شويه لو فضلت عالسرير كنت هنام، قولت أنزل أجيب كوباية لبن دافيه أشربها، وأنا في المطبخ زى ضوء سطع أوى وبسرعه إنطفى من باب المطبخ الإزاز اللى عالجنينه أخدنى الفضول، وطلعت أشوف أيه الضوء ده
فجأه طلع قط في وشي وهبشني معرفش إزاي، بعدها مقدرتش أقف على رجليا وصـ.ـر.خت وبعدها محستش بنفسي.

نظر صلاح ل يسريه بإستغراب، بينما تنهدت يسريه قائله: برضك غلطت في سلوان هي ذنبها أيه.
زفرت حفصه نفسها بغضب وكادت تتفوه، لكن قالت يسريه لها بحسم: مش عاوزه أشوف طريقتك الفظه دى تاني مع سلوان فاهمه.
إستغربت حفصه قول والداتها وإستغربت أكثر حين تركتها وغادرت الغرفه بغضب هي الإخرى لم يبقى معها سوا صلاح الذي ضمها قائلا: أنا بجول بلاه سهر ونامى دلوك وبكره إبقى كملي البحث، تكون نفسيتك هديت.

بينما ذهبت يسريه الى غرفتها تشعر بمشاعر مختلطه توجهت نحو شباك زجاجي بالغرفه وأزاحت الستائر من عليه تنظر الى حديقة المنزل رأت ذالك الطيف وضعت يدها على الزجاج بدmـ.ـو.ع تنساب من بين عينيها، على ذالك الطيف المعذب الروح.

بينما سلوان حين غادرت دخلت الى غرفتها جلست على الفراش للحظات تبكي ليس فقط من طريقة معاملة حفصه السيئه لها بل من إحساس الوحده الملازم لها، سرعان ما نهضت وتوجهت نحو دولاب الملابس وجذبت لها منامه، نظرت نحو باب الغرفه، ثم قامت بتغيير ثيابها وتمددت بجسدها على الفراش تزم ذالك الدثار عليها قبل لحظه من دخول جاويد الى الغرفه، أغمضت عينيها تدعي النوم.

نظر جاويد نحو الفراش زفر نفسه بحيره وهو يتوجه الى الفراش وتمدد جوار سلوان وقبل جانب عنقها قائلا: أكيد صاحيه مش معقول هتنعسي في لحظات.
إستدارت سلوان تعطيه ظهرها تبتعد عنه دون حديث.
إقترب جاويد منها ووضع يده فوق جسدها وهمس جوار أذنها: أكيد حفصه هتعتذر لك بس هي الخضه اللى خلتها تقول كده.
تنهدت سلوان قائله بلا مبالاه: ميفرقش معايا تعتذر أو لاء، يمكن معاها حق هي شايفه مين اللى تستحقك وكانت أنسب ليك.
تنهد جاويد قائلا بتبرير ثم مكر: ميهمنيش هي شايفه أيه، المهم أنا اللى شايف أيه، وأنا أختارت اللى تناسبني، وبعدين إنسي وخلينا نفتكر اللى كنا فيه قبل شويه، أنا فاكر كنا بنقول أيه، قصدى كنا بنعمل أيه.
أنهى جاويد قوله بقبله على وجنة سلوان وجذبها عليه، بينما تضايقت سلوان ودفعته قائله: أنا حاسه بإرهاق ومحتاجه أنام، متنساش إننا هنسافر بكره زي ما قولتلى، تصبح على خير.

زفر جاويد نفسه بغضب، يذم غباء حفصه، ولم يريد الضغط على سلوان، إضجع بظهره على الفراش متنهدا بضجر وهو ينظر ناحية سلوان التي سالت دmعة عينيها تشعر بتخبط بكل شئ بحياتها حين تظن أنها عثرت على تبغي تجد السراب، كل شئ يحدث عكس إنتظارها.
ب صباح اليوم التالي
ب صالة الوصول ب مطار القاهرة.

تفاجئت سلوان حين رأت إشارة هاشم لها، تبسمت بتلقائيه، ثم نظرت نحو جاويد الذي يسير جوارها ممسكا بيدها، وقالت بإستغراب: بابا عرف منين إننا جايين القاهرة!
إبتسم جاويد دون رد
خمنت سلوان قائله: يعني إنت كنت مقرر إنى هاجي معاك القاهرة من قبل ما أسألك.
تبسم جاويد قائلا: نتكلم في الموضوع ده بعدين.

صمتت سلوان، حين إقتربت من مكان وقوف هاشم الذي جذبها بين يديه مبتسما يقول: إنبسطت لما جاويد كلمني إمبـ.ـارح وقالى إنه جاي القاهره وإنت معاه، وفر عليا السفر لل الأقصر، حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي يا سلوان.
ضمت سلوان والداها شعرت براحه وهو يأخذها أسفل ذارعه الى أن خرجا من المطار، تفاجئ هاشم حين رأي سياره أخرى في إنتظار جاويد، نظر له قائلا: لازمتها أيه العربيه دى أنا معايا عربيه.

