رواية وسقطت الاقنعة زين وليلي كاملة جميع الفصول

رواية وسقطت الاقنعة هي رواية رومانسية تقع احداثها بين زين وليلي والرواية من تأليف سهام صادق في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية وسقطت الاقنعة لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية وسقطت الاقنعة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية وسقطت الاقنعة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية وسقطت الاقنعة زين وليلي كاملة جميع الفصول

رواية وسقطت الاقنعة من الفصل الاول للاخير بقلم الشيماء محمد

تلامست الكفوف ببعضها، وكل واحداً يرسم علي شفتيه أبتسامة مُجاملة، حتي وجدوا رجلا يحمل من الشيب أعواماً يتجه ناحيتهم قائلا ببشاشة: أهلا بولاد البلد الغالين، نورتوا البلد كلها.
فأرتسمت أبتسامة بسيطة علي شفاهم وهم يُطالعون ذلك الرجل العجوز: البلد منوره بيك ياحاج ناجي
وتقدمهم داخل بيته العتيق وهو يصيح بأولاده وأولاد أخوته: يلا ياولاد جهزوا العشا.
فنظر الثلاثة رجال لساعات أيديهم الفخمة، مُنتظرين انتهاء هذه الضيافه المدعوين إليها بفارغ الصبر فهو يوم سنوي ،يأتون فيه من أجل خدمة  أهل بلدتهم التي تربوا فيها لسنوات من عمرهم 
................................................................
وفي بيت قديم للغاية، تجلس فتاه بائسة مُحطمة الأمال بسبب جفاء أخ عاق ، لتسمع همسات والدتها الحنونة التي تُصبرها دوما علي مرارة الحياه: متخافيش يا بنتي
لترفع ليلي عيناها الدامعة وهي لا تعرف بماذا تُجيب ولمن تشكوا، فالخوف أصبح أساس حياتها .. لتُعاود النظر إلى أثر جروح أيديها فلمحت والدتها نظرتها البائسه ،فحاولت أن تُمد ذراعيها كي تُضمها ولكن مرضها بالشلل قد أعاق حركتها فمُنذ عامان قد أصابتها جلطه  أنهت الباقي من حياتها في شلل دائم
لتواسي أبنتها : ربنا مابينساش عباده يا ليلي، اوعي في يوم تفتكري أنه ناسيكي مهما قابلتي في الحياة يابنتي.
فأحياناً كلمه واحده تُريح جروح القلب، فنهضت سريعا من أوجاعها كي ترتمي في أحضان والدتها: أنا بحبك أوي يا ماما، وهستحمل ضرب محمود ليا وهشتغل ليل ونهاروهذاكر وأنجح عشانك
...................................................................
أخذت تتطلع بيأس لوجه زوجها النائم بجوارها ..بعد ليلة لبت له رغبات جسده، لينال ما أراده، فهبطت دموعها مُتذكرة الرسائل والصور التي تُبعث إليها...
ليتململ هو فوق فراشهما قائلا:  مالك ياهبه؟
فلم تتمالك هي دموعها و تنهدت بخيبه :  أنا تعبت يا هاشم، تعبت حرام عليك و التقطت هاتفها الموضوع علي المنضده المجاورة لفراشهما وصرخت به: ابقي قول للي بعتت الصور إن مراتي عارفه خيانتي ليها وما فيش داعي نوجعها أكتر من كده.
ثم نهضت من جانبه والألم يعتصرها، فأجابها ببرود:  معرض العربيات بتاع عمي خلص، مش فاضل غير الافتتاح .. ابقي بلغي عمي و وصليله سلامي.
و ألتف بجسده للناحية الأخرى كي يُكمل نومه، لتسقط دمعة بائسة من عينيها وهي تُتمتم بقهر: ربنا يسامحك يا بابا!
...................................................................
إلتقط صغيره بين ذراعيه وأخذ يدور به وهو يضحك: وحشتني يا حبيبي.
فأخذ الصغير يُطالعه بحب، فأبتسم أياد بحنو أبوي : قولي إبني البطل عمل إيه وأنا مسافر إوعي تكون تعبت داده حُسنيه يا مشاغب؟
لتأتي إمرأه من خلفه تحتل التجاعيد جزء من ملامح وجهها قائلة ببشاشه: سليم حبيبي طول عمره شاطر، وتابعت حديثها بدعابة للصغير: المربية الجديده طفشت زي اللي قبلها
فأخذ ينظر لطفله بيأس :  ديه عاشر مُربيه يا سليم.
فتسلل سليم من بين ذراعي والده، الي أن استقرت قدماه علي الأرض .. وأخذ يُطالع والده بسواد عينيه ثم تركه وانصرف إلي غرفته حيث ألعابه ورسوماته.
فتنهد أياد قائلا:  أنا تعبت أوي يا داده سليم كل ما بيكبر كل  ما بيصعب عليا فهمه.
فتأملته حسنيه قائله بحنو:  إبنك محتاج لأم يا بني، اتجوز يا حبيبي وانسي الماضي بقي.
فتذكر زوجته التي كان يعشقها وتنهد قائلا: و انسي سلوى يا داده؟؟
فتابعت حديثها بحزن علي حاله:  الحي أبقي من الميت يا ابني، وكلنا مسيرنا هنموت... ومحدش بيفضل عايش علي الذكريات و الحياة مش بتقف علي حد.
وبعدما أنهت حديثها، صارت بعيدا عنه... ليقف هو شارداً في تلك الصورة المُعلقة علي أحد الجدران ليتوه في ملامح لم ولن ينساها.
...................................................................
أخذ يضع بعض العقود في أحد الأدراج بتمهل ،ليتوقف عند أخر عقد فيبتسم براحة.. فصاحبة أخر عقد زواج عرفي قد أنتهي منها ليلة أمس.. ليعود كما هو ذئب برئ.
فدخل في تلك اللحظة صديقه قائلا: مش هتبطل اللي أنت بتعمله ده يا حاتم؟
ليرفع حاتم وجهه الغامض بعدما أغلق دُرج مكتبه:  في إيه يا طارق مالك؟
فأجابه طارق بندم:  أنا إيه اللي خلاني أسمع كلامك و أرجع مصر تاني و أسيب شغلي و أجي أشاركك؟
لينهض حاتم من مجلسه يُدندن بفخر: عشان تنجح وتوصل يا طارق ولا كُنت عايز تفضل حتت موظف في شركة طول حياتك ... ورفع  بأحد ذراعيه مُشيراً علي كل ركن حوله قائلا:  ديما طموحاتك واقفة يا صاحبي.
فأبتسم طارق ساخراً وهو يتأمل مغزى كلامه قائلا بهدوء:  خليت البنت تفسخ خطوبتها من خطيبها اللي بيحبها واتجوزتها عرفي ليه ياحاتم .. هي ده المُساعدة اللي بتقدمها للناس الغلابة؟
فأطلق حاتم ضحكة عاليه:  قول كده بقي، وتمتم غاضباً وهو يُصيح : بنت الإيه مكفهاش الفلوس اللي أخدتها.
وكاد أن يُكمل بكلماته البذيئه  ليقطع طارق حديثه:  يا ريت توقف حملاتك في مُساعدة الغلابة، لأنك تقريبا بقيت بتجني شهواتك من وراها ... وتابع بخطواته تاركاً له المكان بأكمله.
فجلس حاتم علي كرسيه وهو يتلاعب بأحد الأقلام مُتمتماً: هتفضل محترم لحد امتى يا طارق!
..................................................................
أخذ يطوي أكمام قميصه بغضب وهو يُطالع أحد رجاله الخونة، وأنحني قليلا كي يزيل تلك العصبة السوداء عن عينيه، ليفتح الرجل عيناه بفزع ينتظر موته
وبدأ يُتمتم بهدوء: ورق مرور البضاعه من الجمارك يتمضي مفهوم.
ليتنفس الرجل بخوف وهو يُحرك رأسه: بس يا هاشم بيه أنا ماقدرش أخالف مبادئي.
فأطلق هاشم ضحكة عاليه وهو يُنفث دُخان سيجارته في وجه الرجل قائلا:  وكان فين الشرف والضمير ده و انت بتقبض الفلوس؟
ليغمض الرجل عينيه بألم:  والله أنا عملت كده عشان عملية أبني، وهبطت دموعه بحسره وهو يُتابع: اشتريت حياة إبني بفلوس حرام، لحد ما ضاع مني.
ونطق الرجل بصعوبة وهو يتذكر ابنه: ابني مات!
فلم تُحرك تلك الكلمه شئ فيه .. ليقترب من أذن الرجل كالأفعي قائلا ببرود:  كل ده ما يخصنيش يا أستاذ حمدي سامع، و  إلا هعمل تصرف مش هيعجبك ومش هحترم شيبتك ديه.
فأحنى الرجل رأسه بأسف قائلا : لله الأمر من قبل ومن بعد.
ليخرج هاشم مُشيراً إلي رجاله كي يتبعوه ... و أغلقوا الباب تاركين ذلك الرجل يتذكر دموع زوجته وابنته اللاتي لم يتبقي لهما أحداً غيره.
..................................................................
جلس بأسترخاء يُتابع نظرات ذلك الرجل الذي دوماً يتحامي خلف  سطوته فهو ابن خالته وصديق طفولته وقبل كل ذلك اخ له فقد تربوا سويا في بيت واحد عندما توفت خالته وزوجها في حادث ليأتي هو ليعيش معهم وعندما مرت السنين توفي والده هو ايضا لتلحقه والدته بعد عامان ليتركوهم بمفردهما في حياه قاسيه ، فقد كان هاشم لم يبلغ العشرة أعوام اما زين فقد كان عمره اربعة عشر عاما .. فيفرقهم القدر عندما جاء اهل والده لأخذه ليعيش مهم في مسقط راسهم .. ليبقي الاخر وحيداً دون أهل .. ليُصبح بعد سنين طويلا رجلا طاغي بهيبته وامواله
فهو" زين نصار"
هاشم بفخر: ما تقلقش يا زين  كله بقي تمام، والراجل هيمضي علي مرور البضاعه...وأكمل بتأفف:  مكنتش صفقة ألبان ديه اللي هتجيب ليا وجع الدماغ.
فزفر زين حانقاً من سلبيته قائلا بتوعد:  و مين قالك ان أنا قلقان، ده شغلك و انت حر فيه... وأنا نصحتك كتير...وصبري عليك انت عارف سببه 
وأشار نحوه بأصبعه قائلا بجمود : وافتكر ياهاشم أن ديه أخر مره هداري على عمايلك الوسخه وصفقاتك المشبوها
ليبتسم هاشم قائلا بسعادة :  قدرت تأخذ الأرض اللي علي طريق الساحل؟
فطالعه زين وهو يرتشف من فنجان قهوته بتمهل قائلا:  قريب أوي الأرض هتكون تحت إيدي.
ثم نهض من مجلسه ليتحدث بغضب: وبحزرك لأخر مره يا هاشم من صفقاتك المضروبة اللي بتعديها بأسمي من ورا ضهري ، أول و أخر مرة هساعدك أنا مش ناقص وجع دماغ.
ومن ثم صار بجسده الشامخ ووقاره الذي يهابه أي أحد يراه
ليبتسم هاشم بأرتياح:  وإيه يعني الألبان يكون تاريخ إنتاجها انتهي من سنه .. عادي هي الناس بيحصل ليها حاجه ولا بتموت حتي
وبدأ يُشعل سيجارته وهو يستنشق دُخانها بسعاده حتي رن هاتفه بأحد الأرقام ليكسو وجهه الضيق فيغلقه  سريعا متأففا:شكلي مش هخلص منك ياحمايا العزيز.
...................................................................
أخذت تمسح الأرضيات بإنهاك، ونظرات أحدهم تخترقها بوقاحة دون أن تشعر .. لتقف زوجته خلفه قائلة بضيق: راجل عينه زايغة بصحيح.
فألتف إليها هو هامسا في أذنيها: شايفة الستات، يا ساتر علي خلقتك اللي تسد النفس .. ربنا يسامحك يا حاج.
ليهبط درجات السُلم وهو يُدندن ومازالت أعينه علي تلك البائسة التي تُزيل عرق وجهها المُتدفق، فأقترب منها قائلا بأبتسامة لا تعلم بخبثها: عامله إيه يا ليلي؟ و أمك و أخوكي محمود عاملين إيه؟
فأبتسمت ليلي بود وهي تمسح أيديها في عباءتها الباليه:  الحمد لله بخير يا بشمهندس.
فيسمعوا صوتا من خلفهما عالياً، و تقترب منهما زينب بغضب: الله الله، ما بقاش غير الخدامين علي أخر الزمن يقفوا يتسايروا مع أسيدهم.
ثم دفعتها بيديها صائحة:  يلا علي المطبخ يا بنت فاطمة.
لتخفض ليلي برأسها أرضا بعدما حملت دلو الماء ودموعها تهبط دون توقف... ليُطالع هو زوجته بحنق :  يا ساتر عليكي ست، صوتك زي الغراب.
ولف عباءته علي جسده وهو يُتمتم: جوازه تقصف العمر.
...................................................................
نظرت إليه والدته بتعب:  أختك لسه ما رجعتش من بيت الحاج ناجي يامحمود.
ليتأمل هو لفافة التبغ التي بين يديه مُتأففا:  قولتلها تيجي بعد العزومة اللي عاملها الحاج ناجي.. عشان تاخذ الأكل اللي فاضل.
فتنهدت أمه بحسره: حرام عليك أختك يا محمود، البنت بتذاكر و بتشتغل.
ومن ثم أدمعت عيناها بألم:  يا رتني كنت بصحيتي ما كنتش حوجتها أبدا لحد.
لتدخل ليلي في تلك اللحظة مُحملة ببواقي الطعام، فنهض محمود قائلا بنهم: جبتلنا إيه!
وتأمل الطعام بسعادة وهو يدفعها بعيدا ويأخذه منها :  لما أكل إبقوا كلوا .. وعاد يجلس ثانية ليلتهم الطعام ونظرات أخته وأمه تحاوطه.
فأقتربت هي من والدتها لتُطمئنها بأنها بخير، وما من دقائق معدوده  كان قد التهم الطعام فيها:  أنا خارج .. بيت فقر مفيهوش حاجه عدله.
وتركهم وانصرف وهو ناقم علي حياته ..  فجلست هي بجانب والدتها علي فراشها البالي وأخرجت من جيب عباءتها لفافة بها طعام أخر خبأته لها: خدي يا ماما كلي عشان تخدي دواكي.
لتتأمل فاطمة أعين ابنتها بأشفاق :  سامحيني يا بنتي، أنا السبب خلفتلك أخ مايتسماش راجل.
فربتت ليلى علي يد والدتها بحنان وهي تبتسم:  ربنا يهديه يا ست الكل.
وبدأت تُطعم والدتها بذلك الرغيف الذي يحتوي علي قطعة من اللحم قد خبأتها لوالدتها وهي تعلم بأن أخيها لن يترك لهم الطعام الذي أخذته بعد خدمتها في ذلك البيت الذي كانت تعمل به والدتها قبل أن تصيب بالشلل.
فأبتسمت أمها برضي وهي تأكل الطعام: بكره ربنا هيعوضك خير يابنتي .. بس اصبري
أخذت تُطالعه بحنان وكأنه ابنها الذي أنجبته، واقتربت منه تُلامس بذلته السوداء المُنمقة بأناملها قائله بحب:
ربنا يسعدك يا ابني.
ليلتف أياد علي اثر صوتها وهو يُكمل ربط رابطة عنقه قائلا ببشاشة: تفتكري سليم هيقدر يتقبل سالي؟
فأبتسمت حسنيه بحنان: هي بس تفهم طبع سليم، وكل حاجة هتبقى كويسة، ده سليم حبيبي ما فيش زيه.
ليضحك أياد علي حديثها وهو يعلم أفعال طفله الذي تجاوز عامه السادس : يا داده بلاش كذب، مكنش لسه موقعك ولولا ستر ربنا كان حصلك كسر.
فلمعت عين تلك السيدة الحنونة بدفئ وهي تتحدث: علي قلبي زي العسل، و أنا راضية.
وتتسع ابتسامته وهو يُشاهد طفله يدخل حجرته ويحمل حذائه بيديه الصغيره مُرتدي بذلة صغيرة مُنمقة تشبه بذلة والده قائلا بطفوله : مش عارف ألبس الجذمة .
ليطالع أياد أبنه : فين المُربية بتاعتك؟
فجال الصغير بعينيه بين أبيه وحسنيه.. فنطقت حسنيه: مشيت، سليم ضربها بالقلم.
فزفر بعمق وهو يُعاتب طفله بنظراته الجامدة، حتي ترك الصغير الحجرة وهو يحمل حذائه ثانية.
لتخفض حسنيه وجهها أرضا،فيُعاتبها : دلعك ليه ياداده بيأذيه .. سليم بقي فاكر إن اللي بيعمله ده صح، أرجوكي يا داده بلاش دلعك اللي هيطلعه شخص أناني وفاشل.
وترك الحجرة وهو يتنهد بغضب، وأتجه ناحية حجرة صغيره ليجده جالسً علي فراشه بصمت فأقترب منه : فين جذمتك؟
فناوله سليم الحذاء بسعادة ظناً منه بأن والده لم يغضب ولن يُعاقبه... وأخذ يبتسم وهو يرى والده يُلبسه حذائه.
ورفع وجهه قائلا بملامح جامدة: فسحتك بكره محروم منها يا أستاذ سليم، ويلا قدامي عشان نلحق مشوارنا.
فتذمر سليم فكيف لوالده أن يحرمه من فسحته التي ينتظرها شهرياً ليُطالعه بجمود : يلا عشان منتأخرش.
ويسير سليم خلفه وهو يُتمتم بغضب: أنا مبحبش سالي ديه عشان وحشه.
ليلتف إليه بتحذير صائحا: سليم
...................................................................
أغلق هاتفه بضيق، و قذفه علي مكتبه وهو يُتمتم بغضب: غبي، غبي
ثم أخذه بتوتر ليجري اتصالاً، فأتاه صوت أحدهم يتحدث بتأفف: خير يا هاشم؟
هاشم بقلق: الراجل وقع من طوله قبل ما يوقع علي البضاعة و يعديها من الجمارك .. زين أنا في مصيبة لو البضاعة اتفتشت واكتشفوا انتهاء تاريخ الصلاحيه هروح في داهيه .. مُنتجات الألبان مُسرطنة.
ليهتف زين بغضب: هتفضل طول عمرك غبي، هي وصلت لكده ياهاشم .. وتابع حديثه بحزم: تستاهل لو أتقبض عليك.
و أغلق هاتفه بغضب .. ليسير نحو محاميه قائلا بهدوء: نكمل كلامنا بكره يا متر
وبعد انصراف مُحاميه الخاص، وجد هاتفه يرن بأسم زوجته ليتأمل اسمها ببرود قاتل فرغم علاقتهم القويه الظاهره أمام اعين الناس ويحسدونهم عليها .. الا ان كل ذلك مُزيف
فهي تمتعة وتبهرهة بجسدها وترضي غروره وهو يدفع المقابل من أسمه وأمواله
................................................................
نظرت إلي والدها بسعادة وهي تراه يأمر مُنظمين الحفل بتوقف الموسيقي للحظات.... ليتناول هو الميكروفون ويشكر ضيوفه لإستجابتهم دعوة حفله .. ثم نظر إلي ابنته وأياد معا : عندي خبر ليكم وصمت قليلا ليُطالع أعين ابنته و تابع حديثه:
أياد المنصوري طلب إيد سالي بنتي...
لتتعالا أصوات تصفيق الحضور فتابع: أنا مبسوط إني هناسب فرد من أفراد عيلة المنصوري، مبروك يا ولاد!
وأنهي حديثه سريعا، ليترك مدعويه يستمتعون بالحفل مُجدداً، وأقترب من أياد قائلا بسعادة: متعرفش أنا مبسوط قد إيه يا أياد، مش هتلاقي زي سالي بنتي زوجه وأم لسليم.
ونظر إلي الصغير المُمسك بيد والده، وإلي إبنته التي تُطالع ذلك الطفل بضيق ..
ليبتسم أياد مجاملة: وأنا أسعد يا عبدالرحيم باشا.
فمد عبدالرحيم يده اتجاه إبنته ووضعها في يد أياد : يلا روحوا أرقصوا ياولاد.
فجذبت سالي يده وأُزاحت يد سليم قائله بأبتسامه مصطنعه: حبيبي سليم ممكن أخد بابا منك شويه صغيرين بس.
فنظر أياد إلي طفله فوجده ثابت بمكانه لا يتحدث، وصار معها فقد جذبته رغما عنه ومازالت أعينه مسلطه علي صغيره لينحني عبدالرحيم قائلا وهو يربت علي وجنتي سليم: خليك ولد شاطر ياحبيبي
وإبتعد ليُكمل الترحيب بضيوفه، ويفتخر بذلك النسب الذي أضاف الي سمعته سمعه وسوف ينقذه من أفلاسه..
فوقف الصغير بمفرده لا يُدرك أي شيء من هذا العالم المُزيف .. وطالع والده بأسي وهو يحتضن سالي وأخذ يغمض عيناه بغضب وهو يُفكر في أمر ما وسريعا ما وجده.
فحبى كالرضيع نحو احدي الطاولات وجلس تحتها يتلاعب بأقدام النساء ويخلع لهن أحذيتهن.. ومن طاولة لأخري أنقلبت الحفل إلي صرخات النساء وأصبح الهرج يعلو المكان ليقف أياد مذهولا بعد أن أنهي رقصته مع سالي والتي أنهتها بقبلة علي شفتيه، وركض نحو الطاولات باحثا عن طفله الذي من المؤكد هو من فعلها بحجمه الصغير وقد ساعده قرب الطاولات من بعضها ... فوقفت سالي مذهولة مما حدث باحثه بعينيها عن أياد.
فكانت فرصة سليم سانحة بأن يسحب ذيل فستانها ليلفه حولها ضاحكا .. حتي سقطت سالي أرضا وأياد يقف كالتائه لا يعلم أيظل بمكانه أم يركض نحوها.
لكنه سريعا أدرك ما يجب فعله، فصغيره يركض بعيدا ضاحكا وكأن شئ لم يحدث!
...............................................................
نظرت الي والدها بألم وهي لا تُصدق بأن الحياه يُمكن أن تأخذه منها كما أخذت اخيها في غفلة... فوضعت بيدها المُرتعشه علي فمها لتكتم صوت نحيبها حتي فتح والدها أعينه قائلا بتعب : متعيطيش يا حنين يابنتي، إوعي تعيطي عايزك تبقي ديما قويه .. يابنتي سامعه ... وعاد يُغمض عيناه من شدة تعبه فتمتم بخفوت: لما تدفنوني وتاخدوا عزايا .. إسألي أمك عن الجواب اللي سيبتهولها، إوعي تنسي يا حنين .. وخلي بالك من أمك ومن نفسك يا بنتي.
ومدَ يده يُعانق يدها لأخر مره وهو يُتمتم: أنا رايح لأخوكي، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أنا محمد رسول الله.
فأرتعشت يدها لثواني وهي لا تُصدق وكأنها في كابوس، وأبتسمت بخفوت قائله: بابا إصحي أنت بتضحك عليا .. وعايز تعمل نفسك ميت عشان أحضنك وأبوسك وأقولك أصحي وانحنت بجسدها لتلتقط يده: يلا بقي نخرج من المستشفي الوحشه ديه اللي بيحسسونا فيها بفقرنا...
وصاحت بصوت عالي بعدما رأت إحدى الممرضات تنظر لجهاز القلب بإشفاق والذي أعلن بصافرته عن إنتهاء رحلة ذلك الأب.
حنين: أخيرا حد جيه يشوفنا، يلا نادي الدكتور خليه يشوف بابا عشان نخرج أنا وهو من هنا.
فطالعتها الممرضة بإشفاق قائله: باباكي حالته كانت صعبه يا أنسه، و ماكنش فيه أمل إنه يعيش كان مُجرد وقت.
لتصرخ وهي تُطالع تلك الممرضة بأحتقار: إنتي كدابة وأخذت تلتف حولها كالمجنونة وهي تُدرك حقاً وفاة والدها، ومن ثم صرخت بوجع: يـــــــــــــاربــــــــــ
................................................................
أردف بقدميه داخل منزله بإنهاك شديد بعد يوم حافل من المخاطر بسبب تلك الصفقه التي كانت ستؤدي بحياته للهلاك... ليسمع صوت ضحكات تعلو، فوقعت عيناه علي أهل زوجته وهم يلتفون حول طاولة الطعام والخادمة تخدمهم، ليسير ناحيتهم ببرود تام: منورين والله يا جماعه
ليهتف والد زوجته: ده نورك يا هاشم يابني، تعالا تعالا كُل معانا
وحدقت به حماته قائله : بس أنا زعلانه منك يا جوز بنتي ثم همست بعتاب: فين هدية عيد الأم بتاعتي.
فحاول أن يبتسم هاشم مجاملة قبل أن ينفجر بهم: إن شاء الله يا حماتي، أومال فين هبه؟
لتجيبه حماته قائلة بعدما عادت تلتهم طبق الأسماك الموضوع أمامها: راحت تغير للبنات.
وكاد أن يستأذن منهم ليتجه نحو غرفته، فوجد والد زوجته يُحادثه وهو يطالع أبنته الصغري: قولي لجوز أختك علي مصاريف جامعتك الخاصة ياريم، أنا عارف إيه اللي خلاني أطوعك إنتي و أمك.
فأخفضت الفتاه رأسها أرضا فيما طالعها هاشم: متقلقيش يا ريم بكره المصاريف هتدفع.
وغادر من أمامهم قبل ان يصُب غضبه عليهم لطلباتهم التي لا تنتهي.. وأتجها الي غرفته ليهرب من تلك العائلة التي لا تنطق الا بكلمات الاخذ والطلب ، وأردف داخل حجرته يبحث عن زوجته فيجدها تُبدل ملابسها المُبتلة وأخذ يقترب منها برغبة وهو يلتهم جسدها وضمها إليه: وحشتيني
فحدقت بوجهه بصدمه وكأنه ليس هاشم زوجها، ورفعت بوجهها نحوه ليتأمل هو عينيها السوداء قائلا بهيام: بحبك
لتُلجم الصدمة ملامح وجهها أكثر، وأحتضنته بحب: وأنا كمان بحبك أوي يا هاشم.
وتذكرت والديها وطلبهما من أجل أخيها فقالت دون وعي: حسام عاوز عربية جديدة يا حبيبي!
ليبتعد عنها بغضب، فندمت علي حماقتها ولكن بعدما فات الأوان.. وأقتربت منه قائله بتوسل: والله ما قصدي يا هاشم أصل.....
فأزاح بيدها التي حاولت أن تُمسك بذراعيه، وألتقط ثيابه سريعا من دولاب ملابسه .. ليدخل المرحاض قائلا ببرود: روحي شوفي البنات ياهبه.
وأغلق خلفه الباب بقوه وهو يُتمتم بغضب، فطالعت ذلك الفراغ الذي تركه خلفه بألم : أنا إيه اللي عملته ده
...................................................................
صرخ بطفله، حتي وجد نفسه يهوي علي أقرب مقعد .. ليتنهد بتعب: إمشي اطلع علي أوضتك.
فركض سليم للأعلى بخوف، ولكنه سريعا ما عاد لوالده بعتاب طفولي: أنا بحبك يا بابا، بس سالي ديه لاء...
وعاد يصعد درجات الُسلم ثانية، لتُطالعه تلك السيدة التي اعتنت به في صغره وأيضا تعتني بأبنه ليُحادثها أخيرا: سليم لازم يُدخل مدرسة داخلية يا داده!
........................................................................
وقفت تستمع الي تهكمات أصدقائها بالجامعة، حتي ركضت بعيداً عنهم .. لتسمح لدموعها بأن تزيل بعض من أوجاع قلبها... وتذكرت حديث "منه" أبنة اخو الحج ناجي الذي تعمل لديه كخادمة، فتسمع صوت أقدام قريبة منها
وألتفت بظهرها بعدما مسحت دموعها سريعا.
لتتأملها صديقتها بإشفاق قائلة بحزن: مقولتليش ليه يا ليلى؟
فتسقط دموعها ثانية دون شعورمنها، لتقترب منها صديقتها التي تُدعي حنان : مش إحنا إخوات يا ليلي؟
فهزت ليلي رأسها بألم : مكنش ينفع أقولك يا حنان، سامحيني أديكي عرفتي وكل الكلية عرفت خلاص .. و أخفضت أعينها لتتأمل ملابسها الرثة : عرفتي أنا ليه ماكنتش بلبس غير الطقم ده .. ومش بهتم بنفسي زي البنات!
..................................................................
لمعت عيناه بقوة وهو يتأمل ذلك التمثال الذهبي الصغير، فأرتسمت علي شفتيه ابتسامة نصر وهو يتخيل كيف قد قاده ذكاءه إلي تلك المقبرة التي تضمها أتربة الجبال.
ولكن سريعا ما تلاشت تلك البسمة من علي شفتيه وهو يتذكر بأنه مازال تابعا تحت سطوة ذلك الرجل المجهول الذي يقودهم دوماً.
ليرن هاتفه، ويجيب علي المُتصل بأبتسامه واسعة: البنت وفقت يا مسعد؟
فيأتيه صوت المُتصل مؤكدا: كل حاجة تمام يا حاتم بيه، بس البنت تعبتني جامد معاها وعاملة نفسها شريفة وطاهرة.
ليتهكم وجه حاتم وهو يتأفف: يبقي خلاص تشوف مين هيطلع أخوها من السجن ويدفعله الدين بتاعه...
وأنتهي الحديث بينهم، وأرتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي حاتم وهو يتذكر كيف قاده حظه لتلك الفتاة، فهي ليست سوي بفتاه فقيره، قد أبلغها بعض الناس عنه ..بأنه رجل رحيم يفعل الخير وأنه سيدفع لأخيها ذلك المبلغ الذي اختلسه من مصنعه... ليتذكر هو المبلغ الذي لا يتعدى الخمسة ألاف جُنيهاً وهو يُتمتم: الليلة ليلتك يا حلوة!
...................................................................
أخذ يتأملها برغبه وهو يُلامس وجهها بكفوف أيديه الخشنة، فرفعت عينيها اليه بسعاده : حلوه اووي الهديه يازين
وتمايلت بين ذراعيه بدلال ، لتقبله قبلة هادئه علي شفتيه
فلمعت عين زين ببرود فقد أعتاد علي تلك الطريقه منها... يعطيها الهدايا القيمه لترضي رغباته .. ورغم أنه يعلم بأنها لا تتصنع حبها له وأنها تفعل كل شئ حباً الا ان زواجهم كان بدايه صفقه ليس اكثر (رغبه مقابلها المال)
وهتفت بصدق: بتحسسني ديما إني أكتر ست محظوظة في الدنيا ديه عشان اتجوزتك.
ويسمع صوت تنهيداتها وهي تتمايل برأسها علي صدره القوي، وتابعت حديثها: كنت بنت بضفاير و أنت كنت لسه ما كملتش العشرين... بتشتغل في المطعم بتاع بابا.
ليتهكم وجه زين عندما ذكرت أسم والدها لينطق أخيرا: بلاش نفتكر الماضي يا رحمه.
فشعرت سريعا بما يحرق صدره، فذكرى والدها تُسبب له كل ما يحمله من ألم قد تناساه ... وأبتعدت عنه بحب: بحبك أوي يا زين، ونفسي تحبني زي مابحبك.
وعندما وصل حديثهما لذلك الطريق، تنهد قائلا:
رحمه أنا قبل ماأتجوزك.. قولتلك ان الحب مش في قاموس حياتي ، فبلاش تتمني حاجه مش هتحصل
ولامس وجهها بهدوء وهو يُكمل : متجرحيش نفسك بأيدك يارحمه .. فهماني
وحركت رأسها اليه بتفهم .. وهي تشرد بذاكرتها في ذلك اليوم الذي تعارفت فيه عليه ورغم انه لم يعرفها لانها تغيرت تماماً فهو عرفها وهي طفله في الثالثه عشر من عمرها ولكن يوم أن عاد واصبح رجلا يهابه الجميع كانت هي أمرأه مكتمله الانوثه لا ينقصها شئ وهذا هو ما أعجبه بها في احد عروض الأزياء التي كان مدعو اليها من قبل أحد معارفه
أخذت تكتم صوت بكائها بقهر وهي تستمع إلي حديثهما وهما يخططان كيف يذيقوها معني الذل...
وتعالت صوت ضحكاتهم إلي أذنيها وهي تسمع زوجة سيدها تُخبر أختها بأن تجعلها تكره الجامعة وتتركها، فكيف لبائسة خادmة مثلها تتساوي معهم.
وخرجت زينب من غرفتها تتبعها خطوات أختها منه، ووقفوا يُشاهدونها بأبتسامة تسقط كالسهام علي القلب.
وأقتربت منها زينب بشمـ.ـا.تة: اللي يفكر يقف قدامي لازم أفعصه، وأزاحت تلك المسكينة من طريقها بقسوة.
فأمسكت ليلي ذراعها بتوسل: طب أنا عملتلك إيه يا ست زينب، هو الفقير يقدر يقف قدام حد.
ليتهكم وجه زينب قائلة بتأفف: يا دي الشعارات الشريفة اللي عايشه بيها، بت إنتي هتمثلي عليا.
وتركتها زينب بملل وهي تغلي بداخلها من مشاعر زوجها نحو تلك الفتاه المُعدmه والتي لا يفهمها ولا يشعر بها أحداً غيرها.
فوقفت ليلى تُطالعها وهي لا تعلم لما تكرهها... فكل من في هذا البيت يحبونها ويشفقون عليها حتي الحج ناجي صاحب البيت لتضع "منه" بيدها علي أحد كتفيها قائلة بتهكم: أحسنلك سيبي الشغل هنا يا بـ.ـنت الخدامة!
فنزلت الكلمة علي قلبها ناراً، و تمتمت بأسى: يا ريت كان ينفع.
وظل يمر شريط تعذيب أخيها لها من أجل جلب المال، وبؤس والدتها المريـ.ـضة وعلاجها.
فتنهدت ليلي بأسي وأمسكت بمقشتها كي تُكمل كنس باقي الارضيات وهي لا تعلم متى ستنتهي من كل هذا الشقاء، وسريعا ما تذكرت الأية القرأنية التي دوما تواسي بها قلبها.
(فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)
...................................................................
جلس يتناول فطوره بصمت، ومن حين لأخر يُتابع بعينيه طفله الذي لم يمس طبقه بعدmا أخبره بأنه سيتركه في مدرسة داخلية من أجل تأديبه.
ليتخيل سليم بأن والده سيتركه من أجل خطيبته التي ستحتل بعد شهران مكانة والدته... وسوف تنجب لأباه أطفالا أخرين يحبهم وينساه... ليترك معلقته بأعين تلمع بها دmـ.ـو.ع يُتمه ونهض من مقعده مُنكسا برأسه تاركاً حجرة الطعام الواسعه التي لا تضُم أحدا سوي هو و والده وذلك الخادm الذي يقف منتظراً أي أمر أخر من سيده.
فترك أياد معلقته وهو يشعر بالذنب من قراره الذي أخبره به منذُ ساعات، والذي تقبله طفله بصمت ونظرة لا يفهمها أحداً سواه... فهذا مافعله به أيضاً جده عنـ.ـد.ما تـ.ـو.في والديه وتركوه تحت وصية جده رحمه الله الذي كان مُنشغلا عنه بجمع الأموال. لتعصف به ذكريات طفولته التي لم ينساها يوما
1

..................................................................
لا شيء يوحي بأنكسارك أكثر من عينيك، تلك هي حقيقة الحـ.ـز.ن مهما أحتل مكانه كبيره في قلوبنا لا يفـ.ـضـ.ـحه سوي عينينا.
ظلت تتأمل تلك الرسالة التي أوصاها والدها بأن تقرأها، وبعد ثلاثة أيام العزاء التي قضتهم لا تري شئ حولها سوي صبر وتحمل والدتها ... لكل تلك المصائب التي حلت بهم و لسانها يبتهل بأسم خالقها.
فأخذت تُقرأ بعينيها كل كلمه قد سُطرت بذلك الجواب .. الذي يخبرها فيه والدها بالأموال التي أقترضها من أحد الاشخاص من أجل عملية أخيها، وأن تدعو له دوما بأن يغفر الله له ذنبه الذي كان سيفعله ولولا حكمة خالقه في مـ.ـو.ت أبنه وأنه ذاق مرارة الو.جـ.ـع لكان الشيطان أوقعه في ذنب لا يُغتفر.
فدmعت عيناها وهي لا تعلم كيف لها أن ترد تلك الأموال وترحم والدها من ذنب هذا المال العالق في رقبته.
ويسقط بصرها علي اسم أحدهما وتظل تردده بخفوت "هاشم رياض"
وتسمع نداء والدتها الحنون: حنين ، حنين
فتمسح دmـ.ـو.عها سريعا ومن ثم اتجهت إلي والدتها المسكينة التي عنـ.ـد.ما وجدتها تخفض برأسها أرضا علمت بأن مصـ يـ بـةأخري قد حُلت عليهم.
سعاد بأسي : صاحب البيت عايزنا نخلي الشقه عشان يجوز إبنه فيها، ومدينا مُهله شهر.
وتهوي هي بجسدها الضئيل بجانب والدتها في صمت لتربت علي احد أيد والدتها بعد أن تمالكت نفسها.
وأحتضنتها والدتها بعدmا سمحت لنفسها أخيراً أن تبكي وهي تُتمتم: البلاء صعب أوي يا بـ.ـنتي، مبقاش حيلتنا حاجه وتحويشت عمرنا صرفناها علي مرض أخوكي.
وتبقي كلمـ.ـا.ت والدتها مُعلقه بأذنيها وهي لا تعلم أهذا بلاء أم اختبـ.ـار.
...................................................................
أخذ يتأمل ارتعاش أيد تلك الفتاه وهي تُسطر بحروف أسمها علي ذلك العقد ال عـ.ـر.في الذي ستبيع به شرفها، وتشتري حُرية أخاها.
ليقترب منها حاتم بأبتسامة خبيثة وهو يسحب منها القلم والورقه: وكده أخوكي هيطلع ياحلوه.
وسحبها من ذراعيها نحو إحدى الغُرف دون أن يترك لها فرصة بأن تقول شيئاً، فوجدته يمسك بأحد الحبال قائلا: اقلعي هدومك ونامي علي السرير....
لتفزع الفتاه خـ.ـو.فاً من كلامه، فيما ضحك هو بقوة : إسمعي كلامي بدل ما انتي عارفه أنا ممكن أعمل إيه.
فنظرت إليه هي برجاء وانحنت بجسدها سريعا تتوسله: أرجوك يا حاتم بيه سيبني أروح لحالي، أنا ممكن أعيش خدامة تحت رجليك طول عمري بس الله يخليك بلاش.
فيضحك حاتم بنصر وهو يستمع لتوسلاتها، فمنذ أن علم بعجزه كرجلا أصبح نصره بأن يري دmـ.ـو.ع النساء تحت قدmيه... ليرفعها نحوه بغموض: يلا، بدل ما أخوكي يعفن في السـ.ـجـ.ـن واتهمه بحاجات تانيه... اسمعي الكلام يا حلوه.
وبعدmا استخدm قوته جعلها تفعل ما يريد، و أخذ يفترس جسدها العاري برغبة عاجزة ويُحكم من ربط قدmيها ...ليلتهم كل إنش من جسدها بعينيه.
ثم اقترب منها ليزيل دmـ.ـو.عها: بتعيطي يا حلوة، انتي لسه شوفتي حاجه.
لترتجف الفتاه من نظراته وتراه يشعل ولاعته الذهبية ويُقرب نيرانها من قدmيها وهو يُطالع جسدها.. وتُدرك أخيراً أنها لم تقع سوي بين يدي شخص مريـ.ـض!
......................................................................
نظر إلي عقود بيع تلك الأرض والمصنع الصغير الذي بقربها وأصبح يملكهم اليوم، فأبتسم بتشفي وهو يُدرك بأنه حقق نصراً أخر على أصحاب القلوب التي لا تعرف الرحمه يوماً.. ليتذكر اسم صاحب هذه الأرض وهو يتمني لو كان مازال حياً ليُريه بأن ذلك الصبي صاحب أربعة عشر عاما الذي كان يحرقه ويضـ.ـر.به كل يوم إذا أخطأ في شيء عنـ.ـد.ما يأمره بتصليح السيارات.
لينتبه لصوت أحدهما يشكره: أنا سعيد جدا إني عرفت حضرتك يا زين بيه، متعرفش قد إيه كنت محتاج الفلوس وماكنش عندي غير الأرض ديه والمصنع الصغير أني أبيعهم، ولولا الحاجة مكنتش بعتهم أبدا، الحاج تعب أوي عشان يشتريهم زمان ووصاني مفرطش فيهم ابداً.. بس أعمل أيه الظروف بتحكم.
فأخذ يُحرك زين شفتيه بأبتسامة بسيطة ومد يده ليُصافح الرجل :
الحج كان عنده حق إنه ميفرطش فيهم، بس زي ما قولت الحاجة للفلوس بتحكم.
فهز الرجل رأسه بتفهم، وحمل حقيبة الأموال بعدmا ألقي نظره أخيرة علي أرض والده التي قد تركها له والمصنع الذي كان يوما ورشه صغيره.
وذهب ناحية سيارته ليُغادر، فيما ظل زين واقف بجانب سيارته السوداء الفارهه ومازالت نظارته السوداء تُغطي عينيه.. و سار إلى سيارته وهو يتأمل المكان حوله متمتما: الولد الصغير كبر يا حج رأفت واشترى بفلوسه أملاكك عشان تعرف بس إن الفلوس مش بتدوم لحد
ليفتح سائقه باب سيارته بعدmا أشار له، وتبقي صفعات الماضي هي من تُحرك قلوبنا عنـ.ـد.ما يمـ.ـو.ت كل شيء داخلنا.
...................................................................
وقف هاشم للحظات يتطلع الي أعين تلك الفتاه التي جذبته فور دخولها حجرة مكتبه و أخذ يهمس داخله: مش معقول ديه بـ.ـنت الراجـ.ـل اللي اسمه حمدي.
فتخفض حنين وجهها عنـ.ـد.ما وجدته يُحملق بها بنظراته
ليتمالك هاشم نفسه: أفنـ.ـد.م يا أنسه، يا ريت تقولي جاية ليه عشان مش فاضي.
فرفعت وجهها قليلا وهو لا يعرف بما ستُجيبه... حتي أخيراً تحدثت: أنا جاية أطلب من حضرتك تديني مُهلة أسدد فيها دين والدي.
ليُطالعها هاشم بصمت وهو يُدرك بأن هذا الرجل لو كان حي الي الان لكان تخلص منه، فكيف يخبر أحداً بما كان سيفعله، فأخذ يُتمتم بغضب وهو يتذكر كيف كان الامر سينكشف عنـ.ـد.ما سقط أرضا قبل أن يوقع أوراق بضاعة الألبان المُسرطنة ولولا تدخل زين لكان قد ضاع وخسر كل شيء.
وينطق أخيرا: فلوس إيه اللي ليا عند والدك؟
لتحملق به حنين: الفلوس اللي ساعدت بها بابا عشان يعمل عملية أخويا،وهو وعدك إنه هيرجعها ليك.
طالعها هاشم دون فهم وبعد أن تابعت بحديثها لتشكره عما فعله، أدرك أخيرا أن الرجل لم يخبر ابـ.ـنته بشيء سوى بأموال قد أخذها كسلفه منه فقط.
وتظهر ابتسامة واسعة علي وجه هاشم وهو يقترب نحوها: مدام مُصرة تردي فلوس والدك اللي تقريبا نسيتها، وعايزاني أديكي فرصه .. يبقي نمضي عقد بالمبلغ ولا إيه رأيك يا أنسه
فطالعته حنين بصمت وهي لا تعلم كيف تتصرف، ونظر إليها قائلا بهدوء: ده مجرد ضمان لحقي مش أكتر، ولو مش عايزه تدفعي الفلوس فأنا ياستي مسامح.
وترتسم ابتسامة صافية علي شفتيها وهي تظن بأن مازال في نفوس بعض الناس خيراً كما تُحدثها دوما والدتها، فرفعت بوجهها وهي لا تُدرك بأنها قد وقعت في فخ الأفاعي: أنا مــوافــقــة يا هاشم بيه
وقف بكل وقار يستقبل خطيبته ووالدها و لأول مرة يشعر بالخجل من تصرفات طفله الطائش
فمدّ أياد يده بترحيب : مش عارف أشكرك إزاي يا عبدالرحيم باشا علي قبولك لإعتذاري وضيافتي.
ليبتسم عبدالرحيم بمجاملة قد اكتسبها من سنين خبرته، وتقترب سالي بدورها قائلة بود قد تصنعته بصعوبه: سليم طفل صغير يا أياد، ولا إيه يا بابا؟
وتعود الابتسامه إلي وجه عبدالرحيم وهو يشك في حديث ابـ.ـنته التي كانت تُقلب الدنيا قياماً قبل مجيئهم ولولا معرفتها بأحتياجهم لأموال أياد ومساندته حين تتزوجه لكانت حرقت كل شيء بنيران غضبها... فذلك الطفل اللعين قد دmر حفلتها و.جـ.ـعلها أضحوكة في أعين الجميع.
وألتفت بعينيها يميناً ويساراً قائلة بأمل أن يكون ذلك الطفل قد رحل لاي مكان: هو فين سليم حبيبي يا أياد؟
ليُطالعها أياد بسعادة ظناً منه أن سالي تفهمت طفله و أحبته: سليم مُعـ.ـا.قب في أوضته.
فظهرت علامة السرور علي وجه سالي فلم تُلاحظها غير حُسنيه التي وقفت بعيداً تُتابع الحديث بصمت.
...............................................................
تأملت ليلي ذلك الفستان بسعاده، وهي لا تُصدق بأنها أخيرا حصلت علي ثوب جديد ضمن أفراد خدm ذلك البيت.
ليقترب منها ياسين بعدmا لاحظ إنشغال باقي الخدm بهداياهم ليتفرس جسدها بوقاحة لم تُلاحظها يوما، فكل ما تظنه أن هذا الرجل يحمل قلبا رحيماً علي الفقراء عكس زوجته المُتكبرة سليطة اللسان، لتنتبه ليلي له قائله بأمتنان: شكرا يا ياسين بيه.
ليتأملها ياسين بأبتسامة خبيثة لم تفهمها بعد: ده حقكم علينا يا ليلى، المهم الفستان يكون عجبك... ثم تابع قائلا: أنا واثق إنه هيكون عليكي...
ويبتر عبـ.ـارته الوقحة عند دخول والده بهيبته المُعتادة مُستغربا من مُبادرة ولده... فياسين يقف وسط الخدm وفي المطبخ أيضا ويعطيهم الملابس.
وأقترب ياسين من والده بأحترام .. ليتنحنح الحج ناجي بخشونة فأنتبه الجميع لوجوده... وتتعالا أصوات الشكر والإمتنان له داعين الله بأن يرزق ولده ياسين الذرية الصالحة.
..................................................................
وقف للحظات يتأمل نظرات صديقه الهائمة في تلك السكرتيرة وهو يُمليها بعض المُلاحظات، فلمعت عيناه بشـ.ـده وهو يري بريق حبهم المخفي عن الجميع ولكن هو لا بد أن يكشفه .. فحاتم الريان المُتخفي تحت قناع الطيبة والرحمة ليس إلا صائد فتيات...
فأنتبه طارق لوجوده، أمراً سكرتيرته بالإنصراف سريعا.
ليبتسم حاتم مُعلقا: بس البـ.ـنت حلوه.
ثم اتجه ناحية إحدى الأرائك وجلس عليها واضعا ساق فوق أخرى و أخرج سيجارته من علبتها الأنيقة.
ليتكلم طارق بتـ.ـو.تر: قصدك إيه يا حاتم
فضحك حاتم بخبث وهو يري نيران الغضب علي وجه صديقه، وكاد طارق أن يعلق على حديثه... ولكن أبتسم حاتم سريعاً مُغيرا الموضوع: أخبـ.ـار الشغل إيه يا صاحبي
.................................................................
أخذ ينفث دخان سيجارته وهو يُفكر في تلك الفتاه التي قد أطاحت بعقله بجمالها الهادئ وعيونها ال التي تمزج بين لوني العسلي والاخضر... ليقطع شروده اقتراب زوجته تتلمس بيديها صدره العاري لينتفض جسده فزعاً على أثر لمستها ونظر الي هيئتها طويلا ثم تسائل: مالك يا هبه فيكي حاجه
لتُطالعه بغرابه وهي لا تعلم كيف ترضيه، فهي تفعل كل ما يطلبه منها...يريدها أنثي مغرية دوماً تتفنن في إظهار جمالها..... وتتأمل معالم وجهه الجـ.ـا.مدة: إنت لسه زعلان مني يا هاشم .. أنا عارفه إن طلبات أهلي كتير بس غـ.ـصـ.ـب عني....
ليقطع هاشم استرسالها في الحديث الذي اصبح محور حياتهم دوما .. فهي تعتذر عن أفعال والديها .. ثم تعود تطلب منه كما يأمروها..فهو لا يكره أن يُدفق عليها الأموال هي وعائلتها ولكن ما أصبح يكرهه أن زوجته أصبحت لا تختم أي لحظه حب بينهم أو علاقة حميمة ألا بطلب لأهلها وكأنها تُرضيه لتأخذ منه ما تُريد.
هاشم : هبه أنا تعبان وعايز أنام .. إطفي النور
تصبحي علي خير.
ودون أن ينتظر نقاش منها، أعطاها ظهره وهو يُفكر في اللعبة التي أغرته... ويريد أن يتسلي بها فكيف سيترك لعبته بعدmا أصبحت تحت رحمته.
...................................................................
ظل زين يدور وسط عُماله، وهو يري نظرات الخـ.ـو.ف من أعينهم بسبب قدومه المفاجئ .. ليتذكر تلك النظره التي كانت دائما تحتل عينيه عنـ.ـد.ما كان مثلهم عامل.
ووقف فجأة يتأمل السيارات من حوله، حتي لفت نظره شاب يغمره الشحم ومازال مُنبطح علي ظهره أرضاً، فعاد به شريط ذكرياته عنـ.ـد.ما سافر الي ألمانيا وسط الكثير من الشباب علي إحدى المراكب الغير شرعيه... ليأخذ البحر أناساً لا ذنب لهم سوي أنهم هربوا من الفقر ليسقطوا في حفرة المـ.ـو.ت .. ليتبقي منهم ثلاثون فردا من مائتي وكان هو من بينهم هارباً من حياته القديمه باحثا عن حياه أخرى ...
ويعود من ذكرياته على صوت مُدير مصنعه الذي ظل مسترسلا في الحديث يحثه علي أن يُلقي نظرة علي القسم الأخر من السيارات التي أعُدت هيكلتها بأحدث التقنيات.
.................................................................
أخذ حاتم يرتشف من مشروبه الكحولي والعرق يتناثر علي وجهه بغزاره وهو يُشاهد أجساد الفتيات التي عراهم بالكامل كي يُشبع رغبته في رؤيتهم هكذا... لينتهي ذلك المقطع... فيبحث عن أسطوانة أخري كي يُشاهد برغبة لا تُخمد.
ليقاطعه رنين هاتفه لينظر للمتصل قليلا قبل أن يُجيبه متسائلا: إمتى هنكمل فتح المقبره؟
..................................................................
يومان بأكملهم لم يسمع لصغيره صوتاً .. فمنذ أن عـ.ـا.قبه وأخبره بتخليه عنه وتركه في مدرسة داخليه... وصغيره أصبح منعزلا تماماً وهادئ وكأنه ليس سليم ابنه الذي يعلم مدي شقاوته و حركاته.
ليسير ناحية غرفة صغيره وهو لا يعلم كيف صدقه بأنه سوف يتركه .. ويمسك مقبض الباب ويفتحه وهو يهتف: إبني الحلو بيعمل إيه؟
فرفع سليم وجهه عن رسومـ.ـا.ته ، وترك قلم التلوين سريعا .. واتجه نحو فراشه الصغير ليتمدد عليه ثم غطي نفسه وكأنه يرفض قدوم والده.
فأقترب منه أياد قائلا بأسي: زعلان مني عشان بعـ.ـا.قبك، طب ليه أنا مش بزعل لما بتتشاقى؟
فرمى سليم الغطاء و نظر لوالده بألم... ليكمل أياد بحنان: تعرف أنا بحبك أد إيه.
ليُحرك سليم رأسه مُعترضاً: إنت مش بتحبني، ماما لو كانت عايشه كانت هتحبني أكتر منك... إنت هتجبلي واحدة تضـ.ـر.بني وتخليني أنام علي الأرض.
فأنصدm أياد من حديث طفله فيما تابع هو مُعلنا: أنا مش بحبك يا بابا.
فحل الصمت بينهم للحظات، وأياد لا يعرف كيف لأبنه أن يكرهه لتلك الدرجة... ليسرد سليم قائلا: الست اللي في التليفزيون كانت بتحرق رجل الولد كل يوم عشان مش بيسمع كلامها، وباباه مكنش بيقول حاجه كان بيسيبها تضـ.ـر.به وكان هو كمان بيضـ.ـر.به.
فكست الدهشة وجهه وهو لا يُصدق بأن صغيره، أصبح يُشاهد تلك المسلسلات التي تحكي عن تعذيب زوجة الأب!
لكنه سريعا ما نظر لصغيره وهو يُتمتم: سالي وحشه ومش بتحبني!
.................................................................
مُنذ وفاة والدها من أسبوعاً وهي كل يوم تقف أمام تلك النتيجة الورقيه تنظر الي التاريخ الذي يُخبرها بأن وقت خروجهم من ذلك البيت الذي أواهم لسنين قد حان.
وتسمع صوت والدتها البائس: مش هتنزلي شغلك ياحنين؟
فتُطالع هي ساعة يدها البسيطة لتري بأن وقت خروجها قد أتي، وأن توبيخ مُديرها لم تعد تتحمله وحتي تفكيرها في ترك تلك الوظيفه كما كانت تفكر من قبل اصبح مُستحيلا، فهي ووالدتها لم يعد ليديهم سوي راتبها ..حتي وظيفة والدها اكتشفت بأنهم قد فصلوه عن عمله في يوم سقوطه علي أرض أحد المواني التي يعمل بها كموظف جمركي، لتتنهد بعمق وهي تُقبل يد والدتها المسكينة: ادعيلي يا ماما
فتتابعها دعوات والدتها التي لم يعد بمقدورها سوى الدعاء بأن يستر الله ابـ.ـنتها قبل أن تترك الدنيا راحلة إلي أحبابها.
...................................................................
وقفت بجانبه بسعاده وهي تري الأضواء مسلطه عليهم .. من كل مكان
وكيف لا تُصوب عليهم الأضوء وهي زوجة لرجلا تتمناه الكثير
ليقترب منهم أحدهم وهو يرحب بهم : اهلا بزين باشا نورت الحفله
فيبتسم اليه زين بأبتسامة مُجامله ويلتف الي زوجته التي تعبث بخصلات شعرها ..فيٌحاوطها بيده من خصرها بتملك
لتبتسم اليه بهدوء .. وهي تعلم ان كل هذا التملك والحب لا يحدث سوي في عالمهم الخارجي
فزين لم ولن يُحبها يوم رغم عشقها له
.....................................................................
أخذت تبحث كالمـ.ـجـ.ـنو.نة بين طيات ملابسها عن راتبها الذي أخذته اليوم، لتُحرك رأسها بيأس وهي تعلم أنها لم تضعه سوي في محفظتها الصغيرة... لتعود لمحفظتها التي نفضتها عشرات المرات بيأس ورغم أنها لا تستحق كل هذا فكيف لمحفظه مثلها أن تبتلع خمسمائة جنيهاً لتسمع صوت أخيها صائحا: فين الفلوس يا ليلي؟
فألتفت نحوه بخـ.ـو.ف، ونظرات أمها تُراقبها بلا حول و لا قوة لتتنهد الأم بأسى: ربنا يعوض علينا يا بـ.ـنتي.
ليدلف محمود إليهم وعيونه تتأمل الغرفه التي لا تُدل إلا علي الفقر،مُزمجرا بغضب: ضيعتي الفلوس يا فالحه؟
وجذبها سريعاً من حجابها ليجـ.ـر.ح ذلك الدبوس اللعين عنقها... وصفعة تلو الأخرى إلى أن سقطت تحت قدmيه متوسلة: ارحمني يا محمود حـ.ـر.ام عليك، ضاعوا غـ.ـصـ.ـب عني....
بينما تُطالعهم والدتهم بيأس وهي غير قادرة بأن تُحرك جسدها، لتنهمر دmـ.ـو.عها وهي تصرخ بدعاء لأول مرة: ربنا ينتقم منك يا محمود، سيب أختك حـ.ـر.ام عليك.
فنفض بذراعيه دون رحمة تلك المسكينة، وصار ناحية والدته ليصـ.ـر.خ بها: بتدعي عليا يا ست إنتي، وجذبها من ذراعها دون رحمه... ومن ثم جرها من فراشها أرضاً... لتشهق ليلي بضعف وهي تري والدتها المشلوله مُنبطحه أرضاً لا تقوي علي الحركه وأخيها يُطالعهما وكأنه شيطاناً قد تلبسه.
...................................................................
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}
عنـ.ـد.ما توفق الشيخ الذي يقف بجواره أمام قبر زوجته عن تلاوة بعض الأيات التي تطيب بها النفس.
اقترب منه أياد و أخرج بعض الأموال من جيب سُترته .. ليشكره، فأنصرف الشيخ سريعا داعياً الله له بالصبر.
ليُحرر أخيراً دmـ.ـو.عه وهو يتأمل قبر زوجته: حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي يا سلوى.
وتعصف به رياح الماضي ويتذكر أول لقاء بينهما... فقد كان في العاصمة البرازيليه يُنهي بعض أعماله وهي كانت تتجول في شوارع المدينة بدراجتها .. ليجمعهم القدر بذلك الصدام الذي حدث بين سيارته ودراجتها وأدي لكـ.ـسر أحدي ذراعيها .. وتبدأ من هناك قصة حبهم. فحبيبته كانت مثله والديها تـ.ـو.فيا في صغرها، وتعيش معا خالها المُغترب مُنذ سنين طويلة......
ليفيق من شروده قائلا بحنين : أنا وسليم بقينا محاتجينك أووي .. وتابع حديثه الذي يخـ.ـنـ.ـقه: متزعليش مني يا سلوي عشان فكرت أتجوز سالي، سليم بقي محتاج لأم تراعيه!
...................................................................
كان يقف يتطلع بعينيه للاسفل حيث الساحة الواسعة المُهيأة لاستراحة موظفيه، ورغم أنه لا يأتي إلي مقر شركته هذه غير يومان في الأسبوع يطمئن فيهم علي سير العمل،فهو يُحب أن يتواجد في مصانع تصليح السيارات التي يعشقها وكانت سببا في نجاحه... ليتأمل ملامح تلك الجالسة بشرود وترتدي ملابس سوداء دون قصد منه كما أصبح يفعل في الأوان الأخيرة حين يأتي هنا.
لينتبه علي صوت أحدهم يُحدثه: زين بيه ..في عقود محتاجه تتمضي من حضرتك.
فنزع زين يديه من جيب بنطاله و ألتف ليتأمل الملف الذي ينتظر إمضاءه...
في تلك اللحظة رفعت حنين وجهها لأعلي تتأمل كل ركن من أركان ذلك المكان وهي تُفكر في حالها... وموعد تركها لشقتهم وأيضا الأموال التي مضت عليها بشيك من أجل التسديد كما وصاها والدها...
قطع شرودها صديقتها : بيقولوا صاحب الشركة هنا، وأشارت بأصبعها للأعلى حيث يقف شخص لا يظهر منه سوي ظهره العريض وتابعت بدعابة: يا سلام يا بت يا حنين لو أتجوز واحد زيه .. ده الحظ يبقي لعب ليا.
فأبتسمت حنين بصعوبة لدعابة صديقتها المحببة لقلبها... لتُكمل صديقتها المرحة التي تُدعي خديجة: أيوه كده خلي الشمس تنور، افتحي شبابيك الأمل ياشيخة.
فطالعتها حنين بألم، لتعود و تخفض رأسها أرضا وهي لا تقوي أن تُسيطر علي دmـ.ـو.عها التي تخفيها عن والدتها: أنا تعبانة أووي يا خديجة.
ليعود بعينيه في تلك اللحظة إلى القابعة أمام مشروبها الساخن وقد أنضمت اليها رفيقتها... فتأملها للحظات وهو يُتمتم: إنت إيه اللي بتعمله ده يا زين
ويسرع بخطاه بعيدا عن ذلك المكان .. مغادرا الشركة بأكملها.
وقف حاتم بدهشه قائلا بترحيب : اهلا ياهاشم ، أخبارك ايه .. وأخبار زين باشا ايه
ليتقدم هاشم نحوه وعلي وجهه أبتسامه بسيطه ، توحي بما هو قادم اليه حتي تعالت البسمه علي وجه حاتم وهو يعلم بصفقته الرابحه .. ليجلس هاشم بأسترخاء  : وحشني والله ياحاتم
فيضحك حاتم  : اكيد انا لازم أكون فاهم دلوقتي انت جاي ليه
لتعلو البسمه علي شفاتي هاشم : ها هلاقي طلبي ولا
ليقف حاتم قائلا بهدوء : عيب عليك ياصديقي ، البنات اللي هتطلبهم أكيد هيكونوا تحت ايدك في ظرف أسبوع .. هو أحنا نقدر نزعل هاشم باشا ، ومدام رحمه مرات زين باشا
فيصعق هاشم من ذكر أسم زين  : حاتم .. اللي بيني وبينك ولا زين ولا رحمه يعرفوه .. ديه صفقه بينا بنكسب من وراها ..
ليُطالعه حاتم ساخراً : اكيد ياهاشم ، قولي عايز نوع البنات ايه ومواصفتهم
لتعلو ضحكة هاشم : لاء المرادي انا عايزهم مُحجبات .. عرض الازياء الجديد هيكون لملابس مُحجبات .. وطبعا انت عارف لازم يكونوا ايه .. انا واثق في ذوقك ياحاتم
فيسترخي حاتم بجسده وهو يُحدق بأعينه نحو هاشم .. ويخرج من أحد أدراج مكتبه صور لبعض الفتيات : شوف دول لمزاجك ياباشا
..................................................................
أخذت تُنهي أجتماعها سريعاً بعدما تأملت بعض التصميمات المعروضه أمامها .. وسمعت صوت هاتفها يدق بأسم زوجها وحبيبها لتُشير بأصبعها لموظفيها بالأنصراف
ليُغادروا جميعاً فيعلو رنين هاتفها ثانية .. فتُجيب بتلهف: زين حبيبي وحشتني
وحملت حقيبة يدها سريعا بعدما طوت بعض الأوراق بداخلها ، وظلت تُحادثه بسعاده  : كده تروح فرنسا من غيري
ليُهاتفها زين بحنان  : أنتي عارفه يارحمه كان لازم أروح أتابع الصفقه الجديده بنفسي ، هقفل أنا بقي دلوقتي عشان الاجتماع هيبدء
لتبتسم رحمه بتلقائيه  رغم جفاء حديثه معها وبعدما أغلق الهاتف ، أخذت تُطالع كل شئ حولها بحزن : كان نفسي تحبنى زي مابحبك يازين
ومن ثم ألتقطت مفاتيح سيارتها من فوق مكتبها .. وسارت بخطي واثقه للخارج .. فسمعت صوت بُكاء طفلاً
لتُطالع الطفل الجالس علي كرسي سكرتيرتها ، وأقتربت منه بحنو : متعيطش ياحبيبي
وظلت تلتف حولها ، حتي وجدت سكرتيرتها الخاصه تركض نحوها بأسف : اسفه يامدام ، مش هتتكرر تاني
بس غصب عني والله ابوه جبهولي وقالي انه مش فاضي يُقعد معاه .. وتابعت حديثها  : اصل جاله شغل مستعجل واحنا مقسمين وقتنا علي حسب مواعيد الشغل بتاع كل واحد فينا
لتبتسم رحمه بود وهي تري لهفة سكرتيرتها في تبرير موقفها ، كي لا تخسر عملها : ولا يهمك ياسوسن .. حصل خير
وأتجهت ناحيه الطفل الذي هدأ عند رؤيته لوالدته ، فأنحنت بجسدها نحوه تُلامس بشرة وجهه الناعمه قائله وهي تُقبله : ربنا يخليهولك
.................................................................
أخذ يُحرك الحج ناجي رأسه بحنكه وهو يستمع لولده ياسين
ليعتدل في جلسته وهو يُفكر في حديثه : اكيد مصنع الملابس ده هيخدم أهل القريه ياياسين يابني ، شكله مشروع كويس .. عشان الستات الأرامل والبنات بدل ماهما بيتبهدلوا في الاراضي
ليُطالع ياسين أبيه بسعاده بعدما أقنعه بفكرة المشروع وتابع والده : هكلم أياد وزين باشا .. عشان المشروع ده .. هما أكيد مش هيتأخروا عن خدمة اهل البلد
لترتسم أبتسامه علي شفتي ياسين : واكيد انا ياحج اللي هشرف علي المشروع
فأبتسم والده بود : أكيد يابني .. ماانت صاحب الفكره ديه
ليبتسم ياسين : أشمعنا حاتم ياحج مش هتطلب منه انه يجي عشان تعرض عليه الفكره
فيتهجم وجه ناجي : مش عارف ليه مش برتاح لفلوسه  .. زين ورغم قسوة قلبه وعارفين ان فلوسه من سنين غربته في بلاد الخواجات .. وأياد وكلنا عارفين هو أبن مين وجده مين .. اما حاتم ده انا مش عارف ليه رجع البلد تاني بعد ما سابها من خمس سنين لاء ورجع معاه فلوس محدش عارف لحد دلوقتي جابها منين .. يلا ربنا يهديه
ليتذكر ياسين شيئا قائلا بأمتعاض :أومال فين الدكتور رامي باشا ياحج .. هو خلاص خد علي حياة اهل المدينه
فتتسع أبتسامه والده مُعاتباً : اخوك مشغول يابني ، الخير والبركه فيك انت واخوك زاهر .. انتوا ضهري
ورغم حقد ياسين علي أخيه الاصغر ، إلا بأن كلمات والده جعلته يُهدأ من نيران حقده
فرفع بوجه قليلا ليجد ليلي تقترب منهم وتحمل بين أيديها فنجاني القهوه .. لتلمع عين ياسين وهو يتأملها
حتي نطق الحج أخيراً : شكراً ياليلي يابنتي
وأنصرفت ليلي سريعا ، ليلتف اليه والده : ياسين !
لينتبه ياسين سريعا لما يفعله .. فيُطالعه أبيه قائلا : مش هتاخد مراتك وتشوفوا الدكتور اللي أخوك قالك عليه .. عايز أشوف ولادك قبل ما اموت يابني
فطالع ياسين وجه والده قائلا بيأس : ان شاء الله ياحج
..................................................................
جلس يتفاخر أمام أصدقائه برجولته ومايفعله بأخته .. وهو يُنفث دُخان شيشته ويأمر ذلك الصبي بأن يضع له حجرين أخرين ليحرقهما بتلذذ وسط قطعة الحشيش الصغيره التي وضعها... لتتعالا أصوات رفقائه وهم لا يُصدقون أنه فعل كل هذا دون أن ينكشف أمره
ليُنفث محمود أنفاسه من ذلك الدُخان قائلا بتفاخر : ضربتها وانا اللي كنت واخد الفلوس من محفظتها .. وخليتها تشك انها وقعت منها علي الطريق وهي راجعه
فيُناوله صديقه سيجارته : أنت طلعت داهيه يامحمود ، حد يعمل في أخته كده
ليتلذذ محمود في مذاق تلك السيجاره  : ابويا الله يرحمه قبل ما يموت .. قالي أربيها كويس .. واه انا بنفذ وصيته وبربيها .. ووضع ساقاً فهو الاخر وهو يتطوح من فوق كُرسيه وتابع حديثه: مش كفايه مخليها تتعلم !
ليسمع صوت احد رفقائه وقد سيطرت رائحة الحشيش عليه  : ماتجوزني اختك ليلي يامحمود ، واه تخلص منها وانبسط انا .. اختك ديه اصلها قمر
فيقف محمود بترنح وهو لا يقوي علي الوقوف ويقترب من صديقه ، لينهض رفقائه الاخرين وهم يظنون بأن صديقهم هذا سيُعاقب علي حديثه وستنشئ معركة الأن بينهم.. حتي وجدوا محمود يجلس ثانية وكأنه قد نسي ما أوقفه : أجوزها ومين يصرف عليا
...................................................................
وقفت حنين بفزع وهي تستمع لحديث ذلك الرجل الذي ظنت به خيراً ، ليقترب منها هاشم قائلا بنصر : مكنتيش فاكره نفسك ساذجه  زي ابوكي
ليأتي أسم والدها علي أوجاعها قائله بألم : متجبش سيرة بابا
فضحك هاشم بعلو صوته  : الشهر قرب يخلص ، وهطالب بفلوسي ... وتابع حديثه  : محدش طلب منك ياحلوه تعملي فيها شريفه زي ابوكي وتطلبي مني اديكي مُهله تجمعي فيها المبلغ
فأخذت تُطالعه بصدمه ، فكيف لذلك الرجل الذي شعرت بطيبته .. يُخرج منه كل هذا الخبث ... اهذا هو عقاب حُسن نيتها
وأقترب منها هاشم وكاد أن يُغلق باب مكتبه فلاحظت هي ذلك .. وخرجت من صدمتها  : لوسمحت خلي الباب مفتوح
فظهرت أسنان هاشم البيضاء وهو يجز عليهم قائلا بحنق  : عايزه تعرفي حقيقه الفلوس اللي سلفتها لأبوكي ، وماله هقولك .. عشان متحسسنيش انك شريفه وتعملي فيها بنت اصول
وتابع حديثه  : ابوكي أخد الفلوس ديه مُقابل انه يعدي ليا بضاعه تاريخ صلاحيتها مُنتهي غير انها مُسرطنه ياحلوه
وبغبائه خسرني ملايين ...
لتترنح حنين من الصدمه وهي تُحاول أن تكتم صوت شهقاتها ..
وهوت بجسدها نحو الحائط واخذت تبكي وهي لاتُصدق ان هذا هو الذنب الذي جعل والدها يترجاها بأن تُعيد الاموال لصاحبها وتدعو له بالرحمه
فرفع هاشم احد حاجبيه قائلا ببرود : لسا برضوه مش موافقه علي الجواز العرفي ، اللي ممكن أتنازل وأخليه علي سنة الله ورسوله !
ليخرج صوتها اخيرا دون قدره منها قائله بألم : لو هدخل السجن بسببك .. وحياتي هتنتهي عمري ما أربط أسمي بأسم راجل زيك يا هاشم بيه
واخذت حقيبتها سريعا وهي تخرج من جحيم ذلك المكان وهي تلوم نفسها علي غبائها .. فكيف قد مضت علي وصل الامانه دون أن تري فراغات التاريخ الفارغه .. فقد لعبها بذكاء وانتظر امضتها ليضع هو التاريخ كما يرغب
لتقف بضعف عند احد الابواب فتنظر الي اليافته المُعلقه
وأردفت داخل المرحاض تبكي بقهر وهي تُطالع كحل عينيها الذي أنساب علي وجهها .. وأخفضت رأسها داخل الحوض وهي تفتح صنبور المياه لتخرج كل ما في جوفها .................................................................
أنتفض أياد فزعاً من أثر قبلتهما التي أنتهت للتو ، لُينهي تلك الرقصه السخيفه التي يحظون عليها في ذلك المطعم بمفردهم .. لتقترب منه سالي ثانية قائله : ليه بعدت عني ياأياد
واخفضت برأسها أرضا كي تُمثل حيائها المُصطنع : ليه ديما بترفض حبي ليك
ليتأملها هو بصمت .. حتي تحدث اخيراً : سالي انا مقصدش اضايقك ،وانتي عارفه لو انا مكنتش عاوزك مكنتش عرضت عليكي النهارده اننا نتجوز اخر الشهر
لتلمع عين سالي بسعاده وهي لا تُصدق بأن هذه هي مفاجأة سهرتهم التي اعدها لها في افخم المطاعم .. فهتفت دون قصد  : بجد ياحبيبي ،وتابعت حديثها  : واكيد سليم بعد ما هيحضر الفرح ..هيروح المدرسه الداخليه
وعندما لاحظت سالي نظراته المصدومه ..عدلت عن حديثها : اقصد يعني لو انت لسا مُصمم علي قرارك ، ماانت عارف مواعيد التسجيل هيكون الايام ديه
فلمعت عين أياد بشك ، ليأتي حديث صغيره وهو يخبره بأنها تكرهه حقاً
ليتنهد قائلا : ده كان تهديد بس لسليم ياسالي ، وارجوكي حاولي تقربي منه
فطالعته سالي بيأس ولكن سريعا ماأبتسمت .. فأهم شئ بالنسبه لها الان ان تُصبح زوجه "أياد المنصوري " ثم تُنفذ خطتها فيما بعد
لتتحدث قائله : اكيد ياحبيبي
................................................................
حاولت ليلي كثيراً أن تخفي جروح وجهها عن أعين رفيقاتها
ولكن كانت اعين الجميع تُطالعها بفضول ..واقتربت منها صديقتها المُقربه حنان  : ضربك تاني ياليلي
لتتأوه ليلي من الالم  : ضربني عشان ضيعت الفلوس
وتابعت حديثها: وعايزني اشتغل في المزارع مع الفلاحين
لتتطلع اليها صديقتها بأشفاق وهي لا تُصدق بأن في الحياه اخوه بمثل هذا الشكل .. وربتت علي يديها : طب وجامعتك ياليلي ..
فبكت ليلي بصمت  : هو انا مينفعش اشتغل في صيدلية والدك بليل  .. ارجوكي ياحنان  !
...................................................................
نظرت الي اوجه زملائها ، وهي تود أن تفر هاربه من عملها هذا  ورئيسها المغرور الذي يُهينها دوما دون سبب
حتي أقتربت منها صديقتها بأشفاق : معلش ياحنين
فطالعتها هي دون جدوي  : عادي ياخديجه اتعودت علي الاهانه من الأستاذ "إحسان"
لتبتسم صديقتها بمرح وهي تُداعبها  : ما هو بسبب شكوتك فيه ... كان زمانه دلوقتي بقي مدير أداره مش رئيس قسم بس
لتُطالعها هي ساخره : ويعني هو اتشال من منصبه ياخديجه .. ايه يعني يتجازي ويتحرم من ترقيته ولا عشان بينه وبين مالك الشركه قرابه
وضحكت خديجه وهي تحمل احد الملفات : طب خدي ياست الشريفه.. الملفات ديه رجعيها
فأخذت تتأمل تلك الملفات بصدمه  : انا هراجع الحسابات ديه كلها
لتري نظرات صديقتها التي تخبرها بأن هذا هو عقاب اليوم .. وكأن ما بها لايكفي
..................................................................
وكلما انهي احدي سيجارته ، كان يتناول غيرها وهو يُفكر بأن تلك الحشره الصغيره التي تشعره بالشرف كوالدها قد رفضته .. وأقترب بضيق  من مكتبه كي يفرغ شحنه غضبه التي اخرجها بضرب قبضتي يديه علي سطح مكتبه .. ليتذكر بأن لم يبقي سوي اسبوعان ويجعلها تأتي راكعه اليه تترجاه بأن يرحمها من السجن الذي سيضعها فيه 
ليُعلن هاتفه عن أتصالا ، لتكون المُتصله هي زوجته
هاشم : في ايه ياهبه ، البنات فيهم حاجه
ليأتيه صوتها المُضطرب وهي تخبره : بابا تعب جامد ونقلناه علي المُستشفي ..
فيتهكم وجهه وهو يعلم سبب ذلك الاتصال  : ادفعي مصاريف المستشفي ياهبه ، واي حاجه يحتاجها ادفعيها ياحبيبتى ،سلام
وألقي بهاتفه جانبا وهو يضحك ساخراً : ما أصل انا بنك فلوس
..................................................................
شهقت خديجه بفزع وهي تستمع لكل ما تُقصه صديقتها عليها ولكن حلقة مفقوده كانت في ذلك الحديث حين سألتها : طب وعمي عرف الراجل ده منين ، عشان يستلف منه
ثم وقفت خديجه بفزع : انتي قولتي اسمه ايه
فطالعتها حنين بتوتر : "هاشم رياض"
فلمعت عين خديجه وهي تُراقب ملامح صديقتها : هاشم رياض ،ده يبقي ابن خالة زين بيه صاحب الشركه ياحنين
لتُراقبها حنين بصدمه وهي لاتُصدق بأن رفدها سيأتي ايضا عن قريب من ذلك المكان ، لتُخفض رأسها ارضا : اعمل ايه ياخديجه قوليلي ، طب والشقه وخلاص المُهله قربت تخلص .. وميعاد تسديد الشيك اللي ورطت نفسي بيه وقرب برضوه
ورفعت وجهها بحسره فرأت نظرات صديقتها المُشفقه.. حتي تحدثت خديجه اخيرا : مافيش غير حل واحد
لتنتبه حنين لحديثها ، وألجمتها الصدمه وهي تستمع الي جنون صديقتها : انك تكلمي زين بيه ، صحيح هو راجل مبيرحمش بس اسمع انه حقاني
فأغمضت حنين عينيها بيأس وهي تُشعر بأن لامفر من هذا الامر
لتتأملها خديجه : علي فكره انا كلمت البنات اللي معايا في الشقه وقولتلهم ان اخر الشهر هتنضمي لينا ..
فتنفست حنين اخيراً فأمر مسكنها قد حُل .. ووالدتها ستذهب الي خالها كي تُقيم معه في احدي قري الصعيد
................................................................
أخذ يتأمل بعض الاوراق التي أمامه بشرود ، الي ان خطرت بباله فكره ستُسعد طفله وايضا سالي ... ليُلقي بقلمه الذهبي جانباً وهويمُسك هاتفه باحثا عن رقمها ليُهاتفها، وعندما بدء يستمع لجرس الرنين أنفتح الخط فجأه فكاد ان يُنطق بأسمها ..ليُلجمه صوتها الذي يعرفه عن ظهر قلب
سالي : يييه ياصافي متقنعنيش اني اقدر استحمل الطفل المُشاغب ده ،انا اكون مامي ليه .. اووه انا بس اتجوز أياد واخليه زي الخاتم في صباعي .. واتصرف مع ابنه
لتُخبرها صديقتها : مطلعتيش سهله ياسالي ، وانا اقول ازاي وافقتي انك تبقي داده لطفل ..
ليُنهي هو الاتصال سريعاً وهو لا يُصدق بشاعة تلك المرأه
وأن طفله كان معه الحق حين اخبره انه لايُحبها لانها تكرهه
ليُدرك بأن الله قد رحم طفله من زوجة اب كانت ستجعل حياته جحيما ..ويتأمل تلك الدبله الفضيه التي تلمع في بُنصره الأيمن والتي قد أصرت تلك الحقيره علي أرتدائه لها
فأزاحها سريعا من فوق بنصره ..
جلست سارحه في الفحوصات التي أمامها وهي تتذكر حديث طبيبها اليوم بأنه لا يوجد تطور في حالتها وان ترضي بقضاء الله
لتهبط دmعه من عينيها وهي لا تُصدق بأنها ستُحرم من نعمة الامومه
لتتذكر في بداية زواجها بزين عنـ.ـد.ما اتفقوا علي عدm الأنجاب ..فكانت سعيده للغايه بأنها لن تخسر جسدها الممشوق من أجل الأنجاب ليمر عامين علي زواجهم وكل منهما يرضي للاخر ما يحتاجه .. ولكن عنـ.ـد.ما أسس لها زين شركه الأزياء التي دوماً حلمت بها واستقالت من عملها كعارضه أزياء ..شعرت بأن شئ ينقصها ...
لتجد نفسها يوماً تخبره بأنها تُريد الانجاب منه .. ورغم رفضه الشـ.ـديد لتلك الفكره الا انه بعد ذلك وافق
وأبتسمت وهي تتذكر ملامحه الجـ.ـا.مده وقلبه الذي يمتلك الحنان بأجمعه لولا ما مر به من حياة قاسيه
فزين رغم كل جبروته وقلبه القاسي الا انها دوما تري مابداخله لذلك
عشقته منذ صغرها منذ ان كان يعمل في مطعم والدها
لتشرد في ذكريات سبعة عشرعام وهي تتذكر ملامحه عنـ.ـد.ما كان في الثامنه عشر من عمره
فيردف هو بأرهاق في تلك اللحظه ويقطع شرودها .. ناظرا الي ما تمسكه قائلا بهدوء : تاني يارحمه ،بقالي 3 سنين بفهمك اني مش عايز اطفال
فتسقط الدmـ.ـو.ع من عينيها ثانية .. ليجلس جانبها علي الفراش ويضمها الي صدره : رحمه انا مش عايز اطفال صدقيني ... انا يوم ماوافقت علي الموضوع ده مكنتش عايز اظلمك واحرمك من حاجه نفسك فيها
وتنفس بحراره ... وهو يربت علي ظهرها .. وابتعدت عنه ووضعت بيدها علي قلبه : ده مش هيتغير غير لما تكون اب ، انت مش هتتغير يازين غير لما تجرب المشاعر ديه
لينهض من فوق الفراش بجمود واخذ يُطالعها طويلا وقد علم بأن سنين مُعاشرته معها أصبحت تستكشف مخاوفه ... فتنهض بدورها : اتجوز يازين عشانا احنا الأتنين
فوقف يُطالعها بصدmه وهو لا يُصدق بأنها تطلب منه هذا الطلب فهو يعلم انها تحبه بل تعشقه رغم جفاف مشاعره معها ... وكاد ان يهتف بعبـ.ـارات معترضه حانقه
الا انه وجدها تبتسم رغم و.جـ.ـعها : انا كان نفسي يكون ليا ولاد منك ، بس للأسف الامل كل يوم بيمـ.ـو.ت عندي ... وانا مش معترضه ان يكون ليك طفل من غيري المهم يكون ابنك انت
فطال الصمت للحظات بينهم .. واخذ يُحدق بها دون أستيعاب الي ان هتف قائلا : هعتبر ان كلامك النهارده مسمعتهوش
وانصرف من أمامها بمشاعر جـ.ـا.مده ورغم انه اصبح في الأوان الاخيره يشتاق بأن يصبح أب فهو علي مشارف اتمام خمسه وثلاثون عام ، الا انه دوما يُكبت تلك الرغبه
فكلما تذكر فقده لأبويه في سن صغير .. وتركه بمفرده ليُعاني مرارة الظلم واليُتم .. تزداد رغبته في عدm الانجاب وجلب طفلا ربما يُعاني مثله
اما هي أخذت تُطالع الغرفه الفارغه بهدوء وهي لا تُصدق بما تفوهت به .. فكيف ستتقبل دخول أمرأه غيرها عالم حبيبها وزوجها الي ان ظهرت أبتسامه علي شفتيها وهي تعلم تمامً بأن زين حتي لو تزوج فلن يحب امرأه واذا احب فبالتأكيد ستكون هي ..
................................................................... 
  وقف حاتم بوقاحه يتأمل جسد تلك الواقفه وتُعطيه ظهرها .. وبدء لوعابه يزداد وهو يتخيلها عاريه علي فراشه ويتلذذ في تعذيبها كغيرها .. حتي أنتبهت هي الي وجوده خلفها : مستر حاتم .. مستر طارق مستني حضرتك جوه
وأتجهت ناحية كرسي مكتبها لتُتابع بعض اعمالها وهي لا تدري بشئ من نظراته المريـ.ـضه
ليتأملها حاتم سريعا .. وهو يقضم علي شفتيه ، حتي دخل الي صديقه : هتفضل انت في شركه وانا في شركه كده ياطارق
ليرفع طارق وجهه عن حاسوبه ويقف مُرحبا بصديقه : اظن كده احسن ياحاتم .. لحد ما نفض الشراكه اللي بينا
فيتهجم وجه حاتم الي ان تابع طارق حديثه وهو يقترب منه ليربت علي احد كتفيه : صدقني ياحاتم انا مش عايز اخسرك كصديق واخ ..بلاش الشغل يضيع صداقتنا
ليُحرك حاتم رأسه بتفهم ، فرغم كل الغيره التي تحرق قلبه بسبب نقاء صديقه وعدm تلوثه مثله في الحـ.ـر.ام الا انه مازال يتذكر ايام طفولتهم ومراهقتهم معاً
ف الذكريات احيانا تظل عالقه في القلوب مهما تلوثت
ليتحدث حاتم اخيراً : اديني مُهله ياطارق ، انت عارف ان أنفصالنا عن بعض في الشراكه مش سهل
فيبتسم له طارق بعشم ، ويرفع سماعة هاتف مكتبه لينطق بأسم سكرتيرته : 2 قهوه مظبوطه ياسهيله
وتعود الرغبه الي جسد حاتم ثانيه وهو يُردد اسمها في ذاكرته
..................................................................
لو كان الفقر رجلا لقــ,تــلته
تلك العبـ.ـاره المشهوره التي دوماً ننطق بها حينما تعجز ايدينا عن فعل شئ ..لتنطق  بها ليلي وهي تُطالع اعين تلك الفتاه الصغيره صاحبة الأعين الزيتونيه التي تقف وسط المُسافرين تستعطفهم بأن يشتروا مناديلها 
فتُدرك بأنها ليست وحدها من تُعاني مُنذ طفولتها بالحرمان .. لتقترب منها الفتاه وهي تحمل بأيديها عُلب المناديل قائله بطفوله تجعلك تصرخ من القهر: انتي بتعيطي ليه وتابعت بحديثها وهي تمد يدها بُعلة المناديل : خدي امسحي دmـ.ـو.عك ، ومتخافيش مش هاخد فلوس
وعنـ.ـد.ما لم تجد الفتاه استجابة من ليلي التي تجلس عاجزه في المحطة  مُنتظره القطار الذي سينقلها الي جامعتها .. جلست بجانبها الفتاه علي تلك الأريكه الخشبيه واخرجت منديلا لتبتسم اليها وهي تُقربه منها... وتبدء بمسح دmـ.ـو.عها وتبتسم وكأنها تخبرها بأن الامل والرحمه مازالوا علي قيد الحياه
لتنتهي ليلي اخيرا من شرودها من لمسات ايد الصغيره علي وجهها لتُزيل دmـ.ـو.عها : اسمك ايه ؟
فتضحك الصغيره : لو قولتلك علي اسمي هتتريقي عليا ، صح
لتُحرك ليلي رأسها برفض : لاء متخافيش مش هتريق
فتغمض الفتاه عينيها قائله ببؤس : عنقود
فتضحك ليلي دون قصد منها : اسمك جميل اووي ياعنقود 
لتبتسم الفتاه بعفويه : متعيطيش تاني يا...
وكادت ليلي ان تُخبرها بأسمها .. ولكن الفتاه قد نهضت من مقعدها سريعا بعدmا سمعت صوت يُناديها
لتقف ليلي وهي تُنادي عليها ، ولكن الفتاه كانت كالطيف الجميل الذي ينتهي سريعاً
...................................................................
حلقات مُفرغه ظل يرسمها وهو يفكر في ذلك الرجاء القاسي الذي تطلبه منه .. ليُطالع زين مارسمته يده علي تلك الورقه بعجز قد أزاله من قاموسه منذ زمن ..
فيتذكر وجه تلك الفتاه التي اشعرته للحظات بالخيانه وهو يُطالعها كل أسبوعاً حين يذهب الي شركته التي لا يذهب اليها غير يومان 
ليعلو رنين هاتفه ، ليفيقه من شروده هذا...لينظر لاسم المُتصل قليلا قبل ان يضغط علي زر الأستجابه : وصلت لايه يا مدحت
ليخبره ذلك المتصل ببعض المعلومـ.ـا.ت التي يبحث عنها حتي قال اخيراً : عايزكم ترقبوه كويس ، سامع
ويُنهي مُكالمته سريعا وهو يُسطر أسم أحدهما علي احد الاوراق  : قربت تقع ياأسعد باشا
..............................................................
نطقت حنين أخيراً بيأس  : انا موافقه نروح لزين بيه ، يمكن يقدر يساعدني ويخلصني من هاشم
وانحدرت دmـ.ـو.عها بعجز : ده جيه البيت لينا امبـ.ـارح ياخديجه تخيلي
لتصعق خديجه من ذلك الخبر مُتمتمه : انتي بتقولي ايه ، طب ومامتك عرفت حاجه
فطالعتها حنين بيأس : قالها انه كان يعرف بابا الله يرحمه وكان بيعتبره زي والده ..
لتُتمتم خديجه : الراجـ.ـل ده شكله حطك في دmاغه ياحنين ومش هيسيبك في حالك الا لما حد اكبر منه يتدخل
ونظرت خديجه في ساعة يدها : هنستأذن قبل ميعاد الانصراف بساعه ، ونروح الشركه لزين بيه .. انا عرفت من أكرم ابن خالتي ما انتي عارفه انه بيشتغل مهندس في الفرع الرئيسي لمجموعاته .. وتابعت حديثها : وهو قالي انه النهارده موجود
لتُطالعها حنين بأمل .. وهي تهمس : ربنا يستر، وميطلعش عديم الرحمه زي قريبه
................................................................... 
نظرت سالي الي مائدة العشاء المُعده له ولطفله وتلك الداده التي تجلس معهم فأخذت  تُزيل معطفها عن جسدها .. واقتربت منه كي تُقبله علي احدي وجنتيه : كده ياأياد ياحبيبي بقالي يومين بتصل بيك ومبتردش عليا .. ونظرت الي اعين سليم الناريه فحاولت ان ترسم أبتسامه مُصطنعه علي شفتيها : عامل ايه ياسليم ياحبيبي ، تسمحلي اقعد جانبك واشاركك عشاك
لتنهض حسنيه مُعتذره وهي لا تُصدق بأن التمثيل اصبح سهلا بتلك الطريقه .. وأرتسمت ابتسامه  بـ.ـارده علي وجه اياد الذي نطق اخيراً: خير ياسالي ،ايه اللي جايبك من غير ميعاد
فطالعته سالي بصدmه  : مالك ياأياد ، هو مش المفروض اني خطيبتك
فرفع  بيده اليُمني : هو أنا مقولتلكيش اني فسخت الخطوبه
لتلمع عين الصغير وهو يُشاهد تلك المُشاحنه التي أعجبته .. وتابع حديثه : سوري ياسالي .. اصل احنا مننفعش لبعض
فبدأت تُحرك سالي لوعابها بصدmه مما يحدث ، ونهض من علي مقعده : شرفتي ياسالي
وغادر حجرة الطعام بأكملها وهو لايُصدق بأنه قد نجي من تلك المُخادعه التي مازالت تتفنن بأظهار الطيبه
لتتذكر هي حديث والدها وهويستعطفها بأن يُشاركه أياد احدي الصفقات كي يُسيطر علي خساراته التي ستؤدي بهلاك شركته
لتُطالع أعين سليم بغضب وتركض خلفه : اياد حبيبي انت بتعمل كده ليه
فيقف بتهمل قبل ان يصعد الدرج لأعلي قائلا بتأفف : بره من هنا .. بيتي ده متدخليهوش تاني انتي سامعه
...............................................................
نظرت حنين الي صديقتها بضيق : عجبك كده السكرتيره مرضتش تدخلنا ليه .. وتابعت حديثها بتهكم : اصل مافيش ميعاد سابق
ودلوقتي وقفين في الشارع زي الشحاتين من ساعتين مستنين خروجه .. يلا ياخديجه نمشي
لتبتسم خديجه بعفويه : ياستي اصبري ،وكمان يابـ.ـنتي احنا حشرات المُجتمع ولازم نقف في الشارع انتي زعلانه ليه
وطالعت الشركه من الخارج بأنبهار : عنده حق يخلي الشركه ديه الفرع الرئيس لشغله ،ياا لو الواحد يلاقي مليون جنيه
فأبتسمت حنين رغماً عنها من مزاح صديقتها التي تري الدنيا دوما ببساطه .. حتي شهقت خديجه  : اه خرج ، اصمله عليه قمر وهيبه يابخت مـ.ـر.اته
لتوكظها حنين بغضب : كان نفسي اكرم يكون هنا ،عشان بعد ما اخيرا صارحك بحبه وقرر  يُخطبك ..يفسخ الخطوبه
فطالعتها خديجه ضاحكه : ياساتر عليكي ،يلا ياختي خلينا نلحق الراجـ.ـل
وسارعوا نحو سيارته التي فتح له سائقه الخاص احد أبوابها .. ليسمع صوت أنثوي يُناديه : زين بيه ،زين بيه
ليقف يُطالع صاحبة ذلك الصوت ، قبل ان يُدخل جسده بالكامل داخل السياره .. ولكن سريعا ماجاء احد افراد الامن : اتفضل انت ياباشا ، وانا هشوف الانسه
ليُحرك زين رأسه بالأيجاب .. ولكنها نطقت اخيراً برجاء : مش هناخد من وقتك دقيقه يافنـ.ـد.م ارجوك .. وألتفت خديجه لحنين التي تقف خلفها بخجل لتُحثها علي القدوم
فأقتربت حنين بقلق ، وخـ.ـو.ف من تلك الشخصيه التي سمعت عنها دوما بالقسوه
ليُطالع هو ذلك الجسد الضئيل الخائف ، ورفع أحد حاجبيه وهو لا يُصدق بأن تلك الفتاه التي تعمل بأحدي شركاته تقف هنا طالبه خدmته وترتدي السواد الذي اعتاد دوماً ان يراها بيه
وخرج من سيارته اخيرا وهو يُشير لموظف الامن بالانصراف قائلا ببرود : خير ياأنسه
فجذبت خديجه يد حنين المتـ.ـو.تره : قولي لزين بيه المشكله ياحنين
لتلمع عين زين وهو يتأمل الخـ.ـو.ف في مقلتيها : انا مش فاضي للعب العيال ده ، اتفضلي قولي مُشكلتك
ونظر في ساعه يده بدبلوماسيه ، حتي نطقت اخيرا وهي تُرتب افكارها : الموضوع بخصوص مشكله مع هاشم بيه
ليتنهد زين بيأس من مشاكل هاشم التي دوما يتحملها هو من اجل قرابتهم ومعزة خالته رحمها الله .. ويُركز في حديثها الي ان وقف عند كلمة : زواج
فلمعت عيناه بغضب لم يعرف سببه : هاشم عايز يتجوزك انتي وبيهددك
ونطق ساخراً : اكيد طبعا كنتي مقضياها معاه وفاكره انه هيتجوزك بعد ماأقضي كما ليله حلوه معاكي
وألتف بجسده غير عابئ بكلمـ.ـا.ته التي قــ,تــلتها ، لتصرخ به : ارجوك متكونش زيه .. واخذت تقص عليه الحكايه سريعا بأنفاس مُضطربه .. فأدرك بأن الحكايه بها شئ لا بد ان يفهمه ليلتف اليها بتركيز : هستناكي بكره الساعه 12 الضهر في شركتي اللي في فرع الميعادي
لتقترب منهما خديجه التي أبتعدت قليلا عنهم بعدmا انصرف هو بجموده :  هقابله بكره في الشركه اللي بنشتغل فيها عنده
فشهقت خديجه فزعاً : اه لو عرف اننا موظفين عنده .. شكل طردنا هيكون قريب
لتهمس هي بخفوت  : مبقتش فارقه كتير ياخديجه
...................................................................
وقفت تُتابع نظرات زوجها بصمت  ونيران الغيره تمتلكها ، فظلت للحظات تتأمل بعينيها تلك البائسه المُعدmه التي يُفضلها زوجها عليها حتي نطقت اخيرا :روحي علي المطبخ أنجري
فينتبه ياسين لصوت زوجته : روحي انتي ياليلي علي المطبخ وبكره هبقي أشرحلك الجزئيه ديه
لتنهض ليلي بأسف من سيدتها : حاضر
فأقتربت زينب من زوجها بغل : انت قاعد مع الخدامه  بتتكلم معاها في أيه، وايه الفلوس اللي كنت بتدهالها ديه  
فوقف ياسين بغضب : زينب صوتك ميعلاش ، وكمان انتي شيفاني بعمل حاجه وانا مستخبي .. ثم بدأ يهدأ من نبرة صوته : البـ.ـنت غلبانه يازينب ، وانتي عارفه ان انا والحج بنحاول نساعدها عشان ظروفها 
ليشتعل الغضب داخلها كالنيران فنطقت بجمود : بتساعدها ولا بتتأمل في ست الحسن ياياسين
وبعدmا ألقت بكلمـ.ـا.تها عليه .. ركضت مُسرعه من أمامه وهي تستجمع قواها لتقف في مُنتصف المطبخ ، وتجذب ليلي من يدها وتصفعها علي وجهها : عشان تبقي تشوفي شغلك كويس بعد كده ، ومذاكرتك تذاكريها في بيتكم ياحلوه
مش هنا
.................................................................
أنحني بجسده قليلا.. ليُطالع بأعينه تلك الخريطه التي توضح مكان المقبره : قول للباشا كله هيبقي تمام
ليضحك الرجل بعلو صوته  : اما نشوف ياحاتم
ويتجه نحو سيارته ذات الدفع الرباعي وهو يلوح بيده لحاتم .. ليُطالعه حاتم وهو ينصرف فيهمس داخله : امتي اقدر اوصل للراجـ.ـل الكبير بتاعهم
وتلمع عيناه بأمل وهو يتخيل لو أصبحت تلك المقبره بأكملها له .. وأقترب منه مُسعد الذي يعتبره ساعده الايمن : برضوه مش هناخد غير الفتافيت ياباشا
ليتهجم وجه حاتم بالغضب من حديثه  : واحده واحده يامُسعد .. اللعب لازم يكون بشويش
ولمعت عيناهم بالتخيل ..فكل منهما يبحث عن مايُرضي اهوائه 
...................................................................
وقف هاشم بغضب : يابـ.ـنت ..
ليصـ.ـر.خ به زين عالياً : يعني ديه بـ.ـنت الراجـ.ـل اللي كان هيخلصلك بضاعة الالبان
ليتذكر هاشم تلك البضاعه التي خسرها رغم ان زين ساعده في الحصول عليها ولكن مايقع تحت يد زين لا يُرد
وهتف هاشم بأمل  : مش هتديني البضاعه يازين
فيجلس زين بهدوءه وهو يُشعل سيجارته : انا عدmت البُضاعه ياهاشم
وكاد ان ان يُخرج هاشم بعض كلمـ.ـا.ت الاعتراض .. فعاد زين لغضبه ثانيه : انا صح واقف معاك ،بس أذية الناس الغلابه لاء ياهاشم ..
ليُطالعه هاشم بضيق : اشمعنا الناس الاغنيه بتحاول تدmرهم وتاخد صفقتهم من غير رحمه
فأبتسم زين بتهكم وهو يُنفث دخان سيجارته عالياً : كفايه عليهم لحد كده ، غير انهم يستهلوا وزي ما بيستقوا علي الاضعف منهم .. فأكيد هيلاقوا اللي يستقوي عليهم اما الناس الغلابه كفايه عليهم الزمن ،نبقي احنا والزمن عليهم
، وكمان ده بيزنس والذكي هو اللي بيكسب فيه

ليتأمله هاشم بيأس فهو لم يفهم عقليته يوماً ونطق اخيراً : البـ.ـنت عجباني يازين وهي اللي جتلي برجليها .. مش كفايه ابوها  الغـ.ـبـ.ـي خسرني بضاعه بملايين ..
فيحسم زين اللعبه اخيرا وهو يُشعر بنيران الغضب حينما يُذكر أسمها : هات الشيك ياهاشم ، وحق البضاعه وتمن الشيك بكره هتلاقيهم في حسابك
فيتردد هاشم وهو يتذكر رغبته القويه في تلك الفتاه ، ولكن الامر اذا أصبح تحت أعين  زين فلابد ان يُترك له
ليقترب هاشم من خزنة مكتبه ويخرج الشيك :الشيك اهو
فطالعه زين بهدوء وهو يُتمتم بعدmا فهم لعبة هاشم  : غـ.ـبـ.ـيه ،غـ.ـبـ.ـيه
الألم .. كلمة لا تشعر بها الا عنـ.ـد.ما تُفارق من تُحب ..
ظلت تمسد جسد والدتها وهي تُنادي عليها كالطفله الصغيره : ماما أصحي عملتلك الفطار ، يلا عشان تفطري وتاخدي الدوا
وعنـ.ـد.ما لم تجد منها أستجابه ، اخذت تُقلب جسدها بيأس  : ماما ردي عليا
لتلتف خلفها .. فتجد اخيها يُطالعها بأعين كالصقر
حتي ركضت اليه قائله بتوسل : تعالا يامحمود صحي ماما ، قولها أننا مش هنتخانق تاني .. وانا هسمع كلامك علطول
وهشتغل اي حاجه انت عاوزها ليل ونهار ومش مهم الكليه انا خلاص مش عايزه اتعلم ..وجذبت أيد أخيها الذي وقف مصدوما من حديثها ، وأقترب من والدته بخـ.ـو.ف لا يعلم سببه .. وأخذ يُحرك جسدها وهو لايُصدق بأن كلمتها التي صرخت بها أمس بعد عراكه مع أخته والذي أنتهي بحرق قدmيها .. لتُشاهد هي كل ذلك بعجز دون قدره علي الحركه ولكن عبـ.ـاره واحده قد نطقت بها وهي تبكي
هخلصك من حملي بكره يابـ.ـنتي ، همشي واسيبك لوحدك
فوقف محمود وهو لا يستوعب شئ ونطق أخيرا : ليلي .. امك مـ.ـا.تت
لتُطالعه بصدmه ، الي أن سقطت أرضا وهي لا تُصدق بأن عقارب الحياه قد توقفت بالنسبه لها
...................................................................
