رواية انتقام عاشق هي رواية رومانسية تقع احداثها بين عادل وياسمين والرواية من تأليف شاهنده في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية انتقام عاشق لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية انتقام عاشق هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية انتقام عاشق تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية انتقام عاشق من الفصل الاول للاخير بقلم شاهنده
انتابت ياسمين مشاعر مختلطة مابين الشوق والغضب والخوف وهي تنظر الى صورة الغلاف لتلك المجلة المشهورة والتي كتب عليها (رجل العام)، كان صاحب الصورة رجل شديد الوسامة يطالعها بنظرة تنفذ الى روحها، تلك النظرة الغامضة المثيرة والتي تعرفها جيدا، شعرت برجفة في اوصالها، وتسارعت دقات قلبها.
لقد مر عام ونصف منذ آخر مرة وقعت عليه عيناها، عام ونصف تحولت فيه من امرأة سعيدة الى حطام أنثى، انطفئ بريق عينيها وازداد نحولها، فالشوق اليه يؤرقها، انه حبيبها وزوجها رجل الأعمال المشهور عادل رأفت.
كان حبا من النظرة الأولى حين اصطدما ببعضهما البعض في النادى، أسر قلبها بابتسامته ودعاها لتناول مشروبا معه ولبت هي الدعوى بسرور ثم تكررت لقاءاتهما ليدركا انهما عاشقين، عرض عليها الزواج فوافقت على الفور وتزوجا خلال شهر، في البداية ظنت انها حصلت على قصتها الخيالية، فقد التقت بأميرها وتزوجته، حتى ان حفل زفافهما الأسطورى كان حديث المدينة لسنوات، حفل يليق بياسمين توفيق ابنة السفير احمد توفيق، تلك الفاتنة ذات الخصلات الذهبية الناعمة والعيون الزرقاء، ويليق أيضا بزوجها الوسيم الثرى رجل السياحة الأول في البلاد عادل رأفت.
كانت ياسمين تعيش بالفعل اجمل أيام حياتها مع عادل، يغمرها بالحب والحنان وتبادله اياهما في سعادة، حتى عادا من شهر العسل وتغير كل شئ.
انشغل عنها عادل بعمله ولم تشتكى هي، كان الأمر طبيعيا، فلقد تراكمت عليه الأعمال نتيجة سفره معها، وقد شفع له عندها رجوعه اليها كل ليلة يغمرها بشوقه ليعيشا معا في عالمهم الخاص تغمرهما السعادة،.
ولكنها كانت تشعر دائما بأن هناك غيمة تظلل تلك السعادة، شئ يخفيه عنها زوجها، أدركته من خلال تصرفاته القلقة ومكالماته التي يخفض فيها صوته ويتلقاها دائما في جوف الليل، انتابها الشك ولكنها تجاهلت ذلك الشعور لشدة حبها له وثقتها الكبيرة فيه، ثم ازدادت تصرفاته غرابة وازداد شرودا،.
وفي أحد الأيام وبينما كانت تقف في المطبخ أحست بالغثيان لتهرول الى الحمام تتقيأ ما في معدتها من طعام وبعد ان هدأت، نظرت الى بطنها تتساءل، هل ينمو بداخلها طفل عادل؟شعرت بالسعادة واسرعت بإجراء اختبار الحمل لتتأكد، وبالفعل تأكدت من حملها، لتسرع الى حجرة المكتب كى تخبر زوجها بهذا النبأ السعيد، اقتربت من الباب لتتوقف يدها على المقبض وهي تستمع اليه وهو يقول بصوت حاد:.
قلتلك متتصليش بية تانى، انا اللى هتصل بيكى،
ليصمت للحظة ثم يقول:
طفلك ده انا اللى هكون مسئول عنه، بس ياريت متعمليش مشاكل والا هتواجهينى أنا، هتواجهى عادل رأفت وانتى عارفة كويس ده معناه ايه.
توقفت انفاسها ثم عادت لتتنفس ببطئ، وقد امتلأت عيونها بالعبرات، لقد خانها، وهناك طفل في مكان ما سيصبح اخا او اختا لجنينها، تماسكت لا تدرى من اين اتت بتلك القوة ولكنها اسرعت الى حجرتها وأخذت جواز سفرها وحقيبة يدها وتركت له رسالة كتبتها بيد مرتجفة
لم اعد اشعر تجاهك بالحب، لا تبحث عني، الوداع.
اسرعت الى الخارج تنهمر دموعها التي تنعى قلبها المحطم، لتسافر الى مدينة أخرى، الاسكندرية، تمر بها الأيام بطيئة، تعيش عذاب الفراق والغدر، حاولت النسيان وساعدها في ذلك تعرفها بصديقاتها، خاصة شهد والذين هونوا عليها حزنها ووحدتها، لتلد طفلها وأسمته عمر رضوخا لرغبة صديقاتها، أفاقت من افكارها على صوت بكاء رضيعها لتسرع إلى مهده تحمله بلهفة وهي تقول:.
متعيطش ياحبيبى، انت في حضن ماما، متخافش أنا هحميك من اى حاجة ممكن تإذيك، لازم تعيش السعادة اللى اتحرمت انا منها.
لتقبل رأسه ويغمر عينيها التصميم وهي تقول:
لازم.
اغمضت شهد عينيها تحاول ان تتجنب تلك النظرات المتفحصة لها والتي تربكها خاصة وان صاحب تلك النظرات هو رجل وسيم ذو ملامح شرقية جميلة وعينان غامضتان، انها ليست المرة الأولى التي تراه فيها، لقد رأته كثيرا في الآونة الأخيرة، يحاصرها بنظراته المتفحصة لها والغامضة أيضا حتى عندما تتركها صديقاتها ليذهبن للعب التنس وتظل هي تقرأ رواياتها الرومانسية يظل يحاصرها بتلك النظرات التي تثير خجلها وتهز كيانها، فتحت عينيها تسترق اليه النظرات لتراه ما زال يتأملها، ظلت هكذا حتى انتفضت على صوت ياسمين وهي تقول لها:.
قاعدة برده تقرى رواياتك وسايبة هديل هتموت من الغيظ.
التفتت اليها شهد قائلة بابتسامة:
ليه بس؟
جلست ياسمين تحمل طفلها ثم تضعه على قدميها بعناية وتضمه بذراعها وهي تقول:
هيكون ليه يعنى؟، العادى بتاعهم، نجاح مش راحماها، غالباها طبعا.
ابتسمت شهد لعمر الذي ابتسم لها بدوره لتقول وهي تمد يدها اليه:
سيبك منه وهاتيلى العسل بتاعك ده اشيله شوية، وحشنى ومفاتش يومين على آخر مرة شفته فيها، هيجننى الولد ده.
ابتسمت ياسمين وهي تناوله اياها لتلتقطه شهد وتضمه اليها وهي تغمض عيناها تستنشق رائحته العذبة ثم تفتحهما مجددا لتقع عيونها على ذلك الرجل الغامض وهو ينظر اليها بحيرة قبل ان تغلف ملامحه البرودة مجددا لتنفض شهد افكارها المتسائلة وهي تبتعد بعينيها عنه قائلة لياسمين:
بقولك ايه ياسمسم، ما تيجى معايا النهاردة نقضى اليوم سوا، واهو بالمرة آخد رايك في التصميم الآخرانى اللى عملته.
هزت ياسمين رأسها موافقة وهي تقول:
مفيش عندى مانع، وأهو بالمرة نفضفض شوية، اصلى مخنوقة اوى وكنت عايزة اتكلم معاكى.
قالت شهد:
مالك بس ياياسمين، مخنوقة ليه ياحبيبتى؟
زفرت ياسمين قائلة:
هحكيلك لما نروح البيت ياشهد.
اومأت شهد برأسها وابتسمت بحنان لعمر الذي حاول ان يجذب انفها بيده ثم حانت منها التفاتة لمكان ذلك الرجل الغامض فأدهشها اختفاؤه وهو الذي كان يظل قابعا أمامها حتى مغادرتها النادى، لتتعجب من مغادرته اليوم قبلها، ترى ما السبب، هل مل من مراقبتها؟هل ايقن أن الأمل في أن يتعرف بها مستحيل ام هل فقد اهتمامه بها والذي كان واضحا للغاية؟نفضت افكارها وهي تعود بنظراتها الى عمر تلاعبه بوجهها وتشاكسه بحركاتها، غافلة عن عيون ذلك الرجل الغامض الذي تابعتها من بعيد، عاقدا حاجبيه بشدة ثم مالبث ان وضع نظارته الشمسية على عينيه، والتفت مغادرا النادى بهدوء.
↚
نظر عادل الى الورقة التي يحملها في يده بغضب شـ.ـديد، ضاقت عيناه وهي تجرى على تلك المعلومـ.ـا.ت، اذا ياسمين في الاسكندرية وقد وصل اليها اخيرا فريقه الأمنى بعد بحث مضنى، دام عاما ونصف على وجه التحديد، مروا عليه وكأنهم دهرا بأكمله، انه يتذكر ذلك اليوم جيدا، عنـ.ـد.ما ذهب الى المطبخ حيث تركها فلم يجدها ليصعد الى حجرتهم ويجد تلك الرسالة المقتضبة تخبره فيها انها لم تعد تحبه وانها تهجره، لم يكن لديها الشجاعة لمواجهته، لتخبره بذلك وهي تنظر مباشرة اليه، كيف استطاعت ان تفعل ذلك به؟، لقد كان يعشقها، كانت ثقته بها بلا حدود، فهل توهم انها بادلته شعوره؟
هل كان نزوة عابرة في حياتها؟وهل كانت بـ.ـارعة الى هذا الحد في تزييف مشاعرها التي اغدقتها عليه؟، ضـ.ـر.ب سطح مكتبه بقبضته في قوة وهو ينهض غاضبا، يتذكر تلك الليالى التي ذاق فيها مرارة الهجران، ذلك العـ.ـذ.اب الذي أضعف وجدانه، بحثه عنها في كل مكان، سؤاله أباها الذي لم يعرف بدوره شيئا عنها، حتى انها لم تتصل به وقد اثارت دهشته وحيرته رغم انه يعرف أن صلتها بذويها ضعيفة...