رد جاويد: عارف يا عمي، أنت عارف إنى جاي القاهرة عشان شغل، سلوان هتروح معاك وأنا هروح أشوف شغل، والمسا هفوت أخدها.
إستغرب هاشم قائلا ب ود: هتاخدها فين، الشقه عندى واسعه.

قاطعه جاويد قائلا: متأكد يا عم، حضرتك عارف إننا عندنا هنا يلا خاصه وكمان قريبه من المكان اللى فيه شقة حضرتك، ومعليشي مضطر أنهي الجدال بينا دلوقتي لأن عندي ميعاد مهم وحضرتك عارف إن الطياره إتأخرت في الإقلاع من مطار الأقصر بسبب سوء الجو، المسا لما نتقابل نتكلم براحتنا.
تبسم هاشم قائلا: تمام، ربنا يوفقك، هننتظرك عالعشا متتأخرش.

تبسم جاويد وذهب نحو السياره الآخري وقبل أن يصعد لداخلها نظر نحو سلوان تبسم من ألتفها مع والداها بعد مده قصيره بعد غـ.ـصـ.ـبه عليها الزواج به
بينما معه مازال الشـ.ـد والجذب هما المسيطران بينهم.
ظهرا
ب الاقصر
أمام منزل جد حسني.
بالصدفه كان زاهر يشرف على بعض العمال أثناء تشوينهم لتلك البضاعه.

خرج بعد إنتهائهم من العمل وقف ينظر الى ذالك العامل وهو يغلق المخزن كاد يذهب الى سيارته، لكن سمع صوت ضحكه لفتت إنتباهه نظر نحوها كما توقع، هي ضحكة تلك الثرثاره
تطاير الشرر من عينيه وهو يراها تخرج من باب المنزل برفقة رجل كهلا، ذهب إليها مسرعا بشرر...

بينما حسني سقط نظرها على سيارة زاهر شعرت بإرتباك وكادت تعود لداخل المنزل تتواري حتى يرحل، لكن فات الآوان، رأها زاهر وأقبل عليها رغم أنه يضع نظارة شمس تخفي عينيه، لكن شعرت من طريقة سيره أنه كالعاده، غاضب
تأكدت من ذالك حين أصبح بينهم خطوه واحده نظر لها ثم لذالك الكهل الذي أمسك يدها قبل أن تتعرقل، قائلا: مش تخلي بالك يا حسني كنت هتوقعي.

قبل أن ترد حسني، رد زاهر بغضب: شيل إيدك من إيدها، متخافش دى بتوقع واقفه.
نظر له الرجل بإستغراب، بينما سحبت حسني يدها من يده، نظر لها زاهر بإشمئزاز، شعرت حسني بالحـ.ـز.ن ونظرت للرجل قائله: تسلم يا عم منصور بشكرك إنك خزنت أغراض جدي اللى كانت في المخزن وحافظت عليها في الأوضه اللى عالسطوح، ومتقلقش إن شاء الله هروح مصلحة الكهربا وأشوف أيه حكاية عدادات الكهربا دى.

تبسم لها منصور ب ود أغاظ زاهر، الذي جذبها من يدها قائلا: واقفه تتسايري في الشارع مع راجـ.ـل غريب ولا كآني شايفك، هو قلة الحيا عندك متوفره.
نظر له منصور وشعر بغضب قائلا: جرا أيه يا جدع إنت مش تحترم نفسك شويه وتفهم معنى حديتك، حسني زى بت ومتربيه على يدي من أيام المرحوم جدها، وبعدين إنت إزاي بتكلمها بالطريقه دي، وإنت يا حسني ليه ساكته أوعى تكون خايفه منيه، عشان هو اللى مأجر المخزن، يمشي ويجي غيره.

تهكم زاهر قائلا بغطرسه: إنت اللى تمشي ويجي غيرك، أنا أقدر اشتري البيت ده كله.
إحتد الحديث بين زاهر ومنصور وفلت غضب زاهر، لكن فضت حسني الإحتداد قائله: معليشي يا عم منصور حقك عليا، الأستاذ زاهر يبجي خطيب.
إستغرب منصور وتبسم قائلا: طب مش تجولي إكده يا حسني من الأول، معليشي يا أستاذ، معليشى أنا الغلطان إتسرعت جصادك.