وقفت خديجه تُطالعها بأمل : ها أقبلك ، قالك ايه وقولتيله ايه ... اداكي الشيك
لتُطالعها حنين ساخره : زين باشا نسي الميعاد ، وخرج عشان عنده أجتماع
فتأملتها خديجه بأمل : أكيد عنده فعلا أجتماع ياحنين.. بس مدام وعدك هيتصرف يبقي هيتصرف
وتابعت حديثها  : تعالي نخلص شغلنا ، قبل ما احسان يجي
لتقترب حنين من مكان مكتبها الذي أصبح فارغ  ، وأخذت تُطالع نظرات رفقائها
فربتت خديجه علي كتفيها قائله بأشفاق : نسيت أقولك أن احسان نقل مكتبك الاوضه التانيه عشان الاوضه هنا عدد المكاتب فيها أكتر من هناك
وعنـ.ـد.ما وجدت خديجه صمت صديقتها داعبتها : كويس ساب الكرسي ، تعالي تعالي المكتب بتاعي بيناديكي وأه منفترقش عن بعض أبداً
..................................................................
نظر أياد بحب الي طفله الذي ركض نحوه فرحا : انت مش هتتجوز سالي صح يابابا
فراقبتهم حسنيه بحنان وهي تضع لهم مشروب الشيكولاته المفضل لديهم  : فرحان دلوقتي ياسيدي واصلا مين سالي ديه
ليبتسم سليم بسعاده وهو يُدرك بأن سالي هذه قد أنتهت من حياتهم
وتابع حديثه :  هنسافر أخر الاسبوع المزرعه منه نغير جو ومنه أقابل الحاج ناجي
لتُطالعه حسنيه غير مُصدقه .. فبعد 5 سنوات من فراق سلوي ، سيذهب الي بيت المزرعه .. فهو قد هجرها مُنذ رحيلها ... وحتي حينما يذهب لمُقابلة الحج ناجي يعود في نفس اليوم دون بيات ليلة واحده
لتنطق حسنيه أخيرا : بجد يا أياد ، ياا المزرعه وحـ.ـشـ.ـتني اووي واهل البلد كمان
...................................................................
أخذت تُنهي أعمالها ، وهي تتذكر نظرات الاشفاق التي كانت تُحاوطها عنـ.ـد.ما جائت في الصباح بعد ثلاثة ايام الأعزاء .. لينصدm الجميع من قدرتها علي الصمود ولكن لو يعلموا كيف أتت لأشفقوا عليها
فأخيها أخرجها من البيت أجبـ.ـاراً لتأتي له بالأموال
لتتذكر كلمـ.ـا.ته
أكيد هتصعبي عليهم ويدوكي فلوس، وعارفه لو مرجعتيش بفلوس والاكل ياليلي .. هنيمك بره في الشارع سامعه ..
وتهبط دmـ.ـو.عها بعجز وتفيق من شرودها
وتُخرج الاموال  من جيب عبائتها التي قد أعطاها لها الحج ناجي مُساعدة لها .. وتتأمل كل ورقه نقديه بكرهه وهي تتمني ان تحرقهم بنيران ألامها
فتسمع صوت ياسين الحنون الذي لم يُصدق قدومها : ليلي ايه اللي جابك .. كنتي ارتاحي لحد مـ.ـا.تقدري تقفي علي رجليكي
لتلتف إليه بصمت ودmـ.ـو.عها ما زالت تسيل علي خديها ، ومن ثم أخفضت برأسها أرضاً : انا كويسه ياياسين بيه
فأقترب منها ياسين بأشفاق ، وهو يود ان يُضمها اليه .. حتي مدّ بيده دون شعور منه ليمسح دmـ.ـو.عها
لتشهق زينب فزعاً عنـ.ـد.ما جائت علي هذا المشهد قائله بصراخ :
البـ.ـنت ديه لو مطلعتش بره البيت ، همشي واسيبلك البيت ياياسين ومش هرجع تاني
...............................................................
وقف يُتابع المشهد بسخافه وهو لايُصدق بأن زوجته قد نفذت ماأخبـ.ـارته به .. ليتأمل تلك الفتاه التي تجلس بخجل حتي نطقت هي اخيراً : ديه هاله اللي كنت بحكيلك عنها يازين ، مُصممه هايله عندي في الشركه
وده زين جوزي ياهاله
ليُطالعها زين ببرود ، وأخذ يُحرك رأسه قليلا بطريقه قد فهمتها هي .. فوقفت رحمه مُعتذره : عن اذنك ياهاله
فنصرف هو سريعا والغضب يمتلكه بقوه من جنون زوجته 
لتُشير هي  الي خادmتها كي تُحسن ضيافة الجالسه
وصارت نحو غرفة مكتبه التي سبقها اليها ، حتي أردفت خلفه وغلقت الباب قائله بو.جـ.ـع خفي : ها العروسه عجبتك يازين
فمدّ  بيديه نحو ذراعيها ممُسكا بها بقوه : المهزله ديه لازم تنهيها حالا يارحمه ، سامعه
فوقفت بصمت امامه تُحرك رأسها يميناً ويساراً
حتي تابع حديثه : هنتبني طفل خلاص .. انتي فاهمه
لتنطق اخيرا بعدmا ازاحت بيديه التي ألمتها بشـ.ـده : لاء يازين .. انا عايزه ابنك انت .. ارجوك يازين متحرمنيش من الطلب ده،  وكاد ان يتحدث بغضب الا انها وضعت بيدها علي شفتيه قائله بهدوء : اسمعني يازين انت هتتجوز هاله وانا مفهماها انها فتره مؤقته في حياتك هتخلف فيها طفل لينا وبعدين هتاخد فلوس وتسيبه وهي موافقه صدقني علي كده ومستعده تكتب تنازل وتكتب كمان الطفل بأسمي
وافق يازين ارجوك
ليقف مذهولا  من حديثها ونطق اخيراً ساخراً : انت مفكره في كل حاجه بقي يارحمه ، علي العموم هنفذلك رغبتك مع ان خليكي فاكره اني مكنتش عايز أطفال .. بس مدام ديه رغبتك يبقي سبيني انا اختار العروسه
وألتف بجسده بصمت ، الي ان تابع حديثه  :روحي شوفي ضفتك
لتهمس رحمه بألم  : يعني انت مختار العروسه يازين
فألتف اليها ثانية ليتأمل ملامحها  : مش انتي اللي عايزه كده ، حاضر يارحمه
..................................................................
وقفت تودع والدتها وهي تُسيطر علي دmـ.ـو.عها بصعوبه ونطقت اخيرا : خلي بالك من نفسك ياماما ، ومتشليش همي انا هبقي كويسه مع زمايلي ..
لتضُمها والدتها بحنان وهي تربت علي ظهرها : اوعي تفضلي في البيت لوحدك ياحنين .. خلي خديجه تبات معاكي لحد ما تبيعوا العفش وتدي مُفتاح الشقه لصاحبها
منه لله ، منه لله هو السبب في اللي احنا فيه
لتسمع صوت خالها الذي جاء من خلفهما : يلا ياام حنين .. ونظر الي ابنة اخته : بيتي مفتوح ليكي ديما يابـ.ـنتي لو قررتي تيجي تعيشي معانا في الصعيد وتتجوزي مصطفي  ابنى
لتُطالعها والدتها بحـ.ـز.ن ، حتي ابتسمت هي اليها  : مش عايزاكي تعيطي ابدا ياماما ، وادعيلي ديما
لتضمها والدتها ثانية وهي لا تُصدق بأنها ستُفارق جزء ثاني منها
وهمست اخيرا بصوت مخـ.ـنـ.ـوق : ربنا رحيم بعباده يابـ.ـنتي ، ومش هيوجـ.ـعني فيكي انتي كمان
..................................................................
مُنذ اربعه أيام وهي كل يوم تخلق أعذار لأخيها بأن الحج ناجي قد اعطاها اجازه لأسبوعا واخبـ.ـارها ان راتبها ستحصل عليه بالكامل .. ليقف محمود بقربها : مش كفايه قعاد في البيت كده ، ومروحتيش الصيدليه ليه اللي صاحبتك جبتلك شغل فيها
لتتذكر امر ذلك العمل : نسيت يامحمود ، مـ.ـو.ت ماما نساني وكمان الصيدليه في قريه تانيه غير قريتنا واسمع ان فيها شباب مش كويسه
ليتأملها محمود ساخرا  : هي ديه خلقه حد يبوصلها ..ابقي شوفي شُغل الصيدليه يافالحه لان انا محتاج فلوس عشان هتجوز وعايز ادخل جمعيه
فتُطالعه هي بصدmه : هتتجوز
لينظر اليها بتأفف : ومالك كده زعلانه ، اه ياختي هتجوز .. وتابع حديثه : اومال هفضل عازب طول حياتي عشانك .. وقومي اعملي بلقمتك متنسيش ان ابوكي الله يرحمه كاتب البيت بأسمي
يعني تشتغلي وتدفعي ايجار لعيشتك هنا ..
فتأملته بصمت وعاد لحديثه ثانية وهو يتذكر شيئاً : النهارده زين باشا واياد المنصوري معزومين عند الحج ناجي .. قومي يلا روحي ساعديهم وجبلنا أكل من هناك
واخذ يُلامس بطنه المُسطحه : لحسن الواحد معدته باظت من اكل الفول والطماطم
فنظرت اليه برجاء : ارجوك يامحمود انا مش عايزه اروح هناك تاني
لتلمع عيناه بشك : لاء بقي ده الموضوع في آنه .. وانا مش طرطور .. وجذبها من خصلات شعرها وصرخ بها : احكي عملتي ايه ياوش الفقر
فتخفض رأسها ارضا قائله : ست زينب طردتني
.................................................................
وقف يتأمل الطعام الذي يُعد بجوع .. حتي أردف من ذلك الباب الخلفي للمطبخ : فين ست زينب ياأم صابر
لتُطالعها تلك السيده التي بعمر والدته وكانت رفيقتها لسنين في هذا البيت قبل ان يُصيبها المرض لعامين قائله بكرهه لذلك الشاب العاق الذي تتحدث عنه القريه بأكملها : ست زينب مش فاضيه ، ما انت شايف كلنا مشغولين للعزومه
ليتأفف محمود من حديث تلك السيده ناظراً اليها بغضب وتأمل تلك الفتاه التي تقف وتتأمله بأنبهار .. فرغم سواد قلبه الا انه يحمل وجهاً حسناً .. ليغمز لها بعينيه قبل أن يُغادر المكان وهو يعلم بأن سبب طرد اخته سوف يعلمه من تلك الخادmه الصغيره
لتمسح نعمه أيديها بعبائتها : هطلع اشوف حاجه في الجنينه ياخالتي
لتُطالعها تلك السيده بشك : اوعي تتأخري سامعه يامقصوفة الرقبه .. مش ناقصين كلام من ست زينب
فأخذت تُحرك الفتاه رأسها ، وركضت مُسرعه من نفس ذلك الباب الذي غادر هو منه .. فهذا الباب الخلفي هو باب مُعد للخدm
ووقفت تلتف حولها ،حتي وجدته يجذبها من خصرها : اسمك ايه ياحلوه
ولمعت عين نعمه بأنبهار : خدامتك نعمه ياسيدي
ليتركها محمود وهو يُهنـ.ـد.م من لياقة قميصه الباليه ويُعيد علي مسمعه كلمة " سيدي " ووقف للحظات يتخيل لو اصبح مالكاً لمثل هذا البيت يوماً
الي ان أفاق من شروده علي لسعه من تلك الحشره التي تُسمي "بالبعوضه" قائلا بتأفف : بقولك ايه يانعمه
هي ليلي اختي اتطردت ليه من الشغل
فنظرت اليه نعمه بلمعان : انت اخوي ليلي
ليُدرك محمود أخيراً انه يُحادث فتاه بلهاء وتابع حديثه : ايوه .. ها قوليلي
وتبدء هي بقص عليه كل ماحدث ، ولمعت عيناه بغضب  :ليلي اختي علي علاقه ب ياسين بيه
وركض سريعا كما جاء وهو يتوعد لها بالشر ، تاركاً خلفه تلك الهائمه فيه.. ترسم به فارس احلامها ولا تعلم بأنه ليس الا كابوس احلام
...............................................................
الصوره فوتوشوب
تلك العبـ.ـاره لا ننطقها علي ألسنتنا الا عنـ.ـد.ما ننخدع في الأشخاص ... لتكشف لنا الأيام مفاجأتها .. فتخبرنا بأن الممثل والمخرج ليس الا عبقريا
وقف حاتم يُتابع رجـ.ـاله وهم يقدmون بعض المُساعدات لهؤلاء النساء اللاتي تنتظرن بعض الاغراض من أجل تجهيز بناتهن
لتُطالعه أعين تلك النسوه وهم يتمنون لو أن بناتهم يحظون بمثل ذلك الرجل .. لتخبرهم الحياه حقيقة
"بأن الملك لا يتزوج سوا من ملكه واميره .. وان قصص الكرتون ليست الا خيالا يصنعه العقل حينما يُريد أن يحلم بحياة ورديه"
ليسمع حاتم هذه الهمسات ، ورغبته في أصطياد فريسة له اليوم تزداد ، فتلمع عيناه التي يُداريها خلف تلك النظاره السوداء .. وأقتربت منه أحدي السيدات وبيدها أبـ.ـنتها : ربنا يخليك ياحاتم بيه ، لولا مُساعده حضرتك لينا مكناش عرفنا نجهز بناتنا .. وتابعت حديثها وهي تُطالع النسوه اللاتي ينتظرن دورهم : والله احنا مكناش مصدقين ان نصيب حارتنا السنادي هيقع تحت أيدك . انت متعرفش كل الحواري اللي حوالينا بتتكلم عن خير حضرتك ازاي
فيستمع لثرثرة هذه المرأه بأعين شاردة في تلك الفتاه ، حتي عادت السيده لثرثرتها : ديه بـ.ـنتي أميمه يابيه واحنا لينا عندك طلب
لتلمع عين حاتم وهو يُركز في ملامح تلك الصغيره التي لم تتجاوز العشرون عاماً : انتي تؤمري
فتزداد سعاده تلك المرأه وهي تتأمل ابـ.ـنتها بعينيها  : عايزاك تشوف ليها شغلانه يابيه في المصنع بتاع الملابس اللي هنا
مش هو تبعك برضوه يابيه
ليتطلع حاتم الي وجه تلك الفتاه ، ويبتسم بخبث : خليها تجيلي المصنع بكره .. واقترب بجسده نحوها وهو يهمس لها : اوعي تتأخري ياحلوه ، لاحسن انا يومين ومسافر
...................................................................
ظلت تخرج أصوات بكائها المكتوبه ، وهي تراه يخلع عن بنطاله حزامه الجلدي .. لتنطق بصعوبه : حـ.ـر.ام عليك يامحمود ، جـ.ـسمي مبقاش فيه مكان لضـ.ـر.بك .. والله العظيم مظلومه
ياسين بيه ديما بيساعدني وبصعب عليه
ليقترب منها محمود وعلامـ.ـا.ت الشر تظهر من عينيه ورفع بحزامه عاليا ليسقطه علي جسدها : انا أختي علي اخر الزمن تستغفلني
وظل يُكيل لها الضـ.ـر.بات .. فأنحنت برأسها علي أرضيه تلك الحجره التي كانت تجمعها بوالدتها : والله مظلومه يامحمود ، والله مظلومه .. لو كنت عايزه اعمل حاجه حـ.ـر.ام كنت عملتها من زمان  بدل الذل اللي أنا فيه
ونطقت بكلمـ.ـا.تها الاخيره حتي وجدته يسحب ذراعيها : يلا أطلعي روحي للست زينب بوسي رجليها وتأسفيلها ... يمكن ترضي عنك وترضي ترجعك الشغل
فنظرت اليه بصدmه وهي تُطالعه غير مُصدقه بأن أخيها سيجعلها تعود الي ذلك البيت الذي طُردت منه واتهمها أصحابه بقلة أصلها .. ظنين فيها بأنها ترمي شباكها علي أبنهم .. فحتي الحج ناجي الذي كان يقف دوما معها ويُساعدها قد صدق ابنة أخيه وأفترائها عليها .. وحتي ياسين الذي كانت تعتبره رجلا خلوقاً وقف يُتابع كل شئ بصمت دون أن يُدافع عنها ويخبرهم بأن لا شئ بينهم .. فكيف يكون بينهم شئ وهي لا ترفع وجهها بأعين اي رجلا ..
ليُلقيها محمود خارج باب بيتهم صائحاً : يلا روحي بيت الحج ناجي أستسمحيهم ، ان شالله يشغلوكي في المزرعه
وصفع الباب خلفها ، لتنظر حولها وهي حامدة الله بأن بيتهم يقع علي أطراف القريه ولا يسكن فيها الا اربعة بيوتا علي أبعاد مُتفرقه
ونهضت وهي تشعر بالو.جـ.ـع في كل انحاء جسدها ، وأحكمت من لف حجابها وهي تهمس داخلها : هتعملي ايه ياليلي
..................................................................
كانت أصوات ضحكاتهم تعلو ، بعدmا أنتهي ذلك العشاء
الي ان اصطحبهم الحاج ناجي لحجرة كبـ.ـار الضيوف .. ليأمر أبنه بجلب القهوه : القهوه ياياسن يابني
فيُغادر ياسين المكان وهو يُفكر في ذلك الأمر الذي سيخبر به والده .. فهو لن يستطيع أن يترك ليلي فهو حقا أحبها وليست نزوه بحياته .. فلو كان من قبل يظن أنها مُجرد رغبه ، ولكن بعدmا أبتعدت عنه هذه الايام أدرك بأنه ليس الا حباً خفياً قد أظهره قلبه حينما أدرك الضياع
ليعلو صوت الحج ناجي  : سمعت أنك جيت المزرعه وقاعد فيها الايام ديه ياأياد ياابني
ليبتسم أياد لعدm وجود شيئاً يُخفي في تلك القريه التي تعد موطن جدوده  : قولت أجي أرتاح من الشغل شويه
وطالع زين الذي ينفث دخان سيجارته بجمود : بس انت ايه رأيك في المشروع اللي بيتكلم عنه الحج ناجي يازين
لينتبه زين لحديثم قائلا بأرهاق : شايف انه مشروع كويس ، بس برضوه لازم ندرسه كويس .. هخلي المُحامي بتاعي يتابع معاكم 
ونهض من مقعده قائلا بأعتذار : شكراً لأستضافتك ياحاج ناجي
ليقف ناجي سريعاً : انت لحقت يازين ياأبني
فيبتسم زين بود : المرات جيه كتير ياحج
ويضع ياسين القهوه وهو لا يفهم شئ ،ووجد زين يُغادر المكان بوقاره المُعتاد .. فتسأل : هو زين بيه راح فين
فطالعه والده بتنهد : وراه شغل يابني ، ربنا يعينه
وكاد ان يُتابع حديثه فوجد أياد يضع بفنجان قهوته التي أرتشف منها القليل قائلا بأعتذار هو الأخر : وانا أستأذن كمان ياحج ، واكيد مستني زيارتك ليا انت وياسين في المزرعه
أخذ  يتسأل سائقه بأحترام : هي عزومه الحج ناجي معجبتش حضرتك يازين بيه
ليفيق من شروده : انت بتقول حاجه ياسيد
فيبتسم سيد من خلف المرآه لسيده : بسأل حضرتك العزومه معجبتكش
ليتنهد زين بشرود : سوق ياسيد وانت ساكت ،خلينا نلحق نوصل القاهره
............................................................
ظلت واقفه لقرابة ساعه تتأمل عتاقة ذلك البيت الذي طُردت منه بسبب ظُلم أصحابه ..وألتفت بجسدها وهي عازمه علي الا تستسمح احداً ثانية وتُهان .. وتحركت بقدmيها نحو الطريق الاخر الذي يؤدي لمنزلها .. وظلت تتطلع لسود الليل بشرود الي ان وقفت بقدmيها نحو احد الاشجار التي دوما ماكانت تلعب تحتها لتتذكر طفولتها ببتسامه صادقه وهي تشرد في بساطة حياتها عنـ.ـد.ما كانت طفله صغيره لتُحادث نفسها  : كفايه ضعف بقي ياليلي ، اهربي من هنا خالص .. . اهربي من ضـ.ـر.ب محمود وظلم زينب وسـ.ـخرية منه منك
اهربي من الناس اللي و.جـ.ـعوكي من غير رحمه
..............................................................
وقف ناجي بصدmه وهو يستمع الي حديث أبنه
فأخيراً قد صدق صحة ماأخبرته به أبنة اخيه .. فحتي اليوم كان يظن بأنها غيرة نساء وكي يُريح أبنه اخيه .. فكان لا بأس لديه  بأن يطرد تلك الفتاه حتي لو كان يشفق عليها
ليعتدل في وقفته بثبات قائلا بتحذير: الكلام اللي سمعته منك دلوقتي يا ياسين مش عايز اسمعه تاني .. ابني انا يفكر يتجوز علي بـ.ـنت عمه وكمان من خدامه
وأتكأ علي عصائته الخشبيه واخذ يُدبدب بها قائلا بحزم : عندها حق زينب تُطردها وانا اللي كانت صعبانه عليا
لينظر ياسين اليه برجاء : لاء يابابا انت ظالم ليلي ، ليلي متعرفش بمشاعري ناحيتها
واقترب منه قائلا : انا بحبها وعايزها
ليضحك ناجي بضحكه قد جعلته يُدرك بأن هدوء والده قد أنتهي .. وصمت قليلا ثم عاد لحديثه ثانية  : عايزها يبقي بعيد عن بيتي ، وتنسي ان ليك اهل
والبت ديه لو منستهاش هطردها هي واخوها من القريه كلها
وانت عارفني يا ياسين ..
تصبح علي خير يابني ، وروح شوف مراتك 
................................................................. 
اخذ يتجول في القريه بشرود وهو لا يري أمامه غير الظلام .. ووقف مصدوما وهو يُتابع تلك الواقفه بخـ.ـو.ف من ذلك الكـ.ـلـ.ـب الذي يُطالعها هو ايضا بنفس الخـ.ـو.ف
ليبتسم أياد تلقائيا ، وهو يقترب منها حتي وجدها تسقط أرضاً
فنصدm مما حدث ، وركض نحوها سريعا .. بعدmا ابتعد الكـ.ـلـ.ـب هارباً عند رؤيته له
وانحني بجسده نحوها ليتأمل شحوب وجهها بقلق .. والكدmـ.ـا.ت التي تظهر عليه .. فحملها بخـ.ـو.ف وهو يتأمل المكان المقطوع حوله ..فقرر اخيراً ان يأخذها الي مزرعته
...................................................................
وقفت تُطالعها صديقتها بقلق... حتي نطقت هي اخيرا : ديه سكرتيرة زين بيه بتبلغني اكون في الشركه بعد ساعه
لتترك خديجه الأوراق التي بين أيديها : طب كويس ، خدي اذن من أستاذ احسان وروحي
لتتأملها حنين بخيبه  : ماانتي عارفه ياخديجه ده بيتلكك ليا
فنظرت صديقتها حولها وهمست في أذنيها  : انا سمعت ان النهارده في اجتماع طارئ خاص ب الشركه .. وانتي عارفه طبعا الاجتماعات ديه بتكون فين وازاي
لتبتسم حنين لحديث صديقتها قائله بتهكم: اكيد في يخت السيد أحسان ..
لتُطالعها خديجه بهمس : احنا دلوقتي نروح نستأذنلك من مدام عبير 
ثم أمسكت بيدها : قومي يلا ، وانا هبقي اخلص الشغل اللي فاضل بدالك
..................................................................
ظلت نظراتهم تُراقبها ، حتي استيقظت أخيراً من غفلة أمس
لتقترب منها حسنيه قائله بحنان : انتي كويسه يابـ.ـنتي
لتتأملهم ليلي بخـ.ـو.ف ، ووجدت اعينها تُتابع تلك الحجره الواسعه : انتوا مين وانا فين .. وايه اللي حصلي
لتربت حسنيه علي يديها وهي تتأمل نظرات سليم  : ارتاحي يابـ.ـنتي ، انتي شكلك لسا تعبانه .. ومتخافيش انتي في أمان
وتأملت يد ليلي المليئه بالجروح قائله بأشفاق : منه لله اللي عمل فيكي كده يابـ.ـنتي
لتتأمل ليلي نظرات تلك السيده وهي تبتسم بو.جـ.ـع .. فماذا ستقول اذا رأت ظهرها وأرجلها
ليقترب سليم منها مُتسائلا : انتي اسمك ايه
ليلي
فتلمع عين سليم .. قائلا بطفوله : بابا لقاكي واقعه علي الطريق امبـ.ـارح بليل وجبنالك الدكتور .. هما فين اهلك
ليسمعوا صوت أياد الجـ.ـا.مد وهو يأمر سليم بالصمت : سليم
...............................................................
وقفت حنين بخـ.ـو.ف وهي تُطالع مكتبه الفخم
حتي سمعت صوته الجـ.ـا.مد خلفها : مواعيدك مظبوطه
لتلتف اليه حنين بقلق : هو استاذ هاشم ..
وكادت انا تُكمل جملتها الي انه قطعها قائلا بصرامه : محدش يقدر يرفض ليا كلمه .. واقترب من مكتبه ليجلس عليه بأرتياح
وهو يُتابع حديثه بعدmا اخرج الشيك من احد ادراج مكتبه : مكنتش فاكر ان في لسا ناس ساذجه كده ، وبتمضي علي اي حاجه من غير ما تفكرى .. علي العموم الشيك اه
لتُقابل نظرات اعينها المُتلهفه .. نظرات أعينه الغاضبه
وظل الصمت بينهم للحظات ونطقت اخيراً : انا مقدرش ادفع المبلغ حاليا ، ولا حتي بعد سنه
هو لو أمكن تقسطهم ليا
ليُتأملها زين بنظرات غامضة وتعالت أصوات ضحكاته المُستفزه : وهتقسطي 200 الف جنيه كام سنه علي كده
وبدء يسخر منها : وهتدفعي مصاريف اقامتك مع اصحابك المُغترين ازاي .. طب ووالدتك اللي حاليا قاعده في بيت خالك هتبعتي ليها المصاريف ازاي
اظن مهما كان المُرتب اللي بتاخديه من شركتي كموظفه مش هيخليكي تدفعي تمن الشيك غير بعد خمس سنين
لتُطالعه هي بصدmه من كم هذه المعلومـ.ـا.ت التي يعرفها عنها ، وكأنها تقف امام رجل مباحث
ووقف  ليقترب منها : وطبعا انا مش فاضي استني فلوسي اللي دفعتها لهاشم لخمس سنين
ووضع يدية في جيب بنطاله الكحلي قائلا بجمود : بس في حل يا أنسه حنين ..واظن انه هيرحمك من حاجات كتير في حياتك
لتقف حنين غير مستوعبه .. مما يحدث لها حتي ألجمها ما نطق به وهو يُخبرها بقسوه : انك تكوني مراتي
كانت الكلمه بالنسبه لها كصاعقه ، فهاهو الشريط يتكرر مرتين.. يطلب الاول منها الزواج مُستغلاً سذاجتها بالحياه والبشر .. لتذهب لأخر كطوق نجاة لها ليكون ليس الا غرقاً
وأخذت تُحرك عينيها بذهول : تتجوزني أنا
ثم بدأت تضحك بهستريه وهي لاتُصدق بما سمعته للتو .. فالأن كل شئ أصبح في مُقدmه الهلاك فحتي وظيفتها ستخسرها فهي تقف أمام صاحب الشركه التي تعمل بها
ليقترب منها زين قائلا ببرود وجفاء : أظن أن ده عرض أي ست ممكن تحلم بيه وبالذات لو كانت في ظروفك
وعاد ليجلس علي احد المقاعد ليُطالعها وهو يبتسم : لاء وكمان لو حد عرف أنك بـ.ـنت راجـ.ـل كان المفروض يكون في السـ.ـجـ.ـن دلوقتي .. لولا رحمة المـ.ـو.ت
لتُلجمها وقاحته وصرخت به عاليا : انت أتجننت ، انتوا تطبخوها سوي ونشيل أحنا الليله.. بابا معملش حاجه
بابا مـ.ـا.ت قبل مايوقع علي ورق البضاعه وكان نـ.ـد.مان أنه عمل كده .. ولولا الحاجه للفلوس عشان عملية أخويا الله يرحمه مكنش باع ضميره .. ربنا ينتقم منكم
ليهب زين من مقعده قائلا بوحشيه : بلاش تمثيل الضمير اللي أنتي عايشه فيه .. والدك شخص مُرتشي وديه الحقيقه
فأخفضت برأسها أرضاً وهي تُريد أن تصرخ به ثانية من قهرها .. فنعم والدها أخذ الاموال التي وصاها بأن تدفعها لهاشم كي تُخلصه من ذلك الذنب الذي فعله مُضطراً
فكيف كان لموظف بسيط مثله أن يدفع ثمن عمليه تُكلف مثل هذا المبلغ
ليقترب منها زين وهو لا يشعر بالشفقه .. فكما قال له هاشم في أخر حديثهما انه لولا شعوره بأنها فتاة لعوب ماكان فعل ذلك معها ...ف الخدع لا تحدُث الا عنـ.ـد.ما نشعر بأن أصحابها يستحقون ذلك
وأخذ يُطالعها وحديث هاشم في أذنيه .. وقد نسيا تماماً بأن من يملكون قلوب لا تعرف الخبث يقعون أحيانا تحت ايد الافاعي .. وهاشم كان أكبر أفعه وهو أكبر جلادً
ليفيق علي همسات صوتها الضعيف : انا مش موافقه
فينصدm زين من قرارها هذا، وأخذ يقذفها بنظراته البـ.ـارده : ابقي قولي الكلام ده لخالك ووالدتك .. واظن ليهم جزء من القرار
لتلجمها صدmه ثالثه وهي لا تُصدق .. ما تفوه به فالأمر تعلمه والدتها .. ليأتي بعقلها مُهاتفة والدتها صباحاً وقد كانت سعيدة للغايه وتدعو لها
فيقطع شرودها صوته الجـ.ـا.مد وهو يُخبرها حقيقة زواجه منها :
بصي ياحنين أنا مش بحب اللف والدوران
ورجع للخلف قليلا ليجلس علي تلك الأريكه الجلديه وهو يُتابع حديثه : انتي هتكوني زوجه تانيه ليا
ومن كثرة صدmـ.ـا.ت هذا اليوم وجدت نفسها تبتسم كالبلهاء قائله : يعني مجرد نزوه في حياتك لما تزهق منها ترميها مش كده
فتنهد زين بعمق وهو يعود لحديثه  : انتي اللي شايفه الامور بطريقه سطحيه .. أظن مش حـ.ـر.ام ولا عيب اني أتجوز تاني مهما كان السبب .. واظن انك لما تبقي مرات "زين نصار" ده حظ من حظوظ الدنيا فكري كويس وأبقي بلغيني ردك
وأخذ يُطالع ساعة يده ببرود وهو يخبرها : المُقابله أنتهت ياأنسه حنين ، وردك أكيد هيبلغني بيه خالك
لتقف تحدق به قليلا وهي لا تُصدق بأن في الحياه أشخاص يحملون قلب مُتحجر مثله ،فغادرت المكان سريعا وهي تُردد بغضب : ربنا يخدك ياشيخ
...................................................................
ظل يسير بخطي هادئه وهو يستمع الي همساتها الخجله وهي تخبره عن كل شئ يُخصها ولكن شيئا واحداً لم تستطع ان تُفصح به ، ليتنهد أياد قائلا بهدوء : طب وايه اللي معور ايديكي كده ، ديه كانت بتنزف أمبـ.ـارح .. واخذ ينظر الي كدmـ.ـا.ت وجهها
فأخفضت ليلي رأسها أرضا : اخويا للاسف صدق كلامهم
ليتفهم أياد الامر : من غير ما يسمعك ولا يفهم منك حاجه
فأخذت تُطالعه  بأبتسامه شاحبه ، فكيف لأخ يضـ.ـر.ب أخته كل يوم ويجعلها تعمل في البيوت كي تُعيله  .. وتذكرت جملته الاخيره لها وهو يُخبرها
" يلا روحي بيت الحاج ناجي أستسمحيهم ، ان شالله يشغلوكي في الأرض "
ورفعت بوجهها قليلا وهي تحمي أخيها من ذلات لسانها ، ففي النهايه هو أخيها وصورته من صورتها لتهمس قائله بدفاع يربطه الدmاء : غـ.ـصـ.ـب عنه اي حد مكانه كان ممكن يعمل كده
لينظر اليها أياد وهو لا يُصدق دفاعها عنه .. وحاولت النهوض من فوق الفراش  : أنا لازم امشي زمانه بيدورعليا وقلقان
فتأملها أياد طويلا قائلا بجمود  : علي فكره ياليلي أخوكي اللي بتدافعي عنه ...عارف انك هنا
لتُلجمها الصدmه عن الحركه وظهر الشحوب علي وجهها وهي لا تُصدق بأن أخيها يعلم بوجودها هنا ولم يأتي لأخذها
لينظر اليها أياد بأسف  : واترجاني أشغلك عندي في المزرعه
فهوت بجسدها علي طرف الفراش الذي كانت للتو جالسة عليه .. وأخذت تُتمتم بخفوت : هو عارف اني هنا ، طب ليه مجاش أخدني
وتأملت نظرات أعينه الأسفه وهو يخبرها : اخوكي عارف بوجودك من بليل .. تقريبا حد من معارفه شافني وانا شايلك وانتي مُغمي عليكي .. وطبعا جالي
فالأول أفتكرت انه جاي يخدك وقلقان عليكي .. وصمت قليلا ليُتابع حديثه : ليه كنتي بتكذبي عليا وانتي بتحكيلي عنه
فنصدmت هي من معرفته بأخفائها حقيقة أخيها : انا مكدبتش عليك في حاجه
ليتأملها للحظات وهو يُتمتم بخفوت لم تسمعه
فيسمع صوت أنينها الخافت وهي تترجاه : ارجوك وافق اني أشتغل عندك في المزرعه ..
ليُطالعها أياد للحظات قبل ان يعود لحديثه : انا موافق ياليلي ، بس هتشتغلي عندي في مصر مش هنا
لتهتف قائله : بس محمود اخويا مش هيوافق اني اسيب البلد
ليُطالعها هو بأشفاق ...فهي تثق في اخيها الذي تركها
أياد : محمود اخوكي وافق ياليلي ، واقبض مُرتبك كمان
علي العموم اعتبري انك الايام ديه في اجازه من الشغل .. لحد اما نرجع القاهره وداده حُسنيه هتفهمك شغلك هيكون هناك ازاي
..............................................................
أخذت تُفكر هبه في حديث والدتها في أمر الانجاب ثانية بعد ان رزقها الله بأبـ.ـنتيها في حملها الاول .. لتشرد في ذكريات بداية زواجها وهي تبتسم علي كل ذكري قد سلب بها عقلها وقلبها لتفيق من شرودها علي حاضر اصبحت تعيش به كل يوم وهو خياناته التي قد تعدت مرحله السر واصبح يُعلنها في وجهها كل يوم وهو يخبرها بجمله يتفنن جميع الازواج في ألقائها " انتي مبقتيش بتهتمي بنفسك ، ده جـ.ـسم ده بقيتي شبه الفيل "
لتفر دmعه عجز منها وهي لا تُصدق بأن هذا هو هاشم الذي قد أحبته من أول لقاء كان بينهم
.................................................................
أعتلت السعاده علي وجه وهو يسمع من ساعده الأيمن مُسعد يخبره بأن الفتاه لم تكن بالصعوبه التي كان يُظنها فحين عرض عليها المال للزواج قد وافقت وهي لا تُصدق بأنها ستصبح زوجة "حاتم الريان"
لتلمع الرغبه في عين حاتم : وهي عارفه ان الجواز هيكون  عـ.ـر.في
فأبتسم مُسعد  : لاء ياباشا طبعا .. هي فاهمه انه جواز في السر بس علي سنة الله ورسوله  لسا متعرفش انه جواز  عـ.ـر.في .. تقع بس في المصيده وكله بمزاجها هيتم ومن غير أعتراض 
ليضحك حاتم بخبث : لاء الصيده المرادي شكلها جعانه ومش بيهمها شرف
فحمل مُسعد فنجان قهوته ليرتشف منه القليل قائلا بمكر : ما انت دmاغك دmاغ ياباشا .. بتختار القري الفقيره اللي الناس محتاجه فيها معونه لتجهيز البنات اللي علي وش جواز.. وتابع حديثه :وكله بيجي تحت رجلك ياباشا
فتلمع عين حاتم وهو يضحك بأستمتاع : تجيب البـ.ـنت بكره العصر ومعاك ورقة الجواز ال عـ.ـر.في
...................................................................
لم تتصور في يوم أنها ستكون عاجزه أمام جبروت من ظنت به خيراً ، لتصرخ بقهر وهي تمسح دmـ.ـو.عها قائله بعجز : معرفتش أرد عليه ياخديجه ، اول مره أحس ان لساني عاجز انه يرد .. وجلست علي فراشها في الحجره التي تضمها هي وصديقتها خديجه في ذلك البيت المستأجر مع بعض الفتيات المغتربات بعد ان تركت شقتهم لصاحب البيت كي يزوج ابنه
قائله بألم : هاشم وزين وجهين لعمله واحده ياخديجه .. دول شياطين
لتقترب منها خديجه بأشفاق وهي تربت علي أحد أيديها : متلوميش نفسك علي ضعفك قدامه ياحنين ، ده مش ضعف ده خـ.ـو.ف انتي ناسيه مين زين نصار
فنهضت هي كالملسوعه من فوق الفراش : تغور الوظيفه ، تغور كل حاجه .. هدور علي شغل تاني في أي مكان
وأخذ الصمت يحل بينهم للحظات حتي هتفت خديجه : وتفتكري هتلاقي شغل في البلد ديه ، ماانتي عارفه الحال اللي بقينا فيه ..
لتُطالعها تلك الواقفه بيأس  : هنمـ.ـو.ت ونعيش عاجزين وسطهم ..
فيقطع حديثهم رنين الهاتف .. وحال الصمت لثواني بينهم
لتهتف خديجه : مـ.ـا.تردي مالك ساكته كده ليه
فتأملت أسم والدتها علي هاتفها... وعنـ.ـد.ما  ضغطت علي زر الأجابه
سمعت صوت خالها وهو يُحادثها بحديث سريع قد طالت مُدته لدقيقتان .. لتهوي بجسدها علي الفراش ثانية بضعف : لأتجوز زين ، لسافر أعيش في الصعيد عند خالي واتجوز أبنه
...................................................................
أقتربت منها حسنيه بأشفاق وهي تُفكر كيف لأخ أن يترك أخته تعمل بخدmة البيوت كي تعوله من بطالته .. وتذكرت حديثها مع أياد وهو يخبرها بالحقيقه التي عرفها عنها من الحج ناجي .. لتزداد شفقه حسنيه عليها وعقلها يدور في نقطه واحده وهي تتسأل
البـ.ـنت ديه تلف علي ياسين ابن الحج ناجي أكيد الحكايه فيها حاجه غلط ..ديه شكلها ياحبة عيني غلبانه اوي ومتعرفش حاجه في الدنيا
وأخذت تتأملها حسنيه قليلا وهي تغسل الاطباق
فشعرت ليلي بتلك الاعين التي تُراقبها مُلتفه حولها .. لتري نظرات كانت تعرفها جيداً
فأبتسمت حسنيه بطيبه : مالك خـ.ـو.فتي كده ليه ياليلي ، وكمان ايه اللي بتعمليه ده .. مش قولنا شغلك هيبتدي هناك في القاهره
فهمست بخجل : أنا مش تعبانه والله ياداده ..غير أن شغلي المفروض كان يبدأ من أمبـ.ـارح من ساعة ماأياد بيه أدي محمود مُرتبي
لتلمع عين حسنيه وهي تري عزة نفس تلك الفتاه الهشه .. وتذكرت رأي أياد بأن تجعلها دوما تحت أعينها
لتجلس حسنيه علي أحد المقاعد التي تلتف حول طاولة طعام متوسطه : تعالي ياليلي .. اقعدي معايا ندردش سوا ، من ساعة ماجيتي ليلتها وانا معرفتش أدردش معاكي
وتابعت حديثها بمزحه لطيفه : ولا قاعدتك مع ست عجوزه مش هتعجبك
لتمسح ليلي يديها سريعا بأحد الفوط قائله بحب : بالعكس ياداده ، ده حتي انتي حنينه وشبه ماما الله يرحمها
فطالعتها حسنيه بحنان ناطقه بأسف : ربنا يرحمها ياحبيبتى، تعالي ياليلي أحكيلي عنك شويه ..
لتجلس ليلي وتقص عليها حكايتها كما قصت عليه ..
لتنتهي الحكايه البائسه التي لمعت عين حسنيه فيها وهي تسمعها ..
فتأملتها حسنيه بعطف : يعني أشتغلتي في بيت الحاج ناجي بعد ماوالدتك تعبت ،خدmتي في البيوت لسنتين ياليلي
فأخذت هي تُحرك رأسها بالأيجاب
ثم بدأ سؤال يلح علي ذهن حسنيه وتابعت حديثها بأسف : قوليلي ياليلي .. أنتي فعلا كنتي بتلفي علي ياسين أبن الحج ناجي ولا مظلومه يابـ.ـنتي زي ماقولتلنا
لتسقط دmـ.ـو.عها وهي تري نظره الشك في أعين تلك السيده التي ظنتها عوض عن كل الناس .. فحتي أياد طالعها بتلك النظره فلمعت عيناها وقد ظهر الاحمرار علي جفونها قائله بألم :
هتصدقيني لو قولتلك لاء .. وتابعت حديثها
: انا معرفتش ان كان عينه مني غير لما ربطت الامور ببعضها وفهمت ليه ست زينب كانت بتكرهني .. بس والله ياداده انا مكنتش اعرف انه كان بيبصلي بصه مش تمام .. وفرت دmعة بائسه من عينيها وهي تهمس:
ومين هيبص لوحده فقيره زي وبتخدm في البيوت عشان تصرف علي أهلها
فطالعتها حسنيه بصدق ، وأبتسمت وهي تتأمل ملامحها البسيطه الهادئه : مصدقاكي يابـ.ـنتي ،عارفه ليه .. لاني عشت نفس مأساتك
وكادت أن تسرد حُسنيه بقصتها عليها حتي وجدوا سليم يركض نحوهم قائلا بطفوله وهو مُمسك بلعبته الألكترونيه : اللعبه بتاعتي باظت
فمسحت ليلي دmـ.ـو.عها سريعا وأتجهت نحوه وهي تتأمل ملامحه الطفوليه : أنا ممكن أساعدك ياسليم .. واصلحالك
فطالعها سليم بنظرات غاضبه .. ولكن سريعاً مـ.ـا.تلاشت عنـ.ـد.ما وجدها بالفعل أخذت اللعبه وبدأت تُصلحها له
ونطقت بسعاده  ونظرات حسنيه تُتابعهم بأبتسامه حنونه : واللعبه أشتغلت اهي .. أيه رأيك طلعت شطوره صح
فأخذ يُطالعها الصغيره ببتسامه حتي أقترب منها قائلا بطفوله : شاطره ياليلي
...............................................................
لمعت عيناه بخبث وهو ينظر الي فريسته الجديده ..وأبتسم بسعاده  وأقترب منها وهو يتأمل تفاصيل جسدها بذلك القميص المكشوف .. ومدّ يده ليشعر بأرتجاف جسدها الذي قد شعر به بخبرته .. وأخذ يهمس بأذنها  : قولتيلي اسمك ايه ؟
فنطقت الفتاه بخـ.ـو.ف وهي تهمس : أميمه يابيه
وكادت أن تخفض رأسها أرضا .. فرفع أصبعه نحوها : لا مش عايز النهارده كسوف
فأخذت تُطالعه  بترقب : هو الجواز ال عـ.ـر.في ده حلال صح ياحاتم بيه
فأطلق حاتم ضحكه عاليه علي سذاجة تلك الفتاه التي حياتها كانت عبـ.ـاره عن غرفه فوق السطوح مع والديها ولم تحصل سوي علي شهادتها الابتدائيه ..وأخذ يتأمل خجلات وجهها قائلا بخبث : حلال طبعا طبعا
وظهرت أبتسامه علي شفتيها وأخذت تُتمتم دون تصديق : يعني أنا هكون مراتك
ليعود لضحكاته الخبيثه وهو يُمسك بأحد أيديها نحو غرفة النوم .. وأبتسامته الواسعه تُزين شفتيه...
وقفت لثالث مره أمامه ، ليُطالعها هو بنظراته الجـ.ـا.مده التي قد أعتادت عليها .. ويقترب منها بتحدي : مش معقول هفضل وافق مستنيكي تبدأي كلامك.. ونظر في ساعته ذات الماركه الباهظه وهو يهتف بحنق : ورايا أجتماع مهم
لتُطالعه بصمت.. وكل ما مرت به اليومين الماضيين يسيروا كشريط سنمائى أمام عينيها ، فمنذ مُهاتفة خالها لها ثم والدتها التي اخذت تتوسل اليها أن توافق وترحمها من خـ.ـو.فها عليها .. فهمست بصعوبه وهي تنطق الكلمـ.ـا.ت : انا موافقه
ليبتسم زين وهو يُصفق بجمود : طلعتي بتفكري كويس يا أنسة حنين .. علي العموم تقدري تستنيني هنا في المكتب لساعه واحده وبعدين نتفق علي كل حاجه
ودون ان ينظر اليها او يسمع أي حديث منها .. ذهب خارج غرفة مكتبه ليلحق بأجتماعه
فأخذت تُطالع الفراغ الذي تركه وهي تُتمتم بدعاء : ربنا ينتقم منك
..........................................................................
أقترب منهم بهيبته القويه ، وعينيه تتفرسهم بوضوح
الي أن نظر الرجلين لبعضهم .. ليهمس أياد بصوت هادئ قائلا بعدmا جلس علي احد المقاعد الوثيره : خير يا بشمهندس ياسين
ليجلس ياسين علي مقعده ثانية وهو يُطالع محمود الواقف كالجائع يتفرس معالم تلك الحجره التي لم يري مثلها قط حتي في منزل الحج ناجي ،فأنتبه محمود لتلك النظرات الحاده التي يُطالعه بها ياسين .. وتنحنح وجلس وهو ينظر الي أياد : انا جاي أخد أختي ياأياد بيه
ليُطالع أياد نظراتهم لبعضهم ويعلم بأن هذا ياسين بينه وبين ليلي شئ .. فلماذا سيأتي ياسين لهنا غير ذلك
ونظر الي ياسين الجالس بتـ.ـو.تر كي لا ينكشف أمره : محمود ياأياد باشا .. شايف أنه مينفعش اخته تبعد عنه
ليبتسم أياد قائلا بتفهم : بس أظن يابشمهندس .. ان هو اللي طلب مني وأترجاني أشغل أخته .. ,واخذ يُطالع محمود بنظرات جـ.ـا.مده ...
حتي نطق محمود بغباء : أختي وخايف عليها ، وكمان متأخذنيش ياأياد بيه كلام اهل البلد كتير ويعني ..
ليفهم أياد مقصده وما من لحظات .. حتي نهض بغضب قـ.ـا.تل وهو يجمح من لجامه... فوقف ياسين وهو يُلعن غبائه الذي جعله يلجئ لشخص مثل محمود الذي باع أخته له للحظه حينما اعطاه المال طالباً منه أن يتزوجها سراً
فنهض محمود من مجلسه بعدmا وجد نفسه هو الوحيد الذي مازال جالسً وأخذ يُتمتم : يعني أنا اللي هفضل قاعد
لينظر اليه اياد : انت جاي دلوقتي تفكر في كلام الناس ، علي العموم أختك عندك ممكن تاخدها
ونظر الي ياسين الذي أصبح يشعر بضئالته : أنا أسف ياأياد باشا .. بس أعمل ايه الغـ.ـبـ.ـي ده جيه يترجاني عشان أساعده
ليـتأمله محمود بشك ، فهو لم يذهب اليه قط .. ولكنه فوجئ به في الصباح يطلب منه يد أخته ليلي في السر وأعطاه المال
لجلبها له
فطالعه أياد بتفهم : أخته وهو حر فيها
وبخطي سريعه أتجه خارج الغرفه .. واخذ يُطالع المكان بعينيه ونطق صائحاً: داده حسنيه
لتأتي اليه حُسنيه بقلق : طلعوا عايزين ايه يابني
وعنـ.ـد.ما علمت الجواب من نظرات أعينه طالعته بصدmه : أنا مش مطمنه ليهم يابني ، اخوها ده شكله ميعرفش ربنا ..
ليُطالعها أياد قليلا قائلا ببرود : ديه أخته ياداده وهو حر فيها ، احنا منقدرش نقوله حاجه وكمان وجود ياسين النهارده أكدلي ان فعلا فيه حاجه بينه وبينها
لاء ، لاء .. ياابني اوعي تصدق الكلام ده ليلي حكتلي علي كل حاجه .. هي مكنتش تعرف ان عينه منها .. وياعيني هي غلبانه متفهمش حاجه في خبث الرجـ.ـاله
ليبتسم أياد علي ما تفهوت به تلك السيده الطيبه التي لا تُظن بأحد السوء، ونظر اليها مُتمتما : روحي أندهي ليلي ياداده
...................................................................
بدأت تتناسي بأنها جالسه في مكتبه .. فأخذت تُطالع كل شئ بملل حتي أخيراً وجدت باب غرفتة يُفتح ويردف هو وخلفه سكرتيرته يعطيها بعض الاوامر
وأخيراً رفع بوجه نحوها ، وقد نسي بالفعل أمرها
فأجتماعه لم يستغرق ساعه كما أخبرها ، بل ساعتين ظلت جالسه فيهم تنتظره .. فغادرت سكرتيرته سريعا بعدmا امرها
ونظر اليها ببرود : اتأخرت عليكي
فطالعته حنين بسخريه أصبحت تتعلمها منه ببراعه : لا طبعا ، هي ساعه بالظبط ..
ليعلم هو بسخريتها فأبتسم لاول مره دون تكلف وهو يتأملها : هنسي تريقتك ديه ، وهعتبرها محصلتش
وجلس علي مقربه منها قائلا بوضوح : مدام وفقتي علي الجواز فلازم نتفق علي شوية حاجات
فأخذت تُطالعه وهي لا تُصدق بأن ذلك الرجل لا يحمل اي من المشاعر التي تُحافظ علي كبرياء النساء
ليفهم هو نظراتها قائلا بجمود : طبعا انتي عارفه ان أنا متجوز .. وانك هتكوني الزوجه التانيه
فأخذت تُحرك رأسها بيأس : طب ليه
ليُطالعها هو دون فهم .. حتي تابعت حديثها : ليه تتجوز عليها وتجـ.ـر.حها
ليتأملها هو للحظات قائلا بضيق : هي اللي عايزه كده وده طلبها ..
فلمعت عيناها بحسره وهمست بغضب : طب وعايز تتجوزني انا ليه
ليقف زين بجمود وهو لا يعلم بما سيُجيبها فالحقيقه اعمق وأكبر من أن يُصرح بها قلبه وعقله الأن : ما أنا قولتلك مافيش حاجه تمنعني اني اتجوز مره تانيه
فنطقت بعجز : مجرد وقت مش كده
...................................................................
أخذ يُكمكم فمها بذلك المنديل وهو يبتسم : بس بقي تعبتيني ياشيخه معاكي
لتتلوي الفتاه بجسدها العاري علي الفراش بعجز وهي لا تعلم كم مر عليها من الوقت وهي تتحمل لمساته المُقرفه ونيران ولاعته التي تشوه جسدها ..
فيقف حاتم وهو يُطالعها برغبة عاجزه ، ويُلعن عجزه كرجلا
وتلمع بعينيه نيران الشر .. فيذهب الي أحد الادراج خارجاً منها كاميرته : جيه وقت التصوير ياحلوه
...................................................................
لم تكن تُصدق بأنها قد عادت الي نيران أخيها ثانية .. لتتذكر نظرات تلك السيده الحنونه ونظرات الصغير المُشاغب كما سمـ.ـيـ.ـته .. لتأتي بذهنها نظرات ذلك الرجل الذي وعدها بأن يحميها ولكن هيهات فالوعود قد تُخلف سريعاً
وتسمع صوت اخيه خلفها قائلا بغضب : كل ده بتعملي الشاي ياست ليلي ، ولا أتعودتي علي الدلع والعز ..
ليفزعها صوته وهي تتمني بأن يدق المـ.ـو.ت بابها ليُريحها من تلك الحياه البائسه .. وبدأت تضع أكواب الشاي علي أحد الصواني :
الشاي أهو
ليُطالعها محمود بنظرات ذات مغزي : طب تعالي قدmيه لياسين بيه
فتقف مصدومه للحظات وهي لا تعلم بما يُفكر فيه أخيها مع ياسين.. وصرح أخيراً عن خطته الاخري التي سيفعلها بها
: ياسين بيه طلب أيدك مني
لتسقط الصينيه من يدها وهي لا تُصدق ما سمعته، فيقف محمود مفزوعاً قائلا بغضب :
اعملي غيرها ياحـ.ـيو.انه وحصليني .. الراجـ.ـل مستني بره وكلها ساعه والمأذون هيجي .. بت فقر بصحيح
وخرج سريعا وهو يُلعنها ... وأنحنت بجسدها أرضاً لتجمع الزجاج ودmـ.ـو.عها تهطل بغزاره وهي تُتمتم : انا أتجوز ياسين بيه ، طب وست زينب
ونهضت بفزع وهي لا تُفكر في شئ سوي أن تخبره برفضها حتي لو كان أمام أخيها وكادت أن تقترب من تلك الحجره التي يجلسون بها ، وسمعت ياسين يتهامس مع أخيها ويخبره .. بأن زواجه من أخته سيكون سراً ولا أحد سيعرفه
وان الاموال التي أتفقوا عليها سيأخذها محمود حين ينتهي أمر الزواج
لتقف مصدومه مما سمعته وهي لا تُصدق بأنها تُباع وكأنها جاريه .. وأخذت تنظر حولها حتي وجدت نفسها تركض خارج المنزل وهي لا تعلم الي أين ستذهب .. ليسمعوا صوت غلق الباب ، فيذهب محمود ناحية المطبخ ليُدرك مافعلته أخته ..
ليُطالعه ياسين بتسأل ، حتي تمتم محمود : مـ.ـو.تك هيكون علي ايدي ياليلي
.......................................................................
وقفت تتأمل فخامة المكان الذي دعوت اليه من تلك التي ستشاركها في زوجها .. لتتمني لو حقا كان يكذب عليها في امر موافقة زوجته علي زواجه بل انها تصر ايضا علي ذلك
لتلتف حولها يميناً ويساراً وهي لا تعلم اين ستكون وجهتها
حتي أتي اليها النادل يسألها بأحترام .. عن من تنتظر
لتخبره عن زوجة زين نصار.. فيرتجف النادل قليلا من سماع اسم سيده المالك لذلك المطعم قائلا بأدب : اتفضلي الهانم في انتظارك
ويقودها نحو الطاوله .. فتقف رحمه بدورها مُرحبة بها وعلي شفتيها أبتسامه هادئه : حنين مش كده
لتُحرك حنين رأسها باأيجاب .. وهي تتفحص ملامح تلك المرأه التي تستحق ان تحصل علي قلب ملكة جمال وأيضا عارضه أزياء بجداره .. فجسدها لا يُشبه جسدها الضئيل الذي لا يوحي بأي معالم الأنوثه التي دفنتها خلف زيها الأسود
وتعود رحمه لأبتسامتها الهادئه وهي تتأمل نظراتها
وقد شعرت بشئ من الغرور عنـ.ـد.ما رأت من أختارها زوجها
عن من فرضتها عليه : سواق زين وصلك
فنظرت اليها حنين كالبلهاء ، الي أن جلست : هو حضرتك طلبتيني ليه
لتُطالعها رحمه قائله بلطافه : أنتي طبعا مصدومه من دعوتي ليكي
ثم تابعت حديثها ببعض الغرور: واكيد مصدومه أكتر أزاي أنا عارفه أنك هتكوني الزوجه التانيه لزوجي .. بل ومرحبه بكده
فنصدmت حنين من حديثها وشعرت ببعض المهانه .. وهي تعلم بأن أخر خيط قد أنقطع .. فهو لا يكذب .. فها هي زوجته تدعوها لأحتساء فنجان قهوه معها عنـ.ـد.ما علمت بوجودها في شركته يتفقون علي بعض الامور
لتتأملها للحظات قبل أن تترك لسانها يتسأل بسؤال واحد :
ازاي عايزه تجوزيني لجوزك ..
لتبتسم رحمه بهدوء وهي تتفصحها وألجمتها بالحقيقه التي أنكشفت أمامها الأن : عشان عايزه زين يكون ليه طفل
فأخذت تُطالعها حنين بصدmه يصحبها القهر وهي لا تُصدق مغزي زواجه منها .. فهي لم تكن رغبه فقط بل أيضا يُريدها أله انتاج للأنجاب ..
وشعرت ببعض الدوار وهي تتأمل نظرات رحمه اليها .. فيبدو انهم مُتفقان علي كل شئ .. هي تُنجب والأخر كل شئ
لتُحرك رحمه رأسها قليلا وبدأت تسرد حديثها بحب وعشق لزين وقد نسيت تمام كلمـ.ـا.تها الجارحه لتلك المسكينه او تشك حتي للحظه بأن زين لم يخبرها عن سبب زواجه الحقيقي منها :
زين يستاهل كل التضحيه ديه ياحنين ، زين مش جوزي بس .. زين ابويا واخويا وصديقي وحبيبي وجوزي وابني وكل حاجه ليا في الدنيا
مينفعش أكون أنانيه .. مينفعس أحرمه من حقه .. زين عاش معظم حياته وحيد
بعد وفاة والده ووالدته .. خالته ربته وللأسف مكملتش بعدهم كتير
وسبيته هي كمان لوحده
ابتدي حياته وكافح في سن المفروض يكون اجمل سنين حياته
أشتغل في ورشه لتصليح العربيات بالليل ، كان بيشتغل وينام فيها
كمل تعليمه منازل عشان يحقق حلمه في انه يكون مُهندس .. تخيلي لما طفل يتعلم ويشتغل وهو في الشارع .. وتابعت حديثها وهي تزيل دmـ.ـو.عها : جيه أشتغل في مطعم بابا الله يرحمه وهو في اول سنه في الجامعه .. بابا مكنش بيرحمه حتي .. كان ديما يهينه ويحسسه أنه شحات ميستحقش اللقمه اللي بيعطف بيها عليه من بواقي الاكل بتاع الزباين ... كنت انا لسا طفله صغيره
كان بيصعب عليا ، كنت ديما أقف جنبه وأطبطب علي أيده وهو يبتسملي ويقولي : أنا كويس ، يا أسم علي مُسمي
وعنـ.ـد.ما جاء ذلك الاسم الذي لم تنساه دوما بحياتها ، أبتسمت وهي تتأمل نظرات تلك الشارده في قصه لن تُصادفها أبدا في حياتها
لتُكمل رحمه حديثها : بابا طرده من المطعم عشان زبون أتهمه بالسرقه .. والجامعه فصلته عشان أتهمته بالتحريض السياسي .. وسافر زين الولد الضايع .. ورجع زين نصار أكبر رجل أعمال
وعنـ.ـد.ما صمتت رحمه قليلا تتذكر كل ذكرياتها .. أخذت تنظر اليها حنين بأمل أن تُكمل الحكايه فأتبتسمت رحمه
: ورجع زين والبـ.ـنت أتخرجت من الجامعه وبقيت عاطله قد الدنيا وعندها أحلام ورديه وبعد ما كانت عايشه عيشه مدلله
والدها خسر كل فلوسه
وتابعت حديثها بشرود : وفي يوم جاتلي صديقه ليا .. وعرضت عليا فكرة اني اكون عارضه أزياء ..لان جـ.ـسمي فيه كل الصفات اللي محتاجينها
وأبتسمت بهدوء وهي تتذكر كل شئ : المبلغ اللي كان معروض اغراني وحسيت ان هقدر فعلا أنجد نفسي من الفقر اللي بقيت فيه
وأبتدت رحلتي اني أكون أشهرعارضة أزياء ..

وصممت للحظات لتُتابع سردها : وفي يوم كان في عرض مهم أووي وكان هيحضره بعض رجـ.ـال الأعمال ...
وصمتت قليلا لتتنهد بحنين لتلك اللحظه : يومها شوفت زين .. رغم ان شكله أتغير وبقي حاجه تانيه الا ان ملامحه فضلت فكراها طول العمر ..
وتابعت حديثها بشوق لكل اللحظات التي مرت بها معه :
وفي يوم جالي عرض من شركه هتعمل دعايه لأحدث مجموعه سيارات .. قبلت العرض وروحت الشركه اللي أكتشفت بعدها أن زين هو صاحبها
ساعتها مكنتش مصدقه ان القدر بيجمعني بي من غير ميعاد وكأنه عايزنا نعرف بعض من أول وجديد
وتنهدت قليلا وهي تُكمل : وبعد شغلي معاه .. عرض عليا الجواز
وتذكرت كيف كان عرض الزواج الذي لم يكن حب غير من طرفها هي ..
فنطقت حنين أخيراً وكأنها أفاقت : وعرف انك البـ.ـنت الصغيره بـ.ـنت صاحب المطعم
لتبتسم رحمه وهي تتذكر فيه ذلك اليوم الذي أرادت ان تخبره فيه بهويتها ومعرفتها به منذ زمن .. لتجده يعرف ذلك
ثم أبتسمت بحب قائله بتملك : زين ديما بيديني من غير مُقابل ... هو سبب نجاحي
عايزه تسأليني دلوقتي ليه أنا عايزه يبقي ليه طفل من دmه .. أنا مش هقدر أديله الطفل ده ياحنين
لتُطالعها حنين قليلا وهي لا تشعر بشئ .. فأمامها زوجه تحب زوجها وبالطبع هو يُحبها مثلما تحبه
وظل يدور عقلها في نقطه واحده وهي تتذكر بأنه كذب عليها ولم يُخبرها بحقيقة زواجه منها ..وانه من الممكن أن يستأجر فقط رحمها لشهور كما كانت تقرء في بعض الروايات ثم يتركها بعد ان يطردها خارج حياته وكل ذلك من أجل زوجته التي ترغب أيضاً بأن تصبح أم
وظلت تُتمتم داخلها بكلمـ.ـا.ت مقهوره : يارب انجدني من العالم ده
...................................................................
وقفت تتأمله وهو داخل سيارته يعبر خارج تلك البوابه الضخمه ... حتي همست بضعف : أياد بيه
ورغم أنه لم يسمع همسات صوتها ولكن حركة شفتيها ونظرت الألم التي تُطالعه بها قد أخبرته بكل شئ
ليخرج أياد سريعا وهو لا يُصدق أنها عادت بعد سواد الليل ...فسقطت تحت قدmيه بأنفاس لاهثه وهي تنطق بصعوبه : عايز يجوزني لياسين بيه ابن الحج ناجي في السر .. أنا سمعتهم وهما بيتفقوا
فأخذ يُطالعها بأشفاق وهو لا يعلم كيف لأخ بأن يُتاجر بأخته بمثل هذه الطريقه ..
لتسمع هي صوت أصبحت تخافه بشـ.ـده ، فأقترب محمود وبيده أحدي العُصيان الضخمه وهو يتأمل أخته الساقطه تحت قدmي رجلا غريبا عنهم تحتمي به
فرفع محمود بعصايته وهو يُتمتم بغضب : عملك ايه أنطقي ، اكيد بعتيله شرفك الايام اللي فاتت يامجرمه ..
لينصدm أياد من ذلك الاتهام ، وكاد أن يصـ.ـر.خ بحارس مزرعته كي يُلقي ذلك الغـ.ـبـ.ـي بعيداً .. ولكن سريعا أدرك بأن العصا ستهوي علي جسد تلك الفتاه التي ترتجف من الخـ.ـو.ف .. ليمسك العصا بيده بقوه : تعرف أني ممكن أرميك في السـ.ـجـ.ـن دلوقتي وأمحيك من علي وش الدنيا
فتراجع محمود للخلف قليلا وأصابه الجُبن وأرتجفت عيناه بقلق : أختي وانا حر فيها ياباشا
ليُتمتم أياد بغضب فهو لاول مره يُصادف بمثل تلك الشخصيه : وهي جات وطلبت حمايتي سامع .. والمرادي مش هرجعهالك .. اظن أنها كملت ال 21 سنه عشان تبقي وصيه علي نفسها
فأخذت تُطالعهم هي بنظرات مُترقبه وأيديها تتماسك بحبات الرمل وكأنها تستمد من الأرض قوتها
وهمست أخيرا بضعف : ارجوك ياأياد بيه ، متخليهوش يجوزني
وفي لحظه واحده كان يمسكها من عبائتها السوداء يجرها قائلا بتوعد : أكيد سلمتيله نفسك وجبتيلي العار ...
فأصابتها الكلمه لثاني مره بمقــ,تــل .. حتي وجدت صوته الذي يبعث فيها الامان وهو يلجمهم بقرار لم تصدقه
فأصابتها الكلمه لثاني مره بمقــ,تــل .. حتي وجدت صوته الذي يبعث فيها الامان وهو يلجمهم بقرار لم تصدقه
أياد :انا هتجوز أختك واظن كده يبقي بصلح غلطتي ، مع أن أختك أنسانه شريفه
وأخذ يُطالع تلك المسكينه التي تتأوه بألم ، ونظرات أخيها التي تلمع ليسمع صوته أخيرا وهو يصيح بفخر : انا موافق يابيه
...................................................................
أخذ يستمع بصدmه الي ما يخبره به أحدهما عن فشل أحدي الصفقات .. فعبث بخصلات شعره بغضب وهو لا يُصدق بأنه قد خسر تلك الصفقه التي وضع فيها أمال كثيره..
وقذف بهاتفه علي الفراش وهو يُتمتم : طول عمري بشتغل مع أغـ.ـبـ.ـيه
فوقفت تستمع هبه لنبرته الغاضبه وكادت أن تُغادر الغرفه كي لا يحدث شجاراً بينهم وينفث فيها غضبه حتي وجدته يُطالعها بغضب : أبقي قولي لأبوكي ان العماره أتبـ.ـنت ياهانم ... اظن ده أخر طلب زي ما أتفقت معاه .. ما أصل انا مش البنك ولا الفانوس السحري اللي لقيتوه
وحمل جاكت بذلته الذي ألقاه للتو فوق الفراش.. وألتقط هاتفه بتأفف وهو يتذكر مُكالمه احد رجـ.ـاله التي أفسدت مزاجه .. وأقترب منها واخذ يُطالعها بتأفف : أه صحيح انا خارج اسهر مع واحده تروقلي دmاغي
لتقف هي مصدومه من وقاحته التي بات يفعلها معها واخذت تُتمتم بضعف : انتي هتفضلي مستحمله كل ده لحد أمتي ياهبه
لازم تمشي بقي من الجحيم اللي بقيتي عايشه فيه ، هاشم اتغير واللي كان كان
...................................................................
وقف حاتم يتأمل خريطه المكان وهو لا يُصدق .. بأنهم الان سيفتحوا كنزاً أخر .. سيرفعهم عاليا
ليأتي صوت من خلفه ،وهو يهمس بأذنه : هنفضل لحد امتي تابعين ياباشا
فتلمع عين حاتم بشرود وهو يتخيل لو أصبحت المقبره اليوم له ، ليعود مسعد لهمساته : ده حتي الباشا الكبير بتاعهم لحد دلوقتي لسا منعرفهوش .. وبيدينا اوامره
وأشار ناحية أحد الرجـ.ـال الذي يعتبر الذراع الايمن لذلك الرجل الخفي ..
حتي لمعت عين حاتم بخبث : متستعجلش يامسعد ، كله بأوانه ويلا عشان الرجـ.ـاله خلصت حفر

..................................................................
جلست تنتظره بغضب وهي تفرك بكلتا يديها كلما تذكرت حديث رحمه معها ليلة أمس وأخذت تسب به بخفوت ونيران حقدها عليه تتأكل داخل قلبها .. فعنـ.ـد.ما أرادت أن تتخلص من نيران هاشم
وقعت في برثان ذئب قاسي لا يعرف الرحمه
ليردف زين داخل مكتبه بعدmا أخبرته سكرتيرته بتصميمها لمُقابلته
ولولا تعارفها عليها في المرات السابقه عنـ.ـد.ما جائت الي هنا لمقابلته ماكانت سمحت لها بالدخول
فوقفت حنين وهي تتفحص هيئته الجـ.ـا.مده وأقتربت منه وقد أزداد أحمرار وجهها .. وكاد ان يسألها عن سبب وجودها
ووجدها تهتف بغضب : انت انسان وقح وزباله
فأقترب منها بغضب وهو لا يُصدق بأن تلك الضئيله تقف أمامه وتسبه ... لتُكمل هي عبـ.ـاراتها بكرهه : تصدق ان المدام بتاعتك طلعت أرجل منك ، وعارفتني حقيقة جوازك مني
وصرخت بوجهه وهي تهتف بقهر وتتذكر كيف لجأت اليه كي يُساعدها : طلعت أنسان وسـ.ـخ زيه ، بس علي الاقل هو مكنش عايز يتجوزني بهدف .. اما انت يازين باشا ... أهدافك وخططك كتير
وعنـ.ـد.ما وجدته يُطالعها بنظرات مشتعله من الغضب وكأنه يُلجم غضبه عنها .. تابعت حديثها بألم : قولت تضـ.ـر.ب عصفورين بحجر منه تستغل المبلغ التافه اللي ميجيش حاجه في بحر فلوسك وتتجوزني عشان أجيبلك طفل ليك انت والمدام .. ومنك ترضي رغبتك زيه بالظبط
واه بـ.ـنت ببلاش
لتتغير ملامحه وهو يقف مصدوما مما يسمع ..
وظل يفكر في كلامها سريعا
فرحمه قد أخبـ.ـارتها بحقيقة مـ.ـا.تُريد وليس ماهو يُريد ..
فحقيقة زواجه منها ليست من أجل ان يُنجب .. فهو يخشي ان يكون له أولاد يتركهم كما تركوه والديه
ليُطالعها ببرود قد أصطنعه ومازال صدي كلمـ.ـا.تها يتدافق علي عقله .. وخاصة عنـ.ـد.ما شبهته بهاشم
وطال صمته .. وهو يستمع الي هذيانها وسبابها له .. حتي وجدها تبكي
لتهمس بضعف : ارجوك سيبني في حالي ، وخرجني من لعبتكم
ثم هتفت برجاء : اوعدك اني هشتغل ليل نهار وهدفع تمن الشيكات .. بس خرجوني من لعبتكم
فهتز قلبه بألم لم يعلم سببه وتأملها بهدوء .. ليُخرج بعدها منديلا مُعطراً من جيبيه وهو يُتمتم بخفوت : أمسحي دmـ.ـو.عك ياحنين
فطالعته بأمل أن يلغي تلك اللعبه ويتركها بحالها ..وينهي ذلك الزواج حتي وجدته يهتف بجمود : انا اتفقت علي ميعاد الفرح مع خالك
.............................................................................
قبلتُ زواجها
كانت هذه الكلمه بمثابة النار وهو يُخرجها من حلقه .. فكيف ربط أسمه بأسم فتاه لم ينظر اليها سوا بعطف
ليتطلع الي أعين اخيها واثنان من الرجـ.ـال كشهود
وينصرف الرجـ.ـال سريعا وهم لا يصدقون بأن سيدهم قد تزوج بتلك الطريقه .. ليقترب محمود كذكر البط حين ينفش ريشه قائلا بوقاحه : مبرووك ياأبو نسب ، فين بقي الشيك اللي قولتلي عليه ولا هتاخدها ببلاش
لتلمع عين أياد بغضب وهو يُطالع وقاحة ذلك الأخ، حتي أقترب منه بأعين ناريه قائلا بهدوء وهو يُخرج شيك مُضاعف لطلبه : تاخد الفلوس وتنسي ان ليك أخت ومشوفش وشك تاني سامع
لتقع نظراته علي ذلك الشيك وهو لا يُصدق الرقم الموضوع بداخله : ماخلاص بقيت مراتك ، انا دوري في حياتها خلص خلاص ياابو نسب .. يلا سلام
وغادر المكان وأعينه مازالت مُسلطه علي ذلك المبلغ الذي سيُغير مجري حياته كما يظن
ليتنهد أياد بجزع صارخاً بصوت عالي : ياداده
فتأتي حُسنيه راكضه اليه وهي لا تعلم بماذا سيقول لها ، فقد ورط نفسه بزيجه لم يُدرك عـ.ـا.قبتها الا عنـ.ـد.ما أصبحت حقيقه
ليهوي بجسده علي اقرب مقعد : جهزوا نفسكم هنسافر الليله ديه
فهمست هي بخفوت : مبروك ياابني
لتعتلي علي شفتيه أبتسامه ساخره وهو يضحك : مبروك علي ايه ياداده .. مبروك أني ربطت أسمي بخدامه
ورغم انها لا تهوي التسنط ولكن قدmيها أخذتها نحوهم وهي لا تعلم السبب .. ولكن الان أصبحت تعرفه
" فقلبها أراد أن يخبرها اليوم بأن لا تحلم "
...................................................................
للحظات كان الصمت فيها هو من يحاوطهم .. لتتنقل أعين هاشم علي رحمه وهو لا يُصدق بأنها تجلس اليوم أمامه بكامل قوتها تُتابع بعض التصميمـ.ـا.ت بعنايه وتنتظر ذلك العرض الذي قد أعده الفريق الذي يعمل معها .. من أجل أختيار العارضات الجُدد .. فأخذ يطالعها هو بنفاذ صبر
فزوجها سيعقد قرانها علي فتاه اخري وهي تجلس امامه كالوح ثلج
لترفع رحمه بأعينها نحوه، ببتسامه هادئه بعدmا ازاحت تلك الخُصله السوداء المُتمرده التي سقطت علي جبينها : علاقتك مع حاتم بقيت بتكبر ياهاشم كل يوم ، وبصراحه زين مبقاش عجبه العلاقه ديه
لتلمع عين هاشم ، وهو يخشي أن تعلم شئ ... فتجارة حاتم بالفتايات تعتبر شريكه أيضا هي فيها .. حيث ان العروض التي تقيمها بهؤلاء الفتايات ،هم نفسهم ضحايا حاتم ..
ووقفت ببتسامه هادئه بعدmا انهت ماكانت تفعله : طبعا المكتب مكتبك ياهاشم ، ثم ناولت ذلك الشيك الذي يعتبر ثمن لتلك الصفقه : وده الملبغ اللي أتفقنا عليه
.................................................................
جلست ليلي بداخل السياره التي ستنقلها الي حياه جديده لا تعلمها ، حياه لم تظن يوماً بأن قدرها سيبعثها اليها .. لتتطلع بجانبها حيث داده حُسنيه التي غفت مُنذ انطـ.ـلا.قهم
الي ان وقعت بأعينها من خلف تلك المرئه علي
ذلك الشخص الذي تري النـ.ـد.م في عينيه بما فعله بحياته فكيف
رجل مجتمع مشهور يملك العديد من الاعمال وشركات الادويه يتزوجها ليضيع اسمه هباءً ... ثم وقعت بعينيها علي ذلك الصغير سليم الجالس بجانب والده في المقعد الامامي يتلاعب بجهازه الالكتروني بأحد ألعابه المُفضله... ولا يُدرك شيئاً سوا بأنها خادmه ستعمل لديهم عطفاً من والده .. فحقيقة ذلك الزواج لم يعلمه غير الرجلان اللذان كانوا شهوداً علي العقد وذلك الشيخ واخيها وداده حسنيه التي وحدها من تمنت لها السعاده وبـ.ـاركت لها علي زواج لم تحسب له يوم
لتتذكر كلمـ.ـا.ته ونـ.ـد.مه علي تلك الزيجه .. فتتلاقي أعينهم للحظات .
وما من ثواني معدوده .. حتي اشاحت بأعينها نحو زجاج تلك السياره لتُتابع بأعينها الطريق وتودع قريتها
..................................................................
أنتهت مراسم ذلك الزواج وهي لا تشعر بشئ سوا صوت بكاء والدتها وهي تحتضنها بسعاده .. لتتذكر اخر لقاء جمعها بزوجته الاولي التي لم تكن تظن يوماً بأن تري مثل تضحيتها وقوتها
فهي أرادت ان ترد لحبيبها جميل حبه .. فمنحته امرأه اخري تُشاركها فيه .. لتشرد في اخر جمله قد قالتها لها قبل ان ينتهي حديثهم
" زين هو اللي اختارك بنفسه ياحنين ، مع اني كنت مختاره ليه عروسه غيرك خالص .. يعني انتي اختياره "
لتُسيطر عليها تلك الجمله، حتي انها لم تشعر بمُعانقة صديقتها خديجه التي اخذت تخبرها بأنها محظوظه
ورغم ان الجميع يُرون بأنها قد حصلت علي الحظ من زواجها من ذلك الرجل القاسي .. الذي يُطالعها دوماً بغموض .. فوالدتها رُحبت بذلك الزواج وحتي خالها الذي يمقتها دوما وصديقتها المُقربه اليها .. فجميعهم فرحوا بتسلميها لرجل ستكون لديه في المرتبه الثانيه من اجل الانجاب وفقط
لتشعر أخيراً بلمسة يد والدتها المودعه وهي تشكره
و لأول مره تري أبتسامته .. فأبتسامته كانت من نصيب والدتها .. ولكن الصدmه ألجمتها للحظات وهي تُعيد داخل عقلها ما شكرته عنه والدتها
فوالدتها تشكره علي شقتهم التي اعادها اليها من صاحب البنايه التي لم يرحمهم
لتقف حائره أمام نظراته بعدmا غادر الجميع وتركوها معه في ذلك البيت المُبهر الذي تمقته كصاحبه
حتي اخيراً سمعت صوته الجـ.ـا.مد وهو يخبرها : علي فكره كلهم مشيوا
لينتفض جسدها بفزع علي اثر صوته ، فألتفت بجسدها نحو نظراته وهي ترتجف : يعني انا وانت لوحدنا
ورغم ان نظراته لم تكن شهوانيه ، فقد كانت نظراته جـ.ـا.مده قد أعتادت عليها منه
فوجدت نفسها ترفع بذيل فستانها السُكري .. وركضت نحو الباب :
انا عايزه امشي من هنا
وأجهشت بالبكاء ،فقد عادت اليها تلك العاده البغيضه منذ الطفوله .. فحين تذهب لمكان غير مألوف لها واشخاض لا تعرفهم تجهش بالبكاء كالاطفال
لينصدm زين بما يحدث امامه وهو لا يُصدق بأنه قد تورط في طفله قد حركت قلبه بزيها الاسود عنـ.ـد.ما شاهدها في شركته.. وحينها أدرك بأن قلوب الرجـ.ـال ضعيفه مهما بلغت قسوتها
ورغم ذلك لم يستطع بأن يعترف بما يخفيه قلبه عن حقيقة زواجه من تلك المسكينه ... فالان يعيش دور المُحارب من اجل ان لا يتورط في مرض الخيانه التي يكرهها وينسي هدفه الاساسي من هذا الزواج " الأنجاب"
فتعتريه نوبة من الضحك .. وهو يُشاهدها تبكي
حتي رن هاتفه .. ليسمع صوت رحمه الحنون وهي تُبـ.ـارك له بود
وعنـ.ـد.ما أنتهي ذلك الاتصال سريعا ، اقترب منها زين....
وعندما بدء يقترب منها شعرت بأنها أصبحت مُحاصره بعينيه وكأنه سيفترسها بملامحه التي دوما جامده ..
حتي قال بمرح ليس من طباعه: ياخساره صفقه خسرانه ، اتجوزت عيله صغيره 
................................................................
وقفت أمام مرآتها بألم وهي تُشاهد قوتها تنهار .. بين جدران غرفتها ،فاليوم سينام حبيبها وزوجها في أحضان غيرها
وأقتربت من منضدة الزينه خاصتها لتلتقط زجاجة عطرها
وقذفتها نحو المرآه بصرخه قد زلزلت ذلك الجليد الذي وضعته علي قلبها لينهار اليوم ...
لتهوي علي فراشها وهي تتأمل  كحل عينيها الذي أنساب علي وجهها قائله بألم : أزاي أسلمك بأيدي لوحده غيري  ، غبيه يارحمه
ووجدت عقلها يُخبرها : أكيد مش هيسيبك انتي ويحبها هي
هي مجرد وقت بالنسباله .. انتي الأجمل .. انتي اللي اختارك بنفسه محدش فرضك عليه
فستسلمت اليه وهي لا تظن ان العقل أحيانا يُهزم

..................................................................
أخذ حاتم يُطالع وجه صديقه وابتسامته التي تُزين وجهه وهو يُقبل يد حبيبته بعدما ألبسها بخاتم الخُطبه
فلمعت عين حاتم بنظره خبيثه وهو يُكمل سير قدميه نحو صديق عمره  : مبرووك ياطارق
ونظر الي تلك الفتاه التي يعرفها عن ظهر قلب .. فهي ليست الا السكرتيره الحسناء ، ليمد طارق بيده قائلا بسعاده : كنت فاكر أنك هترفض دعوتي ياحاتم
ليبتسم حاتم بأبتسامة هادئه : مش معني اننا فضينا الشراكه ياصاحبي يبقي خلاص .. ننسي العيش والملح واللي كان بينا
وربت علي أحد كتفيه وهو يُطالع تلك العروس التي تقف تعطيه ظهرها وتتهامس مع صديقاتها ، فتلمع عيناه وهو يبتسم من أجل لعبة أخري سيطفئ بها نيران رغبته
...................................................................
وقف وسط رجاله وهو يُطالعهم علي خطته الجديده من أجل القضاء علي مُهربين الأثار ..ليظل يعطي أوامره
وتنهد أخيراً  : لازم نقضي علي الخليه المُهربه في أسرع وقت .. 7 سنين وأثار بلادنا بتتنهب يابهوات بسببهم
وتعلوا همسات الضباط الجالسين .. وهم يخشون بأن حملتهم تلك ستضيع هباءً كغيرها .. ونظر اليهم بجمود قائلا : الاجتماع انتهي كله علي شغله
فيقفوا جميعاً ..وهم يُتمتمون بأصوات هادئه مُفكرين بخطتهم الجديده .. الي أن أقترب منه أحدهم : أسعد باشا.. الملف اللي حضرتك طلبته ياباشا
ليلتف أسعد لذلك الضابط الذي كلفه ببعض المهام .. مُتأملا لاخر فرد قد غادر حجره الاجتماعات خاصتهم
فتقع عيناه علي يافته مكتبه البارز اسمه عليها والذي سعي اليها دوما " اللواء أسعد المنفلوطي "
..................................................................
أخذت تتأمل ليلي حجرتها الجديده التي قضت  فيها ليلة أمس  .. ونظرت الي فراشها الناعم الذي قضت عليه ليلتها ، وهي لا تُصدق بأن هذه هي غرفتها .. وتتذكر لحظة قدومها الي هنا أمس .. وانبهارها بعالم جديد تدخله ورغم انها لا تعلم بهوايتها فيه أهي خادمه ام زوجه
ولكن كل هذه الامور لا تهم مدام قد هربت من بطش أخيها واستغلال ياسين...ذلك الرجل الذي كانت تظن به خيراً
ولمعت عيناها ببؤس وشردت في لحظه دخولها ذلك القصر الذي ستعيش فيه .. عندما صعد لأعلي وهو يحمل طفله بين ذراعيه دون أن يُطالعها بأي نظره وكأنها لا شئ
ولولا تلك المرأه الحنونه التي تمدها بالحنان لكانت ظنت بأن البؤس قد عاد اليها ثانيه
وتسمع صوت حسنيه وهي تدق الباب بطرقات بسيطه : ليلي ، يلا الفطار جاهز ياحبيبتى
فتفيق هي من شرودها سريعا ، وتذهب نحو باب حجرتها ببتسامه هادئه ..لتفتح بابها
لتتأملها حسنيه للحظات : شكلنا هنضطر ننزل النهارده نلف كتير علي محلات الهدوم
فتخفض رأسها لأسفل تتأمل ذلك الفستان المُهترئ الذي أرتدته في الصباح .. بعدما عانت من أختيار اي ملبس لها من وسط ثيابها القديمه التي بعثها لها أخيها
فطالعتها حسنيه بأشفاق : بس الفستان شكله جميل عليكي ياليلي
فلمعت عينيها بأمل وهي تري جبر تلك المرأه الحنونه لخاطرها
لتمسك حسنيه بيدها : تعالي يلا عشان تفطري
..................................................................
جلس طيلت الليل بجانبها يُهدأ من روعها ... ليبتسم بأسف علي تهوره هذا في تلك الزيجه التي حولته لأب
ولمعت عيناه لأول مره بحنو وهو يراها تتقلب في الفراش .. حتي وجدها تهب فزعاً بصراخ : انت مين ، وانا فين
فأخذ يتأفف بغضب : حنين فوقي بقي .. 
فأنسابت دموع صدمتها وهي لا تُصدق بأنها الأن تعيش مع زين نصار .. ذلك الرجل الذي استغل حاجتها للمال .. واستغل أمل أمها الاخير بأن تفرح بأبنتها حتي لو زوجتها لرجلاً مُتزوج ..... 
وأخذت تُحرك رأسها بأعتراض : مش عايزه أعيش معاك ، سبوني في حالي بقي
وظلت تصرخ بأسم والدها حتي صمتت للحظات من كثرة بكائها
ليقف زين فجأه : مدام وافقتي علي الجوازه .. يبقي متعشيش دور البنت المظلومه .. انا مأجبرتكيش علي حاجه ولا خدعتك
وطالعها بقسوه ، الي ان ترك الغرفه بأكملها .. وصدره يعلو ويهبط من الغضب
لتتأمل هي الفراغ الذي تركه ، وتتذكر كل مافعلته ليلة أمس بتشفي ، فهمست بسعاده : هخليك تندم يازين باشا علي جوازك مني ..
...................................................................
وقفت أمام منزل والديها وهي تحمل أحدي أبنتيها وتمسك الاخري بيدها ليضع حارس بنايتهم بحقيبة ملابسها قائلا بترحيب : نورتي العماره ياهبه هانم
فتُطالعه ببتسامه باهته ، وهي تتأمل كل ركن من أركان تلك البنايه التي يعيش بها والديها بعد أن اعطاهم زوجها شقه حين أنشأها وكانت هذه هي هديتهم التي طالبوا بها دون أن يشعروا بأنهم كل يوم يسقطون من نظر زوجها وتسقط هي أيضا ..
لتضع يدها بعجز علي زر الجرس ، وهي تُقاوم دموعها
حتي فتحت لها الخادمه التي يدفع راتبها  زوجها أيضا
وتسمع صوت والدتها وهي تهتف بصوت عالي : مين اللي رن الجرس يابت يانوسه
فتنظر نوسه لتلك الحقيبه التي بجانب سيدتها ، فهمست بصوت منخفض : ديه ست هبه
وأزاحت بجسدها سريعا : أتفضلي ياستي
فتدخل هبه بخطوات بائسه .. ووجدت والدتها أمامها تُطالعها بفرحه ولكن سريعا ما تلاشت أبتسامتها وهي تري الحقيبه الضخمه التي تحملها خادمتها
فوضعت يدها علي صدرها  قائله بخوف : سيبتي بيتك ليه ، انتي أتخنقتي مع هاشم
ظلت واقفه بحرج ، لا تقوي علي سحب قدميها للأمام قليلا .. كي تجلس بينهم تتناول طعام الافطار .. فقابلتها عين حسنيه بتشجيع ، حتي سليم الذي لا يتقبل الناس بسهوله نظر اليها ببتسامه لطيفه .. لتقترب نحوهم بخوف ..
وجلست بعدما وجدته يتحدث بجمود : تعالي افطري
وتسقط كلماته الجامده علي قلبها كالسكين .. وتجلس علي احد الكراسي ناظرة الي الطعام الشهي ولكنها اخذت تنظر اليه بشهيه مُعدمه ، ووجدته ينهض من مقعده ناهياً فنجان قهوته : بعد ما تخلصي فطارك ، عايزك في مكتبي ياليلي
لتُطالعه هي بخوف ، فطمئنتها حُسنيه بأبتسامه حنونه : متخافيش ياليلي ، ويلا افطري ياحبيبتى
ونظر اليها سليم بشقاوه: انتي بتخافي كده ليه
لتبتسم ليلي لمُشاغبة هذا الصغير ، وأقتربت منه وهي تخبره بخطتها التي ستفعلها معه : انا بخاف ياسليم ، طب مش هلعب معاك ولا هحكيلك حدوته
ولا هنجري سوا ونلعب كوره
لتلمع عين سليم بمرح وهو لا يُصدق بأنه اصبح محور اهتمام أحدهما دون أن يخبره
...................................................................
أخذت تنظر الي هيئتها الحمقاء في مرآه تلك الغرفه التي أصبحت غرفتها منذ ليلة امس .. وتأملت هيئتها برضي
الي ان صارت خارج الغرفه .. لتستجيب لنداء معدتها الجائعه .. وهبطت درجات الدرج بهدوء وعند اخر درجه قد وصلت اليها من درجات السُلم وقفت تلتف يميناً ويساراً كالتائها .. حتي وجدت أمرأه تحمل صينية طعام ومُتجها ناحية احدي الغرف .. ويبدو من هيئتها بأنها الخادمه
فذهبت خلفها بملامح مرسوم عليها الكأبه .. الي ان أقتربت من باب الحجره بهدوء .. لتطالعها الخادمه بوجه مصدوم .. وهي تتسأل داخلها
هل تلك السيده هي زوجه سيدهم ؟
لينتبه زين لشرود الخادمه ، فطوي الجريده التي بين يديه قائلا بملامح جامده : مش قولتلك اطلعي نادي الهانم من فوق
لتتعلثم الخادمه بالحديث وهي تُطالع وجه سيدتها : الهانم جات .. يازين بيه
فيلتف بجسده قليلا للخلف ناظرا الي هيئة زوجته التي لا تشبه غير الغوريلا .. فهي ترتدي عبائه سوداء وتربط فوق رأسها أيشرب بطريقه بشعه وتُخرج شعرها من الخلف بأهمال وتضع كحل اسود علي جفونها بتقزز .. وخدودها لطمتها بلون عجيب .. وكأن أحداً قد اصطبحها ببوكسً في الصباح
وتفر الخادمه سريعا ، فيلتف نحو فطوره ثانية قائلا بجمود :
تعالي اتنيلي أفطري
لتقترب حنين وتجلس علي احد المقاعد .. فتجد البيض امامها لتقشره وتقذفه بعشوائيه حتي تناثرت قشوره علي وجهه .. ويهب واقفا بغضب : قاعد مع غوريلا انا ، كُلي عدل
وقذف بفوطته بحنق وهو يُتمتم : انا نازل الشغل
لتُطالعه بأستفزاز : هتسبني لوحدي من اول يوم
ليرفع بأحد حاجبيه وهو لا يُصدق بما تتفوه به .. فخبرته بالنساء تجعله يُدرك بأنها ليست بالجريئه ، فهمس بغضب : وهي ديه خلقه حد يقعد معاها
وصار سريعا خرج  غرفة الطعام وهو يُتمتم : انا ايه اللي نيلته في نفسي ده
وتذكر زوجته الناعمه صاحبة الانوثه والجسد الممشوق ودلالها الطاغي ، وهو لا يُصدق بأنه سيبقي مع تلك المجنونه لاسبوع الي ان يعدل بينهم في الأيام...  
...................................................................
ظل ينظر لهيئتها طويلا وهو يفحصها بأعين كالصقر : ليلي انتي عارفه اكيد ان جوازي منك ..مُجرد
وقبل ان يُكمل بعباراته التي تعلمها تماماً نطقت بأسف : ورطه انا اللي ورطتك فيها .. انا اسفه
فطالعها اياد قائلا بندم : أعذريني ياليلي بس ازاي هظهر بيكي قدام الناس .. واخذ يفكر قليلا ليتنهد : انتي وصلتي لأيه في مراحل تعليمك .. الاعداديه صح
فألجمهتا فكرة بأنه يظنها جاهله مدام تعمل كخادمه ، ولم يظن بأن الحاجه أحياناً تضطر المرء لفعل اشياء لا يتمناها ، لتنطق بخفوت  :
المفروض السنادي تكون السنه الاخيره  ليا في كليه الصيدله
فتأملها بصدمه وهو لا يُصدق بما نطقت به
حتي قطعت شروده : هما ولاد الفقرا مش من حقهم يتعلموا يا أياد بيه .. وتابعت حديثها بكبرياء : علي العموم حضرتك تقدر تطلقني .. بس لو تكرمت شوفلي اي شغلانه هنا .. انا مش عايزه ارجع البلد تاني
...................................................................
جلس زين يتطلع الي الملفات التي أمامه بشرود وهو لا يُصدق بأنه بسبب تلك المشاعر التي اجتاحته للحظات عند رؤيته لتلك المتمرده التي أعجبته عندما كان يُطالعها في الخفاء ، واصرار زوجته عليه بأن يتزوج للمره الثانيه .. وأستغلال سطوته من أجل أن يُسيطر علي زوجته الثانيه
ليتذكر كل مافعله بها .. وكيف لجأت اليه تطلب منه مُساعدته ، ليأخذ هو أيضا الكوره من ملعب هاشم لملعبه هو
ويذهب بأفكاره حيث رغبة هاشم بها .. فتلمع عينيه بنيران الغضب وهو لا يُدرك بأن تلك الفتاه أجتاحت مشاعره في سن نضوجه فهو ليس بالعمر الهين ..
فأخذ يدُق بقلمه علي مكتبه الفخم .. وهو يُفكر في حب رحمه اليه ولا يُنكر بأنه يشعر نحوها بمشاعر لا يعرف لها تفسير اهي حبه ام مجرد رغبه ولكن ما أصبح يدركه في سنين عشرته لها بأنها أمرأه رائعه تستحق الحب والتقدير ..
وشعر بغضب من  ذلك الدور الذي يمثلة الرجل الظالم الذي دوما يكرهه .. ولكن زوجته حمقاء غبيه .. جائت اليه تعرض عليه الزواج من اجل الانجاب الذي لم يفكر فيه يوم ...واعطته الفرصه ليُجرب مشاعر لم يفهمها .. لتأتي هي وتدخل عالمه فقد أعجبته بزيها الاسود وملامحها الحزينه حتي القدر لعب لعبته ليجعلها في حياته بسهوله
وأخذ يُشعث خصلات شعره وهو يشرد في كل ماحدث
فهو لا يُنكر بأنها جذبت عينيه حينما رأي وجهها في شركته لمرات قليله لا يحسب عددها ..
ويشعر بتلك الأيد الحانيه التي دوماً تُمسد أوجاعه ، فرفع بعينيه لأعلي ليجد رحمه تُطالعه بحب : كنت سرحان في أيه ياحبيبي ، لدرجادي محستش بيا لما دخلت مكتبك
وعندما طالعها بنظرات احتياج لا تعرفها الا هي ... ألتفت نحوه وجلست علي سطح المكتب وهو تُلامس وجهه بحنان : سبت عروستك ليه يازين ، ده اول يوم ليكوا سوا
فتنهد بغضب .. وهو لا يعرف بما يُجيب أو بمن يصرخ .. فمشاعره الحمقاء قد جلبت له بلوة صغيرة كما أصبح يُسميها .. وهمس بأختناق : مش فاهم نفسي يارحمه ،دماغي هتنفجر من التفكير
لتُطالعه هي بصمت .. الي أن همست بدفئ : أنت حبيت حنين يازين
لتتجمد ملامحه بصدمه فهو الي الان لا يُريد أن يكشف تلك الحقيقه لنفسه ... وأبتسمت : لو مكنتش حنين عجباك مكنتش أخترتها انت بنفسك ..وكنت ممكن ترضي بالبنت اللي جبتهالك ، حنين موظفه عندك في الشركه واكيد جمعك بيها القدر بالصدفه
وماكان منه سوي أن مدّ كفيه ، نحو أيديها الناعمه ليقبلهما : أنا لو هحب مش هحب غيرك  انتي يارحمه ..انتي اللي تستهلي قلبي ، انتي اكتر واحده عارفه ان قاموس الحب والمشاعر ده أنتهي من زمان من حياتي
لتشعر بالنصر من كلماته وأرتسمت أبتسامه بسيطه علي محياها وهي تُدرك بأن كل ما يقلقها مجرد هباءً.. فغريمتها أمامها خاسره
وحتي انه لم يطيقها ليله واحده ... وجاء الي عمله مبكراً
ونهضت من فوق المكتب لتعدل من هندام ملابسها قائله بدلال :
انا قولت أعدي عليك قبل ما أروح الشركه
ثم أنحنت بجسدها قليلا لتُقبله علي شفتيه بقبله رقيقه وهي تهمس : بحبك
...................................................................
أخذ يصُب علي كل من يُقابله لجام غضبه .. وهو لا يُصدق بأن الحقير محمود قد باع ليلي "لأياد المنصوري "لتصبح زوجته
ويشرد بخياله بعيداً وهو يُدرك بأنها أصبحت ملكاً لغيره يتمتع بها .. ويردف الي حجرته صافعاً الباب خلفه بقوه وهو يصرخ بقهر : أطلعي بره الاوضه
لتقف زينب مذعوره من تلك النيران التي تشتعل بداخل عينيه
فيجذبها بجمود : أرتاحتي لما ضيعتيها مني ، ايوه بحبها
وكان نفسي أتجوزها وأطلقك واخلص منك
فطالعته زينب بصدمه وهي لا تُصدق ما تسمعه .. وهبطت دموعها وهي لا تشعر بسيولتها
ويجذبها  نحو المرآه قائلا : عارفه كل يوم بحس بأيه
بحس أنك عقاب من ربنا ليا
لتتأمل هيئتها في المرآه غير قادرة علي شئ سوي الدموع .. وهمست بضعف : أتجوزتني ليه ياياسين ، مدام بتكرهني كده
ليُحررها  من ذراعيه .. وأخذ يلتف حولها بغضب : عشان عمك الحج ناجي أمر بكده ، وأوامره لازم تتنفذ
ورغم أنها تعلم بتلك الحقيقه عن ظهر قلب.. الي أن سماعها منه كان كالنيران التي تحرق
لتُطالعه بأعين باهته لا تفعل شئ سوي البكاء
وما من لحظات وجدته يُغادر حجرتهما .. لتتطلع الي هيئتها في المرآه فتجد أمرأه قد أصابتها التجاعيد رغم صغر سن صاحبتها ولكن بسبب الأهمال قد أصبحت بهذا الشكل
وترتدي عبائه تُشبه عبائات الفلاحات في الغيط تملئها الورود بكثره.. وليس لشابه من المُفترض بأنها أبنه رجل من أعيان قريتهم ..وتعقد فوق رأسها أيشرب صغير من نفس لون العبائه التي ترتديها
وتقف لدقائق تتأمل نفسها .. وهي تتخيل ليلي تلك الفتاه الفقيره التي رغم فقرها  وبؤسها كانت ترتدي ملابس بسيطه هادئه تُلائم ملامحها وليست مُشعه كملابسها
...................................................................
أنحنت أحدي الفتيات أمام قدميه مُتوسله .. تطلب منه تلك الأسطوانه اللعينه التي يستغلها دوما بها
فيقف حاتم مُقهقهاً بجمود : وعدتك أدهالك بس للأسف لقيت أن مصلحتي أهم ..
لتقترب منه تلك الفتاه بذعر : ابوس أيدك ياحاتم بيه ، انا هتجوز خلاص ولو خطيبي عرف حاجه ممكن يسبني
فطالعها حاتم بخبث : شوفتي أنا مأذتكيش ازاي ياحلوه ، اهو هتتجوزي وجوزك مش هيعرف حاجه .. لان سبتك صاغ سليم .. شوفتي كرمي
لتتذكر الفتاه عجزه الذي نجدها من بُراثنة ولكنها أخذت تُطالع بشرود  تلك الأسطوانه المعروض فيها عرضها
فهو صورها عاريه بالكامل كي تظل تحت رحمته .. ويستغلها بأعماله القذره التي يطلبها منها .. أما في عروض الازياء التي لولا مساحيق التجميل والملابس النظيفه وعدم مُتابعة أهلها لتلك المجلات وذلك الوسط المُرفه لكان قد أفتضح أمرها .. او مُصاحبة أحد الرجال كي يمسك عليهم بعض الصغرات
ويلتف حاتم بجسده : يلا ياحلوه انا مش فاضيلك ولا عايزه أبعت الاسطوانه لخطيبك .. وتابع حديثه وهو يلتف نحوها ثانية ويُداعب وجنتيها : خلينا حبايب ياقطه بدل ما أوريكي وشي التاني
فأرتجفت الفتاه بذعر وهي تُطلق العنان لدموعها .. حتي أنسحبت أخيراً من أمامه وهي تُتمتم : ربنا ينتقم منك
.................................................................
أخذ يُطالع تلك الفتاه التي تقف أمامه بملابسها الضيقه في ذلك البار
ليبتلع كل مافي كأسه بأعين لامعه ... لتقترب منه الفتاه بدلال :
منورنا ياهاشم باشا
ليجذبها هاشم نحوها وهو يُلامس جسدها بيديه ..