تساءل في غضب، هل كرهته الى هذا الحد؟هل احبت شخصا آخر لذلك هـ.ـر.بت منه، انتابته غيرة عمياء قـ.ـا.تلة عند تفكيره في ذلك الاحتمال يصاحبه غضب شـ.ـديد قد يحرق الأخضر واليابس ان كان ذلك الاحتمال صحيحا، لو هـ.ـر.بت من اجل آخر سيقــ,تــله ثم يقــ,تــلها ولو كان هذا آخر شئ يفعله في حياته،.
تعجب من غيرته الوحشية والتي يشعر بها في كل كيانه، أمازال يحبها؟تساءل بحيرة، ليزفر وهو يمرر يده برأسه ليعود وينفى هذا الاحتمال، هي فقط كرامته التي اهدرتها بهروبها، كبرياؤه وقلبه اللذان تأذيا بسببها، قلبه الذي سيسعى فقط للانتقام، لقد عرف اخيرا مكانها، سيذهب اليها وينتقم منها، انتقام عاشق لمعشوقة آلمته، دmرته، حطمت قلبه، ثم سيخرجها من حياته الى الأبد حتى يحصل على السلام الذي هجره منذ هروبها، نعم هذا ما سوف يفعله على الفور.
كانت شهد تجلس كعادتها تقرأ روايتها ولكنها تلك المرة لم تستطع التركيز عليها، بل انها لم تنهى حتى صفحة واحدة منها، تشعر بالحيرة، بالتخبط والتساؤل، فرجلها الغامض لم يأتى منذ يومان، ترى ما الذي يمنعه عن الحضور الى النادى؟وأين اختفى؟، نظرت الى مكانه الفارغ للمرة الأخيرة، ثم تنهدت بعمق وهي تغلق كتابها تنوى الرحيل فلم تحضر اليوم الفتيات الى النادى، فعمر كان مريـ.ـضا وياسمين تخشى أن تخرج به الى النادى، ونجاح لديها محاضرات بالجامعة حيث تعمل كمعيدة، أما هديل فلديها موعد هام مع خطيبها لتختار أثاث المنزل، اذا ما الداعى لجلوسها هنا، يجب ان تذهب بدورها، انتفضت عنـ.ـد.ما سمعت صوت رجولى أجش يقول في هدوء:.
آنسة شهد الجمال!
أصابت شهد دهشة بالغة عنـ.ـد.ما رفعت عينيها الى صاحب الصوت لتجد انه ذلك الرجل الغامض والذي اصبح في الآونة الأخيرة محور أفكارها، يطالعها بعيونه الغامضة الجذابة، فأومأت برأسها ايجابا بصمت تبتلع ريقها بصعوبة وهي تحاول ان تبدو هادئة وأن لا يظهر عليها تسارع دقات قلبها فاستطرد قائلا:
أنا فارس سالم. رجل أعمال
عقدت شهد حاجبيها قائلة:
تشرفنا، أى خدmة؟
أحست شهد ان ابتسامة فارس بها بعض التسلية وهو يقول:
عندى ليكى عرض، عندك وقت تسمعيه؟
انعقد حاجبى شهد في حيرة متسائلة، عن أى عرض يتحدث؟ولكنها مالبثت أن أومأت برأسها موافقة على الاستماع اليه فاستطرد فارس قائلا وهو يشير الى المقعد المواجه لمقعدها:
ممكن اقعد؟
اومأت برأسها ايجابا قائلة وهي تحاول ان تتظاهر بالثبات:
اتفضل بس اختصر لو سمحت.
اتسعت ابتسامة فارس الساخرة وهو يقول:.
عرضى باختصار ومن غير لف ودوران، انك تقبلى تتجوزينى في مقابل حاجة مهمة اوى في حياتك.
اتسعت نظرات شهد من الصدmة وهي تقول:
افنـ.ـد.م.
ثم تحولت نظرات شهد من الدهشة الى الغضب وهي تقول:
انت في كامل قواك العقلية ولا انت شارب حاجة؟
قابل فارس ثورتها بنظرات هادئة وهو يقول:
هعديلك كلامك ده وهحاول أطول بالى و افهمك،
نهضت شهد قائلة في حدة:
انا بقى مش عايزة أفهم، عن اذنك
قال فارس بنبرة صارمة:.
اقعدى مكانك لغاية ما اخلص كلامى.
رغما عنها وجدت نفسها تجلس مجددا تنظر اليه وهو يستطرد قائلا:
انا مش بهزر على فكرة، ولا بلعب معاكى، وعرضى لازم تسمعيه وتقبليه كمان، اكيد مش هقول ان عرضى الجواز عليكى بسبب اعجابى بيكى لأنه مستحيل، بس فيه سبب تانى لازم ت عـ.ـر.فيه قبل ما تقولى رأيك.
الى هنا ولم تستطع شهد الصمت أكثر من ذلك لتنظر اليه غاضبة من كلمـ.ـا.ته ووقفت دون تردد قائلة:
لأ، انت بجد مـ.ـجـ.ـنو.ن.
واستدارت مبتعدة بخطوات غاضبة ولكنها فوجئت بيده تستوقفها في حزم فالتفتت اليه قائلة في حدة:
سيب ايدى يااما هصرخ و هناديلك الأمن.
ابتسم قائلا في برود:
اعمليها واوعدك تزورى والدك في السـ.ـجـ.ـن قريب.
اتسعت عينا شهد من الصدmة وهي تقول:
انت بتقول ايه؟
قال فارس:.
انا معايا الدليل على ان والدك استغل وظيفته واختلس مبلغ كبير وبما انى اشتريت الشركة اللى بيشتغل فيها والدك، فانا مستعد أتخلى عن حقى في سـ.ـجـ.ـنه وادmر الدليل على اختلاسه لو وافقتى تتجوزينى.
احست شهد بانها على وشك الانهيار فجلست على اقرب مقعد وهي تقول:
انت بتقول ايه؟، أنا مش قادرة اصدق، انت اكيد بتكذب
هز فارس رأسه نفيا وهو يقول في سخرية:
تقدرى تتأكدى بنفسك من السيد الوالد.
ثم اخرج من جيبه كارته الخاص ووضعه على الطاولة أمامها قائلا:
لما تتأكدى بنفسك من كل كلمة قلتها ابقى ساعتها كلمينى نحدد الفرح.
نظرت اليه في حيرة قائلة:
انت ليه بتعمل كل ده؟
ازدادت نظرات فارس غموضا وهو يقول:
هتعرفى اسبابى بعدين.
احست شهد بمشاعر الغضب تصعد من اعماقها فنهضت قائلة:
مش عايزة اعرفها خالص، وموضوع جوازنا ده تنساه
ابتسم فارس وعينيه تلتمعان ثم التقط الكارت ووضعه في حقيبتها بهدوء وهو يقول:.
قبل أخر الشهر هتكونى مراتى ياشهد وده وعد منى ليكى.
نظرت اليه شهد بغـ.ـيظ ثم ابتعدت عنه متجهة الى المنزل ونظرات فارس تتابعها وقد زادت ابتسامته برودة وتألقت عينيه اكثر ببريق الفوز.
قالت ياسمين في ذهول:
ده أكيد مـ.ـجـ.ـنو.ن يا شهد.
قالت شهد بقلق:
انا قلت كدة برده، بس انتى مشفتيش الثقة الغريبة اللى بيتكلم بيها، قلقتنى اوى ياياسمين، ومش عارفة اعمل ايه، عشان كدة جيت من النادى عليكى علطول، جايز تقوليلى انتى اعمل ايه.
قالت ياسمين بسرعة:
ودى فيها كلام، اسألى باباكى وهو أكيد هينفى الكلام ده كله.
نظرت اليها شهد قائلة وقد ظهرت مشاعرها في ارتجافة صوتها:
وافرضى أكده؟
عقدت ياسمين حاجبيها قائلة:.
حتى لو أكده، مستحيل تتجوزى المـ.ـجـ.ـنو.ن ده، ده بيقولك في وشك انه مش معجب بيكى، طب متجوزك ليه وهو عارف ان باباكى زي ما بيقول مختلس؟أكيد مخبى لسة حاجة ومقالهاش وانا مش مطمنة يا شهد، انا بقولك اهو.
تنهدت شهد قائلة:
مش عارفة ياياسمين، انا كمان مش مطمنة، بس لو اتأكدت من كلامه، صدقينى مش هيبقى أدامى غير انى أتجوزه عشان أنقذ بابا.
قالت ياسمين باستنكار:
بس...
قاطعتها شهد قائلة وقد ترقرقت الدmـ.ـو.ع بعينيها:.
من غير بس، انتى عارفة بابا بالنسبة لى ايه، ده روحى ياياسمين ومستحيل هقبل البنى آدm اللى اسمه فارس ده، يسـ.ـجـ.ـنه، بابا مش هيستحمل السـ.ـجـ.ـن دقايق مش سنين، هيمـ.ـو.ت وانا همـ.ـو.ت وراه.
نظرت اليها ياسمين بحنان وهي تربت على يدها قائلة:
بعد الشر عنك، اهدى بس وسيبيها على ربنا، وأكيد انتى عارفة انه مش هيضرك.
رفعت شهد يدها تمسح تلك الدmـ.ـو.ع من عينيها قبل ان تخونها وتسقط رغما عنها قائلة:
ونعم بالله ياياسمين، ونعم بالله.