زفر زاهر نفسه بغضب وكاد يتحدث لكن سبقته حسني قائله: لاه يا عم منصور هو الغلطان مش إنت، و...
قاطع زاهر حديثها وجذب يدها بحده قائلا بغضب: برضك بتجيب الغلط علي
تعالي إمعاي يا غلطة عمري.
وقف زاهر أمام باب السياره وفتحه بغضب قائلا: إركب.
ترددت حسني قائله: أركب فين أنا مأخدتش الإذن من أبوي عشان أركب معاك.
حاول زاهر التحكم في غضبه قائلا بتهكم: مأ أيه،؟

مأخدتيش الاذن من أبوك عشان تركب معايا العربيه إنما أخدت منه الاذن عشان تبليني أكتب كتاب عليك بلعبه خبـ.ـيـ.ـثه مع مرت أبوك.
تدmعت عين حسني قائله: أنت جولتها مرت أبوي أنا زييك وقعت في فخها، صدق أو لاه، وبعدين أنا مغـ.ـصـ.ـبتش عليك توافق وتكتب كتاب، ولسه الأمر في يدك سهله وبسيطه، المؤخر اللى كاتبه بالنسبه ليك ملاليم.

قالت حسني هذا ونفضت يده عن يدها وأشارت الى أحد التكاتك التي تمر بالشارع وصعدت به مغادره من أمامه، بذهول منه كيف تركها ولم يذهب خلفها يقتص لسانها الزالف.
بينما حسني كبتت تلك الدmـ.ـو.ع تتحسر على حالها تعاتب نفسها: ليه يا حسني صدجتي حديت الحجه يسريه ووافقجتي على زاهر، ده شكله مـ.ـيـ.ـتعاشرش.

لكن تنهدت برضا تستنشق الهواء بحيره قائله: يارب دبر لى الخير، ولو رايدلى التعاسه مع زاهر بعده عني، كفياني البؤس اللى إتحملته لحد دلوك، أنا عمري ما أطمعت غير في الستر، وحتى ده إستكترته على مرت أبوي، معرفش أيه اللي براسها من واره إكده، رايده تتخلص مني عشان طمعانه في إيراد إيجار دار جدي، ولا عاوزه تزود تعاستي لما أتجوز من راچل مش رايدني.
مساء بالقاهره
ب شقة هاشم.

منذ أن وصلت سلوان الى الشقه ورحبت بها دولت بفتور، ذهبت الى غرفتها
بعد أن تحججت بالإرهاق من السفر، دخلت الى غرفتها وظلت بها، خرجت فقط تناولت الغداء ثم عاودت الى غرفتها تتجنب وحدها.
وجه هاشم الذي عاد من خارج الشقه للتو يجر خلفه كـ.ـلـ.ـب صغير من فصيلة برمرينيان
سؤاله الى دولت: سلوان لسه نايمه في أوضتها.
نظرت دولت الى الكـ.ـلـ.ـب بإشمئزاز قائله: أيوه، بس جايب الكـ.ـلـ.ـب ده هنا الشقه ليه مش له كشك فوق سطح العماره.

إبتسم هاشم قائلا: إنت عارفه إن الكـ.ـلـ.ـب ده بتاع سلوان ومتأكد هتفرح لما تشوفه تاني.
إشمئزت دولت قائله: أكيد الكـ.ـلـ.ـب زمانه نسيها.
تبسم هاشم قائلا: معتقدش، هفتح له باب الأوضه.
بالفعل فتح هاشم باب غرفة سلوان وترك الجرو الذي ذهب الى فراش سلوان وأخذ ينبح عليها حتى تستيقظ، بالفعل فتحت سلوان بسبب نباحه وتبسمت له قائله: مـ.ـا.تيو أنت لسه فاكرني.

نهضت سلوان وحملت الجرو بين يديها تداعب فرائه الغزير قائله: وحـ.ـشـ.ـتني أوي يا مـ.ـا.تيو إنبسطت إنك لسه فاكرنى، وكمان إنك بخير.
تبسم هاشم الذي دخل قائلا: أنا كنت بهتم بيه بنفسي، حتى عملت له كشك صغير فوق سطح العماره.
تبسمت سلوان للجرو قائله: طبعا طنط دولت كانت بتكره وجودك هنا معاها في الشقه.
تبسم هاشم قائلا: مش حكايه بتكرهه، هي بتخاف منه يعضها فاكره أول يوم دخلت الشقه حاول يتهجم عليها.

تبسمت سلوان وتذكرت ذالك اليوم فعلا، رغم أن مـ.ـا.تيو آليف لكن وقتها أخذ ينبح كثيرا وذهب نحو دولت وكاد يتهجم عليها، حتى أن سلوان تبسمت وقتها وقالت أن هذا الجرو يرى أمامه شيطان، داعبت سلوان الجرو الذي إستمتع بمداعبتها له، تبسم هاشم قائلا: سلوان كنت عاوز أسألك عن حياتك مع جاويد، أنا متأكد أنه بيعاملك كويس، بس...
قاطعت سلوان هاشم قائله: حضرتك بتقول إنك عارف إن جاويد بيعاملني كويس يبقى ليه بتسألنى.

شعر هاشم بلوم مبطن من سلوان قائلا: أظن إنى حذرتك قبل كده تسافري الاقصر وسافرتي من ورايا.
ردت سلوان: طبعا وكان عقاب ليا إنك توافق على قرار جاويد وتساعده يخدعني لحد ما يتجوزني.
شعر هاشم بعتاب سلوان قائلا: جاويد حكالى اللى حصل بينكم من أول ما شافك في محطة القطر، وأنا بنفسي شوفتك بتثقي فيه بدليل لما طلبت مساعدته بعد كتب الكتاب، إتأكدت إن مش بس عندك ثقه فيه كمان مشاعر خاصه.