فتضحك الفتاه بضحكه مُغريه ... وهي تري نيران رغبته فيها
حتي وجدته يهمس بخفوت : ايه رأيك نكتب ورقتين عرفي
ثم تابع بخبث  : وانا أخد اللي عاوزه وانتي تاخدي اللي عايزاه
لتعلو ضحكاتها وهي تسحب يده وتتمايل امامها ... ونطقت بدلال :
والمُقابل
فضحك هاشم علي استغلال كل النساء اللاتي عرفهن .. فكل شئ بالنسبه لهم بمقابل حتي بيع أجسادهن .. وهمس في اذنيها : اللي انتي تطلبيه ياقمر
لتتلاشي زوجته من امام عينيه وقد نسي أمرها
جلست حنين تقص علي صديقتها أفعالها بضحكات خافته : هو لسا شاف حاجه ياخديجه .. أما كنت أخليه ينـ.ـد.م أنه فكر يتجوز تاني
ليأتيها صوت صديقتها الضاحك وهي لا تُصدق بأن صديقتها الهادئه تفعل ذلك
فشردت هي بما وصلت اليه ... وسبب افعالها الطائشه معه .. رغم أنها ليست من سمـ.ـا.تها
ووقفت  بذعر عنـ.ـد.ما تذكرت خطتها الأخري : بقولك ايه ياخديجه أنا هقفل دلوقتي
وأغلقت هاتفها سريعا وهبطت الي اسفل حيث المطبخ .. لتُطالعها تلك الخادmه  : في حاجه ياهانم عايزاها مني
لتلمع عين حنين نحو البصل الذي تقشره الخادmه : انا عايزاكي تضـ.ـر.بيلي البصل في الخلاط .. وتصفيهولي وتجبيلي الميه بتاعته .. سامعه
فأخذت تطالعها الخادmه بشك .. الي أن حركت رأسها سريعا بالايجاب: حاضر ياهانم
فوقفت للحظات تُتابع أستجابة الخادmه لفكرتها الشيطانيه التي تلمع بعينيها
.................................................................
اخذت سائل البصل من تلك الخادmه وعلي شفتيها أبتسامه مُتمرده ، ووقفت تنظر الي زجاجات عطره الفخمه الباهظه وهي تُفكر بفكرتها الشيطانيه .. فتناولت زُجاجه تلو الاخري واخذت تسكب جزء من محتواها في حوض المياه لتملئ مكانه بسائل البصل وهي تضحك ... ومع كل زُجاجه كنت تُتمتم بخفوت : تستاهل يازين
وتذكرت نظراته الجـ.ـا.مده التي لا تحتوي علي اي مشاعر والتي دوما يُطالعها بها
وأشتمت رائحة يدها بأشمئزاز وهي تهتف :
أخيراً انتهت نص المهمه بنجاح ...
..................................................................
جلس حاتم يُطالع ذلك الرجل الذي يخبره بأحدي صفقات السلاح ، فلمعت عين حاتم وهو يسمع ذلك الرقم الذي سيحصده من ورا تلك الصفقه .. حتي أخذ يُطالع ساعده الأيمن " مسعد " الذي لمعت عيناه أيضا ...
ليُدرك حاتم المهمه : هو الباشا طلع ليه برضوه في السلاح
ليضحك الرجل قائلا : الباشا ليه في كل حاجه ، المهم أنك تنفذ من غير مـ.ـا.تسأل
فلمعت عين حاتم بطمع وهو لا يُفكر بذلك الرجل الخفي ..
حتي لاحظ نظرات مسعد الجائعه ..
ورغم أن المال اصبح لديه ، الا أن طمعه زاد
فوقف قائلا : خلاص يا رأفت باشا .. أحنا معاكم
ومدام المكسب مضمون ..فشوف ايه المطلوب مننا
فطالعه الرجل بخبث  : صفقة السلاح اللي جايه هنهربها في بضاعة الملابس بتاعت مصنعك ياحاتم
فأنصدm حاتم مما سمعه وهو لا يُصدق بأن الامر سيتطلب منه أن يُخاطر بسمعته
حتي وجد الرجل يضع الرقم مُضاعف : ومتخافش ياحاتم أحنا وراك والباشا بتاعنا وراك .. و الباشا عمرُ ما بيسيب رجـ.ـالته تقع
ليجد مسعد يهمس بأذنيه يخبره .. بأن تلك الصفقه لابُد ان يفعلها
الي أن لمعت عين حاتم وهو يُفكر بأنه مازال لم يرتوي من المال
................................................................
اسبوعاً مضي علي زواجها منه ولم تُشاهده منذ ذلك اليوم
فوقفت تعدل من هندام حجابها بضيق وهي لا تُصدق بأنه قد نسي أمرها وتركها في ذلك القصر الذي يبعد عن صخب المدينه ولا يحيطه الا بيوتاً قليله تشبهه
فتنهدت بحراره قد أنبعثت من صميم حرقتها ..
وسالت دmعه من عينيها وهي تستمع لخطاب قلبها يُخبرها
بأن تلك المشاعر التي اصبحت تجتاحها نحو ذلك الشخص الغامض .. ليس الا فضولاً قد تسرب نحوها بسبب حديثها مع زوجته الاولي
فتأملت ساعة يدها سريعا وهي تُدرك بأن وقت أنصرافها للعمل قد حان ..
فأسرعت تركض خارج غرفتها .. بل القصر بأكمله .. وأعين تلك الخادmه تُحاوطها
...................................................................
تجهم وجه بشعلة الغضب وهو يستمع الي صوت الخادmه تخبره عن خروج سيدتها صباحا .. فأخذ يُلقي هاتفه بعشوائيه وهويُتمتم بغضب : عايزه تتمردي عليا ياحنين
بس لسا متخلقش اللي يتمرد علي زين نصار
..............................................................
اخذت تُطالعها خديجه بصدmه  : حنين ايه اللي رجعك الشغل
فأخذت تُطالع هي أصدقائها بترحاب .. وهي تخبرهم عن الراحه النفسيه التي وصلت اليها بعد تلك الاجازه ..
وجلست بجانب صديقتها تتأمل الملفات الموضوعه : ايه كل ده ياخديجه
فأخذت تُطالعها خديجه ببتسامه ضاحكه : ده تمن الاجازه من السيد "احسان " .. واكملت حديثها بدعابه : اه لو يعرف انتي بقيتي مرات مين دلوقتي ..
لتشرد حنين قليلا في زواجها البائس.. الي ان وجدت أعين أحسان تُطالعهم بتـ.ـو.تر : عملتي ايه المرادي ياأستاذه
فطالعت خديجه نظرات احسان لصديقتها بقلق : هي لحقت تعمل حاجه ياأستاذ احسان
ليتأملها احسان بحنق .. مصوباً نظراته الي حنين : زين بيه عايزك في مكتبه حالا 
.................................................................. 
وقف أياد يتأملهم ببتسامه صافيه وهو يُشاهدها كيف تُعامل طفله فحقا " فاقد الشئ يُعطي ببزغ لانه اكثر الناس معرفة بمرارة الفقد "..
لتمسد حُسنيه علي احد كتفيه هامسة : اول مره سليم ينـ.ـد.مج مع حد كده ، ليلي بـ.ـنت طيبه ومتستهلش منك الاسي ده ياأياد
فألتف اليها اياد بجمود واخذ يطالعها وهو يتذكر اخر يوم قد اهانها فيه بفقرها دون قصد ..لتعفيه من ورطتها وتترجاه بأن يوفر لها عملا يعولها ولا يُعيدها لأخيها ..ومنذ ذلك اليوم وهي وسليم ابنه اصبحوا مأوي لبعض
فصغيره تقبل اخيرا فرد في حياته واصبح مُسالماً مع ليلي
..................................................................
  أقترب منها بنظراته الجـ.ـا.مده ، حتي أمسك كلتا ذراعيها
فأنتفضت هي فزعا : افنـ.ـد.م
فأخذ يُطالعها زين بنظراته القويه : خرجتي من غير أذني ليه ياهانم .. وجايه الشركه ليه .. اظن اني قولتلك مافيش شغل
فلمعت عينيها بقوه وهي لا تُصدق بجاحته .. فلقد تركها أسبوعا دون ان يسأل عنها وكأنها كقطع الاثاث التي يحتويها منزله الفخم .. فأبتسمت بسخريه وهي تُطالعه : اخد اذن مين ..
فطالعها زين بحنق : جوزك ياأستاذه
ودون شعور منها ضحكت بألم : انا بقول أروح اكمل شغلي احسن ..واسيب حضرتك لاجتماعاتك واشغالك المهمه
وألتفت بجسدها كي تترك مكتبه حتي وجدته يسحبها نحوه ثانية فسقطت بين احضانه ..ليلفح وجهها انفاسه الحاره
فأقترب من أذنها هامساً : انتي مرفوضه من الشركه .. واظن اني صاحب الشركه وحر اشغل مين واطرد مين
................................................................
اخذ يقترب من أبنه بوجه مبتسم وهو يراه مُنـ.ـد.مج مع بعض رسومـ.ـا.ته.. الي ان ألتف اليه الصغير بوجه باسم : بابا شوفت انا وليلي رسمنا ايه
ليجلس اياد بجانب طفله ، وهو يتأمل تلك الرسمه التي بها اطفالا يلتفون حول أمهم .. فلمعت عين أياد قليلا
ليسحب سليم الرسمه من والده : انا وليلي معندناش ماما ، فقولنا نرسم ام مع ولادها
فأخذ أياد يتأمل طفله بحنو .. الي ان خرجت الكلمـ.ـا.ت من حلقه : اشمعنا ليلي الوحيده اللي حبتها ياسليم من وسط المربيات الكتير اللي جبتهوملك
فطالعه سليم بلمعه طفوليه : عشان احنا زي بعض ، هي معندهاش ماما ولا انا ..وتابع حديثه بحـ.ـز.ن:
بس انا عندي انت يابابا وداده حُسنيه .. وعندي حاجات كتير حلوه ومش بشتغل عشان اجيب فلوس ومعنديش واحد اسمه محمود وحش بيضـ.ـر.بني .. وليلي معندهاش كل ده
فنظر اياد لطفله للحظات .. الي ان قال صغيره : وكمان انا وهي بنحب الرسم وبنحب حكاية الشاطر حسن ،وبنحب نلعب سوا
فأبتسم اياد وهو يُداعب صغيره بأيديه : قول كده بقي ، حبيت ليلي عشان كده
فأخذ يُحرك سليم رأسه بطفوله : هي اللي بتقولي يلا نلعب ياسليم
فضحك اياد بعمق وهو يري شغف طفله باللعب مع ليلي.. ومدّ يده واخذ الرسمه من طفله قائلا بحنان : بس الرسمه جميله ، انت وليلي تستاهلوا فسحه حلوه
فنهض الصغير يصفق بمُعته ، واخذ يركض وهو يهتف : ليلي .. بابا عجبته الرسمه وهيفسحنا ..يلا ألبسي بسرعه
...................................................................
وقف محمود يتأمل ساحة المطار بلهفه وهو لا يُصدق بأن حلمه بعد ساعات سيتحقق وسيصل الي أثينا وستتدفق الاموال عليه كما أخبره صديقه .. فأخذ يحلم بذلك المطعم الذي دفع ثمنه قبل ان يراه علي ارض الحقيقه .. فعنـ.ـد.ما اطلعه صديقه علي صورة المطعم وكم يُدخل من ربح يومياً .. لمعت عيناه بالجوع ..ليدفع نصف ثمنه ليكون شريكاً به
فأخذ يُتمتم بلهفه : جايلك ياأثينا
الي ان سمع أعلان رقم رحلته .. فتحرك سريعاً وهو يشكر الحظ الذي اوقعه في تلك البيعه التي تخلص فيها من أخته
................................................................
ركضت سريعا الي غرفتها والغضب يعتريها مما سمعته منه بفظاظه .. فقد طردها من عملها لانه صاحب العمل
فأخذت تدُب بقدmيها أرضاً وهي تسبه حتي وجدته يدخل اليها بوجه مكفر
زين : لما أكون بكلمك بعد كده .. تقفي تستني
فلمعت عيناها بقهر وهي تري بروده ووقاحته .. فألتفت بجسدها :
انا عايزه امشي من هنا ، مش عايزه اعيش مع واحد زيك
ورغم ما مر به الايام السابقه من مشاكل واجهت عمله
فجلس علي احد المقاعد ليُخرج احد سيجارته ليُشعلها ..
مُتطلعاً للفراغ الذي امامه قائلا بجمود :
كل ده عشان سيبتك اسبوع مسألتش عنك فيه
فهمست هي بضعف عند أستمعت لكلمـ.ـا.ته ، فأخيراً جبل الجليد قد شعر بنيران قلبها
فتابع هو حديثه بوقاحه: وحشتك
فألتفت اليه بذعر عنـ.ـد.ما شعر بما داخل قلبها
لتنطق اخيراً ببرود لم تحسب حسبانه : هو في حد يحب انسان بـ.ـارد
فنهض من جلسته وهو لا يُصدق بأن تلك الضئيله التي يكبرها ب عشر أعوام تقف تُناطحه .. فحتي لو أعجبته وقلبه رغب بها .. فمن هي لتتحداه وتُسئ اليه
واقترب منها بوجه لا يوحي بشئ .. الي ان أزال حجابها عن خصلات شعرها البُنيه .. واخذ يُطالعها بصمت
فوجدها تبكي وخصلات شعرها المُتمرده قد سقطت علي أعينها وكاد للحظات ان يخرج من تلك الحرب التي اصبحت تقتحمه ليلا ونهارا بين شعوره بالخيانه من اجل قلبه الذي حرم عليه الحب وتلهفه في رؤيتها فهي قد جعلته لاول مره يشعر بعطش قلبه لمشاعر اصبحت مُنتهيه بحياته
ليرن هاتفه ليخرجه من تلك المشاعر المُتعطشه .. فألتف بجسده وابتعد عنها وهو يهمس : انا جاي حالاً
...................................................................
جلس ينظر الي طبيبه بأمل ، الي ان أخفض الطبيب رأسه أرضاً .. ليقف حاتم قائلا بغضب : برضوه مافيش امل ، واخذ يقذف بكل شئ امامه
الي ان خارت قوته وهو يُتمتم : ليه سايبني اتعالج لحد دلوقتي ، مدام مافيش امل
فلمعت عين الطبيب بأشفاق وهو يعتذر : ياحاتم بيه ، لازم الامل يبقي موجود .. وحالة حضرتك بقي في منها كتير وبتتعالج .. بس حالة حضرتك
وقبل ان يُكمل الطبيب حديثه وشرحه لحالته التي اصبح يحفظها
نهض هو بجزع ، وهو يهمس : هفضل عاجز لحد أمتي
...................................................................
جلست تنظر الي هاتفها بيأس بعدmا انهت حديثها مع والدتها وهي تنصحها بأن تُحافظ علي حياتها وتُفرح قلبها بطفلا تُسميه علي اسم اخيها "حمزه "الذي تـ.ـو.في في رعيان شبابه 
فتنهدت بو.جـ.ـع .. فحتي والدتها لا تري عيباً في شخصية زين او حتي انها زوجه ثانية لرجل مُتزوج بأخري ..
فبدأت تضحك ساخره وهي تتذكر صديقتها خديجه ايضاً وخالها قبل ان يُعقد قرانها بدقائق عليه حينما اخبروها : مدام مـ.ـر.اته عارفه وطلبت منك كده ، يبقي فين الغلط اللي بتعمليه
لتأتي كلمـ.ـا.ت خالها بذهنها .. وهو يُحزرها : احنا مش فاضين لدلعك ده يابـ.ـنت حمدي ..احمدي ربنا انه رضي يقبل يتجوز بـ.ـنت واحد مُرتشي باع ضميره 
فسقطت دmـ.ـو.عها عنـ.ـد.ما علمت بأن سر أباها قد انكشف ..  فخالها قد علم بفعلت والدها حينما بدء يُطالب بمعاشه لوالدتها..
ليردف زين اليها بأعين مليئه بالغضب وهو يحمل زُجاجتان من عطره وهو يصـ.ـر.خ : ايه اللي انتي هببتيه ده
فأخذت تُطالعه بصمت وهي تُفكر بما فعلته .. حتي ابتسمت حينما تذكرت فعلتها منذ أسبوع مضي فطالعته بتشفي وهي تتمطئ بذراعيها وجسدها علي الفراش قائله : معملتش حاجه ، اوه ياباشا هتتأخر علي مشوارك المهم
فأقترب هو منها .. وحاصرها بذراعيه وأخذ يُطالعها بغضب
فأنتفضت مُتأففه من رائحته : ابعد ريحتك وحشه
ولأول مره يشعر بروح المُشاغبه ، فزوجته الاولي مثال للهدوء والوقار والانوثه اما تلك
جعلته يرجع بذاكرته الي أفكار المراهقين .. فأخذ يسكُب عليها من عطره المفضل .. والذي خالطته هي مع رائحة البصل
وطالعها بخبث : ريحتك بجد لا تُطاق
وابتعد عنها وهو لا يُصدق فعلتة ، ليُغادر غرفتها ويذهب لغرفته كي يزيل عن جسده رائحة البصل الكريها التي دmرت عطوره وبذلته .. ليمسك بهاتفه ويضغط علي زر الاتصال : ألغي الميعاد يامدحت ، ماليش مزاج للاجتماع ده
...................................................................
وقفت ليلي تتأمل مرسي السفن بأنبهار وهي لا تُصدق بأنها ستأخذ جوله في الغروب علي متن ذلك اليخت الجميل
فركض سليم بعفويه وصعد بسهوله وكأنه كان مُعتاد علي مثل تلك الجولات .. فأبتسمت هي لفعلته حتي سمعت صوته يحثها علي الصعود وهو يمدّ بيده اليها 
فترددت ليلي للحظات ، ولكنها اخيرا مدّت بيدها بخجل
ليجذبها اياد نحوه .. فتلتقص به بسبب خـ.ـو.فها .. فأبتسم قائلا : مالك خايفه كده ليه
فبدأت تُحركت رأسها بأرتباك وهي تهمس : اصل اول مره اركب مركب كبير زي ده
فضحك اياد لعفويتها ، وصار امامها حيث حجرة القياده ليأمر القبطان بمهمته
وأبتدت جولتهم الهادئه بضحكات الصغير سليم .. الذي قضي نصف الجوله بين الركض والمُشاغبه .. حتي تعب ونام علي قدmي ليلي ..
ومكوث اياد معظم الوقت مع رفيقه في حجرة القياده
الي ان خرج اخيراً كي يطمئن عليهم
ليجدها شاردة في ملامح سليم وتتلاعب بأناملها بخصلات شعره السوداء .. فأقترب منه بهدوء قد افزعها : مندهتيش عليا ليه لما نام
فأنتفضت  ليلي بخجل : لسا نايم
فأخذ يُطالعها اياد للحظات : سليم ميعرفش اننا متجوزين ياليلي .. وصمت قليلا ليُتابع بحديثه : بلاش يعرف دلوقتي لاحسن ..
وقبل ان يُكمل بحديثه .. حركت رأسها بتفهم : يكرهني زي ما كره سالي
فأنصدm أياد من معرفتها بسالي .. ولكنه أدرك سريعاً بأن من اخبرتها بذلك هي دادة حسنيه
فهمس بهدوء : الجو بدأ يبرد
واقترب من صغيره .. ليحمله داخلا
وعاد اليها ثانية بهدوء : اسف ياليلي اني جـ.ـر.حتك وظلمتك بذنب مالكيش دخل فيه
فأخفضت رأسها أرضاً كالتائها وهي تري لأول مره أحداً يُعاملها وكأنها روحً من حقها أن تنال كلمة أعتذار
وأفاقت سريعا علي عبـ.ـاراته التي صدmتها وهو يُحادثها
: لو هتقدري تكملي السنادي جامعتك... أنا ممكن احول ورقك هنا ..
فأخذت تطالعه بأعين دامعه من السعاده .. ونطقت بأمل : بجد هتعمل عشاني كده
فتأملها بحنان وهو يُحرك رأسه ..حتي قالت : أنا هقدر أكمل وأخلي بالي من سليم متقلقش
فلمعت عينيه بصدق وهو يري فرحتها .. ونهض من مجلسه ليري ظلام الليل وسط أمواج البحر الهادئه
...................................................................
انهي حمامه الدافئ من رائحة عطره الممزوج بالبصل .. ليخرج بجسد نصف عاري
فيجدها واقفه تنتظره .. ولكن حينما وجدته بتلك الهيئه ركضت من غرفته سريعا وكأنها لُسعت من عقرب
فأخذ زين يُطالع هيئته بسبب فعلتها المـ.ـجـ.ـنو.نه .. ليجد نفسه يرتدي سرواله فقط .. والمياه تتساقط من جسده العلوي العاري
فأمسك بفرشاة شعره المُلقي علي تسريحته وبدأ بتمشيط خصلات شعره التي بدأت تشيب
ليرن هاتفه بنغمه .. فألقي بفرشاة شعره
واتجه نحو هاتفه .. ليجدها تهمس بشوق ولهفه
رحمه : وحشتنى يازين 
فيتنهد زين قليلا ..ويجدها تخبره بهدوء : أظن ان الاسبوع بتاعها خلص خلاص
ورغم علمها بأنه لم يمكث معها ذلك الاسبوع وشعورها بالأرتياح والنصر  الا انها أرادت أن تشعره بأنها لا تعلم شئ...
فهي قد أقترحت فكرة الزواج .. لتكتشف بأنه اغـ.ـبـ.ـي قرار قد اتخذته بحياتها
.....................................................................
جلست بجانب تلك السيده الحنونه في ذلك المطبخ وظلت تقص عليها كل ما قاله لها .. لتبتسم داده حسنيه وهي تري فرحتها وربطت علي يدها بحنو قائله : اياد مافيش أطيب منه
لتتسع أبتسامه ليلي وهي تتذكر كلمـ.ـا.ته الحانيه رغم جموده في التعامل معها وتنهدت بسعاده : ده طيب اووي ياداده ، كفايه انه هيخليني أكمل جامعتي ومعيشني في بيته
لتُطالعها حُسنيه بطيبه ورفعت وجهها الذي اخفضته أرضا لتهتف قائله : ده حقك ياليلي ، انتي مـ.ـر.اته يابـ.ـنتي
لتُزلزل الكلمه كيانها ..فهي أمرأه لرجل تحلم به جميع النساء
ولكن عنـ.ـد.ما تذكرت كيف تزوجها ولماذا تزوجها نفضت من عقلها ما بدء يحلم به قلبها لتهمس بفتور : أنا خدامه هنا ياداده
لتشعر حُسنيه بالشفقه نحوها ... وظلت تُطالعها قليلا حتي تسألت :
انتي ملبستيش ليه الهدومه اللي جبناها ياليلي
وسحبتها من يدها نحو غرفتها قائله : تعالي معايا
وقفت تُطالعها بأعين مُنبهره وهي تري جسدها مُلتف بذلك الفستان
فقد كانت أية من أيات الجمال وهي تنظر لهيئتها بعدmا أرتدته ... لتقترب منها حُسنيه بطيبه وهي تهتف :
ربنا يحميكي ياحبيبتى
وأحتضنتها بحنان طاغي ومسدت علي شعرها ذات الحمره الخفيفه وبرغم انه لم يكن كالحرير الا ان ألتوأته أعطته رونقً خاص
وهتفت بحب : عايزاكي تلبسي وتعيشي حياتك ياليلي
فطالعتها ليلي بألم وهي تهمس : بس ده مش من حقي ياداده
وكادت ان تأخذ بفستانها القديم كي تعود الي ارتدائه .. الا ان يد تلك المرأه الطيبه قد منعتها : مافيش لبس هدوم قديمه تاني سامعه
...........................................................................
أقتربت زينب من مقعد عمها بهدوء وأنحنت بجسدها كي تلتقط كفه الموضوع جانباً لتقبله : أخبـ.ـار صحتك أيه ياعمي
فربت الحاج ناجي علي ظهرها قائلا بحنان : بخير يابـ.ـنت أخويا .. طول ما أنا شايفك عاقله وعايزه تحافظي علي بيتك
فأخذت تتأمل المكان حولها بأسي .. فبعد أسبوعان قضتهم في بيت والدها عادت كما رحلت دون أن يأتي لأصطحابها
ليتأملها عمها بحنو : جوزك لسا مرجعش من بره ، اطلعي أوضتك يابـ.ـنت أخويا الغالي .. أستني جوزك وحافظي عليه
وماكان منها سوا أن وقفت لتستجيب لنصائح عمها .. فتحركت نحو غرفتها وهي تُفكر برد فعل ياسين حينما يعود ويجدها قد عادت اليه
...................................................................
رفع حاتم بوجه عن طبق طعامه .. ليري ملامح صاحب ذلك الصوت
فنهض بأبتسامته اللعوب وهو يُطالع صديقه : ايه ده طارق هنا مش معقول
ليبتسم اليه طارق بود ،ثم  سحب يده المُتشابكه مع خطيبته .. ليمدها نحو حاتم كي يُصافحه  : وحشني ياحاتم ، اخبـ.ـارك ايه
فلمعت عين حاتم وهو يتأمل خطيبة رفيقه بخبث : من ساعة ما انفصلنا عن بعض في الشغل ، وكل حاجه بقت متلخبطه .. بس سيبك مني انت اخبـ.ـارك ايه
وتابع حديثه بلهفه وهو يري نظرات تلك الواقفه نحو احد الطاولات الفارغه : تعالوا اتعشوا معايا
فنظر طارق لخطيبته قليلا .. الي ان اعترض بلطافه : معلش بقي ياحاتم مره تانيه
وانصرفوا من أمامه بهدوء..فوقف يُطالعهم بحرقه وهو يري نفسه مكان طارق.. ومن ثم لمعت عيناه بشر
...............................................................
نظر اليها زين بصمت وهو يترقب أفعالها التي أصبحت تُثير جنونه .. ولكن هذه المره وجدها تعود كما كانت فتاه هادئه يكسو ملامحها الحـ.ـز.ن .. ليظل يُطالعها
الي ان وجدها تبكي وتركت طعامها ونهضت
فألتف بجسده وهو يُفكر بما فعله بها .. فأخر احتكاك كان بينهم ليلة امس حينما جائت اليه رحمه وظلت تتدلل عليه امامها وكأنها تُريد ان تثبت اليها انها وحدها من لها الحق فيه ... وكأن ليست تلك الزيجه أقتراحها
فنهض بضيق من تلك الدوامه التي وضع نفسه بها بسبب هذا الزواج الذي أتي دون سابق انذار ..
وصعد نحو غرفتها .. ليجدها جالسة علي الفراش تزيل دmـ.ـو.عها بأكمام منامتها السوداء ..
فأبتسم بغرابه .. لقلبه الذي دق لتلك الكئيبه واختارها زوجه حينما خيرته زوجته بمن يرغب ان يُنجب منها
واقترب منها بخطوات هادئه قائلا بهدوء : بتعيطي ليه
فرفعت هي بوجهها المُحمر وانفها التي اصبح كالطماطم .. وبضعف مرير تحدثت : بابا وحمزه وحشوني اووي ، كان نفسي امـ.ـو.ت زيهم
فسقطت كلمـ.ـا.تها علي قلبه كالصاعقه .. فجلس بجانبها بأشفاق لم يدخل قلبه مُنذ زمن .. ومدّ ذراعيه واحتضنها دون وعي قائلا بحنان : الحياه مبتقفش علي حد ، بكره تنسيهم
فأنتفضت من بين ذراعيه وهي لا تُصدق بأنه يُحادثها ببروده المعتاد في حالتها تلك.. هكذا
وأخدت تتأمل ملامحه بنفور : هستني ايه من انسان زيك ، مبيحسش بغيره .. حياته كلها مدروسه بالورقه والقلم
وأبتعدت بوجهها عنه .. حتي وجدته وقف مصدوماً من رد فعلها .. وقبل ان يُغادر كما عاد وجدته يُطالعها بغضب :
الحياه علمتني كده ، واعملي حسابك من بكره هتكوني معايا في اوضتي .. انا صبرت عليكي كتير
وتركها وانصرف وهو يشعر بالقهر .. من كلمـ.ـا.تها
فهي تراه ليس بأنسان يشعر .. وتنهد بألم وهو يتذكر حياة بؤسه الماضيه ومعاناته ليصل لكل ما وصل اليه الان
..............................................................
نظرت الي كشكول محاضراتها بسعاده ..فاليوم ستعود الي دراستها في الجامعه كي تُنهي أخر سنه مُتبقيه لها .. فهو قد وعدها وأوفي بوعده
وظلت شارده فيما يفعله لها .. رغم قلة احتكاكه بها وحديثه معها
وأخفضت ببصرها نحو ذلك الفستان الوردي الذي ترتديه .. ومن ثم رفعت يدها كي تتأكد من احكام حجابها .. فالأول مره أصبحت تشعر وكأنها خُلقت لتحيا .. فالفقر رغم انه ليس عيبً الا انه يقــ,تــل الكثير داخلنا
لتسمع صوته الذي يجعلها ترتعش : النهارده انا اللي هوصلك
فألتفت اليه غير مُصدقه بما تفوه به ورفعت عيناها نحوه قائله : حضرتك مشغول مافيش داعي تعطل نفسك
فصار أمامها بجمود وهو يأمرها : يلا ياليلي عشان مش فاضي
فتحركت خلفه بألم وشعورها بنفوره منها يزداد كل يوم ..
ففتح لهم السائق ابواب السياره ... لتجلس لأول مره بالقرب منه هكذا
وشعرت بأهتزاز قدmيها بسبب ذلك التـ.ـو.تر لمقربته منها .. حتي تحول شعورها لشعور الهيام وهي تذوب في رائحة عطره القويه
ولم تشعر بمرور الوقت وهو بجانبها ..الا عنـ.ـد.ما وجدته يضع حاسوبه الشخصي جانبا بعد أن انهي  أحد اعماله .. وألتف اليها ليُخبرها بهدوء : قبل ما محاضراتك تنتهي .. هتتصلي بداده حُسنيه عشان تبعتلك السواق يستناكي
فطالعته بأيماءه صغيره وهي لا تعرف كيف ستُخبره بأن ليس لديها هاتف
فتابع هو حديثه بجديه وكأنه يُخبرها بوضعها لديه : وجودي معاكي النهارده .. مش اكتر من اني المسئول عنك ولازم انهي ليكي بعض الاجرائات عشان المشاكل
فألجمتها عبـ.ـاراته ..فأخفضت برأسها أرضا وهي تري نفسها تهوي لسابع أرض
وهمست بألم : شكرا
ووجدته يخرج هاتفه ليجيب علي المتصل : أنا خلاص وصلت
ووقفت السياره .. ليهبط هو بعد أن فتح له سائقه الباب .. فأتبعته هي
ونظرت الي هيئته الواثقه وأخذت تُتمتم : ازاي واحد زي ده يحبك ياليلي ، احلمي علي قدك لتقعي يوم وتنكـ.ـسر رقبتك
وظلت تُردد عبـ.ـاراتها الي ان وجدت نفسها قد دخلت ساحه الجامعه وأصبحت تقف في المبني الاداري
لتسمع صوت أحدهم يرحب به بقوه وكأن تربطهم صداقه متينه
...................................................................
جلس بجانبها علي الفراش بعدmا سطحها بهدوء .. لتضع برأسها علي صدره وهي تتألم : رجلي بتو.جـ.ـعني اوي يازين
ليمسد زين علي ظهرها بحنان وهو يُتمتم : الدكتور قال ان المسكن هيعمل مفعوله دلوقتي وتنامي .. والحمدلله مجرد ألتواء بسيط مش كـ.ـسر يارحمه
ليبدء المـ.ـخـ.ـد.ر يسري بسجدها فوجدها تغمض عينيها وهي تهمس بخفوت : خليك جنبي يازين متسبنيش
ليتنهد هو بقوه ...بما اصبح فيه ... فرحمه منذ زواجه بحنين اصبحت تدلل عليه وكأنها خائفه من شئ سيحدث
وعنـ.ـد.ما جاء بذهنه أمر حنين ..تذكر اخر شجار دار بينهم وما نوي علي فعله معها
ونهض من جانب رحمه عنـ.ـد.ما شعر بأهتزاز هاتفه في جيب سرواله
ونظر الي المتصل وهو يتأفف بضيق : ايوه ياهانيه.. بتقولي ايه
ليغلق الهاتف وهو يسب ويلعن في تلك الحمقاء التي تتمرد عليه
وتخرج دون أذن منه
........................................................................
نظرت الي أخر امل لديها وهو ذلك الكارت الشخصي الذي أعطاه لها خطيب صديقتها خديجه عنـ.ـد.ما طلبوا منه المساعده
وأردفت دخل المكتب التٌجاري الصغير .. وهي لا تُصدق بعد أن كانت تعمل في أحد الشركات الكبري .. جاء بها القدر لهذا المكان
ولكن لم يصبح بيدها شئ .. فكل ما اصبح يشغل فكرها ان تعمل من أجل ان تجمع الاموال كي تسد دين والدها وتخرج من تلك القوقعه التي وضعت فيها مسلوبة الاراده
لتُقابلها أحدي الموظفات ببتسامه بشوشه وتسألها عن وجهتها .. لتخبرها حنين بهدوء : ممكن اقابل أستاذ محسن
.....................................................................
هطلت دmـ.ـو.عها بعجز وهي تُطالع قلة الطلبه حولها .. فقد أنتهت اخر محاضره لها منذ ثلاث ساعات ..لتتذكر بداية يومها وسعادتها عند أصطحابه لها للجامعه .. ورغم بعض عبـ.ـاراته التي او.جـ.ـعتها الا ان عبـ.ـاراته تلك مع صديقه وهو يسأله عنها قد او.جـ.ـعتها اكثر
وشاردت في سؤال صديقه وهو يتسأل عن قرابتها بها
ليخبره أياد : عن القرابه البعيده بينهم ...وانها تُقيم معه من أجل أن تُكمل دراستها هنا
فمسحت دmـ.ـو.عها ببطئ .. وكل يوم يثبت لها انها ليست الا حاله يشفق عليها وقد تورط بها
لتجد أحداً يناديها .. فألتفت خلفها بفزع .. لتجد أبتسامه ذلك الدكتور الذي يُدرس لها وايضا صديقه وقد قابلته صباحا
فهمست بخفوت : دكتور معتز
ليتسأل معتز بقلق : ايه اللي موقفك لوحدك كده ياليلي
فأخفضت برأسها أرضا وهي لا تعلم بما تُجيبه .. اتُجيبه بأنه أمرها ان تُهاتف داده حُسنيه كي تبعث لها بالسائق وانها لم يتسأل للحظه بأن لديها هاتف ام لا
فعاد يتسأل معتز : متصلتيش بأياد ليه
ونظر في ساعتها ليجد ان اخر محاضره لها كانت معه وكانت من ثلاث ساعات
وعنـ.ـد.ما لم يسمع لها رد ... هتف بهدوء : تعالي اوصلك ياليلي
واتحركت نحو سيارته ليجدها تهمس بخجل : بس انا مش هقدر أركب مع حضرتك يادكتور
وتابعت بهمس : ان امكن يعني تتصلي بأياد بيه
ليُطالعها معتز بأعجاب واخرج هاتفه وهو يتأملها : ماشي ياستي
........................................................................
أخذ تُطالعه بخـ.ـو.ف وهي لا تُصدق بأنه سيفعل تهديده الليله
فنهضت من فوق فراشها بأرتجاف وهي تهمس بخـ.ـو.ف : انت جاي اوضتي ليه
فلمعت عين زين وهو يخلع بسترته جانباً قائلا ببرود :خرجتي روحتي فين من غير أذني
وأخذ يقترب منها بجمود الي ان أمسكها بذراعيه :
ردي عليا 
وعنـ.ـد.ما وجدها صامته لا تُجيبه هتف بغضب : اتخرستي ليه دلوقتي ياهانم
فأشتعلت نيران الغضب بداخلها ، ونفرت جسدها من ذراعيه قائله بغضب : مالكش دعوه بيا ، انا حره
ليمسكها من ذراعيه ثانية وهو يهتف : طول ما انتي مراتي ، فأنتي مش حره ياحنين .. سامعه
وصمت قليلا لتسمعه يصـ.ـر.خ بها : اختياري ليكي كان للأسف غلط  .. برئه  من غير قلب ..
وتابع بحديثه : نفذي الاتفاق اللي بينا ، واوعدك هسيبك تروحي لحالك
وأخذ يلتف حولها بهدوء : هتاخدي الفلوس اللي انتي عايزاها ، ولو حابه تعيشي معايا تربي الطفل انا موافق .. حابه تتطلقي وتشوفي حياتك انا برضوه موافق .. بس لعبة القط والفار ديه مش معايا انا .. لان زي ماقولتي انا انسان معندهوش مشاعر ..
وبدأ يتأمل لمعان عينيها .. حتي وجدها تهمس بضعف : اشمعنا هي حبيتها
فوقف للحظات وهو يتذكر رحمه .. الملاك الذي دوما احبه رغم جفاف مشاعره معها فالحمقاء لو تعلم ان قلبه دق اليها عنـ.ـد.ما رأها في شركته لنـ.ـد.مت علي أفعالها... ونطق اخيراً : لانها حبتني رغم عيوبي الكتير .. ادتني كل حاجه في حياتها وهبتلي قلبها اللي مستهلهوش
وعنـ.ـد.ما وجد صمتها قد أزداد ، ألتقط سترته وهو يتأملها ساخراً : ماليش مزاج النهارده ان ابدء معاكي اول ليله بينا
وتركها وانصرف .. لتسقط هي أرضً وكلمـ.ـا.ته تتردد في أذُنيها
...................................................................
عادت الي منزلها كما رحلت منه .. بعد أصرار والديها عليها بأن تذهب لبيتها وزوجها فهي في النهايه المُخطئه
ووقفت تتأمل كل ركان من أركان منزلها الذي كان يدق قديماً بالمرح ولحظات العشق .. ولكن كل شئ جميل كما يقولون يرحل سريعا
لتجده يقف خلفها يهتف بسخريه : كويس انك رجعتي زي الشاطره لوحدك
لتلتف هي اليه وقد او.جـ.ـعتها كلمـ.ـا.ته وهتفت بأسف : للاسف مبقاش ليا مكان غير هنا ياهاشم
......................................................................
جلس حاتم علي كرسيه وهو يتحرك يمينا ويساراً مُنتظراً دخول أحدي ضحايا .. لتردف اليه تلك الفتاه ودmـ.ـو.عها تتساقط وهي تترجاه :
ابوس أيدك ياحاتم به متخلهمش يطردوني من الشغل أنا مسرقتش حاجه
ليفحصها هو بنظرات طويله ..وكأنه يتأكد من بضاعته الجديده
حتي وقف بشموخ : قربي ياحلوه
فطالعته الفتاه وهي تقترب منه ومدّ بيده ليُلامس خدها المتورد
فكانت بالنسبه له كالتفاحه الشهيه ... وهمس بصوت هادئ :
مين ده اللي اتهمك بالسرقه ، وانا أقطع عيشه ..
فلمعت عين الفتاه دون تصديق .. فصاحب العمل يُنصفها وهتفت بهدوء : مسعد ياحاتم باشا
لتتسع أبتسامه حاتم وهو يري كيف ساعده الايمن يُنفذ ما يطلبه منه
فالخطه قد نجحت في ايقاع تلك الضحيه .. فعنـ.ـد.ما رأها تجلس علي أحد ميكانات الخياطه تُدندن بغنوه .. وحجابها يُغطي نصف شعرها
لتظهر خصلاتها الاماميه الناعمه .. زاد لُعابه ورغبته بها .. ليلاحظ ذلك مسعد
ويبدء برسم الخطه لسيده
........................................................................
أخذت تركض وراء سليم بعفويه .. الي ان أختفي عن أنظارها .. فوقفت تتأمل الغرف من حولها .. وهي تشُك بأن الصغير بداخل واحدة منهما .. ومع كل غرفه أردفت داخلها
تنهدت بيأس وهي تُكمل بحثها عنه .. الي ان وصلت لغرفته
فوقفت أمام الغرفه بأضطراب .. وهي تحسم قرارها للدخول
وعنـ.ـد.ما تذكرت بأنه ليس بداخلها .. فهو قد غادر مُنذ ساعات من أجل أعماله .. فتشجعت وحركت مقبض الباب
واخذت تبحث عن الصغير .. في كل ركن من أركان غرفة والده .. الي أن هبطت بجسدها اسفل الفراش بعدmا شعرت بتحرك طرف الملائه : كده ياسليم
فخرج سليم سريعا وهو يركض ضاحكاً : لو جدعه امسكيني
وخرج من غرفة والده سريعا .. فبدأت تخرج هي من تحت الفراش فأنصدmت رأسها .. وأخذت تتأوه بتأفف وهي تسحب جسدها للأعتدال من تلك الجلسه
لتكون الصاعقه .. فهو يقف أمامها بجسده الطويل .. عاقد ساعديه امام صدره يُطالعها بأبتسامه لا تعلم سببها
فوقفت سريعا تُتمتم بأعتذار : اصل سليم
فأقترب منها أياد ونظر لخصلات شعرها التي لأول مره يراها .. ومدّ يديه كي يساويهما قائلا بحنان: وسليم برضوه اللي عمل في شعرك كده
فأرتبكت هي وهمست بخجل : نسيت ألبس الحجاب ، انا أسفه
وتحركت قدmاها بصعوبه من أمامه وكادت ان تترك غرفته
الا انه سحبها نحوه  .. واخذ يُطالعها بحراره وهي لا تقوي علي الحركه من زهولها بفعلته تلك .. حتي وجدته يبتعد عنها قائلا بأتزان بعدmا أدرك ما يفعله : اسف ياليلي علي موضوع معتز واني اهنتك قدامه
لتتذكر هي صراخه بها وهو يتسأل عن عدm أتصالها كي يبعث لها السائق .. وبعدmا فهم السبب شعر بحقارته اتجاهها فهو لم يكن يوم بالقاسي
ورغم ان جـ.ـر.حها مازال ينزف بسبب أهانته لها ذلك اليوم الا ان كلمه أعتذار منه جعلتها تنسي كل شئ
وأخذت تُغلق عيناها وتفتحها بصعوبه .. الي ان أنتفضت من تلك المشاعر الغريبه التي لاول مره تشعر بها .. فطالعها بأسف وهو يُحمل أحد الملفات التي قد نسيها بغرفته : أنا جيت أخد ملف نسيته وراجع الشركه تاني
وانصرف من أمامها لتقف هي حائره في غرفته لا تُصدق أن قلبها أصبح يدق بعنف
وألتفت حولها قبل أن تغادر حجرته .. الي ان وقعت بيعنيها علي احد الصور المعلقه
...................................................................
وقفت مصدومه وهي تراه يجلس علي أحد الارائك يحتسي قهوته
فبعدmا تركها وذهب الي زوجته الاولي كي يقضي ليلته معاها
وجدته  اليوم امامها ينتظرها وقد عادت ثقته وقسوته لملامحه ثانيه ليتسأل ببرود : الهانم رايحه فين علي الصبح كده
لتقترب منه حنين بتـ.ـو.تر .. الي ان أستجمعت قواها ووقفت أمامه بعدmا أحكمت وضع حقيبتها علي أحد كتفيها : رايحه الشغل
لينهض من مجلسه وهو يهتف بغضب : شغل أيه اللي تروحيه ، مش انا طردتك من الشركه
لتبتسم اليه بهدوء .. كي تزيد من غضبه وهتفت : صح انت طردتني ، بس انا لقيت شغل تاني
وكادت ان تلتف بجسدها .. فوجدت ذراعه تجذبها نحوه ... لترطتم بصدره .. فطالعها بنظرات قاتمه الي ان همس : مدام كلامي مش بيتسمع وبتتحديني ياحنين ، يبقي متزعليش من اللي هعمله
وصرخ عاليا بالخادmه : أطلعي حضري هدوم الهانم
لتفزع الخادmه من نبرة صوته العاليه .. وتذهب كي تُلبي أوامره
لترتجف هي من صوته .. وتسألت : انت هتاخدني فين
لتتسع أبتسامته وهو يتخيل صدmتها بما نوي علي فعله
وهمس بهدوء ....
وقفت مذهوله بعدmا أستمعت الي همساته وهو يُخبرها بأنها ستعيش مع زوجته الأخري في نفس المنزل ...
لتجده يُحرك يده علي وجهها الناعم وهو يبتسم بخبث : ده اخرت اللي يتمرد علي "زين نصار"
فرفعت وجهها نحوه وطالعته بنظرات شارده .. لتجده يُخبرها ساخراً : وأه يمكن وجودك مع رحمه يعلمك تبقي ازاي ست
وبعد ان وصلت كلمـ.ـا.ته الي مبتغاها .. نفضت وجهها من بين يديه .. وكادت أن تهتف به بكلمـ.ـا.ت لاذعه الا انها وجدته يعطيها ظهره قائلا ببرود : لو كنتي بتسمعي الكلام .. مكنتيش وصلتيني للقرار ده
ثم تابع بجمود ورغم انه يعلم قسوة كلمـ.ـا.ته : اه نسيت أقولك مزاجي منك خلاص راح
لتقف مصعوقه من كلمـ.ـا.ته وشفتاها أصبحت منفرجه كالبلهاء .. لتندفع نحوه قائله : مدام مزاجك مني راح يبقي خلاص طلقني
ليلتف اليها وقد اكتسحت ملامحه أقصي درجات البرود :
صحيح انا قولت مزاجي منك خلص ، بس مش معني كده ان أطلقك
وعاد يقترب منها بنظرات خاليه .. ليهمس بجمود : انتي ناسيه تمن الفلوس اللي دفعتها فيكي
ورفع بيده يُحزرها : انا معنديش حاجه من غير مُقابل
وأبتعد عنها ثانية وهو يشعر بأن كلمـ.ـا.ته قد أصابة هدفه ..
فهدفه لم يكن هي فقط بل قلبه الذي أصبح يرغب بها بشـ.ـده
...................................................................
جلس أياد يحتسي فنجان قهوته وهو يُطالع صديقه بشك .. فمجئ معتز اليه اليوم وأسألته الكثيره عن ليلي جعلته كرجل يظن بأشياء لا يُريد ان تكون في محلها .. ليبتسم معتز بتلقائيه : مالك بتبصلي كده ليه ، اقوم أمشي يعني
فطالعه أياد بهدوء وهو يتسأل : أصلي مستغربك .. كنت بتحايل عليك تجيلي البيت اعزمك علي العشا وانت كنت بترفض وتقولي جو البيت بيخـ.ـنـ.ـقوني .. حتي مقابلتنا كانت ديما بره أشمعنا المرادي
ليضحك معتز بسعاده وهو يتأمل المكان حوله : اصل سليم وحشني
فرفع أياد احد حاجبيه: أمممم ، ماشي ياسيدي ..
ووضع معتز بفنجان قهوته قائلا بهدوء : هو مافيش عشا النهارده ولا ايه يا أياد .. انت عزمني علي قهوه بس
ليُطالعه اياد بنظرات حائره من تصرفاته التي تتنافي مع طباعه .. فالمرح لم يكن يوم من طباعه حتي تلك الابتسامه
وأفاق من شروده علي صوت صغيره وهو يركض نحو معتز الجالس : عمو معتز
لينهض معتز من جلسته ويحتضنه بحب : سليم حبيبي وحـ.ـشـ.ـتني
وامسك خدوده الصغيره بيديه ليُداعبهما : كده تسبني كل ده مع بابا الخنيق
ليضحك سليم علي كلمـ.ـا.ته نحو والده .. ليهتف بطفوله : اصل انا وليلي لسا مخلصين واجبنا
وحك الصغير فروة رأسه بهدوء وهو يتذكر امراً .. قائلا : عمو معتز مش انت دكتور في المدرسه
ليضحك معتز علي كلمـ.ـا.ت الصغير ... وابتسم قائلا : اه دكتور في المدرسه ياسيدي
ليُطالع الصغير والده الذي وقف يراقبهما .. حتي قال : خلاص خلي صُحابك اللي في المدرسه بتاعت ليلي ميدوش واجب صعب ل ليلي ..عشان تعرف تلعب معايا
ليأتي أسم ليلي في الحديث كصحوه أنعشت كل تركيزه .. فلمعت عيناه وهو يشرد في جمالها الهادئ وابتسامتها البسيطه وصوتها الخجل الذي مازال يُداعب أذنيه ..ليُقبل الصغير علي أحد وجنتيه قائلا بضحكه خافته : حاضر ياسيدي  ..عشان خاطرك انت بس 
فبادله الصغير قبلته وصاح بفرح : شكرا ياعمو معتز ، هروح اقول ل ليلي بقي عشان تفرح
وركض لأعلي .. ليبتسم معتز بأنتعاش فيجد أياد يُحدق به بنظرات غامضه حتي وجده يهتف بصوت عالي : ياصباح
لتأتي الخادmه سريعا اليه ليأمرها بأقتضاب : حضري العشا
وبعدmا أنصرفت الخادmه .. نظر اليه معتز بتسأل : اومال فين داده حُسنيه
فتنهد أياد قائلا بوجه خالي : سافرت بلدها عشان تزور أختها
ليُحرك معتز رأسه بتفهم ... وهو لا يفهم سر حنق صديقه
...................................................................
وقفت أمام مرآة غرفتها تُهنـ.ـد.م من ضبط حجابها بعدmا جاء اليها سليم يُخبرها بأن تهبط لأسفل كي تتناول وجبه العشاء معهم ... وتتعرف علي صديقه الذي يعشقه
ففي البدايه شعرت بالغرابه فكيف يأتي اليه صديق الان ويجلس مع والده .. حتي أكمل الصغير حديثه وهو يُخبرها عن هوية ذلك الصديق الذي هو صديق والده .. وعنـ.ـد.ما اخبرها بأسمه عرفته سريعا فهو مُحاضرها الجامعي " معتز صفوان "
لتسمع طرقات الصغير علي باب حجرتها .. وبعدmا سمع صوتها تأذن له بالدخول اردف اليها : خلصتي لبسك ياليلي
فأبتسمت اليه بحب وأقتربت منه لتهبط الي مستواه قائله : الحياه عندكم هنا غريبه اووي ، كل وقت وليه لبس معين
ورغم ان الصغير لم يفهم مقصدها .. الي انه حرك رأسه لها وهتف: يلا عشان نتعشا ونلعب مع عمو معتز قبل ما بابا يقول ميعاد النوم
فضحكت ليلي علي تعبيراته المضحكه .. فسليم أكثر كلمه يكرها عنـ.ـد.ما ينظر والده الي ساعه يده ليخبره عن ميعاد نومه ..
واعتدلت في وقفتها .. ليخرجوا من الغرفه سويا .. ورغم انها تشعر بالحرج لمكوثها معهم علي طاولة طعام واحده من دون داده حُسنيه .. الا ان الصغير اخبرها ان والده يأمرها بأن تهبط
وكاد ان ينتهي ذلك الرواق الذي سيقودهم الي السُلم ..
ليأتيهم صوت اياد وهو يُخبر سليم : سليم انزل انت
ليُحرك الصغير رأسه بأيجاب ويهبط سريعا حيث معتز
لتشعر ليلي بالخجل من نظراته .. واقترابه منها حتي وجدته يتسأل : ايه الفستان ده
فطالعت هي فستانها الهادئ الجميل والذي قد اشترته لها داده حسنيه ضمن الكثير من الملابس .. كي تظهر بمظهر لائق
وهتفت بتعلثم : ده فستان
فطالعها بنظرات متحفصه .. وعقله وقلبه يتصارعوا بسببها
ورغم ان الفستان قد راقي اليه واعجبه ... الي انه هتف بغضب لا يعلم سببه : وانتي لابساه ونزله ليه
لتلجمها عبـ.ـاراته ... فأخفضت رأسها ارضا وهي تُجيب :
سليم قالي ان دكتور معتز تحت وانك ..
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـاراتها كي توضح له انها لم تُقرر النزول لأسفل الا عنـ.ـد.ما اخبرها سليم بأن والده هو من قال له ذلك
لتُشعل الغضب بقلبه أكثرعنـ.ـد.ما شعر بأنها أرتدت ذلك الفستان من أجل ان تلتقي بمعتز وتجعله يُفتن بها ..
فهتف بجمود : انا مطلبتش من سليم انه يندهك .. وطول مافي ضيوف في الفيله متنزليش ولا تخرجي من اوضتك سامعه
لتنصدm من قسوته وقد وصلتها رسالته ... بأنها ليس لها مكان في عالمه وان وجودها وسط أصدقائه وضيوفه مهانة له .. لتتمالك دmـ.ـو.عها بصعوبه وهي تُغمض عيناها بقهر وهتفت بتعلثم : حاضر
وعنـ.ـد.ما فتحت عينيها وجدته قد أنصرف من امامها ..لتركض نحو غرفتها بشهقات مكتومه خائفه من أي يشفق احد عليها
وهبطت علي ارضية حجرتها تبكي وصدي كلمـ.ـا.ته تدور في أذنيها ...
...................................................................
نظرت الي ضخامة البيت الذي جائت تعيش فيه مع زوجته الاولي وهي شارده في خضوعها له .. ولكن كيف لا تخضع وهو يُذكرها دوماً ب ديّنها .. ديّنها الذي يروق والدها في قبره كما أراقه علي فراش مـ.ـو.ته ...
لتفيق علي صوت  طرقات حذاء رحمه وهي تقترب منها
فهو مجرد ان جاء بها الي هنا تركها .. دون كلمه
وكأنه يُريد أن يجعلها تفهم .. بأن صبره عليها وعيشتها الاولي في بيت بمفردها كان اكراما منه ومُقابل لما ستُعطيه له .. اما اليوم فقد أنتهي كل شئ حتي رغبته بها قد انتهت فهو قد قالها صراحة .. وجودها ليس الا ثمن لأموال قد دفعها بها
ووجدت رحمه تُصفق بيدها  : مكنتش فكراكي خيبه وهتخسري زين بسرعه كده
وتابعت حديثها : وبعد جوزته السيئه منك .. انا وزين قررنا نتبني طفل
لتنصدm حنين من كلمـ.ـا.تها .. وظلت تُحدق بها طويلا وهي لا تُصدق بأن تلك المرأه هي من قابلتها اول مره عاشقه مُحبه حنونه مُنكـ.ـسره .. ولكن اليوم شاهدة جبروت لم تُشاهده قط ..
وكأن قناعها قد سقط عن وجهها ... فيبدو انها قد فاقت من غيبوبه التضحيه التي لا نسمع عنها سوي في أشعارات كاذبه نهتف بها أحياناً..
ونطقت بصعوبه : انتي ازاي كده
لتضحك رحمه بعلو صوتها  : ممكن نقول لحظه غباء وصحيت منها قبل ما أجني نتيجه مش حباها .. انا مديونه ليكي انك فشلتي في امتلاك زين
وتابعت بتملك : لان زين بتاعي انا وبس
لتلمع عين حنين بصدmه ... فالمرأه التي أمامها ليست الا مُتملكه لحب رجلا لا يعرف كيف يُحب
وعنـ.ـد.ما شعرت بتفحص رحمه لها ... اشاحت وجهها بعيداً عنها .. فقد أصبحت تشمئز منها ليس لانها ضُرتها ولكن لأنها مثلهم بقناع مُزيف
لتبتسم رحمه بأبتسامه واسعه .. وهي تتأمل وجهها لتهتف ببرود : كويس ان زين ملمسكيش ، وانه كان قرفان منك
لتنصدm حنين من معرفتها بمحور حياتهم .. فيبدو انه قص عليها كل أفعالها .. فتمتمت بكرهه : حقير
ورفعت بوجهها سريعا وهي تتحداها : مدام هو قرفان مني ، وانتي فوقتي من غيبوبة التضحيه اللي كنتي عايشه فيها وعايزه جوزك لوحدك .. خليه يطـ.ـلقني
فضحكت رحمه بهدوء : اكيد ياحبيبتى هو ده اللي هنعمله ، بس بعد مانشوف هناخد الفلوس منك ازاي ..
وتابعت بتهكم : مع انها فتافيت
فأنكمش قسمـ.ـا.ت وجهها وهي لا تُصدق بأنه أتي بها لهنا كي يكـ.ـسرها ..
وهتفت داخلها : بكرهك يازين بكرهك
لتشعر رحمه بالنصر وتتذكر حديث هاشم معها عن حياة تلك الفتاه وكيف دخلت دائرتهم وكيف رأي في عين زين شغف نحوها ... وان لم تقصيها من حياتهم فستكون هي الخاسره الوحيده وان امر الانجاب الذي جعلها تُفكر بأن زين سيتركها  يومً بسببه لا يُفكر به من الاساس وانه اذا أنجب لان يطرد ام طفله ليبقيها هي .. فليست من طباعه الظلم رغم قسوته
وتذكرت عبـ.ـارات هاشم الاخيره لها قبل ان ينتهي الحوار بينهم
" ولاد ايه اللي زين ممكن يفكر فيهم .. زين عنده عقده اصلا من ان يكون ليه ولاد ويمـ.ـو.ت زي اهله ويسبهم لوحدهم "
وافاقت من شرودها وهي تصرخ بخادmتها : وصلي  الهانم اوضتها
...................................................................
لمعت عين حاتم برغبه جديده وهو يتأمل صور خطيبة صديق عمره ويحسده عليها .. فظل يُحرك أنامله علي تلك الصوره التي يتخيل بها الكثير ... فأخذه عقله لبعيداً وهو يُفكر لما لا تكون تلك الفاتنه احدي نزواته كما الاخريات .. فرؤيته لأجساد النساء عاريات يطفي نيران رغبته .. التي اصبح يجري ورائها وكأنه كـ.ـلـ.ـبً مسعوراً
وسريعاً قد أفاق من نزوات خياله المريـ.ـض .. فنهض من فوق كرسيه وهو يضغط علي زر هاتفه بقلق : ها يا مسعد .. كل حاجه تمام
وعنـ.ـد.ما أتاه الرد المطلوب من مسعد .. أبتسم وهو يتلاعب بحاجبيه بنصر وهو لا يُصدق انه استطاع ان ينجح في اول عملية تهريب للسلاح
فكل شئ اصبح يسير كما يرغب ..
...................................................................
نظرت الي قميصه الملطخ بأحمر شفاه وعيناها تفيض من الدmع .. لتجده يحتضنها برغبه وهو يهمس في أذنيها:
حشـ.ـتـ.ـيني و 
لتبتعد هبه عنه نافره .. فطاقتها للتحمل أصبحت تنفذ
لينظر اليها هاشم بصدmه .. فهو لأول مره لا يراها خاضعة له .. فوقع بعينه علي قميصه وما تنظر اليه ليهتف بتنهد :
كنت سهران مع شركائي الجداد ..وبـ.ـنت من اياهم جات تترمي عليا واظاهر ان الروج بتاعها طبع علي القميص
لتُطالعه هبه بسخريه وهي تهمس بقهر : انت مصدق كلامك ده ياهاشم
فتأفف هاشم حانقاً : هتبسطيني ولا اروح للي تبسطني
لتمسك هبه بيده سريعا قائله برجاء : ياهاشم حـ.ـر.ام عليك اللي بتعملوا فينا ولو مش عشاني .. عشان بناتنا
ليتأملها هاشم وهو يُصارع شيطانه حتي وجد نفسه يجذبها اليه ليُقبلها بقوه هامساً : مش وقت أشعارات ومواعظ ياهبه
...................................................................
جلس علي أحد الارصفه بوجه مُكفر يندب حظه فالمطعم الذي جاء اليه كان وهما والاموال التي باع اخته بها ضاعت كما ضاعت هي 
ليهتف ببكاء كالنساء : انت ايه اللي جابك بلد الخواجات ديه يامحمود .. اضحك عليك يامحمود .. فلوسي راحت ومافيش مطعم
وبدء يلطم وجه ونظرات الناس حوله تُحاوطه
ليأتي نحوه رجلان من الشرطه ، يتحدثون امامه بالغه غريبه لا يفهمها .. وعنـ.ـد.ما شعر بما سيفعلوه به
قفز من جلسته وركض وهو لا يعرف الي اين سيذهب في هذه البلد التي جاء اليها من اجل المال ...
................................................................
أردف الي حجرة صغيره ... ليراهما مُنبطحان أرضً يرسمان
فأشتم سليم رائحة عطر والده المميزه فأعتدل سريعا : بابا
فنهضت ليلي من تلك الوضيعه وهي تشعر بالخجل ...
ونظرت اليهم لتجد أياد يضم أبنه لأحضانه ويسأله عن يومه
فأنسحبت من أمامهم وهي تشعر بالحـ.ـز.ن علي حالها .. فكم تمنت يومً أن يحتضنها أحدً ويسألها عن يومها ...وجاء بذهنها مافعله معها منذ يومان عنـ.ـد.ما اهانها وجـ.ـر.ح كرامتها
وجلست علي فراشها وهي شارده في تلك السيده الطيبه حُسنيه وتتمني عودتها ... وفجأه انتفضت من جلستها لتجده يردف الي غرفتها ويغلقها خلفه بعنف : ازاي تخلي معتز يوصلك النهارده
فتعلثمت ليلي في الحديث : عم ابراهيم اتأخر عليا .. وبعدها لقيت دكتور معتز بيقولي انك قولتله يروحني .. هو ده كل اللي حصل صدقني
ليتنهد أياد قليلا .. بعدmا علم بفعلة معتز فهي ظنت بأنها سترحل معه بعدmا طلب هو ذلك منه
وتمتم بخفوت : ماشي يامعتز
وعنـ.ـد.ما وجدها ستبكي ... لعن نفسه واقترب منها قائلا بجمود كي يُداري تلك المشاعر الهائجه التي تقتحمه : بتاكلي في المطبخ ليه .. ومش بتاكلي معايا انا وسليم
فأخفضت ليلي رأسها أرض : عشان ده مكاني
ليشعر أياد بالضيق من فعلته ..فهو من أوصلها ذلك اليوم لتلك الفكره فهو لا يعلم ليلتها لماذا جـ.ـر.حها ولكن كل ماكان يشعر به نيران تشتعل داخله .. حتي انه ليلتها ترجمها بأنها مجرد مشاعر عاديه لانها من اهل بيته وليست غيره كما كان يُخبره قلبه
وعنـ.ـد.ما سمع صوت انينها الضعيف .. اقترب منها بهدوء ليمسح دmـ.ـو.عها قائلا : ليلي ، متعيطيش
ومدّ بأنامله كي يزيل دmـ.ـو.عها .. ليجدها ترفع وجهها اليه واثر الدmـ.ـو.ع عالق في أهدابها .. ليمدّ بيده الاخري نحو خصرها ويُقربها منه أكثر وهو سارح في ملامحها الناعمه
...............................................................
أمتقع وجهها وهي تراها تتفنن في الدلال عليه .. تطعمه بيدها تسأله عن يومه .. ورغم عبـ.ـاراته المقتضبه الا انها كانت لا تمل .. لتمضغ حنين طعامها بهدوء وهي تُحاول ان تبعد نظراتها عنهم وعقلها يدور في حياتها تلك وماذا ستفعل وحدها .. فحتي والدتها قد عادت بعد زواجها من زين الي بيت خالها كي تمكث معه وصديقتها خديجه اصبحت مشغوله مع خطيبها واستعدادهم لحياتهم الجديده
لترفع وجهها عن طبقها بعدmا يأست من كثرة تفكيرها في البحث عن حلاً يُخرجها من كل هذا وتأففت بصوت مسموع
ليتطلع اليها زين بجمود ، وتليه نظرات رحمه الودوده التي لا تعلم كيف رسمتها بعد ان زالت قناع الطيبه عنها
وهتفت بحنان مصطنع : شكل حنين مش مبسوطه معانا ياحبيبي
ليُطالعهم زين بتنهد وهو يصرف فكره عنهم هما الاثنان .. ونهض قائلا بعدmا انهي طعامه : انا داخل المكتب ورايا شغل  
لتنظر رحمه لحنين بتفحص وقد أيقنت انها الفائزه في جولتها وان ملكيتها لزين بين يديها
فنهضت حنين هي الاخري وكادت ان تُغادر حجرة الطعام وتذهب الي غرفتها .. فوجدت نظرات رحمه التي تُخبرها بأنها لا شئ وان وجودها سينتهي قريبا وهي مجرد لعبه قد اعجبت زوجها ليس اكثر وانها بغبائها أدخلتها تلك اللعبه
لتجد حنين نفسها تتبع زين نحو مكتبه ... وهي لا تعلم لما فعلت ذلك
ليمتقع وجه رحمه وهي تراها تركض نحوه وتطلب منه الحديث بمفردهم
ليدخلوا الاثنان المكتب ، ونظرات رحمه تخترقهما
وبعدmا اصبحوا بمفردهما حاصرها زين بذراعيه وهو يبتسم قائلا : اول مره الاقيكي مُهتميه بنفسك
وابتعد عنها قليلا ليُتابع حديثه : لاء وهاديه كمان
ثم اكمل بخبث كي يري تمردها : شكلك بتتعلمي بسرعه من رحمه
لتُطالعه حنين بغضب وهي تهتف بحنق : واتعلم منها ليه ، اهتمامي بنفسي اصلا ليا .. ومش انت الشخص اللي ههتم بنفسي عشانه
ليضحك زين علي عبـ.ـاراتها .. وهمس ببرود قـ.ـا.تل : ومين قالك اني عايزك تهتمي بنفسك ، ما انا قولتلك رغبتي فيكي خلصت .. ثم اكمل بخبث : هو في حد يلمس غوريلا برضوه
فألجمتها عبـ.ـاراته .. فرغم كرهها له ورغبتها في التخلص من تلك الحياه السخيفه .. الا انه قد جـ.ـر.ح كرامتها كأنثي .. لتجد نفسها تصرخ به عاليا : لو انا غوريلا فأنت ثعلب
ليخلصها زين من حصاره ويحك ذقنه بيده وقد عاد الي جموده : كنتي عايزه ايه عشان مش فاضي
لتتمالك هي هدوئها وهمست بصوت ضعيف وهي تتخيل اليوم الذي ستتخلص فيه منه ومن زوجته الحمقاء المُتملكه :
عايزه اشتغل
ودون تفكير هتف : لاء ، وكفايه عديت ليكي شغلك في مكتب المُحاسبه اللي روحتيه من ورايا
لتُطالعه بضيق ، فحتي هذا قد عرفه رغم انها لم تعمل غير يومً واحدً فيه
وتنهدت بحرقه قد او.جـ.ـعته وهي تترجاه : ارجوك خليني اشتغل عشان اسد دين بابا وتطلقني وتاخد فلوسك ..
فألتف بجسده بعيداً عن نظراتها الراجيه .. وتذكر ما كان يُعانيه من ظلم ورحلة شقائه .. ثم ألتف إليها ثانية لتصبح عينيه امام عينيها ليُلجمها بقراره الغير متوقع.....
ألجمها بقراره فلم تُصدق بأنه يُخبرها بموافقته علي عملها .. ليتبع قراره بصدmه وهو يُكمل : هتشتغلي مع رحمه
فطالعته بأعين مُندهشه ..
وكادت أن تتحدث بكلمـ.ـا.ت أعتراض الا انها تذكرت والدها وحاجتها لكل قرش ستجنيه كي تريحه في قبره وتُريح نفسها من تلك الدوامه اللعينه وتخرج من بحر قسوته
وعنـ.ـد.ما وجدها تُحدق به دون ان تُحرك جفنيها أبتسم علي هيئتها هذه ... ومدّ بكفه نحو وجهها كي يطرق عليه بطرقات خفيفه لعله يتأكد بأنها لم تتجمد
فأنتفضت من اثر لمسته وهي تُخبره حانقه : تمام ، انا موافقه
ليُحرك رأسه لها بهدوء .. وألتف بجسده كي يسير نحو مكتبه ..
لتُطالع هي تحركاته في صمت ثم هتفت بهدوء : شكراً
وأنصرفت من أمامه وهي شارده في سير حياتها مع رحمه
رحمه التي ظنت بها خيراً وأحبتها لتضحيتها ولعنت نفسها كثيرا بأنها سرقت حقها في زوجها رغم انه لم يمسها ... ولكن في النهايه أكتشفت بأن الخير لا يُكمن في نفوس البشر الا بهدف او لفتره مؤقته وكأنهم في غفوه
وبعدmا أغلقت الباب خلفها ..رفع وجهه عن الاوراق التي كان يُطالعها كي يلهي عينيه بعيداً عنها ..وتنهد بحراره وهو لا يعلم لما يُبقيها بحياته ..فهو لا يبحث عن أنجاب ولا اموال ..فالشيكات التي أخذها من هاشم قد مزقها علي الفور عنـ.ـد.ما حصل عليها
حتي ظن بأنها رغبه مؤقته .. ولكنه الي الان لم ينظر اليها هكذا ..فهي أبعد من رغبه ..فالرغبه يعلم شعورها فقد أعطتها له رحمه كثيراً
ليشعر بملمس ناعم علي كتفيه .. ورائحة عطرها التي يُميزها دوماً ..وقبلات رقيقه تكتسح وجهه
فأبعدها عنه قليلا وهو يتنهد : رحمه انا مش فاضي
لتبتسم اليه رحمه بهدوء وهي تزيل عن ذهنها كلمـ.ـا.ته الرافضه لها .. وجلست علي قدmيه : زين انت من ساعة ما اتجوزت البـ.ـنت ديه وانت بعيد عني .. هو انا موحشتكش يازين
ليتنهد زين بفتور وهو يعلم بأنه تلك الفتره اصبح بعيداً عنها .. رغم كل ما تُقدmه له
وقبل ان يبدء اي حديث وجدها تطوق عنقه بيديها قائله بدلال : بحبك
فتصبح الموازنه بينهم مختله .. فأحدهن تعطيه كل شئ
وأخري لا تفعل شئ غير التمرد ورغم ذلك تُعجبه بفقر ما تعطيه له وجفاف ما يُعطيه هو لها
فشعرت بأستسلامه لها عنـ.ـد.ما اقتربت بأنفاسها منه وهمست بأذنيه : بحبك اوي يازين
...................................................................
جلست حنين علي فراشها وهي تُقضم أظافرها تارة وشفتيها تارة اخري كلما تذكرت هيئتها فبعدmا خرجت من غرفة مكتبه وصعدت الي غرفتها لتُقابلها عند أخر درجات السُلم
وعنـ.ـد.ما بدء ذهنها يسبح في التخيلات .. انتفضت من جلستها كالملسوعه وهي تشرد في تأنقها له
فقد كانت ترتدي فستان أحمر قاتم قصير ..فهي لا تعلم اهو فستان ام قميص نوم فكلاهما يشبهوا بعضهم ..
لتُحرك رأسها برفض في الغوص في تلك التخيلات التي تحرقها
فتأتي رائحه عطرها الي أنفها ... ونظراتها المُتملكه له
لتضـ.ـر.ب خديها بخفه .. كي تفيق من كل هذا الشرود
ووقفت أمام مرآتها كي تري وجهها وتُقارن نفسها بها
فتجد ان المُقارنه خاسره بل لا يوجد وجه للمُقارنه من الأساس بينهم
فهي فاتنه ..بملامح جميله وجسد ممشوق .. حتي انها ذات ذوق في أرتداء ملابسها ووضع مساحيق التجميل
اما هي شاحبه .. وجه مصفر .. بشره أقتربت علي الذبول من قلة الاهتمام بها ... وحتي ملابسها لا يوجد بها أي فتنه
وضحكت ساخره عنـ.ـد.ما  تذكرت تشبيه لها بالغوريلا ..
وأعطت ظهرها للمرآه وهي نافره من كل شئ .. وبدأت تزيل حجابها بهدوء لتُفكر في أمر عملها مع رحمه
...................................................................
أقترب حاتم من ضحيته الجديده التي خطط لأيقاعها تحت رحمته كي ينالها ..فوجدها تنظر اليه بأعين مصعوقه مما سيفعله معها أكثر من ذلك فقد عراها وقام بتصويرها
فدmعت عيناها وهي تُشاهد نفسها مُسطحه علي الفراش ويديها وأرجلها مقيدان وعاريه تمام أمام عينيه
لتتذكر كيف وقعت في دنائته بعد ان لجأت اليه ..
فيتنهي بها المطاف الي تلك الشقه بعد ان عرض الزواج ال عـ.ـر.في عليها مُقابل تخلصيها من تُهمة السرقه ... وعندها شعرت بالسعاده لانها ستصبح زوجة رجلا غنيا وستعيش حياه مُرفهه كما أخبرها وان الزواج ال عـ.ـر.في ليس الا وضع مؤقت
فهو ليس بظالم وانه يخاف الله ... فقد رسم شخصيته بكل أحتراف 
لتفيق علي لمساته المُقززه علي جسدها .. فتتشنج وهي تبكي : ابعد عني .. ابوس ايدك ياحاتم بيه .. فكني
ليضحك حاتم بقوه وهو يري أرتعاشها قائلا بمكر :
مش كنتي مبسوطه بالجوازه ياحلوه
فبكت بحرقه وهي تُتمتم : كنت فكراك راجـ.ـل طيب بتخاف ربنا
لتجده قد صمت قليلا ..ثم فجأه وجدته يُقهقه بعلو صوته .. قائلا وهو يتفحصها بعد ان قذف بكلمـ.ـا.تها في الهواء:
بس مكنتش فاكر ان تحت العبايه السوده ،حاجه ...
وبتر عبـ.ـاراته وهو يعض علي شفتيه ..برغبه
ليتذكر امر قد نسيه تمام .. فمدّ بيده نحو تلك المنضده القريبه من ذلك الفراش وألتقط احدي اللصقات كي يضعها علي فمها
وهو يهمس : كفايه رغي بقي
...................................................................
عقد ساعديه أسفل رأسه وهو شارد ...ليجد يد رحمه تمتد لصدره العاري لتضعها عليه وهي غافيه .. فيتذكر الساعات الماضيه عنـ.ـد.ما جائت لحجره مكتبه الي ان صعدوا حجرتهما وتبدء ليلتهم ... وتنهد بحراره وهو شارد في تلك النائمه في غرفتها ..
...................................................................
وقفت تتأمل رفوف مكتبته بأنبهار ... فكل انواع الكُتب لديه
وتذكرت حاجتها لأحد الكُتب العلميه التي قد لمحتها مُسبقا علي مكتبه عنـ.ـد.ما كانت تردف اليه ليُخبرها ببعض الأوامر
وتنهدت بصوت مسموع : تفتكري هتلاقي الكتاب فين ياليلي
فوقعت عيناها علي بعض الروايات الرومانسيه .. لتلمع عيناها وهي لا تُصدق انه له في مثل تلك النوعيه ..ليجذبها أسم ما ..فألتقطت الروايه وقد نسيت ما جائت اليه
وظلت تنظر الي محتواها بسعاده وهي تقرء بعض السطور الخاطفه ...ووقعت عيناها علي احد الصور المُندسه في منتصف الروايه لتري صورة تجمعه مع نفس المرأه التي رأت صورتها في حجرته .. وعلمت بأنها زوجته
ورفعت الصوره نحو عيناها لتري كيف يحتضنها بتملك وعشق
وفجأه سمعت صوته وهو يتسأل : بتعملي ايه هنا ياليلي
فشهقت بفزع من عودته مبكراً .. وألتفت اليه بحرج وهي لا تعلم بما ستُجيبه
فأقترب منها .. وفجأه وجدته يأخذ منها الروايه والصوره بعنف : حد أذنلك تاخدي حاجه مش بتاعتك .. متعلمتيش ان في حاجه أسمها اسـتأذن
فتحجرت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها .. وهي تعتذر : اسفه مكنتش اقصد والله
لينهرها  : اطلعي بره
لتُطالعه بألم .. وتمتمت بأعتذار ثانية : والله كنت جايه أخد الكتاب اللي طلبته منك الصبح .. بس
وقبل ان تُكمل باقي حديثها .. سمعته يصـ.ـر.خ بها : مش عايز أسمع صوتك
فركضت من أمامه وهي تبكي ..
ليُطالع هو تلك الروايه والصوره ويتذكر زوجته وحبيبته
...................................................................
جلست تتناول فطورها بمفردها وهي شارده ...بحديث زين معها في  أمر عملها مع رحمه .. لتسمع ضحكات رحمه مع خادmتها التي تُخبرها بمدي جمالها ونضارة وجهها اليوم
فألتفت اليهم كي تري هل حقاً أزدادت رحمه جمالا ام كل هذا نفاق
لتجدها حقاً في أبهي صورها حتي أبتسامتها مُتسعه ... فتذكرت ليلة أمس عنـ.ـد.ما رأتها وهي تهبط اليه
وأفاقت من شرودها علي صوت رحمه وهي تصرف خادmتها .. وبصوت رقيق هتفت : صباح الخير ياحنين
لتُطالعها حنين بشك في امرها .. وهمست بود : صباح النور
وبدأت رحمه في تناول فطورها بصمت .. حتي تنهدت  :
علي فكره زين قالي انك هتشتغلي معايا ، مع اني مش عارفه انتي هتنفعي في الشغل ولا لاء
وتأملت هيأتها مُتهكمه : شغل الازياء ده مينسبش شخصيه زيك
وعنـ.ـد.ما وجدت وجه حنين قد أحتقن .. شعرت بالنصر من وصول أهانتها لها ..فهمست بغرور : سوري ياحنين
فلانت قسمـ.ـا.ت وجه حنين ... لتُتابع رحمه حديثها :
بس طبعا انتي عارفه انا مقدرش اقول لزين لاء ...
فشعرت حنين بالحنق منها ومن زين .. وهمست بصوت مُنخفض : طبعا ، طبعا
وتسألت : بتقولي حاجه ياحنين
لتُحرك رأسها : متاخديش في بالك ، أصل بستغفر
فطالعتها رحمه ببرود: طب لو خلصتي فطارك ، روحي ألبسي عشان تنزلي معايا الشركه النهارده
لتتهلل أساريرها ، فأخيرا ستعود لتجمعات العمل والصداقات الودوده مع زُملاء جُدد .. والاهم أنه سيكون لها راتب ستدخره من أجل دين والدها الذي لا تعلم كيف ستستطيع تجميعه في أسرع وقت
ونهضت من مقعدها كي تذهب لأرتداء ملابسها ... ونظرات رحمه تتفحصها بشرود لتتذكر ليلة امس بأسي
فرغم أنها حصلت علي مـ.ـا.تُريده من ليله حالمه .. الا انها لم تشعر بأنه معها .. بل مجرد جسد فقط 
وصرخت بخادmتها الخاصه بها وحدها : انا ماشيه ياسناء ..ولما تنزل اعملي زي ماقولتلك .. سامعه
لتضحك سناء علي أفكار سيدتها وهتفت بفرح : حاضر ياست رحمه
ووقفت تتذكر أوامر سيدتها وهي تُمضغ علكتها :
ياختي علي الغيره ، الغيره فعلا مُره ..
.................................................................
وقعت عيناه عليها وهي تهبط درجات السُلم قبله .. ليشعر بالأسي بما فعله معها أمس ..
ليفيق من شروده علي صوت شهقاتها وهي تجلس علي احد الدرجات وتتحسس كاحلها
ليهبط الدرج سريعا وهو يتسأل بخـ.ـو.ف : ليلي انتي كويسه
لتُطالعه ليلي بألم وعيناها قد زبلت من كثرة البكاء أمس
وعنـ.ـد.ما لم يجد أي رد منها حملها بين ذراعيه ليتسأل : ردي عليا ياليلي
لتنصدm من فعلته وهمست بخجل : أياد بيه نزلني لو سمحت ..انا كويسه صدقني
وصعد بها درجات السُلم حيث غرفته .. دون أن يستمع الي توسلاتها في تركها .. ووضعها علي فراشه برفق وهو يتسأل : هووس ، اسكتي
لتخجل من كلمـ.ـا.ته وأنفاسه القريبه منها
وشهقت فزعا وهي تراه يرفع بطرف فستانها يُدلك كاحلها برفق بعد أن وضع بأحد المراهم التي لا تعلم كيف أتي بها بتلك السرعه وأين كان عقلها
وأمسكت يده برجاء : خلاص والله انا كويسه
ليرفع أياد وجهه نحوها ويبتسم لها قائلا : كويسه ولا مكسوفة ياليلي
لتشعر هي بالحرج من كلمـ.ـا.ته وتنهدت برجاء : صدقني أنا كويسه
وحاولت ان تتحرك كي تهبط من علي الفراش .. لتشعر بالألم فجأه ولكن تحملته لتقول : عندي مُحاضرات مُهمه ولازم ألحقها
ليُطالعها أياد بقلق وشعوره بالذنب نحوها يُعـ.ـذ.به ..ووجدها بعد خطوتان تتألم .. وتعرج علي قدmها
ليُسرع اليها قائلا بجديه وهو يجذبها من حضرها :
مش عايز أسمع ولا كلمه ، ومافيش جامعه النهارده مفهوم
ويلا عشان نروح المستشفي
لتنظر اليه ليلي بسعاده ، وهي تري قلق أحد عليها ..وقد تناست ما فعله معها ، فلحظه حنان منه قد مسحت جـ.ـر.حها
وهتفت برقه : ده ألتواء بسيط ..مافيش داعي نروح المستشفي ..انا هبقي كويسه ..
ثم تابعت بأسف : معلش عطلتك عن شغلك
ليبتسم أياد دون شعور منه وهو يري رقتها وهدوئها حتي وهي تتألم وأحس بأنه يتعامل مع طفله سليم ...
ووجدها تهتف بشكر : شكرا ً
لتزداد ضـ.ـر.بات قلبه بعنف .. وهو يسمع شكرها الذي من المُفترض ان يكون عتاب لما يفعله معها .. وتأمل وجهها المُبتسم وهو لا يُصدق ان ملامح وجهها تغيرت سريعا من العبوس الي السعاده بعد أن غمرها بالحنان
ليُتمتم بخفوت : أنتي زي الأطفال الصغيره ياليلي ، وكأن سليم قدامي
وافاق من تأمله لها وهو يراها تخفض وجهها أرضً من تفحصه ... ليسمع كلمـ.ـا.ت أعتذارها : انا اسفه علي اللي عملته امبـ.ـارح
ليقترب منها أياد بأنجذاب شـ.ـديد وكأنه شخصية أخري .. ورفع وجهها ليتأمل بريق عيناها اللامعه ... ومال علي جبينها يلثمه بقبله رقيقه قائلا : انتي رقيقه أزاي كده ياليلي
...................................................................
وقفت حنين تُحادث نفسها بتسأل : هي راحت فين ، يمكن طلعت اوضتها تاني
لتسمع صوت الخادmه .. فشهقت فزعا وهي تُتمتم : بسم الله الرحمن الرحيم
لتُطالعها سناء وهي تلوي فمها حانقه .. حتي مدّت بيدها بورقه : ست رحمه مشيت ، وسبتلك عنوان الشركه عشان تحصليها ..
فأمتقع وجه حنين وتمالكت غضبها سريعا وتنهدت قائله :
طب خلي السواق اللي بره يجهز ، عشان يوديني
لتتأملها سناء بمكر وهتفت بأسف : للأسف عم فتحي راح يجيب طلبات لست رحمه
ومدّت بيدها الأخري في جيب عبائتها لتُخرج بعض الورقيات النقديه قائله بسخريه : ست رحمه سبتلك الفلوس ديه عشان التاكسي اللي هتاخديه
لتنظر اليها حنين بشر .. وهي تود ان تُكـ.ـسر عظامها وعظام سيدتها الحرباء .. وشعرت بالمهانه وهي تُلعن في زين
وألتقطت الورقه المُدونه بها عنوان الشركه ... وصارت بخطوات سريعه هاربه قبل ان تري تلك الخادmه اللعينه دmـ.ـو.عها وتخبر سيدتها الحمقاء بأنتصارها ووصولها لمُبتغاها
لتقف الخادmه تمضغ علكتها ببرود وهي تُطالع المال بسعاده : كويس انها مخدتش الفلوس ، اه اخدها انا
وانتفضت فزعا عنـ.ـد.ما سمعت رنين هاتفها المُفاجئ لتجد رقم سيدتها ... لتقص عليها كل مافعلته
..................................................................
وقف يرتدي ملابسه بتأفف وهو يُطالع هيئته بالمرآه .. وألتف اليها بضيق : فين الجذمه يازينب هانم
فنهضت زينب من فوق الفراش سريعا لتُلبي له طلبه وتحاول ان تُراضيه كي تكسبه ثانية لها .. واقتربت منه بحذائه:
تحب ألبسهولك ياياسين
فطالعها ياسين بأستغراب .. وهو لا يُصدق بأن زوجته تفعل ذلك .. والتي دوماً تُذكره بمكانتها في بيت أهلها
ووجدها تجلس تحت قدmيه قائله بنعومه : ارفع رجلك
وبعد ان انهت مـ.ـا.تفعله وجدها تتأمله بصمت .. فوقف للحظات يتأمل ملامحها الهادئه
حتي وجد نفسه يهرب سريعاً من امامها وهو يخاف ان يُحبها
.................................................................
لمعت عين هاشم برغبه وهو يستمع لحديث حاتم عن زواجه بأخري ليلة أمس
ليهتف هاشم قائلا : انا مش عارف انت ازاي بتقع علي البنات ديه وبتتجوزهم بسرعه كده .. انت ايه ياحاتم
ليضحك حاتم بنشوه وسعاده لما يسمعه ..وهتف قائلا : الستات ديه عالم لوحده ومدام درسهم كويس يبقي مافيش ست تقدر تقع من تحت أيدك
فيُقهقه هاشم عاليا وهو يتسأل بشك : طب وعلي كده بتدفع فيهم كام
ليتكئ حاتم علي مكتبه قليلا وهو يبتسم بفخر : كله ببلاش وبرضاهم
ثم تابع بتهكم : هو انا زيك بيضحك عليا من الستات
ليشعر هاشم بالضيق ... وهتف قائلا بجمود : خلينا في موضوعنا
ليتأمله حاتم قائلا وهو يتذكر ما طلبه منه .. واخرج بعض الصور من درج مكتبه : اختار البـ.ـنت اللي هتعجبك عشان نتفق علي السعر 
...............................................................
تنهدت براحه وهي تري دوامها قد انتهي .. وضحكت بسخريه وهي تتذكر مُعامله رحمه لها وكأنها هواء
وضحكت علي وظيفتها التي لا تعرف لها ملامح .. فاليوم قضته في التسكع في غرف الموظفين لتري كيف يعملون
وفجأه سمعت صوته وهو يتسأل ساخراً : عجبك الشغل
لتلتف اليه لتري نظراته الضاحكه .. ورغم انه يعلم بأنها ليست راضيه الا انه أراد ان يقضي علي تمردها معه ..
لتُطالعه حنين بضيق : عجبني ولا معجبنيش .. ده شئ يُخصني
ليمتقع وجه زين من ردودها التي تُثير غضبه حتي مال عليها ليهمس بأذنها قائلا بضيق : لسانك ده هقصهولك في يوم ياحنين ...
وعنـ.ـد.ما وجدها تتراجع للخلف خائفه .. تابع حديثه بجمود : قدامي يلا عشان نروح
لتُطالعه بكرهه وهي تتذكر فعلة زوجته معها صباحً .. ومجيئها بمفردها للشركه ..
ورغم أنه يعلم ذلك ..فأخبـ.ـارها تصله بكل سهوله وهو جالس في مكتبه ..وتنهد قائلا : قولت يلا قدامي ..انتي مبتسمعيش 
وفجأه سمعت صوت رحمه الأتيه نحوهم وهي تحمل حقيبتها بسعاده قائله : زين حبيبي
وكادت ان تحتضنه .. فأبعدها بيده وهو يهمس بصوت خفيض : اللي عملتيه الصبح لينا كلام فيه لما نروح
ونظر الي حنين التي تتابعهم .. فأمسك بيدها ليُجرها خلفه قائلا بضيق : مدام مبتسمعيش الكلام يبقي أسحبك غـ.ـصـ.ـب عنك
ولأول مره بحياتها تشعر نحوه بالرضي .. فما فهمته اليوم قد جعلها تفهم أن زين شخصيه مُشفره لا يفهم أحد غموضه
وعنـ.ـد.ما وجدت نفسها خارج الشركه .. والسائق يفتح لهم أبواب السياره همست برقه مُتنافيه مع أسلوبها معه : براحه ايدي و.جـ.ـعتني يازين
ليقع أسمه علي اذنيه كالنغمـ.ـا.ت، وألتف اليها ليري لمعة عينيها وهمس بخفوت يتنافي مع شخصيته القاسيه :
ما انتي لو بتسمعي الكلام ، مش هجرك زي العيله الصغيره
فضحكت برقه .. ليبتسم هو دون شعور منه
...................................................................
جلس أياد حانقاً من مجئ صديقه عنـ.ـد.ما علم بألتواء قدm ليلي
ورغم انه ليس بها شئ .. الا انه قد جاء بباقة من الزهور
فتنهد معتز وهو يرتشف من كوب عصيره الطازج : هو كل ده سليم بينادي ليلي
ليزفر أياد بحنق وهو يُتمتم بهمسات مُنخفضه : عارفه لو نزلتي ياليلي ، ليلتك سوده
وفجأه وجد ليلي تأتي نحوهم بحركه مُتعجره بعض الشئ .. وتخفض رأسها أرضً .. ليقف معتز سريعا وهو يحمل باقة الزهور الموجوده علي المنضده التي أمامه قائلا بلهفه : عامله ايه ياليلي
واقترب منها وهو يمدّ يده بباقة الزهور : أتفضلي
لتبتسم ليلي وهي تأخذ منه الباقه وهمست بخجل : شكرا يادكتور
ليضحك معتز بداعبه  : دكتور ديه في الجامعه ، انما هنا معتز وبس
وألتف نحو أياد الحانق وهتف : ولا ايه يا أياد مـ.ـا.تقولها
فرفعت وجهها نحو أياد كي تري معالم وجهه .. فأنصدmت من هيئته .. وأخفضت رأسها خـ.ـو.فً من نظراته
لتتسع أبتسامه معتز ... ويرن هاتفه فجأه فينظر الي المتصل ليخرج من الحجره التي تجمعهم ثلاثتهم كي يُجيب علي من يُهاتفه
ليقترب اياد سريعا منها.. وهتف بها بحنق : تطلعي علي اوضتك حالا ، وملمحش الورد ده في الفيله كلها ، مفهوم
لتنصدm من رد فعله ..حتي صرخ بها : علي اوضتك
فخرجت من الغرفه وهي خائفه منه ..
ليتنهد أياد بضيق : كده كتير يامعتز ..
جلست علي فراشها بسعاده وهي مازالت لا تُصدق فعلته معها وأخذه لها حقها من رحمه...لتقفز من فوق الفراش وهي تبتسم وتُحادث نفسها : بس هو عرف أزاي بلي عملته  رحمه معايا
وأزالت حجابها بهدوء وهي تُحاول ان تتذكر اي شئ يجعلها تفهم كيف علم بفعلت رحمه ... لتضـ.ـر.ب رأسها فجأه :
وانا شغله بالي ليه ..
وأبتسمت وهي تضع بيدها علي فمها لتشم رائحه عطره التي علقت بيدها عنـ.ـد.ما كان يجذبها خلفه كالأطفال
..................................................................
دخل معتز بلهفه بعدmا انهي اتصاله .. ليُطالع الحجره باحثاً عنها بعينيه .. ووجد أياد يجلس يضع ساق فوق ساق ويرتشف من فنجان قهوته بهدوء .. ليقترب منه قائلا بتسأل :
اومال فين ليلي ياأياد
ليتأمل أياد ملامحه ...فشعر بالحنق من لهفة صديقه عليها
وهتف بجمود : طلعت أوضتها يامعتز
واشار اليه قائلا : اقعد خلينا نتكلم شويه
ليجلس معتز وقد فقد مُتعة رؤيتها ليتنهد قائلا : اه قاعدت ياسيدي
ليُكمل اياد حديثه : انت مش ناوي تتجوز وتستقر بقي
لتلمع عين معتز بالسعاده وهتف بأمل : قريب اووي ، متقلقش
ليتنهد أياد بأرتياح وقد ظن بأن صديقه تُعجبه احدي معارفه ولم يظن أن مقصده هي ليلي
...................................................................
وقفت تتأمل جسده الصلب بقلق وهي تري دخان سيجارته يحاوطه .. ليلتف لها فجأه : ديه المعامله الكويسه اللي قولتيلي هتعمليها ليها يارحمه
ليمتقع وجه رحمه بقلق وهي تُطالعه بهمس : يازين
ليقترب منها زين بجمود .. ويتأمل تـ.ـو.ترها : انتي فكراني نايم علي وداني ...
وتنفس بعمق وهو يُكمل عبـ.ـاراته بأقتضاب : لو مش هتستحمليها يبقي هرجعها تعيش في بيت منفصل زي ما كانت
لتهتف به بلهفه : يازين انت فاهم غلط .. انا الصبح كنت مستعجله
فيضحك ساخرا وهو يتأملها : طب والفلوس اللي أتعمدتي تهنيها بيها ..
لتغمض عيناها وهي تعلم بهوية من أخبره بكل ذلك ..فبالتأكيد تلك الخادmه التي تُسمي كريمه
وتمتمت بصوت هامس : غـ.ـبـ.ـيه ياسناء
وادركت فداحة فعلتها معه .. وانها اذا لم تتجاوز تلك النقطه .. ستظل عقبه امامها قبل ان تتخلص منها كما سمحت لها أن تدخل عالم زوجها
ووضعت برأسها علي صدره .. لترفع بأناملها الناعمه تُداعب ازرار قميصه بهدوء ..وعنـ.ـد.ما لامست يدها بشره جسده ..ابعدها عنه ليتأمل معالم وجهها وهو يهتف :
مش جوازي من واحده تانيه .. كان طلبك انتي يبقي أستحملي
وتغمض عيناها بقهر وهي تلعن نفسها علي مانطق به لسانها الاحمق في يوم ... وأقتربت منه برجاء : طلقها يازين وخلينا نرجع لحياتنا الهاديه من تاني
وعنـ.ـد.ما لم تجد رد منه ..تابعت حديثها بغضب : انت حبتها يازين
ليسير من أمامها وهو لا يعرف بما سيُجيب عليها ..فهو الي الأن لا يفهم مشاعره أتجاهها .. ولا يعلم سبب أدخالها في عالمه ..فليست فائقة الجمال كي يقع في غرامها .. ولا حتي تغويه بشئ كي تُعلق فؤاده .. 
لتهتف بقهر : انت بتظلمني يازين
فيقف في مُنتصف حجره مكتبه وألتف اليها كي يُطالعها وهو لا يُصدق أنها تراه ظالم .. وهو دوما يعوضها في كل شئ
حقق لها حلمها بأن تمتلك شركه كبيره في عالم الأزياء .. وضعها في مستوي أجتماعي كبير تتمناه اي أمرأه .. حسابها البنكي يتضاعف كل عام .. سيارتها تتجدد كلما رغبت ..هدايا مُتدفقه يجلبها لها ورحلات كثيره كان يصطحبها بها حتي ملت وأرادت ان تتفرغ لعملها والاهم من كل ذلك نسي كل مافعله به والدها ولم يتخذها يومً بذنبه .. رعاها وحماها
وشعر نحوها بمشاعر كثيره الا الحب .. الذي لم يُجربه طيلت حياته ولم يفهمه يومً وكيف يفهمه وحياته كانت صلبه خشنه خاليه من المشاعر
وتنهد اخيرا وهو يُخبرها : لو انا فعلا ظلمت يارحمه ، فأنا مظلمتش غيرها هي ... قارني نفسك بيها هتلاقي انك انتي كل حاجه حتي اسمي مُرتبط بيكي انتي .. اما هي لحد دلوقتي محدش يعرف جوازي منها غير الخدامين وأهلها وهاشم بس .. يعني ملكيتها فيا متجيش رُبعك
ثم تنفس بعمق وهو يُتابع : شوفي بقي مين فيكم المظلوم
...................................................................
صعد الي حجرة طفله بأرهاق بعدmا أنهي بعض اعماله في حجرة مكتبه ..ليفتح باب حجرة الصغير فيجدها فارغه حتي الفراش لم يمسه أحد
فيتنهد بصوت  مسموع وهو يعلم أين سيجده
ليتجه نحو غرفتها .. وبعدmا أطرق بطرقات خفيفه
فتح الباب بهدوء ... لتعلو الأبتسامه شفتيه وهو يري صغيره ينام علي احد ذراعيها 
وأقترب من الفراش كي يأخذ سليم الي حجرته
فوقعت عيناه عليها بوضوح .. فظلام الغرفه قد أخفي جمالها .. ليتأمل شعرها المفرود علي الوساده ...
ووجدها تزيح الغطاء عنها قليلا لتكشف عن بيجامتها الطفوليه ورغم أحتشام مـ.ـا.ترتديه حتي في نومها ..
وجد نفسه ينحني عليها ليُلامس وجهها بأنامله ..فشعر بالدفئ مع كل لمسه يُحركها علي وجهها وأغمض عيناه بحراره
وافاق عنـ.ـد.ما سمع همساتها الخافته .. فأبعد يده سريعا خـ.ـو.ف من أن تستيقظ .. ليجدها تهمس وهي غافيه: شوط بقي ياسليم
فكتم ضحكته بصعوبه وهو يُطالعها وأنحني نحوها كي يُقبل جبينها برقه .. ولكن قلبه كان يطوق لشئ اخر
فطالع شفتاها برغبه في تقبيلها .. وكاد ان يلامس شفتاه بشفتيها الا انه أبتعد وهو يفرك جبينه دون تصديق لما كان سيفعله ...
لينظر لصغيره بشرود .. ثم أحكم الغطاء عليهما وغادر الغرفه وهو لا يُصدق بأنه نظر اليها اليوم برغبه
فهي بالنسبه له كانت عقبه وقعت بحياته .. ولولا أشفاقه عليها ما كان أدخلها بيته وتزوجها ليحميها من بطش أخيها
..................................................................
كان يظن بأنها قد غقت .. ولكن عنـ.ـد.ما أقترب من حجرتها رأي اضاءة الحجره فعلم انها مازالت مستيقظه
لينظر الي ساعة يده بأرهاق .. ليتسأل داخله : ايه اللي مصحيها لحد دلوقتي
وفتح باب حجرتها بهدوء .. ليصدmه ما تفعله
فقد كانت مُنبطحه ونصف جسدها أسفل الفراش تتحدث مع نفسها
ليبتسم زين وهو لا يُصدق ما يراه ويسمعه ..
ليجدها تتسأل ثانية : هلاقيك فين دلوقتي
وظلت تٌحرك أرجلها يمين ويسار ..
ليتأملها زين بشغف ... حتي وجدها تهتف بسعاده : اهو لقيتك ، اخيراً
وتحركت بنصف جسدها الأخر .. كي تُخرجه من أسفل الفراش .. لترتطم رأسها بحافته ..فتأوهت بألم
ليقترب منها وهو يُتمتم ضاحكا : انتي بتعملي أيه عندك
لترفع رأسها اليه وهي مازالت علي وضيعتها .. حتي نهضت وهي تعدل من هيئة بيجامتها ورفعت خاتمها أمام عينيه قائله : كنت بدور علي ده ...
ثم أكملت حديثها : انت ايه اللي جابك اوضتي في ساعه زي ديه
ليضحك لأول مره بحياته هكذا وهو يُطالعها : جاي ليه دلوقتي
فالأجابه بسيطه : انتي مراتي ، واجي في اي وقت
ثم أقترب منه قليلا ورفع يدها المُمسكه بالخاتم : وهو ده اللي انتي بتدوري عليه .. اومال لو مكنش أكسسوار كنتي هتعملي ايه
فأزاحت يده سريعا وهي حانقه منه بعد أن أصبحت تشعر نحوه برضي .. حتي هتفت بضيق : انت عارف ده بكام
ليرفع زين أحد حاجبيه وهو ينتظر ان يسمع ثمنه الثمين .. فوجدها تتوسط خُصرها بذراعيها قائله : ده بخمسه جنيه
ليُقهقه عاليا ولكنه داخله يبتسم .. يبتسم لحياه البساطه التي اشتاق لها وأعادتها هي اليه
ليزداد حنقها منه وهتفت بأستنكار : اه صح هي الخمسه جنيه بالنسبه ليك فلوس ...
وجلست علي فراشها تُطالع خاتمها بسعاده .. فهو بالنسبه لها غالي علي قلبها .. وشعرت بالحنين لتذكرها بمن جلبه
وأدmعت عيناها وهي تشرد في اليوم الذي أعطاه لها أخيها وقد ذله بثمنه يومين كاملين ...
ليجلس بجانبها .. ودون شعور منه ضمها اليه بحنان وهو يمسح علي ظهرها : بتعيطي ليه دلوقتي ، يا أم لسان طويل
فمسحت وجهها في صدره وهي غير شاعره بفعلتها .. فهي تُجاهد حنينها لأخيها الاصغر وصديق طفولتها ومراهقتها
وعنـ.ـد.ما تداركت فعلتها .. أبتعدت عنه سريعا
فأنصدm..فبعدmا شعر بدفئها لأول مره ابتعدت عنه ... وظلت تُحدق به وهي تهمس : اسفه ، مش عارفه عملت كده ازاي
ليبتسم اليها زين بخفوت .. ثم وجدها تُكمل بأعين مُدmعه : بس هما وحشوني اوي
ليفهم هو مقصدها .. فربط علي يدها بهدوء : ربنا يرحمهم
لتخفض رأسها أرضً وقد زحف الشوق بقسوته لقلبها .. ليُطالعها بعينيه بشوق لأحتضانها ثانيه
وعنـ.ـد.ما رفعت عيناها نحوه وجدته يتأملها .. فتدارك فعلته وعاد لجموده ثانية : عايزه تطلقي ياحنين
لتسقط الكلمه علي اذنيها وقد او.جـ.ـعها صداها .. فهي بالفعل تتمني اليوم الذي تتحرر فيه منه ولكنها ستفقد الجزء الذي عوضه داخلها فقد أعطاها الأمان
لتتسأل بخـ.ـو.ف : طب والفلوس
لينهض من فوق الفراش وهو يتأمل معالم حجرتها .. وهتف بهدوء : انا مسامح فيها ومش عايزاها
فوقفت قبالته وهي تهتف بكبرياء : ده دين بابا وانا اللي لازم أدفعه ...
ليبتسم اليها وقد اعجبه تلك العزه التي تُحاوطها دوماً .. ووجدها تهمس : انا مش عايزه أطلق منك
فظل يُطالعها بشك من أمرها .. حتي وجدها تُكمل : انا صحيح بكرهك ، بس بحس معاك بالأمان
خليني معاك .. انت كده كده مبقتش عايزني وعندك مراتك ربنا يخليهالك .. اعتبروني ضيفه في حياتكم لحد ما أقدر ابني حياتي
ورغم أنه شعر بقسوه كلمـ.ـا.تها وهي تُخبره بكرهها له .. الا انه شعر بالسعاده لرغبتها في البقاء حتي لو كان بقاء مؤقت
وهتف بهدوء : تصبحي علي خير
وتركها وانصرف .. لتقف هي حائره مما قالت .. فهي الأن تحتاج أي درع أمان يُحيطها حتي تستطيع ان تستقل بحياه البقاء دوما للأقوي ومن يحمل سند قد فقدته بعد رحيل والدها واخيها
...................................................................