↚
لم تعرف ياسمين كيف تصف شعورها وهي تحدق بتلك العينين الرماديتين التي تطالعانها ببرود، هل هو الخـ.ـو.ف، كلا انه الذعر المطلق، ظلت تحدق به حتى قال هو ببرودة الصقيع:
هنفضل واقفين كدة كتير؟
ترددت ثم تنحت جانبا رغما عنها، وأشارت له بالدخول وهي تتمنى أن يكون كل ذلك، كابوسا ستصحو منه قريبا، تخطاها دالفا الى المنزل يلقى عليه نظرة عابرة ثم يلتفت اليها يتأملها من جديد ببرود، تمر عيناه على كل ملامح وجهها وجسدها يتساءل داخله في حيرة عن سر شحوبها وهزالها، أتراها مريـ.ـضة؟نفض أفكاره المهتمة بأحوالها لتقسو ملامحه، وهو ينظر اليها، بينما عضت ياسمين على شفتيها ليبتسم عادل بداخله وهو يدرك تـ.ـو.ترها وقلقها وربما خـ.ـو.فها الذين لطالما عبرت عنهم بتلك الحركة ليأخذ هو وقتها شفتيها بين شفتيه يطمأنها بالقبلات الرقيقة الناعمة، ويزيل عنها كل مشاعرها المضطربة الوجلة، تلك القبلات التي تجعلها متأكدة من عشقه لها ورغبته الدائمة بها، تركزت عيناه في تلك اللحظة على شفتيها لتغيم عينيه وهو يتذكر تلك القبلات، ليفيق من أفكاره التي زايدت من نبضات قلبه على صوتها المرتبك المرتجف وكأنها تذكرت بدورها تلك القبلات وهي تقول:.
انت عرفت مكانى ازاى؟
ضاقت عيناه وتبدلت ملامحه لينظر مباشرة الى عينيها قائلا في برود:
كنت هعرف مكانك ياياسمين ولو كنتى مستخبية تحت الأرض، الموضوع أخد وقت مش اكتر، انتى كنتى فاكرة انى مش هقدر ألاقيكى، يااه، أد كدة معرفتنيش؟
نظرت الى عمق عينيه قائلة بمرارة:
محدش فينا لحق يعرف التانى ياعادل، كان كل اللى بينا اعجاب او رغبة...
صمتت وهي ترى ملامحه تتحول الى الغضب وهو يقطع المسافة التي تفصل بينهما في خطوتين ويمسكها من ذراعها بقسوة قائلا:
ده كان كل اللى بينا، انتى مصدقة كلامك ده؟ولا بتحاولى تخلينى أصدقه؟
أطرقت برأسها تخفى الم قلبها الذي ظهر على ملامحها من ذلك الشوق اليه والذي اجتاحها لقربه منها لتلك الدرجة، تود لو تغاضت عن الم خيانته وألقت نفسها الآن بين ذراعيه، ولكن هيهات الألم أكبر من النسيان، لذا قالت بحـ.ـز.ن:.
أيوة مصدقة وميهمنيش تكون انت مصدق أو مش مصدق.
سمعت صوته يقول باختلاجة تدركها تماما:
بصيلى ياياسمين.
لم تستطع أن ترفع وجهها في تلك اللحظة وتقابل عينيها عينيه بالتأكيد ستضعف، ثم تذكرت طفلهما والخطر الذي سيحيط بها ان أدرك عادل وجوده لينتابها الفزع وهي تحمد ربها انه نائما والا لانكشف امرهما على للفور لذا تنهدت وهي تمسك يده تبعدها عن ذراعها قائلة وهي تنظر الى عينيه:.
امشى ياعادل، ارجع لحياتك وسيبنى أعيش حياتى، من فضلك امشى.
زفر في قوة وهو يقول بغضب:
لأ مش همشى، مش همشى قبل ما اعرف سيبتينى ليه؟أد كدة اللى بينا كان رخيص عندك؟
كادت ان تجيبه لولا ان تناهى الى مسامعهما صوت بكاء طفل لترتسم ملامح الصدmة على وجه عادل يقابلها ملامح رعـ.ـب شـ.ـديدة على ملامح ياسمين، ثم تحولت ملامح الصدmة على وجه عادل الى الغضب فهدر قائلا بقوة:.
عشان كدة سيبتينى وهـ.ـر.بتى، عشان واحد تانى ياياسمين وخلفتى منه كمان.
أمسك كتفيها يهزهما في غضب قائلا:
انطقى، قوليلى مين الكـ.ـلـ.ـب اللى هـ.ـر.بتى معاه وسيبتينى.
أحست بالدوار فقالت بضعف:
سيبنى ياعادل.
اقترب من وجهها قائلا بنبرات صارمة:
لأ مش هسيبك لغاية ما تقوليلى الطفل ده يبقى ابن مين.
رفعت صوتها ووجدت عزيمتها وهي تنفض يديه عنها مع ارتفاع صوت بكاء عمر قائلة:
ابنى بيعـ.ـيط، مش سامع؟لازم اروحله.
ثم أسرعت الى حجرة عمر يتبعها عادل وما ان دلفت للداخل حتى اسرعت الى مهده تأخذه منه بحنان وتربت على ظهره قائلة:
متعيطش ياحبييى، أنا هنا جنبك.
شعرت ياسمين بعادل يقف الى جوارها فالتفتت اليه لتراه يتطلع الى الطفل بصدmة، كانت تعلم أنه من اللحظة التي سيرى فيها عادل عمر سيدرك انه طفله فهو نسخة مصغرة من عادل يحمل نفس لون العينين والشعر والبشرة، أغمضت عينيها في الم، تدرك أن كل شئ قد تم كشفه وأن ايام راحتها انتهت، فتحت عينيها بقوة على صوت عادل الغاضب وهو يقول:
انتى ازاى متقوليليش حاجة زى دى؟ازاى متقوليش ان لية ابن من لحمى ودmى؟
القت نظرة على طفلها وأشارت له بالصمت وهي تشير بعينيها الى طفلها الذي عاد للنوم مجددا لتضعه في المهد بحذر، ثم اشارت لعادل ذو الملامح القاتمة من الغضب أن يتبعها، نظر عادل الى الطفل النائم كالملاك نظرة أخيرة قبل أن يتبعها وهو يشعر أنه على وشك قــ,تــلها لاخفائها عنه طفله كل تلك الفترة.
ما ان اصبحا بالخارج حتى جذبها من ذراعها قائلا في قسوة:.
ازاى تدارى علية ان لية ابن، دى الحاجة اللى كنت بحلم بيها ليل ونهار، اللى كنت مش عايز من الدنيا غيرها، أد كدة قلبك قاسى، الظاهر انى معرفتكيش بجد.
أحست ياسمين بالذنب وهي ترى المرارة التي تنطق بها كلمـ.ـا.ته لتنفض هذا الشعور على الفور وهي تنفض يده عنها قائلة بغضب:
اوعى تحسسنى بالذنب، اللى حصل انت كنت السبب فيه، انت اللى دmرتنى ودmرت حياتى
قال بصوت غاضب:.
أنا اللى دmرت حياتك؟، ليه انا اللى سيبتك بعد شهرين من الجواز وخليت الجرايد كلها تتكلم عن العروسة اللى هـ.ـر.بت من جوزها وياترى هـ.ـر.بت ليه، انا اللى داريت عنك ان ليكى طفل من دmك؟، ايه الجبروت اللى انتى فيه ده؟تعرفى انا نفسى في ايه دلوقتى، أحط ايدى حوالين رقابتك ومسبكيش غير وروحك طالعة منك، بس للأسف قلبى مش بقسوتك ياياسمين، ولا يمكن هكون زيك.
انتابها الغضب لتندفع بيدها تضـ.ـر.به في صدره قائلة في مرارة:.
فعلا انت مش زيي ولا يمكن تكون زيي، لإنى عمرى ما خنت عهودنا الزوجية زي ما انت خنتها.
أمسك يدها بقوة وضاقت عيناه وهو يقول:
قصدك ايه؟
تراجعت للخلف خطوة وهي تبعد يدها عن يده، ادركت في وجل انها كانت ستفصح عما سمعته، وسيبرر لها، لينتهى بها الأمر معه مرة أخرى، لتتعـ.ـذ.ب من جديد، لتقول في حـ.ـز.ن:
انا مش هتكلم عن الماضى، ياريت ياعادل تسيبنى في حالى وتمشى، انا بجد تعبانة وعايزة أرتاح.
نظر عادل الى ملامحها الشاحبة، وتذكر كلمـ.ـا.تها منذ قليل ليدرك ان هناك امرا تخفيه عنه ياسمين ولا تريد الافصاح عنه، تساءل في حيرة أتراه ظلمها؟، هل هي مريـ.ـضة بمرض ميئوس منه لذلك ابتعدت عنه وتتعلل بتلك الكلمـ.ـا.ت الواهية عن خيانة العهود ام ان هناك لغزا تحمله في قلبها وترفض أن تكشف الستار عنه، ام انها هجرته وتتوارى خلف الأعذار، حقا لم يعد يعرف شيئا، لقد جاء الى هنا بيقين انها لا تستحق منه سوى أن يعرف سبب هجرانها ثم ينتقم منها وفي النهاية يطـ.ـلقها ويبتعد عنها للأبد اما الآن فألغاز تلك المرأة تجبره على أن يصل للحقيقة اولا، فان كانت مظلومة فستعيد الى قلبه نبضاته أما ان كانت غير مظلومة فسينتقم منها شر انتقام،.
لذا قال في هدوء:
بصى ياياسمين، لو فاكرة انى ممكن امشى واسيب ابنى لحظة واحدة معاكى تبقى غلطانة، انا هاخد ابنى لبيتى، ابنى اللى حرمتينى اشوفه في شهوره الاولى وكنتى ناوية تحرمينى منه علطول، وعشان انا فعلا مش شبهك، هعرض عليكى تكونى معاه لكن لو مش عايزة فانتى حرة، اكيد مش هنحتاجك.
نظرت اليه برعـ.ـب قائلة:
انت متقدرش تاخده منى، متقدرش.
ابتسم بسخرية قائلا:.