تهكمت سلوان بدmعه سأله: وأيه هي المشاعر الخاصه دى بقى؟
رد هاشم ببساطه: إنت بتحب جاويد.
تهكمت سلوان قائله بضحكة سخريه: بحب جاويد!
وده عرفته بسهوله كده، ولا تخمين؟
رد هاشم: لاء عرفته من البدايه لما خرجت من دار الحج مؤنس أنا كنت مع جاويد في عربيته وإنت بتتصلي عليه تطلبي مساعدته.
إستغربت سلوان قائله: قصدك أيه، إن جاويد كدب عليا وقتها وقالى إنه في أسوان عشان طبعا أستمثل وأوافق على كتب الكتاب.

كاد هاشم أن يتحدث لكن سمعا صوت قرع جرس باب الشقه، نهض هاشم قائلا: ده أكيد جاويد كان متصل عليا من شوية.
أومأت سلوان برأسها له، ونهضت هي الأخري خلفه خرجت من الغرفه تحمل الجرو.
بينما قبل لحظات فتحت دولت باب الشقه تفاجئت ب شاب أنيق يحمل باقه من الزهور، أستغربت ذالك وكادت تسأله ربما أخطأ بالعنوان، لكن حديث هاشم من خلفها بترحيب له: أهلا يا جاويد.

تبسم جاويد ودخل الى الشقه عيناه تبحث عن سلوان تبسم حين رأها تخرج من باب الغرفه وإقترب منها وأعطاها باقة الزهور مبتسما، بتلقائيه أخذت سلوان منه باقة الزهور وإبتسمت، بينما شعرت دولت بالحقد، وعلمت أن هذا هو من تزوجت به سلوان بالأقصر، كان عكس توقعها، رغم أنها علمت أنها تزوجت من ثري، لكن لم تتوقع أن يكون بهذه الإناقه ولا الجاذبيه الطاغيه، غير انه أعطى لها باقة الزهور، كان من المفروض أن يعطيها لها هي بصفتها سيدة المنزل، لكن هو شرف سلوان عليها، بينما إبتسم هاشم بإنشراح حين أعطي جاويد باقة الزهور ل سلوان التي لمعت عينيها بفرحه عكس ما كانت تتحدث به قبل قليل، تأكد سلوان تكابر.
بعد قليل إنتهوا من تناول العشاء، نهض هاشم قائلا: خلونا نشرب النسكافيه في أوضة الضيوف، رغم إنك مش ضيف يا جاويد، تبسم جاويد بترحيب.

بعد قليل دخلت دولت بصنيه موضوع عليها بعض الاكواب تشعر بالغيظ كآنها خادmه سلوان ذهبت معهم بعد العشاء الى غرفة الضيوف وقامت هي بضب السفره كذالك عمل النسكافيه كما طلب هاشم، شعرت بالغيظ أكثر حين جلست ورأت جاويد يختلس النظر ل سلوان التي إدعت الإنشغال بالجرو، إدعت الترحيب ب جاويد كذالك سلوان قائله: بصراحه هاشم مقاليش إن سلوان جايه النهارده إتفاجئت بها قدامي، بس كانت مفاجأه حلوه أوي، حتى شاديه كانت بتتصل من شويه وقولت لها إن سلوان هنا فرحت أوي هي كمان وقالتلى لو مش واخده حقنة الرومـ.ـا.تيزم كانت جت لها حالا.

بس إنت عارفه بقى لما بتاخد الحقنه دى رجلها بتشـ.ـد عليها شويه، حتى كانت عاوزه تتصل عليك، بس أنا قولت لها أنك نايمه من وقت ما وصلتي، كمان إيهاب فرح أوي لما قولت له إن سلوان هنا.
قاطعتها سلوان بسخريه قائله: ناقص مين اللى لسه معرفش إنى هنا في القاهره.
تغاضت دولت عن نبرة سلوان المتهكمه، بينما شعر جاويد بالضيق حين سمع إسم إيهاب، هو تذكر إخبـ.ـار هاشم له أن هنالك آخر طلبها للزواج وذكر إسمع وقتها بعفويه منه.

نظر جاويد في ساعة يده نهض واقفا وهو ينظر ل سلوان قائلا: الساعه قربت على عشره مش يلا بينا يا سلوان نروح ال يلا.
نهض هاشم قائلا: باتوا هنا، أوضة سلوان واسعه.
كاد جاويد أن يعترض الأ أن سلوان قالت: خلينا هنا ملحقتش أشبع من مـ.ـا.تيو.
شعر هاشم بغصه ود أن ذكرته هو، لكن تبسم قائلا: إنت مش ضيف يا جاويد.
إقتنع جاويد بعد مجاملات من هاشم كذالك دولت وإن كانت تود رحيله مع سلوان.
بعد قليل.