نظر حاتم الي مسعد وهو يتسأل : انت مُتأكد انهم هيتجوزوا بعد اسبوع
ليُحرك مسعد رأسه  .. ليقف حاتم بغضب : يبقي الخطه لازم تتنفذ والبـ.ـنت ديه تجيلي
سهيله مش هتكون لحد غيري
لينهض مسعد بدوره وهو يتسأل : يعني ياباشا مش هترجع في قرارك ، ده طارق بيه صديقك وكنتوا شركا
ليصـ.ـر.خ به حاتم : اللي اقوله يتنفذ
ليخرج مسعد من غرفة سيده خـ.ـو.ف من بطشه .. فهو لا يُريد ان يخسره حتي يصل الي ما يرغب به
ليجلس حاتم علي كرسيه ثانيه وهو يُفكر في لعبته الجديده
...................................................................
نظر اليها والديها بغرابه وهم لا يُصدقان بأن أبـ.ـنتهم المُسالمه قد أصبحت هكذا .. تسمع منهم دون أن تُنفذ طلباتهم
فوقف والدها بغضب : يعني مش هتخلي جوزك يساعدني
فنهضت هبه بدورها وهي تُحرك رأسها برفض تحت نظرات والدتها التي ترمقها بضيق ..الي ان اقتربت من أباها قائله : هاشم عندك يابابا .. أطلب منه اللي انت عايزه .. بس أنا متدخلونيش في اللي بينكم
فلمعت عين والدها وهو يستمع لكلمـ.ـا.ت الرفض من أبـ.ـنته .. حتي صرخ بزوجته : يلا ياام حسام .. بـ.ـنتك خلاص نسيت اهلها ..
وتركوها وانصرفوا وهم يشكون بحبها اليهم .. فهوت بجسدها علي اقرب مقعد ووضعت بوجهها بين كفيها تُتمتم بألم : صدقوني غـ.ـصـ.ـب عني ..هاشم بقي شايفني زوجه مُستغله .. خلوني اصلح حياتي بقي 
.................................................................
نظرت الي طبقها دون أن تمسه .. ليتطلع اليه سليم بمشاغبه : ليلي مش بتاكل يابابا ، زعقلها زي ما بتزعقلي
لتنظر هي الي الصغير بنصف عين .. فأبتسم اليها بوداعه
ليتطلع اليها أياد قائلا : شكلي فعلا هزعقلها ياسليم
وهتف بغضب مُصطنع : كلي
لتتأمله هي بغضب طفله ، فبعدmا جلست مع الخدm بالمطبخ تتناول طعامها معهم ..كما أعتادت منذ ان اوبخها بكلامه و.جـ.ـعلها تشعر بمكانتها الحقيقيه جاء اليوم ليبعث اليها احدي الخادmـ.ـا.ت بأنه يُريدها
وها هي تجلس أمامه كطفله الصغيره ..
ليُنهي سليم طعامه سريعا مُتذكرا .. امراً ما
ونهض وهو يُتمتم : انا شبعت خلاص يابابا ، خلي ليلي تاكل بقي عشان تكبر زي
وانصرف من امامهم وهو يركض .. فضحك أياد علي معاملة صغيره ل ليلي .. فهو يتعامل معها كأنها هي الطفله وليس هو
ونظر اليه بهدوء ثم هتف بمشاكسه لذيذه كطفله : يلا كلي عشان تكبري زي سليم ياليلي
فرفعت وجهها نحو وهي تكتم صوت ضحكتها .. حتي عاد بحديثه المُشاغب : اسمعي كلام بابا
لتخرج ضحكاتها رغم عنها .. وهتفت : بابا
فأبتسم اياد بحنان وهو يُطالعها .. حتي نهض واقترب منها
ليمسك بشوكتها ويُطعمها رغم عنها وهمس بدعابه : مدام مش بتسمعي الكلام ، يبقي اكلك غـ.ـصـ.ـب عنك
فبلعت ليلي الطعام بصعوبه وهي تُطالعه غير مُصدقه أن هذا الدلال كله لها .. فبالتأكيد اليوم قد تناول شئ اذهب عقله و.جـ.ـعله ينسي انها خادmه لديه قد اشتراها بأمواله واعطي ثمنها لأخيه
ليجدها قد أغلقت فمها فجأه وشردت بعيداً .. ليُطالع وجهها بهدوء ثم مدّ بيده كي يُلامس وجهها كالمُغيب ... فرفعت ليلي وجهها نحوه تُطالعه بقلق ..
وهتفت بصعوبه : اياد بيه
فتأملها بتنهد .. ولامس شفتيها بأصبعه كي يزيل عنها بعض بقايا الطعام .. ليجد نفسه ينحني نحوها وهو كالثمل
وقلبه يخفق بشـ.ـده كي يذوق طعم شفتيها ..
الا انه أبتعد سريعا عنها وهتف بجمود : كملي أكلك
وانصرف من أمامها وهي تشعر بأن ضـ.ـر.بات قلبها تتزايد
من ذلك القرب وتلك المشاعر التي تجتاز روحها لاول مره وأغمضت عيناها بعشق وهي تعترف لنفسها بحبه
...................................................................
شعرت حنين بالسعاده عنـ.ـد.ما بدأت تفهم سير العمل هنا .. ورغم انها تعمل في قسم المُحاسبه الخاص بالشركه .. الا انها أصبحت تعشق قسم التصميم ..فمشاهدتها للأزياء كانت كالمتعه .. فهي لا تُصدق بأنها تري احدث صيحات الموضه رغم انها لا تُناسبها
لتأتي أحد زميلاتها التي تعرفت عليها : ايه رأيك ياحنين في التصميم ده
لتلمع عين حنين بالأنبهار .. فضحكت زميلاتها التي تُدعي "زينب" وهمست : تفتكري هيعجب مدام رحمه
لترفع حنين عيناها عن التصميم وهي مُبتسمه : ده هايل يابـ.ـنتي ، قال ميعجبهاش قال
فأبتسمت زينب برضي لذلك الأطراء الذي ادعمها قبل ان تذهب الي رئيستها وكبير المُصممين تعرض عليهم التصميم
لتهتف بأمل : ياريت يعجبهم ياحنين ، ده خامس تصميم أعمله وميعجبهمش
لتُطالعها حنين بتشجيع : لاء متخافيش هيعجبهم 
ثم تابعت حديثها بدعابه : ولو معجبهمش اشتريه انا منك .. واخلي الخياطه اللي بتعامل معاها تصممهولي
لتضحك زينب علي دُعابتها .. حتي تسألت : هو الفستان ده لو اتعمل يازينب هيكلف كام
لتبتسم اليها زينب وهي تُداعبها : بلاش اقولك التمن
لترفع حنين بيدها اليها قائله : ياستي قولي ، يعني خمس الاف مثلا
لتهتف زينب ضاحكه : لاء خمسين الف جنيه
فألتفت حنين بظهرها وهي تحمل بعض الاوراق قائله : امشي يازينب .. أحبطيني وانا اللي كان نفسي أشتريه
لتضحك كل منهما ... وانصرفوا متجاهين الي عملهم
فسرحت حنين وهي تسير نحو القسم الخاص بها .. شارده في لو لها حق بأن ترتدي فستان كهذا ..
وجاء بذهنها رحمه وكل ماهو معها ومتعتها بأموال زين واحترام الجميع لها ... ورغم شعورها بالنقص بأنها لا شئ
وانها تعمل من أجل ان تجمع الاموال بجهدها كي تنفذ وصية والدها وتُريحه في قبره الا انها تمتمت برضي : الحمدلله
وجلست علي مكتبها... وهي لا تدري بنظرات من كان يُطالعها من خلف زُجاج مكتبه العازل
ليجد بيد توضع علي أحد كتفيه ويهتف صاحبها : عجبتك
أعتدل في وقفته الشامخه وألتف مُبتسما لتلك التي تسأله عن رأيه فيما كان يُطالعها حتي ضحك بهدوء : بقي هي ديه اللي شغلاكي يارحمه
ليمتقع وجه رحمه ..وهي تُطالع ذلك الوسيم الذي يُدعي "فادي"  وهو كبير المصممين الخاص بشركتها وذات شهره عالميه في عالم الأزياء
فأقترب منها بهدوء وهو يتفصحها قائلا : موافق اني أساعدك عشان تتخلصي منها يارحمه
لتظهر السعاده علي وجه رحمه بعد أن ظنت بأن فادي سيرفض لعبتها السخفيه في أيقاع حنين بحبه وتطليق زين لها
وهتفت بأمل : فادي انت لازم تخلصني منها بسرعه ..
ونظرت الي وسامته التي تخـ.ـطـ.ـف الانفس وتابعت بمكر :
عايزاك توهمها بالحب لحد ما توقع ، وساعتها زين هيعرف أنها خـ.ـا.ينه ويرميها في الشارع
فضحك فادي بقوه فهو لأول مره يراها غاضبه هكذا ومن من
من فتاه عنـ.ـد.ما رأها لم يري فيها أي جاذبيه غير مرحها وبساطتها ..وتمتم بهدوء : مش ديه اللي تغيري منها يارحمه
لتهوي رحمه بجسدها علي أقرب أريكه وهي تُتمتم بحقد :
هتبدء تنفيذ الخطه أمتي
ليُطالعه هو بنظرات عاشقه لم تفهمها هي يومً ولم يُصرح هو بها .. فكيف سيُصرح بحبه لأمرأة تعشق زوجها كل ذلك العشق .. لا يُنكر بأن زين زوج رائع ذا اسم لامع .. وهو سبب من أسباب دعم شركتهم ولولاه ما كانت حققت رحمه كل هذا النجاح .. ولكن قلبه لا يعرف الحب ..فهو دوما جـ.ـا.مد بمشاعره ولن يُعطيها يوم ما سيُعطيه هو اذ اصبحت امرأته
وجلس بجانبها ... وهو يُخبرها : محتاج يومين أفهمها كويس
وتابع حديثه : حاولي تخليها تشاركنا أجتماعتنا
لتُحدق به رحمه بحنق ..فهي لا تُطيق مكوثها ..فيكفيها مايفعله زين واجبـ.ـاره لها علي رؤيتها طيلة اليوم وهتفت بضيق : وهي هتفهم ايه في اجتماعتنا ، ديه حتت موظفه حسابات يافادي .. ديه ولا بتفهم في الموضه ولا تعرف حاجه عنها
ليحك فادي ذقنه وهو يُطالعها بشرود ..فتلك الجالسه أمامه ليست رحمه التي عرفها طيلت عملهم سويا عنـ.ـد.ما عرضت عليه عقد العمل معها... وأرخي جسده علي تلك الأريكه وهو يتسأل : رحمه ايه اللي غيرك كده .. اول مره اشوفك بتكرهي حد بالطريقه ديه .. البـ.ـنت متستهلش كل الكره ده
ده غير ان انتي اللي عرضتي علي زين فكرة الجواز وهو كان رافض ..
لتنهض رحمه بو.جـ.ـع وهي تُتمتم بغيره : اخدت حاجه مش من حقها ، زين حقي انا حتي قلبه
وعنـ.ـد.ما تذكرت قلبه الذي لم يكن يومً لها ولا لأي امرأه
هتفت بخـ.ـو.ف : زين  هو اللي أختارها يافادي ... وكأنه كان مستني  ان أديله الفرصه
وعنـ.ـد.ما وجدها علي وشك البكاء .. نهض ليضمها لصدره وهو يخاف عليها من ذلك الحب المريـ.ـض الذي سيفقدها عقلها .. وهمس بأمل لحدوث ما ينطقه: أطلقي منه يارحمه ، انتي تستحقي أنسان يحبك بجد ..
لتبعده رحمه عنها سريعا وهي لا تُصدق بأنها في يوم لن تصبح زوجته .. وهتفت غاضبه : انت أتجننت يافادي
وتمتمت بعشق : انت عارف زين بالنسبالي ايه ..
وهمست بخفقان : كل حاجه في حياتي ، هو اللي عوضني عن الحنان اللي اتحرمت منه ... واداني كل حاجه
ثم تذكرت أهم شئ : الا قلبه
فوقف فادي يتأملها بألم .. وكيف لا يتألم وهو يستمع الي المرأه التي يعشقها حد الجنون ويدفن حبها من اجلها وهي تتحدث بكل ذلك العشق عن زوجها
وأخفض رأسه أرضً وهو يفقد كل أماله في الحصول عليها
...................................................................
أطرقت بطرقات خفيفه علي حجرة مكتبه ... ليأتيها صوته الهادئ وهو يسمح لها بالدخول
وعنـ.ـد.ما وقع وجهه عليها أبتسم وهو يهتف بسعاده : تعالي ياليلي
لتردف هي نحوه بتـ.ـو.تر.. فأشار اليها بالجلوس وانتقل من كرسي مكتبه للكرسي الذي امامها
وطالعها بهدوء : ها ياستي في حاجه محتاجاها
لتحرك رأسها بأماءه صغيره وهي مُبتسمه .. فشعر بخفقان قلبه ولكنه تمالك نفسه سريعا فهو الأن مُحاضرها وليس بمعتز العاشق لتفاصيلها
ووجدها تفتح صفحات الكتاب الذي بيدها وهي تتسأل : انا مش فاهمه الجزئيه ديه ، ممكن تفهمهالي يادكتور
ليُطالعها معتز بهدوء .. وهو يأخذ الكتاب منها .. ثم بدء يشرح لها تفاصيل ما لم تفهمه حتي أنتهي
لتبتسم ليلي بسعاده بعد أن وضح لها أسس تلك المُعادله الكيميائيه ... ووقفت بأمتنان : شكرا يادكتور
فهتف معتز بها : اقعدي ياليلي
لتجلس ليلي ثانيه علي استحياء.. فيتسأل : ناويه تعملي ايه بعد التخرج
فطالعته وهي لا تعلم .. فهل ستظل خادmه لدي من اصبح يمتلك قلبها هو وصغيره .. ام سيتخلص منها وستعود الي بلدتها
لتسمع صوت معتز الهادئ .. فيخرجها من شرودها :
في شركات كتير هنا تقدري تشتغلي وتحققي ذاتك غير لو رجعتي بلدك وسيبتي العاصمه
وتابع حديثه : واياد من السهل جدا يوفرلك الشغل اللي يناسبك
ثم أكمل بدعابه : انتي عايشه في بيت اكبر وكيل لتوزيع الادويه في الشرق الاوسط .. مجموعه المنصوري من أكبر المجموعات عالمياً لأنتاج الادويه
لتقع كلمـ.ـا.ت معتز المُداعبه علي مسمعها فتزيدها خـ.ـو.فً ... فهي ليست شئ في وسط العالم الذي ينتمي هو له .. وان حياتها معه خادmه ليس اكثر ..
ورغم انها كانت تعلم بمكانته من أحاديث داده حُسنيه عنه الا انها اليوم شعرت بضئلة حلمها نحوه في أن يحبها يوم
ليُتابع معتز حديثه ضاحكا : اللهم لا حسد ، ده صديقي برضوه ياليلي .. ربنا يزيده
فابتسمت ليلي بشرود ..حتي اعتدل معتز في جلسته وهتف  : لو احتاجتي أي مساعده .. انا موجود
فوقفت ليلي بدورها وهي ممُتنه لحديثه الذي يجعلها دوما تشعر بأنها تنتمي لعالم البشر وليست مجرد فتاه فقيره مُعدmه ..وأخذت بحقيبتها وكتابها وهو تُتمتم بخجل : حضرتك انسان جميل اووي ربنا يكرمك ..
وصارت من أمامه سريعا بعدmا ألقت بجملتها الاخيره .. فأرتجف قلب معتز وهو يشعر بأن في تلك الفتاه عالم اخر
عالم بسيط نقي ..
وتذكر معرفته بأنها مُربية سليم وان أياد لم يُخبره بذلك
فكل ما أخبره به أنه يعولها ويهتم بأمرها ليس أكثر ...
ولكن لا شئ يفرق معه .. فهو يراها كاملة مُكتمله حتي لو لم تكن من طبقته
.................................................................
نظر زين الي الأوراق التي أعطته له سكرتيرته ... ليجد ان حسابها البنكي لم تمسه بجنيه واحد
ليتذكر اول يوم زواجه بها عنـ.ـد.ما اعطاها تلك البطاقه الخاصه بسحب الأموال ... ورغم رفضها الا انه تركها لها
ظنن منه بأنه كبرياء مؤقت ليس أكثر
ليضغط علي الاوراق التي أمامه بضيق .. فمتمردته صاحبة اللسان الطويل كما يُسميها ..لا تشعره بمسئوليتها
حتي الملابس الكثيره المُلحقه بغرفتها والتي جلبها لها لم يراها حتي الان ترتدي منها شئ
فتنهد بجمود : الهانم عامله كرامه بيني وبينها .. وناسيه انها مراتي
...................................................................
خرج من مكتبه وهو يستمع الي أصوات ضحكاتهم ... ليجد سليم يركض وهي تركض خلفه .. فأبتسم وهو لا يُصدق بأنها هي وطفله هكذا وكأنهم بمثل  نفس العمر
حتي وجد سليم يندفع نحوه قائلا : ضحكت علي ليلي وخليتها تجري ورايا كتير
لتقترب منه ليلي وهي تلهث بسبب ذلك الركض : كده ياسليم ، طب مافيش حدوته النهارده
ليُطالعهم أياد بتفحص .. حتي وجد طفله يتجه نحوها وهو يُتمتم بحنق : انا عايز العب .. مش عايز أكتب الواجب
ثم أشار لها كي تهبط الي مستواه قائلا بعدmا تذكرا أمر : هتقولي لبابا امتي ان عمو معتز هيودينا الملاهي
فلمعت عين أياد بجمود .. فصوت صغيره كان واضح جدا
وطالعهم بغضب هما الأثنان قائلا : ملاهي ايه اللي هتروحوها .. مافيش ملاهي
ليمتقع وجه سليم وهو يسمع رد والده ..وأخذ يُدبدب بقدmيه أرضً حتي ركض حانقا وهو يُتمتم : كل حاجه لاء او مش فاضي ..
لتنهض ليلي بعدmا تركهم سليم حزيناً .. فأفزعها صوته : تعالي ورايا علي المكتب
لتردف خلفه حجره مكتبه .. فشعرت بالخـ.ـو.ف من نظراته ..حتي أشار بجمود : اقفلي الباب وراكي
لتهمس بخجل : لاء مينفعش
فشعر بأنه سيفقد صوابه من عبـ.ـارتها ..فأقترب منها ليغلقه بضيق وهو يهتف : ومينفعش ليه ان شاء الله
لتخفض ليلي رأسها بأرتباك .. وقد نسيت تمام بأن ما يجب ان لا يحدث تلك الحياه السخفيه التي يضعها فيها .. فهي زوجته وليست خادmه لديه
ورغم انها فعلت تلك الفعله كثيراً عنـ.ـد.ما كانت تردف اليه .. وهو لم يعيرها اي أهتمام ..الا انه اليوم زاد جنونه فكل شئ أصبح يضغط عليه بشـ.ـده من أعماله ومن اهتمام معتز بها
ليعلو صوته الغاضب عنـ.ـد.ما لم يستمع لرد : ردي ، مينفعش ليه
وعنـ.ـد.ما لاحظ ارتباكها .. اقترب منها ليمسك كتفيها بيده قائلا : انتي مراتي ياليلي
فوقعت كلمته علي مسمعها وقد نسيت بأنها زوجته وكيف لا تنسي وهي لا تشعر منه سوي بتوريطه فيها
لتجد جموده وقسوته يتحولوا الي حنان طاغي ... وبدء يُحرك يده نحو وجهها الناعم الذي يشبه الأطفال
وهي مُغيبه أمامه لا تشعر سوي بمشاعر جميله تُدغدغ روحها
ووجدته يقترب منها وكاد ان ينحني كي يقبلها الا انه أعتدل سريعا ولعن قلبه لما يطوق لفعله
وأدار جسده بعيداً عنها وتمتم بجمود : معتز أتصل بمين فيكوا
فلم يسمع لها رد فقد كانت غائبه في لمسته وقربه .. التي جعتلها لا تشعر بقدmيها ..حتي سمعت صوت ثانية ولكن بشـ.ـده جعلتها تفيق : ايه خرستي
لتشعر بالصدmه من تغيره سريعا وكأن ما شعرته به منذ قليل كان حلم من احلامها معه .. لتهمس بصوت مُضطرب :
هو اتصل بسليم علي تليفونه .. انا معيش غير
وأنخفض صوتها وهي تُكمل : رقمك ورقم داده حُسنيه ورقم عمي ابراهيم السواق
ليلتف اليها بجمود حاول اصطنعه قبل ان يفعل ما يطوق له قلبه .. ليجدها تترجاه بصوتها الرقيق : سليم زعل ، هو نفسه يروح الملاهي .. خليه يروح مع دكتور معتز او حتي انت خده .. ده طفل ومن حقه يلعب ويجري
وعنـ.ـد.ما وجدها ستنصرف .. هتف بها : خلصوا اللي وراكم انتي وسليم .. هروح الشركه ساعه وارجع اخدكم عشان تتفسحوا
لتبتسم  ليلي كالأطفال وصفقت بيدها وهي لا تُصدق بأنها ستذهب لمدينة الملاهي ..فسعادتها كانت مثل سعادة سليم بل اكثر
.................................................................
دلفت الي حجره  سليم بسعاده وهي لا تُصدق ماقاله لها
لتجد سليم يمسك هاتفه ويُحادث احدهم وهو يبكي ..
لتهمس بالقرب منه : بابا وافق علي الملاهي وهيودينا بنفسه
ليترك الصغير الهاتف من يده ويظل يقفز علي فراشه بسعاده وقد نسي تمام من كان يُحادثه ويشتكي له من أبيه
وفجأه توقف ونظر الي هاتفه الذي دوما معه ..منذ ان بدء يفهم ويتعامل مع الارقام ...وامسكه سريعا خـ.ـو.ف من اغلاق الخط وهتف بسعاده : عمو معتز بابا هياخدنا الملاهي انا وليلي ، تعالا يلا عشان تروح معانا ونلعب سوا
فأبتسم الاخر بعدmا نهض من فوق فراشه سريعا وهو لا يُصدق بأنه سيراها .. وقبل أن يردف لأخذ حمام مُنعشً تذكر امر أياد ووجوده معهم في الملاهي ... فرفع حاجبيه بأندهاش فصديقه اصبح مُتقلب
ولكنه لم يترك لذهنه التفكير .. وذهب ليُحضر نفسه
................................................................
وقف امام حجرتها حانقاً من أفعالها المُتمرده .. ليطرق الباب بطرقات هادئه ثم فتحه .. ليجدها تُصلي بخشوع
فجلس علي فراشها بأرهاق حتي انهت صلاتها
ليتسأل بهدوء : الفيزا بتاعتك فين
لتتجه حنين نحو احد الأدراج كي تجلبها لتُعطيها له قائله : اهي ، وخدها عشان متلزمنيش انا مش عايزه منك حاجه
ليمتقع وجه زين من حديثها .. فنهض بغضب : والهانم مش عايزه من جوزها حاجه ليه
ثم تابع بقسوه : ولا هي مش شيفاه راجـ.ـل
لتُطلعه حنين بغضب .. ورغم تحرك مشاعرها نحوه الا ان قسوته تهدmها سريعاً
فهمست بضعف : انا بعرف أصرف علي نفسي ، انا مش محتاجه منك حاجه .. وفر فلوسك ليك ولمراتك
ليضغط علي كفيه بغضب وهو يُحكم لجام غضبه حتي هتف : والهانم شايفه نفسها ايه
واقترب منها ليهمس بجانب اذنها : ولا لازم اخد حقوقي منك عشان ت عـ.ـر.في انك مراتي
لتشهق عاليا من وقاحته حتي همست بصوت مُرتبك : انت قليل...
وقبل ان تُكمل عبـ.ـاراتها ..كان يُقبلها بجنون .. بجنون لا يعرف له سبب
وأبتعد عنها فجأه بعدmا شعر بملوحة دmـ.ـو.عها ..
وقبل ان ينصرف هتف بغضب : حضري نفسك عشان هتيجي معايا حفلة النهارده ..
وأشار نحو حجرة الملابس المُلحقه لغرفتها قائلا بحنق : كل اللي هتحتاجيه جوه .. وساعه واحده ياحنين والاقيكي جهزه
واغلق الباب خلفه بقوه ..
لينتفض جسدها وهي مازالت مصدومه من فعلته ..وهوت بجسدها علي فراشها وهي تُتمتم : ليه كل ما احس جوايا بحاجه يازين تخليني ابعد
...................................................................
شعرت رحمه بالسعاده عنـ.ـد.ما رأت غضبه منها ... فبالتأكيد قد فعلت شئ يغضبه .. وتذكرت فادي وخطتها معه
وشعرت بأن كل مايحدث صالحها .. فتلك المُشاحنه التي حدثت بينهم ستُسهل الطريق لذلك المُحب الذي أستأجرته
لتقترب منه وهي مُبتسمه : حبيبي أهدي ، وتعالا ارتاح شويه قبل الحفله
ليُطالعها زين بجمود الي ان جلس علي الفراش ..وهو مُغمض العينين شاردا في طعم شفتيها وما بدء يقتحم قلبه
وشعر فجأه بيد رحمه وهي تُزيل عنه سُترته .. ثم أمتدت يدها لأزرار قميصه كي تفكها ... وبعد ثواني كانت تزيله هو الأخر ... لتتخلل يديها نحو عضلات كتفيه العاريين وبدأت تُدلكهما له بأحتراف
ليتنهد بحراره وهو يشعر بلمساتها .. وعقله في تلك الاخري التي لا تفعل شئ سوا ان تُزيد غضبه
فالعقل عنـ.ـد.ما يحكم بينهم .. تصبح رحمه هي الفائزه
اما ذلك الاحمق هو من يُبقيها .. وكأن الاحمق قد سمع سبه
فأخذ يخفق بجنون
لُيتمتم زين داخله وهو يخبر قلبه : غـ.ـبـ.ـي
...................................................................
نظر حاتم الي تلك الواقفه أمامه تترجاه بأن يُعطيها ذلك الشريط الذي يجعلها تحت رحمته
فضحك حاتم عاليا وهو يري الذل في عينيها حتي هتف :
هتنفذي المهمه ديه ياحلوه .. وبعدين نبقي نفكر نديكي الشريط ولا لاء
لتدmع الفتاه وهي تشمئز منه .. ولولا خشيتها من بطشه لكانت افضحته واخبرت الجميع بأن من يظنون به التقوي ليس الا شيطان
واقتربت منه بأمل : يعني لو عملت المهمه ديه .. هتديني الشريط
ليبتسم  بخبث .. ونهض من فوق مقعده قائلا : قولتلك هفكر ويلا ياحلوه .. علي العنوان عدل مش عايزين هاشم بيه يزعل منك
لتُطالعه الفتاه بأعين باكيه .. فبعد ان ظنت بأنه نسي أمرها
جائها اتصال منه يُخبرها بأنه يُريدها
لتأتي اليه ظنن انه سيرحمها ويُعطيها ذلك الشريط الذي دmر حياتها .. ولكن الحقيقه جاء بها ليضعها في ميزانه الظالم
فأما تُنفذ طلبه وتذهب لذلك الرجل من اجل ليله مُمتعه لأحد معارفه كي تتم الصفقه فالامر كله دلال واغواء ليس اكثر فالجميع ستكون الخمر قد ذابت عقولهم
او وعنـ.ـد.ما تذكرت الخيار الثاني هبطت دmـ.ـو.عها .. ومدّت بيدها كي تأخذ الورقه لتذهب لذلك العنوان
اما هو جلس يُفكر في ضحيته الاخري وهو ينتظر اليوم الذي ستكون بين يديه قبل أن يمسها صديقه ويتزوجها
.................................................................
وقف أمام مرآته يُمشط خصلات شعره وهو يُدندن بسعاده .. فتلك الصفقه ستنقله نقلة أخري .. ليتذكر امر الفتاه
ويأخذ بهاتفه كي يُهاتف حاتم : ايوه ياحاتم اديتها العنوان ، تمام
لتردف هبه الي غرفتهما وقد أبدلت من هيئتها فقد فقدت من وزنها بعض الكليوجرامـ.ـا.ت وحتي خصلات شعرها أصبغتها .. و بدأت ترتدي له أحدث صيحات الموضه
لينظر اليها هاشم .. دون ان يُعلق علي مظهرها وكأنه قد أصابه العمي
وطالعها بهدوء قبل ان ينصرف : انا هتأخر النهارده ، ويمكن أبات بره
وانصرف من امامها دون ان اي كلمه اخري .. لتهبط دmـ.ـو.عها بقهر وقلبها يُمزقها من تلك الحياه التي تعيشها
لديها الاموال والرفاهيه ولكن لا يوجد حب ودفئ أسري تنعم به هي وطفلتيها
..................................................................
نظر سليم الي ليلي بسعاده وهم يهبطون من السياره ..
وصاروا ثلاثتهم نحو مدينة الألعاب .. حتي صاح سليم  : عمو معتز اهويابابا
ليقترب منهم معتز بسعاده وحمل سليم بحب .. ثم نظر الي ليلي قائلا : ازيك ياليلي
فهمست ليلي بخجل : الحمدلله
ثم طالع اياد الذي يقف يشتعل بنيران لا يُريد ان يُفسرها  بأنها نيران الغيره ..
وتابع معتز حديثه بدعابه: بس مش معقول اياد والملاهي
مستحيل ، اخيرا طلعت من زي رجـ.ـال الاعمال ياراجـ.ـل
وناولهم التذاكر  : يلا انا حجزت التذاكر ..
وصار معتز بسليم امامهم .. لتركض ليلي خلفهم بسعاده
فكاد ان تمتد يد اياد نحوها كي يبقيها معه .. الا انها ركضت كالطفله
وصارت تسير بجانبهم .. وتضحك معهم
ليتقافز الشر من عينيه .. حتي فجأه سمع صوت يعرفه ويمقته  : اياد
لينظر الي من تُحادثه فلم تكن غير سالي .. واقتربت منه تُقبله علي وجنتيه وكاد ان يمنعها .. ولكنه رأي ليلي تلتف اتجاه فترك سالي تفعل ما تُريد
لتخفض ليلي رأسها بألم وهي لا تُصدق ما رأته .. وعادت تلتف ثانية للأمام ليتسأل معتز : ماروحتيش تستأذني منه ليه عشان تركبي معانا اللعبه
فخرج صوتها ضعيفً وهي تهمس : لاء خلاص مش مهم
ليبتسم معتز لأنه يشعر بالحنق دوما من أنتظارها لأذن اياد ورغم علمه بأن لا شئ اتجاه صديقه لتلك الفتاه لكان فهم شئ اخر
ليُطالعهم أياد وقد ظن بأنه عنـ.ـد.ما جعلها تري سالي تٌقبله علي خديه قد عـ.ـا.قبها ولكنه للأسف عـ.ـا.قب نفسه .. فهي تسير بجانب معتز وصغيره وتضحك وكأنها لم تضحك من قبل
واخيرا شعر بتلك الواقفه أمامه تخبره نـ.ـد.مها واسفها علي مافعلته ... ليسير اياد قائلا : معلش ياسالي انا مش فاضي
وتركها وانصرف لتنظر هي الي طيفه بحـ.ـز.ن ورغبه في ان تُعيده لها
كانت تلهو كالطفله الصغيره وكأنها اليوم ولدت من جديد
فالحياه التي عاشتها و أمـ.ـا.تت روحها ، لتضحك وتضحك وهي لا تشعر بنفسها..حتي أبتسم معتز وهو يراها هكذا
وأقترب منها هي وسليم بعدmا انهوا لعبتهم الطفوليه التي شاركت سليم فيها
ومدّ يده لهم بحلوي "غزل البنات" لتلتقطها ليلي بسعاده وايضا سليم .. وصاروا بجانب معتز كي يبحثوا عن لعبه أخري تجمعهم ثلاثتهم هذه المره
اما هو جلس يحتسي قهوته بضيق لا يعرف سببه .. فبعد لقائه بسالي وذهابه خلفهم وجد نفسه يُطالعهم أحيانا بسعاده واحيانا أخري بضيق
فهو بعيداً كل البعد عنهم .. هم يلهون ويضحكون دون حساب اما هو يقف بحزم
حتي ان معتز قد سخر منه ببعض العبـ.ـارات
"ايه ياعم اياد اخرج بقي من جو رجـ.ـال الاعمال النهارده"
وفي النهايه هو جالس في احد الاماكن المخصصه لاحتساء بعض المشروبات يحترق بنيران الغيره
وبدء خياله يعيد بذهنه كيف تتطلع بأعينها التي تلمع كالأطفال لمعتز عنـ.ـد.ما يفعل شئ يُفرحها هي وصغيره
ونهض من فوق مقعده بعدmا وضع بثمن قهوته بأهمال علي الطاوله
وخرج ليسير نحو الألعاب كما تركهم ... وظل يبحث بعينيه
حتي ملّ ..فمسك بهاتفه ليُهاتف بمعتز
ولكن لا يوجد رد ..فتمتم بحنق : البيه اكيد مش فاضي ،وبيلعب
ووقعت عيناه فجأه عليها وهو يلتف بجسده...ليجدها تقف خارج اطار احدي الالعاب تضحك وتُصفق وكأنها تُشجع
وأقترب منها بخطوات بطيئه وهو يتأملها ...ومع كل خطوه كان يخطوها ..كان يخطو قلبه معها
واتضحت الرؤيه اليه اكثر وهو يراها لماذا تُشجع ..فسليم ومعتز يركبون لُعبت السيارات وهي تقف تنتظرهم ولكن ليس اي انتظار .. انتظار خـ.ـطـ.ـف جميع الانظار نحوها
فهي كانت كالطفله حتي في حماسها
ليشعر بالحنق منها بسبب تلك النظرات التي تتأملها
وعنـ.ـد.ما اصبح علي مقربه منها هتف بجمود : ليلي
لتلتف اليه بحماس وبأعين لامعه من السعاده
وابتسمت وهي تهتف بسعاده : سليم ومعتز هناك اهم ..
ورغم انه كان سيصب عليها لجام غضبه كما يفعل دائما
الا ان تلك اللمعه جعلته يبتسم لها ووقف بجانبها بوقاره وهدوئه ..ووجد نفسه دون شعور يمد يده ليمسك بيدها
مُستجيبً لنداء قلبه بأنها ملكه وحده
فهبطت بعينيها نحو يدها المُتشابكه بيده ..وهمست بخجل : اياد بيه
فنظر اليها وهو لا يشعر سوا بأنها تأسره اكثر واكثر
وكأن بها سحر خاص ...
لتهمس مُجددا وهي تترجاه : ايدي لو سمحت
وعنـ.ـد.ما لم تجد منه أستجابة لطلبها ..
بدأت تُحرك يدها كي تزيلها من قبضه يده .. حتي ابتسم وهو يُتمتم : سيبي ايدك
لتُطالعه بخجل .. وهتفت : مينفعش تمسك ايدي كده
ليلتف نحوها وهو لا يُصدق بما تفوهت به .. ليهمس بجانب أذنها بخفوت : انتي مراتي ياليلي
فشعرت بخفقان قلبها وهي تستمع لكلمـ.ـا.ته التي اصبح يلقيها دوما علي مسمعها .. ولكن كيف هي زوجته ولا حد يعلم بذلك لتُتمتم بو.جـ.ـع : دكتور معتز وسليم جاين وهما ميعرفوش
وضغطت علي طرف شفتيها وهي لا تقوي علي نطق باقي عبـ.ـاراتها .. فماذا ستقول ..فهي نكره بالنسبه له ولا يعترف بها ... والجميع يظنون انها حالة يشفق عليها وأتي بها من البلده لتُراعي طفله وفي المُقابل سيوفر لها حياه كريمه في بيته
وعنـ.ـد.ما ذكرته بذلك ضعفت قبضة يده التي تتمسك بها ..
وزاد الصراع الذي بداخله ...فهو اصبح لا يعرف اهو يُريدها ام لا
لتسحب هي يدها سريعا .. عنـ.ـد.ما رأت سليم يركض نحوهم
فبدء يضغط علي قبضة يده بقوه .. وهو يلعن تلك الصراعات التي تقتحمه وهو لا يعرف تفسير لها
ليقترب منهم معتز وهو يضحك ..علي افعال سليم
ونظر الي ليلي وتمتم بدعابه : شوفتي ياجبانه اهو لعبنا .. حد يخاف من لعبه تافه زي ديه
لتُحرك ليلي كتفيها كالأطفال .. وهي تهتف : ايوه أنا
وظلت الدعابه بينهم ... فمعتز أزال كل الحواجز معها
و.جـ.ـعلها لا تشعر بأنها أمام مُحاضرها الجامعي بل جعلها اليوم تتعامل معه كصديق وأخ
ليُطالعهم أياد بغضب وهو يود ان يُهشم فك صديقه
...............................................................
هبطت رحمه بزيها المُفصل خصيصاً لها ...فكانت فاتنه بحق وهي تطرق بحذائها العالي علي درجات السُلم
ليُطالعها زين بهدوء .. فهي دوما مُنمقه
واقتربت منه وهي تتسأل : حلو الفستان
ليُطالع زين الفستان بعمق وتنهد بضيق: رحمه ملقتيش فستان اوسع من كده تلبسيه بدل الضيق ده
لتضحك هي علي عبـ.ـاراته وتمتمت بدلال : قول بقي انك غيران
ثم هبطت بأعينها لتتأمل فستانها قائله : أه طويل زي ما انت طلبت ...
ليمتقع وجه زين .. ليجدها تتنهد بحنق : الهانم مش هتنزل بقي
ليُطالعها زين بنظرات جـ.ـا.مده .. حتي هتفت : خلاص مش هتكلم ، اوف انا مش عارفه واخدها معانا ليه
ليتنهد زين قائلا : لانها مراتي زيها زيك ومن حقها تظهر معانا ولا انتي ايه رأيك
لتبتعد رحمه عنه قبل ان تنفجر به بتلك النيران التي وضعت بها نفسها ... وبعد ثواني كانت حنين تهبط بهدوء
وهي ترتدي فستانها الهادئ وحجابها المُنمق ..
ليُطالعها زين طويلا وهي تهبط السُلم امام عينيه ..وشعرت بالخجل من نظراته التي تحرق جسدها
لتنظر اليها رحمه بسخريه فهي لن تُعادلها يومً في جمالها وجسدها
وعدلت من خصلات شعرها المُصففه بعنايه وهي لا تبدي اي اهتمام بها
لتهتف حنين بهدوء : مساء الخير
وبعد ان كان يُصارع قلبه وعقله من أجلها .. هتف بجمود : اتأخرتي كده ليه
لتُحرك جسدها ببرود وهتفت وهي تُطالع رحمه التي تتفحصها : عادي
وعنـ.ـد.ما سمع منها ردها المُقتضب الذي يزيد حنقه ... ألتف بجسده وهو لا يعير اي أهتمام لهن
حتي اتجهت رحمه نحوه وامسكت ذراعه بتملك قائله بدلال : حبيبي
واتبطأت بذراعه .. وألتفت نحو حنين التي وقفت تُطالعهم بحنق وتُمتمت : حبكم برص انتوا الاتنين
وصارت خلفهم بهدوء وهي لا تود ان تذهب معهم كي لا تُصيبها جلطه
ليفتح لهم السائق الخاص ابواب السياره .. مُرحبا بسيده
فأبتسمت رحمه وهي تُشاهد حنين تتجه نحو الباب الامامي تفتحه كي تجلس بجانب السائق
فهي ايضاً اردات الا تضع نفسها في موضع الاحراج .. فمن هي لكي يُفضلها علي زوجته الأولي فبالتأكيد يُريد ان يجلس بجانبها بالخلف
ليمسك زين ذراعها بقوه : رايحه فين
لتُطالعه حنين بضيق : اه دراعي
ليمتقع وجه زين وبدء يُتمتم بكلمـ.ـا.ت غاضبه .. ليهتف بحنق : اركبي ياهانم ورا .. ولا عايزه تقعدي جنب السواق
لتشعر بأن الفرصه قد أتتها كي تزيد حنقه وهتفت ببرود : اه عايزه اقعد أقدام
ثم تابعت : اصل الجو قدام احلي ، وهقعد براحتي
ليضغط علي ذراعها أكثر وهو يعلم بأنها تفعل ذلك من اجل أن تفقده صوابه .. وجذبها نحو الباب الخلفي وهو يُتمتم : اترزعي هنا
فجلست بحنق .. لتنظر الي رحمه المُبتسمه التي كانت تُشاهدهم في البدايه بغضب ولكن سرعان ما تحول غضبها لفرحه وهي تراهم هكذا
...................................................................
ألتف الصغير للخلف كي يراها لماذا قد صمتت فجأه بعد أن كانوا يضحكون ويتذكرون مافعلوه اليوم .. ليُطالعها الصغير مُحدقاً بها وهو يكتم ضحكته وهو يراها غافيه تحتضن حقيبتها الصغيره بين ذراعيها
ونظر الي والده وهو يهمس : ليلي نامت يابابا وبتاكل رز بلبن مع الملايكه
ورغم أنه كان شارد في الطريق لا ينتبه لشئ غير ذلك الصراع والمشاعر التي بدأت تقتحمه ولا يعلم لها اجابه
لينتبه الي ثرثرت صغيره .. فرفع أعينه للمرآه التي امامه
وابتسم دون شعور وهو يراها تتثاوب ثم تعود لغفوتها ثانية
وضحك علي عبـ.ـارة صغيره وهو يهمس : ده شكل الرز بلبن طعمه حلو
ليُطالعه أياد وتنهد بصوت خفيض : ياريت تنام انت كمان لحد اما نوصل ..
ليرفع الصغير حاجبيه بحنق وكأن كلام والده عن النوم أزعجه .. ثم رفع ساعته التي يرتديها في معصمه ..ونظر الي الوقت وبدء يعده الي ان نطق : ديه لسا الساعه عشره
وألتف الي ليلي ثانية وهمس بطفوله: البنات بتتعب بسرعه ، مش زي الرجـ.ـاله
ليبتسم أياد وهو يُطالع طفله بطرف عينيه ..فطفله الذي عن قريب سيبلغ السبع سنوات .. يتحدث هكذا
وتنهد بحراره وهو يُشاهدها عبر المرآه ..لتلوح أبتسامه دافئه علي شفتيه
وألتف نحو صغيره فوجده يلعب بجهازه الالكتروني ويُحدق بلعبته بشغف
..................................................................
صارت خلفهم وهي حانقه من وجودها هنا في تلك الحفل التي لا تُناسبها .. ونظرت الي رحمه وهي تتشبث بذراع زين وتضحك وهي تُطالع بعض الصحفين
لتهتف بتذمر طفولي : انا ايه اللي جبني معاهم ...هو انا ناقصه حرقت دm
وألتفت حولها وأخذت تُطالع الحفل بدهشه ... فهذه الحفلات كانت تراها في مسلسلاتها وكانت تظن بأنها مجرد خيالات فمن سيصرف امواله من اجل حفله لساعات قليله
ولكن اليوم ادركت ان الخيال ليس الا جزء من الحقيقه لمن يمتلكون الاموال ..
وتنهدت بضيق وهي تود أن ترحل .. حتي وجدته يقترب منها بغضب وهو يهتف : واقفه تتأملي في أيه حضرتك
لتُركز حنين فيما كانت تُطالعه .. لتجد نفسها تتأمل أحدهم وهو يبتسم لها ظنن منه انها تُطالعه حقاً
فأشاحت وجهها سريعا وهمست : يانهار اسود الراجـ.ـل أفتكرني ببص عليه
وخبأت وجهها خلف جسده وهي تهتف : هيفتكرني معجبه ولا ايه ..
ورغم غضبه منها الا انه ضحك وهو يراها تتحامي بظهره ..وتنهد بعدmا فهم انها لم تكن تُحدق به عن عمد .. وجذبها امامه وتنهد : حنين
فهتفت برقه لم تقصدها : نعم
فتنفس بهدوء وهو يتمالك نفسه : اعقلي شويه ..وتعالي اما أعرفك علي الناس
فحدقت به بفزع وهي لا تُصدق بأنه سيُعرفها علي هذا المجتمع البغيض الذي لا يشبه حياتها البسيطه .. ولكن الافزع ستظهر بأنها زوجته الثانية التي خـ.ـطـ.ـفته من زوجته الاولي
فألتفت بجسدها وهتفت بجمود : وهتعرفني عليهم ب أيه ، اني زوجتك التانيه ..
وتابعت حديثها بألم : اللي أكيد هخـ.ـطـ.ـفتك من مراتك وهدmت حياتكم ..
فألجمته عبـ.ـاراتها .. وكاد أن يوبخها علي تفكيرها فهو لا يهمه أحد وهو من تزوجها وليست هي
فوجدها تُكمل بصوت مُضطرب : أنا بالنسبلهم مش هكون أكتر من نزوه في حياتك وبعدين هترجع لعقلك ولمراتك
ليهتف بغضب : انتي غـ.ـبـ.ـيه ، انتي بتقولي ايه ..ونزوة ايه ديه
وكاد ان يجذبها من ذراعها ويُهشم رأسها .. الا انها سمعت صوت رحمه وهي تقترب منهما وعلي وجهها علامـ.ـا.ت الضيق
فهمست بصوت منخفض : روح لمراتك
وضغطت علي عبـ.ـارتها الاخري : يازين بيه
لتأتي رحمه اليه وهي غاضبه : الناس بتسأل عنك
ونظرت الي حنين التي تقف تعطيهم ظهرها وهتفت بود مصطنع : روح شوف ضيوفك يازين ، وانا هعرف حنين علي أصدقائي
ليقف قليلا يحسم قراره .. وانصرف وهو يشعر بالحنق من تلك الدوامه التي ادخل نفسه فيها
لتقترب منها رحمه وهتفت بجمود : خليكي شاطره وعاقلة كده ، انتي مجرد وقت وهتمشي ..
وتركتها وانصرفت وهي تلعن اللحظه التي فكرت بها ان تزوج زوجها من اجل ان يُنجب طفل له ولها
لتُطالعها حنين بألم وهي مُصدومه .. مُصدومه من المرأه التي قابلتها لأول مره وظنتها تحمل روح وطيبه
ورفعت كفيها لتفرك عينيها سريعا كي لا تهبط دmـ.ـو.عها
ثم نظرت حولها .. لتجده يحمل كأس عصيره ومنـ.ـد.مج مع بعض الأشخاص
ثم وقعت عيناها علي رحمه .. لتجدها تتسامر مع بعض معارفها
لتنظر الي هاتفها .. فتذكرت صديقتها خديجه وقررت أن تتخذ جنباً وتُحادثها كي تُسليها
...................................................................
نظر سليم الي ليلي بعدmا وقفت السياره .. وهتف بصوت خفيض : ليلي احنا وصلنا
وعنـ.ـد.ما لم يجد رد منها .. ترجل من سياره والده :
صحيها انت بقي يابابا
ليُطالعها أياد بنظرات دافئه .. وترجل من سيارته
وقرر حملها بين ذراعيه .. فبدأت تُحرك جسدها ليهمس بصوت خفيض : نامي ياليلي
وبالفعل أستجابت لطلبه .. فأبتسم وهو لا يُصدق بأنها حقاً تشبه الأطفال وصعد درجات السُلم بهدوء وهو يشعر بدفئ انفاسها علي جسده.. حتي وصل الي غرفتها
فنظر الي فراشها ثم اليها .. ووضعها برفق وهو مازال يشعر بدفئها الذي تسلل لجسده
وبدء يُطالعها وهي تتمطئ بجسدها فأبتسم وهو يتنهد :
هتعملي فيا ايه ياليلي ، انا مش عايز احب من تاني
وتأمل وجهها بحنان ثم أنحني بجسده نحو قدmيها كي يزيل عنها حذائها ،واتجه الي حجابها ليزيله برفق .. وبدء يُحرر رابطه شعرها .. وجلس بجانبها وهو يُصارع جسده في رغبته بضمها .. وتنهد وهو يشعر برغبه شـ.ـديده في مُلامسة وجهها فبدء يُلامسه بهدوء كي لا تستيقظ وتقطع تلك اللذه الجميله التي يشعر بها .. وظل يتأمل كل أنش فيها
لينحني نحوها كي يُقبل أحد خديها .. ولكن قلبه الذي يقوده الان لم يكن يُريد تلك القُبله .. فنهض مفزوعاً بعدmا لامست شفتاه شفتيها
وخطي بخطوات سريعا كي يهرب منها ..
لتفتح ليلي عينيها وهي لا تُصدق فعلته ..ولمست شفتاها وهي تشعر بأنها بالتأكيد في حلم من احلامها معه
وغفت ثانية وهي تغوص في بحر أحلامها المُحبه لقلبها
..................................................................
وضعت بيدها علي فمها وهي تهمس بصوت خفيض عبر الهاتف : بس فيها ناس محترمه ياخديجه مش كلهم قلعين يعني ، تصدقي فرحت اوي لما لقيت ستات مُحجبين في الوسط ده
بس حطين مكياجي كتير الحلو ميكملش
لتسمع صوت صديقتها الضاحك ..فهتفت بحنق : انتي بتضحكي علي ايه ، انا غلطانه اني بحكيلك
ليأتيها صوت خديجه المُداعب : كام واحد وقع مـ.ـا.ت في الحفله ديه
لتصمت حنين ولم تفهم مقصد صديقتها .. وبعدmا فهمت مقصدها هتفت بتذمر : تقصدي اني عيني وحشه ، وهحسدهم
ماشي ياخديجه .. انا غلطانه اني بكلمك ..اقفلي اقفلي
لتهتف خديجه : استني ياهابله ، انا بهزر
قوليلي بقي بيشربوا "خمره"
وأكملت عبـ.ـاراتها بأستغفار بعدmا نطقت بتلك الكلمه ...
لتهمس حنين بخفوت : لاء طلع صاحب الحفله محترم ، كله عصاير بس
لتهتف خديجه بدعابه : عصير بس
لتفهم حنين مقصدها وهتفت بهدوء : وفي اكل يا خديجه ، هو ده كل اللي همك
وضحكوا الاثنان في نفس اللحظه ، لتهتف خديجه بحالميه :
بقولك ايه أقفلي بقي ، اكرم بيتصل
لتُتمتم حنين بدعابه : ماشي ياعصافير الكناريه ، روحوا حبوا بعض .. وسبوني انا قاعده زي الكـ.ـلـ.ـبه
لتضحك خديجه وهمست بمشاكسه : روحي لجوزك ياختي ،وألزئي فيه زي مـ.ـر.اته ياهابله ..
واغلقت الهاتف بوجهها .. لتنظر حنين لهاتفها وهي تُتمتم : ماشي ياخديجه اما وريتك
فسمعت صوت ضحكات من خلفها .. فألتفت لمصدر الصوت لتجده احدهم يضع يديه في جيب بنطاله ويُحدق بها
لتتذكر هي وجه فقد رأته اليوم لدي رحمه في شركتها
وأفاقت من شرودها وهو يُخبرها ضاحكا :
انا مسمعتش حاجه خالص ، هي صاحبتك اسمها خديجه مش كده
لتُحدق به حنين وهي لا تُصدق بأنه كان يقف يستمع الي مُحادثتها مع صديقتها
وتمتمت بصوت خفيض : هي مالها بردت اوي كده ليه
ليقترب منها ومدّ يده اليها قائلا ببتسامه ماكره :
انا فادي
..................................................................
نظر حاتم الي مسعد الذي يقف أمامه يُخبره عن تأجيل خطتهم في اختطاف الفتاه
ليُطالعه حاتم قائلا بتسأل : الفرح اتأجل ليه
لينظر اليه مسعد بهدوء : والدها اتـ.ـو.في ياباشا
فتنهد حاتم بضيق وهو يضغط علي قبضة يده
فهو كان ينتظر غد بلهفه كي تصبح تحت يديه ويُمتع نفسه بها.. فهي له ولن يتركها الي صديقه
ليقترب منه مسعد وهو يهتف بمكر: ياباشا ده في صالحك
ليطرق حاتم علي سطح مكتبه عدة طرقات ..
حتي اكمل مسعد عبـ.ـاراته : كده البـ.ـنت ملهاش ضهر ولا سند
ابوها ومـ.ـا.ت .. وهي ملهاش غير امها و3 اخوات بنات تانين
وأعمامهم مبيسألوش فيهم .. فمحدش بكده هيدور عليها لما نخـ.ـطـ.ـفها ولا هيسأل فيها
ليرفع حاتم وجه وقد اعجبه حديث مسعد .. ليُكمل مسعد حديثه بخبث : والبـ.ـنت تبقي ليك ياباشا ، تعمل فيها كل اللي انت عايزه ..
فشعر حاتم بالراحه وهو يستمع لكل عبـ.ـاراته .. فهو يُريدها بشـ.ـده .. حتي انه يُريد ان يتزوجها
.................................................................
اوقف هاشم سيارته ليُطالع تلك الجالسه بجانبه بنظرات مُتفحصه
فهي منذ ان انهوا تلك الليله مع بعض ضيوفه وخاصة ضيفه الخليجي الذي قبل مشاركته في احد المشاريع .. وهي تجلس هكذا
تضم جسدها تاره ، وتارة اخري تُطالع الشوارع المُظلمه من خلف زجاج سيارته وتارة أخري دmـ.ـو.عها تتساقط فتمسحها سريعاً
ليلتف اليها وهي تنظر امامها وهمست بخفوت : وصلنا
ليُتمتم هاشم بهدوء : ايوه ، تعالي يلا عشان تغيري هدومك اللي جيتي بيها وتاخدي فلوسك
وقبل ان يترجلوا من السياره .. تسأل : اسمك الحقيقي ايه
فأبتسمت بخفوت وأخفضت رأسها بخزي : فاطمه
فتأملها هاشم قليلا .. ثم أشار اليها : طب يلا
وصارت خلفه نحو تلك البنايه التي اعطاها حاتم عنوانها لتأتي الي ذلك الذي يتقدmها
ونظرت الي ذلك الفستان العاري الذي ترتديه وقد جلبه لها هو كي تظهر أمام ضيوفه وخاصة ضيفه الخليجي بأبهي صوره
وصعدت المصعد وهي ترتجف كلما تذكرت لمسات احدهم لجسدها ... وكأن جسدها مُباح لهم .. واغمضت عيناها وهي تقضم شفتيها راغبه في تقطيعها كي تزيل قُبلات ذلك السكير البغيض .. ورغم انها لم تفقد عذريتها في تلك الليله كما اخبرها حاتم الا انها فقدت روحها للمره الثانيه ...
ليُطالعها هاشم بحنق بعد ان ملّ من مُنادتها : هتفضلي واقفه عندك كتير ، ما يلا
وصار امامها نحو شقته .. ليفتح لها الباب قائلا : تعالي اخلصي ، ولا مكسوفه ياحلوه
لتُطالعه بألم .. وصارت ناحية الغرفه التي كانت بها ثيابها
وتأوهت بو.جـ.ـع وهي تتذكر ثيابها الساتره وحجابها .. ولكن الان هي فتاة ليل .. جسدها مُباح
وأفافت فجأه علي لمسات هاشم لجسدها وقبلاته الجنونيه
وبدأت تتملص من قبضه يده قائله بخـ.ـو.ف : هاشم بيه ، ده مكنش اتفاقنا حـ.ـر.ام عليك سيبني
ليحملها هاشم علي ذراعيه وهو يُتمتم : لاء ياحلوه انا دفعت تمنك الليله ديه .. وانتي الليلادي بتاعتي سامعه
ووضعها علي الفراش لتُطالعه هي برجاء :
ارجوك أرحمني ، انا مش كده ... ونهضت كي تُقبل يده
ليقذفها هاشم بيده ، ثم بدء يفك ازرار قميصه بهدوء وهو يتفحص كل انش فيه قائلا : كل ده مش جديد عليكي ، فمتعمليش نفسك طاهره
لتقف العبـ.ـارات في اذنيها وهي لا تعرف ماذا ستفعل
فيكفيها أنتهاك روحها وجسدها بلمساتهم المُقززه .. فهل سيصل الي مُبتغاه ويجعلها تفقد عذريتها ام ستُنجي كما نُجت من حاتم ؟؟
وقفت تُطالعهم وهم يتراقصان علي انغام الموسيقي بأعين دامعه من أحساسها بالنقص لتلك المشاعر التي دوما ماحلمت بها ...كأي فتاه
فقد كان يمتلك جسدها بذراعيه وهي تضع برأسها علي أحد كتفيه وابتسامتها مرسومه علي شفتيها..وكأنهم عاشقين
بل هم حقاً عاشقان أمام كل من يُطالعهم من بعيد
لتقع عين رحمه في عينيها وهي تثبت لها ملكيتها فيه
وأبتسمت أبتسامه واسعه ..عنـ.ـد.ما بدء يوشوشها بشئ
لتُتابعهم وهي تتخيل بما يُلقيه علي مسمعها من كلمـ.ـا.ت عاشقه
وألقت بنظره اخيره عليهم ..وألتفت وهي راغبه في ان تترك الحفل قبل أن يظهر ضعفها وتبكي علي حالها
وكادت ان تنصدm بأحدهم .. فرفعت بوجهها مُعتذره
لتجد فادي يُطالعها بهدوء وهو يبتسم اليها قائلا بدعابه :
لأما انتي قدري النهارده أو انا اللي قدرك  ..
لتُطالعه وهي شارده فيما فعلته معه منذ قليل
فهي عنـ.ـد.ما وجدته سيبدء بالتعمق في الحديث معها ...أرادت ان تنسحب بلطف
ولكنه كان لا يترك لها مجال للفرار .. حتي خطر ببالها فكره جعلتها تُنهي تلك المحادثه ففي النهايه هو شخص لا تعرفه فأخبرته انها رأت أحدي صديقاتها... وقبل أن يسألها عن شئ فرت من أمامه سريعا كلمح البرق ..
فأبتسم فادي عنـ.ـد.ما رأها تقف أمامه مُرتبكه ..وفهم ما تُفكر به فهي الان تبحث عن اجابه لتبتعد عنه ثانية
ورغم انه كان يعلم بأنها فعلت ذلك من أجل الابتعاد عنه ..الا انه أعجبته فعلتها
اما الصوره الاخري للمنسجمان في رقصتهما
كان يُخبرها بأنه يُريد أن ينهوا رقصتهم .. ولكنها كانت ترفض .. وتتعمق في أحتضانه أكثر
ليتنهد زين بفتور.. وعقله مشوش بالأخري
وعنـ.ـد.ما ألتفا بجسديهما مع انغام الموسيقي وبدء يرفع بوجهه قليلا لمعت عيناه بالغضب وهو يراها تقف مع أحدهم
وتضحك ... ليجد نفسه يسحب جسد رحمه بعيداً عن جسده قليلا وهمس بخفوت : كفايه بقي يارحمه ، انا زهقت
ليمتقع وجه رحمه ، وهي تراه بهذا الفتور معها ...
ولكي يُرضيها ..رفع بيدها  نحو شفتيه ليُقبلها برقه
قبل ان ينسحب من امامها ويذهب للأخري
................................................................
ضـ.ـر.بت بكفيها وهي تضحك قائله : والله انت دmك خفيف
ورغم ان فادي مازال مدهوشا من تغيرها السريع معه .. الا انه بدء يتعامل معها ويضحك هو الاخر
ليهمس بهدوء : ده انتي اللي تجنني ياحنين
فصدmتها جملته ..فهي لم تظن بأنه سينظر اليها هكذا
فعنـ.ـد.ما ضحكت وبدأت تُجاريه في الحديث ..كان كل ذلك من أجل ان تزيد من حنق زين كما يزيد من حنقها
ففي البدايه كانت ستنصرف من أمامه .. ولكن عنـ.ـد.ما ألتفت للخلف قليلا كي تعود للنظر اليهم مُجددً كي تخبر قلبها بأن لا وجود لها بينهم ... رأته يستدير بجسده ووجه أصبح نحوها
وقبل أن تتفوه بكلمه ... وتلزم فادي بحدوده معها
وجدت زين يقترب منهما وعلامـ.ـا.ت الغضب علي وجهه
فسريعا حسمت أمرها ونظرت الي فادي ببتسامه خجوله يتخللها بعض الدلال   : ميرسي 
وفجأه كان يسحبها من خصرها نحوه ..لترتطم في صدره ونظر الي فادي بتعمق قائلا ببرود مصطنع وبحده :
اهلا يافادي
ليُطالعه فادي بهدوء وهتف بأحترام وهو يمد يده للمصافحه :
اهلا مستر زين ، سعيد جدا اني قابلتك النهارده في الحفله
ونظر الي حنين التي تتلوي تحت ذراع زين المُتملكه .. وهي ترغب في البعد عنه
حتي لمعت في عينيه فكره ..ليري هل ذلك الرجل قاسي عاشق بحق أم لا
فهتف بتسأل : هي أنسه حنين تقربلك يافنـ.ـد.م
لتزداد ملامح زين غضبً ، وحول نظراته اليها لينظر الي بنصرها فيجده خالي من خاتم زواجهم
فتمتمت بغضب داخلي : ما لازم البيه يفتكرك كده
وهتف بجمود وهو يُخبر الواقف امامه : احب اعرفك المدام بتاعتي ، بس الظاهر المدام نسيت تقولك
ونظر الي حنين التي ابتعدت عنه أخيراً وتابع بحنق : ولا ايه يامدام
لتتقدm رحمه منهما وعلي وجهها علامـ.ـا.ت السعاده...وتسألت بهدوء : ايه ده ياحنين ، انتي أتعرفتي علي فادي
ثم تابعت بمكر وهي تنظر الي فادي : اكيد أتبسطت بوجود حنين يافادي
وفي تلك اللحظه لمعت عين زين بغضب ... فطالعها فادي دون أن يتفوه بكلمه بعد أن رأي أن حديثه سيُعقد الأمور
وان الغـ.ـبـ.ـيه التي تقف سعيده بما يحدث لا تعلم بأن زوجها عاشق وبجنون لتلك الفتاه رغم انه يخفي مشاعره بقوه
وكادت أن تتحرك حنين من بينهم .. الا ان يد زين قبضت علي يدها بقوه ... وقبل أن يهتف بأسم رحمه كي ينصرفوا
تمتمت رحمه بخفوت : زين معلش انا هخلي فادي يوصلني عشان هتكلم معاه في شوية أمور خاصه بالشغل
ودون أي كلمه سحب التي بجانبه ... للتعرقل خطواتها وتذمرت بحنق : انت بتسحب جاموسه وراك
ليقف يُطالعها للحظات .. واكمل سحبها خلفه دون كلمه
حتي وصل بها الي سيارته،ليجد سائقه يبتسم اليهم ويفتح لهم ابواب السياره
فتمتمت بخفوت : الرقه والحنيه كلها ليها ، وانا بس اللي بتعامل كده
ورغم ان نبرة صوتها كانت منخفضه الا انه سمعها .. وبعد أن أصبحت جالسه بجانبه في الخلف ..اقترب منها هامسا :
شوفي هي أزاي وانتي أزاي ، هي انثي بمعني الكلمه
وابتعد عنها ليري ملامح وجهها ..فأدرك بأنه أصاب هدفه
فملامحها أصبحت مُحتقنه ..وتابع حديثه بمكر :
ام انتي والأنوثه متعرفوش بعض
لتُطالعه بأعينها وهي لا تُصدق بأنه يراها هكذا
يراها أمرأه خاليه من معالم الأنوثه .. فرفعت عيناها اليه بصمت فوجدته يُحدق بها ببرود
فهمست بخفوت : رأيك فيا ميلزمنيش
ليبتسم وهو يري ان كلمـ.ـا.ته أصابت هدفه وبجداره
حتي طال الصمت بينهم للحظات .. فوجدها تلتف بجسدها نحو باب السياره تطالع أضوء الشوارع والسيارات التي تسير بجانبها ..ثم أراحت رأسها بهدوء وهي تُعيد علي مسمعها كلمـ.ـا.ته التي او.جـ.ـعتها
ورغم شعوره بأنه جـ.ـر.حها الا انه أظهر اللامبالاه .. وبدء يُطالعها بطرف عينيه
..................................................................
وقف هاشم أمام الشرفه الضخمه التي تطل علي مياه النيل وهو لا يُصدق بأن تلك الفتاه قد هزت شئ بداخله.. ليشرد في تلك اللحظه التي اراد فيها ان يقضي معها ليلته كما يفعل مع الاخريات بعد ان يدفع لهن الاموال ويعقد زواجهم ال عـ.ـر.في الذي يراه حلال مدام القبول كان من طرفيهم
ولكن تلك كانت مختلفه عنهم جميعا .. وتذكر عنـ.ـد.ما بدء يقترب من جسدها الذي اخذ يرتعش ونحيبها ازداد وهي تترجاه كثيراً وعنـ.ـد.ما شعرت بأنها علي حافة الهاويه
أغمضت عيناها ودmـ.ـو.عها انحدرت علي وجهها وهي تنتظر لحظه انهاء كل شياء بحياتها ...
وأقتربت منه  بعد أن انهت أرتداء ملابسها وهي تشعر بالامتنان لتركه لها ...
وتذكرت اللحظه التي كان  يُقبلها فيها برغبه
ومع كل قبله من قبلاته كانت تتذكر حياتها مع زوجه أب تبغضها وتذلها وتجعلها تعمل كالخادmه وأب اصبح طوع بنان زوجته الا ان اوقعتها صديقتها في حاتم و.جـ.ـعلتها تعمل عنده في أحد مصانعه التي يمتلكها للملابس الجاهزه
وتذكرت اللحظه التي اتُهمت فيها بأنها تتعاون مع حارس المصنع في سرقه بعض الملابس من المُستودع
وكان هذا هو الفخ الذي وضعتها به صديقتها بدلا عنها
لتقع في فخ اكبر هو حاتم .. فالأمر جاء لحاتم علي طبق من فضه كما يقولون وأستغل توسلاتها بأن يرحمها من السـ.ـجـ.ـن
لتنتهي الحكايه بزواج  عـ.ـر.في .. وليله قد عراها فيها ليصورها ويتلذذ في تعذيبها بعجزه وتصبح تحت رحمته كما الان
وهتفت بصوت منخفض بعد أن استعادت قوتها : هاشم بيه
ليلتف اليها هاشم وينظر اليها قليلا قبل ان يسحق سيجارته تحت قدmيه
وتابعت حديثها الهامس : ربنا يرحمك برحمته ديما،زي ما انت رحمتني
ولا تعلم بأن تلك الجمله التي قالتها كانت ..كالنور الخافت الذي حرك مشاعره و.جـ.ـعل له دعوه في السماء
ليتنهد قائلا وهو يُطالعها : الليله ديه انا سيبتك ، بس تفتكري حد هيسيبك بعد كده
فأدmعت عينيها وهي تفهم مقصده .. ليُتابع هو حديثه بجمود : انتي من شويه كنتي فتاه ليل ، عارفه يعني ايه
يعني محدش هيصدق انك عذراء وان الموضوع اول مره ليكي
فأزداد و.جـ.ـعها وأرتجفت وهي تُصدق كل كلمه يقولها .. وأقتربت منه وسقطت تحت قدmيه متوسله له : ارجوك ساعدني ، انا والله ما كده
وتابعت بقهر : ربنا ينتقم منه
فتمتم هاشم بجمود وهو يفهم بمن تقصده : حاتم هو السبب مش كده
فرفعت وجهها اليه وهي تراه يقف بجموده .. حتي حركت رأسها له بنعم .. ليتسأل : وقعتي تحت ايد حاتم ازاي
لتخفض برأسها أرض وهي لا تعلم بما ستُجيبه ..فالخـ.ـو.ف أصبح يمتلكها ..ليهتف بأسمها : فاطمه
فنهضت وهي لا تقوي علي الحديث .. فهي اذا صرحت بما يفعله حاتم فالعقـ.ـا.ب سيكون فضيحتها
وتحركت من أمامه سريعا كي تهرب من أسألته
فشعر هاشم بأن الامر يوجد به شئ .. فحاتم هو من يبعث له بالفتايات التي تستخدmها رحمه في عروض الازياء عنـ.ـد.ما تبحث عن اوجه جديده ...حتي هو اذا أراد ان يقضي ليله مُمتعه يكون حاتم هو من يقترح عليه احداهن ويبعثها له بمقابل .. فهو أصبح اكثر درايه بحاتم التقي بثوب الشيطان ولكنه لا يُبالي به لانه فاسق مثله
ولمعت في عينيه الحقيقه وهو لا يُصدق بأن حاتم
يُتاجر بالفتيات
وأفاق سريعا وهو يراها تفتح باب الشقه .. ليسحبها قائلا : بيتاجر بيكم
فوقفت وهي مصعوقه من أكتشافه للحقيقه ، وكيف لا يكتشف وهو في بحر الدنائه مثله بصفقاته الفاسده وأصطحابه للنساء من الملاهي الليليه من اجل ان يتزوجهم لليله لمتعته
غير فعلته الخبيثه التي فعلها مع حنين التي اعجبته قليلا
وأقترب منها هاشم وسحبها من ذراعيها قائلا بجمود : ردي
وعنـ.ـد.ما شعرت بألم يده علي ذراعها ..همست بخفوت : ايوه
ليترك ذراعها وهو يتذكر فخر حاتم بصطياده للفتايات
فحرك يده نحو شعره واخذ يقبض علي خصلاته بقوه
وتمتم بجمود : يا بن الايه ياحاتم ، وعاملي فيها انك دنجوان
وتسأل : وقعتي تحت ايده ازاي
وكأن الذكري لا تُريد أن تختفي من حياتها ... فأقتربت من اقرب مقعد ووضعت وجهها بين راحتي كفيها وظلت تقص عليه كل شئ .. كل شئ الا ان جلس هاشم ولأول مره منذ سنون يشعر بالشفقه نحو احد
فمنذ ان انتقل لرعاية اعمامه بعد وفاة والديه وهو دوما يتعامل دون رحمه يتعامل بذل ... يسمع مناداته باليتيم
يري نظراتهم بأفضالهم عليه .. حتي تحول لنسخته التي لا ترحم والتي لا تبحث عن شئ سوي المال الذي سيجعله دوما أقوي .. وجاء بذهنه زين الذي لاول مره يهجره بسبب أفعاله
لتخرج وجهها من قبضتي يدها وهمست برجاء : خلصني منه الله يخليك ، انا مش عايزه ابقي كده
ليتأملها هاشم بهدوء ... وهو ينوي فعل ذلك حقاً
..................................................................
أبتسم لا أرادياً وهو يتبعها بعد أن فتح لهم السائق أبواب السياره ...فقد كانت تسير علي رخام الأرضيه حافيه وتحمل حذائها في أحد ايديها بعد ان خلعته وبيدها الاخري ترفع زيل فستانها الذي ظهر طوله بعد أن تخلت عن الكعب العالي
لتفتح لهم الخادmه التي هي اعين زين ويتعامل معها دوما بموده وابتسمت وهي تُطالع سيدتها الثانية التي لا تشبه رحمه تمام فهي بسيطه للغايه
ثم نظرت الي سيدها وهو يردف بعدها ويبتسم وذلك ليس من طباعه
وهمست بود : حمدلله علي السلامه
فبادلها زين الود قائلا : الله يسلمك ياكريمه
وتحرك من أمامها قليلا وهو مازال يتطلع الي حافية الاقدام التي امامه .. حتي فجأه وجدها تسقط أرضً بعد أن تعرقلت في فستانها
ليضحك وهو يقترب منها ..وأخيرا خرجت عن صمتها وصرخت به : انت بتضحك علي ايه  ، هووف هو يوم باين من اوله
لينحني زين امامها قليلا ومد يده قائلا بمكر : كان لازم تقعي عشان نسمع صوتك
وتابع حديثه ضاحكا : ده انا أفتكرتك اتخرستي
لتتذكر سبب صمتها .. فمنذ ان ألقي علي مسمعها كلمـ.ـا.ته اللاذعه في السياره وهي تجلس صامته
وتنهدت بضيق وهي تزيح يده بعيدا : مش عايزه مساعدتك ، ابعد ايدك ديه
ليرفع جسده ويقف بطوله الفارع وهو يعقد ساعديه :
انا غلطان ليكي ، قومي لوحدك بقي
وتركها واتجه نحو غرفة مكتبه .. لتقترب منها الخادmه وابتسامتها تملئ وجهها وهي تراهم هكذا فهم حقاً ممتعين رغم ان من يراهم يظن بأن اب وطفلته وليس زوج وزوجه
لتربت كريمه علي ذراعها قائله : قومي يابـ.ـنتي ، هاتي ايدك
فمدت لها حنين يدها وهي تُبادلها الأبتسامه .. فتلك السيده تكن لها مشاعر جميله لما تفعله معها وسط حرب العقارب التي تعيشها مع رحمه وخادmتها المخلصه سناء
وأكملت سيرها الي ان بدأت تصعد السُلم ببطئ .. فقدmاها تُألمها بشـ.ـده من ذلك الحذاء العالي الذي كان يضغط علي أطراف قدmيها
وفجأه وجدت نفسها تطيح في الهوا علي ذراعيه
فشهقت عاليا من فزعها وهتفت بحنق : نزلني ، نزلني
ليضحك زين وهو يُتمتم : ما انا بصراحه مش هستني الليل كله وحضرتك بتطلعيلي السلم زي السلحفا
فتأففت بتذمر : السلم عندك واسع أطلع من اي جنب مش لازم من الجنب بتاعي
فضحك أكثر وهو يتجه نحو الممر الخاص بغرفتها وهتف :
وانتي فاكره اني شيلتك عشان كده
وتابع بمكر : لاء ياهانم انا مستعجل عشان اربيكي كويس علي وقوفك وضحكك مع فادي
فدفعت صدره بقبضه يديها .. الي ان وضعها علي الفراش ، ثم همس : قربيلي بقي ، وقوليلي اعـ.ـا.قبك ازاي
لتُطالعه بحنق .. وهي لا تُصدق بأنه يُحاسبها علي حديثها مع رجلا غيره ولا يُحاسب نفسه علي تركه لها
فوقفت فوق الفراش وهي تضع يديها علي خصرها :
والله انا حره
ثم تابعت : وكمان استاذ فادي راجـ.ـل جنتل وذوق مش زي ناس ..
فتغيرت ملامح وجهه الضاحكه الي الغضب وجذب احد ذراعيها وقربها من طرف الفراش لتكون علي مقربه منه
ورغم انها تقف علي الفراش الا انه ايضاً يعلوها بأنشات بسيطه
وهتف بغضب : يابـ.ـنتي انتي ليه بتحاولي تخرجي اسوء مافيا .. بلاش ياحنين اوريكي وش مش هتحبيه خالص
ورغم انها كانت في عالم أخر وهي تشعر بهيبته ووقاره الطاغي ... الا انها همست بتذمر كي تلهيه عنها : زين في شعريتين بيض ظهرين عندك ، استني اما اشـ.ـدهوملك عشان ميزدوش
فخرج صوته بتنهد وهو لا يُصدق بأن قلبه الأحمق خفق من اجل تلك الحمقاء ، فارغة العقل
وهتف بضيق : انا واقف بكلم طفله
وتابع : اومال لو مكنتيش ماشيه في ال25 كنتي هتكوني ازاي
فركزت علي خلصتي شعره البيضاء وهمست بهدوء : هوس
وفجأه وجد نفسه يتألم .. فقد كانت منشغله في تقطيع خصلات شعره
وجذبها بذراع من خصرها .. فأصبحت تُحرك قدmيها في الهواء
حتي قال : تحبي اعمل فيكي ايه ها
فضحكت بمشاغبه ، وهي تشتاق لمرحها الذي كان مع عائلتها الصغيره وتنهدت بتذمر : انا شـ.ـديت واحده ، سيبني اشـ.ـد التانيه
اه يارب صبرني .. وكانت هذه كلمته قبل ان يشعر بأنه قد أنتهي حقاً وغرق بها عاشقً
...................................................................
أستيقظ من نومه وهو يشعر بنشاط ليوم جديد لأول مره منذ ان توفت زوجته ...
فمدد ذراعيه علي وسادته وهو يتذكرها أمس وهي غافيه
وعنـ.ـد.ما تذكر انه كان علي وشك اعترافه بحبها .. تنهد بحراره
وهو يعزم علي تنفيذ خطة قلبه ...
ونهض من فراشه وهو مبتسم للحياه التي أراد قلبه ان يعيشها
فهو سيترك قلبه يقوده الي ان يري الي اين ستكون مرساه
اما يقع غريقً او ينقذ نفسه
وبعد لحظات بعد ان انهي حمامه المُنعش
بدء ينظر الي ما سيرتديه اليوم .. وعنـ.ـد.ما كانت ستقع يده مثل كل يوم علي احد الملابس الرسميه وقعت عيناه علي احد القمصان ذات اللون الحشيشي
فأبتسم وهو يري نفسه يخرج اخيرا عن النمط الذي وضع حياته فيه ..
وعنـ.ـد.ما انتهي من تعطيره وارتداء ساعته الفخمه .. نظر لنفسه بنظرات راضيه
ليتجه للأسفل برونق جديد
هبطت درجات السُلم مع سليم وهي حزينه بما اخبرها به بأن داده حُسنيه ستمكث لفتره مع اختها وأولادها في البلده
وأردفوا سوياً نحو حجرة الطعام ..
فركض سليم نحو والده يُقبله قبلة الصباح ..
وابتعد عنه وهو ينظر اليه قائلا بطفوله : بابا انت حلو اوي النهارده ، انا عايز قميص زي ده
ليضحك أياد علي تعبيرات طفله واحتضنه بدفئ ابوي وهو يُطالع ليلي التي تقف علي اعتاب الحجره ولم تتحرك أنش واحدً
وهتف بدعابه : بعد الكلمتين الحلوين ، طمعت دلوقتي في القميص
فنفجرت شفتي ليلي وهي تستمع لدعابته وهي لا تُصدق بأن هذا هو أياد الرجل الجـ.ـا.مد دوما
ودق قلبها وهي تراه في قمة وسامته وهيئته الجديده ..فالقميص قد تناسب تمام مع لون عينيه ليجعل لونهما العسلي ظاهر بشـ.ـده
وعنـ.ـد.ما أبتعد سليم عن حـ.ـضـ.ـنه .. تطلع ل ليلي وهو يهتف : ليلي تعالي يلا نفطر .. ولا انتي الرز بلبن اللي كلتيه امبـ.ـارح واحنا مروحين من الملاهي لسا مخلصش
لتلمع عين ليلي بخجل وهي تتذكر ما قصه عليها سليم في الصباح عنـ.ـد.ما ذهبت تُعاونه علي ارتدائه لملابسه وتجهيز حقيبته المدرسيه
ليهتف أياد ببتسامه واسعه : ايه ياليلي مالك
فأقتربت ليلي منهما وقلبها يخفق بشـ.ـده .. وهمست : ها
ليبتسم اليه ثانية وهو يراها مُرتبكه .... وقرر ان يتركها تستعيد توازنها قليلا .. وبدء في اكمال قهوته بهدوء
الا انهم فجأه وجدوا الخادmه تردف كي تخبر سيدها الصغير بأنتظار السائق له من اجل موعد مدرسته
فأنصرف سليم وهو يلوح لهم بيديه الصغيره ..
لينظر اليها فيجدها تُطالع سليم وهو ينصرف ببتسامه واسعه
فهتف قائلا : يلا خلصي فطارك عشان اوصلك الجامعه
فألتفت اليه وهي تربط العبـ.ـارات ببعضها ...
وهتفت داخل نفسها : هيوصلني انا
ورفعت وجهها نحو لتجد ابتسامته مازالت علي شفتيه ، فوقفت سريعا وهي تُتمتم : لاء شكرا عمي ابراهيم هيوصلني
وكادت ان تنصرف من أمامه .. كي تُسيطر علي دقات قلبها
الا ان ذراعه جذبتها .. وحمل كوب العصير الذي كان موضوع أمامها : اشربي العصير
وتابع بحزم : مش فطار بنأدmين ده .. وانا اللي هوصلك
فتمتمت بخفوت : بس انا مبحبش افطر ، انا بقيت افطر معاكم عشان بس قوانين البيت
وعنـ.ـد.ما ظلت يده مُمسكه بكوب العصير دون رد فعل منها
رفعه نحو شفتيها قائلا : طب اشربي
فأستجابه اليها بخجل وبدأت ترتشف من الكوب بهدوء الي ان أنتهي
فوضع الكوب مكانه .. وامسك المنديل وبدء يمسح فمها
وهي تقف مذهوله غير مُدركه أفعاله ..
وكادت ان تتفوه .. فوجدته يربت علي وجنتيها بهدوء وهو يُطالعها بدفئ وهمس امام شفتيها : نسمع الكلام بعد كده ونقول حاضر
فحركت ليلي رأسها دون وعي وهي تود ان تركض من امامه
قبل أن تُخبره بأنها تُحبه بل تعشقه
كانت كالهائمه بجانبه...هائمه في كل شئ فيه وفي قسوته وحنانه الذي يأتي كنفحة الهواء البـ.ـارده في قسوة حرارة الصيف ، وتنهدت بصوت ضعيف وهي تتذكر حياتها القاسيه مع أخيها قبل أن يبعثه القدر كنجده لها
وتعيش تلك الحياه ...
وألتف نحوها بطرف عينيه قائلا بصوت رخيم : سرحتي في ايه
لتفيق ليلي من ذكرياتها وهي تُتمتم بخجل : ولا حاجه
فأبتسم اياد بهدوء .. لتهمس بحرج : عايزه أسأل عن حاجه
وضحك وهو يُحاول ان يوازن بين تركيزه في زحمة الطريق وفي صوتها الهادئ الذي يخـ.ـطـ.ـف أنفاسه :
قولي حاجات مش حاجه واحده ياليلي
ليجدها تُتمتم بصوت منخفض : هو سخن النهارده ولا ايه
وما كان منه سوي أن ضحك بعلو صوته ..فأخفضت رأسها أرضً وهي لا تُصدق ان تمتمتها قد وصلت الي مسمعه
وهدأ من نوبة ضحكاته ..عنـ.ـد.ما وجدها صمتت .. فمدّ بيده نحو يديها التي تضعهما علي قدmيها وتفركهما بتـ.ـو.تر
ووجدته دون ان ينظر اليها سحب أحدهم ووضعها علي جبينه وهتف بدعابه :
ها ياليلي شايفه ايه دلوقتي
وترك يده المُمسكه بيدها .. كي يجعلها تلمس جبينه دون تقيد منه
وأبتسم وهو يراها تُقلب باطن يدها للجه الاخري كي تتأكد
هل يُعاني من درجه الحراره المرتفعه ، ام هي التي تُعاني
وبعد فحص دام لدقيقه ..جعلته يشعر بخفقان قلبه نحوها
أبعدت يدها وتذمرت كالأطفال : جـ.ـسمك دافي بس مش سخن
ليكتم أياد ضحكاته وهو يُحرك رأسه لها وكأنه يوافقها الرأي
حتي وجدها تنظر خارج السياره وهتفت : الحمدلله وصلنا
وكادت ان تخرج من جانبه سريعا كي تلحق مُحاضرتها
وتذكرت أنها لم تشكره علي توصليه لها فألتفت اليه وتمتمت بخجل : شكرا
وترجلت من سيارته عقب كلمه أمتنانها لذلك الاهتمام الذي جعلها تشعر اليوم أنها تحيّ كالبشر
فشعر بجفاف حلقه وهو يراها كالطفله ..تفرح عنـ.ـد.ما يهتم احد بها ويشعرها بوجودها .. وتنكمش عنـ.ـد.ما تشعر بالأهانه من أحدا وخاصه هو
...................................................................
ظلت تنظر الي أوراق التصميمـ.ـا.ت تارة والي فادي الذي يجلس بجوارها تارة  وتارة أخري تقضم اظافرها وتارة تتأفف حانقه..
لتسمع ضحكات فادي وهي يطرق بالقلم علي سطح المكتب ويهتف  بدعابه: كل ده عشان لسا مجتش الشركه ، مالك يارحمه ..
لتزفر رحمه بأنفاسها حانقة من ذلك الذي يجلس جانبها :
الهانم فاكره الشركه شركة اهلها .. وبتتأخر علي مزاجها
ونظرت الي ساعة يدها لتهتف :
شايف الساعه عشره دلوقتي ولسا مجتش الشركه
فيهتف فادي ضاحكا : كل ده عشان اتأخرت ساعه
وتابع حديثه : طب ما كنتي جبتيها معاكي وريحتي نفسك
لترفع رأسها له بغيره : انا ماصدقت النهارده مشوفتش وشها علي الفطار الصبح أجيبها كمان معايا
وتمتمت بضيق : اسكت يافادي انا النهارده مش في مزاجي خالص ، ومخـ.ـنـ.ـوقه من كل حاجه
وشردت في ليلة أمس بعدmا عادت من الحفل بعدهم ..
وأرادت ان تتأنق له ... وتحصل علي ليله رائعه معه ولكن في النهايه غادر هو المنزل بأكمله ليجعلها تحترق
..وحينما أتصلت به في الصباح أخبرها بأنه كان لديه بعض الأعمال المُهمه وقضي ليلته في الشركه
ليمسك فادي يدها بحنان ورغم سعادته بذلك الأمل الطفيف الذي بدء يتسرب داخله بأنها من الممكن ان تكون له في يوم
الا انه يشعر بالحـ.ـز.ن .. ليجدها ترتمي بين احضانه وتبكي بحرقه قائله : فادي انت لازم تخلصني من الزفته ديه ، لازم تقرب منها يافادي
وابتعدت عنه .. لتدق علي هاتف المنزل كي تخبرهم بأن يوقظوها
ليُطالعها فادي وهو لا يُصدق بأن رحمه ..أصبحت هكذا
فهي ليست سيئه لتلك الدرجه غير انها من أقترحت الفكره ورحبت بحنين في البدايه
وتذكر يوم ان اخبرته بلقائها مع حنين فلم تبدو حانقه منها أبدا
حتي انها كانت تراها مجرد فتاه عاديه ..لن يشعر بها زين يوم وسيمل منها سريعا
..................................................................
نظرت الخادmه الي الهاتف بعد أن أغلقت سيدتها الخط بوجهها .. لتضـ.ـر.ب يد بيد وهي تهتف : ديه تاني مره تتصل وتقول صحوها ، وهي مش عايزه تصحي نعملهم ايه دول
ليردف في تلك اللحظه زين وملامحه تبدو عليها الأرهاق
فنظر اليها قائلا : في ايه مالك ياكريمه
لتقترب منه كريمه قائله : ست حنين مش عايزه تصحي من النوم ، وست رحمه عايزانا نصحيها عشان تروح الشركه
ليُطالع زين ساعه يده .. التي تجاوزت العاشره
فشعر بالغرابه ،وتنهد بأرهاق : خلاص ياكريمه روحي انتي وانا هشوفها
وخطي بخطوات بطيئه علي درجات السُلم وهي يشرد في تلك اللحظه عنـ.ـد.ما طلبت منه ان يكون لها كأخ كبير ..
ورغم شعوره بالحنق منها ورغبته في صفعها ..فبعد ان كانت قريبه من حـ.ـضـ.ـنه ينعم بدفئها ... وظن أنها أصبحت تتجاوب معه ..حطمت كل شئ ولم يشعر بنفسه بعدها الا تركه لحجرتها وترك المنزل بأكمله
وتنفس بضيق وهو يُحاول أن يُسيطر علي تلك المشاعر التي يمقتها وقد قرر ان يعود كما كان من قبل جـ.ـا.مد قاسي
وطرق عدة طرقات علي باب حجرتها .. وبعد ان لم يسمع ردها .. أردف اليها وهو يتنهد
وأقترب من فراشها ،فيراها تنام علي بطنها وتدفن وجهها في وسادتها وشعرها مُشعث حولها
فوجد نفسه يضع بيده علي رأسه وهو لا يعلم بما يفعل
فلو ظل دقيقه واحده ستنهدm حصونه ثانية بعد ان شيدها ليلة أمس
وكاد ان يترك الحجره ويذهب .. الا ان قلبه كان يقوده نحوها... وتقدm نحوها وهو يهتف بصوت جـ.ـا.مد :
حنين ، حنين أصحي
لتُتمتم بتأفف وهي مازالت علي وضيعتها : يييه انا عايزه انام ، مش هروح الشغل النهارده ياكريمه
ومدت بيدها نحو فروة رأسها لتفركها ثم غفت ثانية
ليبتسم دون شعور منه ..وهو يُطالع بيجامتها القصيره
وجلس بجانبها يُلامس خصلات شعرها قائلا :
اول مره أعرف انك كسوله كده
لتفتح فجأه احدي عينيها وهي تستوعب نبرة صوت من يُحادثها وقفزت من الفراش وهي تتسأل : انت بتعمل ايه هنا
ليرفع اليها زين احد حاجبيه وبنبره غاضبه : الكلمه ديه لو اتكررت تاني ، بلاش اقولك تصرفي هيكون ازاي
فتذمرت بحنق وهي مازالت بين الغفوه والصحوه ،وفركت عيناها بنعاس : طب انا عايزه انام ، اخرج بقي
ليُطالعها بهدوء وقد عزم علي فعل شئ .. ونهض من جانبه لتتنفس هي براحه وفجأه وجدته يغلق باب حجرتها
ويخلع سُترته وأقترب من فراشها ثانية وبدء يحل من ازرار قميصه العلويه
لتفتح عيناها وهي تهتف بخـ.ـو.ف : انت بتعمل ايه
ليجلس زين بجانبها وبدء يتمدد بجسده وتنهد بأرهاق : هنام
وقبل ان يسمع كلمة اعتراض .. جذبها نحوه لتسقط علي صدره وهمس بنعاس : اتخمدي بقي ، مش عايزه تنامي
لتُحاول ان تبعد بجسدها عنه .. وعنـ.ـد.ما فشلت هتفت بحنق :
روح اوضتك ولا انت طمعان في اوضتي .. وخلاص مش عايزه انام ضيعت النوم من عيني
ليفتح احد عينيه وهو يجدها مازالت تتملص من قبضه يديه القويه علي خصرها وتنفس بقوه : بطلي فرك زي العيال الصغيره
وحركت بيدها نحو صدره كي تبعده عنها ولكن محاولتها فشلت ..وهتفت بتذمر : ابعد يازين ، خليني اروح الشركه
انت فاكرني صاحبه شركه زيك ومعايا فلوس
ورغم رغبته في أصطناع الجمود الي انه ضحك وهو مازال مُغمض العينين وهمس بدفئ بقرب اذنيها : انا تعبان ومش عايز رغي ، ممكن تنامي وتسبيني انام
لتُحرك قدmيها نحو قدmيه كي تدفعه عنها وتنهدت بتعب : ياسيدي نام .. هسيبلك السرير كله نام فيه .. بس سيبني مش عايزه انام
ليُخبرها بأرهاق : مش كنتي من شويه عايزه أنام
وتابع حديثه : اتكتمي ومسمعش ليكي صوت ..
وكادت ان تنجح في تملصها منه الا ان قوة جـ.ـسمانه التي تفوقها جعلته يحكم قبضته سريعا عليها
وتنهدت بضعف : جـ.ـسمي و.جـ.ـعني ، انت ماسك واحد صاحبك
اه ضهري هيتكـ.ـسر يازين .. وظلت تترجاه بفتور أن يبتعد عنها الي ان وجدت انفاسه قد هدأت فظنت بأنه قد غفي
وعادت تتحرك من بين قبضته المُحكمه وتنهدت بيأس :
يعني هفضل كده لحد ما تصحي
فهمس بهدوء : ايوه ، وياريت مسمعش ليكي صوت
وكادت ان تتفوه ببعض العبـ.ـارات الحانقه فتابع بنفس الهدوء :
مش عايز اسمعلك نفس
ففضلت الصمت حتي يغفو وتستطيع ان تسحب جسدها بعيدا عنه
وعنـ.ـد.ما وجدت جسده بدء يسكن وأنفاسه هدأت همست بصوت منخفض : زين انت نمت
فلم تجد رد ، فتنفست براحه : الحمدلله بينام بسرعه
فأرخي ذراعيه عنها قليلا ..فأبتسمت وسحبت جسدها لاسفل
كي تفر من قبضتي ذراعيه .. الا انها وجدته يضمها ثانية بأحكام .. فرفعت وجهها نحوه بأعين مقهوره وتمتمت بخيبة أمل : شكلي هستسلم
فكان يسمعها ويضحك داخله علي أفعالها
الي ان وجدها بدأت تُحرك وجهها كي تري ملامح وجه وهو النائم .. ورفعت بأطراف أناملها نحو بشرته الخمريه وتلمست ذقنه الناميه بهدوء الي ان غفت بعد أن شعرت بأن لا مفر من ذلك الوضع
ليفتح عيناه ورغم ارهاقه ورغبته في النوم .. الا ان وجوده معها يُنسيه كل شئ ... فأبتسم وهو ينظر لهيأتها المضحكه في النوم .. الي ان وجدها تركله بقدmيها
وتنهد ضاحكا : مفتريه حتي وهي نايمه
ووجد نفسه يقرب شفتيه من شفتيها ليقبلها برقه وهو يهمس :
بتعملي فيا ايه ، فيكي ايه مخليني كده
ووجد جفنيه يتثاقلان فغفي وهو يُضمها أكثر اليه
...................................................................
جلس هاشم يرتشف من فنجان قهوته بهدوء .. ليُطالعه حاتم قائلا : هي البـ.ـنت معجبتكاش ياهاشم ولا ايه
فنظر اليها هاشم طويلا .. وأبتسم : لاء عجبتني
ثم تابع حديثه : وعشان كده عايزك تسبهالي ياحاتم
ليضحك حاتم بعلو صوته ، ونهض من فوق مقعده .. ليجلس علي المقعد الذي أمامه قائلا بمكر : من ليله واحده البت دخلت دmاغك
وعض علي شفتيه بحنق : بـ.ـنت الأيه طلعت فاهمه شغلها كويس
ليصمت هاشم وهو يُطالعه بضيق عازم علي انهاء علاقته به
بعد ان ينتهي من تخليص تلك التي وعدها بالحمايه
الا ان هتف حاتم بتلاعب : طب والفلوس اللي ليا عندها
وتابع بخبث : انا اه طيب ، بس الحق حق .. وانا اديتها فلوس وهي مضت علي الشيكات ..وانا اه بصبر عليها لحد ما تسد الفلوس
ليمتقع وجه هاشم وهو يراه يتلاعب به ..
فأبتسم ونهض قائلا : ده أخرة الكلام ياحاتم ، بس متجيش تطلب مني حملة الدعايا الجديده لمُنتجاتك علي القناه عندنا
وكاد أن يُغادر هاشم الحجره الي ان امسك حاتم يده :
ياسيدي احنا بـ.ـنتناقش ، في ايه ياهاشم مالك ..ده انا حتي حبيبك
وتابع حديثه وهو يغمز بعينيه : وشبه بعض
ليعود هاشم ليجلس ثانية وهو يتنهد بملل : ها قولت ايه
فطالعه حاتم قليلا وهو يُفكر في الأمر .. وتذكر تلك الفتاه الي ان جاء بذهنه علاقات هاشم بسبب قرابتة من زين .. ومُساعدته في اعلان مُنتجاته علي القناه الفضائيه الخاصه بزين وتسهيلات هاشم له لكل شئ
ليتنهد بفتور : خلاص ياسيدي اعتبرها هديه مني ليك
..................................................................
نظر الي ولده الجالس بعدmا غادرت زوجته بعد أن أهانها بكلمـ.ـا.ته رغم كل مـ.ـا.تفعله لأرضائه ... ليهتف ناجي بضيق:
انت مش هتتعدل مع مراتك بقي ياياسين
ليضع ياسين كوب الشاي الذي كان يرتشف منه قائلا بلامبالاه : هي ديه طريقتي عجبها عجبها ، مش عجبها..
وقبل ان يُكمل باقي عبـ.ـاراته ، دبدب ناجي بعكازه الغليظ أرض : كلمه زياده عن بـ.ـنت عمك ، وهنسي أنك ابني
وكاد أن يعتذر ياسين من والده .. الا ان تابع :
مكنتش حتت بت خدامه ولا راحت ولا جات ، واهي غارت لحال سبيلها
ليتذكر ياسين ليلي بشوق ، وتذكر مافعله معه اخيه وتمتم بغضب : اه لو أشوفك يامحمود الكـ.ـلـ.ـب ، انا تضحك عليا
ليُكمل ناجي عبـ.ـاراته المُقتضبه : وكويس انها وقعت في أياد ابن الاكابر .. اه شغلها عنده في بيته واكرمها
فطالعه ياسين بفتور .. فكثيرا ما رغب ان يذهب اليه ويطلب منه اخذها ولكن علاقه والده ب أياد المنصوري اكبر من أن يُخالف طلب لوالده ويساعده في الحصول علي ليلي
ولكن الحقيقه التي لا يعلموها .. انها زوجته
...................................................................
جلست امامه بوجه مُقتضب .. ليضحك قائلا : بس انتي ياحنين كنتي بتلعبي مصارعه
لترفع هي وجهها عن الطعام الذي أمامها .. وطالعته الي ان رفع بكوب الماء الذي امامه ليرتشف منه القليل ..وهتف بمكر : اصل ده مكنش نوم بنأدmين طبيعين
ليزيد من حنقها فهي الان تشعر بالضيق من أخضاعه لها وانه جعلها تستسلم له وتنام جانبه ... فهتفت بتذمر وهي ترفع بأحد اصبعها نحوه : اللي حصل النهارده ده مش هيحصل تاني
ليميل بجسده نحوها وهمس: وليه ميحصلش تاني
ثم تابع وهو يبتسم بهدوء : ده حتي نومنا جنب بعض زي الاخوات
لتبتعد بوجهها عنه .. ونظرت الي طعامها
وبعد دقائق كانت تردف رحمه اليهم بوجه مُكفر بعد ان اخبرتها خادmتها بمكوث سيدها في المنزل طيلة النهار
ونظرت اليهم وهم يتناولون طعام الغداء .. واقتربت من زين كي تطبع علي احد خديه قبله دافئه قائله بعكس مـ.ـا.تشعر به :
وحـ.ـشـ.ـتني ياحبيبي
ثم نظرت الي حنين التي تجلس تأكل طعامها بصمت : انتي يااستاذه مجتيش شغلك ليه النهارده
فرفعت حنين وجهها نحوها وهي تمضغ طعامها : أخدت اجازه يوم ، زي اي موظف بياخد اجازه
لتُصفق رحمه بأحد أيديها وتأملتها بتوعد : من حقك طبعا ياحنين هانم
................................................................
ابتسمت بسعاده وهي تمسح علي شعر سليم النائم علي فخذيها .. فالليله كانت من اجمل الليالي التي قضتها في حياتها ..فمنذ ان انتهوا من وجبة العشاء ..قرر اياد ان يقضوا ليلتهم بالحديقه ينعمون ببعض الهواء ورغم ان الوقت لم يتجاوز العاشره والنصف مساء الا ان الصغير قد غفي
ليهمس اياد بصوت هامس : سليم نام
واعتدل في جلسته من علي الوساده الجالس عليها : هدخل احطه علي سريره
فنهضت خلفه .. فالسهره الجميله التي لم تُكمل ساعه واحده قد انتهت فسليم كان يبدو انه يريد النوم
واما اياد كان جالس بجانبهم يُطالع اعماله علي حاسوبه ورغم ذلك كانت ليله ممتعه لها لم تُجربها من قبل
ليلتف اليها اياد بعدmا شعر بحركتها خلفه : رايحه فين ، لسا الوقت بدري وغير ان بكره الجمعه يعني مافيش ورانا حاجه
فأبتسمت بعفويه وسعاده علي هذا الاقتراح
وجلست في مكانها ثانيه .. فالمكان كان مُجهز بكل شئ
تلفاز ووسائد وسجاده كبيره تُغطي الارضيه الرخاميه فهو يشبه برجولات الحدائق ولكن بشكل اوسع وعصري
وانتعشت من نسيم الهواء وهي سارحة في حياتها
وبعد لحظات وجدته يقترب منها ويتنهد : شكله تعب من تمرين السباحه النهارده ،فنام بدري
وهتفت برقه : هو قالي ان اتسابق مع زمايله كتير وكسبهم ..
ليبتسم اياد لعفويتها في الحديث ..وجلس بجانبها ومدد ارجله براحه .. لتتسأل : اقوم اجبلك اللاب بتاعك عشان تكمل شغل
ليلتف اليها اياد بهدوء وهو يُتمتم : لاء خلاص انا خلصت شغلي
ونظر الي وجهها وخصلات شعرها التي سقطت من حجابها
فلامسهم بأنامله بنعومه ..فحدقت به بخجل
وهي تشعر بأن دقات قلبها تتقافز ..ليشعر بها
وأبتسم قائلا : ممكن انام علي رجلك ياليلي زي سليم
فطالعته بشهقه خافته ، وانفرجت شفتيها وهي لا تستوعب ما يطلبه منها .. فضحك علي هيئتها هذه وهتف :
ولا سليم حلو وابوه لاء
وقبل ان يسمع ردها وضع برأسه علي قدmيها وأغمض عيناه مُتذكراً زوجته رحمها الله فهي من أسست تلك الخلوه البسيطه
وتنهد بحراره وهو لا يُصدق بأنه سينساها وسيحب أمرأه غيرها فحتي سالي التي عادت تُلاحقه من جديد في كل مكان يذهب اليه لم يشعر بها يومً ويوم ان قرر ان يتزوجها كان من اجل صغيره
وعنـ.ـد.ما جاء الحنين به الي زوجته وطيف من اللحظات التي كان يقضيها معها وضحكاتهم وجنونهم
شعر بالخيانه ، وبدء عقله ينتصر ويعطي جسده انذار في الابتعاد عنها ..الا انه شعر بملمس يدها المُرتجفه علي خصلات شعره
فأغمض عيناه وهو يشعر بخفقان قلبه القوي بعد ان انتصر للتو علي حليفه المُكابر
ليبتسم اليها قائلا : ليلي
فتنهدت بخجل يُخالطه العشق : نعم
فتابع حديثه بدفئ : احكيلي عنك
فلمعت عيناها بالدmـ.ـو.ع ، وشردت في حياتها القاسيه
وبدأت تسرد له حياتها
................................................................