لأ أقدر، قلتلك انتى لسة متعرفنيش، لو حابة تيجى ويبقالك دور في حياة ابنك فانا معنديش مانع، ومتفكريش ان هيبقالك دور في حياتى انا كمان، لأ، انتى انتهيتى من حياتى يا ياسمين للأبد، قرارك وبسرعة لانى مستعجل ومفيش ادامك وقت.
نظرت شهد لوجهها في المرآه وهي لا تكاد ترى ملامحها فقد غامت عيناها بالدmـ.ـو.ع وهي تتذكر مواجهتها مع والدها الذي أكد لها كلام فارس وكاد ينهار أمامها من الألم والخجل وهو يواجهها بهذا الاعتراف، تركته شهد متألمة ضائعة واتجهت لغرفتها وظلت جالسة أمام مرآتها منذ ساعات وهي لا ترى اى شئ سوى مستقبل مظلم لها تحددت معالمه، خسرت حقها في الزواج برجل يحبها وتبادله مشاعره وخسرت حقها في السعادة ولم يعد امامها اى خيار. سوى الزواج برجل تكرهه لاجبـ.ـارها على الزواج منه، ولكن هل هي حقا تكرهه؟مشاعرها تجاهه متناقضة فهى كانت تشعر بالانجذاب نحوه قبل ان يهددها ويبتزها ليجبرها على الزواج منه، أصبح اعجابها به يحمل غضبا من ابتزازه لها ومن تصريحه عن عدm اعجابه بها رغم جمالها بذلك الشعر البنى الناعم المسترسل حول وجه جميل بعينين زرقاوتين في لون صفاء السماء الزرقاء وبشرة بيضاء ناعمة، وقوام رشيق فلماذا يبدى نحوها كل ذلك النفور وفي نفس الوقت مصمم على الزواج منها، هزت رأسها في يأس فما من داعى لتلك الأسئلة وهي مضطرة لمنحه ماأراد، بحثت عن رقمه الى تركه لها في الكارت الخاص به والذي كادت ان تمزقه غضبا ولكنها لم تفعل، ثم اتصلت بالرقم فجاءها صوته الساخر يقول:.
ألو؟
فنظرت الى وجهها المتغضن بالدmـ.ـو.ع ومسحت دmـ.ـو.عها في قوة وهي تقول بمرارة:
انت فزت، تقدر تحدد ميعاد الفرح.
قالت شهد باستنكار:
وهترجعيله؟
هزت ياسمين كتفيها وهي تعدل من وضع هاتفها مابين أذنها وكتفها تضع ملابس طفلها بعناية في الحقيبة قائلة:
مضطرة ياشهد، هياخد ابنى منى، ده مسابوش ولا لحظة من ساعة ما جه، قاعد معاه في اوضته، ومصمم ياخده معاه، ويا اروح معاهم ياانسى ابنى، وانا مقدرش ابعد عنه ياشهد.
قالت شهد بحـ.ـز.ن:
ومتقدريش تبقى قريبة من عادل برده، كدة هتبقى قريبة من النار ياياسمين وانا خايفة تحرقك.
قالت ياسمين بحـ.ـز.ن:
خلاص ياشهد مبقاش فيه فايدة، انا وانتى انكتب علينا نضحى عشان اللى بنحبهم، حتى لو ده معناه اننا نتحرق بالنار.
ثم تنهدت قائلة:
كان نفسى احضر فرحك بس زى ما انتى عارفة هسافر النهاردة.
تنهدت شهد بدورها قائلة:
ولا يهمك، انا كدة كدة هعمل حاجة ع الضيق، حتى هديل ونجاح مش هييجوا، اهم حاجة تاخدى بالك من نفسك وطمنينى عليكى
قالت ياسمين:.
حاضر ياشهد، انتى كمان خدى بالك من نفسك وطمنينى عليكى، سلام دلوقت.
واغلقت الهاتف في نفس اللحظة التي اغلقت فيها حقيبتها لتعتدل وهي تزفر بقوة تأخذ نفسا عميقا قبل ان تتجه الى حجرة عمر لتخبر عادل انها جاهزة للرحيل، على الرغم ما انها ليست جاهزة على الاطـ.ـلا.ق.
مرت الأيام التالية على شهد سريعا منذ ذلك اليوم الذي وافقت فيه على زواجها، حتى جاء ذلك اليوم الذي تخشاه، يوم زفافها، أحست شهد بالمرارة فاليوم كان من المفترض ان يكون أسعد أيام حياتها، حيث كانت تتألق في فستانها الأبيض وزوجها فارس بجوارها يمسك يدها، حانت اللحظة التي ستغادر فيها الى منزلهما فامتلأت عيناها بالدmـ.ـو.ع وهي تودع والدها الذي لم يستطع مواجهة عينيها لتقبله مودعة وهي تسرع في خطواتها، أحست بنظرات فارس لوالدها وهما يغادرون يملؤها التشفى وتعجبت من تلك النظرات، جلست الى جواره في السيارة متجهين الى المنزل، لم ينظر اليها ابدا وهو يقود، مالت برأسها تستند الى النافذة بجوارها تتأمل الطريق ولا تراه من دmـ.ـو.عها وعنـ.ـد.ما وصلا الى وجهتهما فتح الباب في صمت ونزل متجها الى المنزل فمسحت شهد دmـ.ـو.عها واتبعته دون كلمة حتى فتح باب المنزل ودلف الى حجرة وهناك وقف والتفت اليها قائلا:.
دى اوضتك.
وأشار الى باب جانبى مستطردا:
وده باب متصل بأوضتى، لو احتجتى حاجة متخبطيش على بابى.
كاد ان يغادر متجها الى حجرته فاستوقفته قائلة:
بتعمل معايا كدة ليه يافارس، من حقى أعرف.
التفت اليها فارس قائلا وعينيه تلمعان من الغضب:
انتى ملكيش حقوق عندى، انتى هنا عشان تسددى دين باباكى، ودين باباكى مش فلوس وبس على فكرة.
نظرت اليه مشـ.ـدوهة من اندفاعه الغاضب وكلمـ.ـا.ته فاقترب منها مستطردا في مرارة:.
باباكى دينه كبير اوى مكنش هيسدده حتى بمـ.ـو.ته، كان لازم احرق قلبه زى ما حرق قلبى، كان لازم اشوف قهرته بعينى، باباكى حرمنى من اغلى انسانة عندى، قــ,تــلها وهرب من غير ضمير.
اتسعت عينا شهد في صدmة من كلمـ.ـا.ته وذلك الألم الذي يبدو واضحا في عينيه وهو يستطرد قائلا:
حرمنى من اختى، حرمنى من الانسانة الوحيدة اللى كانت مالية علية حياتى، مكنتش اختى وبس، كانت زى بـ.ـنتى،
صمت لثانية قبل ان يقول:.
فاكرة الحادثة اللى باباكى عملها من ٣ سنين وراحت ضحيتها بـ.ـنت عندها ١٥ سنة، دى كانت اختى نهاد، اللى باباكى صدmها وهرب وسابها تمـ.ـو.ت من غير رحمة.
كادت شهد أن تمـ.ـو.ت من الصدmة مع كل كلمة ينطقها فارس شحب وجهها بشـ.ـدة فهى تعلم ان أباها قد قام بحادث منذ ٣ سنوات تسببت في كـ.ـسر يده ولكنها لم تعلم انه صدm فتاة في تلك الحادثة وان تلك الفتاة قد مـ.ـا.تت، احست بالحـ.ـز.ن والشفقة تجاه فارس واغمضت عينيها في الم وهي تقول في سرها، (ياالهى، ماذا أفعل وقد أثم أبى اثما كبيرا)، وترى ماذا سيفعل بى فارس كي يحقق انتقامه.
فتحت عينيها على صوت فارس وهو يقول في شمـ.ـا.تة:.
زى ما باباكى اخد منى نور حياتى خدتك منه، سـ.ـجـ.ـنه مكنش هيشفى غليلى ولا مـ.ـو.ته لكن يمكن يشفى غليلى انى اشوفه كل يوم بيتعـ.ـذ.ب وهو شايف عـ.ـذ.ابك على ايدى ساعتها بس هيرتاح قلبى.
اختنقت شهد بالدmـ.ـو.ع وهي تقول:
صدقنى مكنتش أعرف.
هز فارس كتفيه قائلا:
متفرقش عندى، سواء عارفة او لأ، هحقق انتقامى.
نظرت الى عمق عينيه قائلة:
وتفتكر لما تعـ.ـذ.بنى وتشوفه بيتعـ.ـذ.ب انت كدة هترتاح؟
احست باختلاج ملامحه للحظة بالارتباك والحيرة ثم مالبث ان قال بقسوة:
اكيد هرتاح، انتقامى منكم هو الحاجة الوحيدة اللى ممكن تشفى غليلى وتريحنى.
قال كلمـ.ـا.ته ثم تركها، واتجه الى غرفته فتهاوت على سريرها في صمت ودmـ.ـو.عها تنهار وهي تقول بصوت خافت:
ساعدنى يارب.
كانت ياسمين تقف في شرفة حجرتها، تنتظر وصول عادل الذي تأخر على غير عادته، تشعر بالقلق عليه، تطلعت الى تلك السماء البعيدة عنها كبعد عادل عن حياتها، لقد مر اسبوعا كاملا وهي في منزل عادل، كان اسبوعا تحملت فيه ما يفوق احتمالها، إما تجاهل منه أو قسوة في معاملتها عنـ.ـد.ما تشاء الظروف ويجتمع بها، لقد اضطرت ان تعود معه لأنها تعلم تماما انه قادرا على تنفيذ تهديده واخراجها من حياة طفلها، فقد كانت تدرك أن عادل يستطيع ان يكون قاسيا جدا ان أراد، مرت الايام عليها بطيئة تحاول فيها أن تبتعد عن عادل بينما يتجنبها هو ايضا، يقضى اوقاته بالمنزل إما بحجرة مكتبه او حجرة طفله يلاعبه ويهتم به بطريقة جعلتها نادmة على انها كادت تحرم طفلها من اب كهذا الأب، تتساءل بدmـ.ـو.عها، هل حظي ابن تلك المرأة الأخرى على ذلك الحنان والحب، وهل تحظى تلك المرأة الأخرى الآن بما كانت تحظى به من عشق ومشاعر تفتقدها؟
شعرت بالغيرة، بالغضب الحارق يغمرها وشعرت بالشوق، الشوق اليه يقــ,تــلها ايضا، والحـ.ـز.ن يغمرها، تشعر به في أوجه، عنـ.ـد.ما تقارن بين ما يحدث بينهما الآن وما كان يحدث سابقا، عنـ.ـد.ما يدخل من الباب بهيئته الساحرة الجذابة، كان حينها يستقبلها بين احضانه ويقبلها في وجنتها محييا، أما الآن فيتجاهلها تماما مبتعدا الى غرفة مكتبه، تشعر بالشوق أيضا اليه عنـ.ـد.ما تراه على مائدة الافطار يقرأ الجريدة وأمامه فنجال القهوة،.