تمعن جاويد ب غرفة سلوان وتبسم الغرفه حقا واسعه وعصريه
نظر نحو سلوان التي تجلس على الفراش تدعي الإنشغال بذالك الجرو بينما هي تختلس النظر إليه، تنهد جاويد قائلا: للآسف مش هينفع أطلب من عم هاشم بيجامه أنام فيها لأن مقاستنا مختلفه.
تهكمت سلوان قائله: .
ومن أمتى بتنام ببيجامه أصلا من يوم ما إتقفل علينا أوضه واحده، حتى قولت لى انك متعود تنام عريان، يعنى هتنكسف من وجود مـ.ـا.تيو في الاوضه.

سرعان ما خجلت سلوان من ردها، تبسم جاويد بمكر وشرع في خلع ثيابه قائلا بعبث: ومـ.ـا.تيو ده هيفضل هنا في الأوضه.
ردت سلوان ببساطه: عادي متخافش ده كـ.ـلـ.ـب نضيف وكمان واخد التحصينات كلها، ومش بيهبش غير اللى مش برتاح لهم.
تبسم جاويد وجلس جوار سلوان وضع يده بفراء الجرو سألا: يعني أطمن إنه مش هيهبشني.

تركت سلوان الجرو ذهب الى أحد أركان الغرفه يبدوا مثل كشك صغير له، بينما تثائبت سلوان قائله: أنا حاسه بإرهاق ومحتاجه أنام.
قالت سلوان هذا وإعتدلت تتمدد على الفراش، تبسم جاويد وذهب للناحيه الأخري للفراش، تمدد على الفراش يتـ.ـحـ.ـر.ش ب سلوان التي تضايقت منه وجلست على الفراش قائله: من فضلك راعي إننا في شقة بابا وهو مـ.ـر.اته في الأوضه اللى جنبنا.
جذبها جاويد عليه ودفس رأسه بعنقها قائلا: هتفضلي مقموصه كده كتير.

تنهدت سلوان قائله: أنا مش مقموصه، كل الحكايه إني مرهقة من السفر ومحتاجه أنام، تصبح على خير.
شعر جاويد بالضيق لكن قال: هصبح على خير وإنت في حـ.ـضـ.ـني برضوا.
إستسلمت سلوان لذالك، ولعن جاويد غباء حفصه التي تسبب في تغير مشاعر سلوان.
فى صباح اليوم التالي.
ب الأقصر منزل صالح
أخذت الخادmه ذالك المغلف ثم توجهت الى غرفة زاهر، دخلت بعد أن سمح لها...

تبسمت له قائله: صباح الخير يا زاهر بيه، الظرف ده أنا أستلمته وهو مكتوب عليه إسمك.
أخذ زاهر المغلف منها قائلا: تمام روحي إنت حضري الفطور.
غادرت الخادmه، جلس زاهر بفضول وفتح المغلف، زفر نفسه بسأم حين علم محتوي المغلف قائلا: دى نسخه من قسيمة كتب كتابي أنا والرغايه الآفاقه.

تذكر قولها بالأمس حين قالت له أن المؤخر ليس كبيرا، قرأ ذالك تعجب فعلا المؤخر بالنسبة له مبلغ يعتبر صغير، لكن شعر بتردد لا يعلم له سبب
يريد إنهاء ذالك الزواج قبل بدايته وشعور آخر بالغيظ من تلك الثرثاره التي أورطته بكذبه يود أن يعطيها درس بالاخلاق يجعلها تنـ.ـد.م حين فكرت أن تستفزه وتدعي بالكذب عليه، قبل أن ينفصل عنها.

زفر نفسه ووضع المغلف على الفراش ينظر له بجمود ثم خرج من الغرفه، تقابل مع الخادmه التي قالت له أن الفطور قد جهز، رد عليها بعصبيه: ماليش نفس أنا خارج.

خرج من المنزل ولزيادة سوء مزاجه تقابل مع مسك التي تبسمت له كآنها تسخر منه حين قالت: أنا إستغربت لما مرات عمى قالت إنك هتكتب كتابك، بصراحه فرحت عشانك، بس كنت متوقعه تتجوز بنت بموصفات تانيه غير اللى ماما قالتلى عليها، بس يمكن إتسرعت، عالعموم ألف مبروك وعقبال الفرح إن شاء الله هبقى أحضر عشان عيندى فضول أشوف عروسة زاهر واد خالى.

شعر زاهر بنبرة الإستقلال بحديث مسك، ولا يعلم كيف رد عليها بهذا الأسلوب الفج الذي يشبه أسلوبها: أكيد ذوقي زى ذوق جاويد واد عمي، أصلنا دm واحد وتربيه واحده، على فكره اللى عرفته أن جاويد سافر هو ومـ.ـر.اته القاهرة إمبـ.ـارح، وأنا كمان للآسف عيندي شغل مهم دلوك ولازمن أمشي، إبقي سلميلى على عمتي صفيه.