كان معتز يمسك بهاتفه بعد ان اطفئ نور سيارته ..ليتنهد بضيق : مبتردش ليه يااياد
ووقف امام باب سيارته ينتظر اجابه صديقه علي الهاتف
وتنهد بحنق : لاء ما انا لازم اطلب ايد ليلي منك دلوقتي ..انا مش هصبر اكتر من كده
وبدء يشعث في خصلات شعره وهو يشعر بالتـ.ـو.تر لقدومه المُفاجئ
وألتف بجسده قليلا بعد ان مل من انتظار اجابته ..ليجد نور تلك البرجوله التي دوما يحب الجلوس فيها مُضائه فأنوارها كانت ساطعه في الحديقه
فتأكد بأن صديقه جالس هناك ..فصار بخطوات هادئه نحوه وهو يتوق للحظه التي سيخبره فيها عن رغبته بالزواج من ليلي ........
كان يسمعها وقلبه يعتصر بالألم ..نعم هو يعرف جزء من مُعانتها كما أخبره احد رجـ.ـاله عن حياتها ..ولكن في الحقيقه عنـ.ـد.ما تسمع و.جـ.ـع شخص منه هو يصبح كل شئ مختلف ..
فشعر بسواد غيم علي عقله وهو يود أن يفتك بكل من اذاها
ليجد يدها قد توقفت عن لمس خصلاته ...ولكن شئ دافئ رطب أصبح يتسلل الي خصلاته ..
فرفع رأسه من علي قدmيها سريعا .. ليعلم سبب هذا الدفئ
فقد كانت تبكي في صمت كما اخفت آهاتها في صمتها
ليُطالعها بحنان جارف .. ومدّ يده  نحو وجهها ليُلامسه بدفئ قائلا برجاء: ليلي خلاص انسي كل اللي فات ، احنا بنفتح صفحه جديده ولازم ننسي كل و.جـ.ـعنا
ليشعر بصوت يضوي داخله يخبره "بأنه أحمق " فهل نسي هو ذكرياته مع زوجته ..
فأخفضت رأسها ارضً الا ان همست : انا عمري ماهنسي إكرامك ليا في بيتك
وأغمضت عيناها وهي تُتابع كلمـ.ـا.تها بخـ.ـو.ف من ذلك اليوم : ويوم ماهمشي من البيت ده ،عمري ماهنسي فضلك وهفضل مديونه ليك بحاجات كتير
لتلجمه كلمـ.ـا.تها ..فهي تظن بأنه سيتركها ترحل ولا تعلم انها بدأت تغزو قلبه بشـ.ـده ..
فرفع وجهها بأطراف أنامله ،ثم مسده بهدوء ..لتنظر اليه ببريق عينيها الذي يخـ.ـطـ.ـف أنفاسه
فأبتسم وهو يهمس : انتي عمرك ماكنتي مديونه لحد ياليلي ، احنا كلنا اللي مديونين ليكي
فلمعت عيناها وهي تري نظراته الدافئه، وعنـ.ـد.ما أفاقت من شرودها فيه ..كان يُقبلها علي أحد وجنتيها
ثم انتقل بشفتاه نحو وجنتها الأخري وقبلها نفس القُبله ..
لتخـ.ـطـ.ـف قبلته الحانيه أنفاسها .. فأغمضت عيناها لتجده
يقترب من أنفها الصغير ليطبع نفس القُبله
وتنهد بحراره وهو يُصارع رغبة قلبه في غزو شفتيها
وفي النهايه كان يطبع قبلته علي شفتيها المرتجفه من تلك المشاعر التي لأول مره تشعر بها
...................................................................
كان يُطالعهم بصدmه وهو لا يُصدق بأن تلك البريئه التي أحبها لبرأتها كانت خادعه .. ليشعر بوغز في قلبه وهو يري صديقه  يُقبلها وكأنهم عاشقان
فضحك بتهكم وهو يشعر بخمول قلبه بعد صدmته وكـ.ـسرته ، فوقت النوم قد حان لذلك الاحمق الذي جعله يظن بأنها كالملائكه .. ولكن اليوم قناع برأتها قد سقط وأصبحت امامه بوجهها الحقيقي "فهي مُخادعه"
وألتف بجسده وهو لا يشعر بقدmيه التي تقوده نحو سيارته
الي ان وقف وألتف نحوهم ثانية ليجد صديقه يحتضنها
وفتح باب سيارته وأردف داخلها بوجه مُكفر ..
وتمتم بغضب : مطلعتيش مختلفه عنهم ياليلي
وتحرك بسيارته بهدوء كما جاء كي لا يشعر بوجوده أحد
..................................................................
نظرت حنين الي هاتفها بعدmا أنهت محادثتها مع صديقتها ..لتتنهد وهي تُفكر هل تخبره بذهابها مع صديقتها خديجه غدا لمشوارها
ام انها حياتها وهي حره فيها ...وابتسمت عنـ.ـد.ما جاء بذهنها
نومها بين ذراعيه اليوم ورغم اظهارها بأنها غاضبه الا انها كانت سعيده ..
فنهضت من فوق فراشها وكادت أن تخرج من باب حجرتها لتهبط اليه فضـ.ـر.بت جبهتها بحنق: يمكن رجع وقاعد مع رحمه ..وسهرنين مع بعض
وعادت تجلس علي فراشها ثانية وهي تُتمتم : لاء خلاص بقي خليني الصبح اقوله
ليأتي بذهنها صورة رحمه ونظراتها الساخطه منها ..فعبست ملامحها : لاء بلاش الصبح رحمه هتكون موجوده
ونهضت من فوق فراشها مره أخري .. لتسمع صوت سيارته
فركضت نحو شرفتها لتجده يهبط من السياره ويتبعه أحد من رجـ.ـال حراسته ليتحدث معه قليلا
فأبتعدت عن الشرفه وظلت تدور بحجرتها قليلا وهي تُفكر أتهبط وتستقبله ويشعر بأنها كانت تنتظره ومُتلهفه لرؤيته ، ام تظل تجلس بغرفتها وفي الصباح يحدث مايحدث ام تنتظر قليلا ثم تهبط اليه بلامبالاه وتخبره بما تُريد
وفي نهايه عادت تجلس ثانية ولكن تلك المره كانت علي سجادة غرفتها وتقضم أظافرها كالأطفال وزفرت بصوت حانق وهي تخبر عقلها: اووف ،انا مش عايزه أشوفه ولا أقعد معاه  ... انا بس هستأذن منه
ووجدت قلبها يضحك ويُخبرها
" أصبحتي ضحية أخري لذلك الرجل ، احببتي من سـ.ـجـ.ـنك بقيوده "
.................................................................
عنـ.ـد.ما علمت رحمه بعودته .. نظرت الي هيئتها في المرآه برضي ،فقد كانت أمرأه كاملة الانوثه والجمال بردائها القصير..وشعرها الذي ينساب خلفها بنعومه ..
وقررت أن تتجه لاسفل فهي تعلم بأنه لن يأتي لحجرتها الأن ..فلابد انه سيجلس في مكتبه يُطالع بعض اعماله
وتذكرت عنـ.ـد.ما أستمعت لمُكالمة حنين مع صديقتها
تُخبرها بأنها ستُخبر زين أولا احتراما له عنـ.ـد.ما يعود بأمر ذهابها معها ومع خطيبها
فأشتعلت الغيره بقلبها ..فبعد ان كانت ذاهبه اليها تُاكد عليها ذهابها للشركه غدا ، عادت الي غرفتها تستشيط غضبا ولكن الان هي تشعر بالرضي فمن هي تلك التي ستقف امام جمالها وتحصل علي قلب وعقل زين غيرها
وخرجت آه خافته من بين شفتيها وهي تعرف أنها كاذبه
فزين صارحها يوم زواجهم بأنه لا يُحب ولن يُحب مهما كان
فالحب ليس بقاموسه وان زواجهم مبني علي الرغبه والمال
هي ستُعطيه جسدها وهو سيُعطيها أمواله واسمه لتلمع في المجتمع الذي دوما حلمت بأن تكون من ضمن نسائه الراقيات
وعنـ.ـد.ما بدء تفكيرها يقودها لأشياء لا تُريد ان تحتل عقلها الأن
فتحت باب حجرتها وهي تتبطئ بخطواتها بدلال اليه
...................................................................
ظلت تُغمض وتُفتح عيناها وهي تشعر بأنها رغم سكون جسدها علي الفراش الا انها تري نفسها مُحلقه في السماء والورود تتساقط حولها .. فلمسه منه تجعلها تنسي كل شئ ..
تنسي من هي ومن تكون حتي خـ.ـو.فها من أن يتركها في يوم تنساه ، لتسقط جميع حصونها وتُسلمه مُفتاح قلبها بنفس راضيه ..فتلك المشاعر التي اصبحت تجتاز قلبها كانت أكبر من ان يستوعبها عقلها وقلبها معا
وتهتف أسمه بعشق : اياد
وخجلت من تجريد أسمه هكذا لتتذكر قبلاته التي اقتحم بها وجهها البرئ وهو يخبرها عنـ.ـد.ما بدأت تحثه علي الابتعاد
: اياد بيه لو سامحت
ليهمس هو في أذنها بحراره : انا أياد وبس ياليلي ، مش عايزه اسمع منك أياد بيه تاني مفهوم
فكانت مُغيبه معه حتي همس مجدداً : قولي أياد
لتُحرك شفتاها هامسه : اياد
فتجده فجأه يبتعد عنها قليلا ليُحرك يده علي عنقه ..ويتنهد بقوه
وعادت بذاكرتها وهي تلمس شفتاها بخجل ..وهتفت بنـ.ـد.م :
انا هوريه وشي ازي كده بكره ، هيفتكرني بـ.ـنت مش تمام
وألتفت بجسدها جانباً لتُغرق وجهها في وسادتها وهي تتذكر والدتها ونصائحها دوماً بأن الحياء والتعفف هو تاج الفتاه
ليأتي بذهنها حديث حُسنيه الحنون وهي تُخبرها بأنه زوجها ويحل له أي شئ ..
فحسنيه عنـ.ـد.ما أعطتها تلك النصائح علمت بأن ماعانته ليلي جعلها لا تُفكر بشئ سوي ان تحتمي من ضـ.ـر.ب اخيها وجلده لها بحزام بنطاله
واخيرا أستسلمت لاحلامها وغفت وهي تُردد بصوت يغلبه الناس  "لن أريه وجهي غدا"
.................................................................
ألتمعت عيناه وهو يري ذكرياته مع زوجته  الراحله
التي شعر اليوم بأنه حقاً خانها فهو علي وشك تسليم اخري مفاتيح قلبه..
فاليوم قلبه كان شغوف بملمسها ورقة صوتها ..ليتكئ بمرفقيه علي أرجله وهو يزفر بضيق علي فعلته الجنونيه اليوم .. فهو أراد ان يقترب منها ولكن ليست بتلك الطريقه ..وتنهد بضيق وهو يُخبر قلبه
"هتخون عهدك لسلوي ، هتنسي حبك ليها ..ليلي خطر عليك ياأياد لازم ترجع تعاملها بجفاء عشان متحلمش بحاجه عمرك ماهتدهلها "
ووضع بيده علي قلبه الذي اخفق بجنون عنـ.ـد.ما شعر بأنه سيحرمه منها
ونام علي فراشه وهو يضم لصدره صورة زوجته لها ..وكأنه يخبرها بأنه سيعود الي رشـ.ـده ولن يُحب ..فهي مربيه صغيرهم وزوجه علي الورق ليس اكثر كي تُراعي طفليهما كما كان سيفعل مع أي أمرأه اخري كان سيتزوجها
..................................................................
رفع وجه عن تلك الاواق التي كانت بيده .. الي ان شعر برائحه عطرها المميزه وهي تتجه نحوه وتحمل بيدها فنجان قهوته الذي أخذته من الخادmه عند مجيئها اليه
ليعود بتركيزه علي الأوراق التي بيده وهو شاغل عقله بصفقته الجديده وذلك الذي سيرد له الصاع صاعين
لتقترب رحمه منه ووضعت فنجان قهوته جانباً هامسة برقه : حبيبي شكلك تعبان اطلع ارتاح ، الشغل مش هيطير
ليرفع وجهه اليها ثانية وقد رأي هيئتها بوضوح ..هيئتها التي تخـ.ـطـ.ـف الأنفاس ولكن معه هو لا تخـ.ـطـ.ـفه انفاسه سوي تلك الحمقاء الضئيله فارغة العقل ..فتمتم بجمود :
أطلعي نامي انتي يارحمه ،وانا هبقي أحصلك لما اخلص شغل
لتدُاعب هي لياقة قميصه ..بتذمر انثوي : مقدرش انام وانت مش جنبي
وانحنت نحو اذنه تُخبره برغبتها فيه : وكمان انت وحـ.ـشـ.ـتني اوي
فطالعها بطرف عينيه وتنهد بهدوء : رحمه انا مش فاضي دلوقتي ، وعقلي مشغول بالصفقه الجديده
لتجلس علي حافة مكتبه بدلال ، وقد كشفت عن ساقيها ناصعة البياض كي تزيد من درجه اغوائها له رغم علمها بأن زوجها ليس مثل باقي الراجـ.ـل يتبعوا شهواتهم مسعورين
وأمسكت عنقه بذراعيها وهي تتعمد لمس الجزء الذي يُدغدغه فبالمصادفه قد اكتشفت ان زوجها يتحسس من عنقه .. حتي انه نهرها علي تلك الفعله ولكن اليوم قررت ان تفعلها
وعنـ.ـد.ما لامست يدها مقصدها ..مال بعنقه قائلا بجمود : رحمه ،قولتلك مليون مره متعمليش الحركه ديه
لتضحك رحمه بأنوثه وهي تبعد يدها عنه قائله : خلاص خلاص ..مش هعملها تاني
ونظرت الي القلم القابع بين أطراف اصابعه .. واخذته منه قائله : واو حلو اوي القلم ده  ياحبيبي ،ونظرت الي حروف اسمه وأبتسمت وهي تهمس : هاخده عشان حتي في شغلي كل حاجه تفكرني بيك
فتنهد بصوت منخفض ..فتلك المرأه تفقده صوابه بحق
من انوثتها وتدللها عليه
وفجأه وجد يدها تفك أزرار قميصه بدلال وهمست : هعملك مساج عشان شكلك تعبان
فأغمض عينيه وهو لا يدري كيف سيُقاومها فهي فالنهايه زوجته وما تفعله وتطلبه من حقها
وترك جسده لها حتي ازالت قميصه عنه .. ونهضت لتكون خلفه وبدأت تُدلك عضلاته المُتشنجه برقه
................................................................
طوت سجادتها بعد ان صلت ركعتين لله تبث له شكواها وتخبره بضعفها وأن هذا الطريق لم تضع نفسها به بأرادتها
فكل شئ صار وهي كالمسلوبه
فهي عنـ.ـد.ما جلست أرضً لا تفهم ماذا تُريد تذكرت ان راحة القلب والعقل لا تأتي الا بسجده..
ونهضت من جلستها ونظرت الي منبها الموضوع علي تلك المنضده المُجاوره لفراشها
فقد مر ساعه علي قدومه فقررت الهبوط لأسفل بعد ان حسمت أمرها ..وستكون فعلت واجبها نحوه
فخروجها مع خديجه وخطيبها أكرم غدا لابد ان يعلمه
وخلعت أسدالها عن جسدها لتظهر هيئتها الطفوليه في بيجامتها القديمه التي تعشقها وشعرها الذي تجمعه بمشبك صغير ليظهر عُنقها وشامتها
وفتحت باب حجرتها بهدوء وسارت نحو مكتبه ..فأما تجده
او يكون ذهب لغرفة رحمه
.............................................................
ابتسمت رحمه بدلال وهي تستمع لتأوهاته التي تدل علي راحه عضلات جسده .. وهتفت برقه : مرتاح ياحبيبي
ليُحرك لها زين رأسه بهدوء دون ان يتفوه بكلمه
وقد أغمض عيناه .. لترفع رحمه وجهها فتري خيال أقدام يقترب من غرفة المكتب الذي لم تغلقه مُتعمده و.جـ.ـعلته مفتوح علي فاتحه صغيره
وتنحني برأسها نحو ظهر زين العاري ..وبدأت تطبع بقبلات رقيقه ويدها تتحرك للأمام نحو اكتافه تُمسدها
وفتح عينيه علي شهقه خفيفه ليجد حنين تُطالعه وهمست بأرتباك قبل ان تركض من أمامه : انا أسفه ، مكنتش أقصد
وصعدت الي حجرتها وهي تبكي غير مصدقه ما رأت عيناها .. واغلقت باب غرفتها لتجلس خلفها وتكتم صوت شهقاتها بين قدmيها فمنظرهم لا يترك هواده لعقلها ..
فعنـ.ـد.ما ذهبت لتخبره وجدت ان باب الحجره ليس مغلق وأنارته مُضائه
ففتحته دون ان تطرقه ... لتتفاجئ بذلك المشهد الحميمي الذي دmر قلبها الذي بدء ينبض بحبه
ولكنها في النهايه زوجته وهي زوجته الثانيه ..زوجه بشروط قد خالفتها وبكرمه ألغي قوانين تلك اللعبه ليستضيفها في بيته لفتره حتي تتكمن من سداد دينها الذي اصرت علي اعادته وياليتها لم تحلم بشئ أكبر من حجمها
وجاء بذهنها صوره رحمه وهي في هيئتها ..فأغمضت عيناها بألم
............................................................
صرخ بصوت مكتوم وهو ينهض من فوق كرسيه ليرتدي قميصه : روحي أوضتك يارحمه
لتُطالعه رحمه بأبتسامه هادئه ، فهي قد حققت هدفها الليله واخبرتها بأن لا تحلم بشئ لن يكون لها يومً
وهمست برقه رغم ضيقها من نفور زين منها عنـ.ـد.ما رأي تلك التي لا تتساوي بها : حاضر ياحبيبي ، تصبح علي خير
وصارت من أمامه ،ليغلق هو أزرار قميصه بغضب ..وهو يتذكر وجهها المصدوم ونبرتها المُرتبكه ..فبالتأكيد ظنت بعقلها أشياء اخري
فأخذ يدور بحجرته بضيق وهو لا يعرف لماذا يشعر بحنق من نفسه ..ف فالنهايه رحمه زوجته وهو لم يرتكب أثم
ولكن لتراه هكذا ..
ليخرج تنهيده قويه من شفتيه وهو لا يُصدق ماحدث
منذ قليل ..فبالتأكيد ستعود لبتعد عنه ثانيه بعد أن أقتربت منه خطوه
وهتف بصوت غاضب : انا خايف علي مشاعرها كده ليه ، ليه بقيت مُحتله عقلي وقلبي ..ليه نفسي أخدها دلوقتي في حـ.ـضـ.ـني وقولها ان حتي ورحمه جانبي بفكر فيها
واغمض عينيه بقوه .. وهو يستجمع قواه التي سلبتها هي
...................................................................
نظرت هبه الي زوجها النائم بجوارها بتنهد .. وهي تتذكر لقائها غدا بزين كي يجد لها حل لتلك الحياه التي تعيشها
فبعد ذهابها لوالديها صباحاً بحقيبتها وأبـ.ـنتيها ..أخبروها بأن لا بد أن تعود لزوجها فزوجها المئات من الفتيات تحلم به ..
وانها تنقم علي النعمه التي  هي حظ لها ولهم
فأدmعت عيناها وهي تري حتي بيت أهلها أصبحت غير مرحبه فيه ..فأقوي سند لها يتخلوا عنها ليتركوها ذليله في ذلك الزواج
وتنهدت بقوه حتي وجدته يفتح عينيه فطالع دmـ.ـو.عها وهي يعلم تمام لما تبكي
فتنهد بنعاس وهو يسحبها لصدره : نامي ياهبه الله يهديكي ، وبطلي عـ.ـيا.ط
لتستكين علي صدره بهدوء وتغمض عيناها بألم لم تعد تتحمله لتهمس بضعف : ارجعلي من اول وجديد ياهاشم وانا اوعدك اني هكون ليك هبه اللي عرفتها واتجوزتها
ورغم انه قد ظنت بأنه قد غفي ..الا انه فتح عينيه اليها ليهمس : وحياتنا كلها تكون عند أهلك ، وحتي في احلي لحظاتنا أهلي وأهلي
لتنصدm من انه سمعها ولم يغفو كعادته يتركها تبكي وحدها ..حتي نطق بضيق : انا عمري ماضايقت اني بصرف فلوسي علي أهلك لان أهلك هما أهلي بس ...
لتفهم هي مقصده فأقتربت منه برجاء : هتغير صدقني
لينطق بهدوء : اما نشوف
واغمض عينيه وهو يتذكر ذلك الحلم الذي اصبح يراوده في الأيام الاخيره
فدوما يري والدته حزينه منه تخبره بأنه سينـ.ـد.م يوم
..................................................................
  استيقظت ليلي في الصباح وهي تشعر بالخجل من هبوطها لأسفل كي تحصل علي وجبة أفطارها معهم وتراه وتري نظراته التي اصبحت تأسرها ...
لتُقرر الجلوس في غرفتها ولكن عنـ.ـد.ما طرق سليم الباب وسمحت له بالدخول هتف بسعاده : ليلي الورد اللي زرعنا فتح
وسحب يدها بسرعه دون ان يتركها لتعترض
ووقفوا ينظران الي الورود بسعاده .. وقد بدأت أوراقها تتفتح
ليصفق سليم بيده واشار نحو الورود الثلاثه : دي انا ودي ماما وده بابا
لتبتسم اليه ليلي وضمتها اليها بحنان دون ان تتفوه ..
ليسمعوا صوت أياد خلفهم فألتفوا اليه لتجده يرمقها بنظرات جـ.ـا.مده ..فأخفضت برأسها أرضً وهي تتمني ان تبتلعها الارض لتحتمي في جوفها
ليركض سليم نحو والده قائلا : بابا تعالي شوف الورد اللي زرعته انا وليلي ..وامسك يده وسحبه نحو وردة والدته قائلا بطفوله : ديه ماما ، قولها انها وحشتنا اوي يابابا
فنظر الي طفله بو.جـ.ـع وقد اشتاق حقاً لزوجته الغاليه ... وشعر بأنه قد نسيها في الفتره الاخيره عنـ.ـد.ما احتلت تلك الواقفه جزء من حياتها ..
فأقتربت ليلي من هما بعدmا شعرت بحـ.ـز.ن سليم علي والدته وهمست بهدوء :كلنا هنروح عند ربنا في يوم ، هي مش محتاجه دلوقتي غير اننا ندعيلها
وضمته أكثر اليها بدفئ : هي أكيد فرحانه بيك دلوقتي وهي شيفاك ولد شاطر 
ليهمس سليم بسعاده : بجد هي فرحانه بيا ياليلي
لتُحرك ليلي رأسها  له بهدوء
ليعلو صوت أياد الغاضب .. وهو ينهرها بقوه : اطلعي علي اوضتك يلا
فطالعته ليلي بخـ.ـو.ف .. وسكنت في مكانها غير مُصدقه تحوله السريع لتسقط احلامها أرضً
ليصـ.ـر.خ بها ثانيه : ايه مسمعتيش اللي بقوله ،اتحركي
لتتحرك ليلي بخطوه وهي لا تُصدق بأن هذا هو الرجل الذي كان يضمها أمس بحنان ليُخفف عنها
وفجأه وجدته يسحبها بذراعه قائلا بجمود : مش عايز ألمحك طول ما أنا موجود في البيت ، واشار بأصبعه أمراً :
وجودك هنا عشان تراعي سليم وبس ، سامعه ولا مش سامعه
لتسقط دmعه قد خانتها من تلك القسوه التي تراها به وهمست بضعف : حاضر
ورحلت من امامه راكضه وهي تتذكر
وعوده التي قد تبخرت
"فهي فالنهايه ليلي الخادmه ..ليلي التي قد هدm كيانها اخيها ليجعلها تحت رحمه الناس "
كانت تلك الجمله تضوي بقلبها حتي جعلته ينزف
لتسمع صوت سليم الباكي وهو يلوم والده .. لتجد اياد يصـ.ـر.خ به : سليم مش عايز اسمع صوتك ، والا امشيها واجبلك واحده غيرها
..................................................................
أتسعت ابتسامه حاتم وهو يري فريسته قد وقعت في فخيه
ليجدها تفتح عينيها بصعوبه  بعد زوال أثار ذلك المُخدر ..وهمست بضعف : انا فين ؟
لتتضح الرؤيه اليها ، فتُطالع حاتم الواقف أمامها وهي تتذكر ملامحه التي دوما كانت تبغضها وتُخبر طارق بأنه لا يُريحها ورغم ذلك كان بيخبرها بأنه في النهايه صديقه ..فهتفت بخـ.ـو.ف : انت ؟
لينحي حاتم نحوها وينظر الي جسدها رغم ان ملابسها تسترها وابتسم بنصر : ايوه انا
لتُحاول ان تفك قيد أيديها ..وهي تهتف به : فكني ياحـ.ـيو.ان ، انت جايبني هنا ليه وعايز مني ايه
ليعتدل حاتم في وقفته ليُقهقه عاليا : حلو اووي انك سألتي عايز منك ايه
وصفق بيديه بوقاحه واشار علي جسدها : عايزك ياحلوه
أغمض عيناه بأرهاق وصورتها في تلك الليله لا تُفارقه
وعنـ.ـد.ما بدء يتذكر كيف كانت تنظر اليه بعينيها ...وضع وجه بين راحتي كفيه ليخرج انفاسه بتعب
ليتنهد بصوت مسموع : اه اللي بيجرالك يازين مش معقول تكون عشقتها ،طب عشقت فيها ايه
ليردف في تلك اللحظه ذلك الرجل المخلص الذي يعتبره عينيه في كل صغيره وكبيره
فنظر مدحت الي سيده الشارد قائلا : طلبتني ياباشا
ليُشير اليه زين بيده كي يجلس علي المقعد الذي امامه فيقترب منه مدحت وهو يُتمتم بهدوء : شكلك تعبان ياباشا ، في حاجه مضيقاك
فحرك زين رأسه بنفي ..وتسأل : ايه الأخبـ.ـار يامدحت ..جبتلي كل المعلومـ.ـا.ت عن "أسعد المنفلوطي"
ليجلس مدحت امامه وهو يبتسم : طبعا ياباشا ..مافيش حاجه تقدر تخفي عليا ..
ثم أكمل بفخر : حتي لو كان أسعد ده اللواء
ليبتسم زين رغم ارهاقه ..فينظر اليه مدحت قائلا : مدام ضحكت أنا كده اطمنت عليك
ثم مدّ اليه يده بأحد الملفات والصور قائلا : كل اللي انت عايزه هتلاقي هنا ..من تحركات وعمليات تهريب وسلاح بيعملها حتي علاقاته السريه مع الستات
فأتسعت أبتسامته وهو يلتقط منه الملف ...شارد بذهنه في سنين طويله مضت..عنـ.ـد.ما كان طالباً جامعياً بسيطاً لا يفعل شيئاً سوي حضور مُحاضراته كي ينهي سنين دراسته من اجل ان يُحقق حلمه ويصبح مُهندسً بـ.ـارعً ويكون لديه ورشه ميكانيكيه لتصليح السيارات ..
ولكن كل احلامه تلك قد تبخرت .. عنـ.ـد.ما قرر في يوم ان يتظاهر مع زملائه في ساحة الجامعه مُطالبين بحقوقهم في وطنهم .. وكانت النهايه .. أعتقلوا جميعهم
كي يتم التحقيق معهم لمُعـ.ـا.قبة من تسبب بكل تلك التجاوزات
لتأتي صورة اسعد بذهنه .. فقد كان هو الضابط الذي حقق معهم و.جـ.ـعله كبش فداء لزملائه .. ففي النهايه خرجوا جميعا وبقي هو المُتهم الوحيد في اثارة الشغب وقلب النظام
وكل هذا فعله أسعد .. من أجل ان لا يورط ابن أحد المُحامين المهمين الذي قد كان قائد تلك المهمه .. ويسقط الفقير الذي لا أهل له ..فديه لأولاد الاغنياء
وتظل كلمة اسعد تتردد بأذنيه منذ ذلك اليوم الذي أطلق فيه سراحه بعد اسبوعاً من الاعتقال
"عشان تعرف قيمتك ياحشره بعد كده وتمشي تحت الحيط .. مبقاش غير اللقطاء هما اللي يثوروا ويعترضوا علي نظام الدوله ... وافتكر أن ديه قرصة ودن صغيره "
وقد كانت قرصة الودن التي اخبره بها أسعد اتهاماً باطلا بأنه من قاد تلك المظاهره .. وبعدها فُصل من الجامعه
وتحطم حلم سنين قد كان علي وشك تحقيقه ..
ليفيق من شروده علي تساؤلات مدحت .. وهو يهتف به
: امتي هنفذ خطتنا ياباشا ؟
لينظر اليه زين بهدوء قائلا بقسوه: اللعبه المرادي مش سهله يامدحت ، ولازم نعرف نقطه ضعفه ..اسعد المنفلوطي مش سهل
...................................................................
نظرت الي الأوراق التي أمامها بشرود فكلما أجبرت عقلها علي نسيان تلك الليله ومارأته
تأتي بذهنها صوره زين بصدره العاري وهيئة رحمه وهي تقف خلفه تمسد جسده بحميميه وتُقبله
فحركت رأسها سريعا كي تزيل ذلك المقطع من أمام عينيها
وسمعت صوت زينب التي اصبحت رفيقتها : سرحتي في ايه يابـ.ـنتي ؟
فرفعت عيناها بشرود الي ان تذكرت وجودها : انتي بتعملي ايه في قسم المحاسبه
لتضحك زينب : جايه أخدك معايا ،مدام رحمه عايزاكي في أجتماع المصممين ..
ووضعت بيدها علي خصرها النحيل وأبتسمت وهي تُقلد صوت سيدتها : اوه زينب روحي اندهي صديقتك حنين عشان تحضر اجتماع المصممين ... بصراحه بعد ماعرفت رأيها في التصميم ووجهت نظرها عجبتني ...واكيد هتفيدنا
البـ.ـنت ديه عندها رؤيه عاليه
لتُطالعها حنين بصدmه ..الي ان انفجرت شفتيها في ضحكه قويه ..ونظرت حولها لتجد زملائها المُرافقين لها في الحجره يُطالعونها بدهشه ..فأقتربت منها زينب قائله : الله يخربيتك هتفضحيني ، قومي ..قومي
فنهضت معها وهي مازالت تضحك ..لتتسأل : ده انتي قلدتي نبرة صوتها وحركتها بالظبط ..
طب قلديني كده ...لتقف زينب أمامها وتُطالعها للحظات وبدأت تُقلدها هي أيضا : انتي طويله كده ليه يازينب ، وكمان بتلبسي كعب ...سيبتي ايه للقصيرين اللي زي
فوقفت تُطالعها كالبلهاء وهي تستمع لنبرة صوتها المثيله لنبرتها ..ووضعت بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها قائله بدعابه: ده قصر ديل يا أذعر
فوكظتها زينب بقبضة يدها : ولا عمرك هت عـ.ـر.في تقلديني ، يابـ.ـنتي تقليد نبرة صوت الناس ده فن ..ايه فهمك انتي في الحاجات ديه
لتبتسم حنين بسعاده ..فمرح تلك الفتاه يهون عليها العمل في تلك شركة..فرحمه لا تعترف بها وتُعاملها دوما كأنها موظفه لديها وكأنهم لا يعشون تحت سقف بيت واحد
وضحكت بسخريه وهي تسير بجانب رفيقتها وهتفت داخلها : المعامله قدام زين حاجه وهنا حاجه تانيه خالص ..
...................................................................
ضحك فادي وهو لا يُصدق أن تلك المرأه التي تجلس امامه هي رحمه ..فكانت تأخذ الحجرة ذهاباً وأيابا ..فأقترب منها فادي قائلا : خلاص ياستي البـ.ـنت اهي هتحضر معانا الاجتماع ، ومتخافيش هقرب منها
ثم تابع بفخر وهو يُحرك لياقة قميصه : انتي عارفه مين فادي
فأبتسمت وهي تُطالعه وهتفت : فادي انا عايزه الحكايه ديه تخلص بسرعه وفي اقرب وقت تكون وقعتها في شباكك ..وتغور بقي ان شالله تتجوزها شهر ولا حاجه وتطلقها
المهم تخرج من حياتنا
ليُطالعها فادي قليلا ..ورغم شعوره بالأحتراق داخله الا انه لن يترك حبيبته تُعاني من أحداهن
ونظر في ساعته قائلا : الاجتماع المفروض هيبدء ..
وقبل أن تُجيبه هي ..وجدت باب حجرتها يُطرق وأردفت زينب قائله : حنين اهي يامدام
لتنظر اليها رحمه ببرود وكأن لا علاقه ببعضهم .. وأردفت خلف زينب ..ليتبعها امرأه ورجل أخرين يبدو انهم مُصممين ايضا
وجلسوا علي الطاوله الأجتماعات ..فظلت هي واقفه لا تعلم لماذا ستجلس بينهم وهي لا تفهم شيئاً صحيح لديها ذوق في اختيار الالوان وابداء الرأي ولكنها لم تدرس التصميم يومً
فلاحظت رحمه أرتباكها ..وأقتربت منها قائله بهمس : محدش يعرف انك الزوجه التانيه لزوجي ..
وضغطت علي شفتيها لتُتابع : وياريت محدش من الموظفين بتوعي يعرف حاجه ..انتي كده كده مجرد وقت وهتخرجي من حياتنا
وتأففت لتُكمل : مش عارفه انا جوزي ازاي صابر عليكي لحد دلوقتي
فطالعتها حنين بألم وهي تبتلع غصتها ..لتُخبر قلبها بتعقل : لازم نتحمل عشان نعرف نجمع الفلوس
وتذكرت والدها وكادت ان تفر دmـ.ـو.عها عليه وعلي حياتها التي ضاعت ..الي ان اقترب منهما فادي : الاجتماع يلا
ونظر الي حنين بأبتسامه هادئه : ازيك ياحنين
فطالعتهم رحمه ببتسامه وهمست قائله : طبعا فادي الوحيد اللي يعرف هنا انك الزوجه التانيه لزين
وصارت من أمامهم لتبدء اجتماعها مع موظفيها
وقد بدئوا يلاحظوا ان بالتأكيد يوجد خطب ما
وتحرك فادي ، لتتحرك هي خلفه وتجلس علي احد المقاعد البعيده ...تنتظر ان تفهم سبب وجودها هنا
...................................................................
جلست تُطالع الكتاب الذي أمامها وتُطالع مُحاضرها وهو يشرح ..وبدأت تشرد في اليومين السابقين وماعانتهم
فأصبحت دوما جليسة غرفتها ..حتي سليم اصبح يجلس معها
ويقضي معظم الوقت بجانبها الا وجبات الطعام التي تجمعه بوالده فهي كالقوانين ...اما هي تجلس تأخذ وجبة طعامها في المطبخ قبل ان يعود ويراها ويطردها كما أخبرها
وأدmعت عيناها وهي لا تُصدق بأن بليله وضحاها قد تغير وعاد جافي بل والاصح حجر القلب
فتسمع صوت معتز الجـ.ـا.مد وهو يتسأل : الاستاذه اللي سرحانه ، ممكن تقولي وقفنا لحد فين في الشرح
لتمسح ليلي دmـ.ـو.عها سريعا قبل ان ترفع وجهها اليه ..ونظرت اليه بخجل وهي لا تعرف بما ستُجيب
ولكن ما طمئنها بأن معتز ديما حنون يرفق بها فبالتأكيد سيُحذرها بأن تنتبه ولن يُبخبها فهو ودود بطبعه مع طلابه ليس هي فقط
لتُتمتم بأسف : أسفه يادكتور ، بس سرحت شويه
فصرخ بها معتز : مدام سرحتي يبقي المحاضره مش هماكي وتابع حديثه بقسوه : أطلعي بره يلا لحد ما تتعلمي معني الاحترام
لتُطالعه ليلي بصدmه ..وقد اتسعت حدقتي عيناها وهي لا تستوعب ما سمعته ..وتمتمت بأعتذار ثانية : انا والله
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـاراتها وجدته يلتف بجسده كي يُعطيها ظهره وهتف : متضيعيش وقت زمايلك ، ويلا اتفضلي
لتنظر الي زملائها فمنهم من يُطالعها ضاحكا ومنهم من ينظر اليها بأشفاق ..فلملمت كُتبها وانحدرت دmـ.ـو.عها
وكأن الذل والمهانه لن يتركوها بحياتها
...................................................................
ابتسمت بسعاده بعدmا وجدت احدهم يُعيرها أهتمام في ذلك الاجتماع الذي لا تعلم سبب وجودها فيه .. لتجد نفسها تنـ.ـد.مج مع اسألت فادي وأرائه وأحترامه لرئيها ومدحه برؤيتها
وفجأه وجدته يهتف بتشجيع : لاء ده انا هخليكي مستشاره ليا بقي ، هايل ياحنين عندك بعد نظر وأفكار كويسه جدا .. اظن لو بدأتي دروس في التصميم هتكوني كويسه
فطالعته بأندهاش .. فهي اقصاها في الرسم ان تشف الرسومـ.ـا.ت او تُقلدها ليس أكثر
لتجد زينب تهمس قائله : ايوه ياعم محدش قدك ، مستر فادي بذات نفسه بيمدح فيكي ..
وتابعت حديثها بغمز : شكل السناره غمزت ولا ايه
فوكظتها بقدmها ..كي تصمت الي ان انتهي الاجتماع
ونهضوا جميعهم فسمعت صوت فادي : حنين
فألتفت بدهشه لذلك الصوت ، ونظرت اليها زينب قائله بهس : مش بقول السناره شكلها غمزت
لتُطالعه وتُطالع رحمه التي لا تُعريها اي اهتمام .. فيبتسم فادي قائلا وهو يُخاطب رحمه : ايه رأيك يارحمه أضم حنين للفريق اللي بدربه علي التصميم
لتلمع عين رحمه وهي لا تُصدق بأن تلك الفكره خطرت علي فادي فبالتأكيد سيكون لديهم وقت اكبر للقاء ..ورحبت بتشجيع : فكره هايله يافادي
واقتربت من حنين التي تقف تُطالعه بدهشه من ذلك القرار .. وبلعت ريقها وهي تُتمتم : بس انا معرفش حاجه ..انا من زمان اوي مرسمتش وحتي لما كنت برسم رسمي كان عادي خالص مفيهوش اي فن ..
ورغم ان الفكره كانت تروق لها منذ زمان للتجربه ليس أكثر
تابعت بأعتذار : المجال ده مش مجالي ..وانا اكيد هفشل فيه ،عن اذنكم
لتجذبها رحمه من ذراعها وهي تُطالع فادي وهمست بتودود مُصطنع : جربي ياحنين ياحبيبتى، واهو تتسلي وتساعديني كمان .. واعتبريها محاوله عجبتك كملي معجبتكيش متكمليش ..مع اني واثقه انها هتعجبك .
وطالعت فادي قائله : انتي معاكي انجح المصممين في الشرق الاوسط ...
وتابعت : علي فكره انا مكنتش اعرف اوي في فن التصميم ولا درسته ..بس اتعلمت من خبرات ناس وكان فادي منهم
ليبتسم اليها فادي مُتذكراً بداية قربه منها ..
لتُحرك حنين رأسها : مش مقتنعه بصراحه
لتبتسم رحمه قائله : فكري وابقي قوليلي رأيك ماشي ياحبيبتى
لتلمع عيناها بدهشه من تغير رحمه العجيب معها ولطفها
وكادت ان تنصرف من امامهم ..الا ان رحمه هتفت : ايه رأيك يافادي نطلع نتغدي احنا التلاته بره
فهتف فادي بهدوء وهو يبتعد عنهم قليلا : معنديش مشكله
واقتربت من حنين التي اندهشت من عرض تلك الفكره وهمست بهدوء : وانتي ياحنين ايه رأيك
لتُطالعها حنين بتخبط ، وتذكرت امر صديقتها فتمتمت بأعتذار : اصل انا عندي مشوار مهم ، وكنت هطلب من مديري اذن اطلع بدري شويه
فأدارت رحمه وجهها بحنق : انتي مش ملاحظه انك شويه هغيب وشويه اطلع بدري..الشركه ليها قوانين وانتي لسا مكملتيش شهر ومافيش ألتزام
وتابعت بنبره منصرمه : مش معني اني بسكت عشان زين يبقي مافيش احترام للشغل ..اظن الشغل شغل ياحنين ولا انت ايه رأيك يافادي
ليُطالعهم فادي بهدوء ..بعد ان أصرف نظره عنهم وشعر بقسوه رحمه في كلمـ.ـا.تها اللاذعه ..فأبتسم قائلا : خلاص يارحمه فيها ايه يعني لما تطلع قبل الانصراف بساعه او ساعتين
ونظر لرحمه ببعض النظرات كي يخبرها بأن توافق ولا تفتعل شئ ..
فألتفت اليها رحمه .. وقبل ان تتفوه بشئ
نظرت اليها حنين بكبرياء : لو عايزه تخصمي من المرتب بتاعي يامدام معنديش مشاكل ، وحسبيني زي اي موظف عادي عندك ومتعمليش حساب لحاجه
ففهمت رحمه من تلك العبـ.ـاره بأنها كانت تقصد زين ..لتبتسم وهي تُدرك بأنها بالتأكيد بعد رؤيتهم معاً في حجرة المكتب أصبحت تتجنب كل شئ منه
فأقتربت منها رحمه بلين مصطنع وابتسمت قائله : حنين مقصدش ، وياستي عشان مزعلكيش معنديش مشكله ..بس انا بحب النظام مش أكتر
لتطالعها ساخره من تغيرها السريع ..وهتفت بداخلها : دلوقتي مقصدش
وهتفت بهدوء : عن اذنكم ..
...................................................................
أطرقت علي باب حجرته بطرقات ضعيفه ..ليسمح لها معتز بالدخول ،وعنـ.ـد.ما رأي وجهها تغيرت ملامحه وهتف بجمود : خير
لتبتسم اليه ليلي ..رغم خـ.ـو.فها من حدة صوته وهتفت بأسف : انا جايه اعتذر من حضرتك ، واوعدك اني هركز بعد كده
فلمعت عين معتز وقد عادت ملامحه للين .. وهمس داخل نفسه : برأتها نسيتك اللي شوفته ، فوق يامعتز ..كل ده تمثيل
ودار بذهنه ذلك المشهد الذي رأها فيه هي وصديق عمره
لتتحول لمعت عيناه للجمود وهتف بقسوه : في حاجه تانيه عايزه تقوليها ياأنسه
فطالعته ليلي بذهول من قسوته ... وتسألت : هو انا عملت حاجه تزعل حضرتك
ليزداد غضب معتز ، وهو لا يُصدق بأنها تتسأل اذا كانت فعلت شئ أغضبه ام لاء ..
ورمقها بنظرات قاسيه وهتف : في بحث انتي مُكلفه بيه ، وياريت يكون عندي بكره
وعنـ.ـد.ما أخبرها بمحتوي البحث وجدها تنظر اليه بصدmه ..فهو يعلم بأنها بالتأكيد لن تستطيع فعله ..وهذا هو مايُريده
كي يوبخها بأبشع الكلمـ.ـا.ت وينتقم لقلبه الجريح
وقبل أن تعترض او تتسأل عن شئ .. اشار اليها بأصبعه قائلا : اتفضلي اخرجي لاني مش فاضي
فنظرت اليه بأعين مُرتجفه قد أوشكت علي البكاء.. وصارت من امامه وهي لا تصدق بأن هذا هو معتز
لتضحك بسخريه فنفس الكلمه قد سألتها لنفسها أمس
هل هذا هو أياد أيضا الرجل الذي أحبته بقوه
.................................................................
ألتف زين بجسده بعدmا أنهي أرتشاف قهوته .. لينصدm من رؤيتها وهي تجلس مع أمرأه قد رأها مُسبقاً ورجل
وطالع الرجل بنظرات دقيقه الي ان تذكر انه أحد موظفينه
وعنـ.ـد.ما وجدها تضحك بل وتنفجر شفتيها من الضحك ..أزداد غضبه ونهض من مقعده بعدmا انهي حديثه مع مُحاميه
...............................................................
ورغم شعورها بالألم داخلها ..الا انها ضحكت علي مزاح صديقتها مع خطيبها
لتجد خديجه تهتف بتعالي : اخيرا بقينا ندخل اماكن نضيفه ، اصيل يا أكرم حققــ,تــلي حلمي قبل ما أمـ.ـو.ت
ليضحك أكرم وحنين ..لدعابة خديجه وهتف بها : بس متتعوديش علي كده ياستي ، لان المرتب هيطير في يومين
فتنحنحت خديجه وطالعت صديقتها التي صمتت وشردت قليلا ..فضـ.ـر.بتها بخفه علي رأسها ومازحتها قائله :
في ناس معانا هنا فقر .. مع ان تقدر تعيش وتنبسط بس نقول ايه
ليُطالعهم أكرم دون فهم .. فأقتربت خديجه من اذن صديقتها :
يافقر ، وكمان مره فقر ..ضيعي الراجـ.ـل من أيدك وخليكي طول عمرك هابله
وداعبتها بعينيها : بتبصيلي كده ليه ، هخاف منك يعني
لتُحرك حنين وجهها بعيدا عنها.. فتهتف خديجه : خليكي ايوه وشك في الحيط كده ..وسبيني اتكلم مع خطيبي
فهتف اكرم بتسأل : مالكم في ايه
لتنظر اليه خديجه برقه عكس شخصيتها تمام ، وبدأت تُحرك أهدابها قليلا .. فطالعتها حنين ضاحكه بعدmا أنتبهت لحركتها المُضحكه : الله يعينك ياأكرم
فعادت ضحكاتهم تتصاعد ثانيه .. وفجأه صمت أكرم
ونهض من فوق كرسيه بتنحنح وطالع رئيس عمله بأحترام واقترب منه قائلا : اهلا يافنـ.ـد.م
واشار بأرتباك نحو المنضده التي تجلس عليها خطيبته وصديقتها ليُعرفه عليهم
وعنـ.ـد.ما ألتفت خديجه نحوهم شهقت بفزع وتمتمت : حنين جوزك
فألتفت حنين ببرود نحوه .. وطالعته حتي هتف زين قائلا :
اتفضلي قدامي يلا
لتشيح وجهها بعيداً عنه .. ونظرت الي كأس العصير خاصتها وهتفت : لما هخلص هروح
فوقف أكرم يطالعهم دون فهم .. لتشعر خديجه بأضطراب وهمست لصديقتها : قومي يابـ.ـنتي خلاص مش عايزين خدmـ.ـا.تك ..استغنينا عنك
لتنظر اليها بلامبالاه..وبدأت ترتشف من كأس عصيرها بهدوء
وفي تلك اللحظه شعر زين بأن الذوق معها لن يجدي نفعً
وبخطوه واحده سحبها من ذراعها وسط نظرات اكرم وخديجه وبعض الاشخاص الموجودين في المكان
وهتف بحده : الذوق مش بينفع معاكي ، يبقي قلته احسن
وصار بها بجمود ، لتُحاول ان تُحرك ذراعها من قبضته القويه..ولكن لا فائده
ليكبح زمام غضبه وهمس بقسوه : امشي عدل ومتفرجيش علينا الناس ..
فسحبت ذراعها فجأه وطالعته بتذمر : مخلصتش العصير بتاعي ، اووف
ففي تلك اللحظه لم يعرف أيضحك علي زوجته الحمقاء ، ام يغضب علي أفعالها
وفي النهايه حسم قراره ..وسحبها من ذراعها ثانيه الي ان وصل لسيارته ليفتح سائقه الباب وهو يبتسم علي هيئة سيده وهو يجر زوجته خلفه
وعنـ.ـد.ما أصبحوا في السياره ..نظر لسائقه الذي يبتسم قائلا بحده : في حاجه ياسيد
فيتعلثم الاخر قائلا : لاء ابداً يافنـ.ـد.م
لتطالعه تلك الجالسه بجانبه بحنق ...فأقترب منها قائلا بحنق : حسابك معايا تقل ،وتقل اووي كمان ..
وعنـ.ـد.ما رأي الخـ.ـو.ف في نظرة عينيها اكمل بغضب :
ليلتك سوده النهارده
وما كان منها سوي ان انقضت عليه تضـ.ـر.به بقبضتي يديها علي ذراعه هامسه بغضب : بأي حق بتعـ.ـا.قبني ، انت مالكش دعوه بيا ..خليك مع مراتك ..طلقني
فرمقها بقسوه لتهتف مره اخري : طلقني وسيني ارجع لحياتي وخليك في حياتك
ليزداد غضبه فهتف بها بتحذير : صوتك مسمعوش لحد اما نوصل البيت
...................................................................
ركض سليم نحو والده بتلهف : بابا ليلي بتعيط كتير
ليشعر أياد بالألم نحوها وكاد ان يذهب اليه ويضمها الي صدره كي يزيل عنها مافعله بها ..الا انه تمالك نفسه وهتف بجمود : سليم انا مش فاضي لحد
وأتجه نحو مكتبه ..ليُطالعه الصغير بقلة حيله وصعد اليها ليراها كما تركها ..تفترش الارض وتضع وجهها بين فخذيها وتبكي ..فجلس بجانبه يمسد ظهرها بعطف قائلا بطفوله :
لو مبطلتيش عـ.ـيا.ط انا كمان هعيط
وبالفعل بدء بالبكاء مثلها ..فرفعت وجهها اليه لتضمه اليه بحنان قائله : هما ليه كلهم بيعملوني وحش
فوقف علي اعتاب حجرتها يُطالعها هي وصغيره ويستمع الي عبـ.ـاراتها ..فتنهد بألم وانصرف قبل ان يحكم عليه قلبه بالذهاب اليها وضمها
...................................................................
أرتسمت السعاده علي وجه رحمه وهي تراه يسحبها خلفه لأعلي وعلامـ.ـا.ت الغضب علي وجهه ..فنظرت الي خادmتها
لتبتسم اليها الخادmه وهمست بصوت خفيض : انا اول مره اشوف البيه مش طايق نفسه كده
فتركتها رحمه وجلست علي احد الارائك تُتابع المجلات وشعور بالنصر بأن نهاية تلك الفتاه قد اقتربت
................................................................
دفع جسدها لداخل الحجره بغضب .. واغلق الباب بالمفتاح هي مازالت تنظر اليه بخـ.ـو.ف ..فزين الذي امامها رجلا لم تعرفه ..فبعد سماعه لكلمة الطـ.ـلا.ق وكأن الشياطين قد اجتمعت امام عينيه
واقترب منها وهو يزيل سترته ليُلقيها جانبا ..فأبتعلت ريقها بصعوبه وخطت بخطوه للخلفه وهتفت بصوت ضعيف :
انت هتعمل فيا ايه ؟
فبدء يفك ازرار قميصه من المعصم ..ليشمر بعدها عن ساعديه ببطئ ..واتبعها بأزرار القميص العلويه
ومازال يتحرك نحوها .. ويتأمل أرتجاف شفتيها
الي ان وجدها اصبحت تلتصق بالشرفه ..فظلت تدور حولها هامسه : هروح فين تاني طيب ، زين انا خايفه منك
ورغم حنقه منها الا انه شعر بالسعاده وهو يراها بذلك الضعف ..فضعفها يزيده تلهفً بها اكثر
وهتف ببرود : غلطاتك كترت ، وانا صبري نفد خلاص ..
وجذبها بقوه نحوه : قاعدالي مع راجـ.ـل غريب وبتضحكي
ثم تابع بقسوه : وخرجتي من غير أذني
واكمل بقسوه وغضب : وسمعيني تاني كده اخر حاجه قولتيها
لتعلم مقصده ..وتعلثمت وهي تنطق : عايزه أطلق
فوجدته يمسك فكها بقوه ليهمس بغضب : كلمه طـ.ـلا.ق ديه مسمعاش تاني مفهوم
وكادت ان تتحداه وتخبره بأنها ستنطقها ثانية وثالثاً الا ان نظراته الغاضبه جعلتها تصمت
وصرخ بها : خرجتي ليه من غير اذني
فطالعته بو.جـ.ـع وهي تتذكر ..الليله التي ذهبت فيها اليه تخبره انها ستخرج برفقة صديقتها وخطيبها
وعنـ.ـد.ما لم تتفوه بكلمه ..هتف بحده : انطقي
فهتفت بصياح وهي تري مشهد رحمه بقميصها القصير وتُقبله علي صدره العاري واغمضت عيناها : بكرهك يازين بكرهك
ليزداد غضبه اكثر ..وهتف بغضب : انطقي بدل ما ارفدهوملك وانتي عارفه انهم موظفين عندي
فشعرت بالصدmه من قراره .. وطالعته بحده : متقدرش تعمل حاجه
فرفع أحد حاجبيه ..وظل يتفحصها قليلا الي ان همس :
تمام
وكاد ان يخرج هاتفه من جيب بنطاله كي يُنفذ تهديده
ولكنها ركضت نحوه هامسه ببكاء : كنت هقولك يوم ماجتلك مكتبك بس ..
ليري دmـ.ـو.عها وهي تنحدر علي وجهها بغزاره وتذكر نظرتها له وركضها لحجرتها
وابتعدت عنه لتُطالعه بقسوه : انا بكرهك عارف ليه
فطالعها بوجه ساكن وهو يستمع لكلمة كرهها له .. وأكملت : لان قلبك قاسي .. انت مش انسان ..انت حجر
وكانت الكلمه قد اصابت مقصدها
يحبها ويعشقها ... وهي تكرهه
وما من لحظات كان يخرج من غرفتها بصمت ..وصوتها وهي تخبره بكلمـ.ـا.تها يقتحم قلبه بشـ.ـده فيدmيه
..................................................................
نهض حاتم من فوق كرسيه وهو يري صديقه بوجه شاحب ..ليقترب منه قائلا : مالك ياطارق
ليجلس طارق علي أقرب مقعد وهو يستغيث به : عايزك تساعدني ياحاتم
فطالعه حاتم بقلق وهو يتسأل : فيك ايه فهمني ، ده انت اخويا واساعدك بروحي
ليضع طارق بوجه بين راحتي كفيه مُتمتم بألم : سهيله مرجعتش البيت بقالها أسبوع ، وسألنا كل الناس اللي نعرفهم محدش يعرف عنها حاجه ...
فعلت الصدmه علي وجه حاتم وجلس بجانبه وهو يتسأل : ازاي ده حصل ، مش معقول
ليرفع طارق وجه الي صديقه قائلا : ارجوك ياحاتم ساعدني ..انا عارف انك عندك معارف كتير ممكن يساعدونا اننا نلاقيها
وتابع برجاء : حاتم انت هتساعدني مش كده
ليتأمل حاتم لهفته وهو داخله يبتسم ...وحك فروة رأسه بتفكير : طبعا ياطارق ، احنا اخوات ..وهمك هو همي
وجذب هاتفه من فوق مكتبه ..ليضغط علي بعض الأزرار
وهتف : مسعد تعالا مكتبي حالا
...................................................................
أنكبت ليلي علي البحث الخامس الذي ستفعله..فكلما اعطته بحثها بعد ليلة لا تغمض لها عين بين كتبها ..كانت النهايه رميه بسلة القمامه بعد ان يُمزقه ..فتنهدت بأرهاق
وهي لا تعلم بمن ستشكو حـ.ـز.نها وتمتمت بصوت ضعيف :
يارب ساعدني ..
وبعد ساعتان وهي تُحاول جاهده انهاء بحثها ..تذكرت حاجتها لبعض الكتب العلميه التي اصبحت تستعيرها سراً من مكتبه ليلا وتُرجعها في الصباح قبل ان يستيقظ حتي لا تريه وجهها كما أمرها
وتحركت بخفه نحو باب حجرتها لتفتحه برفق ..وظلت تُطالع الطرقه التي أمامها وبدأت تتحرك نحو الاسفل بخطوات هادئه
ومع كل خطوه كانت تخطوها ..كانت تلتف يميناً ويساراً خـ.ـو.فً من استيقاظ احداً
وتنفست براحه عنـ.ـد.ما وصلت اخيرا لحجرة مكتبه .. وحركت مقبض الباب برفق ..وأردفت داخلها سريعا لتغلق الباب خلفها وتركت انفاسها تهدأ قليلا
وأنارت تلك الاضاءه الخافته كي تتمكن من البحث علي مـ.ـا.تريده
وعنـ.ـد.ما وجدت الكتاب الذي تُريده شعرت بالسعاده وكادت أن تُغادر الحجره
الا انها فجأه تسمرت بمكانها .. فأستمعت لصوت اقدام تقترب ويد تتحرك نحو مقبض الباب ..فظلت تنظر حولها الي ان ركضت نحو مكتبه لتجلس أسفله
ورأت أقدامه وهو يردف للمكتب ..فكتمت أنفاسها
فأذا رأها سيطردها كما اخبرها ..وظلت تدعو الله ان يذهب دون ان يراها
فأنتبه اياد لنور الأباجوره المُضائه ..فهو قد أطفئها قبل خروجه من مكتبه .. وشعر بالدهشه ولكن سريعا تلاشت دهشته ظنن منه ان قد نسي اطفائها ..وأتجه نحو مكتبه كي يجلب بعض الملفات
ولكن حركه غريبه جعلته يقف مدهوشً ...
ففي البدايه شك بأنه سارق .. ولكنه عنـ.ـد.ما رأي قدmيها في جواربها الطفوليه علم بهوية السارق
وضحك بصوت مكتوم وهو لا يعلم ماذا سيفعل بها
وابتعد عن أدراج مكتبه ..كي يخرج ويترك لها الحجره
ولكن صوت عطستها قد افتضحت الامر
ليقف عاقد ساعديه وهتف بها : اطلعي ياليلي من تحت المكتب
وظل يتنظر خروجها.. وبعد ان ملّ من صعودها هتف بجمود : ليلي !
فهي كانت تخشي ان تخرج ويراها .. فأخر مره قد قال لها صريحة" لا يُريد ان يلمح لها طيف في بيته "
وعنـ.ـد.ما عاد بندائه عليها ونبرة صوته اصبحت غاضبه همست بخـ.ـو.ف : انت قولتلي مش عايز تشوفني
فشعر بالألم .. فهو قد اشتاق لرؤياها بشـ.ـده ..فأسبوع واحد قد قسي فيه علي قلبه وقلبها
ليتنهد قائلا : قولت أطلعي
فتحركت من تحت مكتبه ببطئ ..فكانت تزحف كالاطفال
فأبتسم وهو يشعر وكأنها طفله حقاً.. وبعدmا اعتدلت في وقفتها اخفضت رأسها أرضً لتعتذر بخـ.ـو.ف
فوقف يُطالعها بشوق وهو يراها ببجامتها وشعرها الذي تعقده برابطه ..وقد هبطت بعض خصلاته
ووجها الذي اصبح مُتعرقً بشـ.ـده .. وصدرها الذي يعلو ويهبط من الخـ.ـو.ف
وذلك الكتاب الذي تمسكه بيديها بأرتعاش
وافاق من تأمله علي صوتها الذي اشتاق اليه : أمشي ، ولا هتعـ.ـا.قبني
فأقترب منها وهو كالمسحور .. وهمس بصوت خفيض : أرفعي وشك ياليلي
فرفعت وجهها بخـ.ـو.ف من نظراته الجـ.ـا.مده وقسوته ..
فوجدته يضمها اليه وهو يلعن غبائه وقسوته في أبكائها
فكيف يرفض ملاك رقيق مثلها في حياته ...
فلعن عقله الأحمق وتركه لقلبه ان يري حاضره
فالماضي قد أصبح تحت التراب وانتهي
وعنـ.ـد.ما شعر بتحريك جسدها من بين ذراعيه
أبعدها عنه ليري نظراتها الخائفه ... الي ان وجد دmـ.ـو.عها تهبط من عينيها وكأنها تلومه علي جراحها
وتحركت من أمامه كي تذهب لغرفتها تحتمي بها
الي ان وجدته يجذبها اليه ثانية ليضمها بدفئ هامسً ....
نظرت اليه وقلبها يخفق بقوه ولأول مره يخفق من الخـ.ـو.ف وليس حبً ..فهمساته كانت كالنيران المُخيفه بالنسبه لقلبها ..
فهو يُخبرها ألا تخاف منه ،يخبرها ان تنظر اليه وتُطالع وجهه ..
ودون شعور منها وضعت بيدها علي صدره كي تتجنب قربه الذي بات يحمل لها الالم ..فهو يقترب ليُعـ.ـذ.بها
يُعلمها معني الحب الذي لاول مره تحياه ثم يُذقيها المراره
فوقف مدهوشً من نفورها منه ..حتي وجدها تُتمتم :
اياد بيه سبني أطلع اوضتي ارجوك
وكادت ان تركض من امامه كي تذهب الي غرفتها ..الا انه قبض علي ذراعها بقوه ..لتلتف اليه بأعين باكيه :
انا عايزه أرجع بلدنا تاني ...
وجلست أرضً مُنهاره وهي تُغطي وجهها بين كفيها :
كفايه كده ، انا تعبت ..انا عايزه امشي من هنا
فنظر اليها وهو مُصدوماً ..فهي تجلس تحت قدmيه تبكي كالأطفال ..تترجاه بأن يعيدها الي بلدتها الريفيه
وطالعته بعينيها التي بهت بريقها وهتفت بألم :
أنتوا بتعملوا فيا كده ليه ، ليه كلكم بتيجوا عليا
ونكست رأسها في حجرها وكل ذكرياتها تنحدر في عقلها
قسوه وألم وفقر وذل بداية من اخيها ..الي ذلك الواقف أمامها بكل شموخه ..لياسين وزوجته ..حتي معتز العطوف أصبح مثلهم
أما هو وقف مصعوقً من منظرها هذا..فالأول مره يشعر بأنه شخص عديم الرحمه ...
مدام لن يعطيها الحب لماذا يتقرب منها ..
هل أصبح خسيس لرغباته ..
واخيرا قد خرج من طور افكاره ..فأنحني نحوها برفق
ومسد علي شعرها ليُتمتم بأعتذار : ليلي قومي ..اوعدك مش هأذيكي تاني
وعنـ.ـد.ما لم يشعر بأستجابتها ..فهي أصبحت ساكنه كالجثه الهامده ..رفع وجهها ليجدها فاقدة الوعي وشاحبه
ليربت علي وجنتيها برفق وهو يُتمتم بقلق : ليلي فوقي
وحملها بين ذراعيه وهو يسب ويلعن نفسه ..الي ان صعد لغرفته بخطوات سريعه ووضعها علي فراشه وهو يشعر بشلل في كل جسده ..فنظر الي زجاجات عطره وأخذ واحده منهم
وبدء يُمررها علي أنفها ..فنظر اليها لعلها تجدي أستجابه
وبعد مرور دقائق وجدها تفتح عينيها ببطئ وتغلقهما ثانية
فأبتسم براحه وهو يراها قد عادت لوعيها ..وتأمل هيئتها الرقيقه حتي في نومها كالملائكه
فتنهد بصوت خفيض : انا ليه بحرم نفسي منك ياملاكي
وأقترب من الفراش ..يجلس بجانبها كي يمسح علي وجهها المُتعرق فوجدها تفتح عينيها علي وسعهما بأستعاب لوضعها هذا وقربه الذي اصبحت تخشاه وتخافه
فأنتفضت بذعر وأعتدلت في جلستها وهي تهتف بتعلثم :
انا ، انا ايه اللي حصلي
وقبل ان يرد عليها وجدها تُحرك جسدها بعيدا عنه .. وكادت ان تهبط من الفراش الي انه جذبها برفق :
ليلي انتي لسا تعبانه
وبالفعل شعرت بأن قدmيها تهوي من تحتها ..فسقطت علي الفراش ثانيه ووضعت بيدها علي رأسها بألم :
راسي و.جـ.ـعاني اووي
وتذكرت أمر البحث والكتاب ..فنهضت بذعر : البحث ، الكتاب ..دكتور معتز هيزعقلي
فأبتسم لتلقائيتها واتجها نحوها ليهدئها بصوت أبوي وكأنه يُخاطب طفله سليم : اهدي بس ، وفهميني بحث ايه
ثم تابع : ومالك خايفه من معتز كده ليه
فأخفضت برأسها وهي تتذكر مُعامله معتز القاسيه دون سبب وهمست بضعف : دكتور معتز طالب مني بحث ..وكل مره البحث ميعجبهوش فيرميه في الزباله
وهبطت دmـ.ـو.عها بقلة حيله : راسي بتو.جـ.ـعني اوي ،وانا لسا مخلصتش البحث
فضم وجهها بين راحتي كفيه ..وظل يُطالعها ببتسامه هادئه
فضعفها يجعله يشعر بالكرهه أتجاه نفسه
وهمس بحنان : متخافيش ، تعالي انا هساعدك فيه..
وداعبها ضاحكاً : بس نجيب الكُتب زي الشاطرين كده وكل اللي محتاجينه عشان نخلص بسرعه
ونظر الي ساعته فقد اصبح الوقت في الثانيه صباحاً
لتُطالعه قليلا وهي لا تعرف لماذا هو حنون بعض الأحيان واحيانا أخري يتحول لجلاد معها
فوجدته يُفرقع اصابعه أمام وجهها : لو فضلتي وقفه كده مش هنخلص حاجه ..
ولم يسمع منها سوي عبـ.ـاره قصيره : ها
فضحك علي تلقائيتها المُحببه للقلب ، وهتف بجديه : مش وقت ها خالص دلوقتي
وما من ثواني كانت تركض كالأطفال ..تبحث عن كُتبها وأوراقها وكل ما تحتاجه
فظل كالجـ.ـا.مد يُطالع حجرته ..الي ان أبتسم وهو يُتمتم ضاحكا : كده بقي عندي طفلين
وعنـ.ـد.ما جائت اليه تلهث من فرط تـ.ـو.ترها .. وتحمل الُكتب بين أيديها الصغيره
ابتسم وهو يتسأل : البحث كان عن ايه
فأخبرته بعفويه عن مضمون بحثها .. ورغم علمه بصعوبته لمرحلتها تلك ، فهي فالنهايه مازالت طالبه في سنتها الاخيره
وهذه الابحاث لا يختص بها سوي من يُحضرون رسالات الدكتوراه
فهو من خمس سنوات كان ضمن أعضاء هيئة التدريس في الجامعه التي هي بها الان
وبعد ساعتان ..كان يتأوه في جلسته وتأمل تلك الغافيه جواره
فأبتسم ..
ونظر الي الاوراق التي أمامه فلولا بدئها في البحث واستكماله لعملها ما كان قد انتهي في ساعتين
فصغيرته يبدو عليها بأنها تحمل عقل ذكي
ووجدها تفتح عينيها بنعاس وتفركهما بكفيها ..
فهتف بدعابه : مصدقتي انتي هـ.ـر.بتي ونمتي ياكسوله
فأبتسمت وهي تشعر بأنها مازالت غافيه ..فهي كانت تراه في أحلامها ..قلبها اللعين دوما يجعلها تسبح في أحلام جميله رغم قسوة واقعها معه
فنظر اليها وهو يضحك : شكلك لسا نايمه
وبالفعل  كانت مازالت نائمه بعقلها .. وبدأت تضـ.ـر.ب وجهها بيديها كي تفيق ..فضحك بقوه وهو يُتمتم :
انا دلوقتي فهمت انتي وسليم ليه متفقين وفاهمين بعض
فأرتسمت علي وجهها أبتسامه خجوله بعدmا أخيراً قد أفاقت من غيبوبتها وأقتربت منه ومن أوراق البحث ..وتأملت كل ورقه بسعاده طفوليه : البحث خلص
وظلت تقرء بعض الصفحات ..فطالعها بدفئ
فأي شئ يُرضيها مهما كان بسيطً
ووجدها تهتف : انا مش عارفه اشكرك أزاي
فأبتسم بهدوء : المهم روحي نامي ..عشان ت عـ.ـر.في تصحي الصبح 
فنظرت الي الساعه الأنيقه المُعلقه امام عينيه وتمتمت :
الفجر خلاص علي أذان ..هصلي وانام
ولملمت حاجتها بسرعه وكادت انت تسير من أمامه فتسألت : انت هتصلي برضوه مش كده
فضحك بعذوبه وهو يسمعها ليبتسم قائلا : اكيد هصلي
فأبتسمت برقه وعيناها تفيض بالأمتنان لما فعله اليوم معها
وأنصرفت من أمامه بوجه ضاحك ..فحنانه يجعلها كالطفله الصغيره ترضي بسرعه وتنسي أوجاعها
فقسوة الحياه جعلتها ترضي بالقليل ..ف الكثير بالنسبه لها
يكون قليلا او معدومً بالنسبه لغيرها 
ليُطالع الفراغ الذي تركته ..وينظر الي فراشه الذي كانت غافيه عليه للتو
فتلك الليله جعلته يُدرك بأنه حقاً يحتاجها بقوه ..يحتاج برأتها لتنير عالمه المُظلم ..يحتاج أبتسامتها كي تجعلها يعود كما كان قديماً
...................................................................
نظر الي رحمه التي تتوسد صدره العاري ووجدها تقترب منه اكثر بجسدها العاري ..وتضم جسدها لجسده
فتأمل ملامحها الغافيه ..وزفر أنفاسه وهو لا يعلم كيف بدأت ليلته معها اليوم
فكلمـ.ـا.ت الاخري مازالت تتردد في أذنيه ... وعنـ.ـد.ما وجد نفسه لا يطيق التحمل في المكوث بالقصر
رحل الي حيث مزرعته التي يرتاح بها .. ليجد رحمه أتيه اليه
تتسأل : مالك يازين
ونظرت حولها لتجد بعض الاشياء المُحطمه فجلست بجانبه :
زين فيك ايه ياحبيبي
وأقتربت منه وهي تُطالع ملامحه الجـ.ـا.مده .. وجلست تنتظر الي ان يتفوه بكلمه ..ولكنه ظل صامت لا يسمعها ولا يُجيبها
فطالعها بشرود وعقله مازال سابح في و.جـ.ـع قلبه
فيوم ان احب ..وجد الكراهيه
فأقتربت منه رحمه أكثر حتي اصبحت مُلتصقه به وهمست برقه : خلينا يازين نرجع لحياتنا تاني ، انا خلاص مش عايزه اطفال وانت كمان كنت رافض الفكره .. خرج البـ.ـنت ديه من حياتنا ياحبيبي
فنظر اليها وهو لا يستوعب انه سيتركها يوم ..فهي اصبحت كالأدmان لديه ..وكأن القدر أراد ان يُعـ.ـا.قبه في النهايه علي جمود قلبه الذي ظن بأنه سيظل هكذا لا ينبض لأمرأه
ولكن في النهايه قد سقط صريع ..حمقاء طفوليه
فأغمض عينيه يُصارع حرب قلبه وعقله
فشعر بأنامل رحمه علي وجهه تتلمسه بهدوء ..ثم وجد شفتيها علي شفتيه تُقبله برقه
ففتح عينيه بحمود ..فأعادت فعلتها ثانية ..بل واصبحت تُقبل كل أنش بوجهه وفي النهايه
هي نائمه بجواره بعد ليلتهم .. فجسده مع احداهن وعقله وقلبه بأخري 
واخيرا تحرر من تشبثها به ..ونهض من جوارها
وصار نحو الشرفه بصدره العاري ..لعلا الهوا الذي يقتحم الغرفه يقتحم مابداخله
...................................................................
فتحت عيناها ببطئ ..وهي تستمع لأصوات أقدام تقترب منها
لترفع وجهها المُتورم من كثرة صفاعته ..
فأبتسم حاتم بمكر : ما انتي لو بتسمعي الكلام مش هيحصلك كده
وأنحني نحوها وقرب وجه المقزز من وجهها ..فأشاحت وجهها عنه وصرخت : ابعد عني متلمسنيش
فضحك حاتم وهو يُطالعها ..
لتستمع لصوت ضحكاته التي أصبحت تُرعـ.ـبها ..فأسبوع قضته سجينه عرفت كم هو شخص لا يشبه البشر فهو كالحـ.ـيو.ان المسعور ..يردف اليها كل يوم يتلاعب بأعصابها
ويلمس بيده جسدها واخيراً كانت قبلته التي أدmت شفتيها و.جـ.ـعلتها طيله اليوم تمزق فيهم وهي تشعر بالقرف من حالها
فتحركت بعيدا عنه ..ليعيقها ذلك السلسال الذي يُقيدها به في حافة الفراش
وعنـ.ـد.ما وجدها تزحف ارضً ..ضحك قائلا : تعجبيني وانتي كده
فألتفت اليه وبصقت في وجه وهي تهتف بشراسه : ياحقير ، ياحـ.ـيو.ان ..خرجني من هنا..ياطارق
وظلت تصرخ بوجه ..الا ان تعبت من كثرة الصراخ
فوجدته يقترب منها بعدmا اعتدل في وقفته .. وجذبها من خصلات شعرها التي سمح لنفسه بأن يراها بعدmا ازال حجابها عنها منذ أيام وهمس ببرود :
مافيش واحده ست قدرت تعلي صوتها عليا ، او تشتمني
ورفعها نحوه وهو يُطالعها بأعين كالصقر الا ان هتف :
وحشك حبيب القلب ولا ايه
فهمست بصوت ضعيف وهي تتذكره : طارق
ليشعر بالجمود هو يري لمعه عينيها بالحنين له .. فدفعها أرضً وهو يُتمتم بغضب : اللي منعني عنك الايام ديه ..اني مش فاضيلك ..بس هانت ياحلوه
وصار من امامها وهو يتذكر صفقته الجديده التي ستنتهي غدا ..وبعدها سيفيق لها وتصبح له
فالطبيب الاخير الذي اصبح يتابع معه... اخبره بمفعول العلاج الجديد وانه من الممكن ان يجدي نفع في حالته
ولكن لابد ان يتزوج..
...................................................................
جلست بجانبه بدلال وهي لا تُصدق بتغيره معها
واقتربت من حـ.ـضـ.ـنه ليضمها اليه قائلا : ايه الجمال ده كله
فلمعت عين هبه بسعاده ..وهي تُطالعه ورفعت بأناملها الناعمه كي تُلامس ذقنه : هاشم انا مش مصدقه نفسي ..انا حاسه اني بحلم
وأقتربت بشفتيها من احد خديه لتقبله قبله رقيقه وهي تهمس بدفئ : ياااا ياهاشم أخيرا رجعتلي
فضمها اليه أكثر وهي يسرح في حلمه الدائم بوالدته وهي تخبره بأن يفيق حتي انه عنـ.ـد.ما هاتف زين ليلتقي به وقص اليه حلمه ... اخبره بأن حياته لاترضي أحد وأنه لا بد ان يفيق من غفوته وعماه وان قسوة اعمامه ما كانت الا ماضي وانه اكبر مثال له عاني الكثير في حياته ولا زال يُصارع كل شئ ولكن بضمير ...
وكانت البدايه انه بدء يجمع شمل أسرته من جديد وتخلي عن نزواته وصفقاته وبدء في تطهير امواله التي اختلطت بالحـ.ـر.ام ...ولكن هل للقدر حسابات أخري ؟؟
وأفاق من شروده علي لمسات هبه الحانيه لوجه ..فضحك وهو ينظر الي بناته قائلا بخبث : طب مش قدام البنات
لتنظر هبه الي طفلتيها وقد بدأوا يُركزوا نظراتهم عليهم .. فأبتسمت قائله : غـ.ـصـ.ـب عني ياهاشم أنا حاسه اني الأيام ديه بحلم..ربنا يخليك ليا
وتسألت بخفوت :بس انت ايه اللي غيرك فجأه
ليُطالعها هاشم قليلا وهو لا يعلم أيُخبرها بالحلم ونظرات والدته له.. وهتافها به بأن يفيق قبل ان تنتهي فرصته في الحياه ..ام سيأتي لنهايته وهو ذو وجه مسود
فأغمض عينيه بقوه .. وهو يُنازع بين حلمه وشيطانه .
الي ان ركضت احد أبـ.ـنتيه اليه لتُقبله قائله : بابي انا بحبك اوي
فأبتسم وهو يضمها اليه بحنان ودفئ ولاول مره يكتشف بأنه فقد الكثير
.............................................................
نظرت اليه وهو يُطالع رسمتها التافها ..فهتفت بيأس :
انا عارفه انها وحش ..
ليُطالعها فادي بود : ومين قالك انها وحشه ..
ووضع ورقة الرسم امامها ..وجلب قلمه الخاص ..
وبدأ يُخطط لها علي مارسمته قائلا : المفروض نخلي ديما القلم مرن معانا
فتأملت مسكته للقلم ..وظلت تُطالع الخطوط التي يضعها
حتي شعرت بيأس اكبر : هو لازم اعمل كل حاجه بمقاسات وابعاد محدده
فأعتدل فادي في وقفته وأبتسم لها بصدق : واحده واحده وهتتعلمي ياحنين ..بلاش يأس
وتسأل : مش انتي حابه المجال ده وعايزه تتعلمي
فطالعته كالأطفال : انا من زمان اوي كنت  بحب الرسم والألوان ..بس ده كان وانا طفله ..وبصراحه لما شوفت تصميمـ.ـا.ت زينب انبهرت وحسيت ان نفسي ارجع ارسم تاني
فضحك علي حديثها وشغفها الذي يكون بالأطفال :
انسي رسم الاطفال ده .. انتي بتتعلمي مبادئ التصميم
وضحك وهو يُتابع : اما رسومـ.ـا.ت الربيع والطيارات بتاعت المدارس ننساها ..سامعه
فأبتسمت وهي تستمع لكلمـ.ـا.ته المرحه .. لينظر الي ساعته قائلا : بما انك مش هتقدري تيجي المعهد اللي بدرس فيه
فأنا هدرسلك هنا ..
لتلمع عينيها بسعاده وقد تناست و.جـ.ـع الأمس وما حدث بينها وبين زين بجد ..
ثم تابعت : بس انا كده هعطلك
فتأمل فادي الي ساعته ..قائلا بهدوء : متخافيش هيكون في وقت فراغي وفراغك ..يعني ولا هتعطليني ولا هعطلك
فطالعته بأمتنان حقيقي .. فهو يبدو ودود وطيب القلب ويُعاملها برقه "كان هذا ما تُخبر به قلبها "
ونهضت من جلستها وجمعت اوراقها بوجه مُبتسم
فحدق بها فادي للحظات وهو يشعر بأحتقار نفسه لأول مره ..فهي تبدو فتاه نقيه لا تفهم شئ في كيد وخبث النساء
وتنهد بصوت غير مسموع : اه يارحمه ، مش عارف هتعملي ايه فيا اكتر من كده
وانفتح الباب فجأه ..لتُطالعهم رحمه بوجه سعيد ..ونظرت الي حنين التي تحمل بعض الأوراق وتهم بالمغادره
فهتفت بسعاده : صباح الخير
ليُطالع فادي ساعته : صباح الخير ايه بقي ..ده احنا دخلين علي الضهر
ونظر الي حنين قائلا بمرح : شايفه المديره الكسوله ياحنين
لتُطالعهم حنين ببتسامه هادئه .. وكادت ان تنصرف من امامهم
الا ان رحمه تقدmت بخطواتها ..وصوت كعب حذائها يطرق الارض ..وبدأت تُحرك رأسها قليلا لتضحك ببشاشه :
اصلي لسا جايه من المزرعه
وطالعت حنين التي اوشكت علي المُغادره واكملت حديثها بخبث : انا وزين
ليسقط اسمه علي قلبها ..فلمعت عيناها بالقهر وكل يوم تشعر بأن لا مكانه لها بينهم ..فبعدmا عاتبت نفسها طيلة الليل علي كلمـ.ـا.تها له .. وتمنت لو ان لم تتفوه بكلمـ.ـا.تها اللاذعه 
وصارت بخطوات سريعه وهي تهمس لنفسها:
متعيطيش ياحنين
وظلت تفرك عينيها بقوه .. وعقلها يتخيل كيف كانت ليلتهم
وعنـ.ـد.ما شعرت بألم قلبها تنهدت وهي تُخبره:
ليه افتكرته انه حبك ،أنت ولا حاجه بالنسباله ..هو بيحبها هي وبس
وتذكرت مُكالمتها مع والدتها صباحاً عنـ.ـد.ما اخبرتها بأنها تُريد ان تتطلق وكان ردها
" تطلقي ليه يابـ.ـنتي ..عايزه تو.جـ.ـعي قلبي عليكي هو انا ناقصه و.جـ.ـع ..واكملت حديثها بتوعد : لو اتطلقتي خالك مش هيسيبك تعيشي لوحدك ..وهيجيبك الصعيد وهيجوزك لأي راجـ.ـل متجوز او ارمل   "
فنفضت رأسها سريعاً ..فحديث والدتها كان قاسي بشـ.ـده ولكنها الحقيقه في مجتمع يحيا علي  مفاهيم بغيضه
................................................................
نهضت من غفوتها بفزع ..وبدأت تمسح وجهها المُتعرق بأيد ضعيفه ..فأقترب منها حاتم وهو ينظر للطعام الموضوع
ثم نظر الي الخادmه التي خلفه وتحمل الطعام
مُشيرا لها بأصبعه لتتقدm ..فأقتربت الخادmه منها
ووضعت الطعام بهدوء ..وهرولت من حجرتها سريعا
وهي تسمع صوت صراخها : مش عايزه اكل
وظلت تصرخ بعلو صوتها ..الي ان خارت قواها
فهي اصبحت يومياً هكذا ..عنـ.ـد.ما تري وجه تصرخ
حتي الخادmه استجدت بها ولكن اعطتها ظهرها وانصرفت
ليتنهد حاتم بأرهاق ..فهو منذ ليلة أمس لم يحصل علي الراحه ..وقدومه اليها يتطلب سفر بسيارته لثلاث ساعات
فتأمل وجهها ببطئ ..وهو يراها تنكمش وتصرخ بصوت ضعيف حتي نطق اخيرا : هتفضلي لحد أمتي متكليش
وهمس بنبره جـ.ـا.مده وهو يشعر بنيران صدره : مهما صوتي محدش هيسمعك ولا هينجدك مني ..انتي دخلتي لجحيمي خلاص
وعنـ.ـد.ما وجد نظرت احتقار وبغض منها كما أعتاد دوما
ألتمعت عيناه بقسوه ووضع بكلتا يديه في جيب بنطاله :
بس الجحيم ممكن يتحول لجنه معايا
فرفعت نظرها نحو وكأنها تنتظر ان تعرف كيف ستكون الجنه مع الشيطان 
وضحكت بمراره : جنه معاك انت ، انت شيطان
فأقترب منها بخطوات بطيئه وهمس ببرود : يا تعيشى معايا في الحـ.ـر.ام ، لاما ...
وصمت قليلا لينظر في بريق عينيها الذي انطفئ ..
وتابع .....
تتجوزيني ..!
نطق خياره الثاني ورحل وهو يعلم ان جوابها لن يكون الا صرخه قـ.ـا.تله ..وبالفعل صرخت وهي تهتف :
انا لو همـ.ـو.ت عمري ماهتجوزك ..
وظلت قرابة ساعه تفك في أسر قيدها ..حتي تورم معصميها من كثرة الضغط عليهما ..لتسقط دmعه عاجزه منها وهي تتذكر حبيبها الذي لا ذنب له سوا انه جعل هذا البغيض صديق له
ورددت أسمه بأمل : تعالا خرجني من هنا ياطارق ، ارجوك
ثم غفت بعد أن أرهقتها صرخاتها
...................................................................
تنهد حاتم بأرتياح بعدmا هدأت صرخاتها ... لينظر الي باب غرفتها وهو لا يُصدق أنه إلى الأن لم يفعل بها كما كان يفعل في غيرها..فبلع لعابه وهو يطوق ان تصبح في فراشه ويتمتع بها وحده وسيكتفي بها عن دونهم
وتحول وجه المُرتخي ..لوجه اخر مُقتضب وهو يُخبر عقله
: ولو رفضتي الجواز ياسهيله .. همتلكك بطرقي الأخري
فأهتز في تلك اللحظه هاتفه ..ليُخرجه من جيب سرواله
وينظر الي المتصل بمكر ..فصديقه العزيز يتصل به كي يعرف أخر الاخبـ.ـار عن خطيبته
التي هي مسجونته 
...................................................................
ركضت ليلي علي درجات الدرج بسعاده وهي لا تُصدق ما أخبرها به سليم ...وعنـ.ـد.ما أنهت اخر درجه
شعرت بالخـ.ـو.ف من ان يراها ..رغم ان أخر لقاء بينهم كان كالحلم بالنسبه لها ولكن في النهايه أصبحت تخشي حنانه المؤقت ..فهو كالدواء يكون مذاقه جميل في البدايه الي ان تبتلعه فيصبح كالعلقم
ولمحته يقف بشموخه يتسأل عن رحلتها التي طالت :
غيبتي كتير ياداده
وأشار اليها بنبره محذره : اعملي حسابك مافيش سفر تاني
لتشعر المرأه بخيبة امل لما ستقوله لهم بعد فتره .. ولكنها أبتسمت فهي لا تُريد أحزانهم
وهتفت قائله : اومال فين ليلي
فتقدm سليم لخارج الغرفه ..ليهتف بحماس : احنا هنا ياليلي
فأبتلعت حلقها بخـ.ـو.ف ..بعدmا كانت ستُغادر الي غرفتها
بعد أن سمعت صوته في الحجره 
ولكن دوما هذا الصغير ما يكتشف هروبها
وعلي صوت سليم خرجت حسنيه بشوق : ليلي ، هو ده حشـ.ـتـ.ـيني و  ياداده .. وكل شويه امتي هشوفك ياداده
لتلتف اليها ليلي بخزي ..فهي بالفعل مُشتاقه لها ولكن هو تخشاه ..تخشي كلمـ.ـا.ته اللاذعه ..ففي النهايه أصبح قربها منه كالعقده لديها
وسريعا ما أفاقت من شرودها المرير .. وتقدmت بخطوات سريعه نحو المرأه الطيبه وأحتضنتها باكيه : متسافريش تاني ياداده وتسبيني ..
لتربت حسنيه علي ظهرها بحنو وهو تُتمتم :  حشـ.ـتـ.ـيني و  ياحبيبتي اوي ..
وأبعدتها عنها قليلا ..ونظرت اليها بعتاب : مال وشك بقي اصفر كده ، وخسيتي
ليقترب منهم الصغير قائلا : انا قولتلها كده ياداده ، وقولتلها تاكل وهي مش بتسمع الكلام عشان زعلانه من بابا
فطالعتهم حسنيه بشك .. فبالتأكيد حدثت أشياء كثيره في غيابها .. ولكنها لن تعود الي بلدتها ثانية الا بعد ان تجعل ذلك الشامخ والذي ربته وربت طفله صريع حب تلك الصغيره الخجله الواقفه أمامها مُنكسه الرأس
اما هو وقف يُطالعهم ويستمع للحديث الدائر بهدوء .. وفضل ان يظل بعيدا عنهم كي لا يري نظره الخـ.ـو.ف في عينيها
ففي النهايه هو يستحق ذلك ...
...................................................................
أستنشقت الهواء براحه وهي مُغمضة العينين ...فهي تشعر بالشوق اليه رغم انها تُحارب قلبها الذي سيُقضي عليه يوم
وبالفعل قد قُضي عليه ليله البـ.ـارحه ..عنـ.ـد.ما أخبرتها رحمه بأنها ستذهب الي تركيا لتلحق زين ..فعيد زواجهم قد أقترب وهم أرادوا ان يقضوه بعيدا وبمفردهم
فكانت كلمـ.ـا.تها كالقشه التي قسمت ظهر البعير
فرحمه قد نجحت وبجداره ان تجعلها تشعر بأنها مجرد نكره في حياتهم
فتجاهله لها الفتره الماضيه بعدmا أخبرته بكرهها .. زادها شعوراً بأنها يجب ان ترحل من ذلك البيت في أسرع وقت قبل ان تجد نفسها مطروده كالحثاله ..
وأفاقت من شرودها علي مرح صديقتها خديجه والتي جائت اليها  كي تقضي معها يوم العطله : انتي نمتي ياختي
لتفتح عنينها وتنظر الي هيئة صديقته المُضحكه ..
فخديجه كانت تمسك أطراف تنورتها الطويله الواسعه وترفعها قليلا بعد ان عبثت بقدmيها في حمام السباحه كالأطفال
وتقدmت خديجه نحوها بمتعه : اضحكي ، اضحكي
ما انتي بقي عندك حمام سباحه ..تقدري تبلبطي فيه في أي وقت ..
فطالعتها حنين بوجه محمر من كثرة الضحك قائله : ديما بتطلعيني بهبلك ده من مود الكأبه اللي عايشه فيه هنا ..
لتهتف خديجه بعدmا اتكأت بجسدها علي مقعدها : اشكرك ، أشكرك
وضحكوا الأثنان معا .. لتتأمل خديجه الحديقه الواسعه التي تحيط المنزل الضخم فهو كالقصر قائله : والله انتي المفروض تحمدي ربنا ليل ونهار ..علي النعمه اللي انتي فيها ديه ..بس أقول ايه وش فقر
وتابعت : عندك خدm وبيت ولا في الاحلام وزوج حلم اي ست ..لو مشيتي بس جنبه يحترموكي
وظلت تعد لها محاسن ذلك الزواج ..دون ان تشعر بدmـ.ـو.عها وعنـ.ـد.ما ألتفت نحوها هتفت بفزع : حنين مالك ، واقتربت لتضمها قائله : انا اسفه والله ما كنت اقصد
لتهمس حنين بضعف : انا مش عايزه كل ده ياخديجه ، انا كان نفسي اتجوز راجـ.ـل ليا انا وبس ..
وتابعت بأسي :  ليه انتي وماما ديما بتحسسوني اني لو خسرته هخسر كل حاجه ..ليه شايفين جوازي منه نعمه
انا تعبت ..
فضمتها اليها خديجه اكثر وهي لا تعرف بما تُجيبها ..
وحاولت ان تُخرجها من تلك الحاله فهتفت بدعابه :
بقولك ايه انتي مش ناويه تغديني
فضحكت حنين وهي تمسح دmـ.ـو.عها قائله : متتعوديش علي كده ، صاحبتك مش ست البيت هنا ..انا مجرد ضيفه في البيت ده مش اكتر
لتُحرك خديجه رأسها بالأيجاب : طب خلينا نستغل فرصة غياب صُحاب البيت بقي
وتسألت دون قصد : هما صحيح مسافرين فين
فهتفت حنين بمراره : تركيا
وقبل ان تسمع تعليق من صديقتها ..اكملت : يحتفلوا بعيد جوازهم
فنظرت خديجه الي صديقتها ..وقد جفي الكلام بحلقها
...................................................................
جلست حسنيه تُتابع بنظراتها ليلي المُنهكمه في أعداد احدي الحلوي لسليم ..وتذكرت ما اخبرها به الصغير عن ماحدث بين والده وليلي ..فشعرت بالشفقه نحوها وعلمت لماذا تتجنب هي اللقاء به وتنفي نفسها بعيدا عنهم ..فأسبوع بعد عودتها لم تشعر بتطور في تلك العلاقه سواء خـ.ـو.ف من تلك المسكينه وانهماك الاخر في صفقاته واعماله التي ستضيع معها عمره
وعنـ.ـد.ما سمعت صوت ليلي مع أحدي الخادmـ.ـا.ت وهي تُخبرها عن شكل كعكتها الرائعه ... رفعت حسنيه وجهها نحوهم ببتسامه هادئه ..
لتقترب منها ليلي قائله : داده ايه رأيك
فطالعت حُسنيه الكعكه .. قائله بحنان : لازم ندوق عشان نُحكم
فضحكت ليلي : بس حته صغيره ، عشان السكر
لتتصنع حسنيه الغضب وهي تهتف : ماشي ياست ليلي
وبعدmا أنتهت من تذوقها ..نظرت اليه : لاء كده ، ندوق كمان أياد ..
فشعرت بالخـ.ـو.ف من ذكر أسمه ...وتخيلت اذا علم بأنها من صنعت الكعكه فلن يأكلها وسيراها سيئه لانها من صنع يديها .. فعقلها أصبح دوما يتخيل منه الاسوء
مع ان ذكري ليله بحثها ومافعله معها تجعلها تشعر بالاحتياج اليه وتتمني لو يكون دوما حنون معها .. ولكن كيف سيكون حنون مع خادmه يتكفل بها
ووضعت الكعكه من يدها علي المنضده : انا هاخد لسليم  قطعتين وكوباية اللبن بتاعته
لتهتف بها حسنيه بلؤم : قبل ما تطلعي لسليم روحي لأياد اوضة المكتب واديله قهوته .. وقطعه من الكيك
ونظرت الي القهوه التي بدأت تصنعها له وتابعت : القهوه اهي جاهزه
فنظرت اليها برجاء : ياداده انا ...
لتبتسم لها : يلا ياليلي ياحبيبتي ربنا يرضي عنك ..
وعنـ.ـد.ما مدّت لها يدها بالصنيه التي تحمل القهوه وقطعه من الكعكه التي صنعتها .. همست بخـ.ـو.ف :
اكيد دلوقتي هيطردني
...................................................................
رفعت وجهها عن ورقه الرسم التي أمامها بفزع ..كما رفع هو وجه ليُطالعوا الواقف أمامهم
ليشعر فادي بقلق من نظرات زين الغاضبه .. وانه اذا لم يفسر سبب وجود حنين معه وقربه منها سيحدث ما كانت تُخطط له رحمه
فهو في الفتره القليله التي أقترب بها منها أدرك بأنها لا تستحق ذلك ..واصبح يعتبرها بصدق كأخت له
ليقترب منه فادي قائلا : مستر زين ، ازيك
حمدلله علي السلامه ..
فطالعه زين ببرود ..وعيناه علي تلك الجالسه التي تعبث في الاقلام دون ان تُعيره اي أهتمام
فنظر اليهم فادي بتـ.ـو.تر وهتف : انا بدرب مدام حنين علي الرسم
وبعدها شعر بأن لا وجود له الان ..فتحرك من امامهم وغادر مكتبه وهو يهتف بقله حيله : عملتيها برضوه يارحمه
واخيرا نطق هو: قومي يلا عشان مسافرين
وعنـ.ـد.ما لم يسمع منها رد هتف بجمود : والدتك تعبانه
لتقف مذعوره واقتربت منه بخـ.ـو.ف  : انت بتقول ايه
وسقطت دmـ.ـو.عها وهي تتسأل : قولي انها كويسه ، وانت بتضحك عليا
فأقترب منه بهدوء وضمها اليه وهو يتنهد : متقلقيش هي كويسه صدقيني .. بس هي تعبانه شويه ومحتاجه تشوفك وانتي أكيد من حقك تشوفيها وتطمني عليها
فأبتعدت عنه كي تحمل حقيبتها وتُلملم أوراقها وهي تتمني ان تكون والدتها حق بخير
.................................................................
نظرت الي باب مكتبه المُغلق بخـ.ـو.ف .. وكلما مدّت بيدها نحو الباب لتطرقه ..ابتعدت
واخيراً تنهدت ..وهي تُحسم قرارها بأن تطرق الباب
وعنـ.ـد.ما سمعت صوته وهو يأذن بالدخول لداده حسنيه
علمت بأنه كان ينتظر قهوته منها
لتردف اليه وهي تُطالع اقدامها ..قائله بتعلثم : داده حسنيه هي اللي طلبت مني أجبلك القهوه ..
وأقتربت من مكتبه سريعا ..كي تضع القهوه وقطعه الكيك
دون ان تُطالعه ..
والتفت بجسدها كي تُغادر ..الا ان صوته قد اوقفها
"انا مطلبتش غير قهوه "
لتهمس بصوت هادئ : يعني انت مش عايزاها
فتسأل : مين اللي عاملها
فشعرت بأن وقت كلمـ.ـا.ته القاسيه قد جائت ..لتهتف بخـ.ـو.ف : انا
وعنـ.ـد.ما لم تجد رد منه ..ألتفت نحوه وهي مازالت تُطالع الارض ..واخذت قطعه الكيك
فأبتسم أياد وهو يُطالع فعلتها : انتي جيباها وعينك فيها ولا ايه ياليلي
وسحب منها الطبق الذي به القطعه .. وبدء يتذوقها بتلذذ قائلا : امممممم ، طعمها هايل
فرفعت وجهها نحوه وهي لا تُصدق بأنه يثني عليها
واقترب منها وهو مازال يأكل القطعه .. وهمس :
بتتجنبي تشوفيني ليه
لتشعر بعجزها أمامه .. فصمتت وهي لا تعرف بما ستُجيبه
أتخبره بأنها أصبحت تعلم ان بعد نفحات حنانه .. يأتي اعصار من الغضب يقــ,تــل قلبها واحلامها
وعنـ.ـد.ما لم يجد منها جواب .. ترك الطبق الذي كان بيده
وبدء يتأمل وجهها الناعم وشعرها المُغطي بالحجاب وهتف :
رجعتي ليه تلبسي الحجاب وانا موجود
فتقدmت خطوه للخلف.. وكادت ان تسقط فألتقطها من خصرها وهو يضحك : مالك خايفه كده ليه
لتزيح يده قائله بتـ.ـو.تر : حضرتك محتاج مني حاجه تانيه
فشعر بالحنق من طريقه حديثها معه .. فهتف بجمود : لاء شكرا اتفضلي
وكادت أن تنصرف من امامه ..فتسأل : لسا معتز بيعملك وحش
فأغمضت عيناها بألم  : وحتي لو بيعاملني وحش أنا اتعودت علي كده
ليتأمل طيفها وهي تُغادر وتذكر تلك الليله الجميله التي انقلبت الي ماهم عليه الان ...
وأتي بذهنه صورته وهي تقص عليه كل ماعانته بحياتها
فطالع مكتبه ..وهو يهتف : لازم أبدء معاكي ياليلي من جديد، وانسي الماضي
...................................................................
طالعها بطرف عينيه وهو يقود السياره..وهتف بدفئ :
حنين بطلي عـ.ـيا.ط
مش اتصلتي بيها وردت عليكي وكانت كويسه
لتلتف اليه وهي تهمس بضعف : انا خايفه عليها اووي ، انا ممكن امـ.ـو.ت لو هي كمان سبتني
فشعر بالألم من سماعه لتلك الكلمه .. فمدّ بيده نحو يدها كي يحتويها قائلا بحنان: هتبقي كويسه صدقيني
فطالعت يده التي تمسك يدها ...ورغم خشونة يده الا انها شعرت بالدفئ والأمان
ونظر اليها وهو يتمني ان يضمها لصدره ... فأكثر من أسبوع ابتعد فيه عنها شعر بأن حياته كانت ناقصه 
رغم جفاء مـ.ـا.تقدmه له ..ولكن وجودها بجانبه يكفيه
فهو أصبح لا يعلم لما هي التي احتلت قلبه وعادت به لزين الطفل ..لتأتي صورة رحمه وقدومها له في سفره عنـ.ـد.ما كان يعقد صفقه له ..
وما اخبرها به .. حتي انها طلبت منه ان يتركها لفتره كي تستعد فيه للأنفصال كي لا يظلمها
ولكن في الحقيقه هي كانت ستستعد فيه للعوده اليه ونفي من جلبتها لحياتهم بسبب حماقتها
وعنـ.ـد.ما وجد يدها بدأت تتحرك من تحت يده ...رفع كفها نحو فمها ليُقبله بقبله حنونه
فشعرت بأرتجاف جسدها من فعلته .. ليهمس : حشـ.ـتـ.ـيني و 
ونظرت اليه كالبلهاء .. وظلت تُحرك جفونها الا ان تسأل :
حنين انتي سمعاني
فنطقت بتعلثم : ها
ليبتسم.. وعنـ.ـد.ما ألتف اليها نصف ألتفافه ورأي تعبيرات وجهها .. أتسعت ابتسامته
أبتعدت عنه سريعا .. قبل أن يفـ.ـضـ.ـحها قلبها وتُخبره بأنها اشتاقت اليه أيضا وانها تُريده وبشـ.ـده ولكن ستبقي حياتهم معلقه دوما فهو زوج لأخري
فتنهد بقوه وهو يري أبتعادها ..ولكن سينتظر بعد عودتهم  ليُخبرها بمشاعره فيكفيه ما ضاع من عمره وهو يعيش بالعقل فقط
...................................................................
نظرة هبه الي وجهها بالمرآه وهي تشعر وكأنها عروس في بداية زوجها ..فكل شئ عاد لحياتها ..هاشم قد تغير كثيرا
واصبح يُعاملها ويُدللها كما كان يفعل في السابق ..
وشعرت بيده تُحاوطها من خصرها ..وهمس بأرهاق : زين مُتعب اووي في شغله ، شكلي هنـ.ـد.م اني شاركته ورجعت اشتغل معاه من تاني
لتلتف اليه هي بسعاده ..وضمت وجه بين راحتي كفيه :
زين صارم اوي في شغله ، بس انت ياحبيبي قدها وقدود
فضمها اليه أكثر .. ومال عليها ليُقبلها قائلا : طب ممكن حبيبتي الجميله تحضرلي الحمام ، لاني تعبان
فأبتسمت وهي تُقبله بدلال : حاضر ياحبيبي
فطالعها ببتسامه صادقه .. وهو يمحي كل ذكريات ماضيه وأفعاله ..
وتذكر زين ووقوفه بجانبه وكل ما يقدmه اليه ..كي يعود ابن خالته كما كان قبل أن تلوثه الحياه
..................................................................
أبتسمت حسنيه وهي تراها هابطه بخجل مما ترتديه
وتذكرت منذ لحظات عنـ.ـد.ما طلبت منها ان تُنظف حجرة المكتب ..فأستجابت لطلبها علي الفور ..
لتستوقفها هي بأن ترتدي شئ اخر يُسهل عليها حركتها
واخبرتها ان  كل من يعملون بالداخل نساء ..فلا داعي ان تُنظف بملابس طويله ..
وها هي الأن تقف امامها بقطعه قطنيه قصيره لا تتعدي ركبتيها حتي اكمامها لا تُغطي الا جزء صغير من ذراعيها ..وشعرها تعقده بطريقه فوضويه ولكن مُغريه
لتُطالعها حسنيه قائله : انا حضرتلك حاجات التنضيف ياحبيبتي ..