وقتها كانت تشاكسه وتبعد عن يده الجريدة ثم تجلس على قدmيه وتمسك يده الممسكة بالفنجال بين يديها ترفعها الى شفتيها لترتشف منه القهوة، وقتها كان يترك فنجاله ليلتقط شفتيها بين شفتيه في قبلة بطعم القهوة، ثم يتركها مغادرا الى عمله لتشع عيونها بعشق تتنظره بشوق في المساء، اما الآن فكليهما يجلس غريبا على مائدة الافطار تختلس النظرات اليه فتلاحظ جموده، حتى فنجال قهوته لا يمسه بل يتركه ليصبح بـ.ـاردا تماما كحياتهما، وفي المساء يعود مرهقا تتمنى لو اخذته بين ذراعيها تمنحه الراحة والسكينة كما كانت تفعل ولكنها تنهر نفسها مذكرة إياها بأنه لابد وقد وجد راحته في حـ.ـضـ.ـن تلك المرأة الأخرى،.
انتابتها الغيرة وهي تتخيله بين ذراعيها، هي تدرك انه الآن ملك لأخرى ولكن هذا الادراك يضـ.ـر.بها في مقــ,تــل، تتساءل هل يحب تلك الأخرى ام انها نزوة فقط، وهل لها مكانة في قلبه أم لا؟، هي تعلم ان عادل ليس حصينا تجاهها تتذكر ذلك اليوم الذي كانت فيه تجلس امام المرآة في حجرتها تمشط شعرها، حين فوجئت بعادل يقتحم الحجرة بغضب،.
ولكن عند وقوع عينيه عليها تبدلت ملامحه كلية وهو يتأملها، تجمدت في مكانها وعينيه تأسرانها عبر المرآة، اقترب منها ببطئ حتى توقف خلفها تماما، مال يمسك من يدها الفرشاة ويمشط شعرها وهي واقعة تحت سحر لمسات اصابعه التي كانت تمس عنقها رغما عنه لترسل الرجفات الى جسدها، الى جانب نظرات عينيه الساحرة اليها والتي تغمر كيانها بالعشق، ترك الفرشاة من يده وأمسكها من كتفيها ينهضها ويديرها لتواجهه، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يقترب بوجهه منها، تكاد شفتيه تلامسان شفتيها ليعتدل فجأة وهو ينظر اليها بصدmة،.
ثم يغادر الحجرة وكأن شياطين الدنيا تطارده، لتتصاعد دmاء الخجل والخزى الى وجه ياسمين وتترقرق الدmـ.ـو.ع بعينيها وقتها لاستسلامها لمشاعرها الخائنة، هي تعشقه، تريده في حياتها بشـ.ـدة حتى وان كان خائنا، كم مقتت نفسها لعشقها اياه، رغم كل شئ.
رأت سيارته تدلف الى الحديقة فأسرعت تدخل حجرتها وتغلق باب شرفتها، لا تريده ان يرى كم كانت قلقة عليه لتأخره بالخارج حتى هذا الوقت، تتساءل عن مكانه وعما اذا كان عند تلك المرأة التي لا تعرفها ولا تود سماع اسمها حتى، انها تتعـ.ـذ.ب بتلك الأفكار والتخيلات والتي تدور برأسها ولكنها اكتشفت ان عـ.ـذ.ابها قربه افضل الف مرة من عـ.ـذ.ابها في بعده.
↚مرت الأيام على شهد بطيئة منذ تلك الليلة وفارس يخرج أول النهار ليتركها تقوم بكل أعمال المنزل في قائمة يتركها لها في ورقة على طاولة المطبخ قبل أن يخرج، وتقوم هي بكل الأعمال في صمت، تظل تعمل جاهدة وتأكل القليل حتى أصابها الهزال والتعب، فالمجهود الذي تبذله في رعاية هذا المنزل الكبير وذنب والدها الذي تحمله في أعماقها لا يجعلانها تشعر بأى رغبة في الطعام، ثم تنام مبكرا قبل ان يعود فارس ليتكرر روتينها يوميا،.
كانت تقوم بعملها كالمعتاد وهي تفكر بمشاعرها تجاه فارس، لم تعد تشعر تجاهه بالكره بل تشعر نحوه بالشفقة وتساءلت في نفسها هل الشفقة هي الشعور الوحيد الذي تشعره نحوه، فداخلها ينمو شعور غريب تجاهه، ذلك المزيج من الاعجاب والانجذاب والذي كانا قد نبتت بذرتهما قبل أن يعرض عليها الزواج لتمر بها مرحلة ضبابية امتزجت فيه تلك المشاعر بالخـ.ـو.ف منه لتعود مجددا تشعر بتلك الأحاسيس بعد أن عرفت قصته وسبب ما يفعله بها، تتسارع دقات قلبها كل يوم وهي ترتب غرفته وتتنقل بين أشيائه، ترى عناوين الكتب بجوار سريره وتلك الصور له ولأخته، لتشعر بأنه شخص آخر غير ذلك الشخص المنتقم الذي يحاول اذلالها.
تشعر بأن داخله شخص آخر يقاوم في الظهور، شخص حان محب، ان فارس يجذبها نحوه، يجذب شعورها الانسانى في محاولة محو احزانه التي رأتها في عينيه ليلة زفافهما، ورغم محاولته سـ.ـجـ.ـنها وتعذيبها واذلالها وقسوته عليها وتجريحها بكلمـ.ـا.ته، الا انها تشعر أنه مرغم عليها والدليل على ذلك انه لا يجلس بالمنزل ليحاول ان يزيد من اذلالها، بل يتجنب تماما المكوث به، عليها فقط ان تحاول اقتحام حصونه التي بناها حوله لتعيد اليه ابتسامته وحبه للحياة والذين رأتهم على ملامحه في ألبوم الصور الخاص به، ستحاول ان تكفر عن ذنب والدها مهما قاومها، نعم تلك هي خطتها الجديدة ولا مزيد من الهروب.
قالت ياسمين بفرح:
بجد ياشهد؟، يعنى نجاح هتتخطب، انا مش مصدقة ودانى، أخيرا فيه حد قدر يقنع عدوة الرجـ.ـال الأولى بإن الرجـ.ـا.لة مش كلهم وحشين، فيه حد قدر يخلى المتمردة الأولى تخضع لسلطانه، ده اجمل خبر سمعته من زمان.
ابتسمت شهد قائلة:
انا اول ما سمعت الخبر قلت اقولك علطول، انا كمان مكنتش مصدقة، لأ ولما تعرفى التفاصيل هتندهشى اكتر.
قالت ياسمين في لهفة:
قولى ياشهد بسرعة، قولى وفرحينى.
قالت شهد وهي تستند بظهرها الى الوسادة تريحه بعد عناء اليوم:.
الموضوع ياستى، ان الأستاذ وليد خبط فيها في النادى زيك تمام، بس نجاح طبعا مش زيك، مسكتتلوش، خطبة طويلة من انه اعمى ومبيشوفش او انه اكيد قاصد وساعتها يبقى مامته داعية عليه، هو كمان مسكتلهاش خبط فيها جـ.ـا.مد وسابها ومشى، بعد كدة طلعت مامته صاحبة مامتها ونفسها تناسبها، نجاح كالعادة رفضت بس قعدت مع العريس عشان متحرجش مامتها ولما عرف العريس ان عروسته نجاح، قرر يكمل الخطوبة عشان ينتقم منها وهي كمان فكرت زيه وفي مدة قليلة مقالبهم في بعض اتقلبت لحب وقرروا يكملوا مع بعض، هي دى كل الحكاية، وحفلة خطوبتهم ياستى الشهر اللى جاي ولانها كلمتك كتير ومردتيش عليها، أكدت علية اعزمك، لازم تيجى ياياسمين.
قالت ياسمين بهيام:
هيييح، طبعا هاجى، وانابرده افوت فرصة اشوف فيها نجاح عروسة وفي الكوشة، جاية أكيد ياشهد، هقول بس لعادل وهاجى علطول.
قالت شهد:
صحيح اخبـ.ـارك ايه معاه؟
تنهدت ياسمين قائلة:
زى ما احنا مفيش جديد، انتى كمان عاملة ايه مع فارس؟
قالت شهد ساهمة:
فارس، فارس ده حكاية معقدة لوحدها مش عارفة ابتديهالك منين؟
قالت ياسمين وقد شعرت بنبرات شهد التي تحمل الكثير:.
ابتديها من الناحية اللى تحبيها بس بالراحة كدة وواحدة واحدة عشان افهم.
تنهدت شهد قبل ان تقول:
هحكيهالك م البداية خالص ياياسمين، من أول ليلة فرحنا.