ترك زاهر مسك التي شعرت بغيظ كيف رد زاهر عليها بهذه الطريقه وهو من كان يتمني فقط أن تقف أمامه حتى لو لم ترد عليه، تهكمت قائله: واضح إن رجـ.ـا.لة عيلة الأشرف أغـ.ـبـ.ـياء زى اللى عندهم لعنة عما على عيونهم.
مساء
بالمشفى
أثناء خروج جواد من مكتبه يرتدي معطف بذته الرسميه تفاجئ ب إيلاف آتيه إليه تبسم وظل واقفا الى أن إقتربت منه مبتسمه، رد عليها البسمه وتسأل: خلصتي نبطشيتك.

تنهدت إيلاف براحه قائله: أيوا الحمد لله، حاسه إنى مرهقه جدا طول اليوم بتابع حالات المرضى.
تبسم جواد قائلا: طب دى فرصه كويسه تغيري جو، أيه رأيك تجي معايا.
إستغربت إيلاف سائله: أجي معاك فين.
نظر جواد لساعة يده ثم وضح طلبه: تجي معايا إفتتاح مستشفى ناصف، الأفتتاح النهارده، بالظبط كمان ساعه، يعنى يادوب على ما نوصل.

للحظه ترددت إيلاف متحججه أنه لم يقوم بدعوتها، بينما أقنعها جواد قائلا: لاء هو كان عاوز يوجه ليك دعوه بس خاف إنك ترفضى حضور الافتتاح زى ما رفضتي الشغل في المستشفى، خلينا نعملها له مفاجأة.
إقتنعت إيلاف وتبسمت قائله: بصراحه عندى فضول أشوف إمكانيات المستشفى المتطوره اللى كان بيقول عليها، والوقت كمان لسه بدري مفيش مانع.
تبسم جواد وأشار لها بيده لتتقدm أمامه قائلا: يلا بينا.

تبسمت إيلاف وسارت أمامه لكن كانت عين خبـ.ـيـ.ـثه تراقبهم منذ أن خرجا من المشفى الى أن وصلا الى الحفل، كان حفل مميز ل مشفى مجهز بإمكانيات متطوره أطباء وشخصيات عامه مهمه بالأقصر
إستقبل ناصف إيلاف بترحاب خاص كذالك جواد وإصطحبهم مع الحضور بجوله خاصه بغرف المشفى، حتى إنتهي الإحتفال، او بالأصح طلبت إيلاف المغادره بسبب الوقت، غادرت إيلاف مع جواد بسيارته، تحدثت بإنبهار عن تلك الأجهزه الطبيه المتطوره بالمشفى.

تسأل جواد: أيه نـ.ـد.متي إنك رفضتي الشغل مع ناصف.
ردت إيلاف: لاء مش حكاية نـ.ـد.مانه، بس ده مشتشفى عالمي، إزاي خيري، وإزاي هيغطي تكاليف الأجهزه الموجوده فيه.
ضحك جواد قائلا: ما هو فيه جزء خيري مش كله خيري، يعنى هي هيغطي التكاليف، متخافيش.

سار بينهم حديث ودي حول المشفى، الى أن إقتربت إيلاف من دار المغتربات طلبت من جواد التوقف قائله بتبرير: كفايه ونزلني هنا خلاص قربنا على دار المغتربات محتاجه أشتري شويه طلبات من السوبر ماركت.
رد جواد: إحنا لسه على أول الشارع خليني أوصلك لحد قدام السوبر ماركت.
ردت إيلاف: لاء أنا عاوزه أتمشى الخطوتين دول.
وافق جواد وتوقف بالسياره، ترجلت إيلاف منها، ترجل جواد أيضا وقف معها لدقيقه يتحدثان بأمر المشفى.

بنفس اللحظه آتت سياره مسرعه من جوارهم كادت تدهس إيلاف لولا جذبها جواد عليه، بنفس اللحظه كانت الصور تلتقط وترسل عبر الهواتف بمونتاج خاص لعاشقين بالطريق.
بالقاهره.
بشقة هاشم
دخل الى غرفة سلوان تبسم حين رأها تشاغب مع الجرو، جلس جوارها وأخرج من جيبه بطاقة إئتمان ومد يده لها قائلا: دي كريديت جديده أنا عملتهالك س، بدل القديمه اللى إتوقف السحب بها دى سارية تسحب بيها بسهوله.