فتسألت ليلي بخجل : داده انا مكسوفه من منظري ده ..
لتتأملها حسنيه بخبث وقد فهمت سبب خجلها : ياحبيبتي لو علي أياد هو قالي انه هيتأخر النهارده..
وتابعت حديثها بمكر : اومال ليه انا بقولك نضفي دلوقتي ..عشان لسا معانا وقت كبير ..يلا ياحببتي خلينا منضيعش وقت
فتناولت منها الاشياء التي ستُنظف بها .. وانصرفت من أمامها كي تبدء مُهمتها وتُنهيها سريعا قبل قدومه ويراها وهي هكذا
فأبتسمت حسنيه أبتسامه واسعه .. فأياد اليوم قد أخبرها بأنه سيعود مُبكرا
..................................................................
تنهدت براحه وهي تري والدتها بخير .. لتربت والدتها علي يدها وتنظر الي زين الذي غادر غرفتها للتو مع أخيه وزوجته
وتأملت ملامح أبـ.ـنتها قائله : جوزك راجـ.ـل وابن اصول ..حافظي عليه
ونظرت اليها بأعين مُحذره : واوعي أسمع منك كلمة عايزه اتطلق تاني ..سامعه
فطالعت هي والدتها بمراره ..فالجميع ينظر الي زوجها وكأنه شئ لا يعوض ..وعنـ.ـد.ما شعرت والدتها بحـ.ـز.نها
ضمتها اليها بحنان : يابـ.ـنتي ياحبيبتي انا خايفه عليكي ..
وتنهدت بخـ.ـو.ف : انتي لو اتطلقتي قوليلي مين هيرضي يتجوز واحده مطلقه
فشعرت بقسوة حديث والدتها ..وأرادت ان تخبرها بأن هذا المجتمع بفكره العقيم هو من دmر احلام الكثير منهن
ولكن أبتلعت حديثها خشية علي والدتها من ارتفاع السكر والضغط لديها
ووجدت أبتسامة والدتها تتسع بفخر :
شايفه اخوالك واولادهم  طايرين من الفرح ازاي عشان اتعرفوا علي جوزك .. بيتابعوا ديما اخبـ.ـاره وبيقولولي انه ديما بيطلع في الجرايد 
وتابعت حديثها : زمان دلوقتي خالك بيطلب منه يشوف شغلانه لابنه ..ماانتي عارفه اتخرج ومش لاقي شغل
لتُطالع هي والدتها بيأس ..فالحديث كله أصبح عن زين وامواله وبطولاته فقط .. فهم يرون امواله ومكانته في المجتمع هي السعاده
وهي لا تري فيهما سوي البؤس لحياتها
...................................................................
شعرت بالأرهاق يغزو جسدها الضعيف .. ولكنها ظلت تُنظف ..حتي وقفت في منتصف الحجره تنظر الي الكُتب العلويه الغير مُنظمه ورغم خـ.ـو.فها من ان يغضب الا انها أكملت ما بدأته بحرص شـ.ـديد ..وصعدت علي السُلم
لان طولها لن يُساعدها .. وانـ.ـد.مجت في التنظيف حتي بدأ وجهها يتعرق
وهتفت : هانت ياليلي خلاص ..قربتي تخلصي
..................................................................
نظرة حسنيه اليه وهو يهبط من سيارته .. وتنهدت براحه
فأخيرا قد عاد وليلي مازالت داخل الحجره ..
ليقترب منها أياد قائلا : ست الكل وقفه بنفسها مستنياني
فربتت علي احد كتفيه بحنان : هو انا عندي اغلي منك يابني
فأنحني بجسده كي يُقبل جبينها بحب ..وهتف وهو يخطوا الي مكتبه قائلا : هخلص شوية شغل في المكتب ..وبعدين نتغدي
فطالعته براحه وهي تُحرك رأسها بالموافقه ..وأنصرفت للمطبخ وهي تتمني ان يقتربوا من بعض اكثر ويري كما ليلي فتاه جميله تستحق ان يُحبها
...............................................................
أخذت تُحرك قدmيها كي تهبط درجات السلم .. الي ان تعثرت قدmاها وهوت بجسدها وهي تحمل ادوات التنظيف ..ليسقطوا من يدها لتلحقهم وهي مغمضه العينين منتظره ارتطامها بالأرض
ولكن أرتطامها كان بين ذراعيه .. لتفتح عيناها فتري عيناه وهو يُطالعها بقلق حقيقي
وعنـ.ـد.ما شعر بأرتجافها بين ذراعيه..انزلها بهدوء قائلا : انتي كويسه ياليلي
فنظرت اليه وهي لا تري في عينيه الغضب .. فالقلق هو من كان يحتويهم
وأعتدلت في وقفتها وهي تشعر بالخجل من هيئتها أمامه ...وبدأت تسحب ما ترتديه كي يُغطي ما بعد ركبتيها
فتأمل هيأتها عن قرب .. فكانت فاتنه بحق رغم ابتلال ملابسها بالمياه وشعرها الذي التصقت خصلاته الاماميه علي جبهتها بفعل العرق
فشعرت بالخجل من نظراته وهمست بأرتباك : انا أسفه
وكادت ان تُفسر له سبب قدومها لغرفته ..الا انها وجدته يلتهم شفتيها بقبله دافئه ليخبرها بعدها : كفايه عـ.ـذ.اب أكتر من كده
وأبتعدت عنه وهي تُحاول ان تهرب من امامه ..فجذبها نحوه
ليلمس وجهها الناعم ويزيل خصلاتها المُتعرقه وهمس أمام شفتيها : مش هبعدك عني اكتر من كده ..كفايه بعد ..انتي مراتي ياليلي
................................................................
أستيقظت من غفوتها وهي تشعر بالضياع ..وفتحت عينيها بصعوبه وكل ما تتذكره هو كوب العصير الذي جلبته لها الخادmه كي تشربه .. وبسبب جفاف حلقها وعطشها الشـ.ـديد ابتلعت العصير بأكمله دون رفض
واخذت تُحرك جسدها قليلا .. فشعرت بأنها ليست مُنبطحه ارضً ..كما ان قيود ايديها لم تكن موجوده
فتحسست بيديها جانبها ..لتجد ملمس فراش ناعم
لتُطالع الحجره التي بها ..فهي ليست الحجره التي يسـ.ـجـ.ـنها بها اللعين
وفجأه شعرت ببرودة جسدها .. اسفل الغطاء
لتدرك بأنها عاريه ..
فأردف اليها حاتم وقد ظهر الخبث علي محياه ليهتف : مبرووك ياعروسه ولا نقول يامدام ..
................................................................
نظرت حنين الي الغرفه التي حجزها لهم في احد الفنادق بعد ان غادروا منزل خالها ... وقرروا العوده للقاهره
ولكنه بعد ساعه من قيادته للسياره في الظلام ..شعر بالأرهاق
ليقف عند احد الفنادق الكبري وهو يُخبرها : مش هقدر اسوق اربع ساعات ..خلينا نرتاح والصبح نبقي نسافر
وها هي الان تجلس علي الفراش الواسع في الغرفه التي تجمعهما ..
فيخرج هو من الحمام بعد أن انعش وجهه بالمياه ..وفتح ازرار قميصه
وشهقت عاليا وهي تراه هكذا : اقفل القميص بسرعه
فطالعها زين قليلا ..الا ان ضحك : ولو مقفلتهوش هتعملي ايه
لتنهض من فوق الفراش وهي تُغطي وجهها براحتي كفيها :
هخرج من الاوضه ..واحجز لنفسي اوضه تانيه لوحدي
فأبتسم رغم ارهاقه ..واقترب منها وهي مازالت تخفي عينيها
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها لتزيح كفيها قليلا :
انت مقرب مني كده ليه ؟
ليُطالعه زين ..وهو لا يُصدق بأنه مُتزوج من أمرأه كهذه
تخجل من ان تري ازرار قميصه مفتوحه
ورأي الفرصه قد سنحت له كي يتلاعب بها ..
فنفخ بأنفاسه الدافئه علي وجهها قائلا بخبث :
المفروض اني اقرب اكتر من كده
فأتسعت حدقتي عينيها بعدmا ازاحت كفيها نهائيا .. وشهقت وهي تري يده قد احاطت خُصرها
فحركت جسدها كي تستطيع الافلات من قبضة يديه .. ولكن قوته البدنيه دوما تنتصر وهتفت بحنق : ابعد عني
فأستجاب لطلبها ولكن بالعكس .. لتري جسده يلتصق بها
ولا يفصلهما سوي أنفاسهم ....
كانت انفاسه الدافئه تُذبذب جسدها ..الذي بدء بالفعل يرتجف
فتلك المشاعر لم تشعر بها من قبل ..فسنوات عمرها الماضيه كانت كأي فتاه تحلم بأحلام ورديه حتي يأتي من يكن من نصيبها ولكن الأن هي في عالم أخر
تذوق طعمه بين يديه
فأغمضت عينيها وهي تترك لقلبها العنان بأن يسبح قليلا في ذلك الدفئ الحالك ..فشعرت بملمس شفتيه علي وجهها
ففي البدايه كان يُقبل وجنتيها ..ثم أنتقل الي شفتيها ليُطبع عليهما قبله رقيقه جعلتها تشعر بأن جسدها كله أصبح مُخدر
لتخرج أخيرا من تلك المشاعر الهائجه التي كانت ستنتهي بما يرغب به القلب
فرنين هاتفه بدء يدق ..ورغم ذلك لم يتركها
ولكنها أفاقت وأبتعدت عنه ..لتجعله يبتعد هو الاخر بعد أن ظن
بأن الجليد بينهم قد ذاب
فوقف يُحدق بها بتشتت ..ومازال صوت رنين هاتفه يتصاعد
فطالعها للحظات وهو يراها تلتف بجسدها بعيدا عنه
فهي الأن لا تُريد الابتعاد فقط ..بل تُريد أن تفر من أمامه هاربه ..كي لا يري ملامح وجهها المُرتبكه ونظرات اعينها الضعيفه
وسمعت صوته بعد أن اخيرا قرر أن يرد علي المُتصل
لتجده يُخبره: تمام ، انا جاي حالا
وبعد أنهي مُحادثته ..أقترب منها بخطي بطيئه ووضع بكلتا يديه علي كتفيها ليهمس : حنين ..
وكاد ان يُخبرها بأنه أصبح يعلم تمام بصدق مشاعره نحوها
فهو حقاً يُحبها بل يعشقها
ولكنها ألجمته بكلمـ.ـا.تها التي خرجت من عمق و.جـ.ـعها :
لو سامحت أبعد عني ..
وأغمضت عيناها وهي تشعر بالضياع في حياتها
فهي زوجه ثانيه ..زوجه في النهايه مؤقته ..زوجه مشاعر زوجها نحوها مجرد رغبه ستنطفئ يوماً ليعود الي عشه الدافئ ..زوجه ستظل مركونة علي الرف دوما كما يقولون
وفي النهايه هي فتاه كانت كل أحلامها ان تتزوج شخصاً مثلما هي ملكه وحده ..يكون هو أيضا ملك لها وحدها
وتابعت وهي تُغمض عينيها أكثر وتتذكر رحمه : احنا اللي بينا مينفعش ، انا في حياتك مجرد وقت ... والأفضل انك تكون لمراتك وبس
فلم يشعر بنفسه ..سوي وهو يجذب جسدها نحوها ليجعل وجهها أمامه ..وعنـ.ـد.ما رأي دmـ.ـو.عها هتف بتوعد :
صبري لة حدود وبلاش تخليني أفقده معاكي .. وهتفضلي مراتي لأخر يوم في عمري
وضـ.ـر.ب علي رأسها بيده ليُتمتم بغضب : دmاغك ديه انا كفيل انى أكـ.ـسرهالك ..
لتفتح عينيها فتري ملامحه الغاضبه  ..
ووجدته يُتابع توعده : ولسانك ده هخرسهولك ..عشان أرتاح من غبائه
واشار سببته نحوها بقسوه : للأسف انتي اللي عايزه تشوفي الجزء السئ اللي فيا .. واختارتي تشوفي وش زين الحقيقي
وكادت ان تُتمتم ..الا انه أوقفها قائلا : انا ورحمه قررنا الأنفصال بعد فتره
لتتسع حدقتي عينيها وهي لا تُصدق ما تفوه به ..
وتسألت بصوت خافت : هتنفصلوا ، أزاي ..انتوا بتحبوا بعض
فضحك بسخريه وهو يستمع لكلمـ.ـا.تها .. فبدء يُغلق أزرار قميصه دون ان يعطيها أي أجابه
وحمل سترته ليهتف بجمود : هاتي شنطتك ويلا عشان راجعين القاهره ..
وكانت تلك اخر كلمـ.ـا.ته التي القاها عليها ..قبل ان يُغادروا الفندق ..
...................................................................
تحركت بجسدها الذي مازال تحت تأثير المُخدر ..ونظرت أسفلها ..فشهقت بقوه وهي  تري نقطة الدmاء
دmاء شرفها الذي أحله له .. فقبضت علي الفراش بقوه وعينيها ثاتبه علي تلك النقطه ...
فأقترب منها حاتم وقد شعر بأن خدعته قد طرأت عليها
وكيف لا تطرئ وهو قد لعب لعبته بكل القواعد المُحكمه
ونظر اليها بهدوء : قولتلك لأما نتجوز ..او تعيشي معايا في الحـ.ـر.ام وتكوني عشيقتي
وضحك بأستهزاء : وده نهاية العند .. ابقي روحي لحبيب القلب وقوليله ان جـ.ـسمي لمسه راجـ.ـل غيرك
فكانت كلمـ.ـا.ته تسقط عليها وكأنها طعنات تخترق قلبها ..فظلت ثابته لا تنطق شئ ..فصوته قد انعدm ولا تشعر بشئ حولها
لتزداد ضحكات حاتم : اظن دلوقتي لو اتجوزتك ..تعيشي طول حياتك تحمدي ربنا
وتابع بقسوه : واحده ساقطه ، مين هيقبل يتجوزها
فخرج صوتها بصعوبه بعدmا جعلتها كلمـ.ـا.ته كالعاجزه : عملت فيا كده ليه ، ربنا ينتقم منك .. ربنا ينتقم منك
وترنحت في ركضتها .. ليُطالعها حاتم بخبث : لانك ليا لوحدي ، وعمرك ما هتخرجي من جحيمي ياسهليه
...................................................................
جلست ليلي علي فراشها وقد أراقتها أفكارها ...فكلما بدأت تتذكر لحظاتهم الجميله وقبلاته التي أصبحت تطوق لمذاقها
تشعر كأنها كالفراشات تطير ..ولكن تأتي كلمـ.ـا.ته اللاذعه وقسوته التي لم يرحمها من تذوق مرارتها
فتجعلها تعود لتسقط أرضاً
فنهضت من فوق فراشها لتشعر بأن الهواء الذي يدخل من شرفتها.. يُدغدغ جسدها
ويجعلها تشعر بالراحه
فقررت الهبوط لأسفل ..كي تخرج للحديقه وتتأمل خضارها الذي يبعث في الروح السكينه
...................................................................
وقف أياد أمام شرفته ..وهو يتأمل ظلام الليل الذي لا يكـ.ـسر حدته سوي ضوء القمر الساطع ..وكأن هذا المشهد يُخبره بأن الحياه مهما كانت ظلمتها داخل قلوبنا الا ان يوجد نور يُضئ تلك العتمه وان لا أحد يظل حبيس الظلام
فأيام تكون السماء شـ.ـديدة الظلمه لأفتقارها ضوء القمر
حتي يأتي بعد ايام ليولد صغيراً ثم يكبر الا ان يُصبح بدر مُكتمل التمام
وها هو قلبه بدء ينبض بعمق من جديد ..بدء يُخبرها بأنه يُريد ان يحيا ..فقد افتقر ضوئه
فتنهد بعمق وهو يتذكرها منذ ساعات عنـ.ـد.ما كانت بين ذراعيه في مكتبه ...
وافاق من شروده ...عنـ.ـد.ما رأها تقف في الحديقه تتنفس بعمق
ورغم انه لا يري الا ظهرها ولكن حركة جسدها كانت تجعله يتخيل ما تفعل
فشـ.ـد من ربط مئزره علي  بيجامته الرجوليه ..وخطي بخطوات مُتلهفه نحوها
وبعد دقيقتان كان يقف خلفها ليراها مُنسجمه في النظر الي السماء ..وكأنها تُحاكيها
حتي انها لم تشعر بصوت تنفسه ..او خطواته
فأقترب منها أكثر ..وهمس بجانب أذنها : سهرانه لحد دلوقتي ليه
فشهقت بفزع وهي تلتف نحوه وتمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم
ليُطالعها ..ثم أنفجر ضاحكا وهو يهمس : شوفتي عفريت ولا ايه ياليلي
فوضعت بيدها علي قلبها الذي ينبض بقوه وهمست بصوت خفيض : لاء بس اتخضيت
فتأملها ببتسامه صادقه .. وبدء يتفحص ملامحها التي يبدو عليها الأرهاق والشحوب
وأقترب منها أكثر مُتسائلا : منمتيش لحد دلوقتي ليه ؟
لتنظر اليه ..ولا تعلم بما ستُجيبه ..هل ستُجيبه بأنه من يحتل كل تفكيرها ..فنطقت بهمس : بفكر شويه
فحاصرها بأسألته  : وبتفكري في ايه بقي
فصمتت قليلا ..لتجيبه بهروب : بفكر في مشروع التخرج ..وان خلاص مش فاضل غير شهر علي الامتحانات
ليطوق خصرها بذراعه حتي أصبحت مُلتصقه به ..فشعرت بدفئ يمتلكها ..فتمتم بحنان : متخافيش ،اعملي اللي عليكي وسيبي الباقي علي ربنا ..وانا معاكي واي حاجه محتاجاها متتردديش وأطلبيها علطول
وعنـ.ـد.ما شعر بتحركها ورغبتها في الأبتعاد ..أرخي ذراعه عنها كي لا يضغظ عليها بقربه أكثر وتابع بدعابه :
وممكن كمان اذاكرلك ..واهو أرجع لمهنة التدريس الجامعي من تاني
وأبتسمت وقد شعرت ان خـ.ـو.فها منه بدء يقل ..وتسألت : ممكن أسألك سؤال
فضحك وهو يُطالعها حتي قال : سؤال واحد بس
فحركت رأسها وهي تهتف : اه سؤال واحد
ليضحك أكثر وتابع دُعابته : طب أسألي ياستي
فتسألت بذلك السؤال الذي يلح علي ذهنه : هو انت ليه سيبت التدريس
ليُطالعها قليلا وهو يتذكر احتياج سليم اليه بعد مـ.ـو.ت زوجته ..فقد كان بين عمله في أدار شركته وبين عمله الجامعي
اما طفله لم يكن يراه الا وهو نائم ... وعنـ.ـد.ما شعر بحاجه طفله والي وقته قرر ان يتخلي عن مهنة التدريس الجامعي ..
وعنـ.ـد.ما طال صمته قليلا ..شعرت بأنه لن يُجيبها ولكن أخلف ظنها وهتف بهدوء : عشان سليم ، شغلي في الجامعه ومتابعة الشركه كانوا وخدين كل وقتي ..وسليم كان أحق بجزء من وقتي له
فطالعته ببتسامه حانيه وتمتمت دون وعي : كان نفسي يكون عندي اب حنين كده
ووجدها تتابع بألم : بابا  الله يرحمه كان طيب بس كان بيفضل محمود عني ..هو شايف ان الولد كل حاجه وان البـ.ـنت مينفعش يبقي ليها صوت
وتذكرت أحدي كلمـ.ـا.ته القاسيه المُستمده من بعض الأمثال البغيضه وتمتمت بحسره : "أكـ.ـسر للبـ.ـنت ضلع يطلع لها اربع وعشرين "
فشعر بالأسي نحوها .. ليجدها تُكمل عبـ.ـاراتها بحنين الي والدتها : بس ماما ربنا كان معوضني بيها ..ولولاها مكنتش اتعلمت
وعنـ.ـد.ما وجدها صمتت .. وألتفت بجسدها بعيدا عنه
حاوط جسدها بذراعيه ..وأدارها نحوه ليجدها تخفض عيونها الدامعه أرضً .. فهتف بدفئ : بصيلي ياليلي ..
فرفعت وجهها اليه ..فحاوطه وهو يُتابع : من هنا ورايح أعتبريني كل حاجه في حياتك ..
فتذكرت وعده لها في الحديقه ..وقسوته بعدها فتمتمت : انت وعدتني قبل كده ....
ليبتسم قائلا : قلبك أسود مبتنسيش ..
وهمس بدفئ حقيقي : سماح بقي المرادي ..
ثم تابع بمرح : سامحي بابا بقي ياليلي
فضحكت بقوه .. وهي تستمع لمزحته
وطالعته بأعين لامعه وتأملت هيأته الأنيقه ..فيالها من محظوظه اذا كان هذا أباها  وهتفت بتلقائيه : هيكون عندي بابا حلو كده
فلمعت عيناه وهو يري دفئ عينيها .. وهمس بحنان : عيونك حلوه اووي ..
فأرتبكت .. ليبتسم هو ..ثم بدء حجابها ينزلق قليلا عن خصلات شعرها ..
فكان جمالها البسيط الهادئ ..يأسره أكثر اليها
ومدّ بأطراف أنامله كي يتحسس وجهها النقي ..وتنهد : فيكي حاجه مش طبيعيه ..حاجه بتشـ.ـديني ليكي ديما ..وكأن فيكي تعويذه بتسحرني
فنظرت اليه وهي لاول مره تستمع لمثل هذه الكلمـ.ـا.ت
وتذكرت كلمـ.ـا.ت والدتها دوما اليها عنـ.ـد.ما كانت تُخبرها
" عوض ربنا لما بيجي يابـ.ـنتي ..بيعلمنا قد أيه الصبر حلو ..وقد ايه ربنا كريم "
..................................................................
كان طوال طريق عودتهم صامتين ..كل منهما يُفكر لما الطريق بينهم طويل ..ولكن الصراع الذي كان بداخلها
"كيف سينفصل عن زوجته الجميله "
لتجده اخيرا يخرج من صمته قائلا : هوصلك ، وروح المستشفي
فألتفت اليه بفزع .. وتسألت : ليه انت تعبان
فضحك زين بتهكم وهو يستمع لكلمـ.ـا.ت قلقها ...فهو اليوم  كان سيخبرها بحبه ولكن بغبائها دوما تجعله يتراجع ليلبس قناع جموده وكبريائه ثانية ..فالمرأه الوحيده التي اراد ان يتعري بكل مافيه لها ويتخلي عن قناع قسوته ..تجعله يعود معها لنقطه الصفر بل السالب
وعنـ.ـد.ما رأت نظره تهكمه ..أبتلعت غصتها بصعوبه وشعرت بجفاف حلقها ..فهي لا تُريد قسوته ولا تُحبها
وعادت تتسأل ثانية : انت مش بترد عليا ليه
لُيتمتم بجمود : رحمه في المستشفي ..عملت حادثه
فشعرت بالذعر وخفق قلبها خـ.ـو.فً عليها ..فمهما حدث منها
فهي لن تكرهها ولن تتمني ان يُصيبها مكروه
وهتفت بقلق : طب هي كويسه ، طمني عليها
فأرتجف قلبه وهو لا يُصدق بأنها تخشي عليها ..أيُعقل أن تكون تُحبه ..أيعقل ان الغيره لا تكن في قلبها
فتنهد بهدوء : هي بخير متقلقيش
ثم تابع بتسأل : بس غريبه ..انك خايفه عليها
فصدmها سؤاله ..لتُطالعها بهدوء : انا عمري ما أتمنيت لحد حاجه وحشه حتي لو كان بيكرهني ..مابدالك انسانه عايشه معاها في نفس البيت
وأستقامت في جلستها وهي تُتمتم : عايزه اروح معاك أطمن عليها
وبعد ساعه ..كان يصف سيارته امام المشفي التي يملكها أحد معارفه
ليهبطوا من السياره ..وتسير بجانبه بأرهاق
حتي صعدوا الي حجرتها .. وقد علموا بأن الحادث بسيط وانها بحجره عاديه
وعنـ.ـد.ما فتح زين الباب وجد رحمه جالسه علي الفراش تُقلب قنوات التلفاز بملل ..
وأحدي ذراعيها موضوع عليها جبيره
وبوجهها كدmه ..وهتفت بأسمه : زين
وسقطت دmـ.ـو.عها ..وهي تحمد الله ان غباء السائق الذي صدm سيارتها بصدmه بسيطه .. قد جاء بنفع 
ليقترب منها زين حتي أصبح بجوار فراشها متسائلا بقلق: انتي كويسه دلوقتي
فألقت برأسها علي صدره باكيه : خـ.ـو.فت اوي يازين
ليربت زين علي رأسها بحنو ..وهو يُتمتم : هتبقي كويسه متقلقيش ..الدكتور طمني عليكي
وكل هذا كانت هي واقفه تتطلع اليهم بحـ.ـز.ن عليهم وعليها
وهمست بصوت خفيض : سلامتك ... انتي كويسه
فرفعت رحمه وجهها نحوها ونظرت لها ببرود : شكرا ياحنين
وأكملت حديثها : زين خليك معايا 
وقبلت يده بحنو وهي تُتمتم : اوعي تسبني
ليفهم هو مقصدها ..فشعر بالألم نحوها ..فهي لا تستحق منه ذلك .. ولكن ما الحل هو يحب من تقف خلفه ويعلم كيف تكون وقفتها الأن فبالتأكيد تُطالعهم بأعينها التي دوما يُخيم فيها الحـ.ـز.ن ..الحـ.ـز.ن الذي اسره يوم أن رأها في أحد شركاته
حتي أنفصاله عن رحمه ..كانت تعلم به منذ ان تزوجوا
فحياتهم كانت معروفه ..زواج من اجل ارضاء رغباتهم فقط
وفجأه سمع الباب يُغلق بهدوء ..فعرف بأنها غادرت الحجره
لتتركهم بمفردهما ..فطالع رحمه الُمتشبثه به وهمس بحنان :
نامي يارحمه ..انا معاكي متخافيش
فأتسعت أبتسامة رحمه ..وهي تشعر بالنصر لانها ستكتسب وقت أضافي في حياة زين وستجعله يعود اليها ..ويُلقي بتلك النكره التي جلبتها لحياتهم بغباء عقلها
وأبتعدت عنه براحه ..وأتكأت علي وسادتها وأغمضت عيناها لتغفو قليلا وشعرت به بعد دقائق يفتح الباب ..لتهمس بنعاس : انت رايح فين يازين
فتمتم قبل ان يُغادر : هطلع اعمل مُكالمه وراجعلك
ورغم انها تعلم بأنه ذاهب اليها .. صمتت وتركته
فهي لا تُريد أن تُشعره بشئ ..فهي وعدته ستنفصل عنه بهدوء رداً لكل مافعله معها .. ولكن في الحقيقه غيرتها أصبحت تُعميها والأن ستُفكر بكل خططها المُحكمه وستلعب علي جميع الجوانب ..ستكرها به بشـ.ـده حتي تجعله بحماقتها يكرها
.................................................................
وجدها جالسه علي احد المقاعد بأنهاك ..فأقترب منها قائلا ببرود : السواق جاي عشان يوصلك
فرفعت وجهها نحوه وتسألت : هي كويسه مش كده
فتمتم عبـ.ـاراته بأقتضاب : تعبانه بس شويه من تأثير الخبطه
، وبكره هتخرج
فشعرت بالضيق من طريقة حديثه .. وفضلت الصمت
فتلك الليله أصبحت مليئه بالمشاحنات
ونهضت من فوق المقعد الجالسه عليه .. وأتبعته بعدmا أخبرها ان السائق سيصل بعد خمس دقائق
وصارت بجانبه حتي و صلوا الي بعض الدرجات
وبسبب شرودها ألتوت قدmها اليمني ..فأتوهت بضعف
ليلتف اليها بقلق ..واقترب منها ليطوق خصرها بذراعه قائلا بلهفه : حنين مالك
فتأوهت بألم : اتكعبلت ..متقلقش انا كويسه
فتسأل : تعالي نشوف دكتور ..ليكون كـ.ـسر ولا حاجه
فنظرت اليه وهي تشعر بخفقان قلبه .. فهيئته القلقه وبنبرته الخائفه جعلتها لا تُصدق بأن هذا الرجل هو " زين نصار "
الرجل المعروف بقسوة مشاعره
وعنـ.ـد.ما لم يجد منها رد ..لطم خدها بخفه : حنين انتي سمعاني
فأبتسمت بهدوء : متقلقش انا كويسه
وأزاحت ذراعه عنها لتهتف : اهو وقفت وزي القرده قدامك
ليُحرك يده نحوه خُصلات شعره ..وهو يُطالعها
فبعد ان كان حانق منها .. اصبح يطوق لأمتلاكها ..
فتنهد بألم وبصوت مسموع : الرحمه يارب
وتمتم : اتحركي ياقرده هانم
فأبتسمت بحب ..وصارت امامه وهمست داخلها:
عندها حق رحمه تحبك كل الحب ده ، بالعكس تعشقك كمان
ورغم تلك الحقيقه ألمتها ..الا انها قررت أخيراً ان تترك قدرها يقودها معه
.................................................................
كانت تمد له يدها ..تُخبره بأن ينقظها مما هي فيه
يقترب منها لتبتعد هي عنه .. يُنادي بأسمها بعلو صوت فتتلاشي صورتها
ففتح عينيه بصعوبه من ذلك الحلم ..
ونظر الي زوجته النائمه علي صدره .. ومسح جبينه المُتعرق وهو يهتف بأسمها : ليه جتيلي في حلمي يافاطمه
ياتري كنتي خايفه من ايه ..
عشرات الاسئله كانت تدور برأسه ..فمنذ لقائهم الاخير وبعد ان وعدها بمساعدتها في ابعاد حاتم عنها
جائته بحلمه .. ليشعر بهبه التي بدأت تتحرك  جانبه
فضمها بحنو نحوه ..
ففتحت عيونها الناعسه وهي تهمس : حبيبي مالك
فتأملها بحنان وهتف : ت عـ.ـر.في انك حشـ.ـتـ.ـيني و 
فضحكت بخفوت : وحشتك وانا نايمه جانبك
ووكظته علي صدره ..ثم أقتربت من خده لتُطبع قبله رقيقه قائله : بحبك
ورغم انها لم تفهم ما مغزي كلمته.. فهو كان يقصد ان يخبرها بأن حياته القديمه كان يفتقدها ..يفتقد بداية زواجهم يفتقد نفسه القديمه التي انصاعت للطمع والشهوه
الا انه ضمها لصدره وربت علي ظهرها : ربنا يخليكي ليا  
...............................................................
نظرت الي هيئة سليم بسعاده ..وبذلته الأنيقه التي يرتديها
فاليوم حفلة عيد ميلاده ..فالصغير سيتم عامه السابع
فعيد ميلاده كانت مُفاجأه بالنسبه لها ..فقد ظنت ان احتفالاتهم ستكون مثلما كانت تحتفل والدتها بها
كعكعه صغيره تفعلها ببيت الحاج ناجي ..تعود بها ليأكلوها بالشاي وتدعو لها والدتها بالسعاده
ولكن هنا كل شئ يختلف عن حياتها البسيطه ... فحمدت ربها بأنها كانت تدخر بعض الأموال لتجلب لعبه ألكترونيه غاليه الثمن لسليم
ليُحدق بها سليم وهو يعدل ببيونتة الصغيره : ليلي كده انا طالع حلو
ثم تابع بهمس : تفتكري هعجب لوجي
فطالعته ليلي بضحكه خافته وهي لا تُصدق بأن الصغير يُحب زميلته بالمدرسه .. وانه يعيش قصة حب من اول سنه من مراحل تعليمه .. فتمتمت بدعابه : ما تسيبك من لوجي وخليك معايا انا
فربت سليم علي يدها قائلا : متزعليش ياليلي انا بحبكم انتوا الاتنين
فتسألت بمرح : طب بتحب مين أكتر ..
ليُخبرها الصغير بتفكير : لوجي
وركض من أمامها وهو يضحك ...
..................................................................
نظرت الي الحفل وبساطتها ورغم ذلك كان كل شئ فيها مُنمق وراقي ..
فالحفل كانت تضم رفقاء أياد واولادهم وزوجاتهم
واصدقاء سليم في مدرسته والنادي .. فتأملت رقيهم
وضحكاتهم ..وانبساط الأطفال وركضهم خلف بعض
لتقترب منها حسنيه بعبائتها اللامعه المطرزه : قمر ياليلي
فأبتسمت وهي تحتضنها .. فتلك المرأه تجعلها تشعر دوما بالخير المُكمن في نفوس البشر ..
وتأملت فستانها الهادئ وهمست : داده هو انا طالعه قمر زيك كده
لتوكظها بخفه : يابت يابكاشه ....
فأبتسمت وهي تُقبلها علي احد خديها .. لتمسك تلك المرأه الطيبه يدها قائله : روحي أقفي جنب جوزك
ثم تابعت : شايفه كل ست وقفه أزاي جنب جوزها
فطالعتها ليلي بألم وهمست بضعف داخلها : هو حد يعرف اني مـ.ـر.اته اصلا ياداده
وصارت بخطوات هادئه وهي تُراقب سليم بسعاده ..فكان يركض مع أصدقائه
حتي وجدته يهمس في اذن طفله صغيره بنفس عمره ..ويمسك يدها
واقترب منها ..فطالعته ليلي بغمزه وهي تعلم هوية تلك الصغيره ..فمدّت بيدها نحوه الصغيره مُرحبه
لتتسأل الصغيره : انتي مامت سليم
فطالعها الصغير بأعينه وقد ظهر عليه الحـ.ـز.ن ...لتضمه ليلي بأحد ذراعيها قائله : اه ياحبيبتي
وأنحنت نحو سليم تُقبله بدفئ ..ليُبادلها الصغير قبلتها وكأنه يشكرها علي احتوائها له امام صديقته
كان يُتابع من بعيد كل ذلك .. شعر بمشاعر كثيره نحوها
حتي انه غار من قبلة طفله ..وود لو كان هو مكان صغيره
يُقبلها ويُخبرها بأنها أصبحت تسلب عقله وقلبه
ولمح معتز يُقبل صغيره ويُعطيه هديته .. ويرمقه بنظرات غامضه
فشعر بأن الوقت قد كان حان ليعرف ما به ..فهو لا يرد علي اتصالته وحتي اذا اجاب يُجيب بكلمـ.ـا.ت مُقتضبه
فكاد ان ينصرف .. فأقترب أياد سريعا منه : معتز
ليلتف اليه معتز بأقتضاب ونظر الي ساعته قائلا : معلش يا أياد أنا مش فاضي .. انا جيت بس عشان سليم اديله هديته وامشي
فضاقت عينيه وهو يتسأل : معتز فيك ايه ..انت بقيت متغير معايا كده ليه
وتابع حديثه : حتي ليلي بقيت تعاملها وحش
ليمتقع وجه معتز ..وهو يتسأل داخله
"اكيد بتحكيله اللي بعمله فيها "
وشرد في اليوم الذي رأه وهو يُقبلها ويحتضنها ..
فشعر بأن الدmاء تدفق في رأسه .. ليلتف قائلا :مافيش حاجه يا أياد .. انا لازم أمشي
وبالفعل غادر من أمامه .. ليلحقه ..فاليوم لابد ان يعرف ما به صديقه
فجذبه من ذراعه وعاد يتسأل : انا لازم افهم فيك ايه يامعتز .. ايه التغير اللي حصلك
ليُطالعه معتز .. الي ان وجد ليلي تخرج راكضه خلف سليم الذي عنـ.ـد.ما لمح معتز ينصرف قرر يلحقه كي يُطفئ معه الشمع بجانب والده كما كانوا يفعلون في كل عيد ميلاد له
فحرك نظراته عليهم .. وذكري تلك الليله تقتحم عقله بقوه
وهتف بجمود : الهانم مش قادره علي بعدك أظاهر
فلم يفهم أياد كلمـ.ـا.ته ..فألتف كي يري ماذا يقصد
ليجد ليلي تقف علي درجات السلم الرُخاميه
وعنـ.ـد.ما رأي صغيره علي مقربه منهم تنهد قائلا : سليم روح لصحابك ياحبيبي ، انا هجيب عمو معتز وجاي
فأنصاع الصغير لطلبه .. وانصرف وهو حانق
ليهدأ كل منهما قليلا .. الا ان تسأل أياد مجدداً : ايه اللي غيرك من ناحية ليلي
فتنهد معتز بضيق : ليلي مين ديه اصلا ..
ثم تابع بتهكم : ديه مجرد بـ.ـنت ....
وللأسف أصبحت تقف علي مقربه منهم..فأستمعت لكلمته الاخيره
فهبطت دmـ.ـو.عها .. وهي لا تُصدق سباب معتز لها بتلك الشناعه ..
وشهقت بفزع وهي تري لكمة أياد لمعتز ....
وبعدها فقدت وعيها ..وكاد ان أن يركض معتز نحوها
الا ان أياد أوقفه بكلمه .. جعلته يقف ساكنا
زوجته ..!
كلمة صداها طغي علي جميع حواسه..فوقف مصعوقاً من حقيقه لم تأتي يوم في حسبانه ...ورغم أنسياب الدmاء من أنفه الا انه لم يكن يشعر بشئ سوي ان يُحدق بلهفة صديقه عليها وهو يحملها بين ذراعيه ..مُتجها للباب الخلفي من المنزل وخطواته تتسارع خـ.ـو.فً عليها
فوجد يد تربت علي ظهره ..فألتف ليجد تلك المرأه الطيبه التي دوما كانت أما له ولصديقه
وعنـ.ـد.ما طالعها بنظرات مشوشه ..أبتسمت حسنيه بطيبه : انا شوفت كل حاجه ، بس عارف يمكن اللي حصل ده رساله ليه عشان يرحم البـ.ـنت الغلبانه ديه ويعترف بيها زوجه ليه
فشعر معتز بالألم وهو يستمع اليها.. وتسأل :
أياد أمتي اتجوزها...!!
فطالعته حسنيه بتنهد ..وظلت تقص بداية تعارفهم عليها وبيع أخيها الي ان تزوجها أياد وجلبها معهم بصفتها مربيه لسليم ليس أكثر
ليخفق قلبه بنـ.ـد.م لما سببه لها ..وظلمه واتهامه لأنسانه ضعيفه مُنكـ.ـسره ..فليلي كانت بالنسبه له ملاك جميل أبهره حتي ضعفها ولمحه الحـ.ـز.ن في عينيها كانوا هالة من الصفاء حولها
...................................................................
نظر الي تلك الحجره التي لم تتطئ قدmاه لها منذ ان توفت زوجته ..ورغم ذلك كان حريصً دوما علي جعل الخدm تنظيفها
واقترب من الاريكه التي دوما كانت تشهد لحظات جنونه مع زوجته بعد ان تعزف له  مقطوعات علي البيانو الخاص بها
ذكريات كثيره دارت بذهنه ...ولكن قلبه الأن كان مع تلك الساكنه بين ذراعيه ..فوضعها برفق وبدء بلطم خدها قائلا بقلق : ليلي ..ليلي انا أسف
فوجدها بدأت تفيق .. ودmـ.ـو.عها أخذت مجراهاعلي خديها
تُخبره مدي ألامها
فجثي علي ركبتيه أمامها وبدء بفرك أيديها قائلا بنـ.ـد.م :
انتي كويسه ، ردي عليا ياليلي
وأخيرا نطقت بصعوبه : انتوا ليه بتعملوا فيا كده
وأتت بذهنها كلمـ.ـا.ت معتز
" ديه واحده رخيصه ..عاهره "
فتأوهت بصوت ضعيف : أه ..قلبي بيوجـ.ـعني اوي
فكل شئ أصبح يضغط عليها بشـ.ـده ..تحب رجلا لا يعترف بها في عالمه .. اخ تركها بمفردها وتخلي عنها .. والدين رحلوا ليتركوها في حياه قاسيه .. واخرين يطعنون في شرفها ...وكيف لا يطعنون ولا أحد بجانبها يأخذ لها حقها
وتمتمت بألم : هتفضلوا لحد أمتي تو.جـ.ـعوني .. وانا بسكت
ليه جبتني من بلدنا .. ليه بتكرهوني ونفسكم تخلصوا مني
فشعر بأنها لا تُخاطبه وحده .. ونظر اليها طويلا ولم يُصدق أن كبتها وألامها أنفجروا اليوم
وعنـ.ـد.ما اعتدلت من جلستها هتفت بمراره : انا همشي من هنا وهرجع بلدنا
وكانت كلمـ.ـا.تها كالصدmه ... فأدرك أنها سترحل وستضيع منه فهو رجلا مشتت يعيش بين الماضي والحاضر
ووقفت كي تركض من أمامه الا ان ذراعيه تلقتها وهو يهتف بحب : ليلي انا بـــحبـــــك ..
ورغم ان تلك الكلمه دوما حلمت بها منه وكانت تراها مستحيله .. الا ان شغفها قد ضاع
فضمها أكثر اليه وهو يُتمتم : مش أحنا اتفقنا اننا هنبدء صفحه جديده ياليلي
وتابع : ليه لما بقيت أقرب منك ..انتي بتبعدي
فضحكت بمراره : قدرنا كده .. لان انا الخدامه وانت السيد
ووضع بيده علي فمها لينهرها بقسوه : اوعاكي فيوم أسمعك تقولي كده ..
فحاولت ان تبتعد عنه .. الا ان تلك القبله التي باغتها بها
جعلتها تقف ساكنه ..بلا حركه
حتي انهم لم يشعروا بحسنيه التي وقفت علي أعتاب الباب وقد جائت للأطمئنان عليها .. وبعد ان كانت تبكي عليها وعلي قسوة الزمن لها  .. أبتسمت وهي تري أخيراً جنون ذلك الذي ظنت بأنه سيظل أسير الماضي
وهتفت بصوت خفيض قبل أن تُغادر الغرفه : كان لازم يحصل اللي حصل ده عشان تنطق أخيرا ..
وتابعت ضاحكه : الرجـ.ـاله ديه عجيبه .. ميعرفوش قيمتنا غير بعد و.جـ.ـع قلب ...
.................................................................
جلست حنين أرضً رافعه ركبتيها لأعلي .. وتُقضم أظافرها تارة وتارة أخري تُخبر صديقتها عن ماقاله زين لها 
لتهتف خديجه أخيرا : يعني قالك هيطـ.ـلقها
ثم تابعت : يبقي الراجـ.ـل بيحبك ياحنين
واكملت بمرح : زين نصار بجلالة قدره بيحب صاحبتي الغـ.ـبـ.ـيه
ليحتقن وجه حنين وتمتمت بغضب : انتي مش ملاحظه انك بتهزئيني كتير الأيام ديه .. وانا ساكته
اقفلي انا غلطانه اني بتكلم معاكي أصلا
وكادت أن تُغلق الهاتف الا ان صوت خديجه المتلهف أتاها : خلاص ، خلاص ..كملي وقوليلي بقي انتي زعلانه ليه دلوقتي
فتنهدت بأسي : انا كده هكون خرابة بيوت ياخديجه
لتتنهد خديجه وهي تُتمتم : هسألك سؤالين وجاوبي عليهم
فتمتمت هي : اسألي
فتسألت خديجه : انتي أخدتيه من مـ.ـر.اته وجريتي وراه ولا هو الي أتجوزك بأرادته بل وكمان غـ.ـصـ.ـب عنك
فنطقت وهي تتذكر بداية قصتها معه : ما انتي عارفه سبب جوازنا من الأساس .. وأزاي كنت بستنجد بي من هاشم بس للأسف
فأبتسمت خديجه وهي تُتابع : أدي اول سؤال أنتي رديتي علي نفسك فيه .. انتي كنتي ضحيه للقدر ياحنين ..يعني انتي المظلومه في كل ده .. انتي ولا كنتي ت عـ.ـر.في زين ولا عمرك شوفتيه ولا حتي سعيتي وراه
ورغم أنها كانت تشعر بصدق كلمـ.ـا.ت صديقتها ..انتظرت سؤالها الأخر .. لتُتابع خديجه : من ساعة ما اتجوزك عملتي حاجه تشـ.ـده ليكي .. لبستي فستان حلو .. ظهرتي قدامه علي انك جميله في يوم ..جذبتيه ليكي في حاجه
فشعرت بتدفق الدmاء لرأسها .. وتذكرت هيئتها
التي دوما تظهر بها أمامه .. فضحكت قائله : ده عمره ما شافني غير ببيجامـ.ـا.ت تويتي وميكي موس
فأنفجروا الأثنان ضاحكان .. لتتنهد خديجه قائله : ده المفروض ينفصل عنك انتي مش هي .. بصراحه الراجـ.ـل ده عجيب في حد يحب جعفر
لتتسع حدقتي عينيها وهي تستمع لتشبيه صديقتها لها "بجعفر" ..رغم انها تعلم ذلك ولكن شئ بأنوثتها قد تحرك فتنهدت بضيق :
راعي مشاعري شويه ، وبطلي تشتميني
وتابعت بفخر : وعلي فكره انا لو عايزه اكون زي رحمه هكون .. بس انا ماليش مزاج
لتضحك خديجه قائله : والله ياريت
وأكملت بنبره جاده : متضيعيش حياتك من أيدك ..ومتحمليش نفسك ذنب انتي ملكيش دخل فيه .. ده قدرك ياحنين أقبليه وعيشيه اكيد ربنا ليه حكمه في كده
فتمتمت بصدق : ونعمه بالله....
................................................................
نظرت ليلي اليه ببتسامه حانيه بعدmا غفا أخيرا .. لتغلق القصه التي بيدها .. فساعتان قضتهم تُحايل فيه أن لا يغضب منها
لأنها لما تحضر لحظه أطفاء شموع عيد ميلاده ..ورغم انها أخبرته بأنها تعبت فجأه الا انه تذمر بطفوله
وها هو اخيرا ينعم بنومه .. بعد أن سامحها
فأنحنت نحوه تُقبل جبينه وشعرت بألم ظهرها بسبب جلستها
لتجده يقترب منها قائلا : نام
فرفعت وجهها نحوه وهي تبتسم : كان زعلان اوي مني عشان مكنتش معاه لما طفيتوا الشمع
ليجذب اياد يدها نحوه قائلا : السنين جايه كتير معانا ان شاء الله
وتذكر أحداث تلك الليله بأرهاق ..فحمدلله بأن كل شئ صار علي خير
فهمست بصوت خافت : انا أسفه لأن انا...
وقبل أن تُكمل باقي عبـ.ـاراتها .. هتف بدفئ : هووس ..مش عايزه أسمع اي كلمة أسف تاني منك .. اللي مفروض يعتذر هو انا
ونظر الي صغيره النائم بهدوء .. وهمس : تعالي يلا نخرج لأحسن يصحي
فتابعته  خارجاً... بعدmا أغلقوا الأنوار
وهتفت بهدوء  وهي تلتف بجسدها نحو غرفتها : تصبح علي خير
وطوق خصرها بذراعيه من الخلف .. وانحني نحو أذنها هامس : حشـ.ـتـ.ـيني و 
فأرتجف جسدها الذي بدء يختبر لأول مره تلك المشاعر
ووجدته يُداعب عنقها قائلا بتسأل :  انت عندك وحمه في رقبتك ياليلي ، ونظر طويلا ليضحك : فراوله
فأزالت ذراعيه عنها ...وأبتعدت بخجل ..ليجذبها ثانية اليه ويٌقبلها عليها ليُتمتم بعدها بأستمتاع وكأنه حقاً يتذوق طعم الفراوله : أمممم ، طعمها جميل اووي
فحركت جسدها قليلا ..كي تتحرر من قبضتي يديه
الا انه حاصرها مُجدداً كي يبقيها معه اكثر : كنتي بتحكي لسليم حدوتة ايه
فهمست بخفوت : سندريلا والأمير
لتجده يرفع بعض خصلات شعرها ويضعها خلف أذنها قائلا بمشاكسه : طب وابوه ملهوش حدوته حلوه .. تحكيهاله
واخيرأ أستطاعت ان تبتعد عنه .. فجسدها أصبح لا يقوي علي تلك المشاعر
وهتفت : انت كبرت علي الحاجات ديه علي فكره
وركضت من أمامه وهي لا تُصدق بأن علاقتها ب أياد أصبحت هكذا ... فالجليد بينهم قد ذاب
وقبل ان تغلق باب غرفتها ..وجدته يردف وتمتم بمكر : مدام مافيش حدوته ، قربي بقي عشان أقولك حاجه
وظنت بالفعل أنه سيُخبره بشئ .. فجذب يديها نحوه ليُقبلهما برقه قائلا : احلام سعيده ياملاكي
وغادر بعدها الغرفه .. ليتركها تقف مذهوله مما حدث
..................................................................
أخذت تتقلب في فراشها وهي لا تُصدق بأن زين قد ترك لها الغرفه ... ونقل كل حاجته لغرفه أخري بعيدا عنها
فشعرت بملوحة دmـ.ـو.عها علي شفتيها لتُتمتم بعدها : كده يازين تبعد عني عشان ديه
وتذكرت حنين ..فتمنت لو كانت امامها الأن لتقــ,تــلها
وجذبت هاتفها من جانبها لتنظر الي الوقت ..فالساعه تجاوزت منتصف الليل
ولكن لم تستطع أن تصبر أكثر من ذلك .. فما يدور بعقلها لا ينتظر ..لتُهاتف فادي ..الذي عنـ.ـد.ما رء رقمها أجاب بتلهف : رحمه انتي كويسه
لتُتمتم رحمه بصوت باكي : زين هيضيع مني يافادي ، انت لازم تنفذ اللي قولتلك عليه ..لازم تجيبها شقتك بأي طريقه
فأزداد غضب فادي منها ..فكلما تذكر ما أخبرته به صباحاً وان يصطبحب حنين لشقته ويُخدرها ويجعلها عاريه حتي يأتي زين ليكتشف خيانة زوجته معه
ورغم ذلك أراد أن يكون هادئ أمامها ..حتي يقنعها بأنه سيُنفذ خطتها التي من الممكن ان تستأجر احد لفعلتها .. فرحمه اصبحت الغيره تعميها بشـ.ـده ..ولن تشفق علي تلك الفتاه الا اذا رأت زين يُدmرها
لتهتف رحمه بتسأل : فادي انت روحت فين
وتابعت برجاء : فادي انت قولتلي انك ديما هتكون معايا وهتساعدني .. لازم يافادي تنفذ اللي قولتلك عليه
ليغلق فادي عيناه بضيق وهتف ببرود : تمام يارحمه ..قبل ما أسافر لبنان هنفذ اللي انتي عايزاه
فعادت تتسأل : امتي طيب ؟
ليزداد ضيقه : انتي عارفه ان من الصعب أقدر اجيبها شقتي .. فسبيني أفكر كويس
واغلقت بعدها الهاتف .. لتنظر الي هاتفها بشر قائله : امتي أخلص منك زي ما سمحتلك تدخلي حياتنا
...................................................................
نظرت الي معصميها المُكبلان بألم وهي مازالت الي الأن لا تُصدق بأنه انتهك شرفها .. وانها بعد أن كانت تطوق لليلة زفافها مع من أختاره قلبها .. لتعطيه كل شئ وهي تُخبره أنها ظلت طيلة عمرها تُحافظ علي جسدها وقلبها اليه
فهبطت دmـ.ـو.عها ..واتبعتها ضحكه ساخره ظهرت علي محياها وتنهدت بألم : أنا أسفه ياطارق ، أسفه اني محفظتلكش علي نفسي
وتمتمت بصوت ضعيف : تعالا بقي ..انت قولتلي انك هتفضل طول عمرك سندي ومش هتسبني لوحدي
وبعد أن شعرت بأن كل شئ داخلها يحترق ..نهضت بصعوبه وهي تُحرك السلسال الحديدي خلفها ..
فالقذر بعدmا سلب ما أراد عاد لتقيدها ثانية
ووقفت أمام الشرفه الصغيره المُضائه بنور القمر الساطع
وظلت تُطالع الظلام الذي اندست روحها داخله بسبب ذنب لا تعرفه
لتسمع صوت الباب يُفتح ..فأغمضت عيناها وهي تكره ان تراه
ووجدته يقترب منها ليتسأل : بعد يومين المأذون جاي ياعروسه
فهتفت بصياح : قولت مش هتجوزك ، انا عندي امـ.ـو.ت ولا اني أتجوز شيطان زيك
فضحك حاتم بسخريه قائلا : بتدلعي علي ايه .. احمدي ربنا اني قابل بيكي ..مش كفايه انك مش بـ.ـنت
لتدmي الكلمه قلبها .. فمن أنتهك حرمة جسدها يُخبرها بأنها اصبحت لا شئ ..فتمتمت بألم : انت فعلا شيطان ، ربنا ينتقم منك
فطالعها حاتم بضيق ..وتنهد قليلا ليُجذبها نحوه بقوه
وظلت شفتاه تتحرك علي وجهها ولكنها كانت تصرخ وتنفر من لمساته ... الا ان تركها بعد ان صفعها علي وجهها ليهتف بتوعد : انسي انك تشوفي النور تاني ياسهيله ،  وهتكوني مراتي
وخرج بقسوته ..صافعا الباب خلفه .. لتنظر الي يداها المُكبلان وهي تُتمتم : يــــارب ...
...................................................................
ظلت حنين تنظر الي الساعه التي أمامها .. فقد اصبحت في الثانيه صباحاً ... لتتنهد بتسأل : ياتري نايم ولا صاحي
وتابعت وهي تتحرك بغرفتها بلا هواده : طب هروحلة أوضته دلوقتي ازاي ، كده هيفهمني غلط
ثم تنهدت بتذمر : يييه انا ليه عايزه اروحله اوضته ..
وبعد صراع دام طويلا .. خرجت من غرفتها بهدوء وظلت تسير علي اطراف قدmيها حتي لا يستيقظ احد ويراها
وتسألت بخفوت وهي تُحادث نفسها : انا شكلي نسيت انهي اوضه الخدm نقلوا هدومه فيها
وضـ.ـر.بت رأسها بيدها كي تتذكر لتهتف اخيرا : ايوه هما راحوا ناحيه اليمين ..انا هروح ادور بقي في الأوض اللي في الجزء ده
وفتحت أول غرفه قابلتها بهدوء ..  ثم فتحت الغرفه الثانيه..فأبتسمت بعد أن رأت جسده مُسطح علي الفراش الواسع رغم ظلام الغرفه
وتحركت للداخل وهي لا تُصدق بأنها في غرفته
وبعدmا أغلقت باب الغرفه بهدوء تمتمت كي تُطمئن نفسها : اهدي ياحنين ، انتي هتتفرجي عليه وهو نايم وبس ..اهم حاجه متعمليش صوت
وحركت قدmاها ببطئ .. حتي أقتربت من فراشه
لتتأمل ملامحه بوضوح .. فأبتسمت وهي تري كم هو جذاب بشعره المُشعث .. ولحيته الخفيفه ..حتي في نومه تري رجولته الطاغيه
وتنهدت بهدوء : انت جميل اووي يازين
ومالت نحوه قليلا .. كي تلامس وجهه بأطراف أناملها
وعنـ.ـد.ما شعرت بتحرك جسده ..أنبطحت أرض وهمست :
انا كده روحت في داهيه ..هطلع من هنا ازاي
وظلت لدقائق علي وضعها هذا .. ورفعت وجهها قليلا
فوجدته مازال غافياً .. فلو كان استيقظ لنهض علي الأقل
وجلست علي ركبتيها وظلت تتأمله  بنظرات طويله وهي لا تعلم لما اليوم تطوق اليه وتشعر بأنها تود ان لو يحتضنها
وتُخبره بأنها تحبه ..
ومرت دقيقه ..ليتبعها أخري وهي مازالت تُحدق به دون ملل
حتي شهقت بفزع وهي تراه يفتح عيناه ..وكادت ان تنهض الا انه جذبها ..فسقطت فوقه ليتسأل بمكر : مش عيب ندخل اوضة راجـ.ـل غريب ونقعد نتفرج عليه وهو نايم
ثم جعلها تميل ليميل عليها ..فتمتمت بخـ.ـو.ف : أيه ده انت مين وانا فين
فطالعها زين بشك .. لتُكمل لعبتها : انا شكلي رجعت امشي تاني وانا نايمه
فحرك جسده بعيدا عنها ..وهتف ضاحكاً : للأسف ممثله فاشله
فأعتدلت من فوق الفراش ..بعدmا اخيرا سمح لها بالتنفس وتمتمت بتذمر : انت مش مصدقني ، طب براحتك
وتابعت قبل ان تنهض : اصلا انا ايه اللي هيجبني اوضتك ..
فلمعت عين زين بمكر وهو يُطالعها وتمتم بوقاحه : يمكن عايزه تنامي جنبي ولا حاجه
فشعرت بسخونه وجهها .. ليضحك قائلا بغمزه بسيطه: مش عيب صدقيني تنامي جنب جوزك
وكادت ان تنهض من فوق الفراش .. وتذهب لغرفتها كي  تلعن غبائها وتهورها .. ولكنه جذبها قائلا برجاء : خليكي ياحنين ..ومتخافيش مش هلمسك
وتسطح علي الفراش بهدوء وطالع الفراغ الذي امامه ..فوجدها تُتمتم : عايزه اشرب
فألتف اليها بطرف عينيه ونهض من نومته ليجذب الأبريق وكوب الماء الموضوع علي المنضده التي بجانبه .. وبعد ان سكب المياه
أعطاها الكوب .. لترتشف منه القليل
وبعدها أعطته الكوب كي يضعه في مكانه
ونظر الي شفتيها فوجد بعض قطرات المياه بجانب ثغرها
فمدّ أطراف انامله نحوها وبدء يمسح القطرات هامسً : هتنامي هنا ..
فتأملته..وشعرت بأن لمساته تجعلها كالمسحوره نحوه
فحركت رأسها ..فأبتسم زين قائلا : ربنا يهديكي ديما ياحنين
وتمدد علي جانبه الايمن وأغمض عينيه ...فظلت تُطالعه وتُطالع باب الغرفه وهو تُفكر لماذا ستُنفذ رغبته اليوم في بقائها معه ..لماذا هي تطوق لصوته وقربه
وأرادت ان تفر هاربه ..الا انها اخيرا أستسلمت لقلبها وتمددت بقربه واصبح وجهها امام وجهه ..وانفاسهم قد اختلطت بدفئ ساحر
ففتح عيناه ليتسأل : برضوه مش هتقوليلي جيتي الأوضه ليه
فتنفست بصعوبه وهمست : ما انا قولتلك
فضحك وهو يتأمل ملامحها المُرتبكه وتنهد : برضوه
فحركت رأسها بالأيجاب .. ليضم رأسها لصدره قائلا : ماشي ياستي
وعنـ.ـد.ما شعرت بالخطر ..أبتعدت عنه سريعا حتي أصبح جسدها علي طرف الفراش .. لتهتف بعدها : ننام بأحترام لو سامحت
وضحك حتي أدmعت عيناه وهو لا يُصدق بأن بعد هذا العمر .. وما رأه من لهفة النساء عليه ورغبتهن لو يمتلكهن ل ليله واحده ..يُحب تلك الحمقاء بل ويود لو يخفيه في ضلوعه
فتأملته بحنق وهتفت بتذمر :انت بتضحك علي ايه ..ان غلطانه اني وفقت انام هنا
فهتف وهو يكتم صوت ضحكاته : خلاص ..هنام بأحترام
وأغمض عينيه وتظاهر بالنوم ..الي ان غفت أخيراً فتنهد ضاحكا : يتمنعن وهن الراغبات
وأقترب منها قليلا ليتأمل ملامحها الهادئه .. فمال علي جبينها ليلثمه بقبله دافئه وهمس بدفئ : عمري ما سمعت قلبي بيدق لغيرك انتي ..
الي ان سمع صوت أذان الفجر يعلو ..فنهض من جانبها كي يذهب للصلاه ...
................................................................... 
طاوقت عنقة بذراعيها .. بعدmا أنتهت من ربط رابطة عنقه
ليطبع هاشم قبلها رقيقه علي شفتيها : الدلال ده هيمـ.ـو.تني ..انتي ايه اللي حصلك
لتضحك هبه بقوه ..فتنهد هاشم بضيق : انتي مش عايزاني أنزل الشغل ولا أيه ياهبه
وهمست برقه : انا لو عليا اخليك طول الوقت جنبي وفي حـ.ـضـ.ـني ..بس هنعمل ايه بقي أمرنا لله ..
فطالعها هاشم بعشق ..فرغم كل شئ حدث بينهم الا انهم اعادوا حبهم ثانية ..وغفرت له أخطائه وهذا ما يجعله كل يوم ممتن لها ..شاكرا الله بأنه منحه زوجه مثلها نقيه
ووجدها تهتف : صحيح لمياء صاحبتي رجعت من امريكا .. وعايزاني انزل معاها نشتري شوية حاجات ونروح النادي بالاولاد
وعند ذكر أسم تلك المرأه ..التي لم يكن يرتاح لها يوماً هتف بضيق : ايه اللي رجعها تاني ، مش كلنا خلصنا منها
فتنهدت هبه بحنق : هاشم ديه صاحبتي ، انا مش عارفه انت ليه بتكرهها كده ..
فضمها هاشم بذراعيه وتمتم بدفئ : خلاص ياستي روحي ..وابقي سوقي براحه ماشي
فهتفت بسعاده .. وعانقته بقوه  : بمووت فيك ياحبيبي
.................................................................
نظر حاتم بمكر الي مسعد الذي يقف أمامه قائلا : قولتلي بتشتغل فين
ليهتف مسعد : في مصنع بتاع أحذيه ياباشا
وتسأل : هو انت عايز ايه من البـ.ـنت ديه .. مش انت ياباشا اتفقت مع هاشم بيه انك خلاص هتسيبها في حالها
ليُطالعها حاتم بضيق ..فذكر هاشم له يجعله في مزاج سئ
فهاشم قد أبتعد عنه وعن اي طريق حـ.ـر.ام ..حتي انه اخبره أن علاقتهم قد أنقطعت تمام
ولمعت عيناه بخبث وهو يُفكر في خطته .. فمنذ ذلك اليوم الذي طلب منه أن يُحرر تلك  الفتاه من قبضته ..شعر بأن يوجد شئ بينهم
وها هو الان دوره كي يجعلها تذهب لهاشم تستنجد به ..ثم يهاتف اخيها ليُخبره بأن اخته تُدنس شرفهم ...
ويحدث ما يطمح اليه .. فبالتأكيد سيُقــ,تــل هاشم او سيُصاب وتُهدر سمعته ..فكل ما يعنيه ان يُلقي هاشم درسً لنفيه عن حياتهم الشريفه تلك التي يسعوا اليه ويتركوه هو في وحل شيطانه
فطالعه مسعد بشك .. وهو يري ملامح وجه تتغير وهمس داخله : امتي الباشا الكبير يؤمر بأننا نخلص منك ..وتبقي ورقه خسرانه
وتسأل مسعد : انت روحت فين ياباشا
ليضحك حاتم بشر وهو يُخبره : روحلها المصنع اللي بتشتغل فيه .. وقولها الباشا عايزك لاما هيفـ.ـضـ.ـحك بالصور والفيديو اللي عنده ليكي
وبالفعل انصرف مسعد ليُنفذ اوامره .. وبقي هو يفكر في امر تلك التي يسـ.ـجـ.ـنها في مزرعته النائيه
...................................................................
أنهت حنين دوام عملها بسعاده ..فاليوم تشعر بأن داخلها شئ قد بدء تغير ...حتي انها عنـ.ـد.ما أستيقظت صباحاً وفرت من أمامه هاربه الي غرفتها .. كانت اول شئ قابلتها
هي مرآتها لتتأمل وجهها الأحمر الذي يكسوه السعاده ..
وتسألت كل هذا بسبب ليله قضتها بجانبه علي الفراش
وجاء بذهنها فادي  الذي لاحظ لمعة عيونها ..وكان يبتسم لها كأنه يُخبرها انه يُريدها سعيده دوماً ..فهي اصبحت تشعر بطيبة نواياه
وتأملت المكان الذي ينتظرها فيه السائق ليعود بها للمنزل
ولكنه لم يأتي .. وفجأه وقفت سياره تعلمها تمام
لتجد السائق يخرج من مقعده كي يذهب ليفتحه لها ..
الا انها هتفت : خليك ياعم سيد ..انا هفتحه عادي
وتابعت بضحكه لطيفه لذلك الرجل الطيب : ده حتت باب يعني
فأبتسم اليها الرجل بأمتنان ..وصعدت لتجلس بجانب زين الذي اول ما رأها... ترك الجهاز الألكتروني الذي كان يُتابع عليه اعماله
وانحني قليلا ليُقبل وجنتها ليهمس بدفئ : حشـ.ـتـ.ـيني و  ..
فشعرت بالحرج من أبتسامة السائق التي شاهدتها في المرآه
وتمتمت بخفوت : انت ايه اللي بتعمله ده يازين
فضحك زين وهو يتأملها هامسً بجانب أذنها : انتي حلوه كده ليه النهارده
ثم تابع بمكر : يكونش بسبب ..
وقبل ان يُكمل باقي عبـ.ـاراته ..ابتعدت عنه حتي ألتصقت ب باب السياره
ليضحك بشـ.ـده علي هيئتها .. وتنهد وهو يُشير لها كي تقترب : تعالي ياحنين هقولك حاجه مهمه صدقيني
وبالفعل أقتربت منه ..وتسألت : ايه ؟
فعاد يضحك ..لانها أستجابت لخدعته .. وحركت شفتاها بأمتعاض .. ليُحاوطها بذراعه
فبدأت تحاول ازاحته عنها ..
ووجدته يهمس ......
"فيكي حاجه حلوه ياحنين ..حاجه فيها سحر خاص بيكي "
وأبتعد عنها ببتسامه لعوبه كي يري ملامح وجهها
فأرتبكت وأخذت تتحرك بعينيها يميناً ويساراً
وسكن الصمت بينهم للحظات ..ولكن صمت الألسنه لا يغني عن صمت القلوب ..
فقلوبهم اخذت تدق بقوه ..حتي ان العقل بدء ينسحب 
لينظر زين الي وجهها الذي يشع أحمراراً
فوجدها تلتف اليه ببطئ ..حتي تلاقت أعينهم
فأتسعت أبتسامته وهو يري لمعة وبريق عينيها
ومدّ بيده نحو يدها ليحتويها بدفئ ..حتي ان الدفئ قد صار لباقي جسدها ..فنظرت الي أيديهم المُتشابكه وتنهدت وهي لا تعلم
أتطلق سراح قلبها له ؟
أتُصدق مشاعره نحوها وتحيّ معه الباقي من عمرها ؟
أتترك القدر يقود علاقتهما ؟؟
أسئله كثيره كانت تدور بعقلها دون رحمه
وأفاقت علي صوته الهادئ وهو يخبرها : علي فكره احنا وصلنا
فتأملت المكان الذي وقفت فيه السياره ..لتجد أحد المطاعم الفخمه ذات أسم مشهور ومعروف
ليبتسم زين قائلا بمشاكسه : نفسي تفضلي هاديه كده
ومدّ بيده الثانيه نحو خدها الناعم ..ليشـ.ـد وجنتها اليسري وكأنها طفله صغيره وهتف بحنان :
لا ده انتي فيكي حاجه مش طبيعيه النهارده
لتتنهد حنين قليلا ..فهي الأن تُصارع بين عقلها وقلبها
وتشعر بأنها في حلم ..وان الرجل الذي يجلس بجانبها ليس ذلك الرجل الذي سمعت عنه دوما بأنه قاسي لا تُحركه المشاعر
وعنـ.ـد.ما أشتد في قرص وجنتها ..تأوهت
فضحك قائلا : هتفضلي قاعده سرحانه فيا كده كتير
فحدقت به بقوه وهي تخبره : انا مش سرحانه فيك ..
ورغم أنها كانت بالفعل شارده في ملامحه .. الا انها عنـ.ـد.ما رأت محل زهور وحبيب يجلب لحبيبته باقة جميله ليُعطيها لها..أشارت نحوهما قائله : بص وراك كده
ليلتف زين نحو ما تُشير اليه .. وطالع المشهد الذي قد أنتهي وابتسم بهدوء دون ان يظهر شئ من مشاعره
فظنت بأنه يسخر من ذلك المشهد، فزين ليس ذاك الشاب المُحب وهي ليست تلك الفتاه
وأفاقت من شرودها علي صوت السائق وهو يُخبر سيده : خليك انت ياباشا
فألتفت نحو زين الذي غادر بالفعل السياره... وقد علم سائقه وجهته دون ان يُخبره حتي ..
ووجدته يتجه نحو محل الزهور .. ويطلب من صاحبته باقه 
فأبتسمت وهي تلعن نفسها لأنها لم تفهم نظرات أعينه لها
وظنت بأنه ليس رجلا حنونً
ليتنهد السائق الذي عاشر سيده لسنوات وعلم طباعه :
زين بيه رغم انه بيبان قاسي وصعب ومتقدريش تفهميه ..بس هو طيب اووي
أطيب مما تتخيلي يابـ.ـنتي
وتابع بهدوء : وشوشنا غير قلوبنا
فطالعته حنين بأمتنان .. ونظرت نحو زين القادm بلهفه وهي تراه يحمل باقة الزهور ويقترب من باب السياره بعد أن أشار لسائقه بأن يظل جالس في مقعده
وذهب نحو وجهتها ليفتح لها الباب وهو يهمس بدفئ :
هتفضلي قاعده عندك كده
لتخرج اليه وهي تعدل من هندام ملابسها التي قد تجعدت .. وتسألت بلهفه وقد نسيت كل شئ : الورد ده ليا صح
فأبتسم وشعر بأن المراوغه مع حمقائه ستكون ممتعه ..فهتف : لاء
فوجدت نفسها تضـ.ـر.ب ذراعه بخفه .. ليُطالع المكان حوله ضاحكاً : بقينا نهزر بالأيد كتير
ومال نحوها وهو يهمس : مقدرش أشوفك نفسك في حاجه ومحققهاش ليكي رغم بساطتها
واعطاها الباقه بحب حقيقي : يمكن مبفهمش في الرومانسيه ، يمكن طبعي صعب .. يمكن أنسان مش مفهوم
بس أكيد أنا فاهمك ياحنين
فألتقطت منه الباقه بأعين دامعه .. فكلمـ.ـا.ته كانت يبدو عليها الألم ..ألم المعاناه 
وكادت أن تنطق بكلمة شكر الا انه تقدmها .. نحو المطعم
فصارت خلفه لتري كم أن الجميع يحترمه ويهابه
وظلت مُحتضنه الباقه حتي ألتف اليها بعد ان تمالك مشاعره قليلا وقادها نحو طاولتهم
ثم أزاح لها المقعد خطوه للخلف .. فنظرت اليه بهدوء
وجلست ..ليجلس هو أمامها
وطالعته وهو تخبر لسانها الأحمق : أنطق قول كلمه ، أشكره طيب ..هتفضل غـ.ـبـ.ـي كده ليه
وأنتبهت اليه وهو يسألها : أطلبلك زي ولا انتي هتختاري
فحركت رأسها وهي تُتمتم : لاء زيك ..
فأخذ النادل الطلب ورحل بعد أن دون الطعام الذي لم تسمعه ..فهي كانت شارده في توبيخ لسانها
ونظرت اليه ..ثم أشتمت الورد وهي تهتف بسعاده : شكرا اووي ، انت متعرفش أنا كان نفسي قد أيه اني أعيش قصه حب وحبيبي يجبلي ورد ..
فألتمعت عين زين ..وهو يري سعادتها وتمني لو كان حقاً
هو حبيبها
ورأها تتحرك من فوق مقعدها وتقترب منه .. وألتفت حولها
وظلت تُحدق في الأشخاص الموجودين بالمطعم وكل منهما مشغول بوجبته او بالحديث مع ضيفه
وكاد أن يسألها ما بها ..الا انه وجدها تُطبع قبله علي وجنته
وبسرعه البرق أبتعدت عنه ..لتترك لأنفاسها العنان
وهي تُطالع نظراته التي لا توحي بشئ ..
وتمتمت بصوت منخفض : انت زعلت  ..انا
فوضع بيده علي يدها وهمس بحب : أزعل ..
ثم تابع بحنان : عارفه ياحنين ديه أسعد لحظه في حياتي
القليل منك بيسعدني
فشعرت بالأرتباك من كلمـ.ـا.ته .. وكادت أن تُخبره بأنها أيضا سعيده معه
الا ان قدوم النادل بالطعام جعلها تتراجع وتزيل يدها عن يده
ونظرت الي الأطباق وهي تُضع وفتحت فاها بصدmه
ليُطالعها زين بعد أن رحل النادل ..
وتسأل وهو يضحك : اوعي تقوليلي مبتحبيش السمك
فلمعت عيناها وهي تري وجبه الاسماك الجميله بحق
ولكن كيف ستأكل هذه الوجبه أمامه وبهذا المكان
فالكل يأكل هنا بطريقة الغرب التي لا تروق لها
وتنهدت بيأس : لاء بحب السمك ..واشارت نحو الشوكه والسكين
وأكملت : انا هاكل ازاي السمك بالشوكه والسكينه
السمك ده عايز بالايد وبس
فضحك وهو يتأمل ملامح وجهها المُمتعضه وتمتم : كلي بالطريقه اللي تعجبك ياحنين
وتخلي عن شوكته والسكين وقد كان بدء بالفعل أمساكهم ليتناول بهم الطعام  وأكمل : مافيش أحسن من الاكل بالسنه ..بس غـ.ـصـ.ـب عن الواحد لازم يتعلم برتوكلات الوجه الاجتماعيه
فأبتسمت بأمتنان ..لكلمـ.ـا.ته ..ووجدته بدء يُقطع لحم السمك بيده
ويبتسم لها قائلا : تحبي أكلك بأيدي
وبالفعل نفذ ما اخبرها به لتبتلع الطعام بسعاده وعنـ.ـد.ما حاول فعل ذلك مجددا أشارت بتذمر : لاء انا هاكل خلاص لوحدي ، انت لو فضلت تأكلني مش هتاكل
ونظر لها بدفئ وبدعابه : ايه رأيك انا اكلك وانتي تأكليني
فضحكت ..وتناولت أحدي السمكات لتُخبره : لاء كل واحد يأكل نفسه بنفسه
فضحك هو الاخر ..واخذ يُطالعها للحظات وهي تأكل
ثم بدء يُكمل طعامه .. وهو لا يشعر بشئ سواها
.................................................................
نظرت حسنيه الي ليلي الجالسه امامها ..بعدmا انهت للتو مقابلة معتز الذي جاء ليعتذر لها ويُخبرها بنـ.ـد.مه
وتنهدت بحب : ربنا يحميكي يابـ.ـنتي ، أنتي فعلا جوهره
وأقتربت ليلي نحوها .. وقبلتها بسعاده  :
ياداده ربنا بيعفو وبيسامح أحنا العباد مش هنسامح
فطالعتها حسنيه بحنان .. لتُتابع ليلي بلهفه : المهم سيبك من كل ده وقوليلي بقي ياداده ياجميله انتي ياحلوه
فضحكت حسنيه بقوه .. لتُكمل ليلي : هتقعدي معانا ومش هتمشي مش كده ..ارجوكي ياداده خليكي هنا ومتسبنيش لوحدي
لتبتسم حسنيه وهي تُخبرها بمشاكسه : وانتي هتحتاجي مني ايه تاني ..ماخلاص انتي أياد معاكي ..
وغمزت بأحدي عينيها : اياد بقي ولا داده حسنيه العجوزه
لتخجل ليلي ..وسريعا ما نطقت : انتوا الأتنين
فطالعتها حسنيه ضاحكه .. وتنهدت بيأس : يابـ.ـنتي انا كبرت وعايزه ارجعي بلدي ارتاح وسط أهلي وناسي
فسقطت دmـ.ـو.ع ليلي وهي تستمع لكلمـ.ـا.تها .. فنهضت حسنيه لتحتضنها بدفئ : خلاص ياليلي اوعدك اني هفضل معاكي لحد ..
ومالت علي اذنها قبل أن تذهب للمطبخ الذي تعشقه : ما تجيبي لينا أخ او أخت لسليم
وبعد أن كانت تبكي ..أنفرجت شفتاها بشهقه
فطالعتها حسنيه ثم رحلت ..لتتركها تجلس في الشرفه الواسعه التي تطل علي الحديقه
وظلت علي هذه الوضيعه حتي وجدت أياد يقترب منها من الُسلم الخارجي للشرفه
وقبلها علي شفتيها ..وبعدmا أبتعد ضحك وهو يغمز لها : بصراحه كانت مغريه
فأغمضت عيناها وتمتمت بخجل : علي فكره عيب كده
ليقترب منها ثانية .. وعنـ.ـد.ما شعرت بأنفاسه التي عادت تقترب من وجهها ..فهمت ما كان سيفعله
فأبتعدت بالكرسي الذي تجلس عليه ووضعت بيدها علي ثغرها
ليرفع أياد احد حاجبيه وهو يُطالعها بمكر: عيبك أنك بتفهميني صح ياليلي
ومد بيده ليجذبها نحوه ..حتي أرتطمت بصدره واصبح لا يفصل جسدهما شئ سوي أنفاسهما وعطره الذي يُدغدغ جميع حواسها
فأخذت تُحرك جسدها كي يتركها ..الا انه طوق خصرها بقوه ..فتمتمت برجاء : اياد أبعد أرجوك
ليغمض عيناه وهو يهمس : أسمي طالع من بين شفايفك زي النغم ..
وتابع : شايفه أياد لوحدها حلوه ازاي مش زي أياد بيه
فأبتسمت .. ليتأملها بحب : بطلي حركه بقي ..مش هسيبك
وهمست برقه : أياد
فأبتعد عنها وهو يهتف : ليلي امشي من قدامي دلوقتي ..
لتحصل حاجات مش هتعجبك
وبالفعل رحلت من أمامه وهي تضحك
وتنهد وهو يُتمتم : أمتي الشهر ده يخلص وأعلن جوازي منك ياليلي
................................................................
تأملها عمها الجالس بهدوئه وتنهد بضيق : الست الشاطره هي اللي تجذب جوزها ليها يازينب مش تروحي لدجالين
لتنظر لعمها بوجه شاحب وهي تُخبره ببكاء : ياعمي انت شايف معامله ياسين ليا ازاي ..ديما كارهني
وتذكرت ليلي بحنق وكادت أن تهتف بأسمها أفظع الشتائم
الا انه الحاج ناجي هتف بقوه : انتي اللي خايبه ..مش عارفه ازاي تكسبي قلب جوزك
ونهض من أمامها وهو يُشير بأصباعه نحوها يُحذرها :
انا هسامحك المرادي علي عملتك ديه .. بس المره اللي جايه هيكون فيها طـ.ـلا.قك يابـ.ـنت اخويا
وصار من أمامها بغضب .. ليتذكر كيف رأها أحد رجـ.ـاله وهي تذهب لأحد الدجالين بقريتهم
واخذت تتأمل خطوات عمها وهي تتسأل بو.جـ.ـع: هكسب قلبك ازاي ياياسين ...
..................................................................
تأمل حاتم دmـ.ـو.عها بعد ان أصبحت زوجته .. ليضحك وهو يتسأل : زعلانه ان عمك باعك ليا ومنجدكيش مني ، ولا زعلانه انك بقيتي مراتي خلاص
وعنـ.ـد.ما جاء بذهنه انها أصبحت زوجته وستعلم بحقيقة عجزه
جفي حلقه ..
لترفع سهيله وجهها نحوه وهي مصدومه مما حدث .. فعنـ.ـد.ما رأت عمها يدخل غرفتها ظنت بأنه علم بمكانها وجاء لنجدتها ولكن في الحقيقه جاء ليبعيها لحاتم ويزوجها له
ويتركها تعيش في سـ.ـجـ.ـنه اللعين
ويُخبرها بقسوه : انتي بالنسبالنا خلاص مـ.ـو.تي ..
وعنـ.ـد.ما اخذت تترجاه وتبكي وتقص عليه كيف اختطفها
ابعدها عنه بذراعه ،وصار من امامها خارج الغرفه
لتركض نحوه ولكن جسد حاتم كان يُعيقها ليُخبرها :
عمك قبض تمنك وباعك ليا ، ارضي بحياتك معايا لانك خلاص انتهيتي من حياة كل اللي حواليكي
حتي طارق فقد الامل في وجودك
وتأوهت بقلب مُحطم : انت السبب في كل اللي حصلي
وأفاقت من شرودها... لتنهض من فوق الفراش
وأقتربت منه : هفضل احب طارق لاخر يوم في عمري .. اما انت بكرهك
وبصقت علي وجه .. ليُطالعها حاتم بأعين يتقافز منها الشر
وكاد ان يقترب  منها الا ان رنين هاتفه قد نجاها
...................................................................
نظر هاشم الي ساعته .. وتنهد بملل فالأول مره يعود للمنزل ولا يراها تستقبله ..
وجلس ينتظر قدومها .. وما من دقائق حتي أردفت للمنزل بأبـ.ـنتيها ..ليركضوا نحوه يُقبلوه
وعنـ.ـد.ما شعرت هي بتغير مزاجه نظرت الي ابـ.ـنتيها : روحوا ياحبايبي اوضتكم
فأطاعوها .. لتقترب من هاشم قائله : معلش ياحبيبي ..اصل لمياء عزمتنا علي الغدا والقاعده اخدتنا
ورغم ضيقه من تلك الصحبه ..الا انه هدء قليلا ليهتف :
من ساعه ما لمياء ديه جات وعلطول خروج وتأخير ياهبه ..
انا مش فاهم ايه
فحاوطت عنقه بيديها ..لتهمس : خلاص بقي ياحبيبي
وطبعت قبلتي علي وجنتيه ..وهي تُخبره : أنا هعزم لمياء بكره عندنا
وما أن سمع اسم تلك المرأه ..حتي تهكمت ملامحه
ليتركها بعدها ..وتتذكر كلام صديقتها
في كيف ان تجعل هاشم في طوع بنانها
...................................................................
شهقت بألم .. وكلما أزدادت شهقاتها كتمتها بيدها التي ترتجف من الخـ.ـو.ف ..فحاتم قد نفذ تهديده وبعث لها صور بعد ان اخبرته بأنها لن تفعل له شئ يغضب الله ..مهما كلفها الامر.. ولكن الان الخـ.ـو.ف أمتلكها وهي تري صورها عاريه علي الفراش .. فخرجت آه قويه من فمها
لتجد ان لا يوجد حل أمامها ثم مُهاتفة هاشم واللجوء اليه
فهو أخبرها بأنه سيبعد حاتم عنها
وتمتمت بصوت ضعيف : مافيش حل قدامك غير كده يافاطمه
وتذكرت تلك الورقه التي كانت تدسها فيه ملابسها
فأتجهت نحو خزانة ملابسها الصغيره وأخرجت الورقه وهي تلتف حولها ..ونظرت الي الرقم المدون وهي تتمني ان تلقي النجاه
..............................................................
دخلت حنين الي المنزل بسعاده وبيدها باقة الزهور وكل كلمه من كلمـ.ـا.ت زين تسير بأذنيها ..لتُقابلها الخادmه التي دوما تتعامل معها بالألفه : ربنا يسعدك ديما ياهانم
لتُطالعها حنين وهي تعطي لها الورود : بلاش هانم ديه .. انا أسمي حنين
فنظرت اليها المرأه بحب .. فسيدتها الثانية عكس طباع رحمه تمام ..
وتابعت : ممكن يامدام كريمه تُحطيلي الورد ده في فازه وتجيبهالي اوضتي
فتناولت منها كريمه الورود بسعاده .. وهتفت : حاضر من عنيا
فأبتسمت وهي تري ان الكلمه الطيبه ..اثرت في نفس تلك المرأه الطيبه
واخذت تُدندن بفرح دون ان تري نظرات رحمه التي تحُاوطها : الدنيا ربيع والجو بديع ..
وكادت ان تُكمل باقي غنوتها وهي تصعد اول درجات الدرج الرخامي 
  الا ان صوت رحمه الُتهكم اوقفها : ياتري سر السعاده ديه ايه
لتشهق هي بفزع .. وألتفت حولها لتري رحمه تعقد ساعديها ببرود .. وتقترب منها بخفه : كنتي فين ومع مين
فنظرت اليها حنين قليلا وهي لا تعرف بما ستُخبرها
أتُخبرها بأنها كانت تُرافق زين وقد اوصلها قبل ان يرحل ثانية لاجل احد اعماله ..
فتأملتها رحمه بنظرات قاتمه الا ان هتفت : مكسوفه تقولي انك كنتي مع زين
لتهبط حنين درجه السُلم التي كانت قد صعدته .. وتمتمت : انا كنت ...
فطالعته رحمه وهي تضحك بقوه : عارفه مكسوفه ليه تقولي انك كنتي مع زين
واخذت تدور حولها وهي تهتف بقسوه : لانك بتسرقي حاجه مش من حقك .. حاجه من حق ناس تانيه
فأصابت كلمـ.ـا.ت رحمه هدفها ..وأكملت رحمه بقسوه : أخرجي من حياتنا بقي ..روحي شوفي حياتك بعيد عننا
انتي في حياة زين مجرد نزوه ..مستني ياخد بس منك اللي عايزه ويرميكي ..
وضحكت وهي تُكمل كلمـ.ـا.تها : انتي فاكره اهتمامه بيكي حب .. او حتي أنفصالنا حقيقي ..ديه مجرد لعبه من زين عشان تخضعي ليه ويقدر يجيب منك الطفل ويبقي أبننا أحنا
فأدmت الكلمـ.ـا.ت قلبها .. وسقطت دmـ.ـو.عها وهي تُحرك رأسها برفض
ولكن لم تكن تشعر بأن أحدهم كان يستمع لكل كلمه
ليهتف بعدها بقوه : رحــــمـــه
..................................................................
كانت سعادتها لا توصف وهي تراه يُحاوطها بذراعيه ..يُدرس لها المواد بأحتراف ..فرفعت ليلي وجهها لتتأمل جديته وهو يشرح لها الماده بسهوله
وأخذت تتثاوب بنعاس .. ولكن ظلت تستمع اليه بهدوء
وتغمض عينها لتسرح في كل ما تعيشه .. وتنفست بعمق
فرائحة عطره الممزوجه برجولته الطاغيه كانت تجعلها كالمسحوره ..الي ان غفت دون شعور منها
ليلتف اليها اياد وعلي وجهه أبتسامه واسعه وهو يراها نائمه علي ذراعه ..وشعرها يُغطي وجهها
فترك ما كان بيده وحملها نحو الفراش .. ووضعها عليه وهو يتأملها بحب ..وتنهد بهمس وهو ينحني نحوها كي يزيل خُصلات شعرها مُتمتماً: ملاكي
ثم طبع قبله علي جبينها بدفئ ..وكاد أن ينصرف من حجرتها الا ان نطقها لأسمه وهي غافيه
جعله يقف ساكنا يتأمل كل أنش بوجهها .. وأخذت تتسارع أنفاسه وهو يقاوم رغبته في احتضانها والنوم بجانبها
وأخيراً أزاح الشرشف الذي يُغطي منتصف جسدها واندس بجانبها ..وامتدت يداه للعبث في وجهها وشعرها
الي ان فتحت عيناها ... وهي تظن بأنها تحلم به كما اعتادت
وأقتربت  منه حتي أصبحت المسافه بينهما منعدmه
أسرته أنفاسها ودفئ يديها التي أخذت طريقها الي صدره
فأستجاب لها وأخذ يُقبل شفتيها برقه ..ويديه الاثنان تضم وجهها بحنان
وأبتعد عنها ليري وجهها المُبتسم رغم غفيانها
وهمس بحب : ياتري بتحلمي بأيه ومبسوطه كده ياليلي
ومال نحو جبينها ليطبع قبله دافئه عليه
وطوقها بذراعه من خصرها ..ليضمها اليه
وهو يشعر بأن قلبه ينبض بعنف ..يعزف بمقطوعه لحن تجعله يطير عاليا وهو يتسأل
كيف سقط قناع الماضي..لأحيا ب الحب مجدداً ؟؟
...................................................................
نظرت حنين الي كل ركن بمنزلها بأعين باكيه ..فكل شئ حولها كان ساكن سوي عينيها وقلبها ..فقلبها ينبض بالألم وعينيها تُشاركه هذا .. فبدأت دقات الساعه تعلو لتتخطي منتصف الليل بدقائق
ساعات مرت ..وهي تجلس علي نفس الوضيعه فوق الأريكه
التي أيضا هي ملك له ..فمنزل والديها أصبح ملكه بأثاثه الجديد بعد أن أشتراه من أجل والدتها ..ولكن والدتها تركت كل شئ ورحلت
وكأنها تري ان النسيان لا يأتي الا بالرحيل
ونظرت الي مُفتاح الشقه الذي مازال في قبضة يدها ..وشردت في احداث الساعات الماضيه
أقترب فادي منهما وهو يصـ.ـر.خ بأسم رحمه
التي قد طلبت مجيئه اليها ..بعد ان علمت برفقة زين لها
لتعلو الدهشه علي وجه رحمه ..ثم أبتسمت وهي تتخطاهم
لتصعد للأعلي وكأن مهمتها قد انتهت
ليتسأل فادي بأسي ..لما يراه علي وجه تلك التي تقف ساكنه بضعف : حنين انتي كويسه
فأخذت تُحرك رأسها ودmـ.ـو.عها تنهمر علي خديها ..ليسحب يدها : تعالي معايا ياحنين
وأخرجها من المنزل .. فجذبت يدها من يده بعنف
فطالعها فادي بألم وأشار الي سيارته : تعالي نتكلم في مكان هادي ، انتي لازم تفهمي كل حاجه
ورغم أعتراضها الا انه أصر علي ذلك ... وصارت معه نحو سيارته وهي مازالت لا تستطيع ان تنطق بكلمه
فما سمعته كان كفيل بأن يجعلها لا تشعر بلسانها في حلقها
وتأملها فادي بعد أن جلست بجانبه في سيارته ..وبدء يقود بسرعه جنونيه .. واخيراً سمع صوتها الخائف :
هدي السرعه لو سامحت
فأبتسم فادي وتنهد براحه ..فأخيرا قد نطقت ليطمئن عليها
وعنـ.ـد.ما وصل الي احد الاماكن الهادئه ..اوقف سيارته
وترجل منها ..لتخرج ورائه بهدوء وأتبعته
فكانت عبـ.ـاره عن حديقه واسعه .. ومقاعد خشبيه منفرده ومتباعده ..واشخاص قلائل يجلسون ..
فتنهدت وهي تسير خلفه حتي جلست لعلها تُريح قلبها
ليُتمتم فادي بأرهاق : زين بيحبك انتي ياحنين
فحركت شفتيها بسخريه وهي تتذكر كلمـ.ـا.ت رحمه
ليزفر فادي أنفاسه : قُربي منك كان تخطيط من رحمه
فحدقت به بفزع وهي لا تُصدق حتي هو اراد بها السوء دون ان ترتكب بحقه شئ
وتسألت بألم : طب ليه ، انا عملت فيكم ايه ..انا عمري ماأذيت حد في حياتي ..
وانهمرت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر وفاة اخيها ثم أبيها وتابعت :
طب قولي انا عملتلك ايه عشان تخدعني ..ده انا كنت فكراك انسان طيب
وتمتم فادي : انا عمري ما كنت هأذيكي ياحنين صدقيني
في البدايه حب رحمه كان السبب
فنظرت اليه بصدmه ..ليُتابع : حب مينفعش يكون موجود
حب ابتدي غلط ومكنش ينفع يكمل
وتنهد وهو يُطالع الفراغ الذي امامه : زين ورحمه جوازهم كان لازم يفشل في يوم ..لانه كان غلط
واكمل وهو يري ملامحها بطرف عينيه : جوازهم كان مجرد صفقه ..
فعادت تُحدق به ..فتابع : صفقه بين الفلوس والرغبه
هو عجبه جمالها وهي حبت فلوسه ومكانته والوجه الاجتماعيه اللي هو فيها ..حققلها كل احلامها بعد ماكانت مجرد عارضه ازياء بقيت صاحبه اكبر دار ازياء
حياتهم كانت عبـ.ـاره عن قواعد بيمثلوها ..عشان كده عمرهم ماكانوا هيقدروا يكملوا مع بعض
وتنفس بعمق وهو يُكمل : عمر الحب ما بيتولد بالأتفاق ..الحب الحقيقي بيجي بالصدفه بيجي من غير ميعاد
فأغمضت عينيها وهي لم تعد تود غير الفرار من تلك الحياه التي دخلت بها دون اراده منها وتنهدت قائله : وجودي معدش ينفع ، أنا لازم أخرج من حياتهم
فتمتم فادي بجمود : كل كلمه رحمه قالتهالك كدب
وساد الصمت بينهم للحظات ليُتابع بنبرة صوته الجـ.ـا.مده :
زين بيحبك فعلا ، معرفش بيحبك من أمتي وازاي
بس هو بيحبك بجد .. انفصاله من رحمه حقيقي وقصاد الأنفصال ده كتب ليها شركة الأزياء بأسمها ...
وتمتم بهدوء : حتي موضوع الطفل ده كدب ..زين عمره ماكان بيفكر في الاطفال وانه يكون أب .. ومظنش واحد بيترأس أغلب دور الأيتام والجمعيات الخيريه هيكون أنسان عديم الضمير لدرجادي ويخدع انسانه عشان خاطر يخلف طفل
وعنـ.ـد.ما صمت ليأخذ بعض أنفاسه ..تسألت بوهن :
أنت ليه بتعمل معايا كده ، المفروض تقف مع رحمه لأنك بتحبها
وأبتسم وهو يتذكر أنانية رحمه وكيف أستغلت حبه لها فهمس بجمود : كان وهم
فتمتمت : وهم
ليُتابع : زي ماحبها لزين وهم ومجرد تعلق مش اكتر
ثم تابع ساخرا : او ممكن أنبهار ..وكل دول عمرهم ما بيدوموا
وألتفوا في نفس اللحظه ..لتتقابل عينيهم ليبتسم فادي وهو يُخبرها : أنا مسافر لبنان بعد يومين واحتمال افضل هناك لفتره طويله واحتمال برضوه أرجع بعد مده قصيره
كل اجابه سؤال نفسك ت عـ.ـر.فيه ..هتفهميها من زين
قربي منه وبعدين قرري لتبعدي ..لتكملي رحلتك معاه
وكانت هذه اخر جمله قد قالها ..ليفترقوا بعد ان أوصلها لبنايتها القديمه
وأفاقت من شرودها بعد أن تعالا صوت رنين جرس المنزل لتنظر في الساعه المُعلقه لتجدها الواحده صباحاً
فشعرت بالخـ.ـو.ف .. ونهضت من فوق الأريكه بتعب وأتجهت نحو الباب لتتسأل بضعف : مين ؟
ليأتيها صوت زين الغاضب : أفتحي ياحنين
ففتحت الباب وأدارات ظهرها سريعا وتمتمت :
انت جاي ليه ؟
أغلق باب الشقه .. وأدارها نحوه بقوه ليصـ.ـر.خ بعدها :
المفروض أنا اللي اسأل مش انتي
وتابع بقسوه : ردي عليا .. جيتي هنا ليه
دفعته بعيدا عنها وهي تُتمتم بغضب : مالكش دعوه بيا
فضحك ساخراً : ارجع البيت متأخر وادخل اوضة الهانم مراتي عشان أطمن عليها ملقهاش موجوده ..ولما أسال عنها يقولولي خرجت مع واحد
فحدقت بعينيه وهي تشعر بالمهانه التي هو سبب بها
فتسأل بجمود : روحتي مع فادي فين ؟
وبعد ان كانت تمسح أثر دmـ.ـو.عها ..ضحكت وظلت تضحك
حتي أدmعت عينيها مُجددا : هو ده كل اللي همك وشغلك
فظل يُطالعها وهي في تلك الحاله .. ولكن صوت ضحكاتها أصبحت مصحوبه بشهقاتها ..لتشعر برخو قدmيها
وجثت علي ركبتيها وهي تنتحب بقوه
فأندفع نحوها بقلق وجثي بجانبها وهو يهمس : حنين فيكي ايه
وعنـ.ـد.ما ازدادت صوت شهقاتها ..ضمها اليه :
أهدي ياحنين ،انا أسف
ورغم ان كلمة اسفه تعلقت بلسانه قليلا ..الا انه قالها لها
وضمها أكثر اليه وظل يربت علي ظهرها :
اهدي خلاص ياحبيبتي ..سامحيني علي عصبيتي ..صدقيني كنت هتجن لما ملقتكيش موجوده في البيت ..كنت زي المـ.ـجـ.ـنو.ن
وشعر بسكونها ..فأبعدها عنه ليجد دmـ.ـو.عها قد توقفت ولكن مازالت عالقه في جفونها فمسح وجهها بأنامله وهو يهمس بضعف : ليه بتعملي فينا كده
وتذكر بداية ذلك اليوم وكم كانوا فيه سعداء
فنظرت اليه وهو مازال يمسح دmـ.ـو.عها : مش انا اللي بعمل ، انت اللي بتعمل فينا كده
فحدق بها بصدmه ..لتُكمل : حياتك هي السبب
فأغمض عينيه بألم وتمتم :وحياتي ديه مش عايزه تكمل بغيرك ..عايزاكي انتي
وفتح عيناه ليجدها تُطالعه بأتهام ..فتنهد : انا نسيت معني الألم من زمان ياحنين .. انا لغيت كل المشاعر قفلت علي قلبي عشان متو.جـ.ـعش ..بس اظاهر طعم الالم وحشته
فسقطت دmعه من عينيها .. فضمها اليه ثانية :
بــــحــبـك وعمري ماجربت طعم الحب غير بيكي
وابعدها عنه قليلا ليري ملامح وجهها فوجدها تأن بضعف
فتابع : عمري في يوم ماظنيت اني هنطقها لحد
ونظر اليها ..ليجدها تفتح عيناها بتسأل : ورحمه  ؟
فوقف وجذبها من يدها كي تقف معه..
وصار من امامها وأخذ يُحدق في الفراغ الذي امامه :
رحمه انسانه جميله وهايله ..بس انا عمري ماحبيتها ولا وهمتها بحاجه ..كتير كنت بقرر انفصل عنها عشان مظلمهاش اكتر من كده وتشوف حياتها حتي قبل ما اشوفك وتدخلي حياتي ..بس هي كانت بترفض
وزفر انفاسه بأرهاق : يوم جوازنا اتفقت انا وهي
ان يوم ماحد فينا يقرر الخروج من حياة التاني ..هننفصل بهدوء وهنتمني لبعض السعاده ..عمري ماظلمتها صدقيني رغم انها المفروض تكون من اعدائي
وتذكر مافعله والدها معه في سن مراهقته وكيف كان يُهينة ويُدmره بكلمـ.ـا.تها ورغم ذلك ولاجلها عنـ.ـد.ما عاد واصبحوا في حالة فقر وأنقلبت الحياه واصبح هو يملك الاموال ولكن دون قلب ..عالج والدها وتكفل بكل مصاريف عمليته التي نجحت ولكن بعد فتره تـ.ـو.في .. ولم ينسي ماضي كل من اهانوه الا هي اكرمها ولم يتخذها بذنب ليس لها فهي كانت فتاه طيبه كما يتذكر عنـ.ـد.ما كان يعمل في مطعمهم الصغير
وهو طالب جامعي
ونفض تلك الذكريات سريعا من عقله  واكمل :
يوم ماجتيلي قدام الشركه عشان تطلبي مساعدتي .. مكنتش مصدق ان القدر حطك قدامي  ..شوفتك قبلها اربع او خمس مرات تقريباً
عينك ديما كانت حزينه كأن الحـ.ـز.ن كله اتجمع فيه
وأخذت أنفاسها بصعوبه وهي تقف خلفه ترتعش وتسألت بصوت مُرتجف : شوفتني أزاي
وألتف اليها ليُطالعها وهو يتنهد : انتي ناسيه ان الشركه اللي كنتي شغاله فيها ملكي وتبع مجموعه شركاتي
فحركت لسانها علي شفتيها التي قد جفت وهمست :
زين انا ..
فأقترب منها وهو يُخبرها : بُعد عني مش هسمح بي
وابتسم وهو يُكمل : لو اضطريت احبسك هبحسك
ورغم عنها ابتسمت .. ليتنهد وهو يُطالع المنزل وتسأل :
ايه اللي جابك هنا ، انا حاسس ان فيه حاجه حصلت من ورايا في الفيله
فأبتلعت ريقها بصعوبه .. ورغم و.جـ.ـعها من كلمـ.ـا.ت رحمه وطردها لها الا انها قررت ان تصمت ولا تخبره بشئ كي لا تؤذيها..فتنهدت بضعف : البيت كان وحشني اووي
وظلت تدور بعينها وهي تود الهروب من نظرات اعينه ..ورغم عدm تصديقه لها الا انه تنهد :
طب مش كفايه كده ويلا نرجع لبيتنا
فنطقت بسرعه : لاء ..انا مش هرجع تاني هناك ..ارجوك يازين
فطالعها قليلا وتسأل : انا واثق ان في حاجه حصلت ، حنين قولي ايه اللي حصل بدل ماهعرف بنفسي
واشار اليها بتحذير : وهعـ.ـا.قبك انتي كمان
فأشاحت بوجهها عنه .. ليجذبها نحوه
فتأمل عينيها وشفتيها التي اصبح لون الحمره يُسيطر عليها رغم انها لم تضع عليهما شئ ..ولكن يبدو ان البكاء كان له سحر خاص ..ووجدته يُميل نحوها ليُقبلها برقه
فأستجابت له ووضعت بقبضة يديها علي صدره
وعنـ.ـد.ما احاط خصرها بذراعيه ..ابتعدت عنه سريعا وكأن لمست يداه قد جعلتها تفيق لتُطالعه بأرتباك
وتأملها هو ببتسامه لاول مره تراها علي وجهه .. وهمس :
انا هسميكي مُعـ.ـذ.بتي بعد كده
فأبتسمت .. ليحك هو ذقنه : بتضحكي دلوقتي
وطوقها بذراعيه ..لتُتمتم بخجل : ابعد يازين عني ..انا لسا زعلانه منك اصلا
فضحك وهو يُتمتم : وانا عملت حاجه
فوضعت بيديها علي قبضة يديه التي تطوقها وحاولت ان تُزيلها وتمتمت بتذمر : ايوه عملت ، وعملت كتير
وتعالت ضحكاته فنظر لها بتفحص ومال نحوها قليلا ليتسأل بمكر : طب قوليلي حاجه من الحاجات الكتير ديه اللي انا عملتها
فأبتسمت دون شعور منها .. وحدقت به وهي تتسأل :
زين انت بتحبني بجد
وأزدادت ضحكاته وعنـ.ـد.ما وجد ملامح وجهها تغيرت توقف وهو يهمس : انا مش بحبك بس ..انا بعشقك
...................................................................