حاولت شهد تلك الليلة ان تنام ولكنها لم تستطع، كادت ان تخرج من الغرفة لتتجه الى المطبخ لتشرب كوب لبن يساعدها على النوم، ولكنها ما ان تحركت باتجاه الباب حتى سمعت صوت أنين يأتى من حجرة فارس فأسرعت الخطى تجاه الباب المتصل بحجرته، وحاولت الانصات فتكرر الأنين الخافت، تمالكت شهد نفسها وتشجعت وهي تفتح الباب لتراه جالسا على السرير يضع يده على عينيه ووجهه، شاحبا للغاية وبنظرة واحدة متفحصة ادركت ما به، أسرعت الى خزانة الأدوية الخاصة بها وأحضرت الدواء ثم دلفت الى حجرته وأطفأت النور فسمعته يقول مزمجرا:.
بتعملى ايه؟
قالت شهد بصوت خفيض:
انا طفيت النور يافارس، انت عندك صداع نصفي والاضاءة هتضايقك اكتر، خد الدوا ده هيريحك.
ومدت يدها بالدواء وكوب الماء لفارس الذي قال في حدة:
ابعدى عني، مش عايز حاجة منك
قالت شهد في حـ.ـز.ن:
خلى انتقامك على جنب دلوقتى وسيبنى أساعدك، وحياة اغلى حاجة عندك.
أحست بتردده فأعطته الدواء الذي أخذه منها وشربه فاستطردت قائلة:
دلوقتى بقى هدلك راسك وهيبقى كل شئ تمام.
أحسته يتصلب لتشعر برفضه الذي كاد ان يعلنه فأسرعت قائلة:
من فضلك خلينى أساعدك.
ارتخت عضلاته قليلا وهو يتركها تدلك رأسه بأيد خبيرة وبالفعل شعرت به شهد يرتاح ويغمض عينيه يستسلم للنوم فأبعدت شهد يديها عنه ثم دثرته بالغطاء واتجهت لغرفتها ولكنها مالبثت ان توقف عنـ.ـد.ما سمعته يقول بهمس:
شهد.
التفتت اليه فوجدت عيناه تنظران مباشرة اليها رغم الظلام وهو يقول:
انتى عرفتى منين انى عندى صداع نصفي؟
قالت شهد بهدوء:.
ماما الله يرحمها كانت بتعانى هي كمان منه.
أومأ برأسه في هدوء وهو يقول:
الله يرحمها.
ارتسمت ابتسامة مترددة على فمها وهي تقول:
تصبح على خير.
لم يرد عليها لتدرك استغراقه في النوم لتتجه الى غرفتها تشعر بدقات قلبها المتسارعة والتي تخبرها انه رغم كراهيته لها الا انها احبته، لم تكن تلك المشاعر التي تنتابها تجاهه سوى الحب فنظرة واحدة منه تكفى لأن تطيرها فوق السحاب، ربما لا أمل لعلاقتهما ولا أمل لأن يحبها ولكنها ستساعده على ان يجد نفسه مرة اخرى، ستساعده ليكون سعيدا ثم ستخرج من حياته للأبد.
↚دلفت ياسمين الى المكتب بوجه شاحب لينهض عادل على الفور قائلا في قلق:
فيه ايه ياياسمين؟
قالت ياسمين بجزع:
عمر ياعادل، عمر تعبان وحرارته عالية اوى.
احس بنبضات قلبه تتسارع بخـ.ـو.ف ولكنه تمالك نفسه وهو يسرع اليها قائلا:
اهدى بس ياياسمين انا هتصل بالدكتور حالا،.
وقرن قوله باخراج هاتفه والاتصال بالطبيب لتسبقه ياسمين الى حجرة عمر يتبعها عادل، وما ان دلفا الى الحجرة حتى اسرعت ياسمين الى المهد تحمل عمر وتضمه الى صدرها بخـ.ـو.ف.
نظر عادل الى الطفل ثم الى ياسمين التي تحمله وتتمسك به بشـ.ـدة ليدرك انها ليست بحالتها الطبيعية فقال بهدوء:
هاتى عمر ياياسمين اشوفه.
تمسكت بالطفل اكثر وهي تقول:.
لأ مش هديهولك، انت مش فاهم حاجة، عمر ده الحاجة الوحيدة اللى باقيالى، انا مقدرش اخسره زى ما خسرتك، انت عندك غيره لكن انا معنديش الا عمر.
عبس عادل وكاد ان يسالها توضيحا لكلمـ.ـا.تها ولكن ربما هذا التوقيت ليس مناسبا للتوضيح، فآثر الصمت، كما ان وصول الطبيب بعدها وانشغالهم بمرض عمر حال دون ذلك، علم انه لابد وأن يطالبها بذلك التوضيح ولكن ما يهمه الآن هو صحة طفلهما ثم سيكون لديه معها حديثا طويلا،.
، مر يومان طوال لم يتحدثا فيهما سويا سوى ببعض الكلمـ.ـا.ت فقد كان كل تفكيرهما منصبا على عمر، حتى إطمأنوا سويا عليه، فقد انخفضت حرارته واصبحت في معدلها الطبيعى وأشرق وجهه بعد ان كان شاحبا، ليبتسم لهما قبل أن يغط في نوم عميق.
اشار عادل الى ياسمين ان تتبعه، تنهدت ياسمين، كانت تدرك ان تلك اللحظة آتية لا محالة لذا لاداعى لتأجيلها اكثر من ذلك، اتبعته في صمت، حتى دخلا الى حجرته ليغلق الباب بهدوء قبل ان يلتفت اليها وهو يعقد ذراعيه قائلا:
الوقتى هيكون وقت الصراحة ياياسمين، محدش فينا هيكذب او يخبى حاجة عن التانى، مفهوم؟
تنهدت ياسمين وهي تومئ برأسها ايجابا ليستطرد هو قائلا:
انتى فعلا بطلتى تحبينى زى ما كتبتيلى في رسالتك.
هزت ياسمين راسها نفيا قائلة بحـ.ـز.ن:
انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد غيرك ياعادل وكلام الرسالة اللى كتبتهالك كنت قاصدة بيه تبعد عني ومتدورش علية.
التمعت عيناه وهو يقول وقد رقت ملامحه:
طب ليه سيبتينى، ايه كان ذنبى اللى خلاكى بعدتى عني؟
صمتت وأطرقت برأسها في حـ.ـز.ن ليقول هو وقد تعجب من صمتها:
طب كنتى تقصدى ايه بكلامك اللى قلتيه من يومين؟
لم تجيبه مجددا ليقترب منها في خطوتين ويمد يده يرفع بها وجهها اليه لتواجهه عيناها الدامعتان، ليقول هو في همس وهو يتأمل ملامحها قائلا:
احنا اتفقنا ع الصراحة، اتفقنا تجاوبينى مش تسكتى وتخبى علية تانى.
نزلت دmـ.ـو.عها وهي تبتعد عن مرمى يده التي تضعفها قائلة في مرارة:.
وانت كمان هتجاوبنى بصراحة؟، هتقولى مين هي الست اللى سمعتك بتكلمها في التليفون وبتقولها انك هتكون مسئول عن طفلها، هتقولى مين الست اللى خنتنى معاها وليه خنتنى معاها اصلا؟هتقولى اسم طفلك التانى، هتقول ياعادل؟
تراجع عادل خطوة الى الوراء وملامحه تعبر عن الصدmة، ليتمالك نفسه بسرعة وهو يقول في غضب:.
يعنى انتى عايزة تفهمينى انك سيبتينى وعـ.ـذ.بتينى المدة دى كلها عشان كدة، عايزة تقوليلى انك مخلتنيش اشوف ابنى من يوم ما اتولد لدلوقتى، وانك حرمتينى منه ومنك عشان مكالمة تليفون سمعتيها؟
اطرقت برأسها في حـ.ـز.ن ليتقدm منها ثانية يمسكها من كتفيها ويهزها قائلا في غضب:
انطقى، قوليلى ان الكلام ده مش صح.
نظرت الى عينيه وهي تقول في مرارة:.
لأ صح، أنا سمعتك بودنى، كنت لسة عارفة بحملى وجاية افرحك، سمعت غدرك وكدبك علية، سمعت الدليل على خيانتك، تفتكر بعد كدة كنت اقدر اربى ابنى معاك وانا عارفة انك خـ.ـا.ين وغشاش.
ترك كتفيها وهو يمرر يده في شعره قائلا في مرارة:
طب ازاى، ازاى صدقتى انى ممكن اخونك، أخون روحى اللى كنت عايش عشانها؟أخون حبيبتى اللى مكنتش عايز من الدنيا غيرها، ازاى؟
نظرت اليه في امل تتمنى ان يكون صادقا في مشاعره ليقابل نظراتها بسخرية مريرة وهو يقول:
للأسف ضيعتى حب كبير اوى من ايدك بسبب أوهام، طب كنتى تعالى اسألينى قبل ما تهربى، تعالى حاسبينى ولا انا مكنتش استاهل منك تبقى باقية ولو شوية علية.
قالت بسرعة:
أنا...
قاطعها قائلا في قسوة:.
انتى ايه ياياسمين؟ انتى أثبتيلى انى ولا حاجة بالنسبة لك، أثبتيلى ان ان حبك لية أضعف من انك تواجهى خـ.ـو.فك وضعفك عشانى، عموما وعشان بس العشرة القديمة اللى بينا انا هقولك الحقيقة، المكالمة اللى سمعتيها كانت من سكرتيرة بابا، كانت محاولة ابتزاز حقيرة ليه منها وانا اللى وقفتلها، كنت بحاول أنقذ أمى من خبر ممكن يقضى عليها وانتى عارفة انها مريـ.ـضة، خصوصا انى كنت متأكد من برائته، لو كنتى استنيتى يومين كنت هتعرفى انى كشفت كدبتها وانها اختفت بعد كدة من حياتنا للأبد، يمكن غلطتى انى خبيت عليكى بس كان عذرى ان ملامحك شفافة اوى وكنت خايف تظهر مشاعرك دى ادام ماما، او انك تضعفى وتقوليلها، لكن انتى عذرك ايه ياياسمين؟، شفتى منى ايه يخليكى تصدقى انى خـ.ـا.ين؟
نظرت اليه بصدmة ثم أطرقت برأسها بخجل من أفعالها، ليصمت للحظة قائلا في مرارة:
ياخسارة ياياسمين، ياألف خسارة ع الحب اللى حبيتهولك واللى ملقتش صداه في قلبك.