نظرت سلوان لل البطاقه بتهكم قائله ب كبر: شكرا مش محتاجه ليها، جاويد معتقدش لو طلبت منه فلوس هيمانع، كمان أنا شبه مش بخرج يعنى مش محتاجه ليها.
أمسك هاشم يد سلوان ووضعها بها قائلا: وماله خليها معاك مش هتضر.
قبل أن تعترض سلوان صدح هاتف هاشم، قام بالرد عليه ثم عاد ينظر ل سلوان ببسمه تسألت سلوان بفضول: مين اللى كان بيتصل عليك؟

رد هاشم: ده إتصال خاص ب يلا البحر الأحمر كان في تسريب للغاز من ال يلا اللى جارها وخلاص تم تهويتها، حتى طلبت منهم يعملوا ضيانه لآنابيب الغاز اللى فيها، وأهو قالى كل شئ تمام.
إستغربت سلوان قائله: وعرفت منين ان فيها تسريب للغاز؟

رد هاشم: من إيهاب ناسيه إنه بيشتغل هناك محاسب في قريه سياحيه قريبه من ال يلا، وعرف بتسريب الغاز في ال يلا اللى جارها، وأنا طلبت من شركة صيانه تهوية ال يلا، إحتمال أروح أقضي الصيف فيها.
رسمت سلوان بسمه صامته، ضمها هاشم قائلا: هسيبك تغيري هدومك زمان جاويد هيوصل.
تبسمت سلوان له وهو يخرج من الغرفه، ذهبت نحو أحدي الطاولات الموجوده جوار الفراش فتحت أحد الادراج سحبت تلك المفاتيح، تذكرت فرحة والداها وهو يخبرها أنه إشتري لهم يلا خاصه بالبحر الاحمر ل قضاء الصيف هناك، لم تدوم فرحتها وقتها بعد أن أخبرها أنه قرر الزواج ب دولت، وقتها شعرت بصدع في قلبها وترددت في أن تقول له.

لا تتزوج بهذه المرأه فهي آفاقه وتكرهني، لكن صمتت خشية أن يظن أنها آنانيه ولا تريد الهناء ل والداها كما أخبرتها عمتها سابقا، أنها هي العقبه أمام زواج والداها خشية أن يحدث خلافات بينها وبين من سيتزوجها، عمتها أختارت زوجه بمواصفات هي أرادتها أن تكون تحت سيطرتها لكن دولت مثلها طامعه.

أبدلت سلوان ثيابها بأخري أنيقه لكن جذبت حقيبة يدها ووضعت بها بطاقة الإئتمان كذالك تلك المفاتيح، بنفس اللحظه قرع جرس الشقه
ظنت انه جاويد تلهفت في الخروج من الغرفه كى تستقبله هي بلهفه، لكن سأم وجهها وهي تقول: إيهاب!
تبسم إيهاب بسماجه وهو يقول بشوق: وحـ.ـشـ.ـتني يا سلوان.
بنفس اللحظه تحدث جاويد من خلفه بغضب قائلا بحده: وإنت مين بتكون عشان تجول إكده وحشتينى يا سلوان.

إرتبكت سلوان لأول مره تشعر بتلك النبرة الحاده والغاضبه واللكنه الصعيديه بصوت جاويد، للحظه خشيت أكثر من نظرات عيناه لها ول إيهاب اللتان تشعان بغضب جم.
إرتبكت سلوان برجفه قائله: جاويد، ده إيهاب يبقى أخو طنط دولت مرات بابا.

نظر جاويد له بجمود، بينما فطن إيهاب من يكون جاويد بسبب تلك النظرة المغرمه الواضحه التي بعيني سلوان له كذالك إرتباكها الواضح، نظر له بنفور، هو خـ.ـطـ.ـف سلوان منه، لكن خاب توقعه به، هو يبدوا ذو هيبه وشخصيه قوية، كان يظن أنه عكس ذالك، وأن سلوان مع الوقت ستمل منه بسرعه كعادتها، لكن يبدوا أن سلوان مغرمه بذالك الصعيدي، والدليل واضح جدا سواء إرتباكها أو نظرات عينيها.

بنفس اللحظه آتت دولت ورأت ذالك الموقف ونظرات جاويد الحاده ل سلوان، تبسمت برياء مرحبه: أهلا يا سيد جاويد.
ثم إقتربت من إيهاب وحـ.ـضـ.ـنته بأخوه قائله: مفاجأه حلوه، مش كنت تقول إنك نازل أجازة.
سلط إيهاب عيناه على سلوان وهو يرد: حبيت أعملهالك مفاجأه، بس أنا اللى إتفاجئت ب سلوان هنا.
تعمدت دولت التحدث أمام جاويد: أكيد طبعا مفاجأه حلوه، وكمان وجود سلوان أحلى عشان نسهر زى زمان فاكر.

تبسم إيهاب بخباثه قائلا: طبعا فاكر هي الأيام والليالى دي تتنسي، بس مش عارف حاسس إن سلوان متغيره كده.
تـ.ـو.ترت سلوان من نظرات جاويد، وشعرت بغضب قائله بتبرير: أيام وليالي أيه اللى بتتكلم عنها أساسا من أمتي سهرت معاكم أنا كنت ضيفه في شقة عمتي، وهي اللى كانت بتسهر معاكم، وأنا أساسا مش بحب السهر.
إتقدت عين جاويد وكاد يتحدث بغضب لولا أن آتى هاشم مرحبا: واقفين كده ليه عالباب، أدخل يا جاويد.