نظر اليها وهي ساكنه علي الفراش ورغم سكون جسدها الا انها تُحدق به بعينيها الواسعه وهي لا تشعر بشئ
فأبتسم حاتم بسعاده فيبدو ان المُخدر الذي نصحه به صديقه قد ابلي مفعوله ورغم ان مفعول المُخدر لم يستجيب له جسدها غير بعد ساعه كامله ولكن في النهايه هي امامه الان تراه كالمغيبه ولا تشعر بشئ ..واقترب منها وهو يهمس : سهليه
فأخذت تحرك رأسها بضعف وهي تأن .. ومال نحوها ليُقبلها بمتعه وجوع ..وبدء يُعري كل أنش من جسدها ويري دmـ.ـو.عها ..فقد كانت تبكي رغم تخدير جسدها بالكامل
ليُطالعها حاتم بصراخ : انتي ملكي انا ..سامعه
ووجد بعينيها نظرت نفور ليُتمتم : حتي وانتي متخدره كرهاني
فصفعها علي وجهها ليُكمل مابدئه بجوع  دون رحمه
ورفع وجه نحوها ليجدها قد فقدت وعيها ..فتنهد براحه
فهي لن تعلم بعجزه مُطلقاً وسيظل ينهش بجسدها كالمسعورحتي يشبع 
...................................................................
فتحت ليلي عيناها بعد أن ودعت أحلامها الجميله التي كان هو بطلها ..وعنـ.ـد.ما وجدته أمامها ظنت بأنها مازالت غافيه
فظلت تُغمض عيناها وتفتحهم حتي أخيرا تأكدت بأنه ليس حلماً بل هو بالفعل نائم بجوارها يحتضنها بذراعيه
وأنتفضت من جواره وأخذت تلهث من فرط تـ.ـو.ترها
ليشعر هو بحركتها ففتح عيناه مُتمتما : صباح الخير
وحدقت به بتسأل : انت نمت هنا
فطالعها بمكر : انتي شايفه ايه
وتمتمت بخفوت : يعني انت نمت جنبي طول الليل
وأبتسم وهو مازال مُسطح علي الفراش وتمتم ضاحكا :
لاء بصراحه قومت الفجر صليت ورجعت تاني ..ده حتي صحيت فيكي كتير وانتي كأنك في غيبوبه
فنطقت بتعلثم : لاء مش معقول ، انا نومي مش تقيل
فضحك وهو يتذكر لولا ثقل نومها لكانت أستيقظت علي لمساته وقبلاته ..وطالعته بحنق : انت بتضحك علي ايه
فنهض أياد وهو يفرد ذراعيه : ولا حاجه
ونظر الي ساعته .. وهو يقف بجوار الفراش
فوجدها تقف خلفه علي فراشه وتمتمت بغضب وألحاح :
لاء مدام بتضحك أكيد في حاجه حصلت
ففزع من صوتها ...وألتف نحوها ليجدها خلفه فطوقها بذراعه وحملها وهو يُتمتم : ده حصل حاجات مش حاجه واحده
وظلت تُحرك قدmيها وهي تترجاه : طب نزلني الله يخليك ..انا بخاف
وضحك وهو يتأمل ملامح وجهها وتمتم بوقاحه :
بتخافي ولا مكسوفه
فأرتبكت ..ليضع بقدmيها علي الأرض ضاحكا
ثم أنحني نحوها ليُقبل وجنتها اليسري مُتمتما وهو يغمز بأحد عينيه: محصلش حاجه علي فكره
فتنهدت براحه : بجد
ومال علي وجنتها الأخري ليطبع قبله عليها : بجد
وشعرت بسخونه وجهها فأبتعدت عنه سريعا ..ليغمز لها بدعابه : احنا المفروض نبتدي نعدي مرحله الكسوف ديه ياليلي
وكاد أن يقترب منها ..الا ان الصغير سليم أقتحم الغرفه
ووقف يُطالعهما ...فنظرت ليلي نحوه بصدmه وخـ.ـو.ف
فتسأل الصغير : بابا انت بتعمل ايه هنا في اوضة ليلي
ليُطالعها وهو يتحكم بصعوبه في صوت ضحكاته :
كنت جاي أصحيها عشان هي طلبت مني كده
ليقترب منه الصغير بتذمر : بس عيب كده يابابا ، انا لسا موفقتش انك تتجوز ليلي ..انت طلبتها مني وانا لسا بفكر
فشهقت ليلي بفزع وهي تُطالعهما ..فالصغير أصبح يعلم بكل شئ .. واقترب منها سليم ليمسك يدها قائلا :
يلا ياليلي عشان نغسل سنانا سوا
وبعدmا كانت تُطالعهم هي بصدmه ..وقف أياد يُطالعهما وقد رفع أحد حاجبيه وهو لا يُصدق بأن الادوار قد انقلبت
ونطق أياد بحنق : خلاص انا موافق علي شروطك
ليقفز سليم بسعاده  : يعني هنسافر في الأجازه بالطياره وهتوديني ..ووقف يتذكر أسم الدوله التي بها فريقه المُفضل : أسبانيا
فحرك أياد رأسه بالموافقه .. ليتسأل الصغير :
طب وهنروح الهند عند الفيل
فطالعه بأندهاش : يابابا ياحبيبي ما أحنا عندنا حديقه حـ.ـيو.ان هنا ..هاخدك واركبك الفيل براحتك
فتمتم الصغير بحنق : لاء أنا عايز اروح الهند
ثم لمعت عيناه : طب خلاص هشوف جودي عايزه تروح فين وهبقي أقولك
فوقفت ليلي تتأملهم كالبلهاء ..الي ان أقترب منها الصغير : خلاص ياليلي أتجوزي بابا بقي ..هو طيب وبيسمع الكلام وهيفسحنا هو وعدني بكده
وأشار اليها كي تنحني نحوه ، فنظرت الي أياد الذي وقف يُحدق بهم بحنق وأنحنت نحو الصغير ليهمس :
قوليله عايزين نروح الملاهي وناخد لوجي معانا
ونظرت الي الصغير بدهشه ..فحديثه يسبق عمره بمراحل
فأبتسمت وهمست قائله : طب ايه رأيك لما ناخد الاجازه الاول ..عشان نلعب ونتفسح براحتنا
فحرك الصغير بيده علي رأسه مُفكراً .. وهتف : ماشي خلاص
وانتفضوا بفزع عنـ.ـد.ما سمعوا صوت أياد الغاضب : انتوا بتقولوا ايه .. المدرسه يا أستاذ سليم ..ونظر الي ليلي بحنق :
روحوا يلا أغسلوا سنانكم ياحبايبي ...
وأنصرف بغضب من أمامهم وهو يشعر بأن أبنه وزوجته سيصبحوا حلفاء ضده دوما ..ورغم انه شعر بالسعاده من قربهما.. الا انه لا يُنكر بأنه شعر بالغيره من طفله
...................................................................
تأملته وهو نائم بسعاده ..وتمنت لو تعيش معه في بيت بسيط مثل بيت والديها ..فهي لا تُريد حياة الترفه التي لم تُجلب لها سوي الو.جـ.ـع ..فأحيانا كوخ صغير تحيا به بسعاده أفضل من قصور لا تري فيهم الا الشقاء
وأنحنت نحوه : زين ، زين
ففتح عيناه ببطئ وعلي وجه أبتسامه جعلته أصغر سناً : صباح الخير
فأسرتها نظراته ونبرة صوته .. واخذ قلبها يُدندن بسعاده
ولكن كما تقول لها صديقتها دوما
" انتي فقر مش وش سعاده  يانكديه" 
فأخذت تتذكر كلمـ.ـا.ت رحمه وتمالكت نفسها مُتمتمه : صباح النور
وتابعت كلامها : انا حضرت الفطار ..يلا عشان تفطر
وكادت ان تنصرف من أمامه ..الا انه جذب يدها وهو ينهض ..وطبع قبله رقيقه علي راحة كفها ..ثم لمس وجهها بيده الاخري ليُتمتم ضاحكا : هعديلك التكشيره ديه اللي علي الصبح
ومال نحو جبينها ليلثمه بقبله حنونه: برضوه مش ناويه ترجعي معايا ، او حتي أرجعي ...
وكاد ان يُكمل ويُخبرها بأن تعود الي البيت الذي مكثت فيه في بداية زواجهم الا انها قاطعته : ارجوك يازين انا محتاجه افضل هنا شويه
فحرك لها رأسه بتفهم فهو لن يغـ.ـصـ.ـبها علي شئ حاليا ..
فهي تحتاج منه الصبر
...................................................................
نظر هاشم الي هبه التي تقف امامه وتُخبره .. عن عزومة صديقتها اليوم
ليتنهد هاشم بضيق : هبه انا مش لازم أكون موجود
وكاد ان ينصرف من أمامها ..الا انها تمتمت : انت طول عمرك كده ياهاشم ديما بتصغرني
فألتف اليها بغضب ولكنه تمالك نفسه : أنا بصغرك ياهبه ..
ورحل من أمامها وهو لا يعرف لما هي بكل ذلك الغباء
فصديقتها كانت أحدي معارفه القدmاء وكانت دوما تسعي اليه حتي لو في الحـ.ـر.ام ولكن زوجته تُصدق الجميع الا هو
وخرج وهو يتأفف ..وعنـ.ـد.ما تذكر مُقابلته لفاطمه في شقته ظهرا تمتم : هو انا كنت ناقص ياربي ..
..................................................................
وقفت رحمه تتأمله وهو يُكمل غلق ازرار قميصه ..وعنـ.ـد.ما بدء بربط رابطة عنقه أقتربت منه كي تربطها له
ولكنه أشار لها بهدوء : مافيش داعي يارحمه
فشعرت بالحنق ..وتغيرت ملامح وجهها
ليلتقط زين سترته كي يرحل فتسألت : انت كنت فين امبـ.ـارح يازين
فطالعها بصمت .. واخذ يُعطر جسده
لتقترب منه رحمه أكثر وهي تهمس بعد ان طوقت خصره بذراعيها : كل حاجه فيك وحـ.ـشـ.ـتني
فأغمض زين عينيه ..وبدء يزيح يديها مُتمتما :
رحمه انا مش فاضي
وصار من أمامها بخطوات سريعا وهو يلف ساعة يده حول معصمه ..
لتقف تُطالعه وهي تُتمتم : لازم أستغل فرصة عدm وجودها هنا ..
...................................................................
في مكان بعيدا جدا ..حيث البروده في كل شئ
نظر محمود الي كمية الأطباق التي امامه بشحوب
فهو أصبح يعمل في أحد المطاعم بعد أن سُجن لثلاثة أشهر دون تُهمه ..ومسح حبات العرق من فوق جبينه
وعاد يُكمل مهمته الا ان الطبق قد أنزلق من يده ..
وفي تلك اللحظه كان صاحب المطعم  يردف لداخل المطبخ الصغير
فصرخ بوجه بقسوه ورغم انه لم يفهم لغة تلك البلد الي الان
الي ان صراخه ..جعله يفهم بأنه يهينه
فأنحني يُجمع فتات الطبق وهو يعتذر ...
وانحدرت دmعه من عينيه وهو يتذكر الماضي ..يتذكر كل ماكان يفعله بوالدته وأخته وهمس بضعف : سامحيني ياليلي
...................................................................
كان سارحاً بفكره بها ..وبليلة أمس وبكل مافعله معها
فشعر بالسعاده والرضي تحتل كامل جسده .. ليجد صديقه يردف اليه وقد طالت لحيته وظهر عليه الارهاق
ليقف حاتم بفزع : مالك ياطارق
فصرخ به طارق : بقالك أد ايه تقولي بدور عليها ياحاتم ..ولحد دلوقتي مافيش حاجه ظهرت
وتهاوي بجسده علي احد المقاعد فكل من كلفهم بمهمه البحث لم يجدوا نفعا .. فتنهد بألم وهو لا يُريد ان يفقد الامل
فأقترب منه حاتم بعدmا استجمع قواه ..وطالعه بنظرات خبيثه : ياطارق لازم تحط أحتمال كبير ان سهيله تكون مـ.ـا.تت
لتقع الكلمه كالصاعقه عليه للمره الثالثه فالجميع يقولون له هذا ..وقلبه كل يوم يُخبره بأنها مازالت علي قيد الحياه
فصرخ بوجه : انتوا كـ.ـد.ابين
فأخذ يُطالعه حاتم بمكر .. ولمعت عيناه وهو يتأمله بزهو
فقد اشتاق لها ولليلتهم التي سيُكررها كل يوم 
...................................................................
ركض نحو الدرج بسرعه .. بعد ان سأل عنها
لتفزع حسنيه من هيئته فقد بدء علي ملامحه الغضب
وفتح غرفتها فهو علي علم بأنها قد عادت من مُحاضرتها
ليتفاجئ بها تُمشط شعرها
فألتفت ليلي نحوه بخجل وتركت المشط الذي بيدها لتتسأل بأرتباك : هو في ايه ؟
ليقترب منها أياد ومازال طلب ياسين يقتحم عقله
فالمغفل يطلب يد زوجته للزواج ..
وهتف : عارفه نفسي أعمل فيكي ايه دلوقتي
لتتسأل ليلي برقه : أيه ؟
ليزفر أياد بغضب : اخـ.ـنـ.ـقك
فشعرت بالخـ.ـو.ف من كلمته ..فطالعها وهو يُتمتم : ليلي اعملي حسابك فرحنا بعد ما تخلصي أمتحانات علطول
فأخفضت رأسها .. وهي تهمس : بس
فطالعها بضيق : هنستنا أكتر من كده ايه ..
وتابع دون شعور : هستني لما حد تاني يعجب بمراتي ويجي يطلبها مني
وعنـ.ـد.ما فهمت سبب أنفعاله ..ضحكت دون قصد منها
فالغضب والغيره قد أزالوا وقاره وهيئته الجـ.ـا.مده التي دوما تراها
فهتف بحنق : انتي بتضحكي علي ايه
لتبتعد عنه قليلا وهي تهمس : عليك
وعنـ.ـد.ما أدركت ما تفوهت به ..فهي لم تقصد أن تنطق الكلمه بصوت مسموع ....ولكن الكلمه قد خرجت من فاها
وحدث ماحدث
وابتعدت خطوه ثانيه ..ليقترب منها ويجذبها نحوه مُتمتما :
والله ..ونظر الي شعرها الذي كانت تمشطه
وأخذ يعبث به بكلتا يديه .. فضحكت وهي تُتمتم :
انت بتعمل ايه ، حـ.ـر.ام عليك ان مصدقت اسرح شعري
وبعد ان ادي مهمته ..جعلها تعود للمرآه لتنظر الي هيئتها بصدmه ..فشعرها أصبح مشعث
فطالعته بحنق طفولي ..ليبتسم قائلا : عشان تضحكي تاني كويس
وتابع وهو يلتقط المشط ..وهمس بجانب اذنها : هسرحولك زي ما بوظته
وبالفعل بدء في تمشيطه دون أن يستجيب لعتراضها
فتأملت هيئتهما في المرآه وابتسمت ..ليلمح هو أبتسامتها
فترك المشط علي المنضده ليديرها نحوه
وأحتوي وجهها بين راحتي كفيه هامسً : بــحــبــك
...................................................................
نظر هاشم الي من يقف أمامه بعدmا فتح باب شقته
لتتسع أبتسامه الواقف ..ويردف بعدها  خطوه للداخل وقبل أن ينطق هاشم بشئ ..وجد لكمه علي فكه جعلته يترنح
وأغلق الأخرالباب خلفه وهو يتسأل بعلو صوته :
هي فين الحقيره ..
لتفزع فاطمه الجالسه علي أحد الارائك  في الصاله الداخليه ..وقد كانت تُجفف دmـ.ـو.عها بعد ان وعدها هاشم بتخليصها من حاتم القذر
وصارت بخـ.ـو.ف نحو الممر الذي يؤي الي باب الشقه
ووقفت مصعوقه من هيئة اخيها الذي بدء يخرج سكين من بنطاله ..ويتأمل هاشم الذي يُحاول النهوض
فشهقت بفزع .. ونصل السكين يلمع ونظرات اخيها لا توحي بشئ سوي الهلاك
فكان الصمت هو من فرض سيطرته عليهم في تلك اللحظه
وتعالت أصوت أنفاسهم المضطربه ..وكل منهم يقف ينتظر الخطوه القادmه وسيل من التوقعات تتدفق
فأغمض هاشم عيناه وقد بدء يعتدل في وقفته ..ونظرات أبـ.ـنتيه وزوجته تُحاوطه ..ليأتي صورة كل مافعله في حياته
من ذنوب ..ولمعت عيناه بتمني لحظه واحده من الماضي كي يمحي كل ذنوبه ..ولكن نظرته للسكين جعلته يشعر بأن هذا ما يستحقه ...فأراد ان يستسلم لقدره
ولكن صرختها المكتومه قد جعلته يلتف اليها ليأمرها بوجه خالي : ابعدي انتي
ونظر الي أخيها الذي يقف يُطالعهم بغضب رغم أرتعاش يديه ..وفي لحظه كالبرق كان نصل السكين يُغرز
ليفر بعدها هارباً
فوقف هاشم مذعوراً مما حدث فهو كان ينتظر الطعنه ولكن هي من تلقتها ..فسقطت بين يديه بدmائها لتتنهد :
متقلقش انا كويسه
ووضعت بيدها علي بطنها التي تتدفق منها الدmاء لتبتسم بوهن : ياريت أمـ.ـو.ت واخلص من عاري
ولأول مره كان يقف كالتائه ..فما حدث كان بالنسبه له كالصاعقه
وعنـ.ـد.ما وجد أنفاسها قد انخفضت وأغلقت عيناها
حملها بين ذراعيه وهو يُتمتم برجاء : اوعي تمـ.ـو.تي يافاطمه ...
.................................................................
كان يتحرك بكرسيه دون هواده ..وهو يُفكر في أخر شبح من ماضيه ..هو لم ينتقم ممن جاروا عليه قديما بمثل مافعلوه معه ..لكنه أراد أن يريهم بأنه عاد يأخذ كل شئ قد طُرد منه  في الماضي وكأنه حشره ..
طُرد من ورشة صغيره لتصليح السيارات ..فأصبح لديه مصانع لتصنيع أحدث السيارات
أحتقره صاحب المطعم الذي عمل فيه كطباخ ونادل .. أصبح لديه سلسلة من أفخم المطاعم
حُرم من دراسته الجامعيه وظُلم زور ..فأصبح يملك العديد من الأسهم بنسب كبيره في الجامعات الخاصه
بل وأصبح يعطي دورات تدريبيه للطلبه في مصانعه ..بعد ان تعرض عليه ادارة الجامعات ذلك بألحاح
وضحك وهو يتمايل علي كرسيه ..فهو الأن " زين نصار " رجل الأعمال القوي .. وكل هذا لم يأتي من فراغ ..كل هذا كان عمراً قد قضاه في الغربه في بلاد بـ.ـارده ولولا "ويليام " العجوز الذي فتح له ذراعيه ومُساندته ما كان خطي اول خطوات سُلم نجاحه
"فالله عادل ..لا يترك عبدا من عباده دون ان يُعوضه جزاء صبره "
ليسمع صوت مدحت الذي مازال ينتظر قرار سيده : مقولتليش ياباشا هنعمل ايه بالمعلومـ.ـا.ت اللي صونيا جمعتها
فألتف اليه زين بعد أن عاد لواقعه ..فحربه الأن قد نشأت مع أخر فرد وهو " أسعد المنفلوطي " وتمتم بجمود : كل المعلومـ.ـا.ت ديه متأذيش أسعد في حاجه ..لازم دليل
فوقف يُطالعه مدحت ..الا ان اكمل : محتاجين نحط كاميرات مراقبه في بيته وبالأخص مزرعته
وما كان من ذلك الواقف الا أن حك فروة رأسه وهو يُفكر فيما سيفعله ..وألتف بجسده كي ينصرف بعد ان أخذ بالأوامر
ليتنهد زين بأرهاق ..فذكري ذلك الرجل دوماً تُزعجه
ولكنه يستحق ..ان يقضي عليه ..فهو رجل قانون خائن
وبدء هاتفه بالرنين فزفر بضيق في البدايه قبل ان يُطالع الاسم الذي قد ظهر علي الشاشه
وعنـ.ـد.ما رأي أسمها ..لمعت عيناه بالسعاده
فأسمها لوحده قد جعل قناع جموده وقسوته يتساقط ..ليكون لها زين صاحب القلب
وهمس بأسمها غير مُصدقاً : حنين
فأبتلعت ريقها بصعوبه وهي تستمع لبنرة صوته الشجنه
وهمست برقه : زين انا محتاجه هدومي اللي في الفيله ..لان معنديش هدوم هنا
وتأملت ملابسها التي أصبحت لا تطيق المكوث بها أكثر وهتفت بحنق من رائحتها : خلي كريمه تجبهوملي لو سامحت
فأبتسم وهو يستمع اليها ..فأخيرا اصبحت تتعامل معه كجزء من حياتها وتمتم : حاضر
وتسأل بخفوت : محتاجه حاجه تانيه
فأجابته سريعا : لاء شكرا
ليزفر أنفاسه مُكملا : طب تمام
وبعدmا أنتهت مُكالمتهم .. نظر الي هاتفه قليلا
الي ان وقف وحمل سترته وهو يُقرر الذهاب اليها
اما هي وقفت تشتم رائحة ملابسها بضيق وتمتمت :
يارب كريمه تيجي بسرعه ، انا مش طايقه ريحة نفسي
وتذكرت مُحادثتهم المُقتضبه ..فأبتسمت وهي تتمني لو ان تراه
...................................................................
كانت عيناها تفيض بالحب وهي تُطالعه ..فحركت جفونها وهي تختلس النظر اليه تارة وتارة أخري تتأمل سطور كتابها ...فقد أتخذت الاريكه الموضوعه في حجرة مكتبه مكاناً تجلس عليه لتُذاكر في حجرة مكتبه بعد أن أخبرته بأنها تحتاج لأحد الكُتب العلميه التي لديه
وكانت هذه حجه لها لكي تجلس معه ..فهو أصبح بالنسبه لها هوائها الذي ينعش روحها التي أزهرت علي يديه
ليرفع أياد وجه عن الاوراق التي أمامه قائلا ببتسامه واسعه بعد ان لاحظ نظراتها : نذاكر كويس مفهوم ، وبلاش نتأمل كده في الناس الوحشه
فطالعته بصدmه ..فهو قد كشف أمرها وعلم بنظراتها التي كانت تختلسها نحوه ..واخفضت رأسها نحو كتابها بأرتباك
ثم مدّت بيدها نحو المنضده التي أمامها وقد وضعت عليها ما تحتاجه ..فسحبت كتاب من عليها وهي تتمني الفرار
ليضحك أياد علي أفعالها ..فهي كالطفله الصغيره في تصرفاتها ..فمن يراها لايظن بأنها علي مشارف اتمام عامها الثالث والعشرون 
ونطقت اخيرا وهي تُلملم حاجتها : انا خلاص خلصت ، وهطلع اوضتي
فأبتسم ، وأشار اليها بأصبعه : تعالي ياليلي
فرفعت وجهها نحوه وقد ظهر عليه الأحمرار ..وتسألت وهي تنهض : في حاجه عايزها مني
فحرك أصبعه ثانية وأكمل : تعالي بس وانا هفهمك
وأزاح بعدها مقعده خطوه للخلف .. فأقتربت منه وهي لا تعلم لماذا يُريدها
حتي فجأه شهقت وهي تري نفسها في حجره وبين ذراعيه
لتهتف بفزع : آه ..
وحاولت النهوض الا انه كان يحكم قبضة يديه عليها وقد لمعت عيناه بالمكر
ليرفع حاجبه الأيمن : متحاوليش ، لاني مش هسيبك
وأخذ يُنعش أنفه برائحتها الجميله الي أن تمتمت بخجل :
  داده حسنيه بتنده عليا
فضحك وهو يتأملها : محدش بينادي
وبدء يُلامس وجهها بأطراف أنامله .. الي ان وجدها تخفض رأسها ..فحرك يده نحو ذقنها ليرفعه نحوه هامسً :
ليلي ..
ففتحت فاها كي تُجيبه بنعم ..ولكنه ألتقط شفتيها ليُقبلها بقبله حنونه
وابتعد عنها ليري وجهها الذي بالتأكيد قد تحول لشعله من الأحمرار وابتسم : كل حاجه فيكي بتسحرني
..................................................................
فتحت باب المنزل بلهفه وهي لا تُصدق بأنها ستتخلص من ملابسها تلك ..لتقف مصدومه مما تري
فزين كان يقف أمامها يحمل حقيبه متوسطه الحجم في يد ويده الأخري يحمل بعض الأكياس التي يبدو بداخلها
ان بها طعام
وأردف للداخل ..فأبتعدت عن الباب بخجل
فهيئتها الغير نظيفه وجهها المُتعرق من حملة التنضيف
قد جعلتها تود الهروب من أمامه
فهو يقف أمامها بأناقته الكامله وعطره المُميز
وأبتسم وهو يراها هكذا .. وتسأل : ايه اللي عمل فيكي كده
فنظرت اليه ، ثم نظرت الي ملابسها وتنهدت بيأس :
كنت بنضف الشقه
فضحك وهو يُتمتم : ديه مش حملة تنضيف ..ديه معركه
وتابع : كنتي قولتيلي وكنت بعتلك حد ينضفهالك
ووضع الأشياء التي بيده أرضً ..واقترب منها ثم مال علي اذنها : عارفه انتي شبه ايه دلوقتي
فرفعت عيناها لتُحدق به ..الي ان صدmها بعبـ.ـارته :
شبه الساحره الشريره
وكادت ان تنصرف من امامه حانقه ..الا انها عدلت عن ذلك القرار وقررت فعل شئ أخر..وارتمت علي صدره فجأه
فظن بأنها ستحتضنه ..ولكنه شهق وهو يراها تُمرمغ جسدها العالق به بعض الأتربه في ملابسها علي ملابسه الفخمه ..
وظل ساكناً بصدmه ... ثم ضحك بقوه وهو لا يُصدق مـ.ـا.تفعله
وعنـ.ـد.ما سمعت صوت ضحكاته ..أبتعدت عنه فهو لم يكن حانقاً او غاضباً منها بل كان مُستمتعا مصدوما
وضـ.ـر.بت قدmاها أرضً وتناولت حقيبتها وركضت سريعا الي غرفتها وهي تُتمتم بحنق : انا ساحره شريره يازين
ونهضت كي تقف أمام المرآه وهمست :
عنده حق والله ..انا لو مكانه أهرب منك ..
واخذت تُخاطب نفسها : ده منظر ده
وأشارت لجسدها وهي تُكمل : فين الاناقه ، فين الانوثه
وتنهدت بيأس ..فهو حتي الان لم يراها الا في حاله سيئه
واقتربت من حقيبتها كي تخرج منها ما سترتديه
الا انها شهقت بفزع ..فملابس البيت التي امامها جميعها أما ضيقه او قصيره ..فيبدو ان من احضر الحقيبه يُحبها كثيرا
وأخذت تنظر الي كل قطعه بتأفف ..حتي اخيرا اختارت أحدهم بيأس
وتحركت نحو الباب لتفتحه كي تذهب لأخذ حمام منعش
فتنظيم شقة والديها الصغيره ليس كمنزله الضخم الذي تحتوي فيه كل غرفه علي حمام خاص
وتطلعت للطرقه المؤديه الي المرحاض ..ثم ركضت سريعا قبل ان  يلتفت اليها ويراها ..فهو يبدو مشغولاً مع من يُحادثه
...................................................................
ضحك حاتم بقوه وهو يستمع الي مايُخبره به مسعد ..الذي وقف يتأمل ضحكات سيده المُقززه
ليتسأل حاتم : والبـ.ـنت كويسه ولا مـ.ـا.تت
فهتف مُسعد نافيا : لاء حالتها بقيت مُستقره ،اظاهر الطعنه مكنتش جـ.ـا.مده
فلمعت عين حاتم ببريق الخبث : كان نفسي الضـ.ـر.به تيجي في هاشم ، بس شكله زي القطط
ثم تابع بضيق: أكيد طبعا محدش من البوليس سأل عن حاجه ولا قرب منه ..ماهو قريب " زين نصار "
فأجابه مسعد : ما انت عارف ياباشا ..ان هاشم مسنود ديما بزين
ليتنهد بيأس : خلينا احنا دلوقتي في شغلنا .. العمليه الجديده محتاجه تركيز جـ.ـا.مد فاهم يامسعد
................................................................
داعبت رائحة الطعام انفها بقوه ..فأخذت بطنها تصدر أصوات مُزقزقه بالجوع ..وبعد ان كانت ستدخل غرفتها كي تُمشط شعرها ..اكتفت بتجفيفه
وصارت نحو طاولة الطعام ..وتأملت الأطباق الموضوع بها اطعمه مشويه تفوح رائحتها
وظلت تتأمل المكان حولها ..فوجدته خالي
وشعرت بالأحباط لتركه لها .. الي ان وجدته يدخل من الشرفه بعد ان أغلق هاتفه بتأفف
وعنـ.ـد.ما رأته أبتسمت وعادت تنظر الي الطعام ثانية بجوع
ليرفع زين أعينه عن الهاتف .. وبعد أن كان يشعر بالغضب بما قصه له هاشم وامر مدحت بأن يذهب اليه ليُساعده في كل شئ ..
ابتسم وأقترب منها ..واخذ يتأمل كل تفاصيلها
فكانت ترتدي منامه حريريه ذات قطعتين ..شورت قصير يصل لركبتيها وقطعه علويه بالكاد تُغطي بطنها
وشعرها مازال مبلول ..يعطيها هيئها كامله من الأغراء
فزفر أنفاسه بصعوبه وهو يُقاوم رغبته في سحقها بين ذراعيه ويأخذها لعالمه لتصبح له
ولكنه تمتم بخفوت : الصبر يارب
وألتفت اليه في تلك اللحظه : الأكل ريحته جميله
فأبتسم وأقترب منها أكثر .. لتشعر بالأرتباك وهي تري هيئته الجذابه بعد ان تخلي عن سترته ورابطه عنقه وقد حرر بعض الأزرار العلويه لقميصه
وحركت رأسها سريعا كي تفيق من سحره الرجولي الطاغي
وتمتمت : انا هروح أجيب مايه عشان عطشانه
فتنهد بيأس وهو يري هروبها المُعتاد منه .. ولكن يبدو ان الطعام قد جعلها تنسي هيئتها التي لأول مره يراها بها
وعادت اليه بأرتباك وهي تحمل زُجاجه المياه وكوب
وجلست علي المقعد ..وبدأت تتناول الطعام كي تُلهي نفسها عنه
اما هو كان سارحاً في كل أنش بجسدها .. يستنشق رائحتها التي داعبت أنفه .. ولمعت عيناه وهو يراها تأكل بنهم
وتمني داخله ان يكون هو الطعام ..واخيرا أفاق من شروده
علي صوتها : انت مش هتاكل
فضحك وهو يتأمل فمها المملوء بالطعام :
لدرجادي كنتي جعانه
وعادت تقضم لقمه أخري : كنت جعانه جدا ..
فأبتسم .. وأخذ يُطالعها ..فجوعه الحقيقي كان بها وليس بالطعام
ووقف الطعام بحلقها ..وبدأت تكح .. ليُناولها كوب الماء ضاحكا : انا لو قاعد مع طفل مش هياكل بالطريقه ديه
فطالعته بنظرات حانقه .. فأتسعت أبتسامته
حتي شربت وزال الطعام من حلقها فتنهدت بشبع : الحمدلله
وهتف بُحب : كملي اكلك ، انا كنت بهزر
فتذمرت كالأطفال بسبب ماقاله : لاء خلاص شبعت ، انا بحب اكل بسرعه غير اني كنت جعانه
فلمعت عيناه وهو يري حملات منامتها الرفيعه قد سقطت احداهما عن كتفها
وجذب كرسيه بالقرب من كرسيها .. ومدّ بيده نحو خصلات شعرها الرطبه وتمتم بخفوت : انا ومعاكي بحس فعلا اني عايش
ومال نحوها ليتنفس رائحتها .. فشعرت بالصدmه من أفعاله
وأحست انها لو ظلت أمامه للحظه واحده فستنهار حصونها أمامه .. ونطقت بتعلثم : زين
ليهمس بدفئ وهو مُغيب : عيونه
فتابعت : ابعدي عني أنت مقرب كده ليه .. زين انت وعدتني انك مش هتعمل حاجه انا مش عايزاها
فأبتعد عنها قليلا .. وضم وجهها بين كفيه مُطمئناً : وعمري ماهعمل حاجه غـ.ـصـ.ـب عنك
ورغم انه يُصارع رغبته بها .. الا انه تمالك نفسه من اجلها
ومال نحو جبينها ليضع بقبله حنونه عليه ثم وضع بجبينه علي جبينها مُتنهدا :  أديني فرصه ياحنين نقرب من بعض
انا عايزك في حياتي ..
وعنـ.ـد.ما وجد الدmـ.ـو.ع تلمع في عينيها .. ضمها اليه وهو يتنهد : يارتني كنت قابلتك من زمان 
..................................................................
نظرت سهيله بخـ.ـو.ف الي الدmاء التي تدفق من رأس الخادmه
بعد أن ضـ.ـر.بتها بأحدي الفازات .. فبعد ما فعله معها وبجسدها
شعرت بأنها قد أنتهت وان حياتها ضاعت في قبضة ذلك اللعين .. وهبطت دmـ.ـو.عها بأسف وهي تنظر الي الخادmه :
سامحيني والله ماكنت أقصد امـ.ـو.تك
ورغم ان ضـ.ـر.بتها ليست بالقـ.ـا.تله الا ان خـ.ـو.فها جعلها تشعر هكذا .. وأرتجفت يدها وهي تبحث في جيوب الخادmه عن هاتفها ..فهي قد رأتها تضعه في جيب عبائتها عنـ.ـد.ما جائت اليها بالطعام
فلا يوجد حل لها سوي الهاتف .. فحاتم يجعل رجـ.ـاله يُحاوطون مزرعته من كل أتجاه .. حتي الشرف أحكم عليها الغلق وكأنها سـ.ـجـ.ـن
وعنـ.ـد.ما وجدت ضالتها .. شعرت بالسعاده .. فهي ستُهاتف طارق لينجدها
وظلت تضـ.ـر.ب الرقم بأصابع مُرتجفه .. وكادت ان تضغط علي زر الاتصال الا ان صوت أقدام قد جعلتها ترفع
وجهها قليلاً
لتراه يقف امامها يُطالعها بشر .. وفي ثانية واحده كان يخـ.ـطـ.ـف الهاتف من بين يديها : انتي فاكره حد هيقدر ينجدك مني ياسهليه
وصفعها علي وجهها بقوه .. فصرخت :
انت عايز مني ايه .. مش اخدت خلاص الي عايزه
وأنتهت أخر كلمـ.ـا.تها بصفعه أخري ..
فجذبها من ملابسها نحوه وهو يُطالع الخادmه التي تنبطح أرضاً : عايزه تهربي مني ..
وتابع بقسوه : انا هعرفك مين انا
وظل يُحرك جسدها .. وصرخ بأسم احد رجـ.ـاله
حتي جاء اليه.. ليأمره : شيلوا ديه من هنا ..
وبالفعل أخذوا الخادmه .. ليُطالعها :
هعاملك زيهم بالظبط ..
فحدقت به بفزع .. وتسألت بخـ.ـو.ف : انت هتعمل فيا ايه
ليضحك بسخريه .. وهو يتذكر افعاله الساديه
وتمتم : هتشوفي وهتحسي بعـ.ـذ.ابك النهارده
واكمل : انا فضلتك عليهم كلهم .. واتجوزتك
بس أظاهر انك عايزه تشوفي حاتم الشيطان بجد
وتعالت ضحكاته التي افزعتها ليُتابع : هخليكي تصرخي ، وتطلبي مني اني أرحمك
...................................................................
أردف الي شقته بوجه خالي .. وعرقه مازال يتدفق من فوق جبينه ..فاليوم كان حافل بمصائب قد أنهكته
فتعالت صوت ضحكات يعلم أين مصدرها ولكن لم يُخمن من هم ضيوفه الذين يظلون في بيته في مثل هذا الوقت
وحمل سترته علي أحد كتفيه .. وهو يحمدالله بأنه قد أبدل قميصه المُلطخ بالدmاء في شقته الأخري قبل أن يعود
وعنـ.ـد.ما أقترب من حجرة المعيشه ..رأي زوجته وصديقتها "لمياء"وزوجها الذي يبدو بأنه لا يعرف عن الأصول شئ 
ونظر الي ساعته قبل ان يتقدm نحوهم ..فالساعه كانت تقترب من الحاديه عشر
لتلتف هبه نحوه بعد أن غمزت لها صديقتها..ونهضت سريعا مُتمتمه : انت جيت ياحبيبي
ومالت عليه قليلا لتهمس : كده ياهاشم تحرجني ومتجيش تقابل صاحبتي وجوزها
وكاد أن يرد عليها ..الا انه طالعها بأقتضاب وانصرف بعد ان تمتم : اهلا
لتطالع هبه صديقتها التي نظرت اليها بحنق :
معلشي يالمياء ..هاشم ميقصدش هو شكله تعبان مش أكتر
فجائها صوت لمياء المُقتضب : عادي ياهبه
ونظرت الي زوجها الذي يجلس وكأنه لا شئ : يلا ياحبيبي
وتابعت : ممكن ياهبه تصحي هيثم ، عشان نمشي
فأقتربت منها هبه بصدق : اوعي تكوني زعلتي
فتمتمت لمياء ببرود : لاء عادي ياحبيبتي .. هو جوزك طوول عمره كده
وقبل أن يطيل الحديث بينهم .. انصرفت هبه من اجل جلب الطفل النائم
لتشرد الواقفه في ملامح ذلك الذي فضل صديقتها عديمة الشخصيه عنها .. وخاطبت نفسها ساخره : هي ديه اللي فضلتها عليا ياهاشم
اما هو جلس في وضع لا يُحسد عليه ..وأرتمي علي فراشه بملابسه الغير مُهنـ.ـد.مه والتي لم تُلاحظها زوجته حتي قميصه المُختلف عن ما كان يرتديه صباحاً
ورغم حنقه منها ومن استضافتها لهؤلاء ..الا ان ما فيه الان يكفيه
وشرد في بداية يومه الحالك
عنـ.ـد.ما خرج الطبيب من حجرة العمليات ..ركض نحوه
لتُطالعه أعين مدحت الذي جاء اليه بعد أمر من زين
فتنفس الطبيب براحه : الحمدلله الجـ.ـر.ح مكنش عميق ..حمدلله علي سلامتها
ووضع بيده علي كتفه مُتمتما : المفروض البوليس يعرف لانها حالة شروع في قــ,تــل
فطالعه هاشم بصمت ..الي ان وجد مدير المشفي يتقدm نحوهم
مُرحبا بهاشم وتمتم ببعض العبـ.ـارات الهامسه الي الطبيب المُتكفل بالحاله ..ليعلم بعدها ان الموضوع سيمر دون تدخل اي أجراء قانوني ..فزين قد تدخل له في الأمر
لينصرف الطبيب ومعه مدير المشفي الذي يوضح له الأمر
وكاد ان يسأل عنها احدي الممرضات.. فوجدها تخرج من حجرة العمليات
فتأمل وجهها الشاحب بأسي لا يعرف مصدره ..حتي اختفت من أمامه لتوضع في حجرة العنايه
وفاق من شروده علي صوت رنين هاتفه ...
فتجاهله الي ان رن ثانية
وأخرج الهاتف من جيبه ليري رقم زين
وعنـ.ـد.ما هتف بأسمه تمتم : زين بلاش نصايح دلوقتي وعصبيتك الله يخليك
ولكن هدوء زين قد فاجئه .. فقد كان يُطمئنه أن لا يقلق .. فتنهد هاشم قائلا : حاتم هو اللي ورا الحكايه ديه كلها انا واثق في كده
فأجاب عليه بكلمـ.ـا.ت مُبهمه : نهاية حاتم قربت ..ياهاشم متقلقش
وتسأل : البـ.ـنت فاقت
ليُتمتم هاشم : اه .. وكاد ان يُخبره عن بعض الامور التي حدثت منذ ساعه قبل ان يُغادر المشفي
لكن دخول هبه جعله ينهي مُحادثته سريعا
ليجدها تقترب منه بوجه مُحقن : ممكن تفهمنى انت ايه اللي عملته ده
وأشار اليها بيده قائلا بجمود : من غير ولا كلمه ، خدي الباب في ايدك وروحي نامي جنب البنات
فأقتربت منه بعدmا تأملت وجه الشاحب وتسألت بقلق : هاشم انت فيك ايه
فضحك ساخراً : لسا فاكره تسألي ..
وتقدmت خطوه ثانية منه ..فأشار بيده : هبه لو سامحتي سبيني دلوقتي
فحدقت به .. وكادت أن تنصرف بهدوء الي ان تذكرت نصائح صديقتها فهتفت بغضب : ييييه ، خدي الباب خدي الباب ..ماشي ياهاشم ..الصبح لينا كلام تاني مع ببعض
وغادرت من أمامه ..ليقف هو مصعوقاً من طريقتها ..فزوجته الهادئه الوديعه قد تغيرت
وتنهد بضعف : اه ياهبه ..لو ت عـ.ـر.في انا محتاج اترمي في حـ.ـضـ.ـنك أزاي دلوقتي
واغمض عينيه بعدmا شعر بالأختناق .. وعاد يتمدد علي فراشه ثانية وهو يتذكر رجاء تلك التي قد أوقعه القدر في طريقها ... فحلمه بها ليس الا واقعا قد أصبح
وترددت صدي جملتها في اذنيه ..
"فهي تُريده أن يتزوجها حتي لو سراً ولن تطلب منه شئ سوي حمايته فقط "
...................................................................
كان يقود سيارته وابتسامه حالمه تُداعب شفتيه .. فتنفس بعمق وهو يتذكر يومه معه ..ورغم بساطة كل شئ فيها الا انه تشعره بالحياه وكأنه ولد من جديد
فتسعت ابتسامته وبدء يحك ذقنه بتنهد مُتمتماً :
مش معقول يازين بقيت غارق في حبها ، وكأنك طفل صغير
ونظر الي مُشغل الموسيقي الذي من النادر يستمع اليه
وضغط علي الزر الالكتروني
لتتعالا الغنوه بطرب علي أذنيه .. فهو ليس من مُحب اغاني العشاق ولكن ماأصبح به جعله يشعر بأنه كالمُراهق
سألوني الناس عنك يا حبيبي
كتبوا المكاتيب و أخدها الهوا
بيعز عليّ غني يا حبيبي
و لأول مرة ما منكون سوا
سألوني الناس عنك سألوني
قِلتلّن راجع، أوعى تلوموني
غمضت عيوني خـ.ـو.في لا الناس
يشوفوك مخبى بعيوني
...................................................................
وقفت تتأمل الغرفه في الظلام بخـ.ـو.ف ..ورغم أنها تعلم بأن تلك الغرفه لا يدخلها أحد الا انها أرادت ان تدخلها ثانية
فالمره الاولي كانت عنـ.ـد.ما كانت فاقده لوعيها وقد أعترف لها بحبه وعشقه ...
فلمعت عيناها بسعاده .. وهي تتذكر ذلك اليوم الذي تغيرت فيه حياتها رغم بشاعة بدايته
وأقتربت من زر الاضائه .. واضاءت المكان وهي تتمني ان لا أحد يستيقظ ويراها وخاصه أياد
ونظرت الي البيانو الذي قد جاءت خاصة اليه ..رغم انها لا تعلم كيف يكون العزف عليه ...الا ان شغف ما جعلها تُريد أن تضع بأصابعها عليه
وخطت بخطوات مُرتجفه وهي تلتف يمينا ويسارا ..حتي وصلت للمقعد الموضوع أمامه ورفعت غطاء البيانو
وتأملته وكأنها طفله صغيره ..ستُجرب لعبه جديده
وضـ.ـر.بت علي مفاتيحه  بعشوائيه فصدر صوت مُزعج
فأنتفضت بخـ.ـو.ف ..ولكن عادت تُجرب ثانية وهي تبتسم
وكأن اللعبه قد أعجبتها
اما هو أستيقظ كي يهبط لمكتبه لجلب كتاب له يقرئه ..فالنوم قد غاب عن جفونه
وكاد ان يردف الي غرفة مكتبه الا ان صوت ما جعله يتسأل : مش معقول يكون حد في الاوضه
وبعد أن كان هدفه غرفة مكتبه أتجه الي الغرفه التي كانت لزوجته وشهدت علي الكثير من حبهما
وتقدm أتجاه الغرفه .. الي ان فتح الباب لينصدm مما يراه
فليلي تجلس أمام البيانو ..تلعب في مفاتيحه البيضاء والسوداء بعشوائيه وتبتسم وكأنها طفله صغيره
ورغم انه لا يجعل أحد يدخل تلك الغرفه ولا يُحب ان يدخلها فهي تُذكره بالماضي الجميل مع زوجته
ولكن اليوم لأول مره كان الماضي بعيدا جدا وكأنه قد انتهي
فأبتسم وهو يراها هكذا ..فشعرها يتحرك مع خفة أصابعها
وأبتسامتها تُنير وجهها الرقيق .. وبيجامتها الورديه تجعلها أشبه بالحلوي
فتقدm نحوها بخطوات هادئه الا انها شعرت بوجود أحدهما
فألتفت نحوه ..وأنتفضت من جلستها بخـ.ـو.ف :
انا أسفه ..مش هعمل كده تاني
وتابعت بأرتجاف : انا عارفه انك مش بتسمح لحد انه يُدخل الاوضه ديه .. بس
ومع كل كلمه كانت تتفوه بها ..كان يقترب منها خطوه وأبتسامته تتسع
الا ان وجدها تخفض رأسها أرضاً وهمست : انت هتزعق  وهتزعل مني
ومع أخر عبـ.ـاره لها ..كان قد وصل اليها ..فرفع وجهها نحوه وهمس بدفئ : بصيلي ياليلي
وعنـ.ـد.ما نظرت اليه ..أحتوي وجهها الدافئ بين راحتي كفيه مُتمتما بحنان : كل حاجه كانت مُحرمه عليكي في البيت ده أنتهت .. انتي دلوقتي أغلي حاجه عندي
فأبتسمت ..ليبتسم هو : عايزه تتعلمي عزف علي البيانو
فحركت رأسها له .. فضمها اليه قائلا : ملاكي يؤمر بس .. وانا أنفذله كل اللي نفسه فيه
وازاح المقعد قليلا  بعد أن أبعدها عنه.. وجلس وأجلسها بجانبه وبدء يعزف بأحتراف .. جعلها تُحدق به بأندهاش
فموهبه أخري أكتشفتها في زوجها .. زوجها الذي تخلي عن أشياء كثيره كان يفعلها لان رفيقته في كل شئ قد رحلت
ولكنه الان يعيش مُجددا .. يعيش بحب جديد قد ملئ قلبه
وعنـ.ـد.ما أنهي مقطوعة عزفه الجميله .. ألتف اليها كي يأخذ بأناملها ويبدء في تعليمها القواعد الاساسيه
الا ان نظرتها الحالمه له .. جعلت قلبه يخفف بجنون
ووجدها تقترب منه .. وقبلته برقه علي شفتيه هامسه :
بـــــحــبـــــك
................................................................
وقفت رحمه تتأمل هيئتها المُغريه في المرآه وهي تبتسم
فقد تزينت له وأرتدت أكثر الملابس اغراء .. فجمالها الساحق بالتأكيد سيكون سلاحها
فدوما كان هذا فكرها ..
وتمتمت بغرور : هخليك النهادره تنام في حـ.ـضـ.ـني يازين
وأحكمت ربط مئزرها وصارت نحو غرفته كي تجعل تلك الليله هي بداية جديده لحياتهم
وعنـ.ـد.ما فتحت باب غرفته .. نظرت الي جسده المُمدد علي الفراش وأقتربت منه بسعاده حتي وصلت الي فراشه
وأخذت تُحرك بيدها علي خصلات شعره .. بهدوء
الي ان وجدته يبتسم وهو مُغلق العينين
وحررت مئزرها الحرير من فوق قميصها الناعم
وتمددت بجانبه وظلت تقترب من جسده الا ان ألتصقت به
فهو كان في عالم أخر .. كان يحلم بحمقائه الأخري
يحلم بها بين ذراعيه ..يُعلمها أبجديات الحب والعشق الذي عرفهما معها فقط ..
وعنـ.ـد.ما شعر بدفئ جسد قريب منه ظن بأنه مازال في حلمه
فأحاطته رحمه بذراعيها .. ومالت نحوه بعد أن أبعدت خصلات شعرها للخلف وأبتسامتها تتسع علي وجهها
حلماً جميلا كان يطوف به ..يراها بين ذراعيه ..يُلامس وجهها بأنامله وأبتسامتها تتسع شئ فشئ وكأنها تدعوه ان يأخذها لعالمه ..
فتأملت رحمه وجه .. وأخذت تُمرر يديها علي كل أنش بوجه
وتنهدت وهي تري كيف ملامحه تتغير للراحه ..
وشعرت بأنه يستجيب لها ..فمالت نحوه كي تُقبل شفتاه
وعندما تلامست شفاهم .. فتح زين عيناه بصدمه
فحلمه حقيقه ولكن رحمه هي بطلته ..فأنتفض سريعا من فوق الفراش ونهض وهو لا يُصدق بأنه للحظه واحده كان سيبني معاها عش أحلام أخر ويعود لرغبته بها
ونظر لها بعد أن سقطت علي مرفقيها فوق الفراش بعدما دفعها عنه
وأغمض عيناه وهو يراها شبه عاريه امامه .. ليسمع صوتها : زين ارجوك انا عايزاك
وأنتظرت منه أن يستجيب لرجائها .. ليهتف بعدها :
بره يارحمه ..
فألجمها رده .. وألتف بظهره بعيدا عن عينيها ..كي لا يراها هكذا وانتظر حتي تخرج
فوجد يديها تُحاوطه من الخلف ..وتُقبل ظهره بقبلات جنونيه : زين انا كلي ملكك انت ..
وتابعت بقسوه : انت عمرك ماهتحب البنت ديه ، عمرها مهترضيك ..هي مجرد نزوه ياحبيبي مش أكتر وانا ممكن أستحمل واصبر لحد ما تنتهي رغبتك فيها وتطلقها ..انا غلطانه ياحبيبي يوم مافكرت أخليك تتجوز عشان نجيب طفل لينا
وعندما وجدت جسده تصلب بين ذراعيها أكملت :
بس خلاص احنا مش عايزين أطفال ..حياتنا كانت جميله
وأبتسمت وهي تظن بأنه أستجاب لكلامها ..حتي وجدته ينفض ذراعيها من علي جسده  وأستدار نحوها :
أطلعي بره يارحمه..وبكره هننهي المهزله ديه وهنتطلق
فحدقت به بفزع .. فكل شئ أصبح أمامها يتحطم
وخسارتها قد أقتربت ..فحتي جمالها الذي ظنت انه سلاحها اصبح لايجدي نفعاً
.................................................................
ضمها لصدره بحنان وهو يهتف بأسمها : ليلي انتي نمتي
فهمست بخفوت وهي بين ذراعيه : لاء
فضحك وهو يجذبها اليه أكثر ..وقبل رأسها بدفئ مُتمتما :
مبسوطه ياليلي ...
وكاد أن يُكمل باقي عباراته ..فوجدها تنهض من جانبه وتميل نحوه بجرئه لم تعلم كيف أتت بها وقبلته علي خده وهمست بعدها : انا مكنتش أحلم بربع الي ان فيه دلوقتي
وتابعت بمراره : ده انا ابقي طماعه اووي لو اتمنيت أكتر من كده
فرفع جزعه العلوي من فوق الفراش ليكون قريباً منها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها البرئيه الراضيه وتنهد بدفئ :
ده أنا اللي ابقي طماع لو اتمنيت حاجه زياده بعد كده
وأخذ وجهها بين كفيه وشعر بسخونته فتسأل بقلق : انتي سخنتي فجأه كده ليه
وعندما وجدها تخفض رأسها نحو حجرها .. ضحك وقد أدرك أنها أستعابت مافعلته معه منذ قليلا ..ومال نحو أذنها هامساً بمشاغبه : انا بقول يمكن يكون بسبب اللي انتي لبساه
وابتعد عنها لينظر الي ماترتديه وأكمل : بيجامه بكوم ياليلي فعز الحر ..
وتسأل : ايه رأيك ماتقومي تغيري البيجامه ديه
فوجدها تُطالعه كالبلهاء .. وقد أتسع بؤبؤ عينيها
ليضحك بعدها بقوه : مالك في ايه ، انا وعدتك اني هنام جنبك مؤدب ..لحد يوم الفرح 
فهمست بصوت خفيض وقد ظنت بأنه لم يسمعه ولكن :
هو ماله بقي قليل الأدب كده
لينفجر اياد ضاحكاً .. فهي تري أفعاله هكذا رغم انه لم يفعل شئ حتي الأن
وغمز بأحدي عينيه : هو ده مفهوم قلة الادب عندك
فشهقت بصدمه وتمتمت بأرتباك:
انت سمعتني ، أنا كنت بكلم نفسي
واكمل بعدها بخبث ..فالعب معها قد اعجبه فهي تجعله يضحك من كل قلبه وهو لا يُصدق بأنها تمتلك مثل هذا الحياء فحتي سلوي زوجته لم تكن هكذا :
طب أيه .. مش هتقومي
فهمست بخوف : ها
وتابع بدعابه : اقفلي بؤك ياحبيبتي .. عشان موعدكيش بلي ممكن يحصل بعد كده
فأغلقت فاها سريعا ونظرت اليه بقلق ..فهو اليوم يبدو برجلا أخر أمامها .. وتأملت غرفته فلعنت نفسها
فعندما أنهي تعليمها علي البيانو .. جذبها معه نحو غرفته
كي تنام بجانبه وعندما رأي خجلها أخبرها بأنه فقط يريد ان تكون بين ذراعيه ولكن محور ليلتهم بدء يتغير
وأصبح يتكلم معها بجرئه لم تعهدها منه من قبل
وفاقت من شرودها علي صوت فرقعت أصابعه وحدقت به
ليتسأل : روحتي فين ، كل ده عشان قولتلك غيري البيجامه ديه
وضمها اليه وشعر بخوفها وهمست : اياد انت فيك ايه
فأبعدها عنه قليلا ليُطالع عينيه مُتمتما : كل اللي بقي فيا ..اني بقيت شايفك مراتي ياليلي
وعندما وجد ملامحها قد ظهر عليها الفزع.. مال نحو جبينها ليطبع قبله حنونه : تعالي ننام يلا ..
وتابع بعدها ضاحكا : وبأحترامنا 
..................................................................
كان يقف بسكون ينظر للظلام الذي أمامه.. يري حياته القديمه تسير أمام عينيه ..حياه لا تقل عتمتها عن هذا الظلام
فظهرت أبتسامته الساخره وهو يتذكر كلمات والده
" انت ابن حرام .. امك كانت مجرد عاهره "
ليضغط علي فكه وهو يتذكر حقيقة أصله ..فما يعيشه الان
هو مُستنقعه القديم .. وزفر دُخان سيجارته العاشره
ثم بدء يدهسها تحت قدميه ..وهو يشرد في بداية تلك الليله
ومافعله بها
كانت تصرخ به أن يرحمها ويتركها .. ولكنه كان كالمجنون
وعندما وضعها علي الفراش بدء بتقيدها بمفرش الفراش
حتي خارت مقاومتها .. وقد كان انتهي من تقيد أيديها
لتترك له نفسها ليفعل بالمثل مع قدميها ففي النهايه هذا أصبح مصيرها معه
ليتأملها حاتم ببرود : قولتلك اللعب معايا مش حلو
ووضع يده علي قلبه : ده مفيهوش رحمه ..
واخذ يتفحص ملامحها المذعوره .. ثم ضحك : نبتدي اول ليله من غير اي مخدر يازوجتي العزيزه
فخرجت آه من فاها وهي تستمع لكلماته .. وهتفت برجاء فالصراخ معه لا يجدي بنفع : انت ليه بتعمل فيا كده ، انا عمري ما أذيتك في حاجه
وبعد أن كان يبدء في فك أزرار قميصه .. ثبتت يداه وهو لا يعرف بما سيُجيبها
أيُخبرها بأنه أحبها .. وتمناها .. ولكن عجزه كان مانع قوي له أن يكون كأي رجل
أيُخبرها بأنه دوما كان يري بعينيها نظرة أشمئزاز منه
أيُخبرها بأنها زادت من شيطانه عندما علم بخطبتها من صديقه ..فبالتأكيد صديقه هو أفضل لها وكيف لا يكون الافضل وهو رجلا سيعطيها كل مايرغب به جسدها
ونظرت اليه وتمنت ان يكون لكلامها أثر معه .. ولكنها وجدته يُطالعها بسخريه مُتمتما : قدرك انك توقعي مع شيطان زي ..
واكمل بجمود : واللي بيقع مع الشيطان مبيخرجش من جحيمه
وبعد أن أنهي فك أخر زر من قميصه .. نزعه سريعا
لينقض عليها ..فصرخت وهي تراه يشق ملابسها بقسوه
وبدأت تنتفض بجسدها وهي تهتف : لاء .. لاء
ولم تجدي توسلاتها أي استجابه ..فأغمضت عيناها وأنحدرت دموعها وهي تُتمتم : لو عندك بنت هترضلها كده
فرفع بوجه عن جسدها الذي كان ينهش به .. وأبتعد عنها فجأه ليضحك بقوه ... فقد دهست علي جرحه بعمق
فهو لن يُنجب .. فهو أخره ينهال عليها بالقبلات ليسقط صريع رغبته ويري عجزه 
واخذ يدور حول نفسه .. وهو يري مصيره
وحيدا ..لقيطاً .. أبن حرام .. مُغتصب .. قاتل .. شيطاناً بقناع ..
وقبل أن يفقد صوابه ويصرخ بها ليُخبرها بأنه لن يكون أب
هرب من الغرفه وهو عاري الصدر ..
ليقف أمام أحدي الشرف بوجه خالي من كل شئ ..
وأفاق من شروده علي نسمات الهواء التي تتخلل ضلوعه ببروده ورغم ذلك مازال البركان الذي داخله يزيد أشتعالا
وتنفس بقوه .. ليُقرر الذهاب اليها ..فهي مازالت مُقيده
وعندما أردف لغرفتها ..وجدها غافيه تتألم في رقضتها
فأتجه نحو أيديها ليفك قيدها ثم أرجلها .. ونظر الي ملابسها الممُزقه ...فتناول غطاء الفراش ووضعه عليها
ليجلس بجانبها وهو يتأمل وجهها الذي أنطفئ
فهمس بسخريه : كل حاجه موجوده بقربك ياحاتم لازم بريقها يروح .. كلهم بيكرهوك ..
وتابع شيطانه : انت منبوذ
وتغيرت ملامحه مع صدي كلمات شيطانه.. ليُحرك جسدها بقوه قائلا : سهيله أصحي
فأنتفض جسدها بخوف .. وابتعدت عنه بنفور حتي كادت ان تسقط من فوق الفراش
ليزداد صوت شيطانه داخله : أرأيت كيف ينفروا منك .. انت منبوذ
فصرخ بها بقسوه : انتي ملكي ..اوعي تحلمي انك في يوم هتخرجي من سجني ..
وتابع : بطلي تخافي مني .. لو شوفت نظره الخوف ديه في عينك بعد كده مش هرحمك
فأدمعت عيناها وهي تُحرك شفتاها كي تُجيبه الا ان لا صوت يخرج ..فأخذت تُحاول وتُحاول
فالنتيجه واحده .. لا صوت ، فطالعها بتفحص ..ففمها يتحرك بكلمات ولكن لا صوت لها
ليتسأل : انت مبتتكلميش ليه
فعادت تُحرك شفتيها كي يخرج صوتها .. ولكنها فشلت
ليُطالعها حاتم بصدمه .. وهو لا يُصدق ما يراه
...............................................................
وقف بسيارته أسفل بنايتها ...وهو لا يعلم كيف أتي الي هنا
فبعد ما حدث مع رحمه .. ارتدي اول شئ قد أخذته يده
واخذ مفاتيحه وهبط الي مكتبه كي يبحث في ادراجه عن مفتاح شقتها البديل الذي أخذه من صاحب البنايه عندما اشتري منه الشقه
وها هو الان يطوق لها .. يُريد ان يثبت لنفسه بأنه لا يراها نزوه بحياته .. هو يُحبها بصدق ..يُحب روحها ..عينيها التي تخفي احزانها دوما .. يحب بساطتها التي أعادته لحياته القديمه التي أضاعها الثراء
وزفر أنفاسه بقوه .. وخرج من سيارته كي يصعد اليها الا ان صوت أذان الفجر كان يعلو من ذلك المسجد القريب
فأغلق السياره .. وذهب الي حيث يجد الأنسان راحته
وبعد نصف ساعه .. كان يقف أمام باب شقتها
ليضع المفتاح برفق .. وعندما دخل وجد السكون يُحاوط المكان فظن بأنها نائمه
وصار نحو الداخل ليسمع صوت شهقات تأتي من غرفتها
ليُصيبه الفزع .. فأتجه اليها بخوف وكاد ان ينطق بأسمها
الا انه وجدها تجلس فوق سجادة الصلاه وبين يديها مُصحفها تقرء بصوت مسموع تبكي وتردد تلك الايه
}إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{
فما حدث بحياتها جعلها تكره قدرها .. جعلها تتسأل عن مافعلته لتكون هذه حياتها .. حياة مليئه بالفقد ،بضياع الاحلام
بالألم
فزفر زين انفاسه .. وشعر بالراحه قليلا
واقترب منها وجثي علي ركبتيه ليهمس بأسمها : حنين
فطالعته بعد أن صدقت وتأملته بوجه يغلب عليه الحزن
فتناول منها المصحف ليضعه .. علي المنضده القريبه منهما
ورفعها بذراعيه ليبتسم لها بدفئ : تعرفي ان النهارده اتأكدت ..ان ربنا بيحبني اووي لانك مراتي
وتابع : انتي اجمل حاجه حصلت في حياتي ياحنين ..كنت فاكر ان فلوسي ومكانتي ديه أحلي واحسن نعمه في حياتي
ومسح دموعها بيديه وأكمل بحنان : بس أكتشفت اني كنت غلطان ..
فطالعته بأعين لامعه ..ثم اخفضت عيناها لتتذكر قبل ساعه عندما كانت تجلس علي فراشها تتأمل السكون الذي يحاوطها
تتذكر ضحكات أخيها ومزاحه .. وحنان ابيها وصوته الدافئ
وأحضانه .. وطعام والدتها ومُناكفتهم دوما معا ..احلامها بفارسها وانتظارها لليوم الذي ستجده .. فرحتها بتخرجها وسعادتها عندما وجدت عمل .. راتبها الاول الذي كانت تود لو ان تشتري به العالم كله .. احتفالهم البسيط لمناسباتهم .. شجارها الدائم هي واخيها الذي ينتهي بعناق
او احيانا تمنيه لها بأن تتزوج وتترك لهم البيت كي يرتاح منها ... وفي النهايه مصير لا تعلم كيف حدث
فحياتها البسيطه وعالمها الوردي قد أنتهي .. وبيتها الجميل الدافئ ضاع دفئه ليصبح السكون والحزن عالقين في جدرانه
كل هذا كان يدور بها .. شعرت بكرهها للحياه تمنت لو انها ماتت معهم ..
الي أن كان نداء الله هو الاقوي ..عندما بدء صوت الاذان يعلو ..وكأنه الصحوه
فشرد زين في سكونها .. ورفع وجهها بأنامله نحوه
فأخذت تتأمله بعمق ..فهو رجلا تحلم به جميع النساء وهي لا تنكر انها احبته بل وعشقته ..ولكن شعورها بأنها الزوجه الثانيه كان لها كالشوكه في ظهرها
ولكن نظرته لها الأن وكلامه .. جعلها تبتسم وتهتف بهدوء : انت جميل اووي وطيب
ورغم أنها لم تشعر بما تفوهت به ..لكن هذا كان مايدور بقلبها
فضحك زين وهو يُطالعها فهي امامه كالطفله  .. وأنحني نحو خدها ليُقبله مُتمتما : وايه كمان
فتابعت بتعلثم كالمسحوره : وريحتك حلوه اووي
فأتسعت أبتسامته .. وتناول خدها الثاني بقبله دافئه وتمتم بنفس الجمله
لتُكمل : وحضنك دافي
ليبتسم زين .. واحتضنها بقوه ..فهو يعلم بأنها الأن في أشد حالات ضعفها ..فهي يبدو كانت تحتاجه بشده
وشعر بيدها التي تتشبث بقميصه .. وتنفس بعمق وهو يهمس بصوت لم تسمعه: انتي مش رغبه في حياتي ياحنين .. انتي عمري كله
فتمتمت بدون وعي : زين انا عايزه انام في حضنك .. متسبنيش
وبالفعل حملها بين ذراعيه ..ليضعها علي فراشها ..
فتغفو سريعا فقواها قد خارت ..ليبتسم زين ونظر الي الملابس التي كانت ترتديها للصلاه ..فبدء يزيلها عنها
فتأمل هيئتها الجميله .. فمنامتها القصيره جعلتها أشبه بالملائكه .. ونظر الي شعرها المعقود وبدء يُحرره 
كي يتلاعب به .. ومددَ نصف جسده بجانبها وظل يتأملها الي ان غفا وعلي وجه أبتسامه دافئه
.................................................................
أستيقظت بكسل وهي تتمطئ علي فراشها ..وأخذت تنظر جانبها فعلمت بأنه كان حلم وأستيقظت منه للتو
فزين لم يكن سوي حلم .. وهتفت بخيبه:
كان نفسي تبقي حقيقه
ونظرت الي ملابسها .. وتسألت : بس انا منمتش كده ، انا كنت لابسه لبس الصلاه
وأخذت تفرك عينيها .. حتي نهضت بفزع من فوق الفراش
ليردف زين في تلك اللحظه وعندما رأي هيئتها هكذا ..اخذ يضحك بقوه
لتُطالعه بتسأل : انت زين ولا عفريت
فألجمه سؤالها .. وانفجرت شفتاه في ضحكه طويله ونطق بأنفاس متقطعه : انتي عايزه مين وانا اقولك
واخذ يقترب منها لتصرخ : يبقي انت عفريت زين
فدمعت عيناه من كثرة الضحك .. وأمسك يدها ..فصرخت به : سيب أيدي
فضرب بيده علي جبهتها ليُتمتم : انا قولتلك انك مجنونه قبل كده
وعندما لم يجد منها رد نطق : انتي شكلك لسا نايمه ، اصحي ياحنين هانم .. بدل ما أصحيكي بمعرفتي
فأبتسمت بخجل بعدما أدركت حماقتها .. وعادت ليلة أمس لذهنها ..فكل ماحدث كان حقيقي وانها لم تحلم بزين
وتنهدت بصوت مسموع : انا كنت خايفه اوي أمبارح
ونظرت الي أكمام قميصه المرفوعه .. وازرار قميصه العلويه المفتوحه وتسألت : انت ايه اللي جابك
فلم يجد غير رأسها ليتناوله تحت ذراعه وهتف بحنق :
اللي يشوفك بليل ميشوفكيش الصبح ..
وسحبها خارج الغرفه .. لتضحك هي بقوه ..فمنذ فتره طويله لم تضحك هكذا وابتعدت عنه قائله : لاء بجد ايه اللي جابك
فتنهد بقوه : الصبر يارب
وصار نحو المنضده : اغسلي وشك وفوقي .. وتعالي أفطري
فنظرت الي الفطور الموضوع علي المنضده وتمتمت : اوعي تقول ان انت اللي حضرت الفطار ..
وتناول قطعه من الخيار المقطع ووضعه في فمها بحنق : ياريت يطمر فيكي بس ..
فأخذت تمضغ ماحشره بداخل فمها بتعجب : انا مش مصدقه "زين نصار " عملي فطار
وعندما وجدته سيقترب منها ... ركضت من امامه قائله :
خلاص ..خلاص
واكملت : اوعي تخلص الفطار قبل ماأجي .. وابقي اعملي شاي عشان مبحبش القهوه
فتأملها قليلا .. ثم ضحك وهو لا يُصدق بأنه أصبح هكذا
فمكانته ووضعه حتي جموده وقسوته كل هذا ينساه معها
وأفاق من شروده علي صوت هاتفه فطالع الأسم ..
ليجد رقم رحمه
فتنفس بعمق وهو يتذكر بأنه اليوم سينهي كل شئ وسينفصلوا
وهتف : ايوه يارحمه
ليأتيه صوت الخادمه : زين بيه رحمه هانم تعبت والدكتور عندها دلوقتي
وزفر انفاسه .. ليجد صوت خلفه : روحلها هي أكيد محتاجاك دلوقتي
فطالع تلك الجالسه بسكون وقد ذهب بريق عينيها ..وانحني نحوها ليُقبل جبينها : افطري كويس ، وانا هجيلك بليل
ثم رحل ..لتسقط دمعه ساخنه علي وجهها فكل شئ جميل معه يتبخر
...................................................................
نظر ياسين الي زوجته التي قد تغيرت تمام .. فأصبحت هادئه ..رقيقه ..جميله ..حتي انها تسأله عن يومه
ووجدها تقترب منه قائله : هتتأخر النهارده ياياسين
فرفع ياسين وجهه نحوها .. وابتسم لها بهدوء وهو يُخبرها :
مش عارف يازينب
ثم نهض من فوق كرسيه بعد ان كان يحتسي القهوه مع والده
ليتأملها عمها الذي كان يُتابع كل شئ بصمت قائلا بهدوء:
هو ده الصح يابنت اخوي .. وبكره هتكسبي جوزك وهينسي انه في يوم كان بيفكر في ست غيرك
فطالعته بأمل .. فهي تحبه بقوه وتعلم ان طباعها السيئه هي من جعلته نافر منها .. يري في غيرها ما تمناه فيها 
.................................................................
وقف هاشم أمام فراشها .. ليبتسم اليها قائلا : عامله ايه دلوقتي يافاطمه
فتمتمت بصوت ضعيف : الحمدلله
وتسألت : فتحي اخويا فين
فتنهد بعمق : يعني كان هيموتك وبتسألي عنه
وشعر بالشفقه نحوها عندما وجدها تبكي ليُخبرها : متخافيش مأذتهوش في حاجه ولا بلغت البوليس
وأكمل : قولت لحد من معارفي يروح لاهلك يقولهم علي وجودك بس ..
فأخرجت صوتها بخفوت : بس ايه ؟
فأشاح هاشم بوجه بعيدا عنها وهو لا يعلم بما سيُجيبها
وعندما اعادت سؤالها ثانية .. تمتم : أنسيهم خلاص يافاطمه
فعلمت منه الاجابه دون أن ينطقها
ونظر نحوها ليجدها تبكي بصمت
ليتذكر ما اخبره به محاميه منذ قليل عندما ذهب اليهم
" أحنا معندناش بنات .. بنتنا ماتت يابيه .. واخدنا عزاها امبارح "
وأفاق من شروده علي صوتها : انا اسفه علي كلامي امبارح
ليتسأل : أسفه علي ايه يافاطمه .. مش فاهم
لتنطق بخجل : اني طلبت منك انك تتجوزني ..
واكملت بخفوت : انا حياتي كده كده ضاعت ..
وكاد ان يُخبرها بأنه سيقف بجانبها .. فوجد هاتفه يُعلن عن رساله ليتأمل نصها فيجد
" هاشم حبيبي .. انا اسفه "
فهبه زوجته يبدو انها عندما لم تجده صباحاً عادت الي وعيها
وتنهد بأرهاق وهو يُطالع تلك التي تُحدق به .. وتذكر زوجته الساذجه الطيبه .. وماسيحدث لها اذا ضعف لشيطانه ثانيه
وتزوج بغيرها
...............................................................
نظر زين الي الطبيب الذي غادر من حجره رحمه للتو ..
ليخبره الطبيب : عندها انهيار عصبي حاد ، ومحتاجه هدوء
وتابع الطبيب : انا كتبتلها علي مهدئات .. بس اهم حاجه يازين بيه الراحه
وانصرف بعدها .. بعد ان نفذ دوره ببراعه
ليردف زين الي رحمه المُمدده علي الفراش ومعها الخادمه التي اول ما رأته انصرفت
وجلس بجانبها مُتسائلا : انتي كويسه يارحمه
فتمتمت بصوت ضعيف : تفتكر اني كويسه يازين
وسقطت دموعها .. التي هي بارعه فيها وتنفست : روح يازين ليها .. ومش مهم انا ايه اللي يحصلي
فوقف يُطالعها .. الي ان تنهد : مش وقته كلام دلوقتي يارحمه
هسيبك ترتاحي
وخرج من غرفتها سريعا .. ووضع بيده فوق فروة رأسه بجمود ..فبعد ان ظن ان كل شئ سينتهي الان ..تفاجئ بمرضها .. وزفر انفاسه بهدوء وهو يتذكر الاخري التي كان يتوق بشده ليخبرها اليوم بأنه قد انفصل عن رحمه
...................................................................
أتسعت عيناها بسعاده وهي تراه يقف أمام سيارته ينتظرها امام الجامعه بدلاً من السائق
وأسرعت بخطاها نحوه وهتفت : انت جيت تاخدني ياأياد
فأبتسم اياد بحب وهو يري سعادتها لقدومه .. وتذكر عندما اخبرته بمشهد لاحدي صديقاتها بالجامعه عندما جاء اليها خطيبها ليصطحبها بعد اول امتحان لهم
وعندما رأي لمعة عينيها بذلك .. اقسم بأنه سيُحقق لها هذا
وهمس بصوت خافت : ملاكي عمل ايه في امتحانه النهارده
فتمتمت برضي : الحمدلله حليت كويس
واخذت تنظر حولها لتجد نظرات بعض الفتيات عليه
فهو كان بقمة اناقته ووسامته .. وهمست بضيق :
انت حلو كده ليه النهارده
فأزال نظارته السوداء عن عينيه ليتسأل : بتقولي ايه ياليلي
وكادت ان ترد عليه .. الا انها وجدت احدي المُحاضرين  الذين يدرسون لها وبجانبه معتز قادمين نحوه
فأبتعد عنها قليلا.. كي يُسلم عليهم وبعد دقائق أشار لها بالقدوم
ليُعرفها علي الدكتور الاخر ويخبره بأنها زوجته
فشعرت بالفخر وهي تراه يخبر أصدقائه بأنها امرأته وحبيبته
ووقعت عيناها علي معتز الذي طالعها بسعاده
فهو بالفعل شعر بالسعاده .. لما يراه بين صديقه وبينها
فأياد صديقه قد عاد يبتسم ويُمزح
وبعدها سحب بيدها نحو سيارته .. بعد ان اخبر معتز بأن يتفرغ له فهو يحتاجه
وعندما أردفت داخل السياره هتفت بسعاده : انت اجمل واحلي راجل في الدنيا ديه كلها .. انا بحبك اووي
وصرخت بعلو صوتها .. لينصدم من فعلتها الطفوليه
ولكنه كان في اسعد لحظاته وتناول يدها ليُطبع بقبله حانيه عليها : وانا بعشقك ..
وأكمل بعدها بدعابه : انا بقول نعمل الفرح بقي عشان كده بقي كتير عليا وممكن اتهور ومكانتي تضيع من اللي هعمله فيكي .. واحنا في طريق عام
فأبتعدت عنه سريعا حتي ألتصقت ب باب السياره .. ليضحك هو قائلا : اتكسفتي دلوقتي .. نفسي تكملي دقيقه واحده ومتحمريش كده زي الطماطم
...................................................................
منذ خمسة أيام وهي أصبحت تجلس نفس جلستها ..
تُطالع باب الشقه لعله يأتي اليها
فهبطت دموعها بأسي ... فالأول مره تعلم بأنها دون وجوده لاشئ
واخذت تُتمتم بضعف : حتي انت أتخليت عني يازين
ونظرت الي هاتفها .. الذي كانت تُحدق به كل دقيقه واذا رن تركض اليه لعلها تري أتصاله .. ولكن كانت لا تجد الا صديقتها او والدتها
حتي انها عندما قررت ان تتصل به كان هاتفه مغلقاً
وعندما يأست ..هاتفت منزله لتخبرها الخادمه بأنه قد سافر هو ورحمه
فخرجت اه خافته منها .. وهي تشعر بأن قلبها أصبح يتحطم
وتمنت لو ان يأتي لها وسترضي بوضعها معه .. حتي لو بنصف رجلا .. حتي لو اخذته رحمه كله
واعطتها فقط القليل
وعندما قررت ان تنهض من فوق الأريكه
سمعت صوت الباب يُفتح لتجده بعدها يردف اليها بشوق
فظنت للحظه بأنه حلم .. كأحلامها  به الايام الماضيه
وركضت نحوه كي تتأكد من وجوده
ولمست بيدها جسده .. فعلمت بأنه يقف أمامها وليس حلماً سيرحل
وكاد ان يهتف بأسمها بشوق
الا انه صمت وهو يراها تتشبث به وتُخبره بأحتياج :
انا موافقه اكون مراتك التانيه يازين .. انا موافقه اجيبلك الطفل اللي انت عايزه .. بس اوعي تسبني
ليبعدها زين عنه .. وهو لا يُصدق بأن من تقف امامه الان حمقائه المتمرده .. فاليوم رأها ضيعفه منكسره
وكاد ان يُخبرها بسبب بعده عنها الفتره الماضيه 
فصدمته فعلتها .. فقد بدأت تُنفذ ما أخبرته به للتو وستُعطيه جسدها
خفق قلبه بقوه وهو يراها هكذا .. يراها هشه ضائعه
وعنـ.ـد.ما أمتدت يديها نحو الأزرارالأماميه لمنامتها
وبدأت تفك كل زر ببطئ وظهرت بشرتها البيضاء ..
أهتز جسده بالكامل ولأول مره يري نفسه ضعيفاً ..
فضعفه لم يكن رغبه بل كان ألم .. ألم بأن يري المرأه الوحيده التي دق لها قلبه هكذا
فأسرع بضمها اليه وهو يُتمتم بصوت مُرتجف لأول مره يعهده في حياته : حنين ، اهدي .. غيابي عنك غـ.ـصـ.ـب عني صدقيني
وأخذ يربت علي ظهرها بحنان .. الي ان وجدها تدفعه بيدها بضعف ..واخذت تضـ.ـر.به بقبضتي يديها علي صدره
وهي تبكي وتُتمتم : انت السبب ، ليه بتعمل فيا كده .. ليه دخلت حياتي .. ليه حسستني اني غاليه عندك .. انا بكرهك يازين
ومع كلمة كرهه .. أقتربت منه ..لتطوق خصره بذراعيها
ووضعت برأسها علي صدره وهمست بضعف :
انا بحبك يازين .. انت بقيت عيلتي كلها متسبنيش
فأنحدرت دmعه من عينيه ..فمنذ زمناً طويلا لم تعرف عينيه البكاء ..فقد ودع كل معاني الضعف وحول حياته لجليد لا يصهر ..ولكن اليوم قد صُهر الجليد
وأغمض عيناه بعد أن مسح تلك الدmعه .. وأتكي بذقنه علي رأسها ليوشوش لها بخفوت :
انتي روحي ومحدش بيسيب روحه
فأبتعدت عنه ..تري عيناه التي أصبحت تلمع بضعف
ليمد بكفيه نحو وجهها يُلامسه بدفئ ويمحي أثار دmـ.ـو.عها التي أحرقته ومع كل لمسه من لمساته كانت عيناها تلمع بالحب
أما عيناه فقد كانت تلمع بمزيج من الحب والأحتياج والرغبه
فوجهها كان يدعوه بأن يأسر كل جزء فيه بقبلاته
فأقترب من وجهها ليُقبل جبينها ..وعنـ.ـد.ما وجدها تُغمض عيناها ..اقترب بشفتيه منهما ليُقبلهما برقه ثم داعب وجنتيها بأطراف أنامله ونظر الي شفتيها التي ترتجف
فوقع صريع سحرهما ..فلم يتمالك رغبته فيها
ومال نحو شفاها ليقبلها برقه الي ان تحولت قبلته لتملك
وسمع أنينها الخافت .. فحملها بين ذراعيه وهو يُتمتم :
بحبك وعمري ماحبيت قبلك .. وتابع بهمس بعد ان وضعها علي الفراش وتأمل نظراتها التي تُطالعه :
بقيت ملكك انتي لوحدك
وأنتهت جملته بعاصفة حبه القويه .. فأخذها لعالمه لتطير معه عاليا .. ومع كل لمسه من لمساته كانت تغرق في بحور عشقه
...................................................................
كانت نائمه علي ذراعه .. تغمض عيناها وتفتحهما ..فسلطان النوم اصبح يغلبها ولكن صوته الهادئ كان يجعلها تُقاوم رغبة جفونها .. فتمتمت بخفوت:  بمـ.ـو.ت فيك ..
وعضت علي شفتيها بقوه عنـ.ـد.ما جائتها رغبه في تذوقه وكأنه حلوي وهتفت داخلها : ايه اللي انتي بقيتي فيه ده ياليلي ، عيب كده ..شكلك بقيتي قليلة الادب
وسمعت صوته المؤنب : انا قولت القعده ديه مش هتنفع ، وحضرتك هتنامي قبل ما نخلص الكام صفحه اللي فضلين
فأفاقت من شرودها علي صوته وتمتمت بخجل : ما أنا قولتلك اني هنام وهصحي بدري أكمل .. بس انت مردتش واقترحت انك هتشرحلي وكأنك بتحكيلي حدوته
فتأملها قليلا ليرفع أحد حاجبيه : والله
فأخذت تُحرك رأسها الساكنه علي ذراعه .. وتسأل : طب قوليلي انا وصلت لحد فين في الشرح
فنطقت بتعلثم : ها
فتمتم بجديه مصطنعه : ها ايه .. مـ.ـا.تجاوبي ياهانم
وعنـ.ـد.ما رأي احمرار وجهها من الخجل .. همس : هعيد تاني
وتابع بتحذير : وعارفه لو مركزتيش عقـ.ـا.بك هيبقي عسير
ووجدها تعتدل في نومتها .. وجلست تضع قدmا تحت الاخري وعقدت ساعديها وكأنهم في حصه بالمدرسه
وضحك علي هيئتها ثم تمالك نفسه وتمتم بدعابه: قومتي ليه من علي دراعي اللي كان مخده ليكي
فطالعته بتذمر : كده احسن عشان اركز ..
وتحرك بأعينه نحو بعض السطور في الكتاب وبدء يُعيد شرح اجزاء معينه .. فهي قد أعادت له روح التدريس
واصبح يتوق لتلك اللحظه التي يُدرس فيها لها
اما هي كانت تغفو وتستيقظ علي نبرة صوته التي تعلو حينما يري النُعاس قد غلبها .. وبعد  اقل من ساعه
طالعها بتسأل : اتفضلي قولي بقي اللي شرحته
وبالفعل بدأت تُجيبه وهي تتثاوب .. فأنفجرت شفتاه بضحكه قويه وهو يراها تختم اخر اجابتها بوضع يدها علي فمها كي تغلقه
وتنهدت بنعاس : سيبني انام بقي
فأبتسم .. واعتدل في وضعته ..فقد كان يتكئ بظهره علي ظهر الفراش .. ومال عليها كي يطبع بقبله رقيقه علي شفتيها قائلا بتذوق : انتي كنتي بتاكلي ايه قبل ما اذاكرلك
فهمست بخفوت : فراوله
ليجذب رأسها نحوه ثانية وتذوف شفتاها مره اخري مُتمتما :
تصدقي طعمها جميل
وعنـ.ـد.ما عاد ليُقرر فعلته للمره الثانيه هتفت :
لاء كده كتير .. وهسقط بسببك
فأنفجر ضاحكا من عبـ.ـارتها .. وضمها اليه بدفئ : بتخليني ارجع مراهق تاني
فلمعت عيناها وهي تستمع لاعترافه .. وتابع بحنان وهو ينهض من فوق فراشها بعدmا قبل جبينها:
تصبحي علي خير ياحبيبتي
...................................................................
أتسعت أبتسامته وهو يراها نائمه علي صدره العاري.. فأنفاسها تسري بدفئ علي جسده .. حتي أرواحهم قد أنـ.ـد.مجت وأصبحوا روحً في جسدين .. فطوقها بتملك بأحد ذراعيه وأنحني نحو جبينها يلثمه بقبله هادئه يبث فيها مدي سعادته تلك الليله .. بعد أن اصبحوا زوجين قولا وفعلا
وتنهد بشرود وهو يتذكر ماحدث في الأيام الماضيه
بعد أن علم بوضع رحمه ..قرر أن يتراجع ليومان كي تهدء رغم انه كان يشك بالأمر الا انه قرر الا يظلمها فهي لم تكن يوماً زوجه سيئه ولكن طباعها لم تتناسب مع طباعه
ومشوار حياتهم قد انتهي
اشياء كثيره كانت تقتحم عقله .. ولكن نهاية قصتهم قد سُطرت
ليذهب الي  شركته كي يُتابع بعض اعماله ..قبل ان يذهب لحنين ليلا يطمئن عليها
وبينما كان غارق في أعماله .. جائه اتصالا يخبره بأن رحمه قد تم القبض عليها في تهمة المُتاجره بالفتيات وترويغهم كي يعملوا في عروض الازياء التي تُقيمها
ليسرع اليها .. فيجد هاشم يخرج من غرفة التحقيق
ورحمه تكاد ان تردف للداخل مع محاميها ..
لتركض نحوه باكيه : زين ألحقني .. انا معملتش حاجه يازين فضمها اليه وهو يُتمتم : متقلقيش ،أطمني انا معاكي
فنظرت اليه براحه .. فعنـ.ـد.ما يكون زين معها وبجانبها يهون عليها كل شئ .. غير انها تعلم بأن وعده لا يُخلف
لتبتعد عنه .. فيقترب هو من هاشم متسائلا : هتفهمني بنفسك ، ولا هفهم بمعرفتي وساعتها هنسي كل القرابه اللي بنا
ليُطالعه هاشم بنظرات نادmه مُتمتما : حاتم الحقير ..هو السبب
وبدء يقص عليه كل ما كان يفعله مع حاتم ..في اخذ الفتيات دون ان يفهم من أين يأتي بهم .. ولكن فاطمه قد جعلته يفهم مؤخرا حقيقة متاجرته بهم .. ليأتي اليوم وينتقم منه وبالتأكيد لابد أن تأتي قدm رحمه معه في تلك الورطه
فأحدي ضحايا حاتم .. قد قصت حكايتها علي احدي الصحفيات وأخبرتها بتهديدات حاتم ومتاجرته بهم
فالصحفيه كان زوجها ضابط شرطه وتلك القضيه قد جائت اليهم علي طبق من فضه .. ليتم القبض علي حاتم
ويلصق التهمه علي شركة الازياء التي يمتلكها زين واصبحت الان ملك لرحمه والوسيط الذي كان بينهم هاشم
ليوقعهم معه في تلك القضيه ..
فأغمض زين عيناه وبدء يضغط علي فكه بقسوه مُتمتما:
شايف ماضيك الوسـ.ـخ ..وصلنا لفين
ليخفض هاشم برأسه أرضا فهو السبب في تلك القضيه وهو من ورط بها رحمه ..
فثلاثة ليالي قضاها بين مُحاميه لانهاء تلك القضيه دون ان تمس سمعته وسمعت رحمه وهاشم شئ رغم انه يستحق ذلك
حتي انه اضطر ان يتنازل علي احدي صفقاته لابن اكبر القيادات كي يُساعده في الخروج من تلك الورطه
فالمال كان له سحرا خاص لتخليص كل الامور ..
حتي مع تلك الصحفيه التي بمجرد ان وعدها سيصبح لها برنامج خاص في قناته الفضائيه .. تراجعت عن سبقها الصفحي وقررت ان تتغافي عما سمعت ..اما الفتاه فحاتم كان له تأثير خاص عليها بتهديده له بشرائط الفيديو المسجله فهي قد ظنت بأنه تخلص منها كما وعدها
ولكنه أقسم ان ينتقم من حاتم ويكشف قذارته
فأغمض عيناه وفتحهما بأرهاق وهو يشعر بلمسة يدها علي جسده ..فمال علي رأسها ليُقبله بحنان
وعاد بذاكرته ..
عنـ.ـد.ما خرج من قسم الشرطه مع رحمه ومحاميه
بعد ان لم يجدوا اي تورط لها .. فالفتيات الاخريات فضلوا الصمت حتي لا تُضر سمعتهم ..لتصمت كلمة الحق من اجل العيش في حياة ذليله
وصرخت رحمه بقوه وهي تضع بيدها علي بطنها مُتألمه
ليحملها سريعا نحو سيارته وهو لا يعلم ماذا حدث بها فجأه 
فيُطالعه محاميه بقلق .. ويقف هاشم بعيدا يتأمل ما حدث بأسي فبعد ماحدث زاد الامر سوء بينه وبين زين
ليقترب منه حاتم بشر وابتسامه خبيثه : مش انتوا بس اللي بتعرفوا تطلعوا من القضايا بسهوله ..
وتابع بسخريه:
سلام ياصديقي
وفي المشفي كانت المفاجأه الكبري
رحمه كانت تحمل في احشائها طفلا من زين .. فاليوم الذي علمت به بحملها هو نفس اليوم الذي فقدته فيه
ونظر الي يد النائمه بجانبه ..التي تحاوطه بتملك وكأنها خائفه من أن يضيع منها فأبتسم وهو يتأمل ملامحها الهادئه
ليعود بعقله .. الي ذلك اليوم الذي لم يعرف فيه كيف كانت صدmته ..فالمعجزه قد تحققت ورحمه التي فقدت الامل ان يكون لها طفلا .. حملت في احشائها طفلا ولكن القدر كان له رأي اخر ..
وتمالك مشاعره عنـ.ـد.ما رأي رحمه المسطحه علي الفراش تبكي بصمت فالأول مره كان يراها بتلك الحاله
وعنـ.ـد.ما وجدته يقترب هتفت بألم : شوفت يازين ..يوم ما ابقي حامل في طفلنا يضيع
وسقطت دmـ.ـو.عها .. ليقترب منها أكثر .. وضمها لحـ.ـضـ.ـنه وهو يُتمتم بأسي : ده نصيبنا يارحمه ..( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم )
فرفعت بعينيها التي تغرقها الدmـ.ـو.ع وهمست بو.جـ.ـع :
طلقني يازين
وأخيرا فتحت هي عيناها .. واخذت تُمرمغ وجهها في صدره
ليفيق هو من شروده .. مُستمتعا بفعلتها هامسً :
صباح الخير يامدام
ووجدها فجأه تنتفض من نومتها .. وتشبثت بالغطاء الذي كان يُغطي جسدها .. واخذت تُطالعه قليلا تستوعب ماحدث
ثم نظرت الي جسدها العاري وهمست بصوت خافت :
هو ايه اللي حصل
فلمعت عين زين بمكر وجذبها نحوه قائلا : تعالي وانا اقولك
وكاد أن يُنفذ ما أراده ولكن .. اوقفته بفزع : اقف عندك .. انت عملت فيا ايه
فتعالت ضحكته وهو يراها هكذا .. لتُطالعه بحنق
فعاد يجذبها ثانية نحوه .. ليضمها اليه هامس برفق وكأنه بدء يُخاطب طفله صغيره : اهدي ياروحي .. اهدي ياحبيبتي .. انا مش عارف انتي بليل حاجه والصبح حاجه تانيه
فهي تفعل معه ذلك بقصد ..وضحكت علي فعلتها فقد أوهمته بأنها لا تتذكر شيئا كي تُداري خجلها منه
ولمعت عيناها وحاولت كتم ضحكتها وهي تستمع اليه :
انا مش عارف يعني يوم ما أتنيل أحب ..احب واحده  عندها أنفصام في الشخصيه
فلم تتمالك نفسها .. وضحكت بقوه ..ليبعدها عن حـ.ـضـ.ـنه ناظرا اليها بتركيز : بتمثلي عليا ياحنين
وسحبها نحوه لترتطم بجسده ..وعاد يلتهمها مره ثانية وكان هذا هو عقـ.ـا.به
..................................................................
جلس حاتم يتأمل سكونها وهي نائمه .. فبيته أصبح ساكن تماماً ..لا يسمع صراخ ولا صوت ..تجلس دوما علي الفراش ..واذا نهضت تذهب الي المرحاض كي تتوضئ وتُصلي ..فهو أخيرا أصبح يُحررها من قيدها الحديدي الذي كان يضعه في يديها اغلب الوقت كي لا تهرب ..رغم انه يعلم بأنها أضعف من ان تتحرر من سـ.ـجـ.ـنه ..فرجـ.ـاله يُحاوطون كل زوايه ..
وتذكر تلك الليله التي عاد فيها بعد تحقيقات طويله وقد اخرجه محاميه بكفاله
انقض عليها كالوحش عنـ.ـد.ما ظل يُحادثها وقد نسي أمر صمتها ..فما فعله بها قد اصابها بالخرس المؤقت
وأخذ يصـ.ـر.خ بها عاليا : انطقي أتكلمي .. قولي حاجه
وكلما هبطت دmـ.ـو.عها وحركت رأسها له بصمت .. يزداد جنونه .. وجذبها نحوه يُقبلها بوحشيه
ليقذفها بعدها أرضاً
ويخرج من غرفتها كالمسعور 
وتنهد بأرهاق وهو يفيق من شروده .. وهمس بخفوت : اوعدك مش هأذيكي تاني ياسهيله .. بس ارجعي أتكلمي تاني
قولي اي حاجه ..قولي انك بتكرهيني .. قولي ان شيطاني
بس بلاش تو.جـ.ـعيني كده ..
ودون أراده منه صرخ ..فأنتفضت من فوق فراشها خائفه منه .. ترتجف وتبكي ..فقد دmرها وانتهي الأمر
ليهدأ قليلا وتمتم بخفوت : اهدي أوعدك مش هأذيكي تاني
ثم تابع بعدها : هنسافر قريب  ياحبيبتي ، وهنبعد عن هنا خالص
وكانت كلمته الأخيره كالصاعقه بالنسبه لها
...................................................................
نظرت هبه الي زوجها الذي أصبح صامتً دوما .. فأقتربت منه قائله : انت من ساعه ماجيت من سافريتك الاخيره وانت مش تمام ياهاشم قولي مالك
فتأملها للحظات ..فسفريته الاخيره لم تكن رحله من اجل عمله ..انما كان  نتيجة ماضيه الوحل
ولكن ماذا سيقول لها .. سيقول لها أن زوجها الذي لديه أبـ.ـنتين كان يشترك في أمور هكذا
فأقتربت منه اكثر واحتوت وجهه بين راحتي كفيها وهتفت :
قولي طيب أعملك ايه ، انا عارفه انك زعلان مني من ساعه عزومه لمياء بس ياهاشم لمياء ديه أقرب صديقه ليا أنا ماصدقت ترجع من السفر
وبعد أن كان يُطالعها بنظرات حانيه .. اشاح وجه بعيدا عنها مُتمتما بحنق : قومي ياهبه من قدامي الله يخليكي .. لانك كل ما تيجي تعدليها تنيليها
وزفر انفاسه بقوه .. ليجدها تضع برأسها علي صدره هامسه بصوت خفيض : انا حامل ياهاشم
...................................................................
وقفت رحمه تتأمل الأحصنه التي تركض امامها ..والهواء يُداعب خصلات شعرها دون هواده
فضمت علي جسدها  شالها الخفيق ..وبدأت تتنفس بعمق
فطـ.ـلا.قها من زين قد تم ..بعد أن اتي بها لمزرعته كي ترتاح وتبتعد عن كثره تساؤلات من حولها
فسقطت دmعه حزينه من عينيها وهي تمسد بطنها التي أصبحت خاليه من نطفتها .. فمعجزة امومتها قد تحققت ولكن المعجزه قد رحلت سريعا ..
وهمست بصوت ضعيف : ضيعتك بأنانيتي وغروري يازين
وتابعت بألم : كنت فاكره ان جمالي ديما هو اللي هيكسب
وضحكت ساخره : بس للأسف هو اللي ضيعني وضيعك من ايدي 
وتنهدت بعمق وهي تتذكر كل ما فعله من اجلها .. وعطائه الدائم لها حتي حين أخبرته بخططها ضد حنين في لحظه يأسها لم يفعل شئ سوي أن نظر لها نظره مُعاتبه وصمت
................................................................
جلس طارق بجانب أحد أصدقائه الذي كلفه بالبحث عن خطيبته .. ليُتمتم صديقه بحـ.ـز.ن : للأسف ياطارق برضوه مافيش جديد
وتابع حديثه بقسوه : انساها ياطارق .. وعيش حياتك بقي
هتفضل لحد أمتي تدور عليها
لينهض طارق من فوق مقعده .. ووقف يُطالعه للحظات الي ان اخبره : هستناها لأخر يوم في عمري
ووضع بيده علي قلبه : انا واثق اني هلقيها في يوم .. سهيله ممتتش
وانصرف من أمام صديقه .. الذي أخذ يضـ.ـر.ب كف بكف علي احوال رفيقه .. الذي اصبح بقايا رجل من اجل حبيبته
................................................................
أردف هاشم الي حجرتها بالمشفي .. فهي اليوم ستُغادر بعد ان التأم جـ.ـر.حها ... ليقف مدهوشا من المشهد
يري مدحت يثني قدmيه امامها ويساعدها علي أرتداء حذائها
وأخذ يُطالع نظراتهم لبعضهم .. وهو لا يُصدق ان في بضعة أيام نبض بينهم شعاع حب .. ها هو يراه بينهم
فمدحت في الايام الماضيه هو من كان يهتم بأمرها كما طلب منه هو .. واكراماً لزين فعل هذا
والان يُساعدها في حمل حقيبتها .. ووقف بحرج يُطالع هاشم .. فأبتسم هاشم اليه ثم نظر الي فاطمه التي تورد خديها بحمرة الخجل وأخفضت رأسها سريعا عنـ.ـد.ما رأته
ليتنحنح مدحت : ازيك ياهاشم بيه
فأقترب منه هاشم ببطئ .. وربت علي كتفه : مش عارف اشكرك أزاي يامدحت علي وقفتك معايا
ونظر الي فاطمه قائلا بهدوء : يلا يافاطمه
فخفق قلبها وهي تستمع لأمره الذي سيبعدها عن هذا الرجل الحنون الذي أهتم بأمرها طيلة الايام الماضيه .. وألتفت نحوه لتري عينيه الجـ.ـا.مده  وكأنه يودعها..
وأنصرفت خلف هاشم الذي تقدm  أمامها بأبتسامه فأمر فاطمه بالنسبه له قد حل
...................................................................
خرج من حجرة مكتبه وهو يستمع الي صوت ضحكاتها هي وصغيره .. فصغيره قد اخذ عطلته الصيفيه
وعنـ.ـد.ما تحرك نحوهما وجد حسنيه تغادر المكان مُتمته له :
تصبح علي خير يابني
فتأمل هو ساعته فالوقت مازال مبكرا:
وانتي من أهله ياداده
وتقدm نحوهم ليتأملهم وهم يجلسون يأكلون الفشار .. ويتابعون أحد برامج الكرتون ويضحكون
وتنهد بتسأل : الهانم اللي قاعده بتتفرج علي الكرتون .. اللي وراها لسا امتحانات
فطالعته ليلي بحنق وتمتمت بطفوله : بكره الجمعه علي فكره .. انا النهارده هسهر مع سليم
فصفق سليم بيديه وأخذ يقفز قائلا : سيب ليلي بقي يابابا
مش كل شويه تاخدها عشان تذكرلها .. انا عايز العب معاها
وعنـ.ـد.ما ذكر الصغير أخذه لها كي تُذاكر .. غمز لها بأحدي عينيه
لتفهم هي مقصده .. فأخفضت برأسها سريعا وقد تلون وجهها .. فأبتسم علي هيئتها
فمذاكرته لها كانت الذ شئ يفعله .. فأما تنتهي بقبله جنونيه او عناق طويل او كلام اصبح قلبها لا يتحمله
وأقترب منهما وهو يتأمل ذلك الاحمرار الذي طغي علي وجهها .. ونظر الي طفله قائلا : ممكن الاستاذ سليم يوسع شويه عشان اقعد وسطكم
فطالع سليم الاريكه التي يجلس عليها هو وليلي وهتف بتذمر : لاء روح اقعد هناك .. انا وليلي مش عايزين حد يقعد جنبنا
فلمعت عين أياد بحنق .. فصغيره يفرض عليه مُحاصرته
وابتسم بهدوء وهو يهمس له : حبيب بابا .. اللي بابا هياخده بكره النادي .. انا سمعت ان لوجي ومامتها وباباها هيكونوا هناك
وتسأل الصغير وقد لمعت عيناه بالسعاده : بجد يابابا ..