اقتربت ياسمين منه تمسك بذراعه، تنهمر دmـ.ـو.عها على خدها قائلة في حـ.ـز.ن:
لأ يا عادل متقولش كدة، والله انا بحبك اد ما بتحبنى واكتر.
نفض ذراعه قائلا في غضب:.
لو كنتى حبيتينى نص ما بحبك كنتى دافعتى عن حبك، عن حقك فية، كنتى عاتبتينى، او شفت منك اى حاجة تدل انى غالى عندك لكن انتى كنتى اجبن من انك تدافعى عن حبك واخترتى الهروب.
نظرت اليه في مرارة تدرك انه على حق، كانت أجبن من ان تدافع عن حبها واختارت ان تهرب ولكنه مخطئ في انها لا تحبه فهى تعشقه، هي فقط تركت نفسها للشيطان وظنونه التي زرعها بعقلها وقلبها، لتضيع سعادتها بيديها وهاهي قد اضاعتها مجددا بخروج عادل من الباب يصفقه خلفه بعنف بعد ان رمقها بنظرة عتاب مريرة طويلة تاركا اياها غارقة في الأحزان.
↚لأول مرة منذ زواجهما تجد فارس يجلس على طاولة الافطار، نظرت اليه تتفحص وجهه فوجدته يقول:
انا كويس متقلقيش.
تلاقت عيناها الدهشة بعينيه الهادئتان فاستطرد قائلا:
ملامحك شفافة اوى، ممكن اقراها بسهولة
أطرقت رأسها بسرعة قائلة في خجل:
أجيبلك الشاى؟
نهض قائلا:
لأ، انا فطرت خلاص ومستعجل، بس حبيت اشكرك على اللى عملتيه معايا انبـ.ـارح.
نظرت اليه قائلة:
ده واجب علية.
نظر اليها مطولا ثم قال:.
الحقيقة انتى حيرتينى، كان ممكن تسيبينى اتألم وخصوصا بعد اللى بعمله فيكى.
اطرقت برأسها مجددا تخشى ان يرى مشاعرها واضحة في تلك النظرات وهي تقول:
مقدرش اشوف حد بيتألم، وبعدين انا بدأت أعذرك في انتقامك، لو انا مكانك كنت عملت كدة واكتر.
احست بفارس يشرد وهو يقول:
مستحيل، قلبك الطيب كان هيمنعك.
نظرت اليه في دهشة فاطرق برأسه وبدا وكأنه أحس بأن كلمـ.ـا.ته خرجت منه دون وعى ليتنحنح قائلا وهو ينظر اليها:.
انا، انا همشى عشان اتأخرت.
ثم اتجه مغادرا المنزل في هدوء تتابعه نظرات شهد المتحيرة من تغير اسلوبه معها، هل بدأ يلين؟ام انها تتوهم ذلك؟هي حقا لا تعرف.
تأملت ياسمين طفلها النائم كالملاك بعيون ممتلئة بالدmـ.ـو.ع، مدت يدها تلمس خده بحنان وهي تقول بحـ.ـز.ن:.
خلاص ياعمر لازم أمشى، بس المرة دى مش هاخدك معايا، هسيبك لعادل، هو هيربيك احسن منى، انا مكنتش زوجة كويسة قادرة تحافظ على بيتها وجوزها، هـ.ـر.بت مع اول مشكلة قابلتنى وأدينى بهرب تانى، ازاى بس هكون أم كويسة، ضميرى مش قادر يسمحلى آخدك معايا وأربيك على انك متواجهش مشاكلك وتهرب منها، زى ما بعمل انا بالظبط، ما انا اتربيت على كدة، كانت ماما دايما تهرب من مشاكلها مع بابا، يابتسافر، يا بتشغل نفسها في جمعيتها الخيرية.
أنا مش عايزاك تبقى زيى، انا عايزاك تبقى زى باباك، كان نعمة كبيرة أوى في حياتى محافظتش عليها، وللأسف ضاع منى خلاص، اشوفك بخير ياحبيبى.
تأملته بحنان حزين بينما اغمض عادل عينيه من الألم وهو يقف خارجا بجوار باب الحجرة يستمع الى كلمـ.ـا.تها، يعلم انها تحبه ولكن يبدو ان حبها أضعف من أن تدافع عنه، هي أضعف من ان تظل وتجبره على مسامحتها، انه لا يريد عشقها ان كان ضعيفا هكذا، فالحياة مليئة بالصعاب، ان كانت ستظل معه ثم تتخلى عنه في كل مشكلة تقابلهم، اذا كانت ستجعله يواجه العـ.ـذ.اب مجددا وحده، اذا فمن الأفضل أن يدعها الآن ترحل، نعم من الأفضل ان يفعل ذلك.
كاد ان يغادر مكانه متجها الى حجرته عنـ.ـد.ما استمع الى صوتها يقول بنبرة ملتاعة:
لأ، مش هقدر ابعد عنكم، مش هقدر اسيبكم، لو سيبتكم ابقى بحكم على نفسى بالمـ.ـو.ت، انتوا اغلى عندى من الدنيا دى كلها، انتوا اجمل ما في حياتى، وعشان تفضلوا فيها لازم أكون أقوى من كدة، لازم مبقاش ضعيفة.
ابتسم عادل وقد اغروقت عيناه بالدmـ.ـو.ع بينما تستطرد ياسمين قائلة في قوة:.
مش هتنازل عن حقى فيكم، ومش هسيبكم وأمشى، حتى لو عادل كرهنى وكره ضعفى، هفضل هنا وهوريه انى اتغيرت، هو حبنى قبل كدة وأكيد هقدر اخليه يرجع يحبنى تانى.
فتح عمر عينيه في تلك اللحظة وابتسم لها لتبتسم ياسمين من وسط دmـ.ـو.عها وهي تقول في حنان:.
انت معايا ياعمر، مش كدة؟، هنرجع مع بعض اللى خسرناه، هنقاوم كره بابا عادل لية بكل قوتنا، مهما عمل فية هستحمل، حبى ليه وحبى ليك هيخلونى اقدر أستحمل، هيخلونى اقوى، أنا وانت هنرجع بابا لحياتنا بعد ما ضيعته بغبائى.
انتفضت ياسمين على صوت عادل وهو يقول بحنان:
انتى مخسرتنيش اصلا عشان ترجعينى،
التفتت اليه تنظر الى عيونه الدامعة لاتصدق كلمـ.ـا.ته، اقترب منها وهو يقول:.
وانا مكرهتكيش او بطلت أحبك عشان تخلينى احبك من جديد.
ليقف أمامها تماما يمسك بيدها يضعها على قلبه وهو ينظر الى عينيها قائلا:.
من اول لحظة شفتك فيها وانتى مكانك هنا في قلبى، مفارقتهوش ولا لحظة، حتى لما هـ.ـر.بتى وحسيت انى بكرهك لإنى فكرت انى بالنسبة لك ولا حاجة، كنت من جوايا عارف انى بضحك على نفسى وانى مبطلتش احبك، ولما شفتك تانى، من نظراتك ورعشة ايديكى حسيت انك لسة بتحبينى ومن كلامك حسيت بسر مخبياه عني صممت اكشفه، كنت كل يوم بستناكى تيجى تصارحينى بس انتى فضلتى ساكتة، كنت بتعـ.ـذ.ب وانا جنبك، ذكرياتى معاكى كانت حية أدامى في كل مرة اشوفك فيها، ضعفت بس قويت قلبى.
ولما اعترفتيلى زعلت عشان ثقتك كانت فية معدومة وحبك كان أضعف من انك تواجهينى بس من جوايا سامحتك، سامحتك لانى عارف انه غـ.ـصـ.ـب عنك، دى طبيعتك، وقلت انك أدامى مسبتنيش من تانى، ومع الأيام هقويكى، بس مع الأسف، شفتك وانتى ماشية بشنطتك، مشيت وراكى ولما سمعتك بتكلمى عمر وبتقوليله انك هتهربى تانى، قلت مفيش فايدة، حبك لية لسة ضعيف، كنت خلاص فقدت الأمل فيكى وهسيبك تمشى وتخرجى من حياتى، لكن كلامك من شوية ادانى أمل، أمل في ان حبك لية قوى مش ضعيف زى ما كنت فاكر، ومع الأيام وانتى جنبى هخليكى تواجهى كل حاجة بتخافى منها ياياسمين.
ابتسمت ياسمين في عشق قائلة:
يعنى سامحتنى بجد ياعادل ولسة بتحبنى بعد كل اللى حصل بينا.
اومأ برأسه ايجابا في حنان لتقول هي في فرحة:
وهنبدأ مع بعض من جديد.
رفع يده يمسح دmـ.ـو.عها قائلا في عشق:
هنبدأ مع بعض صفحة مفيهاش دmـ.ـو.ع، صفحة أساسها الحب والصراحة، اتفقنا؟
ابتسمت وهي تومئ برأسها في سعادة ليتناهى الى مسامعهم صوت طفلهم الضاحك نظرا اليه في حنان، ثم التقطته ياسمين تضمه بحنان وهي تقبل وجنته ليحيطهما عادل بين ذراعيه وهو يغمض عينيه لأول مرة منذ أن فارقته حبيبته بـ.ـارتياح.
↚مسحت شهد دmـ.ـو.عها في حـ.ـز.ن وهي تلملم آخر اشيائها من حجرتها ستغادر ذلك المنزل اليوم، فبعد ما حدث بينها وبين فارس لم يعد لها مكان في هذا المنزل الذي تعشق جنباته مثلما تعشق صاحبه، هذا الرجل الذي تزوجها انتقاما من أبيها لقــ,تــله أخته في حادث سيارة أليم، لينتقم منها هي، أراها أيام وليال من العـ.ـذ.اب والاهانة، ولكنها لم تبالى، فعشقها له دائما ما كان شفيعا له عندها، أما اليوم فقد تخطى فارس كل الحدود، لقد كان اليوم هو اسوأ ايام حياتها، ابتدأ باتهام فارس لها بسرقة مبلغ كبير من المال كان يضعه في دولاب حجرته وتذكرت كيف قال لها(ان الابنة تسير على خطى أبيها).