بينما رحب ب إيهاب بفتور قائلا: أهلا يا إيهاب أمتى وصلت، إدخلوا من البرد، ملهاش لازمه وقفتكم عالباب دي.
دخل جاويدينظر الى سلوان بغضب وتوعد، بينما هي تشعر برجفه وظلت صامته لكن شعرت أكثر بحـ.ـز.ن حين
ألقى جاويد باقة الزهور التي كانت بيده على تلك الطاوله.
أخفت دولت بسمتها، وهي ترى ملامح سلوان كانت خطه جيده منها، بينما جلس إيهاب وهاشم وجاويد الى أن آتت إليهم دولت قائله: أنا وسلوان حضرنا السفره.

نهض الثلاث وتوجهوا الى غرفة السفره، حاول إيهاب كثيرا جذب سلوان للحديث، لكن كانت ترد بإقتضاب، وأحيانا تصمت تشعر برجفه من نظرات جاويد وترقبه لردها على إيهاب.
إنتهى العشاء، نهضت سلوان سريعا تفض المائده مع دولت تهربا من نظرات جاويد، بعد قليل.

عادت سلوان الى غرفو المعيشه قامت بوضع صنيه صغيره، وأخذت أحد الأكواب ووجهتها نحو هاشم، ثم نفس الشئ نحو جاويد، وكادت تجلس، لكن إيهاب تخابث قائلا: وأنا يا سلوان مش هتناوليني كوباية الشاي بتاعي.
نظرت له سلوان بغضب قائله بإستقلال: الصنيه قدامك خد كوبايتك.

شعر إيهاب بالخزي لكن أخفاه بصمته، جلست سلوان جوار هاشم الذي شعر بأن سلوان مرتبكه، وضع يده على كتفها مبتسما بحنان، ردت له البسمه تنظر ل جاويد الذي حايد النظر لها وبدأ يحتسي الشاي، بنفس اللحظه آتت دولت بخباثه قائله: والله قاعدتنا دى مش ناقصها غير شاديه، إنت كنت في السعوديه وقتها يا هاشم وسلوان كانت هنا في الجامعه، كنا لازم كل يوم خميس شاديه تجمعنا نسهر للصبح.

إشمئزت سلوان من حديث دولت الكاذب وقالت: بس أنا مكنتش بسهر معاكم يا طنط.
تخابث دولت قائله: .
لاء كنت أوقات بتسهري معانا وكنت إنت وإيهاب تفضلوا تناقروا سوا، وشاديه كانت تحب نقاركم أوي، وتقول القط مبيحبش غير خناقه، والإتنين دول...
قاطعت سلوان دولت بغضب تعلم ماذا كانت ستقول: عمتى كانت بتهزر وأهو إنت قولتي قليل لما كنت بسهر...

تعمد إيهاب الحديث قائلا بمرح: أنا فاكر فعلا أنا وسلوان كنا بنتخانق على الأفلام، هي بتحب أفلام الرومانسيه، وبتكره أفلام الرعـ.ـب.
ضحكت دولت قائله: فعلا أنا فاكره مره صممت وشغلت فيلم رعـ.ـب وهي كانت قاعده جنبك وكل ما يجي مشهد رعـ.ـب كنت تمسك إيدها وتضحك.

شعرت سلوان بغضب، وكادت تنفى ذالك وتقول أنها نهرته وقتها وتركتهم ولم تكمل السهره، لكن فلت لجام غضب جاويد ونهض واقفا يقول: آسف هقطع عليكم الذكريات، قومي يا سلوان عشان نروح ال يلا.
نهض هاشم يشعر بضيق هو الآخر وحاول التلطيف قائلا: .
باتوا هنا يا جاويد، زى ليلة إمبـ.ـارح.
نظر جاويد ل سلوان بغضب قائلا: متآسف يا عمي، يلا يا سلوان.

نهضت سلوان برجفه وهي تود البقاء هنا بسبب نظرات جاويد، لكن إمتثلت له قائله بتهرب: هجيب شنطتي وأرجع بسرعه.
بالفعل ما هي الا لحظات وعادت سلوان، نهض إيهاب ومد يده كى يصافح سلوان قائلا: إنبسطت إنى شوفتك الليله يا سلوان، كنت أتمني...
لم يكمل إيهاب حديثه حين جذب جاويد سلوان من يدها وغادر بغضب...

بينما نظر هاشم ل دولت وإيهاب بإشمئزاز وتركهم وذهب نحو غرفة النوم بغضب، بينما تبسمت دولت ل إيهاب قائله: برا وا عليك، أكيد جوز سلوان هيطين ليلتها، وكويس إنه أخدها ومشى من هنا.
شعر إيهاب بالزهو قائلا: بصراحه مكنتش متوقع إن سلوان تتجوز من شخصيه زى اللى إسمه جاويد ده بس أعتقد آخرها تتسلى شويه وبعد كده هتزهق منه.