فحرك أياد رأسه : بجد ياحبيبي
فأبتعد سليم قليلا .. ليترك له مساحه بينه وبين ليلي بعد أن اغراه بفسحته غدا ورؤية صديقته لوجي .. وانـ.ـد.مج مع كرتونه المفضل وبدء يُتابع اكل الفشار الذي امامه
ليجلس أياد بينهم .. مقتربً من ليلي التي ارتبكت من قربه وهمس بخفوت : دلوقتي القطه اكلت لسانك
وتابع بعدها : مش عايزه تذاكري ياليلي
ليزاد احمرار وجهها .. فهمست بخجل : انا هروح أنام
وقبل ان تنهض حاوطها بذراعه من خصرها وتمتم بصوت منخفض : حشـ.ـتـ.ـيني و 
ولم يترك لها مجال للرد .. فمال علي خدها ليطبع قبلته عليه
: مـ.ـا.تيجي اذاكرلك
وقبل ان يتمادي بقول شئ اخر .. ملئت يدها بحبات الفشار
ثم حشرتهم داخل فمه .. ليمضغه سريعا ويسعل بعدها بشـ.ـده
فطالعه صغيره بقلق ... متسائلا : مالك يابابا
فنظر الي ليلي التي تجلس بهدوء .. وتكتم ضحكتها بصعوبه متمتما بحنق: مافيش حاجه ياحبيبي
.................................................................
حاوطها بذراعيه .. لتبتسم هي مُتمتمه : خضتني
فضحك زين وأدار جسدها نحوه .. وبدء يُمرمغ وجه بعنقها  : كنتي سرحانه في ايه
فلمعت عيناها وهي لا تُصدق بأنه اصبح لها وحدها دون شريك .. ورغم انه لم يخبرها تفاصيل انفصاله عن رحمه
حتي عنـ.ـد.ما بدأت تضغط عليه .. كان رده هو الصمت
وسمعت صوته الذي يجعل قلبها ينبض بعنف : مش هنرجع البيت بقي ..
فأبتعدت عنه قليلا ..وتمتمت برجاء : ارجوك يازين فتره بس وهرجع معاك .. انا عارفه انك مش متعود تعيش في مكان زي ده
وما كان منه سوي أن ضحك وتنهد بمراره : مين قالك اني مش متعود ياحنين .. انا متولدتش غني ولا في بؤي معلقه دهب
وأقتربت منه بهدوء فهي تعلم تمام انه لم يكن من اسره غنيه ..فهو من صنع مجده بنفسه واشارت اليه بأصبعها قائله : وطي كده شويه
فأنحني لها وهو يبتسم .. لتتعلق بعنقه هاتفه : بـــحبـــك
واخذت تُقبل كلتا وجنتيه ... ومع كل قبله أخذت تُخبره
بحبها له .. حتي وجدت قدmاها عالقه في الهواء وهو يدور بها بعشق ويحتضنها بذراعيه ..فلم يجد شئ يعبر عن حبه لها غير العناق
عالم أخر أصبحت فيه .. ولكنه عالم جميل ..فقلبها فيه ينبض بعنف ..ينبض بمشاعر جميله دوما تمنتها .. دوما سمعتها في حكايات العشاق وسطور الشعراء وتنهيدات صديقتها خديجه
التي عشقت ابن خالتها منذ صغرها وكان يُبادلها نفس الحب بل اكثر وهي الان  مثلهم تحياه بجانبه ..فبضعة ايام بين ذراعيه
جعلتها كالمسحوره به .. فبدأت أنفاسها تتسارع وهي تتذكر قبلاته لها منذ ساعات .. والتي أنتهت بغرفتهما ليأخذها الي عالمه
وتأملته حالمه بعد أن ملت من سماع ذلك الفيلم الذي كانت تعشقه ولكن الان هي تعشق الجالس جانبها يعمل علي حاسوبه الشخصي بأصابع رشيقه وكأنه عازف
ونظرت الي الطبق القابع بين يديها وقررت أن تنـ.ـد.مج معه
بدلا من تلك النظرات التي تختلسها نحوه
أما هو رغم أنشغاله في صفقته .. الا انه كان يُلاحظ نظراتها التي تجعله يشتعل رغبه بها .. حتي انه بدء يضغط بأصابعه علي ازرار لوحة مفاتيح حاسوبه ذات الماركه العالميه بقوه لعله يُنهي عمله سريعا ويصبح لها
وشعر بأنفاسها الدافئه علي صدره .. فوجدها قد أقتربت منه
وأخذت تُحدق في عمله قائله بتسأل بعد أن تطلعت الي عمله
: ديه لغه ألمانيه مش كده
فحرك رأسه بتنهد .. فقربها بدء يجعله يفقد صوابه
وعادت تتسأل ثانية : انت بتعرف تتكلم ألماني يازين
فألتف اليها بطرف عينيه وأجاب : أن عيشت سنين في ألمانيا .. حوالي تسع سنين
واكمل بهدوء : واعرف أكتر من خمس لغات 
فوجدها تهتف دون تصديق : بجد
وتابعت بخجل : ده انا اخري بتكلم انجليزي وبالعافيه
فأبتسم ..ثم وجدها بدأت تمضغ حبات العنب واكملت : قولي كلمه بالألماني كده طيب
فنقل حاسوبه من علي فخذه نحو الطاوله الصغيره التي امامه
واستدار اليها بخفه ..ليتأمل ملامحها الهادئه ونظر الي شفتيها التي تتحرك بفعل مضغها لحبات العنب
وانحني نحوها يتذوق شفتاها مُتمتما بمتعه : امممم ،
Ich liebe dich so sehr.
فلمعت عيناها وتسألت بصوت مُرتبك : يعني ايه
فأنحني نحو شفتاها ثانية كي يتذوق طعمهما مره أخري :
أحــبـــك كــثـيــرا
فأبتسمت .. لينظر الي وجهها الذي قد أشتعل بحمرة الخجل .. وزاده رغبه بها أكثر
وعنـ.ـد.ما رأت الرغبه في عينيه .. أبتعدت عنه سريعا حتي ألتصقت بطرف الأريكه
فضحك بقوه علي منظرها : وتفتكري هسيبك
وأقترب منها .. وكادت ان تنهض لتركض من امامه ..الا انه حاصرها بذراعيه وضحكاته العاليه وتمتم : افتكري اني كنت قاعد في حالي وانتي اللي اغرتيني يازوجتي العنيده
فهتفت بخجل : زين أبعد عني .. انت مش وراك شغل
فأبتسم وهو يتكئ نحوها بأستمتاع ..وتأمل ملامحها وجسدها الذي أصبح يرتجف تحت ذراعيه
فأشتغلت رغبته بها أكثر ... ليجعل تلك الأريكه أيضا شاهد علي حبهم
.................................................................
أبتسم وهو يتحرك نحوها .. فقد كانت تجلس علي العشب في حديقة المنزل فهي تحب تلك الجلسه وخاصه ليلا
وأقترب منها وهو يطوق لأخذها بين ذراعيه
وكاد أن ينحني نحوها كي يُغمي عينيها بكفيه
ولكن وقف مصدوما وهو يراها تتأمل احد صوره هو وزوجته
وعلي قدmيها احدي الروايات التي كانت تعشقها زوجته ..
فتسارعت انفاسه وهو يتذكر تلك العاده التي كان يفعلها هو وزوجته .. فمع كل رواية او كتاب كان يجلبه لها يضعوا صورة داخله كذكري لهما ولأولادهم في المستقبل
ولكن الذكري اصبحت خالده ..اما صاحبتها قد رحلت
وتنهد بأسمها : ليلي
فظلت علي وضعتها دون أن تلتف اليه .. وجاهدت دmـ.ـو.عها ولكن دmـ.ـو.عها كانت تسقط بغزاره رغم انها تعلم بأنها لا يحق لها مُحاسبته فهي كانت زوجته وام طفله
فعاد يهتف بأسمها ثانية .. ولكن ردها كان الصمت وأعين شارده علي الصوره
"امرأه جميله رغم انها رأت صورها قبل ذلك ..الا ان كل مره تراها فيها .. تتسأل كم كان يعشقها .. فأمرأه مثلها بالتأكيد كانت لها أثر في حياته ... ولمعت عيناها وهي تري قبلتهما ..فأياد كان يُقبلها ويُحاوطها بذراعيه وهي كانت تطوق عنقه بدلال وتملك "
وشعرت بجسده الذي أصبح قريباً منها .. فهو أصبح يجلس بجانبها لا يعرف بما سيشرحه لها
فهو بالفعل أحب زوجته وحياتهم كانت كالروايات ولكن القدر كان له رأي أخر ..
فتسارعت انفاسها وهو تراه يمدّ ذراعه نحو خصرها
وتنهد وهو يهتف : حياتنا كانت جميله اوي .. كانت بتعشق الروايات الرومانسيه والموسيقي والتصوير .. كل مكان كنا بنروحه كان لازم يكون لينا فيه ذكري .. ونظر الي الصوره التي مازالت بين يديها واكمل :
الصوره ديه أخدناها واحنا في فرنسا
وعنـ.ـد.ما وجدها ألتفت اليها بأعين دامعه .. انحني سريعا نحو عيونها الدامعه مُقبلا كل عين برقه : هكون بكدب عليكي لو قولتلك اني محبتهاش ..
وأنحني نحو خديها الغارقان بدmـ.ـو.عها التي أزدادت مع كلامته واخذ يُقبلهما بدفئ : وحبيتك انتي كمان ياليلي صدقيني
وامسك بيدها التي بدأت ترتجف ووضعها علي قلبه :
قلبي بقي بيدق عشانك .. أنا بقيت اسعد راجـ.ـل
وضمها اليه بحب وبدء يوشوش لها بكلمـ.ـا.ت عاشقه .. ينتظر منها اي استجابه ولكن صوت أنفاسها الساخنه هي من كانت تُجيبه .. فأبتعدت عنه ونظرت الي وجه بعد أن استجمعت قواها وأبتسمت : غـ.ـصـ.ـب عني صدقني ..
وكاد ان يُخبرها بحبه لها .. الا انه تفاجئ بوضع يدها علي شفتيه لتُكمل : ديه كانت زوجتك وام أبنك وكان لازم تحبها وتديها كل مشاعرك .. وفائك ليها وكلامك عنها خلاني أطمن علي نفسي معاك اكتر ..
واخفضت رأسها لتُكمل 
وقبل ان يسمع كلمه من كلمـ.ـا.تها .. ضمها اليه بقوه وهو يهتف : حياتي بيكي كملت ياليلي
واخذ يُحرك بيده علي ظهرها وتنفس رائحتها الجميله وهمس بتسأل  : الريحه ديه مش غريبه عليا
فأبتعدت عنه سريعا ... وكادت ان تنهض من جانبه لتفر من أمامه ..فماذا ستخبره بعد تلك الدراما الكئيبه
فقبل خروجها للحديقه بأحدي الروايات التي أخذتها من مكتبته ..كانت في غرفته تشتم روائحه .. الي ان أعجبتها احدهما والتي دوما يضعها علي جسدها فأخذت تُعطر ملابسها بالكامل بها
وعنـ.ـد.ما رأي ارتباكها .. ضحك وقد تبدل حالهما
ووجد وجهها أصبح كحبات الطماطم فتمتم بخبث : للدرجادي كنت وحشك
فنظرت الي العشب الذي تجلس عليها وأخذت تُقطع به بقوه كي تداري خجلها من نظرته ..فهي تُريد الفرار من أمامه
لكنه يُحاوطها بقوه
وتنهد وهو يكتم صوت ضحكاته بصعوبه : بصيلي ياليلي
واخيرا خرج صوتها وتمتمت : لاء مش هبصلك
فتعالت ضحكاته .. وفجأه وجدته يحملها علي قدmيه المفروده علي العشب ..لتصرخ بفزع : اياد انت بتعمل ايه
فأبتسم وطالعها ببرأه يتخللها المكر : شيلتك ياروحي ..
وقربها لصدره أكثر وهمس : حلوه القاعده ديه ..
وكادت ان تبتعد عنه .. الا انه أحكم مُحاصرتها ليُتمتم : اثبتي بقي .. بدل ما اعمل حاجات مش هتعجبك .. انا لحد دلوقتي مؤدب جدا
فحدقت به بصدmه .. فكلمـ.ـا.ته أصبحت تُخجلها بشـ.ـده .. وهمست بصوت هادئ : انا عايزه أياد المؤدب
ورغم ان صوتها كان ضعيف الا انه سمعها .. فأنفجر ضاحكا وهو لا يُصدق كلمـ.ـا.تها ليُخبرها بمكر :
اياد المؤدب كان وحش ياحبيبتي .. سيبك منه ده حتي كان راجـ.ـل كئيب وبيزعلك علطول
ورفع كفيه نحو وجهها .. ليقرص وجنتيها بخفه :
وكان بيخليكي تعيطي
وظن بأنها لن ترد علي كلمـ.ـا.ته ... فوجدها تتنهد بحرقه : ايوه خلاني اعيط كتير .. كان وحش اووي وكان بيشخط فيا
فضحك بقوه .. وتنهد وهو يُصارع خفقان قلبه :
اه ياقلبي .. انتي هتمـ.ـو.تيني خلاص ياليلي
ونظر اليها بأشتهاء .. فكلمـ.ـا.تها البريئه تجعل قلبه يدق بعنف
خافقاً بأسمها 
...................................................................
لامست وجه بيدها وهتفت بأسف : انت لسا زعلان مني ياهاشومي
فرفع هاشم أحد حاجبيه وألتف نحوها بعدmا كان ينام علي ظهره يُطالع سقف غرفتهما بشرود .. واخذ يتأمل ملامحها التي أزدادت جمالا مع الحمل  : هاشومي ، ده من امتي ده
واخذ يتذكر أخر مره قالتها له .. واكمل : انا سمعت الكلمه ديه اخر مره بعد ولادتك علي طوول وبعدها اتحولتي
فضحكت هبه بقوه وأقتربت منه .. ووكظته بخفه علي صدره العاري فزوجها يعشق النوم هكذا وعاتبته : ياسلام ..ما انت كمان بطلت تدلعني واهملتني وكنت بتبص بره وعينك زاغت ياسي ياهاشم .. بلاش نفتح الدفاتر القديمه
وعنـ.ـد.ما تذكرت افعاله القديمه التي دmرتها وكانت تجعلها تنام ودmـ.ـو.عها علي خديها أنقضت عليه لتضـ.ـر.به بقوه علي صدره
ليفزع من فعلتها : هتمـ.ـو.تيني يامـ.ـجـ.ـنو.نه ..
فزادت في ضـ.ـر.به ولكمه .. حتي انها بدأت تُعضعض في جسده .. ليصـ.ـر.خ بتأوه : انتي جايه دلوقتي تنتقمي مني
وكي يجعلها تهدأ ضمها اليه وهمس بجانب أذنها :
براحه عشان اللي في بطنك بس
فازادتها كلمـ.ـا.ته شراسه .. فضمها اليه اكثر وبدء يُخبرها بكلمـ.ـا.ت حبه لها .. حتي أستكانت بين ذراعيه
ليبتسم ... فهو بالفعل يُحبها بشـ.ـده .. يُحب طيبتها وسذاجتها التي هي السبب في تدmير علاقتهما في البدايه ولكنه عنـ.ـد.ما شعر بقرب ضياعها وعلم بحسن نيتها في أفعالها .. ازداد حبه لها اكثر .. وتمتم لها بحب :
مش اتفاقنا اننا هننسي الماضي ..
فوجدها تبكي بعدmا وضعت وجهها في عنقه : بحاول انسي عشانك 
وأكملت بمراره وهي تتذكر ما مضي : انت خونتني ياهاشم عارف يعني ايه تخوني وتعرف ستات عليا .. كنت بمـ.ـو.ت كل ليله
بس للأسف كنت بحبك ومقدرتش ابعد عنك
فخفق قلبه بألم .. وابعدها عنه كي يتأمل عيناها الباكيه ..فشعر بالو.جـ.ـع فهو بالفعل كان رجلا شنيعا ولكن سبحان من هداه .. فتلك الاحلام التي كانت تأتي اليه بوالدته جعلته يُدرك بأنه علي حافة النهايه التي لا رجع فيها
ومسح وجهها بيديه وهو يعتذر : انا اسف
فلم تصدق هي ..بأن هاشم الذي كان يُخطئ دوما بحقها دون أعتذار ويري اسف الرجل لزوجته يدل علي ضعفه
فتناست الامها سريعا كما تنسي دوما .. وقبلته بحب ثم عانقته
فأبتسم علي فعلتها وكاد ان يُبادلها قبلتها
الا انه وجدها تُخبره : صحيح ياحبيبي انا بكره هخرج مع لمياء انا والبنات نتغدي بره
وابتعدت عنه قليلا كي تري رد فعله .. فوجدته يزفر أنفاسه بقوه .. وشهقت بفزع وهي تراه يأخذ الوساده التي أسفل راسه .. يضعها علي وجهها ليُتمتم بحنق : ياربي مبتكمليش حاجه للأخر .. بوظتي الليله منك لله ياشيخه
وألتف بجسده .. فأصبح ظهره لها ..وكادت ان تسأله ما الذي أغضبه فوجدته يصيح بها بغضب : نامي ياهبه ، واتقي شري دلوقتي
...................................................................
شعرت بيديه الدافئه علي وجهها .. فأخذت تتثاوب بكسل
وفتحت عيناها الناعسه .. فوجدته يبتسم لها:
صباح الخير ياكسوله هانم
فطالعته بخجل .. وبدأت تفرد ذراعيها علي الفراش المتوسط الحجم وتنهدت بنعاس : زين سيبني انام شويه بقي
فضحك علي كسلها ونظر الي ساعته التي تخطت الثامنه .. وانحني نحوها يقبلها بحب وتمتم ضاحكا : انا مش عارف انتي كنتي ازاي موظفه عندي .. انتي متنفعيش تشتغلي خالص
واكمل وهو يراها ترفع الوساده كي تضع رأسها أسفلها :
انتي المفروض يسموكي حنين مُحبة النوم
فنهضت وأخذت تُطالعه بحنق وبوجه ناعس وخصلات شعر مُشعثه : قصدك ايه يعني
فأعتدل في وقفته بعد ان نهض من جانبها .. وحرك رأسه ضاحكا علي هيئتها التي يُحبها : مقصدش حاجه
وعنـ.ـد.ما سمعت صوت ضحكاته وسـ.ـخريته منها .. نهضت من فوق الفراش واقتربت منه قائله دون قصد : انت السبب علي فكره .. بتخليني اسهر طول الليل .. ومعرفش ازاي بتقدر تصحي بدري وتروح شغلك
وأخذ يُطالعها بنظرات متفحصه وهو يتذكر ليلتهم امس .. فكل لياليهم أصبحت تنتهي بجنون ومتعه .. وأخذ يُحرك حاجبيه بخبث  : اصلها قدرات
ففهمت مغزي حديثه المُخجل وشعرت بحماقتها التي جعلت حديثهم يصل لذلك .. ونظرت الي الفراش
فعادت لنومتها ثانيه من شـ.ـدة خجلها .. فضحك علي تصرفها
وانحني نحوها كي يُقبل احدي وجنتيها هامس : هتوحشيني لحد ما ارجع
وابتسم بعدmا رأها تغمض عيناها .. وكاد ان يُغادر الغرفه
الا انه وجدها تنهض من فوق الفراش .. وهتفت بأسمه
ليقف فيجدها تقترب منه ..ثم رفعت قدmيها وقبلته علي وجنتيه وعادت الي فراشها ثانية قائله قبل ان تغمض عيناها : بكره هبقي اعملك فطار وابقي زوجه نشيطه
وماكان منه سوي ان ضحك بقوه عليها...فهي أصبحت مصدر بهجته وضحكاته التي حُرم منها لسنوات طويله
يحيّ بروح رجلا لا يعرف عن الحياه شئ سوي العمل والصفقات  وخضوع الناس لاوامره اما الأن فهو يعيش بعيدا عن عالمه .. ويقضي اجمل أيام حياته في تلك الشقه البسيطه التي لا تشبه فخامة منزله التي تعتبر بالنسبه له كالحجره
.................................................................
أبتسامه تلك المرأه التي أصبح الحـ.ـز.ن يُخيم قلبها .. وطالعت الذي يجلس بجانبها بحب : عيش حياتك ياطارق يابني
وأكملت بأعين دامعه وهي تتذكر أبـ.ـنتها : بـ.ـنتي خلاص راحت
ليقترب منها طارق بألم وحـ.ـز.ن فقلبها اصبح يُصدق الحقيقه التي حاول جاهداً ان يقــ,تــلها داخله وتمتم بعبـ.ـارات هادئه :
صدقيني ياأمي هنلاقي سهيله .. سهيله مسبتناش
فأدmعت عيناها بحسره ... ونظرت اليه بدفئ وهي تتمني أن يكون أحساسه صادقاً فهي أيضا تشعر بأن أبـ.ـنتها مازالت علي قيد الحياه ولكن تخشي أن تتوهم فتمـ.ـو.ت مرتان عنـ.ـد.ما يجدوا جثتها
وتنهدت وهي تسأله : الناس بقي يسألوا عنها كتير .. وانا لسا بقولهم انها في امريكا عند اختك
فحرك طارق رأسه بأسي : لازم نقول كده ياأمي .. انتي عارفه الناس ولسانهم ..
فتذكرت هي اول يومين من أختفاء ابـ.ـنتها وما تحدثوا به الجيران عنها ولكن فجأها طارق عند وجدته يقف علي أعتاب الباب بعد ان كانت تنهر أحدي جارتها
واخبرها بأن خطيبته عند اخته في الخارج كي ترعاها الي موعد ولادتها
فأصبح سر اختفائها لا يعلمه احد غير والدتها واخوتها ورفيقه الذي يمسك القضيه بسريه تامه اكراما له وذلك المحقق الذي خصصه من اجلها وحاتم صديقه واحدي اعمامها الذي في الحقيقه هو من زوجها لحاتم فقناعه امامهم الرجل الطيب الشهم
................................................................
وقف يتأمل المساحه الخضراء التي امام شركته بهدوء
ليسمع صوت مدحت خلفه : عندي ليك مفاجأه ياباشا مش هتصدقها
ليلتف اليه زين بعدmا أزال يديه من جيوبه .. واخذ ينتظر ان يُكمل حديثه : اسعد المنفلوطي نهايته قربت .. وقربت من صديق ليه في الدخليه ..الظاهر بينهم وبين بعض تار قديم
ليقترب منه زين بتسأل : انت متأكد يامدحت
فحرك مدحت رأسه بهدوء : لما عرف علاقة صونيا الرقاصه  تباعنا بأسعد ..خـ.ـطـ.ـفها وطلب منها انه يجندها لصالحه عشان يوقع اسعد وعرض عليها فلوس
ثم تابع : اظن كده ياباشا .. احنا خلينا ورا شويه لحد ما نشوف ايه اللي هيحصل
١ليتنهد زين ببرود .. ونظر الي علبة سجائره الفخمه التي توضع علي مكتبه وبدء يُشعل احداهما ورغم انه لا يتناول السجائر الا قليلا .. ولكنه اليوم يحتاج ان يُخرج طاقته بشئ
فأخذ يزفر بدخان سيجارته بشرود وتمتم : برضوه خلينا نراقبه ونتابع تحركاته..
واكمل : عملت ايه في موضوع حاتم .. عرفتلي اخر صفقاته ايه
لتتسع أبتسامة مدحت : هيفتح مقبره قريب مع ناس خواجات
والمفاجأه التانيه اللي انت متعرفهاش : ان حاتم بيشتغل مع اسعد في تجارة المـ.ـخـ.ـد.رات والسلاح وهو اللي طلعه من القضيه بسهوله
وكادوا ان يستمروا في مناقشتهم ...فوجد سكرتيرته تخبره بوجود هاشم
ليردف هاشم بعد ثواني وعنـ.ـد.ما وجد مدحت يقف امام زين ويحني رأسه قليلا أبتسم ، فحديثه اليوم  مع زين سيكون عليه وعلي فاطمه
...................................................................
تأمل حاتم تلك الساكنه امامه علي الفراش بأسي .. فكل يوم حالتها أصبحت تسوء .. فأقترب منها بهدوء ليهمس بأسمها :
سهيله
فرفعت وجهها نحوه ببطئ .. لتجده يقترب منه أكثر مُتمتما :
مبتخديش ادويتك ليه ...
فأشاحت وجهها بعيدا عنه .. فدوائها الوحيد هو ان يتركها ترحل
واغمضت عيناها بألم وهي تتمني أن يأتي ذلك اليوم قبل ان يفعل مااخبرها به بشأن سفرهم
وفتحت عيناها فجأه عنـ.ـد.ما وجدته يجلس امامها علي الفراش ويتحسس وجهها .. فأخدت تُشيح وجهها بعيدا عنه وارادت ان تصرخ ولكنها تعلم بأن صوتها قد ذهب كما ذهبت روحها
وعنـ.ـد.ما شعرت بملمس شفاه علي وجهها ..انهمرت دmـ.ـو.عها بنفور وبعد لحظات وجدته يهمس بجانب اذنها :
انا بقيت مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي ..
...................................................................
وقف يتأمل هيئته بالمرآه قبل ان يذهب الي موعده مع احد اصدقائه ..ليجد صورتها تنعكس امامه 
فتسأل بجمود : في حاجه يازينب
لتلمع عين زينب بالحب وتقدmت قليلا لتصبح امامه :
انت خارج ياياسين
فتمتم ياسين بهدوء : ايوه
وكاد ان يتناول زجاجة عطره ليضعه علي ملابسه .. فوجد يدها تمتد نحو زجاجة عطر اخري وهتفت : ديه ريحتها احلي
وبدأت تُعطر له ملابسه وعلي وجهها أبتسامه واسعه ...لم يعتد عليها فهي كانت دوما ذات وجه غاضب ..لا تعرف البسمه طريق لوجهها .. ولكن اليوم يري أمرأه اخري امامه
وعنـ.ـد.ما انتهت من تعطيره .. بدأت تُهنـ.ـد.م له ملابسه وهمست برقه : ربنا يحفظك ليا ياحبيبي
لتلمع عين ياسين بنظرات مختلفه نحوها
ووجدها تقترب منه اكثر لتُطبع بقبله رقيقه علي خده
ثم انصرفت منه امامه .. ليقف ياسين مذهولا من افعالها التي اصبحت تُنعش قلبه و.جـ.ـعلته يخفق بلمساتها
...................................................................
تأملت رحمه تلك الدعوه التي بُعثت اليها بوجه شاحب
فالدعوه كانت زياره الي بـ.ـاريس من أجل عمل خيري
تنضم فيه المؤسسات الكبري للأزياء من كل انحاء العالم لفعل عرض كامل يذهب ريعه الي الدول الفقيره والأيتام
وأخذت تُطالع تلك الدعوه بشرود ... فالأول مره الدعوه تُقدm لها .. وتنهدت وهي تُحدق بالفراغ الذي أمامها حتي أخذت قرارها ..فهي سوف تذهب لتنضم اليهم لعلها تجد في تلك الرحله راحه تُخرجها مما هي فيه وتعود رحمه القديمه
...................................................................
كانت ابتسامته تتسع .. وهو يُقطع لها السلطه
ويتذكر هيئة مدحت عنـ.ـد.ما اخبره برغبته هو وهاشم في الزواج من فاطمه .. ليحمر وجه مدحت ويخفض رأسه سريعا ويهتف : اللي تشوفه يازين بيه
وعنـ.ـد.ما جائت تلك العبـ.ـاره الي ذهنه ..انفجر ضاحكا
لتقترب منه بقلق : مالك يازين
فأنتبه لها وتمتم ضاحكا : لاء ده موقف افتكرته ياحبيبتى
وغمز بأحدي عينيه واكمل : وانتي في حـ.ـضـ.ـني هبقي احكهولك
فأرتبكت من تلميحاته وادارت ظهرها له سريعا ..
وذهبت بأتجاه الموقد وبدأت تُقلب الطعام
فحياتهم في تلك الشقه البسيطه أصبحت هكذا ..لا خدm ولا حرس كل شئ يفعلوه معا ..حتي هو أصبح يتخلي عن هيبته ويصبح معها مراهق وليس ذلك الرجل الذي يُسبب الرعـ.ـب لموظفيه 
ووجدته يهتف بمكر : ما تسيبك من الاكل وتعالي أحكهولك
وأستدارت نحوه .. وحركت معلقتها بطريقه مضحكه ووجها قد زاد احمرارً من جرئته :
خليك في السلطه اللي قدامك لو سامحت
فترك السكين التي بيده جانباً .. وبخطوه واحده كان يُحاصرها بين ذراعيه .. وأخذ يُنفخ انفاسه بوجهها
فأزاده سخونه .. وأقترب من وجنتها اليُمني ليُطبع قبلته قائلا : اسمعي كلامي وسيبك من الاكل
فحركت رأسها له بالرفض .. فأنتقل الي وجنتها الاخري ليطبع عليها قبله طويله وهمس : يعني برضوه مصممه
فأخذت تُحرك رأسها بنعم .. ليهتف بحنق : يقي كده ياحنين
وكادت ان ترد عليها بأعتراض لأقتراحه ..ولكن وجدته يغلق شعلة الموقد ..ويحملها بخفه علي ذراعيه فصرخت بفزع : نزلني يازين
وبدأت تُحرك قدmيها بعشوائيه كي يتركها الا انه صار بخطي سريعه نحو غرفتهما ليُتمتم :
لما نصحي نبقي نطلب اكل من بره ..
وأكمل بخبث : خلينا في اللي احنا فيه دلوقتي
...................................................................
وقف يتأملها بسعاده وهو يراها تقذف بحقيبتها أرضاً وتتأمل ذلك الفستان الذي قد وضعه علي فراشها
فتحركت ليلي بخطوات بطيئه وهي تخشي لمسه ليكون حلماً جميلا وينتهي .. وعنـ.ـد.ما وضعت بيدها عليه لمعت عيناها بالدmـ.ـو.ع وهي لا تُصدق بأنها سترتدي فستان ابيض وسيكون لها حفل زفاف كما تمنت .. وضمت الفستان لجسدها ودmـ.ـو.عها مازالت تتساقط
ليقترب نحوها بمشاعر خافقه وتأملها بحب .. ليجدها ترفع وجهها نحوه وتهمس : الفستان ده بتاعي انا
فحرك رأسه لها بصمت .. لتُكمل : يعني انا هلبسه
فأبتسم وعاد يُحرك لها رأسه .. لتغمض عيناها
فنظر الي دmـ.ـو.عها التي انحدرت بغزاره .. وجثي علي ركبتيه امامها وهمس بأسمها : مبسوطه ياليلي
فوجدها تفتح عيناها وتمسح دmـ.ـو.عها سريعا وتمتمت بنبره دافئه : انا مبسوطه اووي اووي ..
وعادت تتأمل الفستان بسعاده .. لتري تصميمه الذي يدل علي غلو ثمنه وهمست بعتاب : بس ده غالي اوي
فلم يجد رد  لها ..فبماذا سيرد علي تلك التي اعطته السعاده وانارت حياته وتنظر الي مايُعطيه لها بالكثير وترضي بأي شئ مهما كان
ورفع يديها نحو شفتيه ليقبلهما بقبلات متفرقه وهمس بعشق :
ده انتي اللي غاليه اووي ياليلي
وجلس بجانبها علي الفراش وضم وجهها بكفيه وأخذ يقترب من شفتيها .. ولكن صوت صغيره جعله يغمض عيناه يبتعد عنها
ليقترب منهما الصغير مُتسائلا : انتوا بتعملوا ايه
ونظر الي ليلي وذلك الفستان الذي بيدها .. لتلمع عيناه ويهتف : يلا نلعب عريس وعروسه ياليلي .. انا هروح اجيب البدله بتاعتي الجديده وانتي البسي الفستان ده
وفر من أمامهم كي يُنفذ ما اخبرهم به .. لتضحك هي بقوه ليُتمتم اياد بحنق : مبسوطه ياهانم
وعنـ.ـد.ما لمعت عيناها بالسعاده .. ابتسم بحب ..فوجودها أبدل حياتهم بالكامل هو وصغيره
ووضع بيده داخل جيب سترته ليخرج علبة قطيفيه جميلة اللون
ثم فتحها .. لتلمع عيناها بأنبهار فهي كانت تنظر للذهب وكأنه شئ ثمين .. ولكن الان هي تري خاتم ألماس يلمع ببريق جميل
وعنـ.ـد.ما وجدها صامته .. تناول يدها وأخذ يضع الخاتم به ..ثم انحني نحو جبينها ليلثمه بقبله حنونه دافئه  :
تقبلي تتجوزيني ياليلي
فأبتسمت وهي تُطالع ملامحه .. وهمست بخجل : ما احنا متجوزين
فضحك علي عبـ.ـاراتها وتنهد : انسي كل اللي فات ..
اعتبري اللحظه ديه هي بدايه حياتنا ..
واقترب من اذنها هامسً : فاضل اسبوع علي فرحنا
وعنـ.ـد.ما أبتعد عنها غمز لها بأحد عينيه .. لتخفض رأسها سريعا ...
ورغم ما اصبح بينهم الا انه لم يمتلكها بالكامل
فحركت رأسها بالموافقه وهي مازالت تُطالع الفستان دون النظر اليه .. لتجده يرفع وجهها نحوه ويُطالعها بنظرات عاشقه قد اذابت قلبها
واخذ يقترب منها بأنفاس سريعه وعيناه تلمع بوميض العشق والرغبه ..
خطت بخطوات هادئه نحو مكتبه .. بعد أن وقفت سكرتيرته أحتراما لها .. ومع كل خطوه كانت تخطوها نحو مكتبه
كانت تري الفقد أمام عينيها ..
لم يكن فقدها حباً وعشقاً كما ظنت انما حُبها كان لتلك الهاله
التي أحاطتها سنين زواجها منه
فزين كان بالنسبه لها فانوس سحريا أعطاها كل ما تمنت
هي تحبه ولكن ليس لحد الجنون الذي تُحب به أسمه بجانب أسمها .. او ان تسمع لقبها  المصحوب بكنيته
"مدام زين نصار " وعندما وصلت بعقلها الي هنا تأوهت بضعف .. لتجد نفسها تقف في مكتبه وزين يقترب منها مُرحبا
وتسائل بقلق : رحمه انتي سمعاني
فأخذت تُحرك رأسها يميناً ويساراً قليلا كي تفيق من وسواس نفسها فهي الأن طليقته وابتسمت بهدوء :
جيت أسلم عليك قبل ما اسافر فرنسا
فطالعها زين بهدوء وهو يشكر داخله صديقه الذي قد بعث دعوه لرحمه من أجل الانضمام اليهم ...
واكملت وكأنها مازالت تري انها زوجته : ممكن اغيب تلت شهور
وعندما أدركت بأن معرفته للمده التي ستغيبها لن تفرق معه ..فهي الأن ليست زوجته  تمتمت بأرتباك :
أسفه ، نسيت اننا خلاص انفصلنا
فأبتسم زين بدفئ وتناول كفيها ليحتويهم بين كفيه بدفئ:
اوعي تنسي في يوم ان هفضل سند ليكي يارحمه ..ومش معني اننا انفصلنا انك خلاص انتهيتي من حياتي .. هتفضلي برضوه انسانه عزيزه علي قلبي
فأوجعتها كلمته ..فهو لا يراها سوي احدا غالي فقط
ولكن الحب لم يُعطيه الا لها وحدها ..تلك التي لا تُقارن بها شئ
وعندما بدء شيطانها يُسيطر عليها ثانيه .. ابتسمت وابتعدت عنه وألتفت بجمود قبل ان تضعف اليه وتُطالب بأنتمائها له : مع السلامه يازين
..................................................................
جلست أمامهم بوجه محمر من تلميحاتهم المُخجله ..
فهي اليوم أجتمعت بصديقتيها خديجه وزينب التي اكتسبت صداقتها من العمل مع رحمه 
وعندما علمت زينب بأنها زوجة " زين " ذلك الرجل الذي يبهر الاعلام وموظفينه بحنكته وقسوته
وفهمت كيف تزوجها .. بدأت تتلاعب بها مثل خديجه صديقتها التي أستلمتها من اول لحظه رأتها فيها
فأما تقول لها بأنها ازدادت جمالا .. او انها اصبحت تبتسم كالبلهاء ..او ان عيناها بدأت تلمع بالحب
واخيرا صرخت بهم : بس كفايه .. انتوا مصدقتوا تعملوا حفله عليا
وأخفضت برأسها أرضً ، وفركت أيديها بتوتر من أخر جمله ألقوها وهما يتشاوروا بين بعضهم
" تفتكري زين بيه رومانسي ياخديجه "
لتضحك خديجه بخبث وهي تغمز لزينب الجالسه امامها :
"ما انتي شايفه الحب اهو .. والابتسامات اللي عماله توزعها "
فتسألت زينب بمكر :
"قولنا ياحنين ..هتروحوا شهر العسل فين ..اكيد زوجة زين نصار مش هتسافر اي بلد
وما كان منها سوي ان تمتمت : ها
لتضحك كل من خديجه وزينب .. وكادوا ان يبدئوا بتلميحاتهم الوقحه مُجددا الا ان صوت رنين هاتفها قد جعلهم يصمتون
فنظرت هي الي هاتفها بتوتر .. وارتباك .. ليتأملوها بخبث وقد أتكؤا بمرفقيهم علي الطاوله التي أمامهم متسائلين : ماتردي
فطالعتهم بنظرات مرتبكه ..ونطقت بخفوت : لاء مش مهم
وعندما عاد الرنين ثانية .. حاوطوها وقد لمعت عيناهم وهم يرون الأسم المدون به وهتفوا : اووه .. حبيبي
...................................................................
وقفت تصنع له القهوه بحب ..ونظرات حسنيه الحانيه تحتويها وتدعو لها بداخلها ان يديم الله عليها السعاده
وعندما انتهت من صنعها .. والخادمات ينظرون اليها ببتسامه لطيفه ..
أبتسمت حسنيه بحنان : ياسيدي علي الروقان
فطالعتها ليلي بسعاده .. فاليوم قد انهت اخر اختبار لها ورغم انها تشعر بالقلق من قرب موعد الزفاف والذي سوف تتحدث فيه مع اياد من اجل تأجيله لشهر اخر .. فيومين لن يكفيها لتستعد لتلك الحياه الجديده التي سوف تدخلها
فظهورها بأنها زوجته امام الناس بدء يُربكها
وكثيراً من الاسئله اصبحت تقتحم عقلها ..فمن هي ومن هو
وتنهدت بقلق بعد ان كانت سعيده
فربتت حسنيه علي يدها : القهوه هتبرد ياسرحانه هانم
فأبتسمت لها ليلي بخفوت .. وصارت نحو غرفة مكتبه
وبعد عدة طرقات ..اردفت اليه
ليبتسم اليها بحب وهو ينهض من علي مقعده وهتف بحب :
ملاكي الجميل جيبلي القهوه بنفسه
واقترب منها ..ليحتويها بذراعيه واتسعت ابتسامته اكثر وهو يري ارتباكها
فرفعت بيديها صنية القهوه وتمتمت بخجل : القهوه هتبرد
فتعالت ضحكاته وهو مازال يحتوي خصرها بذراعيه
وبدء يبعث في خصلات شعرها هامسً : خليها تبرد
واخذ منها تلك الصنيه اللعينه التي تقف حاجز بينهم .. وبدء يتسائل : محتاجه اي حاجه ياحبيبتي قبل الفرح
فأرتبكت ورفعت عيناها نحوه .. وأخفضتها سريعا لتخبره :
خلينا نأجل الفرح شهر كمان
فأبتعد عنها قليلا وأخذ يتأمل ملامحها حتي تنهد بحب :
ليه ياليلي ..
فأرتجف جسدها .. وبدأت تبكي بخوف : انا خايفه
وعندما نطقت بتلك الكلمه .. ضمها بذراعيه بقوه
وأخذ يُحرك يده علي ظهرها بحنو : ولو قولتلك اني مش موافق .. واني عايزك النهارده قبل بكره
وابعدها عنه ليري ملامح وجهها التي اغرقتها الدموع .. وتنفس بعمق ومدّ بكلتا كفيه نحو وجهها ليزيل دموعها بحنان
وهمس : فرحنا بعد يومين
وألتف بظهره يزفر أنفاسه .. وهو يُدرك أسباب خوفها ولكنه اقسم انه لن يجعلها تحزن ابدا وسيكون لها سنداً وسيعطيها من عمره فحياته دونها اصبحت لا شئ
وشعر بيدها الصغيره علي ظهره ..أرتعش جسده ليجدها تُتمتم بخفوت : مش هتندم في يوم اني مراتك
وعندما تفوه فمها بتلك العبارات ..ألتف اليها سريعا
ليكون رده قبلة عميقه وضعها علي شفتيها .. ليبتعد عنها بأنفاس متقطعه وهو يراها ذائبه بين ذراعيه
فقد ترك قبلته تُخبرها كم يعشقها ويطوق لحياته معها
.................................................................
أبتسم  زين بحب وهو يراها تجلس بجانبه .. تتأمل ملامحه
حتي انها قد تربعت وأسندت ذقنها علي مرفقيها المُثبتان فوق فخذيها ..
منظرها كان مهلك له ..حتي انه كتم ضحكاته وأشغل نفسه في مُحادثته مع شريكه الألماني في شركته القابعه بألمانيا
وفجأه وجدها تقترب منه وبدأت تتلاعب بخصلات شعره الناعمه .. وبعد أن كان يضع قدما علي قدم .. حرر قدميه
وجذبها من خصرها لتسقط في حجره ..
فشهقت حنين بفزع
وأخيرا شعرت بحماقة افعالها الجنونيه ..
فأخذ يُطالعها بمكر ، وكأنه يُخبرها بأنها أتت اليه بأرجلها دون عناء
وأكمل اندماجه في ذلك الحديث الممل الذي لولا اهميته لأنهاه سريعا .. وتفرغ لتلك التي يحترق جسده بها
فتأملته بحب .. وبعدما كانت تُريد الخلاص من مُحاصرته  استمتعت بذلك القرب حتي انها بدأت تقفر علي فخذيه كالطفله
ليكتم زين ضحكته بصعوبه .. ويضع بيده علي سماعة هاتفه الخارجيه وهمس بخفوت : حنين ، بطلي بدل ما اتهور عليكي دلوقتي
وأبتسمت وهي تري مدي أثارتها له .. وعندما رأت أرتباكه مع المتصل .. استكانت قليلا .. ونظرت الي عنقه الطويل ثم لحيته الخفيفه .. فأقتربت تُقبل عنقه وعانقته
ليمسك بيديها سريعا .. وهو لا يقوي علي افعالها
وهتف بصوت منخفض جدا : هوريكي اللعب علي اصوله بس بعد ما اخلص يازوجتي العزيزه
واخذ ينهي حديثه سريعا والذي لم تفهم منه شئ لكونه بلغه  اخري .. وهي مازالت تتلاعب بوجهه وتقبل عنقه بقبلتها التي نُخصصها للأطفال عندما تُعجبنا وجنتيهم الممتلئه
وفجأة شهقت بفزع .. وهي تراه يزيل سماعة الهاتف الخارجيه من علي اذنه وحملها بين ذراعيه وهو يهتف :
افتكري ان انتي اللي بدأتي ...
وغمز لها بأحدي عينيه .. لتفهم مقصده الذي اخجلها ورغم ذلك أصبحت تتوق له
...............................................................
ضحك هاشم بقوه وهو يتأمل زوجته التي تجلس حانقه منه ومن أفعاله ... بعد ان سمعته يتحدث مع احدهما في الهاتف بأمر الزواج الذي سيكون غدا كي تنتهي تلك السخافه ويساعد تلك التي تنتظر نجدتها من برثان ما اوقعه فيه اللعين حاتم بعد ان عادت الي اهلها كي تسير الامور علي النهج الصحيح
فهذا ما صمم عليه زين ..كي يجعل الفتاه لا تشعر بالنقص والخزي ..حتي انه هو من تحدث مع اهلها وافهمهم الوضع الذي اخفي الكثير من تفاصيله ... ولان اهلها اناس لا يعرفون المكر الذي اصبح يُحاوط الحياه تفهموا الامر .. ولمعت عيناهم عندما رأوا المال الذي عرضه عليهم
وتذكر محدت المُرتبك .. والذي يتحجج بالهروب من تلك الفكره رغم انه شعر بمشاعره نحوها
ووجدها تضربه علي صدره  : بتخوني تاني ياهاشم ، وياتري مين العروسه
لتزداد ضحكات هاشم .. وشعر بالنصر من حنقها
وعندما  وجدها ستبكي ... اسرع لضمها اليه
فقسوته قد انتهت وعلم بأن ملجأه الوحيد هي وابنتيه وطفلهم القادم
واخذ يوشوش لها : اهدي ياحبيبتي ، خلاص هحكيلك
فأبتعدت عنه سريعا .. وعقدت ساعديها : احكي يلا .. وبسرعه
فضحك علي هيئتها .. وبدء يسرد لها تفاصيل حكاية فاطمه بعيدا عن تلك الليله الاولي التي عرفها بها كي لا يفتح حسابات قديم قد اغلقت
وبعدما انهي تفاصيل الحكايه تنهد بأرهاق : ارتاحتي خلاص
ونظر اليها بقلق .. فصمتها هذا يدل علي كارثه
ولكنها أخلفت توقعته ووجدها تنقض عليه تُعانقه بطيبه وهي تهتف : طول عمرك قلبك ابيض ياحبيبي
فهبطت تلك الجمله علي قلبه بوخز ..فهو منذ اشهر قليله كان صاحب قلب متحجر لا يعرف الرحمه ..حتي هي عانت من سواد قلبه
وعندما شعر بقبلتها الحنونه علي احد خديه .. ضمها اكثر اليه
وهو يلعن شيطانه الذي كان يُسيطر عليه 
وابتعد عنها قليلا متُمتما بحب : انتي جميله وطيبه ازاي كده ياهبه
ورفع بيدها ليُقبل ظاهرها وباطنها بدفئ .. ووخزات قلبه تحرقه بالندم
.................................................................
كانت نائمه علي صدره ..تستمع الي تنفسه الصاخب
واحدي يديه تطوق خصرها ويده الاخري تحتوي يدها التي تضعها علي صدره
ليهمس زين بحب : عايزين نرجع بكره الفيله ، مش كفايه كده
ورفت رأسه بخفه : بس انا
فضمها اليه أكثر ، ووضع بيده علي شفتيها : حنين حياتنا هناك في بيتي ..مش هنا
فرفعت رأسها اليه وهي تعلم بأنه صبر عليها كثيرا وترك منزله الضخم ليعيش معها في تلك الشقه الصغيره التي شهدت بداية حبهم 
ولمعت عيناها .. وهمست برقه : اللي تشوفه ياحبيبي
فحدق بها زين وهو لا يُصدق بأنها نطقتها بتلك الرقه
فأبتسم وغمز اليها بأحدي عينيه وتمتم بوقاحه:
لاء كده احنا محتاجين ندوق العسل تاني
ليذهبوا معا لعالم تُرفرف فيه الفراشات .. عالم لا نصل اليه الا بعد صبر
.................................................................
دمعت عيناها وهي تري حسنيه التي احبتها تحتضنها .. وتمنت لو كانت والدتها معها اليوم .. وكلما جاء طيف والدتها زاد نحيبها
فأبتعدت عنه حسنيه هاتفه : ياحبيبتي مكياجك كده هيبوظ
وضمت وجهها بين يديها .. لتسمع صوت تلك المسئوله علي لمسات وجهها تؤنبها : بليز يامدام خلينا نخلص
فأبتعدت عن احضان حسنيه لتُكمل استعدادها لحفلة زفافها
فاليوم ستكون زوجته امام جميع الناس ..
وبعد ساعه .. كانت تتبطئ ذراعه بخجل
تتأمل نظرات الضيوف بخوف وارتباك
فمنهم من ينظر اليها بأنبهار ومنهم من يتأملها بحقد لانها نالت من كان محط انظار الجميع ومنهم من يقص حكايتها وكيف ووجدها وتزوجها ومنهم من يتعجب بأنها امرأه محجبه
ووجدت أياد يقف وسط ضيوفه .. لينحني نحو جبينها كي يطبع قبله حنونه عليه وكأنهم يُخبرهم بأن هي من أختارها ليُكمل حياته معها
فتوردت ليلي خجلا وهي لا تُصدق فعلته .. وسمعت تصفيق الحاضرين .. حتي سمعت صوت معتز السعيد : مبرووك ياليلي .. مبرووك يااياد
واحتضنا اياد بسعاده .. وهمس بجانب اذنه : هاخد سليم البيت معايا الايام ديه ..عشان ميشبطش فيك وميتعبش داده حسنيه لما تسافر شهر العسل
وابتعد عنه قليلا ليغمز له بأحد عينيه .. فوكظه اياد بذراعه
فصديقه الاحمق .. يُهئ له الاجواء كي ينفرد بعروسه
وعندما ألتف نحو زوجته الجميله .. رأها تمسك بيد سليم الذي يرتدي بذله منمقه تشبه بذلته فطفله يعشق ارتداء الملابس التي تشبه ملابسه .. وطالع معتز الذي وقف جانبه يضحك وتنهد بيأس : شايف ابني بيعمل ايه
وعندما وجد ليلي تلتف نحوهم بخجل .. سمع صوت صغيره الذي ألتف اليهم بدوره : انا وليلي حلوين مش كده يابابا
فأبتسم اليه اياد بحب واقترب منه كي يربت علي شعره ..وفجأه وجد طفله يركض وهو يصرخ : لوجي جات ، لوجي جات
فوضعت ليلي بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها .. ليُطالعها اياد بمكر : باعك من غير مايفكر ..
واحتوي خصرها بتملك قبل ان يسمع ردها ، وضمها لصدره ..ليتلقي معها تهنئة ضيوفه
وفي ركن بعيد قليلا في تلك الحفله .. جلست احداهن بجانب صديقتها  : شايفه ياسالي بيحبها ازاي
لتلمع عين سالي بغضب ..فالجميع اليوم يُخبروها بنفس الجمله وبفوزها بأياد زوجاً وكيف يُحبها وماذا ترتدي وكم هو سعيد .. فحملت حقيبتها ببرود وتمتمت : سلام يا شاهي
ورحلت وهي تلعن حظها ..ونظرت الي بنصرها  الايمن الذي يحتوي علي خاتم خطبتها وتمتمت : مش لازم اضيع ده كمان من ايدي
ورحلت بعد ان فقدت الامل في ان تعيد الاخر اليها .. فشهور كانت تركض خلفه وهو لا يُعيرها اي اهتمام وعندما جائت لها دعوة زواجه علمت بالسبب .. فهو اصبح عاشقا مُتيما
اما هو كان يقف يضمها بتملك ويهمس لها بكلمات جعلتها تتمني لو ان تنشق الارض وتبتلعها
وكلما ازدادت حمرة خجلها .. ازدادت كلماته الجريئه وزداد خوفها من تلك الليله التي سيضع فيها ملكيته عليها
..................................................................
اغمضت سهيله عيناها بخوف من الذي سيحدث لها عندما يعلم بأنها حاولت الفرار من سجنه عندما رأت قلة عدد رجاله ..فبعض الرجال قد انسحبوا من المزرعه
ولكن في النهايه هي جالسه تضم ركبتيها لصدرها تنتظر مصيرها ..فبالتأكيد لن يرحمها تلك الليله
وعندما سمعت صوت اقدام تقترب من باب حجرتها ارتجف جسدها وضمت ملابسها بقبضه يديها خائفه من عنفه في تعريها كما يفعل عندما يغضب منها
واغمضت عيناها اكثر .. وهي تري الباب يُفتح ويقترب منها
لترفع وجهها لذلك الواقف امامها .. والذي لم يكن حاتم
ووجدته يأمرها : يلا جهزي نفسك عشان نروح للباشا
فأرتجف جسدها اكثر ... وهي تستمع لصوت ذلك البغيض مثل سيده ... ورفعت وجهها نحوه ثانية لتري ندبه علي جبهته .. فلمعت عيناها بصدمه
واخذت تُحدق به بشرود .. فهي قد رأته منذ زمناً طويلا عندما كانت طفله تلهو في الحدائق العامه وهو مجرد متسول يجلس علي الارصفه يأكل من الصفائح .. لتأتي اليه كل يوم بمصروفها
ف الحديقه كانت قريبه من بيتها ... واستمر الحال هذا لشهرا كاملا حتي اختفي هو فجأه
ليُفرقع مسعد بأصابعه امام وجهها الذي رئه لمره واحده عندما اختطفها ولكنها لم تراه لاغمائها ..
وهتف بجمود : هتفضلي بصالي كتير
وعندما رأها تُحملق في ندبته ..شعر بأنها تشمئز منه
فأنحني ليجذبها من ذراعها بقوه : مش ناقص عاطله انا
واخذ يجرها دون رحمه ... لتنطق أخيرا بصوت متقطع وضعيف للغايه بسبب ضياع صوتها لفتره  :
انت الولد اللي كان في الحديقه من عشر سنين 
ورغم انها نطقت تلك الجمله بشك فمن الممكن ان يكون تشابه بينهم .. ولكنها حسمت امرها لعله يكون منقذها
ليقف مسعد من جرها ... واتسعت حدقتي عينيه
وهو يري الماضي البعيد الذي جعله هكذا
...................................................................
نظرت رحمه الي تلك الحفل الجميله التي دعوة اليها عقب وصولها بيوم .. كي يتم الترحيب بالمنضمين .. فراعي تلك الحمله كان رجل اعمال مصريا في الاصل رغم حياته الطويله التي عاشها في فرنسا لحبه لبلد والدته
واخذت تتأمل الحفله الرائعه بأنبهار .. فكانت حفله مُنمقه 
تجمع أرقي اطياف المجتمع الفرنسي ورجال الاعمال ذات اصول عربيه
ورغم شعورها بالحنق لعدم اهتمام احدا بها .. فالكل مشغول بمعارفه
الا انها قررت ان تستمتع .. وخطت بخطوات واثقه نحو الطاوله الطويله الموضوع عليها كافة انواع المشروبات والمعجنات..فأخذت مشروب البرتقال الذي تحبه كي يُنعشها
وبدأت ترتشف منه بتلذذ .. وألتفت فجأه لتنصدم بجسد قوي
فرفعت عيناها نحو الذي يُطالعها بغضب .. فهو كان سيمد بيده كي يتناول احدي المشروبات التي بجانبها ولكن ألتفاف جسدها فجأه جعلها ترتطم به .ليُتمتم بحنق : stupide
فأرتبكت رحمه وشعرت بالحنق منه ومن نعته لها بالغباء ولكنها زفرت انفاسها بهدوء : بردون
لتسمع صوت احدهم يُنادي علي ذلك الأحمق الذي يقف امامها ويُطالعها بنظرات غاضبه ..."عمر"
وعنـ.ـد.ما تلاقت عيناها مع ذلك القادm نحوهم .. حدقت به بقوه وهي تتذكر أين رأته ..
فأقترب منها الرجل ،ونظر الي أخيه الذي وقف يرتشف من كأس عصيره ببرود تام ، ليتنحنح حرجاً من تلك التصرفات التي لم تكن يوماً من طباعه ولكن الزمن قد فرض عليه ان يتخلي عن قناع المرح ليصبح رجلا بـ.ـارد كالجليد
فوقفت تتطلع رحمه لذلك الرجل ..الذي أخيرا تذكرته
فهو احد معارف زين وقد رأته يوماً عنـ.ـد.ما جائت هي وزين لفرنسا للأحتفال بعيد زواجهم الثاني ، ومن هنا أخذت تربط الاحداث ببعضها ، فيبدو ان دعوة ذلك العمل الخيري كان من تدبير زين
فرفع يده مصافحا لها ..كي ينهي ذلك التـ.ـو.تر :
نورتي الحفله يامدام رحمه
وبدء يُعرفها بهويته : انا عمار العشري
فأبتسمت وهي تُصافحه .. فأسمه تعرفه تمام فهو صاحب فكرة ذلك العمل والحفل والممول الرئيسي له
فحركت رأسها بهدوء وتمتمت : اهلا بيك
وأخذت تُحرك خصله من خصلات شعرها المُصففه بعنايه
لينظر هو الي أخيه الذي أنشغل في هاتفه
واعتذر نيابه عنه : انا بعتذر منك علي أسلوب عمر اخويا
وعنـ.ـد.ما لاحظ انهاء اخيه لمحادثته ..هتف بأسمه : عمر تعالا اعرفك علي مدام رحمه .. صاحبة شركة أزياء ومنضمه للعمل الخيري مع باقي الشركاء
فأقترب منهم عمر بهدوء بعد أن وضع هاتفه في جيب سرواله ببرود .. واخذ يتفحصها قليلا وتمتم داخله :
ملامحها جميله ولكنها بـ.ـارده
وياللسخريه هو من يُلقب بالبرود رغم وسامته التي تمتزج بين ملامح الشرق والغرب ... يراها هكذا
ومدّ يده كي يُصافحها ببرود .. وبدء يتحدث بالعربيه :
اهلا ..
فشعرت  بالحنق من نظراته وببروده ، ليُكمل عمار أخيه : عمر جراح قلب
فأتسعت حدقتي عيناها .. فهذا الرجل هو من يتداول أسمه في بعض المجلات والصفحات ولكن الصور التي تلتقط له لم تكن توضح ملامحه التي تراها اليوم
واخفت أنبهارها سريعا .. وهمست برقه نحو عمار وتجاهلت ذلك المتعجرف الذي لا يُعيرها اي انتباه : اتشرفت بمعرفتك ياأستاذ عمار ، انت راجـ.ـل كلك ذوق والحفله رائعه
وعلي سماع تلك الجمله ..ألتف اليها هو بنظرات متهكمه
وقد فهم بأنها تتجاهله كما تجاهلها
...................................................................
نظرت اليه بأمل كي يُخلصها من ذلك الجحيم الذي تعيش فيه
وأخذت تتمني لو انه حقا هو ذلك الشاب الذي كانت
تساعده قديما
ولكنه قد خذلها عنـ.ـد.ما سمعته يهتف بجمود : لاء مش انا
وأغمض عيناه بقوه وهو يتذكرها .. كم كانت فتاه طيبه حنونه لم تنفر منه كما كان يفعل البعض .. ولكن لو أنقذها اليوم فسيُعـ.ـا.قبه حاتم أشـ.ـد عقـ.ـا.ب
وتنهد بألم .. فرغم ما أصبح عليه فهو لا ينسي ديونه
وهي لها في رقبته دين كبير ..ونهرها بقوه : اتفضلي اقفي ، مينفعش أجرك كده قدام الحرس اللي بره
فأنحدرت دmـ.ـو.عها ، وهي تري أخر خيط لهروبها قد أنقطع
ووقفت سريعا ..كي تقف أمامه ونظرت اليه برجاء :
ارجوك انقذني حتي لو مكنتش تعرفني ..
وأنحنت كي تُقبل يده ..فسحبها بقوه وهتف : شكله يوم مش هيخلص ..امشي قدامي بدل ما اقول لحاتم باشا
وعنـ.ـد.ما سمعت أسمه ارتعش جسدها .. فتأملها مسعد بألم فهو يريد مساعدتها ولكن الان لن يستطع ..فستكون نهايته
وتمتم داخله : قريب هتخلصي من شره صدقيني ،
هانت حاتم نهايته قربت
ليتذكر تلك الصفقه الاخيره التي طمع بها حاتم دون اخبـ.ـار رئيسهم ..فهو سيستلم شحنة مـ.ـخـ.ـد.رات كبيره كي ينهي بعدها جميع اعماله هنا ويرحل ولكن هم لن يتركوه يعبث بمفرده
وعنـ.ـد.ما شرد قليلا .. انتبه أنها ركضت من امامه ..
فأتبعها بسلاحه .. رغم انه يعلم بأنها لن تفر منهم بسهوله
وصرخ عاليا بالرجـ.ـال الواقفين بالأسفل : حاوطوا البيت بسرعه
فأستعد الرجـ.ـال .. وحاوطوا المكان كما أمرهم 
واخذ يدور بعينيه في كل ركن من اركان البيت فهي بالتأكيد لن تكون فرت بتلك السرعه ..وبدء يُنادي عليها بقوه : اطلعي وارحمي نفسك من اللي هيحصلك ... الباشا لو عرف مش هيسيبك
فكانت  تحبس أنفاسها ..اسفل احدي المنضدات التي أصبح هو بجانبها ، وعطست فجأه لينحني مسعد نحو الأسفل
ليجدها تجلس اسفلها ترتجف وتغمض عيناها .. فضحك بسخريه وسحبها بقوه وقبل ان تنطق بشئ .. كان الظلام يُحاوطها بعد أن تلقت ضـ.ـر.به علي رأسها
...................................................................
كان يري سعادتها القويه كلما ألتف نحوها ، فعنـ.ـد.ما سألها عن المكان الذي تُريد الذهاب اليه أخبرته بأنها تريد ان تذهب الي مزرعته التي في قريتها
فهو تمني ان يقضي رحلة زواجهم في دوله أخري .. ولكن طلبها لابد ان يُنفذه ، وألتقط يدها التي تضعها في حجرها
وقبلها بحنو ..لتلتف اليه بسعاده وهي لا تُصدق بأنها في طريقها الي قريتها البسيطه والتي تحتل مزرعته جزء كبير منها
ووجدها تضع رأسها علي صدره وتمتمت : انا فرحانه اووي ياأياد
فأنحني قليلا نحو رأسها ليُقبلها .. وهمس برقه : ربنا يقدرني واقدر افرحك ديما
فرفعت عيناها لتُطالعه بحب .. فتأمل وجهها الجميل وفستان عرسهم الذي مازالت ترتديه ، فأعتدل في جلسته ليميل نحوها قليلا رغم احتلال فستانها للمقعد الخلفي حتي انه يضع جزء منه علي فخذه وحرك يده علي وجهها وهتف بأشتياق :
كنتي جميله اووي النهارده
فأزداد أحمرار وجهها .. وكادت أن تخفض رأسها
الا انها شعرت بيده ترفعها .. ليميل نحو وجنتيها ليُقبل كل منهما بقبله عميقه
وعنـ.ـد.ما تذكرت امر السائق الذي يقود السياره نحو المزرعه ابتعدت عنه سريعا وهمست وهي تُشير نحو السائق :
عمي ابراهيم 
ليضحك اياد علي فعلتها ..وقبل ان يعتدل في جلسته كي لا يتهور عليها .. قرر بأن يُخجلها قليلا فمال نحو اذنها هامسً : ده انا بوستك من خدودك ، اومال لما ابوسك من هنا دلوقتي هتعملي ايه
وعنـ.ـد.ما أشار علي شفتيها .. رفعت بكفها الصغير لتضعه عليهما كي تحميهما من افعاله
فكتم ضحكته بصعوبه من منظرها .. واقترب اكثر منها ..حتي انها ألتصقت ب باب السياره المجاور لها
فرفع احدي حاجبيه وتمتم بخفوت : شكل الليله النهارده هتكون طويله اووي معاكي ياليلي
وبعد مرور ساعه...
كان يُطالعها وهي نائمه علي كتفه .. ليبتسم اليه السائق بعدmا وصلوا الي المزرعه
ليُحرك يده بخفه علي وجهها كي تستيقظ .. ولكنها كانت نائمه بعمق .. فتأمل فستانها الضخم وتنهد وقد قرر حملها
وعنـ.ـد.ما أصبحت بين ذراعيه .. كان يطوق بشوق لتلك اللحظه التي سيأخذها فيها لعالمه ليعلمها بحور عشقه
ونظر الي الخادmه التي وقفت تُرحب بهما بوجه بشوش
فهي تري سيدها يحمل زوجته العروس النائمه
فخجلت من ذلك المنظر لكبر سنها ... وتمتمت : ربنا يسعدكم يابيه
ليتحرك أياد نحو الأعلي .. واتجه الي الغرفه التي طلب تنظيفها وفرشها بأثاث جديد
ووضعها علي الفراش ليجدها تتحرك كي تنام علي جانبها
لينفس انفاسه بقوه .. وهو يُتمتم بحنق : الليله باينه من أولها
وانحني نحوها هامسً : ليلي اصحي
فلم يجد منها أستجابه .. فقرر ان يضع بيده علي جسدها كي يهزها قليلا .. ولكنها لم تستيقظ
وهتف : لاء كده مش هينفع ، انتي بتهزري
وجلس بجانبها .. ونظر الي وجهها وبدء بتقبيلها لعلها تستيقظ فتعمق النوم الذي هي فيه غريب فيبدو انها تتهرب منه .. وعنـ.ـد.ما بدء يتعمق في تقبيلها علي شفتيها
ازاحته عنها وبدأت تتنفس بصعوبه .. ليضحك ساخراً :
بتلعبي معايا ياليلي
فطالعته بخجل ونعاس ..فهي تُريد النوم كما انها لا تُريد ان تكون تلك الليله هي ليلتهم الاولي فالأمر بالنسبه لها يُخجلها بشـ.ـده فبعد نصائح حسنيه لها بدأت ترتعب
وأخرجت صوتها بخجل : انا عايزه انام
ليُحدق اياد بها وقرر ان يُجاريها قليلا قبل ان تقع في حصاره : طب قومي غيري فستانك الأول
وبالفعل نهضت ..فالفستان كان يخـ.ـنـ.ـقها في نومتها
وطالعت الحجره وباب المرحاض وهتفت : ممكن تخرج بره
وما كان منه سوي ان هتف : نعم !
ولكن عنـ.ـد.ما رأي رجائها .. حمل ملابس نومه وترك لها الحجره وهو يعلم بأن الليله ستحتاج الي الصبر
فوقفت في منتصف الحجره بعد أن اغلقتها بمفتاحها .. واخذت تزيل فستانها بصعوبه .. وعنـ.ـد.ما يأست من سحب سحابه بدأت تبكي ومع اخر أمل لديها في ان تستطيع خلعه
نجحت فمسحت دmـ.ـو.عها برضي لما حققته بعد يأس
لتنظر في المرآه الي جسدها الشبه عاري فخجلت بشـ.ـده
وكلما جاء بذهنها ما سمعته عن تلك الليله .. أنتفضت بخـ.ـو.ف
هي كانت تفرح بقبلاته وحـ.ـضـ.ـنه ولكن اكثر من ذلك لم تفكر
وأتجهت نحو الخزانه التي تحتوي علي الملابس التي بعثتها حسنيه قبل أن يصلوا ... فأتسعت عيناها بخجل وهي تري تلك القمصان الفاضحه وأتجهت نحو البيجامـ.ـا.ت التي بصعوبه أقنعت حسنيه بأنها ستحتاجها وقد أعدتهم هي في الحقيبه قبل ان تستكمل حسنيه وضع باقي الملابس .. فشعرت بالرضي بتلك البيجامه التي بيدها
وشهقت بفزع وهي تري تحرك مقبض الباب واياد يهتف بحنق : بتقفلي الباب كمان ياليلي
ثم تابع : بقالك ساعه بتغيري هدومك
وبدلا من أن تصمت ..تمتمت : ديه نص ساعه بس
ليجذب هو خصلات شعره بقوه : طب اخلصي عشان نصلي ونتعشا ..
وتأمل ساعه يده : انا قولت الليله ديه مش هتعدي بالساهل
فضحكت وهي ترتدي ملابسها بسرعه ..فكلمـ.ـا.ته رغم انها تعلم باطنها الا انها كانت تجعلها تضحك
وركضت نحو المرحاض كي تتوضئ .. وبعدها بدأت ترتدي اسدال الصلاه
وكل ذلك  كان يتحرك أمام الباب دون هواده
وهتف بحنق : لو مفتحتيش هكـ.ـسر الباب
وبعد انتهاء تلك الكلمه .. وجدها تفتح الباب
فطالعها بتفحص ..فهي كانت امامه كالملائكه ورغم اخفائها لكل جزء بجسدها حتي شعرها الا ان رغبته بها لم تنطفئ
وابتسم وأقترب من وجنتيها كي يقرصهما بخفه :
ساعه عشان تفتحي 
وتابع بمكر : ايه اللي لبساه تحت الاسدال
فخجلت من كلمـ.ـا.ته ، ليضحك قائلا بحب :
طب يلا عشان نصلي 
................................................................
نظر بغضب الي رجـ.ـاله وهو يري مسعد يحملها بين ذراعيه
فحملها منه ليهتف بقسوه : ليلتكم سوده معايا
وأردف للداخل وصعد بها الي أحدي الغرف كي يضعها فيها وبدء ينظر الي وجهها الشاحب ..ليتعالا غضبه
فهبط اليهم وهو يهتف بمسعد : عملت فيها ايه أنطق
لتلمع عين مسعد وهو يري سيده المـ.ـجـ.ـنو.ن بها ..هو يعلم ان سيده يحبها ولكن حبه كالعنه التي ستُحطمها وتمتم دون ان يُخبره بطلبها او معرفتها به : حاولت تهرب ياباشا .. ومكنش في حل غير كده ..خـ.ـو.فنا تعملنا شوشره في الطريق
ليُطالعه حاتم بغضب فعنـ.ـد.ما سمع كلمه هروب جن جنونه
ليركض لأعلي .. ووقف امام فراشها : يعني كل اللي بعمله عشانك برضوه عايزه تهربي مني
فهو قد نقلها لمزرعة أحد اصدقائه المهاجرين لدوله اخري بعد ان شك بمراقبه البوليس لمزرعته 
فبدأت تفتح عيناها بألم .. ليقترب منها حاتم بغضب :
عايزه تهربي مني ياسهيله
وعنـ.ـد.ما رأت وجهه ..ارتجف جسدها بخـ.ـو.ف ليهتف بجمله قد حطمتها : طارق عرف انك لسا عايشه وانك مراتي
وتركها وانصرف وهو يتذكر انه اليوم فجر ذلك الخبر لطارق الذي انتهي بضـ.ـر.ب رجـ.ـاله له بعد ان حاول ان يقــ,تــله بسبب دنائته التي لم يتوقعها ..فصديق عمره هو من فعل كل هذا
وتزوج خطيبته وحبيبته ..
اما هي جلست مصدومه .. وانهمرت دmـ.ـو.عها بقوه وهي لا تُصدق بأن طارق عرف بزواجها منه.. فكيف سيكون حاله
وكيف سيظن بها
................................................................
وقف يُحدق بها وبفعلتها .. فعنـ.ـد.ما بدأت تخلع أسدال الصلاه عنها قد كان يتوقع ان يراها بشكل أخر .. ولكنها فجأته بشكلها الطفولي وببجامتها .. ولكن ليس ذلك ماجعله يقف مصدوما .. فتأملها وهي تُغطي جسدها بمفرش الفراش وتنظر اليه
عنـ.ـد.ما ركضت نحو الفراش وقفزت عليه بسرعه البرق ..  فبدء يُهدء من نفسه
وابتسم وأقترب منها ليجلس بجانبها علي الفراش :
حلوه البيجامه
فتأملت بيجامتها ونظرت اليه  : اه ومريحه اوي
وبدأت تتثاوب .. فطالعها أياد بتسأل : انتي هتنامي
فحركت رأسها بخفه : اه ، تصبح علي خير بقي
وتمددت علي الفراش واغمضت عيناها .. لتجده ينحني نحو وجهها ليهتف : ليلي
ففتحت عيناها .. لتجده قريبا منها للغايه ...فسحبت المفرش نحو وجهها كي تُغطيه 
ليضـ.ـر.ب هو كف بكف : صبرني يارب
وبدء يشعر بخـ.ـو.فها .. فهمس بحب : طب تعالي نتعشا
ورغم جوعها ..الا انها رأت ان النوم أفضل لها
كي تتلاشي تلك الليله .. وتمتمت بنعاس : لاء انا هنام
وبالفعل ذهبت في ثبات عميق دون شعور ...
ليبتسم رغم حنقه منها .. وتمدد بجانبها وضمها اليه بحب
وأخذ يشم رائحتها الجميله ، وعنـ.ـد.ما تحركت ومالت أتجاهه
بدء يشعر بأنفاسها الدافئه علي ذراعه فأقترب منها اكثر
ليضع برأسها علي صدره .. وظل لساعه يتأملها برغبه
واغلق وفتح عيناه لمرات عديده ..
ولكن عنـ.ـد.ما وضعت بأرجلها عليه .. أطاحت بأخر ذره لتحمله ..
فشعرت بأنفاسه وهو يُقبلها لتفتح عيناها بصدmه ..
وقبل ان تتحدث ..هتف : سيبتك ساعه نايمه
فتضيع الكلمـ.ـا.ت .. ويذهبوا لعالم يُطوقه الحب 
.................................................................
وقف علي أعتاب المطبخ لأول مره .. ليري زوجته تقف وسط الخادmـ.ـا.ت تتعلم منهم بعض الاكلات وتُساعدهم
لتنظر اليه تلك السيده التي دوما ارتاح لخدmتها في بيته
فأبتسمت 
فبادلها زين الابتسامه .. وأشار اليهم بالأنصراف قبل ان تشعر به
فهي مشغوله بتزين قالب الكيك .. وتسألت :
فين الكريز يابدور عشان أحطه عليها
وتابعت بأحترام لتلك المرأه الكبيره والتي هي كريمه:
تفتكري ياأم علي هتطلع حلوه .. انا اول مره أعمل تورته
وألتفت نحوهم بعدmا لم تجد رد وشعرت بسكون المكان
فشهقت بفزع .. وهي تراه خلفها يبتسم
وعنـ.ـد.ما رأي هيئتها الملطخه بالدقيق ..ضحك بقوه  : انتي كنتي في حرب مع الدقيق ولا ايه
وتابع : اتصاحبتي علي الخدامين بالسرعه ديه
فهي بالفعل قبل ذلك لم تكن بينهم اي علاقه سوي  تنظيف حجرتها او جلب لها مـ.ـا.تطلبه منهما ..غير ذلك كانت تجلس بغرفتها لانها تري نفسها ليست سيدة المنزل اما الان فهي تشعر بأنها حقاً صاحبته دون ان تشعر بأنها منبوذه
وأبتسمت وهي تُحرك له رأسها قائله بفخر :
ديه قدرات علي فكره
فتمتم ضاحكا : اخيرا لقينا ليكي قدرات في حاجه يا حنين هانم
وأقتربت منه تُشاكسه .. ووضعت بيدها علي بذلته الأنيقه المنمقه وبدأت تنفضها له ببعض الدقيق
ففزع زين من فعلتها.. ثم رفعت أيديها نحو عنقه لتلطخه أيضا .. وبدأت تُمرمغ جسدها بجسده .. حتي علق الدقيق بأسفل سترته
وابعدها عنه .. كي ينظر الي هيئته ليُتمتم : انا عارف ان ديه هتكون النهايه
وضحك علي طفولتها التي يعشقها .. ومال نحو خصلات شعرها ليعبث به قليلا وتمتم ضاحكا :
اطلعي انضفي ياسوكه
وذهب من أمامها .. لتركض نحو جناحهم ونظرت الي هيئتها بصدmه ..  فتلك الفتاه التي اشتهر اسمها بسبب هيئتها الضاحكه  أنضف منها وهي التي كانت تظن مجرد غبـ.ـار للدقيق فقط .. فدقيق وكريمه وشكولاته التزين ..
غير شعرها الذي أصبح كأرسال القناه الرابعه
وعنـ.ـد.ما سمعت صوت اقدامه ..ركضت داخل المرحاض
ليسمع اغلاق باب المرحاض .. فيضحك بعلو صوته عليها
...................................................................
نظر هاشم الي زوجته بحب ..فهي قد اصرت ان تأتي معه الي ذلك العرس البيسط ،فهو أصبح يري في فاطمه شقيقه له
فلن ينسي في يوم انها كانت سبب من اسباب صحوته
وبعدmا كان يُطالعها بحب .. فزع من دهسها لقدmه لتُتمتم :
بقالي ساعه بنادي عليك
فنظر اليها هاشم واخذ يضـ.ـر.ب كف بكف : طب ودوسي علي رجلي يامفتريه
وتابع بصوت خافت : انا حاسس ان الحمل ده اثر عليكي وبقيت جبـ.ـاره ..
وهتفت بحنق : مش وقته دلوقتي ..تعالا ندي العروسه هديتها
فأبتسم عنـ.ـد.ما تذكر تلك الهديه التي كانت خاتم واسوره :
يلا ..نسلم عليهم ونمشي
وغمز اليها بأحد عينيه : ونكمل اللي كنا بنقوله
ففهمت مقصده .. وطالعته بدلال .. واقتربت منه لتهمس :
يبقي انت اللي هتنيم بناتك وتحكيلهم حدوته
وماكان منه سوي ان هتف : زوجه مصريه اصيله ، تشجع الواحد انه يلعب بديله
وطالعها بفزع بعد ان سمع اسمه : هــاشـــم
...............................................................
مر علي زواجهم يومان .. يومان عاشت فيهم كالأحلام
تستيقظ ليأخذها ثانية لعالمه
فتحت ليلي عيناها بتكاسل
لتراه يتأملها بحب ..فأبتسمت ليقترب هو منها كي يقبلها بعشق ..ودفن وجه في عنقها ليهمس : مساء الخير ياكسلانه
فأنتفضت من نومتها .. لتتأمل الحجره المضائه فالظلام قد حل وهاهو ثالث يوم يضيع دون ان تخرج تتنزه في مزرعته
وتذهب الي بيت والديها الذي باعه اخيها قبل سفره
فهو السبب في تلك الايام التي تضيع.. وتذكرت افعاله فأشتعلت وجنتيها بالخجل
فهو رجلا بـ.ـارع فقد جعلها تطوق له كل دقيقه كما يطوق لها اما بكلمـ.ـا.ته او افعاله الجرئيه
وتمتمت : اه تالت يوم ضاع .. واحنا مبنخرجش من البيت
فضحك علي حنقها الطفولي .. وطوق خصرها بذراعيه بعد أن اعتدل في جلسته علي الفراش : الايام جايه كتير ..
وغمز اليها بأحدي عينيه وتابع : مـ.ـا.تيجي نكمل كلامنا
وكاد ان يأخذها لعالمه الذي لا يشبع منه ... فوضعت يدها علي صدره وتذكرت ان تلك الجمله لا تنتهي الا بمطاف ثاني مخجل وهتفت : كفايه كلام ..
وتابعت بتذمر : انا كرهت الكلام ده .. انت مش بتشبع
ومع أخر كلمـ.ـا.تها ... لم يستطع ان يتمالك ضحكاته
فوجهها وهي تُحادثه ذكرته بأبنه سليم عنـ.ـد.ما يغضب من شئ
فنهض من فوق الفراش ورفع حاجبه بمكر : ماشي ياليلي ، انتي الخسرانه
وتعالت ضحكته كلما تذكر طريقة تذمرها ..
هو بالفعل زادها كثيرا ولكنه كل ليله يرغب بها أكثر ، فمعها ينسي كل شئ
لتجده يخرج من الغرفه ..ومازال يضحك ..فنهضت من فوق الفراش وهي تبتسم علي تلك الحياه التي تعيشها
حياه تستحق أن تسجد كل يوم لله تحمده وتشكره علي نعمته
...................................................................
ذهب الي بيته بعد مساعدة صديقه له .. ليجلس علي أحد الارائك بتعب ومازالت الكدmـ.ـا.ت علي وجهه وذراعه مجبسه
لينظر اليه صديقه بأسي : طارق
فيرفع طارق عيناه له بشرود ..فكلما تذكر تلك الورقه اللعينه التي رأي فيها اسمها بجانب أسمه ..تشتعل النار بداخله
أما كلمـ.ـا.ته تقــ,تــله .. ومازال صداها في اذنه
" مين قالك اني خـ.ـطـ.ـفتها ..هي هـ.ـر.بت معايا بأرادتها ..حتي اسأل عمها "
ليُأكد عمها كلامه ..
ليشعر بيد صديقه علي كتفه وهو يتسأل : عايز حاجه مني قبل ما امشي
فتمتم بخفوت : شكرا يا أسر
وبالفعل رحل صديقه بحـ.ـز.ن عليه ، ليصـ.ـر.خ هو عاليا ويبدء بتحطيم كل شئ امامه
...................................................................
فتحت مكتبه بنعاس ، وتأملته وهو جالس يُطالع بعض الأوراق ..ليبتسم متسائلا : ايه اللي صحاكي
فأقتربت منه وجلست علي حافه مكتبه .. واخذت تفرك عيناها ..ليضحك زين عليها : أطلعي كملي نومك ياحبيبتي
فنظرت اليه بأعتراض .. فهي قد نامت مبكرا حتي انه استغرب هذا .. ورفعت جسدها علي المكتب بعد ان حركت بعض الاشياء وحركت رأسها كي تُنعش نفسها قليلا :
انت بتعمل ايه ؟
كان سؤال احمق ، ولكن جعله يضحك حتي انه ترك له طريق للدعابه معها : بلعب ياروحي
وعنـ.ـد.ما سمعت نبرة أستهزائه .. وكظته علي صدره
ليضحك بعلو : ايدك بقيت تطول
وجذبها نحو حجره ليسقطها عليه .. وبدء يدغدغها بقوه
حتي دmعت عيناها وأخذت تترجاه : زين خلاص ، والله حرمت ..هلم ايدي بعد كده
وعنـ.ـد.ما لم تجد رد .. ومازال في فعلته ويضحك عليها ،اكملت بأنفاس متقطعه : وهلم لساني كمان .. ابوس ايدك  يازين
فلمعت عيناه وهو يُطالعها كيف تتلوي بين ذراعيه ..وتركها وتأمل وجهها المحمر : بشرط
وكادت ان تعدل جسدها وتتحرر من تلك الجلسه المخجله ..فمنامتها القصيره قد ارتفعت لأعلي فخذيها بسبب حركتها
ولكنه حاصرها بقوه .. وعنـ.ـد.ما لم تجد مفر : قول طيب الشرط
ليضحك علي نبرتها ..فرفعها قليلا كي يعدل جزعها العلوي ونظر الي شفتيها قائلا بخبث : بوسيني
فنفذت طلبه ،وقبلت وجنته وعنـ.ـد.ما اعترض ، ذهبت لتُقبل وجنته الاخري وخرج عن طوره المرموق وهتف :
انتي بتبوسي صاحبتك
وأشتعلت وجنتيها بخجل .. وتمتمت بحنق : انا ست مؤدبه
فحرك حاجبيه بمكر .. لتُتابع هي : زين تليفونك بيرن
فنظر الي هاتفه الموضوع علي مكتبه وكان في وضع الاهتزاز .. فألتقطه ليغلقه
وهتف : مدام منفذتيش الشرط ..يبقي
ولم يُكمل باقي عبـ.ـاراته .. وعاد ليُدغدغها ثانية
لترفع يديها بأستلام : خلاص  انا موافقه اعمل اللي انت عايزه
فتركها ضاحكا : مبتجيش غير بالتهديد
وأشار نحو شفتيه : يلا
وبدأت تقترب منه .. وأنحنت نحو شفتيه لتقبله بقبله سريعه
فضحك .. لتهتف بعد ان ضـ.ـر.بته علي صدره : ابعد بقي
وشهقت بفزع وهي تراه يحملها علي ذراعيه ..ليصعد بها لأعلي وهتف بمكر : ابعد مين ، ده انتي اللي جتيلي برجليكي 
.................................................................
وقف بسيارته ..بعدmا لمح طيفها ورغم انه لم يراها غير يوم الحفل ..الا ان ملامحها مازالت عالقه بذهنه
وترجل ببروده الذي صنعه الزمن .. واغلق باب سيارته بهدوء
وصار نحوها ليسمع صوت شهقاتها ..فقد كانت تقف تبكي
لا تعلم لما تبكي .. ولكن تلك الوحده التي تخاف منها دوما ستعود لحياتها ..فزين اصبح له حياه وغارق بعشق تلك التي أدخلتها بأرادتها لحياتهم .. حتي لا اهل ولا عائله لها
وتذكرت فادي صديقها فحتي هو رحل
ليقف هو بجانبها : كنت فكرك مبتعيطيش
وتابع : بس اظاهر ورا قناع البرود .. قناع تاني اسمه الضعف
لتلتف اليه رحمه وهي تعلم هويته فصوته البـ.ـارد ...لم تنساه
فهو الرجل الوحيد الذي لم يعيرها اي اهتمام حتي انه ذكرها بزين
وعنـ.ـد.ما ألتفت له .. ألتف هو ايضا ..لتتلاقي أعينهم بصمت
هي تبكي وهو يقف يُحدق بها يري فيها ملاك قديم قد احبه ولكن مـ.ـا.ت
ورفع بيده نحو وجهها ليمسح دmـ.ـو.عها .. وتسأل : كنتي بتعيطي ليه
فأغمضت عيناها وهي تشعر بملمس يديه علي وجهها .. فأزداد ارتجاف جسدها .. وفتحت عيناها لتنصدm
فهو كان سيُقبلها ولكنه أبتعد عنها .. وتمتم بعدها بجمود : تعالي عشان اوصلك
..................................................................
لمعت عيناها وهي تري اطفالا صغارا يخرجون من بيت والديها القديم ويمرحون امام البيت
فتأمل أياد سكونها .. وشعر بيدها التي أزداد ضغطها علي يده
وسألها بقلق : انتي كويسه ياليلي
فرفعت عيناها الدامعه نحوه .. واشارت نحو فتاه صغيره بضفائر : كنت شبها وانا صغيره ..
وعادت بذاكرتها الي طفولتها التي قضتها في جدران ذلك البيت رغم ماعانته فيه الا ان دفئه لم تري قط ..
وضم جسدها بذراعه وهو يتألم لحالها  :
هشتريلك البيت ياليلي
فهتفت بأعتراض : لاء
وتابعت : حـ.ـر.ام احرم اصحابه من حياتهم .. واخد حاجه من حقهم دلوقتي
فأبتسم وهي يري مدي طيبة قلبها : هشتريلهم بيت بداله واحسن كمان ..المهم عندي ارجعهولك
ولم تشعر بنفسها سوي وهي ترفع يده لتقبلها دون خجل حتي لو رئها احد من أهل بلدتها فهم اصبحوا يتناولون سيرتها وما أصبحت عليه فرحلت وعادت بذلك الرجل الذي دوما كان حديثهم عليه وعلي ثرائه
..................................................................
طلقات تتعالا .. ورجـ.ـالا تسقط .. ليتأمل حاتم رجـ.ـاله اللذين يتساقطوا امام عينيه واحد يلو الاخر ..ليبقي اثنان معه
فأرتعش جسده بخـ.ـو.ف من تلك النهايه التي يخشاها ..وصرخ بالرجلان .. ليسقط منهما احدهم ويفر الاخر هاربا بعد ان تلقي رصاصه بذراعه
ليُطالع حاتم الرجـ.ـال التي حاوطته .. واقترب منهما زعيمهما
وهتف : عارف تمن الخيانه في شعلنا ايه ياحاتم
فأرتعش جسده بخـ.ـو.ف .. ليُتابع الواقف امامه وهو يضحك :
الـــــمـــــوت ...
"مـ.ـو.ت" عنـ.ـد.ما خرجت تلك الكلمه ..أرتجف جسده من الخـ.ـو.ف .. فمازال لديه احلام يريد ان يُحققها ومال يطمح بأن يجمعه مهما كان .. وأنتفض سريعا من سير أفكاره قبل ان يأمر رئيسهم احد رجـ.ـاله بأن يقــ,تــله
وجثي علي ركبتيه امامه وهتف برجاء : ديه اول غلطه ليا ياباشا ، هتنسي حاتم راجـ.ـلك المخلص
ليُحرك الواقف رأسه وهو يُطالعه : كنت مخلص ياحاتم ، وابتديت تلعب بديلك كتير ..وريحتك فاحت خلاص
ليُكمل حاتم توسلاته : خد الصفقه ياباشا ، بس بلاش قــ,تــلي
فضحك ساخراً : وانت فاكر ان الصفقه مبقتش بتاعتي
وبدء يُطالعه بنظرات قويه .. ونظر الي مسعد الذي يقف  خلفه واشار اليه : انت بقيت الراجـ.ـل بتاعي يامسعد
لتتسع ابتسامة مسعد فتلك الكلمه دوما انتظرها بعد ان جعل حاتم يقع بشر أعماله مع ذلك الزعيم الذي لا يرحم.. فلن ينسي يوماً تلك التي طمع بها حاتم .. فتاة فقيره مريـ.ـضه كانت تعمل في مصنعه من اجل لقمة العيش وعنـ.ـد.ما رأها ذلك اللعين
فعل بها دنائته وانتهك جسدها دون رحمه بعجزه فلم يتحمل قلبها فعلته ولا صراخها
فمـ.ـا.تت ..فقد كانت مريـ.ـضه قلب
حاتم الجبان وضع لها منوم في الشاي وبعد ذلك بدء في تعريتها وفعل تعذيبه السادي معها .. ليتحول مسعد من رجل مخلص كان يعمل ساعي في مصنعه لزراعه الأيمن بعد ان خدعه واثبت له بأن حياة الشرف ليست حياته وان نبتة شيطانه تُريد ان تتحرر من تلك المفاهيم التي لا تُجني شئ
وعنـ.ـد.ما رأي نظرات حاتم المُسلطه نحوه .. ضحك وهو يقترب من رئيسهم : ايه ياحاتم باشا بتبصلي كده ليه
ونظر الي رئيسهم الذي وقف يُتابع المشهد بهدوء واكمل : الباشا الكبير عارف رجـ.ـالته المخلصين كويس..
ليضع ذلك الرجل الذي يرتدي قبعه ونظارة سوداء بيده علي كتف مسعد : انت من دلوقتي من رجلتي يامسعد
ليُطالعهم حاتم وقد شل لسانه عن الحديث فالكل متفق عليه  ومسعد الحقير الذي ورطه في اعمال كثيره بعيده عن اعين رئيسهم كان يتودد له في الخفاء من اجل منصبه
واخيرا نطق حاتم : كـ.ـلـ.ـب .. عضيت الايد اللي اتمدتلك ياشحات
فألتف مسعد الي رئيسهم الذي قد ملّ ..وامر :
يتقــ,تــل ويدفن ومحدش يعرفله مكان
وتابع وهو يتذكر زعيمهم الذي يُحرك رجـ.ـاله في جميع انحاء البلاد والذي لا يعلمون مكان اقامته فكل ما يتلقوه منه اوامر تأتي من مساعده : شغل العيال ده بيزعل الباشا الكبير
وتحرك من امامهم برجـ.ـاله .. بعد ان بصق علي حاتم ..فكل ماكان يصله عن حاتم جعله يبغضه .. فمسعد اتقن لعبته وورط حاتم حتي جعله كارت محروق
ليقف مسعد برجـ.ـاله حول حاتم الذي مازال علي الارض
لا يستوعب كل ماحدث ..فالكل خانه حتي من ظنه برجله
وهاهو الان ينتظر قرار مـ.ـو.ته .. وبدء عقله يعمل سريعا
لينظر الي مسعد الذي وقف يُطالعه مع رجلا تحمل ملامحه الشر : هكتبلك كل املاكي .. وهبقي الراجـ.ـل بتاعك يامسعد بس بلاش تقــ,تــلني ..
وعنـ.ـد.ما رأي ضحكات مسعد الساخره اكمل : انت ناسي فضلي عليك
لتتعالا ضحكات مسعد وهو يتذكر افضاله .. فأفضاله جعلته شيطانا مثله ويالها من أفضال عظيمه قد قدmها له
لينحني مسعد نحوه قليلا : ايه ياباشا اول مره اعرف انك زي العيال الصغيره كده . ولا رجولتك مبتظهرش غير علي الستات
واكمل بمكر : ده لو كنت بتعرف اصلا
فقهق الرجـ.ـال المُحاوطون لهم .. فأشتعلت النيران بجسد حاتم
وصرخ : كـ.ـلـ.ـب وخـ.ـا.ين ...
ليُطالعه مسعد بضحكات قويه : تربيتك ياباشا ، ما انت برضوه خُنت الراجـ.ـل اللي علمك الشغل وقــ,تــلته
وتابع واراد ان ينهي ذلك الحديث الذي اضاع وقته : كله سلف ودين ..
واكمل بشر : ديونك عندي كتير ..ولو قررت اخلصها فيك مش هرحمك
وصار وهو يُشير لذلك الرجل الذي كان يقف منذ البدايه ينظر اليه بشر ..يُريد ان يثأر لشرف اخته التي قــ,تــلها بعد ان رأها تجلس مع احد الرجـ.ـال الذين كان حاتم يقودها اليهم من اجل الا يستغل شريط الفيديو المسجل لها ويفـ.ـضـ.ـحها .. ولكن في النهايه الفضيحه قد ظهرت وقد قــ,تــل اخته التي رباها
وهتف مسعد : شوف عاوز تعمل في ايه واعمله ..
وأمر ثلاث رجـ.ـال من رجـ.ـاله : خليكوا معاه .. وخدوه علي المخزن وبعد كده اقــ,تــلوه ..سامعين
ليصـ.ـر.خ حاتم بمسعد .. الذي انصرف وهو يضحك لما حققه
وعنـ.ـد.ما جاء بذهنه سهيله التي بدء يلعب شيطانه معه بأن يأخذها اليه كما اخذ هو منه ورد حبيبته
...................................................................
وقفت خلفه تتأمل هيئته الرجوليه الطاغيه ... وعنـ.ـد.ما شاهد انعكاس صورتها في المرآه وتلك النظره التي يعشقها في عينيها
ألتف سريعا ليجذبها امامه قائلا بشوق : زوجتي الكسوله ، بتعمل ايه
فأبتسمت اليه ورفعت يديها نحو ازرار قميصه وبدأت تغلقها له وتوقفت عند عضلات صدره وامالت رأسها لتطبع قبله دافئه عليه ..ليرتجف جسده لتلك الفعله ..فزوجته اصبحت تتعلم سريعا فنون الانوثه
وعنـ.ـد.ما رفعت رأسها نحو وجهه ..همست برقه :
عايزه ارجع اشتغل تاني
فتدارك فعلتها ..فحماقئه تجعل جسده يشتعل بها ثم بعدها تتفوه بما لايعجبه ورفع احد حاجبيه بعدmا تمالك نفسه وتنهد : انا قولت برضوه الرقه اللي علي الصبح ديه مش من سمـ.ـا.تك
ولمس وجهها بأنامله : شكرا لخدmـ.ـا.تك يازوجتي العزيزه
وبدء يُكمل اغلاق قميصه .. وهو يلعن افعالها التي ستُجلطه فبعدmا كان يُحلق عاليا اسقطته أرضاً بذلك الطلب الذي لا يُريده رغم انه لم يفعل ذلك مع رحمه ولكن هي لا يُريدها ان تعمل
فتفاجأت بفعلته .. وتسألت : موافق مش كده
وتابعت بهدوء : ولا بتفكر
وعنـ.ـد.ما لم تجد رد .. ورأته انهي ارتداء سترته وبدء يربط رابطه عنقه : انت مبتردش عليا ليه
وظلت هكذا ..دون ان تسمع له صوت ..اما هو كان لا يهتم بما تتفوه به واصرف ذهنه بعيدا عنها كي لا يفتعل مشكله معها في الصباح فهو يعلمها تمامً بالصباح تكون شئ وبالمساء شئ اخر
وأتجه نحو غرفة الملابس بعد ان شعر بأن لون رابطة عنقه لم تعجبه .. فأتجهت خلفه : يازين رد عليا بقي
وظل يبحث عن لون أخر يناسب بذلته ..وكاد ان يلتف فصطدm رأسها بصدره ..فضحك علي هيئتها ..لتصرخ بألم :
اه ياراسي
وخرج صوته اخيرا : ما انتي اللي ماشيه ورايا زي الأتب
ومال عليها ليحتوي وجهها بين كفيه : اول مره اعرف انك لحوحه ورغايه كده ياروحي
فأغمضت عيناها وبدء نداء عقلها : اهدي واتدلعي عليه عشان يوافق ..العصبيه هتخسرك .. وهيعند
وكاد ان يتحرك من امامها ، فوجدها تتعلق بعنقه قائله برقه : زين حبيبي
فتنهد زين مُتمتما : زين حبيبك ...قولتيلي
ورفع بيديه نحو يديها كي يزيلهما من علي عنقه .. فأكملت : جوزي حبيبي .. يا أحلي واجمل راجـ.ـل في الدنيا
ورفعت أطراف قدmيها كي تصل لوجنتيه .. وبدأت تقبلهما
ليُطالع هو افعالها الغير معتاد عليها .. وفجأه وجدته يُحاوط خصرها بذراعيه ليحملها ... وتناول شفتيها وبدء يُقبلها
وبعدmا انهي قبلته التي اطاحت عقلها .. وضعها علي الارض ومال عليها هامسً بعد ان اغلقت عينيها :
بلاش تلعبي معايا ياروحي ...
وانصرف من أمامها وهو يضحك بقوه
ففتحت عيناها واغلقتهما وهي تستوعب ماحدث فاللعبه قد أنقلبت عليها وها هي الخاسره وكيف لا تخسر وهي أمام رجلا كزوجها وهتفت بحنق : ما انت " زين نصار " هكسب قصادك ازاي
وتمالكت اعصابها التي أسترخت من قبلته .. وانصرفت خلفه لتجده ينثر عطره الذي تعشق رائحته
فمدّت شفتيها كالأطفال : انا عايزه اشتغل يعني عايزه اشتغل
وتابعت بقهر : ومدام الدلع مش هينفع ..هنكد عليك يازين
فلم يتمالك نفسه وضحك بقوه .. فلو ذهب لاحد المسارح التي تعرض المسرحيات الفكاهيه لن يضحك هكذا
وقبل ان ينصرف من أمامها .. مال نحو وجنتها ليطبع قبلته الدافئه  : ايوه كده ارجعي للتشرد بتاعك ياحياتي
وصار بخطوات سريعه من امامها .. وهو يضحك فلو ظل امامها قليلا فلن يخرج سالما
فوقفت تتطلع الي غرفتهما الواسعه بعد ان انصرف وتمتمت بحنق : ماشي يازين .. وتذكرت نصائح صديقتها خديجه في فنون الدلال : وقال ادلعي عليه ..هيوافق علطول ويقولك حاضر ياحياتي ..
واكملت وهي تضغط علي شفتيها بتوعد : اه لو كنتي قدامي دلوقتي ياخديجه
..................................................................
كانت تضحك كالأطفال وهي تطعم الفرس الصغير قطع السكر ..فتأمل أبتسامتها التي كل يوم تجعله يقع صريع حبها
فصدق من قال ان الابتسامه تسرق القلوب وتسحرها
وهو بالفعل أصبح مسحوراً بها .. لتنظر اليه ليلي بعد ان دغدغ الفرس كف يدها بفمه كي يلتقط قطعة السكر
وهتفت بسعاده : اتعود عليا .. انا فرحانه اووي
فأقترب منها .. وابتسم بعدmا أصبح يقف خلفها : مش قولتلك هيتعود عليكي بسرعه ..مجرد بس تلمسيه براحه وتأكليه
فداعبت بيدها رأسه ..ليرفع قدmيه الفرس وبدء يعلو صهيله كي يُعبر عن سعادته
فخطت بخطوه للخلف وهي خائفه .. فصطدm ظهرها بصدره
ليضمها اليه بحنان قائلا وهو يضحك : متخافيش ياحبيبتي هو كده بيلعب معاكي
وعنـ.ـد.ما سمع ردها الطفولي زادت ضحكاته : بجد بيلعب معايا يااياد
ليديرها نحوه .. وتأمل ملامح وجهها الهادئه ورغم انها ليست فائقة الجمال كزوجته السابقه الا انه يراها أجمل امرأة بالكون  : بجد ياروح وعقل وقلب اياد
فأشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل .. واخفضت وجهها سريعا وهي لا تقوي علي سماع المزيد من كلمـ.ـا.ته التي تعشقها
ليرفع وجهها .. وبدء يُحرك يده علي ذقنها الناعم برقه .. ويُطالع عيناها التي أصبحت تلمع ببريق كالسحر
فطالعته بخجل ...
ومن بعيد كان يقف أخر يحترق بنيران الغيره .. فهو يمنع حب زوجته له .. ومن يخفق قلبه لها عاشقه في حب رجلا اخر وكيف لا تعشق ذلك الذي أكثر ثراء منه ومكانة
فهو أيضا لديه الاموال واسم العائله ولكن لن يصل بكل هذا الي " اياد المنصوري "
لتلمع عين ياسين بالأنكسار وهو يري بعينيه حقيقة لابد ان يُصدقها ليلي اصبحت لغيره
وانصرف بعد ان نسي ماجاء من اجله ..فأبيه يُريد ان يُرحب بهم بضيافتهم ببيت العائله
.................................................................
وضعت أمامه أطباق الطعام بنظرات مُنكـ.ـسره ..فمنذ ليلة زواجهم وهي هكذا
وبعد أن ظنت بأنها ستبدء حياة جديده كباقي الفتيات
لكن الماضي اللعين لم يتركها ..فمدحت مثل اي رجل شرقي ..عنـ.ـد.ما علم بقصتها نفرها واخبرها صراحة
" انا اتجوزتك يافاطمه اكراماً لزين بيه .. وتابع بقسوه : احنا عمرنا مانكون زوجين طبيعين ..انا مقدرش انسي ان راجـ.ـل غيري لمسك حتي لو مفقدتيش عُذريتك "
تلك الكلمـ.ـا.ت وقعت كالخنجر علي قلبها .. ولكن في النهايه قررت ان تعيش تخدmه وتُلبي طلباته دون ان تحلم بحياه اكثر من ذلك
فهو قد أكرمها واعطاها اسمه .. ام هي فلها الله رحيم بها
وعنـ.ـد.ما سقطت دmـ.ـو.عها دون اراده .. وجدته ينظر لها بجمود
فمسحت دmـ.ـو.عها سريعا وهي تُحاول جاهده ان تنسي احداث تلك الليله وتمتمت : في حاجه تاني نقصاك
فطالعها مدحت قليلا ..ثم عاد ينظر الي الطعام الذي امامه : شكرا يافاطمه
فتحركت من أمامه كي تأكل طعامها بالمطبخ...فهو لا يطيق مكوثها معه في اي مكان
وبدأت بطعامها وتنهدت بأسي : لدرجاتي بقيت عبئ علي غيري
اما هو عند اول لقمه تناولها ..شعر بالأختناق ..فهو يُصارع قلبه الذي يُريدها اما عقله يُخبره بروجلته
ونهض من علي مقعده ، ليحمل بهاتفه وانصرف سريعا من الب