لم يشفع لها دmـ.ـو.عها ولا انكارها وهو يكيل لها الاتهامـ.ـا.ت امام ابيها الذي دخل المنزل في تلك اللحظة وكأن فارس كان يعلم بحضوره بعد ان كان ممنوعا عليه رؤيتها وعنـ.ـد.ما حاول الأب الدفاع عنها أهانه فارس بشـ.ـدة وأحست بانكسار والدها لتنهار وهي تصرخ به مطالبة اياه بأن يطـ.ـلقها فقد اكتفت من عـ.ـذ.ابه، اكتفت من اهاناته واكتفت أيضا من عشقه وها هي الآن تتذكر تلك اللحظات الرهيبة وهي تودع أحلامها في تلك الحجرة، رغم انها تشعر بأن فارس يبادلها ولوقدر بسيط من مشاعرها، فهى مازالت تتذكر ذلك اليوم، حين كانت بالحديقة تعتنى بها فجـ.ـر.حت يدها بشـ.ـدة، لتجده في ثوان بقربها يربط جـ.ـر.حها بمنديله لتتلاقا عينيها بعينيه وترى بهما خـ.ـو.فا وقلقا ومشاعر اخرى لطالما تمنتها، ليرى حيرتها ويدرك ما رأته في عينيه ليرسم قناع البرود مجددا ويبتعد عنها، كانت تظن وقتها ان مشاعره تجاهها غلبت مشاعر الانتقام في قلبه ولكن اليوم ظنها خاب، وها هي تبتعد عنه وقلبها ينفطر بين ضلوعها فلم يعد أمامها أى أمل في الحب.
كانت شهد على وشك الرحيل عنـ.ـد.ما سمعت أنينا خافتا يصدر من حجرة فارس فتساءلت في جزع هل هذه نوبة اخرى من نوبات الصداع النصفى تنتابه مجددا ثم ترددت للحظات، هل عليها ان تسرع اليه ام تتركه وتمشى؟ ولكن قلبها أبى ان تتركه وهو في تلك الحالة فأخذت الدواء وأسرعت الى حجرته، فتحت الباب فوجدته على السرير يضع يده على عينيه بألم، أسرعت الى جواره ومدت يدها اليه بالدواء فأحست بدهشته من وجودها ونظر اليها بألم قائلا:.
انتى هنا بجد ياشهد، ولا انا بحلم؟
نظرت اليه في حنان قائلة:
أنا هنا بجد يافارس، اشرب الدوا وسيبنى اخفف المك.
شرب فارس الدواء وتركها تدلك رأسه حتى خف ألمه وظهر عليه الارتياح، همت شهد بالرحيل فاستوقفتها يده التي أمسكت يدها بشـ.ـدة وهو يقول:
عشان خاطرى خليكى.
نظرت اليه في حيرة قائلة:
لسة عندك صداع؟
هز رأسه نافيا وهو يقول:
انا ألمى في بعدك عني.
ازدادت الحيرة في عينيها وهي تقول:
تقصد ايه يافارس؟
أجلسها بجواره على السرير قائلا:
انا خلاص مش عايز كره وانتقام، عايز ارجع تانى زى زمان ومش هيرجعنى غير ملاك زيك ياشهد.
قالت شهد بحـ.ـز.ن:
تفتكر ممكن ده يحصل؟مبقتش عارفة يافارس، انا كنت فاكرة انى اقدر ارجعك زى زمان بس دلوقتى مش عارفة، انا فعلا حاولت بس فشلت.
امسك يدها وقربها من قلبه لتسمع دقاته المتسارعة وهو ينظر الى عينيها بمشاعر جياشة قائلا:.
حبك هزم كل مشاعر الانتقام اللى جوايا، مسح كل مشاعر الكره في قلبى ومسبش فيه غير حبك، حبك وبس.
نظرت اليه شهد في دهشة فاستطرد قائلا:.
ايوة حبيتك، حبيتك من اول ما حسيت انى مش قادر اشوف عـ.ـذ.ابك، كنت بهرب م البيت عشان مش قادر استحمل عمايلى فيكى واللى كانت غـ.ـصـ.ـب عني ولما اتهمتك بالسرقة كنت بحاول اقــ,تــل مشاعرى دى، كنت بحاول أثبت لنفسى ان عـ.ـذ.ابك ميهمنيش وان بعدك أحسن لية وليكى، بس مقدرتش، مجرد ما حسيت انك اختفيتى بجد من حياتى حسيت بالألم، عرفت انى مش ممكن هعيش من غيرك وكنت هجيلك اطلب غفرانك، انا بحبك اوى ياشهد، والله بحبك
قالت شهد بحـ.ـز.ن:.
كلامك ده كان نفسى اسمعه يافارس صدقنى بس مـ.ـو.ت اختك هيفضل بينا، حرمانك منها...
قاطعها قائلا:
انتى هتكونى عيلتى كلها، امى واختى وبـ.ـنتى، صحيح مش هقدر اسامح باباكى بس برده مش همنعك عنه، عشان خاطرى ادى حبنا فرصة.
ومد يده نحوها يناشـ.ـدها ان ترتمى في احضانه ويبدآن من جديد، ظلت تنظر الى يده الممدودة في تردد ثم ما لبثت ان مدت اليه يدها وتشابكت أصابعهما في حنان لترتمى في حـ.ـضـ.ـنه وهو يضمها بشـ.ـده مقبلا قمة رأسها في حنان قائلا:
اوعدك انك مش هتنـ.ـد.مى على قرارك ده، هعيش بس عشان اعوضك عن اللى عملته فيكى وابدل لحظات عـ.ـذ.ابك معايا بلحظات سعادة وحب، اوعدك بعشق، عشق يضمنا تحت جناحه يااغلى ما عندى.
استمعت شهد لنبضات قلب حبيبها وزوجها وهي تقول:
بحبك يافارس واوعدك انا كمان بانى اعوضك عن كل عـ.ـذ.اب ماضيك، لانك حياتى وجوزى وحبيبى الاول والأخير.
ابتسم فارس وهو يضمها اليه في حنان وهي تتشبث به في سعادة، سعادة العشق.
ابتسمت شهد وهي تقول:
أنا مش مصدقة نفسى، نجاح اللى كنا مسميينها عدوة الرجـ.ـال الأولى قاعدة في الكوشة جنب عريسها بكل الكسوف ده.
ابتسمت ياسمين قائلة:
معاكى حق والله، لأ ولابسة فستان وحاطة ميكب، مش كانت بتقول الحاجات دى للتافهين اللى زينا؟اهى طلعت تافهة اكتر مننا.
ضحكت شهد بقوة فنظر اليها فارس في حنق، لتضع يدها على فمها تكتم ضحكتها وهي تتأسف له بعينيها ليومئ لها برأسه ان لا بأس، فمالت على ياسمين تقول لها:
عاجبك كدة، كنت هروح في داهية، متخلنيش اضحك تانى، انتى عارفة ان ضحكتى فـ.ـضـ.ـيحة، وانتى مت عـ.ـر.فيش فارس بيغير علية ازاى.
ابتسمت ياسمين قائلة:
عرفت يااختى عرفت، شفته لما جه عادل يسلم عليكى. بسرعة مد ايده يلحق ايدك قبل ما تسلمى عليه وسلم هو على عادل مكانك.
ابتسمت شهد وهي تنظر الى فارس في عشق:
بحبه اوى وبحب غيرته دى علية، الحمد لله انه حبنى زي ما حبيته والا كنت اتجننت رسمى.
قالت ياسمين في مرح:
انتى اصلا مـ.ـجـ.ـنو.نة ياحبيبتى، بس ما علينا مقلتليش هديل راحت فين؟
نظرت شهد حولها قائلة:
كانت هنا من شوية مع خطيبها، ممكن يكونوا خرجوا الجنينة يشموا هوا.
ابتسمت ياسمين قائلة في خبث:
يشموا هوا برده؟
ابتسمت شهد بدورها قائلة:.
أنا عارفة بقى، المهم، تعرفى ان انا فرحانة اوى ان كلنا سعدا في حياتنا، وتعرفى ايه اللى مفرحنى اكتر؟
نظرت اليها ياسمين متسائلة فأشارت شهد الى عادل وفارس اللذان يتحدثان مع بعضهما البعض وهي تقول:
فرحانة عشان فارس اتفق مع عادل علطول وعادل قرر ينقل شركته هنا في اسكندرية وده معناه انك هتعيشى هنا وهيرجعوا المغامرون الأربعة تانى مع بعض.
ابتسمت ياسمين قائلة:.
فعلا دى حاجة تفرح، على فكرة انتوا احلى حاجة حصلتلى بعد جوازى من عادل.
قالت شهد باستنكار:
احنا بعد عادل؟، ايوة ياستى من لقى احبابه نسى اصحابه.
نظرت ياسمين الى عادل الذي مال ليقبل طفله الذي يضمه اليه بحنان ثم يكمل حديثه مع فارس ليغمر العشق عينيها وهي تقول:
عادل مش بس حبيبى، ده سندى، قوتى، واللى معاه بحس انى مش بس ياسمين، لأ، ياسمين القوية، ياسمين اللى تقدر تواجه كل حاجة في دنيتها طول ما ايدها في ايديه.
ابتسمت شهد وهي تنظر الى فارس تراه تماما مثلما ترى ياسمين عادل، حبيبا وسندا تستطيع معه تحدى كل الصعاب، لتبتسم في عشق، عشق ولد من جوف الانتقام.
تمت بحمدلله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